You are on page 1of 35

‫المملكة األردنية الهاشمية‬

‫رقم اإليداع لدى دائرة الكتب الوطنية‪2021/8/4840 :‬‬


‫‪218‬‬
‫الحنبلي‪ ،‬محمد وائل‬
‫أسباب نهوض األمم‪ .‬الدولة العثمانية نموذجا‪ /‬محمد وائل الحنبلي‪ ،‬ـ عمان‪ :‬دار الرياحين للنشر‬
‫والتوزيع‪2021 ،‬‬
‫( ) ص‪.‬‬
‫ر‪ .‬إ‪.2021/8/4840 :.‬‬
‫المواصفات‪/ :‬الشباب‪ //‬اإلصالح االجتماعي‪ //‬الغزو الفكري‪//‬الجهاد‪//‬علم االجتماع اإلسالمي‬
‫يعبر هذا المصنف عن رأي‬‫يتحمل المؤلف كامل المسؤولية القانونية عن محتوى مصنفه وال ّ‬

‫دائرة المكتبة الوطنية أو أي جهة حكومية أخرى‪.‬‬

‫الطبعة الثالثة ‪ 1443‬ـهـ ‪2021‬م‬


‫ردمك‪9789923762752 :‬‬

‫عمان ـ األردن‬
‫جـــــــــــوال‪00962790474491 :‬‬
‫‪darlrayaheen.jo@gmail.com‬‬

‫بيروت ـ لبن�ان‬
‫هــاتــف وفـاكــس‪009611660162 :‬‬
‫جــــــــــــــوال‪009613602762 :‬‬
‫‪dar.alrayaheen@gmail.com‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ ،‬ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو تخزين�ه في نطاق استعادة‬

‫المعلومات أو نقله أو استنساخه بأي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن خطي مسبق من الناشر‪.‬‬
)5(
‫ِ‬ ‫الكلمة ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ور ْفعة المكانة ُّ‬
‫والسؤ ُدد‪.‬‬ ‫َ‬
‫بحثون عن جم ِع‬‫ـ إلى الذين َي‬
‫ِ‬
‫الحـروب الداخل َّيـة‪،‬‬ ‫دورهـم ِمـن‬
‫ضاقـت ُص ُ‬
‫ْ‬ ‫ـ إلـى الذيـن‬
‫الصـف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حـدة‬ ‫نفوسـهم َلو‬
‫ِّ‬ ‫وتاقـت ُ‬
‫ْ‬
‫ـ إلى ال َغيارى في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫ـ إلى العقالء في هذه األرض‪ ،‬الذين ي ِ‬
‫ضون ال ُّظ َ‬
‫لم‬ ‫َ‬ ‫ناه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والحرية والكرامة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العدل‬ ‫َ‬
‫سعون إلى‬ ‫واالستبدا َد على ُّ‬
‫الشعوب‪ ،‬و َي‬
‫ِ‬
‫الكلمات‪:‬‬ ‫إليكم هذه‬
‫ُ‬
‫‪5‬‬

‫بسم اهلل الرَّحمن الرَّحيم‬

‫ٍ‬
‫محمد‪،‬‬ ‫رب العالميـن‪ ،‬والصلا ُة والسلا ُم على سـ ِّي ِدنا‬
‫الحمـدُ هلل ِّ‬
‫وعلى آلـه وصحبـه أجمعين‪.‬‬

‫وبعدُ ‪:‬‬

‫فقد قـال اهلل تعالـى‪﴿ :‬ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬


‫ﯵﯶ﴾ [يوسـف‪.]11 :‬‬
‫القرآن الكريم َقص علينا في مح َك ِم الت ِ‬
‫ِّبيان ما َجرى‬ ‫َ‬ ‫فنحن نرى َّ‬
‫أن‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ِ‬
‫واالستفادة والتد ُّبر‪.‬‬ ‫مع األُمم السابقة؛ وما ذلك ّإل لالعتبار والتفكُّر‪،‬‬

‫بعض األُمم؛ لنَبتعدَ عما‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫هالك‬ ‫أسباب‬ ‫َ‬
‫فذكَر سبحانه وتعالى لنا‬
‫َ‬
‫اقترفوا وفعلوا‪.‬‬
‫تجربـ ًة عسـكري ًة ِ‬
‫ناجحـ ًة‬ ‫أيضـا ِ‬ ‫و َق َّ‬
‫ـص علينـا فـي سـورة الكهـف ً‬
‫لِـذي ال َق ْرن ِ‬
‫َين؛ فقال َّ‬
‫جل شـأنُه‪﴿ :‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ﴾‬
‫ونتأسـى بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫[الكهـف‪]84 :‬؛ كـي نسـتفيدَ منهـا‬
‫‪6‬‬

‫ستفيد والمست َِقي ِمن‬


‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ُ‬
‫فالعاقل هو الذي َينظر في التاريخ نظر َة ُ‬
‫ِ‬
‫الفشل ف َيجتن ُبها‪.‬‬ ‫أسباب‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويعمل بها‪ ،‬ويتد َّبر‬ ‫ِ‬
‫النجاح‬ ‫أسباب‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيأخذ‬ ‫وقائعه‪،‬‬
‫«من نظر إلى الماضي َف ِهم الحاضر!»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومن هنا قالوا‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫ولعل ً‬
‫قائل يقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫وامش إلى األمام!»‪.‬‬ ‫الخ ْلف‪،‬‬
‫َنظر إلى َ‬ ‫ِ‬ ‫بعض ِ‬ ‫َّ‬
‫أهل الحكمة قالوا‪« :‬ال ت ْ‬ ‫إن َ‬
‫فتيأس وتقعدَ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الخ ْلف‬
‫َنظر إلى َ‬
‫صحيح‪ ،‬ولك ْن معناه‪ :‬ال ت ْ‬ ‫ٌ‬ ‫نعم‪ ،‬هذا‬
‫ٍ‬
‫راسخة‪.‬‬ ‫ثابتة‪ ،‬مبن َّي ٍة على ُأ ُس ٍ‬
‫س وقواعدَ‬ ‫بخ ًطى ٍ‬ ‫ِ‬
‫وامش إلى األمام ُ‬
‫ِ‬ ‫فالـذي ال ينظـر إلـى َ ِ‬
‫كرر‬ ‫الفشـل سـ ُي ِّ‬ ‫أسـباب‬
‫َ‬ ‫الخ ْلـف وال َي ُ‬
‫درس‬ ‫َ ُ‬
‫وهزائـم ِ‬
‫غيره‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هزائمـه‪،‬‬
‫َ‬
‫فسيكون ِع ْب ًئا على ُأ َّمتِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وانتصاره‬ ‫ِ‬
‫نجاحه‬ ‫أسباب عد ِم‬
‫َ‬ ‫و َمن ال يتأ َّم ُل‬
‫ِ‬
‫هزائمها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫وسب ًبا ِمن‬
‫ِ‬
‫الجليل الحكي ِم‬ ‫الصحابي‬
‫ِّ‬ ‫مسلم في «صحيحه»(‪ )1‬عن‬
‫ٌ‬ ‫َأخرج اإلمام‬
‫«السعيدُ َمن ُو ِع َظ بغيره»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بن مسعود رضي اهلل عنه قال‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫عبد اهلل ِ‬

‫فالسعيدُ هو َمن‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفعال ِ‬
‫غيره و َمن َس َبقه‪ ،‬فاقتدى َبأفضلها و َأحسنها‪ ،‬وتجن َ‬
‫َّب‬ ‫َ‬ ‫تص َّفح‬
‫س ِّي َئها وقبِ َ‬
‫يحها‪.‬‬

‫((( «صحيح مسلم» (‪.)2037/4‬‬


‫‪7‬‬

‫الشقي إذن‪:‬‬ ‫أن‬


‫نعلم َّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ومن هنا ُ‬
‫هـو الـذي ال َيت َِّع ُظ بغيـره‪ ،‬وال َيتع َّل ُم ِمـن ِ‬
‫تجاربِه‪ ،‬ف ُي ِّ‬
‫كـر ُر تجار َبهم‬
‫نتفـع‬ ‫الحـري بـه ْ‬ ‫فشـل معـه قو َمـه‪ ،‬مـع َّ‬ ‫فش ُـل وي ِ‬ ‫الفاشـل َة‪ ،‬ف َي َ‬
‫أن َي َ‬ ‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫نهـض‬ ‫الناجحـة‪ ،‬وينـأى عـن األفعـال ِ‬
‫الفاشـلة‪ ،‬و َي َ‬ ‫السـابقة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫بالتجـار ِ‬
‫َ‬
‫وقومـه و ُأ َّمتِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنفسـه‬

‫ومن هذا المبدأِ والمنهج‪:‬‬


‫ِ‬

‫ِ‬
‫القرن الماضي‪ ،‬وانشغلوا‬ ‫ون بداي َة‬
‫الباحثون والنُّقا ُد الغرب ُّي َ‬
‫َ‬ ‫احتار‬
‫بعض‬ ‫واأللمان والن ِّْم ِ‬
‫ساو ُّيون‪ ،‬وسار معهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنكليز‬
‫ُ‬ ‫وتاهوا‪ ،‬وال سيما‬
‫العرب‪ ،‬فاتفقوا على ن ٍ‬
‫ُقاط مع َّينة‪ ،‬واختلفوا في ُأخرى‪ ،‬ور َّد ٌّ‬
‫كل منهم على‬
‫اآلخر‪ ،‬وهاجوا وماجوا‪.‬‬
‫وذلك في ٍ‬
‫أمر َش َغل بالهم‪ ،‬ويبدو أنه َّ‬
‫قض مضاج َعهم‪ ،‬أال وهو‪:‬‬

‫الر َّحـل‪ ،‬عد ُد‬ ‫ِ‬ ‫اسـتطاعت مجموع ٌة فقيـر ٌة ِمـن ر ِ‬


‫الماعـز ُّ‬ ‫عاة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫كيـف‬
‫ِ‬
‫اإلمبراطوريـة‬ ‫تقـف فـي وجـه‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ٍ‬
‫فـارس‪ْ ،‬‬ ‫نحـو ِمـن‪)400( :‬‬ ‫مقاتليهـا‬
‫ٌ‬
‫البيزنط َّيـة؟! مـع كونهـا القـو َة الضاربـ َة فـي العالـم آنَذاك!‬

