You are on page 1of 19

‫النظام التعليمي يف السودان ‪ -‬التحديات والفرص‬

‫)حالة دارفور(‬

‫إعداد بروفيسور محمد أبو أمام‬

‫جامعة السودان المفتوحة‬

‫ورقة مقدمة إلى ‪ :‬منظمة فريدريتش ايبرت األلمانية – الخرطوم‬

‫‪Friedrich-Ebert-stittung Khartoum - Sudan‬‬

‫نوفمبر‬

‫‪2015‬‬
‫َّ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َّ م‬ ‫َّ‬
‫ِمْسِب اللـه الرْحـن الرحيم‬

‫نظام التعليم في السودان ‪ -‬الفرص والتحديات (حالة دارفور)‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر التعليم ركيزة أساسية من ركائز البناء والتنمية والتغيير االجتماعي في كافة دول‬
‫العالم بال إستثناء ‪ ،‬وهو إستثمار في أغلى ثروة تمتلكها األمم وهو رأس المال البشري‪ .‬وتحتل‬
‫مؤسسات التعليم بشقيها (العام والعالی) مكانة مرموقة ومتميزة في دول العالم المتقدمة‪ ،‬بل‬
‫تحتل المكانة األولى وخاصة الجامعات‪ ،‬وذلك لدورها الريادي والقيادي في المجتمعات التي‬
‫وجدت فيها هذه المؤسسات‪ ،‬وتزداد أهميتها بشكل كبير في دول العالم الثالث أو الدول النامية‪،‬‬
‫وينظر إليها على أنها مصنع إلعداد العناصر البشرية التي تقع على عاتقها عملية التطوير‬
‫والتقدم التي تنشدها الدول وتتسابق إليها‪.‬‬

‫وقد حققت المجتمعات في الدول الغربية والواليات المتحدة األمريكية واليابان وبعض‬
‫شامال في‬
‫ً‬ ‫وتقدما‬
‫ً‬ ‫بلدان العالم األخرى المتقدمة نهضة علمية كبري وتكنلوجية هائلة‪ ،‬ومذهلة‪،‬‬
‫شتى المجاالت‪ ،‬كما حققت الرفاهية والعيش الكريم لشعوبها‪ ،‬كل ذلك يفضل نظمها التعليمية‬
‫الراسخة التي تم التخطيط لها بكفاءة وفعالية لتسهم في مواجهة تحديات العصر ومتطلباته‬
‫ونشر المعرفة وتوسيع آفاقها‪.‬‬

‫أن مخرجات التعليم الحالية في معظم الدول النامية والسودان جزء من هذه المنظومة‪ ،‬ال‬
‫تتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين ويمع إحتياجات سوق العمل‪ ،‬وذلك لغياب الرؤية‬
‫الواضحة من مخرجات التعليم للمخططين والعاملين في اإلدارات التعليمية‪ ،‬وأصبح خريج‬
‫(‪)١‬‬
‫المؤسسات التعليمية يحتاج إلى إعادة تأهيل وتدريب‬
‫سوف تناقش هذه الورقة النظام التعليمي في السودان ‪ -‬الفرص والتحديات بالتركيز على‬
‫دراسة حالة دارفور والتي يواجه فيها النظام التعليمي تحديات جمة وتراكمات عديدة غير أنه‬
‫قبل ذلك البد من الحديث بشيء من اإليجاز عن تطور النظام التعليمي في السودان‪.‬‬

‫دخل التعليم الحديث في السودان في فترة الحكم التركي المصري ‪1885 - 1821‬م‪،‬‬
‫وكانت البدايات متواضعة‪ .‬إذ رأى محمد على باشا بعد أن بسط نفوذه على السودان أن ال‬
‫سبيل لنشر المدنية والتقدم في بالد السودان دون اإلهتمام بنشر التعليم‪ ،‬غير أن الحكومة‬
‫المصرية لم تعمد في بادئ األمر إلى إنشاء المدارس في السودان على النحو الذي شهدته‬
‫مصر‪ ،‬وفضلت بأن تبعث بأبناء السودان النابهين إلى مصر ليتعلموا فيها‪ ،‬فبعثت في بادئ‬
‫(‪)٢‬‬
‫األمر بستة طالب التحقوا بمدرسة الزراعة‪.‬‬

‫وبعد أن أتم المبعوثون األوائل دراستهم في مدرسة الزراعة تقلوا إلى مدرسة األلسن وذلك‬
‫ليتذوقوا طعم المعارف التمدنية لينشروها في بالدهم وفقا لما رواه رفاعة الطهطاوي‪ ،‬ويخدموا‬
‫(‪)٣‬‬
‫أهداف الدولة المصرية ومشروعاتها في السودان‪.‬‬

