You are on page 1of 12

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫الجامعة ‪ 03‬صالح بوبنيدر‬


‫كلية العلوم اإلنسانية! (إعالم و اتصال )‬
‫السنة‪ : ‬الثانية‬
‫التخصص‪ :‬علوم إنسانية (إعالم واتصال)‬
‫مقياس‪ :‬أنثروبولوجيا‬
‫‪:‬عنوان البحث‬

‫النظرية الوظيفية في‬


‫األنثروبولوجيا االجتماعية‬
‫والثقافية‬

‫‪:‬من إعداد الطلبة‬


‫‪ .....‬تليب خولة‬
‫‪ ....‬ربوح لينة‬

‫السنة الدراسية‪2021/2022 :‬‬


‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫مدخل مفاهيمي‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية النظرية الوظيفية‬
‫نشأة النظرية الوظيفية ‪-1-‬‬
‫مبادئها ‪2-‬‬
‫روادها ‪3- -‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬من المناظرين البارزين‬
‫عند مونتسكيو ‪1-‬‬
‫عند أوغست كونت ‪2-‬‬
‫عند هربرت سبنسر ‪3-‬‬
‫عند إيميل دوركايم ‪4-‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬النظرية الوظيفية الجديدة‬
‫االنتقادات التي وجهت للنظرية الوظيفية ‪1-‬‬
‫النظرية الوظيفية الجديدة‪3- 4‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫هناك نظريات كثيرة في األنثروبولوجيا نظرت إلى مختلف جوانب حياة‬
‫اإلنسان سواء كانت ثقافية ‪ ،‬سياسية ‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬اجتماعية ‪ ،‬فنية ‪.....‬‬
‫و لكن من رؤيتها و موقفها و منهجها و تفسيرها لهذه الجوانب و المجاالت‬
‫من جهة‪ .‬أما من جهة أخرى فإن هذه النظريات تدل على حيوية و فاعلية‬
‫البحث األنثروبولوجي و على أنه بحث متواصل و مستمر يتكيف مع‬
‫التغيرات و يبدع حولها تنظيرات ومفاهيم و مناهج ‪ ،‬ف بحثنا اليوم سيعرفنا‬
‫بإحدى هذه النظريات المهمة جدا خصوصا في الجانب‪ 4‬األنثروبولوجي و‬
‫االجتماعي ‪ .‬أال و هي النظرية الوظيفية ‪ .‬إذن ماهي النظرية الوظيفية ؟ و‬
‫على ماذا ترتكز ؟ و هل تم توجيه انتقادات لهذه النظرية أم ال ؟ لإلجابة على‬
‫األسئلة إستعنا بأبرز المراجع التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬إحسان محمد الحسن ‪ ،‬النظريات االجتماعية المتقدمة دراسة تحليلية في‬
‫النظريات االجتماعية المعاصرة‬
‫‪-2‬مصطفى تيلوين ‪ ،‬مدخل عام في األنثروبولوجيا‬
‫مدخل مفاهيمي‪:‬‬
‫‪-1‬تعريف النظرية ‪ :‬يتم تعريف النظرية بأنها مجموعة من الفرضيات التجارب و‬
‫الحقائق التي يتم استخدامها لتحقيق اإلدراك الذهني عبر تفسير الظواهر المختلفة ‪ ،‬كما‬
‫تستخدم لفهم العالقات بين مسببات األمور و تأثيراتها على المحيط إذ تشكل النظريات‬
‫أساسا للتفكير العلمي الخاص بمحاولة شرح األشياء المثبتة عبر عدد من المبادئ‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪-2‬تعريف النظرية الوظيفية‪ :‬هي نظرية في العالقات الدولية ظهرت خالل فترة ما‬
‫بين الحربين بشكل أساسي من القلق الشديد حول تقادم الدولة بوصفه شكال من أشكال‬
‫التنظيم االجتماعي‪.‬‬