‫ِاله َم ِج المجرمين!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إضاف ًة‬


‫الرعاة مع المغول َ‬
‫تلكم ُّ‬
‫ُ‬ ‫لمعارك‬

‫الغريب الحانِق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المنافق َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬
‫القريب‬ ‫ِز ْد على ذلك ً‬
‫أيضا خيان َة‬
‫‪8‬‬
‫(القايـي)‪ ،‬ومعناهـا بال ُّل ِ‬
‫غـة‬ ‫ِ‬ ‫اسـمها‪:‬‬ ‫وهـذه القبيلـ ُة التـي شـغلتْهم‬
‫ُ‬
‫القـوة َّ‬
‫والشـجاعة)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(صاحـب‬
‫ُ‬ ‫التُّركمان َّيـة(‪:)1‬‬
‫ِ‬
‫اتفاق‬ ‫كبيرة ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫درجة‬ ‫َئذ كانت على‬ ‫بأن الكنيس َة وقت ٍ‬ ‫مع العلم َّ‬
‫ط ِ‬
‫نفوذهم‬ ‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬وبس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإنهاء ُحك ِم‬ ‫طوائفها‪ ،‬ورغبتِهم جمي ًعا‬
‫ِ‬
‫َْ‬
‫العرب والمسلمين‪ ،‬وخاص ًة في أرض األناضول!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحكمهم على بالد‬

‫عاة ـ مع الذين‬ ‫هؤالء الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليس هذا فحسب! بل كيف تمكَّن أحفا ُد‬
‫ُّ‬
‫الحك ِم َ‬
‫أكثر‬ ‫كرسي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫أن يتر َّبعوا على‬ ‫انضم إليهم ِمن األعراق المختلفة ـ ْ‬ ‫َّ‬
‫تاريخ المسلمين!‬ ‫ِ‬ ‫عبر‬ ‫ٍ‬ ‫قرون؟! وهي ُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِمن ِ‬
‫كم دولة َ‬ ‫أطول مدَّ ة امتدَّ بها ُح ُ‬ ‫ستة‬

‫وكابوسا ُيهدِّ د اإللحا َد‬ ‫الجد ُد ِ‬


‫هاج ًسا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء الت ُّْر ُك‬
‫ً‬ ‫الفاتحون ُ‬ ‫ثم صار‬
‫لم في العالم ك ِّله‪.‬‬
‫وال ُّظ َ‬
‫ِ‬
‫الكفر تعني‪:‬‬ ‫جرت على لسان ِم َل ِل‬ ‫ْ‬ ‫بل صارت كلم ُة‪( :‬الت ُّْرك) إذا‬
‫لع ْر ٍق‪ ،‬أو فار ًقا بي َن قوم َّي ٍة و ُأخرى؛‬
‫وليست نسب ًة ِ‬
‫ْ‬ ‫(المسلم المجاهد)‪،‬‬
‫َ‬
‫كل األعراق واألجناس‪ ،‬ولك ْن‬ ‫الجد ُد كان فيهم ِمن ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفاتحون ُ‬ ‫هؤالء‬ ‫إذ‬
‫ومشروع نبيل‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫هدف سا ٍم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َيجمعهم‬

‫ُّـرك‪،‬‬ ‫(( ( جـاء فـي «القامـوس المحيـط» (ص‪« :)1082‬التُّركُمـان‪ِ ٌ :‬‬


‫جيـل مـن الت ْ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫إيمـان‪ ،‬ثم‬ ‫ٍ‬
‫شـهر واحد‪ ،‬فقالـوا‪ :‬ت ُْر ُك‬ ‫سـموا بـه ألنهـم آمن منهـم مئتا ٍ‬
‫ألـف في‬ ‫ُ ُّ‬
‫ُخ ِّفـف فقيـل‪ :‬ت ُْركُمان»‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ِ‬ ‫قل من تنبه لها ِمن ُق ِ‬
‫الوسطى‪ ،‬وألجل‬‫تاريخ ال ُقرون ُ‬
‫ِ‬ ‫راء‬ ‫وهذه دقيق ٌة َّ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقيقه‬ ‫مقـدمة‬ ‫كررها فـي‬ ‫ذلك نَجدُ العالم َة محمود محمد شـاكر ُي ِّ‬
‫لـ‪« :‬ديوان المتنبي»(‪ ،)1‬و َذكَرها ً‬
‫أيضا ُ‬
‫شيخ اإلسال ِم مصطفى صبـري‬
‫أفندي في كتابه «موقف العقل»(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫تاريخ‬ ‫ِ‬
‫تشويه‬ ‫ُف الذي ُب ِذل ِمن أجل‬‫ودع عنك الجهو َد والتكات َ‬ ‫هذا‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫وإبعاد المسلمي َن ـ َب ْل َه الكافري َن ـ عنه؛ خو ًفا منه‪ ،‬أو حقدً ا‬ ‫ِ‬
‫الدولة‪،‬‬ ‫هذه‬
‫مارما ُدوك بِكْتال‬
‫البريطاني ْ‬
‫َّ‬ ‫والسياسي‬
‫َّ‬ ‫الكاتب‬
‫َ‬ ‫عليه‪ ،‬أو كليهما‪ ،‬مما َج َعل‬
‫ِ‬
‫الدولة‪ ،‬التي رأى َعيانًا كيف‬ ‫ِ‬
‫حقيقة هذه‬ ‫ب لمعرفة‬ ‫ِ‬
‫(ت‪1936‬م)(‪َ )3‬يشرئ ُّ‬

‫(( ( المطبوعة باسم‪« :‬رسالة في الطريق إلى ثقافتنا»‪.‬‬


‫((( انظر «موقف العقل» (‪.)79/1‬‬
‫يتيما‪ُ ،‬ع ِرف باعتنائه‬ ‫ِ‬
‫مارما ُدوك بِكْتال ُولد في بريطانيا عا َم‪1875( :‬م)‪ ،‬ونشأ ً‬ ‫(( ( ْ‬
‫ِ‬
‫إسالمه قام‬ ‫ِ‬
‫إسالمه‪ ،‬وبعدَ‬ ‫اإلسالمي َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وزار العا َلم‬ ‫ِ‬
‫بشؤون‬
‫َّ‬
‫لتصير ترجمتُه‬ ‫أدبي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بأسلوب ٍّ‬ ‫القرآن الكريم إلى اللغة اإلنكليزية‬ ‫بترجمة معاني‬
‫ِ‬
‫بموافقة األزهر‪ ،‬تُوفي‬ ‫وحظِ ْ‬
‫يت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من أوائل الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن‪َ ،‬‬
‫في بريطانيا سن َة‪1935( :‬م)‪ ،‬و ُدفِن بمقابر المسلمين‪.‬‬
‫اآلن‬
‫أن َينشروا حضارتَهم في العالم َ‬ ‫«إن المسلمين ُيمكنهم ْ‬ ‫ومن كالمه رحمه اهلل‪َّ :‬‬‫ِ‬ ‫ ‬
‫رجعوا إلى األخالق التي كانوا عليها‬ ‫أن َي ِ‬ ‫ِ‬
‫السرعة التي نشروها ساب ًقا‪ ،‬بشرط ْ‬ ‫بنفس‬
‫الصمو َد أما َم ُروحِ‬
‫يستطيع ُّ‬
‫ُ‬ ‫الخاوي ال‬
‫َ‬ ‫العالم‬
‫َ‬ ‫ألن هذا‬
‫األول؛ َّ‬ ‫حين قاموا بدَ ورهم َّ‬
‫كتاب « َم ْر َمدُ وك بِكْثال ـ مسلم بريطاني»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حضارتهم»‪ ،‬انظر َ‬
‫‪10‬‬

‫َشويه ُصورتِه‪ ،‬إلى ْ‬


‫أن‬ ‫تاريخها‪ ،‬والدس فيه وت ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫قام ويقوم أبناء ِ‬
‫قومه بتزوير‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫إلسالمه!‬ ‫ِ‬
‫تاريخ العثمانيي َن سب ًبا‬ ‫كانت مشاهدتُه لتزوير‬ ‫ْ‬
‫ون ـ و َمن معهم ِمن‬ ‫والبحث والتنقير‪ ،‬وصل الغرب ُّي َ‬ ‫ِ‬ ‫وبعدَ ال َّل َت ّيا والتي‪،‬‬
‫الرعا ُة وأحفا ُدهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصاعقة التي َأنجزها‬ ‫الباحثي َن ـ إلى أسباب َ‬
‫أولئك ُّ‬ ‫تلك‬
‫ِ‬
‫إبعاد المسلمي َن عنها‬ ‫ِ‬
‫لمحاولة‬ ‫ِ‬
‫االسباب؛‬ ‫شك أنهم بحثوا عن َ‬
‫تلك‬ ‫وال َّ‬
‫تتكر َر مصيبتُهم الكبرى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّأو ًل‪،‬‬
‫وتشويهها وتقزيمها في أعينهم ثان ًيا؛ كي ال َّ‬
‫مر ًة ُأخرى‪.‬‬ ‫َ‬
‫عروشهم َّ‬ ‫وت َُز ْل ِز َل‬

‫أسباب بزو ِغ‬


‫ُ‬ ‫األجوبة على تساؤالتِهم‪ ،‬وهذه هي‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬‫وها هي ُ‬
‫ومن كُتب ِ‬
‫غيرهم‪ ،‬جمعتُها لكم‬ ‫لخصها ِمن كتبهم ِ‬ ‫الرعاة‪ُ ،‬أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫أولئك ُّ‬ ‫نهضة‬
‫ب‪ُ ،‬أجملها لكم بما يلي‪:‬‬ ‫طويل‪ ،‬وألْ ٍي ٍ‬
‫غائر و َت َع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحث‬ ‫بعدَ‬
‫ب‬ ‫السـ ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ـ َّأو ًل‪:‬‬
‫معـارك العثمانييـ َن وغزواتُهـم لـم تكـن مـن أجـل َّ‬
‫سـن ُمعاملتِهم‬ ‫إنسـانية أخالق َّي ٍة ِص ْرفة‪ ،‬مع ُح ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ألسـباب‬ ‫والنَّهب‪ ،‬بل كانت‬
‫السـبب الذي َج َعل‬ ‫ِ‬
‫المعاشـ َّية‪ ،‬وهذا هو‬ ‫التدخل بحياتِهم‬
‫ُّ‬ ‫لألهالـي وعد ِم‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫صيرون‬ ‫المـدن التـي يفتحونها يدخـل أه ُلها في اإلسلا ِم َط ِ‬
‫واعي ًة‪ ،‬بـل و َي‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المناصب‬
‫َ‬ ‫ُمقاتليـ َن أشـدّ ا َء‪ ،‬أو دعـا ًة وعلمـا َء‪ ،‬حتـى إنهـم أحيانًـا تركـوا‬
‫التنظيميـ َة واإلداريـ َة فـي بعـض المـدن التي فتحوهـا مع القائميـ َن عليها‬
‫ِمن أهـل الكتاب‪.‬‬

