You are on page 1of 132

‫جــــــــامعـــــة النــــيــلــيــن‬

‫كـــــــــــــلية الــــــدراسات العــــــــــــليـا‬

‫أثر تقلبات أسعار البترول العالمية على االقتصاد العراقي خالل المدة‬
‫(‪ )4002-4002‬م‬
‫أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في االقتصاد‪.‬‬

‫المشرف األساسي‪:‬‬ ‫اعداد الدارس‪:‬‬

‫كمال الدين محمد عثمان‬ ‫خطاب عمران صالح الضامن‬

‫المشرف المعاون‪:‬‬
‫نزهان محمد سهو‬

‫‪ 1038‬م‬ ‫الخـــــرطـــــــــوم‬ ‫‪3419‬هـ‬

‫‪18‬‬
‫االهداء‬
‫لذكرى من مضوا مضجرين بدماهم نحو الخلود‪.‬‬

‫الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية‪.‬‬


‫ألولئك ً‬
‫للذين غرسوا في أعماقي بذرةً للحب والعنفوان‪.‬‬

‫لمن علموني ان ال معناً للحياة دون قضيه‪ ،‬وال قيمةً للروح دون قضيه‪.‬‬

‫ألبي شهيد الحرب العراقية اإليرانية‪ ،‬المالزم عمران صالح الضامن‪.‬‬

‫لعمي وأخي وصديقي‪ ،‬الشهيد الشيخ خطاب صالح الضامن‪.‬‬

‫ألخي وصديقي الذي لم تلده لي أم‪ ،‬الشهيد األستاذ توفيق العنكود‪.‬‬

‫ألن الزمان لم يجيد لي بمثلكم‪ ،‬ولن يجيد‪ ،‬وألنكم كنتم في حياتي نو اًر‬
‫اشرقت له ظلمات الدرب فأنس وحشتها‪ ،‬كنتم أمالً لي وسند‪ ،‬مصدر ٍ‬
‫الهام‬
‫منحني القوة والعزم والتصميم‪ ،‬فكان الوفاء لكم‪ ،‬والمضي على خطاكم‬
‫هدفاً سامياً عملت على تحقيقه‪ ،‬ومبدئاً ثبت عليه‪ ،‬وسأبقى ثابتاً ما حييت‪.‬‬

‫ووفاء واعت از اًز‪ ،‬أهدي ثمرة جهدي العلمي المتواضع‪.‬‬


‫ً‬ ‫اليكم أيها العظام‪ ،‬حباً‬

‫ولدكم واخيكم‬

‫خطاب عمران الضامن‬

‫‪18‬‬
‫الشكر والتقدير‬

‫مع نهاية هذه المرحلة الدراسية الشاقة‪ ،‬أتقدم بالمزيد من الشكر والتقدير والعرفان‪ ،‬لكل من وقف‬
‫معي علمياً ومعنوياً ومادياً‪ ،‬واخص منهم مشرفي األساسي‪ ،‬األستاذ الدكتور كمال الدين محمد عثمان‪،‬‬
‫شك اًر لك من القلب على قبول االشراف‪ ،‬وعلى جهودك الكبيرة وعلمك الغزير‪ ،‬الذي لواله لما كانت‬

‫اطروحتي لتخرج بهذا الشكل‪ ،‬شك ًار لكرمك وتواضعك‪ ،‬اسال اهلل تعالى ان يحفظك ويكرمك لتبقى منهالً‬
‫للعلم والطيب واالخالق‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر الجزيل واالحترام والتقدير لمشرفي المعاون في العراق‪ ،‬األستاذ المساعد الدكتور نزهان‬
‫محمد السهو‪ ،‬صاحب الفكر النير والمتجدد‪ ،‬واألخالق الكريمة‪ ،‬نعم كنت محظوظاً لقبولك االشراف على‬
‫اطروحتي‪ ،‬بارك اهلل فيك وحفظك ووفقك وادامك ذخ اًر للعلم والطيب والمحبة‪.‬‬

‫كما أتقدم بالمزيد من الشكر والتقدير والعرفان‪ ،‬لألساتذة أعضاء لجنة المناقشة والحكم‪ ،‬شك اًر‬
‫لجهودكم العلمية واإلنسانية‪ ،‬شك ار لمالحظاتكم القيمة والتي ستساهم في تقويم األطروحة‪.‬‬

‫ال يفوتني ان أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لعائلتي‪ ،‬التي كانت خير معين لي خالل سنين‬
‫الدراسة‪ ،‬تتقدمهم أمي‪ ،‬منبع الحنان والكرم والتضحية والدعم والتشجيع‪ ،‬تلك المرأة التي اشعلت سنين‬
‫حياتها شموعاً لتنير لي دروب الحياة‪ ،‬في أحلك الظروف‪ ،‬حفظك اهلل يا أمي ومنحك الصحة والسعادة‬
‫والعمر المديد‪ ،‬ومنحني الهمة والقدرة على ان أكون عند حسن ظنك‪ ،‬ألسدد جزًء يسير مما تستحقين‪.‬‬

‫كما أتقدم بالكثير من الحب والتقدير واالحترام لزوجتي‪ ،‬التي كانت لي سنداً في ظروف الحياة‬
‫والدراسة الصعبة‪ ،‬فقدمت التضحيات المادية والمعنوية من أجل ان تستمر دراستي‪ ،‬شك اًر لك من أعماق‬
‫القلب ام عبداهلل‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر واالعتزاز ألوالدي‪ ،‬الذين تحملوا آالم غيابي عنهم خالل مراحل دراستي خارج‬
‫العراق‪ ،‬شك اًر وحباً لكم‪ ،‬وان شاء اهلل تكملون الطريق التي سرت عليها‪.‬‬

‫وال يفوتني ان أتقدم بالشكر والعرفان لعمي وأخي الدكتور مربد الضامن‪ ،‬الذي كان يشجعني‬
‫ويحثني على اكمال اطروحتي ودراستي‪ ،‬وقدم لي أنواع الدعم‪ ،‬فبارك اهلل فيك وحفظك ألهلك ومحبيك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫واخي اًر ال يفوتني ان أشكر أصدقائي وزمالئي وطالبي‪ ،‬وكل الذين قدموا لي المزيد من الحب‬
‫واالحترام والتقدير والتشجيع خالل مسيرتي الدراسية‪ ،‬بارك اهلل بكم جميعاً ووفقكم‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة‬
‫اهلل وبركاته‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أثر تقلبات أسعار البترول العالمية على االقتصاد العراقي خالل المدة ‪1004‬م‪1032 -‬م‪.‬‬
‫المستخلص‪.‬‬
‫تتمثل أهمية الدراسة في تناولها لموضوع تقلبات أسعار البترول على المستوى العالمي‪ ،‬من حيث‬
‫األسباب واآلثار االقتصادية بصورة شاملة‪ ،‬إضافة إلى دراسة وتحليل اآلثار االقتصادية التي أنتجتها‬
‫ظاهرة تقلبات أسعار البترول الخام على االقتصاد العراقي‪.‬‬
‫تهدف الدراسة إلى تحقيق األهداف للتعرف على أهمية البترول في اقتصاديات الدول المنتجة‬
‫والمصدرة‪ ،‬ودراسة وتحليل اآلثار االقتصادية النخفاض أسعار البترول للمدة (‪ )6112-6102‬م على‬
‫المؤشرات الكلية لالقتصاد العراقي‪.‬‬
‫استخدمت الدراسة منهج التحليل االقتصادي القياسي للتوصل ألهداف الدراسة والتحقق من‬
‫فرضياتها‪ ،‬من خالل االعتماد على انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء الموزعة‪.‬‬
‫توصلت الدراسة في جانبها التحليلي الى ان اسعار البترول على المستوى الدولي تعرضت لسلسلة‬
‫من االنخفاضات منذ النصف الثاني من عام ‪6102‬م‪ ،‬عندما انخفض المتوسط السنوي لسلة اوبك من‬
‫(‪ )011‬دوالر عام ‪6102‬م إلى (‪ )12‬دوالر‪ ،‬ثم إلى (‪ )21‬دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬و(‪ )21‬دوالر عام‬
‫‪6102‬م‪ ،‬نتيجة لتأثر اسواق البترول بمجموعة من العوامل االقتصادية والسياسية على المستوى الدولي‪.‬‬
‫أظهرت الدراسة تأثر الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة بانخفاض أسعار البترول الخام منذ عام‬
‫عام ‪6102‬م بلغت نسبته الحقيقية )‪ ،(-0,64%‬تضاعفت نسبة‬ ‫‪6102‬م‪ ،‬مما ادى الى تعرضه النكما‬
‫عام ‪6102‬م لتصل الى)‪ (-2,5%‬ثم ارتفعت الى )‪ (-7,7%‬عام ‪6102‬م‪.‬‬ ‫هذا االنكما‬
‫كما اظهرت الدراسة ارتفاع نسبة مساهمة البترول الخام في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث‬
‫تراوحت بين (‪ )%92.9‬و (‪ )%26.4‬خالل مدة الدراسة‪ ،‬وبلغت (‪ )%21.1‬و(‪ )%62.2‬للسنوات‬
‫‪6102‬م‪6102-‬م على التوالي‪ ،‬بينما تضاءلت نسب مساهمات قطاعي الزراعة والصناعة التحويلية‬
‫مسجلة (‪ )%2.2‬و (‪ )%6.2‬على التوالي للعام ‪6102‬م‪ ،‬و تمثل إيرادات تصدير البترول الخام المصدر‬
‫الرئيسي لإليرادات العامة بنسب تراوحت بين (‪ )%26.0‬و (‪ )%11.2‬للمدة ‪6102-6112‬م‪ ،‬مما شكل‬
‫خطر حقيقي واجهته الدولة عند إعداد الموازنة العامة في ضل انخفاض أسعار البترول‪ ،‬وأدى الى حدوث‬
‫عجز في موازنة عام ‪6102‬م بنسبة بلغت (‪ ،)%62‬كما تقلص حجم الموازنة العامة للدولة عام ‪6102‬‬

‫وبنسبة (‪ )%22-‬قياساً بموازنة عام ‪ ،6102‬كما تقلصت موازنة عام ‪6102‬م بنسبة (‪ )02%-‬قياساً‬
‫بموازنة عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تأثرت السياسة النقدية بانخفاض أسعار البترول‪ ،‬مما ادى الى انخفاض احتياطات النقد االجنبي‬
‫لدى البنك المركزي العراقي من (‪ )77,186‬مليار دوالر نهاية عام ‪ 6102‬الى (‪ )22.022‬مليار دوالر‬
‫نهاية عام ‪6102‬م‪ ،‬ثم الى (‪ )22.604‬مليار دوالر نهاية عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث بلغت كمية االنخفاض‬
‫(‪ )21.124‬مليار دوالر بنسبة بلغت (‪ )%21.0‬خالل ‪ 2‬سنوات فقط‪.‬‬
‫وفي مجال التحليل القياسي أظهرت النتائج ان العالقة طردية بين أسعار البترول ومتغيرات الدراسة‬
‫وهذا يتفق مع المنطق االقتصادي كما بينت النتائج التالي‪:‬‬
‫أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة يؤدي الى ارتفاع قيمة الناتج المحلي االجمالي‬
‫بمقدار (‪ ،)116%‬وكذلك يؤدي الى ارتفاع قيمة الموازنة العامة بمقدار (‪ ،)78%‬في حين يؤدي الى‬
‫ارتفاع النسب المئوية للبطالة بمقدار (‪ )1%‬فقط‪ ،‬واما زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‬
‫يؤدي الى ارتفاع قيمة سعر الصرف بمقدار (‪ ،)27%‬وكذلك فان زيادة وحدة واحدة في سعر البترول‬
‫خالل السنة قد يؤدي الى ارتفاع قيمة االحتياطي االجنبي بمقدار (‪.)%33‬‬
‫قطاع الصناعة التحويلية لرفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي‬ ‫واقترحت الدراسة ‪ :‬بضرورة أنعا‬
‫اإلجمالي من خالل االسراع بتطبيق قانون ضريبة كمركية‪ ،‬ودعم عمليات االقراض العام والخاص‬
‫لألنشطة االستثمارية الصناعية‪ ،‬مع مراعاة تخفيض نسب الفائدة الى أقل ما يمكن بهدف التشجيع على‬
‫القطاع الصناعي‪ ،‬واعتماد الية الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫اقامة االستثمارات الصناعية وانعا‬
‫من خالل إقامة المشاريع الصناعية المختلطة‪ ،‬واالسراع في توفير القروض لالستثمارات الخاصة في هذا‬
‫القطاع الخاص وتشجيعه على المساهمة في تنمية وتنويع هيكل االقتصاد العراقي‪،‬‬ ‫المجال بهدف انعا‬
‫إضافة الى زيادة حجم الدعم المقدم للقطاع الزراعي‪ ،‬من خالل زيادة حجم اإلنتاج الزراعي والحيواني عن‬
‫طريق إقامة المشاريع المختلطة في مجال اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وخصوصاً في مجاالت تربية الدواجن‬
‫والمواشي واالسماك‪ ،‬وتصنيع وتعليب المنتجات الزراعية والحيوانية‪ ،‬باإلضافة الى صناعة االسمدة‬
‫والمبيدات الزراعية‪ ،‬وزيادة االستثمارات الزراعية عن طريق توفير القروض الميسرة للمستثمرين الزراعيين‪،‬‬
‫وضمان تسويق محاصيلهم االساسية إلى و ازرة الزراعة ‪ ،‬توفير واستخدام التقنيات الحديثة في مجاالت‬
‫البذور واألسمدة والمعدات الزراعية لزيادة كفاءة اإلنتاج‪.‬‬
‫وتوجيه استيرادات و ازرة التجارة من المواد الغذائية نحو االنتاج المحلي حص اًر‪ ،‬السيما في مجال‬
‫محصولي الحنطة وقصب السكر والبنجر السكري‪ ،‬حيث يتمتع العراق بميزة تنافسية في انتاج هذه‬
‫المحاصيل‪ ،‬مما سيخلق طلب محلي كبير ويساعد على اقامة استثمارات زراعية وصناعية واسعة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬باإلضافة الى توفير العمال‬

‫‪18‬‬
Impacts of World oil price fluctuations on the Iraqi economy for the period
(2004-2016)
Abstract.

The importance of the study is in dealing with the subject of fluctuations in


oil prices at the global level, in terms of causes and economic effects in a
comprehensive manner, in addition studying and analyzing of economic effects
produced by the phenomenon of fluctuations in crude oil prices on the Iraqi
economy.
The study aims to achieve its objectives to identify the importance of petrol
in the economies of producing and exporting countries and to study and analyze
the economic effects of low oil prices for the period (2004-2016) on the overall
indicators of the Iraqi economy.
The study used the method of econometric analysis to reach the objectives of
the study and verify its hypotheses, by relying on the self-regression model of
the distributed delay periods.
The study concluded, that oil prices at the international level have suffered a
series of declines, since the second half of 2014, when the average annual basket
of OPEC fell from (109) dollars in 2013 to (96) dollars, then to (49) dollars in
2015, And (40) dollars in 2016, as a result of the impact of oil markets on a
range of economic and political factors, at the international level, and affected
the GDP at constant prices of crude oil prices fell since 2014, which led to real
contraction in 2014reached (-0.64 ), this percentage was doubled in 2015 to (-
2.5%), and the increase in the proportion of the contribution of the petro (59.9%)
during the period of research and reached (59.9%), (26.4%) for year 2015 -
2016, while the contribution rates of the agricultural and manufacturing sectors
decreased by (3.3%), and (2.3%) respectively For the year 2016.
The monetary policy was affected, by the decline in oil prices, which led to
a decline in the reserves of foreign exchange, with the Central Bank of Iraq from
(77,186) billion dollars at the end of 2013 to (53.135) billion dollars at the end
of 2016, then to (46.218) billion dollars by the end of 2017, The amount of the
decrease (30.968) billion dollars by (40.1%) in only 4 years.

18
In the field of standard analysis, the results showed that the relation
between the oil prices and the variables of the study is consistent with the
economic logic as shown by the following results:

That the increase of one unit in the price of oil during the year leads to a rise
in the value of gross domestic product by (116%), as well as lead to a rise in the
value of the budget by (78%), while increasing the percentage of unemployment
by (1%), or The increase of one unit in the price of oil during the year leads to
an increase in the value of the exchange rate by (27%), and the increase of one
unit in the price of oil during the year may lead to a rise in the value of foreign
reserves by 33%.
The study suggested the necessity of reviving the manufacturing sector to
increase its contribution to GDP by accelerating the implementation of the tax
law of customs and supporting the general and private lending operations of
industrial investment activities, taking into account the reduction of interest rates
level in order to encourage the establishment of to the lowest possible
industrial investments and revitalization of the industrial sector And the
adoption of the mechanism of partnership between the public and private sectors
through the establishment of mixed industrial projects, and accelerate the
provision of loans for private investment in this area aimed at revitalizing the
private sector to encourage it to contribute to the development and
diversification of the structure of the Iraqi economy .
And increase the volume of support provided to the agricultural sector by
increasing the volume of agricultural and livestock production through the
establishment of mixed projects in the field of agricultural production, especially
in the fields of poultry, livestock and fish, and the manufacture and packaging of
agricultural and animal products, as well as the manufacture of fertilizers and
pesticides, The provision of soft loans to agricultural investors, and ensuring the
marketing of their main crops to the Ministry of Agriculture, the provision and
use of modern technologies in the fields of seeds, fertilizers and agricultural
equipment to increase the efficiency of production, And directing the imports of
the Ministry of Commerce of foodstuffs to domestic production exclusively,
especially in the field of wheat, sugar cane and sugar beet, where Iraq has a
competitive advantage in the production of these crops, which will create a large
domestic demand and help to establish agricultural and industrial investments in
this area, Providing hard currency.

11
‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‬ ‫المستخلص باللغة العربية‬
‫ت‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫ث‬ ‫قائمة الجداول‬
‫ح‬ ‫قائمة األشكال والرسوم البيانية‬
‫‪1‬‬ ‫اإلطار العام للدراسة‬
‫‪07‬‬ ‫الفصل االول ‪ :‬اإلطار النظري لظاهرة تقلبات أسعار البترول‬
‫‪18‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التقلبات لغةً واصطالحا ً وتطبيقا ً‬
‫‪23‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬المسار التاريخي لتقلبات اسعار البترول‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬العوامل المؤثرة في اسعار البترول‬
‫‪37‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬العالقة بين تقلبات أسعار البترول واسواقه‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهية البترول ومكوناته الطبيعية‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬البترول ومكانته في النظرية االقتصادية‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اسواق البترول والعوامل المؤثرة فيها‬
‫‪56‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬تقلبات اسعار البترول والعوامل المؤثرة فيها خالل مدة الدراسة‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬مالمح االقتصاد العراقي للمدة ( ‪)4002-4002‬م‬
‫‪85‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مراحل تطور االقتصاد العراقي‬
‫‪95‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬هيكل االقتصاد العراقي‬
‫‪108‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تحليل مؤشرات التجارة الخارجية‬
‫‪120‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الدراسة التحليلية‬
‫‪121‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على الموازنة العامة والناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪129‬‬ ‫البحث الثاني‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على البطالة‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على االحتياطات االجنبية وأسعار الصرف‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬قياس وتحليل اآلثار االقتصادية لتقلبات أسعار البترول العالمية على‬
‫‪140‬‬
‫االقتصاد العراقي للمدة( ‪ ) 4026 - 4002‬م‬
‫‪024‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪072‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪A‬‬ ‫المستخلص باللغة االنكليزية‬

‫‪18‬‬
‫قائمة الجداول‬

‫رقم‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الصفحة‬ ‫الجدول‬
‫‪40‬‬ ‫مكونات البترول األساسية‬ ‫‪.0‬‬
‫‪42‬‬ ‫استخدامات المنتجات البترولية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪54‬‬ ‫كميات اإلنتاج العالمي من البترول الخام ونسبة أوبك منها للمدة( ‪)4002 – 4002‬م‬ ‫‪.3‬‬
‫‪56‬‬ ‫كميات اإلنتاج وأسعار سلة بترول أوبك للمدة( ‪)4002 – 4002‬م‬ ‫‪.2‬‬
‫‪60‬‬ ‫العرض والطلب العالمي على البترول الخام للمدة( ‪) 4000 - 4000‬م‬ ‫‪.5‬‬
‫‪61‬‬ ‫معدل نمو الواردات من البترول الخام في الهند والصين للمدة ( ‪ ) 4000- 4000‬م‬ ‫‪.2‬‬
‫‪63‬‬ ‫كميات التصدير من إيران وليبيا والسعودية للمدة(‪)4005 – 4000‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الطلب على البترول الخام والمنتجات البترولية في البلدان المستهلكة الرئيسة للمدة (‬ ‫‪.1‬‬
‫‪66‬‬
‫‪) 4002- 4000‬م‬
‫تطور كميات إنتاج البترول الصخري العالمي وتوقعاته المستقبلية للمدة ( ‪– 2012‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪67‬‬
‫‪)4030‬م‬
‫‪69‬‬ ‫إنتاج وواردات الواليات المتحدة من البترول الخام للمدة ( ‪) 4005- 4000‬م‬ ‫‪.00‬‬
‫‪72‬‬ ‫العرض والطلب العالميين على البترول الخام للمدة ( ‪) 4005 – 4000‬م‬ ‫‪.00‬‬
‫‪86‬‬ ‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪)0910-0970‬م‬ ‫‪.04‬‬
‫‪88‬‬ ‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪)0990-0910‬م‬ ‫‪.03‬‬
‫‪89‬‬ ‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪)2003-1991‬م‬ ‫‪.02‬‬
‫‪91‬‬ ‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪)2012-4002‬م‬ ‫‪.05‬‬
‫‪93‬‬ ‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة(‪)2016-4003‬م‬ ‫‪.02‬‬
‫‪97‬‬ ‫كميات إنتاج وتصدير البترول الخام في العراق للمدة ( ‪ )2016– 4002‬م‬ ‫‪.07‬‬
‫‪98‬‬ ‫قيمة االنتاج البترولي ونسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة( ‪)2016– 4002‬م‬ ‫‪.01‬‬
‫‪100‬‬ ‫قيمة انتاج قطاع النقل والتجارة والفنادق ومساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة‬ ‫‪.09‬‬
‫(‪)4002 -4002‬م‬
‫‪103‬‬ ‫قيمة االنتاج الزراعي ونسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة‬ ‫‪.40‬‬
‫(‪)4002 -4002‬م‬
‫‪106‬‬ ‫قيمة انتاج الصناعة التحويلية ونسب مساهمتها في الناتج المحلي االجمالي للمدة‬ ‫‪.40‬‬
‫( ‪) 4002 – 4002‬م‬

‫‪89‬‬
‫رقم‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫الجدول‬
‫‪109‬‬ ‫تطور التجارة الخارجية في العراق خالل المدة (‪ )4002- 4002‬م‬ ‫‪.44‬‬

‫‪111‬‬ ‫الصادرات االجمالية والصادرات البترولية للمدة (‪ )4002-4002‬م‬ ‫‪.43‬‬

‫‪ .42‬هيكل الواردات العراقية حسب التصنيف الدولي الموحد للتجارة للمدة (‪)4002-4002‬‬
‫‪113‬‬
‫م‬
‫‪116‬‬ ‫‪ .45‬مؤشرات االنكشاف التجاري لالقتصاد العراقي للمدة(‪)4002 -4002‬م‬
‫العالقة بين أسعار البترول والناتج الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للمدة (‬ ‫‪.42‬‬
‫‪122‬‬
‫‪) 4002 – 4002‬م‬
‫‪125‬‬ ‫أسعار البترول وحجم الموازنات العامة في العراق للمدة( ‪) 4002–4002‬م‬ ‫‪.47‬‬

‫‪131‬‬ ‫أسعار البترول واثرها على معدالت البطالة في العراق للمدة (‪) 4002– 4002‬م‬ ‫‪.41‬‬

‫متوسط أسعار صرف الدينار العراقي أمام الدوالر األمريكي للمدة ( ‪4002 – 2004‬‬ ‫‪.49‬‬
‫‪135‬‬
‫)م‬
‫أسعار البترول وحجم االحتياطيات األجنبية لدى البنك المركزي العراقي للمدة (‪4002‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪137‬‬
‫–‪)4002‬م‬
‫‪141‬‬ ‫متغيرات الدراسة‬ ‫‪.30‬‬

‫‪141‬‬ ‫‪ .34‬المؤشرات االحصائية ( الوصفية ) لبيانات السالسل الزمنية‬

‫‪149‬‬ ‫فترة ابطاء متغيرات الدراسة‬ ‫‪.33‬‬

‫‪160‬‬ ‫فحص بواقي االنموذج المقدر ‪ARDL‬‬ ‫‪.32‬‬

‫قائمة االشكال والرسوم البيانية‬

‫‪88‬‬
‫رقم‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫الشكل‬
‫‪57‬‬ ‫‪ .0‬تطورات أسعار سلة بترول أوبك للمدة ( ‪ ) 4007 – 4002‬م‬

‫‪ .4‬كميات اإلنتاج والتصدير من البترول الخام للمدة ( ‪ )4007- 4002‬م‬


‫‪97‬‬

‫‪123‬‬ ‫‪ .3‬العالقة بين سعر البترول والناتج المحلي االجمالي باألسعار الجارية (مليار دوالر)‬

‫‪126‬‬ ‫‪ .2‬العالقة بين سعر البترول وحجم الموازنة العامة في العراق للمدة(‪ )4002 -4002‬م‬

‫‪.5‬‬
‫‪138‬‬ ‫اسعار البترول وتطورات رصيد الموجودات االجنبية في العراق للمدة ( ‪ )4007- 4002‬م‬
‫‪ .2‬الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪142‬‬
‫‪ .7‬الموازنة العامة في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪143‬‬
‫‪ .1‬معدل البطالة في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪143‬‬
‫‪ .9‬سعر الصرف في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪144‬‬
‫‪ .00‬االحتياطي االجنبي في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪144‬‬
‫‪ .00‬أسعار البترول في العراق للمدة ( ‪ )4007-4002‬م‬
‫‪145‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري لظاهرة تقلبات أسعار البترول‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫اء المنتجة للبترول ام‬
‫حظيت ظاهرة تقلبات اسعار البترول على اهتمام معظم دول العالم سو ً‬
‫المستوردة له‪ ،‬وخصوصاً بعد االنخفاضات الملحوظة التي طرأت على اسعار البترول منذ النصف الثاني‬
‫من عام ‪ 6102‬م‪ ،‬بعد ان شهدت تلك االسعار اتجاه صعودي متزايد في اعقاب االزمة االقتصادية‬
‫العالمية التي حدثت في سبتمبر‪ /‬ايلول ‪6114‬م وما بعدها حتى اواخر ‪6101‬م بل وبداية ‪6100‬م‪ ،‬حيث‬
‫تجاوز سعر برميل البترول في تلك الفترة حاجز الـ(‪ )021‬دوال اًر‪ ،‬ليستقر بعدها عند متوسط (‪)012‬‬
‫الر خالل عام ‪6102‬م‪ ،‬األمر‬
‫دوال اًر‪ ،‬لكن االسعار بدأت بالتراجع بعد ذلك سجل متوسط السعر (‪ )22‬دو اً‬
‫الذي اظهر أهمية ظاهرة تقلبات اسعار البترول وأكد على ضرورة دراستها بمختلف وسائل البحث والتحليل‬
‫بهدف تحديد طبيعتها واالسباب التي سببت حدوثها وسبل مواجهتها‪.‬‬

‫سيتم من خالل هذا الفصل دراسة اإلطار النظري العام لمفهوم تقلبات اسعار البترول والعوامل المؤثرة‬
‫فيها وذلك من خالل تقسيم هذا الفصل على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التقلبات لغ ًة واصطالحاً وتطبيقاً‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬المسار التاريخي لتقلبات اسعار البترول‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسواق البترول العوامل المؤثرة فيها‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم التقلبات لغ ًة واصطالحاً وتطبيقاً‬


‫أوالً‪ :‬مفهوم التقلبات لُغ ًة‬
‫يشير مفهوم التقلبات لغوياً إلى ظاهرة عدم االستقرار على ٍ‬
‫حال معين‪ ،‬ومصدرها تقلب حيث يقال‪:‬‬
‫تحول‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تقلب‪ ،‬يتقلب‪ ،‬تقلًبا‪ ،‬فهو متقلب‪ ،‬والمفعول متقلب عليه‪ ،‬ومنها تقلب الشخص‪ ،‬تقلب الشيء‪ ،‬بمعنى ّ‬
‫من حالة إلى أخرى‪ ،‬ومنها جاء تقلبات الرأي العام‪ ،‬تقلبات الجو‪ ،‬تقلبات األسعار‪ ،‬تقلبات الحياة أو‬
‫تقلبات الدهر بمعنى الحوادث السعيدة أو المؤسفة التي يتتابع حدوثها في الحياة‪ ،‬ويقال تقلب في النعمة‬
‫منعماً سعيداً وتمتع بنعم الدنيا المختلفة‪ ،‬ومنها يقال تقلب الشخص على فراشه بمعنى أرق‬ ‫بمعنى عا‬
‫ٍ‬
‫جانب آخر‪ ،‬ويقال مريض متقلب على فراشه‪ ،‬ويقال تقلب على الجمر بمعنى قلق‬ ‫ٍ‬
‫جانب إلى‬ ‫وتحول من‬
‫وشغل‪ ،‬ومثلها تقلب على رمضاء البؤس بمعنى اكتوى بنار الفقر وعانى من م اررته وشقائه‪ ،‬كما يقال‬
‫تقلب الشخص في األمور بمعنى تصرف فيها كيفما شاء‪ ،‬ومثلها تقلب في البالد بمعنى تنقل فيها وسافر‬
‫من ٍ‬
‫بلد إلى أخر‪ ،‬ويقال تقلب في الوظائف اي شغل بالتتابع عدد من الوظائف المختلفة (‪.)1‬‬
‫مما تقدم نستنتج ان مفهوم مصطلح التقلب من الناحية اللغوية يشير بصورة عامة إلى االضطراب‬
‫و َّ‬
‫التغير وعدم االستقرار على حال معين‪ ،‬مع اختالف ظاهري بحسب صيغة الجملة التي يستخدم فيها هذا‬
‫المصطلح وحسب سياقها‪ ،‬وقد وردت كلمة تقلب في القرآن الكريم في عدة مواضع ومنها على سبيل‬
‫المثال ال الحصر ورودها في اآلية (‪ )022‬من سورة البقرة‪:‬‬
‫اها" صدق اهلل العظيم‪.‬‬
‫ض َ‬‫اء َفلَ ُن َولِّ َي َّن َك ِقبلَ ًة تَر َ‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم "قَد َن َرى تَ َقلُّ َ‬
‫ب َوج ِه َك في َّ َ‬
‫ومما جاء في تفسير معنى كلمة (تقلُّب) الواردة ضمن هذه اآلية الكريمة في تفسير الواحدي "ذلك‬
‫أن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬قال لجبريل عليه السالم‪ :‬ود ْدت أ َّن اهلل تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى‬
‫غيرها ‪ -‬وكان يريد الكعبة ألنها قبلة إبراهيم ‪ -‬فقال له جبريل‪ :‬إنما أنا عبد مثلك ال أملك شيئاً‪ ،‬فسل ربك‬
‫أن يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم‪ .‬ثم ارتفع جبريل وجعل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يديم النظر إلى‬
‫السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله‪ .‬فأنزل اهلل تعالى هذه اآلية" (‪.)2‬‬

‫(‪ (1‬معجم اللغة العربية المعاصرة ‪ ،‬الموقع االلكتروني على شبكة االنترنت‪ ، ،www.maajim.com :‬مكان الدخول‬
‫الخرطوم بتاريخ ‪6102/ 2 / 4‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابو الحسن علي بن احمد الواحدي‪ ،‬اسباب النزول‪ ،‬تحقيق عصام عبد المحسن الحميدان‪ ،‬دار االصالح‪ ،‬الدمام‪،‬‬
‫‪0116‬م‪ ،‬ص ‪.22-26‬‬

‫‪88‬‬
‫من سياق تفسير هذه اآلية الكريمة نستنتج ان كلمة تقلب هنا اشارت إلى عدم استقرار النبي في‬
‫التوجه إلى قبلة معينة خالل الصالة‪ ،‬فهو كان متقلباً في صالته بين المسجد الحرام والمسجد االقصى‪،‬‬
‫حتى جاء الخطاب القرآني ليحسم األمر وتكون القبلة إلى المسجد الحرام كما هو مذكور في اآلية‬
‫الكريمة‪ ،‬مما يؤكد ان المعنى اللغوي لكلمة تقلب وجمعها تقلبات يشير إلى عدم االستقرار‪ ،‬نستنتج من‬
‫ذلك ان هنالك تشابه لغوي داللي بين مصطلحي (تقلبات) و( عدم استقرار)‪ ،‬االمر الذي يوحد المغزى‬
‫اللغوي من استخدام هذين المصطلحين‪ ،‬وهنالك استخدامات عديد لمصطلح التقلبات في الحياة العملية‬
‫الجو والمناخ‪ ،‬وتقلبات األسعار وغيرها‪ ،‬سوف نركز على دراسة االنواع‬
‫ومنها تقلبات الرأي العام‪ ،‬تقلبات ّ‬
‫المختلفة لمفهوم التقلبات وحسب استخداماتها المختلفة‪.‬‬
‫وبعد الرجوع إلى معاجم اللغة العربية والبحث عن مصدر تقلب وجدنا انه الفعل انقلب‪ ،‬وبعد‬
‫البحث عن االستخدامات المختلفة لهذا الفعل وجدنا في معجم اللغة العربية المعاصرة عدد من استخداماته‬
‫المتنوعة وهي كاالتي (‪:)1‬‬
‫َّ‬
‫انكب‪ ،‬أي صار أعاله أسفله أو يمينه شماله أو باطنه ظاهره‪ ،‬ومنها‬ ‫‪ .0‬انقلب َّ‬
‫الشيء‪ :‬مطاوع قلب‪:‬‬
‫على سبيل المثال‪ :‬انقلب الوعاء‪ -‬انقلبت سيَّارة‪.‬‬
‫‪ .6‬انقلب الح ْكم‪ :‬أي تغيَّر نظام الحكم أو تمت االطاحة بالنظام الحاكم‪.‬‬
‫‪ .2‬انقلب َّ‬
‫الشخص إلى أهله‪ :‬أي عاد أو رجع إلى عائلته أو مدينته‪.‬‬
‫‪ .2‬انقلب على وجهه ‪ -‬انقلب على عقبيه‪ :‬أي رجع عن رأيه أو عقيدته‪ ،‬انصرف‪ ،‬ار َّ‬
‫تد‪.‬‬
‫‪ .2‬انقلبت التَّدابير عليه‪ :‬أي ار َّ‬
‫تدت اليه حيله التي كادها أو دبرها لألخرين‪ ،‬بمعنى انعكست عليه‪.‬‬
‫مودة‪.‬‬
‫‪ .2‬انقلب على فالن‪ :‬أي ناصبه العداء‪ ،‬بمعنى تغيَّر نحوه أو خاصمه بعد ّ‬
‫مما تقدم تتضح لنا االستخدامات المختلفة لمفهوم التقلب والتقلبات‪ ،‬اال أنها جميعا تفيد في معاني‬
‫االشارة إلى حاالت االختالف وعدم االستقرار على حال أو رأي معين‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مفهوم التقلبات اصطالحاً وتطبيقاً‪.‬‬


‫يستخدم مصطلح التقلبات في الحياة اليومية والعملية بصور مختلفة لها دالالتها المتنوعة في‬
‫مجاالت الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬ويمكننا ايجاز اهم انواع هذه االستخدامات العملية‬
‫لمصطلح التقلبات وما تعنية هذه االستخدامات من خالل تقسيمها إلى النقاط االتية‪:‬‬

‫(‪ (1‬معجم اللغة العربية المعاصرة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ .3‬التقلبات المناخية‪:‬‬
‫وتعني أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدالت حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬والمعروف ان معدالت حالة الطقس يمكن ان تشمل مجموعة من المقاييس المناخية منها معدل‬
‫درجات الح اررة‪ ،‬معدل تساقط االمطار‪ ،‬وحالة الرياح وسرعتها‪ ،‬هذه التغيرات يمكن ان تحدث بسبب‬
‫العمليات الديناميكية الطبيعية لألرض كالبراكين وحركة دوران االرض حول الشمس وغيرها‪ ،‬أو بسبب‬
‫قوى خارجية كالتغير في شدة االشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة‪ ،‬ومؤخ اًر بسبب انشطة اإلنسان‬
‫الصناعية وما خلفته من اثار تلوثيه اضرت بطبقة االوزون مما تسبب بتقلبات مناخية زادت من معدالت‬
‫الح اررة وهو ما يعرف باالحتباس الحراري(‪.)1‬‬
‫‪ .1‬التقلبات السياسية‪:‬‬
‫يشير مصطلح التقلبات السياسية إلى حالة عدم الثبات والتغيير فيما يعرف بالمؤسسات السياسية‬
‫الرسمية التي تقود الدولة وترسم القوانين والدساتير واألعراف التي تحكم وتضبط وتوازن هذه الدولة‬
‫للوصول إلى أهداف الحكم السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبتعبير اخر فالتقلبات السياسية تعني عدم‬
‫قدرة الحكومة أو النخبة الحاكمة على البقاء في الحكم المدة المحددة لها في الدستور‪ ،‬وقد شهدت العديد‬
‫من دول العالم حاالت متكررة من التقلبات السياسية بدرجات متفاوتة‪ ،‬اما بسبب الحروب والتدخالت‬
‫الدولية او بسبب الصراعات الداخلية السياسية واالجتماعية واالثنية وغيرها (‪.)2‬‬

‫‪ .1‬التقلبات السعرية‪:‬‬
‫يعكس مفهوم تقلبات االسعار التغي ارت الكبيرة التي تط أر على سعر سلعة أو خدمة معينة ارتفاعاً‬
‫وانخفاضاً خالل فترات معينة قد تكون سنة واحدة أو اكثر‪ ،‬وغالباً ما يرتبط مفهوم تقلبات االسعار بظاهرة‬
‫التضخم والكساد وما تسببه هاتين الظاهرتين من اضطرابات في قيمة النقود وقدرتها الشرائية‪ ،‬على خلفية‬
‫ارتفاع وانخفاض قيمة السلع والخدمات‪ ،‬وتحت مفهوم التقلبات السعرية تندرج تقلبات اسعار صرف‬
‫العمالت وتقلبات اسعار االسهم والسندات في االسواق المالية المحلية والدولية اضافة إلى تقلبات اسعار‬
‫البترول وغيرها من تقلبات تط أر على اسعار السلع والخدمات االساسية‪ ،‬وتجدر بنا االشارة إلى االختالف‬

‫(‪ (1‬مجلة الطبيعة النسخة العربية‪ ،‬تقلبات الطقس‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪ ،www.arabicedition.nature.com‬مكان الدخول الخرطوم بتاريخ ‪6102 / 2 / 10‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬محمد الصالح بوعافية‪ ،‬االستقرار السياسي‪ -‬قراءة في المفهوم والغايات‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد (‪6102 )62‬م‪ ،‬ص ‪.200-201‬‬

‫‪88‬‬
‫أو الفرق بين تقلبات االسعار والتضخم‪ ،‬فالتضخم هو االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار خالل‬
‫مدة زمنية معينة‪ ،‬اما تقلبات االسعار فهو يشير إلى التغيرات الكبيرة التي تط أر على سعر أو خدمة معينة‬
‫خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬وليس المستوى العام ألسعار جميع أو معظم السلع والخدمات الرئيسية في‬
‫االسواق (‪.)1‬‬

‫‪ .4‬التقلبات االقتصادية‪:‬‬
‫التقلبات االقتصادية تعني حدوث تغيرات سريعة ومتناوبة في المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬ومنها‬
‫على سبيل المثال ال الحصر التغيرات التي تط أر على حجم ومعدالت نمو الناتج المحلي االجمالي‪،‬‬
‫معدالت البطالة‪ ،‬الدخل الحقيقي وغيرها‪ ،‬وتمثل إحدى معالم النظام االقتصادي الرأسمالي الذي يعتمد‬
‫على قوانين حرية األسوق والمنافسة‪ ،‬وتؤثر التقلبات االقتصادية على عناصر النشاط االقتصادي بطرق‬
‫مختلفة‪ ،‬وتحدث خلالً في توازن واستقرار النظام االقتصادي برمته‪ ،‬وقد تطال جميع قوى وعناصر هذا‬
‫النظام االقتصادي بحيث تصبح شاملة‪ ،‬كما تؤدي التقلبات االقتصادية إلى تدني معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬والى تراجع معدالت التنمية‪ ،‬وغالباً ما تفضي هذه التقلبات االقتصادية الجزئية والشاملة إلى‬
‫اء‬
‫أزمة اقتصادية‪ ،‬مما يدفع الحكومات إلى اللجوء إلى الوسائل النقدية أو المالية او كيلهما لمواجهتها‪ ،‬سو ً‬
‫باالقتراض أو فرض الضرائب‪ ،‬أو ضغط اإلنفاق العام‪ ،‬أو كبح التضخم‪ ،‬من أجل إعادة التوازن وتنشيط‬
‫االقتصاد‪ ،‬هذه التقلبات في قوى السوق‪ ،‬تترافق دوماً بنتائج اجتماعية واقتصادية بالغة األهمية‪ ،‬تنعكس‬
‫في ارتفاع مستويات البطالة والفقر‪ ،‬وتدني مستويات المعيشة عند قطاعات اجتماعية واسعة‪ ،‬وتساهم في‬
‫اعادة توجيه رؤوس األموال واالستثمارات نحو مجاالت نشاط اقتصادي جغرافي أو نوعي معين(‪.)2‬‬
‫وفي ضوء المعطيات الحالية‪ ،‬يكمن القلق المتزايد بشأن ظاهرة تقلبات أسعار البترول حيث أدت الى‬
‫اضطرابات مستمرة ومتكررة في أسعار البترول منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى األن‪ ،‬ومن المتوقع ان‬
‫يستمر تأثير هذه الظاهرة في التأثير سلباً على مستهلكي البترول ومنتجيه تارة عند حاالت االرتفاع‬
‫المفاجئ والكبير نسبياً في أسعار البترول‪ ،‬وتارة أخرى عند حاالت انهيار األسعار بشكل سريع ومفاجئ‬
‫ايضاً‪ ،‬وكان أخرها االنخفاضات الكبيرة التي طرأت على أسعار البترول في النصف الثاني من عام‬
‫‪6102‬م‪ ،‬حيث انخفضت األسعار بشكل سريع ومفاجئ من متوسط (‪ )011‬دوالر للبرميل عام ‪6102‬م‬

‫(‪ (1‬فاروق صالح الخطيب و عبدالعزيز احمد دياب‪ ،‬دراسات متقدمة في النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬مطابع جامعة الملك‬
‫عبد العزيز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪6102 ،‬م‪ ،‬ص ‪.02 - 02‬‬
‫‪( ) Paul A. Samuelson and William D. Nordhaus, Economics, 19th edition, McGraw-Hill,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2010, US, pp 429-430.‬‬