‫‪-3‬تعريف النظرية الوظيفية في األنثروبولوجيا ‪ :‬هي تصور الظواهر اإلنسانية‬


‫تصويرا نسقيا وظيفيا ‪ ،‬و توجد عدة نظريات وظيفية أشهرها نظرية " مالينو فيسكي‬
‫برانسلو " الذي يؤكد من خالل نظريته الوظيفية و يركز على جانب تكيف المجتمع مع‬
‫محيطه ‪ .‬أي أن الظواهر االجتماعية الجزئية تؤدي وظائف جزئية معينة في إطار‬
‫نسق من الظواهر لتؤسس أو تبني وظيفة كلية و هي تكيف المجتمع مع محيطه ‪.‬‬
‫فالمؤسسات االجتماعية كالمدرسة أو الجامعة تؤدي وظيفة جزئية و هي التربية و‬
‫التعليم و هذه الوظيفة تتكامل مع وظائف أخرى لتحقيق الوظيفة الكلية و هي تكيف‬
‫المجتمع مع المحيط ‪.‬‬

‫‪-4‬تعريف النظرية الوظيفية في علم االجتماع ‪ :‬ظهرت النظرية الوظيفية لتنظر‬


‫إلى الظاهرة أو الحادثة االجتماعية على أنها وليدة األجزاء أو الكيانات البنيوية التي‬
‫تظهر في وسطها و إن لظهورها وظيفة اجتماعية لها صلة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫بوظائف الظواهر األخرى المشتقة من األجزاء األخرى للبناء االجتماعي ‪ ،‬علما بأن‬
‫النظرية الوظيفية قد ظهرت في القرن التاسع عشر على يد العالم االجتماعي‬
‫البريطاني هربرت سبنسر ثم ذهبت إلى أمريكا فطورها هناك كل من تالكوت‬
‫بارسونزو روبرت ميرتن و هانز كيرث ويسي ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية النظرية الوظيفية‬
‫نشأة النظرية الوظيفية ‪ :‬تمتد الجذور التاريخية للنظرية الوظيفية إلى آراء ‪2-‬‬
‫المفكر العربي عبد الرحمن بن خلدون وإسهاماته األدبية والفكرية في مجال علم‬
‫االجتماع والنظريات المنبثقة عنها‪ ،‬وتبعه ماكس فيبر (الدين واالقتصاد)‪ ،‬وإيميل‬
‫دوركايم (تقسيم العمل في المجتمع)‪ ،‬ووليام جراهام (طرق الشعوب)‪ ،‬في مؤلفاتهم‬
‫‪.‬المشهورة‬

‫وفي العصر الحديث تشكلت النظرية الوظيفية في االتجاه اآلخر للمدرسة الحيوية في‬
‫القرن الثامن عشر الميالدي وإلى المفكرين البارزين فولتير‪ ،‬هوبز وروسو الذين‬
‫درسوا العالقة بين متغيرين أو عاملين أحدهما مستقل ويعبر عن المدخالت أو‬
‫المسببات واآلخر تابع ويعبر عن المخرجات أو التأثير‪ ،‬وفي القرن التاسع عشر‬
‫ميالدي استخدم مصطلح (وظيفي) نتيجة لظهور علماء من أمثال كونت وسبينسر‪،‬‬
‫وكانا قد شبها المجتمع اإلنساني بالكائن الحيواني من حيث أنه يجسد سبب الظاهرة‬
‫‪.‬ووظيفتها‬

‫‪-3‬مبادئ النظرية الوظيفية ‪:‬‬


‫‪-1‬يتكون المجتمع أو المجتمع المحلي أو المؤسسة أو الجماعة مهما يكن غرضها و‬
‫حجمها من أجزاء أو وحدات مختلفة بعضها عن بعض‪ ،‬و على رغم من اختالفها إال‬
‫أنها مترابطة و متساندة و متجاوبة وحدتها مع األخرى‪.‬‬
‫‪-2‬المجتمع أو المؤسسة أو الجماعة يمكن تحليلها تحليال وظيفيا إلى أجزاء و عناصر‬
‫أولية‪ ،‬أي أن المؤسسة متكونة من أجزاء أو عناصر لكل منها وظائفها األساسية‪.‬‬
‫‪-3‬إن األجزاء التي تحلل إليها المؤسسة أو المجتمع أو الظاهرة االجتماعية إنما هي‬
‫أجزاء متكاملة‪ .‬فكل جزء يكمل اآلخر و أي تغير يطرأ على أحد األجزاء يجب أن‬
‫ينعكس على بقية األجزاء و هذا ما يسمى بعملية التغير االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوظائف التي تؤديها الجماعة أو المجتمع إنما تشبع حاجات األفراد المنتمين أو‬
‫حاجات المؤسسات األخرى ‪ ،‬و الحاجات التي تشبعها المؤسسات قد تكون حاجات‬
‫أساسية أو حاجات اجتماعية أو حاجات روحية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعتقد النظرية الوظيفية بنظامي سلطة و منزلة فنظام السلطة في المجتمع أو‬
‫المؤسسة هو الذي يتخذ القرارات و يصدر اإليعازات و األوامر إلى األدوار الوسطية‬
‫أو القاعدية لكي توضع موضع التنفيذ ‪ .‬فهناك في النظام أدوار تصدر األوامر و هناك‬
‫أدوار تطيعها ‪ .‬أما نظام المنزلة فهو الذي يقضي بمنح االمتيازات و المكافآت للعاملين‬
‫الجيدين لشدهم و اآلخرين من زمالئهم إلى العمل الذي يمارسونه ‪ .‬علما بأن الموازنة‬
‫بين نظامي السلطة و المنزلة هي شيء ضروري لديمومة و فاعلية المؤسسة أو النظام‬
‫أو النسق‪.‬‬

