You are on page 1of 77

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬

‫* تناسب فواتح البقرة مع خاتمة الفاتحة *‬


‫ب َعلَيي ِه ْم َواَ‬ ‫ضو ِ‬‫ص َراطَ الَّ ِذينَ أَن َعمتَ َعلَي ِه ْم َغي ِر ال َمغ ُ‬ ‫تنتهي سورة الفاتحة بذكر المن َعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين ( ِ‬ ‫‪‬‬
‫َاب اَ َر ْي َب فِي ِه ُهدًى لِّ ْل ُمتَّقِينَ (‪ ))٢‬وهؤاء مين َعم‬ ‫ضالِّينَ (‪ ))٧‬والبقرة تبدأ بذكر هؤاء أجمعين‪ ،‬تبدأ بذكر المتقين ( َذلِكَ ا ْل ِكت ُ‬ ‫ال َّ‬
‫س َوا ٌء َعلَ ْي ِه ْم أَأَن َذ ْرتَ ُه ْم أَ ْم لَ ْم تُني ِذ ْر ُه ْم اَ يُؤْ ِمنُيونَ (‪ ))٦‬تجمي الكيافرين مين المغضيوب علييهم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ك‬‫َ‬
‫ِ ينَ ُ‬ ‫ذ‬‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫نَّ‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫تقول‬ ‫ثم‬ ‫عليهم‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم بِ ُمؤْ ِمنِينَ (‪.))٨‬‬ ‫اّللِ َوبِا ْليَ ْو ِم ِ‬
‫س َمن يَقُو ُل آ َمنَّا بِ ه‬
‫والضالين وتذكر المنافقين ( َو ِمنَ النَّا ِ‬
‫ضييالِّينَ (‪))٧‬‬ ‫ب َعلَييي ِه ْم َواَ ال َّ‬
‫ضييو ِ‬‫(ص ي َراطَ الَّي ِذينَ أَن َعمييتَ َعلَييي ِه ْم َغي ي ِر ال َمغ ُ‬
‫ذكيير فييي خييواتيم الفاتحيية أصيينام اليلييص المكلفييين ِ‬ ‫‪‬‬
‫وذكرهم في بداية البقرة‪.‬‬

‫آية (‪( : )١‬ألم)‬


‫* دالة الحروم المقطعة في أوائل السور ‪:‬‬
‫القول الفصل فيها أنها حروم لها سر من قبل هللا تعالى ا نعلمه وهي مين دائيل اجعجيا وموضي التحيدل للعيرب الفصيحاء‪ ،‬لكين‬
‫هناك مالحظات جديرة باانتباه‪:‬‬
‫‪ ‬األحييرم المقطعيية عنييدما نجمعهييا نجييد أنهييا (‪ )٤١‬حرف يا ً تملهييل نص ي حييروم المعجييم ونص ي األحييرم المجهييورة ونص ي‬
‫األحرم الشديدة ونص المطبقة ونص المنقوطة ونص اليالية من الينق ونصي المسيتقرة ونصي المنفتحية ونصي‬
‫المهموسة ونص المستعلية ونص المقلقلة ونص الرخوة ‪.‬‬
‫‪ ‬السور التي تبيدأ بهيذه األحيرم يكيون التعبيير فيهيا طياب هيذه األحيرم فسيورة ا تكلير فيهيا الكلميات الصيادية ‪ ،‬سيورة‬
‫ترددت فيها الكلمات التي فيها قام ‪.‬‬
‫‪ ‬ليس هذا فق ولكن قبل سنوات أخرج كتابا ً عن المناهج الرياضية في التعبير القرآني احظ أن األحيرم الميذكورة فيي بدايية‬
‫السور تتناسب في السور تناسبا ً طبيعيا ً فالتي تبدأ بـ (ألم) يكون األل أكلر تكراراً في السورة ثيم اليالم ثيم المييم ولييس هيذا‬
‫فقي و إنميا نسيبة األلي إلييى اليالم مليل نسيبة اليالم إلييى المييم‪ ،‬هيذه معادلية رياضيية حتييى أننيي ناقشيته وسي لته هيل راجعييت‬
‫الصح وطبقتها عليه فقال نعم طبقتها على الصح لكنه وجد القرآن متفرداً بها‪.‬‬

‫* ألم في أول سورة البقرة ننطقها ب سماء الحروم أل ام ميم‪ ،‬بينما ننطقهيا بمسيميات الحيروم فيي سيور أخيرى مي أن الكتابية‬
‫ش َر ْح) (أَلَ ْم تَ َر ‪ ) ..‬دليل على أن رسول هللا عليه الصالة والسالم سمعها من هللا كما نقلها جبرييل‬
‫واحدة في ااثنين‪ :‬قال تعالى (أَلَ ْم نَ ْ‬
‫عليه السالم إليه هكذا‪ ،‬إذن فالقرآن أصله السماع ا يجو أن تقرأه إا بعد أن تستم إلى فقيه‪.‬‬

‫* كل آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل‪ ..‬ما عدا فواتح السور المكونة مين حيروم فهيي مبنيية عليى الوقي ‪ :‬فيال تقيرأ فيي أول‬
‫سورة البقرة‪ ( :‬الم ) والميم عليها ضمة‪ ،‬بل تقيرأ ألي سياكنة وام سياكنة ومييم سياكنة كيل حيرم منفيرد بوقي ‪ ،‬مي أن الوقي ا‬
‫يوجد في ختام السور وا في القرآن الكريم كله ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪( : )٢‬ذَلِ َ ِ‬


‫ْكتاب الَ ري ِ ِ‬
‫ب فيه ُه ًدى لِّل ُْمتَّق َ‬
‫ين)‬ ‫ك ال َ ُ َ ْ َ‬
‫* الفر بين دالة كلمة الكتاب والقرآن ‪:‬‬
‫من ناحية اللغة كلمة قرآن في األصل مصدر الفعل قرأ ملل غفران وعدوان (فَإ ِ َذا قَ َر ْأنَاهُ فَاتَّبِ ْ قُ ْرآنَهُ) ثم استعملت َعلَماً للكتاب اليذل‬
‫أُنزل على الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫أما الكتاب فهي من الكتابة ‪ ،‬وأحيانا ً يطلص عليه الكتاب وإن لم يُي ه (أنزل الكتاب) فهو أنيزل مقيروءاً وليم يُ ه‬
‫نيزل مكتوبياً ولكنيه كيان‬
‫مكتوبا ً في اللوح المحفوظ قبل أن ين هزل على رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) ‪.‬‬

‫من ناحية اجستعمال يالحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد فيي السيورة ذكير الكتياب أكلير بكليير مميا يتيردد ذكير القيرآن أو قيد ا تيذكر‬
‫كلمة القرآن مطلقا ً في السورة‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وإذا اجتم القرآن والكتاب فيكونان يترددا في السورة بشيكل متسياو تقريبيا ً ‪ ،‬فيي‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪1‬‬


‫يب فِيي ِه هُيدًى لِّ ْل ُمتَّقِيينَ ) وذكير الكتياب فيي السيورة ‪ ١٧‬ميرة والقيرآن ميرة واحيدة فيي آيية‬ ‫سورة البقرة بدأ بالكتاب ( َذلِ َك ا ْل ِكت ُ‬
‫َاب اَ َر ْي َ‬
‫ل أُن ِز َل فِي ِه الق ْرآنُ )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْه ُر َر َمضَانَ الَّ ِذ َ‬
‫الصيام ( َ‬

‫* دالة استيدام اسم اجشارة للبعيد‪:‬‬


‫( َذلِكَ ) إشارة إلى علو مرتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ا يستطي أن يؤتى بملله وهذا نوع من تشري الكتياب وتعظيميه ‪.‬‬
‫وقسم قال أنه إشارة إلى الكتاب الذل في اللوح المحفوظ ألنه لما أراد ما بين أيدل الناس أشار إليه بالقريب (إِنَّ هَي َذا ا ْلقُي ْرآنَ يَ ْهي ِدل‬
‫لِلِّتِي ِه َي أَ ْق َو ُم) ‪.‬‬

‫* الريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب وهذا الكتاب بذاته ييلو من أل ذرة من شك فإذن هو ييلو من الريب ‪.‬‬

‫اه ْم يُ ِنف ُقو َن)‬ ‫ب وي ِقيمو َن َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫الصال َة َوم َّما َرَزقْنَ ُ‬ ‫آية (‪( : )٣‬الذ َ‬
‫ين يُ ْؤمنُو َن بالْغَْي ِ َ ُ ُ‬
‫* قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بالماضي ألن اجيمان هنا مستمر متجدد ا يطرأ عليه شك وا ريبة ‪.‬‬

‫ك وبِ ِ‬
‫اآلخ َرةِ ُه ْم يُوقِنُو َن)‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين يُ ْؤِمنُو َن بِ َما أُن ِز َل إِلَيْ َ‬ ‫َّ ِ‬
‫ك َوَما أُن ِز َل من قَ بْل َ َ‬ ‫آية (‪( : )٤‬والذ َ‬
‫* تقديم الجار والمجرور على الفعل ولم يقل وهم يوقنون باآلخرة هنا قدم اآلخيرة ألهميتهيا لتهتميام والقصير‪ .‬ألن اجيقيان بياآلخرة‬
‫صعب ومقتضاه شا فكلير من الناس يؤمنون باّلل لكن ا يؤمنون باآلخرة ‪.‬‬

‫ك ُه ُم ال ُْم ْفلِ ُحو َن)‬


‫ك َعلَى ُه ًدى ِّمن َّربِّ ِه ْم َوأ ُْولَئِ َ‬
‫آية (‪( : )٥‬أ ُْولَ ئِ َ‬
‫* جاء ب(أولئك) للبعيد وبضيمير الفصيل (هيم) وجياء بيالتعري (المفلحيون) ليم يقيل أولئيك مفلحيون وليم يقيل هيم مفلحيون للحصير‬
‫فهيؤاء هييم المفلحييون حصييراً ليييس هنالييك مفلييح آخيير‪ .‬أولئييك للبعييد كي ن هييؤاء أصييحاب مرتبيية عليييا فيشييار إليييهم بفالحهييم وعلييو‬
‫منزلتهم فالذل على هدى هو مستعلي ‪.‬‬

‫* استيدم هللا تبارك وتعالى (أُ ْولَـائِ َك) مرتين ودمج اليبرين م بعض حتى نعرم أنه ليس في ااسالم إيمانان بل إيمان واحد‬
‫يترتب عليه جزاء واحد وسيلته الهدى وغايته الفالح‪.‬‬

‫* (على) دائما ً ت تي م الهدى و(في) ت تي م الضالل ‪:‬‬


‫‪( --‬على) مقصود بها ااستعالء (على الهدى) يعني متمكن مبصر لما حوله‪ ،‬في الطريص ثابت عليه‪.‬‬
‫‪( --‬في) للظرفية (في) معناه ساق فيه‪ ،‬لما يقول (فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َمهُونَ ) أل سياقطين فيهيا والسياق فيي الشييء لييس كالمسيتعلي‪،‬‬
‫ولذلك هو يستعمل (في) م الريب والشك والطغيان والضالل‪.‬‬

‫* جاء بضمير الفصل (هم) للتوكيد والقصر حصر الفالح فيهم حصراً‪ ،‬فإذا أراد الفالح فعليه أن يكون على هدى من ربه‪.‬‬

‫* جاءت كلمة (المفلحيون) يشيبه التكليي وجيزاءه فيي اآلخيرة بالبيذور والفالحية ألنيك حيين ترميي بيذرة فيي األرا تعطييك بيذورا‬
‫كليرة‪ ،‬ليعطينا الحص جل جالله من األمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب‬

‫يم )‬ ‫ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫صا ِرِه ْم ِغ َ‬
‫ش َاوةٌ َول َُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ِ‬
‫آية (‪َ ( : )٧‬ختَ َم اللَّهُ َعلَى قُلُوبِ ِه ْم َو َعلَى َس ْمع ِه ْم َو َعلَى أَبْ َ‬
‫* جعل هللا تعالى القلوب واألبصار جمعا ً بينما أفرد السم م أن اجنسان يملك قلباً واحداً بينما يملك أذنين ‪:‬‬
‫النياس جميعياً‬ ‫إن السم يتعلص بما تسم وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون اليبر متساويا ً ا تفياوت فييه وا تفاضيل وإنميا ييتلي‬
‫بتحليل المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب‪.‬‬

‫* اليتم ا يكون إا الشيء المغلص فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين لتستماع وا للتقبهل فيتم هللا سبحانه عليها‪ ،‬فياليتم هيو‬
‫الطابَ مين الطيين فيالعربي إذا أراد أن يحفيظ شييء كيان يغليص فوهتيه ويضي الطيين عليى مكيان عقيدة الييي ويييتم بياتِميه (خياتَم‬
‫وخاتِم) كما يستعمل اآلن اليتم بالشم األحمر يقفل المكان ثم ييتم عليه وليس وهو مفتوح‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪2‬‬


‫* البصر يحتاج لتغطية فقال ( َو َعلَى أَ ْب َ‬
‫صا ِر ِه ْم ِغشَا َوةٌ) أما السم فيحتاج إلى ختم ألنه ليس هناك شيء يغطيه‪.‬‬

‫* قدم هللا القلب على السم والبصر في تلك اآلية ألنه يريد أن يعلمنا منافذ اجدراك‪ ،‬واليتم على القلوب معناه أنيه ا ييدخلها إدراك‬
‫جديد وا ييرج منها إدراك قديم‪ ،‬ومهما رأت العين أو سمعت األذن فال فائدة من ذلك ألن أصحابها اختاروا الكفر وأصروا عليه‪.‬‬

‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫(وِم َن الن ِ‬


‫آمنَّا باللّه َوبالْيَ ْوم اآلخ ِر َوَما ُهم ب ُم ْؤمن َ‬
‫ين)‬ ‫ول َ‬
‫َّاس َمن يَ ُق ُ‬ ‫آية (‪َ : )٨‬‬
‫* ( َمن يَقُو ُل) مفرد و (هُم) جم ‪( :‬من) للمفرد والملنى والجم واألصل في (من) إذا ذكرت أن يُبيدأ بدالية لفظهيا مفيرد ميذكر ثيم‬
‫ينصرم إلى المعنى الذل يحدده السيا ‪.‬‬

‫* َع َّرفنا هللا سبحانه صيفات الميؤمنين فيي ثيالا آييات‪ ،‬وصيفات الكفيار فيي آيتيين وصيفات المنيافقين فيي ثيالا عشيرة آيية متتابعية‬
‫ليطورتهم على الدين‪ ،‬فالذل يهدم الدين هو المنافص‪ ،‬أما الكافر فنحن نتقيه ونحذره‪ ،‬ألنه يعلن كفره‪.‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪( : )٩‬يُ َخاد ُعو َن اللّهَ َوالذ َ‬
‫ِ‬
‫آمنُوا َوَما يَ ْخ َد ُعو َن إالَّ أَن ُف َ‬
‫س ُهم َوَما يَ ْش ُع ُرو َن)‬ ‫ين َ‬
‫ش ُعرُونَ ) اسيتعمل الشيعور فيي الكيالم عليى القضيايا الظياهرة وعليى األحاسييس الواضيحة‪ ،‬فالميادعية عميل ظياهر‪ ،‬بيالكالم‪،‬‬ ‫* (اَّ يَ ْ‬
‫بالحركة يناسبه الشعور الذل فيه معنى اجحساس ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٢‬أَال إِنَّ ُه ْم ُه ُم ال ُْم ْف ِس ُدو َن َولَ ِكن الَّ يَ ْش ُع ُرو َن)‬
‫ش ُعرُونَ ) ألن اجفساد عمل ظاهر فناسبه الشعور ‪.‬‬ ‫* استعمل الشعور (اَّ يَ ْ‬

‫الس َف َهاء َولَ ِكن الَّ يَ ْعلَ ُمو َن)‬


‫الس َف َهاء أَال إِنَّ ُه ْم ُه ُم ُّ‬
‫آم َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ ِ : )١٣‬‬
‫َّاس قَالُواْ أَنُ ْؤم ُن َك َما َ‬
‫آم َن الن ُ‬
‫يل ل َُه ْم آمنُواْ َك َما َ‬
‫(وإذَا ق َ‬
‫َ‬
‫* لما تكلم على القضايا القلبية المعنوية استعمل (اَّ يَ ْعلَ ُمونَ ) ألن العليم داخليي‪ ،‬هيو دعياهم إليى اجيميان وهيو لييس شيعوراً ظياهراً‬
‫وإنما هو علم باطن شيء قلبي ا نعلمه‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ْم إِنَّ َما نَ ْح ُن ُم ْستَ ْه ِزُؤو َن)‬
‫آمنَّا َوإِذَا َخلَ ْواْ إِلَى َشيَاطين ِه ْم قَالُواْ إِنَّا َم َعك ْ‬
‫آمنُواْ قَالُواْ َ‬ ‫آية (‪َ : )١٤‬‬
‫(وإِذَا لَ ُقواْ الذ َ‬
‫ين َ‬
‫* ضب واو الجماعة في لَقُيو ْا و َخلَ ْيو ْا ‪ :‬اليواو سياكنة فيي الحيالتين وإنميا هيذا يتعليص بميا قبلهيا‪ ،‬إذا كيان الفعيل منتهييا ً بيياء أو واو‬
‫تُحذم ويضم ما قبل واو الجماعة (لقي لقوا‪ ،‬نسي‪ ،‬نسوا‪ ،‬خشي‪ ،‬خشوا) ‪ ،‬وإذا سبقت ب ل يفتح ما قبلها ( خال‪ ،‬خلَوا)‪.‬‬

‫* المنافقون م المؤمنين يقولون (آ َمنَّا) بالجملة الفعلية‪ ،‬دليل على التجدد فإيميانهم غيير ثابيت‪ ،‬متذبيذب‪ ،‬وعنيدما يلقيون الكيافرين‬
‫ستَ ْه ِزئُونَ ) والجملة ااسمية تدل على اللبوت‪.‬‬‫يقولون (نَ ْحنُ ُم ْ‬

‫ُّه ْم فِي طُغْيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهو َن)‬


‫آية (‪( : )١٥‬اللّهُ يَ ْستَ ْه ِزىءُ بِ ِه ْم َويَ ُمد ُ‬
‫* قال يعمهون ولم يقل يعمون فالعمى فقد البصر وذهاب نور العين أما ال َع َمه فهو اليطي فيي اليرأل والمنيافقون ليم يفقيدوا بصيرهم‬
‫وإنما فقدوا المنطص السليم فهم في طغيانهم يعمهون‪.‬‬

‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫َّاللَةَ بِال ُْه َدى فَما ربِح ْ ِ‬ ‫آية (‪( : )١١‬أُولَئِ َ َّ ِ‬
‫ت ت َج َارتُ ُه ْم َوَما َكانُوا ُم ْهتَد َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ين ا ْشتَ َرُوا الض َ‬
‫ك الذ َ‬
‫* جاءت الَضاللة بالهدى ولم ت تى الهدى بالضاللة ألن الباء تكون م المتروك‪.‬‬

‫* الفر بين الضاللة والفسص‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪3‬‬


‫الضالل هو نقيض الهداية وقد يكون عن غير قصد وعن غير علم‪ ،‬تقول ض هل الطريص عن غير قصد وا يعلم‪.‬‬
‫وحيا‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سيلنا ن ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ولقي ْد أ ْر َ‬‫الفسص ا يكون إا بعد علم‪ ،‬ينبغي أن يعلم أواً حتى يقيال عنيه فاسيص وأصيل الفسيص هيو الييروج عين الطرييص َ‬
‫سقُونَ ) بعد التبليغ والمعرفة تن هكبوا الصيراط ‪ ،‬ويقيال فسيقت‬ ‫َوإِ ْب َرا ِهي َم َو َج َع ْلنَا فِي ُذ ِّريَّتِ ِه َما النُّبُ َّوةَ َوا ْل ِكت َ‬
‫َاب فَ ِم ْن ُهم ُّم ْهتَ ٍد َو َكلِي ٌر ِّم ْن ُه ْم فَا ِ‬
‫الرطبة أل خرجت من قشرتها‪.‬‬

‫اءت ما حولَهُ َذ َهب اللّهُ بِنُوِرِهم وتَرَك ُهم فِي ظُلُمات الَّ ي ْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُرو َن)‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ْ َ َْ‬ ‫(مثَلُ ُه ْم َك َمثَ ِل الَّذي ْ‬
‫استَ ْوقَ َد نَاراً فَلَ َّما أَ َ‬ ‫آية (‪َ : )١٧‬‬
‫* لو قال أذهب هللا نورهم ك نها تعني أذهبت هذا الشيء أمر النور أن يذهب فاستجاب وذهب لكن قد يعود‪ ،‬أما (ذهب هللا بنورهم)‬
‫ك ن هللا تعالى اصطحب نورهم بعيداً عنهم وا أحد يملك أن يعيده كما تقول عن خبر ا يعرفه إا شيص واحد وقد مات فتقول ذهب‬
‫فالن باليبر إذا لم يعد لك أمل في معرفته وهذا فيه تيئيس للرسول (صلى هللا عليه وسلم) من المنافقين ألن الجهد معهم ضائ ولم‬
‫يبص لهم مطم في عودة النور الذل افتقدوه‪..‬‬

‫* لم يقل ذهب هللا بضوئهم م أنهم أوقدوا النار ليحصلوا على الضوء‪ ..‬الضوء أقوى من النور وا ي تي إا مين إشيعاع ذاتيي‪ ،‬فليو‬
‫قال الحص تبارك وتعالى ذهب هللا بضوئهم احتميل المعنيى أنيه أبقيى لهيم النيور‪ ..‬ولكين ( َذه َ‬
‫َيب َّ‬
‫هللاُ بِنُيو ِر ِه ْم) معناهيا أنيه ليم يبيص لهيم‬
‫صيرُونَ ) لينعلم أنيه ا يوجيد فيي قليوبهم أل‬ ‫ضوءا وا نورا‪ ،‬فك ن قلوبهم يملؤها الظالم‪ ،‬ولذلك قال بعدها ( َوتَ َر َك ُه ْم فِي ظُلُ َما ٍ‬
‫ت اَّ يُ ْب ِ‬
‫نور وا ضوء إيماني بسبب انصرافهم عن نور هللا‪.‬‬

‫* لم يقل سبحانه وتركهم في ظالم بل قال‪( :‬فِيي ظُلُ َميا ٍ‬


‫ت) أل أنهيا ظلميات متراكمية مركبية ا يسيتطيعون الييروج منهيا أبيدا‪ ،‬ألنهيم‬
‫طلبوا الدنيا ولم يطلبوا اآلخرة‪ ..‬وعندما جاءهم نور اجيميان انصيرفوا عنيه فصيرم هللا قلوبهم‪..‬وهكيذا فيي قليب كيل منيافص ظلميات‬
‫متعددة‪ ..‬ظلمة الحقد على المؤمنين وظلمة الكراهية لهم‪ ..‬وظلمة تمني هزيمة اجيمان ‪ ..‬كل هذه ظلمات‪.‬‬

‫* قال (فِي ظُلُ َما ٍ‬


‫ت) لو كان نهاراً لكانوا مشوا‪ ،‬وفي القرآن لم ترد كلمة الظلمات مفردة أبداً بيالم النور ورد مفرداً‪.‬‬

‫* (اَّ يُ ْب ِ‬
‫صرُونَ ) إذا امتن النور امتن البصر أل أن العيين ا تبصير بيذاتها ولكنهيا تبصير بانعكياس النيورعلى األشيياء ثيم انعكاسيه‬
‫على العين ولذلك ف نت ا تبصر األشياء في الظالم‪ ،‬وهذه معجزة قرآنية اكتشفها العلم بعد نزول القرآن‪.‬‬

‫ْم عُ ْم ٌي فَ ُه ْم َال يَ ْرِج ُعو َن)‬ ‫آية (‪ُ : )١٨‬‬


‫(ص ٌّم بُك ٌ‬
‫* لم يقل صم وبكم وعمي ألنه سيحتمل أن يكون هناك جماعة بكم وجماعة صم وجماعة عمي لكن صم بكم عمي هذا تعبيير قطعيي‬
‫أنهم جمعوا كل هذه األوصام يعني كل واحد فيهم أبكم ا يبصر وأصم ا يسم وأعمى ا يس ل وا ينطص (فَ ُه ْم اَ يَ ْر ِجعُيونَ ) تيركهم‬
‫متحيرين ا يرجعون إلى المكان الذل بدأوا منيه فقيد فقيدوا أشيكال التواصيل فكيي يرجعيونو ا يعيودون إليى الهيدى بعيد أن بياعوه‬
‫ضالَلَةَ بِا ْل ُهدَى)‪.‬‬
‫شتَ ُر ُو ْا ال َّ‬
‫ألنهم (ا ْ‬

‫ت واللّهُ م ِحي ٌ ِ ِ‬ ‫ات ور ْع ٌد وب ر ٌق يجعلُو َن أَصابِعهم فِي آ َذانِ ِهم ِّمن َّ ِ‬


‫اع ِق ح َذر الْمو ِ‬ ‫آية (‪( : )١٩‬أَو َكصيِّب ِّمن َّ ِ ِ‬
‫ط بالْكاف ِر َ‬
‫ين)‬ ‫ُ‬ ‫الص َو َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ ْ‬ ‫الس َماء فيه ظُلُ َم ٌ َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫صيا ِر ِه ْم)‬ ‫َ‬
‫سي ْم ِع ِه ْم َوأ ْب َ‬ ‫َ‬
‫هللاُ لَيذه َ‬
‫َب بِ َ‬ ‫ُ‬
‫* هذا الترتيب (فِي ِه ظلُ َماتٌ َو َر ْع ٌد َوبَ ْر ٌ) مقصود بذاته ولذلك نالحظ حتى في آخرها قال ( َولَ ْو شَياء ه‬
‫فالسم مقابل الرعد واألبصار مقابل البر وذلك ألن اليوم من الرعد أشد من البر ألن أقواما ً أهلكوا بالصيحة‪.‬‬

‫(يج َعلُونَ أَ ْ‬
‫صابِ َع ُه ْم فِي آ َذانِ ِهم) المقصود هو األنامل وهذا مجا مرسل حيي أطليص ال ُكي هل وأراد الجيزء ك نميا ليو اسيتطاعوا أن‬ ‫* قال ْ‬
‫يُدخلوا أصابعهم كلها في آذانهم لفعلوا من شدة اليوم‪.‬‬

‫* المبالغات الموجودة في اآلية ‪:‬‬


‫‪ --‬الصواعص هي رعد شديد م نار محرقة وقد يصحبها جرم حديد ليس مجرد رعيد واحيظ مين فيرط الدهشية أنهيم يسيدون اآلذان‬
‫من الصواعص وسد اآلذان ينف من الصواعصو ينف من الرعد لكن ا ينف م الصاعقة لكن لفرط دهشتهم هم يتيبطون‪.‬‬
‫‪ --‬صواعص بالجم وليست صاعقة وإنما صواعص وظلمات وصيهب‪.‬‬
‫‪ --‬الصيب مبالغة ألنه مطر شديد وليس مجرد مطر‪.‬‬
‫‪ُ ( --‬كلَّ َما أَ َ‬
‫ضاء لَ ُهم) (كلما) تفيد التكرار إذن لم تكن مرة واحدة فهم حريصون على المشي لكي يصلون‪.‬‬
‫‪ --‬ثم قال ( َّمش َْو ْا) ولم يقل سعوا ألن السعي هو المشي السري أما المشي ففيه ب ء إشارة إلى ضع قواهم م اليوم والدهشة‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪4‬‬


‫ظلَ َم) ولم يقل إن أظلم للتحقص (إذا) للمتحقص الوقوع وللكلير الوقوع أما (إن) فهي قد تكون لالفتراضات وقد ا يق أصالً‪.‬‬ ‫(وإِ َذا أَ ْ‬
‫‪َ --‬‬
‫‪( --‬قَا ُموا) يعني وقفوا لم يتحركوا وهذا عذاب أيضاً‪.‬‬
‫صا ِر ِه ْم) كان يمكن أن يذهب بسمعهم م قص الرعد وأن يذهب ب بصارهم مي وميض البير ‪،‬‬ ‫س ْم ِع ِه ْم َوأَ ْب َ‬ ‫هللاُ لَ َذه َ‬
‫َب بِ َ‬ ‫(ولَ ْو شَاء ه‬ ‫‪َ --‬‬
‫لماذا لم يفعل إذنو هو أراد أن يستمر اليوم ألنه لو ذهب السيم والبصير ألصيبحوا بمعيزل‪ ،‬هيو أراد أن يبقيوا هكيذا حتيى يسيتمر‬
‫اليوم‪ .‬وقدم السم ألن اليوم معه أشد‪ .‬هذا عذاب مضاع وفيه مبالغات‪.‬‬

‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي فَ ُه ْم اَ يَ ْعقِلُونَ ) ‪:‬‬ ‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي فَ ُه ْم َا يَ ْر ِجعُونَ ) و( ُ‬ ‫* الفر بين( ُ‬


‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي فَ ُه ْم َا يَ ْر ِجعُيونَ (‪ ))٤٨‬هيم ا يرجعيون إليى النيور اليذل فقيدوه ألنهيم نيافقوا وطُبِي عليى قليوبهم‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫األولى‬ ‫‪ --‬في اآلية‬
‫والعياذ باّلل فال مجال للرجوع‪.‬‬
‫هللاُ قَالُو ْا بَ ْل نَتَّبِ ُ َميا أَ ْلفَ ْينَيا َعلَ ْيي ِه آبَاءنَيا أَ َولَ ْيو َكيانَ آبَيا ُال ُه ْم اَ يَ ْعقِلُيونَ شَي ْيئا ً َواَ يَ ْهتَيدُونَ‬
‫(وإِ َذا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِ ُعوا َما أَنزَ َل ه‬
‫في اآلية اللانية َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ٌّم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌي ف ُه ْم اَ يَ ْعقِلونَ (‪ .))٤٧٤‬لما تكليم عين آبيائهم‬ ‫س َم ُ إِاَّ ُدعَاء َونِدَاء ُ‬ ‫(‪َ )٤٧١‬و َملَ ُل الَّ ِذينَ َكف ُروا َك َمل ِل ال ِذل يَن ِع ُ‬
‫ص بِ َما اَ يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش ْيئاً) فكما أن آباءهم ا يعقلون هم ا يعقلون‪.‬‬ ‫قال (أَ َولَ ْو َكانَ آبَا ُال ُه ْم اَ يَ ْعقِلُونَ َ‬
‫ض ِرب (‪ )٤٧٤‬صور هؤاء وهم يُلقى عليهم كالم هللا سبحانه وتعالى كملل مجموعة أغنام الراعي يصيح فيها وهي‬ ‫‪ --‬الملال الذل ُ‬
‫تسم أصواتا ً لكنها ا تستطي أن تعقلها‪ ،‬ا تفهم‪ .‬فك ن هؤاء وهم يستمعون إلى كالم هللا سبحانه وتعالى كاألغنام ا يعقلون‪.‬‬

‫السماء ماء فَأَ ْخرج بِ ِه ِمن الثَّمر ِ‬


‫ات ِر ْزقاً لَّ ُك ْم فَالَ تَ ْج َعلُواْ لِل ِّه أَن َداداً َوأَنتُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫السماء بِناء وأ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٢‬الَّ ِذي جعل لَ ُكم األَر ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َنز َل م َن َّ َ َ‬
‫ض ف َراشاً َو َّ َ َ َ َ‬
‫ََ َ ُ ْ َ‬
‫* الفر بين البناء والبنيان‪:‬‬
‫كلمة بناء تطلص على عملية بناء الدار أو المسجد ‪ ،‬وكذلك تطلص على المبني الذل ليس له شهرة أو مييزة وقابيل للتغييير والتحيوير‬
‫ككل بيوتنا العادية‪ ،‬أما إذا كان المبنى ثابتا ً وتاريييا ً وله مدلول وله شهرة وطويل أميد بيالقرون وغيير قابيل للتحيوير يسيمى بنييان‪.‬‬
‫س َماء بِنَاء) ما قال بنيانا ً ألن بنيان السماء يتغير وهذا ثابت علمياً‪.‬‬
‫ولذلك رب العالمين قال ( َوال َّ‬

‫ين)‬ ‫آية (‪( : )٢٣‬وإِن ُكنتُم فِي ريْب ِّم َّما نَ َّزلْنَا َعلَى َعبْ ِدنَا فَأْتُواْ بِسورة ِّمن ِّمثْلِ ِه وا ْدعُواْ ُش َه َداء ُكم ِّمن ُد ِ‬
‫ون الل ِّه إِ ْن ُكنْتم ِ ِ‬
‫صادق َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫* التحدل كان ب كلر من صورة‪ ،‬السور المكية جميعا ً جاءت مين غيير (مين) فكيان أحيانيا ً يطيالبهم بحيدي ‪ ،‬يقيول لهيم‪ :‬في توا بقيرآن‬
‫ملله‪ ،‬أحيانا ً عشر سور‪ ،‬أحيانا ً سورة ملل الكوثر أو اجخالا‪ ،‬هذا كان في مكة‪.‬‬
‫ور ٍة ِّمين ِّم ْللِي ِه) (مين) للتبعييض‪ ،‬هيو ليم‬
‫س َ‬‫في المدينة (في سورة البقرة) هنا القرآن إنتشر وصار أسلوبه معروفاً‪ ،‬اآلن يقول لهم (بِ ُ‬
‫يقل ‪ :‬ف توا بملله وإنما ببعض ما يماثله أو بعض ما تتييلونه مماثالً وا يوجد ما يماثله فما معناهو هذا معناه يادة التوكييد أنيه ليو‬
‫تييلتم أن لهذا القرآن ملال فحاولوا أن ت توا بجزء من ذلك الملال الذل تييلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (ملله) مباشرة‪.‬‬
‫هذا إمعان في التحدل‪.‬‬

‫* الفر البياني بين قوله تعالى ( ِّمن ِّم ْللِ ِه) فى سورة البقرة و( ِم ْللِ ِه) فى سورة هودو‬
‫أوا‪ :‬إذا افترضنا أن لهذا الشيء أملااً فيقول‪ :‬ائتنيي بشييء ( ِّمين ِّم ْللِي ِه)‪ ،‬أميا عنيدما نقيول ‪ :‬ائتنيي بشييء (ملليه) فهيذا ا يفتيرا‬ ‫ً‬
‫وجود أملال لكنه محتمل أن يكون له مليل فإن كان موجو ًدا ائتني به وإن لم يكن موجوداً فافعل ملله‪.‬‬
‫ب) وهي بال شك أعم مما جاء في سورة هود ( ْ‬
‫افتَ َراهُ) ألن مظنة اجفتراء أحد‬ ‫ثانيًا‪ :‬قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِن ُكنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬
‫أمور الريب‪.‬‬
‫ْ‬
‫ثاللًا‪ :‬المفسرون وضعوا احتمالين لقوله تعالى ( ِّمن ِّمللِ ِه) أل من ملل القرآن أومن ملل هذا الرسول األمي الذل ينطص بالحكمة أل‬
‫فاتوا بسورة من القرآن من ملل رجل أمي كالرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وعليه فإن ( ِّمن ِّم ْللِ ِه) أع هم ألنه تحتمل المعنيين أم‬
‫( ِم ْللِ ِه) فهي ا تحتمل إا معنى واحداً وهو ملل القرآن وا تحتمل المعنى اللاني‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬أنه حذم مفعولي الفعلين المتعديين في قوله (فَإِن لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَن تَ ْف َعلُوا) والحذم قد يعني اجطال عموماً في اللغة‪.‬‬

‫* هل يمكن أن نضي كلمة مفتراة في سورة البقرة فيقول ملالً فاتوا بسورة من ملله مفتراة كما قال (مفتريات) في هودو‬
‫هذا التعبير ا يصح من عدة جهات‪:‬‬
‫أوا‪ :‬هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة هود‪.‬‬ ‫ً‬
‫ثانيًا‪ :‬وهو المهم أنه ا يُحسن أن ي تي بعد ( ِّمن ِّم ْللِ ِه) بكلمة مفتراة ألنه عندما قال من ملله افترا وجود مليل له فإذن هو ليس‬
‫مفترى وا يكون مفترى إذا كان له مليل إذن تنتفي صفة اافتراء م افتراا وجود ملل له‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪5‬‬


‫ور ٍة ِّمن ِّم ْللِ ِه) ألن استيدام ( ِّمن ِّم ْللِ ِه) تفترا أن له ملل إذن هو ليس‬ ‫ثاللًا‪ :‬ا يصح أن يقول في سورة هود أن ي تي بـ (فَ ْتُو ْا بِ ُ‬
‫س َ‬
‫ْ‬
‫ور ٍة ِّمن ِّمللِ ِه) لنفس السبب الذل ذكرناه سابقاً‪ .‬إذن ا‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫بمفترى وا يصح بعد قوله تعالى (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَ َراهُ) أن يقول (ف تُوا بِ ُ‬
‫َ‬
‫يمكن استبدال إحداهما باألخرى‪.‬‬
‫صا ِدقِينَ ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما قال في‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ش َهدَا َءك ْم ِمنْ دُو ِن هللاِ إِنْ كنتُ ْم َ‬ ‫راب ًعا‪ :‬قال تعالى في آية سورة البقرة ( َوا ْدعُوا ُ‬
‫صا ِدقِينَ ) ألنه في آية سورة البقرة عندما قال ( ِّمن ِّم ْللِ ِه) افترا أن له ملل إذن‬ ‫ستَطَ ْعتُ ْم ِمنْ د ِ‬
‫ُون َّ‬
‫هللاِ إِنْ ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫هود ( َوا ْدعُوا َم ِن ا ْ‬
‫هناك من استطاع أن ي تي بهذا الملل وليس المهم أن ت تي بمستطي لكن المهم أن ت تي بما جاء به فلماذا تدعو المستطي إا لي تي‬
‫ش َهدَا َء ُك ْم) ليشهدوا إن كان هذا القول ملل هذا القول فالموق إذن يحتاج إلى شاهد مح هكم ليشهد بما جاءوا‬ ‫بالنصو فقال ( َوا ْدعُوا ُ‬ ‫ه‬
‫ستَطَ ْعتُ ْم) ليفترل ملله‪ ،‬هم قالوا افتراه فيقول‬ ‫ا‬
‫َ ِ ْ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ُوا‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫تقتضي‬ ‫فاآلية‬ ‫هود‬ ‫سورة‬ ‫آية‬ ‫في‬ ‫أما‬ ‫القولين‪.‬‬ ‫بين‬ ‫وليحكم‬ ‫به‬
‫تعالى ادعوا من يستطي أن يفترل ملله كما يقولون‪ ،‬إذن في سورة البقرة أع هم وأوس ألنه تعالى طلب أمرين‪ :‬دعوة الشهداء‬
‫ودعوة المستطي ضمنا ً أما في آية سورة هود فالدعوة للمستطي فق ‪.‬‬

‫ومما سبص نالحظ أن اآلية في سورة البقرة بُنيت على العموم أصالً (ا ريب‪ ،‬من ملله‪ ،‬الحذم قد يكون للعموم‪ ،‬ادعوا شهداءكم)‪.‬‬
‫ارةُ أُ ِعدَّتْ‬ ‫ثم إنه بعد هذه اآلية في سورة البقرة هدهد تعالى بقوله (فَإِنْ لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَنْ تَ ْف َعلُوا فَاتَّقُوا النَّا َر الَّتِي َوقُو ُدهَا النَّ ُ‬
‫اس َوا ْل ِح َج َ‬
‫لِ ْل َكافِ ِرينَ (‪ ))٢١‬والذل ا يؤمن قامت عليه الحجة ولم يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة‪.‬‬

‫ار ُكلَّ َما ُرِزقُواْ ِمنْ َها ِمن ثَ َم َرة ِّر ْزقاً قَالُواْ َه َذا الَّ ِذي ُرِزقْنَا ِم ن قَ ْب ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ل َُه ْم َجنَّات تَ ْج ِري من تَ ْحت َها األَنْ َه ُ‬ ‫ات أ َّ‬‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُواْ َو َعملُواْ َّ َ‬
‫آية (‪( : )٢٥‬وب ِّ ِ‬
‫ش ِر الَّذين َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأُتُواْ بِ ِه ُمتَ َ‬
‫َّرةٌ َو ُه ْم ف َيها َخال ُدو َن)‬ ‫شابِهاً َول َُه ْم ف َيها أَ ْزَو ٌ‬
‫اج ُّمطَه َ‬
‫ت) حذم الباء‪ ،‬بينما في النسياء (بَشِّي ِر ا ْل ُمنَيافِقِينَ بِي َنَّ لَ ُهي ْم عَي َذابًا‬ ‫ت أَنَّ لَ ُه ْم َجنَّا ٍ‬
‫صالِ َحا ِ‬ ‫ش ِر الَّ ِذينَ آَ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬ ‫* قال تعالى هنا ( َوبَ ِّ‬
‫ض ًيال َكبِيي ًرا (‪ ))١٧‬ذكير البياء ألن تبشيير المنيافقين آكيد مين تبشيير‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫هللا‬
‫ُ ْ ِ ينَ ِ ْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫نَّ‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ؤْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬
‫َ َ ِ ُ ِ ِينَ ِ‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫ش‬‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫األحزاب‬ ‫أَلِي ًما (‪ ))٤٣٨‬وفي‬
‫المؤمنين‪ ،‬ففي سورة البقرة هذه هيي اآليية الوحييدة التيي ذكير فيهيا كالميا ً عين الجيزاء وصيفات الميؤمنين فيي كيل السيورة أميا فيي‬
‫صل تعالى في السورة جزاء المؤمنين وصفاتهم‪.‬‬ ‫صل في عذاب المنافقين في عشرة آيات‪ ،‬وفي األحزاب ف ه‬ ‫سورة النساء أ هكد وف ه‬

‫* قال تعالى هنا (ت َْج ِرل ِمن ت َْحتِ َها األَ ْن َها ُر) وفي الكه (ت َْج ِرل ِمن ت َْحتِ ِه ُم ْاألَ ْن َها ُر) ألن الكالم هنا عن الجنة‪ ،‬أما في الكه فيالكالم‬
‫عن المؤمنين ساكني الجنة فاألنهار تجرل من تحت الجنة ومن تحت المؤمنين وليس فيها تعارا ولكن األمر مرتب بالسيا ‪.‬‬

‫* البناء للمجهول فى ( ُر ِقوا) ‪ :‬هللا تعالى ينسب النعمة واليير إلى نفسه وا ينسب الشر‪ ،‬أما في الجنة حي ا حساب وا عقاب‬
‫قال تعالى ( ُكلَّ َما ُر ِقُو ْا ِم ْن َها ِمن ثَ َم َر ٍة ِّر ْ قاً)‪.‬‬

‫ك هم الْ َخ ِ‬ ‫ضو َن َع ْه َد اللَّ ِه ِمن ب ْع ِد ِميثَاقِ ِه وي ْقطَعو َن ما أَمر اللَّهُ بِ ِه أَن يوصل وي ْف ِس ُدو َن فِي األَر ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اس ُرو َن)‬ ‫ض أُولَ ئ َ ُ ُ‬‫ْ‬ ‫ُ َ َ َُ‬ ‫ََ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫آية (‪( : )٢٧‬الذ َ‬
‫ين يَن ُق ُ‬
‫* إن النقض يدل على فسخ ما وصله المرء ور هكبه فنقض الحبل يعني ح هل ما أبرمته أما قط الحبل أل جعله أجزا ًء‪ ،‬ونقض‬
‫اجنسان لعهد ربهه يدلك على عظمة ما أتى به اجنسان من أخذ العهد وتوثيقه ثم ح هل هذا العهد والتيلي عنه فهو أبلغ من القط ألن‬
‫فيه إفساداً لما عمله اجنسان بنفسه من ذل قبل‪.‬‬

‫َحيَا ُك ْم ثُ َّم يُ ِميتُ ُك ْم ثُ َّم يُ ْحيِي ُك ْم ثُ َّم إِلَيْ ِه تُ ْر َجعُو َن)‬ ‫ِ‬
‫ف تَ ْك ُف ُرو َن بِاللَّه َوُكنتُ ْم أ َْم َواتاً فَأ ْ‬
‫آية (‪َ ( : )٢٨‬كيْ َ‬
‫* بدأت اآلية ب سلوب استفهام عن الحال ولكنه خرج إلى غرا آخر وهو التعجب واجنكار‪.‬‬

‫ِ‬ ‫آية (‪ُ ( : )٢٩‬ه َو الَّ ِذي َخلَ َق لَ ُكم َّما فِي األ َْر ِ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫اه َّن َس ْب َع َس َم َاوات َو ُه َو ب ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬
‫س َّو ُ‬
‫الس َماء فَ َ‬ ‫ض َج ِميعاً ثُ َّم ْ‬
‫استَ َوى إِلَى َّ‬
‫أكرمه هللا عز وجل أنه خلص من أجله‬ ‫* (خلص لكم) هذه الالم ك نها لل ِملك فاّلل سبحانه وتعالى يياطب هذا اجنسان حتى يرى كي‬
‫كل ما في الكون ألجله لتنتفاع أو لتعتبار‪.‬‬

‫ص وبنا ٌء وتزيين ولو ت ملت السموات لرأيت بدعة اليلص ودقهته ونظاماً ا‬
‫* قال تعالى (فسواهنه ) ولم يقل خلقهنه فالتسوية خل ٌ‬
‫ييت ُّل وا يغيب‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪6‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ض َخلِي َفةً قَالُواْ أَتَ ْج َع ُل فِ َيها َم ن يُ ْف ِس ُد فِ َيه ا َويَ ْس ِف ُ‬ ‫ك لِلْمالَئِ َك ِة إِنِّي ج ِ‬
‫اع ٌل فِي األ َْر ِ‬
‫ك‬
‫ِّس لَ َ‬
‫س بِّ ُح ب َح ْم د َن َونُ َق د ُ‬
‫ِّماء َونَ ْح ُن نُ َ‬
‫ك ال د َ‬ ‫َ‬ ‫ال َربُّ َ َ‬ ‫(وإِ ْذ قَ َ‬‫آية (‪َ : )٣٣‬‬
‫ال إِنِّي أَ ْعلَ ُم َما الَ تَ ْعلَ ُمو َن)‬
‫قَ َ‬
‫ا َخلِيفَةً) أقوى ألنها تدل على اللبوت بينما الصيغةالفعلية تدل على الحدوا والتجدد‪،‬‬ ‫* الصيغة اجسمية (إِنِّي َجا ِع ٌل فِي األَ ْر ِ‬
‫هناك فر بين أن تقول هو يتلق وهو ملق ‪ ،‬هو يتفقه وهو فقيه‪ ،‬تقول هو ناجح قبل أن يمتحن ألنك واثص أنه ناجح‪.‬‬

‫* هل من فار بين نقدس لك ونقدسكو الفعل يقدس فعل متعدل ي خذ مفعواً به دون حرم الجر الالم فنقول نقدس هللا لكن اآلية‬
‫أدخلت الالم على الكام للتيصيص أل التقديس لك ا لغيرك‪ .‬فالمالئكة ا تعصي هللا ما أمرها فهي ا تقدس إا ّلل بيالم البشر‬
‫الذين قد يقدسون هللا وقد يقدسون معه غيره‪.‬‬

‫* قصة آدم بين سورتي البقرة واألعرام ‪:‬‬


‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬
‫ورود قصيية آدم فييي سييورة األعييرام ليسييت ميين بيياب التكييريم‬ ‫قصية آدم فييي سيورة البقييرة تبييدأ مين أقييدم نقطيية‬
‫( َولَقَ ي ْد َم َّكنَّييا ُك ْم فِييي األَ ْر ِ‬
‫ا َو َج َع ْلنَييا لَ ُك ي ْم فِي َهييا َم َعييايِ َ قَلِيييالً َّمييا‬ ‫في القصة ( َوإِ ْذ قَا َل َربُّ َك لِ ْل َمالَئِ َك ِة إِنِّي َجا ِعي ٌل فِيي‬ ‫إفتتاح‬
‫ش ُكرُونَ (‪( ))٤١‬قليالً ما تشكرون) عتاب من هللا تعالى عليى‬ ‫تَ ْ‬ ‫سي ُد فِي َهيا‬ ‫ا َخلِيفَةً قَيالُو ْا أَت َْج َعي ُل فِي َهيا َمين يُ ْف ِ‬ ‫األَ ْر ِ‬
‫ِّس لَي َك‬ ‫سيبِّ ُح بِ َح ْمي ِد َك َونُقَيد ُ‬
‫كل‬
‫قلة شكرهم وهذا لم يرد في البقرة‪.‬‬ ‫سفِ ُك ال ِّد َماء َونَ ْحنُ نُ َ‬ ‫َويَ ْ‬
‫قَا َل إِنِّي أ ْعلَ ُم َما اَ تَ ْعلَ ُميونَ (‪ ))٣١‬ليم تُيذكر هيذه‬ ‫َ‬ ‫قصة‬
‫النقطية فيي أل مكيان آخير فيي القيرآن وهيي أول‬
‫نقطة نبدأ فيها القصص القرآني‪.‬‬
‫‪ -‬سيا القصة في سورة األعرام ورد في العقوبيات وإهيالك‬ ‫‪ -‬التكييريم فييي البقييرة أكليير ممييا هييو عليييه فييي‬
‫األمم الظالمة مين بنيي آدم وفيي سييا غضيب هللا تعيالى عليى‬ ‫األعرام‪.‬‬
‫الذين ظلموا (فَ َما َكانَ َد ْع َوا ُه ْم إِ ْذ َجاء ُه ْم بَ ْ ُ‬
‫سنَا إِاَّ أَن قَالُو ْا إِنَّيا‬ ‫القصيية فييي سييورة البقييرة واردة فييي تكييريم آدم‬
‫ُكنَّا ظَالِ ِمينَ (‪ ))٥‬وفي سيا العتب عليهم (قلييالً ميا تيذكرون‪،‬‬ ‫وما يحمله من العلم والقصية كلهيا فيي عباراتهيا‬
‫قليالً ما تشكرون)‪.‬‬ ‫ونسجها تدور حول هذه المس لة‪.‬‬
‫سيا‬
‫‪ -‬وقولييه تعييالى (علهييم آدم) ينسييحب علييى ذريتييه‬
‫فييييي اليالفيييية فييييي األرا‪ .‬واليالفيييية تقتضييييي‬ ‫القصة‬
‫أمييرين‪ :‬األول حييص التصييرم (خلييص لكييم مييا فييي‬
‫األرا جميعييا)‪ ،‬والليياني القييدرة علييى التصييرم‬
‫والقيام بالمهمة (أثبت القدرة بالعلم)‪ .‬فاّلل تعالى‬
‫ك هرم اجنسان بالعلم والعقل‪.‬‬
‫صييي َّو ْرنَا ُك ْم ثُييي َّم قُ ْلنَيييا‬
‫‪ -‬فيييي األعيييرام فقيييال ( َولَقَييي ْد َخلَ ْقنَيييا ُك ْم ثُييي َّم َ‬ ‫‪ -‬فييي سييورة البقييرة جم ي تعييالى جبليييس ثييالا‬
‫ييييس لَيييي ْم يَ ُكيييين ِّميييينَ‬ ‫يييجدُو ْا إِاَّ إِ ْبلِي َ‬ ‫سي َ‬‫يييجدُو ْا آل َد َم فَ َ‬
‫سي ُ‬ ‫لِ ْل َمآلئِ َكيييي ِة ا ْ‬ ‫يجدُو ْا‬ ‫س َ‬‫يجدُو ْا آل َد َم فَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫صفات ( َوإِ ْذ قُ ْلنَا لِ ْل َمالَئِ َكي ِة ا ْ‬
‫سا ِج ِدينَ (‪ ))٤٤‬ذكر صفة واحدة فق ‪.‬‬ ‫ال َّ‬ ‫سيييتَ ْكبَ َر َو َكيييانَ ِمييينَ ا ْل َكيييافِ ِرينَ‬ ‫يييس أَبَيييى َوا ْ‬ ‫إِاَّ إِ ْبلِي َ‬ ‫وص‬
‫(‪( ))٣١‬أبيييى‪ ،‬اسيييتكبر‪ ،‬وكيييان مييين الكيييافرين)‬ ‫إبليس‬
‫وهييذه الصييفات لييم ت ي ت مجتمعيية إا فييي سييورة‬
‫البقرة لبيان شناعة معصية إبليس‪.‬‬
‫‪ -‬فييي األعييرام عنييدما طييرد إبليييس جمعهمييا فييي الكييالم (قَييا َل‬ ‫‪ -‬فييي سييورة البقييرة جيياء اليطيياب بإسييناد القييول‬
‫اخ ي ُر ْج ِم ْن َهييا َمي ْيذالُوما ً َّم يد ُْحوراً لَّ َميين تَبِ َعييكَ ِم ي ْن ُه ْم ألَ ْم ي نَّ َج َه ينَّ َم‬
‫ْ‬ ‫سي ُكنْ أَنيتَ َو َْو ُجي َك‬ ‫إلى هللا تعيالى ( َوقُ ْلنَيا يَيا آ َد ُم ا ْ‬
‫س ُكنْ أَنتَ َو َْو ُج َك ا ْل َجنَّةَ فَ ُكالَ ِمنْ‬ ‫ِمن ُك ْم أَ ْج َم ِعينَ (‪َ )٤٨‬ويَا آ َد ُم ا ْ‬ ‫ش ي ْئتُ َما َواَ تَ ْق َربَييا‬ ‫ا ْل َجنَّ يةَ َو ُك يالَ ِم ْن َهييا َر َغييداً َح ْي ي ُ ِ‬ ‫أسلوب‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ييج َرة فتَكونيييا ِمييينَ الظيييالِ ِمينَ‬ ‫َ‬ ‫شييي ْئتُ َما َواَ تَ ْق َربَيييا َهيييـ ِذ ِه ال َّ‬
‫شي َ‬ ‫َح ْييي ُ ِ‬ ‫َّ‬
‫يييج َرةَ فَتَ ُكونَييييا ِميييينَ ا ْلظييييالِ ِمينَ (‪))٣٥‬‬ ‫شي َ‬ ‫َهييييـ ِذ ِه ال َّ‬ ‫اليطاب‬
‫(‪.))٤١‬‬ ‫والمالحييظ فييي القييرآن أنييه لمييا ينسييب هللا تعييالى‬
‫القول إلى ذاته يكون في مقام التكريم‪،‬‬
‫سييي ُكنْ أَنيييتَ‬
‫(ويَيييا آ َد ُم ا ْ‬
‫‪ -‬بينميييا ليييم تيييرد فيييي سيييورة األعيييرام َ‬ ‫‪ -‬ذكيير فييي سييورة البقييرة (رغييداً) ( َوقُ ْلنَييا يَييا آ َد ُم‬
‫يج َرةَ‬ ‫ْ‬ ‫َو َْو ُجي َك ا ْل َجنَّيةَ فَ ُكيالَ ِمينْ َح ْيي ُ ِ‬
‫شي ْئتُ َما َواَ تَق َربَيا هَيـ ِذ ِه ال َّ‬
‫شي َ‬ ‫س ُكنْ أَنتَ َو َْو ُج َك ا ْل َجنَّةَ َو ُكالَ ِم ْن َهيا َر َغيداً َح ْيي ُ‬ ‫ا ْ‬
‫فَتَ ُكونَا ِمنَ الظَّالِ ِمينَ (‪.))٤١‬‬ ‫يييج َرةَ فَتَ ُكونَييييا ِميييينَ‬ ‫شيييي ْئتُ َما َواَ تَ ْق َربَييييا َهييييـ ِذ ِه ال َّ‬
‫(ر َغ ًداً)‬
‫ذكر َ‬
‫شي َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلظَّالِ ِمينَ (‪ ))٣٥‬المناسب للتكريم في السورة ‪.‬‬
‫‪ -‬في األعرام استيدام الفاء في قوله (ف ُكال من حيي شيئتما)‬ ‫الييواو فييي (و ُكييال منهييا رغييداً) فييي سييورة البقييرة‬ ‫(و ُكال )‬
‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪7‬‬
‫تييدل علييى التعقيييب والترتيييب‪ ،‬بمعنييى اسييكن ف ُكييل أل أن األكييل‬ ‫تيييدل عليييى مطليييص الجمييي وتفييييد أن آلدم حيييص‬ ‫–‬
‫يي تي مباشييرة بعييد السييكن مباشييرة‪ .‬فالفيياء إذن هييي جييزء ميين‬ ‫اجختيار في كل األ منة بمعنيى اسيكن و ُكيل غيير‬ ‫(ف ُكال )‬
‫من الواو أما الواو فتشمل من الفاء وغيرها والجم وغير‬ ‫محييددة بزمييان‪ .‬ومجئيهييا فييي سييورة البقييرة فييي‬
‫الجم فهي إذن أع هم وأشمل‪.‬‬ ‫مجال التكريم أيضا ً فلم يقيهيد هللا تعيالى آدم بيزمن‬
‫ل كل‪.‬‬
‫‪ -‬في اآلعرام (من حي شئتما) بمعنى من حي شئتما ل كل‬ ‫‪( -‬حيييي شيييئتما) فيييي سيييورة البقيييرة تحتميييل أن‬
‫فقيي وليييس للسييكن‪ ،‬وبمييا أن الفيياء اسييتيدمت فييي السييورة‬ ‫تكييون للسييكن واألكييل بمعنييى اسييكنا حيي شييئتما‬ ‫(حي شئتما)‬
‫(ف ُكال) والفاء مقتصرة اقتضى الحصر ل كل فق ‪.‬‬ ‫و ُكال حي شئتما وفيي هيذا تكيريم أوسي ألن هللا‬ ‫‪-‬‬
‫تعييالى جعييل لهيييم مجييال اختييييار السييكن واألكيييل‬ ‫(من حي‬
‫والتناسيييب مييي اليييواو التيييي دلهيييت هيييي مطلقييية‬ ‫شئتما)‬
‫ف وجبت السعة في اجختيار‪.‬‬
‫‪ -‬في األعرام (فداهما بغرور) والتدلية ا تكون إا من أعلى‬ ‫‪( -‬ف لهمييا الشيييطان) فييي سييورة البقييرة ليييس‬ ‫(ف لهما‬
‫ألسفل إذن في مقام التكلي سماها ( لية) وفيي مقيام العقوبية‬ ‫بالضييرورة الزليية إلييى محييل أدنييى بييل يمكيين أن‬ ‫الشيطان)‬
‫سماها (فداههما) فيف المعصية في البقرة ولم يفعل ذلك فيي‬ ‫سيميت لية تيفيفيا ً‬ ‫يكيون فيي نفيس المكييان وقيد ُ‬ ‫‪-‬‬
‫األعرام‪.‬‬ ‫في مقام التكريم الغالب على السورة‪.‬‬ ‫(فداهما‬
‫بغرور)‬
‫َّيج َرةَ‬ ‫‪ -‬فيي األعيرام قيال تعيالى (فَي َداَّ ُه َما بِ ُغي ُرو ٍر فَلَ َّميا َذاقَيا الش َ‬ ‫ت فَتَي َ‬
‫ياب‬ ‫‪ -‬فييي البقييرة (فَتَلَقَّييى آ َد ُم ِميين َّربِّ ي ِه َكلِ َمييا ٍ‬
‫ان َعلَ ْي ِه َميا ِمين َو َر ِ ا ْل َجنَّي ِة‬ ‫صيفَ ِ‬ ‫س ْو َءاتُ ُه َما َوطَفِقَا يَ ْي ِ‬ ‫بَدَتْ لَ ُه َما َ‬ ‫اب اليي َّر ِحي ُم (‪ ))٣٧‬لييم يييذكر‬ ‫َعلَ ْييي ِه إِنَّ يهُ هُيي َو التَّ ي َّو ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫يج َر ِة َوأقييل ل ُك َمييا إِنَّ‬ ‫َ‬ ‫شي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َونَادَا ُه َميا َربُّ ُه َمييا ألَي ْم أ ْن َه ُك َمييا َعيين تِل ُك َمييا ال َّ‬ ‫معاتبة هللا تعالى آلدم وتوبييه له وهيذا يتناسيب‬
‫ش ْيطَآنَ لَ ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبِينٌ (‪ ))٢٢‬فيي مجيال التيوبيخ والحسياب‬ ‫ال َّ‬ ‫م مقيام التكيريم فيي السيورة حتيى أنيه ليم ييذكر‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫سينَا َوإِن لي ْم تَغفِ ْير لنَيا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثم جاء اعترام آدم (قيااَ َربَّنَيا ظل ْمنَيا أنف َ‬ ‫فيي السييورة إعتييرام آدم ولييم يقييل أنهمييا تابييا أو‬
‫اس ِرينَ (‪.))٢٣‬‬ ‫َوت َْر َح ْمنَا لَنَ ُكونَنَّ ِمنَ ا ْل َي ِ‬ ‫ظلميييييا أنفسيييييهما فطيييييوى تعيييييالى تصيييييريح آدم‬
‫‪ -‬وفي األعرام تناسب بين البداية واجختيار (عتاب على قلية‬ ‫بالمعصييية وهييذا أيضيا ً مناسييب لجييو التكييريم فييي‬
‫الشكر وعتاب على عدم السجود) الندم الذل ذكره آدم مناسب‬ ‫السورة‪.‬‬ ‫معاتبة هللا‬
‫لندم ذريته عن معاصيهم وهذا ناسب لسيا اآليات في سورة‬ ‫تعالى آلدم‬
‫األعرام‪.‬‬
‫سينَا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫م‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬‫ر‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫(‬ ‫الظلم‬ ‫على‬ ‫والذرية‬ ‫األبوين‬ ‫ندم‬ ‫‪ -‬اتفص‬
‫اسي ِرينَ (‪ ))٢٣‬ذريية‬ ‫ْ‬
‫َوإِن لَّ ْم تَ ْغفِ ْر لَنَا َوت َْر َح ْمنَا لَنَ ُكيونَنَّ ِمينَ ال َي ِ‬
‫(إنيييا كنيييا ظيييالمين) بالصييييغة اجسيييمية الدالييية عليييى اللبيييوت‬
‫واجصييرار وجيياءت (ظلمنييا) بالصيييغة الفعلييية أل أن التوبيية‬
‫فعلية وصادقة وليس فيها إصيرار ليذا جياءت العقوبية ميتلفية‬
‫فتاب سبحانه على األولين وأهلك اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬لم تيذكر فيي األعيرام بيل ذكير أن آدم طليب المغفيرة لكين ليم‬ ‫‪ -‬ذكر في البقرة أن هللا تعالى تياب عليى آدم وليم‬
‫سينَا َوإِن لَّي ْم‬ ‫يذكر أن هللا تعيالى تياب علييه (قَيااَ َربَّنَيا ظَلَ ْمنَيا أَنفُ َ‬ ‫ييييذكر أن آدم طليييب المغفيييرة لكييين وردت التوبييية‬
‫توبة هللا على‬
‫س ِرينَ (‪.))٢٣‬‬ ‫تَ ْغفِ ْر لَنَا َوت َْر َح ْمنَا لَنَ ُكونَنَّ ِمنَ ا ْل َيا ِ‬ ‫والمغفييرة عليييه وهييذا مناسييب لجييو التكييريم فييي‬
‫ت فَتَي َ‬
‫ياب َعلَ ْيي ِه‬ ‫السييورة (فَتَلَقَّيى آ َد ُم ِميين َّربِّي ِه َكلِ َمييا ٍ‬ ‫آدم‬
‫اب ال َّر ِحي ُم (‪.))٣٧‬‬ ‫إِنَّهُ ه َُو التَّ َّو ُ‬
‫ص ي َّو ْرنَا ُك ْم ثُ ي َّم قُ ْلنَييا‬‫‪ -‬فييي سييورة األعييرام ( َولَقَ ي ْد َخلَ ْقنَييا ُك ْم ثُ ي َّم َ‬
‫ييييس لَيييي ْم يَ ُكيييين ِّميييينَ‬ ‫يييجدُو ْا إِاَّ إِ ْبلِي َ‬ ‫سي َ‬ ‫يييجدُو ْا آل َد َم فَ َ‬
‫سي ُ‬‫لِ ْل َمآلئِ َكيييي ِة ا ْ‬
‫َّ‬
‫سييا ِج ِدينَ (‪ ))٤٤‬وفييي اآلييية األخيييرة ميين السييورة (إِنَّ الي ِذينَ‬ ‫ال َّ‬
‫يجدُونَ‬ ‫س ُ‬ ‫سيبِّ ُحونَهُ َولَيهُ يَ ْ‬ ‫ستَ ْكبِرُونَ عَينْ ِعبَا َدتِي ِه َويُ َ‬ ‫ِعن َد َربِّ َك اَ يَ ْ‬
‫(‪ ))٢١٦‬نفى تعالى عن المالئكة التكبير وأكي هد سيجودهم ولكين‬
‫بالنسييبة جبليييس فييي السييورة نفسييها نفييى عنييه السييجود (إِاَّ‬
‫اج ِدينَ ) وأك هد له التكبر (قَا َل فَيا ْهبِ ْ ِم ْن َهيا‬ ‫س ِ‬ ‫يس لَ ْم يَ ُكن ِّمنَ ال َّ‬ ‫إِ ْبلِ َ‬
‫صيييا ِغ ِرينَ‬ ‫يياخ ُر ْج إِنَّيييكَ ِمييينَ ال َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَ َميييا يَ ُكيييونُ لَييي َك أن تَتَ َكبَّييي َر فِي َهيييا في ْ‬
‫(‪.))٤٣‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪8‬‬


‫‪ -‬في سورة األعرام (ثُ َّم آلتِيَنَّ ُهم ِّمن بَ ْي ِن أَ ْيي ِدي ِه ْم َو ِمينْ َخ ْلفِ ِهي ْم‬
‫ش َمآئِلِ ِه ْم َواَ ت َِجي ُد أَ ْكلَ َير ُه ْم شَيا ِك ِرينَ (‪))٤٧‬‬ ‫َوعَنْ أَ ْي َمانِ ِه ْم َوعَن َ‬
‫وفي مقدمة القصة قال تعالى ( َولَقَ ْد َم َّكنَّا ُك ْم فِي األَ ْر ِ‬
‫ا َو َج َع ْلنَيا‬
‫لَ ُكيي ْم فِي َهييا َم َعييايِ َ قَلِيييالً َّمييا تَشْيي ُكرُونَ (‪ ))٤١‬فصيي هد عليييهم‬
‫إبليس ظنهه‪.‬‬

‫ل لَ ُه َميا َميا‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانُ لِيُ ْب ِد َ‬ ‫س لَ ُه َما ال َّ‬ ‫‪ -‬في سورة األعرام (فَ َو ْ‬
‫س َو َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ْو َءاتِ ِه َما َوقا َل َميا ن َهاك َميا َربُّك َميا عَينْ هَيـ ِذ ِه‬ ‫ل َع ْن ُه َما ِمن َ‬ ‫ُوو ِر َ‬
‫ييج َر ِة إِاَّ أَن تَ ُكونَيييا َملَ َكييي ْي ِن أ ْو تَ ُكونَيييا ِمييينَ ا ْل َيالِييي ِدينَ (‪))٢١‬‬
‫َ‬ ‫شي َ‬‫ال َّ‬
‫اختييار تعييالى للتقييوى كلميية اللبيياس الييذل يييوارل السييوءات‬
‫سي ْيو َءاتِ ُك ْم‬ ‫الباطنيية (يَييا بَنِييي آ َد َم قَي ْد أَن َز ْلنَييا َعلَي ْي ُك ْم لِبَاسياً يُي َيوا ِرل َ‬
‫هللاِ لَ َعلَّ ُهيي ْم‬
‫ت ه‬ ‫ى َذلِييكَ َخ ْييي ٌر َذلِييكَ ِميينْ آيَييا ِ‬ ‫يياس التَّ ْق َ‬
‫ييو َ‬ ‫َو ِريشييا ً َولِبَ ُ‬
‫يَ َّذ َّكرُونَ (‪ ))٢٦‬واختييار اليري مناسيب للبياس اليذل ييوارل‬
‫السييؤات اليارجييية‪ .‬وفييي هييذه اآليييات تحييذير ميين هللا تعييالى‬
‫س ْيو َءاتِ ُك ْم‬ ‫لذرية آدم ((يَا بَنِي آ َد َم قَ ْد أَنزَ ْلنَا َعلَ ْي ُك ْم لِبَاساً يُ َيوا ِرل َ‬
‫هللاِ لَ َعلَّ ُهيي ْم‬‫ت ه‬ ‫ى َذلِيي َك َخ ْييي ٌر َذلِييكَ ِميينْ آيَييا ِ‬ ‫يياس التَّ ْقيي َو َ‬
‫َو ِريشييا ً َولِبَ ُ‬
‫يَ َّذ َّكرُونَ (‪.))٢٦‬‬

‫ال أَنْبِئُونِي بِأَسم ِاء ه ُؤَال ِء إِ ْن ُك ْنتم ِ ِ‬


‫ض ُه ْم َعلَى ال َْم َالئِ َك ِة فَ َق َ‬
‫ين)‬
‫صادق َ‬‫ُْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫اء ُكلَّ َها ثُ َّم َع َر َ‬
‫َس َم َ‬
‫َد َم ْاأل ْ‬ ‫آية (‪َ : )٣١‬‬
‫(و َعلَّ َم آ َ‬
‫* جاءت عرضهم ل سماء بدل عرضها ألن األسماء التي عرضت على المالئكة هو عرا هذه الميلوقات ألن هللا تعيالى أودع فيي‬
‫هذا اجنسان (في آدم) ما يمكن أن يش هغّه له ويرمز به إلى األشياء باألصوات لهذه المسميات مين العقيالء وغيير العقيالء وليذلك قيال‬
‫عرضهم بالجم ألن فيهم عقالء وغير عقالء‪.‬‬

‫* استعمال إسم اجشارة هؤاء (فَقَا َل أَ ْنبِئُونِي بِ َ ْ‬


‫س َما ِء َهؤ َُا ِء إِنْ ُك ْنتُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ ) هؤاء أصلها أواء ثم تيدخل الهياء للتنبييه أو أحيانياً‬
‫تدخل الكام فتصبح أولئك‪ .‬اجشيارة أواء فيي األصيل للعقيالء لكين إذا اجتمي العقيالء وغييرهم يغلهيب العقيالء فيُشيار إليى المجميوع‬
‫بكلمة هؤاء أو أولئك بحسب القرب والبعد هؤاء للقريب وأولئك للبعيد‪.‬‬

‫* دالة استيدام (أنبئونى) فى اآلية و ليس (نبئونى) ‪:‬‬


‫أنب وردت في أريعة مواض في القرآن جميعا ً فيها إختصار مين‪ ،‬أميا نبهي وردت فيي سيتة وأربعيين موضيعاً‪ ،‬نالحيظ فيي اآليية أنيه‬
‫بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى وقت ولذا قال علهم ولم يقل أعلم‪( .‬فَقَا َل أَ ْنبِئُونِي) هذا ميا إسيمهو كيذا إسيمه وانتهيى‪ ،‬ا يحتياج إليى‬
‫س َمائِ ِهم) (فَلَ َّما أَ ْنبَ َ ُه ْم بِ َ ْ‬
‫س َمائِ ِه ْم) ‪.‬‬ ‫شرح وتطويل‪ ،‬اجنباء بكل إسم على حدة ا ي خذ وقتا ً ولهذا قال (أَ ْنبِ ْئ ُه ْم بِ َ ْ‬

‫يم)‬ ‫َنت الْعلِيم ال ِ‬ ‫ْم لَنَا إِالَّ َما َعلَّ ْمتَ نَا إِنَّ َ‬ ‫آية (‪( : )٣٢‬قَالُواْ سبحانَ َ ِ‬
‫ْحك ُ‬
‫كأ َ َ ُ َ‬ ‫ك الَ عل َ‬ ‫ُْ َ‬
‫* الفر بين (علي ٌم حكي ٌم) و (حكي ٌم علي ٌم) ‪:‬‬
‫إذا كان السيا في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم‪ ،‬هنا السيا في العلم فقدهم العلم‪.‬‬
‫إذا كان األمر في التشري أو الجزاء يقدم الحكمة ‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذل يجيا ل ويعاقيبو هيو الحياكم‪ ،‬تقيدير الجيزاء‬
‫(وقَيالُو ْا َميا فِيي بُطُ ِ‬
‫يون هَيـ ِذ ِه‬ ‫هللاُ إِنَّ َربَّي َك َح ِكيي ٌم عَليي ٌم (‪ )٤٢٨‬األنعيام) هيذا جيزاء ‪َ ،‬‬ ‫حكمة (قَا َل النَّا ُر َم ْل َوا ُك ْم َخالِي ِدينَ فِي َهيا إِاَّ َميا شَياء ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫صيف ُه ْم إِنيهُ ِح ِكيي ٌم َعلِيي ٌم (‪ )٤٣١‬األنعيام) هيذا‬ ‫صةٌ لِّ ُذ ُكو ِرنَا َو ُم َح َّر ٌم َعلَى أَ ْ َوا ِجنَا َوإِن يَ ُكن َّم ْيتَة ف ُه ْم فِي ِه ش َُر َكاء َ‬
‫سيَ ْج ِزي ِه ْم َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫األَ ْن َع ِام َخالِ َ‬
‫تشري من الذل يشرع ويجا لو هللا تعالى ‪.‬‬

‫الس ماو ِ‬ ‫َس َمفئِ ِه ْم قَ َ‬


‫ات َواأل َْر ِ‬
‫ض َوأَ ْعلَ ُم َم ا تُ ْب ُدو َن َوَم ا ُكن تُ ْم‬ ‫َّ‬
‫ال أَلَ ْم أَقُ ل ل ُك ْم إِنِّ ي أَ ْعلَ ُم غَ ْي َ‬
‫ب َّ َ َ‬ ‫َس َمفئِ ِه ْم فَلَ َّم ا أَنبَ أ َُه ْم بِأ ْ‬
‫آد ُم أَنبِ ئْ ُهم بِأ ْ‬ ‫آي ة (‪( : )٣٣‬قَ َ‬
‫ال يَ ا َ‬
‫تَكْتُ ُمو َن)‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪9‬‬


‫(وأَ ْعلَ ُم َما تُ ْبدُونَ َو َما ُكنتُ ْم تَ ْكتُ ُمونَ ) وفي سورة النور ( َو َّ‬
‫هللاُ يَ ْعلَ ُم َما تُ ْبدُونَ َو َما تَ ْكتُ ُمونَ (‪: ))٢١‬‬ ‫* هنا قال تعالى َ‬
‫ْ‬
‫قيل بالنسبة للمالئكة هم كانوا يقولون لن ييلص هللا خلقاً أكرم وا أعلم منا ‪ ،‬هذا ما يكتمونه في أنفسهم فقال ( َو َما ُكنتُ ْم تَكتُ ُمونَ ) ‪،‬‬
‫في اجكرام أسجدهم هللا له وفي العلم اختبرهم بالعلم ‪.‬‬
‫اآلية في النور في دخول البيوت غير المسكونة اآلن ‪ ،‬ماذا يُظهرون و ليس المهم فيما مضى‪ ،‬اآلن ماذا يكتمون همو لماذا‬
‫يدخلونو هل يدخلون لفساد أو إطالع أو تجسس و هذا هو المهم ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫استَ ْكبَ َر َوَكا َن م َن الْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‬ ‫س َج ُدواْ إالَّ إبْل َ‬
‫يس أَبَى َو ْ‬ ‫آلد َم فَ َ‬ ‫(وإِ ْذ قُلْنَا لل َْمالَئ َكة ْ‬
‫اس ُج ُدواْ َ‬ ‫آية (‪َ : )٣٤‬‬
‫* لماذا استيدمت كلمة ابليس م آدم ولم تستيدم كلمة الشيطانو إبليس هو أبو الشياطين كما أن آدم أبيو البشير وبدايية الصيراع‬
‫كان بين أبو البشر وأبو الشياطين ‪ ،‬والشيطان يُطلص على الكافر من الجنه ‪.‬‬

‫يجدًا َوبُ ِكيهًيا)‬ ‫س َجدُوا) وفي سيورة ا (فَقَ ُعيوا لَيهُ َ‬


‫سيا ِج ِدينَ ) وفيي ميريم ( َخ ُّيروا ُ‬
‫س َّ‬ ‫س ُجدُوا ِآلَ َد َم فَ َ‬ ‫* في سورة البقرة ( َوإِ ْذ قُ ْلنَا لِ ْل َم َالئِ َك ِة ا ْ‬
‫سبَّ ُحوا بِ َح ْم ِد َربِّ ِه ْم) ‪:‬‬ ‫س َّجدًا َو َ‬ ‫وفي السجدة ( َخ ُّروا ُ‬
‫(سجدوا) هذا سجود اعتيادل أنك قمت بعملية السجود كما في الصالة ‪.‬‬

‫(فَإ ِ َذا َ‬
‫س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْيتُ فِي ِه ِمنْ ُرو ِحي فَقَ ُعوا لَهُ َ‬
‫سا ِج ِدينَ ) رب العالمين يياطب هيؤاء المالئكية المشيغولون فاليذل يقي هيو اليذل كيان‬
‫َ‬
‫مشغواً بشيء ثم انتبه ‪ ،‬قال (فقَ ُعوا) بالفاء ‪ ،‬عندما أنفخ فيه من روحي رأسا ً فقعوا اتركوا الذل في أيديكم ‪ ،‬ك ٌل ترك عمله ‪.‬‬

‫خروا ونحن واقفين ننزل رأسا ً إلى تحت (خروا)‪ .‬والي هر هو الهبوط م صوت من خرير المياء وهناليك فير بيين جرييان المياء بيال‬
‫س َّجدًا َوبُ ِكيهًا) شيص قرأ آية مؤثرة فبدأ بالبكاء وهب بقيوة عليى األرا لكيي‬ ‫صوت فاليرير من شالل نا ل بصوت هذا خ هر َ‬
‫(خ ُّروا ُ‬
‫يسجد م صوت البكاء ‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ْجنَّةَ َوُكالَ ِم ْن َها َرغَداً َح ْي ُ‬


‫ث ِش ْئتُ َما َوالَ تَ ْق َربَا َه ِذهِ َّ‬
‫الش َج َرَة فَ تَ ُكونَا م َن الْظَّالم َ‬
‫ين)‬ ‫ك ال َ‬
‫َنت َوَزْو ُج َ‬
‫اس ُك ْن أ َ‬
‫آد ُم ْ‬
‫(وقُلْنَا يَا َ‬
‫آية (‪َ : )٣٥‬‬
‫* قال تعالى (وا تقربا) ولم يقل وا ت كال حتى ا تضع نفسه عنيد مشياهدة ثمارهيا فتتيو نفسيه ل كيل مين ثمرهيا وليو نهيي عين‬
‫األكل اقترب منها وعندها سيقاوم نفسه التي تريد تناول ثمارها وإما ي كل منها وإما ا ي كل ‪.‬‬

‫*خاطب تعالى آدم لوحده ومرة خاطب آدم وحواء ‪ ،‬كي نفهم الصيغ المتعددة في اليطابو‬
‫س ُكنْ أَنتَ َو َْو ُج َك ا ْل َجنَّيةَ (‪ )٣٥‬البقيرة) (فقلنيا يَيا آ َد ُم إِنَّ هَيذا عَيد ٌُّو ليكَ َولِ ْ‬
‫زَو ِجيكَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫من الذل قال أن اليطاب مرة واحدةو ( َوقُ ْلنَا يَا آ َد ُم ا ْ‬
‫شقَى (‪ )٤٤٧‬طه) هذا اليطاب غير ذاك اليطاب ‪ ،‬من أدراه أن اليطاب كان واحداًو هذا وقت متغير‪.‬‬ ‫فَ َال يُ ْي ِر َجنَّ ُك َما ِمنَ ا ْل َجنَّ ِة فَتَ ْ‬

‫* استيدام كلمة ( وجك) بدل وجتك ‪ :‬لغويًا األصل هو كلمة وج وفي اللغة الضعيفة تستعمل وجة ‪ ،‬في اللغة يقال الميرأة وج‬
‫الرجل والرجل وج المرأة ‪ ،‬فاألولى واألصح أن تستيدم كلمة وج ولذا استيدمها القرآن الكريم في اآلية‪.‬‬

‫* الفر بين الزوج والبعل ‪:‬‬


‫البعل هو الذكر مين اليزوجين ‪ ،‬فيي اللغية البعيل مين اجسيتعالء يعنيي السييد القيائم الماليك اليرئيس وهيي عامية ‪ ،‬بعي ُل الميرأة سييهدها‬
‫سيينَ ا ْل َيييالِقِينَ ) ألنهييم يعتبرونييه سيييدهم المسييتعلي عليييهم‪ .‬األرا‬ ‫يمي كييل مسييتعل علييى غيييره بع يالً (أَتَ ي ْدعُونَ بَ ْعي ًيال َوتَ ي َذرُونَ أَ ْح َ‬
‫سي ه‬‫و ُ‬
‫ُ‬
‫المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعالً والبعولة هو العلو وااستعالء ومنهيا أ ِخيذ البعيل وج الميرأة ألنيه سييدها ويصيرم‬
‫عليها والقائم عليها‪ .‬البعل ا يقال للمرأة وإنما يقال لها وج‪.‬‬
‫الزوج هو للمواكبة ولذلك تطلص على الرجل والمرأة هي وجه وهو وجهيا ‪ ،‬اليزوج يي تي مين المماثلية (وآخير مين شيكله أ واج)‬
‫أل ما يماثله ‪ ،‬ا يقال للمرأة في القرآن وجه إا إذا كانت مماثلة له قال (اِ ْم َرأَةَ فِ ْرع َْونَ ) ليم يقيل وج فرعيون ألنهيا ليسيت مماثلية‬
‫(وا ْم َرأَتُيهُ‬
‫له‪ ،‬وإنما ذكر الجنس (امرأة)‪ .‬لو قال وج يكون فيهيا مماثلية حتيى فيي سييدنا إبيراهيم لميا المسي لة تتعليص باجنجياب قيال َ‬
‫اجهُ أُ َّم َهاتُ ُه ْم) فيهن مماثلة ألنهن عليى طريقيه‬
‫س ِه ْم َوأَ ْ َو ُ‬
‫قَآئِ َمةٌ) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة ‪( ،‬النَّبِ ُّي أَ ْولَى بِا ْل ُمؤْ ِمنِينَ ِمنْ أَنفُ ِ‬
‫وهنه جميعا ً مؤمنات وأ واجه في الدنيا أ واجه في اآلخرة‪.‬‬

‫* سبب تقديم وت خير كلمة رغدا في آيتى سورة البقرة (‪ )٣٥‬و (‪: )٥٨‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪10‬‬


‫العي أو األكل الرغد هو الهنيء الذل ا جهد معه‪.‬‬
‫اآلية األولى الكالم م آدم عليه السيالم التيرخيص بسيكن الجنية أواً (اسيكن أنيت و وجيك الجنية) ثيم باألكيل مين الجنية (وكيال منهيا‬
‫رغداً) ثم بمطلص المكان (حي شئتما) المكان مطلص غير مقيهد ثم قيهده بشجرة (وا تقربا هذه الشجرة) هذا التقيييد بعيد اجطيال هيو‬
‫نوع من اجستلناء ك نه قال‪ :‬كلوا من كل هذه األماكن إا من هذا المكان‪.‬‬
‫لما كان الكالم إستلناء من مكان ربي بيين المسيتلنى والمسيتلنى منيه ‪ ،‬المسيتلنى منيه (حيي شيئتما) والمسيتلنى (قربيان الشيجرة)‬
‫فالبد من إتصالهما ‪ ،‬ولو قيل في غير القرآن‪ :‬كال منها حي شئتما رغداً وا تقربا ستكون كلمة (رغداً) فاصيلة بيين المسيتلنى منيه‬
‫والمستلنى وهذا خلل في اللغة ا يجو أو على األقل فيه ضع ‪.‬‬
‫لذلك قدهم رغداً م نيوع مين اجهتميام بيالعي الهنييء لهميا ‪ ،‬كيال منهيا رغيداً حيي شيئتما إا مين هيذا الموضي فجمي بيين المكيان‬
‫المستلنى منه وبين المكان المستلنى الذل ينبغي أن ا يقرباه ‪.‬‬

‫* قال تعالى آلدم عليه السالم (حي شئتما) ‪ :‬ف ثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما ‪.‬‬

‫ع إِلَى ِحين *‬ ‫ض ُك ْم لِبَ ْعض َع ُد ٌّو َولَ ُك ْم فِي األ َْر ِ‬


‫ض ُم ْستَ َق ٌّر َوَمتَا ٌ‬ ‫الش ْيطَا ُن َع ْن َها فَأَ ْخ َر َج ُه َما ِم َّما َكانَا فِ ِيه َوقُلْنَا ا ْهبِطُواْ بَ ْع ُ‬
‫آية (‪( : )٣٧( - )٣١‬فَأ ََزلَّ ُه َما َّ‬
‫َّواب َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَ ت لَ َّقى َ ِ ِ ِ‬
‫يم)‬
‫الرح ُ‬ ‫اب َعلَ ْيه إِنَّهُ ُه َو الت َّ ُ‬
‫آد ُم من َّربِّه َكل َمات فَ تَ َ‬ ‫َ‬
‫ضيك ْمُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َع ُد ٌّو (‪ )٣٦‬البقرة) و(قيا َل ا ْهبِطيا ِمن َهيا َج ِمي ًعيا بَ ْع ُ‬ ‫ضك ْم لِبَ ْع ٍ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫* الفر بين استيدام الجم والملنى في اآليات ( َوقلنا ا ْهبِطوا بَ ْع ُ‬
‫ض َعد ٌُّو (‪ )٤٢٣‬طه) ‪:‬‬ ‫لِبَ ْع ٍ‬
‫شي ْئتُ َما َواَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫سيكنْ أنيتَ َو َْو ُجي َك ال َجنية َوكيال ِمن َهيا َرغيدًا َح ْيي ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫إذا قرأنا اآليات نجد في البقرة كان اليطاب آلدم و وجه ( َوقلنا يَيا آ َد ُم ا ْ‬
‫ض عَيد ٌُّو‬‫ضي ُك ْم لِيبَ ْع ٍ‬ ‫تَ ْق َربَا َه ِذ ِه الش ََّج َرةَ فَتَ ُكونَا ِمنَ الظَّيالِ ِمينَ (‪ )٣٥‬فَ َ َ لَّ ُه َميا الشَّي ْيطَانُ َع ْن َهيا فَ َ ْخ َر َج ُه َميا ِم َّميا َكانَيا فِيي ِه َوقُ ْلنَيا ا ْهبِطُيوا بَ ْع ُ‬
‫ع إِلَى ِحي ٍن (‪ ))٣٦‬في طه اليطاب آلدم (ا تظم ‪ ،‬فوسوس إليه‪ ،‬فتشقى‪ ،‬فعصى آدم ربه) فكيان الكيالم‬ ‫ستَقَ ٌّر َو َمتَا ٌ‬‫ا ُم ْ‬‫َولَ ُك ْم فِي ْاألَ ْر ِ‬
‫في طه (اهبطا) آلدم وإبليس وحواء تابعة ‪،‬إذن اهبطوا في البقرة أل آدم وحواء وإبليس‪.‬‬

