You are on page 1of 354

:³¼;X

X
jX
X
XXc
¼µL
H]]]Ï?Ýc? J
8680093 :³¬IÆ_:
;¿c
:· É–¾:ÖÃBc:– 24
moc.liamtoh@koobada :³Å_:Ô³°Ã»Ç :
5002
º 6241
X
¿-
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]3‬‬

‫إهداء‬
‫إلى الباحثين المخلصين في تراث أمتنا‬

‫مكتبة اآلداب‬
‫‪5002‬‬
‫م ‪-‬‬ ‫‪6241‬‬
‫هـ ‪-‬‬

‫‪‬‬
‫حقوق إعادة الطبع محفوظة للمؤلف ‪-‬‬
‫(علي حسن)‬
‫‪ ‬وما بكم من نعمة‪ I‬فمن هللا ‪‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهد اهلل فال مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]4‬‬

‫وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله ‪..‬‬
‫وبعـــــــد ‪...‬‬
‫تُعد نونية ابن زيدون من القصائد الغزلية الشهيرة في األدب العربي ِل َما فيها‬
‫وعبر فيها‬
‫من قيم غزلية وفنية ‪ ،‬وقد نظمها ابن زيدون بعد خروجه من السجن ‪َّ ،‬‬
‫عن حبه وحنينه وشوقه لرؤية محبوبته والدة بنت المستكفى التي ُش ِغ َ‬
‫ف بها‪.‬‬

‫و"أبو‬ ‫وقد نافس ابن زيدون في حب والدة "أبو عبد اهلل بن القالسي"‬
‫عامر بن عبدوس" ‪ ،‬وقد هجاهما بقصائد الذعة فانسحب ابن القالسي ولكن ابن‬
‫عبدوس غالى في التودد إليها ‪ ،‬وأرسل لها برسالة يستميلها إليه فلما علم ابن زيدون‬
‫كتب إليه رسالة على لسان والدة وهي المعروفة بالرسالة الهزلية التي سخر منه فيها‬
‫‪ ،‬وجعله أضحوكة على كل لسان ‪ ،‬وهو ما أثار حفيظته على ابن زيدون ‪ ،‬فصرف‬
‫جهده إلى تأليب األمير عليه حتى سجنه ‪ ،‬وأصبح الطريق خالياً أمام ابن عبدوس‬
‫ليسترد مودة والدة ‪ ،‬وفشلت توسالت ابن زيدون ورسائله في استعطاف األمير‪،‬‬
‫حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى أشبيلية‪ ،‬وكتب إلى والدة قصيدته النونية‬
‫الشهيرة التي مطلعها ‪:‬‬

‫طْي ِب لُقيانا تَجافِينا‬


‫ناب َعن ِ‬
‫َو َ‬ ‫أضحي التَنائي َبديالً ِمن تَ ِ‬
‫دانينا‬

‫لقد كان سمو البناء الفني لنونية ابن زيدون –وبخاصة في موسيقاها‪-‬‬
‫باإلضافة إلى شهرة قصة الحب بينه وبين والدة من أبرز أسباب انتشار ذيوع هذه‬
‫القصيدة‪.‬‬

‫ومن ثََّم فقد ذاعت على األلسنة‪ ،‬وفي مختارات الشعر ‪ ،‬وفي كتب األدب‬

‫بصفة عامة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]5‬‬

‫وقد أسهم ذلك في انتشار النونية على نطاق مكاني واسع ‪ ،‬وعلى مدى زمني‬
‫طويل‪ ،‬ولذا فقد سرى تأثيرها منذ انطلقت من لسان صاحبها إلى آذان سامعيها‬
‫وقلوبهم إلى عصرنا الحديث‪.‬‬

‫وقد برز تأثير النونية بشكل واضح في عدد كبير من القصائد الشعرية التي‬
‫تلت قصيدة ابن زيدون حيث برزت كمركز لعدد من القصائد الغزلية ‪ ،‬وقد بلغ عدد‬
‫القصائد المختارة التي تأثرت بنونية ابن زيدون ‪ 75‬قصيدة لعدد ‪ 83‬شاعرا ‪ ،‬وهذا‬
‫يدل داللة واضحة على عمق تأثير هذه القصيدة ‪.‬‬

‫وقد أوضحتُ من خالل هذه الدراسة كيفية تفاعل الشعراء مع نونية ابن‬
‫تنوع أشكاله ‪ ،‬وقد برز ذلك من خالل عدة صور سواء من ناحية‬
‫زيدون ومدى ُّ‬
‫المضمون‪ ،‬أو من ناحية األلفاظ (ويدخل في إطار ذلك القافية) أو اإليقاع ‪ ،‬أو بعض‬
‫التراكيب ‪.‬‬

‫وهذه القصيدة ‪-‬موضوع البحث‪ -‬تأثرت بنصوص كثيرة وأثرت في‬


‫نصوص أكثر‪.‬‬

‫وقد قمت بجمع عدد من النصوص النونية من العصر الجاهلي حتى العصر‬
‫شاعرا ‪ ،‬ثم‬
‫ً‬ ‫الحالي كنماذج إلظهار التأثير والتأثر وكان عددها (‪ )110‬نصًّا لـ(‪)65‬‬
‫بينت من خالل الدراسة كيفية تفاعل الشعراء مع نونية ابن زيدون في ألفاظها‬
‫ومعانيها وبحرها ‪ ،‬وذلك من خالل اإلطار العام المتمثل في القافية والبحر الشعري‪،‬‬
‫أو القافية دون البحر ‪ ،‬أو أشكال الموسيقا كالتكرار بأنواعه ‪ ،‬أو الجناس أو الترصيع‬
‫ابن زيدون في‬ ‫‪ ...‬ألخ ‪ .‬ثم بينت مقدرة بعض الشعراء الفنية في مجاراة‬
‫نونيته ‪ ،‬ومالءمتها‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]6‬‬

‫وقد أوضحت مدى قدرة بعض الشعراء على االرتقاء بنصوصهم ليصلوا إلى‬
‫درجة عليا من البناء الفني لنونية ابن زيدون ‪ ،‬ومدى تقارب ذلك مع نصه ‪ ،‬كما‬
‫أسر‬ ‫أشرت أن عدم النضج الفني لبعض النصوص التالية له قد ُيوقعها في‬
‫نونيته‪.‬‬

‫وقد امتد تأثير نونية ابن زيدون في فني المخمسات والموشحات ‪ ،‬حيث‬
‫بعضا من أبيات النونية كاملة في مخمساتهم دون التزام‬
‫ضمن بعض الشعراء ً‬
‫َّ‬
‫ض َّمن الوشاحون فيها بعض أعجاز النونية دون‬
‫الترتيب على خالف الموشحات التي َ‬
‫صدرها ‪ ،‬ليتالءم وطبيعة بناء الموشحة في األقفال ‪ ،‬كما عمد شعراء المخمسات‬
‫التغيير في الموضوع واأللفاظ ليتالءم والمعنى الجديد ‪ ،‬على خالف شعراء‬
‫الموشحات فقد حافظوا على الموضوع واأللفاظ‪.‬‬

‫ابن‬ ‫ولم تغفل الدراسة إلى دراسة القصائد المؤثرة في تشكيل قصيدة‬
‫زيدون ‪ ،‬ومدى هذا التأثير وكيفيته‪.‬‬

‫ركزت الدراسة على رصد جانبي التأثير والتأثر فيما يتعلق بنونية ابن‬
‫ْ‬ ‫وقد‬
‫زيدون وإ براز أشكال العالقات المختلفة التي نجمت عن ذلك التأثير أو التأثر‪.‬‬

‫ولذا فقد عمدت إلى التخلص من أسر الخضوع لألطر التاريخية والسياسية‬
‫واالجتماعية والعلمية لحياة الشاعر وعصره ‪ ،‬وركزت أكثر على الجانب الفني‬
‫للنص موضوع البحث‪.‬‬

‫وهناك نقطة تجدر اإلشارة إليها وهي أن ما أوردته من قصائد أثرت في ابن‬
‫زيدون أو تأثرت به لم تكن على سبيل الحصر ‪ ،‬وإ نما كان ذلك ما أمكنني العثور‬
‫عليه ووجدته مالئما لطبيعة البحث‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]7‬‬

‫وقد عمدتُ إلى استخدام المنهج التاريخي باإلضافة إلى التحليل الفني‬
‫للنصوص حيث يسهم ذلك في رصد التطور التاريخي للنونيات التي أثرت في نونية‬
‫ابن زيدون أو تأثرت بها‪.‬‬

‫وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة‪ ،‬وفصلين ‪:‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬التناص ‪ ،‬وقسمته إلى ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم التناص في النقد الغربي والعربي ‪ :‬حيث بدأت‬


‫بالحديث عن مفهوم التناص في النقد الغربي قبل النقد العربي ‪ ،‬لتناول الغرب لهذا‬
‫المصطلح ‪ ،‬ثم بينت أن النقاد العرب المحدثين تأثروا بهذا المصطلح ‪ ،‬واختلفوا في‬
‫ترجمته‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ابن زيدون وتناص ما قبل التناص ‪ :‬وقصدت به مدى تأثر‬
‫ابن زيدون بالشعراء السابقين عليه ‪ ،‬ولم يكن البحتري وحده مصدر إلهام ابن‬
‫العصر‬ ‫زيدون في نونيته ‪-‬كما ارتأى بعض الباحثين‪ -‬وإ نما امتد تأثره إلى‬
‫الجاهلي‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬ابن زيدون وتناص ما بعد التناص ‪ :‬وبينت فيه أثر‬
‫نونيته في الشعراء التاليين عليه ‪ ،‬كما بينت صلة بعض الشعراء ببعض النونيات‬
‫السابقة عليه ‪ ،‬ثم بينت تأثير نونية ابن زيدون في فني المخمسات والموشحات‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬بنى اإليقاع في نونية ابن زيدون ‪ ،‬والقصائد النونية‬


‫المختارة ‪ :‬واشتمل هذا الفصل على مبحثين ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]8‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬بنى اإليقاع في نونية ابن زيدون ‪ :‬وأفردته لنونية ابن‬
‫زيدون دون غيرها من القصائد النونية المختارة لما فيها من بنى إيقاعية مكثفة‬
‫كثيرا من الشعراء ينسج على منوالها‪.‬‬
‫جعلت ً‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬بنى اإليقاع في القصائد النونية المختارة ‪ :‬وعمدت في هذا‬
‫المبحث إلى عمل إحصائيات مختلفة لبحور الشعر المستخدمة ‪ ،‬في القصائد النونية‬
‫المختارة ومدى تقارب العالقة بين البحور المستخدمة في بعض التفعيالت في‬
‫الدوائر العروضية‪.‬‬

‫سهل على القارئ الوصول إلى ما‬


‫ثم ذيلت البحث ببعض المالحق التي ُت َّ‬
‫يريده ‪ ،‬واشتملت على ‪:‬‬
‫‪ -1‬ملحق النصوص النونية المختارة‪.‬‬

‫‪ -2‬فهرست مطالع النصوص النونية المختارة‪.‬‬

‫‪ -3‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة حسب الترتيب الزمني‪.‬‬

‫‪ -4‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي أثرت في نونية ابن زيدون في‬
‫القافية والبحر‪.‬‬

‫‪ -5‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي أثرت في نونية ابن زيدون في‬
‫القافية دون البحر‪.‬‬

‫‪ -6‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي تأثرت بنونية ابن زيدون في‬
‫القافية والبحر‪.‬‬

‫‪ -7‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي تأثرت بنونية ابن زيدون في‬
‫القافية دون البحر‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]9‬‬

‫‪ -8‬فهرست مصادر البحث ومراجعه‪.‬‬


‫وأخيرا أقدم الشكر إلى كل من َّ‬
‫قدم لي يد العون من أساتذتي األجالء‬
‫وزمالئي األعزاء‪.‬‬
‫وهللا يهدي إلى سبيل الرشاد‬
‫المـــؤلف‬
‫د‪ .‬أحمد محمد عطا‬
‫اإلسماعيلية – الجمعة‬
‫‪ 26‬من محرم ‪ 1426‬هـ‬
‫‪ 7‬مارس ‪2005‬م‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]10‬‬

‫ُيعد مصطلح التناص ‪ Intertextuality‬من المصطلحات النقدية الغربية‬


‫ويقصد بهذا المصطلح تولد نص‬
‫الحديثة التي دخلت النقد األدبي العربي الحديث ‪ُ ،‬‬
‫واحد من نصوص متعددة(‪.)1‬‬

‫وكان معنى التناص مقصوراً في أول األمر على تعدد األصوات‬


‫‪ Poliyphony‬في الشعر بأبسط معنى اشتقاقي له ‪ ،‬وهو االزدواج في النظم بين‬
‫اإليقاع المجرد وبين أصوات الحروف نفسها ثم تطور معناه ليدل على تشابك‬
‫المعاني الداخلية للكلمات مع معانيها أو نظائرها في نصوص أخرى خارج‬
‫القصيدة‪ ،‬ثم تطور هذا األمر حتى وصل إلى المعنى المصطلح عليه "التناص"(‪.)2‬‬

‫والتناص عند كريستيفا عبارة عن "التقاطع داخل النص لتعبير(قول) مأخـوذ‬


‫(‪)3‬‬
‫أو بمفهوم‬ ‫متزامنة"‬ ‫من نصوص أخرى ‪" ،‬وإ نه النقل لتعبيرات سابقة أو‬

‫( ‪)1‬‬
‫وقد ظهر هذا المصطلح ألول مرة على يد الباحثة البلغارية جوليا كريستيفا (‪)Julia Kristeva‬‬
‫سنة ‪ 1966/1967‬م في دراستها التي ُنشرت في مجلتي "تيل كيل" “‪ ”Tel Quel‬و "كرتيك" “‬
‫‪ ”Critique‬في فرنسا وُأعيد نشرها في كتابيها "سيميوتيك" “‪ ”Semeiatike‬و"نص الرواية" “‪Text‬‬
‫‪ ، ”du Raman‬وفي مقدمتها لكتاب "شعرية ديستوفيسكي" الذي ألفه الشكالني الروسي ميخائيل‬
‫باختين‪ .‬ويذهب بعض النقاد إلى أن باختين يعد أول القائلين بالتناص حيث أثار اهتمام الباحثين في‬
‫الغرب بحيوية اإلجراءات التي تقوم عليها الدراسات المقارنة والتي يمكن أن تمثل تحوالً منهجياً في‬
‫نظرية التأثيرات ‪ ،‬لكن عدم الدقة في تحديد المصطلح ‪-‬في ذلك الوقت‪ -‬أدى إلى تعدد المسالك في‬
‫فهمه وتطبيقه حيث تعددت التعريفات والمفاهيم حول هذا المصطلح في مصادره األولى واالختالف في‬
‫طبيعة الفهم عند أصحاب هذه النظرية‪ .‬ينظر مفهوم التناص في الخطاب النقدي الجديد ‪ -‬مقال ضمن‬
‫كتاب في أصول الخطاب النقدي ‪ :‬مارك أنجينو ‪ ،‬ترجمة أحمد المديني ‪ ، 102 :‬دار الشئون العامة‬
‫بغداد ‪ ،‬ط‪1987 ، 1‬م‪.‬‬
‫‪)2‬‬ ‫(‬
‫ينظر ‪ :‬المصطلحات األدبية الحديثة ‪ 187 :‬وما بعدها ‪ ،‬الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان‬
‫القاهرة ‪.1997 ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المرجع السابق ‪.99 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]11‬‬

‫آخـر "إن كل نص هو عبارة عن لوحة فسيفسائية من االقتباسات ‪ ،‬وكل نص هو‬


‫تشرب وتحول لنصوص أخرى"(‪ )1‬وذلك من خالل العالقات الشكلية كاالقتباس أو‬
‫التوازي‪.‬‬

‫ويمكن أن نفهم من مقولة كريستيفا أن النص تتداخل فيه نصوص عديدة أي‬
‫يتضمن‬ ‫هو "الفاعلية المتبادلة بين النصوص" فهي ترى ‪ :‬أن كل نص البد وأن‬
‫مستويات‬ ‫نصوصاً مغايرة يتمثلها ويحولها بقدر ما يتحول ويتجدد بها على‬
‫متعددة"(‪.)2‬‬

‫إن النص األدبي "جهاز عبر لغوي يعيد توزيع نظام اللغـة ‪ ،‬بكشف العالقة‬
‫مشيرا إلى بيانات مباشرة تربطها بأنماط مختلفة من‬
‫بين الكلمات التواصليـة ‪ً ،‬‬
‫األقوال السابقة والمتزامنة معاً ‪ ،‬والنص نتيجة لذلك إنما هو عملية إنتاجية مما يعني‬
‫أمرين ‪:‬‬

‫‪ -1‬عالقته باللغة التي يتموقع فيها تصبح من قبل إعادة التوزيع (عن طريق التفكيك‬
‫وإ عادة البناء) مما يجعله صالحاً ألن يعالج بمقوالت منطقية ورياضية أكثر من‬
‫صالحية المقوالت اللغوية الصرفة له حيث دعا إلى الحوارية‪.‬‬

