You are on page 1of 5

‫التاكمل هو معلية تعاون اقلميي بني عدة دول تقبل الرتابط يف امليادين الاقتصادية‬

‫واملالية والثقافية والس ياس ية داخل منطقة واحدة ‪.‬وميكن أن يكون التاكمل القلميي‬
‫يف العامل العريب اس تجابة للمشالك الهامة املمتثل يف البطال وعدم املساواة الاجامتعية‬
‫وانعدام ادلميقراطية ‪.‬منذ ظهور منظامت اقلميية مثل جامعة ادلول العربية وجملس‬
‫التعاون اخلليجي واحتاد املغرب العريب و ‪...‬وقد أدت هذه النشطة دورا يف اضفاء‬
‫الطابع املؤسيس عىل العالقات بني ادلول ‪.‬غري أن العملية القلميية تواجه عقبات‬
‫هيلكية ‪:‬الاختالفات الس ياس ية بني ادلول وحالت العجز ادلميقراطي اليت تقوض‬
‫قوة معليات التاكمل القلميي ‪.‬ولهذا السبب مل حتقق بعد الهداف اليت حددهتا‬
‫‪.‬مواثيق هذه املنظامت‬
‫احدى املنظامت القلميية املعروفة يه جامعة ادلول العربية ‪.‬لعبت مرص دورا هاما‬
‫يف تاسيس جامعة ادلول العربية بسبب ثقلها التارخيي والس يايس يف العامل العريب ‪.‬مت‬
‫‪.‬انشاء جامعة ادلول العربية يف عام ‪ 1945‬يف القاهرة حتت رعاية احلكومة املرصية‬
‫يف البداية‪ ،‬اكنت اجلامعة تتالف من س بع دول مؤسسة وقعت عىل ميثاقها‬
‫التاسييس ‪:‬مرص والعراق واململكة العربية السعودية ولبنان وسوراي والمين الشاميل‬
‫والردن ‪.‬وقد امتدت اجلامعة تدرجييا لتشمل بدلاان عربية أخرى حترتم رشوط‬
‫العضوية املنصوص علهيا يف ميثاق اجلامعة‪ ،‬ول س امي املادة ‪. 1‬ووفقا ذلكل‪ ،‬للك‬
‫دول عربية مس تقل احلق يف الانضامم ‪.‬تتكون اجلامعة اليوم من اثنتني وعرشين‬
‫‪.‬دول‪ ،‬مبا يف ذكل السلطة الفلسطينية‬

‫‪:‬منذ انشاهئا من قبل انرص‪ ،‬اكنت الهداف الرئيس ية جلامعة ادلول العربية يه‬

‫ضامن اس تقالل ادلول العربية ‪-‬‬


‫املسامهة يف وحدة ادلول العربية ‪-‬‬
‫تعزيز التعاون بني ادلول العضاء وتنس يق أعاملها الس ياس ية والاقتصادية ‪-‬‬
‫والثقافية‬
‫ادلفاع عن مصاحلهم يف اجملمتع ادلويل واملسامهة يف السالم بني ادلول ‪-‬‬
‫‪.‬العربية‬

‫وتطمح جامعة ادلول العربية اىل السهام يف حتقيق الامتسك الس يايس بني ادلول‬
‫العربية‪ ،‬ول س امي فامي يتعلق ابلقضااي ادلولية ‪.‬لكن واقع اجملمتعات العربية‪ ،‬اذلي يتسم‬
‫بتنوع النظم الس ياس ية وغياب الهيلك ادلميقراطي‪ ،‬أظهر حدود ديناميات هذه‬
‫الس ياسة ‪.‬وعىل الرمغ من خمتلف أشاكل التعاون الاقتصادي والعسكري وغريه‪ ،‬مل‬
‫‪.‬حتقق جامعة ادلول العربية جناحا كبريا عىل الصعيد الس يايس‬

‫عىل الرمغ من الهداف املعلنة‪ ،‬عانت جامعة ادلول العربية يف كثري من الحيان من‬
‫‪:‬اخلالف لس باب داخلية وخارجية ‪.‬عىل سبيل املثال‬