‫* قال تعالى في سورة طه (قال اهبطا) بضمير الغائب وفي األعرام (قَا َل ا ْهبِطُوا) وهنا يقول (قلنا اهبطوا) بضمير المتكلم ‪:‬‬
‫الموق ليس واحداً ‪ ،‬لو نقرأ النص تتضح المس لة ‪:‬‬
‫َياب َعل ْيي ِه َوهَيدَى (‪ ))٤٢٢‬ميا قيال ثيم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اجتَبَياهُ َربُّيهُ فت َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صيى آ َد ُم َربَّيهُ فغي َوى (‪ )٤٢٤‬ثي َّم ْ‬ ‫َ‬ ‫في سورة طه الكالم أصيالً فيي الغائيب قيال ( َو َع َ‬
‫اجتبيته (قَا َل ا ْهبِطَا ِم ْن َها َج ِمي ًعا ‪ ))٤٢٣( ...‬السيا كله في الغائب ‪.‬‬
‫ض َعد ٌُّو) ( قَا َل فِي َها ت َْحيَ ْونَ َوفِي َها تَ ُموتُونَ )‪.‬‬
‫ض ُك ْم لِبَ ْع ٍ‬ ‫في سورة األعرام ( َونَادَا ُه َما َربُّ ُه َما) غائب ( قَا َل ا ْهبِطُوا بَ ْع ُ‬
‫ض عَي ُد ٌّو) ضيمير الميتكلم (قُ ْلنَيا ا ْهبِطُيوا ِم ْن َهيا‬ ‫س ُكنْ أَ ْنتَ َو َْو ُجكَ ا ْل َجنَّةَ) ( َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُوا بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم لِيبَ ْع ٍ‬ ‫في سورة البقرة قال ( َوقُ ْلنَا يَا آَ َد ُم ا ْ‬
‫َج ِمي ًعا فَإ ِ َّما يَ ْتِيَنَّ ُك ْم ِمنِّي ُهدًى) متكلم‪ ،‬لما كان السيا في الغيبة قال (قال) بالغائب ولما كان السيا في المتكلم قال (قلنا) ‪.‬‬

‫* (قال تعالى (فَ َ َ لَّ ُه َما) – (فَ َ ْخ َر َج ُه َما) – ( َكانَا) بالملنى ثم ذكر آدم عنيد التلقهيي بيالمفرد دون حيواء (فَتَلَقَّيى آ َد ُم) ‪َّ ( -‬ربِّي ِه) – (فَت َ‬
‫َياب‬
‫َعلَ ْي ِه) ‪:‬‬
‫سي َما َء)‬ ‫سي ُكنْ أَ ْنيتَ َو َْو ُجيكَ) ( َو َعلَّي َم آَ َد َم ْاألَ ْ‬ ‫النبي هو الذل أُنزل عليه هو الذل يتلقى وليس وجه والتبليغ أصيالً كيان آلدم ( َويَيا آَ َد ُم ا ْ‬
‫ت) ألن آدم هيو النبيي المنيوط بيه التواصيل مي هللا‬ ‫يجدُوا ِآلَ َد َم) الكيالم كيان مي آدم والسييا هكيذا قيال (فَتَلَقَّيى آ َد ُم ِميين َّربِّي ِه َكلِ َميا ٍ‬ ‫س ُ‬ ‫(ا ْ‬
‫سبحانه وتعالى بالوحي ‪ ،‬هذا السيا وهذا ليس تحقيراً لحواء ‪.‬‬
‫س َي َولَ ْم نَ ِج ْد لَهُ ع َْز ًما) (فَقُ ْلنَا يَا آ َد ُم إِنَّ هَي َذا عَي ُد ٌّو لَّي َك َولِز َْو ِجيكَ فَ َيال يُ ْي ِر َجنَّ ُك َميا‬‫(ولَقَ ْد َع ِه ْدنَا إِلَى آ َد َم ِمن قَ ْب ُل فَنَ ِ‬
‫لو ذكرنا في سورة طه َ‬
‫صى آ َد ُم َربَّهُ فَ َغ َوى) لم يذكر حواء‪ ،‬السيا هكذا‪.‬‬ ‫ِمنَ ا ْل َجنَّ ِة فَتَ ْ‬
‫شقَى) ( َو َع َ‬

‫ت) قرأها إبن عباس (فتلقى أد َم) فما وجه ااخيتالمو هيذه القيراءة بالنصيب (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ )‬ ‫* (فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّربِّ ِه َكلِ َما ٍ‬
‫الكلمات فاعل ‪ ،‬هذه القراءة بالنصب فيها تكريم آلدم تلقته الكلمات كما يُتلقى الساق إلى األرا لئال يهلك‪ ،‬تلقته الكلميات ليتيوب ‪،‬‬
‫ولم يقل فتلقت آدم من ربه كلمات ألنه أواً (كلمات) مؤن مجا ل والمؤن المجا ل يجو فييه التيذكير والت نيي ‪ ،‬ثيم األمير اآلخير‬
‫سن التذكير وحتى لو لم يكين مؤنليا ً مجا ييا ً ليو كيان مؤنليا ً حقيقييا ً جمي مؤني‬ ‫هناك فاصل بين الفعل والفاعل ألن وجود الفاصل يح ه‬
‫سالم أيضا ً بالفصل يُذ هكر كما قال تعالى (يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّي إِذا َجاء َك ال ُمؤْ ِمنَاتُ (‪ )٤٢‬الممتحنة) ما قال إذا جاءتك‪ ،‬فكي إذا كيان المؤني‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مجا ياًو (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ ) تلقتيه الكلميات ألن آدم سيق وألن المعصيية سيقوط فتلقتيه الكلميات ليئال يهلِيك ‪ ،‬مسي لة تقيديم‬
‫وت خير المفعول به على الفاعل جائز في القرآن‪.‬‬

‫* هذه الفاء (فَتَ َ‬


‫اب َعلَ ْي ِه) تسمى الفاء الفصيحة ألنها تفصح عن كالم محذوم يعني فرددها فتاب هللا عليه‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪11‬‬


‫* تنبهنا اآلية إلى عبادة عظيمة وهي أول عبادة على وجه األرا من بني آدم وبعد التوحيد وهي ااستغفار‪.‬‬

‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن )‬


‫اي فَالَ َخ ْو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫آية (‪( : )٣٨‬قُلْنَا ْاهبطُواْ م ْن َها َجميعاً فَإ َّما يَأْتيَ نَّ ُكم ِّمنِّي ُه ًدى فَ َمن تَب َع ُه َد َ‬
‫ض َعد ٌُّو (‪( ))٣٦‬قُ ْلنَا ا ْهبِطُوا ِم ْن َها َج ِمي ًعا (‪ ))٣٨‬لماذا في المرة األولى (وقلنا) وفي اللانية (قلنا)و‬ ‫ض ُك ْم لِبَ ْع ٍ‬‫(وقُ ْلنَا ا ْهبِطُو ْا بَ ْع ُ‬
‫* َ‬
‫عندما ت تي العقوبة تالية للجريمة أو اليطيئة مباشرة ت تي بيالواو (فَ َ َ لَّ ُه َميا الشَّي ْيطَانُ َع ْن َهيا فَ َ ْخ َر َج ُه َميا ِم َّميا َكانَيا فِيي ِه َوقُ ْلنَيا ا ْهبِطُيوا‬
‫يين (‪ ))٣٦‬وهيذه واو التهدييد والوعييد أنيت عصييت وأنيا أعاقبيك ‪ ،‬إذن‬ ‫ع إِلَيى ِح ٍ‬ ‫سيتَقَ ٌّر َو َمتَيا ٌ‬ ‫ض عَي ُد ٌّو َولَ ُكي ْم فِيي ْاألَ ْر ِ‬
‫ا ُم ْ‬ ‫ض ُك ْم لِبَ ْع ٍ‬‫بَ ْع ُ‬
‫(وقلنا) متعلقة بغضب هللا عز وجل بعد المعصية مباشرة ‪ ،‬بالتهديد والعقوبة ‪ ،‬أما (قلنا) اللانية متعلقية بيالمغفرة والتوبية والرضيى‬
‫اب ال َّر ِحي ُم (‪ )٣٧‬قُ ْلنَا ا ْهبِطُوا ِم ْن َهيا َج ِمي ًعيا فَإِ َّميا‬ ‫ت فَت َ‬
‫َاب َعلَ ْي ِه إِنَّهُ ه َُو التَّ َّو ُ‬ ‫‪ ،‬هذا ااستغفار يطفئ غضب الرب (فَتَلَقَّى آَ َد ُم ِمنْ َربِّ ِه َكلِ َما ٍ‬
‫ل فَ َال َخ ْومٌ َعلَ ْي ِه ْم َو َا ُه ْم يَ ْح َزنُونَ (‪ ))٣٨‬فجاءت بعد التوبة ورضى هللا عز وجل مباشرة ‪.‬‬ ‫يَ ْتِيَنَّ ُك ْم ِمنِّي ُهدًى فَ َمنْ تَبِ َ ُهدَا َ‬

‫* أين جواب الشرط في اآلية و‬


‫ً‬
‫فإما ي تينكم ‪ :‬هي (إنه وما) جمعتا معا ‪ ،‬إنه شرطية وما الزائدة بين أداة الشرط وفعل الشيرط وجملية (فمين تبي هيدال) هيي جيواب‬
‫إنه والفاء رابطة لجواب إنه وجملة فال خوم عليهم فهي جواب لـ(من تب هدال)‪.‬‬

‫َال) في طه ‪:‬‬ ‫ل) و(فَ َم ِن اتَّبَ َ ُهد َ‬


‫* الفر بين قوله تعالى هنا (فَ َمنْ تَبِ َ ُهدَا َ‬
‫تَبِ ي ٌد عمراً مر به فمضى معه ‪ ،‬يعني مررت في طريقك فرأيت شيصا ً واقفا ً ما أن حاذيتيه حتيى صيار خلفيك تمامياً انقيياد كاميل ‪،‬‬
‫التُبُ باللغة العربية الظل أنت حي ما تسير صار ظلك معك ي ْتبعك‪ -‬بتسكين التاء‪ -‬تماما ً وا يتهبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬ما الفر و‬
‫ي ْتبعك تلقائيا ً محاذاة كظلِّك بشكل مباشر أما يتهبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬فيها جهود وفيها مراحل وفيهيا تلكيؤ وفيهيا مشيقات وفيهيا أشيياء‬
‫كليرة تقول أنا تتبعت المس لة حتى حللتها أو وقفت على سرها ‪ ،‬تتبعيت ميرة ميرتين ثيالا أربي لييل نهيار هيذا اتهبَي ‪ ،‬معنيى ذليك أن‬
‫كلمة تَبِ إما التوحيد وإما الشرك ‪ ،‬فرب العالمين حين يقول (فَإ ِ َّما يَي ْتِيَنَّ ُك ْم ِمنِّيي هُيدًى) يعنيي التوحييد أرسيلت لكيم نبييا ً يقيول اتركيوا‬
‫األصنام ا إله إا هللا هذا تَبِ على طيول ا يتيردد ‪ .‬فلميا قيال (فَإ ِ َّميا يَي ْتِيَنَّ ُك ْم ِمنِّيي هُيدًى فَ َم ِ‬
‫ين اتَّبَي َ ) هيذه الشيريعة أرسيلت لكيم شيريعة‬
‫حاولوا كل واحد يطبص منها ما يستطي على قدر جهده وعلمه ونشاطه وهمته هذا إتهباع ‪.‬‬
‫تبِ كظل الشيء وأنت ا تكون ظل النبي إا في التوحيد ا إله إا هللا ابد أن تكون ملل ظله ‪ ،‬لكن إتهباع ا أين أنت وأين هوو! ‪.‬‬

‫* (اَ َخ ْومٌ َعلَ ْي ِه ْم َواَ ُه ْم يَ ْح َزنُونَ ) من حي الت لي والتركيبة البيانية ‪:‬‬


‫‪( ‬ا خوم عليهم) باجسم و (وا هم يحزنون) بالفعل ‪ ،‬ما قال ا ييافون كما قال وا هم يحزنون ‪:‬‬
‫يوب َو ْاألَ ْب َ‬
‫صيا ُر) هيؤاء مؤمنيون يييافون‪ ،‬الييوم‬ ‫وذلك ألنهم ييافون في الواق وخوفهم يوم اآلخرة (يَ َيافُونَ يَ ْو ًما تَتَقَلَّ ُ‬
‫يب فِيي ِه ا ْلقُلُ ُ‬
‫مدح لهم هنا ‪ ،‬كل الم هكلفين ييافون حتى يؤ همن هللا من يؤ همن ‪ ،‬ولما كان اليوم حقيقة عبهر عنه باجسم‪.‬‬

‫‪ ‬لم يقل ا ييافون ‪:‬‬


‫معنى (ا خوم عليهم) يعني ا يُيشى عليهم خطر‪ ،‬أما هم فقد يكونوا خيائفين أو غيير خيائفين‪ ،‬قيد يكيون هنياك إنسيان غيير خيائ‬
‫ألنه ا يقدر اليطر لكن هنالك خطر عليه‪ ،‬الطفل ملالً ا ييام النار هو ا يعلم العواقب وا يقدرها ونحن نيام علييه ‪ ،‬إذن ليم يقيل‬
‫ا ييافون ألن واق األمر أنهم ييافون ف همنهم هللا بقوله (ا خوم عليهم) وهذا هو المهم ‪.‬‬

‫‪ ‬لم يقل ا خوم عليهم وا حزنو‬


‫هو قال (وا هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (وا هم يحزنون) ‪ ،‬ليو قيال ا خيوم علييهم وا حيزن ا يصيح المعنيى ألن‬
‫ذلييك يعنييي ا يحييزن عليييهم أحييد يعنييي نفييى الحييزن عيين غيييرهم ولييم ينفييه عيينهم يعنييي هييم قييد يحزنييون لكيين ا يحييزن عليييهم أحييد ‪،‬‬
‫(واَ ت َْحزَنْ َعلَي ْي ِه ْم‬
‫والمطلوب أن تنفي عنهم الحزن ا أن تنفيه عن غيرهم ‪ ،‬ثم قد يكون هذا ذم أن ا يحزن عليهم أحد كما قال ربنا َ‬
‫ص ِّم َّما يَ ْم ُكرُونَ (‪ )٤٢٧‬النحل) يعني ا يستحقون أن تحزن عليهم ‪ ،‬إذن ليو قيال ا خيوم علييهم وا حيزن ا يسيتقيم‬ ‫َواَ تَ ُك فِي َ‬
‫ض ْي ٍ‬
‫المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة وا ينفعهم ‪.‬‬

‫‪ ‬خصص الحزن بتقديم (هم) (وا هم يحزنون) ‪:‬‬


‫التقديم أفاد الحصر ‪ ،‬أراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحيزن ويلبتيه لغييرهم يعنيي لييس هيم اليذين يحزنيون لكين اليذل يحيزن‬
‫غيرهم من الكفرة هؤاء أصحاب الحزن ‪ ،‬لو قال ا خوم عليهم وا يحزنون يعني هم ا يحزنون لكن لم يلبت الحزن لغيرهم ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪12‬‬


‫‪ ‬لم ييصص اليوم ما قال ا عليهم خوم بتقديم الجار والمجرور كما قال وا هم يحزنون ‪:‬‬
‫وهذا أيضا ً ا يصح ‪ ،‬عندما يقول ا عليهم خيوم يعنيي لييس علييهم الييوم ولكين الييوم عليى غييرهم ‪ ،‬أنيت نفييت الييوم عنيه‬
‫وأثبته على غيرهم أل الكفار‪ ،‬من ييام على الكفارو وهم مغضوب عليهمو هذا المعنى يفهم إذا قدهم وقال ا عليهم خوم كيان نفياه‬
‫عنهم وأثبته على غيرهم ‪.‬‬

‫‪( ‬ا خوم عليهم) اجسم مرفوع وهنالك قراءة ا خومَ بالفتح فلماذا فيها قراءتينو‬
‫ا خومَ عليهم بالنصب نص في نفي الجنس وا النافية للجنس تعمل عمل (إنه )‪ .‬لما تقول ا رج َل بالبناء على الفتح هيذا نفيي نيص‬
‫ل رجل مطلقا ً ‪ ،‬ا رج ٌل نفي الجنس على األرجح ويحتمل نفي الواحد لكن م إحتمال وجيود رجليين أو ثالثية‬ ‫الجنس يعني ا يوجد أ ه‬
‫أو أربعة هذا احتمال واحتمال‪.‬‬
‫ا خومٌ عليهم في غير القرآن يمكن أن تجعله ا خومٌ عليهم بل أكلر من خوم ‪ ،‬بينما ا خومَ عليهم نفي جنس اليوم ‪.‬‬
‫ا شك السيا نفي الجنس تيصيصا ً مين أكلير مين ناحيية ‪ :‬مين ناحيية مقيام ميدح ‪ ،‬مين ناحيية قيال (وا هيم يحزنيون) فيإذا كيانوا ا‬
‫يحزنون فإنه ا خوم عليهم ألن الحزن إذا كان هناليك شييء مييوم فتحيزن ليذلك ‪ ،‬إذن دليت القيرائن عليى نفيي الييوم تنصيصياً‬
‫وجاء بـ (ا) النافية للجنس أيضا ً في قراءة أخرى‪ .‬فإذن القراءتان دلت على نفي اليوم تنصيصاً وبالقرينة‪.‬‬

‫لكن هنالك مس لة إذا كان هو أفاد نفي الجنس تنصيصا ً أو بالقرينة إذن لماذا ي ت بنفي الجنس ولم يقل ا خومَ عليهمو‬
‫هو عندما يقول (ا خومٌ عليهم) بالرف هذا يفيد معنيين‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ف لقِي ِه فِي اليَ ِّم) متعلص بـ(خام) ‪ ،‬لو كان الجيار والمجيرور‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -٤‬األول كون حرم الجر (عليهم) متعلص باليوم ملالً (فإِذا ِخف ِ‬
‫(عليهم) متعلقا ً باليوم يكون اليبر محذوفا ً ألن ا خومٌ عليهم اليبر يكون محذوفا ً ‪.‬‬
‫‪ -٢‬يحتميل أن يكييون الجيار والمجييرور (عليييهم) لييس متعلقيا ً بيياليوم وإنميا متعلييص بكييان واسيتقر يعنييي ا خييوم كيائن عليييك‪ .‬ملييل‬
‫(عليكم أن تجلسوا في الصي ) إذا تعليص الصي بيالجلوس ا يكيون هناليك خبير‪ ،‬الجليوس فيي الصي مطليوب نياف مفييد‪ ،‬ا خيومٌ‬
‫عليك موجود ‪.‬‬
‫إذن فيها معنيين واحتمالين وليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى معينيا ً‪ ،‬إذن هيذا توسي فيي المعنيى جمي معنييين ‪ :‬إذا أخيذناها‬
‫على أن (عليهم) متعلقة باليوم يكون اليبر محذوم يعني ا خوم عليهم من أل مكروه أو ا خوم واقي علييهم إذن الرفي فيهيا‬
‫احتمالين أن يكون (عليهم) متعلص بيوم فيكون اليبر محذوم تقديره كائن أو موجود أو (عليهم) هو اليبير‪ ،‬الييومُ علييهم وكيل‬
‫واحدة لها دالة ‪.‬‬
‫نصا ً ا يجو أن يتعلص باليوم نحوياً ‪ ،‬ألنه لو كان تعلص بيه سييكون‬ ‫أما ا خومَ عليهم ليس له إا دالة واحدة (عليهم) هو اليبر ه‬
‫خيومَ‬ ‫ا‬ ‫اكتفيى‬ ‫ليو‬ ‫‪.‬‬ ‫نبنيي‬ ‫أن‬ ‫يمكين‬ ‫وا‬ ‫بالمضيام‬ ‫شيبيه‬ ‫ألنيه‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مطلق‬ ‫شبيها ً بالمضام فنقول ا خوفا ً عليهم بالنصب وا يصح البناء‬
‫عليهم سنفقد معنى (ا خومَ ) خومَ نعربها إسم ا النافية للجنس‪ ،‬أما (ا خومٌ ) (ا) نعربها إما عاملية عميل لييس وقسيم يجعلهيا‬
‫مهملة فيكون خوم مبتدأ وعليهم خبر‪.‬‬

‫‪ ‬هو نفي اليوم اللابت والمتجدد ونفى الحزن اللابت والمتجدد ‪:‬‬
‫‪ -‬قال (ا خوم عليهم) هذا ينفي اليوم اللابت ‪.‬‬
‫‪ -‬نفي الحزن المتجدد من الفعل المضارع (وا هم يحزنون) الذل فييه تجيدد واسيتمرار وهيذا يقتضيي (ا خيوم علييهم) ألن الحيزن‬
‫مرحلة تالية لليوم فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬نفي الحزن المتجدد ينفي اليوم المتجدد ألنك تيام فتحزن‪ ،‬اليوم أواً ثم الحزن بعدما يق إذا وق ما ييام منه ‪.‬‬
‫‪ -‬نفي اليوم اللابت ينفي الحزن اللابت ‪ ،‬فجاء أحدهما بالفعل واآلخر باجسم وأحدهما مرتب باآلخر ‪.‬‬

‫‪ ‬لم يقل ا خومٌ عليهم وا حزن لهمو‬


‫‪ -‬جملتان إسميتان تدان على اللبوتو لو قال ا حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم وا يلبته لغيرهم‪ ،‬هو قيال (وا هيم يحزنيون) أثبيت‬
‫الحزن لغيرهم ‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال وا لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص في نفي الجنس يعني ا لهيم حيزن ألن ا النافيية للجينس ا‬
‫يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدهم ا تعود نصا ً في نفي الجنس ثم يجب رف الحزن ا يجو نصبه وا بناءه (وا لهيم حيزنٌ ) ميا دام‬
‫تقدم اليبر تصير (ا) مهملة‪.‬‬
‫‪ -‬ثم سنيسر اللابت والمتجدد ألنها تصبح كلها إسما ً إذن تنفي اللابت فق وا تنفي اللابت والمتجدد‪.‬‬

‫هذا كله في (ا خوم عليهم وا هم يحزنون)‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪13‬‬


‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن)‬
‫َص َح ُ‬ ‫(والَّ ِذي َن َك َفرواْ َوَك َّذبُواْ بِفيَاتِنَا أُولَ ئِ َ‬
‫كأ ْ‬ ‫آية (‪َ : )٣٩‬‬
‫* اآليات جم آية وهي الشيء الذل يدل على أمر من ش نه أن ييفى ‪ ،‬ولذلك قيل ألعالم الطريص آيات ألنها وضعت جرشاد النياس‬
‫إلى الطر اليفية في الرمال ‪ ،‬وسميت ُج َمل القرآن آيات ألنها ترشد الضا هل في متاهة الحياة إلى طريص اليير والفالح ‪.‬‬

‫ت علَي ُكم وأَوفُواْ بِعه ِدي أ ِ‬


‫ُوف بِع ْه ِد ُكم وإِيَّاي فَارَهب ِ‬
‫ون)‬‫َ َْ َ ُْ‬ ‫يل اذْ ُك ُرواْ نِ ْع َمتِ َي الَّتِي أَنْ َع ْم ُ َ ْ ْ َ ْ َ ْ‬‫ِ ِ ِ‬
‫آية (‪( : )٤٣‬يَا بَني إ ْس َرائ َ‬
‫* أغلييب السييور يضييرب الملييل بقصيية موسييى ففيهييا تفاصيييل كليييرة و ُذكييرت أكليير ميين القصييص األخييرى أواً ألن تلييك األقييوام بييادت‬
‫وهلكت ولم يبص منهيا أحيداً أميا بنيو إسيرائيل فبياقون فيي مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم ومسيتمرون إليى اآلن وكيان لهيم مي‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم حوادا ومواق وعداء وإلى اآلن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة ‪ ،‬فإذن التكرار ليه دالتيه ألنهيم‬
‫سيبقون معكم إلى ما شاء هللا وهم يحاربونكم ويمكرون‪ ،‬فذكر أفعالهم مي موسيى ولقيد أوذل أكلير مين هيذا فصيبر وذكير كليير مين‬
‫أحوالهم حتى نتعظ ‪.‬‬

‫* إختار تعالى لفظ العهد لليهود ولم يقل أوفيوا وعيدكم ألن هللا تعيالى خياطبهم بإسيم التيوراة المعيروم عنيدهم (العهيد) ليذلك الكلمية‬
‫مزدوجة الدالة ألمرين‪ :‬ألنها ت مرهم بإلتزام أوامير هللا وتي مرهم بيالتزام وصيايا هللا تعيالى المبلوثية فيي طيهيات العهيد القيديم والتيي‬
‫فيها اجيمان بمحمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫ْت مصدِّقاً لِّما مع ُكم والَ تَ ُكونُواْ أ ََّو َل َكافِر بِ ِه والَ تَ ْشتَ رواْ بِفياتِي ثَمناً قَلِيالً وإِيَّاي فَاتَّ ُق ِ‬ ‫آية (‪ِ : )٤١‬‬
‫ون)‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َنزل ُ ُ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫(وآمنُواْ بِ َما أ َ‬
‫َ‬
‫* (تشتروا بآياتي) دخلت الباء على آياتي لتعلمنا أن اليهود جعلوا آيات هللا تعالى كدراهم واشتروا به عرضياً مين أعيراا اليدنيا ا‬
‫قيمة له لذلك جاء وصفه بـ (قليالً) ألنهم بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظا ً قليالً ‪.‬‬

‫* اللمن القليل جاء في القرآن حيلما ورد في الكالم عن آيات هللا وعن عهد هللا سبحانه وذليك ألن العيدوان عليى حيص هللا مهميا بليغ‬
‫يال) أل ثمن يناسب آيات هللا عز وجلو ا شيء ‪ ،‬أياً كان اللمن فهو قليل ‪.‬‬‫شتَ ُروا بِآَيَاتِي ثَ َمنًا قَلِ ً‬
‫فهو ثمن قليل ( َو َا تَ ْ‬

‫ل فَاتَّقُو ِن) ‪:‬‬ ‫ار َهبُو ِن ) واآلية هنا ختمت ( َوإِيَّا َ‬ ‫ل فَ ْ‬‫* ختمت اآلية السابقة ( َوإِيَّا َ‬
‫ارهبون يعني خافوا مني ‪ ،‬الرهبة هي اليوم ‪ ،‬إتقون فيها الحذر‪ .‬ما الفر و األولى عامة للجمي جمي المياطَبين كلهم يحتاجون‬
‫ون (‪ ))١١‬عام ‪ ،‬أما‬ ‫ار َهبُ ِ‬ ‫ل فَ ْ‬ ‫س َرائِي َل ْاذ ُك ُرو ْا نِ ْع َمتِ َي الَّتِي أَ ْن َع ْمتُ َعلَ ْي ُك ْم َوأَ ْوفُو ْا بِ َع ْه ِدل أُ ِ‬
‫وم بِ َع ْه ِد ُك ْم َوإِيَّا َ‬ ‫لليوم من هللا (يَا بَنِي إِ ْ‬
‫صدِّقاً لِّ َما َم َع ُك ْم َواَ تَ ُكونُو ْا أَ َّو َل َكافِ ٍر بِ ِه َواَ تَ ْ‬
‫شتَ ُرو ْا بِآيَاتِي‬ ‫التقوى فل ئمة والعلماء الذين يعلمون ما في الكتاب ( َوآ ِمنُو ْا بِ َما أَن َز ْلتُ ُم َ‬
‫ل فَاتَّقُو ِن (‪ ))١٤‬هذا معناه يعلم اآليات ويغيرها ويشترل بها ‪ ،‬هذه فيها خصوصية ولذلك قالوا التقوى ل ئمة‬ ‫ثَ َمنا ً قَلِيالً َوإِيَّا َ‬
‫والرهبة للجمي ‪ ،‬التقوى أن تعلم‪ ،‬كي تتقيهو بالعلم ‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الصب ِر و َّ ِ‬ ‫آية (‪( : )٤٥‬و ْ ِ ِ‬


‫الصالَة َوإِنَّ َها لَ َكب َيرةٌ إِالَّ َعلَى الْ َخاشع َ‬
‫ين)‬ ‫استَعينُواْ ب َّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ستَ ِعينُواْ‬ ‫ش ِعينَ (‪( ))١٥‬يَا أَ ُّي َها الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا ا ْ‬ ‫يرةٌ إِاَّ َعلَى ا ْل َيا ِ‬ ‫صالَ ِة َوإِنَّ َها لَ َكبِ َ‬‫ص ْب ِر َوال َّ‬ ‫ستَ ِعينُو ْا بِال َّ‬ ‫* الفر بين الفاصلة فى اآليتين ( َوا ْ‬
‫صابِ ِرينَ (‪: ))٤٥٣‬‬ ‫هللاَ َم َ ال َّ‬‫صالَ ِة إِنَّ ه‬ ‫ص ْب ِر َوال َّ‬
‫بِال َّ‬
‫ار َك ُعو ْا َم َ ال َّرا ِك ِعينَ (‪ ))١٣‬السيا في الصالة فقال‬ ‫صالَةَ َوآتُو ْا ال َّز َكاةَ َو ْ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫َ ِ ُ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫قال‬ ‫بها‬ ‫والمطالبة‬ ‫الصالة‬ ‫ذكر‬ ‫تقدم‬ ‫األولى‬ ‫في‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫بيل هللاِ أ ْم َواتٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(واَ تَقُولو ْا لِ َمنْ يُقتَ ُل فِي َ‬ ‫(إا على الياشعين) ‪ ،‬في اآلية اللانية ختمها بالصبر ألن السيا في الصبر فبعدها قال َ‬
‫صابِ ِرينَ‬ ‫ش ِر ال َّ‬ ‫ت َوبَ ِّ‬ ‫ا‬
‫ِ َ َ ِ‬‫ر‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫األن‬ ‫ص ِّمنَ األَ َم َ ِ َ‬
‫و‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫وع َونَ ْق ٍ‬ ‫َي ٍء ِّمنَ ا ْل َيومْ َوا ْل ُج ِ‬ ‫ش ُع ُرونَ (‪َ )٤٥١‬ولَنَ ْبلُ َونَّ ُك ْم بِش ْ‬ ‫بَ ْل أَ ْحيَاء َولَ ِكن اَّ تَ ْ‬
‫اجعونَ (‪ ))٤٥٦‬السيا م الصبر ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫صيبَة قالوا إِنا ِّللِ َوإِنـا إِل ْي ِه َر ِ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫صابَ ْت ُهم ُّم ِ‬‫(‪ )٤٥٥‬الَّ ِذينَ إِ َذا أَ َ‬

‫‪ -‬في األولى كان يياطب بني إسرائيل ويقول الصالة عندكم كبيرة وشاقة عليكم وتتهاونون فيها وما تصلون ‪ ،‬الياشعون من بني‬
‫إسرائيل الرهبان أصحاب العلم منهم يصلهون ولكن األكلرية الغالبة من اليهود ا يصلهون وإذا صلهوا صالة كلها غير صحيحة وفيها‬
‫صابِ ِرينَ ) وفعالً هل هناك‬ ‫بدع كليرة وأبعد ما تكون عن عبادة هللا وهم يتلاقلون منها ‪ ،‬بينما لما خاطب المسلمين قال (إِنَّ َّ‬
‫هللاَ َم َ ال َّ‬
‫أمة في العالم تصلي في المساجد خمس مرات من الفجر إلى العشاء إا هذه األمة وبالبيوت الضحى واألوابين والتهجد الصالة عند‬
‫هذه األمة عماد الدين وهم يتلذذون بها ‪.‬‬

‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫يل اذْ ُك ُرواْ نِ ْع َمتِ َي الَّتِي أَنْ َع ْم ُ‬


‫ت َعلَْي ُك ْم َوأَنِّي فَ َّ‬
‫ضلْتُ ُك ْم َعلَى ال َْعالَم َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫آية (‪( : )٤٧‬يَا بَني إ ْس َرائ َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪14‬‬


‫ض ْلتُ ُك ْم َع َلى ا ْل َعالَ ِمينَ ) ليس بالضرورة ينسحب إلى العالمين اآلن وإنما في مانهم ف حياناً ربنا يذكر العالمين وا يقصد‬ ‫* ( َوأَنِّي فَ َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت أ َحدًا ِّمن ال َعال ِمينَ (‪ )٢١‬المائدة) هل آتاهم أكلر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫كل البشر ‪ ،‬ملالً كالم موسى (إِذ َج َع َل فِي ُك ْم أنبِيَاء َو َج َعل ُكم ُّملو ًكا َوآتَا ُكم َّما ل ْم يُؤْ ِ‬
‫س َولُوطًا َو ُكالهً َّ‬
‫فض ْلنَا َعلَى ا ْل َعالَ ِمينَ (‪ )٨٦‬األنعام) هل في‬ ‫س َ َويُونُ َ‬ ‫س َما ِعي َل َوا ْليَ َ‬‫مما في البشرية اآلن وما يملكونو ربنا قال ( َوإِ ْ‬
‫المذكورين أحد من أولي العزمو ا‪ ،‬وا واحد‪ .‬هل فضلهم على أولي العزمو ا وإنما كل واحد في مانه‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةٌ َوَال يُ ْؤ َخ ُذ م ْن َها َع ْد ٌل َوَال ُه ْم يُ ْن َ‬
‫ص ُرو َن)‬ ‫(واتَّ ُقوا يَ ْوًما َال تَ ْج ِزي نَ ْف ٌ‬
‫س َع ْن نَ ْفس َش ْيئًا َوَال يُ ْقبَ ُل م ْن َها َش َف َ‬ ‫آية (‪َ : )٤٨‬‬
‫شفَا َعةٌ َواَ يُؤْ َخ ُذ ِم ْن َها َع ْد ٌل َواَ ه ُْم‬
‫* هذه اآلية وردت مرتين وصدر اآليتين متفص ولكن اآلية األولى تيتم ( َواَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َ‬
‫صرُونَ ) والمس لة تحتاج إلى فهم ‪ ،‬ففي اآلية األولى الشفاعة‬ ‫شفَا َعةٌ َواَ ُه ْم يُن َ‬
‫صرُونَ ) واللانية ( َواَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َع ْد ٌل َواَ تَنفَ ُع َها َ‬
‫يُ ْن َ‬
‫مقدمة وقال‪ :‬ا يقبل‪ .‬والعدل مت خر ‪ ،‬وفي اآلية اللانية العدل مقدم والشفاعة مؤخرة وقال ا تنف ‪.‬‬
‫ش ْيئاً) كم نفسا ً هناو إنهما اثنتان ‪ ،‬النفس األولى هي الجا ية ‪ ،‬والنفس اللانية هي المجزل‬ ‫س َ‬ ‫س عَن نَّ ْف ٍ‬ ‫قوله تعالى‪( :‬اَّ ت َْج ِزل نَ ْف ٌ‬
‫شفا َعة) هنا الضمير يعود إلى النفس األولى الجا ية التي تتقدم للشفاعة عند هللا وتحاول أن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عنها ‪ ،‬وقوله تعالى (اَ يُ ْقبَ ُل ِمن َها َ‬
‫ْ‬
‫تتحمل عن النفس المجزل عنها ‪ ،‬فالمعنى أنه سي تي إنسان صالح يوم القيامة ليشف عند هللا تعالى جنسان أسرم على نفسه ‪،‬‬
‫فال تقبل شفاعته ‪ ،‬فإذا فشلت الشفاعة ( َواَ يُؤْ َخ ُذ ِم ْن َها َع ْد ٌل) وا يسمح له ب ل مساومة أخرى ‪ ،‬وهذا ترتيب طبيعي ل حداا فقد‬
‫طلب هؤاء الشفاعة أوا ولم تقبل ‪ ،‬فدخلوا في حد آخر وهو العدل فلم يؤخذ ‪.‬‬

‫في اآلية اللانية يتحدا هللا تبارك وتعالى عن النفس المجزل عنها قبل أن تستشف بغيرها وتطلب منه أن يشف لها ‪ ،‬ابد أن‬
‫تكون قد ضاقت حيلها وعزت عليها األسباب فيضطر أن يذهب لغيره وفي هذا اعترام بعجزه ‪ ،‬فيقول يا رب ماذا أفعل حتى أكفر‬
‫شفَا َعةٌ) أل أن‬
‫عن ذنوبي فال يقبل منه ‪ ،‬فيذهب إلى من تقبل منهم الشفاعة فال تقبل شفاعتهم (اَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َع ْد ٌل َواَ تَنفَ ُع َها َ‬
‫الضمير هنا عائد على النفس المجزل عنها‪ .‬فهي تقدم العدل أواً والعدل هو المقابل ك ن يقول المسرم على نفسه يا رب فعلت‬
‫كذا وأسرفت على نفسي ف عدني إلى الدنيا أعمل صالحا ً فال يقبل منها ‪ ،‬فتبح عن شفعاء فال تجد وا تنفعها شفاعة‪.‬‬

‫ش ْيئا ً ) مكررة في اآليتين ا تظن أن هذا تكرار‪ .‬ألن‬ ‫س َ‬ ‫س عَن نَّ ْف ٍ‬


‫فعندما تقرأ قول هللا سبحانه وتعالى‪ ( :‬اتَّقُو ْا يَ ْوما ً اَّ ت َْج ِزل نَ ْف ٌ‬
‫شفَا َعةٌ َواَ يُؤْ َخ ُذ ِم ْن َها َع ْد ٌل )‪ .‬واللانية‪ ( :‬اَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َع ْد ٌل َواَ تَنفَ ُع َها َ‬
‫شفَا َعةٌ )‪ .‬فالضمير ميتل‬ ‫إحداهما ختامها‪ ( :‬اَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َ‬
‫في الحالتين‪ .‬مرة يرج إلى النفس الجا ية فقدم الشفاعة وأخر العدل ‪ ،‬ولكن في النفس المجزل عنها يتقدم العدل وبعد ذلك‬
‫الشفاعة‪.‬‬

‫َاب أَفَالَ‬
‫س ُك ْم َوأَنتُ ْم تَ ْتلُونَ ا ْل ِكت َ‬
‫س ْونَ أَنفُ َ‬ ‫وأخر العدل ألن قبل هذه اآلية قال (أَتَ ْ ُمرُونَ النَّ َ‬
‫اس بِا ْلبِ ِّر َوتَن َ‬ ‫* في األولى قدهم الشفاعة ه‬
‫تَ ْعقِلُونَ ) هم ي مرون الناس بالبر فظن هؤاء أن هؤاء يشفعون لهم ‪ ،‬لما ي مر بالبر وينسى نفسه فهؤاء ا يقبل منهم شفاعة‬
‫شتَ ُرو ْا بِآيَاتِي ثَ َمنا ً قَلِيالً) باعوا الدين ‪ ،‬لما قبضوا اللمن ربنا ا ي خذ منها عدل‪ ،‬هم أخذوا لكن‬ ‫( َواَ يُؤْ َخ ُذ ِم ْن َها َع ْد ٌل) ألنه قال ( َواَ تَ ْ‬
‫ربنا ا ي خذ منهم ‪ ،‬هذه نظير تلك‪.‬‬

‫لجرم الذل هو الفدية وإيصال هذا المال لمستحقه في حال قيام اجنسان بجريمة أو ما شابه له أسلوبان‪:‬‬ ‫* العدل معناه ما يعادل ا ُ‬
‫ً‬
‫األول أن يرسل وفد صالح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم أوا ثم يذهب بالفدية أو المقابل ‪.‬‬
‫واللاني أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده فإذا رفضوا ي تي بوسطاء يشفعون له ‪.‬‬
‫اآليتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة فنُفي الصورتان عن القبول فيما يتعلص باألمم التي آمنت قبل اليهود بشكل خاا حتى‬
‫يؤمنوا باّلل تعالى ورسوله محمد وبكتابه ‪ ،‬نجم بين اآليتين على بعد ما بينهما هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة‬
‫فانتفت كلتا الصورتين فالقرآن الكريم ي هس بني إسرائيل من الحالتين ا يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة وا شفاعة ابتداء ثم‬
‫ي تي العدل بعد ذلك ا ينفعكم إا أن تتبعوا محمداً ‪.‬‬

‫الجناة تيتل فمرة تراهم يٌقدهمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِّمون الشفعاء وتارة يُقدِّمون‬
‫* إن أحوال األقوام في طلب الفِكاك عن ُ‬
‫الجناة‪.‬‬‫أواً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت اآليتان أحوال نفوس الناس في فِكاك ُ‬

‫* استعمل المذكر (يقبل) م الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنلا ً م كلمة الشفاعة نفسها‪:‬‬
‫الفعل (يقبل) لم يُذ هكر م الشفاعة إا في اآلية ‪ ٤٢٣‬من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشف بمعنى أنه لن يُقبل‬
‫ممن سيشف أو من ذل الشفاعة ‪ ،‬أما في اآلية اللانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنف وليس الكالم عن الشفي ‪ .‬وقد وردت‬
‫ش ْيئا ً (‪)٢٣‬يس) ‪.‬‬‫شفَا َعتُ ُه ْم َ‬
‫كلمة الشفاعة م الفعل المؤن في القرآن الكريم في آيات أخرى منها (اَّ تُ ْغ ِن َعنِّي َ‬
‫وفي لغة العرب يجو تذكير وت ني الفعل فإذا كان المعنى مؤنه يستعمل الفعل مؤنلا ً وإذا كان المعنى مذ هكراً يُستعمل الفعل مذ هكراً‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪15‬‬


‫يم)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ِ َ : )٤٩‬‬
‫ساء ُك ْم َوفي ذَل ُكم بَالء ِّمن َّربِّ ُك ْم َعظ ٌ‬ ‫ومونَ ُك ْم ُس َو َء ال َْع َذاب يُ َذبِّ ُحو َن أَبْ نَاء ُك ْم َويَ ْستَ ْحيُو َن ن َ‬
‫سُ‬ ‫(وإ ْذ نَ َّجيْ نَا ُكم ِّم ْن آل ف ْر َع ْو َن يَ ُ‬
‫* ربنا تعالى في سورة البقرة قال ( َوإِ ْذ نَ َّج ْي َنا ُكم ِّمنْ آ ِل فِ ْرع َْونَ ) وبعدها قال ( َوإِ ْذ فَ َر ْقنَا بِ ُك ُم ا ْلبَ ْح َر فَ َ َ‬
‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا آ َل فِ ْرع َْونَ ) ‪:‬‬
‫نجى يفيد التمهل والتلبه والبقاء ملل علهم وأعلم ‪ ،‬علهم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار‪ ،‬ف هعل فيها‬ ‫هناك فر بين ف هعل وأفعل ‪ ،‬ه‬
‫نج ْينَا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَا آ َل فِ ْرع َْونَ َوأَنتُ ْم تَنظُرُونَ ) ألنهم لم يمكلوافي البحر طويالً فقال أنجيناكم ‪،‬‬ ‫(وإِ ْذ فَ َر ْقنَا بِ ُك ُم ا ْلبَ ْح َر فَ َ َ‬
‫تمهل وتلبه ‪َ ،‬‬
‫أما عندما عدهد هللا تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) ألنهم بقوا في العذاب فترة ‪.‬‬

‫* (آ ِل فِ ْرع َْونَ ) وليس أهل فرعون ‪ ،‬اآلل هم األهل واألقراب والعشيرة وكلمة آل ا تضام إا لشيء له ش ن وشرم دنيول ممن‬
‫يعقل فال تستطي أن ملالً أن تقول آل الجاني بل تقول أهل الجاني ‪.‬‬

‫ب) ما معنى يسومو يقال سام فالن خصمه أل أذله وأعنته وأرهقه وهي م خوذة من سام الماشية تركها‬ ‫سو َء ا ْل َع َذا ِ‬
‫سو ُمونَ ُك ْم ُ‬
‫* (يَ ُ‬
‫ترعى وعندما يقال إن فرعون يسوم بني إسرائيل سوء العذاب معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب ‪.‬‬

‫* ما هو السوءو إنه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسيرة والعمل باألشغال الشاقة ‪.‬‬

‫ب َويُ َذبِّ ُحونَ أَ ْبنَاء ُك ْم) ‪:‬‬


‫سو َء ا ْل َع َذا ِ‬ ‫ب يُ َذبِّ ُحونَ أَ ْبنَاء ُك ْم) وفي سورة إبراهيم (يَ ُ‬
‫سو ُمونَ ُك ْم ُ‬ ‫س َو َء ا ْل َع َذا ِ‬
‫سو ُمونَ ُك ْم ُ‬
‫* في سورة البقرة (يَ ُ‬
‫والج َمل ‪ ،‬هذه الجملة‬ ‫ُ‬ ‫في سورة البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح األبناء (بَدَل) من يسومونكم ‪ ،‬البدل يكون في األسماء واألفعال‬
‫سرتها ووضحتها ‪ ،‬ما هو سوء العذابو (يذبحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة بَدَل‪.‬‬ ‫بدل لما قبلها ف ه‬
‫ب َويُ َذ ِّب ُحونَ أَ ْبنَاء ُك ْم) سوء العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح‪ ،‬سيدنا موسى عليه‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ء‬
‫َ ُ ُ ْ ُ َ َ ِ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫أمران‬ ‫ذكر‬ ‫إبراهيم‬ ‫في سورة‬
‫السالم يقول لبني إسرائيل أن هللا سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين‪ :‬يسومونهم سوء العذاب هذا أمر والتذبيح هذا‬
‫أمر آخر‪ .‬كان التعذيب لهم بالتذبيح وباتياذهم عبيداً وعمااً وخدما ً ‪ ،‬إذن يسومونكم سوء العذاب هذا أمر‪ ،‬ويذبحون أبناءكم هذا‬
‫أمر آخر ‪.‬‬

‫* الفر بين (يُ َذبِّ ُحونَ أَ ْبنَآ َء ُك ْم) في سورتي البقرة وإبراهيم و(يُقَتِّلُونَ أَ ْبنَآ َء ُك ْم) في (‪ )٤١٤‬األعرام ‪:‬‬
‫الذبح غير القتل ‪ ،‬فالذبح ابد فيه من إراقة دماء وعادة يتم بقط الشرايين عند الرقبة ولكن القتل قد يكون بالذبح أو بغيره‬
‫كالينص واجغرا ليس شرطا فيه أن تسفك الدماء‪.‬‬
‫فييي قولييه (يُقَتِّلُييونَ أَ ْبنَييآ َء ُك ْم) أراد فرعييون أن ينييتقم ميين ذرييية بنييي إسييرائيل ك ي ن الهكسييوس كييانوا مييوالين لبنييي إسييرائيل ألن ملييك‬
‫الهكسوس اتيذ يوس و يراً ‪ ،‬وعندما انتصر الفراعنة انتقموا من بني إسرائيل بكل الوسائل قتلوهم وأحرقوا عليهم بيوتهم ‪.‬‬
‫أما (يُ َذبِّ ُحونَ أَ ْبنَآ َء ُك ْم) سبب الذبح هو خوم فرعون من ضياع ملكه فلقد رأى راليا قال له الكهيان فيي ت ويلهيا أنيه يييرج مين ذريية‬
‫إسرائيل ولد يكون على يده نهاية ملكك ‪ ،‬ف مر بيذبح كيل موليود ذكير مين بنيي إسيرائيل ‪ ،‬ولكين قيوم فرعيون اليذين تعيودوا السيلطة‬
‫خشوا أن ينقرا بني إسرائيل وهم يقومون باليدمات لهم ‪ ،‬فجعل الذبح سنة والسنة اللانية يبقون على المواليد الذكور ‪ ،‬وفيرا‬
‫الذبح حتى يت كد قوم فرعون من موت المولود في الحال فال ينجو أحد ولو فعلوه ب ل طريقة أخرى قد ينجو من الموت ‪.‬‬

‫* لم يقل الحص تبارك وتعالى يذبحون أبناءكم ويستحيون بناتكم ألنه يريد أن يلفتنا إلى أن الفكرة من هذا هو إبقاء عنصر األنوثة‬
‫يتمت بهن آل فرعون وذلك للتنكيل ببني إسرائيل ‪.‬‬

‫* الفر بين األبناء واألواد أن األبناء أل الذكور جم إبن بالتذكير ملل (يُ َذبِّ ُحونَ أَ ْبنَاء ُك ْم) أما األواد فعامة للذكور واجناا وهي‬
‫ضعْنَ أَ ْواَ َدهُنَّ َح ْولَ ْي ِن َكا ِملَ ْي ِن) ‪.‬‬
‫(وا ْل َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫جم ولد َ‬

‫َل فِ ْر َع ْو َن َوأَنْ تُ ْم تَنْظُُرو َن)‬


‫(وإِ ْذ فَ َرقْنَا بِ ُك ُم الْبَ ْح َر فَأَنْ َجيْ نَا ُك ْم َوأَغْ َرقْنَا آ َ‬
‫آية (‪َ : )٥٣‬‬
‫* كلمة الي هم كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (ي هما) وفي األكادية (يمو) الي هم وردت‬
‫كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطي أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪16‬‬


‫* القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في قصة موسى لكن المالحظ أنه لم يستعمل اليم إا في مقام اليوم والعقوبة ولم يستعمله‬
‫ت َعلَ ْي ِه فَ َ ْلقِي ِه فِي ا ْليَ ِّم (‪ )٧‬القصص) هذا خوم ‪( ،‬فَانتَقَ ْمنَا ِم ْن ُه ْم فَ َ ْغ َر ْقنَا ُه ْم فِي ا ْليَ ِّم (‪ )٤٣٦‬األعرام)‬ ‫في مقام النجاة (فَإِ َذا ِخ ْف ِ‬
‫شيَ ُه ْم (‪ )٧٨‬طه) هذه عقوبة ‪ ،‬أما البحر فعامة قد يستعمله في مقام النجاة أو‬ ‫شيَ ُهم ِّمنَ ا ْليَ ِّم َما َغ ِ‬ ‫(فَ َ ْتبَ َع ُه ْم فِ ْرع َْونُ بِ ُجنُو ِد ِه فَ َغ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نج ْيناك ْم َوأغ َرقنا آ َل فِ ْرع َْونَ ) (وجاو نا ببني إسرائيل البحر) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العقوبة واجغرا ( َوإِ ْذ فَ َر ْقنَا بِك ُم البَ ْح َر ف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫* اللغة تفر بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلص اليم على الماء الكلير ويشتص من اليم ما لم يشتقه من‬
‫البحر (ميموم) أل غريص لذلك تناسب الغر ‪ .‬العرب ا تجم كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسم لها جم وا يقاس لها جم‬
‫وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في ااستعمال كونها خاصة باليوم والعقوبة ‪.‬‬

‫* في هذه اآلية لم يتحدا الحص جل جالله عن فرعون وإنما عن إغرا آل فرعون ألن آل فرعون هم الذين أعانوه على جبروته‬
‫وبطشه وطغيانه ‪ ،‬هم األداة التي استيدمها لتعذيب بني إسرائيل ‪.‬‬

‫ين ل َْي لَةً ثُ َّم اتَّ َخ ْذتُ ُم الْعِ ْج َل ِمن بَ ْع ِدهِ َوأَنتُ ْم ظَالِ ُمو َن)‬ ‫ِ‬
‫وسى أ َْربَع َ‬ ‫آية (‪َ : )٥١‬‬
‫(وإِ ْذ َو َ‬
‫اع ْدنَا ُم َ‬
‫سى ثَالَثِينَ لَ ْيلَةً َوأَ ْت َم ْمنَاهَا بِ َع ْ‬
‫ش ٍر فَتَ َّم ِميقَاتُ َربِّ ِه‬ ‫سى أَ ْربَ ِعينَ لَ ْيلَةً) وقوله ( َو َوا َع ْدنَا ُمو َ‬ ‫* الفر بين قوله تعالى هنا ( َوإِ ْذ َوا َع ْدنَا ُمو َ‬
‫أَ ْربَ ِعينَ لَ ْيلَةً ‪)٤١٢( ..‬األعرام) آية فيها إجمال وآية فيها تفصيل ‪ ،‬لماذا و لو عدنا إلى سيا سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه‬
‫سى ثَالَثِينَ لَ ْيلَةً‬ ‫اآلية فق في هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة األعرام فيه تفصيل كبير من قوله تعالى ( َو َوا َع ْدنَا ُمو َ‬
‫َي ٍء ‪ ))٤١٥( ..‬الكالم طويل والقصة واألحداا في المواعدة‬ ‫اح ِمن ُك ِّل ش ْ‬ ‫ش ٍر ‪ ))٤١٢( ..‬إلى قوله ( َو َكتَ ْبنَا لَهُ فِي األَ ْل َو ِ‬ ‫َوأَ ْت َم ْمنَاهَا بِ َع ْ‬
‫مفصلة أكلر في األعرام ولم تذكر في البقرة ألن المس لة في البقرة فيها إيجا ‪.‬‬

‫* عندما يتكلم الدين عن الزمن يتكلم دائما بالليلة والسبب فيي ذليك أنيك ا تسيتطي أن تحيدد اليزمن بدقية بالنهيار ‪ ،‬فيإذا نظيرت إليى‬
‫قرا الشمس ا يمكن أن تحدد في أل وقت من الشهر نحن ‪ ،‬ولكن في الليل بمجرد أن تنظر إلى القمير تسيتطي أن تحيدد اليزمن ‪،‬‬
‫فهناك مقاييس دقيقة بالنسبة للقمر وقياس الزمن في عرم الناس فإذا كان القمر هالا فنحن في أوائل الشهر وإذا كان بيدرا فينحن‬
‫في وسطه وهكذا ‪.‬‬
‫وفيي منطيص الييدين الليلية هيي ابتييداء اليزمن ‪ ،‬فهيذه ليليية األول مين شييهر رمضيان نصيلي فيهييا التيراويح وليلية العيييد ا تصيلى فيهييا‬
‫التراويح ‪ ،‬والزمن عند هللا مدته اثنا عشر شهرا للعام الواحد ‪.‬‬

‫ِ‬
‫اب َوالْ ُف ْرقَا َن ل ََعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدو َن)‬ ‫آية (‪َ : )٥٣‬‬
‫(وإِ ْذ آتَ ْي نَا ُم َ‬
‫وسى الْكتَ َ‬
‫* ما الفر بين الكتاب والفرقانو وهل نبي هللا موسى أُنزل عليه كتاب آخرو‬
‫الكتاب هنا هو التوراة ‪ ،‬والفرقان ت تي بمعنى الكتاب ألنه يفر بين الحص والباطل وت تي بمعنى اآليات الدالة على صدقه أى‬
‫َاب َوا ْلفُ ْرقَانَ ) معناه أن الكتاب غير الفرقان ألنها معطوفة واألصل في‬
‫سى ا ْل ِكت َ‬ ‫المعجزات‪ .‬لكن لما اآلن جم وقال ( َوإِ ْذ آتَ ْينَا ُمو َ‬
‫العط يقصد به المغايرة ‪ ،‬آتاه الكتاب وهو التوراة وآتاه الفرقان بمعنى المعجزات ‪.‬‬

‫* الكتاب هل هو التوراة أو القرآن أو اانجيلو الكتاب عام ا ييتص بمدلول معين إا في سياقه ‪ ،‬أهل الكتاب هم النصارى أو‬
‫اليهود ‪ ،‬والقرآن سمي أيضاً كتاب ( َذلِكَ ا ْل ِكت ُ‬
‫َاب اَ َر ْي َب فِي ِه) يطلص عام ‪.‬‬

‫َياب ِمين بَ ْعي ِد َميا أَ ْهلَ ْكنَيا ا ْلقُيرُونَ ْاألُولَيى‬‫سيى ا ْل ِكت َ‬ ‫َياب َوا ْلفُ ْرقَيانَ ) و فيي القصيص ( َولَقَي ْد آتَ ْينَيا ُمو َ‬ ‫* قال تعالى هنا ( َوإِ ْذ آتَ ْينَيا ُمو َ‬
‫سيى ا ْل ِكت َ‬
‫س َو ُهدًى َو َر ْح َمةً لَّ َعلَّ ُه ْم يَتَذ َّكرُونَ (‪ ))١٣‬في األولى الكتاب والفرقان وفي اللانية الكتاب فق ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫صائِ َر لِلنَّا ِ‬
‫بَ َ‬
‫س َيرائِي َل ْاذ ُكي ُرو ْا نِ ْع َمتِي َي الَّتِيي أَ ْن َع ْميتُ َعلَي ْي ُك ْم (‪)١١‬‬ ‫إ‬ ‫يي‬
‫َ َِ ِ ْ‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫إسرائيل‬ ‫بني‬ ‫عن‬ ‫الكالم‬ ‫سيا‬ ‫في‬ ‫جاءت‬ ‫األولى‬ ‫‪،‬‬ ‫يحدد‬ ‫الذل‬ ‫هو‬ ‫السيا‬
‫البقرة) من الذل شاهد الفرقانو شاهده بنو إسرائيل وفرعيون اليذين كيانوا حاضيرين وليذلك لميا خياطبهم قيال (لَ َعلَّ ُكي ْم تَ ْهتَيدُونَ ) كيان‬
‫اليطاب لهم هم الذين شاهدوا فلما تكلم م بني إسرائيل خصوصاً قال الكتاب والفرقان ‪.‬‬
‫س) النياس اآلخيرين ليم يشياهدوا هيذا الشييء‬ ‫صيائِ َر لِلنَّيا ِ‬‫َاب ِمن بَ ْع ِد َما أَ ْهلَ ْكنَا ا ْلقُرُونَ ْاألُولَى بَ َ‬
‫سى ا ْل ِكت َ‬‫أما اللانية فقال ( َولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬
‫فلما قال بصائر للناس لم يقل الفرقان ألنهم لم يشاهدوا المعجزات ‪ ،‬الفرقان ذهب وبقي الكتاب والكتاب بصائر للناس ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪17‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُك ْم ذَل ُك ْم َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم عن َد بَا ِرئ ُك ْم فَ تَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫آية (‪َ ( : )٥٤‬وإِ ْذ قَ َ‬
‫اب‬ ‫س ُك ْم باتِّ َخاذ ُك ُم الْع ْج َل فَ تُوبُواْ إلَى بَا ِرئ ُك ْم فَاقْتُ لُواْ أَن ُف َ‬
‫وسى ل َق ْومه يَا قَ ْوم إنَّ ُك ْم ظَلَ ْمتُ ْم أَن ُف َ‬ ‫ال ُم َ‬
‫َّواب َّ ِ‬
‫يم)‬
‫الرح ُ‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم إِنَّهُ ُه َو الت َّ ُ‬
‫هللاَ يَي ْ ُم ُر ُك ْم‬ ‫سيى لِقَ ْو ِمي ِه إِنَّ ه‬ ‫(وإِ ْذ قَيا َل ُمو َ‬
‫س ُك ْم بِات َِّيا ِذ ُك ُم ا ْل ِع ْج َل (‪ ))٥١‬وفي آيية أخيرى َ‬ ‫سى لِقَ ْو ِم ِه يَا قَ ْو ِم إِنَّ ُك ْم ظَلَ ْمتُ ْم أَنفُ َ‬ ‫(وإِ ْذ قَا َل ُمو َ‬ ‫* َ‬
‫أَنْ ت َْذبَ ُحوا بَق َرة (‪ ))٦٧‬متى ي تي بـ (يا قوم) ومتى ا ي تي بها في حوار سيدنا موسى م قومهو‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سةَ الَّتِي‬ ‫ا ال ُمقَ َّد َ‬ ‫َ‬
‫حسب الموق والمقام ماذا يقتضي هو الذل يحدد ‪ ،‬إذا كان الموق يتطلب إثارة حميهتهم (يَا قَ ْو ِم اد ُْخلُوا األ ْر َ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫سى لِقَ ْو ِم ِه يَا قَ ْو ِم لِ َم تُؤْ ُذونَنِي َوقد ت ْعل ُمونَ أني‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫هللاُ لَ ُك ْم َواَ ت َْرتَدُّوا َعلَى أَ ْدبَا ِر ُك ْم (‪)٢٤‬المائدة) أو تليين قلوبهم ( َوإِ ْذ قَا َل ُمو َ‬ ‫َكت ََب ه‬
‫ْ‬
‫هللاِ َعلَ ْي ُك ْم إِذ َج َع َل‬ ‫ْ‬
‫سى لِقَ ْو ِم ِه يَا قَ ْو ِم اذ ُك ُرو ْا نِ ْع َمةَ ه‬ ‫ْ‬
‫هللاِ إِلَ ْي ُك ْم (‪ )٥‬الص ) أو في موق تذكيرهم بنعم هللا عليهم ( َوإِذ قَا َل ُمو َ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫َر ُ‬
‫ت أَ َحدًا ِّمن ا ْل َعالَ ِمينَ (‪)٢١‬المائدة) يقول يا قوم ألن ذكر (يا قوم) فيه تودد وتق هرب لهم ‪.‬‬ ‫ؤْ‬
‫َّ ْ ُ ِ‬‫ي‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َا‬ ‫ت‬‫آ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫م‬‫ُّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ج‬‫و‬ ‫اء‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ن‬‫َ‬
‫فِي ُك ْ ِ َ َ َ َ‬
‫أ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫بينما إذا كان في موق تقري وذم أو في موطن اجذال وتذكيرهم بما يسوالهم ا يقول يا قوم وإنما يبلغهم مباشرة ( َوإِذ قا َل‬
‫س َما َخلَ ْفتُ ُمونِي ِمن‬ ‫سفًا قَا َل بِ ْئ َ‬‫ضبَانَ أَ ِ‬ ‫سى إِلَى قَ ْو ِم ِه َغ ْ‬ ‫(ولَ َّما َر َج َ ُمو َ‬ ‫هللاَ يَ ْ ُم ُر ُك ْم أَنْ ت َْذبَ ُحو ْا بَقَ َرةً (‪ )٦٧‬البقرة) َ‬ ‫سى لِقَ ْو ِم ِه إِنَّ ه‬ ‫ُمو َ‬
‫يقرعهم فلم يقل يا قوم ‪.‬‬ ‫ل (‪)٤٥١‬األعرام) جاء ِّ‬ ‫بَ ْع ِد َ‬

‫س ُه ْم يَظْلِ ُمو َن)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫السل َْوى ُكلُواْ من طَيِّبَات َما َرَزقْنَا ُك ْم َوَما ظَلَ ُمونَا َولَ كن َكانُواْ أَن ُف َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٥٧‬وظَلَّلْنَا َعلَيْ ُك ُم الْغَ َم َام َوأ َ‬
‫َنزلْنَا َعلَيْ ُك ُم ال َْم َّن َو َّ‬
‫* تقدهم المفعول به وهو (أنفسهم) على الفعل وهو (يظلمون) ألن فيه ت كيد على أن حالهم كحال الجاهل الذل يفعل بنفسيه ميا يفعليه‬
‫العدو بعد هوه ‪ ،‬وفيه تنويه لك أيها المسلم أن اليروج من طاعة هللا سبحانه فيه ظل ٌم لنفسك قبل ظلمك لغيرك‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )٥٨‬وإِ ْذ قُلْنَا ا ْد ُخلُواْ ه ِذهِ الْ َقريةَ فَ ُكلُواْ ِم ْن ها حي ُ ِ‬
‫اب ُس َّجداً َوقُولُواْ حطَّةٌ نَّغْف ْر لَ ُك ْم َخطَايَا ُك ْم َو َسنَ ِزي ُد ال ُْم ْحسن َ‬
‫ين)‬ ‫ث ش ْئتُ ْم َرغَداً َوا ْد ُخلُواْ الْبَ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ش ْئتُ ْم َوقولو ْا ِحطة َواد ُْخلو ْا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س ُكنُو ْا هَـ ِذ ِه القَ ْريَة َو ُكلو ْا ِمن َها َح ْي ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫* بين اآلية هنا في سورة البقرة واآلية في األعرام ( َوإِذ قِي َل ل ُه ُم ا ْ‬
‫سنِينَ (‪ ))٤٦٤‬ما دالة ااختالم بينهماو‬ ‫سنَ ِزي ُد ا ْل ُم ْح ِ‬ ‫س َّجدًا نَّ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم َخ ِطيئَاتِ ُك ْم َ‬ ‫ا ْلبَ َ‬
‫اب ُ‬
‫اليطاب في اآليتين من هللا تعالى إلى بني إسرائيل واألمر بالدخول للقرية واألكل واحد لكن التكريم والتقري ميتل والسيا‬
‫ميتل ‪ ،‬يجب أن توض اآلية في سياقها لتتضح األمور والمعنى والمقصود ‪:‬‬

‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬


‫فيييي األعيييرام فيييي مقيييام التقريييي والت نييييب فالسييييا‬ ‫‪ -٤‬آية البقيرة فيي مقيام تكيريم بنيي إسيرائيل لييذكرهم بيالنعم ‪،‬‬
‫اختلي هييم خرجييوا ميين البحيير ورأوا أصييناما ً فقييالوا يييا‬ ‫س ي َرائِي َل ْاذ ُك ي ُرو ْا‬‫بييدأ الكييالم معهييم بقولييه سييبحانه (يَييا بَنِييي إِ ْ‬
‫موسييى اجعييل لنييا إلهيا ً وعبييدوا العجييل وانتهكييوا حرميية‬ ‫نِ ْع َمتِ ي َي الَّتِييي أَ ْن َع ْمييتُ َعلَيي ْي ُك ْم َوأَنِّييي فَ َّ‬
‫ض ي ْلتُ ُك ْم َعلَييى ا ْل َعييالَ ِمينَ‬
‫السييبت فيذكر جمليية ميين معاصيييهم وهييذا لييم يييذكره فييي‬ ‫(‪ ))١٧‬العيييالمين هنيييا أل قيييومهم فيييي ميييانهم ولييييس كيييل‬
‫البقرة‬ ‫العالمين‬
‫(وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول للتقريي (وإذ قييل لهيم)‬ ‫‪( -٢‬وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سيبحانه وهيذا يكيون فيي‬
‫ملل آتيناهم الكتاب وأوتوا الكتاب في مقام الذم‬ ‫مقام التكريم‬

‫( َوإِ ْذ قِيي َل لَ ُهي ُم) عيين طريييص أنبيييائهم بعييد سيييدنا موسييى‬ ‫(قُ ْلنَا) هذا في من سيدنا موسى عندما قال هللا ذلك‬
‫يقولون ألم يقل لكم ربكم ادخلوا و‬
‫(اسييكنوا هييذه القرييية) يعنييي بعييد أن تييدخلوا ا تفكييروا‬ ‫‪( -٣‬ادخلييوا هييذه القرييية) فييي البداييية أمييركم أن تييدخلوا هييذه‬
‫باليروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي‬ ‫القرية‬
‫(وكلوا) بيالواو اليواو تفييد مطليص الجمي ‪ ،‬األكيل لييس‬ ‫(فكلييوا) بالفيياء ‪ ،‬لمييا تيياهوا وشييكوا ميين الجييوع وقييالوا (يَييا‬
‫بعييد الييدخول وإنمييا بعييد السييكن‪ ،‬ولييم ي ي ت بالفيياء بعييد‬ ‫صبِ َر َعلَى طَ َع ٍام َوا ِحي ٍد فَيا ْد ُ‬
‫ع لَنَيا َربَّي َك يُ ْيي ِر ْج لَنَيا‬ ‫سى لَنْ نَ ْ‬ ‫ُمو َ‬
‫السكن (وكلوا)‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ا ِمييينْ بَ ْقلِ َهيييا َوقِلائِ َهيييا َوفو ِم َهيييا َو َع َد ِ‬
‫سييي َها‬ ‫َ‬
‫‪ِ -١‬م َّميييا تُ ْنبِيييتُ ْاأل ْر ُ‬
‫صيلِ َها ‪ )﴾٦٤‬الفيياء تفيييد الترتيييب والتعقيييب يعنييي األكييل‬ ‫َوبَ َ‬
‫موجود مهي بمجرد الدخول ادخلوا فكلوا ألنهم جائعون‬

‫في البقرة األكل مهي بعد اليدخول واألكيرم أن يقيول ادخليوا فييي األعييرام األكييل بعييد السييكن وا يييدرى متييى يكييون‬
‫كلما جاعوا ي كلون‬ ‫فكلوا‬
‫لم يذكر رغداً ألنها فيي مقيام تقريي ألنهيم ا يسيتحقون‬ ‫‪( -٥‬رغداً) تتناسب م التكريم ‪ ،‬رغداً تستعمل للعي يعني‬
‫رغد العي م ذكر معاصيهم‪.‬‬ ‫لين العي ورخااله‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪18‬‬


‫سجداً وقولوا حطة) أل ُح ه عنا ذنوبنا قدهم (وقولييوا حطيية وادخلييوا البيياب سييجداً) قييدم القييول علييى‬ ‫‪( -٦‬وادخلوا الباب ه‬
‫السييييجود علييييى القييييول ‪ ،‬أواً السييييجود أفضييييل الحيييياات‪ ،‬الدخول وجاء بالسجود بعد القول‬
‫فالسجود أفضل من القول ألن أقرب ما يكون العبد من ربيه‬
‫وهو ساجد فقدهم ما هو أفضل ‪.‬‬
‫إضييافة إلييى أن السيييا فييي الصييالة والسييجود قييال قبلهييا‬
‫ار َك ُعيييو ْا َمييي َ الييي َّرا ِك ِعينَ‬ ‫( َوأَقِي ُميييو ْا ال َّ‬
‫صيييالَةَ َوآتُيييو ْا ال َّز َكييياةَ َو ْ‬
‫(‪ ))١٣‬والسيييجود مييين أركيييان الصيييالة وقيييال بعيييدها أيضيييا ً‬
‫صييييالَ ِة َوإِنَّ َهييييا لَ َكبِييييي َرةٌ إِاَّ َعلَييييى‬ ‫سييييتَ ِعينُو ْا بِال َّ‬
‫صيييي ْب ِر َوال َّ‬ ‫( َوا ْ‬
‫ش ِعينَ (‪ ))١٥‬فتقديم السجود هو المناسب للسيا‬ ‫ا ْل َيا ِ‬
‫‪( -٧‬نغفر لكم خطايياكم) وهيو جمي كليرة ‪ ،‬نغفير لكيم خطايياكم (نغفر لكم خطيئاتكم) جمي قلية ‪ ،‬خطيئياتكم قليلية وهنيا‬
‫لم تحيدد أن خطايياهم قليلية لكين يغفير قسيماً منهيا ‪ ،‬ميا‬ ‫وإن كلرت أل يغفر كل اليطايا‬
‫ُغفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة ‪ ،‬أيها األكرمو‬
‫‪( -٨‬وسييينزيد المحسييينين) جييياء بيييالواو الدالييية عليييى ااهتميييام (سنزيد المحسنين) بدون الواو‬
‫والتنويه‬
‫(وإِذ ق ْلنَيييا) لميييا كيييان الميا ِطيييب رب بينمييا عنييدما يرسييل شيييص يبلغييك (قِييي َل لَ ُهيي ُم) يكييون‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫آيييية البقيييرة فيهيييا قيييوة َ‬
‫العطاء أقل‬ ‫العالمين يكون عطااله أكلر وأعظم‬

‫* في اآلية (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حي شئتم) جم مكانين القرية وحي شئتم ثم جاء بـ (رغداً) بعد ذلك ‪ ،‬المعنى‬
‫هنا ليس فيه إستلناء وإا كان يقدهم ‪ ،‬وإنما قال (وادخلوا الباب سجداً) إنتقل لموضوع آخر ‪ ،‬هذه القرية مفتوح أمامكم جمي‬
‫نواحيها ل كل الرغد الهنيء ‪ ،‬ولو قال رغداً حي شئتم ك نه سيكون فاصل بين المكانين من دون داعي ‪.‬‬

‫* اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغداً بعد (حي شئتم) ‪ :‬بيان أن هذه القرية كانت مليئة باللمار واألشجار ترتاحون فيها من‬
‫غير أن تبذلوا أل جهد إكراماً لهؤاء من هللا سبحانه وتعالى لكن م ذلك ا هم سجدوا وا قالوا حطة وإنما دخلوا القرية يزحفون‬
‫على أعقابهم وبدلوا بقولهم حنطة (فَبَ َّد َل الَّ ِذينَ ظَلَ ُمو ْا قَ ْواً َغ ْي َر الَّ ِذل قِي َل لَ ُه ْم) م أن ما أمرهم هللا به أقل مشقة مما فعلوه ‪ ،‬ولكن‬
‫المس لة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في الميالفة ‪.‬‬

‫ت ِمنْهُ اثْنَتَا َع ْش َرةَ َعيْناً قَ ْد َعلِ َم ُك ُّل أُنَاس َّم ْش َربَ ُه ْم ُكلُواْ َوا ْش َربُواْ ِمن ِّرْز ِق‬
‫ْح َج َر فَان َف َج َر ْ‬
‫ان ال َ‬
‫صَ‬ ‫وسى لِ َق ْوِم ِه فَ ُقلْنَا ا ْ‬
‫ض ِرب بِّ َع َ‬ ‫استَ ْس َقى ُم َ‬
‫آية (‪ِ : )١٣‬‬
‫(وإِذ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّه َوالَ تَ ْعثَ ْواْ في األ َْرض ُم ْفسد َ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬
‫سى لِقَ ْو ِم ِه) ولم يقل وإذ استسقى موسى ربهه ‪ ،‬أليس موسى أحد أفراد القومو‬ ‫سقَى ُمو َ‬‫ستَ ْ‬ ‫* قال تعالى ( َوإِ ِذ ا ْ‬
‫في هذا دالة على عناية هللا تعالى بعباده الصالحين فهذا يدلك على أن موسى عليه السالم لم يصبه العط ألن هللا تعالى وقاه‬
‫الجوع والظم كما قال صلى هللا عليه وسلم "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" ‪ ،‬وانظر كي كان ااستسقاء لموسى وحده دون‬
‫موسى عليه السالم وحده ولئال‬ ‫ِ‬ ‫قومه فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى وإذا استسقى موسى وقومه ربهم وذلك ليظهر لنا ربنا كرامة‬
‫يظن القوم أن هللا تعالى أجاب دعاءهم ‪.‬‬

‫ش َرةَ َع ْيناً ‪ ))٦١( ..‬وجاء في‬ ‫صاكَ ا ْل َح َج َر فَانفَ َج َرتْ ِم ْنهُ ا ْثنَتَا َع ْ‬
‫اض ِرب بِّ َع َ‬‫سى لِقَ ْو ِم ِه فَقُ ْلنَا ْ‬ ‫سقَى ُمو َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫* جاء في سورة البقرة ( َوإِ ِذ ا ْ‬
‫ْ‬
‫ستْ ِم ْنهُ اثنَتَا َعش َْرةَ َع ْيناً قَ ْد َعلِ َم ُك ُّل‬ ‫صاكَ ا ْل َح َج َر فَانبَ َج َ‬ ‫َ‬
‫سقَاهُ قَ ْو ُمهُ أ ِن ْ‬
‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫سى إِ ِذ ا ْ‬ ‫سورة األعرام ( ‪َ ..‬وأَ ْو َح ْينَا إِلَى ُمو َ‬
‫س ُه ْم‬‫ت َما َر َ ْقنَا ُك ْم َو َما ظَلَ ُمونَا َولَـ ِكن َكانُو ْا أَنفُ َ‬ ‫س ْل َوى ُكلُو ْا ِمن طَيِّ َبا ِ‬ ‫ش َربَ ُه ْم َوظَلَّ ْلنَا َعلَ ْي ِه ُم ا ْل َغ َما َم َوأَن َز ْلنَا َعلَ ْي ِه ُم ا ْل َمنَّ َوال َّ‬ ‫أُنَا ٍ‬
‫س َّم ْ‬
‫ظلِ ُمونَ (‪ ))٤٦١‬ماذا حدا فعالً هل انفجرت أو انبجستو هل خروج الماء كان كليراً أو قليالً و‬ ‫يَ ْ‬

‫‪ -‬الجواب كالهما خروج الماء كان كليراً في البداية لكنه ق هل بسبب معاصيهم ‪ ،‬ليس هذا تعارا كما يظن البعض لكن ذكر الحالة‬
‫بحسب الموق الذل هم فيه لما كان فيهم صالح قال انفجرت ولما كلرت معاصيهم قال انبجست ‪.‬‬
‫صا َك ا ْل َح َج َر فَانفَ َج َرتْ ِم ْنهُ) لكنه لم يقل فضرب موسى الحجر ‪ ،‬إذن هنالك اختزال فالكالم‬ ‫‪ -‬من ناحية اللغة (فَقُ ْلنَا ْ‬
‫اض ِرب بِّ َع َ‬
‫محذوم ولكنه مفهوم ‪ ،‬هناك قال انفجرت ثم عصوا ربهم فانبجست وهذا األمر في القرآن كلير ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪19‬‬


‫سقَاهُ قَ ْو ُمهُ (‪)٤٦١‬‬ ‫سى لِقَ ْو ِم ِه (‪ )٦١‬البقرة) ومرة قال (إِ ِذ ا ْ‬
‫ستَ ْ‬ ‫سقَى ُمو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫(وإِ ِذ ا ْ‬
‫‪ -‬نالحظ مرة موسى هو الذل استسقى قال َ‬
‫األعرام) طلبوا منه السقيا ‪ ،‬أيها اججابة أكلر أن يستقي النبي أو القوم يستسقونو لما يستسقي النبي ‪ ،‬إذن لما قال استسقى‬
‫موسى قال انفجرت ولما قال استسقاه قومه قال انبجست‪ .‬هي كلها صحيحة وهي خروج اثنتا عشرة عينا ً ‪.‬‬
‫هللاِ (‪ )٦١‬البقرة) م األكل والشرب قال انفجرت ألنه يحتاج إلى ماء كلير ولما لم يذكر الشرب‬ ‫ش َربُو ْا ِمن ِّر ْ ِ َّ‬ ‫‪ -‬قال ( ُكلُو ْا َوا ْ‬
‫ت َما َر َ ْقنَا ُك ْم (‪ )٤٦١‬األعرام) قال انبجست ‪.‬‬ ‫وإنما قال فق كلوا ( ُكلُو ْا ِمن طَيِّبَا ِ‬
‫ضل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدل على الكلير‬ ‫‪ -‬وفي سيا اآليات في سورة البقرة الذل يذكر اللناء والمدح والتف ه‬
‫(انفجرت) أما في سورة األعرام فالسيا في ذ هم بني إسرائيل فذكر معها اجنبجاس وهو أق هل ‪ ،‬وهذا أم ٌر مشاهد فالعيون واآلبار‬
‫قد تج ه ‪ ،‬فذكر المشهدين وكالهما حصل بالفعل ‪.‬‬

‫* إذا احظنا سيا اآليات في كل من السورتين يمكن مالحظة اختالفات كليرة في اختيار ألفاظ معينة ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫س َّجداً َوقُولوا ِحطة نغفِ ْر ل ُك ْم َخطايَا ُك ْم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اب ُ‬ ‫(وإِ ْذ قُ ْلنَا اد ُْخلُو ْا هَـ ِذ ِه ا ْلقَ ْريَةَ فَ ُكلُو ْا ِم ْن َها َح ْي ُ ِ‬
‫ش ْئتُ ْم َر َغداً َواد ُْخلُو ْا ا ْلبَ َ‬ ‫في سورة البقرة َ‬
‫سقُونَ‬ ‫س َماء بِ َما َكانُو ْا يَ ْف ُ‬ ‫ظلَ ُمو ْا قَ ْواً َغ ْي َر الَّ ِذل قِي َل لَ ُه ْم فَ َنزَ ْلنَا َعلَى الَّ ِذينَ ظَلَ ُمو ْا ِر ْجزاً ِّمنَ ال َّ‬ ‫سنِينَ (‪ )٥٨‬فَبَ َّد َل الَّ ِذينَ َ‬ ‫سنَ ِزي ُد ا ْل ُم ْح ِ‬ ‫َو َ‬
‫س َّمش َْربَ ُه ْم ُكلُواْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ش َرة َع ْينا ق ْد َعلِ َم ك ُّل أنا ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاكَ ال َح َج َر فانف َج َرتْ ِمنهُ اثنتَا َع ْ‬ ‫ْ‬ ‫اض ِرب بِّ َع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سى لِق ْو ِم ِه فقلنا ْ‬ ‫َ‬ ‫سقى ُمو َ‬ ‫َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫(‪َ )٥١‬وإِ ِذ ا ْ‬
‫س ِدينَ (‪. ))٦١‬‬ ‫ا ُم ْف ِ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ِّ‬ ‫َواش َْربُو ْا ِمن‬
‫س َّجداً نَّ ْغفِ ْر لَ ُك ْم َخ ِطيئَاتِك ْمُ‬ ‫اب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ش ْئت ْم َوقولوا ِحطة َوا ْدخلوا البَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سكنوا هَـ ِذ ِه الق ْريَة َوكلوا ِمن َها َح ْي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫في سورة األعرام ( َوإِذ قِي َل ل ُه ُم ا ْ‬
‫سنِينَ (‪. ))٤٦٤‬‬ ‫سنَ ِزي ُد ا ْل ُم ْح ِ‬
‫َ‬
‫ونليص هذا فيما ي تي ‪:‬‬ ‫ه‬

‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬


‫السييييا فيييي ذكييير ذنيييوبهم ومعاصييييهم والمقيييام مقيييام تقريييي‬ ‫سيا اآليات في تكريم بني إسرائيل فذكر أميوراً كلييرة فيي‬
‫س ي َرائِي َل ا ْلبَ ْح ي َر فَ ي َت َْو ْا‬
‫وت نيييب لبنييي إسييرائيل ( َو َجا َو ْ نَييا بِبَنِييي إِ ْ‬ ‫سي َرائِي َل ْاذ ُكي ُرو ْا‬ ‫والتفضييل (يَييا بَنِيي إِ ْ‬ ‫ه‬ ‫مقيام التفضيييل والتكي هرم‬
‫اج َعيل لَّنياَ‬ ‫سيى ْ‬ ‫صينَ ٍام لَّ ُهي ْم قَيالُو ْا يَيا ُمو َ‬ ‫َعلَى قَ ْيو ٍم يَ ْع ُكفُيونَ َعلَيى أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ضييلتك ْم َعلييى ال َعييال ِمينَ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نِ ْع َمتِيي َي الَّتِييي أَ ْن َع ْمييتُ َعليي ْيك ْم َوأنييي ف َّ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إِلَـها ً َك َما لَ ُه ْم آلِ َهةٌ قَا َل إِنَّ ُك ْم قَ ْو ٌم ت َْج َهلُيونَ (‪ ))٤٣٨‬والفياء هنيا‬ ‫سيييي َو َء‬‫سييييو ُمونَ ُك ْم ُ‬ ‫يييونَ يَ ُ‬ ‫(‪َ ( ))١٧‬وإِ ْذ نَ َّج ْينَييييا ُكم ِّميييينْ آ ِل فِ ْر َعي ْ‬
‫تفيد المباشرة أل بمجرد أن أنجاهم هللا تعالى مين الغير أتيوا‬ ‫نج ْينَيا ُك ْم َوأَ ْغ َر ْقنَيا آ َل‬ ‫ب ‪َ )١١( ..‬وإِ ْذ فَ َر ْقنَا بِ ُك ُم ا ْلبَ ْحي َر فَ َ َ‬ ‫ا ْل َع َذا ِ‬
‫عليى قيوم يعبيدون األصينام فسي لوا موسيى أن يجعيل لهيم إلهياً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فِ ْرع َْونَ َوأنتُ ْم تَنظرُونَ (‪))٥١‬‬
‫ملل هؤاء القوم‬
‫صياكَ‬ ‫اضي ِرب بِّ َع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سيقَاهُ ق ْو ُميهُ أ ِن ْ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫موسى هو اليذل استسيقى لقوميه في وحى إلييه ربيه بضيرب قوم موسى استسيقوه (إِ ِذ ا ْ‬
‫صييا َك ا ْل َح َج َر)‬ ‫سييى لِقَ ْو ِم ي ِه فَقُ ْلنَييا ْ‬
‫اض ي ِرب بِّ َع َ‬ ‫س يقَى ُمو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫الحجيير ( َوإِ ِذ ا ْ‬
‫ا ْل َح َج َر) وفيها تكريم لنب هي هللا موسى واستجابة هللا لدعائه‬
‫(كلوا واشربوا) والشرب يحتاج إلى مياء أكلير ليذا انفجيرت (كلييوا ميين طيبييات مييا ر قنيياكم) لييم يييذكر الشييرب فجيياء بيياللفظ‬
‫الذل يدل على الماء األق هل (انبجست)‬ ‫الماء من الحجر في السيا الذل يتطلب الماء الكلير‬
‫جعييل األكييل عقييب الييدخول وهييذا ميين مقييام النعميية والتكييريم لييم يييرد ذكيير األكييل بعييد دخييول القرييية مباشييرة وإنمييا أمييرهم‬
‫بالسكن أواً ثم األكل (اسكنوا هذه القرية وكلوا)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية فكلوا)‬
‫(رغداً) تذكير بيالنعم وهيم يسيتحقون رغيد العيي كميا ييد هل ليييم ييييذكر رغيييداً ألنهيييم ا يسيييتحقون رغيييد العيييي مييي ذكييير‬
‫معاصيهم‬ ‫سيا اآليات‬
‫يجداً وقولييوا حطيية) بُييدلء بييه فييي مقييام (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً) لم يبيدأ بالسيجود هنيا ألن‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ياب‬ ‫ي‬ ‫الب‬ ‫(وادخلييوا‬
‫التكييريم وتقييديم السييجود أميير مناسييب ل ميير بالصييالة الييذل السجود من أقيرب ميا يكيون العبيد لربيه وهيم فيي السييا هنيا‬
‫صيييالَةَ َوآتُييو ْا ال َّز َكييياةَ مبعدين عن ربهم لمعاصيهم‬ ‫جيياء فيييي سيييا السيييورة ( َوأَقِي ُمييو ْا ال َّ‬
‫ار َك ُعييو ْا َم ي َ ال ي َّرا ِك ِعينَ (‪ ))١٣‬والسييجود هييو ميين أشييرم‬ ‫َو ْ‬
‫العبادات‬
‫(نغفيير لكييم خطاييياكم) اليطايييا هييم جميي كلييرة وإذا غفيير (نغفر لكم خطيئاتكم) وخطيئات جمي قلهية وجياء هنيا فيي مقيام‬
‫والذم في السورة‬ ‫اليطايييا فقييد غفيير اليطيئييات قطعيا ً وهييذا يتناسييب مي مقييام الت نيب وهو يتناسب م مقام الت نيب ه‬
‫التكريم الذل جاء في السورة‬
‫(وسنزيد المحسينين) إضيافة اليواو هنيا تيدل عليى اجهتميام (سيينزيد المحسيينين) لييم تييرد الييواو هنييا ألن المقييام ليييس فيييه‬
‫ضل‬‫تكريم ونعم وتف ه‬ ‫ضل وذكر النعم‬ ‫والتنوي ولذلك ت تي الواو في موطن التف ه‬
‫(الذين ظلموا منهم) بعض ممن جاء ذكرهم في أول اآليات‬ ‫(فبدهل الذين ظلموا قواً غير الذل قيل لهم)‬
‫(ف رسييلنا ) أرسييلنا فييي العقوبيية أش ي هد ميين أنزلنييا ‪ ،‬وقييد تييردد‬ ‫(ف نزلنا على الذين ظلموا)‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪20‬‬


‫اجرسال في السورة ‪ ٣١‬مرة أما في البقرة فتكرر ‪ ٤٧‬مرة‬
‫(بما كانوا يظلمون) والظلم أش هد ألنه يتعلهص بالضير‬ ‫(بما كانوا يفسقون)‬
‫ضييل وهييي (فانبجست) في مقام التقري ق هل الماء بمعاصييهم فناسيب ذكير‬ ‫(فييانفجرت) جيياءت هنييا فييي مقييام التكييريم والتف ه‬
‫ه‬
‫دالة على أن الماء بدأ باجنفجار بالماء الشديد فجاء بحالية حالة قلة الماء م تقريعهم‬
‫الكلرة م التنعيم‬