‫‪ -2‬يمثل النص عملي ــة استبدال نصــوص أخرى ‪ ،‬أي عمليــة "تناص" ‪Inter‬‬
‫‪ Textualite‬ففي فضاء النص تتقاطع أقوال عديدة مأخوذة من نصوص أخرى‬
‫‪ ،‬مما يجعل بعضها يقوم بتحييد البعض اآلخر ونقضه"(‪.)3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الخطيئة والتكفير ‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل الغذامي ‪.322 :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عصر البنيوية ‪ :‬إديت كريزويل ‪ :‬ترجمة ‪ ،‬د‪ .‬جابر عصفور ‪ ، 392‬الهيئة العامة لقصور الثقافة ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 17‬القاهرة ‪ ،‬أغسطس ‪ 1996 ،‬م‪.‬‬
‫(‬

‫(‪)3‬‬
‫ينظر المرجع السابق ‪ 229 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]12‬‬

‫وال يعنينا في النص السابق (اآلن) مدى مالءمة معالجة النص بمقوالت‬
‫رياضية أو منطقية‪ ،‬ألن ذلك الكالم يحتاج إلعادة نظر ‪ ،‬وإ نما المهم هو أن النص‬
‫األدبي ال ينشأ إال في وجود نصوص أدبية أخرى سابقة عليه ‪ ،‬ومن ثم تأخذ عالقات‬
‫النص الجديد النصوص السابقة صورا وأشكاال مختلفة‪.‬‬

‫وهناك من يربط بين التناص وفكرة إنتاجية النص إذ يرى أن "مشكلة التناص‬
‫وإ مكانيات التحويل التي يفتحها هذا المفهوم ال يمكن أن تنفصل عن فكرة اإلنتاجية‬
‫‪ Productivite‬األدبية ‪ ،‬فالتناص يتصل بعمليات االمتصاص والتحويل الجذري أو‬
‫الجزئي لعديد من النصوص الممتدة بالقبول أو الرفض في نسيج النص األدبي‬
‫المحدد"(‪.)1‬‬

‫ابتداء من رؤية‬
‫ً‬ ‫ولعل عبارة "مارلو" التي يقول فيها "إن العمل الفني ال يتخلق‬
‫الفنان ‪ ،‬وإ نما من أعمال أخرى ‪ ،‬تسمح بإدراك أفضل لظاهرة التناص التي تعتمد في‬
‫الواقع على وجود نظم إشارية مستقلة ‪ ،‬لكنها تحمل في طياتها عمليات إعادة بناء‬
‫(‪)2‬‬
‫تجري عليها"‪.‬‬ ‫نماذج متضمنة بشكل أو بآخر ‪ ،‬مهما كانت التحوالت التي‬
‫وقد القى هذا المصطلح ذيوعاً وانتشاراً بين النقاد مثل ‪" :‬تودوروف وجينيت ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وروالن بارت ‪ ،‬ويوري لوتمان"‪.‬‬

‫وهذه األراء تدل داللة واضحة على االعتقاد بضرورة تداخل النصوص‬
‫بقصد أو بدون قصد وهذا ما رآه ليتش إذ يقول ‪" :‬إن النص ليس ذاتاً مستقلة أو مادة‬
‫موحدة ولكنه سلسلة من العالقات مع نصوص أخرى ‪ ،‬ونظامه اللغوي مع قواعده‬

‫(‪)1‬‬
‫بالغة الخطاب ‪.240 :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقالً عن د‪ .‬صالح فضل ‪ ،‬شفرات النص ‪ ، 164 :‬الهيئة العامة لقصور الثقافة ‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪)3‬‬ ‫(‬
‫ينظر ‪ :‬التناصية ‪ ،‬ليون سو مفيل ‪ :‬ترجمة د‪ .‬وائل بركات ‪ 236 :‬وما بعدها ‪ ،‬مجلة عالمات ‪،‬‬
‫المجلد السادس ‪ ،‬الجزء ‪ ، 21‬عدد سبتمبر ‪1996‬م‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]13‬‬

‫ومعجمه ‪ ،‬جميعها تسحب إليها كما من اآلثار والمقتطفات من التاريخ ‪ ،‬ولهذا فإن‬
‫النص يشبه في معطاه جيش خالص ثقافي بمجموعات ال تحصى من األفكار‬
‫والمعتقدات واإلرجاعات التي ال تتآلف ‪ ،‬إن شجرة نسب النص حتماً لشبكة غير‬
‫تامة من المقتطفات المستعارة شعورياً ‪ ،‬أو ال شعورياً ‪ ،‬والموروث يبرز في حالة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وهذا النص يفتح المجال واسعا لعالقة‬ ‫تهيج ‪ ،‬وكل نص حتما نص متداخل"‬
‫النص بما سبقه من نصوص ‪.‬‬

‫فالنص تتداخل فيه عدة نصوص ُأخر يقوم خاللها باستيعابها وتمثلها‬
‫وتحويرها ومناقضتها أحيانا ‪ ،‬وكما يقول دريدا ‪" :‬نسيج لقيمات أي تداخالت ‪ ،‬لعبة‬
‫منفتحة ومنغلقة في آن واحد ‪ ،‬مما يجعل من المستحيل لديه القيام "بجينا لوجيا" “‬
‫‪ ”Genealogie‬بسيطة لنص ما توضح مولده‪ .‬فالنص ال يملك أباً واحداً وال جذراً‬
‫واحداً ‪ ،‬بل هو نسق من الجذور ‪ ،‬وهو ما يؤدي في نهاية األمر إلى محو مفهوم‬
‫النسق والجذر‪ .‬إن االنتماء التاريخي لنص ما ال يكون أبداً بخط مستقيم فالنص دائماً‬
‫من هذا المنظور التفكيكي له –كما يقول دريداً– عدة أعمار"(‪.)2‬‬

‫إن مشكلة التعريف بهذا المصطلح ‪ ،‬وتعدد دالالته ومفاهيمه في الدراسات‬


‫النقدية العربية الحديثة تكمن في أن أغلب الترجمات التي قُدمت حتى اآلن هي‬
‫ترجمات ألشخاص مختلفين مكاتا واتجاهات وثقافة ‪...‬الخ‪.‬‬

‫وعلى هذا "فليس كل نص قديم يمكن أن يحيا في النص الجديد ‪ ،‬ومئات من‬
‫النصوص القديمة ال يبقى منها إال هذا القالب الذي ال يمكن أن يلتمس في نص بعينه‬
‫(‪)3‬‬
‫وإ ن كان من المتوقع أن يكون متفرقاً في أعداد هائلة من النصوص"‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الخطيئة والتكفير ‪.325 :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالغة الخطاب ‪.238 :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نظرية ابن خلدون في فاعلية النصوص ‪ :‬د‪ .‬السيد فضل ‪ ، 21 :‬منشأة المعارف ‪1993 :‬م‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]14‬‬

‫فيعرف د‪ .‬محمد مفتاح التناص بأنه " تع**الق (ال**دخول في عالق**ة) نص**وص‬
‫مع نص ح**دث بكيفي**ات مختلف**ة"(‪.)1‬وه**ذا التعري**ف يحم**ل في داخل**ه تعري**ف ليتش‬
‫السابق‪ ،‬واتفق الدكتور توفيق الزيدي مع الدكتور محمد مفتاح في تعريفه السابق‬
‫(‪)2‬‬
‫للتناص‪.‬‬
‫أما الدكتور محمد بنيس فيقترح صياغة جديدة لمصطلح التناص حيث يس**ميه‬
‫( النص الغائب ) ويرى أن " النص الشعري هو بنية لغوي**ة متم**يزة ليس**ت منفص**لة‬
‫عن العالق**ات الخارجي**ة بالنص**وص األخ**رى ‪ ،‬وه**ذه النص**وص األخ**رى هي م**ا‬
‫يسميها بالنص الغائب … وي**رى أن النص كش**بكة تلتقي فيه*ا ع*دة نص**وص ‪ ،‬وهي‬
‫نصوص ال تقف عند حد النص الشعري بالضرورة ألنها حص**يلة نص**وص يص**عب‬
‫تحدي*دها ‪ ،‬إذ يختل*ط فيه*ا الح*ديث بالق*ديم ‪ ،‬والعلمي ب*األدبي ‪ ،‬والي*ومي بالخ*اص ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والذاتي بالموضوعي"‪.‬‬
‫رماني مع رأي الدكتور محمد بنيس السابق‬
‫ويقترب رأي الدكتور إبراهيم َّ‬
‫عرفه بأنه " مجموعة النصوص المستترة التي‬
‫لتعريف مصطلح التناص حيث َّ‬
‫يحتويها النص الشعري في بنيته ‪ ،‬وتعمل بشكل باطني عضوي على تحقّق هذا‬
‫(‪)4‬‬
‫النص وتشكل داللته"‪.‬‬

‫ويعرف الدكتور عبد اهلل الغذامي العمل األدبي بأنه "يدخل في شجرة نسب‬
‫عريقة وممتدة تماماً مثل الكائن البشري فهو ال يأتي من فراغ ‪ ،‬كما أنه ال يفضي إلى‬

‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص) د‪ .‬محمد مفتاح ‪ ، 121 :‬المركز الثقافي العربي ‪،‬‬
‫الدار البيضاء ط ‪.1995 1‬‬
‫‪)2‬‬ ‫(‬
‫قضايا قراءة النص الشعري الحديث من خالل ممارسته عند النقاد العرب ‪ ، 17 :‬مجلة الموقف‬
‫األدبي ‪. 1987‬‬
‫‪)3‬‬ ‫(‬
‫ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب‪ -‬مقاربة بنيوية تكوينية ‪ ، 251‬دار العودة بيروت ط‪، 1‬‬
‫‪.1979‬‬
‫(‪)4‬‬
‫رماني ‪ ،‬مجلة الوحدة العدد ( ‪ 1988 )48‬م‪.‬‬
‫النص الغائب في الشعر العربي الحديث ‪ ،‬د ‪ .‬إبراهيم َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]15‬‬

‫فراغ ‪ ،‬إنه نتاج أدبي لغوي لكل ما سبقه من موروث أدبي وهو بذرة خصبة تئول‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى نصوص تنتج عنه"‪.‬‬
‫وهذا المفهوم العربي للتناص ال يختلف عن مفهوم النقاد الغربيين بل هو ٍ‬
‫تبن‬
‫لمفهوم التناص نفسه ثم يقول الدكتور الغذامي بعد ذلك "إن مفهوم تداخل النصوص‬
‫هو من المفهومات األساسية في طريقتي لقراءة األدب وتحليله مما يعني أنني أتعامل‬
‫مع النص على أنه بنية مفتوحة على الماضي مثلما أنه وجود حاضر ويتحرك نحو‬
‫(‪)2‬‬
‫المستقبل وهذا يغاير ويناهض فكرة البنية المغلقة على اآلنية"‪.‬‬

‫فهذا المنهج المقترح من وجهة نظر الدكتور الغذامي يستخدمه كآلية أساسية‬
‫لقراءته لألدب ألنه مالئم لطبيعة األدب العربي خاصة ‪ ،‬فالتناص عنده مصطلح‬
‫سيميولوجي تشريحي ويورد تعريفات(تبدو متقاربة) لكُتاب أوربيين مثل بارت‬
‫وشولز وكريستيفا وليتش وتودوروف وباختين وشلوفسكي وكولر‪ ،‬بما يؤيد فكرته‬
‫(‪)3‬‬
‫حول ضرورة التناص في النص األدبي‪.‬‬

‫كما أن الدكتور الغذامي يرى أن "تداخل النصوص هي سمة جوهرية في‬


‫الثقافة العربية حيث تشكل العوالم الثقافية في ذاكرة اإلنسان العربي ممتزجة‬
‫ومتداخلة في تشابك عجيب ومذهل حيث نجد كتب أسالفنا تقوم على مزيج معرفي‬
‫متشابك ‪ ،‬وهذا الجاحظ ومؤلفاته ومنها كتاب الحيوان الذي يقوم ويتأسس على‬
‫التداخل المطلق ‪ ،‬وفيه تقوم المالحظة التجريبية بجوار ثقافة الرواية ويدخل بينهما‬
‫(‪)1‬‬
‫ثقافة الدراية ‪ ،‬وكل قول يدخل بنا إلى قول آخر"‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ثقافة األسئلة (مقاالت في النقد والنظرية) ‪ ، 111 :‬دار سعاد الصباح ‪ ،‬ط‪1993 ، 2‬م‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السابق ‪.113 :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ينظر الخطيئة والتكفير ‪ 327 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثقافة األسئلة ‪.119 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]16‬‬

‫ويرى الدكتور محمد بنيس "أن النص كدليل لغوي معقد ‪ ،‬أو كلغة معزولة‬
‫شبكة فيها عدة نصوص ‪ ،‬فال نص يوجد خارج النصوص األخرى أو يمكن أن‬
‫ينفصل عن كوكبها ‪ ،‬وهذه النصوص األخرى هي ما سميته بالنص الغائب غير أن‬
‫(‪)2‬‬
‫النصوص األخرى المستعادة في النص تتبع مسار التبدل والتحول"‪.‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬إن أي نص يستلزم وجود نصوص أخرى سابقة عليه أو متزامنة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وهو بهذا يفصل بين تداخل النصوص والسرقات الشعرية ‪ ،‬والمعارضات‬ ‫معه"‬
‫فالنص المتداخل معه يقصد به النص الغائب والنص صاحب التداخل النص الراهن‬
‫أو الحاضر‪.‬‬

‫(اإلحالل‬ ‫ويستخدم الدكتور صبري حافظ بدالً من الغياب والحضور‬


‫واإلزاحة) يقول ‪" :‬فالنص عادة ال ينشأ من فراغ وال يظهر في فراغ ‪ ..‬إنه يظهر‬
‫في عالم مليء بالنصوص األخرى ومن ثمة فإنه يحاول الحلول محل هذه النصوص‬
‫أو إزاحتها من مكانها‪.‬‬

‫وخالل عملية اإلحالل أو اإلزاحة هذه قد يقع النص في ظل نص أو نصوص‬


‫أخرى ‪ ،‬وقد يتصارع مع بعضها ‪ ،‬وقد يتمكن من اإلجهاز على بعضها اآلخر ‪،‬‬
‫وتترك جدليات اإلحالل واإلزاحة هذه بصماتها على النص ‪ ..‬وهي بصمات هامة‬
‫توشك معها فاعلية النص "المزاح" أال تقل في أهميتها وقوة تأثيرها على فاعلية‬
‫جزءا من هذا المكان ‪ ..‬ألن النص "الحال"‬
‫النص "الحال" الذي احتل مكانة أو شغل ً‬
‫قد ينجح في إبعاد النص "المزاح" أو نفيه من الساحة ولكن ال يتمكن أبداً من اإلجهاز‬
‫(‪)1‬‬
‫عليه كلية أو من إزالة بصماته عليه"‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫حداثة السؤال ‪ – 85 :‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬ط‪1988 : 2‬م‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السابق ‪.85 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]17‬‬

‫وعلى هذا فإن "التناص هو الذي يهب النص قيمته ومعناه ‪ ،‬وليس ألنه يضع‬
‫النص ضمن سياق يمكننا من فض مغاليق نظامه اإلشاري ويهب إشاراته وخريطة‬
‫عالقاته معناها ‪ ،‬ولكن أيضا ألنه هو الذي يمكننا من طرح مجموعة من التوقعات‬
‫عندما ُنواجه نصًّا ما ‪ ،‬وما يلبث أن يشبع بعضها وأن يولد في الوقت نفسه مجموعة‬
‫(‪)2‬‬
‫أخرى وهكذا … "‬

‫ومعنى هذا أن النصوص كلها القديمة والحديثة ترتبط بوشائج قربى حيث ال‬
‫يمكن إفالت النص الحالي من اتصاله بالنصوص السابقة‪.‬‬
‫وتعدد المصطلحات* العربية للمصطلح الغربي "التناص" يؤدي إلى االرتباك‬
‫لدى الباحثين ولكن يمكن االستقرار* على مصطلح (التناص) لكون**ه أك**ثر اتس**اعا ً من‬
‫التعريف**ات الس**ابقة حيث إن**ه ن**ال قس**طا ً من الش**هرة واالنتش**ار على مس**توى الع**الم‬
‫العربي والغربي‪.‬‬

‫وقد ِ‬
‫صيغ هذا المصطلح عدة صياغات وترجمات في النقد العربي الحديث‬
‫تناقلها الباحثون العرب وهي(‪: )1‬‬