‫‪88‬‬
‫الى متوسط اقل من (‪ )21‬دوالر للبرميل عام ‪6102‬م‪ ،‬األمر الذي ترك آثا اًر سلبية على حالة التوازن‬
‫االقتصادي العام في األسواق الدولية‪ ،‬باإلضافة الى الحاق الضرر باقتصادات الدول المستهلكة‬
‫والمستوردة للبترول‪ ،‬االمر الذي يتطلب دراسة علمية شاملة لظاهرة تقلبات أسعار البترول بهدف الوقوف‬
‫على األسباب التي تؤدي لظهورها‪ ،‬ولقياس ولتحليل العوامل التي ساهمت في الزيادة من حدتها‪ ،‬واخي اًر‬
‫محاولة إيجاد الحلول واإلجراءات االقتصادية التي يمكن من خاللها الحد من إمكانيات ظهورها في‬
‫المستقبل‪ ،‬وتوفير الوسائل االقتصادية التي يمكن من خاللها التقليل من اثارها السلبية على اقتصادات‬
‫الدول المنتجة والمستهلكة للبترول‪ ،‬وهذا ما سنركز عليه في الفصول القادمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫المسار التاريخي لتقلبات اسعار البترول‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم سعر البترول‪:‬‬
‫يشير مفهوم سعر البترول إلى القيمة النقدية أو الصورة النقدية لبرميل البترول الخام في األسواق‬
‫العالمية للبترول مقدرةً بالدوالر األمريكي‪ ،‬ويبلغ الحجم القياسي لبرميل البترول في االسواق العالمية‬
‫(‪ )024.14‬لت اًر من مادة البترول الخام‪ ،‬ويعادل هذا الحجم (‪ )26‬غالوناً امريكياً(‪.)1‬‬
‫من الجدير بالذكر اإلشارة الى أن انتاج البترول بشكله الحديث يعود الى عام ‪0422‬م حيث تم‬
‫اكتشاف عملية تقطير البترول‪ ،‬وان المراحل الزمنية األولى إلنتاج البترول وظهوره كسلعة ذات استخدام‬
‫اقتصادي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫وفي مجال تسعير البترول نالحظ أن سلعة البترول لم تخضع لنفس االليات التي تسري على بقية‬
‫السلع االقتصادية في مجاالت التسعير‪ ،‬ومنها على سبيل المثال توازن قوى العرض والطلب‪ ،‬وما يحققه‬
‫هذا التوازن من مستويات سعرية وفقاً لشروط المنافسة الكاملة في االسواق كما ذكرنا أنفاً(‪ ،)2‬ويرجع ذلك‬
‫الى طب يعة السوق البترولية في تلك الفترة‪ ،‬حيث كانت جميع مراحلها تدار من قبل ما عرف حينذاك‬
‫بالكارتل البترولي‪ ،‬وهي مجموعة شركات غربية احتكرت عمليات االستكشاف واالنتاج والتكرير والتسويق‬

‫(‪Zhenbo Hou and .Jodie Keane, The Oil Prices Shock of 2014 Drivers, Impacts, and Policy )1‬‬
‫‪Implications, working Paper Number 415, Published by Overseas Development Institute,‬‬
‫‪March 2015, UK, pp 10 – 11.‬‬
‫(‪ )2‬يوسف حسن جواد محمد‪ ،‬الطاقة والصناعات النفطية أساسياتها واقتصادياتها‪ ،‬كلية التجارة واالقتصاد والعلوم السياسية‪،‬‬
‫الكويت‪0144 ،‬م‪ ،‬ص‪. 016-010‬‬

‫‪81‬‬
‫بصورة متكاملة‪ ،‬منذ بدايات انتاج البترول وتسويقه وحتى بداية العقد الثالث من القرن العشرين وتحديداً‬
‫عام ‪.)1(0121‬‬

‫ثانياً‪ :‬مفهوم تقلبات اسعار البترول‪:‬‬


‫يمكننا تعريف تقلبات اسعار البترول على أنها حاالت عدم االستقرار المتكررة في اسواق البترول‬
‫والمتمثلة باالرتفاعات واالنخفاضات الكبيرة والمتعاقبة التي تط أر على اسعار برميل البترول عبر الزمن‪.‬‬
‫وتأسيساً على ما تقدم فقد تعرضت اسعار البترول في االسواق الدولية لتقلبات حادة ومستمرة‪ ،‬بسبب‬
‫طبيعة األسواق البترولية التي تتسم بعدم االستقرار‪ ،‬األمر الذي انعكس على اإليرادات النفطية للدول‬
‫المنتجة والمصدرة وجعلها تخضع لتقلبات مستمرة‪ ،‬حتى أصبحت ظاهرة التقلبات مسألة مثيرة للقلق على‬
‫المستوى العالمي(‪.)2‬‬
‫ونظ اًر لكون البترول الخام سلعة دولية إستراتيجية‪ ،‬فان حصول تغيرات كبيرة ومفاجئة في أسعاره‬
‫يترك أثا اًر على اقتصاديات كل من الدول المصدرة والدول المستهلكة‪ ،‬تتركز هذه اآلثار بزيادة إيرادات‬
‫الدول المصدرة للبترول في حاالت االرتفاع‪ ،‬وارتفاع كلف النقل واإلنتاج في الدول المستهلكة‪ ،‬ويكون‬
‫الوضع معاكساً في حالة انخفاض األسعار لكال الطرفين‪ ،‬وبالتالي فان جميع الدول المصدرة والمستهلكة‬
‫تواجه تحدياً مشتركاً‪ ،‬يتمثل بالتقلبات الحادة والمتكررة بأسعار النفط الخام على المستوى الدولي(‪.)3‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المسار التاريخي لتقلبات اسعار البترول‪:‬‬


‫بالرجوع الى مصادر البيانات المتعلقة بأسعار البترول وفق تسلسلها الزمني‪ ،‬نالحظ ان ابرز‬

‫التغييرات التي شهدتها أسعار البترول وقعت منذ عام ‪0122‬م وحتى نهاية عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث نالحظ‬

‫حدوث سلسلة من التقلبات العنيفة التي طرأت على االسعار‪ ،‬عندما تعرضت أسعار البترول ومنذ عام‬

‫(‪ (1‬قصي عبد الكريم ابراهيم‪ ،‬اهمية النفط في االقتصاد والتجارة الدولية‪ ،‬منشورات الهيئة العامة السورية للثقافة‪6101 ،‬م‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ص ‪.22 - 22‬‬
‫(‪ (2‬عبد الستار عبد الجبار موسى‪ ،‬التطور التاريخي ألسعار النفط الخام‪ ،‬مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬جامعة‬
‫واسط‪ ،‬العدد(‪6102 ،)04‬م‪ ،‬ص ‪.02 - 02‬‬
‫(‪ (3‬عماد الدين محمد المزيني‪ ،‬العوامل التي اثرت على تقلبات اسعار النفط العالمية‪ ،‬مجلة جامعة االزهر غزة‪ -‬سلسلة‬
‫العلوم االنسانية‪ ،‬المجلد (‪ ،)02‬العدد (‪6102 ،)0‬م‪ ،‬غزة‪ ،‬ص ‪.260 - 261‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0122‬م للعديد من التغيرات العنيفة ارتفاعاً وهبوطا‪ ،‬والتي عرفت حينها بالصدمات البترولية (‪ ،)1‬ويمكننا‬

‫تعريف الصدمة البترولية على أنها موجات متعاقبة من االرتفاعات الحادة في أسعار برميل البترول‪،‬‬

‫يعقبها موجات أخرى من االنخفاضات الشديدة تحدث خالل فترات تتراوح بين (‪ )2‬إلى (‪ )4‬سنوات على‬

‫المستوى العالمي‪.‬‬

‫حدثت أولى هذه الصدمات في تاريخ البترول الحديث أبان حرب تشرين ‪ /‬أكتوبر عام ‪،1973‬‬

‫حيث ارتفع متوسط السعر السنوي لسلة بترول أوبك من (‪ (2.90‬إلى ( ‪ )11.65‬دوالر للبرميل الواحد‬

‫في أواخر عام ‪ ،)2(0122‬واستمرت األسعار قريبة من هذا المستوى حتى شهدت منطقة الشرق األوسط‬

‫اضطرابات سياسية أدت إلى رفع األسعار مرة أخرى‪ ،‬كان من أبرزها توقف ضخ صادرات إيران من‬

‫اإليرنية في أيلول‬
‫ا‬ ‫العرقية‬
‫البترول بسبب اندالع المظاهرات واالحتجاجات عام ‪ ،0121‬ثم اندالع الحرب ا‬

‫‪ /‬سبتمبر ‪.)3(0141‬‬

‫مما أدى إلى انخفاض صادرات الدولتين من حوالي (‪ )2‬مليون برميل ‪ /‬يوم قبل الحرب‪ ،‬إلى حوالي‬

‫(‪ )6‬مليون برميل ‪ /‬يوم‪ ،‬أي إلى الثلث مما كانت علية قبل اندالع الحرب‪ ،‬ونتيجة لتلك التداعيات قفز‬

‫متوسط سعر سلة أوبك من (‪ )17,25‬دوالر لعام ‪ 0121‬إلى (‪ )64.22‬دوالر لعام ‪1980‬م ثم إلى‬

‫(‪ )32.51‬دوالر لعام ‪0140‬م‪ ،‬بعدها بدأت األسعار باالنخفاض تدريجيا حتى بلغت (‪ )00‬دوالر عام‬

‫‪0142‬م وهذا ما عرف بالصدمة النفطية الثانية(‪.)4‬‬

‫‪(1) Lingyu Yan, Analysis of International oil Prices Fluctuation and it's influencing factors,‬‬
‫‪American Journal of Industrial and business management, 2 / 2012, pp 40 -41.‬‬
‫(‪ (2‬عبد الستار عبد الجبار موسى‪ ،‬التطور التاريخي ألسعار النفط الخام للمدة ‪0426‬م‪6101-‬م‪ ،‬مجلة الكوت للعلوم‬
‫االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة واسط‪ ،‬العدد (‪6102 ،)04‬م‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪(3) OPEC, Oil price basket yearly data and graphics, www.opec.org.‬‬
‫(‪John Baffes and M. Ayhan Kose, The Great Plunge in Oil Prices: Causes, consequences )4‬‬
‫‪and policy responses, PRN /15/01, World Bank Group publication, 2015, pp 5-6.‬‬
‫‪899‬‬
‫العرق للكويت‪ ،‬إذ ارتفع متوسط‬
‫جاءت الصدمة البترولية الثالثة في أوائل التسعينات عقب غزو ا‬

‫سعر البترول لسلة أوبك من (‪ )17.31‬دوالر لعام ‪0141‬م إلى (‪ )22.26‬دوالر لعام ‪0111‬م‪ ،‬واستمر‬

‫تذبذب األسعار لتنخفض مرة أخرى في عام ‪0114‬م إلى متوسط سعر سنوي بلغ (‪ )12.28‬دوالر لسلة‬

‫أوبك‪ ،‬وذلك نتيجة الصراع في زيادة حصص التصدير للبلدان المنتجة‪ ،‬وانخفاض الطلب العالمي على‬

‫البترول عقب األزمة المالية التي عصفت باقتصاديات جنوب آسيا (‪.)1‬‬

‫عاودت األسعار إلى االرتفاع مجددا منذ منتصف عام ‪0111‬م‪ ،‬مستمرةً بالتحسن حيث تجاوزت‬
‫أسعار سلة أوبك (‪ )94.45‬دوالر للبرميل في عام ‪2008‬م‪ ،‬ولكن بفعل األزمة المالية العالمية التي‬
‫حدثت في كانون الثاني‪ /‬ديسمبر‪2008‬م‪ ،‬انخفض الطلب العالمي على البترول‪ ،‬مما أثر على أسعاره‬
‫خالل هذه األزمة المالية فانخفض متوسط السعر إلى (‪ )61.06‬دوالر فقط خالل عام ‪6111‬م (‪.)2‬‬
‫انتعشت األسعار العالمية للبترول من جديد‪ ،‬وخاصة بعد االرتفاعات الملحوظة ألسعار سلة أوبك‬
‫خالل المدة ‪6101‬م – ‪6102‬م‪ ،‬حيث بلغت ذروتها عند متوسط سعر سنوي بلغ (‪ )109‬دوالر عام‬
‫‪ ،)3(6106‬إال أن هذه األسعار سرعان ما بدأت تتهاوى بشده‪ ،‬حيث انخفضت إلى اقل من (‪ )40‬دوالر‬
‫للبرميل في نهاية النصف الثاني من عام ‪6102‬م‪ ،‬فاقدة بذلك نحو (‪ )21‬دوالر من كل برميل‪ ،‬ليستقر‬
‫متوسط األسعار عند (‪ )21‬و (‪ )44‬دوالر للبرميل خالل األعوام ‪6102‬م – ‪6102‬م على التوالي(‪،)4‬‬
‫ويمكننا اعتبار هذه المرحلة بالصدمة البترولية الرابعة واألخيرة حتى اآلن‪.‬‬

‫(‪OPEC, Annual Statistical Bulletin 2000, Geneva, pp 111- 112. )1‬‬


‫(‪OPEC, Annual Statistical Bulletin 2010 - 2011 , Geneva, pp 83. )2‬‬
‫(‪OPEC, Annual Statistical Bulletin 2015 , Geneva, pp 81-82. )3‬‬
‫(‪. 02-00 , Geneva, pp 4026OPEC, Annual Statistical Bulletin )4‬‬
‫‪898‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أسواق البترول العوامل المؤثرة فيها‪.‬‬
‫يتفق االقتصاديون على أن سعر أية سلعة في سوق المنافسة التامة يتحدد نتيجة لتفاعل قوى‬
‫العرض والطلب للسلعة ذاتها‪ ،‬واذا نظرنا إلى البترول كسلعة وحاولنا معرفة كيف يحدد سعرها على‬
‫الصعيد الدولي لوجدنا إن هذه السلعة أحاطت بها ظروف فريدة من نوعها(‪.)1‬‬
‫سيطرت الشركات البترولية متعددة الجنسية (الشقيقات السبع) سيطرة شبه كاملة على قطاع البترول‬
‫العالمي‪ ،‬من خالل عقود االمتياز التي حصلت عليها من الدول المنتجة منذ بدايات القرن العشرين‪،‬‬
‫وكانت أسعار البترول تتحدد وفقاً إلرادة وأهداف هذه الشركات ومصالح الدول التي تملكها بمعزل عن‬
‫حكومات وشعوب الدول المنتجة‪ ،‬ولم يكن تحديد االسعار كنتيجة طبيعية لتفاعل قوى العرض والطلب(‪.)2‬‬
‫تعاظم دور حكومات الدول المنتجة في مجال اإلنتاج البترولي‪ ،‬نتيجة لعمليات التأميم والمشاركة‬
‫التي مارستها حكومات الدول المنتجة‪ ،‬وتأسيس منظمة األقطار المصدرة للبترول (األوبك) وتدخلها في‬
‫تحديد كميات واسعار البترول الخام‪ ،‬ومع تعاظم دور الشركات الوطنية والمستقلة في الصناعة البترولية‬
‫خالل مدة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين‪ ،‬برز دور االسواق العالمية في تحديد أسعار‬
‫البترول‪ ،‬والتي تتحدد الكميات واالسعار فيها وفقاً لتفاعل قوى مجموعة من العوامل المتداخلة والمتشابكة‬
‫(‪.)3‬‬
‫يتناول هذا المبحث تشخيص ودراسة اهم العوامل المؤثرة في اسعار البترول والتي ادت إلى حدوث‬
‫التقلبات في اسعاره خالل مدة بحثنا‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه العوامل بالنقاط االتية(‪:)4‬‬

‫اوالً‪ .‬طبيعة البترول‪:‬‬

‫(‪ )1‬محمد أزهر السماك‪ ،‬اقتصاديات النفط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬العراق ‪،‬الموصل‬
‫‪0141،‬م‪ ،‬ص ‪.024-022‬‬
‫(‪ )2‬رمزي سلمان عبد الحسين‪ ،‬تسويق النفط والمشتقات النفطية‪ ،‬سلسلة الثقافة النفطية (‪ ،)6‬و ازرة النفط الجمهورية‬
‫العراقية‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪0144 ،‬م‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )3‬نواف نايف إسماعيل‪ ،‬تحديد أسعار النفط العربي الخام في السوق العالمية‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪0140‬م‪ ،‬ص ‪.024‬‬
‫(‪ (4‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات البترول والسياسات السعرية البترولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪6102 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.022 -022‬‬

‫‪898‬‬
‫يعتبر البترول احد الموارد الطبيعية الناضبة أو غير القابلة للتجديد‪ ،‬مما يعني عدم صالحية القواعد‬
‫االقتصادية التقليدية في تفسير اليات تسعيره‪ ،‬حيث ان تحديد السعر من خالل النفقات الحدية سيؤدي الى‬
‫تزايد معدالت النضوب وأخي اًر حرمان االجيال القادمة أو تخفيض نصيبها من الموارد البترولية‪ ،‬ولهذا فأن‬
‫تكاليف استهالك البترول ينبغي ان تتضمن نفقات الفرصة البديلة المتمثلة في قيمة ما يمكن الحصول‬
‫علية في المستقبل‪ ،‬وعلية البد من وضع هذه النفقات في االعتبار عند تخصيص الموارد البترولية عبر‬
‫الزمن‪ ،‬بهدف ضمان التوزيع االمثل لتكاليف النضوب بين الجيل الحالي واالجيال المستقبلية‪ ،‬وعلية فأن‬
‫سعر البترول ينبغي ان يتضمن النفقات الحدية لالستخراج في الوقت الحاضر‪ ،‬مضافاً اليها نفقات او‬
‫تكاليف الفرصة البديلة المقابلة للندرة‪ ،‬ونتيجة لذلك فان ارتفاع فوق مستوى النفقة الحدية سوف يؤدي الى‬
‫تخفيض استهالك الجيل الحالي من البترول‪ ،‬بمعنى ان الكميات المستخرجة منه يفترض ان تكون اقل في‬
‫حال كونه مورداً متجدداً‪ ,‬ويمكن القول ان تكاليف الفرصة البديلة للبترول تتحدد بالفرق بين القيمة الحالية‬
‫لبرميل البترول وبين والقيمة الحقيقة لتوفير بديل مناسب وكامل لبرميل البترول في المستقبل‪.‬‬

‫ثانياً‪ .‬العوامل االقتصادية‪:‬‬


‫يتحدد مستوى الطلب على البترول بمجموعة من العوامل االقتصادية‪ ،‬منها مستوى األداء‬
‫االقتصادي في الدول الصناعية الكبرى كأميركا ودول غرب أوروبا واليابان‪ ،‬وبعض االقتصادات الناشئة‬
‫فإن الطلب العالمي على‬
‫كالصين والهند وغيرها‪ ،‬فإذا كانت عجلة النشاط االقتصادي تدور بصورة جيده ّ‬
‫البترول سيزداد لتلبية احتياجات االقتصاد الدولي بالطاقة الالزمة من البترول‪ ،‬والعكس صحيح(‪.)1‬‬
‫يزداد الطلب على البترول في حالة توقع وجود اختالل في إمداداته المستقبلية‪ ،‬نتيجة أزمات أو‬
‫اضطرابات سياسية أو كوارث طبيعية‪ ،‬إذ يلجأ الراغبون فيه لزيادة ما يحوزونه من خزين‪ ،‬تجنباً لنقصانه‬
‫في المستقبل‪ ،‬فهو بذلك سلعة استراتيجية ضرورية ال غنى عنة (‪.)2‬‬
‫ولتسليط الضوء على العوامل االقتصادية المؤثرة في اسعار البترول سنقوم بتقسيمها الى فرعين االول‬
‫خاص بعوامل الطلب والثاني مخصص لعوامل العرض‪.‬‬

‫‪ .3‬عوامل جانب الطلب‪ :‬ويمكن تلخيص اهمها بالنقاط االتية(‪:)3‬‬

‫(‪ (1‬سالم محمد عبود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬


‫‪(2) Lingyu Yan, Analysis of International oil Prices Fluctuation and it's influencing factors,‬‬
‫‪American Journal of Industrial and business management, 2 / 2012, pp 40 -41.‬‬
‫(‪ (3‬أسامة نجوم‪ ،‬قراءة في أسباب انخفاض أسعار النفط ‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسات السياسات‪ ،‬قطر‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،6102‬ص ‪.2-2‬‬

‫‪898‬‬
‫‪ ‬ان الطلب على البترول الخام مشتق من الطلب على المنتجات او المشتقات البترولية المكررة‬
‫حيث يتم تحديد االسعار في اسواق مختلفة باختالف الطلب على هذه المنتجات والمشتقات‪.‬‬
‫‪ ‬ان مرونة الطلب على البترول تعتمد على مرونة الطلب على المنتجات والمشتقات البترولية‪،‬‬
‫والتي تتأثر بدورها على مدى توفر بدائلها‪ ،‬وبصورة عامة يمكن القول ان مرونة الطلب على‬
‫البترول منخفضة ومن المتوقع ان تستمر منخفضة حتى يتم تطوير تكنولوجيا بديلة للبترول‬
‫ومشتقاته وتكون تكاليف استعمالها مقاربة لتكاليف استعمال البترول‪.‬‬
‫‪ ‬ان تطور التكنولوجيا المتعلقة بإنتاج السلع والخدمات المكملة للبترول تتميز بالسرعة النسبية‪،‬‬
‫مقارنة بتكنولوجيا بدائل البترول‪ ،‬مما يؤدي الى ارتفاع درجة كفاءة استخدام السلع المعتمدة على‬
‫البترول ونتيجة لذلك فأن نمو الطلب على بدائل البترول سيستمر في االمد المتوسط اقل من نمو‬
‫الطلب على البترول(‪. )1‬‬
‫‪ ‬تتزايد فاعلية سياسات ترشيد استهالك البترول في الدول المستهلكة مما يؤدي الى تفاوت الطلب‬
‫على البترول على المستويات طويلة االجل‪.‬‬
‫‪ ‬تتزايد درجة تحكم الدولة المستهلكة للبترول والشركات البترولية الكبرى في الطلب‪ ،‬عن طريق‬
‫تحديد اسعار المنتجات النهائية وفرض الضرائب المرتفعة‪.‬‬

‫‪ .1‬عوامل جانب العرض‪ :‬يتأثر جانب العرض بالعديد من العوامل المتفاوتة في التأثير والموقع‬

‫الجغرافي والتوقيت الزمني‪ ،‬ومن هذه العوامل نذكر ما يلي(‪: )2‬‬


‫‪ ‬تتميز صناعة البترول بتكاملها الرأسي واألفقي بحيث تختلف العوامل المؤثرة في كل مرحلة من‬
‫مراحل انتاج البترول عن مراحل انتاج بدائله‪ ،‬مما ساهم في تعزيز قدرة المنتجين في التحكم‬
‫بكميات االنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬تتفاوت أهداف وسياسات المنتجين بصورة كبيرة‪ ،‬حيث يتكتل معظم المنتجين الرئيسيين في‬
‫منظمة االوبك التي لها اهداف وسياسات تختلف عن اهداف وسياسات المنتجين من خارج اوبك‪،‬‬
‫كما تتباين مصالح وتوجهات داخل منظمة االوبك نفسها‪ ،‬وهذا التباين جعل من االتفاق على‬
‫اسعار متفق عليها ام اًر صعب المنال‪.‬‬

‫(‪John Baffes and M. Ayhan Kose, The Great Plunge in Oil Prices: Causes, consequences )1‬‬
‫‪and policy responses, op cit, pp 26-27.‬‬
‫(‪ (2‬داود سعد اهلل‪ ،‬تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار األسعار‪ ،‬مجلة الباحث العدد (‪)1‬‬
‫‪6100‬م‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.602‬‬

‫‪898‬‬
‫‪ ‬تخضع اسواق معظم عناصر االنتاج الالزمة لصناعة البترول العتبارات وقوى احتكارية وشبه‬
‫احتكارية‪ ،‬وتحاول هذه القوى بدورها التأثير في تسعير البترول بصورة تخدم مصالحها‪.‬‬
‫‪ ‬تتفاوت تكاليف االنتاج في معظم مراحله بين دولة واخرى‪ ،‬كما تحاول كل دولة االحتفاظ بتكاليف‬
‫االنتاج بسرية مطلقة‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز مرونة عرض البترول باالنخفاض على االمد القصير والمتوسط مما يقيد السياسات‬
‫المتعلقة بزيادة االنتاج مع تغيرات االسعار‪.‬‬
‫‪ ‬تتفاوت االنواع المنتجة من البترول بصورة كبيرة وفقاً للكثافة النوعية ونسب الشوائب والكبريت‬
‫مما يجعل تسعير البترول متفاوتاً وفقاً للتكنولوجيا المرتبطة باستخدام هذه االنواع‪.‬‬
‫‪ ‬تتفاوت احتياطيات الدول المنتجة من البترول ما يجعل سياسات واهداف هذه الدولة متباينة في‬
‫االجل القصير عنها في االجل الطويل‪ ،‬حيث ان كبر حجم االحتياطات يستلزم سياسات مناسبة‬
‫لتعظيم المنافع على المدى البعيد‪.‬‬

‫العالقة بين قوى العرض والطلب‪:‬‬


‫من المعروف ان استقرار االسواق العالمية للبترول يعتمد على عوامل اساسية من اهمها التفاعل‬
‫بين قوى العرض والطلب والموازنة بينهما بتخفيض المعروض او زيادة المطلوب من البترول‪ ،‬ومن شأن‬
‫حصول أي اختالل بواحد او اكثر من تلك العوامل ان يؤدي الى حصول ارتفاع في السعر او‬
‫انخفاضه(‪.)1‬‬

‫ثالثاً‪ .‬العالقات الدولية‪:‬‬


‫تتأثر اسعار البترول بسياسات الدول المنتجة والمستهلكة‪ ،‬والمتعلقة بالسلع والموارد االساسية‬
‫االخرى‪ ،‬السياسات المالية والنقدية‪ ،‬وحجم التبادل التجاري‪ ،‬وحجم العجز أو الفائض في موازين التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬ومعدالت التضخم وتقلبات اسعار صرف العمالت االجنبية وسياسات الطاقة وتطوير بدائلها‬
‫المختلفة (‪.)2‬‬
‫ونتيجة لتداخل العالقات االقتصادية والسياسية الدولية وتعارضها في كثير من االحيان‪ ،‬فان اسعار‬
‫البترول البد وان تراعي مصالح الدول المنتجة والدول المستهلكة‪ ،‬والشركات البترولية الدولية‪ ،‬كما انها‬

‫(‪ (1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات البترول والسياسات السعرية البترولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪(2) World Bank, Understanding the plunge in oil prices, Global Economic Prospects, World‬‬
‫‪Bank Publications, January 2015, pp 155-156.‬‬
‫‪898‬‬
‫البد من ان تعمل على زيادة فاعلية عالقة الدول المنتجة مع بعضها البعض‪ ،‬وعالقاتها مع المستهلكة‬
‫اء كانت نامية ام متقدمة (‪.)1‬‬
‫سو ً‬
‫ويجدر بنا التوسع في دراسة دور العالقات الدولية في التأثير على اسعار البترول وذلك من خالل‬
‫( ‪)2‬‬
‫توضيح ألية تأثير العالقات الدولية بالنسبة للدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات البترولية الدولية‬
‫‪:‬‬

‫‪ .3‬الدول المنتجة‪:‬‬
‫بما ان البترول مورد ناضب وغير قابل للتجدد فان اسعاره البد ان تعكس رغبة الدول المنتجة في‬
‫الحفاظ على ثروتها الناضبة ومراعاة مصالح وحقوق االجيال القادمة‪ ،‬بحيث تصبح احتياطات البترول‬
‫متساوية القيمة عند استخراجها عبر الزمن‪ ،‬وان تكون هذه القيمة مثل من حيث المنطلقات االقتصادية‪،‬‬
‫كما يجب ان يضمن السعر السائد تمكين الدول المنتجة من تحقيق التنويع في مصادر دخلها وتحقيق‬
‫مستويات مقبولة من النمو(‪.)3‬‬
‫تتباين الدول المنتجة فيما بينها بالعديد من السمات والخصائص ومنها حجم االحتياطات البترولية‪،‬‬
‫مستوى النمة االقتصادي‪ ،‬عدد السكان‪ ،‬العالقات االقتصادية مع دول العالم‪ ،‬الطاقة االنتاجية‪ ،‬تكاليف‬
‫االنتاج‪ ،‬نصيب الفرد من الطاقة المستهلكة‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وهذه االختالفات الواضحة بين الدول المنتجة‬
‫تؤثر على االسعار‪ ،‬فالسعر المناسب لدولة معينة قد ال يكون مناسباً لدولة اخرى‪ ،‬فالدول المنتجة ذات‬
‫االحتياطات الكبيرة تفضل اسعا اًر مستقلة عند مستوى ال يقل عن المستوى الذي يضمن ايرادات مناسبة‬
‫لتمويل التنمية‪ ،‬وال يزيد ال مستوى يسمح بدخول بدائل طاقة منافسة تقلل من الجدوى االقتصادية للبترول‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬اما الدول المنتجة ذات االحتياطات الصغيرة فتفضل الحصول على اعلى سعر‬
‫ممكن(‪.)4‬‬
‫اما بالنسبة لعالقات الدول المنتجة مع الدول المستهلكة فهي تختلف في حال كون الدول المستهلكة‬
‫نامية أو متقدمة‪ ،‬فبالنسبة لعالقة الدول المنتجة مع الدول المستهلكة النامية يكون السعر مراعياً رغبة هذه‬

‫)‪ (3‬مانع سعيد العتيبة‪ ،‬دراسة في التفاعل بين قوى السوق النفطية وقوى السياسة الدولية‪ ،‬ابو ضبي‪ ،‬ط‪ ،6106 ،6‬ص‬
‫‪.22-22‬‬
‫(‪ (2‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات البترول والسياسات السعرية البترولية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪(2) Assessing the factors behind oil price changes, Audrey Gasteuil and Robert K. Kaufmann,‬‬
‫‪working paper no 855, European Central Bank, Germany, 2008, pp 9-12.‬‬
‫)‪ (3‬احمد حسين الهيتي‪ ،‬اقتصاديات النفط‪ ،‬مطابع جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪6111 ،‬م‪ ،‬ص ‪.22-22‬‬

‫‪898‬‬
‫الدول في النمو دون التعرض لهفوات اقتصادية كبيرة بسبب ارتفاع اسعار البترول‪ ،‬اما بالنسبة لعالقاتها‬
‫مع الدول المستهلكة المتقدمة او الصناعية‪ ،‬فان السعر يجب ان يتغير بصورة عادلة مع تغيرات اسعار‬
‫السلع االخرى التي تصدرها الدول الصناعية الى الدول المنتجة للبترول‪ ،‬أي ان السعر ينبغي ان يعكس‬
‫معدالت التضخم وتغيرات اسعار صرف العمالت‪ ،‬باإلضافة الى متطلبات العدالة في النظام االقتصادي‬
‫الدولي وانعكاساته على موازين المدفوعات والتجارة(‪.)1‬‬

‫‪ .1‬الدول المستهلكة‪:‬‬
‫تختلف الدول المستهلكة للبترول في كثير من السمات والخصائص‪ ،‬االمر الذي ينعكس على‬
‫اسعار البترول وعلى المراكز النسبية لهذه الدول بين دول العالم‪ ،‬فالدول المستهلكة النامية تحرص على‬
‫ان ال تؤثر اسعار البترول سلباً على طموحاتها التنموية‪ ،‬اما الدول المستهلكة المتقدمة او الصناعية فهي‬
‫تحرص على الحفاظ على مراكزها النسبية بين دول العالم(‪ ،)2‬وعلى سبيل المثال فان بريطانياً ال تستورد‬
‫البترول‪ ،‬الواليات المتحدة تستورد نحو نصف احتياجاتها‪ ،‬المانيا تستورد نصف احتياجاتها كذلك‪ ،‬بينما‬
‫تستورد اليابان كل احتياجاتها من البترول‪ ،‬ولذلك فان تغير اسعار البترول تختلف تأثيراته من دولة الى‬
‫اخرى‪ ،‬وبالتالي فان السعر المنخفض يحقق للواليات المتحدة واليابان والمانيا مزايا اقتصادية ومرك از‬
‫تنافسياً في االقتصاد الدولي‪ ،‬بينما تتضرر مصالح بريطانيا والدول االقل اعتماداً على البترول المستورد‪،‬‬
‫اما في حالة ارتفاع اسعار البترول فاألمر عكس ذلك تماماً(‪. )3‬‬

‫‪1‬ـ الشركات البترولية الدولية‪:‬‬


‫على الرغم من تراجع دور الشركات البترولية الدولية في الدول المنتجة‪ ،‬اال ان دور هذه الشركات‬
‫في االسواق العالمية للبترول ومشتقاته اليزال كبي اًر‪ ،‬فهي في طبيعتها شركات عابرة للقارات تهدف الى‬
‫تحقيق اقصى ربح ممكن‪ ،‬كما ان معظمها ينتمي الى دول صناعية تختلف مصالحها عن مصالح الدول‬
‫التي تعمل بها هذه الشركات‪ ،‬كما ان هذه الشركات تتسم بالتكامل االفقي والرأسي بالنسبة لعملياتها‬
‫االنتاجية واالستثمارية‪ ،‬فهي في ذات الوقت الذي تعمل فيه في مجال البترول‪ ،‬تتبنى مشروعات في‬

‫)‪ (1‬ناجي مزهر عبدالرحمن و هادي عبد االزيرج‪ ،‬الصناعة النفطية‪ ،‬مطبعة العدالة‪ ،‬بغداد‪6111 ،‬م‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫)‪ (2‬كريلنيين موردخاي‪ ،‬االقتصاد الدولي مدخل السياسات‪ ,‬ترجمة‪ :‬محمد ابراهيم منصور‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪6101‬م‪ ،‬ص ‪.12-12‬‬
‫( ‪ )3‬ناجي مزهر عبد الرحمن و هادي عبد االزيرج‪ ،‬الصناعة النفطية‪ ،‬ط‪ ،0‬العدالة للطباعة والنشر‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪،‬‬

‫‪6111‬م‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪898‬‬
‫صناعات بدائل البترول‪ ،‬كما انها تعمل في جميع المجاالت المرتبطة بمراحل صناعة البترول‬
‫كاالستكشافات والتنقيب‪ ،‬واالستخراج والتكرير‪ ،‬والنقل والتسويق‪ ،‬ولهذا فأن اسعار البترول تختلف بحسب‬
‫حجم وطبيعة عمل هذه الشركات ودرجة عالقاتها مع الدول المنتجة وقدرتها على التفاوض والصياغة‬
‫القانونية لعقودها(‪.)1‬‬

‫رابعاً‪ .‬طبيعة اسواق البترول‪:‬‬


‫تختلف وجهات النظر حول طبيعة اسواق البترول‪ ،‬حيث يرى البعض ان اسعار البترول تتجه‬
‫للتساوي مع النفقة الحدية إلنتاج البترول على المدى الطويل لنموذج المنافسة الكاملة‪ ،‬لكن واقع االسواق‬
‫يؤكد عدم تطبيق شروط المنافسة الكاملة على صناعة البترول وذلك لقلة عدد المنتجين‪ ،‬اضافة الى عدم‬
‫توافر المعلومات الكاملة حول صناعة البترول بمراحلها المختلفة‪ ،‬ولوجود عدة بدائل لبعض مشتقات‬
‫البترول‪ ،‬ولوجود العديد من القيود على دخول الصناعة أو الخروج منها‪ .‬ويعتقد البعض بخضوع تسعير‬
‫البترول لعناصر احتكارية بحته‪ ،‬اذ تتمتع األوبك بمركز احتكاري يمكنها من تحديد االسعار وحجم االنتاج‬
‫بحرية مطلقة وبصورة تحقق ألعضائها اعلى قدر ممكن من العوائد‪ ،‬والبد من االشارة ان هذا االعتقاد‬
‫يخالفه البعض بحجة اختالف الظروف االقتصادية والمصالح السياسية لألعضاء‪ ،‬مما يؤدي الى تضارب‬
‫اآلراء حول سياسات االنتاج والتسعير‪ ،‬كما حدث عبر السنوات الماضية‪ ،‬والرأي االقرب للحقيقة هو‬
‫خضوع اسواق البترول لمنافسة القلة‪ ،‬لكن تعدد نظريات منافسة القلة يجعل االتفاق على سياسات االنتاج‬
‫والتسعير أم اًر صعباً(‪.)2‬‬

‫خامساً‪ :‬العوامل السلوكية أو النفسية (المضاربين في األسواق البترولية)‪:‬‬


‫تؤثر العوامل السلوكية أو النفسية على أسعار البترول‪ ،‬وهي عبارة عن توقعات المضاربين في‬
‫األسواق البترولية وأثرها على عمليات بيع وشراء البترول في األسواق الدولية‪ ،‬كتوقعات حدوث نقص في‬
‫اإلمدادات نتيجة لنشوب الحروب أو التوترات في مناطق انتاج البترول‪ ،‬ولذلك فإن التوترات الجيوسياسية‬
‫سببا في ارتفاع أو انخفاض أسعار البترول بالرغم‬
‫في الشرق األوسط حيث منابع البترول يمكن أن تكون ً‬

‫(‪ (1‬كامل البكري واخرون‪ ،‬الموارد واقتصادياتها‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪0141 ،‬م‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫(‪ )2‬هاشم علوان السامرائي‪ ،‬العوامل المحددة لسعر النفط الخام في السوق الدولية –بيت الحكمة‪ ،‬دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد‬

‫الثاني‪ ،‬السنة األولى‪2111 ،‬م‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪891‬‬
‫من عدم حدوث تغير في كمية المعروض من البترول أو المطلوب منه‪ ،‬فأسواق البترول قد تدفع االسعار‬
‫نحو االرتفاع عندما تكون هنالك مخاوف من تعطل محتمل لإلمدادات المستقبلية والعكس صحيح(‪.)1‬‬
‫تجري المضاربات في أسواق البترول العالمية على مدار الساعة في أهم ثالث بورصات لبيع وشراء‬
‫البترول‪ ،‬وهي أسواق نيويورك ولندن وسنغافورة‪ ،‬حيث تتضارب فيها التوقعات بخصوص السعر الذي‬
‫سيتراوح عنده برميل البترول في العقود اآلجلة‪ ،‬وبتحكم التجار بسوق الطلب‪ ،‬مثل البيوتات المالية‬
‫األمريكية وشركات الطيران الكبرى التي دخلت منافساً في الطلب على النفط‪ ،‬بما تمتلكه من احتياطيات‬
‫مالية ضخمة وظفت لالستثمار في بيع وشراء النفط‪ ،‬حيث وجدت هذه الجهات في أسواق النفط فرصة‬
‫سانحة لتحقيق المكاسب والتأثير على األسواق النفطية‪ .‬ناهيك عن انخراط صناديق االستثمار المالي‬
‫العالمية في عمليات شراء النفط‪ ،‬والتي زادت من حدة المضاربة‪ ،‬ويضاف إلى ما ذكرنا مجموعة مؤثرات‬
‫يمكن لنا تسميتها بالمؤثرات السلوكية أو النفسية‪ ،‬وتتعلق بسلوك البائعين والمشترين والمضاربين في‬
‫أسواق بيع وشراء عقود النفط والغاز باآلجل(‪ ،)2‬حيث تتأثر ق اررات هؤالء بمجريات اإلحداث السياسية‬
‫والنزاعات المسلحة‪ ،‬والتوقعات المستقبلية بارتفاع أو انخفاض كميات اإلنتاج واألسعار‪ ،‬األمر الذي يؤثر‬
‫على أسعار عقود البترول اآلجلة وبالتالي على أسعار البترول على المستوى العالمي(‪.)3‬‬

‫(‪ (1‬حسان خضر‪ ،‬أسواق النفط العالمية‪ ،‬مجلة جسر التنمية‪ ،‬معهد التخطيط العربي بالكويت‪ ،‬العدد (‪6112 ،)22‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.02-06‬‬
‫(‪ (2‬فليح حسن خلف‪ ،‬األسواق المالية والنقدية‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪4001،‬م‪ ،‬ص ‪.66 -66‬‬
‫(‪ (3‬داود سعد هللا‪ ،‬تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار األسعار‪ ،‬مجلة الباحث العدد (‪)1‬‬
‫‪4022‬م‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.426‬‬
‫‪898‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مالمح االقتصاد العراقي للمدة (‪ )1004-1032‬م‪.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫شهد االقتصاد العراقي خالل م ارحـل تطـوره العديـد مـن التحـديات السياسـية واألمنيـة كانـت لهـا أثـا اًر‬
‫اقتصــادية كبي ـرة‪ ،‬ومــن أهمهــا انــدالع الحــرب العراقيــة اإليرانيــة فــي أيلــول ‪ /‬ســبتمبر عــام ‪2100‬م‪ ،‬والتــي‬
‫ـار جزئيـاً للبنــى التحتيــة فــي مجــاالت‬
‫اســتمرت ثمانيــة ســنوات وأدت إلــى اســتنزاف كبيــر للمـوارد الماليــة‪ ،‬ودمـ اً‬
‫إنتاج تصدير البترول (‪.)1‬‬
‫أعقبتهــا حــرب الخلــيج الثانيــة عــام ‪2112‬م والتــي جــاءت نتيج ـةً لغــزو الع ـراق للكويــت عــام ‪2110‬م‪،‬‬
‫دمرت هذه الحرب البنى التحتية للعراق نتيجة للعمليات العسكرية الدولية بقيادة الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫والتي طالت جميع المنشآت العامة من مشروعات إنتاج وتكرير وتصدير البترول‪ ،‬والمشروعات الصناعية‬
‫العسكرية والمدنيـة‪ ،‬إضـافة إلـى محطـات إنتـاج وتوزيـع الكهربـاء والطـرق والجسـور والمبـاني الحكوميـة‪ ،‬مـن‬
‫تداعيات تلك الحرب أن فرض الحصار االقتصادي الشـامل علـى العـراق‪ ،‬والـذي منـع بموجبـة مـن تصـدير‬
‫البتــرول ومــن اســتيراد احتياجاتــه مــن الغــذاء والــدواء وكافــة الســلع والخــدمات من ـذ عــام ‪2110‬م حتــى عــام‬
‫‪4002‬م الـذي تعــرض العـراق خاللـه لعمليــة غــزو أمريكــي أدت إلـى إســقاط نظــام الحكـم فيــه‪ ،‬ممــا أدى إلــى‬
‫غياب تام لسلطات الدولة للفترة من ‪ 21‬نيسان‪ /‬ابريل ‪4002‬م ولغاية ‪ 2‬حزيران‪ /‬يونيو ‪4002‬م(‪.)2‬‬
‫ومعلــوم أن فتـرة الحصــار االقتصــادي التــي مــر بهــا العـراق خــالل الســنوات ‪2112‬م‪4002-‬م أدت‬
‫إلـــى تقـــويض دور القطاع ـ ـات االقتصـ ــادية فـ ــي تحســـين االوضـ ــاع المعيش ــية للسـ ــكان‪ ،‬وأدت إلـ ــى حرمـ ــان‬
‫االقتصاد العراقي من مواكبة التطورات التكنولوجية في أساليب اإلنتاج والتسويق (‪.)3‬‬

‫(‪ )8‬عبــاس النص ـراوي‪ ،‬االقتصــاد الع ارقــي بــين دمــار التنميــة وتوقعــات المســتقبل ‪-8889‬م‪8989‬م‪ ،‬ترجمــة محمــد ســعيد عبــد‬
‫العزيز‪ ،‬دار الكنوز األدبية‪ ،‬بيروت‪8989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88- 88‬‬
‫(‪ )2‬ناجي سامي فرس‪ ،‬التحديات التي تواجه التنمية االقتصادية في العراق وسبل مواجهتها‪ ،‬مجلـة الغـري للعلـوم االقتصـادية‬
‫واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،88‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.18-18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Anthony H. Cordesman, Past Failure and Future Transition in Iraq Reconstruction,‬‬
‫‪Center for Strategic and International Studies, Washington, 2010, pp 4-6.‬‬