‫صلِ َها قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت األَر ُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١١‬وإِ ْذ قُلْتم يا موسى لَن نَّصبِر علَى طَعام و ِ‬
‫ال‬ ‫ض من بَ ْقل َها َوقثَّفئ َها َوفُوم َها َو َع َدس َها َوبَ َ‬ ‫ِج لَنَا م َّما تُنبِ ُ ْ‬ ‫ك يُ ْخر ْ‬ ‫احد فَا ْدعُ لَنَا َربَّ َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬ ‫َ ُْ َ ُ َ‬
‫ضب ِّم َن اللَّ ِه ذَلِ َ‬
‫ك بِأَنَّ ُه ْم َكانُواْ‬ ‫الذلَّةُ َوال َْم ْس َكنَةُ َوبَف ُؤْواْ بِغَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَيْ ِه ُم ِّ‬ ‫صراً فَِإ َّن لَ ُكم َّما َسأَلْتُ ْم َو ُ‬
‫ض ِربَ ْ‬ ‫أَتَ ْستَبْدلُو َن الَّذي ُه َو أَ ْدنَى بِالَّذي ُه َو َخيْ ٌر ا ْهبِطُواْ م ْ‬
‫صواْ َّوَكانُواْ يَ ْعتَ ُدو َن)‬ ‫ْح ِّق ذَلِ َ‬
‫ك بِ َما َع َ‬ ‫ين بِغَيْ ِر ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يَ ْك ُف ُرو َن بفيَات اللَّه َويَ ْقتُ لُو َن النَّبيِّ َ‬
‫صبِ َر َعلَ َى‬ ‫س ْل َوى (‪ ))٥٧‬وقال فيما بعد على لسانهم (لَن نَّ ْ‬ ‫* تكلم ربنا سبحانه وتعالى عن طعام اليهود فقال ( َوأَنزَ ْلنَا َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َمنَّ َوال َّ‬
‫طَ َع ٍام َوا ِح ٍد م أن المنه والسلوى طعامانو‬
‫هو نهج واحد ‪ ،‬المن والسلوى يتكرر نفسه منه وسلوى منه وسلوى فيصير طعاما ً واحداً ‪ ،‬وقسم قال أن المنه كان شراباً يتحلون‬
‫به أما السلوى فهو طعام واحد ‪.‬‬

‫س َكنَةُ) لم يقل ربنا سبحانه أصابتهم الذلة والمسكنة فقد شبهه هللا تعالى الذلة والمسكنة في هذه اآلية‬ ‫ض ِربَتْ َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫الذلَّةُ َوا ْل َم ْ‬ ‫(و ُ‬
‫* َ‬
‫بالقبة التي أحاطت أهلها من كل جانب وأظلتهم فال موها ولم يغادروها فكانت بيتهم الذل ا يحولون عنه ‪.‬‬

‫س َكنَةُ) في آن واحد بينما في آل عمران هناك تفريص في الزمن ضربت الذلة أواً ثم بعد فترة طويلة‬ ‫ض ِربَتْ َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫الذلَّةُ َوا ْل َم ْ‬ ‫* ( َو ُ‬
‫َ‬
‫ض ِربَتْ َعل ْي ِه ُم‬ ‫َّ‬
‫ب ِمنَ هللاِ َو ُ‬
‫ض ٍ‬ ‫َ‬
‫س َوبَا ُءوا بِغ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ض ِربَتْ َعل ْي ِه ُم الذلة أيْنَ َما ثقِفوا إِا بِ َح ْب ٍل ِمنَ هللاِ َو َح ْب ٍل ِمنَ النا ِ‬ ‫َ‬ ‫ضربت المسكنة ( ُ‬
‫س َكنَةُ) ‪:‬‬
‫ا ْل َم ْ‬
‫في سورة البقرة‪ :‬ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل أنبياءهم بد ًءا من موسى عليه السالم؛ فلما أنزل هللا عليهم المن‬
‫والسلوى قالوا نريد حشائ األرا‪ ،‬ولما اتيذوا العجل إلها ً قال لهم هللا تعالى اقتلوا أنفسكم وم هذا ا يتوبون لشدة عنادهم‪،‬‬
‫س َكنَةُ) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب فما دخلوا حرباً م العماليص إا‬ ‫ض ِربَتْ َعلَ ْي ِه ُم ِّ‬
‫الذلَّةُ َوا ْل َم ْ‬ ‫حينئذ انتقم هللا منهم فقال ( َو ُ‬
‫هزموا وسر منهم التابوت‪ ،‬أما المسكنة بين الناس فاليهودل دائما ً يبدل نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين ومظلوم إلى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ض ِربَتْ َعل ْي ِه ُم الذلة) أوا فقد انهزموا في كل الحروب التي خاضها‬ ‫َ‬ ‫في آل عمران هذا في من الرسول صلى هللا عليه وسلم قال ( ُ‬
‫اليهود ضد المسلمين خيبر وبني قريظة وبني المصطلص وبني قينقاع‪ ،‬ف ذلهم هللا عز وجل لشدة مكرهم وتآمرهم ولكن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وعدهم أنهم سوم يصابون بالمسكنة في المستقبل وما إن انتهى العهد الراشدل إلى يومنا هذا وهم في العالم كله‬
‫يشعرون بالمسكنة إضافة إلى الذلة‪.‬‬

‫ص) وقوله ( َويَ ْقتُلُونَ األَنبِيَا َء بِ َغ ْي ِر َحص) ‪:‬‬ ‫* الفر من الناحية البيانية بين قوله ( َويَ ْقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِ َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ‬
‫َصو ْا َّو َكانُو ْا يَ ْعتَدُونَ (‪ ))٦٤‬وقال في سورة آل عمران (إِنَّ الَّ ِذينَ‬ ‫ص َذلِكَ بِ َما َ‬
‫ع‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة ( َو َي ْقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِ َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ‬
‫َ‬
‫ض ِربَتْ َعل ْي ِه ُم‬‫يم (‪ ))٢٤‬و( ُ‬ ‫َ‬
‫ب ألِ ٍ‬ ‫َ‬
‫س فبَش ِّْرهُم بِ َعذا ٍ‬ ‫َ‬ ‫س ِ ِمنَ النَّا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫هللاِ َويَ ْقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِ َغ ْي ِر َحص َويَ ْقتُلُونَ ال ِذينَ يَ ُمرُونَ بِالقِ ْ‬ ‫ت ه‬ ‫يَ ْكفُرُونَ بِآيَا ِ‬
‫س َكنَةُ َذلِ َك بِ َنَّ ُه ْم َكانُو ْا يَ ْكفُرُونَ ِبآيَا ِ‬
‫ت‬ ‫ض ِربَتْ َعلَ ْي ِه ُم ا ْل َم ْ‬ ‫ب ِّمنَ ه‬
‫هللاِ َو ُ‬ ‫ض ٍ‬ ‫س َو َبآالُوا بِ َغ َ‬ ‫هللاِ َو َح ْب ٍل ِّمنَ النَّا ِ‬‫الذلَّةُ أَيْنَ َما ثُ ِقفُو ْا إِاَّ بِ َح ْب ٍل ِّمنْ ه‬
‫ِّ‬
‫صوا َّو َكانوا يَ ْعتَدُونَ (‪. ))٤٤٢‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫هللاِ َويَقتُلونَ األنبِيَا َء بِغ ْي ِر َحص ذلِ َك بِ َما َع َ‬ ‫ه‬
‫النبيين واألنبياء ‪:‬‬
‫من حي اللغة األنبياء أكلر من النبيين من حي العدد ‪ ،‬األنبياء جم تكسير من جموع الكلرة ‪ ،‬والنبيين جم مذكر سالم وهو من‬
‫جموع القلة ‪ ،‬عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء ‪.‬‬
‫(بغير حص) و(بغير الحص) ‪:‬‬
‫استعمال كلمة (الحص) مع هرفة تعني أل بغير الحص الذل يدعو إلى القتل فهناك أمور يستحص بها القتل ‪ ،‬أما استعمال (بغير حص)‬
‫نكرة فهي تعني ا حص أصالً يدعو إلى القتل وا إلى غيره ‪ ،‬فإذا أراد تعالى أن يبيهن لنا العدوان يذكر (بغير حص) ‪ ،‬فعندما يقول‬
‫يقتلون األنبياء بغير حص هذا أعظم وأكبر جرما ً من يقتلون النبيين بغير الحص ألن األنبياء أعم وأشمل والنبيين أقل وحص نكرة أل‬
‫من دون أل داعي ‪ ،‬هذا من حي اللغة ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪21‬‬


‫لما ننظر في السيا احقا ً نالحظ مقام الذم والكالم على بني إسرائيل في قوله يقتلون األنبياء بغير حص أكلر وأعظم من يقتلون‬
‫النبيين بغير الحص في سيا تكريمهم في سورة البقرة ‪.‬‬

‫َج ُرُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ‬ ‫الصابِئِين من آمن بِاللَّ ِه والْي وِم ِ‬
‫اآلخ ِر و َع ِمل ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ‬ ‫صالحاً فَلَ ُه ْم أ ْ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّص َارى َو َّ َ َ ْ َ َ‬
‫ادواْ َوالن َ‬
‫ين َه ُ‬
‫آمنُواْ َوالذ َ‬ ‫آية (‪( : )١٢‬إِ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ُه ْم يَ ْح َزنُو َن)‬
‫* عبهر تعالى هنا بالذين هادوا ولم يقل اليهود إشارة إلى أنهم الذين انتسبوا إلى اليهود وليسوا اليهود من سب يهوذا ‪.‬‬

‫* وجه اجختالم من الناحية البيانية بين آية ‪ ٦٢‬في سورة البقرة وآية ‪ ٦١‬في المائدة (إِنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا َوالَّ ِذينَ هَادُو ْا َوال َّ‬
‫صابِ ُؤونَ‬
‫صالِ ًحا فَالَ َخ ْومٌ َعلَ ْي ِه ْم َواَ ُه ْم يَ ْح َزنُونَ (‪ ))٦١‬وآية ‪ ٤٧‬في الحج (إِنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا‬
‫َ‬ ‫اّللِ َوا ْليَ ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر و َع ِم َل َ‬ ‫ارى َمنْ آ َمنَ بِ ه‬ ‫ص َ‬‫َوالنَّ َ‬
‫ش ِهي ٌد (‪))٤٧‬‬ ‫َي ٍء َ‬ ‫ش‬
‫ِّ ْ‬‫ل‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هللا‬ ‫نَّ‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ق‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ َ ِ ُ َْ ُْ َْ َ َِ َ ِ ِ‬‫ي‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ص‬‫ف‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫هللا‬ ‫نَّ‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ينَ‬‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫و‬ ‫وس‬
‫َ َ َ َ ُ َ َ ِ‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ى‬‫ر‬‫ا‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ينَ‬ ‫ئ‬‫ب‬‫ا‬‫ص‬
‫َ َّ ِ ِ َ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ُوا‬
‫د‬ ‫َا‬
‫ه‬ ‫ينَ‬‫َوالَّ ِذ‬
‫‪:‬‬

‫من حي الناحية اجعرابية ‪:‬‬


‫صابِئِينَ ) معطوم على منصوب ‪.‬‬ ‫النصب في آية البقرة وآية الحج ( َوال َّ‬
‫الرف في آية المائدة على محل إسم إنه ‪ ،‬فاألصل إسم إنه قبل أن تدخل عليه مرفوع فهذا مرفوع على المحل ‪ ،‬أو يجعلوه جملة‬
‫معترضة (والصابئون كذلك) ‪ .‬لكن لماذا رف و‬
‫ً‬
‫(إنه ) تفيد التوكيد ‪( ،‬الصابئون) غير مؤكد والباقي مؤكد لماذاو ألنهم دونهم في المنزلة ‪ ،‬أبعد المذكورين ضالا والباقون أصحاب‬
‫كتاب ‪ ،‬الذين هادوا عندهم التوراة والنصارى عندهم كتاب اجنجيل والذين آمنوا عندهم القرآن ‪ ،‬الصابئون ما عندهم كتاب خرجوا‬
‫عن الديانات المشهورة ‪ ،‬صب في اللغة أل خرج عن الدين ‪ ،‬ولذلك هم دونهم في الديانة وااعتقاد ولذلك لم يجعلهم بمنزلة واحدة‬
‫فرف فكانوا أقل توكيداً ‪ ،‬وجاءت هذه اآلية لتلفتنا أن هذه التصفية تشمل الصابئين أيضا ً فقدمتها ورفعتها لتلفت إليها اآلذان بقوة‬
‫‪ ،‬ولتقط الي س فالصابئون كذلك كلهم يغفر لهم إذا تابوا ‪.‬‬

‫من حي التقديم والت خير في الترتيب ‪:‬‬


‫آية البقرة (والنصارى والصابئين) ليم ييذم عقييدة النصيارى وحشيرهم عليى الجانيب التيارييي فيذكر اليهيود ومين ورائهيم بالترتييب‬
‫التارييي ووض الصابئين في آخر ال ِملل ‪ ،‬والذين آمنوا (المؤمنون) مقدهمون على الجمي ‪.‬‬
‫في المائدة (والصابئون والنصارى) قدهم الصابئين ألنه ذ هم النصارى في المائدة ذما ً فظيعا ً على معتقداتهم ‪ ،‬تكلم على عقييدة التلليي‬
‫ييح ابْينُ َمي ْريَ َم (‪( ))٧٢‬لَّقَي ْد َكفَ َير الَّي ِذينَ‬
‫س ُ‬ ‫جعلهم ك نهم لم يؤمنوا باّلل وك نهم صن من المشركين (لَقَ ْد َكفَ َر الَّ ِذينَ قَالُو ْا إِنَّ ه‬
‫هللاَ ُه َو ا ْل َم ِ‬
‫هللاَ ثَالِ ُ ثَالَثَ ٍة ‪ ))٧٣( ..‬ف هخر النصارى حتى تكون منزلتهم أقل ألنه ذ هم عقيدتهم ‪.‬‬ ‫قَالُو ْا إِنَّ ه‬
‫صا َرى) الكالم على الفصل يوم القيامة ‪ ،‬تحدا عن مطلص اايمان والكفر والحسياب ييوم القيامية ‪ ،‬فيال بيد‬ ‫صابِئِينَ َوالنَّ َ‬
‫في الحج ( َوال َّ‬
‫أن تكون متال مة ‪ ،‬فجمعهم وجعل العط عطفا ً طبيعيا ً ‪.‬‬

‫فيي آيية البقيرة (فلهيم أجيرهم عنيد ربهيم وا خيوم علييهم وا هييم يحزنيون) أميا فيي المائيدة (فيال خيوم علييهم وا هيم يحزنييون) ‪:‬‬
‫المذكورين في اآليتين هم نفسهم (الذين آمنوا‪ ،‬الذين هادوا‪ ،‬النصارى‪ ،‬الصابئين) لكن ‪:‬‬
‫‪ -‬في سورة المائدة السيا في ذ هم عقائد اليهود والنصارى ذ همياً كلييراً مسيهب والكيالم عليى اليهيود أشي هد وميا ذكيرهم فيي المائيدة إا‬
‫بمعاصيهم ‪ ،‬أما في البقرة فالسيا في الكالم عن اليهود فق وليس النصارى ‪ ،‬حتى لما يذكر العقوبات يذكرها في المائيدة (قُي ْل هَي ْل‬
‫ض َب َعلَ ْي ِه َو َج َع َل ِم ْن ُه ُم ا ْلقِ َر َدةَ َوا ْل َينَا ِي َر َو َعبَ َد الطَّا ُغوتَ أُ ْولَـئِكَ ش ٌَّر َّم َكانيا ً َوأَ َ‬
‫ضي ُّل‬ ‫هللاُ َو َغ ِ‬ ‫أُنَبِّئُ ُكم بِشَر ِّمن َذلِ َك َملُوبَةً ِعن َد ه‬
‫هللاِ َمن لَّ َعنَهُ ه‬
‫اسيئِينَ (‪ ))٦٥‬ليذا‬ ‫ت فَقُ ْلنَيا لَ ُهي ْم ُكونُيو ْا قِي َر َدةً َخ ِ‬ ‫سبِي ِل (‪ ))٦١‬أكلير مين البقيرة ( َولَقَي ْد َعلِ ْميتُ ُم الَّي ِذينَ ا ْعتَيدَو ْا ِمين ُك ْم فِيي ال َّ‬
‫سي ْب ِ‬ ‫س َواء ال َّ‬
‫عَن َ‬
‫اقتضى السيا التفضيل بزيادة اليير والرحمة في المكان الذل يكون الغضب فيه أقل (في سورة البقرة) ‪.‬‬

‫‪ -‬جو الرحمة ومفردات الرحمة وتو يعها في سورة البقرة أكلر من المائدة ‪ ،‬فقيد وردت الرحمية ومشيتقاتها فيي سيورة البقيرة ‪٤١‬‬
‫مرة بينما وردت في المائدة ‪ ٥‬مرات ‪ ،‬ولم تُجم القردة والينا ير إا في سورة المائدة ‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع العمل الصالح في السورتين‪ :‬في سورة المائدة ورد ذكر ‪ ٤١‬أنواع مين العميل الصيالح (الوفياء بيالعقود‪ ،‬الوضيوء‪ ،‬الزكياة‪،‬‬
‫األمر بإطاعة هللا ورسوله واجحسان والتعاون على البر والتقوى وإقام الصالة والجهياد فيي سيبيل هللا واألمير باسيتبا اليييرات) ‪،‬‬
‫وفي سورة البقرة ورد ذكر ‪ ٣١‬أو ‪ ٣٣‬نوع من أعمال اليير وتشمل كل ما جاء في سورة المائدة ما عدا الوضوء وفيهيا باجضيافة‬
‫إلى ذلك الحج والع مرة والصيام واجنفا والعكوم فيي المسياجد وبير الواليدين والهجيرة فيي سيبيل هللا واجيفياء باليدين والقتيال فيي‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪22‬‬


‫سبيل هللا واجصالح بين الناس وغيرها كلير ‪ ،‬لذا اقتضى كل هذا العمل الصالح في البقيرة أن يكيون األجير أكبير (فلهيم أجيرهم عنيد‬
‫ربهم) ‪.‬‬

‫‪( -‬فلهم أجرهم عند ربهم) تتردد مفرداتها كما يلي ‪:‬‬
‫الفاء وردت في البقرة ‪ ٢٦١‬مرة ووردت في المائدة ‪ ٤٨١‬مرة‬ ‫‪.٤‬‬
‫لهم وردت في البقرة ‪ ٢١‬مرة وفي المائدة ‪ ٤٥‬مرة‬ ‫‪.٢‬‬
‫أجرهم وردت في البقرة ‪ ٥‬مرات وفي المائدة مرة واحدة فق‬ ‫‪.٣‬‬
‫عند وردت في البقرة ‪ ٤١‬مرة وفي المائدة مرة واحدة‬ ‫‪.١‬‬
‫ربهم وردت في البقرة ‪ ٤١‬مرات ومرتين في المائدة‬ ‫‪.٥‬‬
‫وهذه العبارة (فلهم أجرهم عنيد ربهيم وا خيوم علييهم وا هيم يحزنيون) ليم تيرد إا فيي سيورة البقيرة بهيذا الشيكل وقيد وردت فيي‬
‫البقرة ‪ ٥‬مرات ‪.‬‬

‫صالِحاً) ألن اجيمان إن لم يقترن بعمل فال فائدة منه ‪،‬‬


‫* هللا سبحانه وتعالى يعط اجيمان على العمل لذلك يقول دائما (آ َمنَ َو َع ِم َل َ‬
‫وهللا يريد اجيمان أن يسيطر على حركة الحياة بالعمل الصالح ‪ ،‬في مر كل مؤمن بصالح العمل وهؤاء ا خوم عليهم في الدنيا وا‬
‫هم يحزنون في اآلخرة ‪.‬‬

‫صالِ ًحا) أنه في عموم القرآن إذا كان السيا في العمل يقول (عمالً صالحاً) كما في‬ ‫(و َع ِم َل َ‬ ‫صالِ ًحا) و َ‬ ‫* الفر بين ( َع ِم َل َع َم ًال َ‬
‫َ‬
‫آخر سورة الكه ( َمن َكانَ يَ ْر ُجو لِقَاء َربِّ ِه ف ْليَ ْع َم ْل َع َم ًال َ‬
‫صالِ ًحا (‪ ))٤٤١‬ألنه تكلم عن األشياا الذين يعملون أعمااً سيئة أما‬
‫اآلية (‪ )٦٢‬من سورة البقرة ليست في سيا األعمال فقال (عمل صالحاً) ‪.‬‬

‫ور ُخ ُذواْ َما آتَ ْي نَا ُكم بِ ُق َّوة َواذْ ُك ُرواْ َما فِ ِيه ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن)‬ ‫ِ‬
‫آية (‪َ : )١٣‬‬
‫(وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا ميثَاقَ ُك ْم َوَرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم الطُّ َ‬
‫* تقديم كلمة (الجبل) فى سورة األعرام وت خير (الطور) فى سورة البقرة ‪:‬‬
‫التقديم والت خير في القرآن الكريم يقرره سيا اآليات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل ‪ ،‬والكالم في سورة األعرام عن بني‬
‫إسرائيل والطور ( َوإِذ نَتَ ْقنَا ا ْل َجبَ َل فَ ْوقَ ُه ْم َك َنَّهُ ظُلَّةٌ َوظَنُّو ْا أَنَّهُ َواقِ ٌ بِ ِه ْم ُخ ُذو ْا َما آتَ ْينَا ُكم بِقُ َّو ٍة َو ْاذ ُك ُرو ْا َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ (‪))٤٧٤‬‬
‫أخر الطور ألن سيا اآليات في الكالم عن بني إسرائيل وليس في الطور‬ ‫قدهم الجبل على بني إسرائيل ‪ ،‬أما في آية سورة البقرة ه‬
‫نفسه ‪.‬‬

‫* الفر بين الجبل والطور واستيدام كل منهما ‪:‬‬


‫الجبل هو إسم لما طال وعظُم من أوتاد األرا والجبل أكبر وأهم من الطور من حي التكوين وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في‬
‫موق التهويل والتعظيم ‪ ،‬ولذلك ذكر الجبل في آية سورة األعرام ألن الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة واجقتالع ولذا جاء في قوله‬
‫س ْومَ‬ ‫سى لِ ِميقَاتِنَا َو َكلَّ َمهُ َربُّهُ قَا َل َر ِّب أَ ِرنِي أَنظُ ْر إِلَيْكَ قَا َل لَن ت ََرانِي َولَـ ِك ِن انظُ ْر إِلَى ا ْل َجبَ ِل فَإِ ِن ا ْ‬
‫ستَقَ َّر َم َكانَهُ فَ َ‬ ‫تعالى ( َولَ َّما َجاء ُمو َ‬
‫ت ََرانِي فَلَ َّما ت ََجلَّى َربُّهُ لِ ْل َجبَ ِل َج َعلَهُ َد هكا ً ‪ ))٤١٣( ..‬ولم يقل الطور ‪ ،‬الرف الذل هو ضد الوض أما النتص فهو أشد وأقوى من‬
‫الوض وفيه إخافة وتهديد كبيرين ‪ ،‬إذن النتص والجبل أشد تهديداً وتهويالً ‪.‬‬

‫اس َي ِمن فَ ْوقِ َها (‪ )٤١‬فصلت) ‪:‬‬ ‫(و َج َع َل فِي َها َر َو ِ‬ ‫* الفر بين ( َو َرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم ال ُّ‬
‫طور) و َ‬
‫س َي ِمن ف ْوقِ َها (‪ )٤١‬فصلت) الرواسي مالصقة‬ ‫َ‬ ‫(و َج َع َل فِي َها َر َوا ِ‬‫(من) يسموها إبتداء الغاية ‪ ،‬أل مالصص ا يسمح ألحد ب ن يدخل َ‬
‫(و َرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم ال ُّ‬
‫طور) ليس مالصقاً لهم‬ ‫َ‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫‪٦‬‬ ‫(‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ق‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫اء‬ ‫ل را ولو قال فوقها تحتمل بُعد المسافة ‪ ،‬أما (أَفَلَ ْم يَنظُ ُروا إِلَى ال َّ َ‬
‫م‬ ‫س‬
‫وإنما فو رالسهم ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪( : )١١‬فَ َج َعلْنَ َ‬
‫اها نَ َكاالً لِّ َما بَيْ َن يَ َديْ َها َوَما َخلْ َف َها َوَم ْوعظَةً لِّل ُْمتَّق َ‬
‫ين)‬
‫* على من يعود الضمير في (جعلناها)و‬
‫سئِينَ ) هذه عقوبة‪ ،‬ثم قال (فَ َج َع ْلنَاهَا نَ َكااً) جعل هذه الحادثة والعقوبة نكاا‪ً،‬‬ ‫العقوبة ‪ ،‬الحادثة ‪ ،‬قال (فَقُ ْلنَا لَ ُه ْم ُكونوا قِ َر َدة خا ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الضمير يعود أحيانا ً على المفهوم من السيا ليس بالضرورة على كلمة ظاهرة ‪( ،‬ا ْع ِدلُو ْا ه َُو أق َر ُ‬
‫ب لِلتَّ ْق َوى(‪)٨‬المائدة) الضمير‬
‫(هو) يعود على العدل ‪ ،‬أل واحد يسمعها يفهم المقصود والمقام يوضح المس لة ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪23‬‬


‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ك يُبَ يِّن لَّنَا َما ل َْونُ َها قَ َ‬
‫س ُّر النَّاظ ِر َ‬
‫ين)‬ ‫ول إِنّ َها بَ َق َرةٌ َ‬
‫ص ْف َراء فَاق ٌع ل ْونُ َها تَ ُ‬ ‫ال إِنَّهُ يَ ُق ُ‬ ‫آية (‪( : )١٩‬قَالُواْ ا ْد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّ َ‬
‫صفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيهد الصفرة بصفة فاق و‬
‫* لو قال تعالى بقرة صفراء لعلِم بنو إسرائيل أنه لون ال ُ‬
‫في هذا التعبير مزيد من التعجيز والتقييد والتضييص على بني إسرائيل وتحديد لبقرة بعينها دون سواها ألنهم شدهدوا فشدهد هللا‬
‫تعالى عليهم ‪.‬‬

‫ك يُبَ يِّن لَّنَا َما ِه َي إِ َّن البَ َق َر تَ َ‬


‫شابَهَ َعلَ ْي نَا َوإِنَّف إِن َشاء اللَّهُ ل َُم ْهتَ ُدو َن)‬ ‫آية (‪( : )٧٣‬قَالُواْ ا ْد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّ َ‬
‫*(إِنَّ البَقَ َر تَشَابَهَ َعلَ ْينَا) لم قالوا هذه الجملة في هذه اآلية م أنهم لم يقولوها في المرات السابقةو‬
‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَيِّن لهنَا َما ِه َي) ومرة طلبوا تحديد‬ ‫طلب بنو إسرائيل صفات البقرة على ثالا مراحل طلبوا تحديد ماهيتها (قَالُو ْا ا ْد ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع لنا َربَّكَ يُبَيِّن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ع لَنَا َربَّ َك يُبَيِّن لَّنَا َما لَ ْونُ َها) ولم يعللوا سبب طلبهم فلما لج وا للتعليل في المرة اللاللة قالوا (قالوا ا ْد ُ‬
‫ُ‬ ‫لونها (قَالُو ْا ا ْد ُ‬
‫هللاُ لَ ُم ْهتَدُونَ ) ألن فعل الشيء ثالا مرات يكون له وق في النفس من الضجر فال بد‬ ‫لَّنَا َما ِه َي إِنَّ البَقَ َر تَشَابَهَ َعلَ ْينَا َوإِنَّآ إِن شَاء َّ‬
‫من إضافة تعليل في المرة اللاللة ‪ ،‬ولهذا إنتشر في حياتنا التوكيد في الرقم ‪.٣‬‬

‫ادواْ يَ ْف َعلُو َن)‬


‫وها َوَما َك ُ‬
‫ْح ِّق فَ َذبَ ُح َ‬ ‫سلَّ َمةٌ الَّ ِشيَةَ فِ َيها قَالُواْ اآل َن ِج ْئ َ‬
‫ت بِال َ‬ ‫ث ُم َ‬
‫ْح ْر َ‬ ‫ِ‬
‫ض َوالَ تَ ْسقي ال َ‬ ‫ُول تُثِ ُير األ َْر َ‬
‫ول إِنَّ َها بَ َق َرةٌ الَّ َذل ٌ‬ ‫آية (‪( : )٧١‬قَ َ‬
‫ال إِنَّهُ يَ ُق ُ‬
‫* دالة إستعمال الفعل كاد في (فَ َذبَ ُحوهَا َو َما َكادُوا يَ ْف َعلُونَ ) ‪:‬‬
‫(كاد) في دراسات النحو من أفعال المقاربة يعني قارب الفعل ولم يفعله ‪ ،‬في العامية نحن نستعملها أحياناً فنقول "وصلتُ إليك وما‬
‫صل" يعني وصلت إليك ولكن بعد جهد وبعد تعب أو بعد إبطاء ‪.‬‬ ‫كدت أ ِ‬
‫ل بقرة ولكنهم شددوا فشدد هللا‬ ‫هللاَ يَ ْ ُم ُر ُك ْم أَنْ ت َْذبَ ُحو ْا بَقَ َرةً) بالتنكير أ ه‬ ‫في السيا هنا جاءت بعد قصة البقرة ففي البداية قال (إِنَّ ه‬
‫سبحانه وتعالى عليهم ‪ ،‬لما انسد كل المنافذ قالوا اآلن جئت بالحص ‪( ،‬فَ َذبَ ُحوهَا) إذن هي ُذبِحت ‪ ،‬لما قال ( َو َما َكادُوا يَ ْف َعلُونَ ) نفهم‬
‫منها أنهم فعلوا بعد إبطاء وجهد ‪.‬‬

‫* الفر بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل ‪:‬‬


‫أخص من الفعل فكل عمل فعل وا ينعكس ‪ ،‬معاني اآليات التي فيها من يقول يعلمون وما ليس فيه إمتداد من وهو مفاجئ‬ ‫ه‬ ‫العمل‬
‫يقول يفعلون ‪ ،‬فالعمل فيه إمتداد من (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا للجنه وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً لكن لما نحدا‬
‫(و َما َكادُوا يَ ْف َعلُونَ )‬
‫تعالى عن المالئكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) ألن فعل المالئكة برم العين وا يحتاج جمتداد من‪ .‬في اآلية َ‬
‫كادوا ا يفعلون والذبح سري فهو فعل ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫ش َّق ُق فَ ي ْخر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت قُلُوبُ ُكم ِّمن بَ ْع ِد َذلِ َ‬


‫ج منْهُ‬‫ار َوإِ َّن م ْن َها ل ََما يَ َّ َ ُ ُ‬ ‫ك فَ ِه َي َكالْح َج َارة أ َْو أَ َش ُّد قَ ْس َو ًة َوإِ َّن م َن الْح َج َارة ل ََما يَتَ َف َّج ُر منْهُ األَنْ َه ُ‬ ‫س ْ‬ ‫آية (‪( : )٧٤‬ثُ َّم قَ َ‬
‫ط ِم ْن َخ ْشيَ ِة الل ِّه َوَما اللّهُ بِغَافِل َع َّما تَ ْع َملُو َن)‬‫ال َْماء َوإِ َّن ِم ْن َها ل ََما يَ ْهبِ ُ‬
‫* دروس مستفادة من قصة البقرة ‪ :‬بقصة واحدة أخذنا حزمة من األهدام العظيمة ‪:‬‬
‫أواً ‪ :‬ذبح العجل من القلوب قبل أن يذبح على األرا ‪ ،‬ألن قطعا العجل الذهبي الذل عبده بنو إسرائيل ُملل لهم فلما يذبحوا‬
‫البقرة الصفراء فالمعني المعنول والتربول هاهو يحصل قطعا أو هكذا يفترا ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬بنو إسرائيل غالظ اجيمان بالغيب وبالذات اجيمان باآلخرة فكان درس البقرة ليريهم قدرة هللا على البع كي يحي هللا‬
‫الموتى ‪ ،‬ضرب ميت بقطعة من ميت فيحيا ‪ ..‬ما هذاو هذه قدرة هللا هذه معجزة يسوقها هللا عز وجل ‪ ،‬وتناسقت القصة م جو‬
‫سورة البقرة اللي كله جو اجحياء من بعد الموت ‪.‬‬
‫ثاللا ً ‪ :‬الجريمة كانت مقيدة ضد مجهول واآلن علم القاتل وانتهي التنا ع ‪ ،‬أحياء أوشكت أن تقتتل وتق دماء جديدة ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬تعليم بني إسرائيل تلقي األمر للتنفيذ ‪ ،‬وأن األمر لاللتزام ‪ ،‬الشعب م النبي جند في الميدان األمر للتنفيذ العسكرل ينفذ بال‬
‫اعتراا ‪ ،‬هذا نبي يوحى إليه ‪.‬‬
‫ستْ قلوبُ ُكم ِّمن بَ ْع ِد ذلِكَ) يا هللا! يعني ما لبلت قليوبكم أن عيادت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خامسا ً ‪ :‬قلوب بني إسرائيل انت للحظات ‪ ..‬دقائص ‪ ..‬ساعات ( ث َّم ق َ‬
‫إلى طبيعتها وعادتها وهيئتها رجعيت القسياوة والعميي النفسيي رجي إليى قليوبكم مين جدييد ‪ ،‬ولكيي أعطييك صيورة مجسيدة لقسيوة‬
‫س َوةً) قلوب من اللحم تكون أشيد قسيوة‬ ‫ش ُّد قَ ْ‬‫القلب ما اكتفى بكلمة قست قلوبهم ‪ ،‬ا أعطاك إياه في ملل مجسد ( فَ ِه َي َكا ْل ِح َجا َر ِة أَ ْو أَ َ‬
‫ص فَيَ ْيي ُر ُج ِم ْنيهُ ا ْل َميياء) كيالحجر اللييي كنيتم منييه‬ ‫مين الحجيارة! الييدليل ( َوإِنَّ ِمينَ ا ْل ِح َجييا َر ِة لَ َميا يَتَفَ َّجي ُر ِم ْنيهُ األَ ْن َهيا ُر َوإِنَّ ِم ْن َهييا لَ َميا يَ َّ‬
‫شيقَّ ُ‬
‫(وإِنَّ ِم ْن َها لَ َما يَ ْهبِ ُ ِمينْ َخشْييَ ِة ه‬
‫هللاِ)‬ ‫تشربون منه يا بني إسرائيل ورأيتم كي تيرج المياه من حجارة من قلب الصير ييرج الماء َ‬
‫ثالا نماذج على الحجارة إما انفجار أنهار ‪ ..‬إميا خيروج ميياه ‪ ..‬إميا هبيوط مين خشيية هللا ‪ .‬أفيصييب قليوبكم مليل ميا كيان مين هيذه‬
‫الحجارةو الجواب‪ :‬ا ‪ ..‬إذن قلوبكم أقسى من الحجارة ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪24‬‬


‫(و َما ه‬
‫هللاُ بِ َغافِ ٍل َع َّما تَ ْع َملُونَ ) بتاء اليطاب وميا قيال ( َع َّميا يَ ْع َملُيونَ ) الماضيين ألن المقصيود ييا حاضيرين نيزول‬ ‫* ختم اآلية الكريمة َ‬
‫القرآن ويا شاهدين هذا النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬هللا تعالي ليس غافال عما تعملون ‪.‬‬

‫(و َما َربُّ َك بِ َغافِ ٍل َع َّما يَ ْع َملُونَ ) هذا النص تكرر في القرآن مرات كليرة لكن في البقرة وآل عمران ( َو َما ه‬
‫هللاُ بِ َغافِ ٍل َع َّما تَ ْع َملُونَ ) ‪:‬‬ ‫* َ‬
‫السيا كان دائما يجيء عن بني إسرائيل ‪ ،‬كذلك في البقرة وآل عمران (وما هللا) وفي بياقي الميواطن (وميا ربيك) ألنيه فيي القيرآن‬
‫هللاُ) يربيي المهابية فيي‬ ‫المكي كان يتنزل لمسح ألم النبي صلى هللا على النبي وسلم فكان (وما ربك) كلمة المواساة ‪ ،‬لكن هنيا ( َو َميا ه‬
‫قلوب بني إسرائيل وغيرهم ‪.‬‬

‫فجوُكم بِ ِه ِعن َد َربِّ ُك ْم أَفَالَ تَ ْع ِقلُو َن)‬ ‫َى بَ ْعض قَالُواْ أَتُ َح ِّدثُونَ ُهم بِ َما فَ تَ َح اللّهُ َعلَْي ُك ْم لِيُ َح ُّ‬ ‫آمنَّا َوإِذَا َخالَ بَ ْع ُ ِ‬
‫ض ُه ْم إل َ‬ ‫آمنُواْ قَالُواْ َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫آية (‪َ ( : )٧١‬وإِذَا لَ ُقواْ الذ َ‬
‫سييونَ (‪)٧٧‬‬ ‫ش ي ِدي ٍد إِ َذا ُه ي ْم فِي ي ِه ُم ْبلِ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫(حتَّييى إِ َذا فَت َْحنَييا َعلَ ي ْي ِهم بَابًييا َذا َع ي َذا ٍ‬ ‫َ‬ ‫* فييتح عليييك ت ي تي فييي اليييير والشيير لكيين ت ي تي ميين فييو‬
‫آجو ُكم بِ ِه ِعني َد َربِّ ُكي ْم‬ ‫ا (‪ )١٦‬األعرام) (قَالُو ْا أَت َُح ِّدثُونَ ُهم بِ َما فَت ََح ه‬
‫هللاُ َعلَ ْي ُك ْم لِيُ َح ُّ‬ ‫س َماء َواألَ ْر ِ‬
‫ت ِّمنَ ال َّ‬ ‫المؤمنون) (لَفَت َْحنَا َعلَ ْي ِهم بَ َر َكا ٍ‬
‫أَفَالَ تَ ْعقِلُونَ ) ‪.‬‬

‫َن اللّهَ يَ ْعلَ ُم َما يُ ِس ُّرو َن َوَما يُ ْعلِنُو َن)‬


‫آية (‪( : )٧٧‬أ ََوالَ يَ ْعلَ ُمو َن أ َّ‬
‫* ااستفهام في اآلية غايته التوبيخ ولوم القوم فإن المتسف ِهم ا ينتظر جواباً لسؤاله وإنما الغاية لوم الفاعل ‪.‬‬

‫اب إِالَّ أ ََمانِ َّي َوإِ ْن ُه ْم إِالَّ يَظُنُّو َن)‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ : )٧٨‬‬
‫(ومنْ ُه ْم أ ُِّميُّو َن الَ يَ ْعلَ ُمو َن الْكتَ َ‬
‫َ‬
‫* األمي هو من ا يعرم القراءة وا الكتابة لكن من أين أتى هذا اللفظو ومن أين اكتسب معناهو‬
‫أمي إسم منسوب والنسبة هي كل اسم انتهى بياء مشددة وهذا اجسم منسوب إلى األم أل الوالدة ألنه بقي على الحال التي‬ ‫إن كلمة ه‬
‫بقي عليها مدة حضانة أمه له فلم يكتسب علما ً جديداً لذلك قيل عنه أم هي ‪.‬‬

‫ت أَيْ ِدي ِه ْم َوَويْ ٌل لَّ ُه ْم ِّم َّما‬ ‫ْكتاب بِأَي ِدي ِهم ثُ َّم ي ُقولُو َن ه َذا ِمن ِع ِ‬
‫ند الل ِّه لِيَ ْشتَ ُرواْ بِ ِه ثَ َمناً قَلِيالً فَ َويْ ٌل لَّ ُهم ِّم َّما َكتَبَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ين يَكْتُبُو َن ال َ َ ْ ْ َ‬ ‫آية (‪( : )٧٩‬فَ َويْ ٌل لِّلَّذ َ‬
‫يك ِ‬
‫ْسبُو َن)‬ ‫َ‬
‫* ذكر كلمة (بِ ْي ِدي ِه ْم) م أن الكتابة تتم بالي هد لت كيد وقوع الكتابة من قِبَلهم وتبيان أنهم عامدون في ذليك كميا تقيول نظير بعينيه مي‬ ‫َ‬
‫أن النظر ا يكون إا بالعين فاّلل سبحانه وتعيالى يرييد هنيا أن يبيين لنيا ميدى تعميد هيؤاء لتثيم فهيم ا يكتفيون بي ن يقوليوا لغييرهم‬
‫إكتبوا ولكن اهتمامهم بتزيي كالم هللا سبحانه وتزويره يقومون بذلك ب يديهم ليت كدوا ب ن األمر قد تم كما يريدون تماماً ‪ ،‬فليسيت‬
‫المس لة نزوة عابرة ولكنها م سبص اجصرار والترصد ‪ ،‬وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنيا قلييالً هيو الميال أو ميا يسيمى بالسيلطة‬
‫الزمنية فيحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان ‪.‬‬

‫ود ًة قُ ْل أَتَّ َخ ْذتُ ْم ِعن َد الل ِّه َع ْهداً فَلَن يُ ْخلِ َ‬


‫ف اللّهُ َع ْه َدهُ أ َْم تَ ُقولُو َن َعلَى الل ِّه َما الَ تَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫َّار إِالَّ أَيَّاماً َّم ْع ُد َ‬
‫سنَا الن ُ‬ ‫آية (‪َ : )٨٣‬‬
‫(وقَالُواْ لَن تَ َم َّ‬
‫* الفر بين دالة الجم في معدودة ومعدودات ‪:‬‬
‫القاعدة ‪ :‬جم غير العاقيل إن كيان بياجفراد يكيون أكلير مين حيي العيدد مين الجمي السيالم ك نهيار جاريية وأنهيار جارييات وأشيجار‬
‫ملمرة أكلر من ملمرات وجبال شاهقة أكلر من حي العدد من شاهقات ‪ ،‬وجمي السيالم قلية ‪ ،‬فهيذه مين المواضي التيي يكيون فيهيا‬
‫المفرد أكلر من الجم ‪.‬‬
‫معدودات جم قلهة وهي تفيد القلة (أقل من ‪ )٤٤‬أما معدودة فهي تدل على أكلر من ‪ ،٤٤‬في سيورة البقيرة اختييار كلمية (معيدودة)‬ ‫ه‬
‫سينَا النَّيا ُر إِاَّ أَيَّامياً َّم ْعيدُودَا ٍ‬
‫ت‬ ‫في هذه اآلية ألن الذنوب التي ُذكرت فيهيا أكلير ‪ ،‬بينميا فيي سيورة آل عميران ( َذلِي َك بِي َنَّ ُه ْم قَيالُو ْا لَين تَ َم َّ‬
‫َو َغ َّر ُه ْم فِي ِدينِ ِهم َّما َكانُو ْا يَ ْفتَرُونَ (‪ ))٢١‬ألن الذنوب التي ُذكرت في هذه اآلية أق هل ‪ ،‬وقد قال تعالى في سورة يوس علييه السيالم‬
‫س َد َرا ِه َم َم ْعدُو َد ٍة َو َكانُوا فِي ِه ِمنَ ال َّزا ِه ِدينَ (‪ ))٢١‬أل أكلر من ‪ ٤٤‬درهماً ‪ ،‬ولو قال معدودات لكانت أقل‪.‬‬ ‫ش َر ْوهُ بِلَ َم ٍن بَ ْي ٍ‬
‫( َو َ‬

‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن)‬


‫َص َح ُ‬ ‫ت بِ ِه َخ ِطي ئَتُهُ فَأ ُْولَئِ َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َحاطَ ْ‬
‫ب َسيِّئَةً َوأ َ‬
‫سَ‬‫آية (‪( : )٨١‬بَلَى َمن َك َ‬
‫سيِّئَةً) بينما اسيتعمل العميل مي السيوء فيي قوليه تعيالى ( َمين َع ِمي َل ِمين ُك ْم ُ‬
‫سيو ًءا بِ َج َهالَي ٍة‬ ‫س َب َ‬ ‫* هنا استعمل كسب م السيئة ( َمن َك َ‬
‫(‪ )٥١‬األنعام) ما الفر بين كسب وعمل والفر بين السيئة والسوءو‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪25‬‬


‫لم يرد في القرآن من كسب سوءاً ‪ ،‬لكن كسب سيئة وعمل سوءاً ‪ ،‬لو وضعناها في سياقها يتضح األمر‪ :‬في اآلية في البقرة (فَ َو ْي ٌل‬
‫سبُونَ‬ ‫شتَ ُرو ْا بِ ِه ثَ َمنا ً قَلِيالً فَ َو ْي ٌل لَّ ُهم ِّم َّما َكتَبَتْ أَ ْي ِدي ِه ْم َو َو ْي ٌل لَّ ُه ْم ِّم َّما يَ ْك ِ‬ ‫َاب بِ َ ْي ِدي ِه ْم ثُ َّم يَقُولُونَ هَـ َذا ِمنْ ِعن ِد ه ِ‬
‫هللا لِيَ ْ‬ ‫لِّلَّ ِذينَ يَ ْكتُبُونَ ا ْل ِكت َ‬
‫سبُونَ ) إذن صارت السيئة هنا‬ ‫سيِّئَةً) ( َو َو ْي ٌل لَّ ُه ْم ِّم َّما يَ ْك ِ‬
‫س َب َ‬ ‫(‪ ))٧١‬اشتروا به ثمنا ً قليالً ‪ ،‬صار كسباً إذن كسبوا ‪ ،‬قال (بَلَى َمن َك َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫الر ْح َمة أنهُ َمن َع ِم َل‬ ‫َ‬ ‫س ِه َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سال ٌم َعل ْيك ْم كت ََب َربُّك ْم َعلى نف ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(وإِ َذا َجاءكَ الَّ ِذينَ يُؤْ ِمنُونَ بِآيَاتِنَا فق ْل َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كسبا ً ‪ ،‬بينما اآلية األخرى في األنعام َ‬
‫صلَ َح فَ نَّهُ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم (‪ ))٥١‬هذا مؤمن عمل سوءاً بجهالة ثم تاب إذن لن تبقى سيئة لم‬ ‫َ‬ ‫َاب ِمن بَ ْع ِد ِه َوأَ ْ‬
‫سو ًءا بِ َج َهالَ ٍة ثُ َّم ت َ‬ ‫ِمن ُك ْم ُ‬
‫يكسب سيئة ‪ ،‬هناك كسب وهنا لم يكسب ‪.‬‬

‫* الكسب غالبا ً يكون حسنا ً فهل الكسب ي تي م السوء أم أن هذا أسلوب توبيخو‬
‫كسب سيئة‪ ،‬جعله ك نه كسب لكن كسب يُدخله موارد التهلكة ‪ ،‬هو أصل الكسب في اللغة الحصول على شيء لكن قد يكون من‬
‫مصدر حالل أو حرام كسب حالل وكسب حرام ‪ ،‬هو في الحالين كسب ‪.‬‬

‫سوار اليذل يحيي بالمعصيم ا يبقيي‬‫* كي تحي اليطايا واجثم باجنسانو اليطيئة إسم لما يقترفه اجنسان من آثام جرائم ‪ ،‬ت مل ال ِ‬
‫منفذاً من اليد خاليا ً دون إحاطة وهذه صورة اليطايا واآلثام عنيدما تكلير فهيي تلتي حيول الجسيم واليروح وا تيدع لتنسيان مجيااً‬
‫لحرية للهروب من اليط كذلك الفاسص لو أبصر في أل اتجاه لما رأى إا المنكر الذل ألِفَه واعتاده ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ساكِي ِن َوقُولُواْ لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫آية (‪َ ( : )٨٣‬وإ ْذ أَ َخ ْذنَا ميثَا َق بَني إ ْس َرائ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالَةَ‬
‫يمواْ َّ‬
‫َّاس ُح ْسناً َوأَق ُ‬ ‫ساناً َوذي الْ ُق ْربَى َوالْيَتَ َامى َوال َْم َ‬ ‫يل الَ تَ ْعبُ ُدو َن إالَّ اللّهَ َوبال َْوال َديْ ِن إ ْح َ‬
‫ضو َن)‬ ‫الزَكاةَ ثُ َّم تَ َولَّيْتُ ْم إِالَّ قَلِيالً ِّمن ُك ْم َوأَنتُم ِّم ْع ِر ُ‬
‫َوآتُواْ َّ‬
‫* الفر بين ( َو ِذل ا ْلقُ ْربَى) فى سورة البقرة و ( َوبِ ِذل ا ْلقُ ْربَى) فى سورة النساء‪ :‬عندنا آيتين آية اليهود في سورة البقرة ا يوجيد‬
‫سيانًا َوبِي ِذل ا ْلقُ ْربَيى ‪ ﴾٣٦‬النسياء) رب العيالمين يعليم‬ ‫ش ْيئًا َوبِا ْل َوالِ َد ْي ِن إِ ْح َ‬
‫ش ِر ُكوا بِ ِه َ‬ ‫هللاَ َو َا تُ ْ‬‫باء واآلية األخرى للمسلمين ( َوا ْعبُدُوا َّ‬
‫أنه ما من أمة عليى وجيه األرا سيوم تصيل إليى ميا وصيل إلييه المسيلمون مين هيذا اليرحم وهيؤاء القربيى والواليدين والتماسيك‬
‫األسرل والكل يشهد بذلك في حين األمم كلها ا تُعنى بهذا فجاء بالباء للتوكيد ‪.‬‬

‫* الفر بين الوالدين واألبوين ‪:‬‬


‫فييي القييرآن خ ي لييم يتيل ي وا مييرة واحييدة إذا ذكيير الوصييية بهمييا أو البيير بهمييا أو الييدعاء لهمييا يقييول الوالييدين وا يقييول األبييوين‬
‫ُس‬
‫سيد ُ‬ ‫ل (‪ )٢٨‬نيوح) ‪ ،‬أميا األبيوين فقيد تي تي فيي المييراا ( َو ِألَبَ َو ْيي ِه لِ ُكي ِّل َو ِ‬
‫احي ٍد ِم ْن ُه َميا ال ُّ‬ ‫سانًا) ( َر ِّب ا ْغفِ ْر لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫( َوبِا ْل َوالِ َد ْي ِن إِ ْح َ‬
‫(‪ )٤٤‬النساء) ‪.‬‬
‫ا شك أن األبوين هو (ملنى األب واألم) لكن تغليب األب ‪ ،‬والوالدين الوالد والوالدة وأيضيا ً تغلييب لفيظ الواليد واليوادة لي م بالفعيل‬
‫ول ب للنسب ‪ ،‬إذن لما يقول الوالدين تيذكير بيالوادة (يعنيي األم) يعنيي فيهيا إلمياح إليى إحسيان الصيحبة إليى األم واجحسيان إليهيا‬
‫واجهتمام أكلر من األب وهذا يتطابص م حدي النبي صلى هللا عليه وسلم ألن الوادة منها ‪ ،‬إذن كل القرآن فييه إلمياح إليى أن األم‬
‫أولى بحسن الصحبة ‪.‬‬

‫س ُكم ِّمن ِديَا ِرُك ْم ثُ َّم أَق َْر ْرتُ ْم َوأَنتُ ْم تَ ْش َه ُدو َن)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ َ : )٨٤‬‬
‫(وإ ْذ أَ َخ ْذنَا ميثَاقَ ُك ْم الَ تَ ْسف ُكو َن د َماء ُك ْم َوالَ تُ ْخ ِر ُجو َن أَن ُف َ‬
‫س ُكم) هذه (ا) نافية للجنس وليست ناهية ‪ -‬لم تجزم ‪ -‬لكن بمعنى النهي يسمونه خروج‬ ‫سفِ ُكونَ ِد َماء ُك ْم َواَ ت ُْي ِر ُجونَ أَنفُ َ‬ ‫* (ا َ ت َ ْ‬
‫ضعْنَ أ ْواَ َدهُنَّ (‪ )٢٣٣‬البقرة) معناها ليرضعن ‪( ،‬ا جدال في الحج) هي نافية‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اليبر إلى النهي يراد به معنى األمر ( َوال َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫قطعا ً ويراد بها النهي ‪.‬‬

‫من بني إسرائيل هم‬ ‫* هذه اآلية تياطب بني إسرائيل الذين مضوا وم ذلك جاءت بصيغة المياطب لتبين للمؤمنين أن اليل‬
‫بمنزلة أسالفهم ف فعالهم واحدة وتصرفاتهم موروثة ‪.‬‬

‫نص ُرو َن)‬


‫اب َوالَ ُه ْم يُ َ‬ ‫ْحيَا َة الدُّنْ يَا بِاآل َِخ َرةِ فَالَ يُ َخ َّف ُ‬
‫ف َع ْن ُه ُم ال َْع َذ ُ‬ ‫ين ا ْشتَ َرُواْ ال َ‬
‫آية (‪( : )٨١‬أُولَ ئِ َ َّ ِ‬
‫ك الذ َ‬
‫* الفر بين استيدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران ‪:‬‬
‫صرُونَ (‪ ))٨٦‬وقال في‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫شت ََر ُو ْا ا ْل َح َياةَ ال ُّد ْنيَا ِباآلَ ِخ َر ِة فَالَ يُ َيفَّ ُ َع ْن ُه ُم ا ْل َع َذ ُ‬
‫اب َواَ ُه ْم ُ َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئِ َك الَّ ِذينَ ا ْ‬
‫َّ‬
‫(خالِ ِدينَ فِي َها اَ يُ َيف ُ‬
‫اب َواَ ُه ْم يُنظرُونَ (‪ ))٤٦٢‬وفي سورة آل عمران َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(خالِ ِدينَ فِي َها اَ يُ َيفَّ ُ َعن ُه ُم ال َعذ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سورة البقرة أيضا ً َ‬
‫اب َواَ ُه ْم يُنظَرُونَ (‪. ))٨٨‬‬ ‫َع ْن ُه ُم ا ْل َع َذ ُ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪26‬‬


‫لو نظرنا في سيا اآليات في سورة البقرة التي سبقت آية ‪ ٨٦‬لوجدنا اآليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا‬
‫ناسب أن تيتم اآلية ‪ ٨٦‬بكلمة (ينصرون) أما في اآلية اللانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اآليتين وردت نفس‬
‫اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة هللا واجبعاد والمطرود كي تنظر إليهو كلمة يُنظرون تحتمل معنيين ا يُمهلون في الوقت‬
‫وا يُنظر إليهم نظر رحمة فاستوجب ذكر (يُنظرون) ‪.‬‬

‫ول بِ َما الَ تَ ْه َوى‬ ‫الرس ِل وآتَ ْي نَا ِعيسى ابْن مريم الْب يِّ نَ ِ‬
‫ات َوأَيَّ ْدنَاهُ بُِر ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س أَفَ ُكلَّ َما َجاء ُك ْم َر ُس ٌ‬
‫وح الْ ُق ُد ِ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ‬ ‫اب َوقَ َّف ْي نَا من بَ ْعده ب ُّ ُ َ‬
‫وسى الْكتَ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٨٧‬ولََق ْد آتَ ْي نَا ُم َ‬
‫استَكْبَ ْرتُ ْم فَ َف ِريقاً َك َّذبْ تُ ْم َوفَ ِريقاً تَ ْقتُ لُو َن)‬
‫س ُك ُم ْ‬
‫أَن ُف ُ‬
‫قويناه وشددنا أ ره وعضده واليد تطلص عادة على القدرة والمنعة ألنها آلة القوة والدفاع‬
‫* الفعل أيدناه م خوذ من اليد وأ هيدناه أل ه‬
‫عن النفس ومن اآلخرين من ااعتداء ‪.‬‬

‫س) ألم يكن باقي الرسل واألنبياء مؤيدين بروح القدسو‬ ‫ت َوأَيَّ ْدنَاهُ بِ ُر ِ‬
‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ا ْلبَيِّنَا ِ‬
‫(وآتَ ْينَا ِعي َ‬
‫* قال تبارك وتعالى َ‬
‫واليروح القيدس هيو جبرييل علييه‬
‫ُ‬ ‫لقد ذكر هنا ت ييد عيسى بروح القدس ألن الروح ستشيي فيي كيل أمير ليه مييالداً ومعجيزةً وموتيا ً‬
‫السالم لم يكن يفارقه أبداً ‪ ،‬لقد جاء عيسى عليه السيالم عليى غيير مي لوم النياس وطبيعية البشير مميا جعليه معرضياً دائمياً للهجيوم‬
‫ولذلك ابد أن يكون الوحي في صحبته ا يفارقه ليجعل من مهابته على القوم ما يرد الناس عنه ‪.‬‬

‫ص الَّي ِذينَ اتَّقَ ْيوا َربَّ ُهي ْم‬ ‫* كذبتم فعل ماضي وتقتلون فعل مضارع من األفعال تعبهر أحيانا ً عن األحداا المستقبلية ب فعال ماضية ( َو ِ‬
‫سي َ‬
‫إِلَى ا ْل َجنَّ ِة ُ َمراً َحتَّى إِ َذا َجاالُوهَا َوفُتِ َحتْ أَ ْب َوابُ َها ‪ )٧٣( ..‬الزمر) واألحداا الماضية ب فعيال مضيارعة حكايية الحيال تُعبهير عين حيدا‬
‫ماضي بفعل مضارع ك نما نريد أن نستحضر الحدا أمامنا ملل اآلية (‪ )٨٧‬هنا ‪.‬‬

‫ْف بَ ْل ل ََعنَ ُه ُم اللَّهُ بِ ُك ْف ِرِه ْم فَ َقلِ ًيال َما يُ ْؤِمنُو َن)‬ ‫آية (‪َ : )٨٨‬‬
‫(وقَالُوا قُلُوبُنَا غُل ٌ‬
‫* هللا سبحانه وتعالى ييذكر لنيا كيي بيرر بنيو إسيرائيل عيدم إيميانهم وقيتلهم األنبيياء وكيل ميا حيدا مينهم فقيد قيالوا (قُلُوبُنَيا ُغ ْلي ٌ )‬
‫والغل م خوذ من الغالم والتغلي ‪ ،‬وهناك غ ْل بسكون الالم وغلُ بضم الالم ‪ ،‬ملل كتاب وكتب فهي تحتمل غلُ أل فيها مين‬
‫العلم ما يكفيها ويزيد فك نهم يقولون إننا لسنا في حاجة إلى كالم الرسل ‪ ،‬أو ُغ ْلي ٌ أل مغلفية ومطبيوع عليهيا أل أن هللا طبي عليى‬
‫قلوبهم وختم عليها حتى ا ينفذ إليها شعاع من الهداية وا ييرج منها شعاع من الكفر ‪.‬‬

‫هللاُ بِ ُك ْف ِر ِه ْم فَقَلِيالً َّما يُؤْ ِمنُونَ ) لفظ " بل " يؤكد لنا أن كالمهم غير صحيح ‪ ،‬فإذا كان هللا سبحانه وتعالى قد طبي عليى‬
‫* (بَل لَّ َعنَ ُه ُم َّ‬
‫قلوبكم ألم تس لوا أنفسكم لماذاو فيالحص تبيارك وتعيالى ييرد علييهم فهيم لييس عنيدهم كفايية مين العليم بحيي ا يحتياجون إليى مينهج‬
‫الرسل ولكنهم ملعونون ومطرودون من رحمة هللا فال تنفذ إشعاعات النور وا الهداية إلى قليوبهم ولكين ذليك لييس ألن خيتم عليهيا‬
‫بال سبب ولكنه جزاء على أنهم جاءهم النور والهدى فصدوه بالكفر أواً ‪ ،‬وليذلك فيإنهم أصيبحوا مطيرودين مين رحمية هللا ألن مين‬
‫يصد اجيمان بالكفر يطرد من رحمة هللا ‪ ،‬وا ينفذ إلى قلبه شعاع من أشعة اجيمان ‪.‬‬

‫اءهم َّما َع َرفُواْ َك َف ُرواْ بِ ِه فَلَ ْعنَةُ اللَّه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك َف ُرواْ فَ لَ َّما َج ُ‬‫ص ِّد ٌق لِّ َما َم َع ُه ْم َوَكانُواْ من قَ ْب ُل يَ ْستَ ْفت ُحو َن َعلَى الذ َ‬
‫اب ِّم ْن عند اللّه ُم َ‬‫اءه ْم كتَ ٌ‬ ‫آية (‪َ ( : )٨٩‬ول ََّما َج ُ‬
‫ِ‬
‫َعلَى الْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‬
‫ص ِّدقًا لِ َميا َم َع ُهي ْم (‪َ ( ))١٤‬ولَ َّميا َجيا َء ُه ْم‬ ‫ص ُم َ‬ ‫ص ِّد ٌ لِ َما َم َع ُه ْم (‪َ ) ()٨١‬ويَ ْكفُرُونَ بِ َما َو َرا َءهُ َو ُه َو ا ْل َح ُّ‬ ‫َاب ِمنْ ِع ْن ِد َّ‬
‫هللاِ ُم َ‬ ‫* ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم ِكت ٌ‬
‫ص ِّد ٌ لِ َما َم َع ُه ْم (‪ ))٤١٤‬متى ترف كلمة مصد ومتى تنصب ولماذاو‬ ‫سو ٌل ِمنْ ِع ْن ِد َّ‬
‫هللاِ ُم َ‬ ‫َر ُ‬
‫الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارم أحوال ‪ ،‬لميا نقيول رأييت رجيالً ييركض جملية ييركض صيفة لرجيل ألن رجيل نكيرة‬ ‫قاعدة ‪ُ :‬‬
‫والنكرة تحتاج إلى وص حتى تتبين لكن لو قلنا رأيت الرجل يركض ستكون لبيان حاله ألنها معرفة ‪.‬‬
‫ص ِّد ٌ لِ َما َم َع ُه ْم (‪( )٨١‬كتاب) نكرة قال بعدها (مصد ٌ لما معهيم)‬ ‫َاب ِمنْ ِع ْن ِد َّ‬
‫هللاِ ُم َ‬ ‫اآلية األولى لما قال هللا عز وجل ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم ِكت ٌ‬
‫فجاء به وصفا ً لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة (مصد ٌ) مرفوعة ‪.‬‬
‫ص ِّدقًا لِ َما َم َع ُه ْم (‪( ،))١٤‬وهيو الحيص) معرفية يعنيي هيو الحيص ا‬ ‫ص ُم َ‬‫(ويَ ْكفُرُونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ا ْل َح ُّ‬ ‫اآلية األخرى في السورة نفسها َ‬
‫تصديص لما معكم ك ن الذل معهيم التيوراة هيم‬ ‫ٍ‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫يعني‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مصدق‬ ‫فقال‬ ‫بالحال‬ ‫فجاء‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫ريب فيه ك ن الحص مجسما ً بهذا‬
‫متلبسون به ‪ ،‬إذن هذا القرآن يصد األوصام لهذا الرسول أو مصد لما معكم من التشيريعات التيي ليم تُنسيخ أو التيي ليم تُحي هرم‬
‫فهو في بيان حال ‪.‬‬
‫ص ِّد ٌ لِ َما َم َع ُه ْم (‪ )٤١٤‬البقرة) (رسيول) نكيرة فقيال (مصيد ٌ) تكلفيوا أن يظهيروا‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫سو ٌل ِمنْ ِعن ِد هللاِ ُم َ‬ ‫(ولَ َّما َجا َء ُه ْم َر ُ‬‫واآلية األخرى َ‬
‫ص لما عندهم ‪.‬‬ ‫بهذا المظهر ك نهم ا يعلمون أن هذا هو تصدي ٌ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪27‬‬


‫اء اللَّ ِه ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِّدقًا ل َما َم َع ُه ْم قُ ْل فَل َم تَ ْقتُ لُو َن أَنْبيَ َ‬
‫ْح ُّق ُم َ‬
‫اءهُ َو ُه َو ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ل َُه ْم آَمنُوا ب َما أَنْ َز َل اللَّهُ قَالُوا نُ ْؤم ُن ب َما أُنْ ِز َل َعلَْي نَا َويَ ْك ُف ُرو َن ب َما َوَر َ‬
‫آية (‪ِ ِ : )٩١‬‬
‫(وإ َذا ق َ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫قَ ْب ُل إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤمن َ‬
‫ين)‬
‫* ما دالة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون) م أن هذا األمر قد مضى و‬
‫هذا يُس همى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدا ماضيا ً وكان مهما ً فإن العرب ت تي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدا وك نه شاخص‬
‫و ُمشاهد أمامك ‪ ،‬والمضارع يدل على الحال وااستقبال واجنسان يتفاعل عيادة مي الحيدا اليذل يشياهده أكلير مين الحيدا اليذل ليم‬
‫يره أو الذل وق منذ من بعيد ‪ ،‬وفي اآلية عبهر هللا تعالى عن قتل اليهود ألنبيائيه بالمضيارع لتبقيى مستحضيراً لهيذا الفعيل الشيني‬
‫الذل ارتكبوه ‪.‬‬

‫ص ْي نَا َوأُ ْش ِربُواْ فِي قُلُوبِ ِه ُم ال ِْع ْج َل بِ ُك ْف ِرِه ْم قُ ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ُخ ُذواْ َما آتَ ْي نَا ُكم بِ ُق َّوة َو ْ‬
‫اس َم ُعواْ قَالُواْ َسم ْعنَا َو َع َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٩٣‬وإِ ْذ أَ َخ ْذنَا ميثَاقَ ُك ْم َوَرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم الطُّ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين)‬‫يمانُ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم ُّم ْؤمن َ‬‫س َما يَأ ُْم ُرُك ْم به إِ َ‬
‫ب ْئ َ‬
‫* الحص تبارك وتعالى يريد أن يصور لنا ماديتهم فالحب أمر معنول ‪ ،‬وكان التعبير يقتضي أن يقيال وأشيربوا حيب العجيل ولكين هللا‬
‫يريد أن يعطينا الصورة الواضحة الكاملة في أنهم أشربوا العجل ذاته أل دخل العجل إلى قلوبهم والصورة تعرب عن تغلغل الماديية‬
‫في قلوب بني إسرائيل حتى ك ن العجل دخل في قلوبهم وتغلغل كما يدخل الماء في الجسم ‪.‬‬

‫* اجشراب هو أن تسقي غيرك وتجعله يشرب ‪ ،‬فكي أُشربوا العجلو‬


‫إن الشرب هو جريان الماء في عرو اجنسان وقيد عبهير هللا تعيالى عين شيدة شيغ اليهيود بالعجيل وحيبهم ليه وعيدم قيدرتهم عليى‬
‫إخراج هذا الحب الذل خالطهم أشبه ما يكون بشيرب المياء اليذل ا غنيى ألحيد عنيه ألن المياء أسيرى فيي األجسيام مين غييره وهيو‬
‫يسرل في عرو اجنسان فيصبح جزءاً من جسم اجنسان وكذلك ُحب بني إسرائيل للعجل خال لحيومهم ودمياءهم حتيى غيدا جيزءاً‬
‫منهم ‪.‬‬

‫* (بِ ُك ْف ِر ِه ْم) ك ن الكفر هو الذل أسقاهم العجل ‪ ،‬وبكفرهم دخل العجل إلى قلوبهم وختم عليها ‪.‬‬

‫س َما يَ ْ ُم ُر ُك ْم بِ ِه إِي َمانُ ُك ْم إِنْ ُك ْنتُ ْم ُّمؤْ ِمنِينَ ) قل هل إيمانكم ي مركم بهذاو هذا أسلوب استنكار وتهكم من القرآن الكريم عليهم ‪.‬‬
‫* (قُ ْل بِ ْئ َ‬

‫ت أَي ِدي ِهم واللّه َعلِ ِ ِ‬


‫يم بالظَّال َ‬
‫مين)‬ ‫َّم ْ ْ ْ َ ُ ٌ‬ ‫آية (‪َ ( : )٩٥‬ولَن يَتَ َمن َّْوهُ أَبَ ًدا بِ َما قَد َ‬
‫* تُع هد هذه اآلية بما فيها من تحد سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دائل النبوة ‪ ،‬أا تيرى أنهيا نفيت صيدور تمنيي الميوت‬
‫م حرصهم على أن يظهروا تكذيب النبي صلى هللا علييه وسيلم فكيان تمنييهم الميوت فييه تكيذيب لهيذه اآليية ومين ثيم تكيذيب للنبيي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وم ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى الموت ‪.‬‬

‫خيص الييد باليذنب دون غيرهيا مي‬


‫ه‬ ‫* عبهر هللا تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله (بِ َما قَ َّد َمتْ أَ ْيي ِدي ِه ْم) فلِي َم‬
‫أنهم أساءوا لعيسى عليه السالم بلسانهم وكذبهم عليهو إذا رجعت إلى فظائعهم وجيدت أفظعهيا بالييد في كلر ميا صينعوه هيو تحريي‬
‫التوراة ووسيلته اليد وأفظ ما اقترفوه قتل األنبياء وآلته اليد ‪.‬‬

‫اب أَ ْن ي ع َّمر واللَّهُ ب ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬


‫ص ٌير‬ ‫ْف َسنَة َوَما ُه َو بِ ُم َز ْح ِزحه م َن ال َْع َذ ِ ُ َ َ َ َ‬
‫َح ُد ُه ْم ل َْو يُ َع َّم ُر أَل َ‬
‫ين أَ ْش َرُكوا يَ َو ُّد أ َ‬ ‫ص الن ِ‬
‫َّاس َعلَى َحيَاة َوم َن الذ َ‬ ‫(ولَتَ ِج َدنَّ ُه ْم أ ْ‬
‫َح َر َ‬ ‫آية (‪َ : )٩١‬‬
‫بِ َما يَ ْع َملُو َن)‬
‫أخص من الفعل فكل عمل فعل وليس كل فعل عمل ‪ ،‬والعمل فيه إمتداد من‬ ‫ه‬ ‫صي ٌر بِ َما يَ ْع َملُونَ ) وليس يفعلون فالعمل‬ ‫* ( َو َّ‬
‫هللاُ بَ ِ‬
‫ل حياة ‪ ،‬ألن العمل فيه مدة ‪ ،‬معاني اآليات التي فيها من يقول يعلمون وما ليس فيه‬ ‫س َعلَى َحيَا ٍة) أ ه‬‫ا النَّا ِ‬ ‫َ‬
‫( َولَت َِج َدنَّ ُه ْم أ ْح َر َ‬
‫إمتداد من وهو مفاجئ يقول يفعلون وهللا أعلم ‪.‬‬

‫* جاءت كلمة حياة نكرة وهذه إشارة إلى أنهم يريدون أل حياة وإن كانت ذليلة أو ُمهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة ‪،‬‬
‫لذا هم ا يتمنون الموت كما تحدهاهم به القرآن ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪28‬‬


‫سنَ ٍة) ذكرت األل ألنها هي نهاية ما كان العرب يعرفونه من الحساب ‪ ،‬ولذلك فإن الرجل الذل أسر أخت كسرى‬ ‫* (لَ ْو يُ َع َّم ُر أَ ْل َ َ‬
‫في الحرب فقالت كم ت خذ وتتركنيو قال أل درهم ‪ ،‬قالوا له لو طلبت أكلر من أل لكانوا أعطوك ‪ ،‬قال وهللا لو عرفت شيئا فو‬
‫األل لقلته ‪ ،‬ولذلك كانوا يقولون أل أل ولم يقولوا مليونا ً ‪.‬‬

‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )٩٧‬قُل من َكا َن َع ُد ًّوا لِّ ِجب ِريل فَِإنَّهُ نَ َّزلَهُ َعلَى قَلْبِ َ ِ ِ‬
‫ين)‬ ‫ك بِِإ ْذن اللّه ُم َ‬
‫صدِّقاً لِّ َما بَ ْي َن يَ َديْه َو ُه ًدى َوبُ ْش َرى لل ُْم ْؤمن َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫سل من هللا تعالى بالوحي لرسله وهو مر هكب من كلمتين‪ :‬كلمة ِ‬
‫(جبر)‬ ‫* ما معنى اسم جبريلو (جبريل) إسم عبراني للملك المر َ‬
‫وكلمة (إيل) ف ما كلمة ِجبر فمعناها عبد أو القوة وكلمة إيل تعني إسما ً من أسماء هللا في العبرانية‪ .‬وقد ورد إسم جبريل في القرآن‬
‫وجبرائيل‬
‫في عدة صور منها‪ِ :‬جبريل وبها قرأ الجمهور ومنها َجبريل وبها قرأ ابن كلير ومنها جبرائيل وبها قرأ حمزة والكسائي َ‬
‫وبها قرأ أبو بكر عن عاصم‪.‬‬

‫ِ‬ ‫يل َوِمي َك َ‬


‫ال فَِإ َّن اللّهَ َع ُد ٌّو لِّلْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫آية (‪َ : )٩٨‬‬
‫(من َكا َن َع ُد ًّوا للّه َوَمآلئ َكته َوُر ُسله َوج ْب ِر َ‬
‫* دالة ذكر المالئكة ثم ذكر جبريل وميكال في اآلية ‪:‬‬
‫هذا يسمى من باب عط الياا على العام ألهمية المذكور وأن له ميزة خاصة ليست كالعموم ‪ ،‬جبريل وميكال من رالوساء‬
‫سطَى) ‪.‬‬
‫صالَ ِة ا ْل ُو ْ‬ ‫(حافِظُو ْا َعلَى ال َّ‬
‫صلَ َوا ِ‬
‫ت وال َّ‬ ‫المالئكة وليسا كعموم المالئكة لكنهما منهم فذكرهما ألهميتهما وهذا كلير في القرآن َ‬

‫* دالة ختام اآلية (فَإِنَّ ه‬


‫هللاَ َعد ٌُّو لِّ ْل َكافِ ِرينَ ) هي إجابة عامة وليست للشرط فق فال يكون الجواب منحصراً بالشيص المذكور فلم‬
‫يقل عدو لهم ‪ ،‬ولكن ت تي للعموم ف فاد أن هؤاء كافرون واآلية تشمل كل الكافرين ‪ ،‬وهؤاء دخلوا في مرة الكافرين وا تيتص‬
‫عداوة هللا تعالى لهؤاء وإنما لعموم الكافرين ف فاد أمرين أن هؤاء كافرين وأن عداوة هللا ا تنحصر بهم ولكن بكل كافر‪ ،‬وهي‬
‫أشمل ‪.‬‬

‫ك آَيات ب يِّ نَات وما ي ْك ُفر بِها إَِّال الْ َف ِ‬


‫اس ُقو َن)‬ ‫ََ َ ُ َ‬ ‫(ولَ َق ْد أَنْ َزلْنَا إِل َْي َ َ َ‬ ‫آية (‪َ : )٩٩‬‬
‫ت) ‪:‬‬ ‫ص ِّدقًا لِ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه) وهنا قال ( َولَقَ ْد أَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ آَيَا ٍ‬
‫ت بَيِّنَا ٍ‬ ‫* في اآلية (‪ )١٧‬قال تعالى (فَإِنَّهُ نَ َّزلَهُ َعلَى َق ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ‬
‫هللاِ ُم َ‬
‫اآلية األولى (قُ ْل َمنْ َكانَ َع ُد هًوا لِ ِج ْب ِري َل) اليهود ك نهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فك نه يقول لهم‪ :‬جبريل لم يصن‬
‫شيئا ً من عند نفسه وإنما ن هزل هذا القرآن على قلب محمد صلى هللا عليه وسلم ب مر من هللا تعالى (فَإِنَّهُ نَ َّزلَهُ َعلَى قَ ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ‬
‫هللاِ)‬
‫درجه في العلم ‪ ،‬فن هزله على قلبك هو هذا التدرج الذل نزل‬ ‫ن هزله هنا على و ن ف هعل ت تي للتكلير والتدريج فعندما تقول علهمه معناه ه‬
‫به‪.‬‬
‫ت) ذكر جبريل نعم لكن في حال نزول القرآن لكن لم تشر إلى جبريل وإنما أشارت إلى‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ ٍ َ ٍ‬‫ِّ‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫ي‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ي‬
‫ْكَ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬‫و‬‫َ‬ ‫(‬ ‫األخرى‬ ‫اآلية‬ ‫في‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ولق ْد أن َزلنا إِليْكَ‬ ‫َ‬ ‫المصدر األول وهو هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬لكن لما ذكر السيا هللا سبحانه وتعالى (فإن هللا عدو للكافرين) قال َ‬
‫ت) البارل عز وجل يتحدا عن نفسه فهذا اجنزال بمعنى اجيصال أنه أوصلنا إليك هذه اآليات لتبلهغها للناس ‪.‬‬ ‫آَيَا ٍ‬
‫ت بَيِّنَا ٍ‬

‫اه ُدواْ َع ْهداً نَّبَ َذهُ فَ ِري ٌق ِّمنْ ُهم بَ ْل أَ ْكثَ ُرُه ْم الَ يُ ْؤِمنُو َن)‬
‫آية (‪( : )١٣٣‬أ ََوُكلَّ َما َع َ‬
‫* عبهر هللا تعالى عن نقض اليهود للعهد والميلا بالنبذ والنبذ هو الطرح واجلقاء فما عالقة الطرح بنقض الميلا و لقد جعل هللا‬
‫تعالى العهد والميلا الذل أق هر به اليهود كتابا ً أحكموا قبضته بيدهم حتى ا يق ولكنهم سرعان ما تيلوا عن عهدهم وألقوا هذا‬
‫الكتاب وطرحوه أرضا ً إشارة إلى نقضهم للميلا ‪.‬‬

‫اب الل ِّه َوَراء ظُ ُهوِرِه ْم َكأَنَّ ُه ْم الَ يَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫ول ِّمن ِع ِ‬
‫ند الل ِّه مص ِّد ٌق لِّما معهم نَب َذ فَ ِري ٌق ِّمن الَّ ِذين أُوتُواْ الْكِت ِ‬
‫اب كتَ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اءه ْم َر ُس ٌ ْ‬ ‫آية (‪َ : )١٣١‬‬
‫(ول ََّما َج ُ‬
‫* القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح‪ ،‬في اآلية هنا هذا ذم ‪ ،‬بينما آتيناهم‬
‫ص تِالَ َوتِ ِه (‪ ))٤٢٤‬مدح‪ ،‬القرآن الكريم له خصوصية خاصة في استيدام‬ ‫الكتاب ت تي م المدح (الَّ ِذينَ آتَ ْينَا ُه ُم ا ْل ِكت َ‬
‫َاب يَ ْتلُونَهُ َح َّ‬
‫المفردات وإن لم تجرل في سنن العربية‪ ،‬ورب العالمين يسند التفضل واليير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب‬
‫اجيتاء إلى نفسه بينما أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪29‬‬


‫* قوله تعالى ( َو َرآ َء ظُ ُهو ِر ِه ْم) أل جعلوه وراءهم حتى ينسوه تماما ً وا يلتفتوا إليه‪ ،‬فالنبذ إذا كان أمامك ف نت تراه دائماً وربما‬
‫يغريك باجقبال عليه ‪.‬‬

‫* كلمة نبذ يمكن أن ي تي مقابلها فنقول نبذ كذا واتب كذا‪ ،‬وهم نبذوا كتاب هللا ولكن ماذا اتبعواو ما تتلو الشياطين ‪.‬‬

‫الس ْح َر َوَما أُنْ ِز َل َعلَى ال َْملَ َك ْي ِن‬ ‫َّاس ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َك َّن َّ ِ‬ ‫ْك سلَيما َن وما َك َفر سلَيما ُن ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١٣٢‬واتَّ ب عوا ما تَ ْت لُو َّ ِ‬
‫ين َك َف ُروا يُ َعل ُمو َن الن َ‬
‫الشيَاط َ‬ ‫ين َعلَى ُمل ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫الشيَاط ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين بِه م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وال إِنَّ َما نَ ْح ُن ف ْت نَةٌ فَ َال تَ ْك ُف ْر فَ يَتَ َعلَّ ُمو َن م ْن ُه َما َما يُ َف ِّرقُو َن بِه بَيْ َن ال َْم ْرء َوَزْوجه َوَما ُه ْم بِ َ‬
‫ض ِّار َ‬ ‫وت َوَما يُ َعلِّ َمان م ْن أ َ‬
‫َحد َحتَّى يَ ُق َ‬ ‫ار َ‬ ‫وت َوَم ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ببَاب َل َه ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحد إَِّال بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه َويَتَ َعلَّ ُمو َن َما يَ ُ‬
‫س ُه ْم ل َْو َكانُوا يَ ْعلَ ُمو َن)‬
‫س َما َش َرْوا به أَنْ ُف َ‬ ‫ض ُّرُه ْم َوَال يَنْ َف ُع ُه ْم َولَ َق ْد َعل ُموا ل ََم ِن ا ْشتَ َراهُ َما لَهُ في ْاآلَخ َرة م ْن َخ َالق َولَبئْ َ‬ ‫أَ‬
‫* كان المنطص يقتضي أن ييص هللا سبحانه وتعالى حكاية الشياطين قبل أن يبرئ سليمان من الكفر الذل أرادوا أن ينشروه ‪،‬‬
‫ش ْيا ِطينَ‬ ‫سلَ ْي َمانُ َولَـ ِكنَّ ال َّ‬ ‫ولكن هللا أراد أن ينفي تهمة الكفر عن سليمان ويلبتها لكل من اتب الشياطين فقال جل جالله ( َو َما َكفَ َر ُ‬
‫َكفَ ُرو ْا) ‪.‬‬

‫* نسب هللا تعالى تعليم السحر لليهود ألنهم اشتُهروا في هذا المجال و ُع ِرفوا به وعُرم بهم حتى غدا سمة من سماتهم وقد اعتقد‬
‫المسلمون في المدينة أن اليهود سحروهم فال يولد لهم ولذلك استبشروا لما ُولِد أول ولد للمهاجرين في المدينة وهو عبد هللا بن‬
‫الزبير ‪.‬‬

‫* دالة استيدام صيغة الفعل المضارع ( َو َما يُ َعلِّ َما ِن ِمنْ أَ َح ٍد) وهما علهما الناس وانتهى األمر ألن الفعل المضارع قد يستيدم ليع هبر‬
‫به عن الماضي في ما نسميه حكاية الحال وهو أن يُعبهر عن الحال الماضية بالفعل المضارع للشيء المهم ك ن يجعله حاضراً أمام‬
‫السام واستحضار الصورة في القرآن كلير وفي غير القرآن ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٣٣‬ولَو أَنَّهم آمنُواْ واتَّ َقوا لَمثُوبةٌ ِّمن ِع ِ‬


‫ند اللَّه َخ ْي ٌر لَّ ْو َكانُواْ يَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫َْ ُْ َ‬
‫* الفر اللغول بين األجر واللواب والملوبة ‪:‬‬
‫األجر هو جزاء العمل لكن يقال في الغالب لما فيه عقد أو شبيه بعقد يجرل مجرى العقد (قَا َل إِنِّي أُ ِري ُد أَنْ أُن ِك َحكَ إِ ْحدَى ا ْبنَتَ َّي‬
‫ج (‪)٢٧‬القصص) ‪ ،‬فاألجر فيه نف ألنك تتعاقد م أحد على شيء ‪ ،‬واألجر في الغالب يكون في‬ ‫هَاتَ ْي ِن َعلَى أَن تَ ْ ُج َرنِي ثَ َمانِ َي ِح َج ٍ‬
‫األعمال البدنية في الطاعات ‪.‬‬
‫اللواب في اللغة يقال في اليير والشر لكن القرآن لم يستعملها إا في اليير واللواب وهو جزاء على العمل ‪.‬‬
‫هللا َخ ْي ٌر (‪)٤١٣‬البقرة) (قُ ْل َه ْل‬ ‫(ولَ ْو أَنَّ ُه ْم آ َمنُواْ واتَّقَ ْوا لَ َملُوبَة ٌ ِّمنْ ِعن ِد َّ‬
‫الملوبة من اللواب ولكن القرآن استعملها في اليير والشر َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هللاِ (‪)٦١‬المائدة) ‪ ،‬أثاب يستعملها في الحزن (ف ثابَك ْم غ َّما بِغم (‪)٤٥٣‬آل عمران) ‪.‬‬ ‫أُنَبِّئُ ُكم بِشَر ِّمن َذلِ َك َملُوبَةً ِعن َد ه‬

‫اعنَا وقُولُوا انْظُرنَا واسمعوا ولِلْ َكافِ ِرين َع َذ ِ‬


‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يم)‬
‫اب أَل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َُْ َ‬ ‫آية (‪( : )١٣٤‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين آ ََمنُوا َال تَ ُقولُوا َر َ‬
‫* ما مناسبة نزول هذه اآلية عقب آيات السحرو‬
‫نُه َي المؤمنون عن التلفظ بكلمة راعنا ألنها تعني المسبهة في العبرانية ‪ ،‬وكش هللا عمل اليهود والمنافقين ‪ ،‬ولو رجعنا إلى أصل‬
‫السحر لرأيناه يرج إلى التمويه وأن من ضروب السحر ما هو تمويه األلفاظ ب ذى الشيص بقول أو فعل ا يُعلم مغزاهما ‪.‬‬

‫ص بَِر ْح َمتِ ِه َمن يَ َ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َّ ( : )١٣٥‬ما ي و ُّد الَّ ِذين َك َفرواْ ِمن أَ ْه ِل ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬
‫ض ِل‬
‫شاء َواللّهُ ذُو الْ َف ْ‬ ‫اب َوالَ ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ين أَن يُنَ َّز َل َعلَ ْي ُكم ِّم ْن َخ ْير ِّمن َّربِّ ُك ْم َواللّهُ يَ ْختَ ُّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫ال َْع ِظ ِ‬
‫يم)‬
‫ص الفضل بالعظيم في ثماني آيات في القرآن وإذا كان الوص بلفظ العظيم يكون متصل اجسناد مباشرة باسم الجاللة (هللا)‬ ‫* ُو ِ‬
‫ويكون الوص متعدداً واسعا ً ‪ ،‬بينما وص الفضل بالكبير في ثالا آيات وذلك عندما تكون ااشارة إلى فضل من هللا تعالى بغير‬
‫إسناد مباشر للفظ الجاللة (هللا) ويكون الوص منحصراً ‪ ،‬وجاء وص الفضل بالمبين في آية واحدة ألن األمر دنيول مباشر‬
‫ظاهر ملموس ‪.‬‬

‫ش ِر ِكينَ ) على (الَّ ِذينَ َكفَ ُرو ْا ِمنْ أَ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬


‫ب) م أن المشركين كافرون لئال يق في الظن أن الحسد‬ ‫* عط هللا تعالى قوله ( َواَ ا ْل ُم ْ‬
‫يق من أهل الكتاب وحدهم دون غيرهم فالكفر سبب البُغض والحسد أينما كان وفي أل من كان‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪30‬‬


‫َن اللّهَ َعلَ َى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير)‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نس ْخ م ْن آيَة أ َْو نُنس َها نَأْت بِ َخ ْير ِّم ْن َها أ َْو مثْل َها أَل ْ‬
‫َم تَ ْعلَ ْم أ َّ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٣١‬ما نَ َ‬
‫* هناك قراءتان لكلمة (ننسها) ما الفر بينهماو‬
‫وخلَ (نُنسها) من النسيان أل نُنسي الناس إياها وذلك ب مر‬
‫قرأ ناف وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر َ‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم بترك قراءتها حتى ينساها المسلمون ‪ ،‬وقرأ ابن كلير وأبو عمرو (ننس ها) بمعنى نؤخرها أل نؤخر‬
‫تالوتها أو نؤخر العمل بها مما يؤدل إلى إبطال العمل بقراءتها أو بحكمها ‪.‬‬

‫* قال تعالى (ن ت بيير منها) ولم يبين ب ل شيء هي أفضل وخير من اآلية المنسوخة ألن (ن ت بيير منها) أُج ِملت جهة الييرية‬
‫ولم يُذكر وجه اليير لتذهب نفسك كل مذهب ممكن فقد ترى أن الييرية في ااشتمال على ما يناسب مصلحة الناس ويرى غيرك‬
‫ما فيه رفص بالمكلفين ورحمة بهم في مواض الشدة وهكذا‪.‬‬