‫أ ‪ -‬التناص أو التناصية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النصوصية‪.‬‬
‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫التناص وإ شاريات العمل األدبي ‪ :‬د‪ .‬صبري حافظ ‪ ، 11 :‬مجلة البالغة المقارنة ألف العدد الرابع‬
‫‪1984‬م‪ )2( .‬التناص وإ شارات العمل األدبي ‪. 21:‬‬
‫‪)2‬‬ ‫(‬
‫ينظر على سبيل المثال ‪ :‬التناص الظاهرة وإ شكالية المنهج ‪ ،‬قراءة في بعض الممارسات النقدية ‪،‬‬
‫مؤتمر النقد األدبي الثالث ‪ ،‬جامعة اليرموك ‪ ،‬إربد األردن ‪ ،‬الفترة من ‪ ، 26 - 24‬تموز ‪،‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫(‬ ‫للمزيد حول أسباب اختيار مصطلح التناص على ما عداه من مصطلحات مترجمة لمصطلح‬
‫‪ )Inter textuality‬يمكن الرجوع إلى رسالة الماجستير للباحث ‪ /‬فرج عالم ‪ ،‬بعنوان ‪ :‬شعر ابن‬
‫منير الطرابلسي (دراسة نصية) ‪ ،‬جامعة بنها ‪ 1998 ،‬م ص ‪ 18‬وما بعدها‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]18‬‬

‫ج‪ -‬تداخل النصوص أو النصوص المتداخلة‪.‬‬


‫د ‪ -‬النص الغائب ‪ ،‬ويقابلها النص الراهن أو الحاضر‪.‬‬
‫هـ‪ -‬النصوص المهاجرة ‪ ،‬والمهاجر إليها‪.‬‬
‫و‪ -‬النصوص الحالَّة والمزاحة (اإلحالل واإلزاحة )‪.‬‬

‫والحقيقة أن نقادنا القدامى انتبهوا إلى ضرورة اتصال الشاعر بما سبقه ‪،‬‬
‫ولهم جهود طيبة في هذا المجال ‪ ،‬ولكن اإلشكال أن أغلبها وقع تحت مسمى‬
‫السرقات الشعرية محمودة أو مذمومة(‪.)2‬‬

‫وقد أدرك الناقد العربي القديم منذ القرن الثاني الهجري الدور الذي يلعبه‬
‫التراث في إثراء الطاقات المتجددة "وذلك ألن المعطيات التراثية تكتسب لوناً من‬
‫القداسة في نفوس األمة ونوعاً من اللصوق بواجداناتها ‪ ،‬لما للتراث من حضور حي‬
‫ودائم في وجدان األمة ‪ ،‬والشاعر حين يتوسل إلى الوصول إلى وجدان أمته عن‬
‫طريق توظيفه لبعض مقومات تراثها يكون قد توسل إليه بأقوى الوسائل تأثيراً عليه‬
‫(‪)1‬‬
‫…"‪.‬‬

‫وربما كانت إشارة الجرجاني واضحة في حثه الناقد على أهمية التسلح بالمعرفة‬
‫"ولست تُعد من جهابذة الكالم‬
‫َ‬ ‫الدقيقة حين تعامله مع النصوص الشعرية في قوله ‪:‬‬
‫وال من نقاد الشعر حتى تميز بين أصنافه وأقسامه وتحيط علماً برتبه ومنازله ‪،‬‬

‫‪)2‬‬ ‫(‬
‫للمزيد حول هذه النقطة يمكن العودة إلى كتاب (الوساطة) لعبد القاهر الجرجاني ‪، 93 :‬‬
‫والصناعتين ألبي هالل العسكري ‪ ، 294 :‬االستدراك لضياء الدين بن األثير ‪ ،‬تقديم وتحقيق د‪ .‬حفني‬
‫وحلية‬ ‫محمد شرف ‪ ، 30 ،‬عيار الشعر ‪ :‬ابن طباطبا ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد زغلول سالم ‪، 48 :‬‬
‫المحاضرة ج‪ ، 2‬الفقرتان ‪ ، 796 ، 795 :‬التناص وإ شارات العمل األدبي ‪.58 :‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫(‬
‫استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر ‪ :‬د‪ .‬علي عشري زايد ‪، 18 ،‬‬
‫منشورات الشركة العامة للنشر والتوزيع – طرابلس ‪ ،‬ط‪1987 ، 1‬م‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]19‬‬

‫فتفصل بين السرقة والغضب ‪ ،‬وبين اإلغارة واالختالس ‪ ،‬وتعرف اإللمام من‬
‫المالحظة ‪ ،‬وتفرق بين المشترك الذي ال يجوز ّادعاء السرقة فيه والمبتذل الذي ليس‬
‫واحدا أحق به من اآلخر ‪ ،‬وبين المختص الذي حازه المبتدئ فملكه ‪ ،‬واجتباه السابق‬
‫فاقتطعه"(‪. )2‬‬

‫وكالم عبد القاهر يحيلنا إلى ضرورة التفرقة في التعامل مع المصطلحات التي‬
‫تتقارب أو تختلف مع التناص ‪ ،‬ومن أهم هذه المصطلحات مصطلح (السرقات)‬
‫فالسرقة تكون قصدية مع الشاعر ‪ ،‬أما التناص فهو عملية غير قصدية في كثير من‬
‫األحيان‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الوساطة ‪.93 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]20‬‬

‫تتن وع اختي ارات الش اعر ألدواته الفنية حسب وظائفها ال تي ُيؤملها من‬
‫خاللها‪ ،‬وتتكاثف في ذهته مشكلة بعض الظواهر الفنية والبنى النصية‪.‬‬

‫ه ذا النص الجديد له ج ذور منبثقة من نص وص متخم رة في ذهن الش اعر‬


‫تت أرجح من حين آلخر ح تى يكتمل بن اء النص ‪ ،‬وه ذا ما نلمحه في تلك النص وص‬
‫‪-‬‬ ‫ال تي ت أثر بها ابن زيــدون وتف اعلت معها قص يدته النونية آخ ذا بعض مالمحها‬
‫نى ‪ ،‬وعند‬
‫مبنى ومع ً‬
‫بوعي أو بدون وعي‪ -‬يتلمس منها ما يجده مالئما لبناء قصيدته ً‬
‫التأمل في قصيدة ابن زيدون يمكننا أن نكشف إرث الس ابقين عليه ‪ ،‬كما س يتبدى ذلك‬
‫فص ل للعالق ات ال تي تحكم نونيته بما س بقها ‪ ،‬واعتم دت نونية‬
‫المم َّ‬
‫من خالل التن اول ُ‬
‫ابن زيدون على ثالثة محاور هي ‪:‬‬

‫‪ ‬الشاعر (المحب )‪.‬‬


‫‪ ‬المحبوبة المعرضة عن حبيبها‪.‬‬
‫‪ ‬الوشاة والحاسدون‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬الشاعر ( المحب ) ‪ :‬وهو ال ذي عاش حي اة ص فاء وهناء في‬


‫ب ‪ ،‬ولكنه سرعان ما عانى من حسد الحاسدين ‪ ،‬وكيد الكائدين ‪،‬‬
‫الماضي مع من َأ َح َ‬
‫ومح اولتهم إض راره وإ يذائه‪ ،‬فهم قد أض روا بالش اعر أيما ض رر ‪ ،‬ل ذا ح اول ‪-‬في‬
‫الماضي‪ -‬التخلص منهم إال أنه لم يستطع ‪ ،‬ولم يجد أمامه سوى الطبيعة ليهرب إليها‬
‫‪ ،‬حتى أصبحت محبوبته وكأنها جنة الخلد‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬المحبـوبـة ‪ :‬وهي والدة بنت المستكفى التي أعرضت عن‬
‫الشاعر ‪-‬المحب لها‪ -‬وانقطعت الوسائل بينهما ‪ ،‬على الرغم من أن عالقاتها معه‬
‫كانت تتسم بالود والصفاء والتقارب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]21‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬الوشاة ‪ :‬وقد سعى هؤالء إلى إفساد العالقة في الماضي بين‬
‫الحبي بين إال أنهم لم يس تطيعوا بس بب االرتب اط الوثيق بينهما ‪ ،‬وك ان الزم ان لهما‬
‫موافقا ‪ ،‬وقد ت دخلت بعض العوامل في الحاضر س اعدت ه ؤالء الوش اة على إفس اد‬
‫تلك العالقة‪.‬‬

‫وت أثُُر ابن زيــدون بمن س بقه من ش عراء النوني ات واضح األثر في قص يدته‬
‫حيث تبرز هذه المحاور بشكل مكثف في نونيته‪.‬‬

‫وهذه المحاور الثالثة بدت لدى ابن زيدون ‪-‬كما بددت لدى كثير من شعراء‬
‫الغزل السابقين عليه‪ -‬وبخاصة في القصائد النونية ‪ ،‬على الرغم من اختالف طبيعة‬
‫الموضوع المهيمن على القصيدة أحيانا‪.‬‬

‫فالقصائد السابقة كانت ذات مقدمات غزلية مع اختالف طفيف في الموضوع‬


‫واختالف في التجربة ال تي عاناها كل ش اعر إال أن ابن زيدون راح يس توحي ما تَ ُم ُّن‬
‫به ذاكرته وقريحته وخياله من الشعراء السابقين‪.‬‬

‫وإ ذا نظرنا إلي تلك المق دمات الغزلية ونونية ابن زيــدون نجد أنها تعتمد على‬
‫السهولة في كثير من ألفاظها ‪ ،‬والوضوح في معانيها ‪ ،‬والبعد عن التعقيد والغموض‬
‫‪ ،‬لذا تُ َع ُّد إشارات التناص في قوافي نونية ابن زيدون من أبرز أشكال التناص ألنها‬
‫أتت محكمة البن اء الص وتي حيث ال تزم في القافية ش كالً ثابت اً (ـــينا) ‪ ،‬ول ذا ظه رت‬
‫المداخلة بين كثير من هذه القوافي‪.‬‬

‫وربما س اعد على ذلك استحض ارها في ذهن الش اعر (ابن زيــدون) قبل ب دء‬
‫القص يدة ‪ ،‬وظهر التن اص في (‪ )29‬قص يدة ومقطع اً أثَُّروا في بن اء النونية بش كل‬
‫مباشر أو غير مباشر ‪ ،‬وكان لتداخل هذه النصوص أثر فعال في تكوين النونية حتى‬
‫أص بحت وكأنها ش بكة من النص وص الس ابقة حيث تتن اثر اإلش ارات الممت دة من‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]22‬‬

‫العصر الجاهلي ح تى عصر الشاعر ‪ ،‬وقد جاءت ه ذه القص ائد والمقطع ات الـ(‪)29‬‬
‫على صورتين من حيث الوزن والقافية ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬القص ائد والمقاطع ات ال تي أث رت في نونية ابن زيـ ــدون في القافية‬


‫والبحر (‪ )15‬قصيدة ومقطعة‪.‬‬
‫األخ ــير ‪ :‬القص ائد والمقاطع ات ال تي أث رت في نونية ابن زي ــدون في القافية‬
‫دون البحر (‪ )14‬قصيدة ومقطعة‪.‬‬

‫وقد تن اولتُ تلك القص ائد والمقطع ات ال تي ت أثر بها ابن زيــــدون مراعيا‬
‫لت ذلك الش كل من ال ترتيب ح تى يمكن‬ ‫ال ترتيب الت اريخي لتلك القص ائد ‪ ،‬وقد َّ‬
‫فض ُ‬
‫إدراك تطور القصائد النونية وصوال إلى ابن زيدون‪ ،‬كما ُي ِّ‬
‫مك ُن ذلك من إدراك أوجه‬
‫التق ارب (التنـ ــاص) بين نونية ابن زيـ ــدون ومن قبله ‪َ ،‬ق َّل ذلك أو ك ثر ‪ ،‬وضح أو‬
‫غمض‪.‬‬

‫وه ذا الش كل من التن اول قد ي ؤدي إلى تك رار بعض أبي ات نونية ابن زيـدون‪،‬‬
‫ألنها القص يدة ال تي يعتمد عليها التحليل مع تع دد النم اذج ال تي يتناولها البحث ‪ ،‬وقد‬
‫تن اولت التن اص في نونية ابن زي ــدون مع كل قص يدة على ح دة من خالل العناصر‬
‫التالية (الموسيقا والقافية)‪.‬‬

‫وسيتجلى ذلك أثناء التحليل لبعض هذه القصائد والمقطعات‪.‬‬

‫وكانت أول هذه القصائد للمرقش األكبر (ت ‪ 75‬ق‪ .‬م) ومطلعها ‪:‬‬
‫س فَ ْ‬
‫اس‪III‬قِينَا‬ ‫كِرا َم النَّا ِ‬
‫ت َ‬ ‫س‪III‬قَ ْي ِ‬
‫وَِإنْ َ‬ ‫س‪ْ IIIIIIIIIIIIIIIII‬ل َمى فَ َحيِّينَا‬ ‫ِإنَّا ُم َحيُّ ِ‬
‫وك يَا َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]23‬‬

‫إشارة التناص في هذه القصيدة تكمن في القافية ‪ ،‬والبحر وبعض األلفاظ ولعلنا نلتقط‬

‫اإلطار الخارجي للنص دون الجوهر ‪ ،‬وهذا ما نلمسه في اإليقاع الموسيقي المتمثل‬

‫في البحر (البسيط) والقافية (ـينا)‪ .‬ويظهر التناص عند ابن زيدون في قوله ‪:‬‬

‫من كان صرف الهوى والود يسقينا‬ ‫يا ساري البرق غاد القصر واسق به‬
‫فألفاظ القافية ( فاسقينا ـ يسقينا ) و ألف اظ حشو ال بيت ( سـقيت ــ واسق به )‬
‫التي تحمل مالمح التناص األولى‪.‬‬

‫ابن‬ ‫وقص يدة المرقش األكــبر ك ان موض وعها الفخر على خالف قص يدة‬
‫صرح باسم محبوبته (سلمى) على خالف‬
‫زيدون ‪ ،‬وهذا اختالف واضح ‪ ،‬والمرقش َّ‬
‫ابن زيدون‪.‬‬

‫ويقول المرقش األكبر ‪:‬‬


‫آث‪IIIIIIIII‬ار أي‪IIIIIIIII‬دينا‬
‫َ‬ ‫نْأس‪IIIIIIIII‬وا بأموالنا‬ ‫مراجلُنا‬ ‫تغلي‬ ‫مفا ِرقُنَا‬ ‫بيض‬
‫ٌ‬

‫جلنا‬ ‫تغلي مرا‬ ‫رقنا‬ ‫بيض مفا‬

‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬

‫ـدينا‬ ‫أثار أيـ‬ ‫ـوالنا‬ ‫نأسو بأمـ‬

‫‪5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬

‫فَ ِعلُ ْن ‪ /‬فَ ْعلُ ْن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فعلن‬ ‫مستفعلن‬

‫ومثل هذا اإليقاع يظهر جليا في نونية ابن زيدون في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]24‬‬

‫َوانبت ما كان موصوال بأيديناَ‬ ‫فانحل ما كان معقوداـ بأنفسنــــا‬

‫(‪)5///‬‬ ‫ـفسنا‬ ‫‪/‬‬ ‫ـقودا بأنـ‬ ‫‪/‬‬ ‫كان معـ‬ ‫فانحل ما‬
‫ـدينـا‬ ‫‪5//5/5‬‬ ‫‪5//5‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫‪5/5/‬‬ ‫صولن بأيـ‬ ‫كان مو‬ ‫ونبتت ما‬
‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪//5/5/‬‬
‫‪5‬‬
‫فَ ِعلُن‪ /‬فَ ْعلُن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬

‫وتظهر معالم التناص في قصيدة تميم بن أبي مقبل (ت ‪ 37‬هـ) التي مطلعها‬
‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫َودُونَ لَ ْيلَى ع‬
‫َ‪IIIIIIII‬وا ٍد لو تُ َع‪IIIIIIII‬دِّينَا‬ ‫الخي‪IIIIIIII‬ا ُل بِنَا َر ْكبًا يَ َمانِينَا‬ ‫َ‬
‫ط‪IIIIIIII‬اَف َ‬

‫وهي قصيدة طويلة (‪ 55‬بيتاً) وتغزل فيها الشاعر بمحبوبته ليلى التى ُش غف‬
‫بها وص َّرح باسمها خمس م رات في مقدمة قص يدته في قوله ‪ :‬و(ودون ليلى)‬
‫و(تعت اد تك ذيب ليلى) و(لم تسر ليلى) و(يا دار ليلى) و(أرى من ازل ليلى) وكلها‬
‫دالالت وإ ش ارات إلى ش دة الق رب والوصل والش وق ‪ ،‬واالرتب اط النفسي والوج داني‬
‫ل دى الش اعر‪ ،‬فـ(ليلى) هنا لم تكن رم زا كما فعل كث ير من الش عراء ‪ ،‬وإ نما هي‬
‫محبوبته‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]25‬‬

‫وه ذا على خالف ابن زي ــدون ال ذي ض ّنت قص يدته ب ذكر محبوبته (والدة)‬
‫بس بب تلك الجف وة ال تي ك انت بينهما ‪ ،‬وتظهر فيها إش ارات التن اص جلية في القافية‬
‫حيث استقى منها ابن زيدون (‪ )11‬كلمة نصاً ‪ )6( ،‬اشتقاقاً ‪.‬‬