‫وتوالت بعثات الطالب السودانين إلي مصر وارتفع عددهم خالل تلك الفترة الي مائة‬
‫طالبا(‪ )4‬تطور اهتمام الحكومة المصرية بالتعليم الحديث في السودان إذ قرر عباس األول إنشاء‬
‫ً‬
‫مدرسة حكومية في الخرطوم تعتبر أول مدرسة نظامية في السودان موافقة ألصول المدارس‬
‫المصرية لكي تقوم بتعليم أبناء السودان وتنتشر الوعي التعليمي بينهم‪ ،‬وكذلك أبناء المصريين‬
‫طالبا(‪ )5‬وعين رفاعة‬
‫الذين استوطنوا في السودان‪ ،‬وكانت المدرسة تسع لنحو مائتين وخمسين ً‬
‫رافع الطهطاوی ناظ ار لهذه المدرسة يعاونه عدد من األساتذة األكفاء أمثال محمد بيومي وأحمد‬
‫(‪)٦‬‬
‫طائل‪ ،‬وخليفة عمرو وکان افتتاح المدرسة في يوليو عام ‪1853‬م‬
‫اتسع نطاق تجربة المدارس الحديثة في السودان بحيث لم تقتصر على الخرطوم‪ ،‬بل‬
‫أمتدت الى أقاليم السودان األخرى‪ ،‬إذ بلغ مجموع المدارس من هذا النوع في مديريات الخرطوم‬
‫ودنقال والتاكا خمس مدارس‪ ،‬ذلك أن السودان وخاصة في والية موسي حمدي باشا (‪- 1862‬‬
‫‪1865‬م ) ‪ -‬الذي نجح بفضل حسن إدارته واصالحاته في جذب السودانيين إليه ‪ -‬كان في‬
‫حاجة إلى طائفة مدربة من أبناء السودان الستخدامهم في وظائف الحكومة في أعمال‬
‫(‪)٧‬‬
‫الحسابات والتحريرات‪.‬‬

‫وقددد أسددهمت هددذه المدددارس ‪ -‬علددى الددرغم مددن قلتهددا ونظ درة السددودانيين إليهددا ‪ -‬فددي رفددع‬
‫الوعي والمدنية لدى فئة قليلة من السدودانيين الدذين التحقدوا بهدا‪ ،‬وخاصدة مدن قددر لهدم إاللتحداق‬
‫بعدها بالمدارس المصرية لالستزادة من العلم‪ ،‬وأضيفت لهذه المدارس مدرسدتان أخرتدان إحدداهما‬
‫(‪)٨‬‬
‫في سواكن واألخرى في مصوع بعد ضمهما لإلدارة المصرية في السودان عام ‪.1865‬‬

‫وظلت هذه المدارس تؤدي رسالتها‪ ،‬واستمرت مفتوحة األبواب ويزداد عددها سنة بعد‬
‫(‪)٩‬‬
‫أخرى إلى أن قامت الثورة المهدية ‪1881‬م حيث تم اغالقها مع قيام الثورة‪.‬‬

‫التي اهتمت بالخالفة وتعليم القرآن الكريم ولقي ذلك تشجيعا كبي ار من اإلمام المهدي‬
‫والخليفة عبد اهلل وكانت تدفع رواتب الفقهاء‪.‬‬

‫ومع بداية الحكم الثنائي أسندت أعمال التعليم الى المستر بونهام کارتر‪ ،‬السكرتير‬
‫القضائي لحكومة السودان‪ ،‬باإلضافة إلى عمله‪ ،‬وفي عام ‪1900‬م تم تعيين جميس كري مدير‬
‫(‪)١٠‬‬
‫ومدير للمعارف‪ ،‬وكان کری يعمل موظفًا بنظارة المعارف المصرية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫الكلية غردون‬

‫انتهج مستر کری سياسة تعليمية تقوم على أسس إقتصادية وسياسية وادارية فمن الناحية‬
‫اإلقتصادية كانت السياسة ترمي إلى تعليم جيل من أبناء السودان الصناعات و ِ‬
‫الحرف لتستغني‬
‫بهم الحكومة هناك عن المصريين واألوربيين ذوي األجور المرتفعة‪ ،‬ومن الناحية السياسية هو‬
‫(‪)11‬‬
‫تعليم السودانيين بما يجعلهم قادرين على تفهم نظام الحكم وأغراض اإلدارة الجديدة‪.‬‬

‫وقد اعترف جيمس كرى )‪ (carry‬بأنه ينبغي أن يلم السودانيون بقدر من العلم كمحاولة‬
‫لرفع مستواهم الى الذي يفهمون به النظم اإلجتماعية واإلدارية الجديدة‪ ،‬وأنه كان يسعی إلنشاء‬
‫طبقة من المتعلمين في السودان يعرفون القراءة والكتابة والحساب بالقدر الذي يسمح لهم‬
‫(‪)12‬‬
‫بالتعيين في الوظائف الدنيا في اإلدارة‪ ،‬فالحاجة كانت ملحة لهم وليست التي تعليم أعلى‬

‫وكان نظام التعليم الذي بدأ خطواته جيمس كري يشمل ‪ :‬مدارس أولية‪ ،‬ومدارس فنية‬
‫لتدريب طبقة صغيرة من الحرفيين لسد حاجة البالد‪ ،‬ومدارس ابتدائية لتخريج طبقة من صغار‬
‫الموظفين لاللتحاق بالحكومة‪ .‬مع تدريب فئة من المتعلمين ليصبحو معلمين فيما بعد‪ ،‬إضافة‬
‫إلى جهود كلية غردون في التعليم الفني والمهني وظل هذا النظام إلى أن وصل إلى شكله في‬
‫دويا‬
‫عام ‪1909‬م فأصبحت أقسامة ‪ :‬مدارس تحضيرية أولية‪ .‬وقد لقي هذا النوع من التعليم ً‬
‫في نفوس السودانيين لشموله على تعليم علوم القرآن الكريم‪ ،‬وقد بلغ عددها في عام ‪1924‬م‬
‫(‪ )78‬مدرسة أنتظم بها ثمانية ألف تلميذ‪ ،‬أما المعلمين فكانوا من خريجي المدارس اإلبتدائية‬
‫ومدرسة المعلمين في أم درمان ‪.‬‬