‫باول ِويتِّك (ت‪1978‬م)‪َّ :‬‬


‫«إن المسامح َة‬ ‫ساوي ْ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫المستشرق الن ِّْم‬ ‫يقول‬
‫‪11‬‬

‫جعلت أه َلها‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المناطق التي فتحوها‬ ‫سكان‬
‫َ‬ ‫العثمانيون‬
‫َ‬ ‫الكبير َة التي عامل بها‬
‫وقوة»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫متزجون بهم بسرعة َّ‬
‫َ‬ ‫َي‬

‫دقائق‬
‫َ‬ ‫ساوي كيف َينقل‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المستشرق الن ِّْم‬ ‫وال َينقضي عجبي ِمن هذا‬
‫ً‬
‫وتفصيل!‬ ‫شرق ًة عن الدولة العثمانية‪ ،‬مع أنه ٍ‬
‫معاد لها جمل ًة‬ ‫ُم ِ‬

‫خاضت حرو ًبا‪ ،‬استجاب ًة‬


‫ْ‬ ‫أن الدولة العثماني َة‬ ‫التاريخ َّ‬
‫ُ‬ ‫سجل‬‫وقد َّ‬
‫بعض المسيحيي َن‪ ،‬ورف ِع ال ُّظل ِم عنهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لن ِ‬
‫ُصرة‬

‫األساسي‬ ‫الدافع‬ ‫ـ ثانيا‪ :‬العقيد ُة اإلسالمي ُة ِ‬


‫الفطر َّية‪ ،‬التي كانت‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫تماس ِكهم مع‬
‫سبب ُ‬ ‫َ‬ ‫المقاتلين‪ ،‬وكانت كذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والشجاعة لدى‬ ‫للب ِ‬
‫سالة‬ ‫َ‬
‫وصفوفِهم‪.‬‬ ‫تفر ِق قلوبِهم ُ‬ ‫بعضهم‪ ،‬وعد ِم ُّ‬
‫وإن‬ ‫(إن ُقتِ ُ‬
‫لـت فأنـا شـهيدٌ ‪ْ ،‬‬ ‫ـة عندَ هـم‪ْ :‬‬ ‫وكان ِمـن شـعارات العام ِ‬
‫َّ‬
‫بـأن كلم َة‪( :‬غـازي) في الثقافـة التركية معناها‪:‬‬
‫علما َّ‬ ‫َلـت فأنا غـازي)‪ً ،‬‬ ‫َقت ُ‬
‫ِ‬
‫الشـرعية كمـا ال َيخفى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النصـوص‬ ‫(المجاهـد)‪ ،‬وهـذا جـاء فـي‬

‫العثمانيون ألهل الكتاب ِمن‬


‫َ‬ ‫ـ ثال ًثا‪ :‬الحري ُة الديني ُة التي َمنَحها‬
‫تدخلوا بدُ ور عبادتِهم‪ ،‬و َمن َد َخل منهم في‬ ‫اليهود والنصارى‪ ،‬فلم َي َّ‬
‫ِ‬
‫وأصله‪ ،‬بل‬ ‫النظر إلى ماضيه‬‫ِ‬ ‫دون‬ ‫ِ‬
‫االستحقاقات َ‬ ‫اإلسالم كان ُيمنح كا َّف َة‬
‫ِ‬
‫وأرفعها‪.‬‬ ‫قد ينال أعلى المناصب‬

‫التاريخ حادث ًة واحد ًة إلكراه العثمانيي َن أحدً ا على اإلسالم‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ولم َينقل‬
‫‪12‬‬
‫الوظائف االجتماعي ُة ِ‬
‫والمهني ُة واإلداري ُة فلم يكن العثمانيون‬ ‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ِ‬
‫والمهارات‬ ‫ِ‬
‫الصناعات‬ ‫وآخر‪ ،‬بل َيتولى مشيخ َة‬ ‫قون فيها بي َن ٍ‬
‫دين‬ ‫فر َ‬
‫َ‬ ‫ُي ِّ‬
‫وع ِ‬
‫رقه!‬ ‫النظر لدينه ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونحوها ُمستح ُّقوها‪َ ،‬‬
‫دون‬
‫ِ‬
‫الحياة وتنظي ِم‬ ‫ِ‬
‫بقوانين‬ ‫ـ رابعا‪ :‬لم ي ِ‬
‫نغلق العثمانيون على أنفسهم‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الدولة‪ ،‬كما ُيشاع عنهم‪.‬‬

‫الدولة هو اإلسالم‪ ،‬واألحكا ُم القضائي ُة ِمن األحكام‬


‫ِ‬ ‫دستور‬
‫ُ‬ ‫فكان‬
‫ِ‬
‫أنظمة ِ‬
‫غيرهم‪،‬‬ ‫كان استَقوا ِمن‬
‫لدان والس ِ‬
‫الشرعية‪ّ ،‬إل أنهم في تنظي ِم الب ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫واتسعت ُرقع ُة الدولة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الزمان‪،‬‬ ‫تتطور وتتغ َّير كلما تغ َّير‬
‫فكانت َّ‬
‫َ‬
‫العثمانيون في نهضتهم‬ ‫خامسا‪ :‬القلعة ال ُفوالذ َّية التي اعتمد عليها‬
‫ً‬ ‫ـ‬
‫سس‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ثالثة ُأ ٍ‬ ‫وحضارتهم‪ ،‬وهذه القلع ُة ترتكز على‬

‫‪1‬ـ الجامع‪.‬‬

‫‪2‬ـ المدرسة‪.‬‬
‫‪3‬ـ الت ِ‬
‫َّك َّية‪.‬‬
‫خـون ِمـن المستشـرقي َن ِ‬
‫وغيرهم هي‬ ‫َ‬ ‫المؤر‬
‫ِّ‬ ‫هـذه األُ ُ‬
‫سـس َيعتبرها‬
‫عمـر الدولـة‪ ،‬وجعلتْهـا رائـد ًة‬
‫َ‬ ‫أطالـت‬
‫ْ‬ ‫المنيعـ ُة ال ُفوالذ َّيـ ُة التـي‬
‫القلعـ ُة َ‬
‫ٍ‬
‫واحـدة منهـا دراسـ ًة شـامل ًة في‬ ‫كل‬ ‫ِ‬
‫وتسـتح ُّق ُّ‬ ‫علـى األُمـ ِم والشـعوب‪،‬‬
‫السـقوط‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أدوار الدولـة العثمانيـة‪ ،‬مـن النهـوض إلى ُّ‬ ‫مراحـل‬
‫‪13‬‬

‫َ‬
‫والبحث‪ ،‬فهو‬ ‫النفس‬
‫َ‬ ‫باول ِويتِّك‪ ،‬و ُيطيل‬ ‫ُ‬
‫المستشرق ْ‬ ‫وهنا يقف‬
‫ِ‬
‫العلماء‬ ‫ِ‬
‫التنصير كان بسبب‬ ‫ِ‬
‫حمالت‬ ‫ِ‬
‫بوجه‬ ‫ِ‬
‫العثمانية‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫يرى َّ‬
‫أن صمو َد‬
‫ول ِ‬
‫عمرها‪.‬‬ ‫والمر ِّبي َن‪ ،‬إضاف ًة إلى أنهم كانوا سب ًبا في توس ِعها و ُط ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫عجب ممن نَحسبهم أبنا َء ِج ْلدتِنا‪ ،‬كيف يستهزئون بدَ ور‬ ‫ُ‬ ‫وإني ألَ‬
‫بح َّج ِة‬ ‫ِ‬
‫وأهل التربية في نهضة ُأمتنا‪ ،‬و ُيحاولون إبعا َد شبابِنا عنهما ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم‬
‫ِ‬
‫والتطوير تار ًة ُأخرى؟!‬ ‫ِ‬
‫االنفتاح‬ ‫ِ‬
‫والتجديد تارةً‪ ،‬وبدعوى‬ ‫الحر‬ ‫ِ‬
‫الفكر ِّ‬
‫الصليبي بهـذه الحيث َّيـة تحديدً ا‪،‬‬ ‫الغـرب‬ ‫فـي الوقـت الـذي ي ِ‬
‫نشـغل‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و َيعتبرونهـا ثالثـ َة األثافي!‬
‫ٍ‬
‫أفذاذ‪،‬‬ ‫التأسـيس على ٍ‬
‫قادة عسـكريي َن‬ ‫ِ‬ ‫سادسـا‪ :‬اعتمادهم فـي َدور‬ ‫ـ‬
‫ً‬
‫تخصصي َن بالحـروب والمعارك‪.‬‬
‫ُم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُور ُغـوت‪ ،‬با ْمسـي وزوجتـه‪ ،‬أ ْق َجـ ْه ك َ‬
‫ُوجـه‪،‬‬ ‫وذلـك مـن أمثـال‪ :‬ت ْ‬
‫ِ‬
‫وخيـر الدِّ يـن‬ ‫رحمـان‪ِ ،‬غ ْ‬
‫ييـك لـي بابـا‪ُ ،‬كونـدُ وز‪ ،‬والشـقي َق ِ‬
‫ين ُع ُـروج‬
‫الريس‪ ،‬رحمهـم اهلل وتق َّبـل جها َدهم‪،‬‬ ‫الريـس‪ ،‬وبِيـري َّ‬ ‫َب ْر َب ُـروس‪ ،‬كمـال َّ‬
‫وجعلهـم فـي جنـات النعيـم‪.‬‬