‫يقول تميم في البيت الثالث ‪:‬‬


‫من أهل َريْمانَ إال حاجــةً فينـا‬ ‫لم تسر ليلى ولم تطرق بحاجتهـا‬
‫وعند ابن زيدون في البيت العاشر‪:‬‬
‫بنا وال أن تُسروا كاشحــا فينـا‬ ‫ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسـ ٍد‬
‫فالحاجة ُملحة عند الشاعرين ‪ ،‬وهي طلب السعادة األبدية ‪.‬‬

‫ويقول تميم في البيت العاشر‪:‬‬


‫فَكِدْنَ يُ ْب ِكيَننِي َ‬
‫ش‪IIIIIII‬وقا ً ويَ ْبكيِنا‬ ‫ع‪َّ IIIIIIII‬ر ْجتُ فيها ُأ َحيِّيَ َها وَأ ْ‬
‫س‪َIIIIIIII‬ألُ َها‬

‫وعند ابن زيدون ‪:‬‬


‫ُأ ْن َ‬
‫س‪IIIIII‬ا َ بق‪IIIIII‬ربهم قد عَ‪ IIIIII‬اَد يُ ْبكينا‬ ‫ض‪ِ III‬ح ُكنَا‬
‫أنَّ الزم‪III‬انَ ال‪III‬ذي َم‪III‬ازال يُ ْ‬

‫ويقول تميم في البيت الرابع والعشرين ‪:‬‬


‫‪IIIII‬ط َأفانِينَا‬
‫ح َخ ْل ٍ‬
‫س‪ُ IIIII‬ر ٍ‬
‫ش‪IIIII‬يَ ٍة ُ‬
‫في ِم ْ‬ ‫ص ‪I‬ى قَ َم‪َ I‬‬
‫‪I‬راَ‬ ‫الح َ‬
‫جاج بِ َح ْي‪I‬دَار َ‬
‫ت َْرمي الفِ َ‬

‫وعند ابن زيدون ‪:‬‬


‫ت َأفَانينَا‬ ‫َّ‬
‫‪IIIIIIII‬ذا ٍ‬‫ض‪ُ IIIIIIII‬روبا ً َولَ‬
‫ُمنًى ُ‬ ‫َويَا َحيَ‪IIIIIIIIIIIIIIIIIIIII‬اةً تُ َملِّينَا بزهرتِ َها‬

‫ويقول تميم في البيت السابع والعشرين ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]26‬‬

‫ش‪َ IIIIII‬رفِيَّة نَ ْه‪ِ IIIIII‬ديها بَِأ ْي‪ِ IIIIII‬دينَا‬


‫وال َم ْ‬ ‫بخرص‪IIII‬ان َمقَ َّو َم‪ٍ IIII‬ة‬
‫ٍ‬ ‫باح‬
‫الص‪ِ IIII‬‬
‫س‪ُّ IIII‬م ّ‬
‫َ‬

‫وعند ابن زيدون ‪:‬‬


‫َوا ْنبَتَّ َما َك‪IIII‬انَ َموص‪IIII‬والً بَِأي‪IIII‬دينا‬ ‫فَا ْنح‪َّ IIII‬ل ما ك‪IIII‬انَ َم ْعقُ‪IIII‬وداً بَِأ ْنفَس‪IIII‬نَا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]27‬‬

‫والجدول التالي يوضح مدى تأثر ابن زيدون بقصيدة تميم بن مقبل في القافية ‪:‬‬

‫رقم‬ ‫رقم‬
‫البيت‬ ‫اشارات القافية‬ ‫البيت‬ ‫اشارات القافية‬
‫عند ابن زيدون‬
‫عند تميم‬
‫‪47‬‬ ‫بأيدينا‬ ‫‪6‬‬ ‫بأيدينا‬

‫‪48‬‬ ‫دينا‬ ‫‪6‬‬ ‫دينا‬

‫‪39‬‬ ‫فينا‬ ‫‪10‬‬ ‫فينا‬

‫‪46‬‬ ‫يسقينا‬ ‫‪20‬‬ ‫يسقينا‬

‫‪44‬‬ ‫يعنينا‬ ‫‪21‬‬ ‫يعنينا‬

‫‪38‬‬ ‫لينا‬ ‫‪26‬‬ ‫لينا‬

‫‪10‬‬ ‫يبكينا‬ ‫‪4‬‬ ‫يبكينا‬

‫‪11‬‬ ‫يحيينا‬ ‫‪22‬‬ ‫يحيينا‬

‫‪6‬‬ ‫الدينا‬ ‫‪46‬‬ ‫الدينا‬

‫‪24‬‬ ‫أفانينا‬ ‫‪31‬‬ ‫أفانينا‬

‫‪33‬‬ ‫حينا‬ ‫‪32‬‬ ‫حينا‬

‫كذلك أكثر تميم بن مقبل من تكرار حرف النون في قصيدته في حشو البيت‬
‫بجانب حرف الروي ‪ ،‬ففي مطلع القصيدة ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬تكرر حرف النون‬
‫ما بين ساكن ومتحرك (‪ )7‬مرات ‪ ،‬ثم يتكاثف حرف النون في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]28‬‬

‫بيض ويغمدن ما جـ ّردنه فينــا‬


‫ٌ‬ ‫جــردن من ألحاظهـن لنا‬
‫بيض يُ ِّ‬
‫ٌ‬
‫حيث تك رر ح رف الن ون ( ‪ ) 9‬م رات ( ‪ ) 5‬في الش طر األول و ( ‪ ) 4‬في‬
‫الشطر الثاني‪.‬‬

‫وهذا الحنين والشوق عند ابن زيدون جعله أكثر تأثراً بمن سبقه من الشعراء‬
‫‪ ،‬حيث ي رد ه ذا كث يرا في الش عر الع ربي‪ ،‬وامتد ذهنه لقص يدة تميم فاس ترجع بعضا‬
‫من‪ ‬ألفاظها ومعانيها وموسيقاها‪.‬‬

‫ويتن اص ابن زيدون مع أبي الطفيل القرشي (ت ‪ 100‬هـ) في قص يدته ال تي‬


‫م دح بها آل ال بيت ‪ ،‬وما ح دث لهم بعد مقتل س يدنا عثمـان بن عفـان ‪ ،‬ذاك را م آثرهم‬
‫في الماضي وحالهم في الحاضر ‪ ،‬يقول أبو الطفيل القرشي في مطلع قصيدته ‪:‬‬
‫يب وتُ ْبكينَ‪IIII‬ا؟‬ ‫‪IIII‬وب َأع ِ‬
‫َ‪IIII‬اج ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِم ْنها ُخطُ‬ ‫ال َد َّر د ُُّر اللَّي‪IIII‬الي َكيْ‪IIII‬فَ ت ْ‬
‫ُض‪IIII‬ح ِكنُا َ‬

‫وقول ابن زيدون في قوله ‪:‬‬


‫ُأ ْنس‪IIIII‬ا ً بقُ‪IIIII‬ر ْبهم قَد عَــاد يُ ْب ِكينا‬ ‫َأنَّ ال ّزم‪III‬ان ال‪III‬ذي م‪III‬ازال يُض‪III‬ح ْكنَا‬

‫فالتأثر واضح في األلفاظ التي سلكها ابن زيدون من مطلع القصيـدة في‬
‫(الليالي ‪ -‬الزمان ‪ -‬تضحكنا ‪ -‬يضحكنا ‪ -‬يبكينا ‪ -‬تبكينا) وكذلك األلفاظ (تسلينا‬
‫‪ -‬يسلينا ‪ ،‬شينا ‪ -‬شينا ‪ ،‬دينا ‪ -‬دينا ) في بعض األبيات في القصيدتين‬

‫شيء من التقارب بين نونية ابن زيدون ونونية جــرير (ت‪114‬‬


‫ٌ‬ ‫ويظهر‬
‫هـ) في القافية دون البحر وفي بعض ألفاظها في قصيدته التي مطلعها‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]29‬‬

‫ي‪II‬ل َغادينَا‬ ‫َوَأ ْ‬


‫ص‪II‬بَ ُحوا من قُ‪ِ II‬ر ِّ‬
‫ي الَ ْخ ِ‬ ‫الح ِّي َ َم ْرهُونَا‬ ‫َأ ْم َ‬
‫س‪IIII‬ى فُ‪َIIII‬ؤادكَ عند َ‬

‫ح تى نصل إلى العصر العباسي لنجد قص يدة البحتري ش امخة أم ام ابن زيــدون ت ردد‬

‫في ذهنه تلك األلف اظ والمع اني ال تي ظه رت ب دايتها تتضح ش يئاً فش يئاً ح تى تناسى‬

‫األدباء القصائد السابقة على البحتري واتجهوا إلى قصيدته وعدوها المنبع األساسي‬

‫ال ذي اس تلهم منه ابن زيـــدون إط ار نونيته ‪ ،‬لكن أغلب الظن أن نونية تميم بن أبي‬

‫ابن زيـ ــدون قبل نونية‬ ‫مقبل في إطارها الع ام وألفاظها ك انت ماثلة أيضا في ذهن‬

‫البحتري (ت‪284‬هـ) التي مطلعها ‪:‬‬

‫‪IIIIIII‬وم ال ُم ِحبِّينَا‬
‫ِ‬ ‫لجاج‪ IIIIIII‬كَ في لَ‬
‫ُ‬ ‫فَ َما‬ ‫ب يُ ْغ ِرينَا‬ ‫يَ َك‪IIIIIIIIIIIIII‬ا ُد عا ِذلُنَا في ُ‬
‫الح ِّ‬

‫وتتك ون من (‪ )39‬بيتا‪ ،‬كتبها في م دح خمارويه بن أحمد بن طولــون ‪ ،‬وق َّدم‬


‫لها بمقدمة غزلية من (‪ )11‬بيتاً‪.‬‬

‫وتظهر إش ارات التن اص أك ثر وض وحاً في قص يدة البحــتري عن غ يره من‬


‫الشعراء السابقين حيث تلك المقدمة الغزلية التي نسجها وكانت مصدر اإللهام الثاني‬
‫البن زيــــدون بعد نونية تميم بن مقبل‪ -‬حيث اس تطاع ابن زيــــدون على نسج نونيته‬
‫ال تي كتبها في والدة وانص بت معانيها على الغ زل ‪ ،‬بينما "تظل مقدمة البحـــــتري‬
‫محص ورة في أربعة عشر بيت اً ‪ ،‬يرصد فيها ع دة خ واطر تب دو متن اثرة ‪ ،‬إذ ال يك اد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]30‬‬

‫يربطها نفس يا س وى ذلك الحس الغ زلي ال ذي يطرحه في كث ير من مق دمات قص ائده‬


‫خاصة في ب اب الم دح ‪ ،‬وكأنه لم يف رغ لغزله ف راغ ابن زيــدون ‪ ،‬ثمة ف روق مؤك دة‬
‫بين فراغ الشاعر لتجربة ما بعينها ‪ ،‬وبين توزعه بين عدد من التجارب يوزع بينها‬
‫(‪)1‬‬
‫طاقته وصوره"‬

‫وعند تتبعنا إلش ارات التن اص في القص يدتين نجد أن البح ـ ــتري في مقدمة‬
‫قصيدتـه تبرز لديه األنا وهذه ظاهرة واضحة في ُج ِّل مق دمات البحتري الغزلية حيث‬
‫إن كث يراً من غزله "ك ان غ زالً مقص وداً لذاته ‪ ،‬يرسم فيه عواطفه وإ حس اس نفسه ‪،‬‬
‫فك انت القص يدة في الواقع كأنها مركبة من قص يدتين ‪ :‬واح دة يف رغ فيها عواطفه في‬
‫الغ زل ‪ ،‬وأخ رى لغ رض الم دح أو غ يره من األغ راض ‪ ،‬فك أن البح تري ك ان يضم‬
‫(‪)1‬‬
‫إحدى القصيدتين إلى األخرى من غير أن يعنى بالربط بينهما"‪.‬‬

‫وهذه المقدمة الغزلية وإ ن كانت قصيرة إالَّ أنها حوت كثيرا من معاني الغزل‬
‫ال تي ض منها ابن زيــدون في قص يدته النونية ‪ ،‬وتظهر إش ارات التن اص ب وفرة عن ده‬
‫ح تى ذهب بعض الب احثين إلى أن ابن زي ــدون وضع نصب عينية قص يدة البح ــتري‬
‫الس ابقة وكتب نونيته ‪ ،‬وتظهر إش ارات التن اص متمثلة في (‪ )6‬أبي ات نص اً دون‬
‫ت رتيب في (المحبينا ‪ ،‬يعنينــا‪ ،‬يحيينا ‪ ،‬فينا ‪ ،‬ليالينا ‪ ،‬لينــا) وه ذه اإلش ارات ت وحي‬
‫بحضور قصيدة البحتري على ذهن ابن زيدون‪.‬‬

‫يقول البحتري في مطلع القصيدة ‪:‬‬


‫‪IIIIIII‬وم ال ُم ِحبِّينَا‬
‫ِ‬ ‫لجاج‪ IIIIIII‬كَ في لَ‬
‫ُ‬ ‫فَ َما‬ ‫ب يُ ْغ ِرينَا‬ ‫يَ َك‪IIIIIIIIIIIIII‬ا ُد عا ِذلُنَا في ُ‬
‫الح ِّ‬

‫ويظهر ذلك األثر في نونية ابن زيدون في البيت الثامن عشر في قوله ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المعارضات الشعرية بين التقليد واإلبداع ‪.250 :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حياة البحتري وفنه ‪ :‬د‪ .‬أحمد بدوي ‪.215 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]31‬‬

‫ــر النَّأ ُ‬
‫ي ال ُمحبينا‬ ‫إنْ طالمـا غيَّ َ‬ ‫ال تحسبــوا نأيكـم عنا يُغيـرنا‬
‫كما نلمح األثر اإليق اعي في قص يدة البحـ ـ ــتري متمثال في البحر البس يط‪،‬‬
‫والقافية ‪.‬‬

‫ونلمح إشارات التناص أكثر وضوحاً في الجدول التالي ‪:‬‬

‫رقم البيت عند ابن‬


‫رقم البيت عند البحتري‬
‫زيدون‬ ‫اشارات القافية‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المحبينا‬

‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ُيعنينا‬

‫‪18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ُي َح ِّيينا‬

‫‪21‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فينا‬

‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ليالينا‬

‫‪27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫لينا‬

‫وقد أغفل الدارسون نونية السري الرفاء (ت ‪326‬هـ) التي مطلعها ‪:‬‬
‫اس‪II‬قِينَا‬ ‫فَشَعش‪II‬عيها بِ َم‪II‬ا ِء ال ُم ْ‬
‫‪II‬ز ِن َو ْ‬ ‫نَ ْط ِ‬
‫‪III‬وى اللَّي‪III‬الي ِع ْل ًما أن س‪III‬تطوينا‬

‫ونلمح فيها إشارات التناص أكثر وضوحا في ألفاظ القافية المتمثلة في (‪ )8‬أبيات هي‬

‫(‪ )20 11، 7، 6 ، 5 ، 4 ، 3 ، 2‬في الكلمات ( أيدينا‪ ،‬لينا ‪ ،‬نسرينا ‪ ،‬تُحيينا ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]32‬‬

‫يســلينا ‪ ،‬يحيينــا‪ ،‬الرياحينا ‪ ،‬آمينا)‪ ،‬وهي عند ابن زيــدون في األبي ات ( ‪،27 ، 6‬‬

‫‪. ) 26 ، 5 ، 23 ،17 ، 20 ، 31‬‬

‫ال تي‬ ‫ونصل إلى العصر األندلسي حيث قص يدة الص ــاحب بن عبَّاد (ت ‪385‬هـ)‬

‫مدح بها قريش وآل النبي ‪ ‬ومطلعها ‪:‬‬

‫ب أحزان‪IIIII‬ا ً أفانينا‬
‫َو َج‪ IIIII‬دْتُ في القل ِ‬ ‫س‪ْ IIIIII‬ينَا‬
‫َ‪IIIIII‬راخى َم‪ِ IIIIII‬ديحي آل يَ ِ‬
‫إذا ت َ‬

‫وع دد أبياتها (‪ )41‬بيتا ‪ ،‬وهي من البحر البســيط‪ ،‬وتمثلت إش ارات التن اص‬
‫في (‪ )10‬أبي ات ‪ ،‬متمثلة في القافية (أفانينا ‪ -‬فينا ‪ -‬دينا ‪ -‬تكفينا ‪ -‬حينا ‪ -‬تحيينا‬
‫…) ال واردة بالقافية عند ابن زي ــدون ‪ ،‬ويكشف الخط اب الش عري في قص يدة ابن‬
‫عبــاد عن ح زن وألم الش اعر ولكن اختلف الغ رض الش عري فيها حيث جعله الش اعر‬
‫في وصف آل البيت وذكر ما تعرض له آل النبي ‪ ‬من ٍ‬
‫مآس‪.‬‬

