You are on page 1of 18

‫الــجمــهــوريـة الجزائـريــــة الديــــمـقــــراطـــيـة الـشـــــعبـــية‬

‫وزارة الـــتـعـلـيـم الـعـــالــي والــــبحـث العــلــمـي‬


‫جامـــعة عـــبد الحميـــد بن باديـــس _مســـتغانم‬
‫كـــلــيـــة الـــعـــلوم اإلجـــتماعــيــــة‬
‫قـــــســــم الفلسفة‬

‫مقياس‪ :‬اشكاليات الفلسفة االسالمية‬

‫موضوع البحث‪:‬‬

‫بطاقة قراءة ‪:‬لكتاب مدخل الى فلسفة العلوم محمد عابد الجابري‬
‫_ الجزء االول‪/‬القسم األول‪:‬الفصل االول‪-‬المنهاج التجريبي نشاته‬
‫وخصائصه‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬

‫بوحسون حياة‬

‫السنة الجامعية‪2023_2022 :‬‬


‫_المقدمة‬

‫‪_1‬الجانب الخارجي للكتاب‪:‬‬

‫أ‪-‬التعريف بالكتاب‬

‫ب‪-‬الكتاب من ناحية الشكل‬

‫‪_2‬الجانب الداخلي للكتاب‪:‬‬

‫القسم االول‪:‬المنهاج التجريبي (الفرضية والنظرية)‬

‫_المنهاج التجريبي نشأته وخصائصه‪:‬‬

‫اوال‪:‬بيكون" األرغانون الجديد"‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬غاليليو وميالد الفكر العلمي الحديث‬

‫ثالثا‪:‬من مظاهر الصراع بين القديم والحديث‪:‬‬

‫ارتفاع السوائل ومشكلة الخالء‬ ‫‪‬‬

‫رابعا‪:‬نتائج العامة‬

‫خطوات المنهاج التجريبي وخصائصه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمة‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫الدراسات‬ ‫تكتسي‬
‫االبيستيمولوجية‪-‬التي تتناول قضايا المعرفة عامة والفكر العلمي خاصة‪-‬أهمية‬
‫بالغة في الوقت الحاضر‪ @.‬بل يمكن القول أنها الميدان الرئيسي الذي يستقطب‬
‫األبحاث الفلسفية في القرن العشرين‪ .‬يأتي الكتاب في هذا اإلطار ليفتح نافذة على‬
‫الفكر العلمي المعاصر‪ @،‬وعلى جوانب من نظرية المعرفة العلمية‪ ،‬وهدف المؤلف‬
‫تشجيع الطالب على ارتياد هذا النوع من الدراسات واألبحاث‪ ،‬والمساهمة في‬
‫نشر المعرفة العلمية وأساليب التفكير العلمي في أوساطنا الثقافية‬
‫ومن خالل هذا سوف نتناول التعريف بالكتاب من خالل التطرق الى اهم‬
‫العناوين الشاملة للكتاب ‪.‬‬
‫التعريف الخارجي للكتاب‪:‬‬

‫لقد تناول الكتاب واشتمل الكتاب على جزأين‪ :‬عالج المؤلف في الجزء األول منه‬
‫مفهوم االيبستيمولوجيا وعالقتها بالدراسات المعرفية األخرى‪ ،‬القديمة والحديثة‪،‬‬
‫متبعا ً نظرة الفالسفة والعلماء إلى مشكلة المعرفة‪ ،‬مركزاً على االتجاهات‬
‫المعاصرة‪ @،‬سالكا ً المنهج التاريخي النقدي‪ .‬أما الجزء@ الثاني فقد خصصه للمنهاج‬
‫التجريبي وتطور الفكر العلمي في ميدان الفيزياء‪ ،‬منذ بيكون وغاليلو إلى الفيزياء‬
‫الذرية‪ ،‬مركزاً على الجانب@ المعرفي‪ ،‬غير مغفالً اإلشارة إلى بعض الكشوف‬
‫العلمية التي تلقي الضوء على القضايا االيبستيمولوجية المطروحة وتجعل القارئ‬
‫غير المختص يدرك منابعها وإطارها العلمي والتاريخي‪.‬‬