‫ون اللَّ ِه ِمن ولِ ٍّي وَال نَ ِ‬


‫ض وما لَ ُكم ِمن ُد ِ‬ ‫ْك َّ ِ‬
‫صير)‬ ‫ْ َ َ‬ ‫الس َم َاوات َو ْاأل َْر ِ َ َ ْ ْ‬ ‫َن اللَّهَ لَهُ ُمل ُ‬ ‫آية (‪( : )١٣٧‬أَل ْ‬
‫َم تَ ْعلَ ْم أ َّ‬
‫* قدم له للحصر أل ملك السموات واألرا ّلل سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫* ما الفر بين الملك والملكوت و‬


‫الكلمتان اشتقا من ملك و يادة المبنى تؤدل إلى يادة المعنى ‪ ،‬وكلمة الملكوت هي أوس من كلمة الملك والملك داخل في‬
‫الملكوت ‪ ،‬والملك والملكوت كله ّلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬وملك هللا عز وجل ما في السموات وما في األرا ‪ ،‬أما الملكوت العز‬
‫والسلطان ‪ ،‬وهو ملك هللا خاصة ا يعطي منه ألحد وهو هذا الملك الواس بكل ما يمكن أن يتييله اجنسان ‪.‬‬
‫وعندما ننظر استعمال الملك والملكوت في القرآن الكريم نجد أن الملك يمكن أن يوجه إلى عبيد هللا سبحانه وتعالى أل البشر‬
‫ف يمكن أن يعطي من ملكه جلت قدرته لعبيده يتصرفون فيه من سلطان أو مال وهو ا ييرج من ملكيته بل هو با ٍ ويستعمله‬
‫عبيده ‪ ،‬لكن الملكوت لم يرد في القرآن أنه أعطي من الملكوت للبشر (قُ ِل اللَّ ُه َّم َمالِ َك ا ْل ُم ْل ِك تُؤْ تِي ا ْل ُم ْلكَ َمنْ تَشَا ُء) فاّلل عز وجل لم‬
‫يقل يؤتي الملكوت من يشاء بل يؤتي الملك ‪.‬‬
‫وقد وردت كلمة ملكوت أرب مرات وليس فيها إشارة إلى إعطائها ألحد وهي كلمة عربية وهذه الزيادة فعلوت ملل رهبوت عندنا‬
‫الرهبة والرهبوت وتعني الرهبة العظيمة ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اب لَو ي ردُّونَ ُكم ِّمن ب ْع ِد إِ ِ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ًدا ِّم ْن عند أَن ُفس ِهم ِّمن بَ ْعد َما تَ بَ يَّ َن ل َُه ُم ال َ‬
‫ْح ُّق فَا ْع ُفواْ َو ْ‬
‫اص َف ُحواْ َحتَّى‬ ‫يمان ُك ْم ُك َّفاراً َح َ‬
‫َ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٣٩‬و َّد َكث ٌير ِّم ْن أَ ْه ِل الْكتَ ْ َ ُ‬
‫يَأْتِ َي اللّهُ بِأ َْم ِرهِ إِ َّن اللّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير)‬
‫* قال تعالى (من عند أنفسهم) ولم يقل منهم ت كيداً على ت صيل هذا الحسد فيهم وصدوره من أنفسهم أكلر من قوله منهم ‪.‬‬

‫* (فَاعْ فُو ْا َو ْ‬
‫اصفَ ُحو ْا) ما الفر بين يغفر ويعفو ويتوب ويصفح ويسامح التي هي متقاربة فيما يبدو و‬
‫العفو ترك عقوبة المذنب ‪ ،‬يقال عفت الريح األثر أل مسحته وأ الته ‪ ،‬فالعفو أن تمحو من نفسك أثر أل إساءة وك نها لم تحدا ‪.‬‬
‫الصفح هو الجانب لصفحة الوجه وهو ترك اللوم والتلريب وهو أبلغ من العفو ألنك قد تعفو عن ذنب امرئ لكنك تبقى له ائماً ‪.‬‬
‫المغفرة ستر الذنب من غفر الشي أل ستره ‪.‬‬
‫التوبة ترك الذنب واجقالع عنه م الندم والعزم على عدم العودة ‪.‬‬
‫السماح المسامحة هي المساهلة في اللغة ‪.‬‬

‫الزَكاةَ وما تُ َقدِّمواْ ألَن ُف ِس ُكم ِّمن َخيْر تَ ِج ُدوهُ ِعن َد الل ِّه إِ َّن اللّهَ بِما تَ ْعملُو َن ب ِ‬ ‫آية (‪ِ : )١١٣‬‬
‫ص ٌير)‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الصالَةَ َوآتُواْ َّ َ َ‬
‫يمواْ َّ‬
‫(وأَق ُ‬
‫َ‬
‫* التقديم والت خير في قوله تعالى (بما تعملون بصير) و(بصير بما تعملون) ‪:‬‬
‫إذا كان سيا الكالم أو اآلية في العمل يقدهم العمل ‪ ،‬وإذا لم يكن السيا في العمل أو إذا كان الكالم على هللا سبحانه وتعالى‬
‫صي ٌر) بهذا العمل بصير ‪ ،‬وكذلك في اآلية‬ ‫هللاَ بِ َما تَ ْع َملُونَ بَ ِ‬ ‫(وأَقِي ُمو ْا ال َّ‬
‫صالَةَ َوآتُو ْا ال َّز َكاةَ ‪ ..‬إِنَّ ه‬ ‫وصفاته يقدهم صفته ‪ ،‬هنا في اآلية َ‬
‫ا َوهللاَُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َواأل ْر ِ‬
‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫(‪ )٢٦٥‬من السورة هذا إنفا و (‪ )٢٣٣‬و (‪ )٢٣٧‬في سورة البقرة ‪ ،‬أما في قوله (إِنَّ هللاَ يَ ْعل ُم غ ْي َب ال َّ‬
‫صي ٌر بِ َما تَ ْع َملُونَ (‪ )٤٨‬الحجرات) يتكلم عن هللا تعالى فيقدم صفة من صفاته ‪.‬‬ ‫بَ ِ‬

‫ْك أَمانِيُّ هم قُل هاتُواْ ب رهانَ ُكم إِن ُكنتم ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ين)‬
‫صادق َ‬‫ُْ َ‬ ‫ص َارى تل َ َ ُ ْ ْ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫ْجنَّةَ إِالَّ َمن َكا َن ُهوداً أ َْو نَ َ‬ ‫آية (‪َ : )١١١‬‬
‫(وقَالُواْ لَن يَ ْد ُخ َل ال َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪31‬‬


‫* (قُ ْل هَاتُو ْا بُ ْرهَانَ ُك ْم) ما هو البرهانو هو الدليل ‪ ،‬وا تطلب البرهان إا من إنسان وقعت معه في جدال واختلفت وجهات النظر‬
‫بينك وبينه ‪ ،‬وتكون مت كداً أنه كاذب وأنه لن يجد الدليل على ما يدعيه ‪.‬‬

‫َج ُرهُ ِعن َد َربِِّه َوالَ َخ ْو ٌ‬


‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن)‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آية (‪( : )١١٢‬بَلَى َم ْن أ ْ‬
‫َسلَ َم َو ْج َههُ للّه َو ُه َو ُم ْحس ٌن فَلَهُ أ ْ‬
‫سكَ بِا ْل ُع ْر َو ِة‬ ‫سنٌ فَقَ ِد ا ْ‬
‫ستَ ْم َ‬ ‫سلِ ْم َو ْج َههُ إِلَى َّ‬
‫هللاِ َو ُه َو ُم ْح ِ‬ ‫* في سورة البقرة ورد الفعل أسلم بالماضي وفي لقمان بالمضارع ( َو َمن يُ ْ‬
‫هللاِ عَا ِقبَةُ ْاألُ ُمو ِر) وهناك أكلر من اختالم بين اآليتين‪ :‬الماضي والمضارع ‪ ،‬والالم وإلى ‪ ،‬ثم (فقد استمسك بالعروة‬ ‫ا ْل ُو ْثقَى َو ِإلَى َّ‬
‫الوثقى) في لقمان ولم يقلها في البقرة واختل الجواب (فله أجره عند ربه) في البقرة ولم يقلها في لقمان ‪:‬‬

‫أواً ‪ :‬استعمال المضارع والماضي‬


‫‪ -‬إذا وق فعل الشرط مضارعا ً بعد أداة الشرط فهذا يفيد التكرار غالبا ً وإذا وق بالماضي يفيد وقوع الحدا مرة في الغالب ‪،‬‬
‫وسيا اآليتين يوضح ‪:‬‬
‫آية لقمان تتعلص باجتباع (قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُ َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آبَاءنَا) (أسلم إلى) تعطي معنى ااتباع وتفويض األمر ّلل ‪ ،‬فإذا كان بمعنى‬
‫ااتباع فإن أمور ااتباع كليرة في الحياة ما يتعلص بالحالل والحرام وإذا كان بمعنى التفويض إلى هللا في حال النوا ل والشدائد هذه‬
‫كليرة إذن يقتضي تكرر المس لة ‪.‬‬
‫سلَ َم‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ى‬
‫َ َ نْ ْ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫عليهم‬ ‫رد‬ ‫)‬‫ى‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ص‬‫َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ن‬ ‫و‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ُود‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ا‬‫إ‬
‫َ َ َ ِ َ انَ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ْخ‬ ‫د‬‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬‫(و‬
‫َ‬ ‫والنصارى‬ ‫اليهود‬ ‫آية البقرة جاءت في الرد على‬
‫سنٌ ) يدخلها المسلم ‪ ،‬واجسالم كم مرة يدخل اجنسان بهو مرة واحدة من قال أشهد أن ا إله هللا مرة واحدة فهو‬ ‫َو ْج َههُ ِ هّللِ َو ُه َو ُم ْح ِ‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫فلما يتعلص األمر بالتفويض وااتباع وهو كلير يقول (يسلم) بالمضارع ألنها تتكرر ولما يذكر الدخول في اجسالم فهو مرة واحدة‬
‫فيستعمل الماضي (أسلم) والحاكم في السيا هو المسرح الذل تتم فيه األحداا ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬والالم وإلى‬


‫ً‬
‫أسلم ّلل أل جعل نفسه خالصا ّلل ليس ألحد آخر فيه نصيب لكن أسلم إلى هللا أل فوا أمره إلى هللا ‪ ،‬وفي اآليتين كالهما محسن‬
‫لكن أسلم ّلل أعلى من أسلمت إلى هللا ‪.‬‬

‫ثاللا ً ‪ :‬في آية البقرة ذكر األجر (فله أجره عند ربه) ألنه ليس فيها تفويض أمر بينما في لقمان قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى)‬
‫أيها أعلى العاقبتينو العاقبة في البقرة أعلى فقد جعل األجر م اجسالم ّلل واجخالا ّلل فناسب بين علو األجر وبين معنى دالة‬
‫اجسالم لكن ذاك فوا أمره إلى هللا قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى) وكل أجر مناسب لكل واحد ‪.‬‬

‫ين الَ يَ ْعلَ ُمو َن‬


‫ال الذ َ‬ ‫اب َك َذلِ َ‬
‫ك قَ َ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود َعلَى َش ْيء َو ُه ْم يَتْ لُو َن الْكتَ َ‬
‫َت النَّصارى لَيْس ِ‬
‫ت الْيَ ُه ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ت النَّصارى َعلَى َشيء وقَال ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ود لَيْس ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪َ ( : )١١٣‬وقَالَت الْيَ ُه ُ َ‬
‫يما َكانُواْ فِ ِيه يَ ْختَلِ ُفو َن)‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مثْ َل قَ ْول ِه ْم فَاللّهُ يَ ْح ُك ُم بَ ْي نَ ُه ْم يَ ْوَم الْقيَ َامة ف َ‬
‫* قال تعالى (فِي َما َكانُو ْا فِي ِه يَ ْيتَلِفُونَ ) بينما في سورة يونس (فِي َما فِي ِه يَ ْيتَلِفُونَ ) لما يقول (كانوا) أو (كنتم) الكالم عن يوم القيامة‬
‫ض َي بَ ْينَ ُه ْم فِي َما فِي ِه يَ ْيتَ ِلفُونَ (‪ )٤١‬يونس) هذه اآلن في الدنيا ‪.‬‬ ‫سبَقَتْ ِمن َّربِّ َك لَقُ ِ‬ ‫(ولَ ْواَ َكلِ َمةٌ َ‬
‫وااختالم كان في الدنيا لكن َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اس ُمهُ َو َس َعى فِي َخ َرابِ َها أ ُْولَ ئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١١٤‬ومن أَظْلَم ِم َّمن َّمنَع مس ِ‬
‫ي‬ ‫وها إِالَّ َخفئف َ‬
‫ين ُله ْم في الدُّنْ يَا خ ْز ٌ‬ ‫ك َما َكا َن ل َُه ْم أَن يَ ْد ُخلُ َ‬ ‫اج َد اللّه أَن يُ ْذ َك َر ف َيها ْ‬ ‫َََ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫َول َُه ْم في اآلخ َرة َع َذ ٌ‬
‫* في اآلية استفهام بـ (من) ليس الغرا منه إنتظار جواب وإنما هو استفهام إنكارل خرج إلى النفي أل ا أحد أظل ُم ممن من‬
‫مساجد هللا أن يُذكر فيها اسمه ‪.‬‬

‫* اآلية قد ُج ِم فيها المسجد (مساجد) للتعظيم من ش ن المسجد وليكون الوعيد شامالً لكل مي ِّرب لمسجد أو مان العبادة فيه فقد‬
‫نزلت في أهل مكة ألنهم منعوا المسلمين دخول المسجد الحرام ‪.‬‬

‫* الفر الدالي بين اليراب والهدم والدمار والهالك واستيدامها في القرآن ‪:‬‬
‫اج َد ِه‬
‫هللا‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ُ ِ َّ َّ َ ِ‬‫م‬ ‫ن‬‫م‬ ‫م‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ل‬‫ظ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نْ‬‫م‬ ‫(و‬
‫َ َ‬ ‫المكان‬ ‫ترك‬ ‫بمعنى‬ ‫اليراب‬ ‫اليراب ضد العمران (يُ ْي ِربُونَ بُيُوتَ ُهم بِ َ ْي ِدي ِه ْم (‪ )٢‬الحشر) وقد يكون‬
‫س َعى فِي َخ َرابِ َها) يعني ا يجعل فيها مصلهين‪ ،‬يمن المصلين بصورة من الصور إذا كان متسلطاً ظالما ‪ً.‬‬ ‫أَن يُ ْذ َك َر فِي َها ا ْ‬
‫س ُمهُ َو َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪32‬‬


‫الهالك هو الموت وهو عام يستعمل في اجنسان وغير اجنسان في األموال وفي كل شيء ليس بالضرورة عقوبة (إِ ِن ا ْم ُر ٌال َهلَكَ‬
‫(و َكم ِّمن قَ ْريَ ٍة أَ ْهلَ ْكنَاهَا(‪ )١‬األعرام) ‪.‬‬
‫س ْلطَانِي ْه(‪)٢١‬الحاقة) (يَقُو ُل أَ ْهلَ ْكتُ َم ًاا لُّبَدًا(‪)٦‬البلد) َ‬ ‫(‪)٤٧٦‬النساء) يعني مات ( َهلَكَ َعنِّي ُ‬
‫صنَ ُ‬ ‫الدمار عقوبة وهو إيصال الهالك لتنسان وغير اجنسان (أَنَّا َد َّم ْرنَا ُه ْم َوقَ ْو َم ُه ْم أَ ْج َم ِعينَ (‪ )٥٤‬النمل) ( َو َد َّم ْرنَا َما َكانَ يَ ْ‬
‫فِ ْرع َْونُ َوقَ ْو ُمهُ(‪ )٤٣٧‬األعرام) ‪.‬‬
‫اج ُد (‪ )١١‬الحج) ‪ ،‬لو أردت أن تجدد‬ ‫س ِ‬‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬ ‫ص َوا ِم ُ َوبِيَ ٌ َو َ‬ ‫الهدم هو ضد البناء ‪ ،‬شيء مبني تهدمه ألل سبب (لَّ ُه ِّد َمتْ َ‬
‫البيت القديم تهدمه ثم تبنيه ‪.‬‬

‫* الفر بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪ ---‬هذه الكلمات من لهجات ميتلفة فليس بينها فرو ملل السكين وال ُمدية ‪ ،‬فالعذاب عقاب والعقاب عذاب ولكن هناك تناسب بين‬
‫الصوت والمعنى ‪ :‬فالقام في (عقاب) حرفا ً شديداً يُولد بإنطبا ثم إنفصال مفاجيء وكلمة العقاب تكون للشيء السري في الدنيا‬
‫ألن القام أسرع ‪ ،‬بينما الذال في (عذاب) فيها رخاوة وامتداد ‪ ،‬والعذاب ي تي في الدنيا وي تي في اآلخرة ‪ ،‬العذاب في اآلخرة‬
‫(ولهم في اآلخرة عذاب عظيم ) وجاء بها في الدنيا بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) هذه عقوبة س هماه عذاباً‬
‫ما يدل على أن العذاب أوس من العقاب ألنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب ‪ ،‬وعندما ن تي إلى اآليات التي تتحدا‬
‫عن جزاء المشركين في الدنيا يسميه عذابا ً أو عقابا ً أما في اآلخرة يسميه عذابا ً فق ‪.‬‬

‫‪ ---‬لما ي تي الوص ّلل عز وجل ا يكون مؤقتا ً ا بدنيا وا بآخرة فلما يقول ‪( :‬وهللا شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة له‬
‫سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب م البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة ‪.‬‬

‫نفسه جلهت قدرته ب نه سري العذاب‬ ‫‪ ---‬وص هللا سبحانه وتعالى نفسه (إن ربك سري العقاب (‪ )٤٦٥‬األنعام) لكن لم يص‬
‫ولكن إستعمل (وأن هللا شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة ‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب فَأَيْ نَ َما تُ َولُّواْ فَثَ َّم َو ْجهُ اللّه إِ َّن اللّهَ َواس ٌع َعل ٌ‬
‫يم)‬ ‫آية (‪َ ( : )١١٥‬وللّه ال َْم ْش ِر ُق َوال َْمغْ ِر ُ‬
‫* ذكرت اآلية المشر والمغرب فق ولم تذكر جهة الشيمال والجنيوب ألن كيل الجهيات تحيدد بشيرو الشيمس وغروبهيا ‪ ،‬كميا أن‬
‫الشر والغرب معروم بالفطرة عند الناس فال أحيد يجهيل مين أيين تشير الشيمس وإليى أيين تغيرب ‪ ،‬ف نيت كيل ييوم تيرى شيروقاً‬
‫وترى غروبا ً ‪.‬‬

‫* المشر ليس إتجاها ً واحيداً بيل إن المشير ييتلي بياختالم المكيان فكيل مكيان فيي األرا ليه مشير وليه مغيرب وإذا أشيرقت‬
‫الشمس في مكان فإنها في نفس الوقت تغرب في مكان آخر فالمشير والمغيرب ا ينتهييان مين عليى سيطح األرا ففيي كيل دقيقية‬
‫شرو وغروب ‪.‬‬

‫ب) يعرم بااختصاا بالتقديم فليس معناها حصر الملكية لهياتين الجهتيين ولكنيه كميا تقيول بيالقلم كتبيت‬ ‫ش ِر ُ َوا ْل َم ْغ ِر ُ‬
‫* ( َو َّّللِ ا ْل َم ْ‬
‫وبالسيارة أتيت ‪ ،‬ولذلك فإن المعنى أن الملكية ّلل سبحانه وتعالى ا يشاركه فيها أحد ‪.‬‬

‫ض ُكلٌّ لَّهُ قَانِتُو َن)‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬


‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )١١١‬وقَالُواْ اتَّ َخ َذ اللّهُ َولَ ًدا ُس ْب َحانَهُ بَل لَّهُ َما في َّ َ َ‬
‫* ( ُك ٌّل لَّهُ قَا ِنتُونَ ) ولم يقل قانت ‪:‬‬
‫من حي اللغة ‪:‬‬
‫(كل) لها قواعد في التعبير‪:‬‬
‫‪( --‬كل) لفظها مفرد مذكر ومعناها تكتسبه بحسب المضام إليه فإذا أضيفت إلى نكرة يراعى المضام إليه مليل (كيل رجيل حضير)‬
‫(كل رجلين حضرا) وإذا أضيفت إلى معرفة يجو مراعاة اللفظ والمعنى ملال (كيل إخوتيك) إخوتيك جمي يجيو أن يقيال كيل إخوتيك‬
‫ذاهب أو ذاهبون ‪.‬‬
‫‪ --‬إذا قطعت عن اجضافة لفظا ً جا مراعاة اللفظ ومراعياة المعنيى نقيول كيل الرجيال حضير وكلهيم حضير‪ ،‬إذا قطعيت عين اجضيافة‬
‫س َل) ‪.‬‬ ‫سبَ ُحونَ ) ( ُك ٌّل َك َّذ َب ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫اّللِ) ( ُك ٌّل فِي فَلَ ٍك يَ ْ‬ ‫(ك ٌل حضر) (ك ٌل حضروا) ملل ( ُك ٌّل لَّهُ قَانِتُونَ ) َ‬
‫(وا ْل ُمؤْ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ بِ ه‬

‫من حي المعنى ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪33‬‬


‫سيبَ ُحونَ ) كلهيم‬ ‫يك يَ ْ‬‫القرآن استيدم ااثنين ‪ ،‬واجخبار بالجم (ك ٌل حضروا) يعني مجتمعون في هذا الحدا ملل (قَانِتُونَ ) ( ُك ٌّل فِيي فَلَ ٍ‬
‫ُ‬
‫في آن واحد ( ُك ٌّل إِلَ ْينَا َرا ِجعُونَ ) يوم القيامة كلهم م بعضهم ‪ ،‬ولما يفيرد (كي ٌل حضير) يعنيي ليسيوا مجتمعيين ‪( ،‬قي ْل ُكي ٌّل يَ ْع َمي ُل َعليى‬
‫َ‬
‫س َل) ك ٌل على حدة كل قوم في أ مان ميتلفة ‪.‬‬ ‫شَا ِكلَتِ ِه) ك ٌل على حدة ‪ُ ( ،‬ك ٌّل َك َّذ َب ُّ‬
‫الر ُ‬

‫* دالة ختام اآلية بالوص بالقنوت ( ُك ٌّل لَّهُ قَانِتُونَ ) القنوت هو اليضوع واانقياد م اليوم وهذا األمير ا يقيوم بيه إا كيل عاقيل‬
‫مبصر فلذلك جاءت (قَانِتُونَ ) جم مذكر سالم ليبيهن سمة أهل اليشوع والقنوت أنهم العقالء أصحاب العقول الراجحية التيي تيشيى‬
‫هللا عن إرادة وبصيرة ‪.‬‬

‫اءن ِم َن ال ِْعل ِْم َما‬


‫اءهم بَ ْع َد الَّ ِذي َج َ‬ ‫َّص َارى َحتَّى تَ تَّبِ َع ِملَّتَ ُه ْم قُ ْل إِ َّن ُه َدى الل ِّه ُه َو ال ُْه َدى َولَئِ ِن اتَّ بَ ْع َ‬
‫ت أَ ْه َو ُ‬ ‫ود َوالَ الن َ‬
‫نك الْيَ ُه ُ‬
‫ضى َع َ‬‫(ولَن تَ ْر َ‬‫آية (‪َ : )١٢٣‬‬
‫َك ِم َن الل ِّه ِمن َولِ ٍّي َوالَ نَ ِصير)‬
‫لَ‬
‫* قال تعالى (ملتهم) بإفراد الملة ولو قال ملتيهم لكان المعنى لن ترضى عنك اليهود حتى تتب ملتيهما ولن ترضيى عنيك النصيارى‬
‫حتى تتب ملتيهما وهذا ا يصح ألن اليهود يريدون أن يتهب ملتهم فق وليس ملتيهما وكذلك النصارى ‪.‬‬

‫* جاء بـ (ا) في (ا ْليَ ُهو ُد َواَ النَّ َ‬


‫صا َرى) ألنه لو لم ي ت بها لد هل المعنى على أنه لن يرضى عنك الجمي حتى تتهب ملهتيهما معاً ‪.‬‬

‫هللاِ ُه َو ا ْل ُهدَى) وفى آل عمران (إِنَّ ا ْل ُهدَى ُهدَى َّ‬


‫هللاِ) ‪:‬‬ ‫* الفر بين قوله تعالى (إِنَّ ُهدَى َّ‬
‫في اآليتين إقامة الحجة بينهم وعليهم ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اآلية األولى تقول أن القرآن هو الهدى وا هدى غيره (إِنَّ ُهدَى هللاِ هُي َو ال ُهيدَى) اليهيود عنيدهم يقيين أنيك لسيت نبيياً والقيرآن لييس‬
‫كتاب هللا عز وجل وإنما عليك أن تكون يهوديا ً أو نصرانيا ً ‪ ،‬ولن يرضيى عنيك اليهيود وا النصيارى إليى ييوم القيامية ‪ ،‬فقيل لهيم ييا‬
‫محمد أن (ا ْل ُهدَى) هو القرآن وليس ما أنتم عليه مما حرفتموه ‪.‬‬

‫اآلية اللانية تقول أن الذل أُنزل على موسيى وعيسيى ومحميد هيذا مين هللا عيز وجيل فالمصيدر واحيد ‪ ،‬اليهيود تيآمروا كالعيادة عليى‬
‫المسلمين وعلى النصارى وعلى سيدنا عيسى عليه السالم فرب العالمين قال لهم (قُ ْل إِنَّ ا ْل ُهدَى) الهدى كله سواء جاء من التيوراة‬
‫يارى) قيارنوا بيينكم‬ ‫ص َ‬ ‫أو اجنجيل أو القرآن أتى من هللا عز وجل فلماذا هذا التحاسدو ( َوقَالُوا لَنْ يَيد ُْخ َل ا ْل َجنَّيةَ إِ َّا َمينْ َكيانَ هُيودًا أَ ْو نَ َ‬
‫يي‬ ‫ُ‬
‫سيبَا ِط َو َميا أوتِ َ‬ ‫َ‬
‫يوب َو ْاأل ْ‬
‫يحا َ َويَ ْعقُ َ‬ ‫س َ‬ ‫سي َما ِعي َل َوإِ ْ‬‫اّللِ َو َميا أُ ْني ِز َل إِلَ ْينَيا َو َميا أُ ْني ِز َل إِلَيى إِ ْب َيرا ِهي َم َوإِ ْ‬
‫وبين ما جاء في القرآن (قٌولُو ْا آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫سلِ ُمونَ ‪ )﴾٤٣٦‬الناس جميعيا ً ا فير بيينهم فيالقرآن‬ ‫سى َو َما أُوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمنْ َربِّ ِه ْم َا نُفَ ِّر ُ بَيْنَ أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َونَ ْحنُ لَهُ ُم ْ‬ ‫سى َو ِعي َ‬
‫ُمو َ‬
‫لكل الناس جمعكم كلكم بدين واحد جاء على فترات ‪.‬‬

‫ك هم الْ َخ ِ‬
‫اس ُرو َن)‬ ‫ِِ ِ‬ ‫آية (‪( : )١٢١‬الَّ ِذين آتَ ي نَاهم الْكِتاب ي ْت لُونَهُ ح َّق تِالَوتِِه أُولَئِ َ ِ ِ ِ‬
‫ك يُ ْؤمنُو َن به َومن يَ ْك ُف ْر به فَأ ُْولَ ئ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُُ َ َ َ‬
‫* الفر البياني بين مفردات القراءة في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صتُوا ل َعلك ْم ت ُْر َح ُمونَ ) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ست ِم ُعوا لهُ َوأن ِ‬ ‫َ‬ ‫القراءة قد تكون بكلمة واحدة أو لحرم واحد ( َوإِ َذا قُ ِرى َء الق ْرآنُ فا ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص تِالَ َوتِ ِه) ‪.‬‬ ‫َاب يَ ْتلُونَهُ َح َّ‬‫التالوة ا تكون إا لكلمتين وصاعداً ‪ ،‬تال ي تي خلفه ‪ ،‬شيء يتلو شيئا ً (الَّ ِذينَ آتَ ْينَا ُه ُم ا ْل ِكت َ‬
‫سنه ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ويح‬ ‫ده‬ ‫و‬‫ه‬ ‫يج‬ ‫)‬ ‫ً‬
‫يال‬ ‫الترتيل هو التبين والتحقيص للحروم وااستقامة في إخراجها بصورة سليمة ( َو َرت ِِّل ا ْلقُ ْرآنَ ْ ِ‬
‫ت‬‫َر‬ ‫ت‬

‫ِ‬
‫نص ُرو َن)‬
‫اعةٌ َوالَ ُه ْم يُ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٢٣‬واتَّ ُقواْ يَ ْوماً الَّ تَ ْج ِزي نَ ْف ٌ‬
‫س َعن نَّ ْفس َش ْيئاً َوالَ يُ ْقبَ ُل م ْن َها َع ْد ٌل َوالَ تَن َف ُع َها َش َف َ‬
‫* خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقس والقسطاس ‪:‬‬
‫سي ِ (‪)١‬‬ ‫(وأَقِي ُميوا ا ْل َيو ْ نَ بِا ْلقِ ْ‬
‫َ‬ ‫القسي‬ ‫إا‬ ‫ن‬ ‫اليو‬ ‫مي‬ ‫يسيتعمل‬ ‫وليم‬ ‫القس هو الحظ والنصييب والقيرآن ليم يسيتعمله إا مي الميوا ين‬
‫الرحمن) والقس قد يكون في القسمة ‪ ،‬وفيه ارتباط باآللة (قسطاس) ‪.‬‬
‫العدل معناه المساواة في األحكيام وا يسيتعمل العيدل مي المييزان (يَ ْح ُكي ُم بِي ِه َذ َوا عَي ْد ٍل ِّمين ُك ْم (‪ )١٥‬المائيدة) ذوا قسي (أَو عَي ْد ُل َذلِيكَ‬
‫(واَ يُ ْقبَ ُل ِم ْن َها َع ْد ٌل (‪. ))٤٢٣‬‬
‫صيَا ًما (‪ )١٥‬المائدة) الصيام ا يُبصر َ‬
‫ِ‬

‫س ا ْل ُم ْ‬
‫ستَقِ ِ‬
‫يم (‪ )٣٥‬اجسراء) ‪.‬‬ ‫القسطاس هو ميزان العدل وسموا الميزان قسطاس ألنه عدل ( َوأَ ْوفُوا ا ْل َك ْي َل إِذا ِك ْلتُ ْم َو ِنُو ْا بِالقِ ْ‬
‫سطَا ِ‬

‫ِِ‬ ‫ال الَ ي نَ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّاس إِماما قَ َ ِ‬ ‫ال إِنِّي ج ِ‬


‫اعلُ َ ِ‬ ‫يم َربُّهُ بِ َكلِ َمات فَأَتَ َّم ُه َّن قَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال َع ْهدي الظَّالم َ‬
‫ين)‬ ‫ال َومن ذُ ِّريَّتي قَ َ َ‬ ‫ك للن ِ َ ً‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٢٤‬وإذ ابْتَ لَى إبْ َراه َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪34‬‬


‫سيدنا إبراهيم عليه السالم بإضافة إسم رب إلى الضمير العائد عليه ‪.‬‬ ‫* (إِ ْب َرا ِهي َم) مفعول به تقدهم على الفاعل ( َربُّهُ) لتشري‬

‫* س همى هللا عز وجل إبراهيم إماميا ً وعيدل عين تسيميته رسيواً ليكيون ذليك دااً عليى أن رسيالته تنفي األمية المر َ‬
‫سيل إليهيا بيالتبليغ‬
‫وغيرها من األمم بطريص اامتداد اسيما وأن إبراهيم عليه السالم قد ط هوم باآلفا ‪.‬‬

‫خص إبراهيم عليه السالم بالدعاء بعض ذريته (قَا َل َو ِمن ُذ ِّريَّتِي) ولم يقل ذريتي ألنه يعليم أن حكمية هللا تعيالى تقتضيي أا يكيون‬
‫ه‬ ‫*‬
‫جمي أبناء الرجل ممن يصلحون ألن يُقتدى بهم ولذلك لم يس ل هللا تعالى ما هو مستحيل عادة ألن ذلك لييس مين آداب اليدعاء وليم‬
‫يجعل الدعاء عاما ً شامالً لكل الذرية بحي يقول وذريتي ‪.‬‬

‫* كلمة (ابراهيم) في القرآن الكريم وردت منقوطة بالياء في كل القرآن إا في سورة البقرة ‪:‬‬
‫قاعدة ‪ :‬خ المصح ا يقاس عليه ‪ .‬وعلينا أن نعلم أنه حصيل تطيور فيي تياريخ الكتابية منيذ مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم‬
‫فبدأت الكتابة العربية تستقر وت خذ أشكااً أخرى ولذلك نرى أكلر من رسم للكلمة ملال كلمة لكييال ‪-‬لكيي ا‪ ،‬كيذلك كلمية إذن ‪( -‬إذاً)‬
‫وكلمة مئة ومائة وغيرها وكال الكتابات جائز عند العرب ‪ .‬والمصح كتبه عدد كبير من الكتبة والرسم الذل كتبوا بيه هيو كتيابتهم‬
‫في أ مانهم فم هرة يرسم حرم العلة وميرة ا يرسيم وأحيانيا ً يكيون الرسيم اخيتالم القيراءات فيوضي الرسيم اليذل يجمي القيرآءات‬
‫المتواترة ‪ ،‬وكلمة ابراهيم في سورة البقرة ورد فيها قراءتين متيواترين أحيداهما ابيراهم بيدون يياء واللانيية ابيراهيم باليياء فكتبيت‬
‫بالشكل الذل يحتمل القرآءتين و كلمة إبراهيم كلمة أعجمية وليست عربية وكيل كلمية غيير عربيية فيي لسيان العربيي يتصيرم بهيا‬
‫يعني يلفظونها بطرائص ميتلفة إبراهام أو إبراهيم ‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫اعيل أَ ْن طَه ِ ِ ِِ‬ ‫َّاس وأَمنا واتَّ ِخ ُذوا ِمن م َق ِام إِب ر ِاهيم مصلًّى وع ِه ْدنَا إِلَى إِب ر ِاه ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬ ‫ِّرا بَيْت َي للطَّائف َ‬
‫ين َوال َْعاكف َ‬ ‫َ‬ ‫يم َوإ ْس َم َ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ َ َْ َ ُ َ َ َ‬ ‫آية (‪َ : )١٢٥‬‬
‫(وإِ ْذ َج َعلْنَا الْبَ ْي َ‬
‫ت َمثَابَةً للن ِ َ ْ ً َ‬
‫السج ِ‬
‫ود)‬ ‫الرَّك ِع ُّ ُ‬
‫َو ُّ‬
‫* كل موطن ُذكر فيه اسحص ُذكر معه اسماعيل أو بعده بقليل ‪ ،‬وقد ُذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحص في سورة‬
‫البقرة (‪ )٤٢٧( )٤٢٥‬ألن اسحص ليس له عالقة بقصة رف القواعد من البيت أصالً ‪.‬‬

‫ِّعهُ قَلِيالً ثُ َّم‬ ‫ات من آمن ِم ْن هم بِاللّ ِه والْي وِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١٢١‬وإِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫اآلخ ِر قَ َ‬
‫ال َوَمن َك َف َر فَأ َُمت ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫اج َع ْل َهَ َذا بَلَ ًدا آمنًا َو ْارُز ْق أَ ْهلَهُ م َن الث ََّم َر ِ َ ْ َ َ ُ‬
‫ب ْ‬ ‫يم َر ِّ‬
‫ال إبْ َراه ُ‬ ‫َ‬
‫اب النَّا ِر وبِْئس الْم ِ‬
‫ص ُير)‬ ‫ضطَُّرهُ إِلَى َع َذ ِ‬
‫أَ ْ‬
‫َ َ َ‬
‫اج َع ْل َه َذا ا ْلبَلَ َد آَ ِمنًا) في سورة إبراهيم ‪:‬‬ ‫اج َع ْل َه َذا بَلَدًا آَ ِمنًا) و ( َر ِّب ْ‬ ‫* الفر بين قوله تعالى ( َر ِّب ْ‬
‫اج َع ْل َه َذا بَلَدًا آَ ِمنًا) اجشارة (هذا) صارت المفعول األول لفعل (إجعل) و(بلداً) المفعيول اللياني‬ ‫في اآلية األولى ) َوإِ ْذ قَا َل إِ ْب َرا ِهي ُم َر ِّب ْ‬
‫و (آمنا) صفته ‪ ،‬أل صيهره بلداً فجاء بصيغة التنكير (بلداً) إذن لم تكن مكة بلداً ‪ ،‬إذن هو أشار إلى موض المكيان أو اليوادل اليذل‬
‫ع ِع ْن َد بَ ْيتِ َك ا ْل ُم َح َّر ِم ) فاجعل هذا بلداً ‪ ،‬ثم وصي البليد ب نيه آمين‬ ‫س َك ْنتُ ِمنْ ُذ ِّريَّتِي بِ َوا ٍد َغ ْي ِر ِذل َْر ٍ‬ ‫وصفه في آية أخرى ( َربَّنَا إِنِّي أَ ْ‬
‫سكنى ‪.‬‬ ‫‪ ،‬هذا كان في أول ال ُ‬

‫(وإِ ْذ قَيا َل إِ ْب َيرا ِهي ُم َر ِّب ْ‬


‫اج َعي ْل‬ ‫اآلية اللانية هي دعاء سيدنا ابراهيم بعد أن أصبحت مكة بلداً معروفاً فجياء بصييغة التعريي فيي قوليه َ‬
‫َه َذا ا ْلبَلَ َد آَ ِمنًا) البلد صارت بداً من (هذا) المفعول األول و(آمناً) صارت المفعول اللاني ‪ ،‬المكان صار بلداً بل جياء إلييه مين القبائيل‬
‫أو األعراب الذين سكنوا مي هياجر مين يعبيد األصينام فيال يرييد لذريتيه أن يتي ثروا بهيؤاء فانصيب الطليب عليى األمين ودفي عبيادة‬
‫اجنُ ْبنِي َوبَنِ َّي أَنْ نَ ْعبُ َد ْاألَ ْ‬
‫صنَا َم) ‪ .‬معنى هذا أن سيدنا إبراهيم دعا لهذا البلد مرتين ‪.‬‬ ‫األصنام ( َو ْ‬

‫ضطَ ُّر ُه ْم إِلَى َع َذا ٍ‬


‫ب َغلِ ٍ‬
‫يظ) ‪:‬‬ ‫يال ثُ َّم نَ ْ‬ ‫ط ُّرهُ إِلَى َع َذا ِ‬
‫ب النَّا ِر) بضمير المفرد وفي لقمان بالجم (نُ َمتِّ ُع ُه ْم قَلِ ً‬ ‫* قال (فَ ُ َمتِّ ُعهُ قَلِيالً ثُ َّم أَ ْ‬
‫ض َ‬
‫(و َمين‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ناحية السيا في سورة البقرة قال قبلها (أن ط ِّه َرا بَ ْيتِ َي) نسب تعالى البيت إلى نفسيه وصياحب البييت يتيولى األمير فقيال َ‬
‫َكفَ َر فَ ُ َمتِّ ُعهُ قَلِيالً) كما أن اآلية تتحدا عن مكة ‪ ،‬أما في لقمان كالما ً عامياً ولييس فيي بليد معيين وا أنياس معينيين أيهيا األكليرو فيي‬
‫لقمان ‪ ،‬فجاء بضمير الكلرة وتسمى الكلرة النسبية يعني يُعبَّر عن األكلر بالضمير الذل يدل عليى الكليرة والجمي ويعبير عين األقيل‬
‫بالمفرد ‪.‬‬

‫* قال هنا ( َو َمن َكفَ َر فَ ُ َمتِّ ُعهُ قَلِيالً) وفي لقمان قال ( َو َمن َكفَ َر فَ َال يَ ْح ُزنكَ ُك ْف ُرهُ إِلَ ْينَا َم ْر ِج ُع ُه ْم فَنُنَبِّئُ ُهم بِ َما َع ِملُوا) ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪35‬‬


‫فيه تمتي فالجواب يكون ف متعه‬ ‫ار ُ ْ أَ ْهلَهُ ِمنَ اللَّ َم َرا ِ‬
‫ت) وطلب الر‬ ‫السيا ميتل تماما ً ففي سورة البقرة إبراهيم س ل ربه ( َو ْ‬
‫قليالً ‪ ،‬أما آية لقمان ففي التبليغ ‪.‬‬

‫* أيها األشد أن تقول إلى عذاب غليظ أو إلى عذاب النار وبئس المصيرو عذاب النار ‪ .‬عندما تقول س عذبه عذاباً غليظياً هيل معنياه‬
‫أنك ستحرقهو كال ألنك لم تصرح أنه بالنار ‪ ،‬عذاب غليظ ا يشيترط أن يكيون بالنيار قيد يكيون بعصيا غليظية ‪ ،‬أميا عيذاب النيار فيهيا‬
‫حر ف يها األشدو عذاب النار ‪ .‬السيا في أهل مكة وإبراهيم يطلب البلد اآلمن والر ‪ ،‬والسيئة في مكية تتضياع أكلير مين أل‬
‫مكان آخر وكذلك الحسنة ‪ ،‬فمن أساء في بلد هللا الحرام لييس كمين أسياء فيي غيرهيا وليذلك شيدهد العيذاب فقيال (عيذاب النيار وبيئس‬
‫المصير) ‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫َنت َّ ِ‬
‫السم ُ‬ ‫كأ َ‬‫يل َربَّنَا تَ َقبَّ ْل ِمنَّا إِنَّ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم الْ َق َواع َد م َن الْبَ ْيت َوإ ْس َماع ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ِ َ : )١٢٧‬‬
‫(وإ ْذ يَ ْرفَ ُع إبْ َراه ُ‬
‫س ِمي ُ ا ْل َعلِي ُم) و‬ ‫* ما فائدة الضمير فى قوله تعالى( َربَّنَا تَقَبَّ ْل ِمنَّا إِنَّكَ أَنتَ ال َّ‬
‫جاء اليبر (السمي العليم) معرفة ووق بين (إن) واليبر (السمي ) ضمير الفصل (أنت) بقصد المبالغة في كمال الوصيفين السيمي‬
‫والعليم له سبحانه وتعالى ولينزَل سم وعلم غيره منزلة العدم ‪ ،‬أا ترى أنك لو قلت لرجل أنت سام إذا أردت أنيه أحيد السيامعين‬
‫أما إذا ع هرفت فقلت أنت السام فهذا يعني أنه السام ا غيره ‪.‬‬

‫* جاءت (يَ ْرفَ ُ ) بالمضارع م أنه رف وانتهى ألن هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يستحضير حالية إبيراهيم وإسيماعيل وهميا يرفعيان‬
‫القواعد من البيت ‪ ،‬فرغم المشقة التي تحملها ااثنان فهما سعيدان وكل ما يطلبانه من هللا هو أن يتقبل منهما ‪.‬‬

‫*هل يُضمر القول في القرآن الكريم و‬


‫أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة ‪:‬‬
‫س ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَا ُغ ْف َرانَ َك َربَّنَا َوإِلَيْكَ ا ْل َم ِ‬
‫صي ُر (‪ ))٢٨٥‬القيول هيو الفعيل‬ ‫‪ -٤‬األصل أن يذكر القول والمقول وهذا هو الكلير ملل ( َوقَالُو ْا َ‬
‫و المقول هو (سمعنا وأطعنا) ‪.‬‬

‫‪ -٢‬يمكن أن يحذم فعل القول ويذكر المقول ا يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كلير أيضا ً مليل ( َوإِ ْذ يَ ْرفَي ُ إِ ْب َيرا ِهي ُم ا ْلقَ َوا ِعي َد ِمينَ‬
‫س ِمي ُ ا ْل َعلِي ُم (‪ ))٤٢٧‬هذا مقول القول ما قال يقولون ‪ ،‬حذم الفعل وأبقى المقول ‪.‬‬ ‫س َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّ ْل ِمنَّا إِنَّكَ أَنتَ ال َّ‬ ‫ا ْلبَ ْي ِ‬
‫ت َوإِ ْ‬

‫سيى أَتقُولُيونَ لِ ْل َحي ِّ‬


‫ص لَ َّميا‬ ‫‪ -٣‬أحيانا ً يذكر فعل القول لكن يحذم المقول ولكنيه ظياهر فيي السييا عكيس الحالية السيابقة مليل (قَيا َل ُمو َ‬
‫سا ِحرُونَ (‪ )٧٧‬يونس) ما هو القولو هم لم يقولوا أسحر هذا وا يفلح الساحرون وإنما هم قيالوا هيذا‬ ‫َجاء ُك ْم أَ ِ‬
‫س ْح ٌر هَـ َذا َواَ يُ ْفلِ ُح ال َّ‬
‫سحر‪ ،‬قول (أسحر هذا) هذا قول موسى وأضمر مقولهم هم ولكنه مفهوم من السيا ‪.‬‬

‫‪ -١‬قد يذكر مقولين لقيائلين ميتلفيين ويحيذم فعيل القيول منهميا اجثنيين ويتصيالن ك نهميا مقيوان لقيول واحيد لكين المعنيى واضيح‬
‫سيو ٍء بَلَيى إِنَّ ه‬
‫هللاَ َعلِيي ٌم بِ َميا ُكنيتُ ْم‬ ‫سي ِه ْم فَي َ ْلقَ ُو ْا ال َّ‬
‫سيلَ َم َميا ُكنَّيا نَ ْع َمي ُل ِمين ُ‬ ‫يجرل علييه السييا مليل (الَّي ِذينَ تَتَ َوفَّيا ُه ُم ا ْل َمالئِ َكيةُ ظَيالِ ِمي أَنفُ ِ‬
‫تَ ْع َملُونَ (‪ )٢٨‬النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن هللا عليم بميا كنيتم تعلميون) هيذا لييس قيائال واحيدا وإنميا هيذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قائل آخر وحذم فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء وليم يقيل قيال بليى مفهيوم مين السييا فحيذم فعيل القيول مين ااثنيين‬
‫وأدمج المقولين لكنه مفهوم من السيا ‪.‬‬

‫ت ا ْم َيرأَةُ‬ ‫‪ -٥‬أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو ك نهما مقوان لشيص واحد لكن في الحقيقة ا‪ ،‬ملل (قَالَي ِ‬
‫ب َوأَنَّ هللاَه‬‫صا ِدقِينَ (‪ ، ))٥٤‬ويوس قال ( َذلِ َك لِيَ ْعلَ َم أَنِّي لَ ْم أَ ُخ ْنيهُ بِا ْل َغ ْيي ِ‬ ‫س ِه َوإِنَّهُ لَ ِمنَ ال َّ‬ ‫اودتُّهُ عَن نَّ ْف ِ‬ ‫ص أَنَاْ َر َ‬
‫ص ا ْل َح ُّ‬ ‫ا ْل َع ِزي ِز اآلنَ َح ْ‬
‫ص َح َ‬
‫سو ِء إِاَّ َما َر ِح َم َربِّ َي إِنَّ َربِّي َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم(‪ ))٥٣‬هذا كيالم سييدنا‬ ‫س ألَ َّما َرةٌ بِال ُّ‬
‫سي إِنَّ النَّ ْف َ‬ ‫اَ يَ ْه ِدل َك ْي َد ا ْل َيائِنِينَ (‪َ )٥٢‬و َما أُبَ ِّرى ُء نَ ْف ِ‬
‫يوس يتحدا عن أنه لم يين العزيز بالغيب ‪( ،‬ذلك) أل الكالم الذل قالته امرأة العزيز ‪.‬‬

‫‪ -٦‬هناليك حالية أخيرى أن ييذكر فعيل القيول لكين ا ييذكر المقييول وإنميا ييذكر فحيواه (قُيل لِّ ِعبَيا ِد َ‬
‫ل الَّي ِذينَ آ َمنُيو ْا يُقِي ُميو ْا ال َّ‬
‫صيالَةَ (‪)٣٤‬‬
‫إبراهيم) (قيل) هيذا فعيل القيول والمقيول ليم ييذكره وإنميا ذكير الفحيوى (يقيميوا الصيالة) هيذا فحيوى قوليه تعيالى هيو ليم يقيل أقيميوا‬
‫سنُ (‪ )٥٣‬اجسراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه ‪.‬‬ ‫الصالة‪َ ( ،‬وقُل لِّ ِعبَا ِدل يَقُولُو ْا الَّتِي ِه َي أَ ْح َ‬

‫فهذه أبر أحوال القول في القرآن الكريم ‪ ،‬ولكل حالة من هذه الحاات دالتها وسياقها الذل تروى فيه ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪36‬‬


‫َنت الع ِزيز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث فِي ِه ْم َر ُسوالً ِّم ْن ُه ْم يَ ْت لُو َعلَْي ِه ْم آيَاتِ َ‬
‫يم)‬
‫الحك ُ‬
‫كأ َ َ ُ َ‬ ‫ْمةَ َويُ َزِّكي ِه ْم إِنَّ َ‬ ‫ك َويُ َعلِّ ُم ُه ُم الْكتَ َ‬
‫اب َوالْحك َ‬ ‫آية (‪َ : )١٢٩‬‬
‫(ربَّنَا َوابْ َع ْ‬
‫* وردت في القرآن الكريم ملل هذه اآليات أرب مرات ثالا منها عن هللا تعالى ومرة على لسان ابراهيم عليه السالم وهي ‪:‬‬
‫ياب َوا ْل ِح ْك َم يةَ َويُ َعلِّ ُم ُك ي ْم َمييا لَ ي ْم تَ ُكونُييوا تَ ْعلَ ُمييونَ‬‫يوا ِم ي ْن ُك ْم يَ ْتلُييو َعلَ ي ْي ُك ْم آَيَاتِنَييا َويُييزَ ِّكي ُك ْم َويُ َعلِّ ُم ُك ي ُم ا ْل ِكتَي َ‬
‫سي ً‬ ‫‪َ ( ‬ك َمييا أَ ْر َ‬
‫س ي ْلنَا فِييي ُك ْم َر ُ‬
‫(‪)٤٥٤‬البقرة) ‪.‬‬
‫َاب َوا ْل ِح ْك َمةَ َوإِنْ َكيانُوا‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ي‬
‫َ ْ ِْ َ ِ ِ َ ُ ِْ َ َُ ُ ُُ ِ َ‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ت‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ِ ِْ َ‬‫ه‬‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نْ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ً‬
‫وا‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ُ ِ ِينَ ِ َ َ ِ ِ ْ َ ُ‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ذ‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ؤْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫‪( ‬لَقَ ْد َمنَّ َّ‬
‫هللاُ َعلَ‬
‫ين (‪)٤٦١‬آل عمران) ‪.‬‬ ‫ض َال ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫ِمنْ قَ ْب ُل لَفِي َ‬
‫َاب َوا ْل ِح ْك َمةَ َوإِنْ َكانُوا ِمنْ قَ ْب ُل لَفِي َ‬
‫ض َال ٍل‬ ‫وا ِم ْن ُه ْم يَ ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آَيَاتِ ِه َويُزَ ِّكي ِه ْم َويُ َعلِّ ُم ُه ُم ا ْل ِكت َ‬ ‫س ً‬‫‪(( ‬ه َُو الَّ ِذل بَ َع َ فِي ْاألُ ِّميِّينَ َر ُ‬
‫ين (‪)٢‬الجمعة) ‪.‬‬ ‫ُمبِ ٍ‬
‫‪ ‬وعلى لسان ابراهيم ‪ )٤٢١( :‬البقرة‪.‬‬
‫أخير جانيب تزكيية‬ ‫التقديم والت خير يعود إلى ترتيب األولويات واألهميية فيي اليطيابين ‪ ،‬فعنيدما دعيا ابيراهيم ربيه أن يرسيل رسيواً ه‬
‫األخال إلى آخر مرحلة بعد تالوة اآليات وتعليمهم الكتاب والحكمة ‪ ،‬أما في آية سورة الجمعية وسيورة البقيرة (‪ )٤٥٤‬وسيورة آل‬
‫عمران فاليطاب مين هللا تعيالى ب نيه بعي فيي األمييين رسيواً يتليو علييهم آياتيه وييزكيهم قبيل مرحلية يعلمهيم الكتياب والحكمية ألن‬
‫اليلُقي ي تي قبل الجانب التعليمي وألن اجنسان إذا كان غير مز هكى في خلقه لن يتلقى الكتاب والحكمية عليى ُميراد هللا تعيالى‬ ‫الجانب ُ‬
‫والرسول من أهم صفاته أنه على خلص عظيم كما شهد له رب العزة ‪.‬‬

‫يحا َ َويَ ْعقُ َ‬


‫يوب‬ ‫س َ‬‫سي َما ِعي َل َوإِ ْ‬‫اّللِ َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما أُ ْن ِز َل إِلَى إِ ْبي َرا ِهي َم َوإِ ْ‬
‫من ناحية السيا فآية البقرة (‪ )٤٢١‬قال بعدها (قُولُوا آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫سى َو َما أُوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمنْ َربِّ ِه ْم (‪ ))٤٣٦‬فلما كان السيا عن الكتب قدهم الكتاب والحكمة َ‬
‫(ويُ َعلِّ ُم ُهي ُم‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫سبَا ِط َو َما أُوتِ َي ُمو َ‬ ‫َو ْاألَ ْ‬
‫َاب َوال ِحك َمة) ألنه مناسب م اجنزال الذل ذكره فيما بعد ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْل ِكت َ‬
‫َياب يَ ْع ِرفُونَيهُ َك َميا‬
‫ص ِمينْ َربِّ ِهي ْم ‪ ...‬الَّي ِذينَ آَتَ ْينَيا ُه ُم ا ْل ِكت َ‬ ‫َياب لَيَ ْعلَ ُميونَ أَنَّيهُ ا ْل َحي ُّ‬ ‫ُ‬
‫(وإِنَّ الَّي ِذينَ أوتُيوا ا ْل ِكت َ‬‫بينما آيية البقيرة األخيرى قيال قبلهيا َ‬
‫ً‬
‫ص َو ُه ْم يَ ْعل ُمونَ (‪ ))٤١٦-٤١١‬الكتاب والعلم لم ينف هؤاء ولم يغين عينهم شييئا فهيم‬ ‫َ‬ ‫يَ ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َوإِنَّ فَ ِريقًا ِم ْن ُه ْم لَيَ ْكتُ ُمونَ ال َح َّ‬
‫ْ‬
‫ص َال ِة (‪ ))٤٥٣‬فالصالة تزكية تنهى عن المنكر ‪.‬‬ ‫ص ْب ِر َوال َّ‬ ‫ستَ ِعينُوا بِال َّ‬ ‫محتاجون للتزكية فقدهمت وقد قال بعدها (يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آَ َمنُوا ا ْ‬

‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫ت لَِر ِّ‬


‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َسلَ ْم ُ‬ ‫َسلِ ْم قَ َ‬
‫ال أ ْ‬ ‫آية (‪( : )١٣١‬إِ ْذ قَ َ‬
‫ال لَهُ َربُّهُ أ ْ‬
‫* الفر بين أسلم إلى وأسلم لـ في الدالة ‪:‬‬
‫أسلم بمعنى انقاد وخض ومنها اجسالم اجنقياد ‪.‬‬
‫أسلم إليه الشيء معناه دفعه إليه أو أعطاه إليه بانقياد أو ف هوا أمره إليه ‪ ،‬من التوكل وهذا أشهر معنيى ‪ .‬أسيلم ّلل معنياه انقياد ليه‬
‫سيلَ ْي َمانَ ِ َّّللِ َر ِّب ا ْل َعيالَ ِمينَ (‪ )١١‬النميل) ووكيذلك‬ ‫(وأَ ْ‬
‫سيلَ ْمتُ َمي َ ُ‬ ‫وجعل نفسه سالما ً له أل خالصا ً ّلل أخلص إليه ‪ ،‬لما قالت ملكة سيب َ‬
‫إبراهيم عليه السالم قال (أَ ْ‬
‫سلَ ْمتُ لِ َر ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) خضعت له وجعلت نفسي خالصة له ‪.‬‬

‫لذلك قال القدامى أسلم ّلل أعلى من أسلم إليه ألنه لم يجعل معه ألحد شيء كميا أن أسيلم إلييه أل دفعيه إلييه قيد يكيون ليم يصيل لكين‬
‫سلهم له اختصاا ‪ ،‬والالم للملك (أسلم ّلل) ملهك نفسه ّلل ‪.‬‬

‫ِّين فَالَ تَ ُموتُ َّن إَالَّ َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن)‬ ‫وب يَا بَنِ َّي إِ َّن اللّهَ ْ‬
‫اصطََفى لَ ُك ُم الد َ‬
‫صى بِها إِب ر ِاه ِ ِ‬
‫آية (‪َ ( : )١٣٢‬وَو َّ َ ْ َ ُ‬
‫يم بَنيه َويَ ْع ُق ُ‬
‫* الفر بين وصى وأوصى ‪:‬‬
‫صييى) بالتشييديد إذا كييان أميير الوصييية شييديداً ومهمييا ًّ ولييذلك يسييتعملها فييي أمييور الييدين وفييي األمييور المعنوييية‬ ‫هللا تعييالى يقييول (و ه‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ص ْينا الي ِذينَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ولق ْد َو َّ‬‫سلِ ُمونَ (‪ )٤٣٢‬البقرة) َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اصطفى لك ُم الدِّينَ فال تَ ُموتُنَّ إِا َوأنتُ ْم ُم ْ‬ ‫َّ‬
‫وب يَا بَنِ َّي إِنَّ هللاَ ْ‬ ‫ُ‬
‫صى بِ َها إِ ْب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَ ْعق ُ‬ ‫(و َو َّ‬
‫َ‬
‫هللاُ فِيي‬‫وصيي ُك ُم َّ‬
‫هللاَ (‪ )٤٣٤‬النساء) ‪ ،‬أما (أوصى) فيستعملها هللا تعالى في األمور الماديية (يُ ِ‬ ‫أُوتُوا ا ْل ِكت َ‬
‫َاب ِمنْ قَ ْبلِ ُك ْم َوإِيَّا ُك ْم أَ ِن اتَّقُوا َّ‬
‫لذ َك ِر ِم ْل ُل َحظِّ ْاألُ ْنلَيَ ْي ِن) النساء) ‪.‬‬ ‫أَ ْوا ِد ُك ْم لِ َّ‬

‫يل َوإِ ْس َحا َق‬ ‫ك إِب ر ِاه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِبَنِ ِيه َما تَ ْعبُ ُدو َن ِمن بَ ْع ِدي قَالُواْ نَ ْعبُ ُد إِلَ َه َ ِ‬
‫ت إِ ْذ قَ َ‬ ‫آية (‪( : )١٣٣‬أ َْم ُكنتُ ْم ُش َه َداء إِ ْذ َح َ‬
‫يم َوإ ْس َماع َ‬
‫ك َوإلَ هَ آبَائ َ ْ َ َ‬ ‫وب ال َْم ْو ُ‬
‫ض َر يَ ْع ُق َ‬
‫إِلَهاًو ِ‬
‫احداً َونَ ْح ُن لَهُ ُم ْسلِ ُمو َن)‬ ‫َ‬
‫* الفر بين حضر وجاء في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫من الناحية اللغوية ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪37‬‬


‫الحضور في اللغة يعنيي الوجيود والشيهود ولييس بالضيرورة معنياه المجييء إليى الشييء (يقيال كنيت حاضيراً إذ كلهميه فيالن بمهنيى‬
‫شاهد وموجود وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضراً مجلسهم ‪ ،‬وكنت حاضراً في السو أل كنت موجوداً فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو اجنتقال من مكان إلى مكان ‪ ،‬وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله د هكاء) سورة الكه بمعنى لم يكن‬
‫موجوداً وإنما جاء األمر‪.‬‬

‫من الناحية البيانية ‪:‬‬


‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير وفي كلمة حضر وجياء لكيل منهيا خصوصيية أيضياً ‪ ،‬فحضيور الميوت يُسيتعمل فيي القيرآن‬
‫يوب ا ْل َم ْيوتُ إِ ْذ قَيا َل لِبَنِيي ِه َميا تَ ْعبُيدُونَ ِمين بَ ْعي ِدل) وكي ن‬ ‫ش َهدَاء إِ ْذ َح َ‬
‫ض َر يَ ْعقُ َ‬ ‫الكريم في األحكام والوصايا كما في قوله تعالى (أَ ْم ُكنتُ ْم ُ‬
‫الموت هو من جملة الشهود ك ن الموت حاضر م من هو جالس بجيوار يعقيوب وهيذا الحضيور لييس فييه ميوت كاميل ألن يعقيوب‬
‫كان يوصي أبناءه فلم تُقبض روحه إذن هو لم يكن قد مات لكن الموت جالس عنده وشاهد عليى الوصيية فك نيه إقتيرب منيه الميوت‬
‫لكن لم ينفذ‪ .‬فالقرآن هنا ا يتحدا عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت وإنما وصية يعقوب ألبنائه بعبادة هللا الواحد ‪.‬‬
‫(حتَّيى إِ َذ َ‬
‫اجياء‬ ‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكالم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كميا فيي آيية المؤمنيون َ‬
‫ار ِج ُعو ِن (‪ ))١١‬يريد هيذا اليذل جياءه الميوت أن يرجي ليعميل صيالحا ً فيي اليدنيا فيالكالم إذن يتعليص بيالموت‬ ‫أَ َح َد ُه ُم ا ْل َم ْوتُ قَا َل َر ِّب ْ‬
‫نفسه وأحوال الشيص الذل يموت ‪ ،‬كما يستعمل فعل جاء م األجل (فإذا جاء أجلهم) وم سكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ‪.‬‬

‫وب ا ْل َم ْوتُ ) جاء لفظ الموت فاعالً في أحد عشر موضعا ً في القيرآن وجياء المفعيول بيه يكيون متقيدما ً دائمياً ك نيه إبعياد‬
‫ض َر يَ ْعقُ َ‬
‫(ح َ‬
‫* َ‬
‫للفظ الموت وتقديم للمفعول به وذلك التقديم للعناية واجهتمام والتله لمعرفة الفاعل ‪.‬‬

‫* إسحص ليس أبوهم ولكن األجداد من اآلباء لكن ليس من الوالدين ‪ ،‬فربنا سمى آدم ( َك َما أَ ْخ َر َج أَبَ َو ْي ُكم ِّمنَ ا ْل َجنَّ ِة) ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودا أَو نَصارى تَ ْهتَ ُدواْ قُل بل ِملَّةَ إِبْر ِاه ِ‬
‫يم َحني ًفا َوَما َكا َن م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ين)‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٣٥‬وقَالُواْ ُكونُواْ ُه ً ْ َ َ‬
‫*(قُ ْل بَ ْل ِملَّةَ إِ ْب َرا ِهي َم َحنِيفًا) ما دالة حنيفاً ‪:‬‬
‫الحن هو الميل عن الضالل إلى اجستقامة والحن الميل في المشي عن الطريص المعتياد ‪ ،‬وسيمي ديين إبيراهيم حنيفياً عليى سيبيل‬
‫المدح لل ِملهة ألن الناس يوم ظهور ملهة إبراهيم كانوا في ضاللة عمياء فجاء دين إبراهيم مائالً عنهم فلُقهب بالحني مدحاً ‪.‬‬

‫يسى َوَما أُوتِ َي النَّبِيُّو َن ِم ْن‬ ‫ِ‬


‫وسى َوع َ‬
‫ِ‬ ‫اعيل وإِسحا َق وي ع ُقوب و ْاأل ِ‬
‫يم َوإِ ْس َم َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫َسبَاط َوَما أُوت َي ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫آية (‪( : )١٣١‬قُولُوا آ ََمنَّا بالله َوَما أُنْ ِز َل إل َْي نَا َوَما أُنْ ِز َل إلَى إبْ َراه َ‬
‫ِ‬
‫َحد ِمنْ ُه ْم َونَ ْح ُن لَهُ ُم ْسلِ ُمو َن)‬‫َربِّ ِه ْم َال نُ َف ِّر ُق بَ ْي َن أ َ‬
‫سيى‬ ‫يي ُمو َ‬ ‫اط َو َميا أُوتِ َ‬‫سيبَ ِ‬‫يوب َو ْاألَ ْ‬
‫يحا َ َويَ ْعقُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ياّللِ َو َميا أُ ْني ِز َل َعلَ ْينَيا َو َميا أُ ْني ِز َل َعلَيى إِ ْب َيرا ِهي َم َوإِ ْ‬
‫سي َما ِعي َل َوإِ ْ‬ ‫* فى آل عمران (قُ ْل آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫سلِ ُمونَ (‪))٨١‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سى َوالنَّبِيُّونَ ِمنْ َربِّ ِه ْم َا نف ِّر ُ بَيْنَ أ َح ٍد ِمن ُه ْم َون ْحنُ لهُ ُم ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َو ِعي َ‬

‫* في البقرة (أُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا) وفي آل عمران (أُ ْن ِز َل َعلَ ْينَا) ‪:‬‬
‫لما ت تي (إلى) معناها غاية الوصول ولما ت تي (على) فيها معنيى اجسيتعالء ‪ ،‬عنيدما تقيول دخيل ييد إليى القيوم يعنيي مشيى ودخيل‬
‫إليهم ك نه في مستواهم ‪ ،‬لكن لما تقول دخل عليهم فيه نوع من التعالي ك نه مرتف عنهم ملل (فيرج على قومه في ينته) ‪.‬‬
‫اّللِ َو َميا أُ ْني ِز َل إِلَ ْينَيا) فهيو‬
‫في بداية آية البقرة نوع من مباشرة الدعوة من المسلمين لغير المسلمين أن ي توا إلى دينهم (قُولُوا آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫حدي بشرل بين البشر قالوا نحن وصل إلينا ما هو خير مما عندكم فال نحتاج إليى ميا عنيدكم والعطي عيادة يكيون مليل المعطيوم‬
‫عليه ‪ .‬كما أن اآلية تتحدا عن تصديص الرسالة والنبوة أل نحن نصد ب ن هؤاء مرسلون من هللا وهم صادقون ‪.‬‬
‫بينما في آية آل عمران الكالم عن ميلا أُ ِخذ على األنبياء أن يوصوا أتباعهم باتهباع النبي الجدييد اليذل سيي تي فهيي ميليا مين هللا‬
‫عز وجل وفيه ذكر للسماء ففيه علو ‪ ،‬والوحي من أين ي تيو من هللا عز وجل الذل هو أعلى فناسب أن يقول (أُنزل علينا) ‪.‬‬

‫(و َميا أُوتِ َ‬


‫يي‬ ‫سى َو َميا أُوتِي َي النَّبِيُّيونَ ِمينْ َربِّ ِهي ْم) أعياد كلمية (أُوتيي) وفيي آل عميران قيال َ‬ ‫* في آية البقرة قال ( َو َما أُوتِ َي ُمو َ‬
‫سى َو ِعي َ‬
‫َ‬
‫سى َوالنَّبِيُّونَ ِمنْ َربِّ ِه ْم) ألن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (لَ َما آتَ ْيتُ ُك ْم) فلم يكررها بينما هنا لم يذكرها ‪.‬‬ ‫سى َو ِعي َ‬
‫ُمو َ‬

‫* ما الفر بين أنزل وأوتي و‬


‫هذه اآلية فيها إنزال وإيتاء ‪ ،‬اجنزال ي تي من السماء ويستعمل للكتب ‪ ،‬أما اجيتاء فهو يستعمل للكتب وغيرها ملل المعجزات ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪38‬‬


‫‪ --‬نسيي ل سييؤااً ‪َ :‬ميينْ ميين األنبييياء المييذكورين ُذكييرت لييه معجييزة تحييدهى بهييا المييدعوينو موسييى وعيسييى عليهمييا السييالم ولييم‬
‫فير بيين مين‬ ‫يذكرمعجزات للمذكورين الباقين ‪ ،‬هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنيزال أو إيتياءو هيي إيتياء وليسيت إنيزااً وليذلك ه‬
‫نبوته باجيتاء وبين اجنزال‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬ ‫أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة ه‬

‫‪ --‬كلمة (أوتي) عامة تشمل اجنزال واجيتاء ‪ ،‬ال ُكتب إيتاء لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاجيتاء أعي هم مين‬
‫اجنزال ألن اجنزال كما قلنا يشمل الكتب فق ‪ ،‬أنزل يعني أنزل من السماء ‪ ،‬وآتى أعطاه قد يكيون اجعطياء مين فيو أو مين أماميه‬
‫بيده ‪ ،‬لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السالم ذكر اجيتاء لم يذكر اجنزال ثم قيال ( َو َميا أُوتِ َ‬
‫يي النَّبِيُّيونَ ِمين َّربِّ ِهي ْم) دخيل فيهيا كيل‬
‫النبييبن ألنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء ‪َ ( ،‬و َما أُن ِز َل إِلَى إِ ْب َرا ِهي َم) قد يكون إنزااً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما‬
‫السالم في هذه اآلية هذا إيتاء وليس إنزااً ألنه يتحدا عن معجزة وألنهما الوحيدان بين المذكورين الليذين أوتييا معجيزة ونجيد أن‬
‫حجج موسى لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات‪.‬‬

‫وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة (أنزل) مطلقا ً لموسى في القرآن كله وإنما استعملت كلمة (أوتي) لموسى ‪ ،‬أما بالنسبة للرسيول‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقد جاء في القرآن (ولقد آتيناك سبعا ً من الملاني والقرآن العظيم) وجاء أيضاً (وما أُنزل إليك) ‪.‬‬

‫يم)‬‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١٣٧‬فَِإ ْن آمنُواْ بِ ِمثْ ِل ما آمنتم بِ ِه فَ َق ِد ا ْهت َدواْ َّوإِن تَولَّواْ فَِإنَّما هم فِي ِش َقاق فَسيك ِ‬
‫ْفي َك ُهم اللّهُ و ُهو َّ ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫السم ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫* اختص تعالى أداة الشرط إن هنا (فإِنْ آ َمنُو ْا) وليس إذا ألن (إن) حرم شرط جا م يفيد الشك إيذانا ً ب ن إيمانهم ميؤوس منه ‪.‬‬ ‫َ‬

‫صو َن)‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١٣٩‬قُل أَتُح ُّ ِ ِ‬


‫فجونَنَا في اللّه َو ُه َو َربُّنَا َوَربُّ ُك ْم َولَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َونَ ْح ُن لَهُ ُم ْخل ُ‬ ‫ْ َ‬
‫آجونَنَا) إستفهام ولكنه خرج عن دالته األصلية وهو اجستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ ‪.‬‬ ‫* في قوله تعالى (أَت َُح ُّ‬

‫* قدهم تعالى الجار والمجرور (لنا) على قوله (أعمالنا) لتختصاا أل لنا أعمالنا الياصة بنا وا قِبَل لآلخرين بها فال تحاجونا في‬
‫أنكم أفضل منا ‪.‬‬

‫ص َراط ُّم ْستَ ِقيم)‬ ‫ب يَ ْه ِدي َمن يَ َ‬


‫شاء إِلَى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الس َف َهاء ِم َن الن ِ‬
‫َّاس َما َوالَّ ُه ْم َعن ق ْب لَت ِه ُم الَّتي َكانُواْ َعلَْي َها قُل لِّلّه ال َْم ْش ِر ُق َوال َْمغْ ِر ُ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٤٢‬سيَ ُق ُ‬
‫ول ُّ‬
‫س) وصفهم ب نهم من الناس ولم يكت بـ (سيقول السفهاء) م كون ذلك معلوماً للمبالغة‬ ‫سفَ َهاء ِمنَ النَّا ِ‬ ‫سيَقُو ُل ال ُّ‬‫* قال تعالى ( َ‬
‫سم‬‫في وسمهم بهذه السمة وللتنبيه على بلوغهم الحد األقصى من السفاهة بحي ا يوجد في الناس سفهاء غيرهم وإذا ُُّ ِّ‬
‫الناس أقساما ً يكون هؤاء قسم السفهاء ‪ ،‬السفهاء جم سفيه وهو صفة مشبههة تدل على أن السفه غدا سجيهة من سجايا‬
‫الموصوم وهذه الصفة ا تُطلص إا على اجنسان ‪.‬‬

‫نت َعلَْي َها إِالَّ لِنَ ْعلَ َم َمن‬


‫ول َعلَ ْي ُك ْم َش ِهي ًدا َوَما َج َعلْنَا ال ِْق ْب لَةَ الَّتِي ُك َ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٤٣‬وَك َذلِ َ‬
‫ك َج َعلْنَا ُك ْم أ َُّمةً َو َسطًا لِّتَ ُكونُواْ ُش َه َداء َعلَى الن ِ‬
‫َّاس َويَ ُكو َن َّ‬
‫َّاس لَرُؤ ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ول ِم َّمن يَن َقلِب َعلَى َع ِقبَ يْ ِه وإِن َكانَ ْ ِ‬ ‫يَتَّبِ ُع َّ‬
‫يم)‬‫وف َّرح ٌ‬ ‫يمانَ ُك ْم إ َّن اللّهَ بالن ِ َ‬ ‫يع إِ َ‬ ‫ت لَ َكب َيرةً إِالَّ َعلَى الذ َ‬
‫ين َه َدى اللّهُ َوَما َكا َن اللّهُ ليُض َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُس َ‬
‫صدِّرت اآلية باسم اجشارة (وكذلك) ولم ت ت (وجعلناكم أمة وسطاً) دالة على البُعد للتنويه إلى تعظيم المقصودين وهم‬ ‫* ُ‬
‫المسلمون ‪.‬‬

‫* وسطا ً معناها خياراً أو عدواً بين اجفراط والتفري ‪ ،‬لما تقول هو من أوسطهم أل من خيارهم ‪.‬‬

‫طا) لم تتب الموصوم من حي التذكير والت ني ألن كلمة وس في األصل هي إسم‬ ‫* كلمة وسطاً في ( َو َك َذلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أُ َّمةً َو َ‬
‫س ً‬
‫ص به فيبقى على حاله وا يطابص كما لو وصفنا بالمصدر نقول رجل صوم وامرأة صوم ا يقال أمة‬ ‫جامد يعني ليس مشتقا ً ‪ ،‬و ِ‬
‫وسطة ‪ ،‬وليس في األصل وص مشتص حتى يُ َذ هكر ملل طويل وطويلة ‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫النور(ولَ ْو َا فَ ْ‬


‫ض ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫س لَ َرالُومٌ َّر ِحي ٌم) وعدم التوكيد فى سورة‬ ‫* دالة التوكيد بـ (إنه ) والالم في اآلية ( َوإِنَّ َّ‬
‫هللاَ بِالنَّا ِ‬
‫َو َر ْح َمتُهُ َوأَنَّ َّ‬
‫هللا َرالُومٌ َر ِحي ٌم (‪: )٢١‬‬
‫ضي َ إِي َمانَ ُك ْم) لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة‬ ‫التوكيد بحسب ما يحتاجه المقام ‪ ،‬في اآلية األولى ( َو َما َكانَ ه‬
‫هللاُ لِيُ ِ‬
‫تساءل الصحابة عن صالتهم السابقة وعن الذين ماتوا هل ضاعت صالتهمو س لوا عن طاعة كانوا يعملون بها ف ك هد هللا تعالى (إِنَّ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪39‬‬


‫س َل َرالُومٌ َّر ِحي ٌم) ‪ ،‬أما في اآلية اللانية فهم في معصية (يحبون أن تشي الفاحشة) فال يحتاج إلى توكيد ‪ ،‬لما هم في‬ ‫ه‬
‫هللاَ بِالنَّا ِ‬
‫طاعة يؤكد ولما يكون في معصية ا يؤكد ‪.‬‬

‫ث َما ُك ْنتُ ْم فَ َولُّوا ُو ُج َ‬


‫وه ُك ْم َشط َْرهُ َوإِ َّن‬ ‫ْح َر ِام َو َح ْي ُ‬ ‫ِِ‬ ‫اها فَ َو ِّل َو ْج َه َ‬
‫ك َشط َْر ال َْم ْسجد ال َ‬ ‫ضَ‬ ‫الس َم ِاء فَلَنُ َولِّيَ ن َ‬
‫َّك قِ ْب لَةً تَ ْر َ‬ ‫ك فِي َّ‬ ‫ب َو ْج ِه َ‬‫آية (‪( : )١٤٤‬قَ ْد نَ َرى تَ َقلُّ َ‬
‫ْح ُّق ِم ْن َربِّ ِه ْم َوَما اللَّهُ بِغَافِل َع َّما يَ ْع َملُو َن)‬
‫اب لَيَ ْعلَ ُمو َن أَنَّهُ ال َ‬
‫ِ‬
‫ين أُوتُوا الْكتَ َ‬
‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫س َماء) ‪( :‬قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيص وإذا دخلت‬ ‫* دالة إستيدام (قد) في قوله تعالى (قَ ْد نَ َرى تَقَلُّ َب َو ْج ِه َك فِي ال َّ‬
‫على المضارع لها أكلر من معنى منها التقليل (قد يصد الكذوب) تقليل وقد ت تي للتكلير والتحقيص ‪.‬‬

‫* (فَلَنُ َولِّيَنَّكَ قِ ْبلَةً ت َْر َ‬


‫ضاهَا) عبهر تعالى عن رغبة النبي صلى هللا عليه وسلم ومحبته للكعبة بكلمة (ترضاها) دون تحبها أو تهواها‬
‫للدالة على أن ميله إلى الكعبة ميل لقصد اليير بناء على أن الكعبة أجدر بيوت هللا ب ن يدل على التوحيد ولما كان الرضا مشعراً‬
‫بالمحبة الناتجة عن التعقل اختار كلمة (ترضاها) دون تهواها أو تحبها فالنبي يربو أن يتعلص ميله بما ليس فيه مصلحة راجحة‬
‫للدين واألمة ‪.‬‬

‫اءهم ِّمن‬
‫ت أَ ْه َو ُ‬‫ض ُهم بِتَابِع قِ ْب لَةَ بَ ْعض َولَئِ ِن اتَّبَ ْع َ‬
‫َنت بِتَابِع قِ ْب لَتَ ُه ْم َوَما بَ ْع ُ‬ ‫اب بِ ُك ِّل آيَة َّما تَبِ ُعواْ قِ ْب لَتَ َ‬
‫ك َوَما أ َ‬ ‫ِ‬
‫ين أ ُْوتُواْ الْكتَ َ‬
‫آية (‪( : )١٤٥‬ولَئِن أَتَ ي َ َّ ِ‬
‫ت الذ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ك إذَاً لم َن الظالم َ‬ ‫ِ‬ ‫اءن ِم َن ال ِْعل ِْم إِنَّ َ‬
‫بَ ْع ِد َما َج َ‬
‫*ما الفر بين اآليتين ( َولَئِ ِن اتَّبَعْتَ أَ ْه َواءهُم ِّمن بَ ْع ِد َما َجاءكَ ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم إِنَّ َك إِ َذاً لَّ ِمنَ الظَّالِ ِمينَ ) و ( َولَئِ ِن اتَّبَعْتَ أَه َْواءهُم بَ ْع َد الَّ ِذل‬
‫صي ٍر (‪: ))٤٢١‬‬ ‫هللاِ ِمن َولِي َواَ نَ ِ‬ ‫َجاءكَ ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَ َك ِمنَ ه‬

‫أواً ‪ :‬مجيء من في إحداهما وعدم مجيئها في األخرى‪:‬‬


‫حرم الجر في اللغة يؤدل إلى تغيير الدالة ‪( ،‬من بعد) (من) هي ابتداء الغاية ‪ ،‬ابتداء المكان بداية الشيء من كذا إلى كذا ‪،‬‬
‫س َي ِمن فَ ْوقِ َها) مباشرة ليس هنالك فاصل ‪( ،‬فوقها) تحتمل القريب والبعيد (أَفَلَ ْم يَنظُ ُروا إِلَى‬
‫ولذلك هناك فر بين ( َو َج َع َل فِي َها َر َوا ِ‬
‫س َماء فَ ْوقَ ُه ْم) ‪.‬‬
‫ال َّ‬
‫( ِّمن بَ ْع ِد َما َجاء َك) السيا في تحويل القبلة ف عندما تنزل اآلية ينبغي أن يتحول المسلم إلى القبلة مباشرة ‪ ،‬من سم بها نفهذها ‪،‬‬
‫الذل كان في الصالة وسم هذه اآلية إتجه مباشرة إذن هذه ابتداء الغاية ا تحتمل أل تغيير ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬اختيار الذل وما‪:‬‬


‫(الذل) إسم موصول ميتص و(ما) مشترك والميتص أعرم من المشترك عموما ً ‪ ،‬فمعناها أن (الذل) أعرم من (ما) ألن (ما)‬
‫تكون للمفرد والمذكر والمؤن والملنى والجم أما الذل فهي خاصة بالمفرد المذكر ‪.‬‬
‫ص تِالَ َوتِ ِه أُ ْولَـئِ َك يُؤْ ِمنُونَ بِ ِه (‪ )٤٢٤‬يتلون الكتاب أل العلم الذل جاء به‬ ‫السيا في اآلية (‪( )٤٢١‬الَّ ِذينَ آتَ ْينَا ُه ُم ا ْل ِكت َ‬
‫َاب يَ ْتلُونَهُ َح َّ‬
‫إذن صار أخص ألن الكالم كان محدداً في القرآن ‪ ،‬أما في اآلية (‪ )٤١٥‬هذا مطلص لم يحدد بشيء فاستعمل (ما) في المطلص‬
‫واستعمل (الذل) في المقيَّد ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اءه ْم َوإِ َّن فَ ِريقاً ِّمنْ ُه ْم لَيَكْتُ ُمو َن ال َ‬
‫ْح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫اب يَ ْع ِرفُونَهُ َك َما يَ ْع ِرفُو َن أَبْ نَ ُ‬
‫اه ُم الْكتَ َ‬ ‫آية (‪( : )١٤١‬الذ َ‬
‫ين آتَ يْ نَ ُ‬
‫* عبر هللا تعالى بلفظ المعرفة وقال (يعرفونه) ولم يقل يعلمونه ذلك أن المعرفة غالبا ً ما تتعلص بالذوات واألمور المحسوسة ف نت‬
‫تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت معرفة أهل الكتاب بصفات النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته ك نهم يشاهدونه أمامهم قبل بعلته ‪.‬‬

‫ْح ُّق ِم ْن َربِّ َ‬


‫ك َوَما اللَّهُ بِغَافِل َع َّما تَ ْع َملُو َن)‬ ‫ْح َر ِام َوإِنَّهُ لَل َ‬
‫ِِ‬ ‫ت فَ َو ِّل َو ْج َه َ‬
‫ك َشط َْر ال َْم ْسجد ال َ‬ ‫(وِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث َخ َر ْج َ‬ ‫آية (‪َ : )١٤٩‬‬
‫* دالة تكرار لفظة (فو هل وجهك) في اآليات ‪ ٤٥١ - ٤١١ - ٤١١‬في كل مرة جاءت لغاية وكل واحدة لها معنى ‪:‬‬
‫َ‬ ‫س َما ِء فَلَنُ َولِّيَنَّكَ قِ ْبلَة ت َْر َ‬
‫ضا َها ف َو ِّل‬ ‫ً‬ ‫في اآلية األولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول وجهه في السماء (قَ ْد نَ َرى تَقَلُّ َب َو ْج ِه َك فِي ال َّ‬
‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام (‪ ))٤١١‬ك نه يدعو هللا تعالى بلسان الحال ا بلسان المقال ‪.‬‬ ‫ش ْ‬
‫ط َر ا ْل َم ْ‬ ‫َو ْج َهكَ َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪40‬‬


‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام َوإِنَّهُ لَ ْل َح ُّ‬
‫ص ِمنْ‬ ‫ش ْ‬
‫ط َر ا ْل َم ْ‬ ‫(و ِمنْ َح ْي ُ َخ َر ْجتَ فَ َو ِّل َو ْج َهكَ َ‬
‫اآلية اللانية بيهنت أن تولي الوجه هذا هو الحص من هللا تعالى َ‬
‫َربِّ َك (‪ ))٤١١‬حتى ا يبقى شك في نفوس المسلمين ‪ ،‬واحظ الت كيدات (وإنه للحص من ربك) (إن والالم) حتى يطمئن المسلمون‬
‫إلى هذا الحص ّه ‪.‬‬

‫س َعلَ ْي ُك ْم ُح َّجةٌ‬ ‫ش ْ‬
‫ط َرهُ لِئ ََّال يَ ُكونَ لِلنَّا ِ‬ ‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام َو َح ْي ُ َما ُك ْنتُ ْم فَ َو ُّلوا ُو ُجو َه ُك ْم َ‬ ‫ش ْ‬
‫ط َر ا ْل َم ْ‬ ‫(و ِمنْ َح ْي ُ َخ َر ْجتَ فَ َو ِّل َو ْج َه َك َ‬
‫اآلية اللاللة َ‬
‫ش ْونِي (‪ ))٤٥١‬جاءت للتهوين من ش ن ثرثرة اآلخرين من غير المسلمين الذين سيلرثرون‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫إِ َّا الَّ ِذينَ َ‬
‫ظلَ ُموا ِمن ُه ْم فال تَيش َْو ُه ْم َواخ َ‬
‫ْ‬
‫في اجحتجاج عليكم ويقولون (ما واهم عن قبلتهم) هؤاء ظالمون فال تلقوا لهم بااً (لئال يكون للناس عليكم حجة) ‪.‬‬

‫َّ ِ‬ ‫وه ُك ْم َشط َْرهُ لِئَالَّ يَ ُكو َن لِلن ِ‬


‫َّاس َعلَيْ ُك ْم ُح َّجةٌ إِالَّ الذ َ‬
‫ين‬ ‫ث َما ُكنتُ ْم فَ َولُّواْ ُو ُج َ‬
‫ْح َر ِام َو َحيْ ُ‬ ‫ِِ‬
‫ك َشط َْر ال َْم ْسجد ال َ‬ ‫ت فَ َو ِّل َو ْج َه َ‬ ‫ث َخ َر ْج َ‬‫آية (‪َ ( : )١٥٣‬وِم ْن َحيْ ُ‬
‫ش ْونِي َوألُتِ َّم نِ ْع َمتِي َعلَيْ ُك ْم َول ََعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدو َن)‬ ‫ظَلَ ُمواْ ِمنْ ُه ْم فَالَ تَ ْخ َ‬
‫ش ْو ُه ْم َوا ْخ َ‬
‫* ذكر تعالى الناس مع هرفة بـ (أل) وذلك حتى تستغر هذه الكلمة الناس جميعا ً مهما اختلفت مللهم ‪.‬‬

‫* قال (لئال يكون للناس) ولم يقل لئال يكون للمشركين ولم يقتصر على ذكر الذين اعترضوا في ذلك الوقت على تح هول القِبلة‬
‫وشككوا في النبي وك ن هذه الكلمة (للناس) قد دلهت على أن التوجه إلى الكعبة المشرفة مبط ٌل لمزاعم الناس المشككين كلهم في‬
‫كل مان وكل مكان ‪.‬‬

‫* متى تلبت الياء ومتى تحذم كما في قوله (واخشوني‪ ،‬واخشون) و‬


‫إتص هللا ولكن إن أراد أن‬
‫ِ‬ ‫له‬ ‫تقول‬ ‫آخر‬ ‫أحدهم‬ ‫اغتاب‬ ‫فلو‬ ‫أكبر‬ ‫في جمي القرآن عندما يُظ ِهر الياء يكون التحذير أشد ويكون األمر‬
‫إتبعن ‪ ،‬كيدوني كيدو ِن ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هبعني‬ ‫ت‬‫(ا‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫نظائر‬ ‫له‬ ‫التعبير‬ ‫وهذا‬ ‫يقتل شيصا ً فتقول له إتقي هللا ‪ ،‬فالتحذير ييتل بحسب الفعل ‪،‬‬
‫واخشون فوردت األولى في سورة البقرة واللانية في المائدة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫أخرتني أخرت ِن) ‪ ،‬أما إخشوني‬

