‫عن النبي محمد (صلى هللا عليه وآله)‬

‫( إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن )‬

‫كان النبي (صلى هللا عليه وآله) جالسا فاتاه بالغ فقال ‪ :‬غالم يتيم واخت لي يتيمة وام لي ارملة أطعمنا من ما أطعمك هللا اعطاك هللا مما‬
‫عنده حتى ترضى قال النبي ‪( :‬صلى هللا عليه وآله) ما أحسن ما قلت يا غالم اذهب يا بالل فأتنا بما كان عندنا‪ .‬فجاءه بواحدة وعشرين تمرة‬
‫فقال النبي صلى هللا عليه وآلة ‪ :‬سبعة لك وسبعة ألختك وسبعه المك فقام اليه رجل فمسح على رأسه وقال‪ :‬جبر هللا يتمك وجعلك خلفا من‬
‫أبيك‪ ,‬وكان من أبناء المهاجرين فقال النبي صلى هللا عليه وآله للرجل رأيتك وما صنعت قال الرجل رحمته يا رسول هللا قال النبي صلى هللا‬
‫عليه وآله (( ال يلي احد منكم يتيما فيحسن واليته )) ووضع يده على راسه اال كتب هللا له بكل شعرة حسنة ومحا عنه بكل شعرة سيئة ورفع‬
‫له بكل شعرة درجة‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫ال يخلو مجتمع من ايتام نفقد واالب في صغرهم و هؤالء االطفال يجب ان يتمتع? بحماية من مختلف الجهات والنواحي اما من الناحية‬
‫العاطفية أن حاجة الطفل اليتيم ال تنحصر في الطعام والكساء بل مراعاة مشاعرهم وهو ذو تأثير كبير أما الناحية المالية االيتام قد يكونون‬
‫أصحاب تركة مالية يجب أن تصان بكل دقة و اي عاده ترى أقبح من أكل أموال اليتامى وألهمية هذه المسألة فقد قارنها امير المؤمنين علي‬
‫(عليه السالم) في وصيته بالصالة والقرآن يقول ( هللا هللا في األيتام فال تغضب أفواههم وال يضيع بحضرتكم )‬
‫‪5‬‬
‫عن موالنا اإلمام الصادق (عليه السالم) ‪:‬‬
‫(ما من رجل تكبر أو تجبر اال لذلة وجدها في نفسه)‬

‫معسر درن‬
‫ٌ‬ ‫جاء رجل موسرٌ إلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله نقيَ الثوب فجلسَ الى رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم ثم جاء رجل‬
‫الثوب فجلس الى جنب الموسر فقبض الموسر ثيابهُ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم أخفت أن يمسك من فقرهِ شيء قال ال قال‬
‫يزين لي‬
‫َ‬ ‫فخفت ان يصيبهُ من غناكَ شيء قال ال قال فخفت يوسخ ثيابك قال ال قال فما حملك على ما صنعت قال يا رسول هللا إن لي قريناً‬
‫كل قبيح ويقبح لي كل حسن يا رسول هللا قد جعلت له نصف مالي فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم للمعسر اتقبل قال ال فقال له‬
‫الرجل ولما قال أخاف أن يدخلني ما دخلك‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫التكبر حاله تدعو الى االعجاب بالنفس والتعارض على الغير بالقول أو الفعل وهو من أخطر األمراض الخلقية وأشدها فتكا باإلنسان و‬
‫دعاها الى مقت الناس له والتنافر منه وحيث كانت تكبر هوسن اخالقيا خطير اما حق فجدير بك لعاقل أن يأخذ حذره منه وأن يجتهد في‬
‫عالج نفسه وتطهيرها من مثالبهُ‬

‫‪6‬‬
‫عن موالنا الصادق عليه السالم‬
‫(البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في األعمار)‬