‫‪-4‬رواد النظرية الوظيفية ‪:‬‬


‫‪-1‬أوغست كونت ‪ :‬عالم اجتماع و فيلسوف اجتماعي فرنسي أعطى لعلم االجتماع‬
‫االسم الذي يعرف به األن ‪،‬أكد على ضرورة‪ 4‬بناء النظريات العلمية المبنية على‬
‫المالحظة ‪.‬‬

‫‪-2‬إميل دوركايم ‪ :‬دايفيد إميل دوركايم فيلسوف و عالم إجتماع فرنسي أحد مؤسسي‬
‫علم االجتماع الحديث ‪ ،‬و قد وضع لهذا العلم منهجية مستقلة تقوم على النظرية و‬
‫التجريب معا‪.‬‬

‫فيلسوف بريطاني ‪ ،‬مؤلف كتاب "الرجل ضد الدولة" و من‬ ‫‪ -3‬هربرت سبنسر ‪:‬‬
‫أوجد مصطلح "البقاء لألصلح"‪.‬‬
‫‪ -4‬مونتسكيو ‪ :‬شارل لوي دي سيكوندا المعروف باسم مونتسكيو هو قاضي و‬
‫رجل أدب و فيلسوف سياسي فرنسي ‪ ،‬هو صاحب نظرية فصل السلطات الذي تعتمده‬
‫حاليا العديد من الدساتير عبر العالم ‪.‬‬
‫ومن الرواد اآلخرين ‪ :‬راد كليف براون ‪ ,‬مالينوفسكي ‪ ,‬تالكوت بارسونز ‪,‬‬
‫هانز كيرث ويسي‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬من المناظرين البارزين‬
‫نبدأ دراستنا في القرن الثامن عشر ( بارون دي مونتسكيو ) "‪ "1775-1689‬و ال‬
‫نعني انه أول الوظيفيين بل الن مونتسكيو مهم ألنه حاول ربط وظائف " بأنماط"‬
‫التنظيم االجتماعي فنوعية تحليله الوظيفي تختلف عن ما قدمه أوجست كونت و‬
‫هربرت سبنسر‬