‫المدارس اإلبتدائية‪ :‬وكانت تهدف إلى تخريج موظفي الحكومة وكانت مرحلة تلي مرحلة‬
‫التعليم األولى وكانت تستوعب أبناء موظفي الحكومة وأبناء البيوت الكبيرة‪.‬‬

‫أما بقية أنواع التعليم فقد ضمتها كلية غردون التذكارية‪.‬‬

‫وهي مدرسة ابتدائية ومدرسة المعلمين والقضاء الشرعي ومدرسة صناعية لتعليم ِ‬
‫الحرف‬
‫(‪)١٣‬‬
‫الالزمة للحكومة والموظفين ومعمل التحليل الكيماوي‪.‬‬
‫وكانت مناهج الدراسة في كلية غردون تنصب حول تحقيق أهداف اإلدارة البريطانية‬
‫فليس هناك مجال لدراسة العلوم الطبيعية‪ ،‬أو التاريخ‪ ،‬أو الحديث أو األدبية‪ ،‬وانما معظمة‬
‫تمرين علي اآللة الكاتبة أو علي الشؤون الهندسية العمالية والمحاسبة لكي يمأل الطالب وظيفة‬
‫صغيرة في الحكومة اليصلح في عمل سواها‪ ،‬وال يفقه شيئا في عالم األدب والتاريخ واالجتماع‪.‬‬

‫(‪)١٤‬‬
‫وقد فصل التعليم في السودان ليناسب مجريات الضروريات لمثل هذه الوظائف‪.‬‬

‫أما في مجال تعليم البنات فإن حكومة الحكم الثنائي لم تهتم بتعليم المرأة‪ ،‬ولم تنشئ أي‬
‫كبير وكانت هناك نظرة إجتماعية سالبة تجاه تعليم‬
‫عيبا ًا‬
‫مدرسة لتعليم البنات الذي كان يعتبر ً‬
‫البنات ‪،‬إلى أن تصدى بابكر بدري وافتتح أول مدرسة أولية للبنات في عام ‪1911‬م‪ ،‬في رفاعة‬
‫(‪)15‬‬
‫وكانت نواتها كريماته‪ ،‬وبنات بعض من اهتدى بهديه‪.‬‬

‫وقد ووجهت مصلحة المعارف في ذلك الوقت بتحد كبير تمثل في شكوك السودانيين في‬
‫أسلوب التعليم الجديد‪ ،‬فقد ظل عالقًا بأذهانهم أن تعليم القرآن في الخالوي هو األصل‪ ،‬أما‬
‫علوما جديدة علي أيدي مدرسين أجانب فكان ذلك محل ريبة لديهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫تلقى أبنائهم‬

‫وقد عالج مستر كري ‪ Carry‬هذا الموضوع بمنع استعمال اللغة اإلنجليزية في المدارس‬
‫األولية‪ ،‬واشرك الفقهاء الذين كانوا يعلمون القرآن الكريم في الكتاتيب في هذه المدراس وذلك‬
‫)‪)١٦‬‬
‫لفترة‪ ،‬ثم ألغي هذا األسلوب بعد تسلم خريجي مدرسة المعلمين عملهم في المدارس‪.‬‬

‫كانت أصداء المهدية راسخة في ذهن اإلدارة االستعمارية البريطانية ولذلك كانت تتعامل‬
‫بحذر شديد مع الخالوي و التعليم الديني عموما حيث كانت تراعي شعور السودانيين وال تريد‬
‫أن تصطدم بهم‪ ،‬وفي نفس الوقت كانت تسعي إلدخال العلوم الحديثة ألغراضها‪.‬‬
‫استمرت اإلدارة البريطانية تنشئ المدارس في أنحاء متفرقة من مديريات السودان خالل‬
‫فترة الحكم الثنائي ‪،‬ولما نالت السودان استقاللها في عام ‪1956‬م فأن الحكومات المتعاقبة علي‬
‫ايدا بنشر التعليم وتوسيع قاعدته‪ .‬وفي البداية تم إعداد اإلستراتيجية‬
‫اهتماما متز ً‬
‫ً‬ ‫حكم البالد أولت‬
‫على أسس علمية وتخطيط سليم‪ ،‬مما جعل المؤسسات التعلمية السودانية ذات شهرة عالمية‬
‫مثل خور طقت الثانوية ‪ -‬وادي سيدنا ‪ -‬حنتوب وغيرها وجامعة الخرطوم والمعهد الفني وبخت‬
‫الرضا وغيرها من معاهد تدريب المعلمين المتميزة‪ .‬واعتمدت المؤسسات التعلمية في السابق‬
‫(‪)17‬‬
‫علي التخطيط العلمي المبني علي االسس التربوية السليمة‪.‬‬

‫وتميزت تلك الفترة التاريخية باإلنضباط واحترام المعلم والتزام الطالب باللوائح والنظم‬
‫التربوية‪ ،‬وكان المعلم دوره في التربية والتوجيه والتدريس واالشراف علي النشاطات الالصفية‬
‫(‪(18‬‬
‫للطالب‪.‬‬