‫عن أبي محمد العسكري عليه السالم قال ورد علي أمير المؤمنين عليه السالم أخوان له مؤمنان قبل وابن فقام اليهما واكرمهم واجلسها في‬
‫صدر مجلسه وجلس بين يديهما ثم امر بطعام فاحضر فأكال منه ثم جاء قم بربط ‪ 60‬وابريق خشب ومنتهى فأخذ امير المؤمنين عليه السالم‬
‫اإلبريق فغسل يد الرجل بعد ان كان الرجل يمتنع? عن ذلك وتمرغ في التراب اقسم له امير المؤمنين أن يغسل مطمئنا كما كان يغسل لو كان‬
‫الصاب عليه قمبر فعل ثمن اول االبريق الى محمد بن الحنفية وقال يا ابني لو كان هذا االبن حضرني دون ابيه لصببت على يده ولكن هللا‬
‫عز وجل يأبى أن يسوي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مكان ولكن قد صب االب على االب فليصب االبن على االبن فصب محمد بن الحنفية‬
‫على االبن ثم قال االمام العسكري عليه السالم فمن تبع عليا على ذلك فهو الشيعي حقا‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫كان النبي صلى هللا عليه واله وسلم المثل االعلى بحسن الخلق وغيره من كرائم األخالق المثالية واستطاع بأخالقه المثالية ان يملك القلوب‬
‫والعقول واستحق بذلك ثناء هللا تعالى عليه يقول هللا عز وجل (( وانك لعلى خلق عظيم ))‬
 ‫‪7‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله وسلم ‪:‬‬
‫( ان احبكم الي ‪ ,‬واقربكم مني يوم القيامة مجلسا احسنكم خلقا واشدكم تواضعا وان ابعدكم مني يوم‬
‫القيامة الثرثارون وهم مستكبرون )‬
‫‪ ‬مر رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم على جماعة فقال عالم اجتمعتم ؟ قالوا يارسول? هللا هذا مجنون مصرع فاجتمعنا?‬
‫عليه فقال ليس هذا بمجنون ولكنه المبتلى اال اخبركم بالمجنون حق المجنون ؟؟ قالوا بلى يا رسول هللا قال (ان المجنون‬
‫حق المجنون المتبختر في مشيته الناظر في عطفيه المحرك جنبيه بمنكبيه يتمنى على هللا جنته وهو يعصيه الذي ال يؤمن‬
‫شره وال يرجى خيره فذلك المجنون وهذا المبتلى)‪ ‬‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫ان من مساوئ التكبر االجتماعية انه يشيع في المجتمع روح الحقد والبغضاء? ويعكر صفو العالقات االجتماعية فال يسيء‬
‫الناس و يستثير? سخطهم مقتهم كما يستثير المتكبر الذي يتعالى عليهم بصلفه وأنانيته ان التكبر والغطرسة داء‬
‫يشقي(يتعب) االنسان ويجعله منبوذا يعاني مراره العزلة والوحشة‬

‫‪8‬‬
‫عن‪  ‬امير المؤمنين (صلوات هللا وسالمه عليه) قال ‪:‬‬
‫( إنما عقر ناقه ثمود رجل واحد فعمهم هللا بالعذاب لما عموه بالرضا )‬
‫فقال سبحانه (( فعقروها فاصبحوا نادمين))‬
‫وانزل عليهم العقاب فلم يترك لهم أثرا‬
‫‪ ‬ان شاب أتى الى النبي (صلى هللا عليه واله) فقال أتأذن لي بالزنا فقال النبي (صلى هللا عليه وآله وسلم) اتحبه المك‬
‫قال ال جعلني هللا فداك قال النبي (صلى هللا عليه وآله وسلم) كذلك الناس ال يحبونه ألمهاتهم? أتحبه ألبنتك قال ال جعلني‬
‫هللا فداك قال (صلى هللا عليه وآله) كذلك الناس ال يحبونه لبناتهم? أتحبه ألختك قال ال جعلني هللا فداك فوضع? رسول? هللا‬
‫(صلى هللا عليه وآله وسلم) يده على صدره وقال اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه فلم يكن شيئا أبغض إليه من‬
‫الزنا‪ ‬‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫وردت أحاديث مستفيضة في المصادر? اإلسالمية المعتبرة تتحدث عن أهمية هاتين الفريضتين االجتماعيتين عن اإلمام‬
‫الباقر (صلوات هللا وسالمه عليه) قال ( أن األمر بالمعروف? والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن‬
‫المذاهب وتحل المكاسب وترد? المظالم? وتعمر? االرض وينتصف? من األعداء ويستقيم? األمر )‪ ‬‬