‫مونتسكيو! ‪1- )1775-1689( :‬‬


‫احد اآلباء المؤسسين للعلم االجتماعي ومؤلف كتاب ( روح القوانين) امتدح إلدخاله‬
‫المنهج العلمي في دراسة المجتمعات البشرية أي ادخل صياغات تشبه القوانين حول‬
‫السلوك البشري لكن العنصر الذي لم يلقى اهتماما هو الطابع الوظيفي لتحليله‬
‫و بالرغم ان مونتسكيو لم يستخدم أبدا لفظ الوظيفة فانه يستخدم المفهوم بنفس الطريقة‬
‫التي نستخدمه بها اليوم مثال‪ (( :‬عندما يبدو قانون ما غريبا وال يستطيع المرء معرفة‬
‫مصلحة المشرع في سنه على هذا النحو فيجب على المرء ان يفترض انه يرتكز على‬
‫منطق معقول))و اذا ترجمناه إلى اللغة الوظيفية الحديثة " الممارسات التي تبدو لألول‬
‫وهلة ال تخدم أي غرض يجب ان تفحص لكشف وظائفها الكامنة‬
‫ففي تصنيف مونتسكيو تصنيف للعالقات االجتماعية و ان احد المزايا األساسية‬
‫لتصنيفه للعالقات االجتماعية هي أنها ال تؤسس على ثنائية ‪ :‬البدائية ‪ /‬الحداثة و هنا ما‬
‫اختلف مونتسكيو عن بقية منظري علم االجتماع الذلين اهتموا بحصر تلك الخصائص‬
‫التي تميز المجتمعات الحديثة عن المجتمعات األقل حداثة و البدائية فنتفق معه ألنه‬
‫بالبحث في ما وراء ثنائية البدائي ‪ /‬الحديث يمكنن تحديد ما نعتبره التنويعات المهمة‬
‫في العالقات االجتماعية‬
‫وظهر بالتالي فكرة النسق االجتماعي على أساس ان مظاهر الحياة االجتماعية تؤلف‬
‫فيما بينها و حدة متمسكة متسقة و ذلك عندما تحدث مونتسكيو عن القانون و عالقته‬
‫بالتركيب السياسي و القتصادي بالتركيب السياسي و غيرها مما يشكل جوهرة فكرة‬
‫البناء االجتماعي‬
‫‪ :‬أوغست كونت ‪2-‬‬
‫أول من دعا إلى تأسيس علم لدراسة المجتمع و اطلق عليه علم االجتماع حيث كان‬
‫معجبا بمؤلف " روح القوانين" ز على غرار مونتسكيو افترض كونت وجود عالقة‬
‫اعتماد متبادل بين األجزاء في النظام االجتماعي و حرص على تجنب أخطاء‬
‫مونتسكيو في اعتقاده‬
‫و في حديثه عن االستقرار االجتماعي فكان يحاول ان يبحث عن العوامل التي تحفظ‬
‫المجتمع استقراره و استمراره فهو لم يهتم بالتغير بقدر اهتمامه باالستقرار وقد عرف‬
‫كونت االستقرار االجتماعي لنه البحث في القوانين التي توجه سلوك األفراد و ردود‬
‫أفعالهم في أجزاء البناء المختلفة و اكد كونت ان مفهوم التوازن يعني وجود نوع من‬
‫االنسجام بين أجزاء البناء االجتماعي وان حدوث خلل في البناء يعني وجود حالة‬
‫مرضية في المجتمع‬
‫حيث جادل كونت بان اهم شرط وظيفي هو إلجماع على القيم بين أعضاء المجتمع و‬
‫اعتقد ان أنماط التفكير المتنافسة في داخل األمة سوف تقود إلى انهيارها‬

‫هربرت سبنسر ‪3- )1903-1820(:‬‬


‫كان أول من طبق بشكل منهجي مفاهيم البنية و الوظيفة لقد كرس تحفته الرائعة "‬
‫مبادئ علم االجتماع" حيث قارن المجتمع بالكائن الحي من حيث األجزاء و الوظائف‬
‫في جزء كبير منها لتحليل كيف تؤدي األبنية المؤسسية المختلفة السياسية ‪ ,‬المهنية‪,‬‬
‫االقتصادية وظائفها للحفاظ على المجتمع‬
‫سبق تحليل سبنسر علم االجتماع األمريكي ما بعد الحرب في بحثه عن المتطلبات‬
‫الوظيفية لكل المجتمعات إذ يرى ان هناك شروطا عامة معينة يحب توافرها في كل‬
‫مجتمع إلى حد معقول قبل ان يحقق تماسكه و يجب استكمالها تماما حتى تكتمل الحياة‬
‫االجتماعية هذه المتطلبات تشمل ‪ :‬التناسل – اإلنتاج – التبادل – االتصال – و ضبط‬
‫سلوك الفرد‬
‫إذ أشار ان المؤسسة االقتصادية تكمل المؤسسة الدينية و ان المؤسسة الدينية تكمل‬
‫المؤسسة األسرية و هكذا كما أضاف بان وظائف الكائن االجتماعي مكملة لبعضها‬
‫البعض فبالرغم من اختالف وظائفها إال أنها تكون مكملة لبعضها البعض‬

‫‪8‬‬
‫و عموما كان سبنسر السباق في وضع بعض أسس نظرية التطور ( كما استفاد داروين‬
‫من هذه األفكار ) كما امن بقواعد الطبيعة و ناها جاءت لغاية أساسها التخلص من‬
‫الضعفاء و استمرار األقوياء‬