‫بدأ التدني في المؤسسات التعلمية يظهر بعد أن طبقت حكومة مايو ‪1969‬م السلم‬
‫التعليمي تحت شعار الثورة التعلمية ‪،‬ولم يصاحب التغيير أعداد المناهج والكتب الدراسية‬
‫والمباني والتجهيزات والمعدات الالزمة بعد أن ازدادت السنوات الدراسية بالمرحلة اإلبتدائية من‬
‫أربع سنوات إلى ست سنوات‪ ،‬كما صاحب تطبيق السلم التعليمي نقص في أعداد المعلمين‬
‫المؤهلين لتدريب طالب الصفين الخامس والسادس‪.‬‬

‫وتواصل التدهور لمستوى التعليم العام عندما أقدمت ثورة اإلنقاذ الوطني الي تقليص‬
‫سنوات التعليم العام من إثنتي عشرة سنة إلي إحدي عشرة سنة وذلك بدمج المرحلة االبتدائية‬
‫في مرحلة األساس لتصبح ثمان سنوات بدال من تسع سنوات‪.‬‬
‫وقد أدي ذلك بالطبع الي تدني مستويات الخريجين وعدم قبول بعض الجامعات‬
‫البريطانية لخريجي كليات الطب السودانية الذين يودون التخصص فيها بحجة أن هناك سنة‬
‫مفقودة في التعليم العام وقد فطنت الدولة لهذا األمر ورأت إعادة هذه السنة بصورة تدريجية‪.‬‬

‫عددا كبير من الجامعات في كل والية‬


‫أما التعليم العالي فقد شهدت فترة اإلنقاذ إنشاء ً‬
‫من واليات السودان بلغ عدد أكثر من (‪ )25‬جامعة حكومية‪ ،‬ولم يسبق ذلك تخطيط علمي‬
‫وقامت هذه الجامعة في كثير من األحيان في بناء مدارس متوسطة أو ثانوية‪ ،‬وواجهتها‬
‫تحديات كبيرة تمثلت في شح الموارد المائية التي سببت لها إربا ًكا في تنفيذ خططها وبرامجها‪،‬‬
‫وضعف البنيه التحتية من معامل وورش وقاعات دراسية وغيرها‪ ،‬والنقص السريع في أعضاء‬
‫هيئة التدريس المدربين‪.‬‬

‫التعليم في دارفور‪:‬‬

‫نظر لبعد منطقة دارفور عن وسط السودان كانت فترات خضوعها للحكومة المركزية‬
‫ًا‬
‫في الخرطوم أقل من غيرها من بقاع السودان إذ لم تخضع للمركز إال بعد استشهاد السلطان‬
‫علي دينار في عام ‪١٩١٦‬م‪ ،‬ولذلك فقد عانت معاناة كبيرة في الخدمات التعلمية‪ ،‬وتعرضت‬
‫لإلهمال والتهميش من قبل الحكومات الثنائية‪ ،‬والوطنية المتعاقبة بعد االستقالل‪.‬‬

‫ومن خالل تتبع أحوال التعليم في مديريات السودان المختلفة خالل فترة الحكم الثنائي‪،‬‬
‫نصيبا سواء في عدد الطالب أو عدد المدارس‪،‬‬
‫ً‬ ‫نجد أن دارفور كانت أقل مديريات السودان‬
‫فإحصائية توزيع المدارس اإلبتدائية في شمال السودان لعام ‪1934‬م ترصد أنه التوجد مدرسة‬
‫حكومية واحده علي مستوي التعليم اإلبتدائي في دارفور‪ ،‬وكان نصيب اإلقليم من طالب كلية‬
‫طالبا‬
‫طالبا لمديرية الخرطوم‪ ،‬و‪ً 45‬‬
‫احدا في نفس العام مقابل ‪ً 194‬‬
‫طالبا و ً‬
‫غردون التذكارية ً‬
‫(‪)19‬‬
‫طالبا لوادي حلفا‪.‬‬
‫لبربر و‪ً 19‬‬
‫وبالنسبة للمدارس األولية في شمال السودان سنة ‪1934‬م نجد أنها كانت (‪ )93‬مدرسة‬
‫(‪)20‬‬
‫لم يكن فيها لدارفور سوی مدرستان فقط‬

‫تأسست األولي بمدينة الفاشر عام ‪1917‬م‪ ،‬وحضر حفل افتتاحها المستر سافيل باشا‬
‫مدير مديرية دارفور إنذاك‪ ،‬والقائم مقام ماكما يكل وزعماء السودان إسماعيل األزهري كبير‬
‫قاضي قضاة دارفور وغيرهم من الزعماء ووجهاء البالد‪.‬‬

‫(‪)21‬‬
‫أما‬ ‫وبدأت المدرسة بتاريخ ‪١٩١٧/٣/١٩‬م برئاسة الناظر محمد فضل ابو قرجة‬
‫المدرسة الثانوية فقد تأسست بمدينة نياال في عام ‪1920‬م وهي المدرسة الشمالية‪.‬‬

‫وبعدها أنشئت مدارس في الجنينة وزالنجي وكتم وام كدادة وكان عدد تالميذ المدارس‬
‫المنشاة في السودان في ذلك الوقت يقترب من ‪ ١٠.٠٠٠‬تلمي ًذا لم يتعد نصيب دارفور منها‬
‫غير ‪ ١79‬تلمي ًذا فقط‪ ،‬أي حوالي ‪ ٪١.٧٩‬من عدد تالميذ المدارس األولية بجميع أنحاء‬
‫السودان‪ ،‬رغم أن عدد سكان اإلقليم يبلغ حوالي ‪ %20‬من السكان وفي الوقت نفسه لم يكن‬
‫هنالك مدرسة واحدة للبنات في دارفور‪ ،‬وبالتالي لم توجد تلميذة واحدة ضمن (‪ )٢٧١٥‬تلميذة‬
‫(‪(22‬‬
‫كانت في أنحاء السودان في هذا العام‪.‬‬