‫في سورة البقرة التحذير أكبر فالسيا هنا في تبديل القِبلة وقد صار كالم كلير ولغ وإرجام بين اليهود والمنافقين حتى ارتد‬
‫بعض المسلمين ‪ ،‬هي أمر كبير لذا قال (واخشوني) ‪.‬‬

‫يحةُ َو َما‬ ‫(ح ِّر َمتْ َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَةُ َوا ْل َّد ُم َولَ ْح ُم ا ْل ِي ْن ِزي ِر َو َما أُ ِه َّل لِ َغ ْي ِر ه‬
‫هللاِ بِ ِه َوا ْل ُم ْن َينِقَةُ َوا ْل َم ْوقُو َذةُ َوا ْل ُمت ََر ِّديَةُ َوالنَّ ِط َ‬ ‫في سورة المائدة ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫س ال ِذينَ كف ُروا ِمن ِدينِك ْم فال تَيش َْوهُ ْم‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ص اليَ ْو َم يَئِ َ‬ ‫ْ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س ُموا بِاأل ا ِم ذلِك ْم فِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ستَق ِ‬ ‫ب َوأن تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سبُ ُ إِاَّ َما َذ َّك ْيت ْم َو َما ذبِ َح َعلى الن ُ‬
‫ُ‬ ‫أَ َك َل ال َّ‬
‫اخش َْو ِن (‪))٣‬هذا ي س هؤاء يائسين فصار التحذير أقل ‪.‬‬ ‫َو ْ‬

‫في اآلية األخرى في سورة المائدة (إِنَّا أَن َز ْل َنا الت َّْو َراةَ فِي َها ُهدًى َونُو ٌر يَ ْح ُك ُم بِ َها النَّبِيُّونَ الَّ ِذينَ أَ ْ‬
‫سلَ ُمو ْا لِلَّ ِذينَ هَادُو ْا َوال َّربَّانِيُّونَ‬
‫شتَ ُرو ْا ِبآيَاتِي ثَ َمنًا قَلِيالً َو َمن لَّ ْم يَ ْح ُكم بِ َما‬
‫اخش َْو ِن َواَ تَ ْ‬ ‫اس َو ْ‬ ‫ش َهدَاء فَالَ ت َْي َ‬
‫ش ُو ْا النَّ َ‬ ‫ب ه‬
‫هللاِ َو َكانُو ْا َعلَ ْي ِه ُ‬ ‫َواألَ ْحبَا ُر بِ َما ا ْ‬
‫ست ُْح ِفظُو ْا ِمن ِكتَا ِ‬
‫(واخشون) بدون ياء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هللاُ فَ ُ ْولَـئِكَ ُه ُم ال َكافِرُونَ (‪ ))١١‬ليس فيها محاربة وا مقابلة فقال‬ ‫ْ‬ ‫أَنزَ َل ه‬

‫من الياء لكن هللا سبحانه وتعالى قرنها ب شياء فنية ‪.‬‬ ‫الحذم في قواعد النحو يجو والعرب تتيف‬

‫الصالَةِ إِ َّن اللّهَ َم َع َّ ِ‬ ‫استَ ِعينُواْ بِ َّ‬ ‫َّ ِ‬


‫الصاب ِر َ‬
‫ين)‬ ‫الص ْب ِر َو َّ‬ ‫آمنُواْ ْ‬ ‫آية (‪( : )١٥٣‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫* ي تي اليطاب في الحدي عن الصالة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما فيي الحيج فيكيون اليطياب للنياس ألن الصيالة والزكياة كيان‬
‫م مور بهما من تقدهم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل عليه السيالم ( َو َكيانَ يَي ْ ُم ُر أَ ْهلَيهُ بِال َّ‬
‫ص َيال ِة َوال َّز َكيا ِة َو َكيانَ‬
‫ص َال ِة َوال َّز َكا ِة َميا ُد ْميتُ َحيهًيا (‪ )٣٤‬ميريم) وفيي‬ ‫ضيهًا (‪ )٥٥‬مريم) وفي قوله تعالى عن عيسى عليه السالم ( َوأَ ْو َ‬
‫صانِي بِال َّ‬ ‫ِع ْن َد َربِّ ِه َم ْر ِ‬
‫ار َك ُعييوا َمي َ الي َّرا ِك ِعينَ (‪ ، ))١٣‬أميا الحييج فهيو عبيادة خاصية للمسييلمين‬ ‫و‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫يا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫ز‬ ‫ال‬ ‫ُيوا‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫يال‬ ‫ص‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫يوا‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‬‫ق‬‫َ‬
‫َ ِ ُ‬ ‫أ‬ ‫و‬‫(‬ ‫إسيرائيل‬ ‫بنيي‬ ‫الحيدي عين‬
‫وعنيدما يكييون اليطياب دعييوة للنيياس إليى الحييج فك نهييا هيي دعييوة ليدخول النيياس فييي اجسيالم ‪ ،‬أمييا إذا كانييت دعيوة النيياس للصييالة‬
‫والزكاة فهم أصالً يفعلونها في عباداتهم‪.‬‬

‫ش ِر َّ ِ‬ ‫س والثَّمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيء ِمن ال َ ِ‬‫ِ‬


‫الصاب ِر َ‬
‫ين)‬ ‫ات َوبَ ِّ‬ ‫وع َونَ ْقص م َن ْاأل َْم َوال َو ْاألَنْ ُف ِ َ َ َ‬
‫ْج ِ‬
‫ْخ ْوف َوال ُ‬ ‫آية (‪َ : )١٥٥‬‬
‫(ولَنَ ْب لُ َونَّ ُك ْم ب َ ْ َ‬
‫* هل لهذا الترتيب وجه بالغيو‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪41‬‬


‫اآلية تتكلم عن قتل وقتال هناك معركة فال يفكر اجنسان بالجوع وإنما يفكر في ذهاب النفس فقيدهم الييوم عليى الجيوع ‪ ،‬ولميا تكليم‬
‫عن الر والتجارة ر أيضا ً قيدهم الجيوع ‪( ،‬ونقيص مين األميوال واللميرات) يقيدهم األميوال دائميا ً إا عنيدما تتعاميل مي هللا تعيالى‬
‫فيقدهم األسمى (األنفس) ‪.‬‬

‫* قال (من األموال) بمعنى قلهصها ولم يقل( نقص في األموال) ألن نقص فيها تعني أصابها شيء في داخلها أما نقيص مين األميوال‬
‫يعني ذهب منها شيء ‪.‬‬

‫* جاء هللا تعالى بكلمة (بشيء) ولم يقل لنبلونكم باليوم والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان ‪:‬‬
‫األولى أنه ذكر كلمة شيء قبل اليوم فيه تيفي من وق هذا اليبر المؤلم للنفس فال أحد يرغيب أن يكيون خائفياً أو جائعياً فيفي‬
‫هللا تبارك وتعالى عنا هذا اليبر أن اابتالء يكون بشيء من اليوم والجوع وليس باليوم كله أو بالجوع كله ‪.‬‬
‫ه‬
‫واللانية إشارة إلى الفر بين اابتالء الواق على هذه األمة المرحومية وبيين ميا وقي مين ابيتالء عليى األميم السيابقة فقيد سيل هللا‬
‫ط َمئِنَّةً يَ ْتِي َها ِر ْ قُ َها َر َغدًا ِّمن ُك ِّل‬
‫هللاُ َملَالً قَ ْريَةً َكانَتْ آ ِمنَةً ُّم ْ‬
‫ض َر َب ه‬‫تعالى اليوم والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى ( َو َ‬
‫صينعُونَ (‪ )٤٤٢‬النحيل) وليذا جياء هنيا بكلمية (بشييء) وجياء‬ ‫َ‬ ‫يوع َوا ْل َي ْيو ِ‬
‫م بِ َميا َكيانُو ْا يَ ْ‬ ‫ياس ا ْل ُج ِ‬ ‫هللاِ فَ َ َذاقَ َها ه‬
‫هللاُ لِبَ َ‬ ‫ان فَ َكفَ َرتْ بِ َ ْن ُع ِم ه‬
‫َم َك ٍ‬
‫هنالك بما يدل على المالبسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس الال م مما يدل عليى تمكين هيذا اابيتالء فيهيا و ِعظَيم وقعيه عليهيا‬
‫وقد ُخفِّ عنا والحمد ّلل ‪.‬‬

‫(ولَنَ ْبلُي َونَّ ُك ْم) دون واسيطة الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم وأسيند‬
‫* انظر فيي لطيائ القيرآن كيي أسيند البليوى ّلل سيبحانه وتعيالى َ‬
‫صيابِ ِرينَ ) تكريميا ً لشي نه و ييادة فيي تعلهيص الميؤمنين بيه بحيي‬
‫البشارة باليير اآلتي من قِبَل هللا تعيالى إليى الرسيول فقيال ( َوبَشِّي ِر ال َّ‬
‫تحصل خيراتهم بواسطته دون أن يصيبهم أل مكروه بسببه ‪.‬‬

‫وع َوآ َمنَ ُهم ِّمنْ َخ ْو ٍ‬


‫م (‪))١‬‬ ‫(الَّ ِذل أَ ْ‬
‫ط َع َم ُهم ِّمن ُج ٍ‬ ‫َي ٍء ِّمنَ ا ْل َيومْ َوا ْل ُج ِ‬
‫وع (‪ ))٤٥٥‬تقديم اليوم وفي سورة قري‬ ‫(ولَنَ ْبلُ َونَّ ُك ْم بِش ْ‬
‫* َ‬
‫تقديم الجوع ‪:‬‬

‫هللاِ أَ ْم َيواتٌ ‪ ...‬الَّي ِذينَ إِ َذا‬


‫سيبِي ِل َّ‬
‫في سورة البقرة قدم الييوم ألن هيذه وقعيت فيي سييا القتيل والمصيائب ( َو َا تَقُولُيوا لِ َمينْ يُ ْقتَي ُل فِيي َ‬
‫صيبَةٌ قَالُوا إِنَّا ِ َّّللِ َوإِنَّا إِلَ ْي ِه َر ِ‬
‫اجعُونَ (‪ ))٤٥٦‬فقدهم اليوم ‪.‬‬ ‫أَ َ‬
‫صابَ ْت ُه ْم ُم ِ‬

‫م قُ َر ْي ٍ) هذه التجارة أصيالً لغيرا المييرة واألمين كيان سيبباً فيي نجياح الرحلية ‪ ،‬حاجية قيري للطعيام والتجيارة‬ ‫(ج َ‬
‫يال ِ‬ ‫ِِ‬ ‫في قري‬
‫ت (‪)٣‬‬ ‫ي‬
‫َْ ِ‬‫ي‬‫ب‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َي‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ َّ‬ ‫ُوا‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ع‬
‫َُْ‬ ‫ي‬‫ل‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫)‬‫‪٢‬‬‫(‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ال‬
‫ِ َ َّ ْ ِ‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫َا‬ ‫ت‬‫ِّي‬‫ش‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ف‬ ‫َ‬
‫يال‬
‫ِ ِ ِ ْ ِ ْ‬ ‫إ‬ ‫)‬‫‪٤‬‬‫(‬ ‫ي‬‫ر‬‫ي‬‫ُ‬
‫ِ َْ ٍ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ييال‬‫(ج‬
‫ِِ‬ ‫قيال‬ ‫لميا‬ ‫حتيى‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫ع‬
‫ْ ٍ‬‫َر‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫َ‬
‫شديدة ِ َ ٍ ْ ِ ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫د‬‫ا‬ ‫و‬ ‫ب‬‫(‬
‫ص ْي ِ ) في الصي آمنهم مين خيوم ألن‬ ‫شتَا ِء َوال َّ‬ ‫َ‬
‫م (‪ ))١‬قدهم الجوع بمقابل الشتاء ( ِر ْحلَة ال ِّ‬ ‫َ‬
‫وع َوآ َمنَ ُه ْم ِمنْ َخ ْو ٍ‬
‫ط َع َم ُه ْم ِمنْ ُج ٍ‬‫الَّ ِذل أَ ْ‬
‫الناس في الشتاء يحتاجون إلى الطعام أكلر ولذلك يدخرون قوتهم للشتاء ثم األمن جعليه فيي إ اء الصيي ألنيه يسيهل فييه الغيارات‬
‫ييرج قطاع الطر تيرج هوا هم ووحوش ‪ ،‬فالجوع يناسب الشتاء واألمن يناسب الصي فك ٌل جاء في رتبته وترتيبه ‪.‬‬

‫صيبةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّ ِه وإِنَّا إِل َْي ِه ر ِ‬


‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اج ُعو َن)‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َصابَ ْت ُه ْم ُم َ‬ ‫آية (‪( : )١٥١‬الذ َ‬
‫ين إِ َذا أ َ‬
‫* القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصيل اجسيتعمال فيي المصييبة هيي الرميية الصيائبة للسيهم ‪ ،‬اجصيابة‬
‫يمكن أن تستعمل للحسنة ما أصابك أل ما نالك ونزل بك ‪ ،‬الرجل إذا إجتهد ف صاب فهو مصييب والميرأة يقيال أصيابت حتيى نتجنيب‬
‫القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجو من حي اللغة ‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ِ ِ‬
‫ع َخيْ ًرا فَِإ َّن اللَّهَ َشاك ٌر َعل ٌ‬ ‫اح َعلَيْ ِه أَ ْن يَطََّّو َ‬
‫ف بِ ِه َما َوَم ْن تَطََّو َ‬ ‫الص َفا َوال َْم ْرَوةَ ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه فَ َم ْن َح َّج الْبَ يْ َ‬
‫ت أَ ِو ا ْعتَ َم َر فَ َال ُجنَ َ‬ ‫آية (‪( : )١٥٨‬إِ َّن َّ‬
‫* الفر بين (ا جناح عليكم) و (ليس عليكم جناح) أن (ا جناح عليكم) مؤ هكدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ا) أميا (لييس‬
‫عليكم جناح) فهي جملة فعلية ومن حي الحكم النحول الجملة اجسمية أقوى وأثبت وأد هل على اللبوت من الجملة الفعلية ‪ ،‬أما مين‬
‫حي ااستعمال القرآني نجد أن ‪:‬‬
‫صيفاَ‬ ‫ا جناح عليكم تستعمل فيما يتعلص بالعبادات وتنظيم األسرة وشؤونها والحقو والواجبيات الزوجيية واألميور المهمية ‪( :‬إِنَّ ال َّ‬
‫اح َعلَ ْي ِه َميا فِي َميا ا ْفتَيدَتْ‬ ‫اح َعلَ ْي ِه أَنْ يَطَّ َّومَ بِ ِه َما (‪ ))٤٥٨‬هذه عبادة ( فَ َال ُجنَ َ‬ ‫هللاِ فَ َمنْ َح َّج ا ْلبَيْتَ أَ ِو ا ْعتَ َم َر فَ َال ُجنَ َ‬ ‫ش َعائِ ِر َّ‬ ‫َوا ْل َم ْر َوةَ ِمنْ َ‬
‫ياح َعلَ ْي ِه َميا َوإِنْ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬ ‫َ‬
‫يال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫ُ ٍ‬‫و‬ ‫َيا‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫يا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫َ ٍ ِ َُ َ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ا‬ ‫ر‬‫َي‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫َينْ‬ ‫ً‬
‫اا‬ ‫ص‬ ‫ف‬
‫ِ َ ِ َ‬‫َا‬
‫د‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫نْ‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬‫(‬ ‫)‬‫)‬‫‪٢٣١‬‬ ‫(‬ ‫ا‬‫ع‬ ‫اج‬ ‫ر‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫نْ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ُ َ َ ْ َِ‬ ‫اح‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫نْ‬‫بِ ِه (‪( ))٢٢١‬فَ ِ‬
‫إ‬
‫وم (‪))٢٣١‬‬ ‫ْ‬
‫س ِهنَّ بِيال َم ْع ُر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما ف َعلنَ فِي أ ْنف ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم (‪( ))٢٣٣‬فإِذا بَلَ ْغنَ أ َجلَ ُهنَّ ف َال ُجنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ُعوا أ ْو َا َد ُك ْم ف َال ُجنَ َ‬ ‫ست َْر ِ‬ ‫أَ َر ْدتُ ْم أَنْ تَ ْ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪42‬‬


‫سيوهُنَّ (‪( ))٢٣٦‬فَ َيال ُجنَ َ‬
‫ياح‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم إِنْ طَلَّ ْقتُ ُم النِّ َ‬
‫سيا َء َميا لَي ْم تَ َم ُّ‬ ‫(ا ُجنَ َ‬ ‫ضتُ ْم بِ ِه ِمنْ ِخ ْ‬
‫طبَ ِة النِّ َ‬
‫سا ِء (‪َ ))٢٣٥‬‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما َع َّر ْ‬
‫( َو َا ُجنَ َ‬
‫وم (‪ ))٢١١‬هذه اآليات كلها في الحقو وفي شؤون األسرة‪.‬‬ ‫س ِهنَّ ِمنْ َم ْع ُر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َعلَ ْي ُك ْم فِي َما ف َعلنَ فِي أنف ِ‬
‫ْ‬

‫ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كيالبي والشيراء والتجيارة وغيرهيا مميا هيو دون العبيادات فيي‬
‫اح أَن تَ ْبتَ ُغوا فَ ْ‬
‫ض ًال ِمن َربِّ ُك ْم ) ‪.‬‬ ‫األهمية ‪( :‬لَّ ْي َ‬
‫س َعلَ ْي ُك ْم ُجنَ ٌ‬

‫(يطوم) بالتشديد ولم يقل يطوم للدالة على مزيد اعتناء بهذه الشعيرة من شعائر الحج وح ٌ على اا دياد‬
‫ه‬ ‫* عبهر السيا بكلمة‬
‫من السعي بين الصفا والمروة واا دياد من هذا اليير ك ٌل بقدر طاقته واستطاعته ‪.‬‬

‫* الفر بين الفاء والواو في اآلية (‪ )٤٥٨‬قال ( َو َمن تَطَ َّو َع َخ ْي ًرا) وفي (‪( )٤٨١‬فَ َمن تَطَ َّو َع َخ ْي ًرا) ‪:‬‬
‫الواو لمطلص الجم وا يدل على ترتيب أو تعقييب ‪ ،‬أميا الفياء فهيي تفييد التعقييب أل يي تي بعيدها مباشيرة فيي عقيب الشييء وتي تي‬
‫سببية درس فنجح ‪ ،‬الواو ليس فيها سبب ‪.‬‬
‫ياح َعلَ ْيي ِه أَن يَطَّي َّومَ بِ ِه َميا َو َمين تَطَي َّو َع َخ ْي ًيرا فَيإِنَّ هللاَه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ش َعآئِ ِر هللاِ ف َمنْ َح َّج البَيْيتَ أ ِو ا ْعتَ َم َير فيال ُجن َ‬ ‫صفَا َوا ْل َم ْر َوةَ ِمن َ‬‫قال تعالى‪( :‬إِنَّ ال َّ‬
‫شَا ِك ٌر َعلِي ٌم (‪))٤٥٨‬اآلية فيي الحيج والعميرة ومين تطيوع خييراً أل مين جياء بعبيادة أخيرى بطيوام ‪ ،‬بحيج ‪ ،‬بعميرة ‪ ،‬بعبيادة أخيرى‬
‫يام أُ َخ َير َو َعلَيى الَّي ِذينَ‬
‫سيفَ ٍر فَ ِعي َّدةٌ ِّمينْ أَيَّ ٍ‬
‫ضيا أَ ْو َعلَيى َ‬ ‫وليس نفس العبادة ‪ ،‬اآلية اللانية في الصيام (أَيَّا ًما َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫ت فَ َمن َكانَ ِمين ُكم َّم ِري ً‬
‫صو ُمو ْا َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ (‪ ))٤٨١‬كيي يتطيوع أكلير و يزييد‬ ‫س ِكي ٍن فَ َمن تَطَ َّو َع َخ ْي ًرا فَ ُه َو َخ ْي ٌر لَّهُ َوأَن تَ ُ‬
‫يُ ِطيقُونَهُ فِ ْديَةٌ طَ َعا ُم ِم ْ‬
‫في الفدية في نفس الطاعة نفس العبادة لذا جاءت واحدة بالواو واللانية بالفاء ‪.‬‬

‫الال ِعنُو َن)‬


‫لعنُ ُه ُم اللّهُ َويَل َْعنُ ُه ُم َّ‬ ‫اب أُولَ ئِ َ‬
‫ك يَ َ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫ات َوال ُْه َدى ِمن بَ ْع ِد َما بَيَّ نَّاهُ لِلن ِ‬
‫َّاس فِي ال ِ‬ ‫آية (‪( : )١٥٩‬إِ َّن الَّ ِذين يكْتُمو َن ما أَنزلْنَا ِمن الْب يِّ نَ ِ‬
‫ََ ُ َ َ َ َ‬
‫* الناس هم بنو آدم إلى أن تقوم الساعة ‪ ،‬وهؤاء منهم كافر ومنهم مؤمن ‪ ،‬فكي يوجد اللعن ممن كفر م أنه هو أيضاً ملعونو‬
‫نحن في الدنيا نجد من ييدع غيره في دين هللا ‪ ،‬فإذا ما انجلت األمور في اآلخرة ‪ ،‬يتبرأ اليادع من الميدوع ويتبيرأ المييدوع مين‬
‫اليادع ‪ ،‬وكلما دخلت أمة إلى النار لعنت األمة التي خدعتها ‪ ،‬ويتبادلون اللعن ‪.‬‬

‫هللاُ (‪ )٥٢‬النساء) فعل ماضي و (أَنَّ َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫* في القرآن تعددت الصيغ (أُولَ ِئ َك يَ ْل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫هللاُ َو َي ْل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫الال ِعنُونَ ) بالمضارع و (لَ َعنَ ُه ُم َّ‬
‫(وإِنَّ َعلَيْكَ لَ ْعنَتِي إِلَى يَ ْو ِم الدِّي ِن ‪ ﴾٧٨‬ا) ‪:‬‬‫سو ُء الدَّا ِر ‪ ﴾٢٥‬الرعد) و َ‬ ‫هللاِ ‪ ﴾٨٧‬آل عمران) و (أُولَئِ َك لَ ُه ُم اللَّ ْعنَةُ َولَ ُه ْم ُ‬ ‫لَ ْعنَةَ َّ‬

‫في سورة البقرة التعبير بـ (يَ ْل َعنُ ُه ُم) بالفعل المضارع والمضارع في الحال والمستقبل ألمر سيسيتمر ميدى اليدهر فالقضيية مسيتمرة‬
‫ألن في كل عصر هناك من يكتم اآليات البينات ويكتم الحص م وضوحه ‪.‬‬

‫في النساء قال (لَ َعنَ ُه ُم) شيء انتهى أو كان في الماضي ناس ارتدوا كفروا ‪.‬‬

‫ص ‪ ﴾٨٦ ..‬أُولَئِ ي َك َج ي َزا ُال ُه ْم أَنَّ َعلَ ي ْي ِه ْم لَ ْعنَ يةَ َّ‬


‫هللاِ‬ ‫ش ي ِهدُوا أَنَّ ال َّر ُ‬
‫سييو َل َح ي ٌّ‬ ‫هللاُ قَ ْو ًمييا َكفَ ي ُروا بَ ْع ي َد إِي َمييانِ ِه ْم َو َ‬
‫فييي آل عمييران ( َك ْي ي َ يَ ْه ي ِدل َّ‬
‫س أَ ْج َم ِعينَ ‪ )﴾٨٧‬هؤاء ارتدوا بعد أن آمنوا باّلل وقالوا محمد رسول هللا ‪ ،‬واارتداد مستمر منذ أن جياءت الرسيل‬ ‫َوا ْل َم َالئِ َك ِة َوالنَّا ِ‬
‫وإلى يوم القيامة ‪ ،‬والتعبير ب (إن واسمها وخبرها) هذه من باب التهديد‪.‬‬

‫ا أُولَئِكَ لَ ُهي ُم اللَّ ْعنَيةُ َولَ ُهي ْم‬


‫سدُونَ فِي ْاألَ ْر ِ‬ ‫هللاُ بِ ِه أَنْ يُو َ‬
‫ص َل َويُ ْف ِ‬ ‫هللاِ ِمنْ بَ ْع ِد ِميلَاقِ ِه َويَ ْقطَعُونَ َما أَ َم َر َّ‬
‫في الرعد ( َوالَّ ِذينَ يَ ْنقُضُونَ َع ْه َد َّ‬
‫سو ُء الدَّا ِر ‪ )﴾٢٥‬مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت ينقضون عهد هللا بالتوحيد ويقطعون الرحم وقد أميره بهيا‬ ‫ُ‬
‫أن توصل وقتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك فقال (لهم) هيذه اليالم لالختصياا وك نيه ا يلعين أحي ٌد كميا يلعين هيؤاء ‪ ،‬كي ن اللعين ميا‬
‫ُخلِص إا لهؤاء ‪.‬‬

‫اخ ُر ْج ِم ْن َهيا فَإِنَّيكَ َر ِجيي ٌم‬


‫أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن في سورة ا رب العالمين لعن بها إبليس (قَا َل فَ ْ‬
‫ِّين ‪ )﴾٧٨‬هناك لعنة هللا والمالئكة والناس لكن أنت إبليس أختص أنا وحدل بلعنك ‪.‬‬ ‫‪َ ﴾٧٧‬وإِنَّ َعلَ ْي َك لَ ْعنَتِي إِلَى يَ ْو ِم الد ِ‬

‫َّواب َّ ِ‬ ‫َصلَ ُحواْ َوبَيَّ نُواْ فَأ ُْولَئِ َ‬ ‫َّ ِ‬


‫يم)‬
‫الرح ُ‬ ‫وب َعلَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ ُ‬
‫ك أَتُ ُ‬ ‫آية (‪( : )١١٣‬إِالَّ الذ َ‬
‫ين تَابُواْ َوأ ْ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪43‬‬


‫* من الفعل الماضي بعد اجسم الموصول قد يحتمل معنيى المضيي ويحتميل اجسيتقبال (تَيابُو ْا َوأَ ْ‬
‫صيلَ ُحو ْا َوبَيَّنُيو ْا) تيدل عليى احتميال‬
‫اجستقبال ألنها جاءت بعد الكتمان (إِنَّ الَّ ِذينَ يَ ْكتُ ُمونَ ) ‪.‬‬

‫* ( َوأَنَا التَّ َّو ُ‬


‫اب ال َّر ِحي ُم) ولم يقل وهللا تواب رحيم فما الدالة التي تضفيها لفظة (وأنا)و‬
‫(أنا) من معطيات األمل والرجاء لمن يلفتهم هللا تبارك وتعالى إليه ويتجلى عليهم بذاته ففي هيذه الكلمية ميا ا نجيده فيي تعبيير آخير‬
‫في هذا المقام ‪ .‬وكم نجد في الواو العاطفة في قوله (وأنا) من قوى الجذب لهؤاء الضالين الظالمين ‪.‬‬

‫* وص هللا سبحانه وتعالى نفسه التواب ولم يقل الغفور لما في كلمة التواب مين المبالغية فيي الرحمية والتوبية مميا يجيذب النياس‬
‫إلى التوبة واجنابة إلى هللا سبحانه وتعالى مهما عظمت ذنوبهم وكلرت خطاياهم طمعا ً في رحمته ‪.‬‬

‫َّاس أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫ين)‬
‫َج َمع َ‬ ‫ك َعلَيْ ِه ْم ل َْعنَةُ اللّه َوال َْمآلئِ َكة َوالن ِ ْ‬
‫ار أُولَئِ َ‬ ‫آية (‪( : )١١١‬إِ َّن الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا َوَماتُوا َو ُه ْم ُك َّف ٌ‬
‫هللاُ) و (أُولَئِ َك َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعنَةُ ه‬
‫هللاِ) ‪:‬‬ ‫* الفر بين (أُولَـئِ َك يَل َعنُ ُه ُم ه‬
‫يلعن فعل يدل على الحدوا والتجدد أما اللعنة فهي إسم يدل على اللبوت ‪.‬‬
‫ب أُولَيـئِ َك يَل َعينُ ُه ُم ه‬
‫هللاُ َويَ ْل َعينُ ُه ُم‬ ‫س فِيي ا ْل ِكتَيا ِ‬
‫ِ‬ ‫يا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫يا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫يا‬ ‫ت َوا ْل ُهيدَى ِمين بَ َ‬
‫م‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫في اآليية األوليى (إِنَّ الَّي ِذينَ يَ ْكتُ ُميونَ َميا أَن َز ْلنَيا ِمينَ ا ْلبَيِّنَيا ِ‬
‫الال ِعنُونَ (‪ ))٤٥١‬اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل هللا وهم ما الوا أحياء ولم يتوبوا أميا إذا تيابوا عميا فعليوا يغفير هللا لهيم‬ ‫َّ‬
‫ولهذا جاء بالصيغة الفعلية ‪.‬‬
‫اآلية اللانية (‪ )٤٦٤‬المذكورون هنا هيم اليذين مياتوا عليى الكفير وقيد حلهيت علييهم اللعنية فعيالً وانتهيى األمير وا مجيال ألن يتوبيوا‬
‫ولهذا جاء بالصيغة اجسمية ألنها ثابتة ولن تتغير ‪.‬‬

‫ين فِ َيها الَ يُ َخ َّف ُ‬ ‫ِِ‬


‫اب َوالَ ُه ْم يُنظَُرو َن)‬
‫ف َعنْ ُه ُم الْعَ َذ ُ‬ ‫آية (‪َ ( : )١١٢‬خالد َ‬
‫* خالدين فيها وخالدين فيها أبداً في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار هناك أمران ‪:‬‬
‫ً‬
‫إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام اجحسان في اللواب أو الشيدة فيي العقياب ييذكر (أبيدا) ألن (خاليدين فيهيا أبيدا) أطيول‬
‫من (خالدين فيها) وإذا كان في مقام اجيجا ا يذكرها ‪ ،‬أو كون العمل المذكور يستوجب الشدة فيستيدم (أبداً) ‪.‬‬

‫(أبداً) ا تحمل معنى الت بيد الدائم أو عدم الييروج ألن اليليود وحيده يحميل هيذا المعنيى ‪ .‬واليليود لغويياً يعنيي البقياء وهيم يقوليون‬
‫الزمن الطويل أحيانا ً واليلود عند العرب تعني المك الطويل وليس بالضرورة المك األبدل ‪.‬‬

‫وقد وردت خالدين فيها أبداً في أهل الجنة ‪ ٨‬مرات وفي أهل النار ‪ ٣‬مرات وهذا من رحمته سبحانه ألن رحمته سبقت غضبه ‪.‬‬

‫ومس لة وجود وعدم وجود (أبداً) ليس لها عالقة باليلود الدائم فهناك آيات كليرة فيها خالدين وحدها وليس في العقييدة أنهيم يغفير‬
‫لهم (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َو َماتُوا َو ُه ْم ُكفَّا ٌر أُولَئِ َك َعلَ ْي ِه ْم لَ ْعنَةُ ه‬
‫هللاِ ‪َ ..‬خالِ ِدينَ فِي َها اَ يُ َيفَّ ُ َع ْن ُه ُم ا ْل َع َذ ُ‬
‫اب َواَ ُه ْم يُنظَرُونَ ) ‪.‬‬

‫(أبداً) ظرم مان خاا بالمستقبل فق وليس له دالة منية معينة ‪ .‬نستعمل (ق ه) للماضي و(أبيداً) للمسيتقبل وخطي أن نقيول ميا‬
‫رأيته أبداً وهذا خط لغول شائ ‪ ،‬نقول ا أكلمه أبداً وما رأيته ق ه ‪.‬‬

‫* ( َواَ ُه ْم يُ ْنظَرُونَ ) اجنظار هو اجمهال ‪ ،‬والمعنى أنهم ا يؤخرون عن عذابهم أو بمعنى ا ينظر إليهم ألن النظير يعطيي شييئا مين‬
‫الشفقة ألنك قد تتجه ناحيته فتنظره دون قصد بتلقائية ‪ ،‬وهو سبحانه ا ينظر إليهم أساسا فك نهم أهملوا إهمااً تاماً ‪.‬‬

‫الرحمن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‬
‫الرح ُ‬ ‫آية (‪َ : )١١٣‬‬
‫(وإِل َُه ُك ْم إِلَهٌ َواح ٌد َال إِلَهَ إَِّال ُه َو َّ ْ َ ُ‬
‫احدٌ) تعني ليس له ثيان ‪ ،‬و(أحيد) يعنيي لييس مركبياً وا مكونيا ً مين أجيزاء ‪ ،‬وليذلك فياّلل ا‬
‫(و ِ‬
‫* الفار بين ( َوا ِحدٌ) و (أحد) هو أن َ‬
‫يمكن أن نصفه ب نه كل أو كلي ألن كل يقابلها جزء و الكل ينش من اجتماع األجزاء وهللا متفرد بالوحدانيية ‪ ،‬وسيبحانه المنيزه عين‬
‫كل شيء ‪.‬‬

‫الس َماء ِم ن َّم اء‬


‫َنز َل اللّهُ ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ِ‬
‫ض َوا ْختِالَف اللَّ ْي ِل َوالن َ‬
‫َّها ِر َوالْ ُفلْك التي تَ ْج ِري في الْبَ ْح ِر ب َما يَن َف ُع الن َ‬
‫َّاس َوَما أ َ‬ ‫ات َواأل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪( : )١١٤‬إِ َّن في َخل ِْق َّ َ َ‬
‫ض آليَات لِّ َق ْوم يَ ْع ِقلُو َن)‬ ‫س ِّخ ِر بَ ْي َن َّ‬
‫الس َماء َواأل َْر ِ‬ ‫اح َو َّ ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫فَأَحيا بِ ِه األرض ب ع َد موتِها وب َّ ِ ِ‬
‫الس َحاب ال ُْم َ‬ ‫الريَ ِ‬ ‫يف ِّ‬ ‫ث ف َيها من ُك ِّل َدآبَّة َوتَ ْ‬‫ْ َ َ ْ َ ْ َ ََ‬ ‫َْ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪44‬‬


‫اح) فاستيدم كلمة تصري للدالة على أحوال الرياح ولم يستيدم كلمة أخرى كالهبوب ملالً ‪:‬‬ ‫َص ِري ِ ال ِّريَ ِ‬
‫* قال ربنا ( َوت ْ‬
‫ذلك ألن هذه الكلمة قد جمعت أحوال الرياح التي يحتاج إليها اجنسان وفي كل حالة من أحوالها آية من آيات وجيود الييالص وعظييم‬
‫قدرته سبحانه ‪ .‬فهبوب الريح ملالً يحتاج إليه أهل موضي لتيفيي الحي هر عينهم وقيد يحتياج أهيل موضي آخير إليى إخيتالم هبوبهيا‬
‫لتجيء رياح رطبة بعد رياح يابسة أو تهب من جهة الساحل مسيهرةً السفن إلى البحر أو تهب إلى جهة الساحل ليرجي أهيل السيفن‬
‫اح) ‪.‬‬ ‫من أسفارهم ‪ .‬فكل تلك األحوال التي أنعم هللا تعالى بها على الناس وغيرها كلير اجتمعت في قوله تعالى ( َوتَ ْ‬
‫ص ِري ِ ال ِّريَ ِ‬

‫* الفر بين استعمال ريح ورياح في القرآن الكريم ‪:‬‬


‫ت (‪ )٤٦‬فصيلت) ‪ .‬أميا كلمية‬ ‫يا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫يام‬
‫َ ْ َ ِ َّ ٍ ِ َ ٍ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يي‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ير‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫يحي‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ي‬‫ي‬‫َ‬
‫َ ْ ِْ ِ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ْ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫(‬ ‫قوله‬ ‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشهر كما في‬
‫ْ‬
‫سلنَا ال ِّريَ َ‬
‫اح‬ ‫َ‬
‫(وأ ْر َ‬ ‫اح بُشْراً بَيْنَ يَد ْ‬
‫َل َر ْح َمتِ ِه) َ‬ ‫س ُل ال ِّريَ َ‬ ‫َّ‬
‫اح) ( َوه َُو ال ِذل يُ ْر ِ‬ ‫َص ِري ِ ال ِّريَ ِ‬ ‫الرياح فهي تستعمل لليير كالرياح المبشهرات ( َوت ْ‬
‫س َما ِء َما ًء فَ َ ْ‬
‫سقَ ْينَا ُك ُموهُ) ‪.‬‬ ‫لَ َواقِ َح فَ َنزَ ْلنَا ِمنَ ال َّ‬

‫* ما دالة وص السحاب في اآلية بالمسيرو‬


‫اآلية في سيا تعداد نِعم هللا سبحانه وتعالى فاّلل تعالى خلص السموات واألرا وتعاقب الليل والنهار ألجيل اجنسيان ‪ ،‬والفليك التيي‬
‫تجرل في البحر بما ينف النياس مين رحمية هللا سيبحانه لييس أميراً سيهالً لكين ألِفنياه ‪ ،‬وميا أنيزل هللا مين السيماء مين مياء وكيل ميا‬
‫يتناوله اجنسان والنبات والحيوان وهيذه اليدواب التيي عليى األرا مميا مصيدره السيحاب ‪ ،‬والسيحاب يتحيرك بالريياح وليذلك أ هكيده‬
‫(والسحاب المسير) يعني هو مهي و ُمع هد لكم ‪ .‬كل هذا (آليات لقوم يعقلون) ‪.‬‬

‫كلمة سحاب هي إسم جنس جمعي لفظ مفيرد معنياه جمي ولييس ليه واحيد مين لفظيه ‪ ،‬والسيحابة هيي القطعية مين السيحاب وليسيت‬
‫واحدة من السحاب والقطعة مج هزأة تماما ً ملل كلمة ماء ‪ .‬السحاب يُذ هكر ويؤنه فالعرب تقول ظهر السحاب وظهرت السيحاب ‪ ،‬لكين‬
‫يحب تؤنهي تقيول‬ ‫اجحالة عليه بالضمير بالمفرد الميذ هكر يعنيي تقيول السيحاب رأيتيه وا تقيول السيحاب رأيتهيا ‪ ،‬فيإذا جمعتيه عليى ُ‬
‫س ُ‬
‫السحب رأيتها وا تقول السحب رأيته ‪.‬‬

‫َن الْ ُق َّوةَ لِل ِّه َج ِميعاً)‬ ‫ين ظَلَ ُمواْ إِ ْذ يَ َرْو َن ال َْع َذ َ‬
‫اب أ َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫آية (‪َ : )١١٥‬‬
‫(ول َْو يَ َرى الذ َ‬
‫وفظاعته ‪.‬‬ ‫* حذم جواب (لو) في اآلية ألن حذفه ترك للييال أن يذهب كل مذهب في تصور شدة الموق‬

‫ين ِم َن النَّا ِر)‬ ‫ِ ِ‬


‫س َرات َعلَ ْي ِه ْم َوَما ُهم ب َخا ِرج َ‬ ‫َن لَنَا َك َّرًة فَ نَتَبَ َّرأَ ِم ْن ُه ْم َك َما تَ بَ َّرُؤواْ ِمنَّا َك َذلِ َ‬
‫ك يُ ِري ِه ُم اللّهُ أَ ْع َمال َُه ْم َح َ‬ ‫ين اتَّبَ ُعواْ ل َْو أ َّ‬ ‫آية (‪( : )١١٧‬وقَ َ َّ ِ‬
‫ال الذ َ‬ ‫َ‬
‫* الفر بين الحسرة والندامة ‪:‬‬
‫الحسرة هي أشد الندم والتله على ما فيات حتيى ينقطي اجنسيان مين أن يفعيل شييئا ً ‪ .‬والحسيير هيو المنقطي فيي القيرآن الكيريم ‪،‬‬
‫ت َعلَ ْي ِه ْم) منقطعة وا فائدة من الرجوع ثانية ‪.‬‬ ‫هللاُ أَ ْع َمالَ ُه ْم َح َ‬
‫س َرا ٍ‬ ‫يقولون هو كالحسير من الدواب الذل ا منفعة فيه ( َك َذلِ َك يُ ِري ِه ُم ه‬
‫الندم قد يندم على أمر وإن كان فواته ليس بذلك ‪ ،‬الندم له درجات والحسرة من الندم لكن أشد الندم يبلغ الندم مبلغاً ‪.‬‬

‫َنز َل اللّهُ قَالُواْ بَ ْل نَتَّبِ ُع َما أَلْ َفيْ نَا َعلَيْ ِه آبَاءنَا أ ََول َْو َكا َن آبَا ُؤ ُه ْم الَ يَ ْع ِقلُو َن َشيْئاً َوالَ يَ ْهتَ ُدو َن)‬
‫يل ل َُه ُم اتَّبِعُوا َما أ َ‬
‫آية (‪ِ ِ : )١٧٣‬‬
‫(وإذَا ق َ‬
‫َ‬
‫(وإِ َذا قِي َل لَ ُه ْم) مبنية للمجهول ليتضمن كل قول جاء عليى لسيان أل رسيول مين هللا مين بيدء الرسياات ‪ ،‬أل إذا قييل لهيم مين أل‬ ‫* َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اتبعوا ما أنزل هللا قالوا (بَ ْل نتبِ ُ َمآ ألف ْينا َعل ْي ِه آبَآ َءنآ) ‪.‬‬

‫هللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُ َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آبَاءنَا أَ َولَ ْيو‬


‫* الفر بين اآليات ‪ :‬في سورة البقرة (أَ ْلفَ ْينَا) وفي لقمان ( َوإِ َذا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِ ُعوا َما أَنزَ َل َّ‬
‫سيبُنَا َميا‬ ‫يول قَيالُو ْا َح ْ‬
‫س ِ‬ ‫هللاُ َوإِلَيى ال َّر ُ‬ ‫َ‬
‫س ِعي ِر (‪ ))٢٤‬وفي المائيدة ( َوإِ َذا قِيي َل لَ ُهي ْم تَ َعيالَ ْو ْا إِلَيى َميا أني َز َل ه‬ ‫ش ْيطَانُ يَ ْدعُو ُه ْم إِلَى َع َذا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫َكانَ ال َّ‬
‫ش ْيئًا َواَ يَ ْهتَدُونَ (‪. ))٤١١‬‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ ْ انَ َ ُ ْ َ ْ ُ ونَ َ‬‫ه‬ ‫ُ‬
‫ال‬‫ا‬‫ب‬‫آ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫اء‬ ‫ب‬‫آ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬
‫َو َج ْدنَا َ ْ ِ َ‬
‫ل‬‫ع‬

‫(وأَ ْلفَيَيا‬
‫‪ -‬وجدنا وألفينا ‪ :‬في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إا فيما هو مشاهد محسوس (بَ ْل نَتَّبِي ُ َميا أَ ْلفَ ْينَيا َعلَ ْيي ِه آبَاءنَيا (‪َ ))٤٧١‬‬
‫اب َو َجي َد‬‫ب) ‪ ،‬أميا (وجيدنا) هيي أشيمل وتسيتعمل ل ميور القلبيية واألميور المشياهدة ( ُكلَّ َميا د ََخي َل َعلَ ْي َهيا َ َك ِريَّيا ا ْل ِم ْح َير َ‬ ‫سيِّ َدهَا لَدَى ا ْلبَا ِ‬
‫َ‬
‫(و َما َو َج ْدنَا ألَ ْكلَ ِر ِهم ِّمنْ َع ْه ٍد) وجدهم ييلفون الميعاد ‪.‬‬
‫َ‬ ‫)‬‫ُ‬ ‫ه‬‫د‬‫َ‬ ‫ن‬‫ع‬‫َ ِ‬ ‫َّ‬
‫هللا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ َ‬‫و‬‫(‬ ‫)‬‫ً‬ ‫ا‬‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫َا‬
‫ه‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذل ا يؤمن إا بما هو مشاهد محسوس هو أقل علما ومعرفة وإدراكا ‪ ،‬ولذلك يستعمل (ألفينا) في الحالية الشيديدة لليذم أكلير مين‬
‫(وجدنا) ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪45‬‬


‫سبُنَا َما َو َج ْدنَا َعلَ ْي ِه آبَا َءنَآ) في ظاهرها أبلغ من قولهم (نَتَّبِ ُ َمآ أَ ْلفَ ْينَا َعلَ ْي ِه آبَآ َءنَآ) لكن كل من اللفظين مناسب للسييا‬ ‫‪ --‬قولهم ( َح ْ‬
‫الذل جاء فيه فـ (اتَّبِ ُعوا) يناسبها (نَتَّبِ ُ َمآ أَ ْلفَ ْينَا) وقوله ( َوإِ َذا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْو ْا) يناسبها قولهم ( َح ْ‬
‫سبُنَا َما َو َجي ْدنَا َعلَ ْيي ِه آبَا َءنَيآ) يعنيي‬
‫كافينا ما عندنا وا نريد شيئا غيره ‪.‬‬

‫‪( ---‬اَ يَ ْعقِلُونَ ) و(اَ يَ ْعلَ ُمونَ ) ‪:‬‬


‫َ‬
‫ش ْيئا ً َواَ يَ ْهتَدُونَ ) ‪ ،‬وفيي المائيدة نفيى عينهم العليم (أ َولَ ْيو َكيانَ آبَيا ُال ُه ْم اَ‬ ‫َ‬
‫في آية البقرة نفى عنهم العقل (أ َولَ ْو َكانَ آبَا ُال ُه ْم اَ يَ ْعقِلُونَ َ‬
‫ش ْيئًا َواَ يَ ْهتَدُونَ ) ‪ .‬نفي العقل أشد من نفي العلم فاستعمل ألفى في نفي العقل ‪ ،‬ونفي العقل يعني نفي العلم ‪ ،‬فالعاقيل يمكين‬ ‫يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫سي ِعي ِر) الشييطان ييدعو العاقيل ألن غيير‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أن يعلم لكن غير العاقل ا يعلم ‪ .‬وفي آية لقمان (أ َولَ ْيو َكيانَ الشَّي ْيطانُ يَي ْد ُعو ُه ْم إِلَيى عَيذا ِ‬
‫ب ال َّ‬
‫العاقل غير مكل ‪.‬‬

‫رأل آخر‪ :‬إن (يعقلون) تعني ما ينش عن فكرهم وتدبرهم ل مور‪ ،‬لكن هناك أناس ا يعرفون كي يعقلون‪ ،‬ولذلك ي خذون القضيايا‬
‫مسلما ً بها كعلم من غيرهم الذل عقل ‪ ،‬إذن فالذل يعلم أقل منزلة من الذل يعقل ‪ ،‬ألن الذل عقل هو إنسان قد اسيتنب ‪ ،‬وأميا اليذل‬
‫علم فقد أخذ علم غيره ‪ ،‬إذن فنفي العلم عن شيص أبلغ من نفي التعقل ألن معنى (ا يعلم) أنه لييس لدييه شييء مين عليم غييره أو‬
‫علمه ‪.‬‬
‫ش ْيئا ً) فمعنى ذلك أنه من المحتمل أن يعلموا ‪ ،‬لكن عنيدما يقيول (اَ يَ ْعلَ ُميونَ ) فمعنياه أنهيم ا‬ ‫وعندما يقول الحص سبحانه (اَ يَ ْعقِلُونَ َ‬
‫يعقلون وا يعلمون ‪ ،‬وهذا يناسيب ردهيم‪ .‬فعنيدما قيالوا (بَي ْل نَتَّبِي ُ ) فكيان وصيفهم بيـ (اَ يَ ْعقِلُيونَ ) ‪ ،‬وعنيدما قيالوا ( َح ْ‬
‫سيبُنَا) وصيفهم‬
‫ب نهم (اَ يَ ْعلَ ُمونَ ) كالحيوانات تما ًما ‪.‬‬

‫بيين عقيل وعليم ‪ ،‬بيين مين‬ ‫‪ ----‬ييتم الحص اآلية في سورة البقرة وفي المائدة بقوله ( َواَ يَ ْهتَدُونَ ) لنعلم أن هدى السماء ا ييتل‬
‫يعقلون ومن يعلمون ‪.‬‬

‫ْم ُع ْم ٌي فَ ُه ْم الَ يَ ْع ِقلُو َن)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫ين َك َف ُرواْ َك َمثَ ِل الَّذي يَنْع ُق بِ َما الَ يَ ْس َم ُع إِالَّ ُد َعاء َون َداء ُ‬
‫ص ٌّم بُك ٌ‬
‫َّ ِ‬
‫آية (‪َ : )١٧١‬‬
‫(وَمثَ ُل الذ َ‬
‫* انظر في عظيم بالغة القرآن فاآلية تحمل صورتين في وص حال المشركين ‪:‬‬
‫‪ -‬صورة بالغية مؤثرة للكفرة وهم ا يستمعون إلى صوت الحص أبداً فانهماكهم في التقليد والضالل فال يلقون أذهانهم إليى ميا يقيال‬
‫وا يت ملون فيه وا األمر ك نه يعنيهم أصالً ك نهم كالبهائم التي ا تفقه وا تدرك من كالم مين يناديهيا معنيى وا تنتبيه إليى شييء ‪،‬‬
‫فالكالم عندها أصوات مج هردة عن المعاني ‪ ،‬والنعيص تتاب الصوت للزجر ‪.‬‬
‫‪ --‬والصورة اللانية صورة المشركين وهم يعدون آلهتهم كمن يدعو أغناما ً ا تفقه شيئاً وا تُجيب داعيا ً ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٧٢‬يا أَيُّ َها الَّ ِذين آمنُواْ ُكلُواْ ِمن طَيِّب ِ‬
‫ات َما َرَزقْنَا ُك ْم َوا ْش ُك ُرواْ لِل ِّه إِن ُكنتُ ْم إِيَّاهُ تَ ْعبُ ُدو َن)‬‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫* قال تعالى (واشكروا ّلل) ولم يقل واشكروني أو واشكروا لي باستيدام الضمير ‪:‬‬
‫فييي ذكيير إسييم هللا تعييالى ظيياهراً إشييعار باأللوهييية التييي قييد ا يؤديهييا الضييمير فك نمييا يييوميء أن اجلييه الحييص الييذل ييلييص ويُيين ِعم هييو‬
‫المستحص للعبادة دون غيره وهو وحده سبحانه الذل يستحص الشكر على نعمائه ‪.‬‬

‫* دالة تقديم المفعول به على فعله فى قوله تعالى (إِنْ ُك ْنتُ ْم إِيَّاهُ تَ ْعبُدُونَ ) ‪:‬‬
‫هذا التقديم في الغالب يفيد اجختصاا ألن العبادة ميتصة باّلل تعالى ‪ ،‬فقولك (أنجدت خالداً) ا يفيد أنك خصصت خالداً بالنجاة بيل‬
‫يجو أنك أنجدت غيره ‪ ،‬فإذا قلت خالداً أنجدت أفاد ذلك أنك خصصته بالنجدة وأنك لم تنجد أحداً آخر ‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ضطَُّر غَي ر باغ والَ عاد فَال إِثْم علَي ِه إِ َّن اللّه غَ ُف ِ‬
‫ْخن ِزي ِر َوَما أ ُِه َّل بِ ِه لِغَْي ِر الل ِّه فَ َم ِن ا ْ‬
‫آية (‪( : )١٧٣‬إِنَّما ح َّرم َعلَي ُكم الْميتةَ والدَّم ولَحم ال ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َ ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َْ َ َ َ ْ َ‬
‫(ح ِّر َميتْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫* دالة التقديم والت خير لـ (به) في (إِنَّ َما َح َّر َم َعلي ْيك ُم ال َم ْيتَية َوالي َّد َم َول ْحي َم ال ِين ِزيي ِر َو َميا أ ِهي َّل بِي ِه لِغ ْيي ِر هللاِ (‪ )٤٧٣‬البقيرة) و ُ‬
‫هللاِ بِ ِه (‪ )٣‬المائدة) ‪:‬‬ ‫َعلَ ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَةُ َوا ْل َّد ُم َولَ ْح ُم ا ْل ِي ْن ِزي ِر َو َما أُ ِه َّل لِ َغ ْي ِر ه‬

‫إذا كان السيا في التحريم قدهم (لغير هللا) وإذا كان السيا في األطعمة قدهم الطعام (ما أهل به) يعني الذبيحة‬
‫يام‬
‫َ ِ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫األ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ي‬‫ه‬
‫َ ِ َ‬ ‫ب‬ ‫يم‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫يتْ‬‫َّ‬ ‫ل‬‫ح‬‫في المائدة السيا على التحليل والتحريم ومن بيده ذلك ‪ ،‬رفض أل جهة تحلل وتحرم غير هللا قال تعيالى (أُ ِ‬
‫َ‬ ‫ص ْي ِد َوأَنيتُ ْم ُحي ُر ٌم إِنَّ ه‬
‫هللاَ يَ ْح ُكي ُم َميا يُ ِريي ُد (‪ ))٤‬لييس لكيم أن تُ ِحلهيوا واليذل يُ ِحي هل هيو هللا تعيالى‪( ،‬يَيا أيُّ َهيا‬ ‫إِاَّ َما يُ ْتلَى َعلَ ْي ُك ْم َغ ْي َر ُم ِحلِّي ال َّ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪46‬‬


‫سي َلُونَكَ َميا َذا أُ ِحي َّل لَ ُهي ْم‬
‫ل َواَ ا ْلقَآلئِ َد (‪ ))٢‬الذل يُ ِح هل هو ربنا سبحانه ‪( ،‬يَ ْ‬
‫ش ْه َر ا ْل َح َرا َم َواَ ا ْل َه ْد َ‬ ‫ش َعآئِ َر ه‬
‫هللاِ َواَ ال َّ‬ ‫الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا اَ تُ ِحلُّو ْا َ‬
‫ح ُم َكلبِينَ (‪ ))١‬إذن هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بييده حصيراً السييا لييس هناليك‬ ‫ِّ‬ ‫قُ ْل أُ ِح َّل لَ ُك ُم الطَّيِّبَاتُ َو َما َعل ْمتُم ِّمنَ ال َج َوا ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫هللاِ بِ ِه (‪ ))٣‬أُ ِه هل يعني ُرفِ الصيوت بذبحيه ‪ ،‬أُ ِهي هل يعنيي هيذا باسيم هللا وهللا أكبير‪ ،‬هيذا‬ ‫أل جهة تقوم بذلك ولذلك قدم ( َو َما أُ ِه َّل لِ َغ ْي ِر ه‬
‫لفالن‪ .‬إذن هنا قدم (لغير هللا) ألن ربنا هو الجهة األولى واألخيرة التي بيدها التحليل والتحريم ‪.‬‬

‫ا َحيالَاً‬ ‫ياس ُكلُيو ْا ِم َّميا فِيي األَ ْر ِ‬ ‫في البقرة المقام هو فيما ر هللا تعالى عباده من الطيبات وليس فيهيا تحلييل وتحيريم (يَيا أَيُّ َهيا النَّ ُ‬
‫طَيِّبا ً ‪ ))٤٦٨( ..‬هذا طعام ‪( ،‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا ُكلُو ْا ِمن طَيِّبَا ِ‬
‫ت َما َر َ ْقنَا ُك ْم ‪ ))٤٧٢( ..‬هذا طعيام ‪( ،‬إِنَّ َميا َحي َّر َم َعلَي ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَية َوالي َّد َم‬
‫َ‬
‫هللاِ ‪ ))٤٧٣( ..‬هيذه الذبيحية ‪ ،‬يعنيي ميا ُرفِي الصيوت بذبحيه فقيدم (بيه) ألن هيذا طعيام متناسيب مي‬ ‫َولَ ْح َم ا ْل ِين ِزي ِر َو َما أُ ِه َّل بِ ِه لِ َغ ْيي ِر ه‬
‫الطعام ومتناسب م طيبات ما ر قهم ‪.‬‬

‫َّار َوالَ يُ َكلِّ ُم ُه ُم اللّهُ يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة َوالَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َويَ ْشتَ ُرو َن بِ ِه ثَ َمنًا قَلِيالً أُولَ ئِ َ‬ ‫آية (‪( : )١٧٤‬إِ َّن الَّ ِذين يكْتمو َن ما أَنز َل اللّهُ ِمن ال ِ‬
‫ك َما يَأْ ُكلُو َن في بُطُون ِه ْم إِالَّ الن َ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُُ َ َ‬
‫يم)‬‫ي َزِّكي ِهم ولَهم َع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ْ َُْ‬
‫الال ِعنُيونَ (‪ )٤٥١‬إِ َّا‬ ‫ب أُولَـئِكَ يَل َعنُ ُه ُم ه‬
‫هللاُ َويَ ْل َعنُ ُه ُم َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َا‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ ِ‬ ‫س‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ي‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ِ َ ْ ِ َ َ َّ ُ ِ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َى‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ِ نَ َ ِّ ِ َ ُ‬‫ي‬ ‫ب‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬‫* (إِنَّ الَّ ِذينَ َ ُ ونَ َ‬
‫م‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫اب ال َّر ِحي ُم (‪ ))٤٦١‬هنا كتم وهناك كتم فلماذا هناك توبة و‬ ‫َ‬
‫ُوب َعلَ ْي ِه ْم َوأنَا التَّ َّو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا ف ولَئِ َك أت ُ‬ ‫الَّ ِذينَ تَابُوا َوأَ ْ‬

‫ت َوا ْل ُهدَى) هناك من كتب ألمير ميا إميا خوفياً أو ضيالاً أو عبلياً ثيم تياب فتياب هللا علييه‬ ‫األولى (إِنَّ الَّ ِذينَ يَ ْكتُ ُمونَ َما أَنزَ ْلنَا ِمنَ ا ْلبَيِّنَا ِ‬
‫فقال (ما أنزلنا) للتحبب فيها رقية وأميان هيذا الهيدى بعلنياه لكيم وأنيتم مين عبادنيا كيي تفعليون هيذاو فييه تحبييب للتوبية (إِ َّا الَّي ِذينَ‬
‫تَابُوا) إن الذين كفروا ثم تابوا هؤاء لهم توبة ‪.‬‬
‫ب) هنيا قيال هللا ‪ ،‬ألنهيم يكتميون ويصيرون عليى اجضيالل والتكفيير فلييس لهيم توبية‬ ‫اللانية (إِنَّ الَّ ِذينَ يَ ْكتُ ُمونَ َما أَن َز َل ه‬
‫هللاُ ِمينَ ا ْل ِكتَيا ِ‬
‫ألنهم كفروا وا دادوا كفراً وكفهروا غيرهم ‪.‬‬

‫اب ل َِفي ِش َقاق بَ ِعيد)‬ ‫ْكتاب بِالْح ِّق وإِ َّن الَّ ِذين ا ْخت لَ ُفواْ فِي ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٧١‬ذلِ َ‬
‫ك بِأ َّ‬
‫َن اللّهَ نَ َّز َل ال َ َ َ َ‬
‫ليصور لنا أن الشقا فيي القييم المنهجيية السيماوية هيو هي هوة كبييرة‬
‫ه‬ ‫* وص هللا تعالى الشقا ب نه بعيد ولم يصفه بكبير أو عظيم‬
‫وإذا ما سق فيه أولئك الميتلفون في الكتاب فلن يستطيعوا أن يُصلحوا فيما بينهم ألن شيقة الييالم واسيعة ا يقيدر عليى حلهيا إا‬
‫هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫ْكتَ ِ ِ‬ ‫َك َّن الْبِ َّر من آَمن بِاللَّ ِه والْي وِم ْاآل َِخ ِر والْم َالئِ َك ِة وال ِ‬
‫ب ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َعلَى‬ ‫ين َوَآتَى ال َْم َ‬‫اب َوالنَّبيِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ ََ‬ ‫وه ُك ْم قبَ َل ال َْم ْش ِرق َوال َْمغْ ِر ِ َ‬ ‫س الْبِ َّر أَ ْن تُ َولُّوا ُو ُج َ‬
‫آية (‪( : )١٧٧‬ل َْي َ‬
‫ْس ِاء‬ ‫الص ابِ ِر ِ‬
‫ين ف ي الْبَأ َ‬ ‫اه ُدوا َو َّ َ‬
‫ِِ‬
‫الزَك ا َة َوال ُْموفُو َن بِ َع ْه ده ْم إِ َذا َع َ‬
‫الص َال َة َوَآتَى َّ‬
‫اب َوأَقَ َام َّ‬ ‫ين َوفِي ِّ‬
‫الرقَ ِ‬ ‫يل و َّ ِِ‬
‫السائل َ‬
‫ُحبِّ ِه َذ ِوي الْ ُق ْربَى والْيَتَ َامى والْمساكِين وابْن َّ ِ‬
‫السب ِ َ‬ ‫َ ََ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ك ُه ُم ال ُْمتَّ ُقو َن)‬ ‫ِ‬
‫ص َدقُوا َوأُولَئ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ين الْبَأ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َ‬ ‫ك ا لذ َ‬ ‫ْس أُولَئ َ‬ ‫َوالض ََّّراء َوح َ‬
‫ين اتَّقَيى‬ ‫س ا ْلبِ ُّر بِ َنْ تَ ْت ُْو ْا ا ْلبُيُوتَ ِمين ظُ ُهو ِرهَيا َولَيـ ِكنَّ ا ْلبِي َّر َم ِ‬ ‫ب (‪ ))٤٧٧‬و ( َولَ ْي َ‬ ‫ش ِر ِ َوا ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫س ا ْلبِ َّر أَن تُ َولُّو ْا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ا ْل َم ْ‬
‫* (لَّ ْي َ‬
‫(‪ ))٤٨١‬ما سبب ااختالم و‬

‫ب) البر خبر لييس مقيدهم ألن خبير أخيوات كيان كلهيا‬ ‫ش ِر ِ َوا ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫س ا ْلبِ َّر أَن ت َُولُّو ْا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ا ْل َم ْ‬
‫التعبير أصالً ميتل ‪ ،‬األولى (لَّ ْي َ‬
‫يجو تقديمه و(أن تولوا وجوهكم) مصدر مؤول اسم ليس ‪ ،‬خارج القرآن معناها ليس أن تولوا وجوهكم البر ‪.‬‬
‫س ا ْلبِ ُّر بِ َنْ تَ ْت ُْو ْا ا ْلبُيُوتَ ِمن ظُ ُهو ِرهَا َولَـ ِكنَّ ا ْلبِ َّر َم ِن اتَّقَى) ا يصح لغة أن يقول ليس الب َر ‪ ،‬هذه البياء تيدخل عليى‬ ‫اآلية اللانية ( َولَ ْي َ‬
‫َ‬
‫هللاُ بِ ْح َك ِم ا ْل َحا ِك ِمينَ ) ا تدخل الباء على اجسم أصالً ‪.‬‬
‫س َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س بِظالَّ ٍم لِّ ْل َعبِي ِد) (ألَ ْي َ‬ ‫َ‬
‫اليبر وا تدخل على اجسم ملل ( َوأنَّ ه‬
‫هللاَ لَ ْي َ‬

‫اآلية األولى يمكن أن يقال فيها ليس الب ُر أو ليس الب َر ألنه يمكن أن يكون هناك تقديم وت خير لكن اآلية اللانية ا يمكين ألنيه ميا دام‬
‫عندا (الباء) الباء تدخل على اليبر حتما ً مزيدة على اليبر وا تزاد في اجسم هذا قياس يعني متى ما شئت إفعيل فيي خبير (لييس) ‪،‬‬
‫فإذن ا يمكن أن ننصب الب هر ألنه دخلت الباء فاقتضى أن تكون الباء داخلة على خبر (ليس) وا يمكن غير ذلك ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪47‬‬


‫البر أنْ تولوا ُوجوهَكم) استعمل القرآن الفعل المضارع بمعنى التحول والتحيرك أل توليية الوجيه ‪ ،‬ووصي البير ب نيه مين‬
‫يس ه‬ ‫* (لَ َ‬
‫تتملل فيه هذه الصفات ‪ ،‬وهي من اآليات الجامعة التي تبين لنا أن البر يكون مملال كامال فيي هيذا اجنسيان المتصي بهيذه الصيفات‬
‫التي تعددها اآلية ‪.‬‬

‫* استعمل النبيين دون المرسلين ألن النبوة أوس من الرسالة ‪ ،‬فكل رسول نبي ولييس كيل نبيي رسيواً ‪ .‬ونلحيظ اسيتعمال الجينس‬
‫(والكتاب) أل جنس الكتاب ‪.‬‬

‫* بين الفئات التي يصلها العطاء وتستحقه ‪ ،‬فبدأ بذول القربى من باب حرصه على األرحام ‪ ،‬وثنى باليتامى ثيم بالمسياكين اليذ يين‬
‫يحتاج المرء إلى البح عنهم ليعرفهم ‪ ،‬وهذا من التوجيهات ااجتماعية القرآنية في الرعاية المالية ‪ ،‬ثم ذكر ابين السيبيل ليطميئن‬
‫المسلم على نفسه أنى كان فيإذا انقطي بيه الميال فيى سيفر فيإن ليه حقيا فيي هيذا الميال ‪ ،‬وذكير السيائلين (مين سي ل بياّلل في عطوه) ‪،‬‬
‫والسائلون ليسوا هم المساكين ‪ .‬ثم ختم بالرقاب ‪ ،‬والحقيقة أن اجسالم أبقى منفذاً واحداً للر وهيو (رقييص الحيرب) ثيم فيتح أبوابياً‬
‫جخراج العبد من حالة عبوديته بالصدقات والكفارات والترغييب فيي العتيص ‪ ،‬وبابيا ً آخير وهو(المكاتبية) وهيو مين مصيارم اجنفيا‬
‫الطوعي ‪.‬‬

‫* قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه ألن (على) أفادت التمكن من حيب الميال وشيدة التعليص بيه فنبهيه بهيا عليى أبعيد أحيوال‬
‫التعلص بالمال ‪ ،‬فإذا كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل هللا وأنت مرتاح النفس فكي بك في أحوالك األخرىو‬

‫* دالة نصب (الصابرين) ولم يقل الصابرون معطوفية عليى الموفيون عطي عليى خبير لكينه ‪ :‬هيذا يُسي همى القطي فيي اللغية ويكيون‬
‫ل مر المهم ‪ ،‬ويسمى مقطوع على المدح أو الذم ‪ .‬وفي اآلية (الصابرين) مقطوعة وهي تعنيي أخيص أو أميدح الصيابرين ‪ ،‬وك ننيا‬
‫نسيله الضييوء علييى المقطييوع ألن الصييابرين يكونييون فييي الحييرب والسييلم وفييي الب سيياء وهييي عمييوم الشييدة وااصييابة فييي األميوال‬
‫والضراء في البدن والدين كله صبر فقط الصابرين ألهميتها ‪.‬‬ ‫ه‬

‫* الفر بين الب ساء والضراء ‪:‬‬


‫الب ساء معناها البؤس وما فيه من الفقر والشدة والمشقة ‪ ،‬في الحرب وغيرها ‪ .‬والب ساء بمعنى الحرب أيضا ً ‪.‬‬
‫الضراء اجصابة في األبدان من مرا وأوجاع واجصابة في األموال ‪.‬‬

‫ب َولَ ِكنَّ ا ْلبِي َّر َمينْ آ َمينَ ‪ )..‬وليم يقيل‪ :‬ولكين البير أن تؤمنيوا ‪ ،‬ليناسيب‬ ‫س ا ْلبِ َّر أَنْ تُ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ا ْل َم ْ‬
‫ش ِر ِ َوا ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫* قال تعالى (لَ ْي َ‬
‫الجزء األول من اآلية الذل أتى باليبر مصدرا وباعتبار أن البر هو اجيمان ا المؤمن ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س البِ ُّير بِي نْ تَي تُوا البُيُيوتَ ِمينْ ظ ُهو ِرهَيا‬ ‫َ‬
‫جاء في اآلية بالمصدر المؤول (أن تولوا = التوليية ) ‪ ،‬وكيذلك فيي اآليية (‪َ ...( )٤٨١‬ولي ْي َ‬
‫َولَ ِكنَّ ا ْلبِ َّر َم ِن اتَّقَى ‪ )َ..‬وليس (ولكن البر أن تتقوا) ‪.‬‬

‫في لغة العرب يمكين أن يحيذم المضيام ويقيوم المضيام إلييه مقاميه كميا فيي قوليه تعيالى (وسيئل القريية) ففيهيا مضيام محيذوم‬
‫(واس ل أهل القرية) فحذم كلمة (أهل) وجعل كلمة (قرية) مكانها‪ ،‬وأخذت موقعها اجعرابي ‪.‬‬
‫فعندما يقول (ولكنه البِ هر َمن اتهقى) ك ن هذا المتقي صار هو البر بعينه ‪ .‬فالبِ هر الحقيقي هو هذا اليذل اتقيى أو اليذل تيوفرت فييه هيذه‬
‫الصفات‪.‬‬

‫* (أولئك الذين صدقوا) جاء باسم اجشارة (أولئك) للبعيد ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مللهم ويصل إليهم ‪.‬‬

‫* (وأولئك هم المتقون) جاء بالضمير (هم) ضمير الفصل يؤتى به ليميز بين اليبر والصفة ‪ ،‬وفيه أيضا ً معنى التوكيد ‪ ،‬ف ثبت لهم‬
‫اليبرية توكيداً وتيصيصا ً ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٧٨‬ي ا أَيُّه ا الَّ ِذين آَمن وا ُكتِ ب علَ ي ُكم ال ِْقص اص فِ ي الْ َق ْت لَ ى الْح ُّر بِ الْح ِّر والْعب ُد بِالْعب ِد و ْاألُنْ ثَ ى بِ ْاألُنْ ثَى فَم ن ع ِف ي لَ ه ِم ن أ ِ‬
‫َخي ِه َش ْيءٌ فَاتِّبَ ا ٌ‬
‫ع‬ ‫َْ ُ َ ُ ْ‬ ‫ُ َ َْ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ُ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫يم )‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف م ْن َربِّ ُك ْم َوَر ْح َمةٌ فَ َم ِن ا ْعتَ َدى بَ ْع َد ذَل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب أَل ٌ‬‫ك فَلَهُ َع َذ ٌ‬ ‫ك تَ ْخف ٌ‬
‫سان ذَل َ‬
‫بال َْم ْع ُروف َوأ ََداءٌ إل َْيه بإ ْح َ‬
‫* ما الحكمة من بناء الفعل ( ُكتِ َب) هنا للمجهول و‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪48‬‬


‫هنييا خي عييام فييي القييرآن أن األمييور المسييتكرهة الصييعبة والشيياقة يبنيهييا ربنييا للمجهييول (يَييا أَيُّ َهييا الَّي ِذينَ آ َمنُييو ْا ُكتِي َ‬
‫يب َعلَي ْي ُك ُم ال ِّ‬
‫صييَا ُم‬
‫اا فِي ا ْلقَ ْتلَى (‪ُ ( ))٤٧٨‬كتِ َب َعلَ ْي ُك ُم ا ْلقِتَا ُل َوه َُو ُك ْرهٌ لَّ ُكي ْم (‪ ))٢٤٦‬مي أنيه كليه بقيدر‬ ‫ص ُ‬ ‫(‪( ))٤٨٣‬يَا أَيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َب َعلَ ْي ُك ُم ا ْلقِ َ‬
‫هللا عزوجل لكن ا ينسبه لنفسه ‪.‬‬

‫اص َحيَاةٌ يَا أُولِي ْاألَلْبَ ِ‬


‫اب ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن)‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫آية (‪َ : )١٧٩‬‬
‫(ولَ ُك ْم في الْق َ‬
‫ُقيص إا‬
‫قص اللياب ألنها لم تكين ت ه‬‫يقص والقص تتبه األثر تحديداً الذل قد يكون خطا ً ومنه ه‬
‫ه‬ ‫قص‬
‫* كلمة القِصاا م خوذة من فعل ه‬
‫تقيص‬
‫ه‬ ‫بعد أن يوض عليها خ أين يقص ‪ .‬الذل يقص بالمقص هو يتتب أثراً ‪ .‬لما تقول قصاا أل أنت تتتبه الذل فعله المييالِ‬
‫فعله حتى تعاقبه بملل فعله ‪ ،‬اختصرت بكلمة قصاا ‪.‬‬

‫سنهة العرب في كالمها ‪.‬‬


‫* ت خرت كلمة (حياة) ألنها جاءت ن ِكرة ف هخرها على ُ‬

‫من أوصام اليير‪.‬‬ ‫* نُ ِّكرت كلمة (حياة) فلم يقل الحياة إشعاراً أن في هذا القصاا نوع من الحياة عظيما ً ا يبلغه وص‬

‫* كي يكون القصاا حياة وهو قت ٌل للقاتلو القصاا فيه حياة للمجتم فإذا علِم القاتل أنه سيُقتل فال شك أنيه سييمتن عين القتيل‬
‫وهذا يصون النفس من القتل ويحمي القاتل فكان القصاا حياة للنفسين وهذا يؤدل إلى إحياء البشرية ب سرها ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيَّةُ لِلْوالِ َديْ ِن واألقْربِ ِ‬


‫ت إِن تَر َن َخ ْي را الْو ِ‬ ‫ِ‬
‫ين بال َْم ْع ُروف َح ًّقا َعلَى ال ُْمتَّق َ‬
‫ين)‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َح َد ُك ُم ال َْم ْو ُ‬
‫ض َر أ َ‬ ‫آية (‪ُ ( : )١٨٣‬كت َ‬
‫ب َعلَْي ُك ْم إِذَا َح َ‬
‫ض َر) في اآلية ألن حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في اآلية ‪.‬‬
‫* دالة استعمال ( َح َ‬

‫* دالة تقديم (أحدكم) لتهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي فاآلية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم ‪.‬‬

‫ض َر أَ َح َد ُك ُم ا ْل َم ْوتُ ) ‪ :‬إذا تستعمل فيما هو كليير وفيميا هيو واجيب و(إن) لميا هيو أقي هل‬
‫* الفر بين (إذا) و(إن) في قوله تعالى (إِ َذا َح َ‬
‫عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل وقد يكون قليل‪.‬‬

‫* اللمسات البيانية في آيات الصيام ‪:‬‬


‫ضا أ َْو َعلَى َس َفر فَ ِع َّدةٌ‬ ‫ودات فَ َمن َكا َن ِمن ُكم َّم ِري ً‬ ‫الصيام َكما ُكتِب علَى الَّ ِذ ِ‬
‫ين من قَ بْلِ ُك ْم ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن (‪ )١٨٣‬أَيَّ ًاما َّم ْع ُد َ‬
‫َ‬ ‫ب َعلَيْ ُك ُم ِّ َ ُ َ َ َ‬ ‫ِ‬
‫آمنُواْ ُكت َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ي‬ ‫ع َخي را فَه و َخي ر لَّ هُ وأَن تَص ومواْ َخي ر لَّ ُك م إِن ُكن تم تَ علَم و َن (‪َ )١٨٤‬ش ْهر رم َ َّ ِ‬ ‫ِّمن أَيَّام أُ َخر و َعلَى الَّ ِذين ي ِطي ُقونَهُ فِ ْديةٌ طَع ِ ِ‬
‫ض ا َن ال ذ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُْ ْ ُ‬ ‫ام م ْسكين فَ َم ن تَطَ َّو َ ْ ً ُ َ ْ ٌ َ ُ ُ ْ ٌ ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا أ َْو َعلَى َس َفر فَع َّدةٌ ِّم ْن أَيَّام أُ َخ َر يُري ُد اللّ هُ ب ُك ُم‬ ‫ِ‬
‫ص ْمهُ َوَمن َكا َن َمري ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َوبَيِّ نَات ِّم َن ال ُْه َدى َوالْ ُف ْرقَان فَ َمن َشه َد من ُك ُم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أُنز َل فيه الْ ُق ْرآ ُن ُه ًدى للن ِ‬
‫الش ْه َر فَلْيَ ُ‬
‫ِ‬
‫ْملُواْ ال ِْع َّد َة َولتُ َكبِّ ُرواْ اللّهَ َعلَى َما َه َدا ُك ْم َول ََعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن (‪. ))١٨٥‬‬ ‫ِ‬
‫الْيسر والَ ي ِري ُد بِ ُكم الْعسر ولتُك ِ‬
‫ُ ُ َْ َ‬ ‫ُ َْ َ ُ‬

‫* موق آيات الصيام كما جاءت في سياقها في القرآن الكريم *‬


‫آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر ‪:‬‬
‫ص َدقُوا َوأُولَـئِ َك ُه ُم ا ْل ُمتَّقُونَ (‪ ))٤٧٧‬والصوم نصي الصيبر‬ ‫ض َّراء َو ِحينَ ا ْلبَ ْ ِ‬
‫س أُولَـئِكَ الَّ ِذينَ َ‬ ‫ساء وال َّ‬ ‫صابِ ِرينَ فِي ا ْلبَ ْ َ‬
‫قبلها قال ( َوال َّ‬
‫ياا فِيي القتليى (‪ ))٤٧٨‬هيذه شيدة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يب َعلي ْيك ُم القِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫كما فيي الحيدي والصيبر نصي اجيميان وتقيدهمها أيضيا (يَيا أيُّ َهيا الي ِذينَ آ َمنيوا كتِ َ‬
‫وم َحقهًا َعلَيى ا ْل ُمتَّقِيينَ‬ ‫ض َر أَ َح َد ُك ُم ا ْل َم ْوتُ إِن تَ َر َك َخ ْي ًرا ا ْل َو ِ‬
‫صيَّةُ لِ ْل َوالِ َد ْي ِن َواأل ْق َربِينَ بِا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫وتحتاج إلى صبر وقبلها ( ُكتِ َب َعلَ ْي ُك ْم إِ َذا َح َ‬
‫(‪ ))٤٨١‬هذه شدة وتحتاج إلى الصبر ‪.‬‬
‫هللاِ الَّي ِذينَ يُقَياتِلُونَ ُك ْم (‪َ ( ))٤١١‬وا ْقتُلُيو ُه ْم َح ْيي ُ ثَقِ ْفتُ ُميو ُه ْم (‪َ ( ))٤١٤‬وقَياتِلُو ُه ْم َحتَّيى اَ تَ ُكيونَ‬ ‫سيبِي ِل ه‬ ‫وبعدها آيات القتيال ( َوقَياتِلُو ْا فِيي َ‬
‫فِ ْتنَةٌ (‪ ))٤١٣‬الصوم من المشا والقتال من المشيا والقتيال يقتضيي الصيبر والصيوم نصي الصيبر ‪ .‬بعيدها ذكير آييات الحيج ألن‬
‫ش ُه ٌر َّم ْعلُو َماتٌ ‪ ))٤١٧( ..‬ثم ذكر المريض في الحج كميا ذكير‬ ‫الحج يق بعد الصيام بعد شهر رمضان تبدأ أشهر الحج فذكر (ا ْل َح ُّج أَ ْ‬
‫َيرةٌ‬ ‫صيَا ُم ثَالثَ ِة أَيَّ ٍام فِي ا ْل َح ِّج َو َ‬
‫س ْب َع ٍة إِ َذا َر َج ْعتُ ْم تِ ْليكَ َعش َ‬ ‫المريض في الصوم وذكر الفدية في الحج ومن الفدية الصيام (فَ َمن لَّ ْم يَ ِج ْد فَ ِ‬
‫َكا ِملَةٌ (‪ ))٤١٦‬إذن موق آيات الصيام تق بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر وعموم المشقة ‪.‬‬

‫ين ِمن قَ ْبلِ ُك ْم ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن)‬ ‫َّ ِ‬


‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫ام َك َما ُكت َ‬
‫الصيَ ُ‬
‫ب َعلَْي ُك ُم ِّ‬ ‫ِ‬
‫آمنُواْ ُكت َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يَا أَيُّ َها الذ َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪49‬‬


‫َيب َعلَيى‬
‫* بناء الفعل ( ُكتِب) للمجهول ولم يقل كتبنا ألن فيها مشقة وشدة ألن هللا تعالى يظهر نفسيه فيي األميور التيي فيهيا خيير ( َكت َ‬
‫س َ ْكتُبُ َها لِلَّ ِذينَ يَتَّقُونَ َويُؤْ تُونَ ال َّز َكيـاةَ َوالَّي ِذينَ هُيم بِآيَاتِنَيا يُؤْ ِمنُيونَ (‪)٤٥٦‬‬
‫َي ٍء فَ َ‬ ‫س ِه ال َّر ْح َمةَ (‪ )٤٢‬األنعام) ( َو َر ْح َمتِي َو ِ‬
‫س َعتْ ُك َّل ش ْ‬ ‫نَ ْف ِ‬
‫األعرام) ‪ ،‬أما في األمور المستكرهة وفي مقام الذم أحياناً يبني للمجهيول مليل آتينياهم الكتياب فيي مقيام الييير وأوتيوا الكتياب فيي‬
‫مقام الذم‪ .‬في األمور التي فيها خير ظاهر يظهر نفسه ‪.‬‬

‫* نالحظ ربنا تعالى قال (يا ايها الذين آمنوا) ولم يقيل (قيل ييا أيهيا اليذين آمنيوا) فليم يياطيب الرسيول وإنميا نياداهم مباشيرة بنفسيه‬
‫ألهمية ما ناداهم إليه ألن الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا ‪.‬‬

‫* جاء الفعل ( ُكتِب) م (عليكم) م أنه ورد في القرآن م (لكم) ‪:‬‬


‫استعمال ُكتب عليكم يكون في أمر فيه شدة ومشقة وإلزام وفي أميور مسيتلقلة والصيوم مشيقة يتيرك الطعيام والشيراب والمفطيرات‬
‫(وا ْبتَ ُغو ْا َما َكت ََب ه‬
‫هللاُ لَ ُك ْم (‪. ))٤٨٧‬‬ ‫من الفجر إلى الليل ومن معاني كتب ألزم ووجب وفرا ‪ ،‬أما ( ُكتب له) فهو في اليير َ‬

‫* دالة استيدام الصيام ا الصوم ‪:‬‬


‫هذا من خصائص التعبير القرآني لم يستعمل الصوم في العبادة وإنما استعملها في الصمت فق (إنيي نيذرت لليرحمن صيوماً) وهميا‬
‫متقاربان في اللفظ والو ن (الصوم والصمت) الصوم هيو اجمسياك والفعيل صيام يصيوم صيوماً وصيياما ً كالهميا مصيدر ‪ ،‬واسيتعمل‬
‫الصيام للعبادة ألن المدة أطول (صيام أطول من صوم) والمتعلقات أكلر من طعام وشراب ومفطرات‪.‬‬

‫*ختمت اآلية (لعلكم تتقون) ‪ :‬هذا يدل على ‪:‬‬


‫‪ -‬علو هذه العبادة وعظمتها وربنا سبحانه وتعالى كتب هذه العبادة على األمم التي سبقتنا معناها هذه العبادة عظيمة ‪.‬‬
‫‪ -‬الترغيب في هذه العبادة ألهميتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تهوينها ألن األمور إذا ع همت هانت والصيام ليس بِدعا ً لكم وإنما كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم ‪.‬‬

‫* كلمة (تتقون) أطلقها وليم يقيل تتقيون كيذا كميا جياء اتقيوا النيار أو اتقيوا ربكيم لتكيون هنياك احتمياات عدييدة وهيي كلهيا ُميرادة ‪:‬‬
‫ويحيدهها ‪ ،‬وتحتميل تتقيون المفطيرات واجخيالل‬
‫تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي ألن الصوم يكسر الشهوة ويهيذبها ُ‬
‫ب دائها ب شياء تؤدل إلى ذهاب الصوم ‪ ،‬وتحتمل أيضا ً تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين ‪.‬‬

‫* في هذا السيا تكرر ذكر التقوى والمتقين قال ‪:‬‬


‫ص َدقُوا َوأُولَـئِ َك ُه ُم ا ْل ُمتَّقُونَ (‪. ))٤٧٧‬‬ ‫ِ ينَ َ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫سأ ِ‬
‫ئ‬‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ض َّراء َو ِحينَ ا ْلبَ ْ ِ‬ ‫ساء وال َّ‬ ‫صابِ ِرينَ فِي ا ْلبَ ْ َ‬ ‫(وال َّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ب لَ َعل ُك ْم تَتَّقُونَ (‪. ))٤٧١‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ا َحيَاةٌ يَاْ أولِ ْي األلبَا ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ْ‬
‫(ولَ ُك ْم فِي القِ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫وم َحقهًا َعلَى ا ْل ُمتَّقِينَ (‪. ))٤٨١‬‬ ‫ر‬‫ع‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫ينَ‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ق‬
‫ً َ ِ َّ ِ َ ِ ِ َ َ ِ ِ َ ُ ِ‬‫األ‬ ‫و‬ ‫ن‬‫ي‬‫ْ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ص‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫تُ‬ ‫و‬
‫ْ ِ َ َ َ َ ُ َ ْ ِ َ‬‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬‫ض‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬‫‪َ ِ ُ (-‬‬
‫ت‬‫ك‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الصيَا ُم َك َما ُكتِ َب َعلى ال ِذينَ ِمن ق ْبلِ ُك ْم ل َعل ُك ْم تَتَّقُونَ (‪. ))٤٨٣‬‬ ‫َ‬ ‫‪( -‬يَا أَيُّ َها ال ِذينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َب َعل ْي ُك ُم ِّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫س لَ َعلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ (‪. ))٤٨٧‬‬ ‫هللاُ آيَاتِ ِه لِلنَّا ِ‬ ‫سآئِ ُك ْم ‪َ ...‬ك َذلِ َك يُبَيِّنُ ه‬ ‫الصيَ ِام ال َّرفَ ُ إِلَى نِ َ‬ ‫‪( -‬أُ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَةَ ِّ‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫اا ‪َ ...‬واتَّقوا هللاَ َوا ْعل ُموا أنَّ هللاَ َم َ ال ُمتَّقِينَ (‪. ))٤١١‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ْ‬
‫ش ْه ِر ال َح َر ِام َوال ُح ُر َماتُ قِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْه ُر ا ْل َح َرا ُم بِال َّ‬ ‫‪( -‬ال َّ‬
‫َاب اَ َر ْي َب فِي ِه ُهدًى لِّ ْل ُمتَّقِينَ (‪ ، ))٢‬فيي عميوم السيورة إطيال التقيوى ‪ ،‬وسيورة البقيرة‬ ‫وهي مناسبة لما في أول السورة ( َذلِ َك ا ْل ِكت ُ‬
‫تييردد فيهييا التقييوى ومشييتقاتها ‪ ٣٦‬مييرة ‪ .‬التقييوى فِعلهييا وقييى وقييى نفسييه أل حفييظ نفسييه وحييذر‪ ،‬المتقييون أل حفظييوا أنفسييهم ميين‬
‫األشياء التي ينبغي أن يبتعدوا عنها ‪( .‬لعلكم تتقون) يعني تتقون أل شيء عموماً‪.‬‬