‫وأخيراً ختم المؤلف هذا الجزء بنصوص تتناول أهم القضايا@ االيبستيمولوجية‬
‫الحديثة والمعاصرة في موضوع الفيزياء‪ ،‬بأقالم كبار العلماء المختصين‪.‬‬

‫الكتاب من ناحية الشكل‪:‬‬

‫تتضمن الصفحة االولى من الكتاب على تالثة الوان من الجهة العلوية بالون‬
‫رمادي الفاتح يتضمن اسم مركز الدراسات في الوسط ومن الجهة اليسرى رمز‬
‫الدار‪ .‬عنوان في الوسط مكتوب بالخط الغليظ في اطار بااللون االصفر ‪،‬وفي‬
‫االسفل اسم الكاتب محمد عابد الجابري بالون االحمر‪.‬‬
‫اماالصفحة التي تليها مخصصة السم مركز الدراسات وعنوان الكتاب‬
‫والمؤلف‪،‬اما الصحة الثالثة تتضمن دار وبلد النشر وعدد الطبعات مع السنة مع‬
‫رقم الهاتف والفاكس وااليميل وتليها المحتويات‪.‬‬

‫تصمن الكتاب على ثالثة اقسام‪:‬فالقسم االول‪:‬المنهاج التجريبي والقسم الثاني‬


‫تطور االفكارفي الفزياء@ اما الثالث بعنوان النصوص‪.‬‬

‫تعريف بالكاتب‪ :‬مفكر وفيلسوف عربي من المغرب‪ .‬ولد بمدينة سيدي لحسن في‬
‫شوال ‪ 1354‬هـ بمدينة فجيج الواقعة في شرق المغرب على خط الحدود الذي‬
‫أقامه الفرنسيون بين المغرب والجزائر‪ ،‬وتتألف فجيج من سبعة قصور ‪ -‬أي‬
‫تجمعات سكنية ‪ -‬من بينها قلعة زناكة التي ولد فيها الجابري بعد أن انفصلت‬
‫والدته عن والده‪ ،‬فنشأ نشأته األولى عند أخواله وكان يلقى عناية فائقة من أهله‬
‫سواء من جهة أبيه أو أمه‪ .‬وكان جده ألمه يحرص على تلقينه بعض السور‬
‫القصيرة من القرآن وبعض األدعية‪ ،‬وما لبث أن ألحقه بالكتاب فتعلم القراءة‬
‫والكتابة وحفظ ما يقرب من ثلث القرآن‪ ،‬وما إن أتم السابعة حتى انتقل لكتاب‬
‫آخر‪ ،‬وتزوجت أمه من شيخ الكتاب فتلقى الجابري تعليمه على يد زوج والدته‬
‫لفترة قصيرة‪ ،‬ثم ألحقه عمه بالمدرسة الفرنسية فقضى عامين بالمستوى األول‬
‫يدرس بالفرنسية‪.‬‬
‫بدت أمارات@ التفوق على الجابري حين برع في الحساب كما كان يجيد القراءة‬
‫في كتاب التالوة الفرنسية‪ ،‬وكان االنتساب للمدرسة الفرنسية ينطوي على نوع‬
‫من العقوق للوطن والدين فكان اآلباء يخفون أبناءهم وال يسمحون بتسجيلهم في‬
‫هذه المدرسة إال تحت ضغط السلطات الفرنسية‪.‬‬
‫حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام ‪ 1967‬ثم دكتوراه الدولة‬
‫في الفلسفة عام ‪ 1970‬من كلية اآلداب بالرباط‪ .‬عمل كمعلم باالبتدائي (صف‬
‫أول) ثم شغل كأستاذ للفلسفة والفكر العربي اإلسالمي في كلية اآلداب بالرباط‪.‬‬
‫كان عضواً بمجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية‪.‬‬