‫القضية الفلسطينية‪ ،‬رمز فشل جامعة ادلول العربية •‬

‫خالل احلرب الباردة‪ ،‬متزيت ابلوحدة والانقسام‪ ،‬ل س امي بسبب الرصاع الرسائييل‬
‫الفلسطيين ‪.‬وواهجت جامعة ادلول العربية القضية الفلسطينية منذ انشاهئا‪ ،‬ودعت‬
‫الطراف الفلسطينية اىل «تنس يق هجودها ملواهجة املؤامرات الصهيونية ‪».‬عىل‬
‫الرمغ من التضامن مع القضية الفلسطينية‪ ،‬انقسمت اجلامعة أو ال بسبب القطبية‬
‫‪،‬الثنائية للنظام ادلويل اذلي قسم ادلول بني املوالية لمرياك والسوفييت ‪.‬اثنيا‬
‫بسبب اخلصومات اليديولوجية والس ياس ية بني خمتلف القوى العربية اليت اكنت‬
‫تناضل من أجل السلطة يف اجلامعة‬

‫العوامل الس ياس ية يف الرشق الوسط •‬


‫وأسهمت عوامل س ياس ية أخرى يف الرشق الوسط يف تعميق الزمة داخل‬
‫اجلامعة ‪.‬ويف عام ‪ ،1979‬وبسبب معاهدة السالم اليت وقعهتا مرص وارسائيل يف‬
‫واش نطن يف ‪ 26‬أذار‪/‬مارس ‪ ،1979‬علقت ادلول العضاء الخرى انضامم مرص‬
‫اىل املنظمة ونقل مقر اجلامعة من القاهرة اىل تونس ؛ يف عام ‪ ،1990‬عادت اىل‬
‫مرص ‪.‬ابلضافة اىل ذكل‪ ،‬يف عام ‪ ،1991‬اس تقال الش يديل لكييب‪ ،‬المني العام‬
‫للجامعة‪ ،‬بعد حرب اخلليج ‪:‬أدى غزو العراق للكويت يف عام ‪ 1990‬اىل تدخل‬
‫اجملمتع ادلويل حتت رعاية المم املتحدة‪ ،‬لكن ادلول العربية اكنت منقسمة عىل مزااي‬
‫‪.‬هذا التدخل‬

‫انهيك عن أن بعض دول جامعة ادلول العربية أصبحت منذ بداية عام ‪- 2011‬‬
‫مرسحا للثورات والظواهر الثورية ‪.‬بقيادة النظمة ادليكتاتورية‪ ،‬تشهد تونس ومرص‬
‫وليبيا والمين والبحرين وسوراي احتجاجات حاشدة من الساكن املطالبني ابلتغيري‬
‫‪.‬ادلميقراطي والصالح الاقتصادي‬

‫وفامي يتعلق ابلس ياسات ادلاخلية لدلول العضاء‪ ،‬مل تبذل جامعة ادلول العربية ‪-‬‬
‫‪،‬هجدا يذكر لالسهام يف التقدم الاقتصادي والاجامتعي والس يايس ‪.‬يف عام ‪2004‬‬
‫تعهد قادة العصبة بتعزيز الصالحات الس ياس ية والاقتصادية يف ولايهتم ‪.‬ولكن‬
‫من الناحية العملية‪ ،‬مل جتر هذه الصالحات يف غالبية ادلول العضاء‪ ،‬وأظهرت‬
‫أحداث الشهر القليل املاضية مدى حاجة البدلان املعنية اىل تغيريات هيلكية من‬
‫‪.‬الناحيتني الس ياس ية والاقتصادية‬

‫تظهر دراسة مقارنة مع الاحتاد الورويب أن جناح س ياسة التاكمل القلميي يعمتد اىل‬
‫حد كبري عىل الاس تقرار الس يايس والنظام الس يايس للبدلان اليت يه جزء من‬
‫املنظمة املعنية ‪.‬عالوة عىل ذكل‪ ،‬فان الثقافة املشرتكة ‪ -‬يف هذه احلال تنمتي اىل‬
‫السالم أو احلضارة املشرتكة ‪ -‬ل ميكن أن تكون عام اال من عوامل الوحدة بدون‬
‫‪.‬هيلك دول دميقراطي‬

You might also like