‫وكانت أول مدرسة للبنات بدأت في دارفور الكبرى عام ‪ 1937‬بمدرسة الفاشر األم‪،‬‬
‫جاءت بعدها مدارس للبنات بالفاشر الشمالية والجنوبية وبنياال ‪ -‬الجنينة ‪ -‬وزالنجي وكتم وأم‬
‫كدادة‪ ،‬ثم توالى افتتاح مدارس للبنات بعد استقالل السودان في مواقع عديدة بدارفور‪ ،‬وقامت‬
‫أول مدرسة وسطي للبنات بدارفور الكبري بمدينة الفاشر في عام ‪1956‬م‪ ،‬وتخرجت أول دفعة‬
‫منها عام ‪1960‬م‪ ،‬والتحقت بالمدرسة الثانوية بالخرطوم ؛ لعدم وجود ثانويات للبنات بدارفور‬
‫(‪)23‬‬
‫الكبرى يومذاك‪ ،‬ثم كثرت المدارس الوسطى في نياال والجنينة و غيرها ثم الثانويات‪.‬‬
‫يبين مستوى تعليم المرأة في أي مجتمع جانية هامة من جوانب التقدم والثقافة‪ ،‬والواقع‬
‫مرفوضا في السودان‪ ،‬ألن الخلوة الكتاب أو المدرسة كانت‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫أن عملية تعليم البنات كانت ًا‬
‫(‪)24‬‬
‫مكانا للرجال فقط منذ ماقبل القرن التاسع عشر‪ ،‬واستمر نفس الوضع خالل حكم المهدية‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي كان فيه عدد تالميذ المدارس األهلية وغير الحكومية في مديريات شمال‬
‫(‪)25‬‬
‫تلميا لم يكن في دارفور مدرسة أهلية واحدة‪.‬‬
‫السوان بلغ (‪ )٤٣٤٧‬ت ً‬

‫أما عملية تنقل الرعاة بمواشيهم وبرفعت أبنائهم من بين بنين وبنات كانت ‪ -‬والزالت ‪-‬‬
‫كبيرا في تحقيق السياسات التعليمية التي سعت الحكومات المتعاقبة في بعض األحيان‬
‫عائقا ً‬
‫لتنفيذها‪ ،‬فكان الرعاة يرفضون إرسال أبنائهم إلى المدارس لحاجتهم إليهم خالل الترحال والرعي‬
‫‪ -‬مما ساعد على زيادة نسبة األمية بينهم‪ ،‬وذلك في جو القصور الدائم في الخطط الحكومية‬
‫(‪)٢٦‬‬
‫الخاصة بب ارمج الخدمات التعليمية المناطق البعيدة خاصية دارفور‬

‫تغير الوضع التعليمي كثي ار في دارفور بعد قيام ثورة االنقاذ الوطني فيما يتعلق بإنشاء‬
‫هائال في افتتاح مدارس‬
‫ونموا ً‬
‫المدارس فقد شهدت دارفور الكبرى خالل هذه الفترة توسعا كبي ار ً‬
‫التعليم األساسي والمدارس الثانوية‪ ،‬ووجهت هذه المؤسسات التعليمية بالعديد من التحديات‬
‫المتمثلة في المباني المدرسية إذ أن كان كثي ار من المدارس في القرى والمدن كانت عبارة عن‬
‫(رواكيب أو كرانك) كما أنها تفتقد إلي المرافق الصحية‪ ،‬إضافة إلى مشكلة المعلمين المدربين‬
‫والكتاب المدرسي والمناهج الدراسية التي ال تالئم عقول التالميذ في كثير من األحيان‪ ،‬وهناك‬
‫ضعف أيضا في اإلنفاق على التعليم مما أضعف العملية التربوية والتعليمية برمتها‪.‬‬

‫كما تم إنشاء ثالث جامعات في دارفور الكبري مع ثورة التعليم العالى فقد كان التعليم‬
‫متاحا للصفوة التي مكنتهم ظروفهم من‬
‫ً‬ ‫متميز‪،‬‬
‫ًا‬ ‫نخبوىا‬
‫ً‬ ‫تعليما‬
‫ً‬ ‫العالى قبل ‪30‬يونيو ‪1989‬م‬
‫المنافسة إلحراز األماكن المحددة في المراحل األولية والوسطى والثانوية وأخي ار الجامعية‪ ،‬كما‬
‫اتسم التعليم العالي على نخبويتة بعدم المساواة‪ ،‬وفقدان العدالة في توزيع الفرص بين أبناء‬
‫(‪)٢٧‬‬
‫أقاليم السودان المختلفة‪ ،‬وكذلك بين الذكور واإلناث‬

‫ومع قيام ثورة التعليم العالي فقد‪ .‬تالشت هذه الصفوية وصار التعليم العالي متاحاًا‬
‫ذكور واناث‪.‬‬
‫وميسور لكافة أبناء السودان ًا‬
‫ًا‬