‫صدور الكتاب‪1986:‬‬

‫الطبعة‪ :‬الرابعة‬

‫نوع الكتاب‪PDF:‬‬

‫الفكرة العامة‪:‬المنهج التجريبي خصائصه وخطواته‬

‫االفكار االساسية‬

‫_بيكون واالرداون الجديد"السيطرة على الطبيعة وتصنيف العلوم"‬

‫_ غاليلو وميالد الفكر العلمي الحديث‬

‫_مظاهر الصراع القديم‬

‫دار ومكان النشر‪:‬الحمراء‪،‬بيروت‪.‬‬


‫القسم االول‪:‬المنهاج التجريبي (الفرضية والنظرية)‬

‫_المنهاج التجريبي نشأته وخصائصه‪:‬‬

‫اوال‪:‬بيكون" األرغانون الجديد"‪.‬‬

‫عاش فرانسيس بيكون في بداية فترة التحول التي اشرنا اليها قبل في عصر لم يتم‬
‫فيه االنتقال بعد من القديم الى الجديد ‪.‬‬

‫فكان طبيعيا يجمل تفكيره‪ ،‬بعض معطيات القديم الى الىالجانب@ الجديد الذي جند‬
‫نفسه للتجنيد‪،‬له والتبشير به‪.‬‬

‫‪_1‬الهدف‪:‬السيطرة على الطبيعة‪.‬‬

‫لم يكن بيكون يرمي الى انشاء فلسفة جديدة او تركيب نظام فلسفي معين ‪،‬وإنما‬
‫كان هدفه االساسي "اصالح أساليب التفكير وطرق البحث"‪.‬لقد@ انتقد الفالسفة‬
‫السابقين من عقالنيين وتجربيين ‪:‬فاألولون كانوا كالعنكبوت والذي يبني منزله‬
‫بداخله ‪،‬واالخرون كانمل الذي يجمع من الخارج‪،‬زاده‪.‬‬

‫ان على كل فيلسوف ان يأخذ من الظواهر‪،‬والحوادث@ وبواسطة التجربة وما يبنى‬


‫به الفلسفة والعلوم وبالدرجة االولى العلم النافع فالفلسفة القديمة انما فشلت في‬
‫رأي بيكون لكونها كانت تهتم بالمعرفة لذاتها والن الشغل الشاغل للفالسفة كان‬
‫اقحام خصومهم والعمل على التفوق عليهم في المناظرة والجدل الشيء الذي جعل‬
‫الفلسفة القديمة تبقى مجرد جدال عقيم‪.‬‬

‫الهدف من المعرفو اذن هدف نفعي اليطرة على الطبيعة واخضاعها ألغراضنا‬
‫العلمية‪.‬ذلك من الدرب الجديد الذي يجب ان تسير فيه الفلسفة والعلوم‪.‬‬

‫وهو درب وهو درب يختلف تمما عن دروب اليونانيين وسار فيه علماء القرون‬
‫الوسطى واذا اتضحت الهدف وتقررت الوسيلة فإن الخطوة األولى العلمية التي‬
‫يجب البدئ بها هي القيام بكشف عام وإحصاء واسع لصندوق المعرفة البشرية‬
‫قصد ما تم التعرف علي‪،‬ماتم انجازه حتى ال نضيع الوقت والجهد في البحث عنه‬
‫من جديد وعلى ما لم يتم كشفه بعد‪،‬حتى نجد في البحث والتنقيب قصد جالئه‬
‫وأقراره ‪.‬‬