‫ضا أَو علَى س َفر فَ ِع َّدةٌ ِّمن أَيَّام أُ َخر وعلَى الَّ ِذين ي ِطي ُقونَه فِ ْديةٌ طَع ِ‬ ‫ِ‬
‫ومواْ‬
‫ص ُ‬ ‫ام م ْس ِكين فَ َمن تَطََّو َ‬
‫ع َخ ْي ًرا فَ ُه َو َخ ْي ٌر لَّهُ َوأَن تَ ُ‬ ‫َُ ُ َ َُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ودات فَ َمن َكا َن من ُكم َّم ِري ً ْ َ َ‬ ‫(أَيَّ ًاما َّم ْع ُد َ‬
‫َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن)‬
‫ت) وليست معدودة ‪:‬‬ ‫* (أَيَّا ًما َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫‪ -‬من حي اللغة في غير العاقل ‪ :‬الجم بصيغة الجمي (معيدودات) ييدل عليى القلية (حتيى العشيرة) ‪ ،‬و بصييغة المفيرد (معيدودة)‬
‫ت) جم قلة والشهر ثالثون يوما ً وجم القلة حتى العشيرة ولكين يجيو مين بياب‬ ‫يدل على الكلرة (أكلر من عشرة) ‪( ،‬أَيَّا ًما َّم ْعدُودَا ٍ‬
‫البالغة للتكلير وض أحدهما مكان اآلخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب‪ .‬وفيها أمران ‪:‬‬
‫‪ -‬قد يكون تقليالً لهن تهوينا ً للصائم‪.‬‬
‫سخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات‪.‬‬ ‫‪ -‬قسم يقول أنها في أول فرا العبادة كانت ثالثة أيام في كل شهر فق ثم ن ُِ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪50‬‬


‫سفَ ٍر) وليس في سفر ألن على سفر ا تعني أنه سافر بالفعل ‪ ،‬وكلير من الفقهاء قالوا على سفر أل أبياح للمتهييء للسيفر‬ ‫* ( َعلَى َ‬
‫وإن لم يكن مسافراً أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر‪.‬‬

‫* (طَ َعا ُم ِم ْ‬
‫س ِكي ٍن) بدل لتيضاح والتبيين طعام مسكين إيضاح للفدية‪.‬‬

‫* قال الحص بعد الحدي عن الفدية ( فَ َمن تَطَ َّو َع َخ ْيراً فَ ُه َو َخ ْي ٌر لَّهُ ) ‪ :‬فعندما كان الصوم اختيارياً كان ابد أيضاً من فتح باب الييير‬
‫وااجتهاد فيه‪ ،‬ف َمنْ صام وأطعم مسكينا ً فهذا أمر مقبول منه‪ ،‬ومن صام وأطعم مسكينين وجم بين الصيام والفدية فذاك أمير أكلير‬
‫قبوا‪ .‬و َمنْ يدخل م هللا من غير حساب يؤتيه هللا من غير حساب‪.‬‬

‫* التفت من ضمير الغائب ( َو َعلَى الَّ ِذينَ يُ ِطيقُونَهُ) إلى المياطب ( َوأَن تَ ُ‬
‫صو ُمو ْا َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم) ولم يقل وأن يصوموا لئال ييص المرضيى‬
‫سفَ ٍر) لكن هذه أعم ليشمل الجمي المرخص لهم وغيرهم‪.‬‬
‫ه‬ ‫ضا أَ ْو َعلَى َ‬
‫والمسافرين وتتداخل م قوله (فَ َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِري ً‬

‫* جاء أسلوب الشرط مستيدما ً (إِن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ ) التي تفييد التشيكيك والتقلييل وليم يسيتيدم (إذا) التيي تفييد الجيزم والتحقييص وفيي‬
‫ذلك إشارة إلى أن علمك أيها المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا واآلخرة ِعل ٌم غير محقص ألن فوائده خفية وأسراره قيد ا تتوصيل إليى‬
‫معرفتها ولذلك ير هغبك في هذه العبادة حتى لو لم تدرك فوائدها إدراكا ً كامالً‪.‬‬

‫ض ا أ َْو َعلَ ى َس َفر فَ ِع َّدةٌ ِّم ْن‬


‫ص ْمهُ َوَم ن َك ا َن َم ِري ً‬ ‫ان فَ َم ن َش ِه َد ِم ن ُك ُم َّ‬
‫الش ْه َر فَلْيَ ُ‬
‫َّاس وب يِّ نَات ِّم ن ال ُْه َدى والْ ُفرقَ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬
‫ي أُن ِز َل فيه الْ ُق ْرآ ُن ُه ًدى لِّلن ِ َ َ‬
‫( َش ْهر رم َ َّ ِ‬
‫ضا َن الذ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ْملُواْ ال ِْع َّد َة َولِتُ َكبِّ ُرواْ اللّهَ َعلَى َما َه َدا ُك ْم َول ََعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن )‬
‫أَيَّام أُ َخر ي ِري ُد اللّهُ بِ ُكم الْيسر والَ ي ِري ُد بِ ُكم الْعسر ولِتُك ِ‬
‫ُ ُ َْ َ‬ ‫ُ ُ َْ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫ت) ليم‬ ‫َ‬
‫الصيَا ُم) لم يحدد وقتا وا مدة ‪ ،‬ثم بعيدها ذكير األييام مبهمية قيال (أيَّا ًميا َّم ْعي ُدودَا ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫* المالحظ أنه ذكر الفريضة أوا (كتِ َب َعل ْيك ُم ِّ‬
‫ش ْه ُر َر َمضَانَ ) فيما بعد‪ ،‬اآلن تعيهن الوقت للصيام وحدهد إذن أصبح الفريضة هيي صييام شيهر رمضيان اليذل‬ ‫يُ هحددها‪ ،‬ثم بيهن بقوله ( َ‬
‫ً‬
‫أنزل فيه القرآن أل الذل ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى السماء الدنيا فيي ليلية القيدر ثيم نيزل منجميا فيميا بعيد‬
‫على مدى ثالا وعشرون سنة‪.‬‬

‫* (أُن ِز َل فِي ِه ا ْلقُ ْرآنُ ) فيها دالتان إما ابتداء إنزال القرآن فيه أو أنزل في ش نه القرآن أل في تعظيمه‪.‬‬

‫* (أُنزل فيه القرآن) بني الفعل للمجهول ولم يقيل أنزلنيا فييه القيرآن فالفاعيل ُمضيمر محيذوم ألن سييا الكيالم عين شيهر رمضيان‬
‫تعظيما ً له ولو قال أنزلنا يعود ضمير المتكلم على ُمن ِزل القرآن وهو هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫* جاءت ( ُهدًى) منصوبة ‪ :‬فيها احتماان أن تكيون حيال أل (هادييا ً للنياس) أو مفعيول ألجليه أل ألجيل هدايية النياس‪ .‬الهدايية غيير‬
‫موجودة لوا القرآن‪ ،‬فإذن هي ابتغاء علة لم تكن حاصلة إا بالقرآن ‪ ،‬بهذه الطريقة يجم معنيين‪.‬‬

‫س) فإذن القرآن فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة ‪ ،‬هداية عامة (هُيدًى‬ ‫* في أول السورة قال ( ُهدًى لِّ ْل ُمتَّقِينَ ) وهنا قال ( ُهدًى لِّلنَّا ِ‬
‫ت ِّمنَ ا ْل ُهدَى) فييه دائيل آييات واضيحة‬
‫س) فيه آيات بينات تستدل منها على أن هذا القرآن قطعاً من فو سب سموات ‪َ ( ،‬وبَيِّنَا ٍ‬ ‫لِّلنَّا ِ‬
‫تحتج بها على أن هذا القرآن هو من عند هللا وفييه آييات أحكيام هاديية للنياس فيي معيامالتهم تفير بيين الحيص والباطيل ‪ ،‬واسيتيدم‬
‫ت ِّمنَ ا ْل ُهدَى) هدى خاا ‪.‬‬ ‫الكلمتين بالمعنيين هنا‪ُ ( ،‬هدًى لِّلنَّا ِ‬
‫س) هدى عام ( َوبَيِّنَا ٍ‬

‫*( فَ َمن َ‬
‫ش ِه َد) أل من كان حاضراً مقيماً وليس مسافراً ‪ ،‬شهد الشهر ليس بمعنى شاهد الهالل‪ .‬تقول أش ِهدت معناو أل هل كنت‬
‫حاضراً معناو‪ .‬ألنه ذكر المسافر فيما بعد‪.‬‬

‫ضا) ألن اآلية األولى تقيدمها قوليه ( َك َميا‬


‫(و َمن َكانَ َم ِري ً‬‫ضا) بينما هنا لم يذكر ( ِمن ُكم) قال َ‬ ‫* في اآلية األولى قال (فَ َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِري ً‬
‫ُكتِ َب َعلَى الَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ُك ْم) فلو لم يقل منكم كان يُظن أن هذا حكم األولين وليس للمسلمين فكان ا بيد أن ييذكر (مينكم) ليئال ينصيرم‬
‫ش ْه َر) فذكر ( ِمي ْن ُك ُم) ألن اليطياب للمسيلمين فيال داعيي‬ ‫المعنى للذين من قبلكم‪ .‬بينما في اآلية األخرى بدأها بقوله (فَ َمنْ َ‬
‫ش ِه َد ِم ْن ُك ُم ال َّ‬
‫لتكرارها‪.‬‬

‫* لم ي ت في هذه اآلية بقوله ( َوأَن تَ ُ‬


‫صو ُمو ْا َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم) ‪:‬‬
‫‪ -‬ألن المس لة قد انتقلت من ااختيار إلى الفرا ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪51‬‬


‫س َير َواَ يُ ِريي ُد بِ ُكي ُم ا ْل ُع ْ‬
‫س َير َ) قيال يرييد بكيم‬ ‫يام أُ َخي َر يُ ِريي ُد ه‬
‫هللاُ بِ ُكي ُم ا ْليُ ْ‬ ‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِّمنْ أَيَّ ٍ‬
‫يضا أَ ْو َعلَى َ‬
‫‪ -‬ألنه في اآلية نفسها ( َو َمن َكانَ َم ِر ً‬
‫اليسر فكي يقول أن تصوموا خير لكمو وهذا من تمام رأفته ورحمته بنا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫سي َر) تعقييب عليى أنيه أعفيى الميريض والمسيافر مين الصييام ‪ ،‬فك نيك ليو‬ ‫سي َر َواَ يُ ِريي ُد بِ ُكي ُم ا ْل ُع ْ‬
‫هللاُ بِ ُك ُم ا ْليُ ْ‬
‫* قول هللا عز وجل ( يُ ِري ُد َّ‬
‫خالفت ذلك ألردت هللا معسراً ا ميسراً وهللا ا يمكن أن يكون كذلك ‪ ،‬بل أنت اليذل تكيون معسيراً عليى نفسيك ‪ ،‬فيإن كيان الصيوم ليه‬
‫يام أُ َخي َر) ألنيك ليو جنحيت إليى ذليك‬
‫قداسة عندك‪ ،‬وا تريد أن تكون أسوة سيئة فال تفطر أمام الناس ‪ ،‬والتيزم بقيول هللا (فَ ِعي َّدةٌ ِّمينْ أَيَّ ٍ‬
‫لجعلت الحكم في نطا التعسير ‪ ،‬فهل أنت م العبادة أم أنت م المعبودو أنت م المعبود بطبيعة اجيمان‪.‬‬

‫* الفر بين مشيئة هللا وإرادة هللا ‪:‬‬


‫أكلر المتكلمين يرون أن المشيئة واجرادة سوءا لكن قسم منهم يقول أن المشيئة تقتضي الوجود ولذلك قال (ما شاء هللا كان وما‬
‫لم يش لم يكن) اجرادة ا تقتضي الوجود ربنا قد يريد شيئا ً من الناس لكن الناس ا يفعلوه‪ ،‬ربنا يريد الناس أن يعبدوه ‪( ،‬يُ ِري ُد ه‬
‫هللاُ‬
‫س َر) لكن اجنسان قد يريد لنفسه العسر‪.‬‬‫بِ ُك ُم ا ْليُ ْ‬

‫(ولِتُ ْك ِملُو ْا ا ْل ِع َّدةَ َولِتُ َكبِّ ُرو ْا ه‬


‫هللاَ) هذه الالم فيها احتماان‪:‬‬ ‫* َ‬
‫‪ -‬احتمال أن تكون الالم ائدة في مفعول فعل اجرادة يعني يريد لتكملوا العدة والقصد منها التوكيد ‪.‬‬
‫‪ -‬واآلخر يحتمل أن يكون للتعليل والعط على علهة مقدرة وهذا كلير في القرآن الكريم وفي لغة العرب‪.‬‬

‫* ( َعلَى َما َهدَا ُك ْم) (ما) تحتمل معنيين بمعنى الذل أل على الذل هيداكم ‪ ،‬والمصيدرية بمعنيى الهدايية أل عليى هدايتيه لكيم ونيرجح‬
‫المعنيين فهما مرادان‪.‬‬

‫* قال ( َولَ َعلَّ ُك ْم تَ ْ‬


‫ش ُكرُونَ ) ولم يقل تفلحون ‪:‬‬
‫ذلك أن الصيام قد يُظن ألول وهلة أنها عبادة شياقة علينيا فيإذا ميا انتهينيا منهيا أدركنيا لطي هللا سيبحانه وتعيالى ونشيعر بفضيل هللا‬
‫تعالى وكي أعاننا على القيام بهذه الفريضة فندرك عظمتها ونستشعر آثارها في أرواحنا فنتوجه إليى هللا تعيالى بالشيكر عليى هيذه‬
‫العبادة العظيمة وعلى عونه لنا على أدائها‪.‬‬

‫ان فَلْيَ ْستَ ِجيبُواْ لِي َولْيُ ْؤِمنُواْ بِي ل ََعلَّ ُه ْم يَ ْر ُش ُدو َن)‬
‫َّاع إِ َذا َد َع ِ‬
‫يب َد ْع َو َة الد ِ‬
‫يب أُج ُ‬
‫ٌ‬
‫َك ِعب ِ‬
‫ادي َعنِّي فَِإنِّي قَ ِر ِ‬
‫آية (‪َ : )١٨١‬‬
‫(وإِ َذا َسأَل َ َ‬
‫* ورود هذه اآلية في هذا الموض يدل على أن الصوم من دواعي اججابة وإهابة بالصائم ب ن يدعو ‪ ،‬فيحسن أن يُدعى هللا‪.‬‬

‫* هللا سبحانه وتعالى هو الذل تكفل باججابية عين السيؤال مباشيرة دون تبيليغ وليم يقيل (فقيل لهيم إنيي قرييب) كميا ورد فيي ميواطن‬
‫كليرة ‪ ،‬ليج ر إليه عباده بالدعاء‪.‬‬

‫َّاع إِ َذا َدع ِ‬


‫َان) كميا فيي‬ ‫* ربنا سبحانه وتعالى تكفل باججابة إذا دعا الداعي ولم يعلص ذلك بالمشيئة فلم يقل إن شئت (أُ ِج ُ‬
‫يب َدع َْوةَ الد ِ‬
‫موطن آخر (بَ ْل إِيَّاهُ تَ ْدعُونَ فَيَ ْك ِ‬
‫ش ُ َما تَ ْدعُونَ إِلَ ْي ِه إِنْ شَاء (‪ )١٤‬األنعام) يعني ربميا يفعيل سيبحانه وتعيالى وربميا ا يفعيل‪ ،‬وعيدم‬
‫وجود المشيئة يعني قطعا ً الصائم تجاب دعوته إن لم تكن في الدنيا تُدهخر له في اآلخرة أو يُدف عنه سوء‪.‬‬

‫* ما دالة عدم ذكر المشيئة هنا وذكرها في آية سورة األنعامو‬


‫الدعاء هنا في طاعة هؤاء طائعين وهم صيام ليس في قطيعة رحم بينما اآلية األخرى جاءت عندما وقعوا في الحيرج (قُي ْل أَ َرأَ ْييتُ ُكم‬
‫شيياء‬ ‫صييا ِدقِينَ (‪ )١١‬بَ ي ْل إِيَّيياهُ تَ ي ْدعُونَ فَيَ ْك ِ‬
‫ش ي ُ َمييا تَ ي ْدعُونَ إِلَ ْي ي ِه إِنْ َ‬ ‫سييا َعةُ أَ َغ ْيي َير ه‬
‫هللاِ تَ ي ْدعُونَ إِن ُكن يتُ ْم َ‬ ‫هللاِ أَ ْو أَتَ ي ْت ُك ُم ال َّ‬
‫اب ه‬‫إِنْ أَتَييا ُك ْم َع ي َذ ُ‬
‫ش ِر ُكونَ (‪ )١٤‬األنعام)‪.‬‬ ‫س ْونَ َما تُ ْ‬ ‫َوتَن َ‬

‫َّاع إِ َذا َدعَا ِن) لم يقل إذا دعاني أجيبه‪ ،‬فاألصل أن ي تي ب داة الشرط ثيم‬ ‫* قدم اججابة الدالة على جواب الشرط فقال (أُ ِج ُ‬
‫يب َد ْع َوةَ الد ِ‬
‫جواب الشرط‪ ،‬ولكن قدم الجواب على الشرط للت كيد على قوة الوعد وأن هذا حاصيل‪ .‬فاججابية بفضيل هللا متحققية وهللا تعيالى يرييد‬
‫من العباد أن يدعوا والدعاء شرط اججابة‪.‬‬

‫َان) ولم يقل إن دعان م أن ااثنين أدوات شرط وفي هذا إشارة أن العبد مطلوب منه أن يكلير اليدعاء‪( .‬إذا) آكيد مين‬ ‫* قال (إِ َذا َدع ِ‬
‫(إن) التي ت تي في األمور المشكوك فيها والنادرة والمسيتحيلة (قُي ْل إِن َكيانَ لِلي َّر ْح َم ِن َولَي ٌد فَ َنَيا أَ َّو ُل ا ْل َعابِي ِدينَ (‪ )٨٤‬الزخيرم)‪ .‬بينميا‬
‫(وإِ َذا ُحيِّ ْي يتُم‬ ‫ت ْاألَ ْر ُ‬
‫ا ِ ْلزَ الَ َهييا) أو الكلييير الوقييوع َ‬ ‫ش يقَّتْ ) (إِ َذا ُ ْل ِزلَي ِ‬ ‫(إذا) للمقطييوع بحصييوله ملييل آيييات يييوم القياميية (إِ َذا ال َّ‬
‫سي َماء ان َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪52‬‬


‫بِت َِحيَّ ٍة فَ َحيُّو ْا بِ َ ْحسَنَ ِم ْن َها أَ ْو ُردُّوهَا (‪ )٨٦‬النساء) ‪ ،‬ذن هيذا اليي العيام فيي اللغية فلميا يقيول (إذا دعيان) إذن المفيروا أن ييدعو‬
‫َّاع إِ َذا َدع ِ‬
‫َيان) إذن اليدعاء شيرط اججابية وهيو مطليوب ا تقيول ربنيا‬ ‫وليس لما يق في مصيبة‪ .‬هذا نسص اللغة قال (أُ ِج ُ‬
‫يب َدعْي َوةَ اليد ِ‬
‫يعلم الحال وتسكت‪ ،‬الدعاء مخ العبادة‪ .‬ربنا يغضب إذا لم يُدعى‪.‬‬

‫* قال (أُ ِج ُ‬
‫يب َدع َْوةَ الد ِ‬
‫َّاع) ولم يقل أجيب الداعي ‪ ،‬فالتركيز على الدعوة ولو كان التركيز على الداعي لكان يجب أن يحسين اليدعاء‬
‫ولكن ماذا عن األصم الذل يدعو بقلبه فلذلك يدخل في الدعوة‪.‬‬

‫س َلَ َك ِعبَا ِدل) مرسومة بالياء ولم يقل "عبا ِد" ‪:‬‬ ‫* قال ( َوإِ َذا َ‬
‫عبادل أحرفها أكلر من عباد ‪ ،‬وفي القرآن كله إذا قيال عبيادل باليياء فالمجموعية أكلير‪ ،‬هيذه مين خصوصييات اجسيتعمال القرآنيي‪.‬‬
‫سي َلَكَ ِعبَيا ِدل َعنِّيي فَيإِنِّي‬
‫(وإِ َذا َ‬ ‫س َرفُوا َعلَى أَنفُ ِ‬
‫س ِه ْم َا تَ ْقنَطُوا ِمن َّر ْح َمي ِة َّ‬
‫هللاِ (‪ )٥٣‬الزمير) هيؤاء كليرة ‪َ ،‬‬ ‫ل الَّ ِذينَ أَ ْ‬
‫ملال (قُ ْل يَا ِعبَا ِد َ‬
‫يب) يجبهم كلهم بدون استلناء فجاء عبادل بالياء‪ .‬من حي اجعراب (عبادل وعبا ِد) واحد‪( ،‬عبادل) عباد مضام وياء الميتكلم‬ ‫قَ ِر ٌ‬
‫مضام إليه وفي (عبا ِد) هذه تقديراً‪ ،‬مضام ومضام إليه مركب‪.‬‬

‫سي َلَكَ ِعبَيا ِدل َعنِّيي) لييس كيل العبياد‬


‫* ما قال إذا س لك عبادل عني أجيب دعيوتهم ألنيه يقصيد العميوم والشيمول‪ .‬عنيدما قيال ( َوإِ َذا َ‬
‫يس ل الرسول صلى هللا عليه وسلم عن هللا وإنما هو في من معين في جماعة معينة‪ ،‬لو قال أجيبهم سيكون الكالم عليى مين سي له‬
‫َّاع إِ َذا َدع ِ‬
‫َيان) يجييب‬ ‫ْيوةَ اليد ِ‬ ‫س الدائرة مرتين عندما جاء بياء المتكلم في عبيادل وعنيدما أطليص (أُ ِج ُ‬
‫ييب َدع َ‬ ‫وهو لم ييصص وإنما و ه‬
‫كل داعي‪.‬‬

‫هللاَ َعلَى َما َهدَا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم تَ ْ‬


‫ش ُكرُونَ ) هذا يدل على أن الدعاء يكيون بعيد اللنياء عليى هللا ‪ ،‬تُكبير‬ ‫سبقت بقوله تعالى ( َولِتُ َكبِّ ُرو ْا ه‬
‫* اآلية ُ‬
‫وتلني على هللا بما هو أهله ثم تدعو‪.‬‬

‫* قال (فَإِنِّي قَ ِر ٌ‬
‫يب) ولم يقل "ف نا قريب" أ هكد قربه بـ (إنه ) المشددة تفيد التوكيد ولم يقل (ف نا) ألنها غير مؤكدة‪.‬‬

‫* لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى باججابة‪ .‬هو يُدعى سبحانه وتعالى بال واسطة وهيو يجييب مباشيرة‪( .‬قيل) هنيا يحتياج‬
‫إلى مدة وإن كانت قصيرة فهي ا تتناسب م القرب في اججابة‪.‬‬

‫*وجاءت الفاء في الجواب (فإني) لتفيد السرعة التي تتناسب م هذا العطاء الرباني العظيم‪.‬‬

‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث إِلَ ى نِ ِ‬ ‫الصيَ ِام َّ‬ ‫آية (‪( : )١٨٧‬أ ِ‬
‫اب َعلَ يْ ُك ْم َو َع َف ا‬ ‫اس ل َُه َّن َعل َم الل هُ أَنَّ ُك ْم ُكنْ تُ ْم تَ ْختَ انُو َن أَنْ ُف َ‬
‫س ُك ْم فَ تَ َ‬ ‫اس لَ ُك ْم َوأَنْ تُ ْم لبَ ٌ‬ ‫س ائ ُك ْم ُه َّن لبَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫الرفَ ُ‬ ‫ُح َّل لَ ُك ْم لَيْ لَةَ ِّ‬
‫َس َو ِد ِم َن الْ َف ْج ِر ثُ َّم أَتِ ُّموا ِّ‬
‫الصيَ َام إِلَى اللَّيْ ِل َوَال‬ ‫ِ‬
‫ض م َن الْ َخيْط ْاأل ْ‬
‫ط ْاألَب ي ِ‬
‫ب اللَّهُ لَ ُك ْم َوُكلُوا َوا ْش َربُوا َحتَّى يَتَبَ يَّ َن لَ ُك ُم الْ َخيْ ُ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫َعنْ ُك ْم فَ ْاآلَ َن بَاش ُر ُ‬
‫وه َّن َوابْ تَ غُوا َما َكتَ َ‬
‫ك يُبَ يِّ ُن اللَّهُ آَيَاتِِه لِلن ِ‬
‫َّاس ل ََعلَّ ُه ْم يَتَّ ُقو َن)‬ ‫وها َك َذلِ َ‬ ‫ْك ح ُد ُ ِ‬
‫ود اللَّه فَ َال تَ ْق َربُ َ‬ ‫وه َّن وأَنْ تُم َعاكِ ُفو َن فِي الْم ِ ِ ِ‬
‫ساجد تل َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫تُبَاش ُر ُ َ ْ‬
‫ِ‬
‫* ت مل هذا التشبيه القرآني بتشبيه كل واحد منهما باللباس لآلخر وقد جاءت هذه اآلية لتعبر عما تحمله تلك العالقية المقدسية بيين‬
‫الرجل والمرأة وما يملله كل واحد منهما لصاحبه‪ .‬اللباس الذل يستر العورات ويدفيء صاحبه ويمن عنه األذى والضرر إلى غيير‬
‫ذلك من المناف الكليرة‪ .‬فلو أردت وض كلمة مكانها لما أدهت المعنى المراد‪.‬‬

‫هللاِ فَالَ تَ ْعتَدُوهَا (‪ )٢٢١‬البقرة) م أنها كلها حدود هللا‪:‬‬ ‫هللاِ فَالَ تَ ْق َربُوهَا) و (تِ ْلكَ ُحدُو ُد ه‬
‫* سبب ااختالم بين (تِ ْل َك ُحدُو ُد ه‬
‫سا ِج ِد) هذا حرام ‪ ،‬أما في‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ش ُروهُنَّ َوأنتُ ْم عَا ِكفونَ فِي ال َم َ‬ ‫َ‬ ‫إذا ذكر مح هرمات يقول (ا تقربوها) ملل اليمر ا ينبغي أن تقربها ( َواَ تُبَا ِ‬
‫ان َواَ يَ ِح ُّل‬ ‫ٍ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ب‬
‫ِ ِِ‬‫يح‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫وم‬
‫ٍ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫َِ‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫ٌ‬ ‫ا‬‫س‬‫َ‬ ‫األمور الحالل فال ينبغي أن تتجاو ها ‪ ،‬األحكام التي ذكرها في الحالل (الطَّالَ َ ِ ِ ْ‬
‫م‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫َا‬ ‫ت‬‫ر‬‫َّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما فِي َما ا ْفتَدَتْ بِ ِه تِلكَْ‬ ‫هللا فَإِنْ ِخ ْفتُ ْم أَاَّ يُقِي َما ُحدُو َد هللاِ فال ُجن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫لَ ُك ْم أَن تَ ْ ُخ ُذو ْا ِم َّما آتَ ْيتُ ُموهُنَّ َ‬
‫ش ْيئًا إِاَّ أَن يَ َيافَا أَاَّ يُقِي َما ُحدُو َد ه ِ‬
‫هللاِ فَالَ تَ ْعتَدُوهَا (‪ )٢٢١‬البقرة)‪.‬‬ ‫ُحدُو ُد ه‬

‫شبِّهت األحكام بالحد ألن تجاو ها يُيرج من ِح ٍل إلى‬


‫* الح هد هو الحاجز ونهاية الشيء الذل إن تجاو ه المرء دخل في شيء آخر و ُ‬
‫من ‪ .‬و نهى هللا تعالى المؤمن عن المقاربة ألن بين الصيام واجفطار قيد خي أو شعرة وإن استمر المرء على األكل أفطر وإن أكل‬
‫قبل هذا اليي أفطر أيضا ً ولذلك نهى عن قربان هذا الحد ألنه دقيص سرعان ما ييرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪53‬‬


‫* الفر بين (يبين هللا لكم آياته) و(يبين هللا لكم اآليات) ‪:‬‬
‫من حي اللغة كلمة اآليات عامة أما (آياته) فياصة ‪ ،‬واجضافة إلى ضمير هللا سبحانه وتعالى فيها تشري وتعظيم‪ .‬المواطن التي‬
‫يقول فيها (آياته) بااضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد‪.‬‬
‫س َلُونكََ‬
‫س ِر ‪َ ..‬ويَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َن الي ْم ِر َوال َم ْي ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫س لونكَ ع ِ‬ ‫األحكام الميتصة بالحالل والحرام يقول (آياته) ملل (‪ ،)٤٨٧‬واألقل منها يقول اآليات (يَ ْ‬
‫(واَ‬‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّكرُونَ (‪ ))٢٤١‬قال اآليات ألن هذه ليس لم يكن فيها تحريم بعد‪َ .‬‬ ‫َما َذا يُنفِقُونَ قُ ِل ا ْل َع ْف َو َك َذلِ َك يُبيِّنُ ه‬
‫هللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ‬
‫س لَ َعلَّ ُه ْم يَتَ َذ َّكرُونَ (‪ ))٢٢٤‬هذه أحكام ومحرمات‪.‬‬
‫ت َحتَّى يُؤْ ِمنَّ ‪َ ..‬ويُبَيِّنُ آيَاتِ ِه لِلنَّا ِ‬ ‫تَن ِك ُحو ْا ا ْل ُم ْ‬
‫ش ِر َكا ِ‬

‫* (لعلكم تتقون) لع هل بمعنى (كي) ألن لعل في القرآن من هللا إذا كانت في وعد من هللا سبحانه وتعالى فمعناها واقعة‪.‬‬

‫ت لَ َعلَّ ُكي ْم تَتَفَ َّكيرُونَ‬ ‫س لَ َعلَّ ُهي ْم يَتَّقُيونَ ) ‪ ،))٤٨٧‬تتفكيرون ( َكي َذلِكَ يُبَييِّنُ َّ‬
‫هللاُ لَ ُكي ُم ْاآلَيَيا ِ‬ ‫* الفير بيين يتقيون ( َكي َذلِ َك يُبَييِّنُ َّ‬
‫هللاُ آَيَاتِي ِه لِلنَّيا ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫س ل َعل ُهي ْم يَتَيذ َّكرُونَ ) ‪ ،))٢٢٤‬تعقليون ( َكيذلِ َك يُبَييِّنُ هللاُ ل ُكي ْم آيَاتِي ِه ل َعل ُكي ْم تَ ْعقِليونَ ) ‪ ))٢١٢‬فيي‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫)‪ ،))٢٦٦‬يتذكرون) َويُبَيِّنُ آَيَاتِي ِه لِلنَّيا ِ‬
‫خواتيم اآليات في سورة البقرة‪ ،‬كي نميز بينهم في الحفظو‬
‫لو نظرنا إلى اآليات نجد فيها إرتباطا ً وثيقاً‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬التقوى هي تجنهب الوقوع فيما ا يرضي هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬عندما يقول (لعلكم تتقون) في أرب آيات في سورة البقرة (يَا أ ُّي َها‬
‫ا َحيَاةٌ‬ ‫صا ِ‬ ‫(ولَ ُك ْم فِي ا ْلقِ َ‬ ‫اس ا ْعبُدُوا َربَّ ُك ُم ‪ ..‬لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ (‪ُ .. ( ))٢٤‬خ ُذوا َما آَتَ ْينَا ُك ْم بِقُ َّو ٍة َو ْاذ ُك ُروا َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ (‪َ ))٦٣‬‬ ‫النَّ ُ‬
‫س لَ َعلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ (‪ ، ))٤٨٧‬نجد أنها‬ ‫هللاُ آَيَاتِ ِه لِلنَّا ِ‬ ‫َ‬
‫هللاِ فَ َال تَ ْق َربُوهَا َكذلِ َك يُبَيِّنُ َّ‬
‫ب لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ (‪ .. ( ))٤٧١‬تِ ْل َك ُحدُو ُد َّ‬ ‫يَا أُولِي ْاأل ْلبَا ِ‬
‫َ‬
‫ت تي بعد فرا‪ ،‬فعل أمر(إفعلوا) أو فعل مضارع بـ ا الناهية (ا تفعلوا) أو بـ (كتب) بمعنى فرا‪.‬‬

‫س َوإِ ْث ُم ُه َما أَ ْكبَ ُر ِمنْ‬ ‫س َلُونَ َك َع ِن ا ْل َي ْم ِر َوا ْل َم ْي ِ‬


‫س ِر قُ ْل فِي ِه َما إِ ْث ٌم َكبِي ٌر َو َمنَافِ ُ لِلنَّا ِ‬ ‫‪( -‬لعلكم تتفكرون) وردت مرتين في سورة البقرة (يَ ْ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ل َعل ُك ْم تَتَف َّكرُونَ (‪( ))٢٤١‬أيَ َو ُّد أ َح ُد ُك ْم أنْ تَ ُكونَ لهُ َجنَّة ِمنْ نَ ِي ٍ‬
‫يل‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َلُونَكَ َما َذا يُ ْنفِقُونَ قُ ِل ا ْل َع ْف َو َك َذلِ َك يُبَيِّنُ َّ‬
‫هللاُ ل ُك ُم ْاآليَا ِ‬ ‫نَ ْف ِع ِه َما َويَ ْ‬
‫احت ََرقَتْ َك َذ ِلكَ‬ ‫ْصا ٌر فِي ِه نَا ٌر فَ ْ‬ ‫صا َب َها إِع َ‬ ‫ض َعفَا ُء فَ َ َ‬ ‫صابَهُ ا ْل ِكبَ ُر َولَهُ ُذ ِّريَّةٌ ُ‬ ‫ت َوأَ َ‬‫ب ت َْج ِرل ِمنْ ت َْحتِ َها ْاألَ ْن َها ُر لَهُ فِي َها ِمنْ ُك ِّل اللَّ َم َرا ِ‬ ‫َوأَ ْعنَا ٍ‬
‫َ‬
‫ت ل َعل ُك ْم تَتَف َّكرُونَ (‪ ))٢٦٦‬الكالم على قضية تستدعي التفكير إما بضرب َملل يت مله اجنسان وإما يكون جوابا ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يُبَيِّنُ َّ‬
‫هللاُ ل ُك ُم ْاآليَا ِ‬
‫عن سؤال يتفكر في اججابة عنه ‪ .‬واآليتان فيما يتعلص بالمال‪ .‬أُنظر الصورة من يو هد هذاو شيخ كبير عنده ذرية ضعفاء يفكر فيهم‬
‫وفيها ثمر ت تي نار تحرقه‪( .‬لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّكرُونَ ) تف هكر‪ ،‬ش هغل عقلك‪ ،‬هذا المال الذل عندك قد يحرقه هللا تعالى في أية لحظة ف نفص منه‪.‬‬

‫‪( -‬لعلهم يتذكرون) التذ هكر لتتهعاظ ‪ ،‬ووجدنا أنه في سيا بيان ميال ل ُعرفِ ِهم‪ .‬فعند ذلك يُطلب إليهم أن يكون لهم بهذا الكالم عظة‬
‫ش ِر َك ٍة َولَ ْو أَع َْجبَ ْت ُك ْم َو َا تُ ْن ِك ُحوا‬ ‫ت َحتَّى يُؤْ ِمنَّ َو َألَ َمة ٌ ُمؤْ ِمنَةٌ َخ ْي ٌر ِمنْ ُم ْ‬ ‫(و َا تَ ْن ِك ُحوا ا ْل ُم ْ‬
‫ش ِر َكا ِ‬ ‫وعبرة يتهعظون به فال ييالفوه َ‬
‫هللاُ يَ ْدعُو إِلَى ا ْل َجنَّ ِة َوا ْل َم ْغفِ َر ِة بِإِ ْذ ِن ِه‬
‫ش ِر ٍك َولَ ْو أَع َْجبَ ُك ْم أُولَئِ َك يَ ْدعُونَ إِلَى النَّا ِر َو َّ‬‫ش ِر ِكينَ َحتَّى يُؤْ ِمنُوا َولَ َع ْب ٌد ُمؤْ ِمنٌ َخ ْي ٌر ِمنْ ُم ْ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫َ‬
‫س لَ َعل ُه ْم يَتَذ َّكرُونَ (‪ . ))٢٢٤‬اآلية تريد أن تعالج ُعرفا ً إجتماعيا ً عند العرب أنه إذا أراد أن يتزوج ا ييتار أ َمة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َويُبَيِّنُ آيَاتِ ِه لِلنَّا ِ‬
‫لح هر أيا ً كان‪ .‬ولكن اآلية توضح أن اجيمان هو المقدهم وليس أل شيء آخر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يزوجها‬ ‫وإنما‬ ‫لعبد‬ ‫إبنته‬ ‫ج‬ ‫و‬
‫ه‬ ‫يز‬ ‫وا‬ ‫ولكن ييتار ُح هرة‬

‫وت ِم ْن‬
‫وت ِم ن ظُ ُهوِرَه ا َولَ ِك َّن الْبِ َّر َم ِن اتَّ َق ى َوأْتُواْ الْبُ يُ َ‬
‫س الْبِ ُّر بِ أَ ْن تَ أْتُ ْواْ الْبُ يُ َ‬
‫ْح ِّج َولَ ْي َ‬ ‫ت لِلنَّ ِ‬
‫اس َوال َ‬ ‫األهلَّ ِة قُ ْل ِه َي َم َواقِي ُ‬
‫ك َع ِن ِ‬ ‫آي ة (‪( : )١٨٩‬يَ ْس أَلُونَ َ‬
‫أَبْ َوابِ َها َواتَّ ُقواْ اللّهَ ل ََعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُحو َن)‬
‫هللاَ) وقد كان بعض األنصار إذا رجي مين الحيج فيال ييدخل مين‬ ‫* بدأ بكلمة التقوى لتيجا ثم قال ( َو ْأتُوا ا ْلبُيُوتَ ِمنْ أَ ْب َوابِ َها َواتَّقُوا َّ‬
‫باب الدار‪ ،‬وإنما يدخل من ظهرهيا‪ .‬فتقيول اآليية إن البير لييس بهيذا العميل‪ ،‬وقيد يكيون األمير مين بياب توجييه المجتمي المسيلم بي ا‬
‫يعكس األمور ب ن يس ل عن المسائل الصغيرة ويتيرك القضيايا الجوهريية‪ ،‬فليتبصيروا فيي خليص هللا عيز وجيل فيي هيذا الهيالل كيي‬
‫يكون وكي يصيرو‬

‫* وردت في القرآن ( يس لونك) و (ويس لونك) فما دالة إضافة الواو وحذفهاو‬
‫سي لُونَ َك ع ِ‬
‫َين‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬إما أن تق عدة أسئلة في موض واحد في وقت واحد فالسؤال األول (يس لونك) ثم بعدها يقول (ويس لونك)‪ ،‬ملال (يَ ْ‬
‫س ي َلُونَ َك َمييا َذا يُنفِقُييونَ قُ ي ِل ا ْل َع ْف ي َو (‪ ))٢٤١‬عط ي علييى السييؤال األول‬ ‫س ي ِر (‪ ))٢٤١‬هييذا أول سييؤال وبعييدها ي ي تي ( َويَ ْ‬ ‫ا ْل َي ْم ي ِر َوا ْل َم ْي ِ‬
‫ض (‪ ،))٢٢٢‬هذه قد تكون من المواطن‪.‬‬ ‫َن ال َم ِحي ِ‬ ‫ْ‬ ‫س لونَ َك ع ِ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫(ويَ ْ‬ ‫س َلُونَ َك َع ِن اليَتَا َمى (‪ ))٢٢١‬وبعدها َ‬ ‫ْ‬ ‫(ويَ ْ‬ ‫َ‬
‫د‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ِ ِ ُ َ ِ ٍ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ْخ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ْخ‬‫د‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫يل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫اجسيراء)‬ ‫)‬ ‫‪٧١‬‬ ‫(‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫يل‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ينَ‬ ‫م‬
‫َ ِ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ميل‬ ‫‪،‬‬ ‫ضيمنها‬ ‫السيؤال‬ ‫فيقي‬ ‫متعاطفيات‬ ‫فيه‬ ‫ا‬ ‫السي‬ ‫أن‬ ‫أو‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫شيفاء َو َر ْح َمية لل ُميؤْ ِمنِينَ (‪))٨٢‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص البَا ِط ُل (‪ ))٨٤‬عط كلها نفس السيا ( َونني ِّز ُل ِمينَ الق ْيرآ ِن َميا ه َُيو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ص َو َ َه َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(‪َ ( ))٨١‬وق ْل َجاء ال َح ُّ‬
‫ش ْئنَا لَنَ ْذ َهبَنَّ بِالَّ ِذل أَ ْو َح ْينَا إِلَيْيكَ‬ ‫وح (‪ ))٨٥‬وبعدها ( َولَئِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر‬
‫ُّ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫و‬‫َ‬ ‫(‬ ‫))‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫(‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ج‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫س ِ‬
‫ا‬ ‫(وإِ َذآ أَ ْن َع ْمنَا َعلَى ا ِجن َ‬ ‫َ‬
‫آن (‪.))٨١‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫س فِي هَـذا الق ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ص َّرفنا لِلنا ِ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(ولق ْد َ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )٨٦‬اجسراء) وبعدها َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪54‬‬


‫(ولَـ ِكنَّ ا ْلبِ َّر َم ِن اتَّقَى) البِر مصدر ومن اتقى شيص‪ ،‬كي البر هو الذل اتقىو‬
‫*قال تعالى َ‬
‫البار هو الذل يتقي وليس البِ هر‪ ،‬البِ هر عمل وهو فعل اليير‪ ،‬لو تحول البر إلى شيص لكان شيصا ً متقياً‪.‬‬ ‫ه‬

‫ْح َر ِام َحتَّ ى يُ َق اتِلُوُك ْم فِي ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ث أَ ْخرجوُكم وال ِْفتْ نةُ أَ َش ُّد ِمن الْ َقتْ ِل والَ تُ َقاتِلُ ِ‬ ‫آية (‪( : )١٩١‬واقْت لُوهم حي ُ ِ‬
‫وه ْم عن َد ال َْم ْس جد ال َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وهم ِّم ْن َح ْي ُ َ ُ ْ َ َ‬ ‫وه ْم َوأَ ْخ ِر ُج ُ‬
‫ث ثَق ْفتُ ُم ُ‬ ‫َ ُ ُ ْ َْ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َج َزاء الْ َكافر َ‬‫وه ْم َك َذلِ َ‬
‫فَِإن قَاتَلُوُك ْم فَاقْتُ لُ ُ‬
‫* الفر بين كلمة ثقفتموهم وكلمة وجدتموهم في القرآنو‬
‫ثق ‪ :‬ظفر به وأخذه ‪ .‬وا تستعمل ثقفتموهم إا في القتال واليصومة ومعناها أشمل من اجيجاد‪ .‬وعندما ا يكون السيا فيي مقيام‬
‫الحرب يستعمل (وجدتموهم)‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫وهم حتَّى َال تَ ُكو َن فِتْ نَةٌ وي ُكو َن الد ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )١٩٣-١٩٢‬فَِإ ِن انْ ت هوا فَِإ َّن اللَّه غَ ُف ِ‬
‫ِّين للَّه فَِإن انْ تَ َه ْوا فَ َال عُ ْد َوا َن إَِّال َعلَى الظَّالم َ‬
‫ين )‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫يم * َوقَاتلُ ُ ْ َ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ََْ‬
‫هللاَ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم * َوقَاتِلُو ُه ْم َحتَّى َا تَ ُكونَ فِ ْتنَةٌ َويَ ُكونَ الدِّينُ ِ َّّللِ) وفي األنفال ( َوقَياتِلُو ُه ْم َحتَّيى اَ تَ ُكيونَ‬ ‫* في البقرة (فَإ ِ ِن انتَ َه ْو ْا فَإِنَّ ه‬
‫صي ٌر (‪ ))٣١‬ما دالة اختالم اآليتينو‬ ‫فِ ْتنَةٌ َويَ ُكونَ الدِّينُ ُكلُّهُ ِ هّلل فَإ ِ ِن انتَ َه ْوا فإِنَّ هللاَ بِ َما يَ ْع َملونَ بَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫السياقان ميتلفان‪:‬‬
‫‪ ‬في سورة البقيرة الكيالم عين قيري ألنيه قيال ( َوأَ ْخ ِر ُجيو ُه ْم ِمينْ َح ْيي ُ أَ ْخ َر ُجيو ُك ْم َوا ْلفِ ْتنَيةُ أَشَي ُّد ِمينَ ا ْلقَ ْت ِيل َو َا تُقَياتِلُو ُه ْم ِعني َدْ‬
‫سيلَ َ َوإِنْ يَ ُعيودُوا‬ ‫س ِج ِد ا ْل َح َر ِام)‪ ،‬في األنفال عامة ليست خاصة بقري قال (قُ ْل لِلَّ ِذينَ َكفَ ُروا إِنْ يَ ْنتَ ُهوا يُ ْغفَ ْر لَ ُه ْم َما قَي ْد َ‬ ‫ا ْل َم ْ‬
‫صيي ٌر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سنة األ َّولِينَ (‪َ )٣٨‬وقياتِلو ُه ْم َحتَّيى ا تَكيونَ فِ ْتنية َويَكيونَ اليدِّينُ كليهُ ِّللِ فيإ ِ ِن انتَ َه ْيوا فيإِنَّ هللاَ بِ َميا يَ ْع َمليونَ بَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ضتْ ُ‬ ‫فَقَ ْد َم َ‬
‫(‪( .))٣١‬كله) للتوكيد يفيد العموم والشمول ‪ ،‬إذن لما كان الكالم على عموم الكافرين جاء بما يدل على الشمول‪،‬‬
‫‪ ‬قال في البقرة (فَإ ِ ِن ا ْنتَ َه ْوا) بالماضي وفي األنفال قال (إِنْ يَ ْنتَ ُهوا) هذه أقرب وقتالهم كان أسبص‪،‬‬
‫‪ ‬ما قال في البقرة ( َوإِنْ تَ َولَّ ْوا) لم يض احتمال التولي ألنهم سيصبحوا مسيلمين‪ ،‬وإنميا وضيعها فيي ااحتميال اللياني ( َوإِنْ‬
‫صي ُر (‪ )١١‬األنفال)‪،‬‬ ‫تَ َولَّ ْوا فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َّ‬
‫هللاَ َم ْو َا ُك ْم نِ ْع َم ا ْل َم ْولَى َونِ ْع َم النَّ ِ‬
‫سنَّةُ ْاألَ َّولِينَ ) في البقرة‪ ،‬هذا أوضحه في اجحتمال اآلخر‪ ،‬إذن سييا البقيرة فيي قيري ليم‬ ‫ضتْ ُ‬ ‫‪ ‬لم يقل ( َوإِنْ يَ ُعودُوا فَقَ ْد َم َ‬
‫يض احتمال إن يتولوا أو إن يعودوا‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هللاَ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم) ألنهم سييدخلون فيي اجسيالم‪ ،‬لكين فيي اآلخيرين قيال (فيإِ ِن انتَ َه ْيوا فيإِنَّ هللاَ بِ َميا‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬ولذلك قال في البقرة (فَإِنَّ َّ‬
‫سب لما سيفعلون في المستقبل لم يض التحسب م قري ‪ ،‬فكل واحدة في سياقها‪.‬‬ ‫صي ٌر (‪ ))٣١‬هو تح ُّ‬ ‫يَ ْع َملُونَ بَ ِ‬

‫اص فَ َم ِن ا ْعتَ َدى َعلَ ْي ُك ْم فَا ْعتَ ُدواْ َعلَْي ِه بِ ِمثْ ِل َم ا ا ْعتَ َدى َعلَ ْي ُك ْم َواتَّ ُق واْ اللّ هَ َوا ْعلَ ُم واْ أ َّ‬
‫َن اللّ هَ‬ ‫ص ٌ‬
‫الش ْه ِر الْحر ِام والْحرم ُ ِ‬
‫ات ق َ‬ ‫َ َ َ ُ َُ‬ ‫ْح َر ُام بِ َّ‬ ‫آية (‪َّ ( : )١٩٤‬‬
‫الش ْه ُر ال َ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬
‫َم َع ال ُْمتَّق َ‬
‫* (فَا ْعتَدُو ْا َعلَ ْي ِه بِ ِم ْل ِل َما ا ْعتَدَى َعلَ ْي ُك ْم) ر هد العدوان ليس عدوانا ً وإنما عقاب على عدوانهم ولكن هذا يسمونه العرب وأهل البالغة‬
‫المشاكلة وهي اجتفا في اللفظ م ااختالم فيي المعنيى‪ .‬وكي ن فيي ذليك إشيارة إليى أنيه األَوليى ليك هيو الصيفح والعفيو ا اانتقيام‬
‫ومجا اة المعتدل‪.‬‬

‫ي َم ِحلَّ هُ فَ َم ن َك ا َن ِم ن ُكم َّم ِريض اً أ َْو‬ ‫وس ُك ْم َحتَّ ى يَبْ لُ َ ال َْه ْد ُ‬


‫ِ‬ ‫صرتُم فَما است ي ِ‬
‫س َر م َن ال َْه ْد ِي َوالَ تَ ْحل ُقواْ ُرُؤ َ‬ ‫ُح ْ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫آية (‪( : )١٩١‬وأَتِ ُّمواْ الْح َّج والْعمرةَ لِل ِّه فَِإ ْن أ ْ ِ‬
‫َ َ َُْ‬ ‫َ‬
‫ام ثَالثَ ِة أَيَّام فِ ي‬ ‫ي‬ ‫استَ ْيس ر ِم ن ال َْه ْد ِي فَم ن لَّ م ي ِج ْد فَ ِ‬
‫ص‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ْح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َى‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫ة‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ِّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫به أَ ًذى ِّمن َّرأْسه فَف ْ َ ٌ ِّ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ‬
‫م‬ ‫ْع‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫َّع‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫نت‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫إ‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫َو‬‫أ‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫َن اللّهَ َش ِدي ُد ال ِْع َق ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫شرةٌ َك ِاملَةٌ ذَلِ َ ِ‬ ‫ْح ِّج َو َس ْب َعة إِذَا َر َج ْعتُ ْم تِل َ‬
‫اب)‬ ‫ك ل َمن لَّ ْم يَ ُك ْن أ َْهلُهُ َحاض ِري ال َْم ْسجد ال َ‬
‫ْح َر ِام َواتَّ ُقواْ اللّهَ َوا ْعلَ ُمواْ أ َّ‬ ‫ْك َع َ َ‬ ‫ال َ‬
‫* ما المعنى الذل أضافته (كاملة) لآليةو‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللغة تحتمل أن تكون هذه الواو للتييير بمعنى أو‪ .‬فإذن حتى يرف هذا ااحتمال جاء بـ (كاملة) جم ‪ ،‬لو قال (ثالث ِة أيَّ ٍام فِي ال َح ِّج‬
‫س ْب َع ٍة إِ َذا َر َج ْعتُ ْم) اللغة تحتمل‪ .‬ثم إفادة على أنه ا ينقص شيء فهذا كمال لصاحبه‪ ،‬كمل بها الحج‪.‬‬ ‫َو َ‬

‫ش ِدي ُد ا ْل ِعقَا ِ‬
‫ب) أظهر لفظ الجاللة وليس الضمير لتربية الهيبة في النفوس من عظمة هللا تبارك وتعالى حتى‬ ‫* ( َوا ْعلَ ُمو ْا أَنَّ ه‬
‫هللاَ َ‬
‫تكون أكلر خشية‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪55‬‬


‫ْح ِّج َوَم ا تَ ْف َعلُ واْ ِم ْن َخ ْي ر يَ ْعلَ ْم هُ اللّ هُ َوتَ َزَّو ُدواْ فَِإ َّن‬ ‫ث والَ فُس و َق والَ ِج َد َ ِ‬
‫ال ف ي ال َ‬
‫ات فَم ن فَ ر ِ‬
‫ض ف ي ِه َّن ال َ‬
‫ْح َّج فَ الَ َرفَ َ َ ُ َ‬ ‫وم ٌ َ َ َ‬ ‫آية (‪( : )١٩٧‬ال َ‬
‫ْح ُّج أَ ْش ُه ٌر َّم ْعلُ َ‬
‫ون يَا أ ُْولِي األَلْبَ ِ‬
‫اب)‬ ‫الز ِاد التَّ ْقوى واتَّ ُق ِ‬
‫َ َ‬ ‫َخ ْي َر َّ‬
‫ش ُه ٌر َم ْعلُو َماتٌ فَ َمنْ‬ ‫* ضمير اجناا يستعمل لتناا ويستعمل لجم غير العاقل‪ ،‬نقول الجبال هُنه شاهقات ما نقول هم‪( .‬ا ْل َح ُّج أَ ْ‬
‫ا فِي ِهنَّ ا ْل َح َّج) هي ل شهر‪ .‬بينما ضمير الواو في جم المذكر السالم ا يستعمل إا للذكور العقالء فق ‪.‬‬ ‫فَ َر َ‬

‫* الفر بين الذنب والمعصية والسيئة واجثم والفحشاء والفسو والضالل واجسرام والظلم والكفر‪:‬‬
‫سيِّئَاتِنَا (‪ )٤١٣‬آل عمران)‬‫الذنب الكبائر كما يقول أكلرهم ( َربَّنَا فَا ْغفِ ْر لَنَا ُذنُوبَنَا َو َكفِّ ْر َعنَّا َ‬
‫طى‪ ،‬احظ‬ ‫السيئة الصغائر لذلك يستعمل المغفرة م الذنب والتكفير م السيئة‪ .‬المغفرة يعني تستر الذنب والتكفير من كفر أل غ ه‬
‫أيضا ً ال ِمغفَر الذل يلبسه اجنسان في الحرب يستر‪ ،‬التكفير هو تكفير البدن‪ ،‬المغفرة هو ما يمن الضر‪ ،‬يقي اجنسان تحديداً‪ ،‬هو‬
‫يقي اجنسان معناه أن األمر الكبير يحتاج إلى مغفرة والصغير ا يحتاج إلى ملل هذا‪.‬‬
‫واستعمل ربنا التكفير م السيئة ألنها أقل والمغفرة م الذنب ألن الذنب قد ي تي بإيذاء أكبر‪ .‬يقولون الذنوب هي الكبائر والسيئات‬
‫هي الصغائر‪.‬‬
‫اجسرام السرم هو تجاو الحد في كل فعل في اجنفا أو في األكل أو غيره‪ ،‬في كل شيء‪.‬‬
‫الضالل ما يقابل الهدى‪ ،‬العدول عن الطريص المستقيم‪.‬‬
‫صى آ َد ُم َربَّهُ فغ َوى (‪ )٤٢٤‬طه) المعصية خروج عن الطاعة‪.‬‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫العصيان اليروج عن الطاعة ي مرك فتعصي ( َو َع َ‬
‫الفحشاء هو ما عظم قبحه من األفعال واألعمال‪.‬‬
‫ً‬
‫الفسو هو اليروج عن الطاعة من فسقت الرطبة ما خرج عن الطريص ويمتد من أيسر اليروج إلى الكفر كله يسمى فاسقا‪ .‬الكفر‬
‫سقُونَ (‪ )٥٥‬النور) والنفا سماه فسو (أَفَ َمن َكانَ ُمؤْ ِمنًا َك َمن َكانَ فَ ِ‬
‫اسقًا َّا‬ ‫(و َمن َكفَ َر بَ ْع َد َذلِ َك فَ ُ ْولَئِ َك ُه ُم ا ْلفَا ِ‬
‫َ‬ ‫سماه فسو‬
‫ستَ ُوونَ (‪ )٤٨‬السجدة) وليس كل فاسص كافراً لكن كل كافر فاسص قطعا ً‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫الظلم‪ ،‬الظلم هو مجاو ة الحد عموماً وقد يصل إلى الكفر ( َوال َكافِرُونَ ُه ُم الظالِ ُمونَ (‪ )٢٥١‬البقرة) وقد ا يصل‪.‬‬
‫الكفر فهو اليروج عن ال ِملهة‪ .‬الكفر أصله اللغول الستر وتستعار الدالة اللغوية للدالة الشرعية‪.‬‬
‫الفسص أعم من الكفر يشمل الصغير والكبير‪ ،‬الكافر هو فاسص‪ ،‬المشرك فاسص‪ ،‬الذل يترك شيئاً من الدين هو فاسص‪ ،‬عمل شيئاً من‬
‫المحرمات هو فاسص سواء كان قليالً أو كبي ًرا‪ ،‬إذن الفسص أوس ‪.‬‬

‫* القرآن الكريم يفر في ااستعمال بين الفسص والفسو ‪:‬‬


‫س ُمواْ بِاألَ ْ اَ ِم َذلِك ْمُ‬ ‫ْ‬
‫ستَق ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ح ِّر َمتْ َعل ْيك ُم ال َم ْيتَة َوال َّد ُم َول ْح ُم ال ِين ِزي ِر ‪َ ...‬وأن تَ ْ‬ ‫الفسص لم ترد إا في سيا األطعمة وخاصة في الذبائح ُ‬
‫ص (‪ )٤٢٤‬األنعام) وغيرها‪.‬‬ ‫س ٌ‬ ‫س ُم ه‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه َوإِنَّهُ لَفِ ْ‬ ‫ص (‪ )٣‬المائدة) ( َواَ تَ ْ ُكلُو ْا ِم َّما لَ ْم يُ ْذ َك ِر ا ْ‬ ‫س ٌ‬ ‫فِ ْ‬
‫ضآ َّر‬ ‫ي‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫(و‬ ‫))‬ ‫‪٤١٧‬‬ ‫(‬ ‫ج‬ ‫ح‬
‫َ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َا‬
‫د‬ ‫ج‬
‫ُ َ َ ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ح‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬
‫َ َ ِ ِنَّ َ َّ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ُ ٌ َّ ْ َ اتٌ َ‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ع‬‫م‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ش‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ج‬
‫َ ُّ‬‫ح‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫(ا‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫عا‬ ‫فهو‬ ‫الفسو‬ ‫أما‬
‫(و َك َّرهَ‬
‫اجي َما ِن (‪ )٤٤‬الحجرات) َ‬ ‫سو ُ بَ ْع َد ِْ‬ ‫س ُم ا ْلفُ ُ‬ ‫ْس ا ِا ْ‬‫ب بِئ َ‬ ‫(و َا تَنَابَزُوا بِ ْاألَ ْلقَا ِ‬ ‫سو ٌ بِ ُك ْم (‪َ ))٢٨٢‬‬ ‫ش ِهي ٌد َوإِن تَ ْف َعلُو ْا فَإِنَّهُ فُ ُ‬ ‫ب َواَ َ‬ ‫َكاتِ ٌ‬
‫صيَانَ (‪ )٧‬الحجرات) إذن الفسو أع هم ك نه لما كان البناء أطول (فسو ) من (فسص) جعله أوس يعني‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ َ ُ َ َ ِ ْ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬‫ف‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫إِلَ ْي ُك ُ‬
‫م‬
‫ناسب بين بناء الكلمة والدالة‪.‬‬

‫* عبهر ربنا سبحانه وتعالى بالنفي (فَالَ َرفَ َ َواَ فُ ُ‬


‫سو َ َواَ ِجدَا َل) ولم يعبهر بالنهي‪ :‬وا ترفلوا وا تفسقوا وا تجادلوا‪:‬‬
‫ذلك ألن النفي أبلغ من النهي الصريح فالنهي قد يعني أنه يمكن أن يحصل هذا الفعل لكنكم منهي هون عنه‪ .‬أما النفي فيعني أن هذا‬
‫الفعل ينبغي أن ا يق أصالً فضالً عن أن يفعله أح ٌد منكم أيها المسلمون ومن ث هم أدخل النفي على اجسم لينفي جنس الفعل وأصله‪.‬‬

‫ون َيا أُ ْو ِلي‬ ‫(وتَ َز َّودُو ْا فَإِنَّ َخ ْي َر ال َّزا ِد التَّ ْق َوى) ثم أمر أولي األلباب خاصة بالتقوى َ‬
‫(واتَّقُ ِ‬ ‫* ذكر األمر بالتقوى عاما ً للناس كلهم َ‬
‫ب) ‪ ،‬هذا يسمى اجطناب وفائدة اجطناب هنا أن األمر بالتقوى ليس خاصا ً ب ولي األلباب وحدهم وا يتوجه الكالم إليهم دون‬ ‫األَ ْلبَا ِ‬
‫غيرهم ألن كل إنسان م مور بالتقوى لكن ذكر هنا الياا بعد العام للتنبيه على فضل الياا وهم أولوا األلباب وأرجحيته على‬
‫العام وهم عوام الناس ألن الناس يتفاضلون باأللباب وبها يتمايزون‪.‬‬

‫ِ‬
‫ْح َر ِام َواذْ ُك ُروهُ َك َما َه َدا ُك ْم َوإِن ُكنتُم ِّمن‬ ‫ضالً ِّمن َّربِّ ُك ْم فَِإذَا أَفَ ْ‬
‫ضتُم ِّم ْن َع َرفَات فَاذْ ُك ُرواْ اللّهَ عن َد ال َْم ْش َع ِر ال َ‬ ‫اح أَن تَ بْتَ غُواْ فَ ْ‬ ‫آية (‪( : )١٩٨‬لَيْ َ‬
‫س َعلَيْ ُك ْم ُجنَ ٌ‬
‫ِِ ِ‬
‫قَ ْبله لَم َن الضَّفلِّ َ‬
‫ين)‬
‫ضالً ِّمن َّربِّ ُك ْم ) ولم يقل ر قا ً‪:‬‬ ‫* قال الحص‪ ( :‬تَ ْبتَ ُغو ْا فَ ْ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪56‬‬


‫لقد أوضح الحص في اآلية التي قبلها‪ :‬أاه تذهبوا إاه ومعكم ادكم‪ .‬إذن أنت ا تذهب إلى الحج لت كيل مين التجيارة‪ ،‬إنميا تيذهب ومعيك‬
‫ادك وما ت تي به هو ائد عن حاجتك ويكون فضالً من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وهيو جيل شي نه يرييد منيك أاه يكيون فيي عمليك المبياح‬
‫حرج فنفى الجناح عنه‪ ،‬لذلك أسماه " فضالً " يعني أمراً ائداً عن الحاجة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وكل ابتغاء الر وابتغاء الفضل ا يصح أن يغيب عن ذهن مبتغي الر والفضل‪ ،‬فكله من عند هللا‪ .‬إياك أن تقول‪ :‬قوة‪ ،‬أسيباب‪،‬‬
‫ذكاء أو احتياط ‪ ،‬فال شيء من ذلك كليه؛ ألن الير كليه هيو فضيل مين هللا‪ .‬وا ضيرر علييك أن تبتغيي الفضيل مين اليرب؛ ألنيه هيو‬
‫اليالص وهو المربي‪ .‬ونحن مربوبون له‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ث أَفَاض النَّاس واست غْ ِفرواْ اللّه إِ َّن اللّه غَ ُف ِ‬ ‫ضواْ ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫آية (‪( : )١٩٩‬ثُ َّم أَفِي ُ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َ ٌ‬ ‫ُ َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫هللاَ) على ماذا نستغفرو‬ ‫ستَ ْغفِ ُرو ْا َّ‬‫اس َوا ْ‬ ‫اا النَّ ُ‬ ‫ضو ْا ِمنْ َح ْي ُ أَفَ َ‬ ‫* (ثُ َّم أَفِي ُ‬
‫سيتَ ْغفَ ُرو ْا لِي ُذنُوبِ ِه ْم (‪ ))٤٣٥‬هيذا فعيل فاحشية يسيتغفر أميا أن‬ ‫شةً أَ ْو ظَلَ ُمو ْا أَنفُ َ‬
‫سي ُه ْم َذ َكي ُرو ْا َّ‬
‫هللاَ فَا ْ‬ ‫في آل عمران ( َوالَّ ِذينَ إِ َذا فَ َعلُو ْا فَا ِح َ‬
‫أحج وأستغفرو! نحن كنا نعبد هللا ! مصيبتك في الصالة والحج أكلر من مصيبتك في الذنب فإذا تبت توبية حقيقيية ونيدمت وحزنيت‬
‫وأقلعت عن الذنب ما بقي عليك شيء‪ .‬لكن أنت ذنوبك فيي العبيادات تحيب األعميال يقيول النبيي صيلى هللا علييه وسيلم (مين حسينت‬
‫صالته في المسجد لِما يرى من نظر الناس إلييه فقيد حيب عمليه) مين أجيل هيذا كيان دعياء النبيي صيلى هللا علييه وسيلم بعيد انتهياء‬
‫ص ْب(‪ )٧‬الشرح) انصب بالدعاء وااستغفار‪ .‬رب مصلي ليس ليه مين صيالته إا القييام والقعيود‪،‬‬ ‫الصالة استغفر هللا (فَإ ِ َذا فَ َر ْغتَ فَان َ‬
‫ضيو ْا ِمينْ َح ْيي ُ أَفَ َ‬
‫ياا‬ ‫رب صائم ليس له من صيامه إا الجوع والعط ‪ ،‬رب قارلء للقيرآن والقيرآن يلعنيه‪ ،‬ولهيذا هللا قيال (ثُي َّم أَفِي ُ‬
‫هللاَ) لوا أن هللا واس ولوا أن هللا حليم لما تقبل أعمالنا فعباداتنا تحتاج ااستغفار أكلر من ذنوبنا‪.‬‬ ‫ستَ ْغفِ ُرو ْا َّ‬ ‫النَّ ُ‬
‫اس َوا ْ‬

‫اآلخ َرةِ ِم ْن َخالَق)‬


‫ول ربَّنا آتِنا فِي الدُّنْ يا وما لَه فِي ِ‬
‫َ ََ ُ‬ ‫اس َك ُك ْم فَاذْ ُك ُرواْ اللّهَ َك ِذ ْك ِرُك ْم آبَاء ُك ْم أ َْو أَ َش َّد ِذ ْك ًرا فَ ِم َن الن ِ‬
‫َّاس َمن يَ ُق ُ َ َ َ‬ ‫ضيتم َّمنَ ِ‬
‫آية (‪( : )٢٣٣‬فَِإذَا قَ َ ْ ُ‬
‫* (ربنا آتنا في الدنيا) ما قال آتنا ماذاو إما لتهوين ش نه أو ألنيه عظييم عنيدهم يرييدون كيل شييء فيي اليدنيا حتيى ميا وصيفوا هيذا‬
‫(و َميا لَيهُ فِيي ْاآلَ ِخ َير ِة ِمينْ َخ َيال ٍ) والييال هيو‬
‫سيمة ا يحبهيا هللا عيز وجيل لعبياده فكيي أدهبهيمو قيال‪َ :‬‬
‫الم تي به ب نه حسين‪ ،‬وهيذه ِ‬
‫اليلَص واليلقات للشيء البيالي يعنيي حتيى هيذا النصييب البيالي لييس لهيم فيي‬ ‫النصيب لكن لِ َم لم يقل نصيبو نحن إلى اآلن نستعمل َ‬
‫اآلخرة‪ .‬هم ا يفكرون باآلخرة فاّلل عز وجل ا يريد لعباده الصالحين أن يكونوا كهؤاء ويريد منهم أن ييذكروه ويتيذكروا اآلخيرة‬
‫ألن هذه الحياة مهما طالت هي كحلم رائي كما في األثر‪ :‬الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‪ .‬فاانسان فيي لحظية موتيه ك نيه اسيتيقظ مين‬
‫منام وكان يرى حلما ً كل هذه السنوات‪.‬‬

‫اب النَّا ِر)‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ِ ( : )٢٣١‬وِم ْن ُهم َّمن يَ ُق ُ‬
‫سنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫سنَةً َوفي اآلخ َرة َح َ‬
‫ول َربَّنَا آتنَا في الدُّنْ يَا َح َ‬
‫* سيا اآليات في موسم الحج وهو فرصة للتوجه إلى هللا عز وجل بالدعاء ‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى مين رحمتيه أن يرشيد اانسيان‬
‫هللاَ َغفُيو ٌر َر ِحيي ٌم) توجييه (فَيإِ َذا قَ َ‬
‫ضي ْيتُ ْم‬ ‫هللاَ إِنَّ َّ‬
‫سيتَ ْغفِ ُروا َّ‬ ‫ضيوا ِمينْ َح ْيي ُ أَفَ َ‬
‫ياا النَّ ُ‬
‫ياس َوا ْ‬ ‫دائما ً إلى اليير‪ ..‬فبعد أن قيال تعيالى (ثُي َّم أَفِي ُ‬
‫ش ي َّد ِذ ْكي ًيرا) ألنييه كانييت العييرب بعييد موسييم الحييج ي ي تون الييى األسييوا األدبييية ويتفيياخرون‬ ‫هللاَ َك ي ِذ ْك ِر ُك ْم آَبَييا َء ُك ْم أَ ْو أَ َ‬ ‫س ي َك ُك ْم فَي ْ‬
‫ياذ ُك ُروا َّ‬ ‫َمنَا ِ‬
‫ش َّد ِذ ْك ًرا) فالمسلم ينبغي أن يكون ذاكراً ّلل سبحانه وتعيالى وذكير هللا يسيتتب‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ويذكرون آباءهم حتى صاروا يتفاخرون بالقتلى‪( .‬أ ْو أ َ‬
‫ذكر اآلخرة وما فيها من نعيم ومن شقاء حقيقة‪.‬‬

‫* كلمة حسنة جاءت نكرة في الموضعين‪ :‬وهي وص لموصوم محذوم‪ ،‬هذا الموصوم المحذوم على إطالقه‪ :‬بما يفكر به‬
‫اانسان ‪ ،‬هذه الحسنة لنقل ملالً آتنا في الدنيا عطايا حسنة والعطايا بتفاصيلها وفي اآلخرة عطايا حسنة أيضا ً بتفاصيلها فحذم‬
‫الموصوم وأبقى الصفة‪ .‬وكونها منكرة حتى تشير الى العموم الغالب يعني شيء عام‪،‬‬

‫* كونوا كهؤاء الذين يريدون في الدنيا لكن بالوص الحسن وليس ك ولئك الذين يريدون كل شييء فيي اليدنيا وليم يقفيوا عنيد هيذا‬
‫وإنما قالوا (وفي اآلخرة حسنة) أيضا ً بكل ما يتصور من العطايا الموصوفة ب نها حسنة في اآلخرة ثم اد عليهم فيي دعيائهم وهيذا‬
‫تدريب ودعاء أن ادعوا هكذا (وقنا عذاب النار) اانسان ا ينبغي أن ينسى أن هناك ناراً وعمير رضيي هللا عنيه يقيول لجلسيائه‪ :‬ييا‬
‫فالن ِعظنا‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين تزفر النار فرة يوم القيامة (هيذا الزفيير الينفخ) فيال يبقيى مليك وا شيهيد وا نبيي وا صيالح إا‬
‫ويجلو على ركبتيه ولو كان لك عمل سبعين نبيا ً ما ظننتَ أنك ناج منها‪ .‬يعني هذه الزفرة مييفية مين بعيد ذليك وحتيى عنيدما ينجيي‬
‫سون بهذه اللذة لذة النجاة من هذه النار‪.‬‬
‫هللا الذين اتقوا يح ه‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪57‬‬


‫* أتى وأعطى معنى متقارب معجمياً لكن ليس مترادفا ً ‪ .‬فعل أتى (أتي) والفعل عطى (عطو) نجد أن العين والطاء والواو أقوى مين‬
‫الهمزة والتاء والياء فمعناه أن العطاء أو اجعطاء فيه نوع من القوة ولييس فييه هيذا الليين والرقية مليل اجتييان‪ .‬ليذلك كلييرون مين‬
‫أهل اللغة قالوا أن اجعطاء فيه تمليك واجيتاء ليس شرطا ً أن يكون فيه تمليك‪.‬‬

‫َّر فَ ال إِثْ َم َعلَ ْي ِه لِ َم ِن اتَّ َق ى َواتَّ ُق واْ اللّ هَ َوا ْعلَ ُم وا أَنَّ ُك ْم إِل َْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٣‬واذْ ُك ُرواْ اللّهَ فِي أَيَّام َّم ْع ُد َ‬
‫ودات فَ َم ن تَ َع َّج َل ف ي يَ ْوَم ْي ِن فَ الَ إثْ َم َعلَ ْي ه َوَم ن تَ أَخ َ‬
‫ش ُرو َن)‬
‫تُ ْح َ‬
‫* خص هللا تعالى الذكر فى هذه األيام وهي أيام رمي ال ِجمار م أنهم في الحج والموسم موسم عبادة وذلك ألن أهل الجاهلية كيانوا‬
‫يشغلون هذه األيام بالتغامز ومغا لة النساء ف راد هللا تعالى صرفهم عن هذا اجثم إلى اليير دون ِذكر ما يفعلون‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك قَ ولُه فِي ال ِ‬


‫ْحيَاة الدُّنْ يَا َويُ ْش ِه ُد اللّهَ َعلَى َما في قَلْبِه َو ُه َو أَل َُّد الْخ َ‬
‫ص ِام)‬ ‫َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٤‬وِم َن الن ِ‬
‫َّاس َمن يُ ْع ِجبُ َ ْ ُ‬
‫* أضيفت كلمة أل هد إلى ال ِيصام م أن معنيى ألي هد تعنيي شيديد اليصيومة‪ :‬هيذا مين بياب مبالغية القيرآن الكيريم ليصي لنيا ربنيا ميدى‬
‫صم وخصيامه شيديد‪ .‬أا تيرى كيي تقيول لفيالن وقيد غضيب ُجينه فيالن ولكنيه إذا كيان‬ ‫صم فهو ميا ِ‬‫اليصومة التي تسكن قلب الميا ِ‬
‫كلير الغضب تقول ُجنه جنونه‪.‬‬

‫اد)‬
‫سَ‬ ‫َّس َل َواللّهُ الَ يُ ِح ُّ‬
‫ب ال َف َ‬ ‫ث َوالن ْ‬
‫ْح ْر َ‬ ‫ض لِيُ ْف ِس َد فِيِ َها َويُ ْهلِ َ‬
‫ك ال َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٥‬وإِ َذا تَ َولَّى َس َعى فِي األ َْر ِ‬
‫ْس ا ْل ِم َهادُ) هذا أقصى أنواع التهكم بهؤاء الكافرين فاجنسان يتييذ المكيان اليوثير مهياداً ليهني‬ ‫* في قوله تعالى (فَ َح ْ‬
‫سبُهُ َج َهنَّ ُم َولَبِئ َ‬
‫بنومه وقد وص هللا تبارك وتعالى األرا ب نها ِمهاد لنا في حياتنا ألنها مهيئة للسعي والنوم‪.‬‬

‫وف بِال ِْعب ِ‬ ‫َّاس من ي ْش ِري نَ ْفسهُ ابتِغَاء مر َ ِ ِ‬ ‫آية (‪ِ : )٢٣٧‬‬
‫اد)‬‫ضات اللّه َواللّهُ َرُؤ ٌ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫(وم َن الن ِ َ َ‬
‫َ‬
‫* الفر بين الرضوان والمرضاة‪:‬‬
‫الرضوان هو أعظم الرضى وأكبره والرضوان مصدر وهو الرضى وليم يسيتعمل فيي القيرآن إا مين هللا تعيالى أميا المرضياة فليسيت‬
‫ضاتَ أَ ْ َوا ِجكَ (‪ )٤‬التحريم)‪.‬‬
‫ميتصة باّلل تعالى وإنما ت تي ّلل تعالى ولغيره (تَ ْبتَ ِغي َم ْر َ‬

‫* الفر بين الرأفة والرحمة‪:‬‬


‫أخص من الرحمة‪ ،‬الرأفة ميصوصة بدف المكروه وإ الة الضرر تقول أنا أرأم به عندما يكون متوقعاً أن يق عليه شيء‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الرأفة‬
‫سي ْلنَا َك إِ َّا َر ْح َميةً لِّ ْل َعيالَ ِمينَ (‪ )٤١٧‬األنبيياء)‪( ،‬فَ َو َجيدَا َع ْبيدًا ِّمينْ ِعبَا ِدنَيا آتَ ْينَيا ُه‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫م‬
‫َ َ‬‫و‬‫(‬ ‫مكيروه‬ ‫بيدف‬ ‫ميصوصية‬ ‫ليست‬ ‫عامة‬ ‫الرحمة‬
‫اجنسَانَ ِمنَّا َر ْح َمةً فَ ِر َح بِ َها (‪ )١٨‬الشورى)‪.‬‬ ‫َر ْح َمةً ِمنْ ِعن ِدنَا (‪ )٦٥‬الكه )‪ .‬الرحمة عامة ( َوإِنَّا إِ َذا أَ َذ ْقنَا ْ ِ‬
‫عندما نقول في الدعاء يا رحمن ارحمنا هذه عامة أل ينزل علينا من اليير ما يشاء ويرف عنا من الضر ما يشاء وييسير لنيا سيبل‬
‫اليير عامة‪.‬‬

‫* أفردت الرأفة عن الرحمة في موطنين فق في القرآن كله فيي سيورة البقيرة (وهللا رالوم بالعبياد) وفيي سيورة آل عميران (يَ ْيو َم‬
‫سيهُ َو ه‬
‫هللاُ َر ُالومُ‬ ‫سي َو ٍء تَي َو ُّد لَ ْيو أَنَّ بَ ْينَ َهيا َوبَ ْينَيهُ أَ َميدًا بَ ِعييدًا َويُ َح ِّيذ ُر ُك ُم ه‬
‫هللاُ نَ ْف َ‬ ‫ضي ًرا َو َميا َع ِملَيتْ ِمين ُ‬ ‫ت َِج ُد ُك ُّل نَ ْف ٍ‬
‫س َّما َع ِملَتْ ِمنْ َخ ْيي ٍر ُّم ْح َ‬
‫بِا ْل ِعبَا ِد (‪ ))٣١‬ما قال تعالى رالوم رحيم‪.‬‬

‫لو احظنا السيا الذل وردت فيه اآليتان‪:‬‬


‫س َمين يَشْي ِرل‬ ‫ْ‬
‫ْس ال ِم َهيا ُد (‪َ )٢١٦‬و ِمينَ النَّيا ِ‬ ‫َ‬
‫سيبُهُ َج َهينَّ ُم َولبِيئ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫(وإِ َذا قِي َل لَيهُ ات ِ‬
‫َّيص هللاَ أ َخذ ْتيهُ ال ِعي َّزةُ بِ ِ‬
‫ياجث ِم ف َح ْ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى َ‬
‫هللاُ َرالُومٌ بِا ْل ِعبَا ِد (‪ ))٢١٧‬لما يقول (فحسبه جهنم) السيا ا يناسب ذكر الرحمة‪.‬‬ ‫هللاِ َو ه‬
‫ت ه‬ ‫سهُ ا ْبتِ َغاء َم ْر َ‬
‫ضا ِ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫َيي ٍء إِاَّ أَن تَتَّقُيو ْا ِمي ْن ُه ْم تُقَياةً‬ ‫ه‬
‫س ِمنَ هللاِ فِي ش ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫في آل عمران (ا يَتَّ ِي ِذ ال ُمؤْ ِمنونَ ال َكافِ ِرينَ أ ْولِيَاء ِمن د ُْو ِن ال ُمؤْ ِمنِينَ َو َمن يَف َع ْل ذلِ َك فل ْي َ‬
‫هللاِ (‪ ))٢٨‬مقام تحذير والتحذير يعني التهديد وا يتناسب التحذير م الرحمة‪.‬‬ ‫سهُ َوإِلَى ه‬ ‫َويُ َح ِّذ ُر ُك ُم ه‬
‫هللاُ نَ ْف َ‬

‫ين)‬ ‫ات َّ ِ‬
‫الش ْيطَان إِنَّهُ لَ ُك ْم َع ُد ٌّو ُّمبِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫آمنُواْ ا ْد ُخلُواْ فِي ِّ‬
‫السل ِْم َكففَّةً والَ تَ تَّبِعواْ ُخطُو ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫آية (‪( : )٢٣٨‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫سلم ولم يقل سالموا بعضكم‪ :‬الدخول يدل على العمص ومين دخيل المنيزل صيار داخليه وفيي عمقيه ومحاطياً‬
‫* قال تعالى ادخلوا في ال ِ‬
‫سلم صار في أقصى غاية المسالمة وليس مسالما ً فق ‪.‬‬‫ببنائه ولذلك من دخل ال ِ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪58‬‬


‫ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٣٩‬فَِإن َزلَلْتُ ْم ِّمن بَ ْع ِد َما َجاءتْ ُك ُم الْبَ يِّ نَ ُ‬
‫ات فَا ْعلَ ُمواْ أ َّ‬
‫َن اللّهَ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫يم)‬
‫* الفر من الناحية البيانية بين (جاءهم البيهنات) و(جاءتهم البيهنات) في القرآن الكريم‪:‬‬
‫هنيياك حكييم نحييول مفيياده أنييه يجييو أن يي تي الفعييل مييذكراً والفاعييل مؤنلياً‪ .‬وكلميية البيهنييات ليسييت مؤني حقيقييي لييذا يجييو تييذكيرها‬
‫وت نيلها‪.‬‬
‫جاءتهم البيهنات بالت ني ‪ :‬يؤنه الفعل إذا كانت اآليات تد هل عليى النبيوءات والمعجيزات ف ينميا وقعيت بهيذا المعنيى يي تي الفعيل مؤنلياً‬
‫اختَلَي َ فِيي ِه إِاَّ الَّي ِذينَ أُوتُيوهُ ِمين بَ ْعي ِد‬ ‫هللاَ َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم) واآلية (‪َ ...‬و َما ْ‬ ‫كما في قوله (فَإِن َ لَ ْلتُ ْم ِّمن بَ ْع ِد َما َجاء ْت ُك ُم ا ْلبَيِّنَاتُ فَا ْعلَ ُمو ْا أَنَّ ه‬
‫ُ‬
‫اختَلَفيو ْا‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫هللاُ َما اقتَتَ َل ال ِذينَ ِمن بَ ْعي ِد ِهم ِّمين بَ ْعي ِد َميا َجياء ْت ُه ُم البَيِّنَياتُ َولَيـ ِك ِن ْ‬ ‫َما َجاء ْت ُه ُم ا ْلبَيِّنَاتُ بَ ْغيا ً بَ ْينَ ُه ْم ‪ ))٢٤٣( ...‬و (‪َ ...‬ولَ ْو شَاء ه‬
‫‪.))٢٥٣(...‬‬
‫جاءهم البيهنات بالتذكير‪ :‬البيهنات هنا ت تي بمعنى األمر والنهي وحيلما وردت بهذا المعنى يُذ هكر الفعل كما في قوله تعيالى فيي سيورة‬
‫هللاُ اَ يَ ْهي ِدل ا ْلقَ ْيو َم الظَّيالِ ِمينَ (‪))٨٦‬‬ ‫ص َو َجياء ُه ُم ا ْلبَيِّنَياتُ َو ه‬‫سو َل َح ٌّ‬ ‫ش ِهدُو ْا أَنَّ ال َّر ُ‬
‫هللاُ قَ ْوما ً َكفَ ُرو ْا بَ ْع َد إِي َمانِ ِه ْم َو َ‬
‫آل عمران ( َك ْي َ يَ ْه ِدل ه‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫اب َع ِظي ٌم (‪ ))٤١٥‬وفي سورة غافر (ق ْل إِني ن ِهييتُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(واَ تَ ُكونُو ْا َكالَّ ِذينَ تَفَ َّرقوا َواختَلفوا ِمن بَ ْع ِد َما َجاء ُه ُم البَيِّناتُ َوأ ْولـئِكَ ل ُه ْم َعذ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫سلِ َم لِ َر ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (‪.))٦٦‬‬ ‫هللاِ لَ َّما َجاءنِ َي ا ْلبَيِّنَاتُ ِمن َّربِّي َوأُ ِم ْرتُ أَنْ أُ ْ‬ ‫أَنْ أَ ْعبُ َد الَّ ِذينَ تَ ْدعُونَ ِمن دُو ِن َّ‬

‫ِّل نِ ْع َمةَ الل ِّه ِمن بَ ْع ِد َما َجاءتْهُ فَِإ َّن اللّهَ َش ِدي ُد ال ِْع َق ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اب)‬ ‫اهم ِّم ْن آيَة بَيِّ نَة َوَمن يُبَد ْ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢١١‬س ْل بَني إ ْس َرائ َ‬
‫يل َك ْم آتَ ْي نَ ُ‬
‫* الفر بين فعل األمر إس ل وسل‪:‬‬
‫س َرائِي َل َك ْم آتَ ْينَاهُم ِّمنْ آيَ ٍة بَيِّنَ ٍة) وإذا تقدمها أل‬
‫س ْل بَنِي إِ ْ‬
‫سل لها قاعدة عند أكلرية العرب أنه إذا بدأنا بها يحذم الهمزة للتيفي ( َ‬
‫س َرائِي َل (‪ )٤١٤‬اجسراء)‪.‬‬ ‫س َ ْل بَنِي إِ ْ‬
‫ت فَا ْ‬
‫ت بَيِّنَا ٍ‬
‫س َ آيَا ٍ‬ ‫شيء يؤتى بالهمزة ( َولَقَ ْد آتَ ْينَا ُمو َ‬
‫سى تِ ْ‬

‫آية (‪ُ ( : )٢١٢‬زيِّن لِلَّ ِذين َك َفرواْ الْحياةُ الدُّنْ يا ويس َخرو َن ِمن الَّ ِذين آمنواْ والَّ ِذين اتَّ َقواْ فَوقَهم ي وم ال ِْقيام ِة واللّه ي رُز ُق من ي َ ِ ِ‬
‫شاء بغَْي ِر ح َ‬
‫ساب)‬ ‫ْ ُ ْ َْ َ َ َ َ ُ َْ َ َ‬ ‫َ ََ ْ ُ َ َ َُ َ َ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫َ‬
‫* لم يقل ينت م أن الحياة الدنيا مؤن ‪:‬‬
‫من حي الحكم النحول يجو التذكير ألن‪:‬‬
‫‪ -‬الحياة مؤن مجا ل أل ليس له مذكر من جنسه فالبقرة مؤن حقيقي ألن اللور ذكر مين جنسيها‪ .‬كلمية سيماء و الشيمس مؤني‬
‫مجا ل والقمر مذكر مجا ل‪.‬‬
‫‪ -‬ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل ( ُ يِّنَ لِلَّ ِذينَ َكفَ ُرو ْا ا ْل َحيَاةُ) والفاصل حتيى فيي المؤني الحقيقيي يمكين تيذكيره هيذه قاعيدة (أقبيل‬
‫اليوم فاطمة)‪.‬‬
‫لكن لماذا اختار التذكيرو هنالك قراءة أخرى وهي ( َ يهن للذين كفروا الحياةَ) بالبناء للمعلوم والفاعل الشييطان والحيياة مفعيول بيه‪،‬‬
‫وهذه القراءة ا يمكن أن يقول فيها َ يهنت لذا التذكير صار واجباً‪ .‬ف صبحت ( ينت) ا تنسجم م القراءة اللانية‪.‬‬

‫* اختار هللا تعالى صيغة الماضي للتزيين ( ُ يهن) وصيغة المضارع للسيرية (ويسيرون) ‪:‬‬
‫ليدلنا على أن التزيين أمر مستقر في الكافرين فهم أبد الدهر يعشقون الدنيا ويكرهون الموت‪ .‬وأتى بفعيل السييرية مضيارعاً ليبييهن‬
‫لنا أن الكافرين يسيرون من اجيمان وأهله بشكل متجدد متكرر‪ .‬وفي ترتيب الفعلين دالة منطقية ألن السييرية مبعلهيا حيب اليدنيا‬
‫والشهوات‪ ،‬والتزيين سابص للسيرية فعبهر عنه بالماضي والسيرية ناشئة من تعلص القلب بالدنيا فعبهر عنها بالمضارع‪.‬‬