‫فقد قضت ثورة التعليم العالي في العام ‪ 1990‬بعدة مواجهات من بينها نشر البحث‬
‫العلمي‪ ،‬إنشاء جامعات جديدة تحت شعار جامعة لكل والية ‪ :‬توجيه برامج التدريب والبحث‬
‫(‪(28‬‬
‫لإلهتمام بالبيئة المحلية وحاجات المجتمع‪.‬‬

‫وبناء على هذه الق اررات أنشئت جامعة الفاشر في عام ‪1991‬م)‪ ،‬وجامعة نياال في عام‬
‫(‪ ،)1994‬وجامعة زالنجي في عام (‪ ،)1994‬واخير جامعة الجنينة في العالم (‪ )٢٠١٤‬وتوجد‬
‫فروع لبعض مؤسسات التعليم العالي القومية مثل جامعة أم درمان اإلسالمية‪ ،‬وجامعة السودان‬
‫المفتوحة‪ ،‬كما توجد كلية تقنية بنياال‪.‬‬

‫أثر الحرب على المؤسسات التعليمية في دافور‪ :‬لقد خلقت الحرب التي جرت في اإلقليم‬
‫ومؤلما وأثا ار سالبة على كافة قطاعات‬
‫ً‬ ‫ير‬
‫اقعا مر ًا‬
‫منذ عام ‪2003‬م حتى كتابة هذه الورقة و ً‬
‫المجتمع‪ ،‬فقد دمرت االالف من القري تماما وسويت باألرض‪ ،‬وصارت اث ار بعد عين‪ ،‬بما فيها‬
‫من مدارس ومرافق خدمية وأسواق ومصادر مياة الشرب وغيرها‪.‬‬

‫ونتيجة لهذا النزاع فقد تأثرت أوضاع الكثيرين من أهل دارفور وقد أصدرت و ازرة‬
‫ير في شهر سبتمبر ‪2007‬م وضحت فيه‬
‫الشؤون اإلنسانية – مفوضية العون اإلنساني تقر ًا‬
‫الخصائص‪.‬‬
‫الديموغرافية لدارفور‬

‫(‪)٢٩‬‬
‫وذلك على النحو التالي‪.‬‬

‫‪٦٥٠٠.٠٠٠‬نسمة‬ ‫عدد السكان‪.‬‬


‫‪ 2.100.00‬نسمة‬ ‫عدد المأثرين والنازحين‬
‫‪ 650.000‬نسمة‬ ‫عدد النازحين بالمعسكرات‬
‫‪ 1.450.000‬نسمة‬ ‫عدد المأثرين بقراهم‬
‫معسكر‬
‫ًا‬ ‫‪21‬‬ ‫عدد المعسكرات‬
‫‪ 38‬تجمع بمناطقهم‬ ‫عدد تجمعات النازحين مناطقهم‬
‫‪200.000‬الجئ في تشاد‬ ‫عدد الالجئين‬
‫الجدول التالي بين عدد القرين التي تم تدميرها جراء النزاع ‪:‬‬

‫العدد‬ ‫البيان‬ ‫م‬


‫‪600‬‬ ‫قرية دمرت بالكامل‬ ‫‪1‬‬
‫‪٨٠٠‬‬ ‫قرية دمرت جلها‬ ‫‪2‬‬
‫‪1600‬‬ ‫قرية دمرت جز ًئيا‬ ‫‪3‬‬
‫‪3000‬‬ ‫الجملة‬ ‫‪4‬‬
‫كمثال لبعض القرى التي تم تدميرها في شمال دارفور ‪ (:‬قري منزوالت ‪ -‬أم هشابة ‪-‬‬
‫أم سدر ‪-‬حمراية ‪ -‬جبل بنات ‪ -‬اللعيت ‪ -‬أم سيالة ‪ -‬أبو وزريقة ‪ -‬الوخايم) وفي جنوب‬
‫دارفور قرى (التعايشة ‪ -‬خزان جديد ‪ -‬مري ‪ -‬شطاية ‪ -‬رومابة تميد ‪ -‬عدوة) وفي غرب‬
‫(‪)٣٠‬‬
‫دارفور قرى (أكتاال‪ -‬كايا ترية ‪ -‬ح ارزة ‪ -‬كدوم ‪ -‬بندسي ‪ -‬أروال – أكينو(‬
‫(‪)31‬‬
‫كليا على النحو التالي ‪:‬‬
‫وجاءت إحصائيات م ارفق المياه التي دمرت جزئيا أو ً‬

‫مصادر المياة التي دمرت‬ ‫البيان‬ ‫م‬


‫‪244‬‬ ‫غرب دارفور‬ ‫‪1‬‬
‫‪418‬‬ ‫شمال دارفور‬ ‫‪2‬‬
‫‪207‬‬ ‫جنوب دارفور‬ ‫‪3‬‬
‫‪869‬‬ ‫الجملة‬ ‫‪4‬‬
‫كليا أو جز ًئيا و(‪ )475‬مدرسة‪.‬‬
‫وتم تدمير (‪ )356‬مرفقا صحيا ً‬

‫وازاء هذا الوضع صارت القرى والبوادي واألرياف والطرقات التي كانت عامرة بالنشاط‬
‫البشري صامتة خالية ال حياة فيها حيث هجرها سكانها إلى معسكرات آمنة قرب المدن الكبرى‪.‬‬