‫‪_2‬تصنيف العلوم‪.‬‬

‫_فالتاريخ قسمان‪:‬مدني خاص باالنسان‪،‬وطبيعي خاص بالطبيعة والتاريخي‬


‫نوعان‪:‬تاريخ كينيوتاريخ مدني‪.‬بمعنى الكلمة‪.‬‬

‫اما طبيعي ينقسم الى ثالثة اقسام‪.‬فاالول يهتم بوصف المظاهرالسماوية‬


‫واالرضية‪،‬ونوع يهتم بالموخ‪،‬وهي تكشف عن قوى الخفيه‪،‬ونوع ثالث يهتم‬
‫بالفنون التي هي وسائل اإلنسان لتغيير الطبيعة ‪.‬‬

‫_اما االدب‪:‬فهي اربعة انواع‪:‬طبيعية ووصفيه وتمثيليةورمزية‬

‫_أما الفلسفة وموضوعاتها‪:‬الفلسفة والموضوعات وهللا‪،‬لقد اطنب بيكون في‬


‫تفصيل هذا التصنيف مدليا بكثير من المعلومات القديمة واالفتراضات‬
‫والموضوعات حلول العلوم‪،‬لينتهي اخيرا القول بانتمحيص‪،‬هذه‪،‬العلوم والمعارف‬
‫ضخم وال بد من تظافر الجهود‬ ‫التشخيص المطلوب مهمة شاقة‪،‬فالمشروع‬
‫إلنجازه‪.‬‬

‫‪_3‬العوائق واألوهام‪ :‬ومع ذلك هناك مهمة مستعجلة ال بد من تدشينها للعمل‬


‫بها ‪،‬وهي القضاء على الموانع والعوائق التي حالت@ دون قيام العلوم من‬
‫قبل ‪،‬منظمة مصنفة على هذا الشكل والسبيل الى ذلك‪.‬‬

‫فيما يرى بيكون هي البدء بتطهير العقل من االوهام‪.‬‬

‫هذه الشروط نفسها تنطبق على العقل فإذن الشرط األول ييعني تطهير العقل‪.‬من‬
‫االوهام وهذا الشرط وحده ال يكفي البد بعد تطهير العقل من تحديد الهدف الذي‬
‫توجيها‬ ‫يجب ان يسعى اليه‪.‬اي البد من توجيه مرأة العقل المصقولة‬
‫مالئما‪،‬وهوتوجيه يجب ان يمر على ثالثة مراحل‪:‬‬

‫_تحديد صورةة الحقيقية للطبيعة‪.‬‬

‫_البحث@ فيما يحدث للجسم عندما يتحرك او يتحول‬

‫_البحث@ في تركيب الجسم الساكن لمعرفة ما يقبل نن الصور والكيفيات‪.‬‬

‫‪_4‬االستقرار والتجربة الحاسمة‪:‬‬

‫ان القيام باالستقرار مشروع هو عملية تتم من خاللها لحظتين‪:‬لحظة العزل او‬
‫االستبعاد‪ ،‬وهي مرحلة سلبية يجب ان تراعي فيها القواعد‪ .‬الثالثة االتية‪:‬‬

‫‪ -1‬عندا يحضر السبب تحضر النتيجة‪.‬‬

‫‪-2‬عندا تغيب السبب تغيب النتيجة‪.‬‬


‫‪-3‬عندما تغيب السبب تتغير النتيجة‪.‬‬

‫ذلك هو االستقراء المشروع في نظر بيكون وتلك هي شروطه‪.‬وعناصره‪.‬‬

‫ويلح بيكون على ضرورة االهتمام حالل مراحل االستقراء بالحوادث االساسية‬
‫للوقوف‪،‬بكيفية خاصة محل التجرة الحاسمة‪.‬هي بمثابة العالمة التي توضع على‬
‫مفترق الطرق لتوجيه المسافر الى الجهة التي تؤدي به الى مقصوده‬

‫وبالجملة المقصودة باالستقراء واجراء التجارب@ هو الحصول على التجربة‬


‫الحاسمة فهي وحدها التي تفصل في االمر‪،‬وتفرض نوع من الحل الذي يجب‬
‫االخذ به‪.‬‬