‫وتنظيم‬ ‫ِ‬
‫الجيوش‬ ‫ِ‬
‫وغيرهم إدار ُة‬ ‫ِ‬
‫القادة‬ ‫فكانت تُعطى لهؤالء‬
‫ُ‬
‫نحا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التدخل بأعمالهم‪ ،‬وكانوا ُيمنحون م ً‬ ‫يجرؤ أحدٌ على‬
‫ُ‬ ‫المعارك‪ ،‬وال‬
‫وعطايا كبيرةً‪ ،‬مما َج َعل لهم مكان ًة َم ْرموق ًة في الدولة والمجتمع‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ِ‬
‫والرياضيات‬ ‫ِ‬
‫الهندسة‬ ‫العثمانيون مع العلوم األُخرى‪ِ ،‬من‬
‫َ‬ ‫وكذلك فعل‬
‫األوقاف‪ ،‬و َبنوا لها المدراس‪ ،‬وجعلوا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والكيمياء وال ِّطب‪َ ،‬فأوقفوا لها‬
‫ٍ‬
‫استحقاقات وأوسم ًة‪.‬‬ ‫ألصحابها‬

‫تخر ِجهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السلطان ِ‬


‫ُ‬
‫توزيع إجازاتهم وحفالت ُّ‬
‫َ‬ ‫بنفسه‬ ‫بل ربما َح َضر‬
‫ِ‬
‫القادمة إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫مستقل في األيام‬ ‫ٍ‬
‫ببحث‬ ‫ولعلي ُ‬
‫سأفرد هذا‬

‫‪SSS‬‬
‫‪15‬‬

‫العثماني‬
‫َّ‬ ‫كلمات ُت ِّ‬
‫لخص التاريخَ‬ ‫ٌ‬

‫ِ‬
‫تلخيص َ‬
‫ذاك‬ ‫ُّهوض التي تَك َّل ْمنا عليها ال بدَّ لنا ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسباب الن‬ ‫وبعدَ‬
‫ِ‬
‫العالمة‬ ‫ِ‬
‫الناقد‪،‬‬ ‫المؤرخِ‬ ‫جيزة‪َ ،‬أنقلها لكم ِمن كال ِم‬
‫بكلمات و ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫التاريخ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الحلبي (ت‪1352‬ﻫ) (‪ ،)1‬قال رحمه اهلل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫الغزي‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫كامل‬
‫عثمان على العا َلم‬
‫َ‬ ‫لسالطين ِ‬
‫آل‬ ‫ِ‬ ‫بعض ما كان‬ ‫«نأتي هنا بن ٍ‬
‫ُبذة نُب ِّي ُن فيها َ‬
‫نص ٍ‬ ‫كل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نظر إليهم‬ ‫ف ْ‬
‫أن َي َ‬ ‫اإلسالمي من األيادي البِيض‪ ،‬التي تُوجب على ِّ ُ‬ ‫ِّ‬
‫نات كانت تَصدُ ر عن‬ ‫ف عن بعض ه ٍ‬ ‫َّج َّل ِة واالحترام‪ ،‬و َي ُغ َّض ال َّط ْر َ‬‫ين الت ِ‬
‫ب َع ِ‬
‫َ‬
‫والتطو ِر‬ ‫ِ‬
‫التقاليد‬ ‫بح ْك ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫المحيط الذي ُوجدوا فيه‪ ،‬أو ُ‬ ‫بمقتضى ُ‬ ‫بعضهم ُ‬
‫والتمس ِك‬
‫ُّ‬ ‫عواطفهم التي ُفطِ َر ْت على َمح َّب ِة ال َعدْ ل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بمقتضى‬‫الزمني‪ ،‬ال ُ‬
‫َّ‬
‫أحكامه‪ ،‬كما َي ْظهر ذلك ِمن ِ‬
‫تراجم‬ ‫ِ‬ ‫ص على اتِّباع‬ ‫الشرع‪ِ ،‬‬
‫والح ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫بأهداب َّ‬
‫ِ‬
‫الصالح منهم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫السلف‬ ‫ِ‬
‫أحوال‬
‫ِ‬
‫هلل‬ ‫إن الدولـ َة العثمان َّيـ َة هـي الدولـ ُة الوحيـد ُة التـي بواسـطتها َّ‬
‫لـم ا ُ‬ ‫َّ‬
‫اإلسلامي‪ ،‬واسـتأنف َم ْجدَ ه وأعاد ِع َّزه‪ ،‬و َأ ْطلع في سـماء‬
‫ِّ‬ ‫َشـ ْع َث العال ِم‬

‫((( «نهر الذهب في تاريخ حلب» (‪.)664/3‬‬


‫‪16‬‬
‫ـم ُله‪ ،‬و َذ َّل أه ُله‪ ،‬وكادت ُت ْط ُ‬ ‫شمسـه‪ ،‬بعدَ ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫أنواره‪،‬‬
‫فـأ ُ‬ ‫أن تشـت ََّت َش ْ‬ ‫الشـرف َ‬
‫أقماره‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ـف‬
‫ُخس ُ‬
‫وت َ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وأحاط ِع ْل ًما بما َس َّطره‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫التاريخ‬ ‫فإن َّ‬
‫كل َمن تص َّفح ُوجو َه‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫القرن العاشر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الخامس إلى أوائل‬ ‫ِ‬
‫القرن‬ ‫ِمن الحوادث والكوائن‪ ،‬منذ‬
‫اإلسالمي قد َو َصل في آخر هذا الدَّ ِ‬
‫ور إلى الغاية‬ ‫َّ‬ ‫العالم‬
‫َ‬ ‫َيت َِّضح له جل ًّيا‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫األعصار ِمن‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫هاتيك‬ ‫ال ُقصوى ِمن الت َق ْه ُقر واالنحطاط؛ لِما تَوالى عليه في‬
‫غول‬ ‫ِ‬
‫وغارات الم ِ‬ ‫النُّكَب والمصائب‪ ،‬التي انتابتْه في الحروب الصليب َّية‪،‬‬
‫َ‬
‫ناوأة اإلسالم‪ ،‬ولِما‬
‫وغيرهم ِمن األُمم‪ ،‬التي كانت تتظاهر بم ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتتار‪،‬‬
‫كانت عليه في تلك األيا ِم ُحكا ُم المسلمي َن وملوكُهم ِمن الجهل وال َّطيش‪،‬‬
‫لذات‪،‬‬‫بالم ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتبا ُغ ِ‬
‫ض والتنا ُف ِ‬
‫س مع بعضهم‪ ،‬وافتراق الكلمة‪ ،‬واالنهماك َ‬
‫غنم‬ ‫ِ‬ ‫والمسلمون في الشرق والغرب تَتخ َّط ُفهم‬
‫َ‬
‫ذئاب أعدائهم‪ ،‬كأنهم ٌ‬
‫ُ‬
‫تَخ ّلى عنها رعاتُها في ٍ‬
‫ليلة َمطيرة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫هبت‬ ‫الدولة العثمان َّية‪ ،‬وعال َص ْر ُح َم ْج ِدها‪ ،‬و َأ ْر ْ‬
‫ِ‬ ‫نجم‬
‫سطع ُ‬ ‫َ‬ ‫إلى ْ‬
‫أن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سكون َس ْطوتُها‪ ،‬فان َت َع ْ‬
‫أحسن‬ ‫روح اإلسالم‪ ،‬وعاد إلى‬ ‫شت ُ‬ ‫الر ْب ِع َ‬
‫الم‬ ‫عالم َّ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫عظيمة‬ ‫ِ‬
‫الهالل على أصقا ٍع‬ ‫قت راي ُة‬
‫وخ َف ْ‬ ‫ما كان عليه في عهد العباسيين‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫األمان‬ ‫الدولة ‪ -‬في بحب ِ‬
‫وحة‬ ‫ِ‬ ‫تحت ظِ ِّل هذه‬ ‫ورتَع‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫من القارات الثالث‪َ ،‬‬
‫المختلفة العناصر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وعشرون مليونًا ِمن النفوس‬ ‫َ‬ ‫واالطمئنان ‪ -‬مائ ٌة‬
‫شعوب و ُأمم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫المتعانِدة في الديانات والعادات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المتعدِّ دة األجناس‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫‪17‬‬
‫ِ‬
‫البعيدة‬ ‫الصعبة المسالك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الممالك‬ ‫وأقوا ٌم مدن َّي ٌة وبدو َّية‪ُ ،‬منب َّث ٌة في تلك‬
‫ٍ‬
‫حكومة‬ ‫ترامية األطراف‪ ،‬التي َيستحيل فيها على َأعظم‬ ‫ِ‬ ‫الم‬
‫األكناف‪ُ ،‬‬
‫السفر‬‫ِ‬ ‫النقل وسهول ُة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وسائط‬ ‫قدت فيها‬ ‫األعصار ـ التي ُف ْ‬ ‫ِ‬ ‫سائسة في تلك‬ ‫ٍ‬