‫‪889‬‬
‫يتض ــح م ــن بيان ــات الجه ــاز المرك ــزي الع ارق ــي لإلحص ــاء ف ــي ه ــذا الخص ــوص أن نس ــبة مس ــاهمة‬
‫الصـناعة التحويليـة فـي تكـوين النـاتج المحلـي اإلجمـالي قـد انخفضـت مـن (‪7‬و‪ )%0‬فـي الفتـرة التـي سـبقت‬
‫الحضر االقتصادي عام ‪2112‬م إلى نسب تتراوح بين (‪ )%4‬خالل الفترة من‪2112‬م إلى ‪4002‬م (‪.)1‬‬
‫علم ـاً أن االقتصــاد الع ارقــي كــان وال ي ـزال اقتصــاداً أحــادي يعتمــد علــى صــادرات خامــات البتــرول‬
‫اعتماداً شبه كلي (‪.)2‬‬
‫تتميز أسعار البترول بعدم االستقرار ناهيك عن االنخفاض المستمر عبـر الـزمن بالقيمـة الشـرائية للـدوالر‬
‫األمريكي‪ ،‬وهـو العملـة التـي يبـاع وفقـاً لهـا البتـرول فـي األسـواق العالميـة‪ ،‬األمـر الـذي أعـاق جهـود التنميـة‬
‫االقتصــادية والبش ـرية فــي الع ـراق خ ـالل االربــع عقــود الماضــية‪ ،‬بســبب انخفــاض وتذبــذب إي ـرادات الموازنــة‬
‫العامة‪ ،‬وبالتالي عجز القطاع العام عن تنفيذ خططه التنموية (‪.)3‬‬
‫وبمــا أن االنفتــاح علــى االس ـواق االقليميــة والمحليــة كــان مغلق ـاً بســبب الحضــر االقتصــادي الــذي‬
‫أشرنا إليه‪ ،‬استمرت عزلة االقتصاد العراقي وأزمته المتفاقمة حتى ربيع العام ‪4002‬م‪.‬‬
‫وبع ــد انته ــاء العملي ــات العس ــكرية ف ــي نيس ــان‪ /‬أبري ــل ‪4002‬م‪ ،‬س ــادت حال ــه م ــن الت ــدهور األمن ــي‬
‫الخطير الذي طال كافة الميادين االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وتعرضت الممتلكات العامة لعمليـات‬
‫نهب وتخريب أدت إلى توقف العمليات االنتاجية خالل المدة المذكورة (‪.)4‬‬
‫أعلنــت ســلطة الحــاكم األمريكــي المؤقتــة فــي بدايــة عــام ‪4002‬م عــن تعليــق العمــل بقــانون التعريفــة‬
‫الجمركية العراقي والغاء كافة ضرائب ورسوم االستيراد‪ ،‬وفرضت بـدالً مـن كـل ذلـك ضـريبة إعـادة األعمـار‬
‫بنسبة (‪ )%6‬من قيمـة الـواردات وفقـاً لقـرار سـلطة االئـتالف المؤقتـة المـرقم (‪ )20‬لسـنة ‪4002‬م الـذي بقـي‬
‫ســاري المفعــول حتــى عــام ‪4026‬م‪ ،‬وفرضــت هــذه الض ـريبة علــى الســلع ال ـواردة إلــى الع ـراق ألول م ـرة فــي‬
‫األول من آذار‪ /‬مارس ‪4002‬م (‪.)5‬‬

‫(‪ )8‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬مجموعة التقارير السنوية للناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة‬
‫‪8888‬م‪8998-‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫(‪ )8‬عباس النصراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪(3) Anthony H. Cordesman, Economic Challenges in Post-Conflict Iraq, Center for‬‬
‫‪Strategic and International Studies, Washington, 2010, pp 7-9.‬‬
‫‪(4) United nations, World Bank, Report on Joint Iraq Needs Assessment, October‬‬
‫‪2003, p 10.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( ) United Nations, World Bank, Middle East Department, Middle East and North‬‬
‫‪Africa Region, Previous Reference, p 16 – 17.‬‬
‫‪888‬‬
‫بمــا يعنــي أن الحــدود العراقيــة فتحــت منــذ عــام ‪4002‬م أمــام كافــة الســلع االجنبيــة بــدون تعريفــة‬
‫جمركية‪ ،‬األمر الذي ساهم في تقويض فرص قطاعي الصناعة والزراعة في النمو والتطور (‪.)1‬‬
‫فـي العاشـر مـن حزيـران‪/‬‬ ‫اندلعت المواجهات المسلحة بين القوات المسـلحة العراقيـة وتنظـيم داعـ‬
‫يونيو ‪4022‬م‪ ،‬لتسقط محافظـات نينـوى وصـالح الـدين واألنبـار وأجـزاء مـن محافظـات كركـوك وديـالى بيـد‬
‫هــذا التنظ ــيم المتش ــدد‪ ،‬األم ــر ال ــذي وض ــع العـ ـراق أم ــام أزم ــة إنس ــانية وأمني ــة واقتص ــادية كبيــرة‪ ،‬فوضـ ـعت‬
‫الحكومــة العراقيــة أمــام تحــديات بالغــة الصــعوبة‪ ،‬تمثلــت بتمويــل نفقــات الحــرب مــن اجــل اســتعادة الســيطرة‬
‫علـى المحافظـات المــذكورة فـي ظـل انخفــاض أسـعار البتـرول منــذ النصـف الثـاني مــن عـام ‪ ،4022‬اضــافة‬
‫على عدد غير قليـل مـن االبـار والمنشـآت البتروليـة‪ ،‬فاضـطرت الحكومـة العراقيـة‬ ‫إلى سيطرة تنظيم داع‬
‫اخي اًر إلى تقليص الموازنة العامة للدولة عن طريق تجميد والغاء العديد من المشروعات العامة الحيوية فـي‬
‫مجاالت الكهرباء والماء والبنى التحتية‪.‬‬
‫وبخصوص التدهور األمني واإلنساني الذي أعقب سيطرة تنظيم (داعـ ) علـى أجـزاء مـن شـمال‬
‫غرب العراق عام ‪ ،4022‬يتضح من التقرير الصادر عـن البنـك الـدولي حـول جهـود أعـادة أعمـار العـراق‪،‬‬
‫أن (‪ )460‬مــن بــين ك ــل (‪ )200000‬ألــف مـ ـواطن ع ارقــي ق ــد تعرض ـوا للقت ــل أو لالختطــاف أو لالعت ــداء‬
‫المسلح بمعدل شهري خالل عامي ‪4026‬م‪4026-‬م‪ ،‬وبلغت هذه النسبة إضعاف ما هي علية في البلـدان‬
‫التي شهدت نزاعات عسكرية مماثلـة مثـل أفغانسـتان‪ ،‬البوسـنة والهرسـك‪ ،‬وغطـت هـذه اإلعمـال كافـة إنحـاء‬
‫العراق باستثناء إقليم كردستان شمال العراق (‪.)2‬‬
‫تســببت هــذه الحــرب بعمليــات نــزوح وهج ـرة ســكانية كثيفــة داخــل الع ـراق وخارجــة‪ ،‬ج ـراء انتهاكــات‬
‫في ظل ظروف غياب سلطات الدولة (‪.)3‬‬ ‫حقوق اإلنسان من قبل تنظيم داع‬
‫وحسب التقرير السنوي للمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين لعام ‪4026‬م‪ ،‬بلـغ عـدد‬
‫العراقيين الذين هاجروا العراق الى دول أخرى (‪ )2.1‬مليون مواطن‪ ،‬اما المواطنين الـذي أجبـروا علـى تـرك‬

‫)‪ (1‬عبـ ـ ــاس كـ ـ ــاظم الفـ ـ ــتالوي‪ ،‬أفـ ـ ــاق العمـ ـ ــل الجمركـ ـ ــي فـ ـ ــي ظـ ـ ــل التحـ ـ ــول االقتصـ ـ ــادي‪ ،‬بحـ ـ ــث مقـ ـ ــدم الـ ـ ــى و ازرة الماليـ ـ ــة‬
‫العراقية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬بغداد‪8989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8-8‬‬
‫‪8‬‬
‫‪( ) United Nations, World Bank, Middle East Department, Middle East and North‬‬
‫‪Africa Region, Rebuilding Iraq: Economic Reform and Transition, New York‬‬
‫‪2016, pp 18-20.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) Amnesty International Organization, Iraq Civilians under Fire, London UK, April‬‬
‫‪2015, p 15.‬‬
‫‪888‬‬
‫مــدنهم وانتقلـوا الــى مــدن أخــرى داخــل العـراق بســبب ســيطرة تنظــيم (داعـ ) فقــد بلــغ عــددهم (‪ )2.2‬مليــون‬
‫مواطن (‪.)1‬‬
‫اســـتمر هـ ــذا الوضـــع حتـ ــى بدايـ ــة العـ ــام ‪4026‬م‪ ،‬حيـــث تـ ــم تأس ــيس هيئـ ــة الحش ــد الشـ ــعبي مـ ــن‬
‫العراقي‪ ،‬وبالفعل تم تحرير صـالح‬ ‫المتطوعين لمقاتلة تنظيم داع ‪ ،‬إضافة إلى إعادة هيكلة قوات الجي‬
‫الدين واالنبار والموصل وأخي اًر نينوى‪ ،‬اال ان الدمار الهائل الذي لحق بهـذه المحافظـات‪ ،‬والتـدهور األمنـي‬
‫وما صاحب غيـاب السـلطة مـن عـدم السـيطرة علـى المنافـذ الحدوديـة ومـا واكبـه مـن عمليـات إغـراق سـلعي‬
‫لألسواق العراقية ساهم في اعاقة تطور االقتصاد العراقي خالل هذه المرحلة (‪.)2‬‬
‫يتضــمن هــذا الفصــل د ارســة الم ارحــل التاريخيــة لتطــور االقتصــاد الع ارقــي خــالل المــدة ‪4002‬م –‬
‫‪:‬‬
‫‪4026‬م‪ ،‬من خالل تقسيمة إلى المباحث االتية‬

‫المبحث األول‪ :‬مراحل تطور االقتصاد العراقي‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬واقع القطاعات الرئيسية في االقتصاد العراقي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تحليل مؤشرات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪(1) United Nations, High Commissioner for Refugees, Global Report 2016, pp 171-‬‬
‫‪173.‬‬
‫)‪ (2‬عباس كاظم الفتالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.8-8‬‬

‫‪888‬‬
‫المبحث االول‬
‫مراحل تطور االقتصاد العراقي‬
‫إن دراسة المسار التاريخي لتطور االقتصاد العراقي تظهر لنا أن هذا االقتصاد يعاني من مشكلة‬
‫األحادية‪ ،‬والتي تتمثل باالعتماد على القطاع البترولي في تمويل الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وارتفاع نسبة‬
‫مساهمة هذا القطاع في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬واجمالي الصادرات‪ ،‬وذلك على الرغم مما يمتاز‬
‫به االقتصاد العراقي من وفرة في الموارد البشرية‪ ،‬والمياه والمساحات الشاسعة من األراضي الصالحة‬
‫للزراعة‪ ،‬باإلضافة إلى وفرة موارد هائلة من الثروات الطبيعية‪ ،‬يأتي في مقدمتها البترول والغاز الطبيعي‬
‫إلى جانب الكبريت والفوسفات‪ ،‬وفي مجال البترول الخام يمتلك العراق احتياطياً مؤكداً يبلغ (‪ )148‬مليار‬
‫برميل‪ ،‬وهو يشكل ما نسبته (‪ )%9.96‬من االحتياطي العالمي المؤكد من البترول(‪.)1‬‬
‫وبالرغم من ذلك الزال االقتصاد العراقي يعاني من االختالالت الهيكلية‪ ،‬ليس بسبب ضعف السياسات‬

‫االقتصادية فحسب‪ ،‬بل بسبب الظروف السياسية والحروب التي خاضها العراق وتبعاتها األمنية وتحديداً‬
‫منذ عام ‪0141‬م وحتى اآلن (‪.)2‬‬
‫يمكن دراسة تطور االقتصاد العراقي عن طريق تقسيم الفترة الزمنية التي مر بها إلى عدة مراحل‪،‬‬
‫بدء من عام ‪0121‬م حتى عام ‪6102‬م‪ ،‬وقد تم اختيار عام ‪0121‬م كبداية للمرحلة األولى من مراحل‬
‫ً‬
‫تطور االقتصاد العراقي‪ ،‬وذلك لما شهدته مرحلة السبعينيات من أحداث ذات أهمية كبيرة بالنسبة‬
‫لالقتصاد العراقي‪ ،‬يأتي في مقدمتها تأميم المنشآت البترولية من ملكية الشركات األجنبية العاملة في‬
‫العراق عام ‪0126‬م‪ ،‬حيث وفرت عملية التأميم موارد مالية ضخمة للموازنة العامة للدولة‪ ،‬وأسهمت في‬
‫دفع عجلة التنمية االقتصادية وتحسين األوضاع االجتماعية والمعيشية للسكان‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬
‫االرتفاعات الكبيرة التي حدثت فتي أسعار البترول مع انطالق حرب أكتوبر عام ‪0122‬م‪ ،‬وما أنتجته من‬
‫زيادة كبيرة في إيرادات العراق البترولية(‪.)3‬‬
‫كل هذه المعطيات دفعت الباحث الختيار عام ‪0121‬م كبداية مرحلة لدراسة تطور االقتصاد العراقي‬
‫على أن تستمر الدراسة حتى عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪(1) OPEC, Annual Statistical Bulletin 2017, Vienna, p 26.‬‬


‫)‪ (2‬ربيع خلف صالح و إيهاب عباس محمد‪ ،‬القطاع النفطي في العراق الواقع واألفاق دراسة تحليلية اقتصادية‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،88‬العدد ‪ ،88‬جامعة بغداد كلية اإلدارة واالقتصاد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.881-888‬‬
‫)‪ (3‬حسين عجالن حسن‪ ،‬تنويع قدرات االقتصاد العراقي في ظل الهيمنة الريعية الواقع الراهن والحسابات المستقبلية‪ ،‬مجلة‬
‫المنصور‪ ،‬العدد ‪ ،88‬كلية المنصور الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،8988 ،‬ص ‪.8-8‬‬

‫‪888‬‬
‫وتأسيساً على ما تقدم يمكن تقسيم مراحل تطور االقتصاد العراقي إلى المراحل اآلتية‪:‬‬
‫المرحلة األولى (‪(3980-3990‬م‪.‬‬
‫تعد مرحلة السبعينيات من المراحل المزدهرة التي مر بها االقتصاد العراقي‪ ،‬ولذلك لما شهدته من‬
‫معدالت نمو مرتفعة في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬نتيجة لتأميم منشآت إنتاج وتصدير البترول‪ ،‬وارتفاع‬
‫أسعار البترول منذ عام ‪0122‬م‪ ،‬األمر الذي مكن الدولة من الحصول على موارد مالية ضخمة أدت إلى‬
‫مضاعفة حجم الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وبالتالي تمكنت الدولة من تنفيذ مشروعات استثمارية حكومية‬
‫واسعة في مختلف المجاالت اإلنتاجية والخدمية‪ ،‬وفي مجاالت البنى التحتية األساسية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المجاالت العسكرية‪ ،‬وقد حققت هذه االستثمارات انجازات واضحة في مجاالت الصناعة والبنى التحتية‬
‫والخدمات السيما في مجاالت الصحة والتعليم واإلسكان(‪.)1‬‬
‫ويمكن توضيح معالم النمو االقتصادي في العراق خالل هذه المرحلة من بيانات الجدول (‪ )06‬في أدناه‪:‬‬
‫جدول (‪ )31‬معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة‬
‫(‪ )3980-3990‬م‪( ،‬مليار دوالر)‬
‫معدل نمو الناتج‬
‫معدل نمو الناتج‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬
‫المحلي‬
‫المحلي االجمالي‬ ‫االجمالي‬ ‫االجمالي باألسعار‬
‫االجمالي‬ ‫السنة‬
‫باألسعار الجارية‬ ‫باألسعار‬ ‫الثابتة لسنة األساس‬
‫باألسعار الثابتة‬
‫(‪)%‬‬ ‫الجارية‬ ‫‪0911‬‬
‫(‪)%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2.300‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪43.029‬‬ ‫‪0970‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪5.051‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪42.409‬‬ ‫‪0970‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪5.420‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫‪45.211‬‬ ‫‪0974‬‬
‫‪04‬‬ ‫‪5.172‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪43.979‬‬ ‫‪0973‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪04.354‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪53.705‬‬ ‫‪0972‬‬
‫‪09‬‬ ‫‪14.725‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪51.232‬‬ ‫‪0975‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪09.302‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪21.005‬‬ ‫‪0972‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪40.299‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29.352‬‬ ‫‪0977‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪42.000‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪10.414‬‬ ‫‪0971‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20.950‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪002.154‬‬ ‫‪0979‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪52.120‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪032.352‬‬ ‫‪0910‬‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية‪ ،‬للمدة ‪0121‬م – ‪0141‬م‪.‬‬

‫‪(1) Jonathan E. Sanford, Policies, Iraq’s Economy: Past, Present, Future, An Economic Report8‬‬
‫‪presented to the US Congress in June 3 2003, US Congress Library, 2004, Washington, pp 2-‬‬
‫‪5.‬‬
‫‪888‬‬
‫نالحظ من بيانات الجدول (‪ )12‬أن الناتج المحلي اإلجمالي قد سجل ارتفاعاً مستم اًر في معدالت‬
‫نموه خالل عقد السبعينيات من القرن الماضي‪ ،‬وذلك باستثناء عام ‪0126‬م حيث نفذت الحكومة مشروع‬
‫تأميم المنشآت البترولية من الشركات البترولية واألجنبية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تعثر الصادرات البترولية‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة (‪ ،)%6‬كما نالحظ أن عاما‬ ‫خالل العام المذكور‪ ،‬مما أدى إلى انكما‬
‫‪0122‬م و ‪0121‬م هما األفضل نسبياً قياساً بأعوام هذه المرحلة‪ ،‬حيث بلغ معدل النمو الحقيقي للناتج‬
‫المحلي اإلجمالي (‪ )%110‬و (‪ )%64‬على التوالي‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تضاعف اإليرادات البترولية الذي‬
‫نتج عن أسعار البترول بسبب حرب أكتوبر عام ‪0122‬م كما أسلفنا‪ ،‬وما أنتجه من نمو سريع في‬
‫عائدات الصادرات البترولية التي انعكست وبشكل كبير على التنمية االقتصادية خالل عقد السبعينيات‬
‫من القرن الماضي‪.‬‬
‫المرحلة الثانية (‪ )3990-3983‬م‪.‬‬
‫شهد عقد الثمانينات تراجع ملحوظ في مسار التنمية االقتصادية في العراق‪ ،‬حيث أدى اندالع‬

‫الحرب العراقية اإليرانية التي دامت ثماني سنوات إلى تراجع معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وذلك‬

‫لما أحدثته تلك الحرب من دمار كبير للبنى التحتية اإلنتاجية في مجاالت البترول على وجه الخصوص‪،‬‬

‫حيث تعرضت منصات تصدير البترول على شط العرب في محافظة البصرة لنيران سالح الجو‬

‫اإليراني (‪ ،) 1‬مما تسبب بانخفاض حجم صادرات البترول العراقي بنسبة (‪ )%22‬عما كانت عليه عام‬

‫‪0121‬م‪ ،‬كما أدى االنخفاض الحاد في أسعار البترول عام ‪0142‬م إلى تفاقم أزمة االقتصاد العراقي في‬

‫ظل تنامي حجم وفوائد الديون الخارجية التي تحملها العراق بسبب تكاليف الحرب(‪ ،)2‬األمر الذي أدى إلى‬

‫تراجع نسب نمو الناتج المحلي اإلجمالي بشكل ملحوظ‪ ،‬والجدول (‪ )13‬يوضح تطورات الناتج المحلي‬

‫اإلجمالي للمدة ( ‪ ) 0111 – 0140‬م‪.‬‬

‫)‪ (1‬عباس النصراوي‪ ،‬النتائج االقتصادية للحرب العراقية اإليرانية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،18‬بيروت‪ ،‬تموز ‪ /‬يوليو ‪8818،‬م‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫)‪ (2‬محمد إبراهيم الحلوة‪ ،‬حرب الخليج‪ :‬دراسة في مسببات الصراع وعواقبه‪ ،‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،88‬العدد ‪ ،88‬الكويت‪8818 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88-88‬‬

‫‪888‬‬
‫جدول (‪ )31‬معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة‬
‫(‪ )3990-3983‬م‪( ،‬مليار دوالر)‪.‬‬
‫الناتج المحلي‬
‫معدل نمو‬
‫معدل نمو الناتج‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫االجمالي‬
‫الناتج المحلي‬
‫المحلي االجمالي‬ ‫االجمالي‬ ‫باألسعار‬
‫االجمالي‬ ‫السنوات‬
‫باألسعار الجارية‬ ‫باألسعار‬ ‫الثابتة لسنة‬
‫باألسعار‬
‫(‪)%‬‬ ‫الجارية‬ ‫االساس‬
‫الثابتة (‪)%‬‬
‫‪0911‬‬
‫‪41-‬‬ ‫‪20.120‬‬ ‫‪20-‬‬ ‫‪10.112‬‬ ‫‪0910‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪25.979‬‬ ‫‪0-‬‬ ‫‪10.435‬‬ ‫‪0914‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪22.244‬‬ ‫‪00-‬‬ ‫‪73.002‬‬ ‫‪0913‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪50.011‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪72.741‬‬ ‫‪0912‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪55.250‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪77.920‬‬ ‫‪0915‬‬
‫‪4-‬‬ ‫‪52.103‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪75.102‬‬ ‫‪0912‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪22.199‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10.019‬‬ ‫‪0917‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪71.553‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪71.553‬‬ ‫‪0911‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪71.553‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪73.191‬‬ ‫‪0919‬‬
‫‪10-‬‬ ‫‪05.775‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪9.712‬‬ ‫‪0990‬‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية للمدة ‪1981‬م‪0111-‬م‪.‬‬

‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )13‬حدوث تغيرات سالبة ومستمرة على الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫عام ‪0140‬م إلى‬ ‫باألسعار الحقيقية خالل معظم سنوات المدة ‪0140‬م ‪0111 -‬م‪ ،‬حيث انكم‬
‫(‪ )40.442‬مليار دوالر بمعدل نمو سالب بلغ (‪ ،)%21-‬ثم استمر بالتراجع خالل السنوات ‪0146‬م ‪-‬‬
‫‪0142‬م بنسب نمو سالبة بلغت (‪ )%0-‬و (‪ )%01-‬على التوالي‪ ،‬بسبب انخفاض كميات صادرات‬
‫البترول في بداية الحرب‪ ،‬ثم شهدت السنوات ‪0142‬م ‪0142‬م استعادة الناتج المحلي اإلجمالي للنمو‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة (‪-‬‬ ‫بنسب بلغت (‪ )%6‬و (‪ )%2‬على التوالي‪ ،‬وفي عام ‪0142‬م انكم‬
‫‪ )%2‬متأث اًر بانخفاض أسعار البترول آنذاك على المستوى العالمي‪ ،‬وفي عام ‪0142‬م عاود الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي نموه ليسجل نسبة نمو بلعت (‪ ،)%2‬نتيجة لتحسن أسعار البترول آنذاك‪ ،‬إال أن‬
‫السنوات ‪0144‬م ‪0141 -‬م ‪0111 -‬م شهدت موجات أخرى من التراجع بنسب بلغت (‪ )%2-‬و (‪-‬‬
‫‪ )%2‬و (‪ )%42-‬على التوالي‪ ،‬وتتضح اآلثار الكبيرة التي خلفتها عملية غزو الكويت في الثاني من آب‬
‫‪ /‬أغسطس عام ‪ 0111‬م على الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث تم تجميد كافة األصول المالية العراقية في‬

‫‪888‬‬
‫البنوك الدولية والنظام المالي الدولي‪ ،‬ومن ثم فرض على العراق الحصار االقتصادي الشامل الذي استمر‬
‫حتى الغزو األمريكي للعراق عام ‪6112‬م(‪.)1‬‬
‫المرحلة الثالثة (‪ ( 1001-3993‬م‪.‬‬
‫واجه االقتصاد العراقي تحديات كبيرة خالل هذه المرحلة‪ ،‬حيث فرض في بدايتها على العراق حصار‬
‫اقتصادي شامل‪ ،‬منع العراق بموجبه من كافة التعامالت التجارية والمالية مع كافة دول العالم‪ ،‬وتوقفت‬
‫صادرات العراق من البترول بعد أن دمرت البنى التحتية األساسية للبلد خالل عمليات القصف الجوي‬
‫والصاروخي الكثيف للتحالف الدولي عام ‪0110‬م‪ ،‬مما أدى إلى انخفاض كبير في الموارد المالية التي‬
‫يعتمد عليها االقتصاد العراقي‪ ،‬األمر الذي أدى إلى حدوث أزمة اقتصادية إنسانية كبيرة خالل عقد‬
‫التسعينيات‪ ،‬كما توضحه بيانات الجدول (‪:)02‬‬
‫جدول (‪)14‬‬
‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪1991‬م‪2003-‬م)‬
‫(مليار دوالر)‬
‫المحلي معدل نمو الناتج‬ ‫الناتج المحلي معدل نمو الناتج الناتج‬ ‫السنوات‬
‫االجمالي باألسعار المحلي االجمالي‬ ‫المحلي‬ ‫االجمالي‬
‫باألسعار الجارية‬ ‫الجارية‬ ‫باألسعار الثابتة االجمالي‬
‫(‪)%‬‬ ‫باألسعار الثابتة‬ ‫لسنة ‪0911‬‬
‫(‪)%‬‬
‫‪13-‬‬ ‫‪3.345‬‬ ‫‪93-‬‬ ‫‪0.966‬‬ ‫‪0990‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪4.923‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1.512‬‬ ‫‪0994‬‬
‫‪20-‬‬ ‫‪2.923‬‬ ‫‪12-‬‬ ‫‪1,060‬‬ ‫‪0993‬‬
‫‪9-‬‬ ‫‪3.143‬‬ ‫‪6-‬‬ ‫‪0.970‬‬ ‫‪0992‬‬
‫‪03-‬‬ ‫‪3,387‬‬ ‫‪10-‬‬ ‫‪0.880‬‬ ‫‪0995‬‬
‫‪550‬‬ ‫‪20,423‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪3.970‬‬ ‫‪0992‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪26.450‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪5.345‬‬ ‫‪0997‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪35.589‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6.380‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪41.910‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪10.890‬‬ ‫‪0999‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪42.330‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪16.430‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪44.680‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22.931‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪9-‬‬ ‫‪40.222‬‬ ‫‪9-‬‬ ‫‪20.172‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪41-‬‬ ‫‪15.282‬‬ ‫‪33-‬‬ ‫‪13.495‬‬ ‫‪4003‬‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية‪ ،‬للمدة ‪1991‬م – ‪2003‬م‪.‬‬

‫)‪ (1‬عباس ناجي جواد‪ ،‬دراسة قياسية ألثر الحصار االقتصادي على اإلنفاق الحكومي في العراق‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم‬
‫االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،8‬جامعة تكريت كلية اإلدارة واالقتصاد‪8998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.89-81‬‬

‫‪881‬‬
‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )02‬تدهور الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي وانخفاض معدالت النمو‬
‫الناتج‬ ‫االقتصادي في العراق خالل المدة المذكورة‪ ،‬لتصل إلى أدنى مستوياتها عام ‪0110‬م عندما انكم‬
‫المحلي اإلجمالي باألسعار الحقيقية بنسبة (‪ ،)%12-‬نتيجة للعمليات العسكرية التي دمرت البنى‬
‫األساسية للعراق من كهرباء وبترول وطرق وجسور‪ ،‬وأدت إلى توقف معظم القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬ونالحظ‬
‫في الحجم الحقيقي للناتج المحلي‬ ‫أن السنوات ‪0112‬م ‪0112 -‬م قد شهدت موجات من االنكما‬
‫اإلجمالي تراوحت بين (‪ )%2-‬و(‪ ،)%06-‬إال أن المدة من ‪0112‬م إلى ‪6110‬م شهدت معدالت نمو‬
‫موجبه تراوحت بين (‪ )%211‬و(‪ ،)%21‬ويعود هذا التحسن النسبي الذي ظهر في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي إلى تطبيق مذكرة البترول مقابل الغذاء*‪ ،‬والتي أصدرها مجلس األمن الدولي بموجب القرار‬
‫المرقم (‪ ،)142‬والمعروف ببرنامج البترول مقابل الغذاء‪ ،‬وقد سمح للعراق بموجب هذا البرنامج بتصدير‬
‫جزء من البترول الستيراد احتياجاته األساسية من الغذاء والدواء ومستلزمات الو ازرات المدنية(‪ ،)1‬فشهد‬
‫االقتصاد العراقي تحسناً ملموساً في معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي خالل السنوات الخمس‬
‫المذكورة‪.‬‬
‫في حجم الناتج المحلي االجمالي العراقي‪ ،‬باألسعار الحقيقية خالل‬ ‫تعزى اسباب حدوث االنكما‬
‫هذه المرحلة الى اآلثار االقتصادية والمالية والتكنولوجية للحصار االقتصادي المذكور‪ ،‬حيث ادى تطبيق‬
‫هذا الحصار الى توقف كل من الصادرات البترولية والتجارة الخارجية للعراق بصورة كاملة‪ ،‬كما منع‬
‫العراق من التعامل مع النظام المالي الدولي‪ ،‬مما انتج عزلة اقتصادية ومالية خانقة‪ ،‬كل هذه الظروف‬
‫ادت الى تدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬وتدهور قيمة الدينار العراقي على نحو لم يشهده‬
‫االقتصاد العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ‪0160‬م‪ ،‬فازدادت معدالت البطالة والفقر‪،‬‬
‫وارتفعت نسب الوفيات بين االطفال وكبار السن بسبب نقص الغاء والدواء‪ ،‬كما تخلى جزء كبير من‬
‫موظفي الدولة عن وظائفهم بسبب تدني قيمة المرتبات الحكومية‪ ،‬فتدهورت المستويات المعيشية للسكان‪،‬‬
‫واألمن وديوان الرئاسة والخارجية (‪.)2‬‬ ‫فيما بقيت مستويات االنفاق الحكومي مرتفعة نسبياً على الجي‬

‫*‬
‫هو برنامج االمم المتحدة الصادر بموجب قرار مجلس األمن المرقم (‪ )142‬لعام ‪0112‬م‪ ،‬المسمى ببرنامج النفط مقابل‬
‫الغذاء‪ ،‬وهو برنامج سمح للعراق بموجبه بتصدير جزء محدد من نفطه الستيراد االحتياجات اإلنسانية للشعب العراقي تحت‬
‫إشراف األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪( ) United Nations Security Council, Resolution Number 986, April 14 1995, PDF File at‬‬
‫‪www.unscr.org , pp 3-5.‬‬
‫)‪ (2‬عباس النصراوي‪ ،‬االقتصاد العراقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88-88‬‬

‫‪888‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪1004‬م‪2012-‬م‪.‬‬
‫شهدت هذه المرحلة عودة النمو المستمر للناتج المحلي االجمالي باألسعار الحقيقية‪ ،‬والسبب الرئيس‬
‫وراء ذلك يعود الى الغاء الحصار االقتصادي الشامل الي خنق االقتصاد العراقي خالل المرحلة السابقة‪،‬‬
‫فتم استئناف تصدير البترول العراقي بحرية تامة منذ بداية عام ‪6112‬م‪ ،‬كما تم اطالق األموال العراقية‬
‫المجمدة منذ عام ‪0111‬م‪ ،‬واستأنف العراق تجارته الخارجية مع محيطة االقليمي والدولي(‪ ،)1‬األمر الذي‬
‫أدى الى تحسن كبير في حجم االيرادات العامة‪ ،‬بسبب زيادة صادرات البترول‪ ،‬ومع بداية تشكيل‬
‫الحكومة العراقية الجديدة عام ‪6112‬م بدأت جهود اعادة االعمار في مجاالت البنى التحتية االساسية(‪،)2‬‬
‫كل هذه المعطيات كانت سبباً بدفع الناتج المحلي االجمالي لتحقيق نسب نمو حقيقية موجبه تراوحت بين‬
‫(‪ )%2‬و (‪ )%22‬خالل سنوات المدة ‪6112‬م – ‪6106‬م‪ ،‬كما يتضح من الجدول ( ‪ ) 02‬في ادناه‪:‬‬
‫جدول (‪)31‬‬
‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪ )2012-1004‬م(مليار دوالر)‬
‫المحلي معدل نمو الناتج‬ ‫الناتج المحلي معدل نمو الناتج الناتج‬ ‫السنوات‬
‫االجمالي باألسعار المحلي االجمالي‬ ‫المحلي‬ ‫االجمالي‬
‫باألسعار الجارية‬ ‫الجارية‬ ‫باألسعار الثابتة االجمالي‬
‫(‪)%‬‬ ‫باألسعار الثابتة‬ ‫لسنة ‪0911‬‬
‫(‪)%‬‬
‫‪009‬‬ ‫‪30.974‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪43.370‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪24.222‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪47.911‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪50.577‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪30.000‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪77.495‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪32.530‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪007.274‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪23.350‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪00-‬‬ ‫‪97.304‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪54.720‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪040.335‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪58.495‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪015.700‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪64.081‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪401.000‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68.285‬‬ ‫‪4004‬‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية‪ ،‬للمدة ‪6112‬م – ‪6106‬م‪.‬‬

‫& ‪(1) Anthony H. Cordesman, Economic Challenges in Post Conflict Iraq, Center for Strategic‬‬
‫‪International Studies, Washington, 2010, pp 7-9.‬‬
‫‪(2) Ali Merza, Policies , Economic & Social Trends in Iraq 2003-2007, Paper presented to‬‬
‫‪International Association of Contemporary Iraqi Studies, Third Annual Conference, 16-17 July‬‬
‫‪2008 at University of London, pp 2-3.‬‬
‫‪889‬‬
‫يتضح من خالل بيانات الجدول (‪ )02‬استمرار نمو الناتج المحلي االجمالي باألسعار الثابتة طوال‬
‫المدة ‪6112‬م– ‪6106‬م‪ ،‬حيث بلغت نسبة النمو الحقيقي لسنة ‪6112‬م (‪ )%22‬قياساً بسنة ‪6112‬م‪،‬‬
‫االقتصاد العراقي‪،‬‬ ‫حيث ساهم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والشروع بأعمال إعادة االعمار في إنعا‬
‫وتحقيقه لنسب النمو التي أشرنا اليها‪ ،‬وقد شهدت معظم سنوات هذه المرحلة نمو مستمر في حجم الناتج‬
‫المحلي االجمالي باستثناء عام ‪6111‬م‪ ،‬حيث تأثر الناتج المحلي االجمالي باألسعار الجارية باألزمة‬
‫المالية العالمية التي ضربت االقتصادات الرأسمالية الغربية‪ ،‬مما ساهم في انخفاض اسعار البترول مع‬
‫نهاية عام ‪6114‬م وخالل عام ‪6111‬م‪ ،‬وقد سجل الناتج المحلي االجمالي باألسعار الجارية نسبة نمو‬
‫سالبة خالل عام ‪6111‬م بلغت (‪ ،)%01-‬وسرعان ما اخذت اسعار البترول الدولية بالتحسن مع بداية‬
‫عام ‪6101‬م‪ ،‬مما ساعد الناتج المحلي االجمالي على تحقيق نسب نمو موجبة بلغت (‪ )%62‬عام‬
‫‪6101‬م‪ ،‬ثم (‪ )%22‬عام ‪6100‬م و (‪ )%02‬عام ‪6106‬م‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة ‪1031‬م – ‪1032‬م‪.‬‬
‫تعتبر هذه المرحلة ذات أهمية وأثر كبير بالنسبة لالقتصاد العراقي‪ ،‬حيث شهدت بدايتها في العام‬
‫‪6102‬م االرتفاعات الكبيرة في اسعار البترول‪ ،‬والتي بلغت متوسط (‪ )$011‬للبرميل الواحد‪ ،‬االمر الذي‬
‫حقق وفورات مالية كبيرة للموازنة العامة‪ ،‬استمرت هذه االوضاع حتى منتصف عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث‬
‫شهدت اسعار البترول انخفاضاً كبي اًر عندما تهاوت عند متوسط سعر سنوي بلغ (‪ )$22‬للبرميل‪ ،‬يضاف‬
‫ألذي سيطر على عدة محافظات عراقية في العاشر من حزيران‬ ‫الى ذلك اندالع الحرب مع تنظيم داع‬
‫‪ /‬يونيو ‪6102‬م‪ ،‬وأمام أزمة اسعار البترول ومتطلبات الحرب المالية الكبيرة‪ ،‬واجه االقتصاد العراقي أزمة‬
‫حقيقية كان من ابرز معالمها العجز الكبير الذي ظهر في موازنة عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث بلغت نسبته‬
‫(‪ )%62‬من حجم الموازنة العامة لنفس (‪ ،)1‬فاضطرت الحكومة الى تجميد والغاء العديد من المشروعات‬
‫االستثمارية الحيوية‪ ،‬اضافة الى اللجوء نحو االقتراض الداخلي والخارجي (‪ ،)2‬وبالنتيجة تأثرت معدالت‬
‫نمو الناتج المحلي االجمالي بالمعطيات المذكوره‪ ،‬ويمكن مالحظة ذلك من خالل الجدول‬
‫(‪ ،)02‬وتجدر بنا اإلشارة ان سنة األساس قد تغيرت في هذه المرحلة من سنة ‪0144‬م الى سنة ‪6112‬م‬
‫بناء على بيانات و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪:‬‬
‫ً‬

‫)‪ (1‬رئاسة جمهورية العراق االتحادية‪ ،‬قانون الموازنة العامة لجمهورية العراق االتحادية لسنة ‪8988‬م‪.‬‬
‫‪(2) Anthony H. Cordesman, War & Iraqi Economy: An Experimental Case, Center for Strategic‬‬
‫‪& International Studies, Washington, 2015, pp 19-21.‬‬
‫‪888‬‬
‫جدول (‪)32‬‬
‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة والجارية للمدة (‪ )2016- 2013‬م‬
‫( مليار دوالر)‬
‫نمو الناتج المحلي معدل نمو الناتج‬ ‫السنوات الناتج المحلي معدل‬
‫المحلي االجمالي‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫باألسعار الجارية‬ ‫باألسعار‬ ‫االجمالي‬ ‫باألسعار‬
‫(‪)%‬‬ ‫الجارية‬ ‫الثابتة لسنة باألسعار‬
‫الثابتة (‪)%‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪232.504‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪072.990‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪223.499‬‬ ‫‪0.7-‬‬ ‫‪073.174‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪40-‬‬ ‫‪179.667‬‬ ‫‪4.5-‬‬ ‫‪029.230‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪7.4-‬‬ ‫‪166.274‬‬ ‫‪7.7-‬‬ ‫‪156.498‬‬ ‫‪4002‬‬
‫المصدر‪ :‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية‪ ،‬للمدة ‪6102‬م – ‪6102‬م‪.‬‬

‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )02‬تعرض الناتج المحلي االجمالي الى موجات جديدة من‬

‫خالل األعوام ‪6102‬م‪6102 -‬م‪6102-‬م‪ ،‬حيث تراجع معدل نمو الناتج المحلي االجمالي‬ ‫االنكما‬

‫بلغت (‪ )%4-‬باألسعار الجارية‬ ‫بنسبة (‪ )%1.2-‬باألسعار الثابتة لعام ‪6102‬م‪ ،‬مقابل نسبة انكما‬

‫لنفس العام‪ ،‬مقارنة بنسب نمو مرتفعة خالل سنوات المرحلة السابقة‪ ،‬اما خالل عام ‪6102‬م فقد‬

‫باألسعار الجارية‬ ‫باألسعار الثابتة لتصل الى (‪ )%6.2-‬مقابل نسبة انكما‬ ‫تضاعفت نسبة االنكما‬

‫بلغت (‪ ،)%61-‬وهي نسب مرتفعة نسبياً جاءت نتيجة النخفاض أسعار البترول على المستوى الدولي‬

‫منذ منتصف عام ‪6102‬م‪ ،‬وخالل عام ‪6102‬م سجل الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة نسبة نمو‬

‫سالبة بلغت (‪ ،)2.2%-‬مقابل نسبة نمو سالبة للناتج المحلي باألسعار الجارية بلغت (‪ )2.2%-‬لنفس‬

‫السنة‪.‬‬

‫بعد دراسة وتحليل مراحل تطور االقتصاد العراقي خالل المدة ‪0121‬م – ‪6102‬م‪ ،‬تتضح لنا‬

‫الظروف االستثنائية التي مر بها العراق خالل تلك المراحل‪ ،‬والتي تركت اثا ًار وخيمة على االقتصاد‬

‫‪888‬‬
‫العراقي‪ ،‬ال سيما في مجاالت النمو االقتصادي‪ ،‬وكان من ابرز تلك الظروف هو قيام الحرب العراقية‬

‫اإليرانية خالل المدة ‪0141‬م‪0144 -‬م‪ ،‬ومن ثم حرب الكويت عام ‪0110‬م‪ ،‬والحصار االقتصادي الذي‬

‫فرض منذ عام ‪0111‬م واستمر حتى عام ‪6112‬م‪ ،‬واخي اًر مرحلة ‪6112‬م – ‪6102‬م التي شهد العراق‬

‫خاللها عملية غزو امريكي دمرت خالله الدولة العراقية الحديثة‪ ،‬وتم إعادة بنائها منذ عام ‪6112‬م‪ ،‬اال‬

‫‪6102‬م – ‪6102‬م‪ ،‬ساهمت بتدمير وضياع الكثير‬ ‫ان األعمال المسلحة في عموم البالد وحرب داع‬

‫من الموارد االقتصادية التي كان من الممكن استغالالها لتحقيق تنمية اقتصادية في العراق على كافة‬

‫المستويات‪ ،‬حيث استهدفت االعمال والتفجيرات اإلرهابية خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م مشروعات‬

‫البنى التحتية االستراتيجية‪ ،‬من مشروعات كهرباء وماء وطرق وجسور‪ ،‬ونفذت عمليات اغتيال وتفجير‬

‫واسعة النطاق‪ ،‬استهدفت الشركات العاملة في هذه المجاالت وخصوصاً الشركات األجنبية‪ ،‬األمر الذي‬

‫حرم العراق من فرص واعدة لتحقيق نهضة واسعة النطاق على المستويات االقتصادية واالجتماعية‬

‫والتكنولوجية‪ ،‬باإلضافة الى طرد االستثمارات األجنبية والوطنية نتيجة للتهديدات األمنية المستمرة‪ ،‬اما‬

‫بالنسبة لحرب داع ‪ ،‬فقد تسببت هي األخرى بإحداث دمار واسع النطاق في البنى التحتية االستراتيجية‬

‫في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داع ‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك الدمار واعمال النهب التي لحقت‬

‫بمشروعات توليد ونقل الكهرباء‪ ،‬تدمير ونهب مصفى بيجي‪ ،‬تفجير جميع الجسور والقناطر في مناطق‬

‫االنبار وصالح الدين ونينوى وأجزاء من ديالى‪ ،‬ناهيك عن تدمير أالف المنازل والمباني الحكومية في‬

‫المناطق المذكورة‪.‬‬

‫مما تقدم‪ ،‬تتضح لنا االضرار الكبيرة التي لحقت باالقتصاد العراقي نتيجة للحروب والنزاعات‬

‫المسلحة واالعمال اإلرهابية‪ ،‬االمر الذي يتطلب وضع استراتيجيات وطنية شاملة‪ ،‬تعمل على إشاعة‬

‫السلم واالمن في عموم البالد‪ ،‬عن طريق االنفتاح والحوار الداخلي والخارجي‪ ،‬بما يضمن تحقيق‬

‫المصالح الوطنية االستراتيجية للعراق‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫هيكل االقتصاد العراقي‬
‫يتكون الهيكل االقتصادي ألي دولة من مجموعة من القطاعات االقتصادية‪ ،‬التي تمثل مصادر‬
‫تكوين الناتج المحلي االجمالي لذلك االقتصاد‪ ،‬وتتباين األهمية النسبية للقطاعات االقتصادية في تكوين‬
‫الناتج المحلي االجمالي بين دولة وأخرى بحسب وفرة وحسن استغالل الموارد البشرية والطبيعية والمادية‪،‬‬
‫وبحسب مستوى التطور االقتصادي والتكنولوجي الذي بلغته تلك الدولة (‪.)1‬‬
‫وقد دأب االقتصاديون على تقسيم القطاعات االقتصادية الى ثالثة قطاعات رئيسية هي (‪:)2‬‬
‫‪ .0‬القطاع الزراعي‪ :‬ويشتمل على أنشطة الزراعة والغابات والصيد وتربية المواشي والدواجن واألسماك‪.‬‬

‫‪ .6‬القطاع الصناعي‪ :‬ويشتمل على انشطة استخراج المعادن والمواد االولية من باطن االرض‪ ،‬وكافة‬