‫ومن خالل الع رض الس ابق نلمح أن تن اص ابن زيــدون مع قص ائد الس ابقين‬
‫في قوافيهم برز واضحا في الموسيقا‪ ،‬وخاصة القافية‪.‬‬

‫وقد غلب على القص ائد الس ابقة ط ابع الح زن واأللم‪ ،‬إثر الف راق ال ذي يح دث‬
‫بين األحب ة‪ ،‬وقد ب رزت لفظة (البكـ ـ ــاء) مؤك دة ه ذا المع نى‪ ،‬وش اركها لفظتا‬
‫(الليالي والزمان) وكالهما من العوامل التي تساعد على السعادة أو الحزن ‪.‬‬

‫يقول ابن زيدون ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]33‬‬

‫ُأ ْنس‪IIIIII‬ا ً بِقُ ْربِ ُهم قَ‪ْ IIIIII‬د عَ‪IIIIII‬اد يُ ْبكينا‬ ‫ض‪ِ II‬ح ُكنَا‬
‫ال‪II‬ذي َم‪II‬ازَ ال يُ ْ‬
‫ِ‬ ‫َأنَّ الزم‪II‬انَ‬

‫يق ول‬ ‫وقد ت رددت عند كث ير من الش عراء مع اختالف البنية الص رفية‪.‬‬

‫المرقش األكبر ‪:‬‬

‫َم‪َ III‬ع البُ َك‪III‬ا ِة على َمنْ َم‪III‬اتَ يَ ْب ُكونَا‬ ‫وال ت‪IIIII‬راهم وإنْ جلَّتْ ُمص‪IIIII‬يبت ُهم‬

‫ويقول تميم بن أبي مقبل ‪:‬‬

‫فَكِدْنَ يُ ْب ِكيننِي َ‬
‫ش‪IIIIIII‬وقا ً َويَب ِكينَا‬ ‫عَ‪َّ IIIIIII‬ر ْجتُ فيها َأ َحيِّ ْيها َوَأ ْ‬
‫س‪IIIIIII‬ألها‬

‫ويقول عمر بن أبي ربيعة ‪:‬‬

‫فَ َك‪ IIIIIIIIIIIIIIII‬اَد ال‪َّ IIIIIIIIIIIIIIII‬د ْم َع يُ ْبكينا‬ ‫ع‪IIIIIIIIIIIIII‬برة ِم ْن َها‬


‫ٌ‬ ‫فَفَ َ‬
‫اض‪IIIIIIIIIIIIII‬تْ‬

‫ويقول أبو الطفيل القرشي ‪:‬‬


‫يب وتُ ْب ِكينَ‪IIII‬ا؟‬ ‫‪IIII‬وب َأع ِ‬
‫َ‪IIII‬اج ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِم ْن َها ُخطُ‬ ‫ُض‪ِ IIIII‬ح ُكنَا‬
‫ال َد َّر د ُُّر الليَّالي َكيْ‪IIIII‬فَ ت ْ‬

‫عم به‪ ،‬وقد َّ‬


‫عبر‬ ‫والبكاء عند ابن زيدون أتى عن د التحسر على الماضي الجميل الذي َن َ‬

‫عنه بقوله ‪( :‬يضحكنا) وقد أزاح الزمان هذا الماضي وأحل بدالً منه الحاضر األليم‪،‬‬

‫وعبر عنه بقوله ‪( :‬يبكينا)‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]34‬‬

‫وأتى البك اء عند المــرقش األكــبر عن طريق الس لب فلم يكن بك اء‪ ،‬وإ نما ك ان‬
‫امتناع اً عن البك اء‪ ،‬في قوله ‪( :‬وال تــراهم يبكونــا) فالجملة االعتراض ية ‪-‬وإ ْن جلَّ ْت‬
‫صيبتهم‪ -‬أوحت إلى هول المصيبة التي نزلت بهم حتى أنستهم البكاء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُم‬

‫(فكـدن‬ ‫وتت درج لفظة (البكـاء) فيع بر عنها تميم بن أبي ُمقبل بقوله ‪:‬‬
‫يبكينني) ثم أردفها بقوله ‪( :‬ويبكينا) وهذا يدل على شدة التحمل والتجلد‪.‬‬

‫الع ْب رة التي فاضت من المرأة‬


‫أما عمر بن أبي ربيعة فقد عبر عن البكاء وسببه بتلك َ‬

‫في قوله ‪( :‬فكـ ــاد الـ ــدمع يبكينـ ــا) فكلها إش ارات إلى الح زن ‪ ،‬أما ق ول أبي الطفيل‬

‫الس ابق‪ ،‬فقد ت أثر به ابن زيدون‪ ،‬ويتجلى ذلك في اس تخدامهما للمفارقة إلب راز ح الين‬

‫متناقضين ‪ ،‬حال مليئة بالسعادة والسرور ‪ ،‬وحال أنية ممتلئة باألسى والحزن‪.‬‬

‫أبـــو الطفيــل‬ ‫اللي‪IIIII‬الي تض‪IIIII‬حكنا ـــ الليــــــــــــــــالي تبكينا ـــــــــــــــــــ‬

‫ابـــن زيـدون‬ ‫الزم‪IIII‬ان يض‪IIII‬حكنا ـــ الزمــــــــــــــــان يبكينا ـــــــــــــــــــ‬

‫إن كال الش اعرين يجعل س طوة ال زمن على اإلنس ان واض حة جلي ة‪ ،‬حيث يدفعه‬

‫بأحداثه الجسام إلى البكاء وأحيانا يتيح له ما َي ُس ُّره فيسعده ويضحكه ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]35‬‬

‫والجدول التالي يوضح مدى تأثير ابن زيدون بألفاظ السابقين في القافية ‪:‬‬

‫عــدد المـــرات‬ ‫الكلــــمة‬ ‫عـــدد المـــــرات‬


‫الكلــمة‬
‫‪1‬‬ ‫تحسينا‬ ‫‪1‬‬ ‫ناعينا‬
‫‪10‬‬ ‫لينا‬ ‫‪8‬‬ ‫يبكينا‬
‫‪8‬‬ ‫أحابينا‬ ‫‪9‬‬ ‫آمينا‬
‫‪3‬‬ ‫تزيينا‬ ‫‪9‬‬ ‫أيدينا‬
‫‪3‬‬ ‫تكافينا‬ ‫‪1‬‬ ‫تالقينا‬
‫‪1‬‬ ‫نسرينا‬ ‫‪3‬‬ ‫أعادينا‬
‫‪2‬‬ ‫أفانينا‬ ‫‪11‬‬ ‫دينا‬
‫‪10‬‬ ‫حيـنا‬ ‫‪19‬‬ ‫فينا‬
‫‪3‬‬ ‫يغنينا‬ ‫‪1‬‬ ‫تصافينا‬
‫‪1‬‬ ‫تبيينا‬ ‫‪4‬‬ ‫ماشينا‬
‫‪4‬‬ ‫عوالينا‬ ‫‪3‬‬ ‫رياحينا‬
‫‪2‬‬ ‫مغنينا‬ ‫‪6‬‬ ‫المحبينا‬
‫‪8‬‬ ‫تلهينا‬ ‫‪5‬‬ ‫يسلينا‬
‫‪7‬‬ ‫دينا‬ ‫‪5‬‬ ‫يسقينا‬
‫‪3‬‬ ‫يكفينا‬ ‫‪3‬‬ ‫يغنينا‬
‫‪4‬‬ ‫توالينا‬ ‫‪9‬‬ ‫يحيينا‬
‫‪2‬‬ ‫تخفينا‬ ‫‪1‬‬ ‫تقاضينا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]36‬‬

‫ومن خالل الجدول السابق نتبين ما يلي ‪:‬‬


‫*أن أعلى الكلمات ورودا هي ‪:‬‬
‫عـــدد المـــــرات‬
‫الكلــمة‬
‫‪1‬‬ ‫ناعينا‬
‫‪8‬‬ ‫يبكينا‬
‫‪9‬‬ ‫آمينا‬
‫‪9‬‬ ‫أيدينا‬
‫‪1‬‬ ‫تالقينا‬
‫‪3‬‬ ‫أعادينا‬
‫‪11‬‬ ‫دينا‬
‫‪19‬‬ ‫فينا‬
‫‪11‬‬ ‫دينا‬
‫‪10‬‬ ‫حينا‬
‫‪10‬‬ ‫لينا‬
‫‪9‬‬ ‫أمينا‬
‫‪9‬‬ ‫أيدينا‬
‫‪9‬‬ ‫يحيينا‬
‫وربما ورود كلمة (فينا) بكثافة عالية لكونها ح رف جر وملحق به الض مير‬
‫(ـنا) وهي لفظة ليست ذات خصوصية‪ ،‬أي ال يمكن أن تُنسب لشاعر دون غيره‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]37‬‬

‫أما الكلم ات األخر فإنها وإ ن لم تكن ذات خصوص ية ل دى ش اعر معين ف إن‬
‫انتشارها بهذا الشكل في عدد من القصائد النونية موضع الدرس تعني أن هناك تأثيرا‬
‫من السابق في الالحق‪.‬‬

‫وتظهر المفارق ات بين القص ائد النونية الس ابقة على ابن زيدون على مس توى‬
‫الش كل حيث تعد قص يدة ابن زي ــدون لوحة غزلية كاملة ‪ ،‬أما القص ائد والمقاطع ات‬
‫اُألخر أتت بعض مق دماتها غزلية في أبي ات مع دودة منها مق دمات غزلية عاش ها‬
‫الش عراء مثل مقدمة البحــــــتري ‪ ،‬وقد عمد من خاللها إلى إظه ار األنا المتمثلة في‬
‫الشاعر ‪ ،‬واآلخر المتمثلة في الممدوح‪.‬‬

‫وه ذه المق دمات الغزلية ونونية ابن زي ــدون ص اغها الش عراء في ألف اظ تص ويرية‬

‫مع برة حيث أدى الموقف الغ زلي إلى الس هولة في األلف اظ ‪ ،‬وذلك من خالل المع اني‬

‫التجسيديه ومن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة ‪:‬‬

‫س‪IIIIIIIIIIIIII‬لِينَا‬ ‫َولَ ْي َ‬
‫س البُ ْع‪َ IIIIIIIIIIIIII‬د يُ ْ‬ ‫ش‪IIIIIIIIIIIIII‬فِي‬ ‫‪IIIIIIIIIIIIII‬ر ُُ‬
‫ب بِ َها يُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫فَالَ قُ‬

‫‪IIIIIIIIIIIII‬ول يَ ْعنينَا‬
‫ِ‬ ‫َو َر ْج‪َ IIIIIIIIIIIII‬ع القَ‬ ‫َوقَ‪ْ IIIIIIIIIIIIIIII‬د قَ‪IIIIIIIIIIIIIIII‬الَتْ لتربيها‬

‫وقول العرجي ‪:‬‬


‫َو َما قَد ُك ْنتُ قَ‪ْ IIIIII‬د ْ‬
‫أض‪َ IIIIII‬مرتُ حينا‬ ‫يث نَ ْف ِ‬
‫س‪IIII‬ي‬ ‫يث َح‪ِ IIII‬د َ‬ ‫فََأ ْب‪IIII‬دَيتُ َ‬
‫الح‪ِ IIII‬د َ‬

‫لَ ُهنَّ ي ُك‪IIIIIIII‬ون َأهْونُه ِ‬


‫رص‪IIIIIIII‬ينَا‬ ‫ش‪َ IIIII‬وقِي‬
‫ح إنَّ َ‬
‫الش‪IIIII‬وق ال ُمبَ‪ّ IIIII‬ر ِ‬
‫ِمن َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]38‬‬

‫وقول ابن الدُّمينة ‪:‬‬


‫للش‪IIIIIIIII‬ا ِربينَا‬ ‫َّ‬
‫‪IIIIIIIII‬ذ ٍة َّ‬‫اح لَ‬
‫بِر ِ‬
‫َ‬ ‫ص‪IIIII‬فّى فِي ُز َج‪ٍ IIIII‬‬
‫اج‬ ‫َس‪ُُ IIIII‬ل ُم َ‬
‫َو َما ع َ‬

‫الس‪IIII‬ا ِمرينا‬ ‫ب ال َك َ‬
‫‪IIII‬رى بِ َّ‬ ‫َص‪َ IIII‬‬
‫ِإذا ع َ‬ ‫س‪ْ IIII‬ل َمى‬
‫ري‪IIII‬ق َ‬
‫ِ‬ ‫بَِأ ْط َ‬
‫يب ُمو ِهن‪IIII‬ا ً ِمنْ‬

‫وقول السري الرفاء ‪:‬‬


‫‪IIIII‬ان ِمنْ َأ َعطَافِه اللِّينَا‬
‫ش‪َ IIIII‬ماِئ َل البَ ِ‬
‫َ‬ ‫س‪َ III‬رقَتْ‬ ‫‪III‬ز قَوام‪III‬ا ً نَ ِ‬
‫اعم‪III‬ا ً َ‬ ‫قَ‪III‬ا َمتْ تَ ُه ُّ‬

‫س‪ِ II‬رينا‬
‫ال‪II‬ورد نِ ْ‬
‫ج‪II‬ني َ‬
‫ِّ‬ ‫َأ ْلقَيَتَ ف‪II‬و َ‬
‫ق‬ ‫ث َح ْم‪IIIIII‬را َء يَل ْقاَها المِزَ ُ‬
‫اج َكما‬ ‫ت َُح َّ‬

‫وتظهر المفارقة جلية بين ابن زيــدون ‪ ،‬ومن قبله من الش عراء حيث إنهم أك ثروا من‬

‫المع اني الغزلية على خالف ابن زيــدون ال ذي أودع قص يدته همومه ال تي يعيش ها في‬

‫الحاضر متلمسا عودة التالؤم بينه وبين محبوبه‪.‬‬

‫كما نلمح أن كث ًيرا من ش عراء الغ زل في العص ور الس ابقة على عصر ابن زي ــدون‬

‫ذكروا أسماء محبوباتهم في شعرهم إال أن ابن زيدون خرج عن مثل هذه األطر ال تي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]39‬‬

‫تعارف عليها الشعراء فلم يصرح باسم محبوبته (والدة) في نونيته وربما كان سبب‬

‫ذلك تلك المحنة التي عاشها‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]40‬‬

‫أوال ‪ :‬التناص في القصائد الشعــرية ‪:‬‬


‫تأثر كثير من الشعراء بنونية ابن زيدون تأثيراً مباشراً وغير مباشر ‪ ،‬وأتى‬
‫العي ــوني (ت‬ ‫المقرب‬
‫ّ‬ ‫الت أثير مباش راً في كث ير من القص ائد منها قص يدة ابن‬
‫‪629‬هـ) التي رثى فيها الدولة العيونية‪ ،‬ومطلعها ‪:‬‬
‫ينا‬
‫يدا ِف َ‬
‫عَها ً‬
‫ود ْ‬
‫ن ِبُبقيا َوَأ ِ‬
‫َفامُْن ْ‬ ‫النا يا دَْهُر َيْكِفينَا‬
‫َبْعضُ الَِّذي َن َ‬

‫وهي قصيدة تتكون من (‪ )63‬بيتاً ‪ ،‬وتظهر فيها إشارات التناص على‬


‫مستوى األلفاظ نصًّا في (‪ )15‬بيتا‪ ،‬واشتقاقًا في (‪ )5‬أبيات ‪.‬‬

‫يقول ابن زيدون في البيت السادس ‪:‬‬

‫ينا‬
‫يد َ‬
‫وال ِب َأ ِ‬
‫ت ما كان َموصُ ً‬
‫َوانَْب َّ‬ ‫ان َمْعُقًودا ِبَأْنُفسَِنا‬
‫حَّل َما َك َ‬
‫ان َ‬
‫َف ْ‬

‫وعند ابن المقرب في البيت الثالث ‪:‬‬

‫ينا‬
‫ضْعُفَنا ِإَّال ِب َأ ْيدِ َ‬
‫ن َ‬
‫ِإذْ َلم َيُك ْ‬ ‫حمًْدا ال َنَفاذَ له‬
‫هلل َ‬
‫الحمُْد ِ‬
‫َف َ‬

‫ويظهر التناص جليا في البيتين حيث يرى ابن زيدون أن الذي حدث لم يكن‬
‫ابن المقرب فإنه بحمد اهلل على أن الضعف الذي‬
‫أمرا محتوما‪ ،‬وإ نما (بأيدينا) ‪ ،‬أما ُ‬
‫آلت إليه الدولة العيونية لم يكن من خارجها‪ ،‬وإ نما كان من داخلها بسبب االختالف‬
‫والتفرق ‪.‬‬