‫المملكة ِمن الشعوب‬ ‫ِ‬ ‫أن ت ُب َّث بي َن َمن في هذه‬ ‫وآالت االستخبار ـ ْ‬ ‫ُ‬
‫ورضاهم‬ ‫وتجمع بي َن ِرضاهم ِمن بعضهم‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الوفاق ِ‬
‫والوئام‪،‬‬ ‫وح ِ‬ ‫ِ‬
‫العظيمة ُر َ‬
‫حامدي َن‬‫طائعين‪ ،‬مختارين شاكرين منها‪ِ ،‬‬ ‫وانقيادهم إليها ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن حكومتِهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫جمعي َن على ُح ْس ِن‬ ‫نتقدين لها سياس ًة‪ ،‬م ِ‬ ‫عمل‪ ،‬وال م ِ‬ ‫ناقمي َن عليها ً‬ ‫غير ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ووالئها‪.‬‬ ‫تفقي َن على ُح ِّبها‬ ‫سلوكها‪ ،‬م ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الكبير ِمن الملوك العثمانيي َن ال َي ِق ُّلون بمنزلتِهم ـ فيما شا ُدوه‬ ‫ُ‬ ‫كان العد ُد‬
‫نور‬ ‫ين‪ِ :‬‬ ‫المع َّظ َم ِ‬ ‫السلطان ِ‬ ‫ِ‬
‫َين ُ‬ ‫اإلسالمي من المآثر والمفاخر ـ عن ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫في العالم‬
‫حت وجو َه‬ ‫صالح الدِّ ين‪ ،‬بل لو تص َّف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السلطان‬ ‫الدِّ ين زنكي والمرحو ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السلطان ِ‬ ‫هذ ِ‬ ‫أخبار َ‬
‫ملوك بني‬ ‫عظماء‬ ‫وأخبار‬
‫َ‬ ‫َين‪،‬‬ ‫ين ُّ‬ ‫َ‬ ‫التاريخ‪ ،‬واس َت ْق َ‬
‫صيت‬ ‫ِ‬
‫بفضائلهم وبما َفتَحوه ِمن‬ ‫ِ‬ ‫الملوك َأ ْر َبوا ـ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هر لك َج ِل ًّيا َّ‬
‫هؤالء‬ ‫أن‬ ‫عثمان؛ ل َظ َ‬
‫َين كانا‬ ‫الس ْلطان ِ‬ ‫ين ُّ‬ ‫هذ ِ‬ ‫أن َ‬ ‫المشار إليهما‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫ِ‬ ‫السلطان ِ‬
‫َين‬ ‫الممالك ـ على ُّ‬
‫بيضة اإلسال ِم في ِ‬
‫الق ْطعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واق َف ِ‬
‫حاماة عن‬ ‫موقف الدفا ِع ُ‬
‫والم‬ ‫َ‬ ‫جهادهما‬ ‫ين في‬
‫ِ‬
‫جهات إفريقي َة والجزيرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبعض‬ ‫الشامية‪،‬‬

‫عدوهم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫عثمـان‪ :‬فإنهـم لـم َيقنَعـوا مـن ِّ‬ ‫سلاطين بنـي‬ ‫أمـا عظمـا ُء‬
‫بالدهم فحسـب‪ ،‬بـل َدفعتْهم‬‫وقـف يدافعونه به عـن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫بـأن َيقفـوا لـه فـي َم‬
‫ُ‬
‫‪18‬‬

‫أن َيطـر ُدوه ِمن ديارهـم‪ ،‬ثم َيغزوه‬


‫ممهـم ال َعل َّيـة‪ ،‬و َغيرتُهم الدِّ ين َّيـ ُة إلى ْ‬
‫ه ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫بحوافـر‬ ‫أصـل وطنِـه و َق ِ‬
‫ـراره‪ ،‬و َي َطـؤوا‬ ‫ِ‬ ‫داره‪ ،‬و َيسـتولوا علـى‬ ‫فـي ُع ْقـر ِ‬
‫ِ‬ ‫طأهـا أحـدٌ قب َلهـم ِمـن‬ ‫ِ‬
‫خلفـاء المسـلمين‪،‬‬ ‫يـارا لـم َي ْ‬ ‫خيولِهـم ً‬
‫أرضـا ود ً‬
‫ِ‬
‫وعظمـاء سلاطينِهم الفاتحين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لوك على ُمعظ ِم‬ ‫أولئك الم ِ‬ ‫َخ ْ‬
‫سواحل البحر األبيض‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫رايات‬
‫ُ‬ ‫فقت‬
‫أن يشاد ِ‬ ‫ِ‬ ‫البحر ِ‬ ‫ِ‬
‫بذكْرهم على‬ ‫األحمر واألسود‪ ،‬واستح ُّقوا ْ ُ َ‬ ‫ين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وسواحل‬
‫ِ ِ (‪)1‬‬ ‫بسالطين ال َب َّر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين وخواقين‬ ‫منابر األقطار اإلسالمية‪ ،‬و ُيل َّقبوا‬ ‫سائر‬
‫ين البحار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وخواق ِ‬ ‫ِ‬
‫بسالطين األقطار‪،‬‬ ‫أن ُيل َّقبوا‬
‫ين‪ ،‬بل ُح َّق لهم ْ‬ ‫البحر ِ‬
‫َ‬
‫غيرهم ِمن ُملوك المسلمين»‪،‬‬
‫التشريفي الذي لم َيستح َّقه ُ‬
‫ُّ‬ ‫ذلك ال َّل ُ‬
‫قب‬
‫الغزي‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كامل‬ ‫ِ‬
‫العالمة‬ ‫انتهى كال ُم‬
‫ِّ‬

‫‪SSS‬‬

‫لكل م ٍ‬
‫لك َخ َقنه‬ ‫اسم ِّ َ‬
‫(( ( جاء في «القاموس المحيط» (ص‪« :)1194‬الخاقان‪ٌ :‬‬
‫التُّر ُك على ِ‬
‫أنفسهم‪ ،‬أي‪َ :‬م َّلكوه ور َّأ ُسوه»‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪19‬‬

‫نصيحة تأريخي ٌَّة‬


‫ٌ‬

‫أن ُأقدِّ َم هنا نصيح ًة لشباب‬


‫والتربوي ْ‬
‫ِّ‬ ‫الديني‬
‫ِّ‬ ‫وإني َأرى ِمن واجبي‬
‫ِ‬
‫وسائل التواصل‪،‬‬ ‫عبر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األُ َّمة‪ ،‬الذين ُفتِ ْ‬
‫المشتَّتة َ‬ ‫أبواب القراءة ُ‬
‫ُ‬ ‫حت لهم‬
‫مسامعهم ما هب ودب‪ ،‬بل قد يكون فيه سم و ِضع بك ِ‬
‫ُوارة‬ ‫ِ‬ ‫ُفأ ْل ِق َي إلى‬
‫ٌّ ُ‬ ‫َ َّ َ َّ‬
‫ٍ‬
‫نصيحة!‬ ‫عسل‪ ،‬أو بقا َل ِ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬

‫المتط ِّل ُع إلى المعرفة‪ ،‬إذا أردت قراء َة ك ِ‬


‫ُتب‬ ‫المسلم ُ‬
‫ُ‬ ‫الشاب‬
‫ُّ‬ ‫فيا أيها‬
‫ِ‬
‫التاريخ فيها على‬ ‫ونك هذه النصائح‪ِ ،‬‬
‫جاع ًل قراء َة‬ ‫التاريخ والتراجم‪ ،‬فدُ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ثالث مراحل‪:‬‬‫ِ‬

‫شرق َة ِمن تاريخنا‬


‫الم ِ‬
‫الجوانب ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الناشئة‬ ‫ـ المرحلة األُولى‪ :‬تَلقي ُن‬
‫ِ‬
‫صص للملوك والسالطين؛ كي يأخذوا‬ ‫وأن َيسمعوا أحس َن ال َق‬
‫اإلسالمي‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬
‫ِعبر ًة عمل َّية‪ ،‬و َيتر َّبوا تربي ًة جهاد َّية حكيم ًة‪.‬‬
‫بشـكل عـام‪َ ،‬غ ِّضـه و َغ ِض ِ‬
‫يضـه‪،‬‬ ‫ٍ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫التاريـخ‬ ‫ـ المرحلـة الثانيـة‪ :‬قـراء ُة‬
‫خاطئـة ِمـن الـدول‬
‫ٍ‬ ‫فـات بشـر َّي ٍة‬
‫واالطلا ِع علـى مـا جـرى ِمـن تصر ٍ‬
‫ُّ‬
‫‪20‬‬
‫ِ‬
‫جاهدي َن باالبتعاد عن هـذه األخطاء‪،‬‬ ‫والملوك؛ كي يسـعى شـباب األُم ِ‬
‫ـة‬ ‫ُ َّ‬
‫ِ‬
‫تكرارها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وسـاعي َن علـى عـد ِم‬

‫الو ِعرة‪ ،‬وهي قراء ُة‬


‫ـ أما المرحل ُة الثالث ُة‪ :‬فهي المرحل ُة الدقيق ُة َ‬
‫ِ‬
‫تاريخنا‬ ‫ِ‬
‫أعداء‬ ‫والمطاعن‪ ،‬سوا ٌء كانت صحيح ًة‪ ،‬أو ِمن افتراء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المثالب‬
‫الحق‬
‫بيان ِّ‬ ‫ِ‬
‫حاولة ِ‬ ‫لم‬ ‫و ُأ َّمتِنا ِمن الصليبيي َن أو القوميي َن أو ِ‬
‫غيرهما؛ وذلك ُ‬
‫والتحذير ِمن فِعالهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغابري َن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أخطاء‬ ‫ِ‬
‫وتفنيد األكاذيب‪ ،‬أو لالبتعاد عن‬