‫كثير من األرواح واألنفس البريئة‪ ،‬وفقد التاجر تجارته‪ ،‬وترملت‬


‫وأزهقت هذه الحرب ًا‬
‫النساء‪ ،‬وتيتمت األطفال وثكلت األمهات‪ ،‬وفقد الكثيرون عقولهم من جراء ما حدث وأكتظت‬
‫المدن والمعسكرات باالف النازحين‪ ،‬وصارت المرأة الريفية تقدم بعض الخدمات المنزلية لسكان‬
‫المدن نظير أجر زهيد‪ ،‬وهي خدمات لم تألفها من قبل أما الصبيان فقد صارو يلتمسون‬
‫الرزق‪ .‬ألسرهم من خالل التجارة الهامشية أو العمل في ( الدرداقات ) وتركوا مقاعد الدراسة‬
‫وهاجر معظمهم إلى العاصمة الخرطوم أو إلى دول الجوار‪.‬‬

‫خلف هذا الواقع الجديد شعور هؤالء النازحين بالظلم والم اررة والحرمان‪ ،‬والنظر بالريبة‬
‫مأساويا في مجال التعليم العام والتعليم‬
‫ً‬ ‫والشك إلى كل ما هو متعلق بالدولة‪ ..‬وأصبح الوضع‬
‫األساسي على وجه الخصوص‪ ،‬وصار هناك عدد كبير من األطفال خارج المدرسة‪.‬‬

‫وتشير اإلحصائيات إلى أن والية جنوب دارفور تضم أكبر عدد من األطفال خارج‬
‫طفال من بينهم ) ‪ )١٩٧.٥٥٤‬بنتًا اما والية‬
‫ً‬ ‫المدارس حيث يصل عددهم الي (‪)٣٦٢.٢٧٤‬‬
‫(‪)31‬‬
‫وال‬ ‫طفال خارج المدرسة من بينهم(‪ )١٥٠.٤٨٢‬بنتًا‬
‫غرب دارفور فتضم (‪ً )278 .489‬‬
‫يقل الوضع في شمال دارفور بل يكثر عن جنوب و غرب دارفور‪.‬‬

‫أما تقرير ممثل منظمة األمم المتحدة للطفولة (يونسيف) فيشير إلى أن نصف أطفال‬
‫دارفور خارج المدارس‪ ،‬وأن ‪ %40‬منهم يعانون من سوء التغذية المزمن‪ ،‬وفي دراسة أعدتها‬
‫منظمات األمم المتحدة في السودان أظهرت أن مليون و‪ 200‬ألف طفل من أطفال و دارفور‬
‫يفتقرون للخدمات األساسية‪ ،‬وأن ‪ %65‬تحت سن الرشد غالبهم يعيشون في معسكرات النزوح‬
‫وأن ‪ %40‬من األطفال في محليات دارفور مصابون بسوء التغذية‪.‬‬

‫ويعيش التالميذ النازحون ظروفا نفسية قاسية ال يستطيع أحد أن يعبر عنهم بأي حال‬
‫من األحوال وقد تشرب هؤالء التالميذ ثقافة الحرب‪ ،‬وقد الحظ كثير من المختصين أن‬
‫األطفال الملتحقين بمدارس النازحين يعبرون عن ما بداخلهم في حصة الفنون برسومات تعبر‬
‫عن البندقية والخيول وثقافة العنف‪.‬‬

‫ويتطلب هذا األمر من الجامعات التصدي لمعالجة المشكالت النفسية والتربوية الناتجة‬
‫عن الحرب‪ ،‬وكيف يمكن إعادة تأهيل هؤالء التالميذ مرة أخرى وازالة ماعلق بأذهانهم من‬
‫مشاهد أثرت كثي ار على دواخلهم ونفسياتهم‪.‬‬

‫لقد تعرضت الورقة في إشارات مقتضبة إلى تاريخ النظام التعليمي في السودان باعتبارها‬
‫المنظومة األساسية التي قام عليها التعليم في دارفور ويمكن استخالص الفرص والتحديات من‬
‫خالل ما تم عرضة من تطور للنظام التعليمي‪.‬‬

‫تخلص الورقة الى أن النظام التعليمي في دارفور على الرغم من تأخر نشأة المدارس‬
‫اسهاما ملحوظًا في زيادة الوعي المعرفي‬
‫ً‬ ‫من بقية أنحاء السودان األخرى إال أنه قد أسهم‬
‫والتنوير الثقافي ألبناء األقاليم وتأهيل عدد مقدر من أبناء المنطقة في مجاالت التربية والتعليم‬
‫والطب والهندسة والزراعة واإلدارة والعلوم اإلنسانية وغيرها‪.‬‬

‫وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على دارفور خاصة والسودان عامة‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫فرصا للتصالح مع اآلخرين ونبذ العنف‪،‬‬
‫ً‬ ‫المشكالت التي جرت على أرض الواقع اإل أن هناك‬
‫والتسامي فوق الم اررات‪ ،‬والعلو فوق الجراحات لكي يعود لدارفور مجدها يكون للتعليم زمام‬
‫المبادرة من خالل المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التغير االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬الحراك الثقافي والفكري‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية المرأة الريفية‪.‬‬

‫‪ -‬محو األمية‪.‬‬

‫‪ -‬تغيير النمط التقليدي للزراعة‪.‬‬

‫‪ -‬استقرار الراحل (تجرية المملكة العربية السعودية)‪.‬‬

‫‪ -‬العيش الكريم ورفاهية المواطن‪.‬‬

‫‪ -‬ديمقراطية التعليم‪.‬‬

‫‪ -‬توظيف الخريجين‪.‬‬
‫التحديات التي تواجه التعليم تحديات كثيرة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬انعدام التخطيط التعليمي السليم‬