‫‪9‬‬
‫قال هللا سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في االرض وتقطعوا‬
‫ارحامكم اولئك الذين لعنهم هللا فأصمهم واعمى أبصارهم )) ‪ ‬‬
‫روي أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى هللا عليه وآله وسلم? فقال يا رسول هللا علمني عمال يدخلني الجنة فأجابه النبي صلى‬
‫هللا عليه وآله وسلم وقال الفيء على ذي الرحم الظالم ثم قال الرسول صلى هللا عليه واله وسلم? (ثالثة ال يدخلون الجنة‬
‫مدمن خمر ومدمن سحر وقاطع? رحم)‪ ‬‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫ان السبب في كل هذا التأكيد اإلسالمي على الرحم هو ان عملية اصالح المجتمع وتقوية بنيته وصيانه مسيرته بتقوية‬
‫اللبنات األساسية التي يتكون منها البناء االجتماعي و عند استحكام? هذه اللبنات و اقصد من البنات هي األسرة‪  ‬وتقويتها‬
‫يتم اصالح المجتمع تلقائيا ‪,‬‬

‫‪10‬‬
 ‫قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السالم) في آخر وصاياه لولديه ‪:‬‬
‫(إني سمعت جدك ما يقول إصالح ذات البين أفضل من عامة الصالة والصيام)‬
‫قال سابق والحاج مره بنا المفضل وكنا نتشاجر? انا واحد اقارب في‪  ‬ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا تعالوا إلى‬
‫المنزل فأتيناه فاصلح بيننا ب ‪ 400‬درهم فدفعها إلينا قال اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد هللا عليه السالم امرني‬
‫(اذا تنازع رجالن من اصحابنا? في شيء أن اصلح بينهما و افتديها من مالي) فهذا من مال أبي عبد هللا (عليه السالم)‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫‪ ‬أن واحدا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض هو مسألة اإلعانة واصالح ذات البين وقد اولت التعاليم اإلسالمية‬
‫عناية فائقة لهذا الموضوع حتى عدتها من أفضل العبادات والسبب في كل هذا التأكيد في المسائل االجتماعية ألن عظمة‬
‫األمة وقدرتها? وعزتها ال يمكن تحقيقه إال في ظل التفاهم والتعاون? فإذا لم يتم إصالح ذات البين ولم يطوي الخالفات‬
‫والمشاجرات فسوف تنفذ جذور? العداوة والبغضاء في ال القلوب تدريجيا وتتحول? األمم القوية الى جماعات متفرقة‬
‫متناحرة وتضعف أمام األعداء‬

‫‪11‬‬
‫قال ابوعبدهللا عليه السالم‬
‫( إن كان ما يكفيك يغنيك فأدنى ما فيها يغنيك‬
‫وإن كان ما يكفيك ال يغنيك فكل ما فيها ال يغنيك )‬
‫كتب المنصور? العباسي الى جعفر بن محمد ابن االمام الباقر عليهم السالم لما ال تغشانا? كما يغشانا سائر الناس فاجابه‬
‫اإلمام ليس لنا ما نخافك من أجله وال عندك من أمر االخرة ما نرجوك له وال أنت في نعمة فنهنأك وال في نقمة فنعزيك‬
‫بها فما نصنع عندك قال فكتب إليه تصبحنا? لتنصحنا فأجابه من أراد الدنيا ال ينصحك ومن أراد اآلخرة ال يصحبك فقال‬
‫المنصور? وهللا لقد ميز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ومنكم من يريد اآلخرة وأنه من ما يريد اآلخرة ال الدنيا‬