‫االنشطة المتعلقة بالتصنيع في مجاالت المواد الغذائية وصناعة االلبسة واالدوية ووسائل النقل والبناء‬

‫واالتصاالت وتوليد الطاقة وغيرها‪.‬‬

‫‪ .2‬القطاع الخدمي‪ :‬ويشمل االنشطة التجارية وخدمات البنوك والتأمين والعقار وملكية دور السكن‬

‫واالدارة العامة والدفاع والنقل والمواصالت‪.‬‬

‫بهدف تحليل هيكل االقتصاد العراقي بصورة علمية دقيقة‪ ،‬تم دراسة القطاعات الرئيسة التي يرتكز‬

‫عليها االقتصاد العراقي‪ ،‬من خالل تتبع مساهمات هذه القطاعات في تكوين الناتج المحلي االجمالي‬

‫خالل مدة الدراسة‪ ،‬باإلضافة الى الوقوف على أبرز التغيرات التي حدثت لمؤشرات هذه القطاعات‪،‬‬

‫وتحليل بيانات هذه القطاعات‪ ،‬ووفقاً لألهمية النسبية في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فأن القطاع‬

‫)‪ (1‬عبداللطيف مصطيفي وعبدالرحمن سانية‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.81-88‬‬
‫)‪ (2‬محمد صفوت قابل‪ ،‬نظريات وسياسات التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪8991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.898‬‬

‫‪888‬‬
‫البترولي والخدمي والزراعي والصناعي على التوالي تعتبر القطاعات الرئيسة في االقتصاد العراقي‪ ،‬وفيما‬

‫يلي عرض لهذه القطاعات (‪: )1‬‬

‫أوالً‪ .‬القطاع البترولي‪:‬‬


‫يتمتع قطاع إنتاج وتصدير البترول الخام بأهمية نسبية كبيرة بالنسبة لالقتصاد العراقي‪ ،‬منذ‬

‫اكتشاف البترول وتصديره بكميات تجارية في عام ‪0164‬م وحتى اآلن‪ ،‬من حيث مساهماته الكبيرة في‬

‫تكوين كل من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬والموازنة ألعامة للدولة‪ ،‬واجمالي الصادرات (‪.)2‬‬

‫يعاني االقتصاد العراقي وفي ظل اقتصاد ريعي أحادي من انخفاض نسبة مساهمة القطاعات‬

‫اإلنتاجية األخرى في تغطية الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وتكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وتوفير العمالت‬

‫األجنبية وبنسب متدنية‪ ،‬حيث يساهم القطاع البترولي بنسب تتجاوز الـ (‪ )%21‬من الناتج المحلي‬

‫اإلجمالي‪ ،‬بينما تساهم القطاعات األخرى مجتمعه بالنسبة المتبقية (‪.)3‬‬

‫اتسمت صادرات العراق من البترول بالتذبذب وعدم االستقرار منذ عام ‪0141‬م وحتى عام‬
‫‪6112‬م‪ ،‬وذلك بسبب تداعيات الظروف السياسية والعسكرية التي مر بها العراق خالل تلك المدة‪ ،‬والتي‬
‫كان من أبرزها قيام الحرب العراقية االيرانية (‪0141‬م – ‪0144‬م)‪ ،‬وحرب الخليج الثانية التي اعقبت‬
‫احتالل الكويت عام ‪0110‬م‪ ،‬والحظر االقتصادي الشامل الذي فرض على العراق منذ عام ‪0111‬م‬
‫وحتى عام ‪6112‬م (‪.)4‬‬
‫اما مرحلة ما بعد عام ‪6112‬م‪ ،‬فقد شهدت زيادة كميات االنتاج والتصدير واستقرارها نسبياً‪ ،‬والجدول‬

‫(‪ )02‬يوضح حجم االنتاج والتصدير من البترول الخام العراقي خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪:‬‬

‫)‪ (1‬موسى خلف عواد وجاسم سعد كريم‪ ،‬اتجاهات تعديل هيكل القطاعات االقتصادية في العراق للمدة ‪8888‬م –‬
‫‪8988‬م‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،88‬العدد ‪ ،8‬جامعة القادسية‪ ،‬العراق‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪-888‬‬
‫‪.888‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) Tariq Shafiq , Iraq oil history, prospects and limitation, working paper presented in Iraq‬‬
‫‪energy conference, Istanbul , 2012, p 4.‬‬
‫(‪ )3‬نغم حسين نعمة‪ ،‬ادارة العوائد النفطية ودورها في تعظيم ثروة العراق‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واالدارية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،88‬العدد ‪ ،8‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،8988 ،‬ص ص ‪.88 – 26‬‬
‫‪(4) International Energy Agency, Iraq Energy Outlook, Paris, 2012, p 17.‬‬
‫‪888‬‬
‫جدول (‪)39‬‬
‫كميات إنتاج وتصدير البترول الخام في العراق للمدة ‪4002‬م –‪2016‬م (مليون برميل ‪ /‬يوم)‪.‬‬
‫تغير الصادرات‬ ‫كميات اإلنتاج كميات التصدير تغير اإلنتاج‬ ‫الكميات‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫السنة‬
‫‪273‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪11-‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪0. 5‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪18-‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4002‬‬
‫المصدر‪OPEC, Annual Statics Bulletins 2004– 2017, www.opec.org pdf files :‬‬
‫والشكل البياني (‪ )6‬يوضح كميات اإلنتاج والتصدير من البترول الخام للمدة (‪ )6102- 6112‬م‪،‬‬
‫(مليون برميل ‪ /‬يوم)‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫كميات اإلنتاج والتصدير من البترول الخام للمدة ( ‪ )2017- 2004‬م‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫(مليون برميل ‪ /‬يوم)‬ ‫‪4.6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪3.5‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪3.1‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪2.9‬‬
‫مليون برميل‬

‫‪5‬‬ ‫‪2.6‬‬
‫‪2.8‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.3‬‬
‫‪2.3‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪3.4‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪3.1‬‬
‫‪2.9‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2.2‬‬
‫‪1.8‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪1.9‬‬
‫‪1.4‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.6‬‬
‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬
‫السنة‬

‫شكل (‪ )1‬كميات اإلنتاج والتصدير من البترول الخام للمدة (‪ )1039- 1004‬م‪،‬‬


‫(مليون برميل ‪ /‬يوم)‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالستناد الى جدول (‪.)27‬‬

‫‪888‬‬
‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )02‬والشكل (‪ )6‬أن كميات اإلنتاج والتصدير لعام ‪6112‬م شهدت‬
‫تحسناً ملحوظ‪ ،‬حيث ارتفعت كمية اإلنتاج بنسبة (‪ ،)%22‬أما كمية التصدير فقد تضاعفت هي األخرى‬
‫بنسبة (‪ )%622‬وذلك نتيجة لرفع الحظر الدولي عن تصدير البترول العراقي‪ ،‬أما عام ‪6112‬م فقد‬
‫انخفضت كميات اإلنتاج خالله بنسبة (‪ ،)%00-‬أال أن السنوات الالحقة شهدت ارتفاع مستمر في‬
‫كميات اإلنتاج بنسب تراوحت بين (‪ )%0‬و (‪ ،)%61‬لتصل كميات اإلنتاج في عام ‪6102‬م إلى (‪)3‬‬
‫مليون برميل‪ /‬يوم‪ ،‬أما كميات التصدير فقد شهدت زيادة مستمرة خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬حيث‬
‫تضاعفت كميات التصدير من (‪ )0.2‬مليون برميل ‪ /‬يوم عام ‪6112‬م إلى أكثر من (‪ )3,5‬مليون برميل‬
‫‪ /‬يوم عام ‪6102‬م‪ ،‬األمر الذي ضاعف من األهمية النسبية لقطاع إنتاج وتصدير البترول في االقتصاد‬
‫العراقي‪.‬‬
‫وفيما يخص االهمية النسبية لقطاع البترول في الناتج المحلي االجمالي يعرض الجدول (‪ )20‬مساهمات‬
‫قطاع البترول في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي وكما يلي‪:‬‬

‫جدول (‪)38‬‬
‫قيمة االنتاج البترولي ونسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪ )2016– 4002‬م (ميار‬
‫دوالر)‪.‬‬
‫نسبة التغير ‪%‬‬ ‫إسهام القطاع‬ ‫انتاج القطاع‬ ‫السنوات‬
‫البترولي في‬ ‫البترولي‬
‫الناتج المحلي‬ ‫(مليار دوالر)‬
‫االجمالي‪%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9129‬‬ ‫‪10.121‬‬ ‫‪1004‬‬

‫‪%18‬‬ ‫‪91.4‬‬ ‫‪12.144‬‬ ‫‪1001‬‬

‫‪%19‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪12.349‬‬ ‫‪1002‬‬

‫‪%18‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪42.411‬‬ ‫‪1009‬‬

‫‪%12‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪91.812‬‬ ‫‪1008‬‬

‫‪%11-‬‬ ‫‪48.4‬‬ ‫‪49.890‬‬ ‫‪1009‬‬

‫‪%10‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪21.241‬‬ ‫‪1030‬‬

‫‪888‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪83.000‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪%31‬‬ ‫‪52.4‬‬ ‫‪94.000‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪89.000‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪84.000‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%41-‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪49.000‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%10-‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫‪44.000‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة التقارير االقتصادية السنوية للمدة (‪ )6102 – 6112‬م‪.‬‬

‫من خالل بيانات الجدول (‪ )04‬يتضح لنا ارتفاع االهمية النسبية لقطاع انتاج وتصدير البترول‬
‫الخام في تكوين الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬حيث سجلت هذه النسبة أعلى مساهمة لها في تكوين الناتج‬
‫المحلي االجمالي عام ‪6112‬م عند (‪ ،)%16.1‬وهي نسبة مرتفعة جداً اذا ما قورنت بالسنوات الالحقة‪،‬‬
‫ويعود هذ ا االرتفاع الى زيادة حجم وقيمة صادرات البترول الخام بعد رفع الحظر االقتصادي عن العراق‪،‬‬
‫باإلضافة الى انخفاض مساهمة القطاعات االقتصادية االخرى في تكوين الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬نتيجة‬
‫لتداعيات عملية غزو العراق عام ‪6112‬م‪ ،‬وما أعقبها من اعمال تخريب ونهب للمنشآت االنتاجية‪،‬‬
‫اضف الى ذلك عمليات االغراق السلعي الي تعرضت له األسواق العراقية بالسلع االجنبية منخفضة الثمن‬
‫والتي اضرت بالقطاعين الزراعي والصناعي‪ ،‬وساهمت بإزاحة العديد من الصناعات الوطنية التي كانت‬
‫قائمة قبل عام ‪6112‬م(‪.)1‬‬

‫نالحظ ايضاً انخفاض نسبة مساهمة القطاع البترولي في الناتج المحلي االجمالي انخفاضاً ملحوظاً‬
‫خالل اعوام المدة (‪ )6102-6102‬م‪ ،‬عما كانت عليه خالل األعوام السابقة‪ ،‬لتتراوح بين (‪ )%22.4‬و‬
‫(‪ ،)%62.2‬والسبب في هذا االنخفاض النسبي يعود الى االنخفاض الحاد الذي ط أر على أسعار البترول‬

‫منذ عام ‪6102‬م‪ ،‬إضافة الى التحسن الطفيف الذي حدث في اداء القطاعات االقتصادية االخرى‪ ،‬نتيجةً‬
‫لجهود اعادة االعمار وتشغيل المنشآت الصناعية والتحسن في القطاع الزراعي‪ ،‬اضافة الى قطاع النقل‬
‫والتجارة كما سنراه خالل عرض وتحليل بيانات القطاعات المذكورة الحقاً‪.‬‬

‫(‪ )1‬ربيع خلف صالح وايهاب عباس محمد‪ ،‬القطاع النفطي في العراق الواقع واالفاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88 – 26‬‬
‫‪881‬‬
‫تشير بيانات الجدول (‪ )04‬الى االهمية النسبية الكبيرة للقطاع البترولي بالنسبة لالقتصاد العراقي‪،‬‬
‫وبما ان اسعار البترول تخضع لمجموعة من العوامل االقتصادية والسياسية المختلفة‪ ،‬فأن االقتصاد‬
‫العراقي واجه وال زال العديد من المخاطر والتحديات عند انخفاض اسعار البترول‪ ،‬األمر الي يتطلب‬
‫إيجاد استراتيجية وطنية للتنويع االقتصادي‪ ،‬تهدف الى التقليل من االعتماد على البترول في تكوين الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬عن طريق استثمار ايرادات تصدير البترول في تنشيط وتنمية القطاعات االقتصادية‬
‫االخرى‪ ،‬والعمل على خلق الترابط والتكامل بينها السيما القطاعين الزراعي والصناعي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قطاع النقل وتجارة الجملة والمفرد والفنادق‪:‬‬
‫يتكون قطاع النقل وتجارة الجملة والفنادق أساساً من انشطة النقل والمواصالت والتخزين‪ ،‬وتجارة‬
‫الجملة والمفرد اضافة الى انشطة الفنادق‪ ،‬ويعتبر هذا القطاع ذو أهمية كبيرة بالنسبة لالقتصاد العراقي‪،‬‬
‫ولك لسعة انتشاره في الرقعة الجغرافية للعراق‪ ،‬والستيعابه اعداد كبيرة من القوى العاملة في انشطة النقل‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬وتخزين البضائع والمنتجات‪ ،‬والتجارة الداخلية والخارجية بالجملة والمفرد‪ ،‬اضافة الى‬
‫خدمات الفنادق وما يرتبط بها من خدمات مكملة أخرى (‪.)1‬‬
‫ساهمت انشطة هذا القطاع في تكوين الناتج المحلي االجمالي بنسب احتلت المرتبة الثانية بعد‬
‫القطاع البترولي‪ ،‬والجدول (‪ )01‬يوضح مساهمات قطاع النقل وتجارة الجملة والفنادق في الناتج المحلي‬
‫االجمالي للمدة (‪(6102- 6112‬م‪:‬‬
‫جدول (‪)39‬‬
‫قيمة انتاج قطاع النقل والتجارة والفنادق ومساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪-1004‬‬
‫‪ )1032‬م‪:‬‬
‫(ميار دوالر)‪.‬‬
‫نسبة التغير ‪%‬‬ ‫إسهام قطاع النقل‬ ‫انتاج قطاع النقل‬ ‫السنوات‬
‫والتجارة في‬ ‫والتجارة‬
‫الناتج المحلي‬ ‫(مليار دوالر)‬
‫االجمالي‪%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪4.570‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%41‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪2.757‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪%37‬‬ ‫‪02.4‬‬ ‫‪2.210‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%41‬‬ ‫‪02.1‬‬ ‫‪5.100‬‬ ‫‪4007‬‬

‫(‪ )1‬سعد عبد نجم العبدلي وأخرون‪ ،‬تحليل العالقة بين تجارة العراق الخارجية والنمو االقتصادي ‪8819‬م – ‪8988‬م‪،‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،88‬العدد ‪ ،18‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪–889‬‬
‫‪.888‬‬
‫‪888‬‬
‫‪%52‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪7.705‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪%35-‬‬ ‫‪41.7‬‬ ‫‪04.220‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪%30‬‬ ‫‪49.4‬‬ ‫‪07.010‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪%34‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪12.816‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪%03‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪13.452‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%2-‬‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪47.422‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪%2-‬‬ ‫‪40.9‬‬ ‫‪38.077‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪%24-‬‬ ‫‪03.1‬‬ ‫‪23.408‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪%0.9‬‬ ‫‪03.9‬‬ ‫‪43.152‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة التقارير االقتصادية السنوية للمدة (‪ )4027 – 4002‬م‪.‬‬

‫من خالل بيانات الجدول (‪ ،)01‬نالحظ ارتفاع االنتاجية واالهمية النسبية لقطاع النقل والتجارة‬
‫والفنادق في تكوين الناتج المحلي االجمالي خالل المدة ( ‪ ) 6102 – 6112‬م‪ ،‬حيث ارتفعت نسبة‬
‫مساهمته لتسجل (‪ )%02‬عام ‪6112‬م‪ ،‬بعد ان كانت عند (‪ )%00‬عام ‪6112‬م‪ ،‬ويمكن ان نفسر‬
‫اسباب هذه الزيادة في االنتاج الى انفتاح العراق على االسواق الدولية‪ ،‬وما ارتبط بهذا االنفتاح من ازدهار‬
‫لحركة التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬فاستمرت قيم انتاج هذا القطاع ونسب مساهمته بالنمو المتقطع‪ ،‬حيث‬
‫شهدت األعوام( ‪ )6106 -6100‬م على التوالي تراجعاً لألهمية النسبية لهذا القطاع‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫يعود الى تنامي حجم صادرات البترول العراقي المصحوبة بارتفاع اسعار البترول منذ عام ‪6100‬م‪،‬‬
‫االمر الذ ي زاد من األهمية النسبية للقطاع البترولي على حساب القطاعات االقتصادية الرئيسية األخرى‪،‬‬
‫بضمنها قطاع النقل والتجارة والفنادق‪ ،‬وبسبب االنخفاض الكبير في اسعار البترول منذ منتصف عام‬
‫‪6102‬م‪ ،‬ونشوب الحرب مع تنظيم داع ‪ ،‬وما صاحبها من قطع للعديد من طرق النقل والتجارة‪ ،‬تأثر‬
‫هذا القطاع الحيوي‪ ،‬مما ادى الى انخفاض قيمة انتاجه ونسب مساهمته في عام ‪6102‬م‪ ،‬لتنخفض الى‬
‫نسبة (‪ )%02.4‬بعد ان سجلت اعلى نسبة لها عام ‪6101‬م عند (‪ ،)%61.6‬وخالل عام ‪6102‬م‬
‫شهدت نسبة هذا القطاع استقرار ملحوظ حيث بلغت (‪.)%02.1‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القطاع الزراعي‪:‬‬
‫هيمن القطاع الزراعي على الوضع االقتصادي في العراق منذ القدم‪ ،‬نظ اًر لوفرة االراضي الزراعية‬
‫الخصبة والمياه‪ ،‬وتشير البيانات التاريخية المتوفرة عن واقع القطاع الزراعي في العراق‪ ،‬أن العراق كان قد‬
‫اكتفاء ذاتي من كافة المنتجات الزراعية منذ عام ‪0121‬م‪ ،‬وكانت انشطة انتاج وتصدير الحبوب‬
‫ً‬ ‫حقق‬

‫‪889‬‬
‫والمحاصيل والسلع الزراعية الى الدول االوروبية واالسواق الدولية‪ ،‬من أهم مصادر العراق في الحصول‬
‫على العمالت الصعبة (‪.)1‬‬
‫تراجعت االهمية النسبية للقطاع الزراعي حتى بلغت نسبة مساهمته في الناتج المحلي االجمالي‬
‫لعام ‪0121‬م (‪ ،)%02‬وخالل المدة ما بين ‪0121‬م – ‪0141‬م تراجعت نسبة مساهمة هذا القطاع‬
‫لتتراوح بين (‪ )%2‬و (‪ ،)%2.2‬االمر الذي زاد من حجم الفجوة الغذائية للبلد‪ ،‬بالرغم من اهداف النمو‬
‫المتفائلة والتي كانت تخطط للقطاع الزراعي‪ ،‬من خالل اصدار عدة قوانين لإلصالح الزراعي‪ ،‬منها‬
‫قانون االصالح الزراعي لعام ‪0121‬م‪ ،‬وقانون عام ‪0122‬م وقانون عام ‪0121‬م (‪.)2‬‬
‫اما عقد التسعينات‪ ،‬فقد شهد االقتصاد العراقي خالله عودة األهمية النسبية للقطاع الزراعي من‬
‫جديد‪ ،‬حيث كان مصد اًر رئيساً لسد حاجات السكان من الغذاء‪ ،‬بالرغم من االضرار التي لحقت بهذا‬
‫القطاع واالقتصاد العراقي بصورة عامة‪ ،‬بسبب حرب الخليج الثانية التي شنها التحالف الدولي على‬
‫العراق في مطلع التسعينات‪ ،‬وما تالها من حصار اقتصادي‪ ،‬حيث ارتفعت نسبة مساهمة القطاع‬
‫الزراعي في الناتج المحلي االجمالي بصورة كبيرة لتصل الى (‪ )%26‬باألسعار الجارية‪ ،‬والى (‪)%22‬‬
‫باألسعار الثابتة(‪ ،)3‬وكان من بين جملة االسباب التي أدت الى زيادة االعتماد على القطاع الزراعي هو‬
‫توقف صادرات العراق البترولية‪ ،‬األمر الذي دفع بالحكومة الى مضاعفة الجهود لدعم القطاع الزراعي‬
‫وتطويره‪ ،‬وقد شهد االقتصاد العراقي في العقد االول من االلفية الجديدة تغيرات جذرية‪ ،‬نتيجة لالحتالل‬
‫االمريكي عام ‪6112‬م‪ ،‬وما خلفه من دمار كبير للمؤسسات االنتاجية‪ ،‬فضالً عن انفتاح االقتصاد‬
‫العراقي على العالم الخارجي‪ ،‬األمر الي ادى الى زيادة كميات االستيراد من المحاصيل والسلع‬
‫الزراعية(‪ ،)4‬واضر بالقطاع الزراعي‪ ،‬وادى الى انخفاض نسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي كما‬
‫موضح في بيانات الجدول (‪ ،)61‬والذي يوضح التغيرات التي حدثت للقطاع الزراعي للمدة ( ‪– 6112‬‬
‫‪) 6102‬م‪ ،‬من حيث حجم االنتاج الزراعي‪ ،‬ونسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحسين نوري الحكيم‪ ،‬دراسات في الزراعة العراقية‪ ،‬دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر ‪،‬بغداد‪ ،8988 ،‬ص‬
‫‪.888 –888‬‬
‫(‪ )2‬سالم منعم زامل الشمري‪ ،‬دور القطاع الزراعي في تنويع مصادر الدخل القومي في العراق‪ ،‬مجلة الكوت العلوم‬
‫االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،81‬جامعة واسط‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8 –8‬‬
‫(‪ )3‬رحمن حسن علي وبيداء جواد كاظم‪ ،‬دور القطاع الزراعي في تنويع مصادر الدخل القومي في العراق للمدة ‪8999‬م‬
‫– ‪8988‬م‪ ،‬مجلة الكوت العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،88‬جامعة واسط‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪8988 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.88 –88‬‬
‫(‪ )4‬محمد عبدالكريم منهل العقيدي‪ ،‬االستراتيجية المقترحة لتنمية القطاع الزراعي في العراق‪ ،‬مجلة مركز دراسات‬
‫وبحوث الوطن العربي‪ ،‬العدد ‪ ،88-89‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88 –88‬‬
‫‪888‬‬
‫جدول (‪)10‬‬
‫قيمة اال نتاج الزراعي ونسب مساهمته في الناتج المحلي االجمالي للمدة‬
‫(‪ )1032 -1004‬م‪:‬‬
‫(ميار دوالر)‪.‬‬
‫نسبة التغير ‪%‬‬ ‫إسهام الزراعة‬ ‫االنتاج الزراعي‬ ‫السنوات‬
‫في الناتج المحلي‬ ‫(مليار دوالر)‬
‫االجمالي‪%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪0.914‬‬ ‫‪1004‬‬

‫‪%18‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪3.891‬‬ ‫‪1001‬‬

‫‪%19‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪3.990‬‬ ‫‪1002‬‬

‫‪%18‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪3.912‬‬ ‫‪1009‬‬

‫‪%12‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪3.480‬‬ ‫‪1008‬‬

‫‪%11-‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪1.141‬‬ ‫‪1009‬‬

‫‪%10‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪1.981‬‬ ‫‪1030‬‬

‫‪%11‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.961‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪%31‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪7.174‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪11.475‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪11.997‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%41-‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪5.088‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%30‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.241‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة التقارير االقتصادية السنوية للمدة (‪ )4027 – 4002‬م‪.‬‬

‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )61‬حدوث تحسن طفيف في نسبة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج‬
‫المحلي االجمالي عام ‪6112‬م‪ ،‬فبعد ان أسهم القطاع الزراعي بنسبة (‪ )%2‬فقط عام ‪6112‬م‪ ،‬ارتفعت‬

‫‪888‬‬
‫هذه النسبة لتصل الى (‪ )%2.2‬عام ‪6112‬م‪ ،‬اال ان هه النسبة اخذت باالنحدار والتذبذب منذ عام‬
‫‪6112‬م لتتراوح بين (‪ )%2‬و (‪ )%2.1‬ولم تتجاوز (‪ )%2‬خالل المدة (‪ )6102 – 6112‬م‪.‬‬
‫ويمكننا ان نعزو سبب تضائل انتاجية ومساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي االجمالي الى‬

‫سبب جوهري رئيس‪ ،‬اال وهو انفتاح االسواق العراقية امام المحاصيل والسلع الزراعية األجنبية‪ ،‬وخصوصاً‬
‫من دول الجوار كإيران وتركيا وسوريا(‪ ،)1‬األمر الذي اغرق االسواق العراقية بلحوم ودواجن وبيض مائدة‬
‫ومنتجات االلبان والفواكه والخضر‪ ،‬وغيرها من السلع والمحاصيل الزراعية منخفضة الثمن‪ ،‬ويأتي‬
‫انخفاض اسعار هذه السلع والمحاصيل نتيجة الرتفاع اسعار صرف الدينار العراقي امام العمالت‬
‫األجنبية‪ ،‬مما يزيد من تنافسية السلع المستوردة من حيث انخفاض سعرها بالدينار العراقي(‪.)2‬‬
‫مما جعل االسواق العراقية تجذب السلع والمحاصيل األجنبية‪ ،‬وتدفع المواطن العراقي لإلقبال على‬

‫هذه السلع والمحاصيل‪ ،‬نتيجة النخفاض اثمانها قياساً بالمنتجات الزراعية المحلية‪ ،‬األمر الذي أثر سلباً‬
‫على تنافسية االنتاج الزراعي المحلي‪ ،‬وأدى الى هجرة المزارعين للزراعة‪ ،‬بالرغم من وفرة المياه واالراضي‬
‫الخصبة‪ ،‬وبالرغم من الدعم الحكومي المتمثل بالقروض الزراعية والحوافز التسويقية لمحاصيل الحنطة‬
‫والشعير والذرة وفول الصويا (‪.)3‬‬
‫ان االضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي العراقي‪ ،‬وتسببت بعجزه عن توفير المحاصيل والسلع‬
‫الزراعية االساسية للسكان‪ ،‬وتحول البلد الى مستورد كبير للمحاصيل والسلع الغذائية‪ ،‬تتطلب استراتيجية‬
‫وطنية للنهوض باإلنتاج الزراعي‪ ،‬عن طريق تقديم الحماية للمحاصيل والسلع الزراعية الوطنية‪ ،‬من‬
‫منافسة المحاصيل والسلع االجنبية‪ ،‬والعمل على توفير كل فرص االنطالق والتطور لهذا القطاع الحيوي‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬قطاع الصناعة التحويلية‪:‬‬
‫يعد القطاع الصناعي من القطاعات االرتكازية والضرورية لدفع عدلة التنمية االقتصادية‪ ،‬لما لهذا‬

‫القطاع من تشابكات وروابط متعددة مع بقية القطاعات االقتصادية االخرى‪ ،‬ولما يتميز به القطاع‬

‫(‪ )1‬وزارة المالية العراقية‪ ،‬دائرة السياسات االقتصادية‪ ،‬القطاع الزراعي في العراق اسباب التعثر ومبادرات االصالح‪،‬‬
‫دراسة منشورة على موقع الوزارة االلكتروني ‪ ،www.mof.gov.iq‬مكان الدخول الخرطوم بتاريخ ‪/ 89 / 89‬‬
‫‪8988‬م‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪ )2‬احمد عمر الراوي‪ ،‬مستقبل القطاع الزراعي العراقي في ضوء المتغيرات الجديدة‪ ،‬المجلة العراقية للعلوم االقتصادية‪،‬‬
‫السنة الخامسة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪8998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫(‪ )3‬مدحت كاظم القريشي‪ ،‬االقتصاد الصناعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪8998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88-81‬‬
‫‪888‬‬
‫الصناعي من امكانيات في استقطاب واستيعاب للتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬والتي بدورها تؤدي الى زيادة االنتاج‬

‫وتحقيق النمو االقتصادي (‪.)1‬‬

‫عملت الدولة العراقية على االرتقاء بدور القطاع الصناعي وزيادة اسهاماته في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬فقامت الدولة بعد عام ‪0124‬م بزيادة رأسمال المصرف الصناعي‪ ،‬وافتتاح فروعاً له في مدن‬
‫مختلفة من العراق‪ ،‬وبدأت الصناعات الناشئة بالحصول على الدعم المالي والحماية من الدولة‪،‬‬
‫فتضاعفت تخصيصات خطط التنمية للقطاع الصناعي من (‪ )41.1‬مليون دينار عراقي خالل المدة‬
‫‪0120‬م ‪0121-‬م‪ ،‬الى (‪ )2.421‬مليار دينار عراقي خالل المدة ‪0121‬م – ‪0141‬م (‪.)2‬‬
‫شهد القطاع الصناعي تراجعاً في نسب مساهمته في تكوين الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫الحروب التي خاضها العراق خالل المدة ‪0111‬م – ‪6112‬م‪ ،‬فضالً عن الحظر االقتصادي الذي سبب‬
‫شحة كبيرة في الموارد االقتصادية‪ ،‬والمواد األولية‪ ،‬والمواد النصف مصنعة‪ ،‬وقطع الغيار التي تحتاجها‬
‫المشروعات الصناعية‪ ،‬األمر الذي أضر بهذه المشروعات وبقطاع الصناعة التحويلية بصورة شاملة (‪.)3‬‬
‫وخالل المرحلة الجديدة في تاريخ العراق السياسي‪ ،‬شهد االقتصاد العراقي حالة تحول من االقتصاد‬
‫المركزي المخطط‪ ،‬والذي تهيمن فيه الدولة على معظم المفاصل االقتصادية‪ ،‬الى اقتصاد السوق‪ ،‬والذي‬
‫جاء نتيجة للتغيير السياسي الذي رسمت معالمه الحرب التي قادتها الواليات المتحدة االمريكية على‬
‫العراق عام ‪ 6112‬م‪ ،‬ونتيجة لهذا التغيير شهد القطاع الصناعي بشقيه التحويلي واالستخراجي تغيرات‬
‫جذريه‪ ،‬من حيث حجم االنتاج والمساهمة في الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وقد انخفض اسهام قطاع‬
‫الصناعة التحويلية بعد عام ‪6112‬م على عكس الصناعة االستخراجية التي شهدت نسب مساهمتها زيادة‬
‫كبيرة في الناتج المحلي االجمالي(‪ ،)4‬ويمكن أن نعزو هذه الزيادة الى ارتفاع عائدات الصادرات البترولية‬
‫الى مستويات قياسية‪ ،‬نتيجة الرتفاع اسعار البترول عالمياً خالل اغلب سنوات المدة ‪6112‬م‪6102-‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد عبدالكريم منهل العقيدي‪ ،‬االستراتيجية المقترحة لتنمية القطاع الزراعي في العراق‪ ،‬مجلة مركز دراسات‬
‫وبحوث الوطن العربي‪ ،‬العدد ‪ ،88-89‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88 –88‬‬
‫(‪ )2‬هيثم عبدالقادر الجنابي‪ ،‬بعض المؤشرات االنتاجية االقتصادية للقطاع الصناعي في العراق‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬
‫واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،88‬العدد ‪ ،89‬جامعة بغداد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.888 –888‬‬
‫(‪ )3‬زاهد قاسم بدن الساعدي وايهاب عباس الفيصل‪ ،‬أثر صدمات القطاع النفطي العراقي على الناتج المحلي االجمالي‬
‫للمدة ‪8889‬م ‪8988 -‬م‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،888‬العدد ‪ ،88‬جامعة بابل كلية االدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫العراق‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.888 –888‬‬
‫(‪ )4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.002‬‬

‫‪888‬‬
‫الجدول (‪ )60‬يوضح التغيرات التي طرأت على حجم انتاج الصناعة التحويلية‪ ،‬ونسب مساهمتها‬
‫في الناتج المحلي االجمالي للمدة (‪ )4026 – 4002‬م‪:‬‬
‫جدول (‪ )13‬قيمة انتاج الصناعة التحويلية ونسب مساهمتها في الناتج المحلي االجمالي للمدة‬
‫(‪ )1032 – 1004‬م (ميار دوالر)‪.‬‬
‫نسبة التغير‬ ‫إسهام‬ ‫انتاج الصناعة‬ ‫السنوات‬
‫‪%‬‬ ‫الصناعة‬ ‫التحويلية‬
‫التحويلية في‬ ‫(مليار دوالر)‬
‫الناتج المحلي‬
‫االجمالي‪%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪0.222‬‬ ‫‪4002‬‬

‫‪%41‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪0.205‬‬ ‫‪4005‬‬

‫‪%37‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.520‬‬ ‫‪4002‬‬

‫‪%41‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪0.252‬‬ ‫‪4007‬‬

‫‪%52‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.713‬‬ ‫‪4001‬‬

‫‪%35-‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪0.512‬‬ ‫‪4009‬‬

‫‪%30‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪0.579‬‬ ‫‪4000‬‬

‫‪%34‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪0.792‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪%03‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪1.980‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪4.899‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%2-‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪3.303‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%24-‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.562‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%1‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪3.172‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة التقارير االقتصادية السنوية للمدة (‪ )4027 – 4002‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫يتضح من خالل بيانات الجدول ( ‪ ) 60‬ان قيم االنتاج لقطاع الصناعة التحويلية ونسب مساهمته‬

‫في تكوين الناتج المحلي االجمالي ضلت طفيفة وهامشيه‪ ،‬حيث تراوحت بين (‪ )% 0.4‬و(‪ )%6.1‬خالل‬

‫األعوام المدة ( ‪ ) 6102 – 6112‬م‪ ،‬وتعتبر نسبة ضئيلة جداً إذا ما قورنت بدول بترولية مجاورة مثل‬

‫إيران‪ ،‬التي بلغت نسبة مساهمة قطاع الصناعة التحويلية في تكوين ناتجها المحلي اإلجمالي (‪)%44,9‬‬

‫لسنة ‪6102‬م (‪.)1‬‬

‫وتجدر بنا اإلشارة‪ ،‬إلى أن انخفاض األهمية النسبية لقطاع الصناعة التحويلية في تكوين الناتج‬

‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬يعد أحد مؤشرات درجة التخلف االقتصادي للدولة (‪ ،)2‬فزيادة مساهمة قطاع الصناعة‬

‫االستخراجية في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬تعكس تدهور في إنتاج القطاعات الحقيقية المتمثلة‬

‫بقطاعي الصناعة التحويلية والزراعة الضروريين لدفع عجلة التنمية والتقدم االقتصادي (‪.)3‬‬

‫يعتبر الغاء العمل بقانون التعريفة الجمركية العراقي‪ ،‬من أهم العوامل التي أثرت سلباً على قطاع‬
‫الصناعة التحويلية في العراق بعد عام ‪6112‬م‪ ،‬والذي جاء بقرار من حاكم االحتالل األمريكي آنذاك بول‬
‫بريمر‪ ،‬حيث فتح هذا القرار األسواق العراقية أمام السلع األجنبية المنخفضة الثمن‪ ،‬مما ساهم في مزاحمة‬
‫السلع الوطنية‪ ،‬وأدى أخي اًر إلى إزاحة الكثير منها‪ ،‬وخصوصاً السلع الغذائية والكهربائية ومواد البناء‪ ،‬وقد‬
‫أصبحت السوق العراقية نتيجة لهذا القرار ساحة الستقطاب صادرات دول الجوار‪ ،‬وعلى رأسها تركيا‬
‫وايران وسوريا والسعودية واألردن‪ ،‬باإلضافة الى الصين التي تعتبر اكبر منتج يتمتع بتنافسية عالية في‬
‫مجاالت األسعار والجودة على مستوى العالم‪ ،‬يضاف الى ذلك انتشار الفساد واإلرهاب في البالد‪ ،‬مما‬
‫حال دون قدرة الدولة العراقية على تشريع قانون تعريفة جمركية كفء‪ ،‬وضبط المنافذ الحدودية‪ ،‬ومع‬
‫(‪6102‬م – ‪6102‬م) التي ساهمت في زيادة قدرات القوات األمنية العراقية‪ ،‬من‬ ‫نهاية حرب داع‬
‫المؤمل ان يتم إعادة النظر في قانون تعريفة كمركية جديد‪ ،‬يعمل على ضبط المنافذ الحدودية‪ ،‬والسيطرة‬
‫على السلع التي تدخل الى العرق‪ ،‬بهدف توفير الحماية الالزمة للسلع التي يمكن انتاجها محلياً‪.‬‬

‫(‪ )1‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬موجز االقتصاد اإليراني‪8988،‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ )2‬عبد اللطيف مصطيفي وعبدالرحمن سانية‪ ،‬دراسات في التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪8988 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.81 – 88‬‬
‫(‪ )3‬عاطف الفي مرزوك و عباس مكي حمزة‪ ،‬التنويع االقتصادي مفهومة وأبعاده في بلدان الخليج وممكنات تطبيقه في‬
‫العراق‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد ‪8988 / 88‬م‪ ،‬العراق‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88 -88‬‬
‫‪888‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تحليل مؤشرات التجارة الخارجية‬
‫اء كان ذلك في بلد متقدم أو نامي‪،‬‬
‫يعد قطاع التجارة الخارجية من القطاعات االقتصادية الحيوية سو ً‬
‫حيث تقوم التجارة الخارجية بربط اقتصادات البلدان بعضها ببعض‪ ،‬والمساعدة على توسيع القدرة‬
‫التسويقية للدول عن طريق فتح اسواق جديدة امام منتجات هذه الدول‪ ،‬كما تعمل التجارة الخارجية على‬
‫زيادة الرفاهية االقتصادية للسكان من خالل توسيع قاعدة االختيارات فيما يخص االستهالك واالستثمار‪،‬‬
‫وتخفيض تكاليف الموارد االنتاجية بشكل عام (‪.)1‬‬
‫تعتبر التجارة الخارجية مؤش اًر رئيسياً على قدرة الدولة االنتاجية والتسويقية والتنافسية في االسواق‬
‫الدولية‪ ،‬وذلك الرتباط التجارة الخارجية بدرجة التطور االنتاجي والتسويقي السائد في الدولة(‪ ،)2‬وتنعكس‬
‫القدرات التصديرية ايجابياً على رصيد الدولة من العمالت االجنبية وميزانها التجاري (‪.)3‬‬
‫ترتبط التجارة الخارجية بعملية التنمية االقتصادية‪ ،‬فالتنمية االقتصادية وما ينتج عنها من ارتفاع‬
‫اء في الصادرات او الواردات‪ ،‬كما‬
‫في مستويات الدخل القومي تؤثر في حجم ونمط التجارة الخارجية‪ ،‬سو ً‬
‫تستهدف التنمية االقتصادية ضمن اهدافها زيادة انتاج السلع والخدمات وزيادة القدرات التصديرية وهو ما‬
‫يصب في جوهر التجارة الخارجية (‪.)4‬‬
‫يتمتع قطاع التجارة الخارجية بأهمية كبرى بالنسبة لالقتصاد العراقي‪ ،‬وفي ظل اعتماد العراق‬
‫على صادرات البترول‪ ،‬فإن التجارة الخارجية تعتبر من اولويات االقتصاد العراقي في تأمين مصادره من‬
‫النقد االجنبي‪ ،‬وتوفير احتياجاته من السلع والخدمات االجنبية المختلفة‪ ،‬وقد الحظنا التدهور الكبير الذي‬
‫لحق بالناتج المحلي االجمالي خالل فترة الحظر االقتصادي خالل المدة ‪0111‬م‪6112-‬م‪ ،‬حيث منع‬
‫العراق من تصدير البترول واستيراد كافة السلع والخدمات‪ ،‬فكان من نتائج ذلك تدهور االوضاع المعيشية‬
‫للسكان‪ ،‬وتراجع كبير في كافة المؤشرات االقتصادية‪.‬‬

‫(‪ )1‬رعد حسن الصرف‪ ،‬التجارة الدولية المعاصرة‪ ،‬دار الرضا للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،،2‬القاهرة‪6102 ،‬م‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )2‬نزهان محمد سهو‪ ،‬اقتصاد السوق وتحرير التبادل التجاري المعولم‪ :‬االنعكاسات المحتملة على اإلنتاج والتوزيع في‬
‫سورية‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة الى كلية االقتصاد جامعة دمشق‪ ،‬دمشق‪6101 ،‬م‪ ،‬ص ‪.44-42‬‬
‫(‪ )3‬محمد سعيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪6106 ،6‬م‪ ،‬ص ‪.006‬‬
‫(‪ )4‬محمد عبدالعزيز عجمية وايمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية االقتصادية د ارسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪6112 ،‬م‪ ،‬ص ‪.612-612‬‬

‫‪888‬‬
‫عند تحليل هيكل الصادرات العراقية الكلية‪ ،‬نجد ان الصادرات البترولية تشكل معظم الصادرات‬
‫الكلية‪ ،‬بمعنى أن الميزان التجاري يتسم بالفائض مع الصادرات البترولية‪ ،‬لكنه يكون في حالة عجز بدون‬

‫الصادرات البترولية‪ ،‬والسبب في ذلك يعود الى أن الهيكل السلعي للتجارة الخارجية يعتمد اعتماداً شديداً‬
‫على صادرات البترول‪ ،‬بينما تتضاءل نسب صادرات السلع غير البترولية‪ ،‬األمر الي يؤشر على تدهور‬
‫انتاجية القطاعين الصناعي والزراعي‪ ،‬باإلضافة الى ضعف القدرات التنافسية للسلع العراقية‪.‬‬
‫وقد شهدت التجارة الخارجية في العراق تطو اًر خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪ ،‬في قيمة التبادل‬
‫التجاري بين العراق والعالم الخارجي كما موضح في الجدول (‪:)66‬‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫تطور التجارة الخارجية في العراق خالل المدة (‪ )1032- 1004‬م‬
‫(مليار دوالر)‬
‫الميزان التجاري‬ ‫الفائض او‬ ‫اجمالي التجارة‬ ‫اجمالي‬ ‫اجمالي‬ ‫السنة‬

‫(نسبة تغطية‬ ‫العجز في‬ ‫الخارجية‬ ‫االستيرادات‬ ‫الصادرات‬


‫الصادرات‬ ‫الميزان التجاري‬
‫للواردات‪)%‬‬
‫‪310‬‬ ‫‪2.111‬‬ ‫‪49.319‬‬ ‫‪13.101‬‬ ‫‪19.891‬‬ ‫‪1004‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪3.210‬‬ ‫‪49.119‬‬ ‫‪11.111‬‬ ‫‪11.299‬‬ ‫‪1001‬‬
‫‪342‬‬ ‫‪9.219‬‬ ‫‪13.413‬‬ ‫‪10.891‬‬ ‫‪10.118‬‬ ‫‪1002‬‬
‫‪392‬‬ ‫‪39.418‬‬ ‫‪19.911‬‬ ‫‪10.311‬‬ ‫‪19.190‬‬ ‫‪1009‬‬
‫‪399‬‬ ‫‪18.119‬‬ ‫‪99.111‬‬ ‫‪11.499‬‬ ‫‪21.912‬‬ ‫‪1008‬‬
‫‪301‬‬ ‫‪0.919‬‬ ‫‪99.901‬‬ ‫‪18.491‬‬ ‫‪19.410‬‬ ‫‪1009‬‬
‫‪339‬‬ ‫‪9.848‬‬ ‫‪91.298‬‬ ‫‪41.931‬‬ ‫‪13.921‬‬ ‫‪1030‬‬
‫‪392‬‬ ‫‪39.080‬‬ ‫‪310.180‬‬ ‫‪40.600‬‬ ‫‪79.680‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪389‬‬ ‫‪43.971‬‬ ‫‪344.193‬‬ ‫‪50.200‬‬ ‫‪94.171‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪399‬‬ ‫‪39.769‬‬ ‫‪319.929‬‬ ‫‪50.000‬‬ ‫‪89.764‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪381‬‬ ‫‪38.780‬‬ ‫‪319.380‬‬ ‫‪45.200‬‬ ‫‪83.980‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪310‬‬ ‫‪10.241‬‬ ‫‪92.243‬‬ ‫‪33.200‬‬ ‫‪43.441‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪5.177‬‬ ‫‪82.603‬‬ ‫‪18.931‬‬ ‫‪43.890‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬التقارير االقتصادية السنوية للسنوات (‪ )6102 -6112‬م‪.‬‬