‫التاريخ دراس ًة‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دراسة‬ ‫رغب في‬ ‫َ‬ ‫وهذه المرحل ُة ينبغي ْ‬
‫تكون لمن َي ُ‬ ‫أن‬
‫تخصص َّية‪ ،‬مع االستعانة بـ‪:‬‬
‫ِ‬
‫العارف البصير؛‬ ‫سير‬ ‫ِ ِ‬
‫تخصصي َن و ُمنصفين‪َ ،‬يسيرون به َ‬ ‫مؤرخي َن ُم ِّ‬
‫‪1‬ـ ِّ‬
‫ِ‬
‫والتحريف‪.‬‬ ‫كي ال يقع في ُظ ِ‬
‫لمات الدَّ ِّس‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫البحث‬ ‫صية شاملة‪ ،‬يستطيع ِمن خاللها‬ ‫تاريخية تخص ٍ‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومكتبة‬ ‫‪2‬ـ‬
‫التاريخ ِمن خاللها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والتيارات التي كُتِب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المناهج‬ ‫واالطالع على‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الواسع‪،‬‬
‫نتفعون بها‪ ،‬وي ِ‬
‫نتف ُع‬ ‫َ‬ ‫بنتائج َي‬ ‫ِ‬
‫وتوفيقه ـ‬ ‫وبعدَ ذلك يخرج ـ بم ِ‬
‫عونة اهلل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫بها جي ُلنا‪ ،‬أو نَر ُّد بها على أعدائنا‪ ،‬ونبني بها حضارتَنا‪.‬‬
‫الكتـب والمراجـع؛ ل ُي ِ‬
‫خـر َج أسـو َأ ما في‬ ‫َ‬ ‫َجـدَ َمـن ُ‬
‫ينبـش‬ ‫أن ن ِ‬
‫وأمـا ْ‬
‫عدمـه ـ لعا َّم ِة الناشـئة‪ ،‬بل على مسـامع‬
‫فضلا عـن صحتِـه أو ِ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫التاريـخ ـ‬
‫ومـرأى ِ ِ ِ‬
‫غيـر أبناء م ِّلتنا‪ ،‬فهـذا زياد ٌة في الضياع‪ ،‬وتشـوي ٌه َّ‬
‫متعمـدٌ لتاريخنا‬
‫‪21‬‬
‫ِ‬
‫اإلنصـاف‬ ‫ِ‬
‫واالنفتـاح تـارةً‪ ،‬ودعـوى‬ ‫ِ‬
‫البحـث‬ ‫العظيـم‪ ،‬ولكـ ْن بدعـوى‬
‫ِ‬
‫االنغلاق تـار ًة ُأخرى!‬ ‫وعـد ِم‬
‫فيا شباب األُ ِ‬
‫مة‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫تاريخكم!‬ ‫قز ُم‬ ‫ِ‬
‫ضياعكم‪ ،‬أو ُي ِّ‬ ‫الحذر ك َّله ممن َيعمل على‬ ‫الحذر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بعض ال ُكتّاب‬ ‫ِ‬ ‫جري َمجرى‬ ‫أن َي َ‬ ‫يليق بالباحث وما ينبغي له‪ْ ،‬‬ ‫إذ ال ُ‬
‫في القرن الماضي‪ ،‬ف َيص ُّبون جا َم غضبِهم على الدولة العثمانية؛ بسبب‬
‫وو َقف‬ ‫الباحث َ‬‫ُ‬ ‫ال ُّظل ِم الذي ال َقو ُه ِمن الكمالِيي َن والقوميي َن‪ ،‬فلو تأ َّمل‬
‫أن الكماليي َن والقوميي َن هم أعدا ُء العثمانيي َن‬ ‫ٍ‬
‫بحث ونظر‪َ ،‬ل َع ِلم َّ‬ ‫ِ‬
‫ساعات‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والخالفة‪ ،‬كما َّ‬
‫فرقي‬ ‫أيضا هم من أعداء اإلسال ِم‪ ،‬و ُم ِّ‬ ‫العرب ً‬‫َ‬ ‫أن القوميي َن‬
‫فوف المسلمين‪.‬‬ ‫ص ِ‬
‫ُ‬
‫الماضي عن الدولة العثمان َّي ِة‬‫َ‬ ‫َ‬
‫القرن‬ ‫كثيرا في ما كُتِب ون ُِشر‬‫فمن تأ َّمل ً‬
‫َ‬
‫المصداق َّية‪ ،‬وال ُبعدَ عن الواقع َّية واإلنصاف؛ وذلك بسبب‬ ‫َلوجد عدم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تلك األيا ِم؛ بسبب‬‫ذلك قسو َة َ‬‫أضف إلى َ‬‫ْ‬ ‫وتناح ِرها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫صرا ِع القوم ّيات‬
‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫األرض على‬ ‫ِ‬
‫شياطين‬ ‫ِ‬ ‫الحرب العالم َّي ِة األُولى والثانية‪ ،‬وت‬
‫َكالب‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫والخالفة اإلسالم َّية‪.‬‬ ‫العثمان َّية‬
‫فرحون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمفكِّرين‪ ،‬فكانوا َي َ‬
‫بعض الدعاة والعلماء ُ‬ ‫انجر لذلك ُ‬ ‫وقد َّ‬
‫ِ‬
‫الدولة العثمانية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وخسائر‬ ‫ِ‬
‫بنكبات الخالفة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ـ مع األسف ـ‬
‫ِ‬
‫وخليفة المؤمنين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سلطان المسلمين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الغرب ضدَّ‬ ‫و َيتعاطفون مع‬
‫‪22‬‬

‫تيت بهذا‬ ‫ٍ‬


‫شخص‪ ،‬إنما َأ ُ‬ ‫ٍ‬
‫بمنهج أو‬ ‫عرض ال َغ ْم ِز أو ال َّل ْم ِز‬
‫بم ِ‬‫ولست هنا َ‬
‫ُ‬
‫التاريخ على ٍ‬
‫حذر عندَ ما يقرأ عن الدولة العثمان َّية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قارئ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ليكون‬ ‫الكال ِم‬
‫دافع الكتابة‪ ،‬والزم َن‬
‫حظ َ‬ ‫كاتب أو ِع ْل ِمه‪ ،‬بل عليه ْ‬
‫أن َي ْل َ‬ ‫ٍ‬ ‫بش ِ‬
‫هرة‬ ‫وال ي ِ‬
‫نخد َع ُ‬ ‫َ‬
‫المعلومات فيه!‬
‫ُ‬ ‫الذي كُتِبت‬
‫التغيير الذي َّ‬
‫حل بالعالم‬ ‫المح َن واإلحن‪ ،‬وشاهد‬‫وممن القى ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وخارجها‪ُ ،‬‬
‫شيخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫داخلها‬ ‫العثمانية ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫حرب‬
‫َ‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬فعاش‬
‫ِّ‬
‫اإلسال ِم مصطفى صبري أفندي (ت‪1373‬ﻫ) رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫بلده تركيا؛ خو ًفا ِمن بطش الكماليي َن وحربِهم‬
‫فهو ممن هاجر ِمن ِ‬
‫َّ‬
‫لكل ما هو إسالمي وعثماني‪ ،‬ثم استقر بالقاهرة لي ِ‬
‫شاهدَ و ُي َ‬
‫عايش‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌّ‬
‫حاربين ـ ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫العرب والمسلمي َن‬ ‫أبناء‬ ‫الم ِ َ‬ ‫المنخدعي َن بالحضارة الغربية‪ُ ،‬‬‫ُ‬
‫واجتمعت عليه‬
‫ْ‬ ‫واحد معركتان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫حت عليه بو ٍ‬
‫قت‬ ‫ـ للدولة العثمان َّية‪ ،‬ف ُفتِ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫رسائل‬ ‫لتأليف ِعدَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫أن اهللَ و َّفقه‬
‫والسنْدان‪ ،‬فكان عاقب ُة ذلك َّ‬ ‫المطرق ُة َّ‬
‫ِ‬

‫والعلم والعالم ِمن‬ ‫«موقف العقل ِ‬ ‫ُ‬ ‫البديع ال ُعجاب‪:‬‬


‫ُ‬ ‫أهمها كتا ُبه‬ ‫وك ٍ ِ‬
‫ُتب‪ ،‬ومن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نظره وأعمل‬ ‫سرح َ‬ ‫العالمين وعباده المرسلين» في أربعة أجزاء‪ ،‬و َمن َّ‬ ‫َ‬ ‫رب‬
‫ِّ‬
‫يهودي أو نصراني‪،‬‬ ‫ليست على‬ ‫كره في هذا الكتاب سيجد ُردو ًدا كثيرةً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫ف َ‬
‫أهل الفكر والمعرفة!‬ ‫نخدعي َن ِمن أبناء ِج ْلدتنا ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم‬
‫بل على ُ‬
‫وكان مما قال في «موقف العقل»(‪:)1‬‬

‫(( ( «موقف العقل» (‪.)90/1‬‬


‫‪23‬‬

‫مناقشـة األسـتاذ‪ِ ...‬دفا ًعـا عـن الدولـة‬ ‫ِ‬ ‫«وهنـا َأنهينـا الـكال َم فـي‬
‫الرجـال ِمـن ُمخت َِلفـي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شـهادات‬ ‫ُحصـي‬ ‫العثمانيـة المرحومـة‪ ،‬التـي ال ن ِ‬
‫َّ‬
‫اإلنسـانية والر ِ‬
‫جولة‬ ‫ِ‬ ‫أن اإلسلا َم ـ وما َي ْسـ َتتْبِ ُعه ِمن‬ ‫ِ‬
‫واألديان بـ‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫األجناس‬
‫ُّ‬
‫مرفـوع‬ ‫عزيـزا‬
‫ً‬ ‫أيضـا ـ عـاش قرونًـا طويلـ ًة فـي وجـه األرض‬ ‫ِ‬
‫ـروءة ً‬ ‫والم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وع َّزتِها‪.‬‬
‫الدولـة ِ‬
‫ِ‬ ‫قـو ِة َ‬
‫تلـك‬ ‫الـرأس‪ ،‬مـع َّ‬
‫األعاظم المشهوري َن منهم في‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عثمان ـ حتى‬ ‫إن َآل‬
‫وأنا ال أقول‪َّ :‬‬
‫كل ما ي ِ‬
‫نتقدونهم به‪ ،‬وإنما َأر ُّد على َمن َأنكر‬ ‫ِ‬
‫اعتزاز‬
‫َ‬ ‫تاريخ العا َلم ـ ُبرا ٌء من ِّ َ‬
‫اإلسال ِم بهم»‪.‬‬
‫أيضا(‪:)1‬‬
‫وقال ً‬
‫َظهر دول ٌة ُأخرى تقوم مقا َمها في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«وبعدَ انتهاء الدولة العثمانية لم ت ْ‬
‫السيف في اإلسالم‪ ،‬وإني‬ ‫ِ‬ ‫فانتهت قو ُة‬
‫ْ‬ ‫بسالحها‪،‬‬‫ِ‬ ‫ياض اإلسالم‬‫ود عن ِح ِ‬
‫الذ ِ‬
‫َّ‬
‫قول الح َط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومي َن في ِ‬ ‫أقرأ على المسلمين المنه ِ‬
‫يئة‪:‬‬ ‫أكل ُلحو ِم الدولة العثمانية َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ألبـيــــكم‬
‫ُ‬ ‫َأ ِق ُّلـــوا علـيـهــــم ال أبــــا‬
‫ِم ــن ال َّل ــو ِم أو ُس ــدُّ وا الف ــرا َغ ال ــذي َس ــدُّ وا‬
‫أن َيتعدّ ى‬ ‫كاتب على ْ‬ ‫ٌ‬ ‫فلو كانت الدول ُة العثمان َّي ُة موجود ًة لما اجترأ‬
‫ِ‬
‫وكتاب المسلمين»(‪.)2‬‬ ‫على المسلمين‪،‬‬