‫إيميل! دوركام ‪4- )1917-1858( :‬‬


‫ارتبطت الوظيفية بشكل دقيق بأعماله التي طرحت التفسير الوظيفي و في بداياته‬
‫األولى التصق بالنظرية العضوية التي أخذها من هربرت سبنسر حيث حدد معالم‬
‫‪ :‬الوظيفية وفقا لما يلي‬

‫رؤية المجتمع انه نسق واحد أو وحد كلية ‪-‬‬

‫يسعى المجتمع بشكل عام باعتباره نسقا واحدا إلى إيجاد حالة من التوازن العام ‪-‬‬

‫ثمة وجود واقعي و تصوري للمجتمع و ان هناك اتفاق عام على القيم والمعايير من ‪-‬‬
‫جانب أعضاء المجتمع‬
‫ان إيميل يميل إلى جعل مفهوم الوظيفة مفهوما نسبيا خاليا من الحتمية فاذا لم يكن من‬
‫الضروري‪ 4‬اعتبار كل وظيفة تعبيرا عن حاجة الجسم فليس من الضروري ان تكون‬
‫لكل حاجة وظيفة في الجسم‬

‫‪:‬المبحث الثالث‬
‫‪:‬االنتقادات التي وجهت للنظرية ‪1-‬‬
‫تعرضت النظرية الوظيفية إلى حملة من االنتقادات إذ اخذ هذا االتجاه على انه أحادي‬
‫النظرة بمعنى انه ال يرى و يبحث في النسق االجتماعي إال أبعاد التوازن و الوظائف و‬
‫تحقيق األهداف فال يهتم بتحليل أبعاد أخرى للظاهرة مثل أبعاد التغير و االضطراب و‬
‫األمراض و المشكالت االجتماعية كما نصب التركيز على الجوانب الثابتة من النسق‬
‫االجتماعي و األبعاد الثقافية للنسق كانت اكثر استخداما في التفسير من غيرها من‬
‫مكونات النسق ‪ ,‬و هناك إهمال غير مقبول لعنصر أساسي في فهم تغير و تطور‬
‫المجتمعات و المتمثل في موضوع الصراع االجتماعي‬
‫اذا فهي تركز على الثبات االجتماعي اكثر من اهتمامها بقضايا التغير االجتماعي كما‬
‫اخذ عليها تطرفا شديد في التركيز على محاكاة نماذج العلوم الطبيعية و االهتمام‬
‫المفرط بالجوانب الثابتة على حساب الجوانب الحركية المتغيرة‬
‫حيث رأى داهرندورف من قبيل اليوتوبيا بينما رأى بوبوف عالم االجتماع الروسي‬
‫أنها تصور المجتمع على انه نظام ابدي ال يعرف التطور و االنتقال إلى وضع جديد‬
‫بينما رأى رايت ميلز في كتابه " تصورات السوسيولوجي" ان بارسونز قدم مبررات‬
‫أخالقية الستمرار القوى المتحكمة في السلطة من خالل التركيز على االستقرار و‬
‫تحقيق التوازن و مراقبة السلوك األفراد بفرض قيم ومعايير فوقية تحارب مسبقا أي‬
‫محاولة للتغيير أو أي شكل من أشكال التمرد‬