‫‪881‬‬
‫يتضح من بيانات الجدول (‪ ،)66‬حدوث تطور في قيمة التبادل التجاري بين العراق والعالم‬
‫الخارجي‪ ،‬فقد ارتفعت قيمة تجارة العراق الخارجية من (‪ )21.021‬مليار دوالر عام ‪6112‬م‪ ،‬إلى‬
‫(‪ )82.603‬مليار دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬وكان من بين أهم العوامل التي أدت الى تطور هذا القطاع ونموه‪،‬‬
‫زيادة انتاج العراق وصادراته من البترول الخام‪ ،‬وما صاحبها من نمو الطلب العالمي على البترول الخام‬
‫وارتفاع اسعاره‪ ،‬مما كان له أثر واضح في زيادة قيمة التجارة الخارجية للعراق‪.‬‬
‫توضح البيانات الواردة في الجدول ذاته أن نسبة تغطية الصادرات للواردات قد بلغت نسب مرتفعة‬
‫خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪ ،‬فقد بلغت نسبة (‪ )%021‬عام ‪6112‬م‪ ،‬استمرت بعدها باالرتفاع‬
‫خالل األعوام ما بين ‪6112‬م –‪6112‬م‪ ،‬لتبلغ أعلى مستوياتها في األعوام ‪6112‬م‪6100-‬م على‬
‫التوالي عند نسبة (‪ ،)%012‬ثم شهدت موجات من االرتفاع واالنخفاض النسبي خالل السنوات الالحقة‪،‬‬
‫وكانت أدنى نسبة لها عام ‪6112‬م حيث بلغت (‪.)%010‬‬
‫نالحظ أن نسبة تغطية الصادرات للواردات تعد منخفضة في حال استبعاد الصادرات البترولية من‬
‫الصادرات اإلجمالية‪ ،‬التي سنقوم بعرضها وتحليلها خالل الفقرات الالحقة‪ ،‬األمر الذي يبين أن الصادرات‬
‫السلعية العراقية غير قادرة على تغطية الواردات السلعية‪ ،‬والسبب يعود الى االختالالت الهيكلية التي‬
‫يعاني منها االقتصاد العراقي‪.‬‬
‫سجل الميزان التجاري فائضاً خالل جميع األعوام ما بين (‪ )6102 -6112‬م‪ ،‬وقد بلغ الفائض‬
‫التراكمي الكلي خالل هذه المدة (‪ )620‬مليار دوالر‪ ،‬وهو مبلغ كبير نسبياً مصدره الرئيس صادرات‬
‫البترول الخام‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الهيكل السلعي لتجارة العراق الخارجية‪:‬‬


‫تعكس مكونات التجارة الخارجية (الصادرات والواردات) مدى التطور الحاصل في القاعدة اإلنتاجية‪،‬‬
‫وتنوعها نظ اًر أل ن مكونات كل من هذين المتغيرين تعد من المؤشرات الدالة على درجة النمو االقتصادي‪،‬‬
‫وان تحليل الهيكل السلعي للتجارة الخارجية يقتضي تحليل الهيكل السلعي للصادرات‪ ،‬والهيكل السلعي‬
‫للواردات ُّ‬
‫كل على حده‪.‬‬
‫‪ .3‬هيكل الصادرات‬
‫تبين اإلحصاءات المتعلقة بالتجارة الخارجية للعراق‪ ،‬أن صادرات العراق تتكون من مجموعتين‬
‫رئيستين من الصادرات‪ ،‬هما الصادرات البترولية والصادرات غير البترولية‪ ،‬تمثل الصادرات البترولية‬
‫نسبة كبيرة من قيمة الصادرات الكلية العراقية‪ ،‬أما الصادرات األخرى فتتكون من مجموعات مختلفة‪ ،‬وال‬

‫‪888‬‬
‫تمثل اال نسبة قليلة من القيمة اإلجمالية للصادرات‪ ،‬ويظهر الجدول (‪ )62‬االختالل الكبير في هيكل‬
‫الصادرات العراقية‪ ،‬الناجم عن تركزها في سلعة رئيسة واحدة هي (البترول الخام)‪ ،‬فضالً عن كونها‬
‫تصدر بشكل خامات غير مكررة وبنسب عالية‪ ،‬والجدير بالذكر ان ارتفاع نسبة الصادرات البترولية الى‬
‫اجمالي الصادرات الكلية‪ ،‬يعتبر مؤشر على انخفاض درجة التنويع في هيكل الصادرات الى مستويات‬
‫قياسية‪ ،‬حيث شكلت الصادرات البترولية نسب سنوية تراوحت بين (‪ )%26.0‬و (‪ )%11.2‬من صادرات‬
‫العراق االجمالية خالل سنوات المدة (‪ )6102 -6112‬م‪.‬‬
‫الجدول (‪ )62‬يوضح حجم الصادرات االجمالية والصادرات البترولية‪ ،‬ونسب مساهمة صادرات‬
‫البترول في اجمالي الصادرات العراقية خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪.‬‬
‫جدول (‪ )11‬الصادرات االجمالية والصادرات البترولية للمدة (‪ )1032 - 1004‬م (مليار دوالر)‪.‬‬
‫الصادرات البترولية الى‬ ‫الصادرات‬ ‫الصادرات‬ ‫السنوات‬
‫الصادرات اإلجمالية‬ ‫البترولية‬ ‫االجمالية‬
‫( ‪) %‬‬
‫‪24.0‬‬ ‫‪07.342‬‬ ‫‪27.875‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪97.1‬‬ ‫‪43.097‬‬ ‫‪43.291‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪97.3‬‬ ‫‪49.701‬‬ ‫‪30.549‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪95.2‬‬ ‫‪37.770‬‬ ‫‪39.590‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪97.0‬‬ ‫‪20.113‬‬ ‫‪23.742‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪91.0‬‬ ‫‪31.922‬‬ ‫‪39.230‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪99.2‬‬ ‫‪50.253‬‬ ‫‪50.723‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪99.4‬‬ ‫‪79.207‬‬ ‫‪79.210‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪99.2‬‬ ‫‪93.771‬‬ ‫‪92.070‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪99.5‬‬ ‫‪19.329‬‬ ‫‪19.729‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪99.2‬‬ ‫‪13.531‬‬ ‫‪13.910‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪99.0‬‬ ‫‪23.051‬‬ ‫‪23.220‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪99. 6‬‬ ‫‪43.753‬‬ ‫‪43.890‬‬ ‫‪4002‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬التقارير االقتصادية السنوية للسنوات (‪ )6102 -6112‬م‪.‬‬

‫يتضح من بيانات الجدول (‪ ،)62‬ارتفاع نسبة صادرات البترول الخام العراقي الى الصادرات‬
‫االجمالية خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪ ،‬حيث ارتفعت هذه النسبة من (‪ )%26.0‬عام ‪6112‬م‪ ،‬الى‬
‫(‪ )%12.4‬عام ‪6112‬م‪ ،‬لتتراوح بين (‪ )%12.2‬و (‪ )%11.2‬خالل سنوات المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪.‬‬
‫يظهر مما تقدم أن االقتصاد العراقي مرتبط وبدرجة كبيرة جداً بالقطاع البترولي‪ ،‬الذي أصبح‬
‫المحرك االساسي لالقتصاد العراقي‪ ،‬األمر الذي جعل االقتصاد العراقي يعتمد كلياً على الصادرات‬

‫‪889‬‬
‫البترولية في توفير العمالت الصعبة‪ ،‬وهذا مؤشر يشير الى مشاكل اقتصادية متعددة‪ ،‬اهمها تدهور‬
‫الهيكل االنتاجي في القطاعات االقتصادية االساسية األخرى‪ ،‬وهي القطاع الزراعي وقطاع الصناعة‬
‫التحويلية‪ ،‬باإلضافة الى اعتماد الموازنة العامة للدولة‪ ،‬والنظام النقدي في البالد على العمالت الصعبة‬
‫التي تخلقها عمليات تصدير البترول وحدها‪ ،‬وفي ظل عدم استقرار اسعار البترول الخام في االسواق‬
‫الدولية‪ ،‬واجه االقتصاد العراقي ازمة اقتصادية خانقة عندما انخفضت اسعار البترول منذ منتصف عام‬
‫‪6102‬م‪.‬‬

‫‪ .1‬هيكل الواردات‬
‫يمثل هيكل االستيرادات مقياساً لدرجة التطور االقتصادي الذي وصل اليه البلد محل الدراسة‪،‬‬
‫حيث انه يعكس الى حد كبير التوجهات الحقيقية الستراتيجية التنمية االقتصادية المتبعة‪ ،‬كما يبين درجة‬
‫التطور في مجاالت الصناعة والزراعة‪ ،‬اضافة الى مستوى الرفاهية االقتصادية للسكان (‪.)1‬‬
‫يعتبر تحليل هيكل الواردات من السلع والخدمات األجنبية‪ ،‬مؤش اًر على المرحلة التي يمر بها قطاع‬
‫الصناع التحويلية‪ ،‬حيث ان حجم الواردات الكلية‪ ،‬أنواع الواردات والصادرات السلعية‪ ،‬واالهمية النسبية‬
‫لكل منها‪ ،‬تعتبر مؤشرات يمكن االستدالل من خاللها على مستوى أداء القطاع الصناعي ككل‪ ،‬كما‬
‫يمكن استخدامها لتشخيص أنواع السلع التي تتمتع بطلب كبير في األسواق العراقية‪ ،‬بهدف توجيه‬
‫االستثمارات الوطنية واألجنبية تجاهها وتنويع االقتصاد العراقي‪ ،‬باإلضافة الى خلق وظائف لمواجهة‬
‫مشكلة البطالة‪ ،‬والعمل على خلق روابط أفقية بين المشروعات الصناعية‪ ،‬من خالل ما تطلبه من مواد‬
‫أولية يمكن للمشروعات األخرى انتاجه‪ ،‬االمر الذي يحقق الترابط بين المشروعات الصناعية بمراحل‬
‫التصنيع المختلفة‪ ،‬ويعمل على التوسع في القاعدة اإلنتاجية االقتصادية للبلد‪ ،‬واخي اًر الوصول الى مرحلة‬
‫التصنيع‪ ،‬بهدف االحالل محل الواردات كمرحلة سابقة للتصنيع بهدف التصدير‪ ،‬وتعظيم المنافع‬
‫والوفورات الكبيرة التي يحققها قطاع الصناعة التحويلية‪ ،‬والذي يعتبر القاطرة التي تجر ورائها االقتصاد‬
‫نحو مراحل التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬والتطور العلمي والتكنولوجي في كافة مجاالت‬
‫الحياة‪.‬‬
‫يمكن تحليل هيكل الواردات في العراق من خالل الجدول (‪ )62‬الذي يبين أهم السلع المستوردة‬
‫في العراق خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪:‬‬

‫(‪ )1‬نبيل مرسي خليل‪ ،‬الميزة التنافسية في مجال االعمال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪8989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪888‬‬
‫جدول (‪ )14‬هيكل الواردات العراقية حسب التصنيف الدولي الموحد للتجارة للمدة (‪ )1032 -1004‬م (مليار دوالر)‬
‫زيوت‬ ‫وقود‬
‫سلع‬ ‫مواد خام‬ ‫الواردات‬
‫سلع غير‬ ‫مصنوعات‬ ‫مكائن‬ ‫مواد‬ ‫وشحوم‬ ‫معدني‬ ‫مواد غذائية‬ ‫اجمالي‬
‫مصنوعة‬ ‫غير‬
‫مصنفة‬ ‫متنوعة‬ ‫ومعدات نقل‬ ‫كيمياوية‬ ‫حيوانية‬ ‫وزيوت‬ ‫ومشروبات‬ ‫الواردات‬
‫مصنفة‬ ‫غذائية‬ ‫السنة‬
‫ونباتية‬ ‫تشحيم‬
‫‪0.1‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪40.3‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪05.9‬‬ ‫‪23.4‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪00.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪0.7‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪43.5‬‬
‫‪3.0‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪43.5‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪40.1‬‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪43.2‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪20.1‬‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪38.9‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.0‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪35.4‬‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪38.1‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪14.7‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪38.4‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪38.2‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪16.9‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪43.9‬‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪38.4‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪40.6‬‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪18.4‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪50.2‬‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪33.0‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪16.8‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪50.0‬‬
‫‪3.4‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪14.2‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪45.2‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪17.0‬‬ ‫‪31.4‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪33.4‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪34.2‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬النشرات اإلحصائية السنوية للسنوات (‪ )4007 – 4002‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫من خالل البيانات الواردة في الجدول (‪ ،)62‬تتضح لنا األهمية النسبية التي حظيت بها اآلالت‬
‫ومعدات النقل من بين مجمل الواردات العراقية خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬فقد بلغت قيمتها (‪)1.6‬‬
‫مليار دوالر‪ ،‬ونسبة (‪ )%22.6‬من اجمالي الواردات لعام ‪6112‬م‪ ،‬انخفضت االهمية النسبية لهذا البند‬
‫خالل السنوات الالحقة لتتراوح بين (‪ )%20.2‬و (‪ )%22.2‬من اجمالي الواردات‪ ،‬اال ان قيمة هذا البند‬
‫استمرت بالت ازيد خالل أعوام المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬حيث ازدادت من (‪ )1‬مليار دوالر عام ‪6112‬م‬
‫الى (‪ )02.4‬مليار دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬وقد انخفضت واردات هذا البند منذ عام ‪6102‬م‪ ،‬لتسجل‬
‫(‪ ،)01.2( ،)02.6‬مليار دوالر خالل االعوام ‪6102‬م‪6102-‬م على التوالي‪ ،‬اال ان نسبتها عاودت‬
‫االرتفاع لتسجل (‪ )%24.2‬خالل عام ‪6102‬م‪.‬‬
‫بالرغم من تراجع نسبة الواردات من اآلالت ومعدات النقل خالل االعوام ‪6102‬م‪6102-‬م‪-‬‬
‫‪6102‬م‪ ،‬فإنها حافظت على المركز األول من إجمالي الواردات‪ ،‬وهذا إنما يدل على عدم خضوع‬
‫عمليات االستيراد لحاجات ومتطلبات تطور االقتصاد العراقي‪ ،‬ويعود السبب وراء ارتفاع نسبة هذا البند‬
‫قياساً بالواردات الكلية‪ ،‬الى انخفاض نسب الرسوم الجمركية المفروضة على هذا البند خالل المدة‬
‫المذكورة‪ ،‬مما شجع االفراد والشركات على شرائها‪ ،‬ومن ناحية اخرى فأنه مؤشر على ضعف قطاع‬
‫الصناعة التحويلية العراقية في مجال تجميع وتصنيع سلع هذا البند‪ ،‬واالقتصار على الصناعات‬
‫االستهالكية والغذائية البسيطة‪.‬‬
‫اما البند الثاني من حيث األهمية النسبية في هيكل الواردات العراقية‪ ،‬فهو بند الوقود وزيوت‬
‫التشحيم‪ ،‬وجميع سلع هذا البند هي عبارة عن منتجات بترولية مكررة‪ ،‬تدخل العراق لتلبية الطلب المتنامي‬
‫على المشتقات البترولية‪ ،‬ومعظم هذه المشتقات هي البنزين‪ ،‬زيت الغاز‪ ،‬الكيروسين وزيوت المحركات‪.‬‬
‫تراوحت قيمة الواردات السنوية من هذا البند بين (‪ )1‬و (‪ )00.2‬مليار دوالر خالل سنوات المدة‬
‫‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬وهي قيمة كبيرة جداً بالنسبة لبلد يعتبر خامس أكبر منتج ومصدر رئيسي للبترول‬
‫الخام على المستوى العالمي‪ ،‬كما ان ارتفاع قيمة واردات هذا البند تعكس الطلب المتزايد على المشتقات‬
‫البترولية‪ ،‬نتيجة لألعداد الكبيرة من اآلالت والمعدات والسيارات التي دخلت العراق منذ عام ‪6112‬م‪ ،‬كما‬
‫تعكس عجز قطاع تكرير البترول عن تكرير البترول العراقي لتلبية الطلب المحلي المتزايد‪ ،‬نتيجة‬
‫لألضرار التي لحقت بمصافي التكرير منذ حرب الخليج عام ‪0110‬م‪ ،‬مرو اًر باالحتالل األمريكي عام‬

‫‪888‬‬
‫التي اندلعت منذ منتصف عام ‪6102‬م (‪ ،)1‬والتي دمر ونهب بسببها اكبر‬ ‫‪6112‬م‪ ،‬واخي اًر حرب داع‬
‫مصافي العراق في مدينة بيجي شمال بغداد‪.‬‬
‫وبالنسبة للسلع االستهالكية‪ ،‬فهي وبشكل عام مجتمعة تأخذ حي اًز كبي اًر من هيكل الواردات العراقية‪،‬‬
‫ألسباب تتعلق بوفرة الدوالر االمريكي في االسواق العراقية‪ ،‬واالرتفاع النسبي ألسعار صرف الدينار‬
‫العراقي امام العمالت االجنبية‪ ،‬مما جعل اسعار السلع االستهالكية االجنبية تبدو منخفضة الثمن قياساً‬
‫بالعملة المحلية‪ ،‬االمر الذي دفع اخي اًر الى ارتفاع الميل الحدي لالستهالك لدى السكان‪ ،‬وأدى الى ازاحة‬
‫قطاع الصناعة التحويلية من االسواق المحلية بسبب ارتفاع القدرة التنافسية للسلع االجنبية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬درجة االنكشاف التجاري‬
‫تعتبر مؤشرات االنكشاف التجاري من المقاييس التي تقيس درجة التبعية االقتصادية للدولة بالعالم‬
‫الخارجي‪ ،‬وتعد ظاهرة التبعية االقتصادية وثيقة الصلة بموضوع التبعية لالقتصادات الرأسمالية‪ ،‬والمقصود‬
‫بالتبعية وفق هذا المنظور‪ ،‬تلك الحالة التي نشأت من عملية تاريخية تم بمقتضاها الحاق دول العالم‬
‫الثالث بالنظام الرأسمالي العالمي‪ ،‬مما ادى الى هيمنة االقتصادات الصناعية الكبرى والشركات متعددة‬
‫الجنسية على مقدرات الدول النامية‪ ،‬وذلك من خالل تسخير موارد الدول النامية خدمةً لمصالح الدول‬
‫الصناعية الكبرى والشركات متعددة الجنسية‪ ،‬في اطار استراتيجية عالمية للحفاظ على مصالح النظام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬وتوسيع رقعته وتعظيم نفوذه‪ ،‬مع احتفاظ الدول النامية بنصيب متدني من التقسيم الدولي‬
‫للعمل(‪.)2‬‬
‫هنالك مجموعة من المؤشرات التي تستخدم لقياس درجة التبعية التجارية للخارج‪ ،‬منها مؤشرات‬
‫االنكشاف التجاري‪ ،‬مؤشرات االستثمارات الخارجية‪ ،‬ومؤشرات تماسك الهيكل االقتصادي‪ ،‬وبالنظر الى‬
‫أن االقتصاد العراقي يعتمد بدرجة كبيرة على الصادرات البترولية‪ ،‬سوف نستخدم مؤشرات االنكشاف‬
‫التجاري لقياس درجة تبعية هذا االقتصاد الى الخارج‪ ،‬وفيما يلي المعادالت الخاصة بحساب هذه‬
‫المؤشرات‪:‬‬
‫‪ .3‬نسبة الواردات الى الناتج المحلي االجمالي = قيمة الواردات ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬
‫‪ .1‬نسبة الصادرات الى الناتج المحلي االجمالي= قيمة الصادرات ‪ /‬الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬
‫‪ .1‬نسبة التجارة الخارجية الى الناتج المحلي االجمالي= قيمة التجارة الخارجية‪ /‬الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪:‬‬

‫(‪ )1‬سرمد عباس جواد‪ ،‬أثر العمليات االرهابية على القطاع النفطي في العراق‪ ،‬بحث مقدم الى وزارة المالية العراقية‪،‬‬
‫الدائرة االقتصادية‪ ،‬بغداد‪8988 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8-8‬‬
‫(‪ )2‬عمر فيحان المرزوقي‪ ،‬التبعية االقتصادية ف‪8‬ي الدول العربية وعالجها في االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬مكتبة الرشد‬
‫ناشرون‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪8998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪888‬‬
‫تم استخراج وتحليل قيم هذه المؤشرات الثالثة في العراق خالل المدة (‪ )6102 -6112‬م‪،‬‬
‫للوقوف على درجة االنكشاف التجاري التي تعرض لها االقتصاد العراقي خالل هذه المدة‪.‬‬
‫تأتي نتائج هذه المؤشرات على شكل نسب مئوية‪ ،‬وكلما زادت قيمة هذه النسب تزداد درجة‬
‫االنكشاف التجاري للدولة محل الدراسة على العالم الخارجي‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وفيما يلي توضيح‬
‫للمختصرات التي سترد في الجدول (‪ )62‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي = ‪GDP‬‬
‫الصادرات = ‪X‬‬
‫الواردات = ‪M‬‬
‫إجمالي التجارة الخارجية = ‪T‬‬
‫يعد العراق كغيره من اقتصادات الدول النامية اقتصاداً منكشفاً على العالم الخارجي‪ ،‬إذ تؤدي‬
‫فيه التجارة الخارجية دو اًر أساسياً على مستوى الفعاليات االقتصادية‪ ،‬فبعد عام ‪6112‬م شهد االقتصاد‬
‫العراقي انكشافاً كبي اًر على العالم الخارجي‪ ،‬وباتت السلع والخدمات تدخل الى العراق دون قيد أو شرط‪،‬‬
‫وأصبح االقتصاد العراقي منكشفاً على العالم الخارجي ويظهر ذلك من خالل بيانات الجدول (‪:)62‬‬
‫جدول (‪ )11‬مؤشرات اال نكشاف التجاري لالقتصاد العراقي للمدة (‪ )1032 -1004‬م (مليار دوالر)‬
‫‪T/GDP M/GDP X/GDP‬‬
‫‪X+M‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪GDP‬‬ ‫السنوات‬
‫(‪) %‬‬ ‫(‪) %‬‬ ‫(‪) %‬‬
‫‪122‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪39.112‬‬ ‫‪07.342‬‬ ‫‪27.875‬‬ ‫‪30.974‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪47.229‬‬ ‫‪43.097‬‬ ‫‪43.291‬‬ ‫‪24.222‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪51.420‬‬ ‫‪49.701‬‬ ‫‪30.549‬‬ ‫‪50.577‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪59.722‬‬ ‫‪37.770‬‬ ‫‪39.590‬‬ ‫‪77.495‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪99.223‬‬ ‫‪20.113‬‬ ‫‪23.742‬‬ ‫‪007.274‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪77.864‬‬ ‫‪31.922‬‬ ‫‪39.230‬‬ ‫‪97.304‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪95.679‬‬ ‫‪50.253‬‬ ‫‪50.723‬‬ ‫‪040.335‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪120.300‬‬ ‫‪79.207‬‬ ‫‪79.210‬‬ ‫‪015.700‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪144.400‬‬ ‫‪93.771‬‬ ‫‪92.070‬‬ ‫‪401.000‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪139.800‬‬ ‫‪19.329‬‬ ‫‪19.729‬‬ ‫‪232.504‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪129.200‬‬ ‫‪13.531‬‬ ‫‪13.910‬‬ ‫‪223.499‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪76. 600‬‬ ‫‪23.051‬‬ ‫‪23.220‬‬ ‫‪179.667‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪75.039‬‬ ‫‪34.280‬‬ ‫‪40.759‬‬ ‫‪163.802‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬التقارير االقتصادية السنوية للمدة (‪ )6102 – 6112‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫وفيما يلي تحليل لبيانات الجدول (‪:)62‬‬
‫‪ .3‬نسبة الواردات إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪:‬‬
‫يتضح من بيانات الجدول (‪ )62‬أن مؤشر نسبة الواردات إلى الناتج المحلي اإلجمالي قد اتجه‬
‫لالنخفاض منذ عام ‪6112‬م‪ ،‬حيث انخفض من نسبة (‪ )%22‬عام ‪6112‬م إلى نسبة (‪ )%22‬عام‬
‫‪6112‬م‪ ،‬ثم انخفض إلى (‪ )%21‬عام ‪6112‬م‪ ،‬ليمر بمرحلة من االنحدار المستمر حتى عام ‪6102‬م‪،‬‬
‫وتراوحت نسب هذا المؤشر بين (‪ )%21‬و (‪ )%04‬خالل األعوام ‪6112‬م ج ‪6102‬م‪ ،‬علماً أن أدنى‬
‫مستوى لهذا المؤشر سجل عند (‪ )%04‬عام ‪6102‬م‪ ،‬إن االنخفاض التدريجي الذي حدث لهذا المؤشر‬
‫يمكن تفسيره أساساً بالنمو المستمر في حجم الناتج المحلي اإلجمالي خالل أعوام المدة المذكورة‪ ،‬حيث أن‬
‫معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي خالل األعوام المذكورة كانت اكبر من نسب النمو في حجم‬
‫الواردات‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة الواردات إلى الناتج المحلي اإلجمالي خالل المدة ‪6112‬م‬
‫‪6102 -‬م‪ ،‬ويمكن اعتبار انخفاض نسب هذا المؤشر من المؤشرات االيجابية على نمو االقتصاد‬
‫العراقي‪.‬‬
‫‪ .1‬نسبة الصادرات إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪:‬‬
‫نالحظ أن مؤشر نسبة الصادرات إلى الناتج المحلي اإلجمالي قد سجل أعلى نسبة عام ‪6112‬م‬
‫عند (‪ ،)%21‬وقد جاء ارتفاع نسبة هذا المؤشر نتيجة لزيادة حجم وقيمة صادرات البترول العراقية التي‬
‫تشكل معظم الصادرات الكلية العراقية‪ ،‬وقد تراوحت نسب هذا المؤشر بين (‪ )%22‬و (‪ )%21‬خالل‬
‫معظم سنوات المدة ‪6112‬م ‪6102‬م‪ ،‬إال أن عام ‪6102‬م سجل انحدا اًر غير مسبوق في نسب هذا‬
‫المؤشر‪ ،‬حيث بلغت نسبته (‪ )%62‬فقط‪ ،‬والسبب في انخفاض نسبة هذا المؤشر يعود إلى انخفاض قيمة‬
‫صادرات البترول العراقية‪ ،‬بسبب انخفاض أسعار البترول على المستوى العالمي منذ منتصف عام‬
‫‪6102‬م‪ ،‬أما عام ‪6102‬م فقد بلغت نسبة هذا المؤشر خالله (‪ ،)24%‬ويعود التحسن النسبي لهذا‬
‫المؤشر إلى زيادة الكميات المصدرة من البترول العراقي خالل عامي ‪6102‬م ‪6102 -‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬نسبة التجارة الخارجية إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪:‬‬
‫نالحظ أن أعلى نسبة سجلتها التجارة الخارجية إلى الناتج المحلي اإلجمالي قد بلغت (‪ )%066‬عام‬

‫‪6112‬م‪ ،‬انخفضت بعدها تدريجياً وتراوحت بين (‪ )%26‬و (‪ )%001‬حالل المدة ‪6112‬م ‪6102 -‬م‪،‬‬

‫ويعود سبب تراجع هذه النسبة إلى أدنى مستوى لها عام ‪6102‬م إلى انخفاض قيمة التجارة الخارجية‬

‫‪888‬‬
‫للعراق خالل نفس العام‪ ،‬حيث بلغت (‪ )22‬مليار دوالر‪ ،‬بعد أن سجلت (‪ )022‬و (‪ )021‬مليار دوالر‬

‫خالل األعوام ‪6106‬م ‪6102 -‬م على التوالي‪ ،‬وتعود أسباب انخفاض القيمة الكلية لتجارة العراق‬

‫الخارجية خالل عام ‪6102‬م إلى االنخفاضات الكبيرة التي حدثت في أسعار البترول العالمية‪ ،‬مما أدى‬

‫إلى انخفاض قيمة صادرات العراق البترولية التي تتجاوز نسبتها (‪ )%12‬من صادرات العراق الكلية‪،‬‬

‫األمر الذي أدى إلى انخفاض القيمة الكلية لتجارة العراق الخارجية‪.‬‬

‫يتضح من خالل تحليل مؤشرات التجارة الخارجية في العراق للمدة ‪6102 - 6112‬م‪ ،‬ارتفاع‬

‫درجة انكشاف االقتصاد العراقي وتبعيته للخارج‪ ،‬كما يتضح لنا اعتماد االقتصاد العراقي على األسواق‬

‫الخارجية في تلبية احتياجاته المختلفة‪ ،‬ونالحظ الدور النسبي الكبير الذي تلعبه التجارة الخارجية في‬

‫تحريك عجلة االقتصاد العراقي‪ ،‬كل ذلك يعود إلى االختالل الهيكلي الذي يعاني منه االقتصاد العراقي‪،‬‬

‫والمتمثل باالعتماد الكبير على قطاع إنتاج وتصدير البترول الخام‪ ،‬مقابل انخفاض قيم ونسب مساهمة‬

‫القطاعات االقتصادية األخرى في األنشطة اإلنتاجية والتصديرية‪ ،‬األمر الذي يتطلب وضع وتنفيذ‬

‫استراتيجية وطنية للتنويع االقتصادي‪ ،‬تعمل على استثمار اإليرادات البترولية في تنشيط وتنمية القطاعات‬

‫االقتصادية الرئيسية‪ ،‬ومنها على وجه الخصوص القطاعين الصناعي والزراعي‪ ،‬لما لهما من أهمية في‬

‫تنويع مصادر اإليرادات العامة‪ ،‬وتشغيل القوى العاملة واستغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬والعمل على تخفيض‬

‫قيم وكميات الواردات األجنبية من السلع الممكن تصنيعها محلياً‪ ،‬والتقليل من االعتماد على الواردات‪،‬‬

‫تمهيداً لتطبيق سياسة إحالل الواردات باإلنتاج الوطني‪ ،‬تمهيداً لبلوغ مرحلة اإلنتاج بهدف التصدير‪ ،‬للحد‬

‫من تدفق العمالت الصعبة‪ ،‬واستقطاب العمالت األجنبية‪ ،‬ومواجهة البطالة‪ ،‬وتحسين األوضاع المالية‬

‫والنقدية للدولة‪ ،‬وأخي اًر الحد من ارتفاع مؤشرات درجة االنكشاف التجاري‪.‬‬

‫‪881‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الدراسة التحليلية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تتصف أسعار البترول الخام على المستوى العالمي بالتقلب الحاد والمستمر‪ ،‬نتيجة لتأثرها بالعديد‬

‫من العوامل السياسية واالقتصادية‪ ،‬ولكون البترول الخام سلعة دولية استراتيجية‪ ،‬فان حصول تغيرات كبيرة‬

‫ومفاجئة في أسعاره يترك أثا اًر اقتصادية على اقتصادات كل من الدول المصدرة والمستهلكة‪ ،‬وتتمثل هذه‬

‫اآلثار بانخفاض إيرادات الدول المصدرة للبترول في حاالت انخفاض األسعار‪ ،‬وانخفاض كلف النقل‬

‫واإلنتاج في الدول المستهلكة‪ ،‬ويكون الوضع معاكساً في حاالت ارتفاع األسعار لكال الطرفين‪ ،‬وبالتالي‬

‫فان جميع الدول المصدرة والمستهلكة تواجه تحدياً مشتركاً‪ ،‬يتمثل بالتقلبات الحادة والمتكررة في أسعار‬

‫البترول الخام على المستوى الدولي‪.‬‬

‫أستمر تأثير هذه الظاهرة على معظم الدول المصدرة للبترول‪ ،‬والدول التي يعتبر البترول فيها‬
‫المصدر الرئيسي في تحقيق مواردها المالية ومنها العراق‪ ،‬حيث يمثل البترول مورداً أساسياً في تكوين‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وجزء كبير من اإليرادات العامة‪ ،‬ولذلك تسعى هذه الدول إلى تنويع مصادرها‬
‫المالية واالقتصادية‪ ،‬بهدف تقليل االعتماد على البترول‪ ،‬وتجنب مخاطر انخفاض أسعار البترول الخام‬
‫على اقتصاداتها‪.‬‬
‫خصصنا هذا الفصل لقياس وتحليل اآلثار التي انتجتها تقلبات أسعار البترول على االقتصاد‬
‫العراقي‪ ،‬خالل المدة (‪ )6102 – 6112‬م‪ ،‬وذلك من خالل تقسيمه الى المباحث االتية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على الموازنة العامة والناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على البطالة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على االحتياطيات االجنبية وأسعار الصرف‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬قياس وتحليل اآلثار االقتصادية لتقلبات أسعار البترول العالمية على االقتصاد العراقي‬
‫للمدة (‪ )1032 - 1004‬م‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫‪888‬‬
‫أثر تقلبات أسعار البترول على الموازنة العامة والناتج المحلي اإلجمالي للمدة‬
‫(‪ )4002 – 4002‬م‬

‫ازدادت صادرات العراق من البترول لتصل في المتوسط إلى (‪ )2‬مليون برميل يومياً‪ ،‬منذ‬

‫ديسمبر‪/‬كانون األول ‪6102‬م‪ ،‬حتى الربع األول من عام ‪6102‬م‪ ،‬بالرغم من األوضاع األمنية الخطيرة‬

‫التي واجهت العراق منذ عام ‪6102‬م‪ ،‬وحتى نهاية عام ‪6102‬م‪ ،‬والمتمثلة بالحرب مع تنظيم داع ‪،‬‬

‫الذي كان قد سيطر على اجزاء واسعه من االراضي العراقية‪ ،‬ثم ارتفعت الصادرات خالل االعوام‪6102‬م‬

‫– ‪6102‬م – ‪6102‬م لتجتاز حاجز (‪ )2.2‬مليون برميل ‪ /‬يوم‪ ،‬وهو أعلى مستوى لها منذ عام‬

‫‪ .)1(0141‬وفي المدة بين مايو‪ /‬أيار ونوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪6102‬م‪ ،‬انخفضت قيمة صادرات البترول‬

‫الشهرية للعراق من (‪ )4‬مليار دوالر إلى (‪ )5,4‬مليار دوالر‪ ،‬والسبب الرئيسي لهذا االنخفاض الحاد كان‬

‫هبوط سعر تصدير البترول العراقي من (‪ )100,7‬دوالر إلى (‪ )69,5‬دوالر للبرميل خالل المدة نفسها‪،‬‬

‫الناتج‬ ‫وعرقل غياب األمن بشدة جهود إعادة األعمار وجذب االستثمارات‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انكما‬

‫المحلي االجمالي‪ ،‬ومن ثم انخفاض معدل النمو االقتصادي الذي صاحبه ظهور العجز في الموازنة‬

‫اعتماداً على البيانات واالحصائيات التي تصدر رسمياً‬ ‫العامة للدولة وارتفاع نسب البطالة والفقر(‪.)2‬‬

‫من قبل الدولة العراقية‪ ،‬والمنظمات الدولية والتي قمنا بجمعها وتحليلها‪ ،‬يمكن توضيح اآلثار االقتصادية‬

‫التي تعرض لها االقتصاد العراقي نتيجة العتماده على قطاع انتاج وتصدير البترول‪ ،‬إضافة الى‬

‫انخفاض أسعار البترول من خالل المؤشرات اآلتية‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬أثر انخفاض أسعار البترول على الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫(‪) OPEC, Monthly oil prices report December 2014, Geneva, 2015, pp 58-59. 2‬‬
‫(‪) OPEC, Monthly oil prices report November 2014, Geneva, 2014, pp 45-46. 4‬‬
‫‪889‬‬
‫تراجعت معدالت النمو الحقيقي للناتج المحلي اإلجمالي في العراق منذ سنة ‪6102‬م‪ ،‬وهو مؤشر‬

‫يثير القلق بالنسبة لبلد في مرحلة النمو المدعومة بأنشطة إعادة األعمار‪ ،‬السيما في مجال البنى التحتية‬

‫(‪ ،)1‬مقارنة بنسب نمو مستمرة حققها الناتج المحلي االجمالي منذ عام ‪6111‬م وحتى عام ‪6102‬م‪ ،‬وهو‬

‫األمر الذي يعكس األثر البالغ النخفاض أسعار البترول على نسب نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬في ظل‬

‫تدني مساهمة القطاعات االقتصادية في تكوين هذا المؤشر (‪.)2‬‬

‫جدول (‪)42‬‬
‫العالقة بين أسعار البترول والناتج الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية للمدة (‪ )4002 – 4002‬م‬
‫(مليار دوالر(‬
‫نسبة التغير‬ ‫مقدار التغير‬ ‫للسنة‬ ‫الناتج‬ ‫للسنة‬ ‫الناتج‬ ‫سعر‬ ‫السنة‬
‫في ‪GDP‬‬ ‫‪(GDPt)-‬‬ ‫السابقة‬ ‫البترول ‪ Pt‬الحالية‬
‫‪%‬‬ ‫‪(GDPt)1‬‬ ‫‪(GDPt)1‬‬ ‫(‪)GDPt‬‬ ‫‪$‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪30.974‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪09‬‬ ‫‪10.694‬‬ ‫‪30.974‬‬ ‫‪24.222‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪8.911‬‬ ‫‪24.222‬‬ ‫‪50.577‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪25.718‬‬ ‫‪50.577‬‬ ‫‪77.495‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪30.377‬‬ ‫‪77.495‬‬ ‫‪007.274‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪00-‬‬ ‫‪-10.370‬‬ ‫‪007.274‬‬ ‫‪97.304‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪24.033‬‬ ‫‪97.304‬‬ ‫‪040.335‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪64.365‬‬ ‫‪040.335‬‬ ‫‪015.700‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪32.300‬‬ ‫‪015.700‬‬ ‫‪401.000‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪14.504‬‬ ‫‪401.000‬‬ ‫‪232.504‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪0.7-‬‬ ‫‪-9.005‬‬ ‫‪232.504‬‬ ‫‪223.499‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪4.5-‬‬ ‫‪-43.832‬‬ ‫‪223.499‬‬ ‫‪179.667‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪7.2-‬‬ ‫‪-13.393‬‬ ‫‪179.667‬‬ ‫‪166.274‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪Resource: OPEC, ASB Bulletins 2004- 2017.‬‬

‫(‪ )1‬الموجز االقتصادي الفصلي للشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫(‪ )2‬مؤشرات إحصائية عن الوضع االجتماعي واالقتصادي في العراق للفترة ‪6111‬م – ‪6102‬م‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪888‬‬
‫العالقة بين سعر البترول والناتج المحلي االجمالي في العراق للمدة‬
‫(‪)2017 -2004‬‬ ‫‪232‬‬
‫‪218‬‬ ‫‪223‬‬
‫الناتج المحلي باالسعار الثابتة مليار دوالر‬

‫متوسط سعر برميل البترول‬ ‫‪185‬‬ ‫‪179‬‬


‫‪166‬‬

‫‪121‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪94 97‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪69‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬
‫‪50 51‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪3136‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫شكل (‪ )3‬العالقة بين سعر البترول والناتج المحلي االجمالي باألسعار الجارية (مليار دوالر)‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالستناد الى جدول (‪.)42‬‬

‫يتضح من خالل بيانات الجدول (‪ )62‬والشكل (‪ ،)2‬وجود عالقة طردية بين سعر البترول وبين‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‪ ،‬حيث أن ارتفاع أسعار البترول ينتج عنها توسع في حجم‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‪ ،‬وذلك الرتفاع األهمية النسبية لقطاع إنتاج وتصدير البترول‬

‫الخام في تكوين هذا الناتج‪.‬‬

‫استمر النمو للناتج المحلي اإلجمالي المصحوب بارتفاع اسعار البترول خالل السنوات ‪6101‬م‬

‫‪6100-‬م ‪6106-‬م‪6102 -‬م‪ ،‬وبنسب نمو بلغت (‪ )2.2%( ،)2%( ،)4%(،)%01‬للسنوات المذكورة‬

‫على التوالي‪ ،‬ومنذ انخفاض اسعار البترول في النصف الثاني من ‪6102‬م توقف النمو في حجم الناتج‬

‫سالب بلغت نسبة (‪ )%-0,7‬و (‪ )%-2,5‬و (‪ )%-7,4‬للسنوات‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬ليتحول إلى انكما‬

‫الناتج المحلي خالل عام ‪6102‬م‬ ‫‪6102‬م – ‪6102‬م – ‪6102‬م على التوالي‪ ،‬نالحظ ان نسبة انكما‬

‫قد تضاعفت بمقدار (‪ )%211‬تقريباً عما كانت علية عام ‪6102‬م‪ ،‬والسبب في ذلك يعود إلى ان‬

‫‪888‬‬
‫االنخفاض في االسعار بدأ منذ النصف الثاني من عام ‪6102‬م‪ ،‬مما جعل تأثر الناتج المحلي خالل‬

‫‪6102‬م اقل‪ ،‬بسبب تحقيق عائدات بترولية مرتفعة خالل النصف األول من العام‪ ،‬وقد تضاعفت نسبة‬

‫الناتج المحلي خالل عام ‪6102‬م لتصل الى (‪ ،)-7,4%‬بنسبة ارتفاع بلغت (‪ )%612‬قياساً‬ ‫انكما‬

‫بسنة ‪6102‬م‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬أثر انخفاض أسعار البترول على الموازنة العامة للدولة‪.‬‬


‫يظهر أثر انخفاض أسعار البترول بصورة اكثر وضوحاً في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وذلك الرتفاع‬

‫نسبة اإليرادات البترولية إلى اإليرادات العامة الكلية كما ذكرنا في المبحث األول‪ ،‬ومن الطبيعي أن تشهد‬

‫تخصيصات الموازنة العامة نمو وفوائض عند ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬كما يؤدي انخفاض األسعار إلى‬

‫تقليص حجم تخصيصات الموازنة العامة‪ ،‬وظهور العجز في بنودها‪ ،‬ويمكن دراسة العالقة بين اسعار‬

‫البترول وحجم تخصيصات الموازنات العامة في العراق من خالل الجدول (‪ ،)62‬حيث قمنا بتحليل‬

‫بيانات هذا الجدول للربط بين سعر البترول‪ ،‬ونسبة التغير في حجم الموازنة العامة‪ ،‬ويمكن توضيح بعض‬