‫َ‬
‫وهوامشه‪.‬‬ ‫((( انظر «موقف العقل» (‪)101/1‬‬
‫ِ‬
‫لكتـاب‪« :‬نكبات األمـة العربية بسـقوط الخالفة‬ ‫بالرجـو ِع لزا ًما‬
‫وأنصـح هنـا ُّ‬
‫ْ‬ ‫((( ‬
‫العثمانيـة»؛ فإنـه فريدٌ فـي بابه‪ ،‬مفيـدٌ لطالبه‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫َّولة العثماني َِّة‬


‫محاربة الد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫تلخيص‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تاريخها‬ ‫وتَ زوي ِر‬

‫ِ‬
‫وتزويره‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العبث في تاريخ األقوام‬ ‫ِ‬
‫طورة‬ ‫ٍ‬
‫باحث َمدى ُخ‬ ‫ال َيخفى على‬
‫الحميم‬
‫ُ‬ ‫سبب ضيا ٍع وتشر ُذ ٍم‪ ،‬وقد ينقلب بسبب ذلك‬
‫بل قد يكون ذلك َ‬
‫عدو ٍ‬
‫مبين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إلى َلدُ ٍ‬
‫والشفوق إلى ٍّ‬ ‫ود‪،‬‬
‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ِ‬
‫تاريخ‬ ‫أكثر ِمـن عشري َن عا ًما وأنا أبحث في‬ ‫قضيت َ‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫مراجع‬ ‫عارضيها‪ ،‬وعندي بذلك‬ ‫العثمانية‪ ،‬أقرأ في مصادر مؤي ِديها وم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫دن التركية‪،‬‬ ‫مختلفة‪ ،‬و ُط ْف ُت ـ بفضل اهلل تعالى ـ غالب الم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كثير ٌة ب ُل ٍ‬
‫غات‬
‫َ ُ‬
‫حضارة العثمانيي َن و ُمش َّيداتِهم‪ ،‬ويو ًما بعدَ يو ٍم ال‬
‫ِ‬ ‫كثير من‬ ‫واطلعت على ٍ‬
‫ُ‬
‫والتزوير الذي َو َقع على الدولة العثمانية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االفتراء‬ ‫َينقضي عجبي ِمن ِشدَّ ِة‬
‫تلخيص أسبابِه بما يلي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الذي ُيمكنني‬
‫مائة ٍ‬
‫أربع ِ‬
‫تصهين نحوا ِمن ِ‬
‫سنة إلى‬ ‫ِ ً‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫الغرب ُ‬ ‫ُ‬
‫الحثيث من‬ ‫السعي‬
‫ُ‬ ‫ـ‬
‫ْك بها داخل ًّيا وخارج ًّيا‪.‬‬ ‫محاربة هذه الدولة‪ ،‬وال َفت ِ‬
‫ِ‬

‫عاة القوم َّي ِة العربية‪ ،‬الذين كانوا َيحملون‬


‫ـ محاربتُها وتشويهها ِمن د ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتصنيف بداي َة‬ ‫ِ‬
‫التأليف‬ ‫لوا َء‬
‫‪25‬‬

‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫ِ‬
‫اإللحاد َّية؛‬ ‫ِ‬
‫العثمانية واتها ُمها بأبش ِع التُّه ِم‬ ‫ِ‬
‫الدولة‬ ‫ـ و ُمحارب ُة‬
‫ِ‬
‫ذهبية الدين َّية‪.‬‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض الخالفات َ‬
‫فتح العثمان ِّيي َن‬ ‫بسبب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ينتهي ـ‬ ‫نته ـ ولن‬ ‫الحقدُ الدَّ فين الذي لم ي ِ‬ ‫ـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عبد الحميد الثاني ِمن قض َّية فلسطين‪.‬‬ ‫السلطان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وموقف‬ ‫لل ُق ْس َطنْطِين َّية‪،‬‬

‫سـالمون ِمـن‬ ‫َ‬ ‫حاربـون الدولـ َة العثمانيـة ـ وهـم‬ ‫بعـض الذيـن ُي ِ‬ ‫ـ ُ‬


‫الجهل وال ُّظلـ ِم الـذي َو َقع َ‬
‫آخر‬ ‫ِ‬ ‫حاربونهـا بدعـوى‬ ‫األسـباب السـابقة ـ ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫ـون والكمال ُّيـون‪،‬‬ ‫سـبب ذلـك هـم االتحاد ُّي َ‬ ‫أن‬‫العهـد العثمانـي‪ ،‬مـع َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َفكيكها‬ ‫الدولـة العثمانيـة‪ ،‬بل قـد ُأوجـدوا لت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعـداء‬ ‫الذيـن هـم ِمن أشـدِّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الحيـاة زم َن‬ ‫واقـع ذلك العصـر‪ ،‬وطبيعـ َة‬ ‫ـف إلـى ذلـك‬ ‫وإسـقاطِها‪َ ،‬أ ِض ْ‬
‫َ‬
‫الحـروب والكـوارث‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪SSS‬‬
‫‪26‬‬

‫الخاتمة‬

‫كلمات َأنصح بها نفسي وإخواني‪ُ ،‬منبثِق ًة من هذه‬


‫ٍ‬ ‫وختا ًما ُأقدِّ م لكم‬
‫ِ‬
‫األليمة التي َيعيشها العرب والمسلمون‪...‬‬ ‫ومن هذه ِ‬
‫الم َح ِن‬ ‫األيا ِم الحالكات‪ِ ،‬‬

‫شباب األُ َّمة‪:‬‬


‫َ‬ ‫ـ يا‬
‫التاريخ قراء َة متدب ٍر ومت َِّعظ‪ ،‬واحذروا الحذر ك َّله ِمن د ٍ‬
‫عاة‬ ‫َ‬ ‫اقرؤوا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫الغلو والتكفير‪،‬‬ ‫الشباب في َأتُون‬ ‫دخلون‬‫بعضهم ي ِ‬ ‫على أبواب جهنم‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الشباب في تِيه ال ُبعد عن العلماء والمر ِّبين‪،‬‬
‫َ‬ ‫شردون‬ ‫اآلخر ُي ِّ‬
‫ُ‬ ‫والبعض‬
‫ُ‬
‫تمم وظيف َة اآلخر‪.‬‬ ‫ٌّ ِ‬
‫وكل من الطرفين ُي ِّ‬
‫شباب األُ َّمة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ـ يا‬
‫عارات واأللبس ُة والرايات‪ ،‬اعملوا ِ‬
‫بجدٍّ واجتهاد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ال تَخدعنَّكم ِّ‬
‫الش‬
‫ّ‬
‫َفوقوا على‬ ‫ِ‬ ‫َح ِّصلوا العلو َم الشرعي َة والكون َّية‪،‬‬
‫ودقائق التِّقن ّيات الصناع َّية‪ ،‬ت َّ‬
‫َ‬
‫جهل وطيش‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كمهم عن‬ ‫أن تُفكِّروا بح ِ‬ ‫ِ‬
‫والمعرفة َ‬
‫قبل ْ‬ ‫األُمم ِ‬
‫بالعلم‬
‫ُ‬
‫لم يقضي على‬ ‫ِ‬ ‫فسن ُة اهلل في األرض َّ‬
‫الضعيف‪ ،‬والع َ‬
‫َ‬ ‫القوي َيحكم‬
‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫الجهل!‬
‫‪27‬‬

‫شباب األُ َّمة‪:‬‬


‫َ‬ ‫يا‬
‫النيل‬ ‫ألحد بم ِ‬
‫ساسه أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫سمح‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫األحمر عندَ كم الذي ال ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫الخط‬ ‫ليكن‬
‫ويوحدُ صفو َفهم)‪.‬‬‫ِّ‬ ‫منه هو‪( :‬ما يجمع كلم َة المسلمين‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واعقدُ وا على َج ْمع ُصفوف األُ َّمة َ‬
‫الوال َء والبراء‪ ،‬وليكن المقصدُ‬
‫لصفوفِكم!‬ ‫والموحدَ ُ‬
‫ِّ‬ ‫الجامع لكم‪،‬‬
‫َ‬ ‫هذا هو‬
‫حـب الذيـن َيقفـون ص ًّفا واحـدً ا في وجه‬ ‫وتذكـروا‪َّ :‬‬
‫أن اهلل تعالـى ُي ُّ‬ ‫َّ‬
‫مرصـوص‪ ،‬ويكـون ُمقاتِلوهـم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بنيـان‬ ‫عدوهـم‪ ،‬فيكـون حا ُلهـم كأنهـم‬
‫ِّ‬
‫كأنهـم جسـدٌ واحدٌ !‬
‫فر َق ُة هنـا وهناك‪ ،‬التـي ُين َف ُق عليها‬
‫الم ِّ‬
‫الدعـوات ُ‬
‫ُ‬ ‫تلكـم‬
‫ُ‬ ‫َغرنَّكم‬
‫فلا ت َّ‬
‫عبر القنـوات واإلعالم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫روج لهـا َ‬
‫كثيـر من األمـوال‪ ،‬و ُي َّ‬ ‫ٌ‬
‫شباب األُ َّمة‪:‬‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫ين‪،‬‬ ‫الع ِ‬
‫«إن هذا ِ‬ ‫تذكَّروا دو ًما مقول َة اإلما ِم ِ‬
‫لم د ٌ‬
‫َ‬ ‫ابن سيري َن رحمه اهلل‪َّ :‬‬
‫تأخذون ِدينَكم»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫عمن‬‫فانظروا َّ‬
‫دار‬ ‫ِ‬
‫الثقات األثبات‪ ،‬الذين ب َّينهم إما ُم ِ‬ ‫وفقهكم عن‬ ‫فخذوا دينَكم‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألحد طالبِه ً‬ ‫أنس في نصيحتِه‬
‫مالك ب ُن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫قائل‪« :‬ال تَحمل الع َ‬ ‫الهجرة‬
‫أهل ِ‬
‫العلم»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫ومجالسة ِ‬ ‫عرف بال َّط َلب‪،‬‬
‫عمن لم ُي ْ‬
‫َّ‬