‫بوسعنا ان نسجل في هذا الصدد عدة مالحظات‬

‫‪_1‬ان ابراو اهمية التجربة والدعوة الى اصطناعها في البحث@ عن ظواهر طبيعية‬
‫وانتقاد طرق القدماء‪.‬‬

‫‪28‬لقد بنى بيكون منه منهجهالتجريبي على مجرد التأمل والتفكيرال على‬
‫الممارسات العلميةللبحث العلمي‪.‬‬

‫‪_3‬اما تصنيفه للعلوم على اساس الملكات للثاثة فتصنيف واه ال يصمد ألقل ن‬
‫فليس صحيحا‪@.‬‬

‫ولكن ومع ذلك هماك ثالثة عناصر مهمة‪:‬‬

‫‪_1‬الحاجة الى عدم التسرع في استخالص النتائج‪.‬‬


‫‪_2‬الحاجة على اهمية لخظة العزل وتنويع التجربة فاالستقرار الحقيقي ليس‬
‫مجرد تعدادالظواهر‪،‬مهما كثرت‪.‬‬

‫‪_3‬اشادته بما اسماه "التجربة الحاسمة"هي التجربة التي تمكن الباحث من تريج‬
‫فرض على اخر‪،‬والتي سيكون لها شأن كبير في التكير العلمي‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬غاليلو وميالد الفكر العلمي الحديث‪.‬‬

‫‪_1‬مالمح من شخصية الرجل‬

‫لقد اسسس غاليلو العلم الفزيائي فأرسى دعائم مناهجهودشن البحث في أهم‬
‫فروعه التقليدية‪،‬هو اول عالم من قطع الصلة بالفكر القديم مدشنا طريقة جديدة في‬
‫البحث تقوم على نظرة جديدة في الطبيعة‪.‬‬

‫كانت نظرته الى الكون نظرة مادية فالعالم مادة وحركة والحركة خاضعة لقانون‬
‫العطالة ‪،‬لقد اوضح بالتجارب@ ان الحركة تسير بنفس السرعة وفي نفس‬
‫االتجاه ‪،‬بل وكانت نظرته المادية العلمية تشمل السماء ايضا‪،‬‬

‫وحينها كان غاليلو يستنتج‪،‬من تجاربه على سقوط االجسام قوانين حركة االجسام‬
‫على االرض‪.‬‬

‫غير انم اهو اهم من هذا كله هو تدشين طريقة جديدة في البحث هي الطريقة التي‬
‫ندعوها اليوم بالمنهج التجريبي ولقد ادرك غاليلو اهمية تطبيق الرياضيات@ على‬
‫البحث في ظواهر الطبيعة فجعل منها العمود الفقري لكل بحث علمي حقيقي‪.‬‬

‫ان تمكن غاليلو من اكتشاف عدة حقائق علمية جديدة وفي اطار من تفكير جديد‬
‫وادراكه الوعي اهمية الرياضيات@ في ضبط قوانين الطبيعة جعله يعي تماما‬
‫الوعي بانه بصدد ارساء اسس علم جديدة لم يسبق ان دشن البحث فيه احد من‬
‫قبل بهذا الشكل‬

‫تلك باختصار بعض مالمح هذه الشخصية العلمية الفذة شخصية غاليلو الرائد‬
‫األول للفكر العلمي الحديث‪.‬‬

‫وبذلك احدث غاليلو قطعة ابستومولوجيا معرفية بين الفكر الجديد والقديم‪.‬ولكي‬
‫نلمس عن قرب هذا المنهج الجديد الذي شيده غاليلو المنهج التجريبي نرى من‬
‫المفيد تتبع خطواته الفكرية في دراسة سقوط األجسام‪.‬‬