‫المختصرات التي سترد ضمن هذا الجدول وكاآلتي‪:‬‬

‫‪ = Pt‬سعر البترول عبر الزمن‪.‬‬

‫)‪ = (Bt‬تخصيصات الموازنة العامة للسنة الحالية‪.‬‬

‫‪ =(Bt)3‬تخصيصات الموازنة العامة للسنة السابقة‪.‬‬

‫جدول (‪)47‬‬
‫أسعار البترول وحجم تخصيصات الموازنات العامة في العراق للمدة (‪ )2017–4002‬م (ترليون‬
‫دينار)‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫نسبة التغير‬ ‫مقدار التغير‬ ‫تخصيصات‬ ‫تخصيصات‬ ‫سعر البترول‬ ‫السنة‬
‫في الموازنة‬ ‫‪(Bt)-(Bt)1‬‬ ‫الموازنة الحالية الموازنة السابقة‬ ‫‪Pt$‬‬
‫‪(Bt)1‬‬ ‫)‪(Bt‬‬
‫‪140,3%‬‬ ‫‪30,836‬‬ ‫‪2,146‬‬ ‫‪32,982‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪22,8%‬‬ ‫‪7,520‬‬ ‫‪32,982‬‬ ‫‪40,502‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪21,1%‬‬ ‫‪8,553‬‬ ‫‪40,502‬‬ ‫‪49,055‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪10,1%‬‬ ‫‪5,544‬‬ ‫‪49,055‬‬ ‫‪54,599‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪46,9%‬‬ ‫‪25,653‬‬ ‫‪54,599‬‬ ‫‪80,252‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪12,1%‬‬ ‫‪9,753‬‬ ‫‪80,252‬‬ ‫‪55,209‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪26,5%‬‬ ‫‪14,658‬‬ ‫‪55,209‬‬ ‫‪70,178‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪18,3%‬‬ ‫‪12,839‬‬ ‫‪70,178‬‬ ‫‪99,998‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪20,4%‬‬ ‫‪20,460‬‬ ‫‪99,998‬‬ ‫‪119,817‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪17,7%‬‬ ‫‪21,302‬‬ ‫‪119,817‬‬ ‫‪119,127‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪20,9%‬‬ ‫‪24,989‬‬ ‫‪119,127‬‬ ‫‪105,386‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-41,6%‬‬ ‫‪-43,913‬‬ ‫‪105,386‬‬ ‫‪82,813‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪-16,7%‬‬ ‫‪-13,905‬‬ ‫‪82,813‬‬ ‫‪80,895‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪32,3%‬‬ ‫‪26,194‬‬ ‫‪80,895‬‬ ‫‪104,89‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪4007‬‬
‫المصدر‪ :‬النشرات السنوية لمنظمة أوبك للسنوات (‪ )4020- 4002‬م‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة النشرات‬
‫االحصائية السنوية للمدة ‪4002‬م‪4027-‬م وقوانين الموازنة العامة االتحادية لجمهورية العراق االتحادية للسنوات (‪4022‬‬
‫– ‪ )4027‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫العالقة بين سعر البترول وحجم الموازنة العامة في العراق للمدة ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬
‫الموازنة العامة مليار دوالر‬ ‫متوسط سعر برميل النفط‬ ‫‪109‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪105 105‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪99‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪80‬‬


‫‪77‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪50 49‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪36‬‬
‫‪32‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬

‫شكل (‪ )2‬العالقة بين سعر البترول وحجم الموازنة العامة في العراق للمدة (‪ )4007 -4002‬م‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالستناد الى جدول (‪)47‬‬

‫توضح بيانات الجدول (‪ )62‬والشكل البياني (‪ ،)2‬وجود عالقة طردية بين سعر البترول وحجم‬

‫تخصيصات الموازنة العامة في العراق خالل سنوات المدة ‪2004‬م – ‪6102‬م‪ ،‬حيث نالحظ أن ارتفاع‬

‫األسعار المستمر في أسعار البترول العالمية خالل اعوام المدة ‪6112‬م‪6102 -‬م‪ ،‬نتج عنه نمو مستمر‬

‫في حجم تخصيصات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وتراوحت نسب هذا النمو بين (‪ )%140.3‬و(‪)%10,1‬‬

‫لنفس المدة‪ ،‬كما نالحظ حدوث قفزة كبيرة في نمو حجم تخصيصات الموازنة العامة للدولة خالل عام‬

‫‪6112‬م‪ ،‬حيث تضاعف حجم تخصيصات الموازنة حوالي (‪ )02‬ضعفاً عما كانت عليه عام ‪6112‬م‪،‬‬

‫والسبب في ذلك يعود لرفع الحصار االقتصادي الذي كان مفروضاً على العراق‪ ،‬واستئناف الصادرات‬

‫البترولية مطلع عام ‪6112‬م‪ ،‬وقد استمر حجم تخصيصات الموازنة العامة بالنمو تحت تأثير استمرار‬

‫ارتفاع أسعار البترول التي استمرت بالنمو منذ عام ‪6112‬م اذ ارتفعت من معدل سعر سنوي بلغ (‪)$22‬‬

‫للبرميل‪ ،‬حتى بلغت معدل (‪ )$011‬للبرميل عام ‪6106‬م‪ ،‬ثم معدل (‪ )$012‬للبرميل عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫اتجهت أسعار البترول لالنخفاض منذ منتصف عام ‪6102‬م وحتى عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث أنخفض‬

‫سعر البترول خالل الربع األول من عام ‪6102‬م من متوسط سعر (‪ ،)96$‬إلى متوسط سعر (‪)$49‬‬

‫عام ‪6102‬م‪ ،‬األمر الذي أحدث انكماشاً في تخصيصات موازنة عام ‪6102‬م‪ ،‬بلغت نسبته (‪)%62‬‬

‫قياساً بتخصيصات موازنة عام ‪6102‬م‪ ،‬وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن عجز الموازنة العامة لسنة‬

‫‪6102‬م ارتفع إلى نحو (‪ )%60‬من الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬مقارنة بنسبة (‪ )%2‬من أجمالي الناتج‬

‫المحلي اإلجمالي لسنة ‪6102‬م (‪.)1‬‬

‫نالحظ األثر األشد تأثي اًر النخفاض أسعار البترول على الموازنة العامة على موازنة عام ‪6102‬م‪،‬‬

‫في جانب اإليرادات‪ ،‬حيث قدرت إيرادات موازنة ‪6102‬م بـ (‪ )94,048‬تريليون دينار‪ ،‬وبالفعل بلغ عجز‬

‫الموازنة العامة لسنة ‪6102‬م (‪ )25,401‬تريليون دينار‪ ،‬أي ما نسبته (‪ )%62‬من أجمالي نفقات‬

‫الموازنة العامة التي بلغت (‪ )119,5‬تريليون دينار(‪.)2‬‬

‫األمر الذي اثر على اإلنفاق الحكومي بمبلغ العجز المذكور أعاله‪ ،‬مما اضطر الحكومة إلى‬

‫خفض اإلنفاق االستثماري‪ ،‬وذلك عن طريق إلغاء وتجميد عدد من مشروعات البنى التحتية‪ ،‬األمر الذي‬

‫دفع الحكومة اخي اًر إلى اللجوء نحو االقتراض الداخلي والخارجي‪ ،‬بهدف تنفيذ المشروعات االستثمارية‬

‫الملحة من بناء المدارس وانشاء وصيانة مشروعات الماء والكهرباء(‪.)3‬‬

‫تقدمت الحكومة العراقية بطلب تأجيل سداد آخر دفعة من دفعات تعويضات الكويت‪ ،‬وتقدر هذه‬

‫الدفعة بـ (‪ )2‬مليارات دوالر‪ ،‬وحتى في ظل سيناريوهات نجاح تأجيل هذه الدفعات‪ ،‬واللجوء نحو‬

‫االقتراض الداخلي والخارجي‪ ،‬ال يمكن ألي من هذه الخيارات تمويل العجز في الموازنة العامة‪ ،‬وتنفيذ‬

‫(‪ )1‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬الموجز االقتصادي الفصلي للشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫(‪ )2‬رئاسة جمهورية العراق‪ ،‬قانون الموازنة العامة لجمهورية العراق االتحادية لسنة ‪6102‬م‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬انخفاض أسعار البترول في إطار تراجع الطلب‪ ،‬منشورات البنك الدولي‪ ،‬باريس‪،‬‬
‫‪6102‬م‪ ،‬ص ‪.01- 1‬‬

‫‪888‬‬
‫برنامج المشاريع االستثمارية بصورة كاملة‪ ،‬في ضل ظروف الحرب مع تنظيم داع ‪ ،‬وما تستنزفه من‬

‫موارد مالية كبيرة‪ ،‬اضافة الى متطلبات االغاثة االنسانية للنازحين في مناطق الحرب (‪.)1‬‬

‫بالعودة إلى بيانات الجدول (‪ ،)62‬نالحظ استمرار تأثر تخصيصات الموازنة العامة للدولة بتبعات‬

‫انخفاض اسعار البترول خالل السنوات ‪6102‬م – ‪6102‬م على التوالي‪ ،‬حيث استمر حجم تخصيصات‬

‫الموازنة العامة باالنكما ‪ ،‬وسجلت نسب نمو سالبة بلغت (‪ )-41.6%‬و (‪ )-16.7%‬للسنوات المذكورة‬

‫على التوالي‪ ،‬اما عام ‪6102‬م وبفضل االرتفاع النسبي ألسعار البترول التي ارتفعت من معدل (‪)$21‬‬

‫للبرميل خالل عام ‪6102‬م‪ ،‬الى معدل (‪ )$26‬للبرميل‪ ،‬فقد تحقق نمو في حجم تخصيصات الموازنة‬

‫العامة بشكل ملحوظ‪ ،‬وبنسبة نمو بلغت (‪ )%26.2‬قياساً بسنة ‪6102‬م‪ ،‬االمر الذي أتاح للحكومة زيادة‬

‫التخصيصات المالية في المجاالت الضرورية‪ ،‬ومنها زيادة تخصيصات إعادة االستقرار في المناطق التي‬

‫دمرت بسبب الحرب على داع ‪ ،‬وهي محافظات نينوى‪ ،‬صالح الدين واالنبار‪ ،‬باإلضافة الى زيادة‬

‫التخصيصات في مجاالت توليد ونقل الطاقة الكهربائية‪ ،‬باإلضافة الى مجاالت الصحة والتربية والتعليم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أثر تقلبات أسعار البترول على البطالة خالل المدة (‪ )1032 – 1004‬م‬

‫تعد البطالة واحدة من أهم وأخطر المشاكل االقتصادية واالجتماعية المعاصرة‪ ،‬والتي تعاني منها‬

‫جميع النظم االقتصادية السائدة في العالم‪ ،‬وتؤدي إلى نتائج سلبية في المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬

‫وتسعى الحكومات جاهدة في سبيل خفض معدالتها والتخفيف من أثارها‪ ،‬وأصبحت مجال اختبار لقدرة‬

‫)‪ (1‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬تقرير المركز المالي للبنك المركزي العراقي لسنة ‪6102‬م‪6102 ،‬م‪ ،‬ص ‪.2- 0‬‬

‫‪888‬‬
‫النظام االقتصادي على النمو بالسرعة الكافية‪ ،‬لتوفير فرص العمل واعادة تشغيل العاطلين في اقل قدر‬

‫ممكن من الزمن (‪.)1‬‬

‫البطالة هي ظاهرة عالمية ذات آثار اقتصادية واجتماعية متعددة‪ ،‬وهي تحدث في الدول النامية‬

‫ألسباب تتعلق بقصور معدالت النمو االقتصادي عن مواكبة النمو السكاني‪ ،‬وازدياد الداخلين الى سوق‬

‫العمل‪ ،‬مقابل عجز المدخرات المحلية عن تمويل االستثمارات الالزمة ألنشاء مشروعات جديدة وخلق‬

‫فرص عمل‪ ،‬ويتوقف حجم القوى العاملة على حجم السكان وتركيبة الهرم السكاني‪ ،‬بينما تتوقف فرص‬

‫العمل على مدى زيادة معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬الناجم عن خلق مشروعات جديدة قادرة على النجاح‬

‫واالستمرار(‪.)2‬‬

‫تعبر البطالة عن التوقف لجزء من قوه العمل في اقتصاد ما‪ ،‬برغم القدرة والرغبة في العمل‬

‫واإلنتاج‪ ،‬وتقاس عادةً بمعدل يسمى معدل البطالة‪ ،‬وهي تمثل الفرق بين كميتين أكبرهما هو كمية‬

‫عناصر اإلنتاج من الموارد البشرية‪ ،‬وكمية فرص العمل المتاحة لتلك العناصر(‪.)3‬‬

‫تظهر البطالة نتيجة لعدة أسباب‪ ،‬منها نتيجة عجز االستثمارات المحلية واألجنبية عن تأسيس‬

‫مشروعات إنتاجية‪ ،‬تخلق فرص العمل بما يتناسب وحجم المعروض من العمل‪ ،‬أو بسبب طبيعة دو ارت‬

‫النشاط االقتصادي‪ ،‬التي ينتج عنها الكساد الذي يعتبر احد مراحل الدورات االقتصادية‪ ،‬أو نتيجة‬

‫للتغيرات التي تط أر في التكنولوجيا المستخدمة في اإلنتاج‪ ،‬أو بسبب التغير في طلب المستهلكين على‬

‫)‪ (1‬محمد طاقة وحسين عجالن‪ ،‬اقتصاديات العمل‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪6114 ،‬م‪ ،‬ص ‪-06‬‬
‫‪.02‬‬
‫)‪ (2‬حازم البنى‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬منشورات المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪6112 ،‬م‪ ،‬ص ‪.024-022‬‬
‫)‪ (3‬مجيد علي حسين و عفاف عبد الجبار سعيد ‪ ،‬مقدمة في التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬مقدمة في التحليل االقتصادي‬
‫الكلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪6112 ،‬م‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪881‬‬
‫منتجات معينة‪ ،‬وقد تظهر البطالة بسبب عدم تكيف القوى العاملة بما يتناسب مع التغيرات في سوق‬

‫العمل‪ ،‬وتنتج البطالة عادة من اختالل سوق العمل العتبارات تتعلق بجانب الطلب وجانب العرض(‪.)1‬‬

‫تحدث التكلفة االقتصادية واالجتماعية للبطالة عندما ال يستطيع االقتصاد توليد قدر كافي من‬

‫الوظائف‪ ،‬لكل من هو قادر ويرغب في العمل‪ ،‬حيث تؤدي إلى إهدار طاقات إنتاجية يمكن استغاللها من‬

‫الناحية االقتصادية‪ ،‬وتسبب البطالة مشكالت اجتماعية واضطرابات سياسية في بعض األحيان (‪.)2‬‬

‫يواجه اقتصاد الع ارقي في ظل الظروف ال ارهنة مشكلة االرتفاع الكبير في معدالت البطالة‪،‬‬

‫حيث تعتبر البطالة واحدة من ابرز التحديات التي يواجهها هذا االقتصاد‪ ،‬وذلك لما لها من انعكاسات‬

‫وتشابكات عميقة وخطيرة على األوضاع االجتماعية االقتصادية في البلد‪ ،‬ومما يزيد من حدة هذه المشكلة‬

‫استمرارها ووجودها لمدة طويلة مع ارتفاع معدالتها في السنوات األخيرة‪ ،‬وظهورها بأشكال وأنواع مختلفة‪،‬‬

‫مقابل استمرار ضعف قدرة القطاعات االقتصادية على استيعاب األعداد المتزايدة من األيدي العاملة‬

‫القادرة على العمل‪ ،‬والراغبة فيه‪ ،‬والجدول (‪ )64‬يوضح العالقة بين أسعار البترول ومعدالت البطالة في‬

‫العراق خالل المدة ‪6112‬م ‪6102-‬م‪:‬‬

‫جدول (‪)41‬‬
‫أسعار البترول وأثرها على معدالت البطالة في العراق للمدة (‪ )4002– 4002‬م‬
‫معدل البطالة اإلجمالي نسبة التغير في معدل‬ ‫سعر البترول‬ ‫السنة‬
‫البطالة (‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬ ‫‪$ Pt‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪-32.8‬‬
‫‪07.5‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪-2.8‬‬

‫)‪ (1‬رمزي زكي‪ ،‬االقتصاد السياسي للبطالة‪ ،‬منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،0114 ،‬ص‬
‫‪.02-02‬‬
‫)‪ (2‬علياء سهيل نجم‪ ،‬القطاع الخاص ودورة االقتصادي في حل مشكلة البطالة في العراق‪ ،‬مجلة واسط للعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة واسط‪6102 ،‬م‪ ،‬ص ‪.201 – 204‬‬

‫‪888‬‬
‫‪02.9‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪-3.4‬‬
‫‪05.3‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪-9.5‬‬
‫‪05.4‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪-0.7‬‬
‫‪05.4‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪01.4‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪19.7‬‬
‫‪05.3‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪-15.9‬‬
‫‪05.0‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪-1.3‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-0.7‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0‬‬
‫‪05.0‬‬ ‫‪40$‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪0.7‬‬
‫‪02.1‬‬ ‫‪52$‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪-2.0‬‬
‫المصدر‪ :‬بيانات مجموعة البنك الدولي‪ ،‬متوفرة على موقع البنك الدولي في شبكة االنترنت‪ ،‬مكان الدخول العراق بتاريخ‬
‫‪4001/2/7‬م‪.‬‬
‫‪https://data.worldbank.org/indicator/SL.UEM.TOTL.ZS?locations=IQ‬‬

‫يمكن متابعة تطور معدالت البطالة في العراق من خالل بيانات الجدول (‪ ،)64‬حيث نالحظ‬
‫اتجاه معدالت البطالة في العراق لالنخفاض منذ عام ‪6112‬م حتى عام ‪6101‬م‪ ،‬وقد صاحب هذه‬
‫االنخفاض في ارتفاع ملحوظ ومستمر في أسعار البترول‪ ،‬االمر الذي يؤشر على وجود عالقة عكسية‬
‫بين كل من أسعار البترول ومعدالت البطالة في العراق خالل األعوام المذكورة‪ ،‬جاء عام ‪6100‬م ليشهد‬
‫معدل البطالة ارتفاعاً ملحوظاً بعد فترة من االنخفاض‪ ،‬وذلك مع استمرار االرتفاع في أسعار البترول‪ ،‬اذ‬
‫انخفض معدل البطالة بنسبة (‪ ،)%2.0‬مقابل ارتفاع معدل سعر برميل البترول من (‪ )$22‬الى‬
‫(‪ )$012‬عام ‪6100‬م‪.‬‬
‫ويمكن لنا تفسير األسباب التي دفعت بمعدل البطالة الى االرتفاع خالل مدة الدراسة‪ ،‬بانهيار الهيكل‬
‫اإلنتاجي للقطاع الصناعي‪ ،‬وعجزه عن خلق فرص العمل‪ ،‬إضافة الى تدهور القطاع الزراعي‪ ،‬وعزوف‬
‫المزارعين عن مزاولة األنشطة الزراعية‪ ،‬ناهيك عن زيادة اعداد الموظفين في القطاع العام‪ ،‬واتجاه الدولة‬

‫‪889‬‬
‫نحو التقليل من الوظائف الجديدة‪ ،‬لترشيد االستخدام وخفض االنفاق‪ ،‬وفي المقابل يستمر النمو في حجم‬
‫القوى العاملة‪ ،‬وتتزايد اعداد الخريجين والداخلين الجدد الى سوق العمل(‪.)1‬‬
‫شهدت معدالت البطالة انخفاض طفيف خالل األعوام (‪ )6102 -6102–6106‬م‪ ،‬بنسب‬
‫تراوحت بين (‪ )%-6.1‬و (‪ )%-1.6‬و (‪ )%-1.0‬على التوالي‪ ،‬وهو مؤشر على تحسن ملحوظ شهده‬
‫سوق العمل‪ ،‬يتمثل بزيادة الطلب على العمال من خالل االستثمارات الحكومية الضخمة‪ ،‬في مجاالت‬
‫البنى التحتية‪ ،‬والكهرباء والماء وانشاء المباني الحكومية‪ ،‬مما ساهم في خلق فرص عمل‪ ،‬وادى الى‬
‫خفض معدالت البطالة خالل األعوام المذكورة‪ ،‬اما األعوام ( ‪ (6102-6102- 6102‬م‪ ،‬فقد شهدت‬
‫معدالت البطالة خاللها استق ار اًر نسبي‪ ،‬حيث تراوحت نسب التغير في معدالت البطالة بين (‪ )%1.1‬و‬
‫(‪ )%1.0‬و (‪ )-%6.1‬على التوالي‪ ،‬وذلك بالرغم من االنخفاض الشديد الذي شهدته أسعار البترول منذ‬
‫منذ منتصف‬ ‫عام ‪6102‬م‪ ،‬والسبب في ذلك يعود الى الحرب التي اندلعت بين العراق وبين تنظيم داع‬
‫العراقي‪،‬‬ ‫عام ‪ 6102‬م‪ ،‬مما أجبر الحكومة على تجنيد مئات االالف من المتطوعين في صفوف الجي‬
‫والشرطة والحشد الشعبي‪ ،‬باإلضافة الى انهيار الهيكل اإلنتاجي للقطاعات اإلنتاجية في العراق‪ ،‬والذي‬
‫حال دون إمكانية توظيف اإليرادات البترولية في دعم قطاعي الزراعة والصناعة‪ ،‬وبالتالي فان تأثير‬
‫تقلبات أسعار البترول على معدالت البطالة كان طفيف نسبياً (‪ ،)2‬األمر الذي أدى اخي اًر الى امتصاص‬
‫أثر انخفاض أسعار البترول على معدالت البطالة‪ ،‬وحال دون ظهور معدالت البطالة بصورتها الحقيقية‬
‫الناجمة عن انخفاض أسعار البترول(‪.)3‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أثر تقلبات أسعار البترول على االحتياطيات االجنبية وأسعار الصرف‪.‬‬
‫تتمثل احتياطيات الصرف األجنبي‪ ،‬في معناها الدقيق‪ ،‬ما يمتلكه البنك المركزي من عمالت اجنبية‬

‫صعبة‪ ،‬إضافة الى الودائع والسندات بالعملة األجنبية فقط‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المصطلح األكثر استخداماً‬

‫يضيف أيضاً احتياطيات الذهب وحقوق السحب الخاصة (‪ )SDRs‬ومراكز احتياطي صندوق النقد‬

‫‪(1) Iraq Human Development Report, United Nations Development Program, Bayt Al Hikma‬‬
‫‪publishing, Baghdad, 2014, pp 28-30.‬‬
‫)‪ (2‬الهام خزعل ناشور‪ ،‬تقييم المؤشرات االقتصادية ألداء سوق العمل في العراق‪ ،‬مجلة االقتصادي الخليجي‪ ،‬جامعة‬
‫البصرة‪ ،‬العدد (‪6102،)22‬م‪ ،‬ص ‪.020 – 021‬‬
‫)‪ (3‬عبد الجبار عبود الحلفي‪ ،‬االقتصاد العراقي‪ :‬النفط ‪ -‬االختالل الهيكلي ‪ -‬البطالة‪ ،‬سلسلة مركز العراق للدراسات‪،‬‬
‫العدد (‪ ،)30‬مركز العراق للدراسات‪ ،‬جامعة البصرة ‪6114،‬م‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪888‬‬
‫الدولي‪ ،‬وتعرف االحتياطيات األجنبية للدول على أنها الودائع والسندات من العمالت األجنبية التي تحتفظ‬

‫بها المصارف المركزية‪.‬‬

‫يعتبر الدوالر األميركي عملة االحتياط العالمية‪ ،‬وذلك منذ مؤتمر "برتون وودز" الذي انعقد في‬

‫يوليو ‪0122‬م مع نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث تم اعتماد الدوالر األميركي كعملة لالحتياطي‬

‫النقدي العالمي‪ ،‬إضافة إلى إرساء سعر الصرف الثابت مع الدوالر األميركي‪ ،‬بحيث تكون جميع العمالت‬

‫العالمية مرتبطة بالدوالر األمريكي‪.‬‬

‫تشمل االحتياطات األجنبية إضافة للدوالر‪ ،‬ودائع باليورو والجنيه االسترليني والين الياباني‪ ،‬وتساهم‬

‫المحلية‪ ،‬ودفع ديون الدولة المستحق للدول االخرى (‪.)1‬‬


‫ّ‬ ‫هذه االحتياطات في دعم سعر العملة‬

‫يتكون االحتياطي األجنبي لدى البنوك المركزية من العمالت األجنبية الرئيسة‪ ،‬وسبائك الذهب‪،‬‬

‫فضال عن االحتياطات التي يودعها البنك المركزي لدى صندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫بعد تشكيل الدولة العراقية الجديدة عام ‪6112‬م‪ ،‬حصل البنك المركزي العراقي على استقالليته في‬

‫تسيير السياسة النقدية والمالية في العراق‪ ،‬استناداً الى القانون المرقم (‪ )22‬لسنة ‪6112‬م‪ ،‬والخاص‬

‫بالبنك المركزي العراقي‪ ،‬والذي يعتبر بمثابة مرحلة انتقالية في تاريخ الجهاز المصرفي العراقي‪ ،‬لما احتواه‬

‫من تعليمات واوامر بشأن السياسة النقدية والمالية واالئتمانية‪.‬‬

‫لقد كان الحفاظ على اسعار صرف مستقرة للدينار العراقي‪ ،‬الهدف األساسي للسلطة النقدية وفقاً‬

‫لهذا القانون‪ ،‬وذلك باستخدامه هدفاً وسيطاً للسيطرة على التضخم المتراكم والمستمر‪ ،‬بسبب تطبيق‬

‫سياسات االستيراد بدون تحويل خارجي‪ ،‬واصدار العملة المحلية بدون االلتزام بقواعد وشروط اإلصدار‬

‫النقدي السليم‪ ،‬خالل مرحلة التسعينات‪.‬‬

‫)‪ (1‬موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪، 0‬األردن‪6114 ،‬م‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪888‬‬
‫كانت اولى األدوات التي استخدمها البنك المركزي العراقي لمعالجة حالة التضخم هي االداة‬

‫السعرية‪ ،‬المتمثلة بالعمل على تناسب اسعار الصرف للعملة المحلية تجاه العمالت االجنبية‪ ،‬فبدأ البنك‬

‫المركزي العمل بمزادات العملة األجنبية‪ ،‬لتفعيل ادواته النقدية والسيما عمليات السوق المفتوحة‪ ،‬باإلضافة‬

‫الى تحقيق هدف البنك المركزي األول‪ ،‬أال وهو العمل على رفع قيمة الدينار العراقي مقابل العمالت‬

‫األجنبية الرئيسية‪ ،‬ثم المحافظة على استقرار هذه القيمة والذي أكد عليه القانون المذكور‪.‬‬

‫ينتهج البنك المركزي العراقي سياسة نقدية‪ ،‬تقوم على التدخل لتحديد سعر صرف العملة الوطنية‪،‬‬

‫وهي ما تسمى بعمليات السوق المفتوحة للبنك المركزي‪ ،‬حيث يتدخل البنك المركزي كبائع للدوالر‬

‫األميركي‪ ،‬بهدف التأثير على معادلة العرض والطلب على العملة الوطنية‪ ،‬وبالتالي التأثير على سعرها‬

‫(‪.)1‬‬
‫يتم تنفيذ هذه السياسية النقدية من خالل المزاد اليومي‪ ،‬الذي يقيمه البنك المركزي العراقي‪ ،‬حيث‬
‫يقوم ببيع مبالغ تتراوح بين (‪ )061‬و (‪ )021‬مليون دوالر يومياً‪ ،‬بسعر رسمي محدد بالدينار العراقي‪،‬‬
‫وبذلك تتحدد قيمة الدينار العراقي أمام الدوالر األميركي‪ ،‬وقد حافظ البنك المركزي العراقي على ثبات‬
‫واستقرار اسعار صرف الدينار العراقي‪ ،‬بشكل مستمر نسبياً منذ عام ‪6112‬م‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على أسعار الصرف‪.‬‬

‫الجدول (‪ ،)61‬يوضح متوسط أسعار صرف الدينار العراقي أمام الدوالر األمريكي للمدة ‪6112‬م –‬
‫‪4027‬م‪.‬‬
‫جدول (‪ )49‬متوسط أسعار صرف الدينار العراقي أمام الدوالر األمريكي للمدة (‪ )4007 – 4002‬م‪.‬‬

‫نسبة االرتفاع‬ ‫قيمة االرتفاع‬ ‫سعر صرف‬ ‫سعر صرف‬ ‫أسعار‬ ‫االسعار‬
‫األسواق‬ ‫في‬ ‫في األسواق‬ ‫األسواق‬ ‫البنك المركزي‬ ‫البترول‬
‫الموازية‬ ‫الموازية‬ ‫الموازية‬ ‫‪$‬‬ ‫السنوات‬
‫‪%0.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0253‬‬ ‫‪1445‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4002‬‬

‫(‪ )1‬أميم صديق‪ ،‬سياسة الصرف كأداة لتسوية االختالل في ميزان المدفوعات‪ ،‬مكتبة حسين العصرية‪ ،‬بيروت‪6102 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬

‫‪888‬‬
‫‪%0.1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1472‬‬ ‫‪1459‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪%0.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1475‬‬ ‫‪1467‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%0.9‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪1267‬‬ ‫‪1255‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1203‬‬ ‫‪1293‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪%0.0‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪0014‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4009‬‬
‫‪%0.3‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1186‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪%4.4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1196‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪%4.9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0400‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪%5.2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1232‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪%4.4‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪1214‬‬ ‫‪1187‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1247‬‬ ‫‪1188‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪%7.0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1275‬‬ ‫‪1190‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%5.0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0450‬‬ ‫‪0090‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪4007‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة تقارير أسعار الصرف في مزاد البنك المركزي واألسواق الموازية للسنوات‬
‫‪4002‬م ‪4007-‬م‪.‬‬

‫من خالل تحليل بيانات الجدول (‪ ،)61‬تتضح لنا سياسة البنك المركزي العراقي في محاولة تثبيت‬
‫أسعار الصرف للدينار العراقي‪ ،‬حيث اعتمد البنك المركزي سياسة تثبيت سعر العملة من خالل المزاد‬
‫العلني للدوالر‪ ،‬وبالفعل تمكن البنك المركزي العراقي من الحفاظ على أسعار صرف مستقرة نسبياً‪ ،‬حيث‬
‫تراوح سعر الصرف االسمي للدينار العراقي امام الدوالر األميركي بين (‪ 0022 /1$‬دينار ) و(‪/ $0‬‬
‫‪ )0222‬وذلك في مزاد البنك المركزي خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬إال أن االسعار في االسواق‬
‫الموازية سجلت ارتفاعاً قياساً باألسعار االسمية حيث تراوحت بين (‪ 0046 /1$‬دينار ) و(‪)0222 / $0‬‬
‫لنفس المدة‪ ،‬والسبب في ذلك يعود الى زيادة الطلب على الدوالر من قبل المصارف والتجار واالفراد على‬
‫الكميات التي يطرحها البنك المركزي في مزاده اليومي‪ ،‬وقد تراوحت نسب ارتفاع االسعار الموازية على‬
‫االسعار االسمية بين (‪ )%1.2‬و (‪ )%2.0‬خالل السنوات ‪6112‬م‪6102-‬م‪ ،‬اال ان هذه النسبة ارتفعت‬
‫بشكل ملحوظ خالل االعوام ‪6102‬م‪6102-‬م – ‪6102‬م‪ ،‬حيث بلغت (‪ )%2.1‬و (‪ )%2.0‬و(‪)%2.1‬‬
‫على التوالي‪ ،‬مما يشير إلى انخفاض كميات الدوالر التي يطرحها البنك المركزي في مزادة اليومي نتيجة‬
‫النخفاض ايرادات تصدير البترول بسبب انخفاض األسعار‪ ،‬اال ان اثر انخفاض أسعار البترول على‬

‫‪888‬‬
‫أسعار الصرف كان ضئيالً قياساً بحجم االنخفاض الذي تعرضت له أسعار البترول‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫يعود لسياسة البنك المركزي العراقي‪ ،‬والتي حافظت على استقرار أسعار الصرف من خالل ضخ كميات‬
‫مناسبة من الدوالرات الى األسواق‪ ،‬وبالتالي حالت دون ارتفاع أسعار الصرف بما يتناسب واثر انخفاض‬
‫كميات االحتياطي من الدوالر لدى البنك المركزي العراقي‪.‬‬
‫يترك انخفاض أسعار البترول الخام أثا اًر سلبية على كمية الدوالر التي يطرحها البنك المركزي في‬

‫مزاده اليومي‪ ،‬ومن خالل احدث البيانات التي أفصح عنها البنك المركزي العراقي‪ ،‬نالحظ انخفاض‬

‫الكمية المباعة من الدوالر األميركي ضمن هذا المزاد من (‪ )16,382‬مليار دوالر وبمعدل (‪)137,840‬‬

‫مليون دوالر يومياً خالل المدة من ‪6102 / 0 /2‬م لغاية ‪6102 / 2 / 2‬م (أربعة أشهر)‪ ،‬إلى‬

‫(‪ )10,540‬مليار دوالر وبمعدل (‪ )86,521‬مليون دوالر يومياً خالل المدة من ‪6102 / 0 /2‬م لغاية‬

‫‪6102 / 2 / 2‬م‪ ،‬بمعدل انخفاض بلغ نسبة (‪ )%37,23‬شهرياً (‪.)1‬‬

‫ثانياً‪ :‬أثر تقلبات أسعار البترول على االحتياطيات األجنبية‪.‬‬

‫لتوضيح االثار االقتصادية لتقلبات أسعار البترول على حجم االحتياطيات األجنبية سنقوم بعرض الجدول‬

‫(‪ )21‬في ادناه‪":‬‬

‫جدول (‪ )30‬أسعار البترول وحجم االحتياطيات األجنبية لدى البنك المركزي العراقي للمدة (‪– 4002‬‬
‫‪ )4007‬م (مليار دوالر)‪.‬‬
‫نسبة التغير‬ ‫قيمة التغير‬ ‫االحتياطيات االجنبية‬ ‫سعر البترول ‪$‬‬ ‫السنة‬
‫‪----‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪8.966‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%45,2‬‬ ‫‪4,056‬‬ ‫‪13.022‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪4005‬‬
‫‪%41,3‬‬ ‫‪5,382‬‬ ‫‪18.404‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%64,5‬‬ ‫‪11,874‬‬ ‫‪30.278‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪4007‬‬
‫‪%48,1‬‬ ‫‪14,587‬‬ ‫‪44.865‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪4001‬‬
‫‪-%2,8‬‬ ‫‪-1,272‬‬ ‫‪43.593‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4009‬‬

‫(‪ )1‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬نتائج مزاد العملة‪ ،‬موقع البنك المركزي العراقي على شبكة االنترنت‪ ،‬مكان الدخول الخرطوم‬
‫بتاريخ ‪،www.cbi.iq .6102 / 2 /2‬‬

‫‪888‬‬
‫‪%05.2‬‬ ‫‪6,834‬‬ ‫‪50.427‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪%40.3‬‬ ‫‪10,256‬‬ ‫‪60.683‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪4000‬‬
‫‪%15,8‬‬ ‫‪9,642‬‬ ‫‪70.325‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪4004‬‬
‫‪%9,7‬‬ ‫‪6,861‬‬ ‫‪77.186‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪4003‬‬
‫‪-%15,9‬‬ ‫‪-12,290‬‬ ‫‪64.896‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪-%19,5‬‬ ‫‪-12,708‬‬ ‫‪52.188‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪-%16,2‬‬ ‫‪-8,491‬‬ ‫‪43.697‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪%2,5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪46.218‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪4007‬‬
‫المصدر‪ :‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬وزارة التخطيط العراقية‪ ،‬النشرات االحصائية السنوية للمدة ‪-4002‬م‪4001‬م‪.‬‬

‫اسعار البترول وتطورات رصيد الموجودات االجنبية في العراق للمدة‬


‫( ‪ )2017- 2004‬م‬
‫‪107‬‬ ‫‪109‬‬
‫‪105‬‬

‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪77.186‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪70.325‬‬
‫‪64.896‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪60.683‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪50.427‬‬ ‫‪52.188‬‬
‫‪49‬‬
‫‪52‬‬
‫‪44.86543.593‬‬ ‫‪43.697‬‬ ‫‪46.218‬‬
‫‪40‬‬
‫‪36‬‬
‫‪30.278‬‬

‫‪18.404‬‬
‫‪8.966‬‬ ‫‪13.022‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬
‫االحتياطيات االجنبية ترليون دينار‬ ‫متوسط سعر برميل البترول‬

‫شكل ( ‪ (5‬اسعار البترول وتطورات رصيد الموجودات االجنبية في العراق للمدة ( ‪ )4007- 4002‬م‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مؤشرات االحتياطات االجنبية‪ ،‬متاح على موقع البنك المركزي العراقي على شبكة‬

‫االنترنت‪ ،‬مكان الدخول الخرطوم بتاريخ ‪. www.cbi.iq،6104 /2 /61‬‬

‫نالحظ من الجدول (‪ )21‬والشكل البياني (‪ )5‬ارتفاع اجمالي االحتياطيات األجنبية للعراق خالل‬

‫سنوات المدة ‪6112‬م – ‪6114‬م حيث ارتفعت من (‪ )4,122‬مليار دوالر الى (‪ )22,422‬مليار دوالر‪،‬‬

‫‪888‬‬
‫مدعومة باالرتفاعات التي شهدتها كميات وأسعار تصدير البترول الخام العراقي‪ ،‬األمر الذي زاد من‬

‫الموارد المالية األجنبية للدولة وبالتالي زاد من حجم االحتياطيات األجنبية لدى البنك المركزي العراقي‪.‬‬

‫اال ان انخفاض أسعار البترول خالل عام ‪6111‬م ترك اثا اًر واضحة على كمية االحتياطيات األجنبية‪،‬‬

‫اذ نالحظ انخفاضها من (‪ )22,422‬مليار دوالر عام ‪6114‬م الى (‪ )22,212‬مليار دوالر عام‬

‫‪6111‬م‪ ،‬وقد أدى التحسن الملحوظ في أسعار البترول منذ عام ‪6101‬م الى ارتفاع االحتياطات األجنبي‬

‫لتشهد مرحلة جديدة من النمو خالل سنوات المدة ‪6101‬م – ‪6102‬م حيث ارتفعت من (‪ )21,262‬الى‬

‫(‪ )77,186‬مليار دوالر‪ ،‬بنسبة ارتفاع خالل المدة بلغ متوسط )‪ ،(%15,3‬وهي نسبة كبيره نسبياً تحققت‬

‫بفضل ارتفاع أسعار البترول من (‪ )$22‬الى (‪ )$012‬للبرميل الواحد خالل سنوات المدة ‪6101‬م‪-‬‬

‫‪6102‬م‪ ،‬بنسبة ارتفاع بلغت ‪.%22.2‬‬

‫جاء عام ‪6102‬م لتشهد كميات االحتياطات األجنبية العراقية تدهو اًر شديداً تحت تأثير انخفاض‬

‫أسعار البترول‪ ،‬الذي بدأ في النصف الثاني من عام ‪6102‬م‪ ،‬حيث انخفضت أسعار البترول من (‪)$12‬‬

‫الى (‪ )$26‬دوالر للبرميل عام ‪6102‬م‪ ،‬ثم الى (‪ )$22‬دوالر للبرميل عام ‪6102‬م‪ ،‬االمر الذي أدى الى‬

‫انخفاض إجمالي احتياطيات العراق من النقد األجنبي من مبلغ (‪ )77,186‬مليار دوالر في نهاية عام‬

‫‪6102‬م الى مبلغ (‪ )46,218‬مليار دوالر في نهاية ‪6102‬م‪ ،‬حيث بلغت كمية االنخفاض حوالي (‪)04‬‬

‫مليار دوالر خالل فترة (‪ )2‬سنوات من تهاوي اسعار البترول منذ النصف الثاني من عام ‪.)1( 6102‬‬

‫مما تقدم نالحظ أن حجم االحتياطيات الجنبية في العراق تأثرت بانخفاض أسعار البترول‪ ،‬وهذا أمر‬

‫طبيعي إذا علمنا أن معظم اإليرادات العامة خالل مدة البحث هي إيرادات بترولية‪ ،‬في ظل انهيار الهيكل‬

‫اإلنتاجي لقطاعي الصناعة التحويلية والزراعة‪ ،‬بسبب الحروب والتحديات التي مر بها العراق خالل‬

‫(‪ )1‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مؤشرات االحتياطات االجنبية‪ ،‬متاح على موقع البنك المركزي العراقي على شبكة االنترنت‪،‬‬
‫‪ www.cbi.iq‬الدخول من العراق بتاريخ ‪.6104 / 2 /06‬‬

‫‪888‬‬
‫المراحل الماضية‪ ،‬باإلضافة الى المنافسة الشديدة التي تواجهها المنتجات الوطنية من المنتجات األجنبية‪،‬‬

‫بسبب غياب نظام كمركي يعمل على حماية اإلنتاج الوطني‪ ،‬بهدف زيادة الصادرات غير البترولية‪،‬‬

‫والعمل على التقليل من عمليات تدفق الدوالر األمريكي الى الخارج بسبب تنامي الواردات األجنبية‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫قياس وتحليل اآلثار االقتصادية لتقلبات أسعار البترول العالمية على االقتصاد العراقي‬
‫للمدة (‪ )1032 - 1004‬م‪.‬‬
‫خصصنا هذا المبحث لدراسة وتحليل مدى تأثير اسعار البترول على خمسة متغيرات تمثل االستجابة‬

‫‪ ،Y‬حيث ان معرفة تأثير اسعار البترول للمدة (‪ )6102 - 6112‬م على (الناتج المحلي االجمالي‪،‬‬

‫الموازنة العامة‪ ،‬البطالة‪ ،‬سعر الصرف‪ ،‬االحتياطات االجنبية) يتمتع بأهمية كبيرة في وضع‬

‫االستراتيجيات والسياسات االقتصادية المناسبة للسياسة البترولية في البلد‪ ،‬باإلضافة الى التخطيط‬

‫للقطاعات االقتصادية والمؤسسات المالية والنقدية‪ ،‬لذلك تم ترميز متغيرات قيد الدراسة والبحث على النحو‬

‫االتي‪:‬‬

‫‪RESPONSE Y1‬‬ ‫‪ -‬تمثل الناتج المحلي االجمالي‬


‫‪RESPONSE‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪ -‬تمثل الموازنة العامة للدولة‬
‫‪RESPONSE‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪ -‬تمثل النسب المئوية للبطالة‬
‫‪RESPONSE‬‬ ‫‪Y4‬‬ ‫‪ -‬تمثل سعر الصرف للعملة االجنبية‬
‫‪RESPONSE‬‬ ‫‪Y5‬‬ ‫‪ -‬تمثل االحتياطات األجنبية‬
‫‪PREDICTOR‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪ -‬تمثل اسعار البترول‬
‫ان تقدير اثر اسعار البترول خالل فترة الدراسة على االستجابات المحددة امر غاية في األهمية‪،‬‬
‫وذلك من اجل وضع الخطط ورسم االستراتيجيات والسياسات المناسبة مع الوضع الراهن‪ ،‬ولتحقيق هذا‬
‫الهدف تم االعتماد على انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء الموزعة ( ‪Autoregressive‬‬

‫‪881‬‬
‫‪ )Distributed Lag‬لألجل القصير‪ ،‬حيث طبقنا انموذج ‪ ARDL‬لكل متغير ‪ Yi‬من االستجابات‬
‫واحدا تلو االخر‪ ،‬ازاء تأثير متغير اسعار البترول ‪ ،X‬والملحق رمز (‪ )A‬يبين قيم المتغيرات المستخدمة‬
‫في الدراسة مع بعض المؤشرات االحصائية المهمة‪ ،‬والتي توصف طبيعة السالسل الزمنية‪ ،‬حيث تم‬
‫استخدام البرنامج االحصائي (‪ )EVIEWS.10‬في تحليل ومعالجة بيانات السالسل الزمنية‪.‬‬

‫اوالً‪ :‬متغيرات الدراسة‪ :‬تتكون متغيرات الدراسة من سلسة زمنية وهي كالتالي‪:‬‬
‫جدول (‪ )13‬متغيرات الدراسة‬
‫‪Y5‬‬ ‫‪Y4‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪X‬‬
‫السنة‬
‫أسعار البترول الناتج المحلي اإلجمالي الموازنة العامة البطالة سعر الصرف االحتياطي األجنبي‬
‫‪8.966‬‬ ‫‪0225‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫‪34.914‬‬ ‫‪30.974‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪13.022‬‬ ‫‪0259‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪20.504‬‬ ‫‪24.222‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪18.404‬‬ ‫‪0227‬‬ ‫‪07.5‬‬ ‫‪29.055‬‬ ‫‪50.577‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪30.278‬‬ ‫‪0455‬‬ ‫‪02.9‬‬ ‫‪52.599‬‬ ‫‪77.495‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪44.865‬‬ ‫‪0493‬‬ ‫‪05.3‬‬ ‫‪10.454‬‬ ‫‪007.274‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪43.593‬‬ ‫‪0070‬‬ ‫‪05.4‬‬ ‫‪55.409‬‬ ‫‪97.304‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪50.427‬‬ ‫‪0070‬‬ ‫‪05.4‬‬ ‫‪70.071‬‬ ‫‪040.335‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪60.683‬‬ ‫‪0070‬‬ ‫‪01.4‬‬ ‫‪99.991‬‬ ‫‪015.700‬‬ ‫‪007‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪70.325‬‬ ‫‪0022‬‬ ‫‪05.3‬‬ ‫‪009.107‬‬ ‫‪401.000‬‬ ‫‪009‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪77.186‬‬ ‫‪0022‬‬ ‫‪05.0‬‬ ‫‪009.047‬‬ ‫‪434.502‬‬ ‫‪005‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪64.896‬‬ ‫‪0017‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪005.312‬‬ ‫‪443.299‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪52.188‬‬ ‫‪0011‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪14.103‬‬ ‫‪079.227‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪43.697‬‬ ‫‪0090‬‬ ‫‪05.0‬‬ ‫‪10.195‬‬ ‫‪022.472‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪46.218‬‬ ‫‪0090‬‬ ‫‪02.1‬‬ ‫‪007.190‬‬ ‫‪017.324‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪2017‬‬
‫من اعداد الباحث‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫جدول (‪ )11‬المؤشرات االحصائية (الوصفية) لبيانات السالسل الزمنية‬