‫‪ -2‬النظرية الوظيفية الجديدة‪:‬‬


‫التقليد الشائع في تطور العلوم االجتماعية أن لكل بناء نظري استدراكات و تصحيحات‬
‫تصاغ في ثوب جديد و تكون بمثابة نفس جديد للنظرية األم أمال في االستمرار و‬
‫المصداقية في تحليل العالقات الدولية‪ ،‬و في هذا اإلطار جاءت الوظيفية الجديدة على‬
‫أثر االنتقادات النظرية التي وجهت للوظيفية األصلية التي تركزت حول استحالة الجمع‬
‫و التوحيد بين مصالح الشعوب و األمم و استحالة الفصل بين القضايا السياسية و‬
‫تميزها عن القضايا األخرى و أخيرا استحالة إقناع الدول بتنازلها عن جزء من سيادتها‬
‫لصالح المؤسسات الوظيفية ‪ .‬و في خضم هذه االنتقادات جاءت الوظيفية الجديدة‬
‫لوضع مفهوم مغاير للتكامل و االندماج و إيجاد معايير و مؤشرات جديد لهذه الظاهرة‪.‬‬
‫فالوظيفية الجديدة تعتني بوجود ظاهرة تكامل قطاعات سيادية في الدول تحت ضغط‬
‫اإلغراء االقتصادي مع وجود تحكم مرافق للعملية‪ ،‬فمن أكبر الدعاة لهذه النظرية‬
‫أرنست هاس و الذي يعتبر أب هذه النظرية و جفري ألكسندر ‪ .‬أي أن المؤسسات أو‬
‫المجتمعات يجب أن تسعى للتوسع و االنفتاح تحت قطاع بحيث يكون القطاع المختار‬
‫مهما و مثيرا لالهتمام لكن ال يكون مثيرا للجدل بشكل حاد بحيث تتأثر المصالح‬
‫الحيوية للدول و ال تشعر النخب السياسية أن قوتها و مصالحها الواسع مهددة بشكل‬
‫جدي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ :‬خاتمة‬
‫الجدير بالقول ان االتجاه الوظيفي يمكن ان يساعدنا على إلقاء الضوء‬
‫على الوظيفة االجتماعية لظاهرة مثال تبادل الهدايا في تحقيق المزيد‬
‫من التماسك االجتماعي وفيما تتمتع به من خاصية اإللزام فأي عادة‬
‫اجتماعية ‪.‬يمارسها اإلنسان بصورة جماعية البد ان يكون لها وظيفة‬
‫تقوم بها و إال لما وجدت هذه الظاهرة‪ " 4‬فالعادات االجتماعية ولتكن‬
‫تقديم الهدايا في عيد األم في المناسبات األسرية أو ألفراد األسرة في‬
‫حاالت الزواج له أثار في المجتمع و تقوية التماسك االجتماعي فاألثر‬
‫الذي تمارسه هذه العادات‪ 4‬االجتماعية ناشئ عن وجود هذه الصور‬
‫من أشكال السلوك االجتماعي وهذا األثر هو الوظيفة التي يؤديها‬
‫السلوك االجتماعي في المجتمع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬أ‪.‬د‪ .‬عربي محمد‪ /‬د‪ .‬قلواز إبراهيم ‪ /‬مجلة التمكين االجتماعي ‪ /‬النظرية البنائية‬
‫الوظيفية ‪ :‬نحو رؤية جديدة لتفسير الظاهرة االجتماعية ‪ /‬المجلد األول ‪ /‬العدد الثالث ‪/‬‬
‫سبتمر‪/2019‬‬

‫‪ -‬إحسان محمد الحسن ‪ ،‬النظريات االجتماعية المتقدمة (دراسة تحليلية في النظريات‬


‫االجتماعية المعاصرة )‬
‫– إحسان محمد الحسن ‪ ،‬النظريات االجتماعية المتقدمة ‪،‬‬
‫‪ -‬د‪ -‬زينة بن حسان ‪ /‬مطبوعة بيداغوجية في مقياس ‪ :‬نظريا علم االجتماع الحديث ‪/‬‬
‫‪ /2021‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ /‬قالمة‬
‫‪ -‬مجموعة من ال ُكتاب ‪ /‬ترجمة‪ :‬د‪ .‬علي سيد الصاوي‪ 4/‬كتاب نظرية الثقافة ‪ /‬دار علم‬
‫المعرفة ‪ /1990 /‬الكويت‬
‫‪ -‬مصطفى تيلوين ‪ ،‬مدخل عام في األنثروبولوجيا ‪،‬‬
‫‪ -‬يوم التصفح الخميس ‪2‬ديسمبر ‪ 2021‬على الساعة ‪10:00‬‬
‫‪/https://ar.m.wikipedia.org/wiki‬‬

‫‪ -‬يوم التصفح الجمعة ‪3‬ديسمبر ‪2021‬على الساعة ‪12:52‬‬


‫‪/ https://www.politics-dz.com‬‬

‫‪ -‬يوم التصفح الخميس ‪2‬ديسمبر‪ ,2021‬على الساعة ‪12:00https://political-‬‬


‫‪/encyclopedia.org/dictionary‬‬
‫‪ -‬يوم التصفح الخميس‪2‬ديسمبر ‪ 2021‬على الساعة ‪11:00‬‬
‫‪/https://ar.m.wikipedia.org/wiki‬‬
‫‪ -‬يوم الخميس ‪ 2‬ديسمبر‪ . 2021‬على الساعة ‪14:00‬‬
‫‪https://ar.m.wikipedia.org/wiki/A‬‬

‫‪12‬‬

You might also like