‫‪ -‬األمن واالستقرار النفسي‬

‫‪ -‬تمويل التعليم بشقيه العام والعالی‬

‫‪ -‬المناهج الدراسية والكتاب المدرسي‬

‫‪ -‬ازدياد عدد األطفال خارج المدرسة‬

‫‪ -‬ثقافة العنف التي سادت في المجتمع‬

‫‪ -‬عدم قبول اآلخر‬

‫‪ -‬البنية التحتية لمؤسسات التعليم‬

‫كافيا يتماشى مع المرحلة‬


‫تأهيال ً‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تأهيل وتدريب المعلمين‬

‫‪ -‬أعمار القري وعودة النازحين‬

‫‪ -‬البطالة‬

‫‪ -‬تسرب التالميذ‬

‫‪ -‬عدم مواكبة النظام التعليمي للتقدم العلمي والتكنولوجي‬

‫‪ -‬السلم التعليمي‬

‫‪ -‬الهجرة إلى أوربا‬


‫الهوامش‬

‫(‪ )29‬انظر عبده موسي مختار‪ ،‬دارفور من أزمة دولة الي صراع القوي العظمي والدار‬
‫العربية‪.‬‬

‫(‪ )30‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.١٦١‬‬

‫)‪ )٣١‬إلهام مالك سليمان‪ :‬تعليم وتدريسية المرأة السودانية ضمن كتاب المرأة السودانية عشرة‬
‫سنوات بعد بكين) تحرير وتقديم شمس الدين األمين ضوء البيت‪ ،‬مركز الجندر للبحوث‬
‫والتدريب‪ ،‬الخرطوم ‪2006‬م‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫)‪ )١٠‬بواقيم رزق مرقص‪ ،‬تطور نظام اإلدارة في السودان في عهد الحكم الثنائي ‪-1899‬‬
‫‪ 1924‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1994‬م‪،‬ص ‪١٣٦‬‬

‫(‪ )11‬المرجع نفسه والصفحة‪.‬‬

‫(‪ )12‬المرجع نفسة والصفحة‪.‬‬

‫)‪ )13‬المرجع نفسه ص‪.137‬‬

‫(‪ )١٦‬تقرير مصلحة المعارف السنوي ‪1907 – 1902‬م ص ‪ ،67 ،13، 135‬نقال عن بواقيم‬
‫مرقص‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪١٤٠‬‬

‫(‪ )21‬جبريل عبداهلل علي من تاريخ مدينة الفاشر شركة مطابع السودان للعملة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،٢٠١٣‬ص‪.165‬‬

‫(‪ )23‬جبريل عبد اهلل علي المرجع السابق ص ‪.١٠٠‬‬


‫(‪ )19‬زكي البحيري دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬مكتبة النهضة‬
‫المصرية – القاهرة ‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.100-99‬‬

‫(‪ )20‬المرجع نفسة‪ ،‬صفحة ‪.١٠٠‬‬

‫(‪ )22‬زكي البحيري المرجع السابق صفحة ص‪.١٦٦‬‬

‫(‪ )24‬زكي البحيري المرجع السابق ص‪.١٠٠‬‬

‫(‪ )25‬المرجع نفسه ص ‪.١٠٠‬‬

‫(‪ )26‬المرجع السابق ص ‪.١٠٠‬‬

‫(‪ )14‬سعد ضيق حامد تاريخ مدينة األبيض ‪195٦-١٨٢١‬م شركة المطابع السودان للعملة‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.183‬‬

‫(‪ )15‬المرجع نفسة والصفحة‪.‬‬

‫(‪ )7‬عبد العزيز عبد المجيد‪ ،‬التربية في السودان واألسس النفسية واالجتماعية التي قامت‬
‫عليها‪ ،‬القاهرة ‪1949‬م ج ‪ ٢‬ص ‪.73‬‬

‫(‪ )8‬المرجع نفسة ‪ :‬ج‪ 2‬ص‪.94‬‬

‫(‪ )9‬المرجع نفسه والصفحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عثمان الحسن محمد نور التعليم في السودان ماله وما عليه ومدي إمكانية رفع كفاءته‪،‬‬
‫الشبكة العنكبوتية‪.‬‬

‫(‪ )17‬عثمان الحسن محمد نور‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )18‬المرجع السابق‪.‬‬

‫(‪ )27‬محمد األمين أحمد التوم‪ ،‬مداوالت مؤتمر واقع ومستقبل التعليم العالي في السودان‪،‬‬
‫القاهر ‪ ٥-١‬أغسطس ‪ ،1998‬طبعة القاهرة ‪1999‬م‪ ،‬ص ‪.37 ،35‬‬

‫(‪ )28‬المرجع نفسة ص‪.44‬‬

‫(‪ )2‬نسيم مصر وبناء السودان الحديث‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1992‬م ص ‪.102-101‬‬

‫(‪ )3‬المرجع نفسه ص ‪)٣( 102‬‬

‫(‪ )4‬المرجع نفسه ص ‪)٤(١٠٣‬‬

‫(‪ )5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪)٥( 10٣‬‬

‫(‪ )6‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪)٦( .104‬‬

‫تجربة جامعة السودان المفتوحة في تقديم الطالب‬

You might also like