‫‪Y5‬‬ ‫‪Y4‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪STAT.‬‬


‫‪44.62486‬‬ ‫‪1251.143‬‬ ‫‪16.67143‬‬ ‫‪78.47879‬‬ ‫‪137.3446‬‬ ‫‪71.85714‬‬ ‫‪Mean‬‬
‫‪45.5415‬‬ ‫‪1189‬‬ ‫‪15.25‬‬ ‫‪80.5735‬‬ ‫‪143.8045‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪Median‬‬
‫‪77.186‬‬ ‫‪1467‬‬ ‫‪26.8‬‬ ‫‪119.817‬‬ ‫‪232.504‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪Maximum‬‬
‫‪8.966‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫‪14.8‬‬ ‫‪32.982‬‬ ‫‪31.972‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪Minimum‬‬
‫‪20.84477‬‬ ‫‪117.3344‬‬ ‫‪3.156782‬‬ ‫‪29.08816‬‬ ‫‪70.28563‬‬ ‫‪25.94627‬‬ ‫‪Std. Dev.‬‬
‫‪-0.29339‬‬ ‫‪1.116159‬‬ ‫‪2.563899‬‬ ‫‪-0.02731‬‬ ‫‪-0.13714‬‬ ‫‪0.205127‬‬ ‫‪Skewness‬‬
‫‪2.162999‬‬ ‫‪2.512638‬‬ ‫‪8.83391‬‬ ‫‪1.721196‬‬ ‫‪1.592741‬‬ ‫‪1.568956‬‬ ‫‪Kurtosis‬‬
‫‪0.609516‬‬ ‫‪3.045444‬‬ ‫‪35.19181‬‬ ‫‪0.955689‬‬ ‫‪1.199103‬‬ ‫‪1.29278‬‬ ‫‪Jarque-Bera‬‬
‫‪0.737302‬‬ ‫‪0.218117‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.620119‬‬ ‫‪0.549058‬‬ ‫‪0.523934‬‬ ‫‪Probability‬‬
‫‪624.748‬‬ ‫‪17516‬‬ ‫‪233.4‬‬ ‫‪1098.703‬‬ ‫‪1922.825‬‬ ‫‪1006‬‬ ‫‪Sum‬‬
‫‪5648.556‬‬ ‫‪178975.7‬‬ ‫‪129.5486‬‬ ‫‪10999.57‬‬ ‫‪64220.9‬‬ ‫‪8751.714‬‬ ‫‪Sum Sq. Dev.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪Observations‬‬

‫‪888‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫ثانياً‪ :‬تمثيل السلسة الزمنية ‪TIME SERISE:‬‬


‫يعطي تمثيل السلسة الزمنية ازاء السنوات (الزمن ‪ )t‬مدلوالت احصائية يمكن االستعانة بها في‬
‫القررات‪ ،‬ورسم السياسات التي تهدف لها الدراسة‪ ،‬لذلك سيتم رسم السلسلة الزمنية لكل مؤشر‬
‫اتخاذ ا‬
‫(الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬الموازنة العامة‪ ،‬النسب المئوية للبطالة‪ ،‬سعر الصرف للعملة‪ ،‬االحتياطات‬
‫األجنبية لدى البنك المركزي‪ ،‬اسعار البترول)‪ ،‬وكما مبين في ادناه‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج ( ‪. )EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )2‬الناتج المحلي اإلجمالي في العراق للمدة ( ‪ )6102-6102‬م‬

‫‪889‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )2‬الموازنة العامة في العراق للمدة (‪ )6112-6102‬م‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪. )EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )4‬معدل البطالة في العراق للمدة (‪6112‬م ‪ )6102 -‬م‬

‫‪888‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )1‬سعر الصرف في العراق للمدة (‪ )6102 - 6112‬م‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )01‬االحتياطي االجنبي في العراق للمدة (‪ )6112-6102‬م‬

‫‪888‬‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج ( ‪. )EVIEWS.10‬‬

‫شكل (‪ )00‬أسعار الصرف في العراق للمدة (‪ )6112-6102‬م‬


‫نالحظ من رسم السلسة الزمنية للمتغير المعتمد ‪ Y1‬أنها تمتلك اتجاه عام متزايد وهذا ما يفسر‬

‫حقيقة تزايد قيمة الناتج المحلي االجمالي من البترول الخام مقارنة بزيادة التكاليف التشغيلية‪ ،‬ثم بدأت‬

‫االرهابي‬ ‫باالنخفاض خالل السنوات ( ‪ )6102 ،6102 ،6102‬م‪ ،‬بسبب تكاليف الحرب على داع‬

‫بهدف تحرير المناطق المحتلة‪ ،‬وهذا ما نالحظه بشكل واضح في رسم السلسلة الزمنية للمتغير ‪Y2‬‬

‫حيث بدأت باالرتفاع بدأ من العام ‪6112‬م ولغاية عام ‪6102‬م‪ ،‬ثم اخذت باالنخفاض التدريجي منذ عام‬

‫االرهابي على الكثير من المنشأة البترولية‪ ،‬االمر‬ ‫‪6102‬م ولغاية عام ‪6102‬م‪ ،‬بسبب سيطرة داع‬

‫الذي أثر على الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وترك اثا اًر سلبية على االحتياطات االجنبية ‪ ،Y5‬حيث نالحظ‬

‫من رسم السلسلة الزمنية ان االحتياطات االجنبية بدأت بالتزايد منذ العام ‪6112‬م‪ ،‬ولغاية المدة (‪-6102‬‬

‫‪)6102‬م‪ ،‬من ثم بدأت بالتناقص بشكل طفيف لألعوام (‪)6102،6102،6102‬م على التوالي‪ ،‬ان‬

‫انخفاض سعر الصرف للعملة االجنبية بشكل ملحوظ لألعوام ( ‪)6102 -6111‬م يفسر وتيرة االرتفاع‬

‫الحاصل في رسم السلسلة الزمنية لبيانات الموازنة العامة ‪ Y2‬خالل نفس المدة‪.‬‬

‫‪Lag Selection‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬اختيار فترات اإلبطاء‬

‫‪888‬‬
‫يطبق انحدار ذاتي لكل متغير من متغيرات الدراسة ولفترات ابطاء واحدة تلو األخرى‪ ،‬لحين‬
‫الحصول على افضل فترة ابطاء باالعتماد على المقياس )‪Schwarz.information.crtertion.(SC‬‬
‫باستخدام برنامج ‪ ،EVIEWS.10‬وكما موضح في ادناه لكل انموذج وبشكل منفرد ‪:‬‬
‫‪.3‬فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪.Y1‬‬

‫من مالحظة نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على‬


‫متغير االستجابة ‪ Y1‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =1‬‬

‫‪ .1‬فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪.Y2‬‬

‫من مالحظة نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على متغير‬
‫االستجابة ‪ Y2‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =1‬‬
‫‪ .1‬فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪.Y3‬‬

‫‪888‬‬
‫من مالحظة نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على‬
‫متغير االستجابة ‪ Y3‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =0‬‬
‫‪ .4‬فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪.Y4‬‬

‫من مالحظة نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على متغير‬

‫االستجابة ‪ Y4‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =2‬‬

‫‪ .1‬فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪.Y5‬‬

‫من مالحظة نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على متغير‬
‫االستجابة ‪ Y5‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =2‬‬

‫‪888‬‬
‫فترات االبطاء (‪ )LAGS‬للمتغير المعتمد ‪X‬‬ ‫‪.2‬‬

‫نالحظ من نتائج تطبيق ‪ VAR LAG ORDER SELECATION CRITERIA‬على المتغير‬

‫المفسر ‪ ،X‬وباالعتماد على المعيار ‪ SC‬نستطيع تحديد قيمة االبطاء ‪.LAG =1‬‬

‫بالتالي يمكن التوصل الى فترات االبطاء ‪ LAGS‬لكل متغير ضمن الدراسة والبحث وحسب الجدول‬

‫(‪:)22‬‬

‫جدول (‪ )11‬فترة ابطاء متغيرات الدراسة‬


‫المعيار ‪SC‬‬ ‫فترات االبطاء ‪LAGS‬‬ ‫المتغير ‪VAR‬‬ ‫ت‬
‫‪9.615041‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪8.888907‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3.036330‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9.419442‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Y4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪7.040005‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Y5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪9.265490‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪6‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫‪.Unit Root Test‬‬ ‫رابعاً‪ :‬اختبار جذر الوحدة‬

‫‪888‬‬
‫لتحديد امكانية تطبيق منهجية ‪ ،ARDL‬ينبغي اوال التأكد من الفرض القائل‪ ،‬يمكن تطبيق منهجية‬

‫انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء الموزعة في حالة كون متغيرات موضوع الدراسة والبحث لديها‬

‫جذر وحدة (‪ (Unit Root‬اما من الرتبة (‪ )0‬او (‪ )1‬فقط ال غير‪.‬‬

‫عليه تم استخدام اختبار ديكي فوللر الموسع (‪ ،)ADF‬حسب فترات اإلبطاء المناسبة التي تم‬

‫اختيارها في الفقرة السابقة والنتائج موضحة كما في ادناه‪:‬‬

‫‪.3‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المعتمد ‪Y1‬‬

‫‪888‬‬
‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬
‫نجد السلسلة الزمنية ‪ Y1‬معنوية عند‬ ‫المعتمد ‪ Y1‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=2‬وللفرق ] )‪،[D(1‬‬
‫مستوى ‪،%10‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬
‫‪.1‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المعتمد ‪Y2‬‬

‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬
‫المعتمد ‪ Y2‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=1‬وللفرق ] )‪ [D(1‬نجد السلسلة الزمنية ‪ Y2‬معنوية عند مستوى‬
‫‪ ، %5‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬
‫‪.1‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المعتمد ‪Y3‬‬

‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬
‫المعتمد ‪ Y3‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=0‬وللفرق ] )‪ [D(0‬نجد السلسلة الزمنية ‪ Y3‬معنوية عند مستوى‬
‫‪ ،%10‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬
‫‪.4‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المعتمد ‪Y4‬‬

‫‪881‬‬
‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬

‫المعتمد ‪ Y4‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=2‬وللفرق ] )‪ [D(0‬نجد السلسلة الزمنية ‪ Y4‬معنوية عند مستوى‬

‫‪،%10‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬

‫‪.1‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المعتمد ‪Y5‬‬

‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬

‫المعتمد ‪ Y5‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=2‬وللفرق ] )‪ [D(1‬نجد السلسلة الزمنية ‪ Y5‬معنوية عند مستوى‬

‫‪،%10‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬

‫‪.2‬نتائج اختبار ‪ Augmented Dicky-fuller‬للمتغير المفسر ‪X‬‬

‫‪888‬‬
‫من خالل نتائج اختبار ‪ )ADF( Augmented Dicky-fuller‬لبيانات السالسل الزمنية للمتغير‬

‫المعتمد ‪ X‬ولفترات ابطاء (‪ )LAGS=1‬وللفرق ] )‪ [D(1‬نجد السلسلة الزمنية ‪ X‬معنوية عند مستوى‬

‫‪، %1‬عليه يمكن القول بإمكانية تطبيق انموذج ‪. ARDL‬‬

‫بصورة عامة نجد أن اختبار ‪ Augmented.Dicky-fuller‬للعوامل المؤثرة (اسعار البترول) على‬

‫متغيرات االستجابة (‪ ،Y5،Y4،Y3،Y2،(Y1‬ظهرت جميع السالسل الزمنية موضوع البحث والدراسة هي‬

‫معنوية عند مستوى داللة ‪ ،%10،‬مما يحقق شرط استخدام انموذج التكامل المشترك وفق منهجية‬

‫‪ ARDL‬عند امتالك السلسلة الزمنية جذر الوحدة ])‪. [D(0) OR D(1‬‬

‫خامساً‪ :‬تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء الموزعة )‪: )ARDL‬‬
‫يعد اسلوب ‪ ARDL‬الذي يعتمد على انموذج ‪ UECM‬المقترح من قبل )‪(PESARAN.2001‬‬
‫االفضل للكشف عن وجود التكامل المشترك بين متغيرات االنموذج‪ ،‬حيث يتم اختبار التكامل المشترك‬
‫بتقدير انموذج ‪:UECM‬‬

‫بالتالي يتم اختبار وجود التكامل المشترك بين متغيرات انموذج الدراسة‪ ،‬باختبار الفرضية القائلة‪:‬‬

‫عدم وجود تكامل مشترك‬

‫‪889‬‬
‫وجود تكامل مشترك‬

‫بعد تقدير انموذج التكامل المشترك وفق منهجية ‪ ،ARDL‬يتم الحديث عن االختبارات االحصائية‬

‫والتي توضح ان االنموذج‬ ‫التي تشير الى الجودة النسبية للنموذج المقدر‪ ،‬من خالل معامل التحديد‬

‫يفسر نسبة محددة من التباين الكلي في قيم متغير االستجابة ‪ ،Yi‬والمتغيرات التابعة (‬

‫‪ ،) Y5،Y4،Y3،Y2،Y1‬والمتغير المفسر (‪ )X‬ليست زائفة حيث فيما لو كانت قيمة اختبار ‪ F‬معنوية‬

‫) ذلك بالنسبة لكل انموذج مقدر بشكل منفرد‪.‬‬ ‫عند مستوى داللة (‬

‫‪.3‬نتائج تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء ‪ ARDL‬لألنموذج األول (انحدار ‪ X‬على ‪)Y1‬‬
‫‪.‬‬

‫‪)Y1 ‬‬

‫‪ -‬يتضح من نتائج انموذج ‪ ARDL‬لمعامالت األجل القصير أن (‪ (X‬تمارس تأثي ار معنوية على قيمة‬
‫الناتج المحلي االجمالي ‪ Y1‬لدولة العراق خالل الفترة (‪)6112-6102‬م‪ ،‬هذا يعني‪:‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ -‬اظهرت النتائج أن اسعار البترول يؤثر معنويا على قيمة الناتج المحلي االجمالي عند مستوى داللة‬
‫‪ ،0.01‬هذا يعني أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة يؤدي الى ارتفاع قيمة الناتج‬
‫المحلي االجمالي بمقدار (‪ )116%‬لدى مستوى ثقة ‪ 99%‬ازاء ‪.P-VALUE=0.0003‬‬
‫‪ -‬نالحظ من قيمة ‪ P–VALUE=0.7729‬الخاصة بالمتغير المفسر ‪ X‬عند فترة االبطاء ‪LAG=1‬‬
‫غير معنوية عند مستوى داللة (‪.)0.01.0.10،0.05‬‬
‫‪ -‬من نتائج تطبيق انموذج االنحدار ذات فترات االبطاء الموزعة ‪ ARDL‬نجد أن قيمة معامل التحديد‬
‫المعدل ‪ R-SQUARED‬قد بلغت ‪ ، 0.985‬هذا يعني أن االنموذج يفسر حوالي ‪ %14‬من قيمة‬
‫التباين الكلي بوجود المتغير المفسر ‪.X‬‬
‫‪ -‬نالحظ ان قيمة داربن واتسون ‪ D.W‬تقع بين (‪ )4،0‬هذا يشير عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪.1‬نتائج تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء ‪ ARDL‬لألنموذج الثاني ( انحدار ‪ X‬على‬
‫‪) Y2‬‬

‫‪888‬‬
‫يتضح من نتائج انموذج ‪ ARDL‬لمعامالت األجل القصير أن (‪ (X‬تمارس تأثي ار معنوية على‬

‫قيمة الموازنة العامة ‪ Y3‬لدولة العراق خالل الفترة (‪ ،)6102-6112‬هذا يعني‪:‬‬

‫‪ -‬اظهرت النتائج أن اسعار البترول تؤثر معنوياً على قيمة الموازنة العامة عند مستوى داللة ‪،0.01‬‬

‫هذا يعني أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة يؤدي الى ارتفاع قيمة الموازنة العامة‬

‫بمقدار ‪ %78‬لدى مستوى ثقة ‪ 99%‬ازاء ‪.P-VALUE=0.0001‬‬

‫‪ -‬نالحظ من قيمة ‪ P–VALUE=0.1480‬الخاصة بالمتغير المفسر ‪ X‬عند فترة االبطاء ‪LAG=1‬‬

‫غير معنوية عند مستوى داللة (‪.)0.01.0.10،0.05‬‬

‫‪ -‬من نتائج تطبيق انموذج االنحدار ذات فترات االبطاء الموزعة ‪ ARDL‬نجد أن قيمة معامل التحديد‬

‫المعدل ‪ R-SQUARED‬قد بلغت ‪ ، 0.931‬هذا يعني أن االنموذج يفسر حوالي ‪ %12‬من قيمة‬

‫التباين الكلي بوجود المتغير المفسر ‪.X‬‬

‫‪ -‬نالحظ ان قيمة داربن واتسون ‪ D.W‬تقع بين (‪ )4،0‬هذا يشير عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي‬

‫حيث بلغت قيمتها )‪.(2.23‬‬

‫‪.1‬نتائج تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء ‪ ARDL‬لألنموذج الثالث (انحدار ‪ X‬على ‪Y3‬‬

‫)‬

‫‪888‬‬
‫‪ -‬يتضح من نتائج انموذج ‪ ARDL‬لمعامالت األجل القصير أن (‪ (X‬تمارس تأثي ار معنوية على قيمة‬

‫النسب المئوية للبطالة ‪ Y3‬لدولة العراق خالل الفترة (‪ ،)6112-6102‬هذا يعني‪:‬‬

‫‪ -‬اظهرت النتائج أن اسعار البترول تؤثر معنويا على النسب المئوية للبطالة عند مستوى داللة ‪0.05‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -‬هذا يعني أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة يؤدي الى انخفاض النسب المئوية‬

‫للبطالة بمقدار ‪ %1‬لدى مستوى ثقة ‪ 95%‬ازاء ‪ ،P-VALUE=0.0293‬وهذا ما يتفق مع الوضع‬

‫الراهن للتغيرات وارتفاع اسعار البترول‪.‬‬

‫‪ -‬نالحظ من قيمة ‪ P–VALUE=0.0172‬الخاصة بالمتغير المفسر ‪ X‬عند فترة االبطاء ‪LAG=1‬‬

‫معنوية عند مستوى داللة (‪ ،).0.10،0.05‬مما يؤدي الى انخفاض نسبة البطالة بمقدار ‪ 2%‬ازاء كل‬

‫زيادة وحدة واحدة في قيمة المتغير المفسر‪ ،‬وهذا ما يتفق مع الوضع الراهن في البلد والعالقة العكسية بين‬

‫ارتفاع اسعار البترول وانخفاض البطالة‪.‬‬

‫‪ -‬من نتائج تطبيق انموذج االنحدار ذات فترات االبطاء الموزعة ‪ ARDL‬نجد أن قيمة معامل التحديد‬

‫‪ R-SQUARED‬قد بلغت ‪ ، 0.5455‬هذا يعني أن االنموذج يفسر حوالي ‪ %55‬من قيمة التباين‬

‫الكلي بوجود المتغير المفسر ‪ ، X‬و ‪ %22‬على متغيرات أخرى خارج النموذج‪.‬‬

‫‪ -‬نالحظ ان قيمة داربن واتسون ‪ D.W‬تقع بين (‪ )4،0‬هذا يشير عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي‬

‫حيث بلغت قيمتها )‪.(2.22‬‬

‫‪888‬‬
‫‪.4‬نتائج تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء ‪ ARDL‬لألنموذج الرابع (انحدار ‪ X‬على ‪Y4‬‬

‫)‬

‫يتضح من نتائج انموذج ‪ ARDL‬لمعامالت األجل القصير أن (‪ (X‬تمارس تأثي ار معنوية على‬

‫قيمة سعر الصرف للعملة االجنبية ‪ Y4‬في العراق خالل الفترة (‪)6102-6112‬م ‪ ،‬هذا يعني ‪:‬‬

‫‪ -‬اظهرت النتائج أن اسعار البترول تؤثر معنويا على قيمة سعر الصرف عند مستوى داللة ‪، 0.05‬‬

‫هذا يعني أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة يؤدي الى ارتفاع قيمة سعر الصرف‬

‫بمقدار ‪ %27‬لدى مستوى ثقة ‪ 95%‬ازاء ‪ ،P-VALUE=0.0139‬وهذا ما يتفق مع الوضع الراهن‬

‫للتغيرات على سعر الصرف‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ -‬نالحظ من قيمة ‪ P–VALUE=0.6168‬الخاصة بالمتغير المفسر ‪ X‬عند فترة االبطاء ‪LAG=1‬‬

‫غير معنوية عند مستوى داللة (‪.)0.01.0.10،0.05‬‬

‫‪ -‬من نتائج تطبيق انموذج االنحدار ذات فترات االبطاء الموزعة ‪ ARDL‬نجد أن قيمة معامل التحديد‬

‫المعدل ‪ R-SQUARED‬قد بلغت ‪ ، 0.7542‬هذا يعني أن االنموذج يفسر حوالي ‪ %75‬من قيمة‬

‫التباين الكلي بوجود المتغير المفسر ‪.X‬‬

‫‪ -‬نالحظ ان قيمة داربن واتسون ‪ D.W‬تقع بين (‪ )4،0‬هذا يشير عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي‬

‫حيث بلغت قيمتها )‪.(2.27‬‬

‫‪.2‬نتائج تطبيق انموذج االنحدار الذاتي لفترات االبطاء ‪ ARDL‬لألنموذج الخامس (انحدار ‪X‬على‬

‫‪)Y5‬‬

‫يتضح من نتائج انموذج ‪ ARDL‬لمعامالت األجل القصير أن (‪ (X‬تمارس تأثي ار معنوية على قيمة‬

‫االحتياطي االجنبي ‪ Y5‬لدولة العراق خالل المدة (‪ ،)6112-6102‬هذا يعني‪:‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ -‬اظهرت النتائج أن اسعار البترول تؤثر معنويا على قيمة االحتياطي االجنبي عند مستوى داللة‬

‫‪ ، 0.05‬هذا يعني أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة قد يؤدي الى ارتفاع قيمة‬

‫االحتياطي االجنبي بمقدار ‪ %33‬لدى مستوى ثقة ‪ 95%‬ازاء ‪.P-VALUE=0.0163‬‬

‫‪ -‬نالحظ من قيمة ‪ P–VALUE=0.7037‬الخاصة بالمتغير المفسر ‪ X‬عند فترة االبطاء ‪LAG=1‬‬

‫غير معنوية عند مستوى داللة (‪.)0.01.0.10،0.05‬‬

‫‪ -‬من نتائج تطبيق انموذج االنحدار ذات فترات االبطاء الموزعة ‪ ARDL‬نجد أن قيمة معامل التحديد‬

‫المعدل ‪ R-SQUARED‬قد بلغت ‪ ، 0.9423‬هذا يعني أن االنموذج يفسر حوالي ‪ %12‬من قيمة‬

‫التباين الكلي بوجود المتغير المفسر ‪.X‬‬

‫‪ -‬نالحظ ان قيمة داربن واتسون ‪ D.W‬تقع بين (‪ )4،0‬هذا يشير عدم وجود مشكلة االرتباط الذاتي‬

‫حيث بلغت قيمتها )‪.(2.14‬‬

‫سادساً‪ :‬االختبارات التشخيصية لألنموذج القياسي ‪: Diagnostic Tests‬‬

‫يتوجب فحص االنموذج المقدر والتأكد من سالمته من المشاكل القياسية التي ممكن ان تواجه‬

‫حيث استخدمت عدة اختبارات منها‪ ،‬اختبار فحص البواقي لألنموذج المقدر من مالحظة الجدول في ادناه‬

‫(جدول رقم ‪ )0‬نجد ان االنموذج المقدر قد تجاوز كافة احصائيات فحص البواقي بالتالي يمكن القول أن‬

‫شرط التوزيع الطبيعي لألخطاء قد تحقق من خالل قيمة االختبار ‪ ،Bera.Jargue‬وايضا أن االنموذج‬

‫خالي من مشكلة االرتباط المتسلسل من خالل قيمة ‪ LM‬وعدم وجود مشكلة عدم تجانس التباين من خالل‬

‫قيمة احصاء االختبار ‪.ARCH‬‬

‫جدول (‪ )14‬فحص بواقي االنموذج المقدر ‪ARDL‬‬


‫‪ARCH‬‬ ‫‪LM‬‬ ‫‪Normality‬‬
‫‪Test‬‬ ‫‪Test‬‬ ‫)‪(Jargue Bear‬‬ ‫‪MODEL‬‬
‫‪p-Value‬‬ ‫‪E.Value‬‬ ‫‪p-Value‬‬ ‫‪E.Value‬‬ ‫‪p-Value E.Value‬‬
‫‪0.657‬‬ ‫‪0.534‬‬ ‫‪0.454‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪0.012‬‬ ‫‪4.11‬‬ ‫‪Y1،X‬‬

‫‪888‬‬
‫‪0.564‬‬ ‫‪0.423‬‬ ‫‪0.398‬‬ ‫‪0.493‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫‪Y2،X‬‬
‫‪0.690‬‬ ‫‪0.548‬‬ ‫‪0.502‬‬ ‫‪0.613‬‬ ‫‪0.032‬‬ ‫‪5.01‬‬ ‫‪Y3،X‬‬
‫‪0.801‬‬ ‫‪0.320‬‬ ‫‪0.476‬‬ ‫‪0.694‬‬ ‫‪0.021‬‬ ‫‪5.04‬‬ ‫‪Y4،X‬‬
‫‪0.543‬‬ ‫‪0.453‬‬ ‫‪0.432‬‬ ‫‪0.765‬‬ ‫‪0.080‬‬ ‫‪4.02‬‬ ‫‪Y5،X‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث باالعتماد على برنامج (‪.)EVIEWS.10‬‬

‫بعد عرض نتائج تحليل اإلحصاء القياسي لمؤشرات الدراسة‪ ،‬وهي العالقة االحصائية بين‬

‫أسعار البترول كمتغير مستقل‪ ،‬والمؤشرات الرئيسية لالقتصاد الكلي في العراق ( الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬

‫الموازنة العامة للدولة‪ ،‬معدل البطالة الكلي‪ ،‬أسعار الصرف واالحتياطات األجنبية لدى البنك المركزي‬

‫العراقي) كمتغيرات تابعة‪ ،‬أظهرت النتائج وجود عالقات تأثير معنوي بين المتغير الرئيسي للدراسة‬

‫والمتغيرات التابعة‪ ،‬وقد جاءت قيم هذه العالقات المذكورة بقيم موجبة في مجموعها‪ ،‬االمر الذي يشير الى‬

‫حساسية العالقة بين أسعار البترول والمؤش ارت الرئيسية لالقتصاد الكلي العراقي‪ ،‬وبمعنى أخر فان‬

‫حصول تغيرات سريعة ومفاجئة في أسعار البترول‪ ،‬سوف يترتب عليها حدوث تغيرات سريعة ايضاً على‬

‫المؤشرات الرئيسية لالقتصاد العراقي‪ ،‬والتي تم ذكرها‪ ،‬وهذا ما حدث بالفعل خالل مدة والدراسة وتحديداً‬

‫خالل السنوات (‪6102‬م – ‪6102‬م – ‪6102‬م) على التوالي‪ ،‬حيث أدى انخفاض أسعار البترول الى‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وتقليص حجم تخصيصات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬ناهيك عن ظهور‬ ‫انكما‬

‫العجز في بنودها‪ ،‬كما أدى الى انخفاض كميات االحتياطات األجنبية لدى البنك المركزي العراقي‪،‬‬

‫وارتفاع أسعار ال صرف في األسواق الموازية بسبب شحة الكميات التي يطرحها البنك المركزي من الدوالر‬

‫األمريكي‪ ،‬وأخي اًر الحظنا ضآلة تأثر معدالت البطالة بانخفاض أسعار البترول‪ ،‬ووفقاً لذلك يتوجب على‬

‫واضعي السياسات االقتصادية في العراق اإلسراع برسم وتنفيذ خطط استراتيجية‪ ،‬تهدف الى انعا‬

‫االقتصاد العراقي لمواجهة من المخاطر المتعلقة بشدة االعتماد على إيرادات تصدير البترول الخام‪،‬‬

‫السيما في مجاالت تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬والحصول على اإليرادات العامة‪ ،‬وخلق فرص العمل‬

‫وغيرها من المؤشرات التي ركزنا عليها في النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪881‬‬
888
‫الخاتمة‬

‫أوالً‪ :‬النتائج‪.‬‬

‫توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .0‬أظهرت الدراسة زيادة الكميات المعروضة من البترول على الكميات المطلوبة في األسواق العالمية‪،‬‬

‫مما أدى إلى خفض األسعار منذ عام ‪6102‬م‪ ،‬ويمكن تلخيص مصادر زيادة العرض البترولي من‬

‫خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬زيادة إنتاج البترول الصخري في الواليات المتحدة‪ ،‬حيث ارتفع سقف اإلنتاج البترولي‬

‫األمريكي من (‪ )2،222‬مليون برميل ‪ /‬يوم عام ‪6101‬م‪ ،‬إلى (‪ )1،220‬مليون برميل‪ /‬يوم‬

‫عام ‪6102‬م‪ ،‬مما رفع كمية اإلنتاج االمريكي بحوالي (‪ )2،122‬مليون برميل‪ /‬يوم عام‬

‫‪6102‬م‪ ،‬عما كانت علية عام ‪6101‬م‪ ،‬خالل مدة ‪ 2‬سنوات فقط‪،‬‬

‫ب‪ .‬عجز منظمة أوبك عن تخفيض كميات إنتاج الدول األعضاء أمام انهيار األسعار‪ ،‬حيث‬

‫رفضت السعودية تخفيض صادراتها التي بلغت (‪ )2,022‬مليون برميل ‪ /‬يوم عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫ت‪ .‬زيادة صادرات العراق بقرابة (‪ )211‬ألف برميل ‪ /‬يوم في عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬أظهرت الدراسة تعرض اسعار البترول على المستوى الدولي لسلسلة من االنخفاضات منذ النصف‬

‫الثاني من عام ‪6102‬م‪ ،‬عندما انخفض المتوسط السنوي لسلة اوبك من (‪ )011‬دوالر للبرميل عام‬

‫‪6102‬م‪ ،‬إلى (‪ )12‬دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬ثم إلى (‪ )21‬دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬و(‪ )21‬دوالر عام‬

‫‪6102‬م‪ ،‬نتيجة لتأثر اسواق البترول بمجموعة من العوامل االقتصادية والسياسية على المستوى‬

‫الدولي‪.‬‬

‫‪889‬‬
‫‪ .2‬اظهرت الدراسة تأثر الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة بانخفاض أسعار البترول الخام منذ عام‬

‫عام ‪6102‬م بنسبه بلغت (‪ ،)%1,22-‬تضاعفت هذه‬ ‫‪6102‬م‪ ،‬مما ادى الى تعرضه لالنكما‬

‫النسبة عام ‪6102‬م لتصل الى (‪ )%2,5-‬ثم ارتفعت مرة اخرى الى (‪ )%7,4-‬عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة مساهمة البترول الخام في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث تراوحت‬

‫بين (‪ )%48,4‬و (‪ )%59,9‬خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬ثم انخفضت الى (‪ )26,0%‬عام‬

‫‪6102‬م‪ ،‬تحت تأثير انخفاض أسعار البترول وانخفاض االيرادات البترولية‪ ،‬إضافة الى تضاءل‬

‫نسب مساهمات قطاعي الزراعة والصناعة التحويلية‪ ،‬حيث تراوحت نسبهما بين (‪ )%2‬و (‪)%0.2‬‬

‫على التوالي‪ ،‬خالل سنوات المدة ‪6112‬م‪6102-‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬أظهرت الدراسة تأثر تخصيصات الموازنة العامة للدولة بتبعات انخفاض اسعار البترول‪ ،‬خالل‬

‫تخصيصات الموازنة العامة بنسب بلغت‬ ‫السنوات ‪6102‬م‪6102 -‬م‪ ،‬األمر الذي أدى الى انكما‬

‫(‪ )%20.2-‬و (‪ )%02.2-‬للسنوات المذكورة على التوالي‪ ،‬اما عام ‪6102‬م فقد حققت تخصيصات‬

‫الموازنة العامة نسبة نمو بلغت (‪ ،)%26.2‬وذلك وبفضل االرتفاع النسبي ألسعار البترول‪ ،‬حيث‬

‫ارتفعت من معدل (‪ )$21‬للبرميل خالل عام ‪6102‬م‪ ،‬الى معدل (‪ )$26‬للبرميل‪.‬‬

‫‪ .2‬أظهرت الدراسة انخفاض حجم االحتياطات األجنبية لدى البنك المركزي العراقي‪ ،‬نتيجة النخفاض‬

‫أسعار البترول‪ ،‬حيث انخفض إجمالي احتياطيات العراق من النقد األجنبي من مبلغ (‪)22,042‬‬

‫مليار دوالر في نهاية عام ‪6102‬م‪ ،‬الى (‪ )22,604‬مليار دوالر في نهاية ‪6102‬م‪ ،‬وقد بلغت كمية‬

‫االنخفاض حوالي (‪ )04‬مليار دوالر‪ ،‬خالل فترة (‪ )2‬سنوات من تهاوي اسعار البترول منذ النصف‬

‫الثاني من عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬أظهرت الدراسة انخفاض كميات الدوالر التي يطرحها البنك المركزي العراقي في مزاد العملة األجنبية‪،‬‬

‫نتيجة النخفاض أسعار البترول‪ ،‬ومن خالل احدث البيانات التي أفصح عنها البنك المركزي العراقي‪،‬‬

‫‪888‬‬
‫نالحظ انخفاض الكمية المباعة من الدوالر األميركي ضمن هذا المزاد من (‪ )02,246‬مليار دوالر‪،‬‬

‫وبمعدل (‪ )022,421‬مليون دوالر يومياً خالل المدة من ‪6102 / 0 /2‬م لغاية ‪6102 / 2 / 2‬م‬

‫(أربعة أشهر)‪ ،‬إلى (‪ )01,221‬مليار دوالر‪ ،‬وبمعدل (‪ )42,260‬مليون دوالر يومياً خالل المدة من‬

‫‪6102 / 0 /2‬م‪ ،‬لغاية ‪6102 / 2 / 2‬م (أربعة اشهر)‪ ،‬بمعدل انخفاض بلغت نسبته (‪)%22,62‬‬

‫شهرياً‪ ،‬االمر الذي أدى الى ارتفاع أسعار الصرف في األسواق الموازية‪.‬‬

‫‪ .4‬أظهرت الدراسة ارتفاع اسعار صرف الدوالر األميركي امام الدينار العراقي في األسواق الموازية‪،‬‬

‫قياساً باألسعار االسمية في مزاد البنك المركزي العراقي‪ ،‬وقد بلغت نسب ارتفاع االسعار الموازية على‬

‫االسعار االسمية خالل االعوام ‪6102‬م‪6102-‬م – ‪6102‬م نسب (‪ )%4,9‬و (‪ )%7,1‬و(‪)%5,0‬‬

‫على التوالي‪ ،‬وهو مؤشر على انخفاض كميات الدوالر التي يطرحها البنك المركزي في مزادة اليومي‪،‬‬

‫نتيجة النخفاض ايرادات تصدير البترول‪ ،‬الناجمة عن انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫‪ .1‬أظهرت الدراسة محدودية تأثير أسعار البترول في معدالت البطالة‪ ،‬حيث بلغت معدالت البطالة خالل‬

‫األعوام (‪ )6102-6102 - 6102 -6102‬م نسب بلغت (‪،)%02.0( ،)%02( ،)%02‬‬

‫(‪ )%02.4‬على التوالي‪ ،‬وهي نسب مستقرة نسبياً‪ ،‬اذا ما قورنت باالنخفاضات الشديدة التي شهدتها‬

‫أسعار البترول خالل نفس المدة‪ ،‬االمر الذي يؤشر على محدودية تأثير أسعار البترول على معدالت‬

‫البطالة‪ ،‬ألسباب تتعلق بانهيار الهيكل اإلنتاجي لالقتصاد العراقي‪ ،‬وعدم قدرته على استيعاب االرتفاع‬

‫في حجم اإليرادات البترولية لخلق فرص عمل‪ ،‬وبالتالي محدودية أثر انخفاض أسعار البترول على‬

‫معدالت البطالة‪.‬‬

‫‪ .01‬أظهرت الدراسة ارتفاع حجم صادرات العراق من البترول الخام إلى مستويات لم يصل لها العراق منذ‬

‫عام ‪0141‬م‪ ،‬حيث تجاوزت الصادرات اليومية متوسط (‪ )4‬مليون برميل يومياً عام ‪6102‬م‪ ،‬بعد ان‬

‫كانت عند مستوى (‪ )1,45‬مليون برميل ‪ /‬يوم عام ‪6112‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ .00‬أظهرت الدراسة ان إيرادات تصدير البترول تمثل المصدر الرئيسي لإليرادات العامة في العراق‪ ،‬بنسب‬

‫تراوحت بين (‪ )%77,1‬و (‪ )98,1%‬للمدة ‪6112‬م‪2016-‬م‪ ،‬مما شكل خطر حقيقي واجهته الدولة‬

‫عند إعداد الموازنة العامة في ضل انخفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫‪ .06‬أظهرت الدراسة تضاعف قيم إيرادات الصادرات العراقية من (‪ )27,8‬مليار دوالر عام ‪6112‬م‪ ،‬الى‬

‫(‪ )94,1‬مليار دوالر عام ‪6106‬م‪ ،‬ثم انخفضت بشكل طفيف الى (‪ )89,7‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك بسبب‬

‫رفع الحضر االقتصادي الذي كان مفروض على العراق‪ ،‬باإلضافة الى زيادة كميات اإلنتاج‬

‫والتصدير‪ ،‬وتحسن أسعار البترول خالل المدة ‪6112‬م – ‪6102‬م‪ ،‬اال ان األعوام ‪6102‬م –‬

‫‪6102‬م شهدت انخفاضاً ملحوظ في قيم إيرادات الصادرات‪ ،‬حيث بلغت (‪ )43,4‬و (‪)43,8‬‬

‫للسنوات المذكورة على التوالي‪.‬‬

‫‪ .02‬أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة الصادرات البترولية الى الصادرات االجمالية‪ ،‬حيث تشكل نسبة‬

‫الصادرات البترولية حوالي (‪ )%11‬من إجمالي الصادرات العراقية‪ ،‬األمر الذي يعكس انهيار القدرات‬

‫االنتاجية والتصديرية لقطاع الصناعة التحويلية والقطاع الزراعي‪ ،‬نتيجة إلغراق االسواق العراقية‬

‫بالسلع االجنبية منخفضة الثمن باإلضافة الى عدم مواكبة التطورات التكنولوجية التي شهدتها القطاعات‬

‫الصناعية في الدول اإلقليمية والعالم‪.‬‬

‫‪ .02‬أظهرت الدراسة ارتفاع قيم الواردات العراقية من (‪ )21,3‬مليار دوالر عام ‪6112‬م‪ ،‬الى (‪)38,7‬‬

‫مليار دوالر عام ‪6102‬م‪ ،‬وذلك بسبب زيادة اإليرادات البترولية وتحسن أسعار البترول خالل المدة‬

‫‪6112‬م – ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪ .02‬أظهرت الدراسة ارتفاع فوائض الميزان التجاري للعراق خالل سنوات المدة ‪6112‬م‪6102-‬م‪ ،‬حيث‬

‫تراوح بين (‪ )0,957‬و (‪ )43,971‬مليار دوالر‪ ،‬وقد لعبت أسعار البترول دو اًر رئيساً في تحقيق قيمة‬

‫هذا الفائض‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ .02‬اظهرت الدراسة تركز الواردات العراقية في سلع الوقود والزيوت والمكائن والمعدات‪ ،‬حيث احتلت هذه‬

‫السلع مراتب الصدارة من حيث األهمية النسبية‪ ،‬بين اجمالي سلع الواردة الى العراقي‪.‬‬

‫‪ .02‬أظهرت الدراسة انكشاف االقتصاد العراقي على الخارج‪ ،‬وذلك وفقاً لمعايير االنكشاف التجاري التي‬

‫أظهرت في مجموعها ارتفاع نسب انكشاف االقتصاد العراقي على الخارج‪.‬‬

‫‪ .04‬وفي مجال التحليل القياسي أظهرت النتائج وجود عالقة طردية بين أسعار البترول ومتغيرات الدراسة‪،‬‬

‫وهذا يتفق مع المنطق االقتصادي كما اظهرت النتائج‪ ،‬وفيما يلي تلخيص لنتائج التحليل القياسي على‬

‫متغيرات الدراسة‪:‬‬

‫أ‪ .‬ان زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‪ ،‬يؤدي الى ارتفاع قيمة الناتج المحلي االجمالي‬

‫بمقدار (‪.)116%‬‬

‫ب‪ .‬أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‪ ،‬يؤدي الى ارتفاع حجم الموازنة العامة بمقدار‬

‫(‪.)%24‬‬

‫ت‪ .‬أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‪ ،‬يؤدي الى انخفاض النسب المئوية للبطالة‬

‫بمقدار (‪.)1%‬‬

‫ث‪ .‬أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‪ ،‬يؤدي الى ارتفاع قيمة سعر الصرف بمقدار‬

‫(‪.)27%‬‬

‫ج‪ .‬أن زيادة وحدة واحدة في سعر البترول خالل السنة‪ ،‬قد يؤدي الى ارتفاع قيمة االحتياطات االجنبية‬

‫بمقدار (‪.)%33‬‬

‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫استناداً إلى النتائج التي توصلت إليها الدراسة‪ ،‬نقترح اعتماد مجموعة من التوصيات‪ ،‬تعمل على‬

‫استقرار أسعار البترول على المستوى العالمي‪ ،‬خدمة للدول المصدرة والمستهلكة على ٍ‬
‫حد سواء‪ ،‬كما‬

‫تعمل على تنويع االقتصاد العراقي‪ ،‬والتقليل من األثار السلبية التي تتركها تقلبات أسعار البترول‪ ،‬بهدف‬

‫في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬والعمل على تحقيق نسب نمو حقيقي في الناتج‬ ‫تجنب حدوث االنكما‬

‫المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .3‬في مجال استقرار أسعار البترول على المستوى العالمي‪ ،‬نقترح على منظمة أوبك والدول‬

‫المصدرة للبترول وضع وتنفيذ استراتيجية طويلة األمد‪ ،‬تعمل على تحقيق االستقرار في أسعار‬

‫البترول‪ ،‬من خالل القيام باآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬جعل عملية تحديد أسعار البترول تخضع ألليات العرض والطلب في األسواق البترولية‪ ،‬وآلية السوق‬

‫الحر‪ ،‬والحرص على عدم اغراق أسواق البترول بكميات تفوق الطلب‪ ،‬مما يؤدي الى اختالل في‬

‫العالقة بين العرض والطلب‪ ،‬ينتج عنها انخفاض األسعار‪.‬‬

‫ب‪ .‬إبقاء أسعار البترول عند متوسط سعر ال يتجاوز حاجز الـ (‪ )41‬دوالر للبرميل‪ ،‬على المستوى‬

‫متوسط األمد‪ ،‬حيث ان تكلفة انتاج البترول الصخري تتراوح حالياً بين (‪ )21‬و (‪ )41‬دوالر للبرميل‬