‫‪_2‬سقوط األجسام بين التفسير المتافيزيقي والبحث التجريبي‪.‬‬

‫ظاهرة سقوط األجسام ظاهرة عادية معروفة وقد فسرها الفالسفة القدماء تفسيرا‬
‫ميتافيزيقيا إحيائيا على غرار ما فعلوا بالنسبة إلى ظواهر طبيعية أخرى‪،‬فقد فسر‬
‫هذه الظاهرة بوجود قوة طبيعية تدفع األجسام إلى االندفاع إلى بعضها وعلة‬
‫العموم قد اهتم الفالسفة والمفكرون القدماء بهذه الظاهرة وجعلوها احد‬
‫الموضوعات‪ .‬أما غاليلو قد نهج منها‪،‬يختلف تمام عن هذا النوع من التفكير‪،‬لقد‬
‫ركز اهتمامه على الظاهرة‪،‬بالطبيعة‪،‬باحثا فيه وحده‪،‬معتمدا التجربة واالختبار‬
‫العاميين فتوصل بهذا الى صياغة قانون األجسام‪.‬‬

‫صياغة قانون األجسام كما يلي‪:‬‬

‫_تسقط جميع األجسام في فراغ بنفس السرعة مهما كان وزنها وطبيعتها‪.‬‬

‫_مسافة التي يقطعها الجسم الساقط متناسبة مع مربع الزمن الذي يستغرق في‬
‫السقوط‪،‬فقد توصل الى هذا القانون بإتباعه خطوات منهجية توضح مناقشة غاليلوا‬
‫لهذه الظاهرة‪:‬‬
‫‪-1‬من المالحظة والفرضية إلى القانون‪.‬‬

‫الحظ غاليلوا ان األجسام التسقط بنفس السرعة بل تتفاوت سرعة سقوطها‬


‫بإختالاف أوزانها فالجسم الثقيل يسقط قبل الجسم الخفيف (كرة من حديد وقطعة‬
‫من قماش مثال)‬

‫‪-2‬صنع ظاهرة وصياغتها رياضيا‪:‬‬

‫لقد ركز غاليلو انتباهه على ثالثة عناصر في ظاهرة مدروسة‪:‬‬

‫وزن األجسام ‪،‬اختالف سرعتها ومقاومة الوسط‪،‬أدى به تحليل هذه الظواهر الى‬
‫اكتشاف عنصر أخير بوصفه مسؤوال عن حدوث السقوط‪،‬‬

‫إال أن بين بالفعل أن األجسام الساقطة مختلفة الوزن تزداد سرعة سقوطها بتفاوت‬
‫المسافة التي تقطعها اي كلما زادت المسافة ازداد اختالف في سرعة السقوط‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬من مظاهر الصراع بين قديم وحديث‪،‬ارتفاع السوائل والمشكلة الخالء‪.‬‬

‫لم يشأ المنهاج التجريبي كما حللناه من خالل مثال سقوط األجسام بل قد واكب‬
‫هذا المنهج في نشأته وتطوره‪،‬في العلم الحديث بقيامه ونموه ونضجه‪،‬حيث‬
‫اصطدم التفكير العلمي بمفاهيمه الجديدة وطريقته التجريبية بمفاهيمه والطرق‬
‫القديمة التي ظلت سائدة في العالم‪،‬منذ أفالطون‪،‬وارسطوا اال ان كانت هناك نظرة‬
‫أخرى للفالسفة اليونان وعلماء قرون الوسطى الى كون ان الظواهر ترتكز على‬
‫جملة من المفاهيم والتصورات الميتافيزيقية‪،‬وهكذا فالمسئلة المطروحة مع قيام‬
‫العلم الحديث على يد غاليلوا كانت في الحقيقة وواقع مسألة التخلي او عدم‬
‫التخلي عن البنية الفكيرية العامة الى سادت خالل القرون الوسطى‪.‬‬