‫((( «صحيح مسلم» (‪.)14/1‬‬


‫((( «التكملة لكتاب الصلة» (‪.)206/1‬‬
‫‪28‬‬

‫الناس‬ ‫ٍ‬
‫مسعود رضي اهلل عنه‪« :‬ال ُ‬ ‫الصحابي ِ‬
‫يزال ُ‬ ‫ابن‬ ‫ِّ‬ ‫وعليكم بمقولة‬
‫ِ‬ ‫لم عن أكابرهم‪ ،‬فإذا َأخذوه عن أصاغرهم‬ ‫ِ‬
‫وشرارهم‬ ‫بخير ما َأخذوا الع َ‬
‫ٍ‬
‫َه َلكوا»(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫الشـباب‬ ‫وعلمهـم‪ ،‬وهم ِ‬
‫ـة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حكمـة الشـيوخِ‬ ‫فنهضتُنـا تحتـاج إلـى‬
‫َّ‬
‫وشـجاعتِهم‪...‬‬
‫وأخيرا‪:‬‬
‫ً‬
‫وكتبت هذه الكلمات‪ ،‬بل هي مسير ُة‬ ‫جلست مت ِ‬
‫َّك ًئا‬ ‫َحسبوا أني‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ال ت َ‬
‫شر ِق المظ ُلوم‪ ،‬جمعتُها هذه األيام وأنا ِمن‬‫الم ِ‬
‫وتنقيب في تاريخنا ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بحث‬
‫ُحرقتي على شباب األُ َّم ِة َمك ُلوم!‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آلِه وصحبِه وس َّلم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وصلى اهلل على سيدنا‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمدُ هلل ِّ‬
‫ُ‬
‫الغريب البعيدُ عن األهل واألوطان‬
‫ُ‬ ‫و َكتَبه‬
‫قيبي‬
‫الدمشقي ال ُع ُّ‬
‫ُّ‬ ‫محمد وائل الحنبلي‬
‫غر َة ذي ال َق ِ‬
‫عدة الحرام عا َم‪1438( :‬ﻫ)‬ ‫َّ‬
‫وفرج كر َبه‬
‫أمره َّ‬
‫يسر اهلل َ‬
‫َّ‬
‫ِّ‬
‫ولكل َمن دعا له وقال‪ :‬آمين‬

‫((( «جامع بيان العلم وفضله» (‪.)606/1‬‬


‫‪29‬‬

‫المصادر والمراجع‬

‫ـ اضمحالل اإلمبراطورية الرومانية وسقوطها‪ ،‬إدوارد جيبون ـ الهيئة المصرية العامة‬


‫للكتب بالقاهرة ـ الطبعة الثانية ‪1997‬م‪( ،‬النسخة المترجمة إلى العربية)‪.‬‬

‫ـ تاج التواريخ‪ ،‬سعد الدين خوجه ـ المطبعة العامرة بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪،1279‬‬
‫(باللغة العثمانية)‪.‬‬

‫ـ تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬يلماز أوزتونا ـ منشورات مؤسسة فيصل للتمويل بإصطنبول ـ‬
‫الطبعة األولى ‪1988‬م‪.‬‬

‫ـ تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى االنحدار‪ ،‬خليل إينالجك ـ دار المدار اإلسالمي‬
‫ببيروت ـ الطبعة األولى ‪2002‬م‪.‬‬

‫ـ تاريخ الدولة العلية العثمانية‪ ،‬محمد فريد بك ـ تحقيق إحسان حقي ـ دار النفائس ببيروت‬
‫ـ الطبعة األولى ‪.1401‬‬

‫ـ تاريخ جودت‪ ،‬أحمد جودت باشا‪ ،‬المطبعة العامرة بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪،1271‬‬
‫(باللغة العثمانية)‪.‬‬

‫ـ تاريخ سياسي دولة علية عثمانية‪ ،‬كامل باشا‪ ،‬مطبعة أحمد بإصطنبول ـ الطبعة األولى‬
‫‪( ،1327‬باللغة العثمانية)‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫ـ تاريخ عسكري عثماني‪ ،‬أحمد جواد‪ ،‬المطبعة العامرة بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪،1297‬‬
‫(باللغة العثمانية)‪.‬‬

‫ـ التكملة لكتاب الصلة‪ ،‬ابن األبار ـ تحقيق عبد السالم الهراس ـ دار الفكر للطباعة ببيروت‬
‫ـ الطبعة األولى ‪.1415‬‬

‫ـ الحروب الصليبية في المشرق والمغرب‪ ،‬محمد ال َعمروسي ـ دار الغرب اإلسالمي‬


‫ببيروت ـ الطبعة الثانية ‪1982‬م‪.‬‬

‫ـ جامع بيان العلم وفضله‪ ،‬ابن عبد البر ـ تحقيق أبي األشبال الزهيري ـ دار ابن الجوزي‬
‫بالرياض ـ الطبعة األولى ‪.1414‬‬

‫ـ الدولة العثمانية تاريخ وحضارة‪ ،‬مركز األبحاث للتاريخ والفنون والثقافة اإلسالمية‬
‫إرسيكا بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪1999‬م‪.‬‬

‫ـ الدولة العثمانية دولة إسالمية مفترى عليها‪ ،‬عبد العزيز الشناوي ـ مكتبة األنجلو بالقاهرة‬
‫ـ الطبعة األولى ‪1980‬م‪.‬‬

‫ـ الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط‪ ،‬علي الصالبي ـ دار ابن كثير بدمشق‬
‫ـ الطبعة الثانية ‪.1427‬‬

‫ـ الدولة العثمانية المجهولة‪ ،‬أحمد آق كوندوز ـ نشر وقف البحوث العثمانية بإصطنبول ـ‬
‫الطبعة الثانية ‪2014‬م‪.‬‬

‫ـ رسالة في الطريق إلى ثقافتنا‪ ،‬محمود محمد شاكر ـ مطبعة المدني بالقاهرة ـ الطبعة‬
‫األولى ‪.1407‬‬

‫ـ الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية‪ ،‬طاشكبري زاده ـ دار الكتاب العربي ببيروت‬
‫ـ الطبعة األولى ‪.1395‬‬
‫‪31‬‬

‫ـ صحيح مسلم ـ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة ـ الطبعة‬
‫األولى ‪.1412‬‬

‫ـ العثمانيون في التاريخ والحضارة‪ ،‬محمد حرب ـ نشر المركز المصري للدراسات‬


‫العثمانية بالقاهرة ـ الطبعة األولى ‪.1414‬‬

‫ـ قالئد العقيان في فضائل آل عثمان‪ ،‬مرعي الكرمي ـ تحقيق محمد وائل الحنبلي ـ دار‬
‫اللباب بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪.1440‬‬

‫ـ القوانين العثمانية وتحليلها قانون ًّيا‪ ،‬أحمد آق كوندوز‪ ،‬نشر وقف البحوث العثمانية‬
‫بإصطنبول ـ الطبعة األولى ‪1996‬م‪( ،‬باللغة التركية)‪.‬‬

‫ـ قيام اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬باول ويتك ـ دار الرائي للنشر والتوزيع ببيروت ـ الطبعة‬
‫األولى ‪2010‬م‪( ،‬النسخة المترجمة إلى العربية)‪.‬‬

‫ـ قيام الدولة العثمانية‪ ،‬محمد فؤاد كوبرولي ـ دار الكاتب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة‬
‫ـ الطبعة األولى ‪1967‬م‪( ،‬النسخة المترجمة إلى العربية)‪.‬‬

‫ـ مرمدوك بكثال مسلم بريطاني‪ ،‬بيتر كالرك ـ تعريب‪ :‬أحمد الغامدي ـ منتدى العالقات‬
‫العربية والدولية بالقاهرة ـ الطبعة األولى ‪2015‬م‪.‬‬

‫ـ الموسوعة اإلسالمية التركية‪ ،‬شارك بها عدد من الباحثين ـ بدأ إصدارها عام‪1988 :‬م‬
‫إلى عام‪2013 :‬م‪ ،‬وبلغت ‪ 44‬جز ًءا ـ طباعة وتوزيع وقف الديانة التركية بإصطنبول‪،‬‬
‫(باللغة التركية)‪.‬‬

‫ـ موسوعة سفير للتاريخ اإلسالمي‪ ،‬تأليف ثلة من األساتذة ـ دار سفير بالقاهرة ـ الطبعة‬
‫األولى ‪1996‬م‪.‬‬

‫ـ موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين‪ ،‬مصطفى صبري ـ مطبعة‬
‫عيسى البابي الحلبي ـ الطبعة األولى ‪.1369‬‬
‫‪32‬‬

‫ـ نكبة األمة العربية بسقوط الخالفة العثمانية‪ ،‬محمد الخير عبد القادر ـ مكتبة وهبة بالقاهرة‬
‫ـ الطبعة األولى ‪.1405‬‬

‫ـ نهـر الذهـب فـي تاريـخ حلـب‪ ،‬كامـل الغـزي ـ المطبعـة المارونيـة بحلـب ـ الطبعـة‬
‫األولـى ‪.1342‬‬

‫ـ الوثائق تنطق بالحقائق‪ ،‬أحمد آق كوندوز ـ نشر وقف البحوث العثمانية بإصطنبول ـ‬
‫الطبعة الثانية ‪2014‬م‪.‬‬

‫ـ نهر الذهب في تاريخ حلب‪ ،‬كامل الغزي ـ المطبعة المارونية بحلب ـ الطبعة األولى‬
‫‪.1342‬‬

‫‪SSS‬‬
‫‪33‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫المقدمة ‪5...............................................................................‬‬

‫العثماني‪15.....................................................‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫التاريخ‬ ‫كلمات ت ِّ‬
‫ُلخص‬ ‫ٌ‬

‫نصيح ٌة تأريخ َّي ٌة ‪19.....................................................................‬‬


‫ِ‬
‫تاريخها ‪24.............................‬‬ ‫ولة العثمان َّي ِة وت ِ‬
‫َزوير‬ ‫محاربة الدَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫تلخيص‬
‫ُ‬
‫الخاتمة ‪26.............................................................................‬‬

‫المصادر والمراجع‪29..................................................................‬‬

‫‪SSS‬‬

You might also like