‫في الواليات المتحدة‪ ،‬وارتفاع األسعار فوق حاجز (‪ )41‬دوالر أدى الى زيادة االستثمارات في انتاج‬

‫البترول الصخري‪ ،‬وسبب زيادة في العرض البترولي على المستوى العالمي‪ ،‬انتج عنها مع مجموعة‬

‫من العوامل األخرى‪ ،‬انخفاض أسعار البترول في النصف الثاني من عام ‪6102‬م‪.‬‬

‫ت‪ .‬إعادة النظر في السياسات اإلنتاجية والتسويقية التي انتهجتها منظمة أوبك خالل المراحل السابقة‪،‬‬

‫والعمل على تجسيد روح التعاون بين الدول األعضاء‪ ،‬لضمان توزيع المكاسب عند ارتفاع األسعار‪،‬‬

‫وتحمل الخسائر عند انخفاض األسعار بصورة عادلة‪ ،‬إضافة الى التعاون بين دول أوبك وغيرها من‬

‫‪888‬‬
‫الدول المصدرة للبترول‪ ،‬بهدف العمل على تحقيق االستقرار في أسعار البترول‪ ،‬بما يخدم وال يضر‬

‫بمصالح الدول المصدرة والمستهلكة‪.‬‬

‫ث‪ .‬في مجال العوامل النفسية الناتجة عن توقعات المضاربين في األسواق البترولية‪ ،‬نقترح قيام منظمة‬

‫أوبك والدول المصدرة للبترول‪ ،‬بتقديم بيانات دورية وشفافة‪ ،‬حول كميات اإلنتاج الحالية والمستقبلية‪،‬‬

‫واستخدام وسائل االعالم‪ ،‬بهدف التقليل من مخاوف المضاربين‪ ،‬وضمان الحد من التوقعات‬

‫المتشائمة‪ ،‬وبالتالي تحقيق االستقرار في األسعار‪.‬‬

‫ج‪ .‬العمل على تسعير برميل البترول مقابل سلة من العمالت الرئيسية‪ ،‬وليس الدوالر االمريكي فحسب‪،‬‬

‫بهدف تفادي تأثير تقلبات أسعار صرف الدوالر مقابل العمالت الدولية األخرى‪ ،‬مما يؤدي الى‬

‫التأثير على الطلب البترولي في منها مجموعة دول اليورو‪ ،‬الصين‪ ،‬اليابان والهند‪.‬‬

‫‪ .1‬في مجال الحد من األثار االقتصادية لتقلبات أسعار على االقتصاد العراقي‪ ،‬نقترح اعتماد‬

‫استراتيجية وطنية للنهوض بقطاعي الصناعة التحويلية والزراعة‪ ،‬بهدف تحقيق التنويع‬

‫االقتصادي في االقتصاد العراقي‪ ،‬من خالل القيام باآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إنعاش قطاع الصناعة التحويلية لرفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي من خالل تنفيذ‬

‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬االسراع بتطبيق قانون ضريبة كمركية كفء‪ ،‬بما يضمن حماية المنتجين المحليين في المجاالت‬

‫الصناعية والزراعية‪ ،‬من حاالت االغراق السلعي التي تتعرض لها االسواق العراقية منذ عام ‪6112‬م‬

‫وحتى االن‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ ‬دعم عمليات االقراض العام والخاص لألنشطة االستثمارية الصناعية‪ ،‬مع مراعاة تخفيض نسب‬

‫القطاع الصناعي‪.‬‬ ‫الفائدة الى أقل ما يمكن‪ ،‬بهدف التشجيع على اقامة االستثمارات الصناعية وانعا‬

‫‪ ‬اعتماد الية الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬من خالل إقامة المشروعات الصناعية المختلطة‪،‬‬

‫القطاع الخاص‬ ‫واالسراع في توفير القروض لالستثمارات الخاصة في هذا المجال‪ ،‬بهدف إنعا‬

‫تشجيعه على المساهمة في تنمية وتنويع هيكل االقتصاد العراقي‪.‬‬

‫‪ ‬خلق طلب كبير على منتجات قطاع الصناعة التحويلية‪ ،‬عن طريق توجيه المشتريات الحكومية نحو‬

‫السلع والخدمات محلية الصنع‪ ،‬مع ضمان تهيئة الظروف االستثمارية المناسبة امام القطاع الخاص‪،‬‬

‫إلقامة االستثمارات الالزمة لذلك‪ ،‬مع ضرورة إقرار التشريعات التي تضمن تنفيذ ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬العمل على جذب االستثمارات الصناعية وااليدي العاملة األجنبية‪ ،‬وخصوصاً في مجاالت صناعة‬

‫السيارات‪ ،‬والمعدات الزراعية واألجهزة المنزلية واألثاث‪ ،‬لما تتمتع به من طلب كبير في األسواق‬

‫العراقية‪ ،‬ولما توفره من فرص عمل وعمالت صعبة‪.‬‬

‫‪ ‬تنفيذ حمالت وطنية اعالمية سنوية‪ ،‬لتعريف المجتمع بأهمية الصناعة الوطنية من الناحية‬

‫االقتصادية‪ ،‬ودورها في توفير الوظائف والعمالت الصعبة‪ ،‬بما يخدم مصلحة البلد‪ ،‬بهدف توجيه‬

‫المواطنين نحو استهالك المنتجات الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬تأسيس مركز وطني للمعلومات واالختراعات واالبداعات‪ ،‬يتولى مهام البحث والدراسة في البدائل‬

‫الوطنية لالبتكارات والسلع المستوردة‪ ،‬على ان يمتلك خاصية معنوية وادارية ومالية وقانونية‪.‬‬

‫‪ ‬االهتمام بالجانب التسويقي‪ ،‬وتبني طرق ووسائل التسويق الحديثة‪ ،‬مع توفير متطلباتها الفنية (نوع‬

‫المنتج‪ ،‬توقيتات اإلنتاج‪ ،‬مكان اإلنتاج‪ ،‬الترويج واالعالن‪ ،‬األسعار‪ ،‬االهتمام بتفضيالت الزبائن‬

‫والعمالء‪ ،‬دراسات تحليلية لألسواق والوسطاء)‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ ‬االرتقاء بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وبناء اقتصاد معرفة رصين‪ ،‬وتطوير األنظمة‬

‫واإلجراءات المرتبطة بالمعلومات‪ ،‬من اجل إنجاح السياسات والبرامج والمشروعات الصناعية‪.‬‬

‫‪ ‬دعم المؤسسات البحثية الفنية واالقتصادية‪ ،‬وتوفير المستلزمات والمتطلبات الكفيلة بتطويرها‪،‬‬

‫والتنسيق مع الجامعات والمعاهد لتوفير وتوسيع االختصاصات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة في المجال‬

‫الصناعي‪.‬‬

‫ب‪ .‬زيادة حجم الدعم المقدم للقطاع الزراعي عن طريق القيام بما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة حجم اإلنتاج الزراعي والحيواني‪ ،‬عن طريق إقامة المشروعات المختلطة في مجال اإلنتاج‬

‫الزراعي‪ ،‬وخصوصاً في مجاالت تربية الدواجن والمواشي واالسماك‪ ،‬وتصنيع وتعليب المنتجات الزراعية‬

‫والحيوانية‪ ،‬باإلضافة الى صناعة االسمدة والمبيدات الزراعية‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة االستثمارات الزراعية‪ ،‬عن طريق توفير القروض الميسرة للمستثمرين الزراعيين‪ ،‬وضمان‬

‫تسويق محاصيلهم االساسية إلى و ازرة الزراعة‪.‬‬

‫‪ ‬توفير واستخدام التقنيات الحديثة في مجاالت البذور واألسمدة والمعدات الزراعية‪ ،‬لزيادة كفاءة‬

‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ ‬توجيه استيرادات و ازرة التجارة من المواد الغذائية نحو االنتاج المحلي حص اًر‪ ،‬السيما في مجال‬

‫محصولي الحنطة وقصب السكر والبنجر السكري‪ ،‬حيث يتمتع العراق بميزة تنافسية في انتاج هذه‬

‫المحاصيل‪ ،‬مما سيخلق طلب محلي كبير‪ ،‬ويساعد على اقامة استثمارات زراعية وصناعية واسعة في‬

‫هذا المجال‪ ،‬باإلضافة الى توفير العمالت الصعبة‪.‬‬

‫استقطاب االيادي العاملة االجنبية الماهرة في مجاالت الزراعة‪ ،‬وخصوصاً من الدول ذات الكفؤة‬ ‫‪‬‬

‫زراعياً‪ ،‬والتي تتميز بانخفاض تكلفة العمالة‪ ،‬كالصين والهند وفيتنام‪ ،‬بهدف استثمار االراضي الزراعية‬

‫الواسعة‪ ،‬وتحقيق انتاج وطني يلبي الطلب المحلي‪ ،‬ويغذي الصناعات الغذائية بالمحاصيل الزراعية‪،‬‬

‫‪881‬‬
‫ومنها الطماطم والبطاطا‪ ،‬الحنطة والشعير وقصب السكر والبنجر السكري‪ ،‬وغيرها من المحاصيل‬

‫الزراعية التي تدخل في الصناعات الغذائية‪.‬‬

‫صيانة وتوسيع مشروعات وشبكات الري القائمة‪ ،‬واالستثمار في شبكات ري جديدة‪ ،‬لتشجيع‬ ‫‪‬‬

‫المزارعين على استثمار االراضي الزراعية الغير مزروعة‪.‬‬

‫‪ ‬توفير شبكة حماية وضمان اجتماعي للمزارعين‪ ،‬من خالل تأسيس صندوق تقاعدي زراعي‪،‬‬

‫يستقطع مبالغ شهرية او سنوية من المزارعين‪ ،‬ويقدم رواتب أو مكافآت تقاعدية للمزارعين عند بلوغهم‬

‫سن التقاعد‪ ،‬ووفقاً ألسس التقاعد والضمان االجتماعي في العراق‪ ،‬بهدف التشجيع على مزاولة مهنة‬

‫الزراعة‪ ،‬والحد من هجرة المزارعين للزراعة واتجاههم نحو الوظائف الحكومية‪ ،‬لما تقدمة من مزايا في‬

‫مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫ت‪ .‬زيادة اإليرادات العامة عن طريق القيام بما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬تفعيل مصادر اإليرادات العامة غير البترولية‪ ،‬وتحديداً الضرائب والرسوم وايرادات عقارات الدولة‪،‬‬
‫بما يتالء م مع الظروف االقتصادية واالجتماعية الراهنة‪ ،‬لضمان تدفق مصادر مالية تقلل من‬
‫حاالت عجز الموازنة العامة‪ ،‬الذي يحدث نتيجة النخفاض أسعار البترول‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل أنواع من الضرائب والرسوم التي يمكن من خاللها توفير موارد إضافية للموازنة العامة ومنها‬
‫ضريبة القيمة المضافة ورسوم الخدمات وضريبة المبيعات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على التقليل من مظاهر الهدر والتبذير في مؤسسات الدولة‪ ،‬عن طريق تقليص النفقات‬
‫العامة في المجاالت الكمالية‪ ،‬والغير ضرورية لعمل المؤسسات العامة‪ ،‬ونخص منها النفقات العامة‬
‫السيادية‪ ،‬ومخصصات الدرجات العليا في الدولة‪ ،‬بهدف تقليص العجز في الموازنة العامة الى اقل‬
‫نسب ممكنة‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تقليص االنفاق العام في المجاالت التي يمكن للقطاع الخاص االستثمار فيها‪ ،‬وتقديم‬
‫الخدمات للمواطنين وفقاً للقانون‪ ،‬وتحت اشراف الجهات الحكومية المختصة‪ ،‬وهي مجاالت‬
‫الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬وخدمات الكهرباء والبلديات وغيرها‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ ‬رعاية القطاع الخاص والعمل على تنمية قدراته اإلنتاجية‪ ،‬عن طريق استقطاب رؤوس األموال‬
‫األجنبية والوطنية لالستثمار في المجاالت الصناعية والزراعية والخدمية‪ ،‬باإلضافة الى تقديم كافة‬
‫الضمانات والتسهيالت القانونية واإلدارية والمالية والتسويقية‪ ،‬لضمان نجاح المشروعات الخاصة‬
‫وضمان استمرارها وتوسعها‪ ،‬االمر الذي سيساهم في خلق فرص للعمل‪ ،‬وتوفير موارد مالية عن‬
‫طريق الضرائب والرسوم المتأتية من هذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على زيادة فاعلية وكفاءة الجهاز الضريبي‪ ،‬في مجاالت شركات الهاتف النقال العاملة في‬
‫عموم العراق‪ ،‬عن طريق الوصول الى األرقام الحقيقية للنفقات واالرباح في هذه الشركات‪ ،‬االمر‬
‫الذي سيوفر للموازنة العامة مبالغ تقدر بمليارات الدوالرات سنوياً‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع آفاق التعاون الدولي في مجاالت الحصول على المنح والقروض إلعادة اعمار العراق‪،‬‬
‫وتحسين واقع الخدمات وظروف الحياة‪ ،‬عن طريق االنفتاح على المنظمات الدولية العاملة في‬
‫شؤون اإلغاثة‪ ،‬والتنمية البشرية واالقتصادية ودعوتها للعمل في العراق‪ ،‬باإلضافة الى االنفتاح على‬
‫الدول الكبرى المانحة للقروض والهبات‪ ،‬وفي مقدمتها الواليات المتحدة والتحاد األوروبي واليابان‪،‬‬
‫واقامة عالقات سياسية اقتصادية تخدم مصالح العراق ومصالح هذه الدول الكبرى‪.‬‬
‫ث‪ .‬العمل على تأسيس صندوق احتياطي نقدي وطني رصين عن طريق القيام باآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬توفير المبالغ النقدية الفائضة عن الموازنة العامة للدولة في فترات تحسن أسعار البترول‪ ،‬وايداعها‬
‫في صندوق االحتياطي الوطني‪ ،‬ألجل استخدامها خالل فترات انخفاض أسعار البترول‪.‬‬
‫تأسيس مجلس خبراء ماليين (دوليين ووطنين)‪ ،‬للنظر في إمكانيات وفرص استثمار ارصدة‬ ‫‪‬‬
‫صندوق االحتياطي النقدي الوطني‪ ،‬في استثمارات قصيرة ومتوسطة االجل‪ ،‬محلياً ودولياً مع‬
‫إمكانية استردادها لمواجهة فترات انخفاض أسعار البترول‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تنويع ارصدة صندوق االحتياطي الوطني‪ ،‬عن طريق استثمارها في محافظ استثمارية‬

‫ومالية متنوعة‪ ،‬والتأكيد على االستثمار في المؤسسات والشركات الدولية الرصينة والموثوقة‪ ،‬بهدف‬

‫تحقيق عوائد مالية مستقرة‪ ،‬تزيد من ارصدة هذا الصندوق ومن أهميته‪ ،‬ومردوداته االقتصادية‬

‫بالنسبة لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ج‪ .‬اصالح السياسة النقدية للبنك المركزي العراقي من خالل القيام باآلتي‪:‬‬

‫‪889‬‬
‫‪ ‬العمل على تحرير أسعار الصرف بصورة تدريجية‪ ،‬عن طريق تهيئة الخطط والتشريعات واإلجراءات‬

‫الضرورية لضمان تحرير أسعار صرف العمالت األجنبية‪ ،‬وذلك لما تسببه عمليات تحديد أسعار‬

‫صرف الدينار العراقي امام العمالت االجنبية من تكاليف باهظة‪ ،‬تتحملها الخزينة العامة عن طريق‬

‫التضحية واهدار كميات كبيرة من العمالت من االجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬االتجاه نحو الية السوق لتحديد أسعار صرف الدينار العراقي‪ ،‬من خالل الغاء سياسة أسعار‬
‫الصرف الثابتة التي يعتمدها البنك المركزي‪ ،‬وترك الية تحديد األسعار الى قوى العرض والطلب‪،‬‬
‫مع إمكانية التأثير على األسعار في حاالت الضرورة القصوى‪ ،‬من خالل زيادة الكميات المعروضة‬
‫من الدوالر‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على منع تهريب الدوالر األمريكي خارج العراق‪ ،‬من خالل اعتماد تعليمات مشددة تحدد‬

‫الكميات الخارجة من الدوالر‪ ،‬بما يتناسب وحجم االستيرادات من السلع الضرورية فقط‪ ،‬اما السلع‬

‫الكمالية والغير ضرورية‪ ،‬فمن الممكن فرض محددات كمية‪ ،‬وضرائب على كميات الدوالر‬

‫المخصص الستيرادها‪ ،‬بهدف السيطرة على عمليات تسرب وتهريب الدوالر خارج العراق‪.‬‬

‫‪ ‬اصالح النظام المصرفي العراقي‪ ،‬عن طريق وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية لالرتقاء بالعمل‬

‫المصرفي‪ ،‬وتعميم الثقافة المصرفية لدى الجمهور‪ ،‬بهدف التشجيع على االدخار‪ ،‬وتفعيل دور‬

‫المصارف في تمويل المشروعات االستثمارية في جميع القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫المصادر باللغة العربية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الكتب العربية‪:‬‬

‫‪ .0‬ابو الحسن علي بن احمد الواحدي‪ ،‬اسباب النزول‪ ،‬تحقيق عصام عبد المحسن الحميدان‪ ،‬دار‬
‫االصالح‪ ،‬الدمام‪.0116 ،‬‬
‫‪ .6‬احمد حسين الهيتي‪ ،‬اقتصاديات النفط‪ ،‬مطابع جامعة الموصل‪6111 ،‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ .2‬احمد حسين الهيتي‪ ،‬مقدمة في اقتصاد النفط‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬الموصل‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أميم صديق‪ ،‬سياسة الصرف كأداة لتسوية االختالل في ميزان المدفوعات‪ ،‬مكتبة حسين العصرية‪،‬‬
‫بيروت‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬انخفاض أسعار النفط في إطار تراجع الطلب‪ ،‬منشورات البنك‬
‫الدولي‪ ،‬واشنطن‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬موجز االقتصاد اإليراني واشنطن‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬بنك قطر الدولي‪ ،‬الصين رؤية اقتصادية ‪6102‬م‪ ،‬الدوحة‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬بول‪ ،‬أ سامويلسون و ويليام‪ .‬د نورهاس‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬ترجمة هشام عبد اهلل‪ ،‬دار ماكجرو هيل‪ ،‬ط ‪،02‬‬
‫نيويورك‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬جمال قاسم حسن‪ ،‬النفط والغاز الصخريين وأثرهما على أسواق النفط العالمية‪ ،‬صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫أبو ضبي‪ ،‬تموز ‪ /‬يوليو ‪6102‬م‪.‬‬
‫حازم البنى‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬منشورات المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪6112 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.01‬‬
‫حسين عبد اهلل‪ ،‬اقتصاديات البترول‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪6106 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.00‬‬
‫رعد حسن الصرف‪ ،‬التجارة الدولية المعاصرة‪ ،‬دار الرضا للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪6102 ،2‬م‪.‬‬ ‫‪.06‬‬
‫رمزي سلمان عبد الحسين‪ ،‬تسويق النفط والمشتقات النفطية‪ ،‬سلسلة الثقافة النفطية (‪ ،)6‬و ازرة‬ ‫‪.02‬‬
‫النفط العراقية‪ ،‬دار الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪0144 ،‬م‪.‬‬
‫سالم محمد عبود‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬دار الدكتور للنشر‪ ،‬بغداد‪6100 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.02‬‬
‫سمير التنير‪ ،‬التطورات النفطية في الوطن العربي والعالم – ماضياً وحاض اًر‪ ،‬ط‪ ،0‬دار المنهل‬ ‫‪.02‬‬
‫اللبناني للطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪6114 ،‬م‪.‬‬
‫عادل احمد حشي ‪ ،‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت بدون‬ ‫‪.02‬‬
‫سنة نشر‪.‬‬
‫عباس النصراوي‪ ،‬االقتصاد العراقي بين دمار التنمية وتوقعات المستقبل ‪-0121‬م‪6101‬م‪،‬‬ ‫‪.02‬‬
‫ترجمة محمد سعيد عبد العزيز‪ ،‬دار الكنوز األدبية‪ ،‬بيروت‪6101 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الجبار عبود الحلفي‪ ،‬االقتصاد العراقي‪ :‬النفط ‪ -‬االختالل الهيكلي ‪ -‬البطالة‪ ،‬سلسلة مركز‬ ‫‪.04‬‬
‫العراق للدراسات‪ ،‬العدد‪ ، 30‬مركز العراق للدراسات‪ ،‬جامعة البصرة ‪6114،‬م‪.‬‬
‫عبد الحسين نوري الحكيم‪ ،‬دراسات في الزراعة العراقية‪ ،‬دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪.01‬‬
‫بغداد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫عبد اللطيف مصطيفي وعبد الرحمن سانية‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪.61‬‬
‫‪6102‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات البترول والسياسات السعرية البترولية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪.60‬‬
‫االسكندرية‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫عمر فيحان المرزوقي‪ ،‬التبعية االقتصادية في الدول العربية وعالجها في االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪.66‬‬
‫مكتبة الرشد ناشرون‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫فاروق صالح الخطيب وعبد العزيز احمد دياب‪ ،‬دراسات متقدمة في النظرية االقتصادية الكلية‪،‬‬ ‫‪.62‬‬
‫مطابع جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬األسواق المالية والنقدية‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪6111،‬م‪.‬‬ ‫‪.62‬‬
‫قصي عبد الكريم ابراهيم‪ ،‬اهمية النفط في االقتصاد والتجارة الدولية‪ ،‬منشورات الهيئة العامة‬ ‫‪.62‬‬
‫السورية للثقافة‪ ،‬دمشق‪6101 ،‬م‪.‬‬
‫كامل البكري واخرون‪ ،‬الموارد واقتصاداتها‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪.62‬‬
‫‪0141‬م‪.‬‬
‫كريلنيين موردخاي‪ ،‬االقتصاد الدولي مدخل السياسات‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد ابراهيم منصور‪ ،‬دار‬ ‫‪.62‬‬
‫المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪6101 ،‬م‪.‬‬
‫مانع سعيد العتيبة‪ ،‬دراسة في التفاعل بين قوى السوق النفطية وقوى السياسة الدولية‪ ،‬ابو ضبي‪،‬‬ ‫‪.64‬‬
‫ط‪6106 ،6‬م‪.‬‬
‫مجيد علي حسين وعفاف عبد الجبار سعيد‪ ،‬مقدمة في التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.61‬‬
‫األولى‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫محمد احمد الدوري‪ ،‬مبادئ اقتصاد البترول‪ ،‬مطبعة اإلرشاد‪ ،‬بغداد‪6112 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫محمد أزهر السماك‪ ،‬اقتصاديات النفط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة دار الكتب للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫الموصل‪0141 ،‬م‪.‬‬
‫محمد سعيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪6106 ،6‬م‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫محمد شفيق الجندي‪ ،‬النفط ‪ -‬تحرير السعر وتقنين اإلنتاج‪ ،‬ط ‪ ،6‬جامعة الكويت‪0112 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫محمد صفوت قابل‪ ،‬نظريات وسياسات التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪6114 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫محمد طاقة وحسين عجالن‪ ،‬اقتصاديات العمل‪ ،‬ط‪ ،0‬دار اثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪6114‬م‪.‬‬
‫محمد عبد العزيز عجمية وايمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫محمد محروس اسماعيل‪ ،‬الجديد في اقتصادات البترول والطاقة‪ ،‬ط‪6114 ،2‬م‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫مدحت كاظم القريشي‪ ،‬االقتصاد الصناعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪6112 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬الموقع االلكتروني على شبكة االنترنت‪،www.maajim.com :‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪888‬‬
‫موسى سعيد مطر وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،0‬األردن‪6114 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫ناجي مزهر عبد الرحمن وهادي عبد االزيرج‪ ،‬الصناعة النفطية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬العدالة للطباعة‬ ‫‪.20‬‬
‫والنشر‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪6111 ،‬م‪.‬‬
‫نبيل مرسي خليل‪ ،‬الميزة التنافسية في مجال االعمال‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪6101 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫نواف نايف إسماعيل‪ ،‬تحديد أسعار النفط العربي الخام في السوق العالمية‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫العراق‪ ،‬بغداد‪0140 ،‬م‪.‬‬
‫هاشم علوان السامرائي‪ ،‬العوامل المحددة لسعر النفط الخام في السوق الدولية –بيت الحكمة‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬بغداد‪0111 ،‬م‪.‬‬
‫يوسف حسن جواد محمد‪ ،‬الطاقة والصناعات النفطية أساسياتها واقتصادياتها‪ ،‬مطبوعات كلية‬ ‫‪.22‬‬
‫التجارة واالقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬ط‪ ،2‬الكويت‪6114 ،‬م‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الدوريات والبحوث والدراسات‪:‬‬


‫‪ .0‬احمد عمر الراوي‪ ،‬مستقبل القطاع الزراعي العراقي في ضوء المتغيرات الجديدة‪ ،‬المجلة العراقية‬
‫للعلوم االقتصادية‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬أسامة نجوم‪ ،‬قراءة في أسباب انخفاض أسعار النفط‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسات السياسات‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬مارس ‪6102‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬حسان خضر‪ ،‬أسواق النفط العالمية‪ ،‬مجلة جسر التنمية‪ ،‬معهد التخطيط العربي بالكويت‪ ،‬العدد‬
‫(‪6112 ،)22‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬حسين عجالن حسن‪ ،‬تنويع قدرات االقتصاد العراقي في ظل الهيمنة الريعية الواقع الراهن والحسابات‬
‫المستقبلية‪ ،‬مجلة المنصور‪ ،‬العدد ‪ ،62‬كلية المنصور الجامعة‪ ،‬بغداد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬داود سعد اهلل‪ ،‬تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار األسعار‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫العدد (‪ ،6100 )1‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬ربيع خلف صالح وايهاب عباس محمد‪ ،‬القطاع النفطي في العراق الواقع واألفاق دراسة تحليلية‬
‫اقتصادية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،22‬جامعة بغداد كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬رحمن حسن علي وبيداء جواد كاظم‪ ،‬دور القطاع الزراعي في تنويع مصادر الدخل القومي في‬
‫العراق للمدة ‪6111‬م – ‪6102‬م‪ ،‬مجلة الكوت العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬جامعة واسط‪،‬‬
‫كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫‪ .4‬رياض حميد حسن‪ ،‬نظرة عامة على تشغيل المصافي‪ ،‬مجلة المصافي‪ ،‬شركة مصافي الشمال‪،‬‬
‫العراق‪6111 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬زاهد قاسم بدن الساعدي وايهاب عباس الفيصل‪ ،‬أثر صدمات القطاع النفطي العراقي على الناتج‬
‫المحلي االجمالي للمدة ‪0111‬م ‪6102 -‬م‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،022‬العدد‬
‫‪ ،01‬جامعة بابل كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫سرمد عباس جواد‪ ،‬أثر العمليات االرهابية على القطاع النفطي في العراق‪ ،‬بحث مقدم الى و ازرة‬ ‫‪.01‬‬
‫المالية العراقية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬بغداد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫سعد حقي توفيق‪ ،‬التنافس الدولي وضمان امن النفط‪ ،‬مجلة جامعة بغداد للعلوم السياسية‪ ،‬العدد‬ ‫‪.00‬‬
‫‪ 22‬لسنة ‪6100‬م‪ ،‬بغداد‪6100 ،‬م‪.‬‬
‫سعد عبد نجم العبدلي وآخرون‪ ،‬تحليل العالقة بين تجارة العراق الخارجية والنمو االقتصادي‬ ‫‪.06‬‬
‫‪0141‬م – ‪6102‬م‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،66‬العدد ‪ ،41‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية‬
‫االدارة واالقتصاد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫سالم منعم زامل الشمري‪ ،‬دور القطاع الزراعي في تنويع مصادر الدخل القومي في العراق‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.02‬‬
‫الكوت العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جامعة واسط‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫عاطف الفي مرزوك وعباس مكي حمزة‪ ،‬التنويع االقتصادي مفهومة وأبعاده في بلدان الخليج‬ ‫‪.02‬‬
‫وممكنات تطبيقه في العراق‪ ،‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد ‪/ 20‬‬
‫‪6102‬م‪.‬‬
‫عباس النصراوي‪ ،‬النتائج االقتصادية للحرب العراقية اإليرانية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬ ‫‪.02‬‬
‫مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،41‬بيروت‪ ،‬تموز ‪ /‬يوليو ‪0142،‬م‪.‬‬
‫عباس كاظم الفتالوي‪ ،‬أفاق العمل الجمركي في ظل التحول االقتصادي‪ ،‬بحث مقدم الى و ازرة‬ ‫‪.02‬‬
‫المالية‬
‫العراقية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬بغداد‪6101 ،‬م‪.‬‬
‫عباس ناجي جواد‪ ،‬دراسة قياسية ألثر الحصار االقتصادي على اإلنفاق الحكومي في العراق‪،‬‬ ‫‪.02‬‬
‫مجلة تكريت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪ ،6‬جامعة تكريت كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫‪6112‬م‪.‬‬
‫عبد الستار عبد الجبار موسى‪ ،‬التطور التاريخي ألسعار النفط الخام للمدة ‪6101-0426‬م‪،‬‬ ‫‪.04‬‬
‫مجلة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة واسط‪ ،‬العدد (‪،)04‬‬
‫‪6102‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫عبد المطلب حسون المرسومي‪ ،‬النفط في وادي الرافدين‪ ،‬بحث متاح على االنترنيت بتاريخ ‪/ 2‬‬ ‫‪.01‬‬
‫‪www.geologyofmesopotamia.com/library/petrol-in-6102‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪mesopotamia.doc‬‬
‫علياء سهيل نجم‪ ،‬القطاع الخاص ودورة االقتصادي في حل مشكلة البطالة في العراق‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.61‬‬
‫واسط للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة واسط‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫عماد الدين محمد المزيني‪ ،‬العوامل التي اثرت على تقلبات اسعار النفط العالمية‪ ،‬مجلة جامعة‬ ‫‪.60‬‬
‫االزهر غزة‪ -‬سلسلة العلوم االنسانية‪ ،‬المجلد (‪ ،)02‬العدد (‪ ،6102 ،)0‬غزة‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫مجلة الخبير المالية‪ ،‬رؤية األسواق ‪ ،6102‬الرياض ‪6102‬م‪.‬‬ ‫‪.66‬‬
‫مجلة الطبيعة النسخة العربية‪ ،‬تقلبات الطقس‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني ‪:‬‬ ‫‪.62‬‬
‫‪ ، www.arabicedition.nature.com‬متاح بتاريخ ‪6102 / 2 / 01‬م‪.‬‬
‫محمد إبراهيم الحلوة‪ ،‬حرب الخليج‪ :‬دراسة في مسببات الصراع وعواقبه‪ ،‬مجلة دراسات الخليج‬ ‫‪.62‬‬
‫والجزيرة العربية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،22‬الكويت‪0141 ،‬م‪.‬‬
‫محمد احمد الدوري‪ ،‬أسباب ظاهرة تدهور أسعار البترول الخام في السوق الدولية‪ ،‬مجلة كلية‬ ‫‪.62‬‬
‫االدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،0144/ 4‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪0144 ،‬م‪.‬‬
‫محمد الصالح بوعافية‪ :‬االستقرار السياسي‪ -‬قراءة في المفهوم والغايات‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة‬ ‫‪.62‬‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد (‪6102 )62‬م‪.‬‬
‫محمد عبد الكريم منهل العقيدي‪ ،‬االستراتيجية المقترحة لتنمية القطاع الزراعي في العراق‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.62‬‬
‫مركز دراسات وبحوث الوطن العربي‪ ،‬العدد ‪ ،60-61‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬بغداد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫موسى خلف عواد وجاسم سعد كريم‪ ،‬اتجاهات تعديل هيكل القطاعات االقتصادية في العراق‬ ‫‪.64‬‬
‫للمدة ‪0160‬م – ‪6100‬م‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،0‬جامعة‬
‫القادسية‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫ناجي سامي فرس‪ ،‬التحديات التي تواجه التنمية االقتصادية في العراق وسبل مواجهتها‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.61‬‬
‫الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪ ،22‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫نغم حسين نعمة‪ ،‬ادارة العوائد النفطية ودورها في تعظيم ثروة العراق‪ ،‬مجلة الغري للعلوم‬ ‫‪.21‬‬
‫االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،2‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫هيثم عبد القادر الجنابي‪ ،‬بعض المؤشرات االنتاجية االقتصادية للقطاع الصناعي في العراق‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،21‬جامعة بغداد‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫و ازرة المالية العراقية‪ ،‬دائرة السياسات االقتصادية‪ ،‬القطاع الزراعي في العراق اسباب التعثر‬ ‫‪.26‬‬
‫ومبادرات االصالح‪ ،‬دراسة منشورة على موقع الو ازرة االلكترون ‪ ، www.mof.gov.iq‬متاح بتاريخ‬
‫‪6102 / 01 / 21‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫ثالثاً‪ :‬األطاريح والرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ .0‬احمد أياد إبراهيم‪ ،‬قياس تأثير إيرادات النفط في نمو اقتصاد العراق للمدة (‪ )6112 – 0121‬م‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬احمد أياد إبراهيم‪ ،‬قياس تأثير إيرادات النفط في نمو اقتصاد العراق للمدة (‪ )6112 – 0121‬م‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أنور مزهر حمد اهلل‪ ،‬تحليل إيرادات البترول في الموازنة العامة للعراق للمدة (‪ ،)6106/0111‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬أنور مزهر حمد اهلل‪ ،‬تحليل إيرادات النفط في الموازنة العامة للعراق للمدة (‪ )6106/0111‬م‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬حسام الدين طه محسن‪ ،‬أثر التغير في أسعار البترول في النمو االقتصادي في العراق للمدة‬
‫(‪ )6102-6112‬م‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة تكريت‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪6102‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬داود سعد اهلل بلقله‪ ،‬أثر تقلبات أسعار البترول على السياسة المالية في الجزائر ‪6111‬م‪6101 -‬م‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪6106,‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬داود سعد اهلل بلقله‪ ،‬أثر تقلبات أسعار النفط على السياسة المالية في الجزائر ‪6111‬م‪6101 -‬م‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪6106,‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬رقية بوبكري ونور اليقين عرباوي‪ ،‬مدى تأثير تقلبات أسعار البترول على االقتصاد الجزائري‪ ،‬شهادة‬
‫الليسانس في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬الجزائر‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬عادل كاظم محمد‪ ،‬األفاق المستقبلية ألسعار النفط الخام لدولة األردن وانعكاساتها على االقتصاد‬
‫العراقي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الى كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪0111 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الستار عبد الجبار موسى‪ ،‬دراسة تحليلية لتغيرات أسعار النفط الخام في السوق الدولي للفترة‬ ‫‪.01‬‬
‫‪ ،0114-0121‬رسالة دكتوراه غير منشورة مقدمة الى كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪،‬‬
‫بغداد‪6110،‬م‪.‬‬
‫علي العمري‪ ،‬دراسة تأثير تطورات اسعار البترول الخام على النمو االقتصادي (دراسة حالة‬ ‫‪.00‬‬
‫الجزائر ‪0121‬م‪6112-‬م‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪6114‬م‪.‬‬
‫محمد شوقي محمد‪ ،‬الصناعة النفطية وأثرها في البنية االقتصادية في سوريه‪ ،‬اطروحة دكتوراه‬ ‫‪.06‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬كلية االقتصاد‪6102 ،‬م‪.‬‬

‫‪888‬‬
‫مصطفى رفيق القريشي‪ ،‬السياسة البترولية وادارة الريع في العراق مع إشارة خاصة إلى دولة‬ ‫‪.02‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫مصطفى رفيق القريشي‪ ،‬السياسة النفطية وادارة الريع في العراق مع إشارة خاصة إلى دولة‬ ‫‪.02‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬
‫العراق‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫نزهان محمد سهو‪ ،‬اقتصاد السوق وتحرير التبادل التجاري المعولم‪ :‬االنعكاسات المحتملة على‬ ‫‪.02‬‬
‫اإلنتاج والتوزيع في سورية‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة الى كلية االقتصاد جامعة دمشق‪،‬‬
‫دمشق‪6101 ،‬م‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬القوانين والوثائق والتقارير والبيانات الرسمية‪.‬‬

‫‪ .0‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬تقرير المركز المالي للبنك المركزي العراقي لسنة ‪6102‬م‪6102 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مجموعة تقارير أسعار الصرف في مزاد البنك المركزي واألسواق الموازية‬
‫للسنوات ‪6112‬م ‪6102-‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مؤشرات االحتياطات االجنبية‪ ،‬متاح على موقع البنك المركزي العراقي على‬
‫شبكة االنترنت‪ www.cbi.iq ،‬بتاريخ ‪6104 / 2 /06‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬نتائج مزاد العملة‪ ،‬موقع البنك المركزي العراقي على شبكة االنترنت‪،‬‬
‫‪./ 5 / 20172 ،www.cbi.iq‬‬
‫‪ .2‬رئاسة جمهورية العراق االتحادية‪ ،‬قوانين الموازنة العامة لجمهورية العراق االتحادية لسنوات ‪6112‬م‬
‫‪6104‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬النشرات اإلحصائية السنوية للمدة ‪0121‬م‪6104-‬م‪،‬‬
‫بغداد‪.‬‬
‫‪ .2‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬مجموعة التقارير االقتصادية السنوية للمدة ‪0121‬م‪-‬‬
‫‪6104‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .4‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬مجموعة التقارير السنوية للناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫العراق للمدة ‪0121‬م‪0111-‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .1‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬مجموعة التقارير السنوية للناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫العراق للمدة ‪0110‬م‪6112-‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪881‬‬
‫ مجموعة التقارير السنوية للناتج المحلي اإلجمالي في‬،‫ الجهاز المركزي لإلحصاء‬،‫ و ازرة التخطيط‬.01
.‫ بغداد‬،‫م‬6102-‫م‬6112 ‫العراق للمدة‬

.‫المصادر باللغة االنكليزية‬


A: Books.

Amnesty International Organization, Iraq Civilians under Fire, London UK, .2


.April 2015
Anthony C. Fisher , Resource and Environmental Economics , 1st published , .4
.Cambridge University press , U. S. A ,1981
Anthony H. Cordesman and Bryan God, Iran Sanctions, Energy,Arms, .2
Control and Regime Change, Center For Strategic and International Studies,
.Washington 2014
Anthony H. Cordesman, Economic Challenges in Post Conflict Iraq, Center .2
.for Strategic & International Studies, Washington, 2010
Anthony H. Cordesman, The Strategic Impacts of Iran Rising Petroleum .6
Exports After Sanctions, Center For Strategic and International Studies,
.Washington 2016
Anthony H. Cordesman, War & Iraqi Economy: An Experimental Case, .6
.Center for Strategic & International Studies, Washington, 2015
Frank Verrastro, Global Oil Prices, Centre For Strategic and International .7
.Studies, Critical Questions, 10 June 2008, Washington 2008
Gregory Goss, The Geopolitical of Falling Oil Prices, Brookings Institution, .0
.Washington, April 2015
International Energy Agency, Annual Statistical Supplement 2015 Edition, .1
Paris 2015.
.International Energy Agency, Iraq Energy Outlook, Paris, 2012 .20
International Energy Agency, Oil Market Midterm Report 2015 Market .22
.Analysis and Forecast to 2020

888
Iraq Human Development Report, United Nations Development Program, .24
Bayt Al Hikma publishing, Baghdad, 2014.
John Baffes and M. Ayhan Kose, The Great Plunge in Oil Prices: Causes, .22
consequences and policy responses, PRN /15/01, World Bank Group
.publication, 2015
Jonathan E. Sanford, Policies, Iraq’s Economy: Past, Present, Future, An .22
Economic Report5 presented to the US Congress in June 3 2003, US
.Congress Library, 2004, Washington
.OPEC, Annual Statistical Bulletin 2000, Geneva .26
Paul A. Samuelson and William D. Nordhaus, Economics, 19th edition, .26
.McGraw-Hill, 2010, US
Paul R. Kutasovic, Changes in supply of and Demand for Crude Oil, .27
Implications for Oil Prices, Narsee Monjee School of Business Management
.review, April –May 2015
Paul Reig, Tianyi Luo, and Jonathan n. Proctor , Global shale gas .20
development, water availability and business risks, , World Resource
Institute, 2013.
Sun-Joo Ahn and Dagmar Graczyk, Understanding Energy Challenges in .21
.India, EIA Publications, Paris 2012
United Nations Security Council, Resolution Number 986, April 14 1995, .40
.PDF File at www.unscr.org
.United Nations, High Commissioner for Refugees, Global Report 2016 .42
United nations, World Bank, Report on Joint Iraq Needs Assessment, .44
.2003 October
United Nations, World Economic Situation and Prospects 2016, UN .42
.Publications, New York, 2016
World Bank, Understanding the plunge in oil prices, Global Economic .42
.Prospects, World Bank Publications, January 2015

819
B: Scientific Researches and Journals.

Ali Merza, Policies , Economic & Social Trends in Iraq 2003-2007, Paper .2
presented to International Association of Contemporary Iraqi Studies, Third
Annual Conference, 16-17 July 2008 at University of London.
Anthony H. Cordesman, Economic Challenges in Post-Conflict Iraq, Center .4
for Strategic and International Studies, Washington, 2010.
Anthony H. Cordesman, Past Failure and Future Transition in Iraq .2
Reconstruction, Center for Strategic and International Studies, Washington,
2010.
Assessing the factors behind oil price changes, Audrey Gasteuil and Robert .2
K. Kaufmann, working paper no 855, European Central Bank, Germany,
2008.
Lingyu Yan, Analysis of International oil Prices Fluctuation and it's .6
influencing factors, American Journal of Industrial and business
management, 2 / 2012.
Tariq Shafiq, Iraq oil history, prospects and limitation, working paper .6
presented in Iraq energy conference, Istanbul, 2012.
United Nations, World Bank, Middle East Department, Middle East and .7
North Africa Region, Rebuilding Iraq: Economic Reform and Transition,
.New York 2016
Yi Zhang, The links between the price of oil and the Value of US Dollar, .0
International Journal of Energy Economics and Policy, Volume (3), No (4),
2013.
Zhenbo Hou and .Jodie Keane, The Oil Prices Shock of 2014 Drivers, .1
Impacts, and Policy Implications, working Paper Number 415, Published by
.Overseas Development Institute, March 2015, UK

and Bulletins. C: Official Reports

OPEC, Annual Statistical Bulletin 2001, Geneva. .2

818
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2002, Geneva. .4
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2003, Geneva. .2
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2004, Geneva. .2
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2005, Geneva. .6
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2006, Geneva. .6
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2007, Geneva. .7
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2008, Geneva. .0
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2009, Geneva. .1
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2010, Geneva. .20
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2011, Geneva. .22
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2012, Geneva. .24
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2013, Geneva. .22
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2014, Geneva..22
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2015, Geneva. .26
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2016, Vienna. .26
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2017, Vienna. .27
OPEC, Annual Statistical Bulletin 2018, Vienna. .20
OPEC, Monthly oil prices report December 2014, Geneva, 2015. .21
OPEC, Monthly oil prices report November 2014, Geneva, 2014. .40
OPEC, Oil price basket yearly data and graphics 2004- 2017, www.opec.org. .42
US Energy Information Administration, Energy Monthly Review, May 2016. .44
US Energy Information Administration, Energy Outlook Report, April 2015. .42
US Energy Information Administration, Energy Outlook Report, May 2016. .42

D- Scientific thesis and dissertations.

Halima Munzali Gibril, Oil Prices and the Trade Balance of Sub-Saharan .2
African Countries: The Roles of Oil Price Volatility, Real Exchange Rates,

818
and Financial Integration., PhD Thesis presented Leeds University Business
School., UK 2016.
Marco Lorusso, The Effect of Oil Prices Shock on the UK Economy, PhD .4
Thesis presented to Adam Smith Business School, UK 2015.
Oleg Zaytsev, The Impact of Oil Prices Changes on the Macroeconomics .2
Performance in Ukraine, Master Thesis presented to Kyiv School of
Economic, Ukraine 2010.

818

You might also like