‫العبرة أن ‪ :‬‬
‫القناعة احبتي صفه كريمة تعرب عن عزة النفس وشرف الوجدان وكرم? االخالق وان ما صار القانع من اغلى الناس‬
‫ألن حقيقة الغناء في عدم الحاجة الى الناس والقانع راضي مكتفي بما رزقه هللا ال يحتاج وال يسأل بس وهللا‪ ‬‬

‫‪12‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السالم وهو يصور? أخالق رسول? هللا صلى هللا عليه وآله وسلم ( كان أجود الناس كفا وأجرأ‬
‫الناس صدرا وأصدق? الناس لهجة وأوفاهم? ذمة و الينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه فعرفه‬
‫أحبه‪  ‬لم أرى مثله‪  ‬قبله وال بعده )‬

‫إن يهوديا كان على رسول هللا( صلى هللا عليه وآله وسلم) دنانير تتقاضاه و فقال له يا يهودي ما عندي ما اعطيك فقال‬
‫فإني ال أفارقك? يا محمد حتى تقضيني فقال اذن اجلس معك فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع? الظهر والعصر?‬
‫والمغرب والعشاء اآلخرة والغداة وكان أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وآله يهددونهم? ويتواعدونهم‪  ‬ويتواضع فنظر‬
‫رسول هللا إليهم وقال ما الذي تصنعون به ؟‪  ‬فقالوا يا رسول هللا يهودي يحبسك فقال لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم‬
‫معاهدا وال غيره‪  ‬فلما عال النهار قال اليهودي? أشهد أن ال اله اال هللا وأشهد? أن محمدا عبده ورسوله‪  ‬واشطر? مالي في‬
‫سبيل هللا أما وهللا ما فعلت بك الذي فعلت إال ألنظر نعتك في التوراة فإني قرأت نعتك في التوراة محمد أبن عبد هللا‬
‫مولده في مكة‪  ‬وهاجرت بطيبة وليس بفظ وال غليظ وال سخاب وال متزين بالفحش وال قول الخناء وانا اشهد ان ال اله‬
‫اال هللا وانك رسول هللا‪  ‬وهذا مالي فأحكم فيه بما أنزل هللا وكان اليهودي? كثير المال‪ ‬‬

‫العبرة أن ‪:‬‬
‫من القضايا التي يسعى اليها كل عاقل و يجاهد في سبيل كسبها و تحقيقها وأن يكون ذا شخصية جذابة وان تكون له‬
‫مكانة مرموقة وان يكون محبوبا? لدى الناس عزيزا عليهم‬
‫قال الباقر (عليه السالم) ‪:‬‬
‫(من قنع بما رزقه هللا فهو من اغنى الناس)‬
‫أرسل عثمان بن عفان مع عبدا له‪  ‬كيسا من الدراهم إلى أبي ذر محاوال إسكاته عن قول الحق وقال له إن قبل هذا فأنت‬
‫حر‪  ‬فأتى الغالم بالكيس إلى أبي ذر والح عليه في قبوله فلم يقبل فقال الغالم اقبله فإن فيه عتقي فقال ابو ذر نعم ولكن‬
‫فيه رقي‬

‫العبرة أن‪:‬‬
‫للقناعة‪  ‬أهمية كبرى? وأثر? بالغ في حياة اإلنسان وتحقيق الرخاء النفسي والجسمي له فهي تحرره من عبودية المادة و‬
‫استرقاق? الحرص والطمع وعناهم المرهق وهوانهم المذل وتنفخ فيه روح العزة و الكرامة واالباء والعفة والترفع? عن‬
‫الدنيا واستدرار? عطف األم‬