‫وسنحاول في الصفحات التالية التعرف على القضايا التي كانت محور نقاش بين‬
‫الفالسفة والعلماء‪،‬التي تدور حول بعض المفاهيم والتصورات التي تشكل نوعا‬
‫من العوئق االبستمولوجيا بعد جهد وطول المدة‪:‬‬

‫‪_1‬توريثلي وقصة المضخة‪:‬‬

‫حدثت ذات يوم من االيام في حقول فلورانا بإطاليا ان المضخة التي صنعها‬
‫احدهم لرفع الماء الى مستوى اكبر من المستوى العادي‪ ،‬على انها الترفع الماء‬
‫رغم كبرها‪ ،‬وان الماء يمتنع من الصعود الى اعلى المضخة حيث ذهب صاحب@‬
‫الضخة الى غاليلوا اخبره باالمر‪،‬وذهب معه غاليلوا الى عين المكان للتاكد من‬
‫االمر‪،‬حيث قال له ان الطبليعة ال تخاف الفراغ اال في حدود معينهة حيث تذكرنا‬
‫بذلك بالتفسير االحيائي التي سادت قديما‪.‬‬

‫‪_2‬باسكال وقانون توازن السوائل‪:‬‬

‫سمع باسكال بالقصة حيث قام بها فارا دان يتأكد من صحة الفرضية بدء عمله‬
‫بقيام بتجارب مماثلة بواسطة انابيب من التاكد من صحة نتائج تجربة توريثلي‬
‫فكانت النتيجة‪،‬ان السائل يرتفع في انابيب الى حد معلوم ال يتعداه‬

‫‪_3‬مشكة الخالء بين الفلسفة والعلم‪:‬‬


‫قد يبدوا انه من غير المعقول ان يناقش المرء كل هذه التجارب بعد فرضة‬
‫توريثلي ونتائجها ولكن ما حدث كان العكس تماما وقد كان هناك عائق‬
‫ابستمولوجي يمنع بعض الفالسفة والمفكرين من قبول نتائجها‪.‬‬

‫رابعا‪:‬النتائج العامة‪:‬‬

‫خطوات المنهاج التجريبي وخصائصه‪:‬نستخلص ان المنهاج التجريبي يتألف‬


‫بكيفية اجمالية تخطيطة من خطوات التالية‪:‬‬

‫مالحظة‪،‬فرضية‪،‬التجربة‪،‬والقانون‪.‬ولكن علينا اال ننظر الى هذه الخطوان‬


‫كمراحل مستقلة‪،‬او كخطوات تتتابع بهذا التريب ضرورة ‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن التحليل الذي قدمناه سابقا بظاهرة سقوط‬
‫االجسام وارتفاع السوائل يكشف لنا عن جملة من الخصائص االساسية تميز‬
‫المنهاج التجريبي ‪،‬أهمها‪:‬‬

‫_منهاج التجريبي يعتمد على االستقراء اساسا ولكن ال االستقراء االرسطي بل‬
‫االستقراء العلمي‪.‬يقفز فيه من الوقائع الجزئية الى المبدء العام من الصفات‬
‫الخاصة الى العامة‪.‬‬

‫_يعتمد المنهاج التجريبي على االستقراء العلمي او التحليلي‪ ،‬يعتد كذلك على‬
‫االستنتاج او التركيب‬

‫_التجريبة في المنهاج التجريبي‪،‬تجربة مخبرية اساسا انها انتقال من المالحظة‬


‫العالمية المجهزة الدقيقة‪.‬‬
‫_يتضخ ان اهم ما يميز المنهاج التجريبي الحديث وهو االعتماد الى ابعد حد على‬
‫الرياضيات اي صياغة العالم صياغة رياضية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫بعد تلخصنا لهذا الكتاب توصلنا الى ان المنهاج التجريبي من خارج فبينا‬
‫خصائصه وشرحنا خطواته مستعنين بأمثلة من تاريخ العلم‪.‬‬

You might also like