‫ويقول ابن زيدون في البيت العاشر ‪:‬‬

‫حا ِف ْي َنا‬
‫اش ً‬
‫سُّروا َك ِ‬
‫ن تُ ِ‬
‫ِبَنا َوَال َأ ْ‬ ‫حسٍَد‬
‫ن ذ ِي َ‬
‫عْي َ‬
‫حقُّنا أن ُتِقُّروا َ‬
‫مَا َ‬

‫ظا عند ابن المقرب في األبيات (‪ )46 ، 6 ، 1‬في قوله‪:‬‬


‫وورد التناص لف ً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]41‬‬

‫أودعها يدا ِف ْي َنا‬


‫ن ِبُبْقَيا َو ِ‬
‫َفامُْن ْ‬ ‫ض َّالذِي َنَالَنا َيا دَْهُر َيْكِفينَا‬
‫‪َ -‬بْع ُ‬

‫سمََّها ِف ْي َنا‬
‫يعا َفُتْلِقي ُ‬
‫سِر ً‬
‫َتْأِتي َ‬ ‫عْقبِ دولتها‬ ‫ولة ِفي ُ‬
‫اذَرتْ دَ ٌ‬
‫ح َ‬‫‪ -‬وَ َ‬
‫وم َما َبَلَغتْ‬
‫الر ِ‬
‫وك ُّ‬
‫ولت ُمُل ُ‬
‫إن َت ْ‬
‫‪َ -‬ف ْ‬
‫إخوانَنا ِف ْي َنا‬
‫ُ‬ ‫صَنَعتْ‬
‫ار مَا َ‬
‫ِمْعشَ َ‬

‫وعلى الرغم من أن هذا اللفظ ليس من الخصوصية إال أنه يدل على أن‬
‫الحضور هنا ليس لفرد وإ نما ألكثر من ذلك‪ ،‬وهذا الجمع كان ينبغي أن يربط بينه‬
‫رباط المودة والمحبة لكن ذلك لم يحدث ‪.‬‬

‫ويقول ابن زيدون في البيت (‪: )43‬‬

‫ينا‬
‫ه َقالِ َ‬
‫جْر ُ‬
‫عْنهُ َوَلْم َنْه ُ‬
‫ين َ‬
‫سالِ َ‬
‫َ‬ ‫وكُبُه‬
‫ت َك َ‬
‫ال َأْن ِ‬
‫ق َجمَ ٍ‬
‫ف ُأْف َ‬
‫ج ُ‬
‫َلْم َن ْ‬

‫وعند ابن المقرب في البيت (‪: )18‬‬

‫ينا‬
‫انينَا َو َقالِ َ‬
‫شِ‬ ‫اوِيَل َ‬
‫ِفْيَنا َأَق ِ‬ ‫تمُعوا‬
‫واس َ‬
‫ْ‬ ‫عَلْيَنا َمعَ األََي ِ‬
‫ام‬ ‫َمالُوا َ‬

‫وقد بدا واضحا اختالف الشاعرين فيما يتعلق بدور الوشاة أو الحاسدين‪.‬‬

‫فابن زيدون لم يكن ليسلو جمال والدة ‪ ،‬وال أن يهجره قاليا له ‪ ،‬فهو ممن ال‬
‫يتزعزع حبهم ‪ ،‬وال تضطرب خواطرهم فيسلو‪ ،‬أو يجفو‪.‬‬

‫أما ابن المقرب فإنه يشكو ما يعانيه ويقاسيه من أقاربه وإ خوانه ‪ ،‬حيث‬
‫ما‬ ‫كانوا عونا للزمن عليه حين استمعوا ألقوال الحاقدين والقالين فكان منهم‬
‫كان‪ .‬ونلمح في قصيدته هذا اإلحساس المؤلم من خالل تلك األلفاظ التي ساقها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]42‬‬

‫ابن المقرب مثل (نالنا – يا دهر – يكفينا – فينا – العدو – معادينا – أمرا يعاجلنا –‬
‫وحاذرت – سمها – قراحا … )‪.‬‬

‫ابن المقرب ـ ــ‪ /‬الماضي ـ ـ ازدهار الدولة العيونية ـ ـ سعادة‬


‫‪ /‬الحاضر ‪ ...‬ـ ضعف الدولة العيونبة ـ ألم وحزن‬
‫ابن زيدون ـ ــ‪ /‬الماضي ـ ـ ـ الوصل واللقاء ـ ـ سعادة‬
‫‪ /‬الحاضر ‪...‬ـ ـ الهجر والفراق ـ ـ ألم وحزن‬
‫وهذا اإلحساس المؤلم هو الذي سيطر على نونية ابن زيدون ‪-‬من قبل‪ -‬حيث‬
‫الحرقة واأللم على الماضي الجميل وما آل إليه الحاضر ‪ ،‬فمظاهر الماضي عند ابن‬
‫المقرب متمثلة في ازدهار الدولة العيونية ‪ ،‬ومظاهر الحاضر متمثلة في مظاهر‬
‫الحْكِم حتى طمع فيهم‬
‫ضعفها ‪ ،‬بما استفحل فيها من صراع بين أمرائها على ُ‬
‫أعداؤهم‪.‬‬

‫والحاسد‬ ‫وعنصر األعداء عند ابن المقرب يماثله عنصر الحاقد والواشي‬
‫بدء القصيدة ‪:‬‬ ‫عند ابن زيدون ‪ ،‬ونلمح ذلك األثر جليا في قول ابن المقرب من‬

‫يدا َفِيَنا‬
‫أودعها ً‬
‫ن ِبُبْقَيا َو ِ‬
‫َفامُْن ْ‬ ‫ينا‬
‫َبْعضُ الَّذي َنالََنا يا َدهُْر َيْكِف َ‬
‫العِدِّو ِبَنا‬
‫اء َ‬‫ض َ‬‫ك ِإْر َ‬ ‫ان شََأُن َ‬
‫إن َك َ‬
‫ْ‬
‫ادينَا‬
‫ضى مَُع ِ‬
‫ن َهذَا ِبِه َيْر َ‬
‫َفدُو َ‬
‫ابن المقرب‬

‫الحاضر‬
‫(البعد والجفاء)‬

‫والدة‬ ‫ابن زيدون‬


‫المحبوبة‬
‫الماضي‬
‫الماضـي‬
‫(أيام القرب والهناء)‬
‫(أيام العز والرخاء)‬
‫الدولة العيونية‬
‫الحاضــر‬
‫(تفكك الدولة وزوالها)‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]43‬‬

‫ابن‬ ‫وت زداد إش ارات التن اص وتنمو ش يئا فش يئا ح تى نصل إلى نونية‬
‫المستوفي (ت ‪637‬هـ) في قوله ‪:‬‬
‫ادْيَنا‬
‫عِ‬‫ه َأ َ‬
‫عَلى ُكْر ٍ‬
‫عدَْتَنا َ‬
‫َومَا َ‬ ‫النوى ِفْيَنا‬
‫ت َأْيدِي َّ‬
‫ابَنا َوَلَع ْ‬
‫حَب َ‬
‫َأ ْ‬

‫حيث نجد أنفسنا أمام تلك النونية التي تتقارب مع نونية ابن زيدون في األداء الف ني‬
‫والمعنى واألسلوب والموضوع واأللفاظ ‪ ،‬وكأن ابن المستوفي عمل على إزاحة نونية ابن‬
‫زيـــدون ‪ ،‬وأحل نونيته محلها ‪ ،‬إال أن ابن المســـتوفي اس تطاع أن َيص ُوغها ص ياغة فنية‬
‫متقنة كص ياغة ابن زي ـ ــدون لنونيته ‪ ،‬ونلمح إش ارات التن اص في القص يدة كلها ما بين‬
‫عروض األبيات وضربها وحشوها ‪ ،‬ومن ذلك قول ابن زيدون في البيت الرابع ‪:‬‬
‫عادَ ُي ْب ِكينَا‬
‫ُأْنسًا ِبُقْرِبِهُم َقدْ َ‬ ‫ح ُك َنا‬
‫ض ِ‬
‫الزمَان الذي ما زال ُي‪ْ II‬‬
‫ن َّ‬‫َأ َّ‬

‫وتظهر إشارات التناص جلية عند ابن المستوفي في قوله في البيت الثالث‪:‬‬
‫ش ُي ْب ِكينَا‬
‫العْي ِ‬
‫ق َ‬ ‫ضْي ُ‬
‫ن َو ِ‬
‫حُ‬
‫وم َن ْ‬
‫الي َ‬
‫َف َ‬ ‫ح ُك َنا‬
‫ض ِ‬
‫ش ُي ْ‬
‫خْفضُ العَْي ِ‬
‫انا َو َ‬
‫شَنا َز َم ً‬
‫ع ْ‬
‫ِ‬

‫فالتأثر واضح في اختيار األلفاظ‪ ،‬والمعاني‪ ،‬ويتبدى ذلك في عدة أمور ‪:‬‬

‫‪ -1‬تكرار عدد من األلفاظ في البيتين ( الزمان‪ /‬زمانا – يضحكنا ‪ /‬يضحكنا –‬


‫بكينا ‪ /‬يبكينا) وتكرار ثالثة ألفاظ بنصها يؤكد هذا التأثر‪.‬‬

‫‪ -2‬أن الضمير المستخدم هنا في األبيات هو الضمير (ـنا)‪.‬‬

‫‪ -3‬أن القافية وردت متماثلة في البيتين المتمثلة في (يبكينا – يبكينا) بل وردت‬


‫كلمة (يضـحكنا) في نهاية الشطر األول من كال البيتين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]44‬‬

‫‪ -4‬أن كال الشاعرين كانت لديه فسحة من الزمن عاش فيه هانئا آمنا مطمئنا سعيدا‬
‫(في الماضي) ‪ ،‬ويتجلى ذلك في (الزمان مازال يضحكنا ‪ /‬العيش يضحكنا)‪.‬‬

‫‪ -5‬أن هناك تحوال جذريا طرأ على هذه السعادة‪ ،‬فتحولت إلى بكاء ‪ ،‬وقد كان ذلك‬
‫بسب الفراق الذي ألم بالمحبين لعبث الوشاة والحاسدين لدى ابن زيدون أما ابن‬
‫المستوفي فكان ألمه وحزنه ناجما عما أصابه من ضيق العيش‪.‬‬

‫وقد ألح ابن المستوفي على معانى الهجر والفراق والصد واللقاء ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال لدى ابن زيدون وعند قراءة قصيدة ابن المستوفي نشعر وكأننا نقرأ نونية ابن‬
‫زيدون وذلك في قول ابن المستوفي ‪:‬‬

‫واتْيَنا‬
‫حًّقا ال ُي ِ‬
‫ب َ‬
‫َوَأْقسََم القُْر ُ‬ ‫اب ُلْقيانَا‬
‫طَعتْ َبْيَنَنا َأسَْب ُ‬ ‫َتَق َّ‬
‫حكَُنا‬‫ش ُيضْ ِ‬ ‫العيْ ِ‬‫ض َ‬ ‫خْف ُ‬ ‫انا َو َ‬
‫عشَْنا َزَم ً‬ ‫ِ‬
‫كيَنا‬
‫يش ُيْب ِ‬
‫الع ِ‬
‫ق َ‬‫ضْي ُ‬
‫ن َِو َ‬
‫حُ‬
‫َفاليوم َن ْ‬ ‫ن تَزَ ِ‬
‫اورَنا‬ ‫ع ْ‬ ‫عدَْتَنا اللََّيالي َ‬
‫ئن َ‬ ‫لِ ْ‬‫َ‬
‫الليالي عن َتَمِّنْيَنا‬
‫عَدْتَنا َّ‬
‫َلَما َ‬ ‫طَنا‬
‫خ ُ‬‫س ِ‬‫ُكَّنا َوال شَيء بعد البُْعِد ُي ْ‬
‫ش مُْقَتِبٌل‬‫العْي ُ‬‫َكْم َقْد َنِعْمَنا ِبُكْم َو َ‬
‫ضْيَنا‬
‫رب ُيْر ِ‬
‫شيء بعد القُ ِ‬
‫َ‬ ‫واليوم َال‬
‫َ‬
‫افْيَنا‬
‫صِ‬ ‫أعمَى عن َت َ‬
‫س ْ‬‫أخَر ٌ‬
‫َوالدَّهرُ ْ‬

‫معا ما شعرنا بالفرق البين‬


‫ولو أننا وصلنا في بعض المواضع من القصيدتين ً‬
‫كما سنرى في قول ابن زيدون ‪:‬‬

‫عادَ ُيْبِكينَا‬
‫بهم َقدْ َ‬
‫َأْنسًا ِبُقْر ُ‬ ‫حُكَنا‬‫ض ِ‬
‫ان الذي مَا زال ُي ْ‬ ‫الزمَ َ‬
‫ن َّ‬ ‫َأ َّ‬
‫اقينَا الهوى فدعوا‬ ‫س ِ‬‫ن َت ً‬
‫غيظِ العِدَا ِم ْ‬
‫الدْهُر ‪ :‬آمينَا‬
‫ن َنَغصَّ َفقال َّ‬
‫ِبَا ْ‬ ‫ودا ِبَأْنُفسَِنا‬
‫حَّل ما كان َمْعُق ً‬ ‫ان َ‬
‫َف َْ‬
‫وصوال بأيدينا‬
‫ً‬ ‫تت مَا كان مَ‬
‫وانَب َّ‬
‫ْ‬

‫إلى قوله ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]45‬‬

‫س َنا فَ َما ِل ْل َي ِ‬
‫ْأس ُي ْغ ِري َنا‬ ‫ِئ‬
‫َوقَ ْد َي ْ‬ ‫سلِينَا ع ََوا ِر َ‬
‫ضهُ‬ ‫ُكنَّا نَ َرى اليَْأ َ‬
‫س تُ ْ‬

‫ونالحظ تقارب األلفاظ والمعاني والصور بين القصيدتين ‪ ،‬كما نالحظ‬


‫الوحدة الموضوعية ووحدة البناء ‪ ،‬واختالف األسلوب الفني‪ ،‬ألن لكل قصيدة نهجها‬
‫وأسلوبها الخاص بها‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى كون نص ابن المستوفي ينهض بذاته ‪ ،‬فإنه يؤدي إلى‬
‫استحضار نص ابن زيدون مما يزيد من زخم المعاني التي تتولد عند قراءة نص ابن‬
‫المستوفي‪.‬‬

‫ما بين الحاضر والماضي‬

‫اتجاه الماضي‬
‫اتجاه الحاضر‬

‫فعل مضارع‬
‫الفراق‬

‫اللقاء‬
‫الواشي‬
‫الحاسد‬

‫فاالتجاه األول هو الماضي الذي بدأ يندثر ‪ ،‬ولم يبق منه سوى الذكريات‬
‫الحاضر الذي أزاح الماضي وسيطر على الواقع ‪ ،‬فالعالقة بينهما‬ ‫واالتجاه الثاني هو‬
‫فعل ماضي‬
‫عالقة اعتداء حيث حدث تصادم َبيِّن بينهما على امتداد القصيدة ‪ ،‬وهذا أدى إلى‬
‫انطالق مرحلة حياة جديدة مشوبة بالحزن واأللم ‪ ،‬وإ ذا نظرنا إلى صورة الواشي أو‬
‫الحاسد ‪ ،‬نجد أن أثرهما في الماضي كان ضئيال ‪ ،‬ولكن بعد التصادم المفاجيء ‪-‬ما‬
‫بين الحاضر والماضي‪ -‬بدأت صورتهما تظهر في تحول الزمن المتمثل في‬
‫السعادة إلى الزمن الحاضر الكئيب الممتليء بالحزن بفعل الحاسد أو الواشي ‪،‬‬
‫ويحدث تحول في الزمن المتمثل في السعادة إلى زمن حاضر كئيب ‪ ،‬ولكن سرعان‬
‫ابن المستوفي‪.‬‬ ‫ما ينتصر الحاضر على الماضي بفعل الحاسد أو الواشي عند‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]46‬‬

‫والأفعال التالية تبين ذلك األثر ‪ ،‬فعند ابن زيدون (أضحى – ناب ‪ ،‬حان –‬
‫دعوا ‪ ،‬قام ‪ /‬يبلى ‪ ،‬يضحك ‪ ،‬يبكي ‪ ،‬نغص) وتظهر تلك المقاربة العددية بين الفعل‬
‫الماضي والمضارع عند ابن المستوفى في قوله ‪( :‬ولعت ‪ ،‬نعمنا ‪ ،‬عدتنا ‪ ،‬تقطعت‬
‫‪ ،‬عشنا ‪ /‬أقسم ‪ ،‬ال يواتينا ‪ ،‬يضحك ‪ ،‬يبكي‪ ،‬ال نتقي ‪ ،‬وال نخاف …)‪.‬‬

‫تقل‬ ‫وتستمر تلك األفعال المتأرجحة ما بين الماضي والحاضر حتى‬


‫عند‬ ‫األفعال التي تدل على الماضي ‪ ،‬لتسيطر أفعال الحاضر ‪ ،‬وتتأزم األمور‬
‫الشاعرين‪.‬‬
‫ويظهر التناص الموسيقي جليا بين الشاعرين ‪ ،‬يقول ابن زيدون ‪:‬‬