‫يما ا ْختَ لَ ُفواْ فِي ِه َوَم ا ا ْختَ لَ َ‬ ‫ْكتاب بِالْح ِّق لِيح ُكم ب ين الن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢١٣‬كا َن النَّاس أ َُّمةً و ِ‬
‫ف‬ ‫َّاس ف َ‬ ‫َنز َل َم َع ُه ُم ال َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ين َوُمنذ ِر َ‬
‫ين َوأ َ‬ ‫ش ِر َ‬
‫ين ُمبَ ِّ‬
‫ث اللّهُ النَّبيِّ َ‬ ‫اح َدةً فَ بَ َع َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ين أُوتُوهُ ِمن بَ ْع ِد َم ا َج اءتْ ُه ُم الْبَ يِّ نَ ُ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ش اء إلَى ص َراط‬ ‫ْح ِّق بإ ْذن ه َواللّ هُ يَ ْه دي َم ن يَ َ‬
‫آمنُ واْ ل َم ا ا ْختَ لَ ُف واْ في ه م َن ال َ‬
‫ين َ‬‫ات بَغْيً ا بَيْ نَ ُه ْم فَ َه َدى اللّ هُ ال ذ َ‬ ‫فيه إِالَّ الذ َ‬
‫ُّم ْستَ ِقيم)‬
‫* أفرد هللا عز وجل الكتاب وجم النبيين‪ :‬ليعلهمنا أن الحص الذل نزل به األنبياء واحد ولكنه نزل على فترات وكل واحد مينهم ميتمم‬
‫لما قبله‪.‬‬

‫آمنُواْ َم َعهُ‬
‫ين َ‬
‫الرس ُ َّ ِ‬
‫ول َوالذ َ‬ ‫ْساء َوالض ََّّراء َوُزلْ ِزلُواْ َحتَّى يَ ُق َ‬
‫ول َّ ُ‬ ‫ين َخلَ ْواْ ِمن قَ بْلِ ُكم َّم َّ‬
‫ستْ ُه ُم الْبَأ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجنَّةَ َول ََّما يَأْت ُكم َّمثَ ُل الذ َ‬
‫ِ‬
‫آية (‪( : )٢١٤‬أ َْم َحسبْتُ ْم أَن تَ ْد ُخلُواْ ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب)‬‫ص َر اللّه قَ ِر ٌ‬ ‫ص ُر اللّه أَال إِ َّن نَ ْ‬
‫َمتَى نَ ْ‬
‫* عبهر هللا عن شدة المصاب بقوله ( َو ُ ْل ِزلُو ْا) وهذا الفعل يدل على شدة اضطراب نظام معيشتهم‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪59‬‬


‫* في رواية ورش (يقو ُل) بالضم‪ .‬فما الفر و‬
‫قاعدة لغوية‪( :‬حتى) قد ي تي بعدها الفعل مرفوعا ً وقد ي تي منصوباً‪( .‬حتى) ا تنصب إا إذا كان الفعل بعدها لم يحدا بعد وإذا كيان‬
‫سيى (‪ )١٤‬طيه) هيو ليم يرجي بعيد‪ .‬مليال‪ :‬أنيت‬‫مرفوعا ً د هل على فعل حدا ‪ ،‬ملال‪( :‬قَالُوا لَن نَّ ْب َر َح َعلَ ْي ِه عَا ِكفِينَ َحتَّى يَ ْر ِج َ إِلَ ْينَيا ُمو َ‬
‫تقول ما الذل جياء بيكو يقيول جئيت حتيى أ و َر فالنيا ً‪ ،‬يعنيي ليم ييزره بعيد أميا إذا قيال جئيت حتيى أ و ُر فيالن يعنيي اره‪ .‬وإذا كانيت‬
‫بالنصب يعني أن الفعل لم يحدا بعد‪.‬‬

‫(حتَّى يَقُو َل ال َّر ُ‬


‫سو ُل) بالنصب إذن نفهم أن الرسيول ميا قالهيا إا بعيد الب سياء والضيراء والزليزال‪.‬‬ ‫فى اآلية يتكلم عن جماعة مضوا َ‬
‫(حتى يقو ُل) هذا إخبار عن حادثة ماضية وقعت كلها فالب ساء حدثت والرسول قالها فيقوله بالرف ‪.‬‬

‫* أليس هذا يتعارا م بعضو هل قالها الرسول قبل الب ساء أو بعدو‬
‫هذه فيها جانبان جانب أنه ذكير حالية الرسيول قبيل القيول فنصيب وذكير حيال اجخبيار عنهيا بعيد القيول فرفي وا يوجيد تعيارا بيين‬
‫القراءتين وإنما ذكر حالتين حالة قبل القول وحالة إخبار بعد القول‪.‬‬

‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ساكِي ِن َوابْ ِن ال َّ‬


‫سبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪( : )٢١٥‬يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫يل َوَما تَ ْف َعلُواْ م ْن َخ ْير فَِإ َّن اللّهَ به َعل ٌ‬
‫يم)‬ ‫ك َماذَا يُنف ُقو َن قُ ْل َما أَن َف ْقتُم ِّم ْن َخ ْير فَلل َْوال َديْ ِن َواألَق َْربِ َ‬
‫ين َوالْيَتَ َامى َوال َْم َ‬
‫س َلُونَ َك َما َذا يُنفِقُونَ قُ ِل ا ْل َع ْف َو (‪))٢٤١‬و‬ ‫* ما الفر بين هذه اآلية و ( َويَ ْ‬
‫‪ -‬يقال هذه اآلية نزلت في عمرو بن الجموح وهو كان شييا ً كبيراً فس ل الرسول قال بماذا نتصد و وعلى من ننفصو ف جاب عن‬
‫األمرين في اججابة األولى‪ :‬بماذا ننفصو (قُ ْل َما أَنفَ ْقتُم ِّمنْ َخ ْي ٍر) أل من حالل ‪ ،‬على من ينفصو (فَلِ ْل َوالِ َد ْي ِن َواألَ ْق َربِينَ َوا ْليَتَا َمى‬
‫سبِي ِل) إذن هو أجاب عن اجثنين في آن واحد لكن بدأ بهؤاء ألن المهم أن تكون حالاً‪.‬‬ ‫َوا ْل َم َ‬
‫سا ِكي ِن َوا ْب ِن ال َّ‬
‫‪ -‬في اآلية اللانية ذكر هذا الحالل كي تنفقهو قال (قُ ِل ا ْل َع ْف َو) أل نقيض الجهد‪ .‬العفو في اللغة الزيادة أل ما يزيد عن حاجتك‬
‫وحاجة أهلك‪ ،‬تعطي ما ا يُجهدك‪ ،‬وفي الحدي "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى" و "ابدأ بمن تعول"‪.‬‬

‫الوالدين‬ ‫صل‪ ،‬ما أنفقتم من الحالل‪ ،‬من طيبات ما كسبتم ثم ذكر من هم أولى باجنفا‬ ‫في اججابة األولى أجاب أمرين ثم ف ه‬
‫واألقربين‪ .‬ثم هذا الحالل فصله كي تنفقهو هل تعطيه كلهو ا‪ ،‬أع ِ العفو أل ما اد عن حاجتك‪.‬‬

‫* الفر بين عالم وعالم وعليم‪:‬‬


‫‪ -‬عالِم إسم فاعل فاستعملها بالمفرد الذل ا يدل على التكلير عادةً‪ ،‬ولم ترد في القرآن إا مقترنة بالغيب أو بالغيب والشهادة ‪ ،‬في‬
‫‪ ٤١‬موضعاً لم ترد بمعنى آخر‪.‬‬
‫ب) ولم ترد إا م الغيوب جم الغيب‪ ،‬العالهم كلرة والغيوب كلرة‪.‬‬ ‫و‬ ‫ي‬‫غ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ -‬عالم خصصها للغيوب ( َعالَّ ُم ُ ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫(وهللاُ َعلِي ٌم بِال ُمتَّقِينَ ) (إِنَّ هللاَ َعلِي ٌم‬ ‫ْ‬
‫س ٌ َعلِي ٌم) (ال َعلِي ُم ال َح ِكي ُم)‪ ،‬أو عامة (بكل شيء عليم)‪ ،‬أو م الجم َ‬ ‫ْ‬ ‫(وا ِ‬
‫‪ -‬عليم يستعملها مطلقة َ‬
‫(و َّ‬
‫هللاُ بِ َما تَ ْع َملُونَ َعلِي ٌم)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫))‬‫‪٢٤٥‬‬ ‫(‬ ‫م‬ ‫ي‬‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ ِِ ِ ٌ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫هللا‬ ‫نَّ‬ ‫إ‬‫َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ف‬ ‫ر‬‫ي‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫نْ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ا‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫م‬‫َ َ‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫الجم‬ ‫الصدُو ِر)‪ ،‬أو بفعل‬
‫ت ُّ‬‫بِ َذا ِ‬

‫سى أَ ْن تُ ِحبُّوا َش ْيئًا َو ُه َو َش ٌّر لَ ُك ْم َواللَّهُ يَ ْعلَ ُم َوأَنْ تُ ْم َال‬ ‫ْرُهوا َش ْيئًا َو ُه َو َخ ْي ٌر لَ ُك ْم َو َع َ‬
‫سى أَ ْن تَك َ‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ُم ال ِْقتَ ُ‬
‫ال َو ُه َو ُك ْرهٌ لَ ُك ْم َو َع َ‬
‫ِ‬
‫آية (‪ُ ( : )٢١١‬كت َ‬
‫تَ ْعلَ ُمو َن)‬
‫* ما الفر بين كلمة ال َكره بفتح الكام وال ُكره بضمهاو‬
‫َ‬
‫ا اِ ْئتِيَا ط ْوعًا أ ْو ك ْرهًا (‪ )٤٤‬فصلت)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َكره بفتح الكام هو ما ي تي من اليارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى (فقا َل ل َها َولِ ْر ِ‬
‫أما ال ُكره بضم الكام فهو ما ينبع من الداخل ففي اآلية (‪ )٢٤٦‬جاءت كلمة ال ُكره ألن اجنسان بطبيعته يكره القتال‪.‬‬

‫* ما معنى عسى في القرآنو‬


‫س ْيتُ ْم إِن تَ َولَّ ْيت ُْم‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫َْ َ‬‫ل‬‫ه‬‫َ‬ ‫ف‬‫(‬ ‫للتوق‬ ‫تي‬ ‫ت‬ ‫وقد‬ ‫خير‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫فيه‬ ‫يكون‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫تحب‬ ‫فيما‬ ‫تتوق‬ ‫أن‬ ‫عسى طم وترجي‪ ،‬ينبغي‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ا َوتُقَط ُعوا أ ْر َحا َم ُك ْم (‪ )٢٢‬محمد)‪ .‬الفيصل في تحديد المعنى هو السيا أماالمعجم فيعطي معنى الكلمة مفردة‪.‬‬ ‫سدُوا فِي ْاألَ ْر ِ‬
‫أَن تُ ْف ِ‬

‫اج أَ ْهلِ ِه ِم ْنهُ أَ ْكبَ ُر ِعن َد الل ِّه‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال فِ ِيه َكبِير وص ٌّد َعن سبِ ِ ِ‬
‫يل اللّه َوُك ْف ٌر به َوال َْم ْسجد الْ َح َر ِام َوإِ ْخ َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫ْح َر ِام قِتَال فِ ِيه قُ ْل قِتَ ٌ‬
‫الش ْه ِر ال َ‬
‫ك َع ِن َّ‬ ‫آية (‪( : )٧١٢‬يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ك َحبِطَ ْ‬
‫ت أَ ْع َمال ُُه ْم‬ ‫ت َو ُه َو َكافِ ٌر فَأ ُْولَ ئِ َ‬ ‫اعواْ َوَمن يَ ْرتَ ِد ْد ِمن ُك ْم َعن ِدينِ ِه فَ يَ ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّى يَ ُردُّوُك ْم َعن دينِ ُك ْم إِن ْ‬
‫استَطَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْف ْت نَةُ أَ ْكبَ ُر م َن الْ َق ْت ِل َوالَ يَ َزالُو َن يُ َقاتلُونَ ُك ْم َحت َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن)‬ ‫فِي الدُّنْيا و ِ‬
‫اآلخ َرةِ َوأ ُْولَئِ َ‬
‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪60‬‬


‫َال فِي ِه) قتال هي بدل اشتمال‪.‬‬ ‫س َلُونَكَ َع ِن ال َّ‬
‫ش ْه ِر ا ْل َح َر ِام ِقت ٍ‬ ‫* (يَ ْ‬

‫ستَطَاعُو ْا) لئال يظن السام أن المؤمن سه ٌل إخراجه عن‬


‫* قيهد هللا تعالى قدرتهم على إخراج المسلمين من الدين بقوله (إِ ِن ا ْ‬
‫إيمانه ‪ ،‬واستعمل تعالى حرم الشرط (إن) وهو يدل على الشك ا اليقين ليطمئن أن استطاعتهم في ذلك أمر بعيد المنال لقوة‬
‫اجيمان التي تتغلغل في القلب فال يفارقه‪.‬‬

‫* استعمل الفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب وقال ( َو َمن يَ ْرتَ ِد ْد ِمن ُك ْم عَن ِدينِ ِه فَيَ ُمتْ َوه َُو َكافِ ٌر) بدل (ثم) التي تفيد التراخي والمهلة‬
‫في الزمن ونحن نعلم أن معظم المرتدين ا تحضر آجالهم عقب اجرتداد بل قد يع همر المرتد طويالً ‪ ،‬وفي هذا ارتباط بدي في أن‬
‫المرتد يُعاقب بالموت عقوبة شرعية‪.‬‬

‫* جاءت (يرتدد) ألن ف هك اادغام يسرل على جمي المض هعفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر‪.‬‬

‫ت الل ِّه واللّه غَ ُف ِ‬ ‫يل الل ِّه أ ُْولَ ئِ َ‬


‫اه ُدواْ فِي َسبِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يم)‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َ ُ ٌ‬ ‫ك يَ ْر ُجو َن َر ْح َم َ‬ ‫اج ُرواْ َو َج َ‬
‫ين َه َ‬
‫آمنُواْ َوالذ َ‬ ‫آية (‪( : )٢١٨‬إِ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫* استعمل القرآن كلمة هاجروا عن المهاجرين ولم يقل هجروا ألن هاجر نشي عين عيداوة بيين الجيانبين ‪ ،‬أصيحاب النبيي صيلى هللا‬
‫عليه وسلم والمشركين في مكة‪ ،‬ك ٌل قد هجر اآلخر وقاله‪.‬‬

‫ك يُب يِّ ُن‬ ‫َّاس َوإِثْ ُم ُه َمف أَ ْكبَ ُر ِمن نَّ ْف ِع ِه َما َويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ك َماذَا يُ ِنف ُقو َن قُ ِل ال َْع ْف َو َك َذلِ َ‬ ‫ك َع ِن الْ َخ ْم ِر َوال َْم ْي ِس ِر قُ ْل فِي ِه َما إِثْ ٌم َكبِ ٌير َوَمنَافِ ُع لِلن ِ‬ ‫آية (‪( : )٢١٩‬يَ ْسأَلُونَ َ‬
‫اللّهُ لَ ُكم اآلي ِ‬
‫ات ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَ َف َّك ُرو َن)‬‫ُ َ‬
‫* اليمر فعله َخ َمر‪ .‬نقول‪ :‬خمره الشيء أل ستره ولذلك سمي خمراً ألنه يستر العقل ويحجبه عن التصرم والعمل‪.‬‬

‫ك َع ِن الْيتامى قُل إِصالَح لَّهم َخي ر وإِ ْن تُ َخالِطُوهم فَِإ ْخوانُ ُكم واللّه ي علَم الْم ْف ِس َد ِمن الْم ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٣‬فِي الدُّنْ يا و ِ‬
‫اآلخ َرةِ َويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫صل ِح َولَ ْو َش اء اللّ هُ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ُ َْ ُ ُ‬ ‫ََ َ ْ ْ ٌ ُ ْ ْ ٌ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫أل ْعنَتَ ُك ْم إِ َّن اللّهَ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫يم)‬
‫صالَ ٌح لَّ ُه ْم) ولم يقل إصالحهم لئال يظن اجنسان أنه مليزم بإصيالح ورعايية جسيمه والعنايية بيه وحسيب ثيم يهميل ميا‬ ‫* قال تعالى (إِ ْ‬
‫عداه‪ ،‬ا‪ ،‬فكافل اليتيم م مور بإصيالح ذاتيه وروحيه وعقيدتيه وخلقيه وكيل ميا يتعليص بيه‪ .‬فيانظر إليى عظييم عنايية هللا تعيالى ولطفيه‬
‫بعباده الضعفاء‪.‬‬

‫وه َّن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث أ ََم َرُك ُم اللّ هُ‬ ‫وه َّن َحتَّ َى يَط ُْه ْر َن فَِإذَا تَطَ َّه ْر َن فَ أْتُ ُ‬ ‫ِّساء فِي ال َْم ِح ِ‬
‫يض َوالَ تَ ْق َربُ ُ‬ ‫ك َع ِن ال َْم ِح ِ‬
‫يض قُ ْل ُه َو أَذًى فَا ْعتَ ِزلُواْ الن َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٢٢‬ويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ين َويُ ِح ُّ‬
‫ب ال ُْمتَطَ ِّه ِر َ‬
‫ين)‬ ‫َّواب َ‬ ‫إِ َّن اللّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ب الت َّ ِ‬
‫* أطلص هللا سبحانه وتعالى األذى ولم يقيهيده وليم يقيل هيو أذى لكيم أو لهينه ألن جمياع الميرأة أثنياء حيضيها أذى للرجيل يسيببه اليدم‬
‫الفاسد وفيه أذى للمرأة ومرا وفيه أذى للطفل فاألطباء يقولون أن الجنين إذا تم هون بجماع خالل الحيض يصاب بمرا الجذام‪.‬‬

‫* في اآلية لم يقل‪ :‬فإذا طهرن ‪ ،‬فما الفر بين طهر و تطهرو (يَ ْ‬
‫ط ُه ْرنَ ) من الطهور طهر يطهر ومعناها امتن عنهن الحييض‪ ،‬أميا‬
‫(تَطَ َّه ْرنَ ) يعني اغتسلن من الحيض‪.‬‬

‫* متطهرين أل هم يطهرون أنفسهم وبالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو مطه ِّهيرين أميا المط ههيرون هيم المالئكية ألنهيا ليم تيرد‬
‫في القرآن لغير المالئكة‪ ،‬وال ُمط ههر اسم مفعول وهي تعني ُمط ههر من قِبَل هللا تعالى‪.‬‬

‫هللاُ يُ ِح ُّب ا ْل ُمطَّ ِّه ِرينَ (‪ )٤١٨‬التوبة) ‪:‬‬ ‫ط ِّه ِرينَ ) و ( َو ه‬ ‫هللاَ يُ ِح ُّب التَّ َّوابِينَ َويُ ِح ُّب ا ْل ُمتَ َ‬
‫* الفر بين (إنَّ ه‬
‫(ا ْل ُمطَّ ِّهي ِرينَ ) كلمييا انييتقض وضيواله يتوضي فهييو دائيم الطهييور أمييا اليذل يصييلي وييينقض وضيواله ويجييدد وضييوءه قبيل الصييالة هييذا‬
‫ط ُه ْرنَ فَإ ِ َذا تَطَ َّه ْرنَ فَ ْتُوهُنَّ ‪ ) ..‬لم تكن طاهرة ثم تطهرت‪.‬‬
‫(واَ تَ ْق َربُوهُنَّ َحتَّ َى يَ ْ‬
‫متطهر‪ ،‬وكال الحالتين عظيمة كقوله تعالى َ‬

‫ِِ‬ ‫ِّمواْ ألَن ُف ِس ُك ْم َواتَّ ُقواْ اللّهَ َوا ْعلَ ُمواْ أَنَّ ُكم ُّمالَقُوهُ َوبَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ِر ال ُْم ْؤمن َ‬
‫ين)‬ ‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُواْ َح ْرثَ ُك ْم أَنَّى شئْتُ ْم َوقَد ُ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٣‬ن َ‬
‫سف ُؤُك ْم َح ْر ٌ‬
‫* قال تعالى (فَ ْتُوا َح ْرثَ ُك ْم) لغوياً‪ :‬الحرا هو وض النبت والزرع والنسل‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪61‬‬


‫ت قُلُوب ُكم واللّه غَ ُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‬
‫ور َحل ٌ‬
‫سبَ ْ ُ ْ َ ُ ٌ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٥‬الَّ يُ َؤاخ ُذ ُك ُم اللّهُ باللغْ ِو ف َي أَيْ َمان ُك ْم َولَكن يُ َؤاخ ُذ ُكم ب َما َك َ‬
‫* وردت كلمة حليم في القرآن ‪ ٤٥‬مرة منها ‪ ٤٤‬مرة كإسم من أسماء هللا عز وجل الحسنى‪ ،‬والحليم ا ي تي إا بيير وهو السيمت‬
‫اليلُص العربي فالتزكية رب المهمة المحمدية ألن عليه يقوم األمر كله‪ .‬والرسول صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬إنما بُعليت ألتميم‬
‫في ُ‬
‫مكارم األخال " فك ن هذه هي المهمة الرئيسية للرسول صلى هللا عليه وسيلم وكميا أن األشيياء تيو ن واألطيوال تُقياس فيإن وحيدة‬
‫قياس األخال هي ُخلُص رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫يم)‬ ‫آية (‪( : )٢٢١‬لِّلَّ ِذين ي ْؤلُو َن ِمن نِّسفئِ ِهم تَربُّص أَرب ع ِة أَ ْشهر فَِإ ْن فَف ُؤوا فَِإ َّن اللّه غَ ُف ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َ ٌ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫* اجيالء أريد به الحل ولكن قال تعالى (يؤلون) ولم يقل يحلفون أو يقسمون ألن اجيالء مشتص من األلو وهو التقصيير هيو حلي‬
‫ويمين ولكنه فيه إجحام وتقصير في حص المرأة التي حل وجها أن ا يقربها‪.‬‬

‫* عدهى الفعل (يؤلون) بـ (من) فقال (من نسائهم) ولم يعدهى بـ (على) فلم يقل يؤليون عليى نسيائهم ألن هللا سيبحانه أراد أن يصيور‬
‫مشهد هذا الرجل الذل يحل أن يبتعد عن وجته فجاء بحرم جر يناسب البُعد ك نه قال للذين يؤلون متباعدين عن نسائهم‪.‬‬

‫ص َن بِأَنْ ُف ِس ِه َّن ثََالثَةَ قُ ُروء َوَال يَ ِح ُّل ل َُه َّن أَ ْن يَكْتُ ْم َن َما َخلَ َق اللَّهُ فِي أ َْر َح ِام ِه َّن إِ ْن ُك َّن يُ ْؤِم َّن بِاللَّ ِه َوالْيَ ْوِم ْاآل َِخ ِر َوبُ ُع ولَتُ ُه َّن‬ ‫(وال ُْمطَلَّ َق ُ‬
‫ات يَتَ َربَّ ْ‬ ‫آية (‪َ : )٢٢٨‬‬
‫ِ‬ ‫وف ولِ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّه َّن فِي ذَلِ َ‬
‫أَح ُّق بِرد ِ‬
‫لر َجال َعلَ ْي ِه َّن َد َر َجةٌ َواللَّهُ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫يم)‬ ‫ص َال ًحا َول َُه َّن مثْ ُل الَّذي َعلَْي ِه َّن بال َْم ْع ُر َ‬ ‫ادوا إِ ْ‬ ‫ك إِ ْن أ ََر ُ‬ ‫َ َ‬
‫صيينَ‬‫(وا ْل ُمطَلَّقَيياتُ يَت ََربَّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ير‬‫ي‬ ‫اليب‬ ‫ييغة‬ ‫ي‬ ‫بص‬ ‫يه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫تي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ين‬‫ي‬ ‫ولك‬ ‫يائي‪،‬‬ ‫ي‬ ‫اجنش‬ ‫ير‬ ‫ي‬ ‫األم‬ ‫ييغة‬ ‫ي‬ ‫بص‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫تي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫حكم‬ ‫يبحانه‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫يص‬ ‫ي‬ ‫الح‬ ‫يد‬
‫ي‬ ‫يري‬ ‫يين‬ ‫* حي‬
‫س ِهنَّ ثالَثة ق ُرو ٍء ) ‪ ،‬هذا آكد وأوثص ل مر حي صار واقعا يُحكى وليس تكليفيا يُطليب‪ .‬وقلنيا إن الكيالم اليبيرل يحتميل الصيد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بِ َ ْنفُ ِ‬
‫والكذب‪ ،‬إن هللا قد قال ذلك فمن أراد أن يصد كالم هللا فلينفذ الحكم‪ ،‬ومين أراد أن يبيار هللا بالتكيذيب وا يصيدقه فيال ينفيذ الحكيم‪،‬‬
‫ويرى في نفسه آية عدم التصديص وهي اليسران المبين‪ ،‬أليس ذلك أكلر إلزاما من غيرهو إذن هو حكم تكليفي يسيتحص النفياذ لمين‬
‫يؤمن باّلل‪.‬‬

‫صنَ ) أل ينتظرن‪ ،‬واللفظ هنا يناسب المقام تماما ً‪ ،‬فالمتربصة هي المطلقة‪ ،‬ومعنى مطلقية أنهيا مزهيود فيهيا‪،‬‬
‫* قوله سبحانه (يَتَ َربَّ ْ‬
‫وتتربص انتهاء عدتها حتى ترد اعتبارها بصالحيتها للزواج من وج آخر‪.‬‬

‫س ِهنَّ ) م أن المتربصة هي نفسها المطلقة‪ ،‬ألن النفس الواعية المكلفة والنفس األمارة بالسيوء تكونيان‬ ‫صنَ بِ َ ْنفُ ِ‬
‫* قال تعالى (يَت ََربَّ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في صراع على الوقت وهو (ثالَثة ق ُرو ٍء) ‪.‬‬

‫* قيروء جمي قييرء والمقصييود بييه الطهيير اليذل بييين الحيضييتين وليييس الحيضيية ألن (ثَالَثَيةَ) بالتياء تي تي مي المييذكر‪ ،‬وا تي تي مي‬
‫المؤن ‪ ،‬و الحيضة مؤنلة فلو قصد الحيضة لقال (ثالا) ‪.‬‬

‫ود اللّ ِه فَِإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ان بِمعروف أَو تَس ِريح بِِإحسان والَ ي ِح ُّل لَ ُكم أَن تَأ ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وه َّن َش ْيئًا إِالَّ أَن يَ َخافَا أَالَّ يُق َ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٩‬الطالَ ُق َم َّرتَان فَإ ْم َ‬
‫يم ا ُح ُد َ‬ ‫ْخ ُذواْ م َّما آتَ ْيتُ ُم ُ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ ٌ َْ َ َ‬ ‫س ٌ َ ُْ‬
‫ك ُه ُم الظَّالِ ُمو َن)‬‫ود الل ِّه فَأ ُْولَ ئِ َ‬ ‫ْك ح ُد ُ ِ‬ ‫ود الل ِّه فَالَ جنَاح َعلَ ْي ِهما فِيما افْتَ َد ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها َوَمن يَتَ َع َّد ُح ُد َ‬
‫ود اللّه فَالَ تَ ْعتَ ُد َ‬ ‫ت بِه تل َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫خ ْفتُ ْم أَالَّ يُق َ‬
‫يما ُح ُد َ‬
‫ساكٌ) جاءت بالرف ولم يقل إمساكا ً فكل واحدة لها دالة في المعنى‪ ،‬إمسا ٌك هذا أمر باجمساك اللابت اليدائم أميا إمسياكا ً فهيو‬ ‫* (فَإ ِ ْم َ‬
‫أمر في مس لة معينة فق ‪ ،‬فجاءت هنا بالحالة اللابتة على وجه الدوام‪.‬‬

‫* قال آتيتموهن شيئا ً ولم يقل مااً دالة على تحذير األ واج من أخذ أقل القليل بيالم لفظ المال فإنه يحذره من أخذ المال ويسيمح‬
‫له ب خذ ما سواه‪.‬‬

‫هللاِ فَالَ تَ ْعتَدُوهَا) شبه هللا سبحانه وتعالى أواميره بالحيدود ألن الحيد هيو الفاصيل بيين أميالك النياس‪ ،‬وكيذلك أحكيام هللا‬
‫* (تِ ْل َك ُحدُو ُد ه‬
‫تعالى هي الفاصلة بين الحالل والحرام والحص والباطل‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪62‬‬


‫ك‬ ‫ض َر ًارا لِتَ ْعتَ ُدوا َوَم ْن يَ ْف َع ْل ذَلِ َ‬
‫وه َّن ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َّن بِ َم ْع ُروف َوَال تُ ْمس ُك ُ‬‫وه َّن بِ َم ْع ُروف أ َْو َس ِّر ُح ُ‬
‫ِ‬
‫َجلَ ُه َّن فَأ َْمس ُك ُ‬
‫اء فَ بَ لَغْ َن أ َ‬
‫ِّس َ‬ ‫آية (‪َّ ِ َ : )٢٣٢ - ٢٣١‬‬
‫(وإذَا طَل ْقتُ ُم الن َ‬
‫ْم ِة يَ ِعظُ ُك ْم بِ ِه َواتَّ ُق وا اللَّ هَ َوا ْعلَ ُم وا أ َّ‬ ‫ْكت ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّخ ُذوا آَي ِ ِ‬
‫فَ َق ْد ظَلَم نَ ْفسهُ وَال تَ ت ِ‬
‫َن اللَّ هَ بِ ُك ِّل‬ ‫اب َوالْحك َ‬ ‫ات اللَّه ُه ُزًوا َواذْ ُك ُروا نِ ْع َمةَ اللَّه َعلَ ْي ُك ْم َوَما أَنْ َز َل َعلَْي ُك ْم م َن ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫َش ْيء َعل ٌ‬
‫وم)و‬ ‫س ِّر ُحوهُنَّ بِ َم ْع ُر ٍ‬ ‫وم أَ ْو َ‬ ‫س ُكوهُنَّ بِ َم ْع ُر ٍ‬ ‫* إذا بلغت األجل وانتهت العدة‪ ،‬هل يوجد إا التسريحو فما دالة قوله (فَ َ ْم ِ‬
‫البلوغ ي تي بمعنيين‪ ،‬المعنى األول المقاربة‪ ،‬والمعنى اللاني الوصول الحقيقي والفعلي‪.‬‬
‫في اآلية األولى طلص الرجل وجته لكن عدتها لم تنته بل قاربت عليى اانتهياء فربميا يمكنيه أن يسيرحها أو يمسيكها بإحسيان‪ .‬وهللا‬
‫تعالى يريدنا أن نتمسك باستبقاء الحياة الزوجية إلى آخر فرصة تتس لتمساك ‪ ،‬إذن هنا (فَبَلَ ْغنَ أَ َجلَ ُهنَّ ) أل قاربن بلوغ األجل‪.‬‬

‫* الفر بين ااستهزاء و السيرية‪:‬‬


‫ه‬
‫ت هللاِ هُيز ًُوا) ويقيال هيو الميزح فيي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ااستهزاء أعم مين السييرية ‪ ،‬فااسيتهزاء عيام باألشيياا وبغيير األشيياا ( َوا تت َِّييذ َوا آيَيا ِ‬
‫خفية‪.‬‬
‫س ِي ُرو ْا ِم ْنهُ (‪)٣٨‬هود)‪.‬‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ٌ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ َ َ َّ َ ْ ِ َ ِّ ْ ِ ِ َ‬‫ر‬‫م‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫ل‬‫ك‬‫ُ‬ ‫(و‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫تحديد‬ ‫األشياا‬ ‫في‬ ‫إا‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫ترد‬ ‫لم‬ ‫السيرية‬

‫ِ بِ ِه َم ن َك ا َن ِم ن ُك ْم يُ ْؤِم ُن‬
‫وع ُ‬ ‫وف ذَلِ َ‬
‫ك يُ َ‬ ‫ض واْ ب ي نَ هم بِ الْمعر ِ‬
‫اج ُه َّن إذَا تَ َرا َ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ‬
‫ضلُوه َّن أَن ي ِ‬
‫نك ْح َن أَ ْزَو َ ِ‬‫َ‬ ‫َجلَ ُه َّن فَالَ تَ ْع ُ ُ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٢‬وإذَا طَل ْقتُ ُم الن َ‬
‫ِّساء فَ بَ لَغْ َن أ َ‬ ‫ِ َّ‬
‫بِالل ِّه والْي وِم ِ‬
‫اآلخ ِر َذلِ ُك ْم أَ ْزَكى لَ ُك ْم َوأَط َْه ُر َواللّهُ يَ ْعلَ ُم َوأَنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُمو َن)‬ ‫َ َْ‬
‫اج ُهنَّ ) هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يحصير مناقشية اانفصيال أو ااسيتمرار بيين اليزوجين فقي فيال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضلُوهُنَّ أن يَن ِك ْحنَ أ ْ َو َ‬ ‫* (فَالَ تَ ْع ُ‬
‫تتعداهما؛ ألن بين ااثنين من األسباب ما قيد تجعيل الواحيد منهميا يُليين جانبيه لآلخير‪ ،‬لكين إذا ميا دخيل طيرم ثالي فسيوم تشيتعل‬
‫اليصومة ألن حرصه على بقاء عشرة الزوجين ا يكون ملل حرا كل من الزوجين على التمسك باآلخر‪.‬‬

‫* استعمل العضل بمعنى المن والحبس وهو لفظ أغرب بالدالة من المن فالمن قد يحتميل أميرين‪ :‬مني ٌ بحيص ومني ٌ بغيير حيص أميا‬
‫العضل فهو من دون حص أو إصالح فنهى الول هي عن من المرأة في العودة إلى وجها دون وجه إصالح‪.‬‬

‫* الفر بين ( َذلِ َك يُو َعظُ بِ ِه) و ( َذلِ ُك ْم أَ ْ َكى لَ ُك ْم)‪:‬‬


‫كالهما جائز من حي الحكم النحول لكن من الناحية البيانية هنالك أسباب عدهة من جملتها ‪:‬‬
‫‪ --‬أن يكون في مقام توس وتفصيل وإطالة في التعبير في تي بالحرم مناسبا ً ألن (ذلكم) أكلر من (ذلك) ‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ --‬قد يكون في مقام التوكيد في تي بما هو أكلر توكيداً فيجم وإذا كان أقل توكيداً يُف ِرد‪ ،‬ففي اآلية هذا ُحكم في الطيال قيال ( َذلِ ُكي ْم)‪،‬‬
‫الحكمين آكيد وأدومو الطيال آكيد‬ ‫أل ُ‬
‫ط َه ُر (‪ )٤٢‬المجادلة) ُّ‬ ‫ص َدقَةً َذلِ َك َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم َوأَ ْ‬ ‫سو َل فَقَ ِّد ُموا بَيْنَ يَد ْ‬
‫َل نَ ْج َوا ُك ْم َ‬ ‫أما (‪ ..‬إِ َذا نَ َ‬
‫اج ْيتُ ُم ال َّر ُ‬
‫وأدوم ألنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جمي المسلمين أما اآلية اللانية فهي ل غنياء ثم ما لب أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ ليم‬
‫تفعلوا وتاب هللا عليكم (‪)٤٣‬المجادلية)‪ ،‬إذا كيان عنيدنا مجموعتيان إحيداهما أوسي مين األخيرى يسيتعمل لهيا ضيمير الجمي ول قيل‬
‫ضمير اجفراد‪.‬‬

‫* يقال ذلكم للتفييم ولبيان األهمية وهنا ( َذلِ ُك ْم) جاءت بعد ما فرغ القرآن الكريم من تعداد سب مسائل من مسائل الطال ‪:‬‬
‫س ِهنَّ )‪.‬‬‫صنَ بِ َ ْنفُ ِ‬ ‫‪ -٤‬المس لة األولى حكم وجوب العدة ( َوا ْل ُمطَلَّقَاتُ يَتَ َربَّ ْ‬
‫‪ -٢‬الحكم اللاني عن حقو الزوجة ( َولَ ُهنَّ ِم ْل ُل الَّ ِذل َعلَ ْي ِهنَّ )‪.‬‬
‫وم)‪.‬‬
‫سا ٌك بِ َم ْع ُر ٍ‬ ‫‪ -٣‬الطال الذل ثبت بالرجعة (الطَّ َال ُ َم َّرتَا ِن فَإِ ْم َ‬
‫‪ -١‬حكم العوا في اليل ‪.‬‬
‫‪ -٥‬الطال البائن بينونة كبرى‪.‬‬
‫‪ -٦‬اجمساك للضرر وااعتداء‪.‬‬
‫ط َه ُر) إنتهى الموضوع بعد سب أبواب من أبواب الفقه ‪ ،‬فحيلما وجدت كلمية‬ ‫‪ -٧‬حكم العضل أخيراً قال بعده ( َذلِ ُك ْم أَ ْ َكى لَ ُك ْم َوأَ ْ‬
‫(ذلك) معناها موضوع واحد‪ ،‬وحيلما وجدت كلمة (ذلكم) إعلم أن اجشارة إلى عدة مواضي ‪.‬‬

‫ود لَ ه ِر ْزقُه َّن وكِس وتُه َّن بِ الْمعر ِ‬ ‫ِ‬


‫ض ْع َن أ َْوَال َد ُه َّن َح ْولَيْ ِن َكاملَيْ ِن لِ َم ْن أ ََر َ‬
‫ِ‬ ‫اد أَ ْن يُتِ َّم َّ‬ ‫ات ي ر ِ‬ ‫ِ‬
‫س إَِّال‬‫ف نَ ْف ٌ‬ ‫وف َال تُ َكلَّ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫اعةَ َو َعلَ ى ال َْم ْولُ ُ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫الر َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٣‬وال َْوال َد ُ ُ ْ‬
‫اح َعلَْي ِه َم ا َوإِ ْن أ ََر ْدتُ ْم أَ ْن‬ ‫ص ًاال َع ْن تَ َراض ِم ْن ُه َم ا َوتَ َ‬
‫ش ُاور فَ َال ُجنَ َ‬
‫ك فَِإ ْن أَر َ ِ‬
‫ادا ف َ‬ ‫َ‬ ‫ث ِمثْ ُل َذلِ َ‬ ‫ض َّار والِ َدةٌ بِولَ ِد َها وَال مولُ و ٌد لَ هُ بِولَ ِد ِه و َعلَ ى الْ وا ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُو ْس َع َها َال تُ َ َ‬
‫ص ٌير)‪.‬‬ ‫َن اللَّهَ بِما تَ ْعملُو َن ب ِ‬
‫وف َواتَّ ُقوا اللَّهَ َوا ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫ضعوا أَوَال َد ُكم فَ َال جنَاح َعلَي ُكم إِذَا سلَّمتم ما آَتَ يتم بِالْمعر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ ْ ْ َ ْ ُ ْ َ ُْ ْ َ ْ ُ‬ ‫تَ ْستَ ْر ُ ْ ْ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪63‬‬


‫* قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ألنه ابنه استحقاقاً يُدعى باسمه ويلتحيص بيه فيي النسيب ُكمياً أنيه المسيؤول‬
‫عنه يتكفله ويرعاه فهو له وليس ل م فالوالدة (هي َولَدت) لكن المولود ل ب‪.‬‬

‫* استعمال ( َوا ْل َوالِدَاتُ ) بالجم و(ا ْل َم ْولُو ِد لَهُ) باجفراد يحتمل أن يكون للمولود له أكلر من وجة فالوالدات بالجم لتشملهن‪.‬‬

‫ضعْنَ أَ ْو َا َدهُنَّ ) ولم يقل على الوالدات ألنهن لسن مكلفات شرعا ً بإرضاع الولد فيمكن لهين أن‬
‫* نالحظ أنه تعالى قال ( َوا ْل َوالِدَاتُ يُ ْر ِ‬
‫ا يُرضعن أو أن ي تين بمرضعة‪.‬‬

‫* لكنه تعالى قال ( َو َعلَى ا ْل َم ْولُو ِد لَهُ ِر ْ قُ ُهنَّ ) ألن هذا واجب األب فجم سبحانه البيان والشرع والحكم‪.‬‬

‫س َع َها) ‪:‬‬ ‫(ا تُ َكلَّ ُ نَ ْف ٌ‬


‫س إِ َّا ُو ْ‬ ‫س َع َها) َ‬ ‫هللاُ نَ ْف ً‬
‫سا إِ َّا ُو ْ‬ ‫(ا يُ َكلِّ ُ َّ‬
‫س َع َها) َ‬ ‫(ا نُ َكلِّ ُ نَ ْف ً‬
‫سا إِ َّا ُو ْ‬ ‫* الفر بين َ‬
‫س َع َها) األب مكله ب ن يُنفص على أواده ‪ ،‬من الذل كلفهو سواء كان ال ُعيرم أو اليرحم أو القيانون أو الفقيه ‪-‬‬ ‫س إِ َّا ُو ْ‬ ‫(ا تُ َكلَّ ُ نَ ْف ٌ‬
‫‪َ --‬‬
‫ه‬
‫وكله يرج إلى مشيئة هللا ‪ -‬لكن التكلي المباشر لم يذكر أنه من هللا عز وجل ما قال أنا أكلفك فهو مكل (مبني للمجهول)‪.‬‬
‫سي َع َها(‪ ))٢٨٦‬هيذا تكليي‬ ‫هللاُ نَ ْف ً‬
‫سيا إِ َّا ُو ْ‬ ‫(ا يُ َكلِّي ُ َّ‬
‫منصوا عليه بالقرآن الكيريم بيالتعيين يقيول َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ --‬عندما يكون هناك حك ٌم شرعي‬
‫ً‬
‫من رب العالمين سبحانه ليس مبنيا للمجهول‪.‬‬
‫س َع َها(‪)١٢‬األعيرام) وحيلميا تكليم بصييغة الجمي معنياه هيو‬ ‫(ا نُ َكلِّ ُ نَ ْف ً‬
‫سا إِ َّا ُو ْ‬ ‫‪ --‬رب العالمين يتكلم بصيغة التعظيم بنون المتكلم َ‬
‫يفعل شيئا ً ا يستطي أحد غييره أن يفعليه‪ ،‬فقي هيذا مين اختصياا هللا والسييا عين الميؤمنين وجيزائهم فيي الجنية بيانيا ً وإظهياراً‬
‫لقدرهم عند هللا عز وجل‪.‬‬

‫ضآ َّر َوالِ َدةٌ بِ َولَ ِدهَا َواَ َم ْولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه)‬
‫* دالة كلمة (تضار) فى قوله تعالى (اَ تُ َ‬
‫هييذا حكييم شييرعي (ا) ناهييية وليسييت نافييية بييدليل الييراء فييي (يضييا َّر) مفتوحيية‪ .‬ولكيين هييل هييي ا تضييا َررو أل ا يضييرها أحييد أو ا‬
‫تضا ِرر‪ ،‬هي ا تضر أحداًو المعنيان مرادان وكالهما منهي‪ .‬أل ا يوق عليها ضرر بحي األب يضيرها إذا كانيت مطلقيةو أو هيي ا‬
‫تضر وجها بحي تمن إبنهاو هذا من باب التوس في المعنى‪.‬‬

‫ضآ َّر َوالِ َدةٌ بِ َولَ ِدهَا َواَ َم ْولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه (‪ )٢٣٣‬لم َلم يقل وا والد بولده بدل وا مولود له بولدهو‬
‫* (ا َ ت ُ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لو قال ا تضار والدة بولدها وا والد بولده يكون الحكم واحد‪ ،‬هذا ولِد له حكما وشرعا وعرفا ينتسب ألبيه ويلتحص ب بييه وليو قيال‬
‫وا والد بولده لصار الحكم واحداً فلما تغير الحكم تغيرت الصيغة ( َواَ َم ْولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه) هذه ام ااستحقا ‪.‬‬

‫* المالحظ في القرآن الكريم أنه إذا استعمل الفعل المضارع بعد الشرط فمظنة التكرار‪ .‬واستعمال الماضي مظنة عدم التكرار‪( .‬فَيإِنْ‬
‫ا ِّم ْن ُه َما َوتَشَا ُو ٍر فَالَ ُجنَ َ‬
‫اح َعلَ ْي ِه َما) إذا انفصال انتهى األمر‪ ،‬كم مرة سيطلصو ا تتكرر هذه اجرادة‪.‬‬ ‫أَ َرادَا فِ َ‬
‫صااً عَن تَ َرا ٍ‬

‫يم ا فَ َعلْ َن فِ ي أَن ُف ِس ِه َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آية (‪ِ َّ : )٢٣٤‬‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم ف َ‬ ‫ص َن بِأَن ُفس ِه َّن أ َْربَ َعةَ أَ ْش ُهر َو َع ْشراً فَِإذَا بَلَغْ َن أ َ‬
‫َجلَ ُه َّن فَ الَ ُجنَ َ‬ ‫ين يُتَ َوفَّ ْو َن من ُك ْم َويَ َذ ُرو َن أَ ْزَواجاً يَتَ َربَّ ْ‬
‫(والذ َ‬ ‫َ‬
‫بِالْمعر ِ‬
‫وف َواللّهُ بِ َما تَ ْع َملُو َن َخب ٌير)‬
‫ِ‬
‫َ ُْ‬
‫* أضام ربنا تعالى (األجل) إلى النساء المعتدهات فقال (أَ َجلَ ُهنَّ ) ولم يقل إذا بلغن األجل إيحاء إلى أن مشيقة هيذا األجيل واقعية عليى‬
‫المعتدهات فهن الصابرات والمتعبدات بترك الزينة والتزام بيت الزوجية وفي هذا مشقة ولذلك أضيام األجيل إلييهن ج الية ميا عسيى‬
‫أن يكون قد بقي في نفوس النياس مين إسيتفظاع تسي هرع النسياء إليى التيزوج بعيد عيدهة الوفياة خاصيةً أهيل اليزوج المتيوفى فنفيى هللا‬
‫تعالى هذا الحرج‪.‬‬
‫* الفعل يتوفون من األفعال التي التزمت العرب فيها البناء للمجهول فنقول تُوف هي فالن وا نقول توفهى فالن‪ .‬وقيد حيدا ذات ييوم أن‬
‫عليي بقوليه (هللا) وليم‬ ‫ٌّ‬ ‫عليا ً رضي هللا عنه كان يشي جنا ة فقال له قائل‪ :‬من المتيوفهيو بلفيظ إسيم الفاعيل سيائالً عين المييت ف جياب‬
‫يجبه لينبهه على خطئه‪.‬‬

‫* ما الفر بين ختام اآليتين (‪ )٢٣١‬و (‪ )٢١١‬م أنهما تتحدثان عن المتوفى عنها وجهاو‬
‫السيا ميتل في اآلية األولى الوصية للمرأة المتوفى عنها وجها هذه عدتها أربعة أشيهر وعشيرة أييام‪ ،‬واآليية اللانيية الوصيية‬
‫ألهل المتوفى ب ن ا تجبر المرأة على اليروج من مسكنها قسراً وإنما تيرج بنفسها (ا تيرجوهن) ولها أن تبقى إلى الحول‪.‬‬
‫المس لة في اآلية األولى متعلقة بالمرأة واللانية متعلقة بمن يُيرج الميرأة‪ .‬فلميا كيان الحكيم متعلقيا ً بيالمرأة بحميل الميرأة واسيتبراء‬
‫الرحم يحتاج إلى خبرة فقال خبير واآلية اللانية عزيز حكيم ك نه تهديد لمن ييرج المرأة ينتقم ممين خيال الوصيية كلمية (وصيية)‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪64‬‬


‫في اآلية مفعول مطلص بمعنى يوصي وصية‪ .‬ربنا عزيز ينتقم بمن خال هيذا األمر‪.‬وفيي ذليك حكمية ولييس فقي عزييز وإنميا حكييم‬
‫الحكيم وال ِحكمية وهيي بملابية ردع وتحيذير لمين يحياول أن‬
‫فيها حكمة وفيها حكم إياكم أن تحكموها ألنه هللا هو حكيم‪ .‬حكييم تشيمل ُ‬
‫يُيرج المرأة إذا كنت تحكم هذه المرأة فاّلل عزيز حكيم‪ .‬اآلية اللانية تهديد لمن ييرج المرأة أما ما يتعلص‪.‬‬

‫*ما الفر بين قوله تعالى في سورة البقرة (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروم) و (من معروم)و‬
‫المعرفة في اللغة هي ما د هل على شيء معين والنكرة ما د هل على شييء غيير معييهن‪ .‬وفيي اآليية األوليى المعيروم يقصيد بيه اليزواج‬
‫(والَّي ِذينَ يُت ََوفَّ ْيونَ ِمين ُك ْم َويَي َذرُونَ‬
‫سياء ‪ )..‬أميا اآليية اللانيية َ‬ ‫طبَي ِة النِّ َ‬‫ضيتُم بِي ِه ِمينْ ِخ ْ‬ ‫ياح َعلَي ْي ُك ْم فِي َميا َع َّر ْ‬
‫بالذات ألن اآلية بعيدها ( َواَ ُجنَ َ‬
‫وم َو ه‬
‫هللاُ َع ِزيي ٌز‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ِ ِ ِ َّ ْ ُ ٍ‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫نَّ‬‫ه‬ ‫ي‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يي‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫م‬
‫ُ َ َ ْ ْ ِ َ َ نَ ِ َ‬‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫اح‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫َ ْ نَ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫نْ‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫اج‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫إ‬
‫َ ْ ِ َْ ِ َ ٍ ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬‫صيَّةً ِّألَ ْ َوا ِج ِهم َّمتَاعا ً إِلَ‬
‫أَ ْ َواجا ً َو ِ‬
‫ه‬
‫وم) هنيا كيل ميا يُبياح لهيا‪ .‬ول هميا جياء بيالزواج جياء بالبياء وهيي الدالية عليى المصياحبة‬ ‫َح ِكي ٌم (‪ ))٢١١‬فهي عامة ويقصيد بيـ ( َّم ْعي ُر ٍ‬
‫واجلصا وهذا هو مفهوم الزواج بمعناه المصاحبة واجلصا ‪.‬‬

‫هللاَ بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِي ٌر) ‪:‬‬‫* دالة تقديم العمل على اليبرة اجلهية في ختام اآلية ( َو َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫هنالك قاعدة استنبطت مما ورد في القرآن الكريم‪ :‬إذا كان السيا فيي عميل اجنسيان قيدم عمليه ( َوهللاَ بِ َميا تَ ْع َمليونَ خبِيي ٌر) وليو كيان‬
‫السيا في غير العمل أو كان في األمور القلبية أو كان الكالم على هللا سبحانه وتعالى قيدهم صيفة اليبيرة (خبيير بميا تعمليون)‪ .‬مليل‬
‫هللاُ بِ َميا تَ ْع َملُيونَ َخبِيي ٌر) هيذا عميل فقيدهم العميل‪ ،‬وكيذلك (إِن تُ ْبيدُو ْا‬ ‫وم َو ه‬ ‫اح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما فَ َع ْلنَ فِي أَنفُ ِ‬
‫س ِهنَّ بِيا ْل َم ْع ُر ِ‬ ‫اآلية ‪ ..( ٢٣١‬فَالَ ُجنَ َ‬
‫هللاُ بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِي ٌر (‪ ))٢٧٤‬هيذا عميل‪،‬‬ ‫ت فَنِ ِع َّما ِه َي َوإِن ت ُْيفُوهَا َوتُؤْ تُوهَا ا ْلفُقَ َراء فَ ُه َو َخ ْي ٌر لُّ ُك ْم َويُ َكفِّ ُر عَن ُكم ِّمن َ‬
‫سيِّئَاتِ ُك ْم َو ه‬ ‫ص َدقَا ِ‬
‫ال َّ‬
‫َي ٍء إِنَّهُ َخبِي ٌر بِ َميا تَ ْف َعلُيونَ (‪ )٨٨‬النميل) هيذا لييس‬ ‫ش‬
‫نَ َّ ْ‬‫ل‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ت‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ذ‬‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َّ‬
‫هللا‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬‫م‬ ‫َ‬
‫ِ َ َ ْ َ ُ َ َ ِ َ َ ِ َ ُ ُّ َ َّ َّ َ ِ ُ َ ِ ِ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫د‬‫م‬ ‫ا‬‫ج‬ ‫ا‬‫ه‬‫ب‬ ‫س‬ ‫َح‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ب‬‫ج‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ر‬‫َ‬
‫أما َ َ‬
‫ت‬‫(و‬
‫عمل اجنسان فقدهم اليبرة‪.‬‬

‫وه َّن ِس ًّرا إَِّال أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضتم بِ ِه ِمن ِخطْب ِة الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّس اء أ َْو أَ ْكنَ نْ تُ ْم ف ي أَنْ ُفس ُك ْم َعل َم اللَّ هُ أَنَّ ُك ْم َس تَ ْذ ُك ُرونَ ُه َّن َولَك ْن َال تُ َواع ُد ُ‬
‫ْ َ َ‬ ‫يما َع َّر ْ ُ ْ‬
‫اح َعلَيْ ُك ْم ف َ‬ ‫(وَال ُجنَ َ‬ ‫آية (‪َ : )٢٣٥‬‬
‫َن اللَّه غَ ُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‬
‫ور َحل ٌ‬‫اح َذ ُروهُ َوا ْعلَ ُموا أ َّ َ ٌ‬ ‫َن اللَّهَ يَ ْعلَ ُم َما في أَنْ ُفس ُك ْم فَ ْ‬‫َجلَهُ َوا ْعلَ ُموا أ َّ‬ ‫اب أ َ‬
‫اح َحتَّى يَ ْب لُ َ الْكتَ ُ‬ ‫تَ ُقولُوا قَ ْوًال َم ْع ُروفًا َوَال تَ ْع ِزُموا ُع ْق َد َة النِّ َك ِ‬
‫ياح) دون (وا تعقيدوا) ألن العيزم‬ ‫* آثر ربنا سبحانه وتعالى أن يبين حرمة نكاح المعتدة أثناء عيدتها بقوليه ( َواَ تَ ْع ِز ُميو ْا ُع ْقي َدةَ النِّ َك ِ‬
‫يدل على التصميم وإذا ما نُهي الميؤمن عين التصيميم واجرادة كيان هيذا النهيي أبليغ مين نهيي العميل وهيو (وا تعقيدوا) والميرء إذا‬
‫صمم على أمر ما نفهذه ولذلك كان النهي عن العزم أبلغ في النهي عن المعزوم عليه‪ .‬ومن هذا الباب قوله تعالى (تليك حيدود هللا فيال‬
‫تقربوها) فقد نُهي عن القرب ألنه أبلغ من النهي في الوقوع في المحظور‪.‬‬

‫* دالة استعمال كلمة حليم بعد غفور في اآلية ‪:‬‬


‫وردت صيغة غفورحليم في القرآن في‪ ٦‬مواض بينماوردت صيغ غفوررحيم ‪ ٦١‬مرة في القرآن‪.‬‬
‫الحليم لغويا ‪ :‬األناة والتعقل ‪ ،‬والحليم هو الذى ا يسارع بالعقوبة ‪ ،‬بل يتجاو الزات ويعفو عن السييئات ‪ ،‬الحلييم مين أسيماء هللا‬
‫الحسنى بمعنى ت خيره العقوبة عن بعض المستحقين ليعطي الناس فرصة للعيودة عميا حصيل مينهم‪ ،‬وإذا رجعنيا إليى سييا اآلييات‬
‫عجيل هللا تعيالى‬ ‫حذر من بعض التجياو ات التيي تحصيل فيي الحيياة الزوجيية وقيد ينتهيي األمير إليى الطيال ‪ .‬وليو ه‬ ‫نجد أن هللا تعالى يُ ه‬
‫يؤخر العقوبة من باب ال ِحلم وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫العقوبة ألصحاب الذنوب ما بقي من الناس أحد فاّلل تعالى ه‬
‫وبعض القلوب فيها ِغ ٌل وحسد ولو آخذنا هللا تعالى بما في قلوبنيا لين يبقيى أحيد عليى قييد الحيياة‪ .‬ومين رحمية هللا تعيالى بالنياس أن‬
‫احي َذ ُروهُ) ألن هللا تعيالى أعليم بميا فيي النفيوس وعلينيا نحين‬ ‫هللاَ يَ ْعلَ ُم َما فِي أَ ْنفُ ِ‬
‫س ُك ْم فَ ْ‬ ‫(وا ْعلَ ُموا أَنَّ َّ‬
‫يُم ِهل الناس حتى يُصلحوا أنفسهم َ‬
‫(وا ْعلَ ُميوا أَنَّ هللاََّ‬
‫أن نعلم حقيقة أسماء هللا تعالى الحسنى وصفاته ألنيه ميا نفي صيفة إذا ليم يعيرم معناهيا النياسو ول هميا قيال تعيالى َ‬
‫َغفُو ٌر َحلِي ٌم) فكلمة حليم هنا جاءت كتهديد بالعذاب فالذل ا يرتدع فاّلل تعالى حليم وعنده بط بالجبيابرة اليذين يتجياو ون حيدود‬
‫هللا تعالى وا يؤخذ من كلمة حليم هنا التبشير بالرحمة ألنها لو كانت كذلك لجلءت بصيغة غفيور رحييم‪ .‬وليو ت ملنيا فيي كيل اآلييات‬
‫التي ُختمت بقوله تعالى غفور حليم نجد أن السيا فيهيا كيان تحيذيراً لليذل ا يرتيدع عين تجياو حيدود هللا تعيالى وا يييام بطشيه‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫* نالحظ أن األفعال في اآلية جاءت بالمضارع وهذا ليدل على أن هذه األمور متجددة الحصول ونحن نق فيها والبعض عليهيا اآلن‬
‫(تذكرونهن‪ ،‬تواعدوهن‪ ،‬تقولوا‪ ،‬تعزموا‪ ،‬يبلغ‪ ،‬يعلم‪ ،‬فاحذروه)‪.‬‬

‫ض ةً ومتِّع وه َّن َعلَ ى الْم ِ‬


‫وس ِع قَ َد ُرهُ َو َعلَ ى ال ُْم ْقتِ ِر قَ َد ُرهُ َمتَ ً‬ ‫ِ َّ‬ ‫آي ة (‪َ : )٢٣١‬‬
‫اع ا‬ ‫ُ‬ ‫ض وا ل َُه َّن فَ ِري َ َ َ ُ ُ‬
‫وه َّن أ َْو تَ ْف ِر ُ‬
‫س ُ‬‫اء َم ا لَ ْم تَ َم ُّ‬
‫ِّس َ‬
‫اح َعلَ ْي ُك ْم إ ْن طَل ْق تُ ُم الن َ‬
‫(ال ُجنَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين)‬‫بال َْم ْع ُروف َح ًّقا َعلَى ال ُْم ْحسن َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪65‬‬


‫* كلمة ( َحقهًا) تعني حص حققه القرآن للمرأة وليس ألحد أن يتجاو ه وا تقول المرأة ا أريده إنما ت خذه وتتصد به إن شاءت‪.‬‬

‫سنِينَ ) و( َحقهًا َعلَى ا ْل ُمتَّقِينَ (‪: ))٢١٤‬‬


‫* الفر بين ( َحقهًا َعلَى ا ْل ُم ْح ِ‬
‫اآلية األولى هي في حالة المرأة المعقود عليها وطُلهقت قبل أن ييتم اليدخول بهيا أو ليم تُفيرا لهيا فريضية أل ليم يحيدد مهرهيا فل هميا‬
‫يدف النفقة يكون هذا من باب اجحسان والقرآن الكريم لم يحدد القدر بل تركه مفتوحا ً ك ُل حسب سعته لذا ُختمت اآليية بقوليه تعيالى‬
‫سنِينَ ) ‪ ،‬أما اآلية اللانية فهي في حالة المرأة التي عُقد عليه ثم طُلهقت وقد تم الدخول بها ثم طلهقها فيدف لها ولو ليم‬ ‫(حقهًا َعلَى ا ْل ُم ْح ِ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫بـ(حقها َعلَى ا ْل ُمتَّقِينَ ) الذين يتهقون العذاب يوم القيامة‪..‬‬
‫يدف لها سيدخل النارلذا ختمت اآلية َ‬

‫والصالَةِ الْو ْسطَى وقُ ِ ِ ِِ‬ ‫الصلَو ِ‬ ‫ِ‬


‫ين)‬
‫ومواْ للّه قَانت َ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ات َّ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣٨‬حافظُواْ َعلَى َّ َ‬
‫طى َوقُو ُمو ْا ِ هّللِ قَانِتِينَ ) توسطت آيات الطال والوفاة فما دالة هذاو‬ ‫س َ‬ ‫صالَ ِة ا ْل ُو ْ‬ ‫(حافِظُو ْا َعلَى ال َّ‬
‫صلَ َوا ِ‬
‫ت وال َّ‬ ‫* َ‬
‫األمر بالصالة بين آيات الطال لها سببان أواً حتى ا ينشغل الزوجين بالمشكالت العائلية الطيال أو الوفياة عين الصيالة فيتركوهيا‬
‫واللاني لئال يحي أحدهما على اآلخر والصالة تنهى عن الفحشياء والمنكير‪ ،‬وليو نظيرت إليى اآليية قبلهيا لرأييت أنهيا ختميت بقوليه‬
‫ض َل بَ ْينَ ُك ْم (‪ ))٢٣٧‬وهذه دعوة من هللا سبحانه وتعالى إلى ُخلُص حميد وهو العفيو عين‬ ‫س ُو ْا ا ْلفَ ْ‬ ‫(وأَن تَ ْعفُو ْا أَ ْق َر ُ‬
‫ب لِلتَّ ْق َوى َواَ تَن َ‬ ‫تعالى َ‬
‫ُيح دلهنيا هللا تعيالى عليى ُخلُيص نياج ووصي لنيا دوائيين‪ :‬األول دنييول فقيال (وا‬ ‫الحقو وبما أن النفس ُجبِلت على اللؤم وطب الش ه‬
‫تنسوا الفضل بينكم) ف رشدنا إلى أن العفو يق هرب منك البعيد ويصيهر عدوك صديقاً‪ ،‬واللياني دواء روحياني وهيو الصيالة فهيي تنهيى‬
‫عن الفحشاء والمنكر‪ .‬وقد قال عمر بن اليطاب‪ :‬إذا كان المرء للصالة مضيهعا ً فلغيرها أضي ‪ .‬فمن ليس فيه خير لربهه فكيي يكيون‬
‫فيه خير لغيرهو‬

‫ييرةٌ إِ َّا َعلَيى ا ْل َي ِ‬


‫اشي ِعينَ (‪))١٥‬‬ ‫ص َيال ِة َوإِنَّ َهيا لَ َكبِ َ‬ ‫* وردت آية الح ه على الصالة في سورة البقرة ثالا مرات ( َوا ْ‬
‫ستَ ِعينُوا بِال َّ‬
‫صي ْب ِر َوال َّ‬
‫صييابِ ِرينَ (‪ ))٤٥٣‬بييين آيييات الحييج‬ ‫َّ‬
‫صي َيال ِة إِنَّ هللاَ َمي َ ال َّ‬ ‫صي ْب ِر َوال َّ‬ ‫بييين آيييات خطيياب بنييي اسييرائيل و(يَييا أَيُّ َهييا الَّي ِذينَ آَ َمنُييوا ا ْ‬
‫سيتَ ِعينُوا بِال َّ‬
‫سطَى َوقُو ُموا ِ َّّللِ قَانِتِينَ (‪ ))٢٣٨‬بين آيات األحيوال الشيصيية ألنيه لين تقيوم لتنسيان عالقية‬ ‫ص َال ِة ا ْل ُو ْ‬ ‫و(حافِظُوا َعلَى ال َّ‬
‫صلَ َوا ِ‬
‫ت َوال َّ‬ ‫َ‬
‫باّلل تعالى إا عن طريص الصالة ألن الصالة‪:‬‬
‫‪ .1‬الصالة تعلهم اانسان على اانضباط وهللا تعالى يريد أن يتعلم الناس اانضباط في حياتهم الزوجية‪.‬‬
‫‪ .2‬أُ ِمر اانسان بالمحافظة عليها فالذل يحافظ عليها سيحافظ على وجته‪.‬‬
‫‪ .3‬الصالة بركة تم المكان والعقل والجسد وهللا تعالى يريد للزوجين أن تع همهما بركة الصالة‪.‬‬
‫صلة بين العبد وربهه وعقدة الزواج عالقة بين ثالثة أطرام ‪ :‬هللا تعالى والزوج والزوجة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الصالة ِ‬
‫‪ .5‬الصالة فيها خشوع وهللا تعالى يريد أن ا يتجبهر الزوج على وجته‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالة فيها خضوع وهللا تعالى يريد من الزوجة أن تيض لزوجها‪.‬‬
‫‪ .7‬الصالة فيها استغفار وهللا تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر لآلخر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪( : )٢٣٩‬فَإ ْن خ ْفتُ ْم فَ ِر َجاالً أ َْو ُرْكبَانًا فَِإ َذا أَمنتُ ْم فَاذْ ُك ُرواْ اللّهَ َك َما َعلَّ َم ُكم َّما ل ْ‬
‫َم تَ ُكونُواْ تَ ْعلَ ُمو َن)‬
‫* جاء ربنا باألمن بـ (إذا) فقال (فَإِ َذا أَ ِمنتُ ْم) وجاء باليوم بـ (إن) (فَإنْ ِخ ْفتُ ْم) فهيذا بشيارة لنيا نحين المسيلمين بي ن النصير واألمين‬
‫سيكون لنا مهما طال أمر الفزع واليوم فـ (إن) تستعمل في الشك والتقليل ف دخلها ربنا تعالى على اليوم وتسيتعمل (إذا) لليقيين‬
‫والقط فاستعملها ربنا م األمن‪.‬‬

‫َّاس َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر‬ ‫ُوف ح َذر الْمو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫اه ْم إِ َّن اللّهَ لَ ُذو فَ ْ‬
‫ضل َعلَى الن ِ‬ ‫َحيَ ُ‬
‫ال ل َُه ُم اللّهُ ُموتُواْ ثُ َّم أ ْ‬
‫ت فَ َق َ‬ ‫ين َخ َر ُجواْ من ديَا ِره ْم َو ُه ْم أُل ٌ َ َ َ ْ‬ ‫آية (‪( : )٢٤٣‬أَل ْ‬
‫َم تَ َر إِلَى الذ َ‬
‫الن ِ‬
‫َّاس الَ يَ ْش ُك ُرو َن)‬
‫* (أَلَ ْم تَ َر) في اللغة العربية ت تي بمعنيين‪ .‬األول‪ :‬السؤال عن الرالية البصرية والرالية القلبية‪ ،‬والمعنى اآلخير معناهيا أليم تعليم أليم‬
‫ينتهي علمكو للتعجيب سواء رآه أو لم يسبص له راليته للفت نظر السام الذل يحدثه والمياطب إلى أمر يدعو إلى الت ميل والعجيب‬
‫ت) ألم ينتهي علمكو أليم تسيم‬ ‫من الحالة أو من قدرة هللا أو ما إلى ذلك‪( ،‬أَلَ ْم تَ َر إِلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجو ْا ِمن ِديَا ِر ِه ْم َو ُه ْم أُلُومٌ َح َذ َر ا ْل َم ْو ِ‬
‫آج إِ ْب َرا ِهي َم فِي ِربِّ ِه) إقرأ الحوار بينهم أا تعجب من هذا المتكبر وكي كان يحاوره‬ ‫منهمو أا تتعجب من أولئكو (أَلَ ْم تَ َر إِلَى الَّ ِذل َح َّ‬
‫إبراهيمو‪.‬‬

‫* الفر بين آآلم وألوم ( َو ُه ْم أُلُومٌ ) في القرآن‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪66‬‬


‫آآلم من أو ان جم القِلهة (أفعال) أف ُعل‪ ،‬أفعال‪ ،‬أف ِعلة‪ ،‬فِعلية‪ .‬مين أو ان القِلهية‪ ،‬وأليوم مين الكليرة‪ .‬ليذلك قيال ربنيا سيبحانه وتعيالى‬
‫م ِّمنَ ا ْل َمآلئِ َك ِة ُمن َزلِينَ (‪ )٤٢١‬آل عمران) ألن القلة من اللالثة إلى العشرة فإن تجاو ها دخل‬ ‫(أَلَن يَ ْكفِي ُك ْم أَن يُ ِم َّد ُك ْم َربُّ ُكم بِلَالَثَ ِة آاَ ٍ‬
‫ت) قال بعضهم قطعا ً أكلر من عشيرة آآلم وقسيم أوصيلهم إليى‬ ‫في الكلرة (أَلَ ْم تَ َر إِلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجو ْا ِمن ِديَا ِر ِه ْم َو ُه ْم أُلُومٌ َح َذ َر ا ْل َم ْو ِ‬
‫أربعين ألفاً‪.‬‬

‫ط َوإِلَْي ِه تُ ْر َج ُعو َن)‬ ‫ضِ‬ ‫ِ‬


‫سُ‬ ‫ض َعافًا َكثِ َيرًة َواللّهُ يَ ْقبِ ُ‬
‫ض َويَ ْب ُ‬ ‫اع َفهُ لَهُ أَ ْ‬ ‫سنًا فَ يُ َ‬
‫ضا َح َ‬ ‫(من َذا الَّذي يُ ْق ِر ُ‬
‫ض اللّهَ قَ ْر ً‬ ‫آية (‪َّ : )٢٤٥‬‬
‫هللاَ) معناه أنه من باب التطوع و الترغيب وليس من باب اجلزام‪ ،‬فالقرا هيو إعطياء ميال وتوقي إسيترداده‬ ‫ا ه‬ ‫*( َّمن َذا الَّ ِذل يُ ْق ِر ُ‬
‫لكنه ليس ملزما ً لك أن تعطي قرضا ً ألحد‪.‬‬

‫* لم يذكر القرآن القرا إا وصفه بالحسن وهو أن يكون نقيا ً حالاً خالصا ً من شوائب الرياء والمنه وأن يكيون عين طييب نفيس ‪،‬‬
‫وأن يتحرى أفضل الجهات التي فيها نف للمسلمين‪.‬‬

‫سينًا) حتيى يفير بيين القيرا‬ ‫هللاَ قَ ْر ً‬


‫ضيا َح َ‬ ‫ا ه‬ ‫* ا تجد القرا في القرآن إا ّلل ‪ ،‬لم ي ت إا قرضاً حسنا ً وم هللا تعالى فق (يُ ْقي ِر ُ‬
‫الذل هو في المعامالت بين الناس والقرا الذل هو عبادة م هللا‪ ،‬لو قال أقرضوا لم تيتص بالعبادة‪ ،‬وألنه م هللا فإن ثوابيه مين‬
‫ضا ِعفَهُ لَهُ أَ ْ‬
‫ض َعافًا َكلِي َرةً)‪.‬‬ ‫هللا عز وجل (فَيُ َ‬

‫ضا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَ ْج ٌر َك ِري ٌم) ‪:‬‬‫ض َعافًا َكلِي َرةً) وفى سورة الحديد ذكر المضاعفة م األجر الكريم (فَيُ َ‬ ‫ضا ِعفَهُ لَهُ أَ ْ‬ ‫* قال تعالى (فَيُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضيا ِعفهُ ليهُ) وذكير الكيي ( َوليهُ أ ْجي ٌر كي ِري ٌم)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ض َعافا كلِيي َرة) وفيي الحدييد ذكير الكي هم (فيُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ -‬في سورة البقرة ذكر الك هم ولم يذكر الكي (أ ْ‬
‫والكريم الحسن البالغ الجودة‪ ،‬وسورة الحديد مطبوعة بطاب اجيمان واانفا ‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫سي ُ) يقييبض معنيياه يضييهص اليير ويمسييك هييذا فييي الييدنيا‪ ،‬فيهييا تهديييد‬ ‫ض َويَ ْب ُ‬ ‫‪ -‬األميير اآلخيير أنييه قييال فييي سييورة البقييرة ( َو ه‬
‫هللاُ يَ ْقيبِ ُ‬
‫يرةً) ف نيت أنفِيص‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ضا ِعفَهُ لَهُ أ ْ‬
‫ض َعافا َكلِ َ‬ ‫َ‬
‫بالقبض‪ ،‬فصاحب المال محتمل أن يصيبه قبض وتضييص في الر فيحتاج إلى المال فقال (فيُ َ‬
‫حتى ا يصيبك القبض وحتى ي تيك البس ‪ ،‬هذا من باب تبصيره في األمير‪ ،‬أميا فيي سيورة الحدييد فلييس فيهيا تهدييد بيالقبض فقيال‬
‫ضا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَ ْج ٌر َك ِري ٌم)‪.‬‬
‫تعالى (فَيُ َ‬
‫سينبُلَ ٍة ِّمئَيةُ َحبَّي ٍة‬ ‫سنَابِ َل فِي ُك ِّل ُ‬
‫س ْب َ َ‬‫هللاِ َك َملَ ِل َحبَّ ٍة أَنبَتَتْ َ‬ ‫‪ -‬قال في آية أخرى في سورة البقرة ( َّملَ ُل الَّ ِذينَ يُنفِقُونَ أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َ‬
‫سبِي ِل ه‬
‫اس ٌ َعلِي ٌم (‪ ))٢٦٤‬في مقام التكلير فناسب سيا التكلير في السورة‪.‬‬ ‫هللاُ َو ِ‬‫ضا ِع ُ لِ َمن يَشَاء َو ه‬ ‫َو ه‬
‫هللاُ يُ َ‬

‫* الفر بين خواتيم اآليتين ( َوإِلَ ْي ِه ت ُْر َجعُونَ ) ( َولَهُ أَ ْج ٌر َك ِري ٌم) ‪:‬‬
‫ت فَقَيا َل لَ ُهي ُم ه‬
‫هللاُ ُموتُيو ْا ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬آية البقرة واقعة في سيا القتال والموت (أَلَ ْم ت ََر إِلَيى الَّي ِذينَ َخ َر ُجيو ْا ِمين ِديَيا ِر ِه ْم َوهُي ْم ألُيومٌ َحيذ َر ا ْل َم ْيو ِ‬
‫سينًا ‪َ ..‬وإِلَ ْيي ِه تُ ْر َجعُيونَ (‪ )٢١٥‬أَلَي ْم ت ََير إِلَيى ا ْل َمي ِت ِمين بَنِيي‬ ‫هللاَ قَ ْر ً‬
‫ضيا َح َ‬ ‫ا ه‬ ‫هللاِ ‪َّ )٢١١( ..‬مين َذا الَّي ِذل يُ ْقي ِر ُ‬ ‫(‪َ )٢١٣‬وقَاتِلُو ْا فِي َ‬
‫سيبِي ِل ه‬
‫هللاِ ‪ ))٢١٦( ..‬والقتيل مظنهية الرجيوع إليى هللا تعيالى فقيال‬ ‫ْ‬
‫سى إِذ قَالُو ْا لِنَبِي لَّ ُه ُم ا ْب َعي ْ لَنَيا َملِ ًكيا نُّقَاتِي ْل فِيي َ‬
‫سيبِي ِل ه‬ ‫س َرائِي َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫إِ ْ‬
‫(وإِلَ ْي ِه ت ُْر َجعُونَ )‪.‬‬
‫َ‬
‫(ولَهُ أَ ْج ٌر َك ِري ٌم)‪.‬‬
‫‪ -‬في سورة الحديد الكالم في اجنفا وليس في الموت والقتال فقال َ‬

‫* الفر بين دالة إستعمال ( َوإِلَ ْي ِه ت ُْر َجعُونَ ) في اآلية و( َوإِلَ ْي ِه ت ُْح َ‬
‫شرُونَ ) في سورة الملك في القرآن‪:‬‬
‫‪ -‬اآلية هنا تتكلم عن الجانب المالي والمال يذهب ويجيء وهللا سبحانه يقبضه ويبسطه ففيه ذهياب الميال وإيابيه ففيهيا رجيوع‪ ،‬ثيم‬
‫أنتم وأموالكم ترجعون إلى هللا‪.‬‬
‫ا َوإِلَ ْيي ِه ت ُْحشَيرُونَ (‪ ))٢١‬ذرأ بمعنيى نشير أل يبيلهكم وينشيركم فيي األرا‪ ،‬وهيذا اليذرء‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ‬ ‫يي‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫م‬‫‪ -‬آية الملك (قُ ْل ه َُو الَّ ِذل َذ َرأَ ُك ْ‬
‫ي‬
‫يحتاج أن يُجم فالحشر فيه معنى الجم وفيه صورة ل هم هذا المنلور المذروء المو ع في األرا‪ ،‬ولهذ ت تي تحشرون م ذرأ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ث لَنَا َملِ ًكا نُّ َقاتِ ْل فِي َسبِ ِ‬


‫يل الل ِّه قَ َ‬ ‫وسى إِ ْذ قَالُواْ لِنَبِ ٍّي لَّ ُه ُم ابْ َع ْ‬ ‫آية (‪( : )٢٤١‬أَلَم تَر إِلَى الْم ِإل ِمن بنِي إِسرائِ ِ ِ‬
‫ب َعلَ ْي ُك ُم‬ ‫س ْيتُ ْم إِن ُكت َ‬
‫ال َه ْل َع َ‬ ‫يل من بَ ْعد ُم َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تَولَّ ْواْ إِالَّ قَليالً ِّم ْن ُه ْم واللّهُ َعل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِْقتَ ُ‬
‫ال أَالَّ تُ َقاتِلُواْ قَالُواْ َوَما لَنَا أَالَّ نُ َقات َل في َسبِ ِ‬
‫ِ‬
‫يم بالظَّالم َ‬
‫ين)‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ب َعلَ ْي ِه ُم الْقتَ ُ َ‬
‫يل اللّه َوقَ ْد أُ ْخ ِر ْجنَا من ديَا ِرنَا َوأَبْ نَفئنَا فَلَ َّما ُكت َ‬
‫* قال ربنا الم عن بني إسرائيل فهم كانوا خارجين على حدود هللا وليم يشيذ أحيد مينهم فناسيب هيذا اججتمياع المطليص عليى اليرأل‬
‫استعمال كلمة الم التي تعني الجماعة الذين أمرهم واحد‪ .‬ونحن نقول تماأل القوم عندما يتفقون على شيء واحد‪ ،‬وهيذا المعنيى ا‬
‫تفيده إا كلمة الم ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪67‬‬


‫ال‬ ‫َ َ‬ ‫ك ِم ْن هُ َولَ ْم يُ ْؤ َ‬
‫ت َس َعةً ِّم ن الْم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُوت َملِ ًكا قَال َُواْ أَنَّى يَ ُكو ُن لَهُ ال ُْمل ُ‬
‫ْك َعلَ ْي نَ ا ونَ ْح ن أَح ُّق بِالْملْ ِ‬ ‫ث لَ ُك ْم طَال َ‬‫ال ل َُه ْم نَبِيُّ ُه ْم إِ َّن اللّهَ قَ ْد بَ َع َ‬
‫آية (‪َ ( : )٢٤٧‬وقَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ادهُ بسطَةً فِي ال ِْعل ِْم وال ِ‬
‫ْج ْس ِم َواللّهُ يُ ْؤتِي ُملْ َكهُ َمن يَ َ‬
‫يم)‬
‫شاء َواللّهُ َواس ٌع َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫اصطََفاهُ َعلَ ْي ُك ْم َوَز َ َ ْ‬ ‫ال إِ َّن اللّهَ ْ‬
‫قَ َ‬
‫* الفر بين (بسطة) بالسين و (بصطة) بالصاد هي أصلها بالسيين وأحيانيا ً تبيدل والصياد أظهير وأقيوى كميا يقيول النحياة‪َ ( ،‬و َ ا َدهُ‬
‫صطَةً (‪ )٦١‬األعرام) هؤاء قوم فقال بصطة‪.‬‬ ‫ص بَ ْ‬ ‫(و َ ا َد ُك ْم فِي ا ْل َي ْل ِ‬ ‫سطَةً فِي ا ْل ِع ْل ِم َوا ْل ِج ْ‬
‫س ِم (‪ ))٢١٧‬هذا واحد فقال بسطة َ‬ ‫بَ ْ‬

‫ف غُرفَ ةً بِي ِدهِ‬ ‫ِ‬ ‫ال إِ َّن اللّ ه مبتلِ ي ُكم بِن ه ر فَم ن َش ِرب ِم ْن ه فَلَ ي ِ‬ ‫ُوت بِالْجنُ ِ‬
‫س منِّ ي َوَم ن لَّ ْم يَط َْع ْم هُ فَِإنَّهُ منِّ ي إِالَّ َم ِن ا ْغتَ َر َ ْ َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫ود قَ َ‬ ‫ص َل طَال ُ ُ‬ ‫آية (‪( : )٢٤٩‬فَلَ َّما فَ َ‬
‫ين يَظُنُّ و َن أَنَّ ُه م ُّمالَقُو اللّ ِه َك م ِّم ن فِئَ ة قَلِيلَ ة‬ ‫ودهِ قَ َ َّ ِ‬ ‫ُوت وجن ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَ َ ِ‬
‫ال ال ذ َ‬ ‫آمنُواْ َم َعهُ قَالُواْ الَ طَاقَةَ لَنَا الْيَ ْوَم بِ َج ال َ َ ُ‬
‫ين َ‬‫ش ِربُواْ م ْنهُ إِالَّ قَليالً ِّم ْن ُه ْم فَلَ َّما َج َاوَزهُ ُه َو َوالذ َ‬
‫ت فِئَةً َكثِيرةً بِِإ ْذ ِن الل ِّه واللّهُ َم َع َّ ِ‬
‫الصاب ِر َ‬
‫ين)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غَلَبَ ْ‬
‫ط َع ْمهُ) م النهر الذل فيه شراب‪:‬‬ ‫* في اآلية جاءت صيغة ( َو َمنْ لَ ْم يَ ْ‬
‫ط ِعم لها في اللغة دالتان فت تي بمعنى أكل أو ذا نقول عديم الطعم أل المذا ‪.‬‬
‫ط َع ْميهُ) ألن المياء قيد يُطعيم إذا كيان مي‬ ‫(و َمينْ لَي ْم يَ ْ‬‫س ِمنِّي) شراب فق بدون طعيام كميا نشيرب المياء َ‬ ‫ش ِر َب ِم ْنهُ فَلَ ْي َ‬ ‫قال تعالى (فَ َمنْ َ‬
‫شييء يُمضييغ يعنييي يي كلون شييئا ً ويمضييغون فيشييربون الميياء بهييذا يكيون انتفييى الشييرب‪ ،‬فهييذا ممنييوع أيضيا ً ‪ ،‬و لييو قييال (وميين لييم‬
‫يشربه) جا أن يطعمه م شيء آخر ف راد تعالى أن ينفي هذه المس لة فينفي القليل وبالتالي ينفي الكلير‪.‬‬
‫(إِ َّا َم ِن ا ْغتَ َرمَ ُغ ْرفَةً بِيَ ِد ِه) هذه استلناها حتى ايكون له ما يشاء هذه ا تدخل في نطا الطعام‪ ،‬اآلن تذو الماء بهيذا القيدر لييس‬
‫له الزيادة ولو قال لم يطعمه اتهس القدر لي كل م الطعام‪.‬‬

‫* الفر بين الطاقة والقِبَل (قَالُو ْا اَ طَاقَةَ لَنَا ا ْليَ ْو َم بِ َجالُوتَ َو ُجنو ِد ِه (‪ ))٢١١‬و (فَلَنَ ْتِيَنَّ ُه ْم بِ ُجنُو ٍد َّا قِبَ َل لَ ُهم بِ َها (‪ )٣٧‬النمل) ‪:‬‬
‫الطاقة هي القدرة (قَالُو ْا اَ طَاقَةَ لَنَا ا ْليَ ْو َم بِ َجالُوتَ َو ُجنو ِد ِه) أل ليس عندنا قوة وا قدرة أصالً‪.‬‬
‫(ا قِبَي َل لَ ُهيم بِ َهيا) أل ا قيدرة لهيم عليى مقابلتهيا بينميا هيم أصيحاب قيوة‪ ،‬مليل‬ ‫القِبَل هي القدرة على المقابلة والمجا اة عليى شييء َّ‬
‫ش ِدي ٍد (‪ ))٣٣‬أل عنيدهم قيوة وبي س فيي الحيرب ويسيتطيعون المقابلية فجياء‬ ‫س َ‬ ‫جماعة بلقيس حين قالوا (نَ ْحنُ أُ ْولُوا قُ َّو ٍة َوأُولُوا بَ ْ ٍ‬
‫كالم سليمان (فَلَنَ ْتِيَنَّ ُه ْم بِ ُجنُو ٍد َّا قِبَ َل لَ ُهم بِ َها)‪.‬‬

‫* الفر بين الظن واليقين‪:‬‬


‫هللاِ) أل يوقنون بلقاء هللا تعالى‪ .‬الظنه درجات‪ :‬يظن من دون أل دليل ثم يقوى بحسيب األدلية إليى أن يصيل إليى‬ ‫(يَظُنُّونَ أَنَّ ُهم ُّمالَقُو ه‬
‫اليقين الذل يرتقي إلى درجة العلم‪( ،‬إِنِّي ظَنَ ْنتُ أَنِّي ُم َال ٍ ِح َ‬
‫سابِيَ ْه (‪ )٢١‬الحاقة) هل كان شا هكاًو ا‪.‬‬
‫صر وليست األشياء المرئيية‪ ،‬ا يصيح أن تقيول أظين أن الحيائ مبني ٌي وهيو أماميك لكين‬ ‫أهل اللغة يقولون أن الظن هو علم ما لم يُب َ‬
‫تقول أظن أن وراءه فالن ألنك ا تبصره‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودهِ قَالُواْ َربَّنَا أَفْ ِر ْ‬


‫ُوت وجنُ ِ‬ ‫ِ‬
‫انص ْرنَا َعلَى الْ َق ْوم الْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‬ ‫ت أَقْ َد َامنَا َو ُ‬
‫ص ْب ًرا َوثَبِّ ْ‬
‫غ َعلَْي نَا َ‬ ‫آية (‪َ : )٢٥٣‬‬
‫(ول ََّما بَ َرُزواْ ل َجال َ َ ُ‬
‫* عبهر ربنا سبحانه وتعالى عن الصبر بياجفراغ وليم يقيل صيبِّرنا أو اجعلنيا صيابرين للدالية عليى المبالغية فيي صيبر اليداعي لصيفة‬
‫الصيب وإذا صيببت الشييء أو أفرغتيه فقيد مي ت المفي َرغ فييه وإذا أُفي ِرغ الصيبر فيي قليوب الميؤمنين‬
‫ه‬ ‫الصبر وذلك أن اجفراغ معناه‬
‫الداعين فهذا يعني أن القلوب قد ملئت صبراً حتى غدت وعا ًء له‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ك بِالْح ِّق وإِنَّ َ ِ‬ ‫ْك آي ُ ِ‬ ‫ِ‬


‫ين)‬‫ك لَم َن ال ُْم ْر َسل َ‬ ‫وها َعلَْي َ َ َ‬ ‫ات اللّه نَ ْت لُ َ‬ ‫آية (‪( : )٢٥٢‬تل َ َ‬
‫سيلِينَ (‪ ))٢٥٢‬وليم ييذكر عليى صيراط مسيتقيم مللميا‬ ‫ص َوإِنَّكَ لَ ِمينَ ا ْل ُم ْر َ‬ ‫هللاِ نَ ْتلُوهَا َعلَ ْي َك بِا ْل َح ِّ‬
‫* اكتفى في سورة البقرة ب (تِ ْل َك آيَاتُ ه‬
‫يم (‪ ))١‬بينما فالسيا ليس فيه ذكر للدعوة وإنميا فيي سييا إثبيات نبوتيه‪،‬‬ ‫ستَقِ ٍ‬ ‫سلِينَ (‪َ )٣‬علَى ِ‬
‫ص َرا ٍط ُّم ْ‬ ‫جاء في يس (إِنَّ َك لَ ِمنَ ا ْل ُم ْر َ‬
‫ً‬
‫والدعوة هي صراط مستقيم‪ ،‬وردت فيي سييا قصية طيالوت وجيالوت وقسيم مين األنبيياء أيضيا‪ ،‬في راد أن يُيبير أن هيذا دلييل عليى‬
‫إثبات نبوته صلى هللا عليه وسلم بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي وهذا يدل على رسالته‪.‬‬