‫َوانبت ما كان موصوال بأيديناَ‬ ‫فانحل ما كان معقوداـ بأنفسنــــا‬

‫ويظهر ذلك من خالل التناص اإليقاعي الموسيقي‬


‫ـفسنا (‪)5///‬‬ ‫ـقودا بأنـ‬ ‫كان معـ‬ ‫فانحل ما‬
‫ـدينـا‬ ‫صولا بأيـ‬ ‫كان مو‬ ‫وانبت ما‬
‫‪ 5 / 5 /‬فـعــلـــن‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫مسـتفعـلــن‬ ‫فـاعــلـــن‬ ‫مسـتفعـلــن‬

‫وفي قول ابن المستوفي ‪:‬‬


‫واليوم ال شيء بعد القرب يرضينـا‬ ‫كنا وال شيء بعد البعد يسخطنـــا‬
‫يظهره التقطيع التالي ‪:‬‬
‫ــخطنا‪5///‬‬ ‫ـد البعد يسـ‬ ‫شيء بعـ‬ ‫كنا وال‬
‫ـــــــضينا ‪5 / 5 /‬‬ ‫ـد القرب ير‬ ‫شيء بعـ‬ ‫واليوم ال‬
‫َفِـعُلن ‪ /‬فَ ْعلُــن‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]47‬‬

‫مسـتفعـلــن‬ ‫فـاعــلـــن‬ ‫مسـتفعـلــن‬


‫ويظهر الترصيع في التقطيع التالي ‪:‬‬

‫يسخطنا ــ تضاد‬ ‫البعد‬ ‫بعد‬ ‫والشيء‬ ‫كننا‬


‫يرضينا ــ تضاد‬ ‫القرب‬ ‫بعد‬ ‫ال شيء‬ ‫واليوم‬
‫‪5/5/5/‬‬ ‫‪/5/5‬‬ ‫‪/ 5/‬‬ ‫‪//5/‬‬ ‫‪/5/5/‬‬

‫حيث تظهر المفارقة النفسية عند الشاعرين ‪ ،‬فابن زيدون انقطع به األمل من‬
‫لقاء محبوبته ‪ ،‬وابن المستوفي تجدد عنده األمل مرة أخرى بعد االنقطاع والبعد‬
‫والسخط ‪ ،‬حيث حل القرب وتالزم معه الرضا‪.‬‬

‫التي‬ ‫وعلى هذا النمط تسير قصيدة شمس الدين الكوفي (ت ‪675‬هـ)‬
‫مطلعها ‪:‬‬

‫جِر َن ْف ِن ْي َها َو َت ْف ِنينا‬


‫َومَُّدةُ الهَ ْ‬ ‫وتْبلينَا‬
‫الصْبِر ُنْبِليها ُ‬
‫س َّ‬‫الِب ُ‬
‫َم َ‬

‫(‪)1‬‬
‫وهي تتكون من (‪ ، )21‬بيتا إالَّ أنها غلب عليها ما يسمى بجناس التذييل‬
‫الذي أعلى من كثافة الموسيقا في األبيات ‪ ،‬وكأننا أمام مقطوعة موسيقية عزفت‬
‫بإيقاعها الحزين‪.‬‬
‫إن الحاضر بهمومه وأحزانه جعل الشاعر يتناسى الماضي ‪ ،‬ويشعر نفسه بهذا‬
‫و(نفنيها‬ ‫الحزن ما بين حين وآخر‪ ،‬في نهاية كل بيت مثل ‪( :‬نبليها وتبلينا)ـ‬
‫وتفنينا)ـ و (التكفينـ تكفينا)ـ و (فتحكيها وتحكينا)ـ وكأن شمس الدين الكوفي زاد القافية‬
‫قافية أخرى ‪ ،‬وهي ألفاظ معبرة عن الحزن واألسى الدائمين ‪:‬‬
‫نبليها وتبلينا‬

‫التكفين تكفينا‬
‫وتفنيا‬ ‫نفنيها‬
‫القصيدة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬جناس التذييل ‪ :‬وهو أن يأتي الشاعر بالجناس في نهاية كل بيت من أبيات‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]48‬‬

‫ل بصيصا من األمل الذي يتحقق في قوله ‪:‬‬


‫إال أن شمس الدين الكوفي ُيْدخِ ُ‬
‫(تحيينا فتحيينا) وهذا األمل وقع ما بين (البلى والفناء) ‪ ،‬و (التكفين)‪.‬‬
‫إن فاعلية الزمن الحاضر ‪-‬أي االستمرار‪ -‬ليس باألفعال المضارعة فحسب‬
‫بل األفعال الماضية أيضا ‪ ،‬مثل (مسنا ‪ ،‬عدتنا ‪ ،‬درست ‪ ،‬عشت … ) وهذه‬
‫األفعال وغيرها تدل على إنجاز عمل ما ‪ ،‬ولكنه ما زال قائماً ومستمرا ‪ ،‬فهذا‬
‫المنجز الذي تدل عليه األفعال الماضية ‪ ،‬وهذا الذي ينجز والذي تدل عليه صيغة‬
‫األفعال المضارعة يدل على التصارع بين زمانين مختلفين متصارعين‪.‬‬

‫إال إن الشاعر ‪-‬على الرغم من تكاثر الهموم‪ -‬لم يفقد األمل ‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫في نهاية القصيدة في قوله ‪:‬‬
‫وينا ؟‬
‫ير َ‬‫سولٌ َيْروينا َو ْ‬
‫أتي َر ُ‬
‫َي ِ‬ ‫ارُكم َفمََتى‬
‫خَب ِ‬
‫اش إلى َأ ْ‬
‫ط ٌ‬‫ع َ‬
‫ِإَّنا ِ‬
‫ِجْئنَا إلى ِّ‬
‫عزكم َفْقٌر َوَمسْكََنٌة‬
‫ينا‬
‫شٌير ُيَغِّنْيَنا َفُيْغِن َ‬
‫َفَهْل َب ِ‬

‫حتى نصل إلى العصر المملوكي لنجد بعض القصائد النونية التي تأثرت‬
‫بنونية ابن زيدون ومنها قصيدة محمد بن عبد الكريم الموصلي (ت ‪748‬هـ) التي‬
‫مطلعها ‪:‬‬

‫ن َتدَِانْيَنا‬
‫حْيًنا مِ ْ‬
‫ك ِ‬
‫حُ‬
‫ضَ‬‫َوَكانَ َي ْ‬ ‫ائينا‬
‫ن َتَن َ‬
‫عَلْيَنا ِم ْ‬
‫َبَكى الزََّمانُ َ‬

‫وعدد أبياتها (‪ )23‬بيتا وعندما نقرأ أبياتها نشعر بأبيات ابن زيدون خاصة‬
‫في إيقاعها الموسيقي المتجانس ‪ ،‬أما التناص اللفظي فتمثل في (‪ ، )16‬لفظة نصًّا و(‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬اشتقاقًا وتتعدد عالقات التناص بين القصيدتين في عدة نواح كاأللفاظ‬ ‫‪ )8‬ألفاظ‬

‫(‪)1‬‬
‫بعض األلفاظ تحمل الترادف واالشتقاق والتضاد‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]49‬‬

‫والموسيقا‪ ...‬ومن تلك األلفاظ لفظة (الزمان) الذي كان من األلفاظ المحورية لدى‬
‫ابن زيدون‪ ،‬فالزمان ليس مجردا من الفاعلية أو التأثير بل هو عامل مؤثر وحاسم‬
‫في الماضي والحاضر ‪ ،‬كما هو واضح في قول ابن زيدون ‪:‬‬
‫عادَ ُي ْب ِكينَا‬
‫ُأْنسًا ِبُقْرِبِهُم َقدْ َ‬ ‫ح ُك َنا‬
‫ض ِ‬
‫ان الذي ما زال ُي ْ‬
‫الزمَ َ‬
‫ن َّ‬‫َأ َّ‬

‫نجد محمدا الموصلي يقول ‪:‬‬


‫ن َتدٍَانْيَنا‬
‫حْيًنا مِ ْ‬
‫ك ِ‬
‫حُ‬
‫ضَ‬‫َوَكانَ َي ْ‬ ‫ن َت ِ‬
‫نائْيَنا‬ ‫عَلْيَنا ِم ْ‬
‫َب َكى الزَّ َمانُ َ‬

‫فابن زيدون يرى أن الزمان الذي أسعده في الماضي هو الذي أبكاه في‬
‫الحاضر ‪ ،‬أما محمد الموصلي فإنه جعل الزمان شاهدا على أحداث حياته حلوها‬
‫‪-‬‬ ‫ومرها ‪ ،‬فالزمان هو الذي بكى على فراقهم وتنائيهم‪ ،‬وهو الذي كان يضحك‬
‫حينا‪ -‬بسبب التداني واللقاء‪.‬‬
‫ونلحظ أن محمدا الموصلي استخدم للماضي الفعل (بكى) وللحاضر‬
‫والمستقبل الفعل (يضحك) على خالف ابن زيدون الذي استخدم الفعل المضارع في‬
‫الزمنين (يضحك – يبكي) ‪ ،‬وإ ن كانت داللة الفعل ( يضحك ) تشير إلى الزمن‬
‫الماضي‪.‬‬
‫ويختلف دور الزمن لدى الشاعرين‪ ،‬فالزمان لدى ابن زيدون ُيعد عنصرا مصاحبا‬
‫فيض حكهما‬
‫حين ا‪ ،‬ومعاديا حينا ‪ ،‬حيث يجعل له الغلبة والهيمنة على حياته وحي اة من يحب ُ‬
‫حينا ‪ ،‬ويبكيهما أحيانا أخ رى‪ .‬أما محمد الموصـ ـ ــلي فإنه يجعل الزم ان ش اهدا ومنفعال‬
‫ومت أثرا بما ي راه من أح وال الش اعر ومحبوبه ‪ ،‬فيف رح لفرحه ويأسى ألس اه‪ .‬ومن التن اص‬
‫اللفظي في القافية قول ابن زيدون ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]50‬‬

‫ان ْي َنا‬
‫عْنُكْم َأ َم ِ‬
‫ت َ‬
‫صَرَف ْ‬
‫ِمْنُكْم َوَال ْان َ‬ ‫اؤَنا َبَدًال‬
‫ت َأهَْو ُ‬
‫طَلَب ْ‬
‫هللا مَا َ‬
‫‪َ -‬و ِ‬

‫وقول محمد الموصلي ‪:‬‬


‫أمانينَا‬
‫صى ِ‬ ‫غَدت َأْق َ‬
‫المنايا َ‬
‫َ‬ ‫حَّتى‬
‫َ‬ ‫عَلْيَنا ُنُفوسٌ يوم َبْيِن ُ‬
‫كم‬ ‫انتْ َ‬
‫‪َ -‬ه َ‬

‫وهذا التكثيف الموسيقي أمر ملحوظ في نونية ابن زيدون في قوله ‪:‬‬
‫وال اتخذنا بديال منك يسلينــــا‬ ‫وال استفدنا خليال عنك يشغلنا‬

‫وهذا اإليقاع يظهره التوزيع التالي ‪:‬‬


‫عنك يشغلنا‬ ‫وال استفدنا خليال‬
‫منك يسلينا‬ ‫وال اتخذنا بديـال‬

‫وقد اتح دت كل وح دة ترص يعية في الش طر األول مع ما يقابلها في الش طر الث اني‬
‫في تقطيعها ووزنها الصرفي بجانب الترصيع السجعي‪.‬‬
‫ويتكئ ابن زي ــدون في بيته على ال ترادف‪ ،‬لتأكيد إخالصه لمن يحب والوف اء له ‪،‬‬
‫وع دم تحوله إلى أي إنس ان آخر ‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في الش طر األول من ال بيت ‪ ،‬وأك ده‬
‫الشطر الثاني ‪ ،‬ويتضح ذلك إذا وضعنا الشطر الثاني أسفل األول هكذا ‪:‬‬
‫منــك يســـلينا‬ ‫بديــال‬ ‫اتخــــذنا‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫يشــغلنا‬ ‫عنــك‬ ‫خليــال‬ ‫اســـتفدنا‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫حرف عطف ‪ +‬نافية ‪(+‬فعل ماض‪+‬ـنا) ‪( +‬مفعول به) ‪ +‬حرف جر‪+‬كاف‬
‫الخطاب)‪( +‬فعل مضارع ‪ +‬الضمير ـنا)‬

‫وهذا اإليقاع الموسيقي نالحظه جليا عند محمد الموصلي كما في قوله ‪:‬‬
‫حًقا لغائِظَنا بَُْعدًا ِلَو ِ‬
‫اشينَا‬ ‫سْ‬‫ُ‬ ‫اسدَِنا ُأفّ‪ًI‬ا ِلَك ِ‬
‫ايدَنا‬ ‫ح ِ‬
‫َتَّبا ِل َ‬

‫على هذا الشكل الترصيعي‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]51‬‬

‫يدنا (‪)5///‬‬ ‫أففن لكا‬ ‫سدنا‬ ‫تبن لحا‬


‫شينا‬ ‫بعدن لوا‬ ‫ئظنا‬ ‫سحقن لغا‬
‫‪5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫وكل شطر من البيت ُيقسم هكذا ‪:‬‬
‫ُأفًّا ِلكـ َايدَِنا‬ ‫حاسِِدَنا‬
‫َتَّبا ِل َ‬
‫بَُْعدًا ِلَو ِ‬
‫اشينَا‬ ‫حًقا لغائِظنَا‬ ‫س ْ‬‫ُ‬

‫حيث يتن اظر كل ت ركيب من ال تراكيب األربعة في ال بيت مع مثيله في ال بيت ذات ه‪،‬‬
‫شكال زخما موسيقيا عاليا ‪ ،‬تولَّد من عدة أمور كما يتضح من التقسيم التالي ‪:‬‬
‫م ِّ‬
‫ُ‬
‫لكايــدنا‬ ‫أفــا‬ ‫لحاســـــدنا‬ ‫تبــــا‬
‫لواشينــا‬ ‫بعــدا‬ ‫لغائظنـــــــا‬ ‫سحــقا‬
‫حرف جر‪+‬اسم فاعل ‪+‬‬ ‫اسم فعل مضارع ‪/‬‬ ‫حرف جر‪+‬اسم فاعل‪+‬الضمير "ـنا"‬ ‫مفعول مطلق‬
‫الضمير "ـنا"‬ ‫مفعول مطلق‬
‫ويالحظ هذا الزخم الموسيقي رافقه تكرار على مستوى داللة األلفاظ‪ ،‬حيث وردت‬
‫ألف اظ (تبا – أفا – ســحفا – بعــدا) ‪ ،‬وأيضا وردت ألف اظ (لحاســدنا – لكايــدنا – لغائظنا –‬
‫لواشينا) ‪ ،‬وترتكز داللة هذا البيت على الرفض التام لكل َم ْن يعادون المحب ‪ ،‬ويتبدى في‬
‫الدعاء عليهم‪.‬‬
‫وقد اتح دت كل وح دة ترص يعية في الش طر األول مع ما يقابلها في الش طر الث اني‬
‫في تقطيعها ووزنها الص رفي بج انب الترص يع الس جعي‪ .‬ونلمح أثر التن اص جليا عند ابن‬
‫نباتة المصري (ت ‪768‬هـ) في قصيدته التي مطلعها ‪:‬‬
‫وينا‬
‫وم البينِ َتْل َ‬
‫ن َي َ‬
‫حَّتى تَلََّو َ‬
‫َ‬ ‫حِّبينَا‬
‫الم ِ‬
‫غيرُكْم َدمُْع ُ‬
‫عَدى ِب ِ‬
‫َأ ْ‬

‫وتتكون القصيدة من (‪ ، )44‬بيتا ‪ ،‬ونلمح إشارات التناص كثيرة ومتعددة‬


‫نصا في (‪ )15‬موضعا ‪ ،‬واشتقاقا في (‪)6‬‬
‫حيث إشارة التناص في ألفاظ القوافي ً‬
‫مواضع ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]52‬‬

‫ن مَآقينا‬
‫َوَيسَْتِقي الدَّمعُ إالَّ مِ ْ‬ ‫ح َنا‬
‫ج َوانِ ِ‬
‫ن َ‬
‫جدُ إالَّ مِ ْ‬
‫س الوَ ْ‬
‫ال ُيْقَب ُ‬

‫يقول ابن زيدون ‪:‬‬


‫آقينَا‬
‫جَّفتْ مَ ِ‬
‫ليكم َوَال َ‬
‫شوقًا ِإ ْ‬
‫َ‬ ‫ح َنا‬
‫ج َو ِان ُ‬
‫ت َ‬
‫ِبْنُتم َوِبَّنا َفمَا ابَْتَّل ْ‬