‫اعةٌ َوالْ َكافِ ُرو َن ُه ُم الظَّالِ ُمو َن)‬ ‫آية (‪( : )٢٥٤‬يا أَيُّها الَّ ِذين آمنواْ أ ِ ِ‬
‫َنف ُقواْ م َّما َرَزقْنَا ُكم ِّمن قَ بْ ِل أَن يَأْتِ َي يَ ْوٌم الَّ بَيْ ٌع فِ ِيه َوالَ ُخلَّةٌ َوالَ َش َف َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫* قصر ربنا تعالى صفة الظلم على الكيافر فيالكفر والظليم متال ميان‪ .‬أليم تير كيي فصيل بيين المبتيدأ واليبير بالضيمير (هيم) مي أن‬
‫حذم هذا الضمير ا ييل بالمعنى لكن ذكر الضمير (هم) أفاد حصر الظلم على الكافرين أل الكافرون هم الظالمون حصراً وهذا مين‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪68‬‬


‫باب المبالغة يسموه القصر اجدعائي قصر المبالغة‪ .‬تدهعي القصر في هذا ألنه مبالغة في هذا األمر‪ .‬يعنيي الكيافرون هيم أوليى بهيذه‬
‫التسمية من غيرهم‪.‬‬

‫الكرسي ‪ -‬سيّدة آي القرآن الكريم ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫آية (‪ - )٢٥٥‬آية‬
‫ض َم ن َذا الَّ ِذي يَ ْش َف ُع ِع ْن َدهُ إِالَّ بِِإ ْذنِ ِه يَ ْعلَ ُم َم ا بَ ْي َن أَيْ ِدي ِه ْم َوَم ا‬ ‫ات َوَم ا فِ ي األ َْر ِ‬
‫الس ماو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم الَ تَأْ ُخ ُذهُ س نَةٌ َوالَ نَ ْوٌم لَّ هُ َم ا ف ي َّ َ َ‬ ‫"اللّهُ الَ إِلَ هَ إِالَّ ُه َو ال َ‬
‫ْح ُّي الْ َقيُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات واألَرض والَ ي ُؤ ِ‬ ‫ش ْيء ِّم ْن ِعل ِْم ِه إِالَّ بِ َما َشاء َو ِس َع ُك ْر ِسيُّهُ َّ‬ ‫َخلْ َف ُه ْم َوالَ يُ ِحيطُو َن بِ َ‬
‫يم"‬ ‫الس َم َاو ِ َ ْ َ َ َ ُ‬
‫ودهُ ح ْفظُ ُه َما َو ُه َو ال َْعل ُّي ال َْعظ ُ‬
‫هللاُ) بدأ اجخبار عن الذات اجلهية ونالحظ أن كل جملة في هذه اآلية تصح أن تكون خبراً للمبتدأ (هللا) آلن كل جملة فيها ضيمير‬ ‫*( ه‬
‫يعود إلى هللا سبحانه وتعالى‪ :‬هللا ا ت خذه سنة وا نيوم‪ ،‬هللا ليه ميا فيي السيموات وميا فيي األرا‪ ،‬هللا مين ذا اليذل يشيف عنيده إا‬
‫بإذنييه‪ ،‬هللا يعلييم مييابين أيييديهم ومييا خلفهييم‪ ،‬هللا ا يحيطييون بعلمييه إا بمييا شيياء‪ ،‬هللا وس ي كرس ييهه السييموات واألرا‪ ،‬هللا ا يييؤده‬
‫حفظهما وهو العلي العظيم‪.‬‬
‫* (اَ إِلَـهَ إِاَّ ُه َو) بدأت اآلية بالتوحيد ونفي الشرك وهو المطلب األول للعقيدة عن طريص اجخبار عن هللا‪.‬‬

‫حي ألنها تفيد أنه من جملة األحياء‪ .‬فالتعري بـ(ال) هي دالية‬ ‫* (ا ْل َح ُّي) الح هي مع هرفة‪ ،‬والح هي هو الكامل اجتصام بالحياة ولم يقل ه‬
‫على الكمال والقصر ألن ما سواه يصيبه الموت‪ .‬والتعري قيد يي تي بالكميال والقصير‪ ،‬فياّلل ليه الكميال فيي الحيياة وقصيراً فياّلل هيو‬
‫الحي ا ح هي سواه على الحقيقة آلن كل ما عداه يجو عليه الموت وهو الذل يفيض على اليلص بالحياة‪.‬‬ ‫ه‬

‫* (ا ْلقَيُّو ُم) من صيغ المبالغة من القيام‪ ،‬ومن معانيها القائم في تدبير أمر خلقه ‪ ،‬ومن معانيها القائم على كل شيء ‪ ،‬ومين معانيهيا‬
‫الذل ا ينعس وا ينام ألنه إذا نعس أو نام ا يكون قيهوما ً ومن معانيهيا القيائم بذاتيه وهيو القيهيوم جياءت مع هرفية ألنيه ا قيهيوم سيواه‬
‫على األرا حصراً‪.‬‬

‫سنَةٌ) في ترتيب اآلية قبل النيوم وهيذا ميا‬ ‫* (اَ تَ ْ ُخ ُذهُ ِ‬


‫سنَةٌ َواَ نَ ْو ٌم) المتعارم عليه أن ي تي النعاس ثم ينام اجنسان‪ ،‬ولهذا جاءت ( ِ‬
‫يعرم بتقديم السبص‪ ،‬فهو سبحانه ا ي خذه حتى ما يتقدم النوم من الفتور‪ ..‬ولم يقل سبحانه ا (ت خذه سنة ونوم) أو (سنة أو نيوم)‬
‫ففي قوله سنة وا نوم ينفيهما سوا ًء اجتمعا أو افترقا لكن لو قال سبحانه سنة ونوم فإنه ينفيي الجمي وا ينفيي اجفيراد فقيد ت خيذه‬
‫سنة دون النوم أو ي خذه النوم دون السنة‪.‬‬

‫ت َو َما فِي األَ ْر ِ‬


‫ا) ‪:‬‬ ‫اوا ِ‬ ‫* (لَّهُ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫‪ -‬الجملة تفيد التيصيص فهو ا يترك شيئا ً في السموات واألرا إا هو قائم عليه سبحانه‪.‬‬
‫(الحي القيهوم) ليد هل على أنه قيوم على ملكه الذل ا يشاركه فيه أحد غيره وهناك فر بين من يقيوم عليى ملكيه ومين‬ ‫ه‬ ‫‪ -‬جاءت بعد‬
‫يقوم على ملك غيره‪ ،‬فاألخير قد يغفل عن ملك غيره أما الذل يقوم على ملكه ا يغفل وا ينام فسبحانه له كمال القيومية‪.‬‬
‫ت) ذلك له حصراُ قصراً فنفى الشرك له في الملك‪.‬‬ ‫‪ -‬قدهم الجار والمجرور (لَّهُ) على المبتدأ ( َما فِي ال َّ‬
‫س َما َوا ِ‬
‫ليص العقالء‪( .‬ما) بقصد اجحاطة والشمول‪.‬‬‫ه‬ ‫‪( -‬ما) تفيد ذوات غير العاقل وصفات العقالء‪ ،‬فجم العقالء وغيرهم ولو قال (من)‬

‫شفَ ُ ِع ْن َدهُ إِاَّ بِإ ِ ْذنِ ِه) ‪:‬‬


‫* ( َمن َذا الَّ ِذل يَ ْ‬
‫ت َو َما فِي األَ ْر ِ‬
‫ا) شمل ميا فيي اليدنيا ثيم ( َمين َذا الَّي ِذل‬ ‫‪ -‬دالة واضحة على تبيان ملكوت هللا وكبريائه فل هما قال (لَّهُ َما فِي ال َّ‬
‫س َما َوا ِ‬
‫شفَ ُ ِع ْن َدهُ إِاَّ بِإ ِ ْذنِ ِه) هذا في اآلخرة‪ ،‬فد هل هذا على ملكه وحكمه في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫‪َ ( -‬من َذا) أسلوب اجستفهام اجنكارل أقوى من النفي‪.‬‬
‫‪ -‬د هل هذا على أنه ح هي قيهوم كي و ألن الذل يُستشف عنده ح هي والذل ا يستطي أحد أن يتقدم إا بإذنه يجعله قائم ب مر خلقه‪.‬‬
‫‪ -‬د َّل على شرم ومكانة الشاف عند هللا تعالى وهو محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫صه هللا تعالى بهذا اجذن وهذه كرامة ما بعدها كرامة‪.‬‬ ‫‪ -‬قال (إِاَّ بِإ ِ ْذنِ ِه) فال أحد يشف عند هللا بحص هللا ولكن يشف من خ ه‬

‫‪ -‬الفر بين ( َمن َذا الَّ ِذل) و (أَ َّمنْ َه َذا الَّ ِذل ُه َو ُجن ٌد لَّ ُك ْم يَن ُ‬
‫ص ُر ُكم ِّمن دُو ِن ال َّر ْح َم ِن) في سورة الملك (‪: )٢١‬‬
‫( َه َذا) مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و(ذا) اسم اجشارة فإذا كان األمر ا يدعو إليها ا ي تي بها‪.‬‬
‫سيا اآليات في سورة الملك في خطاب الكيافرين فيي مقيام تحيدهل الني هد ولييس مقيام شيفاعة وليذلك جياء بـ(هيـ) التنبييه لتسيتيفام‬
‫بالشيص الذل ينصر من دون الرحمن فهو أشد وأقوى من سيا آيية الكرسيي التيي هيي فيي سييا الميؤمنين والشيفاعة والشيفي‬
‫هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن األمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪69‬‬


‫كما أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين‪ :‬قوة اجستفهام واجشارة ولو قال (من الذل) لفاتت قوة اجشارة بينما آية المليك دليت‬
‫على اجشارة فق ‪ .‬وا يوجد تعبير آخر أقوى من ( َمن َذا) لكسب المعنيين معاً بمعنى (من الذل يشف ومن هذا الذل يشف )‪.‬‬

‫* (يَ ْعلَ ُم َما بَيْنَ أَ ْي ِدي ِه ْم َو َما َخ ْلفَ ُه ْم) ‪:‬‬


‫في سورة مريم (لَهُ َما بَ ْينَ أَ ْي ِدينَا َو َما َخ ْلفَنَا َو َما بَ ْينَ ذلِ َك) ولم ترد على هذا ااسلوب في آية الكرسي‪:‬‬
‫َ‬
‫ففي سورة مريم سيا اآليات عين المليك (ولهيم ر قهيم فيهيا‪ ،‬تليك الجنية التيي نيورا مين عبادنيا‪ ،‬رب السيموات واآلرا‪ )..‬اليذل‬
‫ير هو الذل يو هرا فهو مالك‪ ،‬وقوله رب السموات فهيو ميالكهم‪ ،‬أميا فيي آيية الكرسيي فالسييا فيي العليم (يَ ْعلَي ُم َميا بَييْنَ أَ ْيي ِدي ِه ْم)‬
‫َي ٍء ِّمنْ ِع ْل ِم ِه إِاَّ بِ َما شَاء)‪.‬‬ ‫وبعدها ( َواَ يُ ِحيطُونَ بِش ْ‬

‫* ( َواَ يُ ِحيطُونَ بِش ْ‬


‫َي ٍء ِّمنْ ِع ْل ِم ِه إِاَّ بِ َما شَاء) ‪:‬‬
‫ه‬
‫‪ -‬لم يقل وا يعلمون شيئا ً من علمه ألن اجحاطة تقتضي اجحتواء على جمي أطرام الشيء بحي ا يشيذ منيه جيزء مين أوليه وا‬
‫آخره ف راد ربنا أن يصور لنا قصر علمنا وضع مداركنا فنحن قد نعلم شيئاً كان مجهواً بياألمس ولكننيا ا نسيتطي أن نحيي بكيل‬
‫ما يلزم عنه وا نقدر على إدراك كل ما له به صلة ولذلك فإن علومنا قابلة للتبديل والتعديل‪.‬‬
‫َي ٍء ِّمنْ ِع ْل ِم ِه) ولم يقل وا يحيطون بعلمه وهذا مزيد من الدقة في تصغير معارفنا وعلومنا‪.‬‬ ‫‪ -‬انظر أيضا ً إلى قوله تعالى (بِش ْ‬
‫‪( -‬إِاَّ بِ َما شَياء) تحتميل معنييين فيي اللغية‪ :‬أن تكيون (ميا) مصيدرية بمعنيى (إا بمشييئته) أو أن تكيون اسيماًّ موصيوا بمعنيى (إا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالذل شاء) وهنا جم المعنيين أل ا يحيطون بعلمه إا بمشيئته وبالذل يشااله نوعاً وقدراً‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر نفي اجحاطة بالذات في سورة طه ونفى اجحاطة بالعلم في آية الكرسي ففي سيورة طيه جياءت اآليية تعقيبياً عليى عبيادة بنيي‬
‫اسرائيل للعجل وقد صنعوه ب يديهم وأحاطوا به علما ً وهللا ا يحاط به‪ ،‬فناسب أن يقول ( َو َا يُ ِحيطُونَ بِ ِه ِع ْل ًما) أما فيي آيية الكرسيي‬
‫فالسيا جاء في العلم‪.‬‬

‫ا) ‪:‬‬ ‫ت َواألَ ْر َ‬


‫س َما َوا ِ‬
‫سيُّهُ ال َّ‬‫س َ ُك ْر ِ‬‫* ( َو ِ‬
‫ا) فيد هل عليى أن اليذل فيهميا هيو‬ ‫َ‬
‫ت َو َميا فِيي األ ْر ِ‬
‫سي َما َوا ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬د هل على أن السموات واألرا من ملكه‪ ،‬وقبلها قال تعالى (لهُ َميا فِيي ال َّ‬
‫ملكه أيضا ً ألن المالك قد يملك الشيء لكن ا يملك ما فيه وقد يكون العكس‪.‬‬
‫س َ ) تد هل على أنه وسعهما فعالً فلو قال يس لكان فق إخبيار عين مقيدار السيعة فعنيدما نقيول‬ ‫‪ -‬استيدام صيغة الماضي في فعل ( َو ِ‬
‫تس دارل أل شيص فليس بالضرورة أن يكون فيها أل شيص ولكن عندما نقول وسعت دارل أل شيص فهذا حصل فعالً ‪.‬‬
‫سيُّهُ) هللا أعلم بما يليص بذاته ونحن نق عند ما قال ربنيا ‪ ،‬وفيي اللغية يسيتعملون الكرسي هي مجيا اً يقصيدون بيه القيدرة‬ ‫س َ ُك ْر ِ‬‫‪َ ( -‬و ِ‬
‫والملك والتدبير أل وس ملكه وعلمه السموات واألرا‪ ،‬فاشغل نفسك بما كلفك هللا به وما ستس ل عنه يوم القيامة‪.‬‬

‫* ( َواَ يَؤُو ُدهُ ِح ْفظُ ُه َما َو ُه َو ا ْل َعلِ ُّي ا ْل َع ِظي ُم) ‪:‬‬
‫‪ -‬جاء بـ (ا) للدالة على الزمن المطلص أل (ا يمكن أن يحصل) ا يلقله وا يجهده‪.‬‬
‫(ح ْفظُ ُه َما) للسموات واألرا ألنه جعلهما مجموعتين‪ ،‬السموات كتلة واحدة واألرا كتلة واحدة‪.‬‬ ‫‪ -‬استعمال صيغة الملنى ِ‬
‫‪( -‬أل التعري ) ألنه ا عل هي وا عظيم على الحقيقة سواه فهو العل هي العظيم حصراً والعل هي من العلو والغلبة والسيلطان والعليو عين‬
‫النظير والمليل‪ .‬والعظيم من العظمة‪ ،‬وهذين الوصفين وردا مرتين في ملك السموات واألرا في آية الكرسيي فيي سيورة البقيرة‪،‬‬
‫وفي سورة الشورى (له ما في السموات وما في األرا وهيو العليي العظييم) واألميرين فيي مليك السيموات واألرا بميا ييد هل عليى‬
‫العلو والعظمة حصراً له سبحانه‪.‬‬

‫* الخطوط التعبيرية في اآلية‪:‬‬


‫‪ -‬المالحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات هللا تعالى (الح هي القيهوم) وانتهت بصفتين (العلي هي العظييم) وكيل‬
‫جملة في اآلية المباركة تدل على أنه الح هي القيهوم والعل هي العظيم سبحانه تقدست صفاته‪ .‬فالذل ا إله إا هو هو الحي القيوم والذل‬
‫الحيي القييوم‬
‫ه‬ ‫ا ت خذه سنة وا نوم هو ح هي وقيهوم والذل له ما في السموات وميا فيي األرا أل الماليك واليذل ييدبر أمير ملكيه هيو‬
‫الحيي القيهيوم‬
‫ه‬ ‫والذل ا يُشف عنده إا باذنه هو الحي القيوم والذل يعلم ميا بيين أييديهم وميا خلفهيم وا يحياط بشييء مين علميه هيو‬
‫القيهم على اآلخرين والذل وس كرسيه السموات واألرا هو الح هي القيهوم والذل ا يؤده حفظهما هو الح هي القيهوم ألن اليذل يحفيظ‬
‫هو الحي القيوم‪ ،‬والحي القيوم هو العلي العظيم والذل ا ت خذه سنة وا نوم هو العلي العظيم واليذل ليه ميا فيي السيموات وميا فيي‬
‫األرا هو العلي العظيم والذل ا يشف عنده إا باذنه هو العلي العظيم والذل يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم واليذل ا يحياط بعلميه‬
‫العلي العظيم‪.‬‬
‫ه‬ ‫إا بما شاء هو‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪70‬‬


‫‪ -‬المالحظ في اآلية أنهيا تيذكر مين كيل األشيياء اثنيين اثنيين‪ ،‬بيدأها بصيفتين مين صيفات هللا تعيالى (الحيي القييوم) وذكير اثنيين مين‬
‫وكرر (ا) مرتين (ا ت خذه سنة وا نوم) وذكر اثنين فيي الملكيية (السيموات واألرا) وكيرر (ميا) ميرتين وذكير‬ ‫النوم(سنة ونوم) ه‬
‫اثنين من علمه في (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسي كرسييه السيموات واألرا) وخيتم اآليية‬
‫(العلي العظيم)‪.‬‬
‫ه‬ ‫باثنين من صفاته‬
‫وقد ورد اسمين من أسماء هللا الحسنى مرتين في القرآن‪ :‬فيي سيورة البقيرة (هللا ا إليه إا هيو الحيي القييوم) وميرة فيي سيورة (آل‬
‫عمران) في األية اللانية (هللا ا إله إا هو الحيي القييوم) (احيظ اليرقم ‪ .)٢‬والعليي العظييم وردت ميرتين أيضياً فيي القيرآن ميرة فيي‬
‫سورة البقرة في آية الكرس هي ومرة في سورة الشورى في اآلية الرابعة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٥١‬الَ إِ ْكراه فِي الدِّي ِن قَد تَّ ب يَّن ُّ ِ‬
‫ص َام ل ََه ا َواللّ هُ َس ِم ٌ‬
‫يع‬ ‫ك بِالْعُ ْرَوة ال ُْوثْ َق َى الَ انف َ‬
‫سَ‬ ‫الر ْش ُد م َن الْغَ ِّي فَ َم ْن يَ ْك ُف ْر بِالطَّاغُوت َويُ ْؤمن بِاللّه فَ َقد ْ‬
‫استَ ْم َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫َعل ٌ‬
‫* الفر بين النفى ب(ا) والنفي ب(ما) فى قوله تعالى(اَ إِ ْك َراهَ فِي الدِّي ِن) ‪:‬‬
‫‪( -‬ا) النافية للجنس إخبار لشيص عن شيء ا يعلمه أو جواب عن سيؤال (اَ إِ ْكي َراهَ فِيي اليدِّي ِن) هيذا تعلييم ولييس رداً عليى قيول‪،‬‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم بِ ُمؤْ ِمنِينَ ) هذه رد على قول‪.‬‬ ‫اّللِ َوبِا ْليَ ْو ِم ِ‬
‫س َمن يَقُو ُل آ َمنَّا بِ ه‬
‫(و ِمنَ النَّا ِ‬
‫بينما َ‬
‫‪( -‬ما) أوس استعمااً في نفي الجنس فال أستطي أن أنفي الجنس بـ (ا النافية) إذا كان منفصالً ك ن أقول ا في اليدين إكيراه‪ ،‬أميا‬
‫(ما) فيمكن أن تكون متصلة أو منفصلة ( َما لَ ُكم ِّمنْ إِلَـ ٍه َغ ْي ُرهُ (‪ )٥١‬األعرام) ا يمكن أن نقول ا لكم من إله غيره‪.‬‬

‫شد والرشاد‪:‬‬
‫* الفر بين ال ُرشد وال َر َ‬
‫ش ُد ِمنَ ا ْل َغ ِّي) في الدنيا‪.‬‬
‫الر ْ‬ ‫شد يقال في األمور الدنيوية واألُخروية فهي أع هم ملل (اَ إِ ْك َراهَ فِي الد ِ‬
‫ِّين قَد تَّبَيَّنَ ُّ‬ ‫الر ْ‬
‫‪ُّ -‬‬
‫شدًا (‪ )٢١‬الكه )‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ه‬ ‫نْ‬‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫ي‬
‫َ ْ ِ َ ِ َ ِّ ِ َ َ ِ َ َ َ‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫د‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫ع‬
‫َ ْ َ َ‬‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫و‬‫(‬ ‫فق‬ ‫اآلخروية‬ ‫األمور‬ ‫ففي‬ ‫َد‬
‫ش‬ ‫ر‬
‫‪ -‬ال َّ‬
‫سبِي َل ال َّرشَا ِد (‪ )٢١‬غافر)‪.‬‬ ‫َ‬
‫(و َما أ ْه ِدي ُك ْم إِ َّا َ‬ ‫‪ -‬الرشاد هو سبيل القصد والصالح َ‬

‫س َك) فهي للتحقيص أل تحقص استمساكه‪ ،‬وأحيانا ً تغير معنى الفعل من دعاء إلى خبير ميلالً‬ ‫* (قد) إذا دخلت على الماضي (فَقَ ِد ا ْ‬
‫ستَ ْم َ‬
‫تقول ر قك هللا محتمل أنك تدعو له بالر وتحتمل أنك تيبره أن هللا ر قه وأعطاه لكن ليو قليت (قيد ر قيك هللا) ا يمكين أن تكيون‬
‫دعاء وإنما إخبار لذا ا يصح أن تقول قد غفر هللا لك وإنما تقول غفر هللا لك‪.‬‬

‫صا َم لَ َها) لم ت ت في سورة لقمان‪:‬‬ ‫* (اَ انفِ َ‬


‫ت) والطيياغوت هييو ميين كييان رأسيا ً فييي الطغيييان ملييل فرعييون‬ ‫َّ‬
‫السييا هييو الييذل يحييدد‪ ،‬ففييي سيورة البقييرة قييال (فَ َميينْ يَ ْكفُي ْير بِالطيا ُغو ِ‬
‫صيا َم لَ َهيا) يعنيي ا يحصيل فيهيا‬ ‫ِ َ‬ ‫ف‬‫ان‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫(‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫إذن‬ ‫وهلكة‬ ‫والشيطان‪ ،‬وأحيانا ً الكفر بالطاغوت يؤدل إلى أذى شديد أو إلى عذاب‬
‫سيلِ ْم‬
‫أل خدش أو انفصال أو شيء وك نها تحفيز لتستعصام وااستمسياك بياّلل سيبحانه وتعيالى‪ .‬أميا فيي لقميان فهيي اتبياع ( َو َمين يُ ْ‬
‫س َك بِا ْل ُع ْر َو ِة ا ْل ُو ْثقَى) ا تحتاج‪.‬‬ ‫سنٌ فَقَ ِد ا ْ‬
‫ستَ ْم َ‬ ‫َو ْج َههُ إِلَى َّ‬
‫هللاِ َو ُه َو ُم ْح ِ‬

‫وت ي ْخ ِرج ونَ ُهم ِّم ن النُّ وِر إِلَ ى الظُّلُم ِ‬


‫ات أ ُْولَ ئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ين َك َف ُرواْ أ َْوليَ ف ُؤ ُه ُم الطَّ اغُ ُ ُ ُ‬‫آمنُ واْ يُ ْخ ِر ُج ُهم ِّم َن الظُّلُ َم ات إِلَ ى النُّ ُوِر َوال ذ َ‬ ‫آي ة (‪( : )٢٥٧‬اللّ هُ َول ُّي ال ذ َ‬
‫ين َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن)‬
‫َص َح ُ‬
‫أ ْ‬
‫الولي التاب المحيب اليذل يتيولى أميره واليولي الناصير‪ ،‬يعنيي هللا‬ ‫ه‬ ‫* الولي تستعمل للتاب والمتبوع والناصر وتسمى من األضداد ‪،‬‬
‫(هللاُ َولِ ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا) يتولى أمرهم (أَا إِنَّ أ ْولِيَاء هللاِ اَ خ ْومٌ َعل ْي ِه ْم (‪ )٦٢‬يونس)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ولينا ونحن أولياء هللا ه‬

‫* ما معنى كلمة الطاغوتو وهل هي موجودة في لغة العربو‬


‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجم والمذكر والمؤن فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬بحسيب السييا اليذل وردت فييه فيي القيرآن‬
‫ت (‪)٢٥٧‬‬ ‫ت) هييذا جيينس عييام‪َ ( ،‬والَّي ِذينَ َكفَي ُرو ْا أَ ْولِيَييآ ُال ُه ُم الطَّييا ُغوتُ يُ ْي ِر ُجييونَ ُهم ِّميينَ النُّييو ِر إِلَييى ال ُّ‬
‫ظلُ َمييا ِ‬ ‫الكييريم‪( :‬فَ َميينْ يَ ْكفُي ْير بِالطَّييا ُغو ِ‬
‫يي الَّ ي ِذينَ آ َمنُييو ْا) أمييا الكييافرون أولييياالهم متعييددون‬ ‫البقييرة) هنييا جم ي ألن للمييؤمنين ول ي هي واحييد وهييو هللا سييبحانه وتعييالى ه‬
‫(هللاُ َولِي ُّ‬
‫الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى ( َوالَّ ِذينَ َكفَ ُرو ْا أَ ْولِيَآ ُال ُه ُم الطَّا ُغوتُ يُ ْي ِر ُجونَ ُهم)‪.‬‬

‫يم فَِإ َّن‬ ‫يت قَ َ ِ ِ‬


‫ال إبْ َراه ُ‬ ‫ُحيِي َوأ ُِم ُ‬
‫ال أَنَا أ ْ‬ ‫يم َربِّ َي الَّ ِذي يُ ْحيِي َويُ ِم ُ‬
‫يت قَ َ‬ ‫ْك إِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫ال إبْ َراه ُ‬ ‫يم فِي َربِِّه أَ ْن َآتَاهُ اللَّهُ ال ُْمل َ‬ ‫آية (‪( : )٢٥٨‬أَلَم تَر إِلَى الَّ ِذي ح َّ ِ ِ‬
‫اج إبْ َراه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫س ِم َن ال َْم ْش ِرق فَأْت ب َها م َن ال َْمغْ ِرب فَ بُ ِه َ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللَّهَ يَأْتِي بِ َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫ت الذي َك َف َر َواللهُ َال يَ ْهدي الْ َق ْوَم الظالم َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪71‬‬


‫* حين يقول هللا تعالى (أَلَ ْم ت ََر) بمعنى ألم تعلم علم اليقين فك نك رأيت ما ييبرك به‪ ،‬وعليك أن ت خذه على أنيه مصيد ك نيك رأيتيه‬
‫بعينك‪ .‬فالعين هي حاسة من حواسك‪ ،‬والحاسة قد تيدع‪ ،‬ولكن ربك ا ييدع‪.‬‬

‫* استعمال حرم ( أَلَ ْم تَي َر إِلَيى) لييدل عليى أنيه أمير بليغ مين العجيب غايية بعييدة‪ ،‬والحيص سيبحانه وتعيالى ليم يقيل لنيا مين هيو ذليك‬
‫اجنسان الذل حاج إبراهيم ألنه ا يعنينا التشييص‪.‬‬

‫ال‬
‫ت قَ َ‬ ‫ال أَنَّ َى يُ ْحيِ ي َه َ ِذهِ اللّ هُ بَ ْع َد َم ْوتِ َه ا فَأ ََماتَ هُ اللّ هُ ِمئَ ةَ َع ام ثُ َّم بَ َعثَ هُ قَ َ‬
‫ال َك ْم لَبِثْ َ‬ ‫وش َها قَ َ‬‫آية (‪( : )٢٥٩‬أَو َكالَّ ِذي م َّر َعلَى قَرية و ِهي َخا ِويةٌ َعلَ ى عُر ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ك آيَةً للنَّ اس َوانظُ ْر إلَ ى العظَ ام َكيْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س نَّ ْه َوانظُ ْر إلَ ى ح َم ار َن َولنَ ْج َعلَ َ‬ ‫ك لَ ْم يَتَ َ‬‫ك َو َش َراب َ‬ ‫ِ‬
‫ت مئَ ةَ َع ام فَ انظُ ْر إلَ ى طَ َعام َ‬ ‫َّ‬
‫ال بَل لبثْ َ‬ ‫ض يَ ْوم قَ َ‬ ‫لَبِثْ ُ‬
‫ت يَ ْوًم ا أ َْو بَ ْع َ‬
‫َن اللّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير)‬
‫ال أَ ْعلَ ُم أ َّ‬
‫َح ًما فَلَ َّما تَ بَ يَّ َن لَهُ قَ َ‬
‫وها ل ْ‬
‫ْس َ‬
‫ِ‬
‫نُنش ُزَها ثُ َّم نَك ُ‬
‫سنِينَ َع َددًا (‪: ))٤٤‬‬ ‫ض َر ْبنَا َعلَى آَ َذانِ ِه ْم فِي ا ْل َك ْه ِ ِ‬ ‫* دالة (فَ َ َماتَهُ) هنا وإستيدام الضرب على السم في الكه (فَ َ‬
‫هللاُ بَ ْعي َد َم ْوتِ َهيا) نالحيظ أنيه إسيتعمل‬ ‫َ‬
‫أواً أهل الكه لم يموتوا وإنما ناموا ولذلك ا يصيلح أن يقيال‪ :‬أمياتهم‪ .‬أميا (أنَّي َى يُ ْحيِيـي هَيـ َ ِذ ِه ه‬
‫كلمة يحيي وكلمة الموت فناسب ذلك أن يقول (ف ماته هللا) ألنه تكلم عن موت وحياة‪.‬‬

‫* قال (فَ َ َماتَهُ) ولم يقل (أحياه) ألن أحياه أل جعل فيه الروح‪ ،‬جعله حيياً‪ .‬أميا بعليه أل جعليه يينهض فالبعي فييه معنيى اجنهياا‪،‬‬
‫بعله يعني الحياة جزء منه‪ .‬الفعل بع له معنيان متقاربان‪ :‬المعنى األول‪ :‬أرسله واجرسال ك نه بعد تقييده ك نه كان عنيده ثابيت ثيم‬
‫أرسله لذلك يقولون أرسل السهم‪ .‬ثم فيه معنى النهوا‪ :‬يقول بعي الناقية لميا تكيون باركية أل أقامهيا وأنهضيها بي ن حي هل رباطهيا‪.‬‬
‫هذان المعنيان متقاربان‪ :‬بعله أل أنهضه كامالً مبصراً عاقالً ألنه بعي بمعنيى إسيتوى قائميا ً كميا تسيتول الناقية واقفية إذا بعلتهيا‪..‬‬
‫يض‬‫فلما ينهض هذا النائم الميت أل نهض بوعيه بعقله حتى يحاور حتى يقال له كم لبلتو ويجيب‪ .‬ثم ختامها (قَا َل لَبِ ْلتُ يَ ْو ًميا أَ ْو بَ ْع َ‬
‫هللاَ َعلَيى ُكي ِّل ش ْ‬
‫َيي ٍء‬ ‫يَ ْو ٍم) لما ُع ِّرم قدرة هللا سبحانه وتعالى ثم بدأ الحمار يتك هون شيئا ً فشيئا ً فعند ذلك قال (فَلَ َّما تَبَيَّنَ لَهُ قَا َل أَ ْعلَ ُم أَنَّ ه‬
‫قَ ِدي ٌر) مس لة كان يعلمها لكنه متعجب أنها قرية ميتة كي يبعلها هللا تعالىو لكنها اآلن أصبحت يقيناً‪.‬‬

‫َام) ‪:‬‬‫س ًعا (‪ )٢٥‬الكه ) و (بَل لَّبِ ْلتَ ِمئَةَ ع ٍ‬ ‫* الفر بين ذكر التنوين وحذفه فى (ثَ َال َا ِمائَ ٍة ِ‬
‫سنِينَ َوا ْ دَادُوا تِ ْ‬
‫فى الكه سنين بدل وليس تمييز عدد ‪ ،‬لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكه ليست مضيافة‪ ،‬ثيالا مائية ليم تضيفها حتيى تقيول‬
‫ثالا مائة سنة‪( .،‬سنين) بدل ألن تمييز العدد له أحكام بعد المائة واألل يكون مفرد مضام إليه (فَلَبِ َ فِي ِه ْم أَ ْل َ َ‬
‫سينَ ٍة إِ َّا َخ ْم ِ‬
‫سيينَ‬
‫َيام (‪ )٢٥١‬البقيرة) (ثَ َيال َا ِمائَي ٍة) ني هون ألن هيذا أمير عجييب فني هون‪ ،‬هيذا تنيوين التمكيين لكين‬ ‫عَا ًما (‪ )٤١‬العنكبوت) (بَل لَّبِ ْليتَ ِمئَيةَ ع ٍ‬
‫الغرا منه‪ ،‬لماذا لم يض و ألن األمر يدعو إلى العجب والتعجيب (ثَ َال َا ِمائَ ٍة) أبهمت ويسمى اجيضاح بعد اجبهام‪ .‬إذا قلنيا (ثَ َيالاَ‬
‫ِمائَ ٍة) السام ا يتوق أو ا ينتظر منك شيئا ً آخر ألنه لو أردت أن تضي ألضيفت بعيد المائية‪ ،‬إذن انتهيى السيائل فيإذا جئيت بالبيدل‬
‫تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا اجيضاح بعد اجبهام‪.‬‬

‫* ( َولِنَ ْج َعلَ َك) على ماذا مععطوفةو لما نجيد العطي عليى مقيدر محيذوم نفهيم أن هنياك أميوراً أخيرى ليم ييذكرها ‪ ،‬فعنيدما أحيياه هللا‬
‫س)‪،‬‬‫تعالى هل فق ليجعله آية للناسو هنالك أمور أخرى لكن ذكر منها ( َولِنَ ْج َعلَ َك آيَةً لِّلنَّا ِ‬

‫ش ُزهَا) وفي قراءة ورش (كي نَنشرها) فما الفر في المعنى بين الكلمتينو‬ ‫* في قراءة عاصم ( َك ْي َ نُن ِ‬
‫نُنشزها هذه قراءة حفص أل نردها إلى أماكنها ألنه لما الحمار مات سقطت عظامه‪ ،‬فنُنشزها يعنيي نرفعهيا مين مكانهيا ونضي كيل‬
‫الطيي‬
‫ه‬ ‫واحدة في مكانها‪ ،‬أ هما نُنشرها يعني نحييها‪ ،‬مين النشيور (ثُي َّم إِ َذا شَياء أَنشَي َرهُ (‪ )٢٢‬عيبس) يعنيي أحيياه‪ .‬نَنشيرها النشير ضيد‬
‫ك نها كانت مجموعة نبسطها‪ .‬اجثنتان فيهما إحياء لكن مراحل‪ ،‬العظام كانيت مجتمعية ينشيرها ويرفعهيا ويحييهيا‪ .‬تيدور الدالية فيي‬
‫فلك واحد حول اجحياء‪ ،‬لكن كل واحدة لها دالة‪.‬‬

‫ص ْرُه َّن إِل َْي َ‬


‫ك ثُ َّم‬ ‫ال فَ ُخ ْذ أ َْربَ َعةً ِّم َن الطَّْي ِر فَ ُ‬ ‫َم تُ ْؤِمن قَ َ‬
‫ال بَلَى َولَ ِكن لِّيَط َْمئِ َّن قَلْبِي قَ َ‬ ‫ف تُ ْحيِ ي ال َْم ْوتَى قَ َ‬
‫ال أ ََول ْ‬ ‫ب أَ ِرنِي َك ْي َ‬ ‫يم َر ِّ‬ ‫آية (‪( : )٢١٣‬وإِ ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫ال إبْ َراه ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل َجبَل ِّم ْن ُه َّن ُج ْزًءا ثُ َّم ا ْد ُع ُه َّن يَأْتِينَ َ‬
‫ك َس ْعيًا َوا ْعلَ ْم أ َّ‬
‫َن اللّهَ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫يم)‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫*ما اللمسة البيانية في كلمة ( َولـ ِكن ليَط َمئِنَّ قلبِي) على لسان إبراهيم ‪:‬‬
‫إبراهيم عليه السالم في هيذا الطليب كيان ينياجي ربيه وربيه يياطبيه إذن المسي لة ا عالقية لهيا بقيوة اجيميان ألن إيمانيه ا شيك فييه‬
‫فمياطبة هللا عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون مين أسيباب اجيميان‪ ،‬فيال يحتياج إليى دلييل‪ ،‬هللا سيبحانه وتعيالى يعليم أنيه ميؤمن‪،‬‬
‫والتساالل (أَ َولَي ْم تُيؤْ ِمن قَيا َل بَلَيى) هيو لتقريير أمير للسيامعين ألن السيام لميا يسيم سيؤال إبيراهيم علييه السيالم سيسي ل ‪ :‬أليم يكين‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪72‬‬


‫إبراهيم كامل اجيمانو إذن أثبت اجيمان جبراهيم علييه السيالم حتيى ا ييطير فيي قلوبنيا أنيه طليب هيذا األمير ليلبيت إيمانيه‪ .‬إذن ميا‬
‫موض اجطمئنان هناو‬
‫علماالنا يقولون أن إبراهيم عليه السالم كان يتطل إلى أن يرى سر الصنعة اجلهية كي تكونو والقليب نقيول أنيه غيير مطميئن إذا‬
‫كان يشغله شيء‪( .‬أَ ِرنِي) أريد أن أرى رالية العين ألن إحياء الموتى ا يُرى فهو كان يتطل إليى أن ييرى هيذا الشييء ‪ .‬وهللا تعيالى‬
‫لم يجبه لِماذا تريد أن ترىو فاألنبياء مق هربون إلى هللا سبحانه وتعالى هو ييتارهم فال يفاجئهم بير ٍد يضيربهم عليى أفيواههم‪ ،‬وليذلك‬
‫ص ْيرهُنَّ إِلَ ْييكَ) أل إحملهين إلييك حتيى تتعيرم إلييهن وتيرى‬ ‫قيل له‪ :‬خذ أربعة من الطير ويبدو أن الجبال التيي حوليه كانيت أربعية (فَ ُ‬
‫أشكالهن وهي أيضا ً تشم رائحتك وتتعرم من أنت‪ .‬ما قال القرآن قطهعهن ألن هيذا معليوم مين كلمية (ثي َّم ْ‬
‫اج َعي ْل َعلَيى ُكي ِّل َجبَي ٍل ِّمي ْن ُهنَّ‬ ‫ُ‬
‫ُج ْز ًءا)‪ .‬إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وض قسما ً عليى جبيل فاجتمعيت‪ .‬جميعيا ً بمجيرد أن ناداهيا وجياءت إلييه‬
‫مسرعات (يَ ْتِينَ َك َ‬
‫س ْعيًا)‪.‬‬

‫في موق شبيه في قصة العزير أراه ملااً في نفسه هو‪ .‬مس لة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكلييرين مين بياب اجطيالع‬
‫على الشيء ولمعرفته وليس للشك ألنه كان هناك يقين ب ن هللا تعالى يحيي الموتى وهذا هو اجيمان‪.‬‬

‫* (من) في قوله ( ِّمنَ الطَّ ْي ِر) تدل على التبعيض وهذا يضي معنى آخير وهيو التعيدد وااخيتالم خالفيا ً لقولنيا أربعية طييور التيي ا‬
‫تدل على تعدد أنواعها فقد تكون من صن واحد وحتى ا يتوهم مشكك ب ن بعض األنواع أهون باجحياء والبع من بعض‪.‬‬

‫* (ثُ َّم ْ‬
‫اج َع ْل َعلَى ُك ِّل َجبَ ٍل) (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب‪( ،‬ثم) في اآلية تفيد معنيين‪:‬‬
‫‪ -‬حتى يجعل جبراهيم متسعا ً في الحركة وينتقل من جبل إلى جبل فصعود أربعة جبال يحتاج وقتاً‪.‬‬
‫‪ -‬هذا أدل على قدرة هللا ألنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون أسرع في الحياة‪ ،‬لكن حتى يبين أنيه حتيى‬
‫لو ت خر الوقت سيحصل األمر وست تيك الطيور مسرعة‪ ،‬بينما لو جاء بالفاء لم يفد هذين المعنيين‪.‬‬

‫*(يَ ْتِينَ َك َ‬
‫س ْعيًا) ‪:‬‬
‫خيص ربنيا تعيالى إجابية الطييور بالسيعي ا بيالطيران مي أن هيذا‬
‫ه‬ ‫‪ -‬السعي هو نيوع مين أنيواع المشيي ا مين أنيواع الطييران ولكين‬
‫ميال لطبيعة الطير ليكون دليالً وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي ُردهت إليهن ميالفة لحياتهن السيابقة وليذلك عجيزن‬
‫عن الطيران ألنه غير معهود بهذه الحياة الجديدة‪.‬‬
‫س ْعيًا) لم يقل ساعيات م أنها حال وهذا يفيد المبالغة فعندما تقول أقبل راكضاً‪ ،‬راكضا ً ييدل عليى الحيدا وصياحب الحيدا‪ ،‬أقبيل‬ ‫‪َ (-‬‬
‫ركضا ً تح هول الشيص إلى مصدر‪ ،‬هو صار ركضاً‪ .‬ولذلك ما قال ساعيات ال ليس فيهن شيء يُلقلهن من المادة يتحولن من أقصى‬
‫الهمود إلى حركة أل هنه أصبحن سعياً‪.‬‬

‫هللاَ َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم) وليس على كل شيء قدير‪:‬‬ ‫* دالة ختام اآلية ( َوا ْعلَ ْم أَنَّ ه‬
‫‪ -‬أواً سيا اآلية قد يحسم األمر لدى المتكلم حسب ما يريده على ماذا يريد أن يركزو فقبلها كان الكيالم عين إبيراهيم علييه السيالم‬
‫يي الَّي ِذل يُ ْحيِيـي َويُ ِمييتُ ) أا يعليم اآلن أن هللا عليى كيل شييء قيديرو يعليم‪ .‬واسيتدل بيذلك عليى ميا سيبص مين اآلييات (قَيا َل‬ ‫(ربِّ َ‬
‫لما قال َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب) إذن هو يعلم‪( ،‬قا َل أ َولي ْم تُيؤْ ِمن قيا َل بَليى َوليـ ِكن ليَط َميئِنَّ قلبِيي) إذن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت بِ َها ِمنَ ال َمغ ِر ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش ِر ِ ف ِ‬ ‫ْ‬
‫س ِمنَ ال َم ْ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫ْ‬
‫إِ ْب َرا ِهي ُم فَإِنَّ هللاَ يَ تِي بِال َّ‬
‫ه‬
‫هو يؤمن وإنما اآلن يريد أمراً آخر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬اآليات جاءت في سيا النمرود لما قال (قا َل أنا أ ْحيِـي َوأ ِميتُ ) جاء بشيصين قتل واحيد وأطليص اآلخير‪ ،‬هيو معتيز بحكميه عزييز‬ ‫َ‬
‫هللاَ َع ِزي ٌز َح ِكي ٌم) ربنا هو العزيز الحكيم واليطاب في اآلية موجه إلى إبراهيم عليه السالم ‪.‬‬ ‫وحاكم لذا قال ( َوا ْعلَ ْم أَنَّ ه‬
‫س ظيالم يعتيز بحكميه‬ ‫ت) والطياغوت كيل رأ ٍ‬ ‫ظلُ َما ِ‬ ‫‪ -‬جاء قبل هذه اآلية ( َوالَّ ِذينَ َكفَ ُرو ْا أَ ْولِيَآ ُال ُه ُم الطَّا ُغوتُ يُ ْي ِر ُجونَ ُهم ِّمنَ النُّو ِر إِلَى ال ُّ‬
‫هللاَ َع ِزيي ٌز َح ِكيي ٌم) ا الطياغوت المتجبير وا‬ ‫َ‬
‫وييرج الناس بالبط واجنكال والتنكيل مين النيور إليى الظلميات‪ ،‬فالسييا يقتضيي (أنَّ ه‬
‫الظالم إنما هللا‪.‬‬
‫‪ -‬يقول المفسيرون أن هللا تعيالى إذا خير النياموس واألسيباب فلعزتيه وحكمية يرييدها هيو‪ ،‬واليذل يفعيل هكيذا هيو الحياكم والقيادر‬
‫والعزيز فاّلل تعالى ا يفعل ذلك إا لحكمة يريدها ولع هزته سبحانه ف راد ربنا ا أن يبين قدرته ألن إبراهيم يعلمهيا لكنيه أراد أن يبيين‬
‫عزته وحكمته‪.‬‬ ‫ه‬

‫ش اء واللّ هُ و ِ‬
‫اس ٌع‬ ‫ض ِ‬
‫اع ُ ِ‬ ‫ت َس ْب َع َس نَابِ َل فِ ي ُك ِّل ُس نبُ لَة ِّمئَ ةُ َحبَّ ة َواللّ هُ يُ َ‬
‫يل اللّ ِه َك َمثَ ِل َحبَّ ة أَنبَتَ ْ‬
‫ين يُ ِنف ُق و َن أ َْم َوال َُه ْم فِ ي َس بِ ِ‬ ‫آية (‪ِ َّ َّ : )٢١١‬‬
‫ف ل َم ن يَ َ ُ َ َ‬ ‫(مثَ ُل ال ذ َ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫َعل ٌ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪73‬‬


‫بنفسيها ا شييء ييزاد‬ ‫* جعل هللا سبحانه وتعالى الحبة ملالً لمضاعفة األجر واللواب ألن تضعيفها ذات هي فهي تزداد وتنميو وتيلي‬
‫عليها وكذلك الحسنة يضاعفها هللا تعالى بذاتها ا بعمل آخر يضام إليها‪.‬‬

‫ت ) العدد واحد في اآليتين فلماذا استعمل القِلة مرة والكلرة مرةو‬ ‫سنبُالَ ٍ‬
‫س ْب َ ُ‬
‫(و َ‬
‫َ‬ ‫سنَابِ َل) وفي سورة يوس‬ ‫س ْب َ َ‬
‫* قال تعالى هنا ( َ‬
‫سنَابِ َل) ألنها في مقام مضاعفة األجيور والتكليير‪ ،‬أميا فيي سيورة يوسي‬ ‫سنبالت جم قِلهة وسنابل للكلرة‪ .‬وفي سورة البقرة ( َ‬
‫س ْب َ َ‬
‫ضي ٍر (‪ ))١٣‬جمي القلية ألن السييا فيي مقيام ذكير‬‫ت ُخ ْ‬
‫سينبُالَ ٍ‬
‫سي ْب َ ُ‬
‫سي ْب ٌ ِع َجيامٌ َو َ‬‫ان يَي ْ ُكلُ ُهنَّ َ‬
‫سي َم ٍ‬
‫ت ِ‬ ‫(وقَا َل ا ْل َملِ ُك إِنِّي أَ َرى َ‬
‫س ْب َ بَقَي َرا ٍ‬ ‫َ‬
‫حادثة كما هي فاآلية تتحدا عن راليا وا مجال للتكلير‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢١٣‬قَو ٌل َّمعر ٌ ِ‬


‫ص َدقَة يَتْبَ عُ َهف أَذًى َواللّهُ غَن ٌّي َحل ٌ‬ ‫وف َوَمغْف َرةٌ َخيْ ٌر ِّمن َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫س ٌ َعلِي ٌم (‪: ))٢٦٨‬‬ ‫هللاَ َغنِ ٌّي َح ِمي ٌد (‪ ))٢٦٧‬و ( َو ه‬
‫هللاُ َوا ِ‬ ‫هللاُ َغنِ ٌّي َحلِي ٌم (‪ ))٢٦٣‬و ( َوا ْعلَ ُمو ْا أَنَّ ه‬ ‫* دالة اختالم نهايات اآليات ( َو ه‬
‫فواصل اآلية نفهمها من السيا ‪ ،‬ن خذ كل آية في سياقها‪:‬‬
‫هللاِ ثُ َّم اَ يُ ْتبِعُونَ َما أَنفَقُواُ َمنهًا َواَ أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعني َد َربِّ ِهي ْم َواَ َخ ْيومٌ َعلَي ْي ِه ْم َواَ هُي ْم يَ ْح َزنُيونَ‬‫سبِي ِل ه‬ ‫‪( -‬الَّ ِذينَ يُنفِقُونَ أَ ْم َوالَ ُه ْم فِي َ‬
‫ص َدق ٍة يَتبَ ُع َهآ أذى َوهللاُ غنِ ٌّي َحلِي ٌم (‪ )٢٦٣‬لما ذكر األذى ناسب ذكر الحلم ألن الحليم ا يعجل‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )٢٦٢‬قَ ْو ٌل َّم ْع ُرومٌ َو َم ْغفِ َرةٌ َخ ْي ٌر ِّمن َ‬
‫بالعقوبة وا يغضب سريعا ً إذا أُوذل فلما ذكر األذى ناسب ذكر ال ِحلم‪.‬‬
‫آخ ِذي ِه إِاَّ أَن‬
‫ستُم بِ ِ‬‫ا َواَ تَيَ َّم ُمو ْا ا ْل َيبِي َ ِم ْنهُ تُنفِقُونَ َولَ ْ‬ ‫س ْبتُ ْم َو ِم َّما أَ ْخ َر ْجنَا لَ ُكم ِّمنَ األَ ْر ِ‬ ‫ت َما َك َ‬‫‪( -‬يَا أَ ُّي َها الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا أَنفِقُو ْا ِمن طَيِّبَا ِ‬
‫َ‬
‫هللاَ َغنِ ٌّي َح ِمي ٌد (‪ )٢٦٧‬هذه ليس فيها ذكر أذى وإنما إنفا ما هيو ِخيالم األ ْوليى‪ ،‬أنيت أنفقيت مين اليبيي‬ ‫ضو ْا فِي ِه َوا ْعلَ ُمو ْا أَنَّ ه‬ ‫تُ ْغ ِم ُ‬
‫(ح ِميدٌ) ألنه يجب أن تُنفص حتى تُحمد عليه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الردلء‪،‬‬ ‫اليبي‬ ‫وليس‬ ‫الطيب‬ ‫تنفص‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫والناس‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫غني‬ ‫وهللا‬ ‫هللا‬ ‫سبيل‬ ‫في‬
‫س ٌ َعلِي ٌم (‪ )٢٦٨‬الشيطان يعيدكم الفقير‪ ،‬وهللا هيو‬ ‫ه‬
‫ضالً َوهللاُ َوا ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ش ْيطانُ يَ ِع ُد ُك ُم الف ْق َر َويَ ُم ُر ُكم بِالف ْحشَاء َوهللاُ يَ ِع ُد ُكم َّمغفِ َرةً ِّم ْنهُ َوف ْ‬‫َ‬ ‫‪( -‬ال َّ‬
‫واس المغفرة والرحمة والفضل والعطاء عليم بما تنفقون فيجا يكم على ما تنفقون‪ ،‬فلماذا تيشى الفقرو‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َدقَاتِ ُكم بِ ال َْم ِّن َواألذَى َكالَّ ِذي يُ ِنف ُق َمالَ هُ ِرئَ اء النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اس َوالَ يُ ْؤم ُن بِاللّ ه َوالْيَ ْوم اآلخ ِر فَ َمثَلُ هُ َك َمثَ ِل َ‬
‫ص ْف َوان‬ ‫آمنُ واْ الَ تُ ْبطلُ واْ َ‬ ‫آية (‪( : )٢١٤‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبُواْ َواللّهُ الَ يَ ْهدي الْ َق ْوَم الْ َكاف ِر َ‬
‫ين)‬ ‫صلْ ًدا الَّ يَ ْقد ُرو َن َعلَى َش ْيء ِّم َّما َك َ‬‫َصابَهُ َوابِ ٌل فَ تَ َرَكهُ َ‬
‫اب فَأ َ‬
‫َعلَ ْيه تُ َر ٌ‬
‫هللاُ اَ يَ ْه ِدل ا ْلقَ ْو َم ا ْل َكافِ ِرينَ ) وليس الظالمين‪:‬‬ ‫* ختمت اآلية بقوله تعالى ( َو ه‬
‫اّللِ َوا ْليَ ْو ِم اآل ِخ ِر) هذا كافر‪ ،‬ولو قال ظالم ليس بالضرورة كافر فقد يكون ظالما غير كافر‪.‬‬
‫ً‬ ‫( َواَ يُؤْ ِمنُ بِ ه‬

‫ات وأَص ابهُ ال ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َع َفاء‬
‫ْكبَ ُر َولَ هُ ذُ ِّريَّ ةٌ ُ‬ ‫ار لَ هُ ف َيه ا م ن ُك ِّل الث ََّم َر َ َ َ‬ ‫آي ة (‪( : )٢١١‬أَيَ َو ُّد أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم أَن تَ ُك و َن لَ هُ َجنَّ ةٌ ِّم ن نَّخي ل َوأَ ْعنَ اب تَ ْج ِري م ن تَ ْحت َه ا األَنْ َه ُ‬
‫ك ي ب يِّن اللّهُ لَ ُكم اآلي ِ‬
‫ات ل ََعلَّ ُك ْم تَتَ َف َّك ُرو َن)‬ ‫فَأَصاب ها إِ ْعصار فِ ِيه نَار فَاحت رقَ ْ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ت َك َذل َ ُ َ ُ‬ ‫ٌ ََْ‬ ‫َ ََ َ ٌ‬
‫* الفر بين الضعفاء والمستضعفين أن الضعي هو ضعي بنفسه أميا المستضيعفين اليذين يستضيعفهم غييرهم حياكم أو سيلطان‬
‫وجار عليهم كبني إسرائيل استضعفهم فرعون تسله عليهم وأذلههم‪.‬‬

‫يم)‬ ‫ِ ِ‬ ‫شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم َّمغْ ِف َرًة ِّم ْنهُ َوفَ ْ‬


‫(الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َويَأ ُْم ُرُكم بِالْ َف ْح َ‬
‫آية (‪َّ : )٢١٨‬‬
‫ضالً َواللّهُ َواس ٌع َعل ٌ‬
‫ش ْيطَانُ ) على فعله (يَ ِع ُد ُك ُم) ولم يقل يعدكم الشيطان ألن في تقديم إسم الشيطان وابتداء اآلية بيه إييذاناً للميؤمن بيذ هم‬ ‫* قدم الفاعل (ال َّ‬
‫الحكم الذل سي تي بعده لتحذر الوقوع به‪ .‬أنت تحذر فتقول‪ :‬اللص في دار صديقك واتقول في دار صديقك اللص‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ِِ‬ ‫اه ل أَغْنِي اء ِم ن الت َ ِ‬


‫ض يحس ب هم ا ل ِ‬ ‫يل الل ِّه الَ يست ِطيعو َن َ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٧٣‬لِلْ ُف َقراء الَّ ِذين أ ِ‬
‫ُحص ُرواْ فِي َسبِ ِ‬
‫اه ْم الَ يَ ْس أَلُو َن‬ ‫َّع ُّف ف تَ ْع ِرفُ ُهم بس َ‬
‫يم ُ‬ ‫ْج ُ َ َ‬ ‫ض ْربًا في األ َْر ِ َ ْ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‬ ‫َّاس إِل َ‬
‫ْحافًا َوَما تُنف ُقواْ م ْن َخ ْير فَإ َّن اللّهَ به َعل ٌ‬ ‫الن َ‬
‫ا) وهل ضرب األرا فِعل األغنياء و‬ ‫ض ْربًا فِي األَ ْر ِ‬ ‫ستَ ِطيعُونَ َ‬ ‫* ماذا أراد ربنا بقوله (اَ يَ ْ‬
‫ً‬
‫هذا وجه بدي من أوجه اللغة العربية وهو باب الكناية والكناية أن تقيول كالميا وترييد ميا يليزم عنيه‪ .‬فتقيول هيذا رجيل سييفه طوييل‬
‫ا) كناية عين عجيزهم‬ ‫ض ْربًا فِي األَ ْر ِ‬ ‫ستَ ِطيعُونَ َ‬ ‫يريد ما يلزم عنه وهو طول الرجل فال يحمل السي الطويل إا الرجل الطويل‪( .‬اَ يَ ْ‬
‫وفقرهم فهم عاجزون عن التجارة لقلة ذات اليد والضرب في األرا كناية عين المتياجرة ألن شي ن التياجر أن يسيافر ليبتياع ويبيي‬
‫فهو يضرب األرا برجليه أو بدابته‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪74‬‬


‫ف َعلَ ْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن)‬‫َج ُرُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ‬ ‫آية (‪( : )٢٧٤‬الَّ ِذين ي ِنف ُقو َن أَموالَهم بِاللَّي ِل والن ِ‬
‫َّها ِر س ّراً َو َعالَنِيَةً فَلَ ُه ْم أ ْ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫* الفر من الناحية البيانية في حذم الفاء (ل ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم) وذكرها (فل ُه ْم أ ْج ُر ُه ْم) في آيتي سورة البقرة (‪ )٢٦٢‬و(‪: )٢٧١‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الواو لمطلص الجم وا يدل على ترتيب أو تعقيب‪ ،‬ليس فيها سبب ‪ ،‬أما الفاء فهي تفيد التعقيب أو سببية درس فنجح‪.‬‬
‫س هراً َو َعالَنِيَةً) فيها توكيد وتفصيل في اجنفا ودالية عليى اجخيالا فاقتضيى السييا‬ ‫في اآلية (‪ )٢٧١‬قوله تعالى (بِاللَّ ْي ِل َوالنَّ َها ِر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫هللاِ ث َّم اَ يُ ْتبِعُيونَ َميا أنفَقُيواُ‬
‫سبِي ِل ه‬ ‫َ‬
‫يادة التوكيد لذا جاء الفاء في مقام التوكيد والتفصيل‪ .‬أما اآلية األولى (الَّ ِذينَ يُنفِقُونَ أ ْم َوالَ ُه ْم فِي َ‬
‫َمنهًا َواَ أَ ًذى لَّ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َربِّ ِه ْم َواَ َخ ْومٌ َعلَ ْي ِه ْم َواَ هُي ْم يَ ْح َزنُيونَ (‪ ))٢٦٢‬فيذكر فيهيا اجنفيا فيي سيبيل هللا وليم يفصيل فاقتضيى‬
‫الحذم‪.‬‬

‫َح َّل اللّ هُ الْبَ يْ َع‬ ‫ك بِ أَنَّ ُه ْم قَ الُواْ إِنَّ َم ا الْبَ يْ ُع ِمثْ ُل ِّ‬
‫الربَا َوأ َ‬ ‫الش يْطَا ُن ِم َن ال َْم ِّ‬
‫س ذَلِ َ‬ ‫وم الَّ ِذي يَتَ َخبَّطُهُ َّ‬ ‫ومو َن إِالَّ َك َم ا يَ ُق ُ‬ ‫ين يَأْ ُكلُو َن ِّ‬
‫الربَا الَ يَ ُق ُ‬
‫َّ ِ‬
‫آية (‪( : )٢٧٥‬الذ َ‬
‫اب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن)‬ ‫َص َح ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫اد فَأ ُْولَ ئِ َ‬ ‫الربَا فَ َمن َجاءهُ َم ْو ِعظَةٌ ِّمن َّربِِّه فَانتَ َه َى فَلَهُ َما َسلَ َ‬
‫ف َوأ َْم ُرهُ إِلَى الل ِّه َوَم ْن َع َ‬ ‫َو َح َّرَم ِّ‬
‫* األكل في حقيقته هو ابتالع الطعام ولكن ربنا عبهر عن أخذ الربا باألكل ليبين لنا حرا المرابي على أخذ المال بش ََره‪.‬‬

‫ات َواللّهُ الَ يُ ِح ُّ‬


‫ب ُك َّل َك َّفار أَثِيم)‬ ‫الص َدقَ ِ‬
‫آية (‪( : )٢٧١‬يَ ْم َح ُق اللّهُ ال ِّْربَا َويُ ْربِي َّ‬
‫خص ربنا الكافر بعدم المحبة دون المرابي م أن بداية اآلية توحي أن ختامهيا ‪ :‬وهللا ا يحيب كيل مرابيي أثييم‪ ،‬فاجخبيار بي ن هللا‬
‫ه‬ ‫*‬
‫تعالى ا يحب جمي الكافرين يؤذن ويشعر ب ن الربا شعار أهل الكفر وهو سمة من سماتهم فهم الذين استباحوه‪ .‬وفي هذا تعيريض‬
‫ب ن المرابي متهس ٌم بيالل أهل الكفر والشرك وإن كان مؤمناً‪.‬‬

‫ِِ‬ ‫آمنُواْ اتَّ ُقواْ اللّهَ َوذَ ُرواْ َما بَِق َي ِم َن ِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الربَا إِن ُكنتُم ُّم ْؤمن َ‬
‫ين)‬ ‫آية (‪( : )٢٧٨‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫* قدهم ربنا تعالى األمر بالتقوى على األمر بترك الربا م أن اآليات تعيالج قضيية الربيا ألن تقيوى هللا هيي أصيل اامتليال وااجتنياب‬
‫وترك الربا من جملتها وخصلة من خصال التقوى‪.‬‬

‫ص َّدقُواْ َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم إِن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن)‬


‫س َرة َوأَن تَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آية (‪ِ َ : )٢٨٣‬‬
‫(وإن َكا َن ذُو ُع ْس َرة فَ نَظ َرةٌ إلَى َم ْي َ‬
‫سر أن يُنظر المعسر حتيى ييزول‬
‫* دالة كلمة ميسرة‪ :‬اليسار هو الغنى المؤقت كالفقير إذا جاءه مال فعليه أن يؤدل دينه وهذا يف ه‬
‫س علييه‪(.‬وإن كيان‬
‫ه‬ ‫مو‬ ‫بمعنى‬ ‫عذره‪ .‬وقد يكون الفقير موسراً بين ساعة وساعة وا يصبح غنيا ً بين ساعة وساعة وقولنا ذو سعة‬
‫ذو عسرة) بمعنى إن ُو ِجد ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِِِ‬
‫ت َو ُه ْم َال يُظْلَ ُمو َن)‬
‫سبَ ْ‬ ‫آية (‪َ : )٢٨١‬‬
‫(واتَّ ُقواْ يَ ْوًما تُ ْر َج ُعو َن فيه إلَى اللّه ثُ َّم تُ َوفَّى ُك ُّل نَ ْفس َّما َك َ‬
‫* الفر بين (ماعملت) و (ماكسبت) ‪:‬‬
‫سير (‪ )٢٨١‬وبعيدها آيية اليدين (‪ )٢٨٢‬فناسيب‬ ‫في آية البقرة في سيا األموال وقبلها أمور مادية من ترك الربا (‪ )٢٧٨‬وآيية المع ِ‬
‫ظلَ ُميونَ (‪))٤٤٤‬‬ ‫س َّميا َع ِملَيتْ َوهُي ْم اَ يُ ْ‬ ‫س َها َوتُ َوفَّى ُك ُّل نَ ْفي ٍ‬ ‫ذكر الكسب‪ ،‬أما في آية النحل قال تعالى (يَ ْو َم تَ ْتِي ُك ُّل نَ ْف ٍ‬
‫س ت َُجا ِد ُل عَن نَّ ْف ِ‬
‫َياج ُرو ْا ِمين بَ ْعي ِد َميا فُتِنُيو ْا ثُي َّم َجاهَيدُو ْا َو َ‬
‫صيبَ ُرو ْا إِنَّ َربَّيكَ ِمين‬ ‫في سيا العمل‪ ،‬ليس لها عالقة بالكسب وقال قبلها (ثُ َّم إِنَّ َربَّكَ لِلَّ ِذينَ ه َ‬
‫بَ ْع ِدهَا لَ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم (‪ ))٤٤١‬ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسباً‪.‬‬

‫ب َك َم ا َعلَّ َم هُ اللّ هُ‬ ‫آية (‪( : )٢٨٢‬يا أَيُّ َها الَّ ِذين آمنُ واْ إِذَا تَ َداينتُم بِ َديْن إِلَ ى أَج ل ُّمس ًّمى فَ ا ْكتُبوهُ ولْيكْتُ ب بَّيْ نَ ُكم َكاتِب بِالْع ْد ِل والَ ي أ ِ‬
‫ب أَ ْن يَكْتُ َ‬ ‫ْب َكات ٌ‬ ‫ْ ٌ َ َ َ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَلْيكْتُب ولْيملِ ِل الَّ ِذي َعلَي ِه الْح ُّق ولْيت َِّق اللّهَ ربَّهُ والَ ي ب َخس ِم ْنهُ َشيئًا فَإن َكا َن الَّ ِذي َعلَي ِه الْح ُّق س ِفيها أَو َ ِ‬
‫يع أَن يُ ِم َّل ُه َو فَلْيُ ْمل ْل َوليُّ هُ‬ ‫ض عي ًفا أ َْو الَ يَ ْس تَط ُ‬ ‫ْ َ َ ً ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ ْ َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه َما األُ ْخ َرى َوالَ‬ ‫اه َما فَ تُ َذِّك َر إِ ْح َد ُ‬
‫الش َه َداء أَن تَض َّل إْ ْح َد ُ‬ ‫ض ْو َن م َن ُّ‬ ‫َّ‬
‫استَ ْش ِه ُدواْ َش ِهي َديْ ِن من ِّر َجال ُك ْم فَِإن ل ْم يَ ُكونَا َر ُجلَ ْي ِن فَ َر ُج ٌل َو ْام َرأَتَ ان م َّم ن تَ ْر َ‬ ‫بِال َْع ْد ِل َو ْ‬
‫ادةِ َوأَ ْدنَى أَالَّ تَ ْرتَ ابُواْ إِالَّ أَن تَ ُك و َن تِ َج َارةً‬ ‫وم لِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الش ه َداء إِذَا م ا دع واْ والَ تَس أَمواْ أَن تَكْتب وه ص ِغيرا أَو َكبِي را إِلَ ى أَجلِ ِه ذَلِ ُك م أَقْس ُ ِ‬
‫لش َه َ‬ ‫ط عن َد اللّ ه َوأَقْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُُ ْ ُ َ ً‬ ‫َ ُ ُ َ ْ ُْ‬ ‫ْب ُّ َ‬ ‫يَأ َ‬
‫سو ٌق بِ ُك ْم َواتَّ ُق واْ اللّ هَ َويُ َعلِّ ُم ُك ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّ ِ‬ ‫وها َوأَ ْش ِه ُد ْواْ إِ َذا تَ بَايَ ْعتُ ْم َوالَ يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوالَ َش ِهي ٌد َوإن تَ ْف َعلُواْ فَإنَّهُ فُ ُ‬‫فر َكات ٌ‬ ‫اح أَالَّ تَكْتُبُ َ‬
‫س َعلَْي ُك ْم ُجنَ ٌ‬
‫َحاض َرًة تُد ُيرونَ َها بَ ْي نَ ُك ْم فَلَْي َ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللّهُ َواللّهُ ب ُك ِّل َش ْيء َعل ٌ‬
‫َّص ه‬
‫هللاَ َربَّهُ) ‪:‬‬ ‫(و ْليَت ِ‬
‫* ذكر هللا وربه في نفس اآلية َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪75‬‬


‫هللا غير الرب فالرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم والقيهم ولذلك يصح أن تقول عن إنسان هو رب اليدار‪ ،‬رب الشييء‪ ،‬أميا‬
‫لفظ الجاللة هللا هو إسم العلم من العبادة هو اجله المعبود‪.‬‬
‫ش ْيئًا) يتكلم عن الدائن والمدين‪ .‬اليدائن أحسين‬‫س ِم ْنهُ َ‬
‫هللاَ َربَّهُ َواَ يَ ْب َي ْ‬ ‫ص َو ْليَ ِ‬
‫َّص ه‬ ‫ت‬ ‫(و ْليُ ْملِ ِل الَّ ِذل َعلَ ْي ِه ا ْل َح ُّ‬
‫هذه اآلية جزء من آية الدين َ‬
‫إلى المدين وأجره أعلى من أجر المتصيد ألن المتصيد أجيره عشيرة أضيعام واليدائن ثمانيية عشير كميا فيي الحيدي ألنيه أخيرج‬
‫المحتاج من حاجته‪ ،‬فعلى المدين أن ا يبيس حص من أحسن إليه‪ ،‬الرب أحسن إلى العبد في تعليمه وتوجيهه إذن الدائن هيو اليذل‬
‫أحسن إلى المدين وهللا هو الذل أحسن إلى الدائن فمكنه له‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال (وليتص هللا) فق ليس فيها معنى اجحسان واجفادة وأن هذا أحسن إليك وآتاك المال وجعل يدك أعلى‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال ليتص ربه كلمة رب ا تعني هللا بالضرورة ألن الرب قيد تكيون رب الي َد ْين‪ .‬في راد أن يج هردهيا ّلل سيبحانه وتعيالى ولهيذا قيال‬
‫( َو ْليَت ِ‬
‫َّص ه‬
‫هللاَ َربَّهُ)‪.‬‬

‫س ِم ْنهُ َ‬
‫ش ْيئًا) البيس وإن كان بمعنى النقص إا أنه يدل على اجنقاا بيفاء وغفلة عن صاحب الحص‪.‬‬ ‫*( َواَ يَ ْب َي ْ‬

‫ش ِهد ُْو ْا إِ َذا تَبَايَ ْعتُ ْم) في نفس اآلية ‪:‬‬ ‫ش ِهي َد ْي ِن من ِّر َجالِ ُك ْم) ( َوأَ ْ‬ ‫ش ِهدُو ْا َ‬‫ستَ ْ‬
‫* الفر بين استشهدوا وأشهدوا ( َوا ْ‬
‫استشهد (إستفعل) أل اطلبوا شهيدين أو قد يكون للمبالغة أل اطلبوا ممن تكررت منه الشهادة وممين تعلميون قدرتيه وعلميه عليى‬
‫أدائها‪ ،‬أما أشهدوا فليس فيها هذا األمر معنى ذلك أن استشهدوا معناها أقوى‪.‬‬
‫ولو احظنا الموض الذل قال فيه استشهدوا ففي الموق الذل ا يستطي فيه أن يحفظ حقه نطلب من يستطي أن يتحمل الشيهادة‬
‫ش ِهدُو ْا) أما في اللانية في البي األمر ااعتيادل الذل يحصل في األسوا ليس فييه أحيد‬ ‫ستَ ْ‬‫أمين قادر على أن يتحمل أداءها قال ( َوا ْ‬
‫ش ِهد ُْو ْا إِذاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اح أاَّ تَ ْكتُبُو َها َوأ ْ‬‫س َعلَ ْي ُك ْم ُجنَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ض َرةً تُ ِدي ُرونَ َها بَ ْينَ ُك ْم فلَ ْي َ‬ ‫َ‬
‫قاصر ا يستطي أن يمل ما عليه الحص فقال (إِاَّ أن تَ ُكونَ تِ َجا َرةً َحا ِ‬
‫تَبَايَ ْعتُ ْم) ألن البي ا يحتاج وما قال اكتبوها‪ .‬إذن الحالة التي تستدعي دعوة األمين والقول والمقتدر والعيالم بالشيهادة جياء بالفعيل‬
‫الذل يدل على األهمية والطلب والمبالغة‪.‬‬

‫ش ِهي َد ْي ِن) ولم يقل شاهدين ألن مطلص شاهد قد يكون وراً‪ ،‬لذلك جياء الحيص بصييغة المبالغية ك نيه شياهد تكيررت منيه‬
‫* قال الحص ( َ‬
‫الشهادة العادلة وعرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيداً‪.‬‬

‫َض َّل ْإ ْحدَا ُه َما فَتُ َذ ِّك َر إِ ْحدَا ُه َما األُ ْخ َرى) ولم يقل سبحانه أن تضل إحداهما فتذكرها األخرى ألن كل واحيدة‬
‫* فائدة تكرار إحداهما (أَن ت ِ‬
‫من المرأتين يجو عليها ما يجو على صاحبتها من الضالل والتذكير لئال يُتوهم أن إحدى المرأتين ا تكون إا مذ ِّكرة ل خرى‪.‬‬

‫اد َة‬ ‫ضا فَلْيُ َؤ ِّد الَّ ِذي ْاؤتُ ِم َن أ ََمانَتَهُ َولْيَت َِّق اللّهَ َربَّهُ َوالَ تَكْتُ ُمواْ َّ‬
‫الش َه َ‬ ‫ضةٌ فَِإ ْن أ َِم َن بَ ْع ُ‬
‫ض ُكم بَ ْع ً‬ ‫َم تَ ِج ُدواْ َكاتِبًا فَ ِرَها ٌن َّم ْقبُو َ‬
‫آية (‪َ ( : )٢٨٣‬وإِن ُكنتُ ْم َعلَى َس َفر َول ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَمن يَكْتُ ْم َها فَِإنَّهُ آث ٌم قَلْبُهُ َواللّهُ ب َما تَ ْع َملُو َن َعل ٌ‬
‫يم)‬
‫ضةٌ) ولكن س همى ربنا سبحانه وتعالى ال َد ْين في الذمة أو اليرهن‬ ‫*(فَ ْليُ َؤ ِّد الَّ ِذل االْ تُ ِمنَ أَ َمانَتَهُ) المقصود باألمانة الرهان (فَ ِرهَانٌ َّم ْقبُو َ‬
‫أمانية لتعظييم الحييص عنيد المييدين فاسيم األمانية لييه مهابية فييي نفيس اجنسيان ا تضييفيه كلمية الرهييان وفيهيا تهوييل ميين عيدم الوفيياء‬
‫باجتفا لئال يُسمى ناك العهد خائناً‪.‬‬

‫بقوله وليتص ربه جدخال اليروع فيي ضيمير السيام ولغيرس المهابية فيي قلبيه ليكيون‬ ‫هللاَ َربَّهُ) ولم يكت‬ ‫* ذكر لفظ الجاللة ( َو ْليَت ِ‬
‫َّص ه‬
‫حذراً من اجخالم‪.‬‬

‫ش اءُ َواللّ هُ‬


‫ب َم ن يَ َ‬ ‫اس ْب ُكم بِ ِه اللّ هُ فَ يَ غْ ِف ُر لِ َم ن يَ َ‬
‫ش اءُ َويُ َع ِّذ ُ‬
‫ض وإِن تُب ُدواْ م ا فِ ي أَن ُف ِس ُكم أَو تُ ْخ ُف وهُ يح ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ ْ‬
‫ِ‬
‫الس َماوات َوَما في األ َْر ِ َ ْ َ‬
‫آية (‪( : )٢٨٤‬لِّلَّ ِه ما فِي َّ ِ‬
‫َعلَى ُك ِّل َش ْيء قَ ِد ٌير)‬
‫* دالة تقديم وت خير كلمة تيفوا في آية سورة البقرة وسورة آل عمران‪ :‬المحاسبة فيي سيورة البقيرة هيي عليى ميا يُبيدل اجنسيان‬
‫صدُو ِر ُك ْم أَ ْو تُ ْبدُوهُ يَ ْعلَ ْميهُ ه‬
‫هللاُ َويَ ْعلَي ُم َميا فِيي‬ ‫وليس ما يُيفي ففي سيا المحاسبة قدهم اجبداء‪ ،‬أما آية آل عمران (قُ ْل إِن ت ُْيفُو ْا َما فِي ُ‬
‫َي ٍء قَ ِدي ٌر (‪ ))٢١‬ففي سيا العلم لذا قدهم اجخفاء ألنه سبحانه يعلم السر وأخفى‪.‬‬ ‫ا َو ه‬
‫هللاُ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬ ‫األر ِ‬
‫ت َو َما فِي ْ‬ ‫اوا ِ‬‫س َم َ‬‫ال َّ‬

‫َح د ِّم ن ُّر ُس لِ ِه َوقَ الُواْ َس ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَ ا‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫آم َن بِاللّ ه َوَمآلئ َكت ه َوُكتُبِ ه َوُر ُس له الَ نُ َف ِّر ُق بَ ْي َن أ َ‬
‫ول بِ َم ا أُن ِز َل إِل َْي ه م ن َّربِّه َوال ُْم ْؤمنُ و َن ُك ٌّل َ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫آي ة (‪َ ( : )٢٨٥‬‬
‫آم َن َّ‬
‫ك الْم ِ‬
‫ص ُير)‬ ‫ك َربَّنَا َوإِل َْي َ َ‬
‫غُ ْف َرانَ َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪76‬‬


‫* الفر بين المغفرة والغفران فى القرآن الكريم‪:‬‬
‫صي ُر) في طلب المغفرة من هللا تعيالى‪ ،‬هيذه دعياء أل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كلمة غفران لم ترد إا في موطن واحد في قوله تعالى (غف َران َك َربَّنا َوإِل ْي َك ال َم ِ‬
‫نس لك المغفرة‪ ،‬إذن غفران تستعمل في طلب المغفرة ومن هللا تعالى تحديداً‪.‬‬
‫َ‬
‫س َعليى‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وإِنَّ َربَّي َك ليذو َمغفِ َير ٍة للنيا ِ‬ ‫ضيال (‪َ ))٢٦٨‬‬‫ً‬ ‫َ‬
‫هللاُ يَ ِع ُد ُكم َّم ْغفِ َرةً ِّمنهُ َوف ْ‬
‫ْ‬ ‫المغفرة لم ت ت في الدعاء أبداً وإنما جاءت في اجخبار ( َو ه‬
‫ظُ ْل ِم ِه ْم (‪ )٦‬الرعد) لم ت ت المغفرة في الطلب وقد ت تي من غير هللا سبحانه وتعيالى كميا فيي قوليه (قَي ْو ٌل َّم ْعي ُرومٌ َو َم ْغفِ َيرةٌ َخ ْيي ٌر ِّمين‬
‫هللاُ َغنِ ٌّي َحلِي ٌم (‪ ))٢٦٣‬قد ت تي من العباد‪ .‬إذن المغفرة ليست خاصة باّلل سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ص َدقَ ٍة يَ ْتبَ ُع َهآ أَ ًذى َو ه‬
‫َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ًرا َك َم ا‬ ‫ت َربَّنَ ا َال تُ َؤاخ ْذنَا إِ ْن نَس ينَا أ َْو أَ ْخطَأْنَا َربَّنَ ا َوَال تَ ْح ِم ْل َعلَْي نَ ا إِ ْ‬ ‫س بَ ْ‬
‫ت َو َعلَْي َه ا َم ا ا ْكتَ َ‬‫س بَ ْ‬ ‫ف اللَّهُ نَ ْف ِ‬
‫سا إَّال ُو ْس َع َها ل ََه ا َم ا َك َ‬
‫ً‬ ‫(ال يُ َكلِّ ُ‬‫آية (‪َ : )٢٨١‬‬
‫ِ‬
‫ين)‬ ‫ِ‬
‫ص ْرنَا َعلَى الْ َق ْوم الْ َكاف ِر َ‬ ‫ف َعنَّا َواغْ ِف ْر لَنَا َو ْار َح ْمنَا أَنْ َ‬
‫ت َم ْوَالنَا فَانْ ُ‬ ‫ين ِم ْن قَ ْبلِنَا َربَّنَا َوَال تُ َح ِّملْنَا َما َال طَاقَةَ لَنَا بِ ِه َوا ْع ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫َح َملْتَهُ َعلَى الذ َ‬
‫سا إِ َّا َما آَتَاهَا) في سورة الطال ‪:‬‬ ‫هللاُ نَ ْف ً‬
‫(ا يُ َكلِّ ُ َّ‬ ‫س َع َها) وبين َ‬ ‫سا إِ َّا ُو ْ‬‫هللاُ نَ ْف ً‬
‫(ا يُ َكلِّ ُ َّ‬ ‫* الفر بين َ‬
‫اآلية األولى تتكلم على التكالي عموما ً وفي أمور الحياة وفي العمل‪ .‬إذا عمل خيراً يكون له وإذا عمل سوءاً يكون علييه وهيذا فيي‬
‫كسب وإكتساب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫سبَتْ ) فهو‬ ‫سبَتْ َو َعلَ ْي َها َما ا ْكتَ َ‬ ‫عموم التكالي فقال هللا عز وجل (لَ َها َما َك َ‬
‫َّ‬
‫سييَ ْج َع ُل هللاُ بَ ْعي َد‬ ‫َ‬
‫سيا إِا َميا آتَاهَيا َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ص ِم َّميا آتَياهُ هللاُ َا يُ َكلي ُ هللاُ نف ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س َعتِ ِه َو َمنْ ق ِد َر َعل ْي ِه ِر ْ قهُ فليُنفِي ْ‬ ‫س َع ٍة ِمنْ َ‬ ‫ص ُذو َ‬ ‫لكن اآلية اللانية (لِيُ ْنفِ ْ‬
‫س ًرا (‪ ))٧‬اجيتاء هو اجعطاء‪ ،‬والكالم هو على المطلقات أل ما أعطاها من الير ‪ ،‬فيال يكلي الفقيير أن ينفيص ميا لييس فيي‬ ‫س ٍر يُ ْ‬ ‫ُع ْ‬
‫وسعه بل ا يكل هللا نفسا إا ما آتاها من حي المال عندما يكون هناك إنفا فبقدر ما عندك تُنفِص أل بمقدار ما آتاه هللا‪.‬‬ ‫ً‬

‫* الفر بين كسبت واكتسبت‪:‬‬


‫‪ -‬اكتسب على و ن (إفتعل) وفيها تم ههل ومدهة واجتهاد وإبطاء ملل اصبر واصطبر أل صبر طويل شديد‪.‬‬
‫‪ -‬الكسب يكون في اليير والشر ألن الكسب أسرع وااكتساب فيه تع هميل واجتهياد وكسيب حتيى يكتسيب‪ ،‬وكلييراً ميا تي تي مي الشير‬
‫فالسيئات تحتاج إلى مشقة أما اليير فقد ي تيك وأنت ا تعلم‪ ،‬يغتابك أحد وتكسب أنت خيراً وهو يكتسب شراً‪.‬‬

‫* الفر بين خاطئ وميطئ‪:‬‬


‫ين‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ينْ‬
‫ٌ ِ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫الحاقية‬ ‫فيي‬ ‫أميا‬ ‫‪،‬‬ ‫اليطي‬ ‫يد‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫يتع‬ ‫ليم‬ ‫هو‬ ‫يطئ‬‫م‬‫ُ‬ ‫أخط‬ ‫ا)‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ط‬‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ي‬‫س‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ذ‬‫ْ‬
‫في سورة البقرة ( َربَّنَا اَ تُ َؤا ِ ِ‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫(‪َ )٣٦‬ا يَ ْ ُكلُهُ إِ َّا ا ْل َيا ِطئُونَ (‪ ))٣٧‬خ ِط َئ خاطئ يعني إرتكب اليطيئة ألنه تعمد ما ا ينبغي وليس معناها أخط ‪.‬‬
‫َ‬

‫* تناسب افتتاح سورة البقرة مع خاتمتها ‪:‬‬


‫ص َيالةَ َو ِم َّميا‬ ‫ب َويُقِي ُميونَ ال َّ‬ ‫َاب َا َر ْي َب فِي ِه ُهدًى لِ ْل ُمتَّقِينَ (‪ )٢‬الَّ ِذينَ يُؤْ ِمنُونَ بِا ْل َغ ْي ِ‬ ‫السورة تبدأ بقوله تعالى (الم (‪َ )٤‬ذلِكَ ا ْل ِكت ُ‬ ‫‪‬‬
‫ياآلَ ِخ َر ِة هُي ْم يُوقِنُيونَ (‪ )١‬أُولَئِيكَ َعلَيى هُيدًى ِمينْ‬ ‫َر َ ْقنَا ُه ْم يُ ْنفِقُونَ (‪َ )٣‬والَّ ِذينَ يُؤْ ِمنُونَ بِ َما أُ ْن ِز َل إِلَيْكَ َو َميا أُ ْني ِز َل ِمينْ قَ ْبلِي َك َوبِ ْ‬
‫س ي َوا ٌء َعلَ ي ْي ِه ْم أَأَ ْن ي َذ ْرتَ ُه ْم أ ْم ل ي ْم تُن ي ِذ ْر ُه ْم َا يُؤْ ِمنُييونَ (‪ ))٦‬إذن هييو ذكيير‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َربِّ ِه ي ْم َوأُولَئِ ي َك ُه ي ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحييونَ (‪ )٥‬إِنَّ الَّ ي ِذينَ َكفَ ي ُروا َ‬
‫سيو ُل بِ َميا أُني ِز َل إِلَ ْيي ِه‬
‫المؤمنين يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل من قبل هذا إيمان بالغيب ‪ ،‬وقال في آخر السورة (آ َمنَ ال َّر ُ‬
‫سي ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَيا ُغ ْف َرانَي َك َربَّنياَ‬
‫سيلِ ِه َوقَيالُو ْا َ‬ ‫سلِ ِه اَ نُفَ ِّر ُ بَيْنَ أَ َح ٍد ِّمين ُّر ُ‬ ‫ِمن َّربِّ ِه َوا ْل ُمؤْ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ بِ ه‬
‫اّللِ َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫صي ُر) هذا إيمان بالغيب‪.‬‬ ‫َوإِلَ ْي َك ا ْل َم ِ‬
‫سيو ُل بِ َميا أُني ِز َل إِلَ ْيي ِه ِمين َّربِّي ِه َوا ْل ُمؤْ ِمنُيونَ ُكي ٌّل آ َمينَ بِياّللِه‬ ‫في مفتتح السورة قال ( َوبِ ْاآلَ ِخ َر ِة ُه ْم يُوقِنُونَ ) وهنيا قيال (آ َمينَ ال َّر ُ‬ ‫‪‬‬
‫سلِ ِه) ذكر اجيمان ومن يؤمن وكيفية اجيمان وأصنافه في مفتتح السورة‬ ‫سلِ ِه اَ نُفَ ِّر ُ بَيْنَ أَ َح ٍد ِّمن ُّر ُ‬ ‫َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َوا ٌء َعلَ ْي ِه ْم أأ ْنذ ْرتَ ُه ْم أ ْم لَ ْم تُ ْن ِذ ْر ُه ْم َا يُؤْ ِمنُونَ ) ثيم ذكير فيي الياتمية اليدعاء‬‫َ‬ ‫ذكر في المفتتح الذين كفروا (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َ‬ ‫‪‬‬
‫ص ْرنَا َعلَى ا ْلقَ ْو ِم ا ْل َكافِ ِرينَ )‪.‬‬ ‫(فَان ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سيو ُل بِ َميا أني ِز َل إِلَ ْيي ِه ِمين َّربِّي ِه) ثيم قيال (أنيتَ‬ ‫ذكر اجيمان في مفتتح السورة ثم الذين كفروا وفي آخر السورة قال (آ َمينَ ال َّر ُ‬ ‫‪‬‬
‫ص ْرنَا َعلَى ا ْلقَ ْو ِم ا ْل َكافِ ِرينَ )‪.‬‬ ‫َم ْواَنَا فَان ُ‬

‫‪‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدن أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرن وأتوب إليك‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪77‬‬

You might also like