‫وقد أثرت نونية ابن زيدون في ابن نباتة فتلبس بها أو تلبست به‪ ،‬حتى إننا‬
‫نجده ُيضمن قصيدته بيتا كامال من قصيدة ابن زيدون ‪ ،‬وهو قوله ‪:‬‬

‫ينا‬
‫ذاك ُي ْغ ِن َ‬
‫تلى عن ُ‬
‫الم ْع َ‬
‫ك ُ‬ ‫َو َق ْد ُر ِ‬ ‫ال ًال َو َت ْك ُرمةً‬
‫ج َ‬
‫يك ِإ ْ‬
‫سمِّ ِ‬
‫سنا ُن َ‬
‫َل َْ‬

‫وعند ابن نباتة ‪:‬‬

‫َو َق ْدره المعْ َت َلى عن َذاكَ ُي ْغ ِنينَا‬ ‫ال ًال َو َت ْك ُرمةً‬


‫ج َ‬
‫يك ِإ ْ‬
‫سمِّ ِ‬
‫سنا ُن َ‬
‫َل َْ‬

‫ويش ير ابن نباتة إلى اسم ابن عب ــاد ‪ ،‬وابن زي ــدون في قص يدته تلك مادحا نونيته‬
‫ُمش يدا بها ‪ ،‬ولعل قوله ‪( :‬من مبلغ العـ ـ ــرب ‪ُ )...‬ي ذكرنا بق ول ابن زيـ ـ ــدون (من مبلغ‬
‫الملبسينا) ‪ ،‬يقول ابن زيدون ‪:‬‬
‫َّه ِر ال يبلى َو ُي ْبِلي َنا‬
‫ُح ْز ًنا َم َع الد ْ‬ ‫اح ِه ُم‬ ‫َمنْ ُم ْبلِ ُغ ال ُم ْلبِ ِ‬
‫سينَا فِي ا ْنتِزَ ِ‬

‫قول ابن نباتة ‪:‬‬


‫باق وابن زيدونا‬
‫اد ٍ‬‫عَّب َ‬
‫إن ابن َ‬ ‫َمْن ُم ْبلغُ العُربَ عن شِْعِري َودولته‬
‫إذا رأيتَ قوافيها وطلعته‬
‫والنونا‬
‫فقد رأتْ مقلتاك البَحر ُّ‬

‫ومن شعراء العصر الحديث أمير الشعراء أحمد شوقي (ت ‪1351‬هـ) في قصيدته‬
‫التي مطلعها ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]53‬‬

‫ادينا‬
‫ك أم َنْأسى ِلَو ِ‬
‫ادْي َ‬
‫شجى ِلَو ِ‬
‫َن ْ‬ ‫ينا‬
‫اد َ‬
‫عَو ِ‬
‫شَباهٌ َ‬
‫ح َأ ْ‬
‫الطْل ِ‬
‫ح َّ‬‫ائ َ‬
‫َيا َن ِ‬

‫والقصيدة تتكون من (‪ )83‬بيتًا ‪ ،‬وظهرت مالمح التناص مكتملة في األلفاظ‬


‫موضعا نصًّا ‪ ،‬و(‪ )10‬مواضع اشتقاقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫في (‪)19‬‬

‫وتلتقي قصيدتا ابن زيدون‪ ،‬وأحمد شوقي في عدد من النقاط المباشرة أو غير‬
‫المباشرة ‪ ،‬أبرزها ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫لمحبوبتة ارتضاها لنفسه وسعد بها وسعدت‬ ‫أن كال الشاعرين محب‬ ‫‪-1‬‬
‫به‪ ،‬وقد عاشا هانئين حينا من الدهر‪.‬‬
‫حب فافترقا على غير رضا من أيهما‪،‬‬ ‫أن كليهما ِح َ‬
‫يل بينه وبين من ُي ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫وكان للوشاة والحاسدين والحاقدين والمنتفعين دور في هذا الفراق‪ .‬فقد ُس ِجن‬
‫ون ِفي أخرهما فجمعا إلى عذاب الفرقة صعوبة األلفة مرة أخرى‪.‬‬‫أولهما ُ‬
‫حب فلم يصدف عن هوى محبوبه أو‬
‫أن كليهما ظل على وفائه لمن ُي ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ينقم عليه‪ ،‬أو ينتقم منه أو ينصرف إلى سواه‪.‬‬
‫حب تجلت في قصيدته‪.‬‬ ‫أن كليهما َّ‬
‫بث رسائل شوق وحنين إلى من ُي ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫أن كال الشاعرين احتفظ لنفسه باسم محبوبته فلم ُيصرح به‪ ،‬ربما‬ ‫‪-5‬‬
‫ألنه أشهر ِم ْن أن يذكر‪ ،‬أو أنه ُأريد له أن ُيصان عن األلسن (كما عند ابن‬
‫زيدون)‪.‬‬
‫أن حديث الشاعرين عن موقفيهما تجاه محبوبه كان وليد تجربة‬ ‫‪-6‬‬
‫واقعية صاغها كل منهما تجربة شعرية حية‪.‬‬

‫ومن معالم التناص اللفظي في القافية عند أحمد شوقي قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]54‬‬

‫الد ْه ُر ‪َ :‬آ ِمينَا‬


‫ال َّ‬
‫بأن َن َغصَّ َف َق َ‬ ‫عتْ‬
‫افًيا َفدَ َ‬
‫ص ِ‬‫لليالي َ‬
‫ِ‬ ‫َوَلْم َن ْ‬
‫دع‬
‫صاعَِقةً‬
‫الجَّو َ‬‫ُضَنا َ‬ ‫طْعَنا َلخ ْ‬
‫اسَت َ‬
‫لو ْ‬
‫س ِلينَا‬
‫غ ْ‬
‫حُر ِ‬
‫والب ْ‬
‫وغى َ‬‫ً‬ ‫والبَّر َن َ‬
‫ار‬ ‫َ‬

‫وقال ابن زيدون ‪:‬‬

‫الد ْه ُر ‪ :‬آمينا‬
‫ال َّ‬
‫ِب َأن َن َغصَّ َف َق َ‬ ‫اقينَا الهوى فدعوا‬ ‫س ِ‬
‫ن َت َ‬‫غيظ العِدا ِم ْ‬
‫ظَنا‬
‫اح ُ‬
‫أجَنتْ َلَو ِ‬
‫طالمَا ْ‬ ‫يا َروضًَة َ‬
‫سرينَا‬
‫ضا َوِن ْ‬
‫غ ًّ‬
‫الصَبا َ‬
‫اله َّ‬
‫جَ‬‫َوْر ًدا َ‬

‫وقوله ‪:‬‬
‫والكوثر العذب زقوما وغسلينا‬ ‫يا جنة الخلـــد أبدلنا بسدرتهــا‬

‫ويظهر التناص في ألفاظ القافية في (آمينا ‪ ،‬بأيدينا ‪ ،‬دينا ‪ ،‬مآقينا ‪ ،‬تأسينا ‪،‬‬
‫لينا ‪ ،‬نسرينا ‪ ،‬أفانينا ‪،‬‬ ‫ليالينا ‪ ،‬شينا ‪ ،‬رياحينا ‪ ،‬أمانينا ‪ ،‬تسقينا ‪ ،‬تحينا ‪ ،‬طينا ‪،‬‬
‫غسلينا ‪ ،‬تلقينا ‪ ،‬دينا ‪ ،‬يثنينا) ولعل ألفاظ القافية في القصيدتين من أبرز محاور‬
‫التوافق والتآلف بينهما ‪ ،‬مؤكدة صالت القربى بينهما‪.‬‬
‫وقد التقت نونية أحمد شوقي بنونية ابن زيدون حيث المعاني واأللفاظ‬
‫المتناثرة بين القصيدتين ‪ ،‬فها هو أحمد شوقي يقول ‪:‬‬

‫احينَا‬
‫اتنا فيها َرَي ِ‬
‫ف َأْوَق ُ‬
‫َتِر ُّ‬ ‫اء َزاهيةً‬‫غْيَن ُ‬
‫الزمانُ َبَنا َ‬‫ِإِذ َّ‬
‫ش َناغ ٌ‬
‫ية‬ ‫افيةٌُ ‪ ،‬والعَْي ُ‬
‫ص ِ‬‫صُل َ‬ ‫الوَ ْ‬
‫اشينَا‬
‫اشية ‪ ،‬والدَّهر مَ ِ‬
‫ح ٌ‬ ‫َوالسَّْعدُ َ‬ ‫حسَبَُها‬ ‫يان َت ْ‬
‫العْق ِ‬
‫ال في ِ‬ ‫س ت ْخَت ُ‬‫الشْم ُ‬
‫َو َّ‬
‫اليمانينَا‬
‫ِ‬ ‫س َتْرُفُل ِفي وشي‬
‫بْلَقْي َ‬ ‫احَتَفَل ْ‬
‫ت‬ ‫النيل ُيْقِبُل كالدُّنيا إذا ْ‬
‫َو ُ‬
‫ينا‬
‫للمصاف َ‬
‫ِ‬ ‫يها َو ٌ‬
‫فاء‬ ‫لو كانَ ِف َ‬

‫حيث التناص اإليقاعي في البيت الثاني ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]55‬‬

‫اشينَا‬
‫اشية ‪ ،‬والدَّهر مَ ِ‬
‫ح ٌ‬ ‫َوالسَّْعدُ َ‬ ‫ية‬ ‫افيةٌُ ‪ ،‬والعَْي ُ‬
‫ش َنا ِغ ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫صُل َ‬
‫الوَ ْ‬

‫غيتن‬ ‫ولعيش نا‬ ‫فيتن‬ ‫الوصل صا‬


‫‪5///‬‬ ‫‪5 / / 5 /5 /‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫شينا‬ ‫وددهر ما‬ ‫شيتن‬ ‫وسسعد حا‬
‫‪5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫وهذا اإليقاع وحسن التقسيم كان من أدوات التناص عند أحمد شوقي ‪ ،‬كما‬
‫(البرق ‪،‬‬ ‫نلمح التناص الخطابي إذا خاطب ابن زيدون الطبيعة متمثلة في‬
‫والنسيم) وغيرهما حيث الطبيعة الخالبة في األندلس في قوله ‪:‬‬
‫سِقْيَنا‬
‫والوّد َي ْ‬
‫ف الهوى ُ‬ ‫صْر َ‬ ‫ان ِ‬‫ن َك َ‬ ‫َم ْ‬ ‫اس ِ‬
‫ق‬ ‫صَر َو ْ‬ ‫غادِ القَ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ي البَْر ِ‬ ‫ار َ‬
‫س ِ‬ ‫َيا َ‬
‫ِبهِ‬
‫ه َأْمسَى ُيَعِّني َنا‬‫ِإْلًفا َتذَُّكُر ُ‬ ‫عَّنى َتذَُّكُرَنا‬‫ك هَْل َ‬ ‫واسَْأَل ُهَنالِ َ‬
‫حِيْيَنا‬
‫حًّيا كان ُي ْ‬ ‫ن على البُْعِد َ‬ ‫َم ْ‬ ‫حَّيِتَنا‬
‫الصَبا َبِّلْغ َت ِ‬
‫يم ِّ‬ ‫س َ‬ ‫َوَيا َن ِ‬

‫ابن‬ ‫فقد رأى أحمد شوقي هذه الطبيعة متمثلة أمامه في األندلس وفي نونية‬
‫زيدون فاستقى منها ما أراد في قصيدته نصًّا في قوله ‪:‬‬
‫بع َد اله ُد ِء ويهمي عن م ِ‬
‫آق َينا‬ ‫حنا‬
‫جَوانِ َ‬ ‫ن َ‬‫ع ْ‬‫ق َيْرمي َ‬ ‫ي البُْر ِ‬
‫ار َ‬
‫س ِ‬ ‫َيا َ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫اء َدمًا‬
‫قرق في دَْمعِ السَّمَ ِ‬ ‫َلمَّا َتر َ‬
‫ضب ِ‬
‫اكي َنا‬ ‫اَألر َ َ‬‫ض ْب َنا ْ‬ ‫البكا فَ َخ َ‬‫اج ُ‬ ‫َه َ‬ ‫ائَرةٍ‬
‫ح ِ‬‫يل َ‬‫الل ِ‬
‫اء َّ‬
‫سمَ ِ‬‫َكَزْفَرةٍ ِفي َ‬
‫ِّد ِف ِي ِه ِح ْي َن ُي ْ‬
‫ض ِوي َنا‬ ‫ِم َّما ُن َرد ُ‬

‫امي َنا‬‫وح ِم ْن مر ِ‬ ‫طاب ُك ُّل طُُر ٍ‬ ‫فَ َ‬ ‫حًرا‬‫س َ‬‫ت َ‬ ‫الوادي سََر ْ‬
‫ِ‬ ‫طرَةَ‬‫َوَيا مُ َع ِّ‬
‫ََ‬
‫الَلِتها‬
‫غ َ‬‫خْلَنا ِ‬
‫لو ِ‬‫ذَِكية الذّيلِ َ‬
‫س ْب ُم َغ ِالي َنا‬‫ف لم ُن ْح َ‬ ‫وس َ‬‫يص ُي ُ‬ ‫قَم َ‬
‫ِ‬
‫ت لَنَا‬‫السَرى َحتَّى َأتَ ْي ِ‬ ‫وك ُّ‬
‫ش َ‬ ‫ت َ‬ ‫شمْ ِ‬‫َج َّ‬
‫اوي َنا‬ ‫الو ْر ِد ُكتْ ًبا َو ِب َّ‬
‫الريَّا َع َن ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]56‬‬

‫فصورة الطبيعة عند ابن زيدون موجزة ‪ ،‬أما عند أحمد شوقي فهي صورة‬
‫وعد َد فيها ‪ ،‬وربما كانت رغبة الشاعر المؤانسة في الوحدة التي‬
‫َّل َّ‬
‫مطنبة حيث فص َ‬
‫يعانيها ‪ ،‬فمصر هي المعادل لوالدة عند ابن زيدون‪.‬‬

‫وتستوقفنا قصيدة أحمد شوقي التي صاغها في ألفاظ معبرة ‪ ،‬وعبارات محكمة‬
‫بانسياب ألفاظها حيث تلك الجفوة التي القاها فكانت سببا مباشرا في تلك العاطفة‬
‫الملتهبة التي نالحظها من مطلع القصيدة حتى نهايتها ‪ ،‬لذا لعبت العناصر اإلبداعية‬
‫عنده دورا فعاال في بناء القصيدة واكتمالها‪.‬‬

‫ونالحظ تأثر أحمد شوقي المباشر بنونية ابن زيدون وغير المباشر بنونية‬
‫البحتري ‪ ،‬فنص البحتري ُي ُّ‬
‫عد النواة التي اتكأ عليها ابن زيدون ‪ ،‬ونص ابن زيدون‬
‫كالنواة التي اتكأعليها أحمد شوقي ‪ ،‬ويتناسى الشعراء النص األول الذي استقى منه‬
‫ابن زيدون مادتة الفنية ويطغى النص الزيدوني على النص البحتري في الشهرة‬
‫حتى حلق في اآلفاق نص أحمد شوقي فيحدث لنص ابن زيدون ما حدث لنص‬
‫البحتري ‪ ،‬فيظهر نص أحمد شوقي وكأنه األداة الجديدة المسيطرة على أرض‬
‫الواقع وهذا ما يمكن أن نسميه بالتوازي بين النصوص الثالثة‪.‬‬

‫وإ ذا نظرنا نظرة أخرى من حيث الكم العددي لألبيات نجد أن نص البحتري‬
‫لم يكن إال مقدمة لقصيدة المديح التي التزيد على (‪ )11‬بيتا بينما نص ابن زيدون‬
‫فكله في الغزل (‪ )52‬بيتا‪.‬‬

‫ونص أحمد شوقي (‪ )83‬بيتا أي أنه شغل حيزًا كبيرًا ‪ ،‬فهو يزيد على مقدمة‬
‫البحتري وقصيدة ابن زيدون ‪ 63= 52+ 11‬بيتا وكأننا أم مثلث مكون من ثالثة‬
‫أضالع غير متساوية حيث يمثل الضلع (أب) البحتري ‪ ،‬والضلع (ب جـ) ابن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]57‬‬

‫زيدون ‪ ،‬و(جـ أ) أحمد شوقي ‪ ،‬فإذا كان (أب) = ‪ 11‬بيتا و(ب جـ) ‪ 52‬بيتا ‪ ،‬و(جـ‬
‫أ) ‪ 83‬بيتا ‪ ،‬ثم نتج عن المثلث مثلثات أخرى‪.‬‬

‫وكأن النونية نمت صغيرة ثم ترعرعت بعد ذلك حتى اكتمل نموها عند أحمد‬
‫شوقي ‪ ،‬كما في الرسم التالي ‪:‬‬

‫المبدع األول (البحتري)‬


‫‪482‬‬
‫هـ)‬ ‫عباسي(ت‬
‫أ‬

‫‪7601‬‬ ‫تأثير‬ ‫‪971‬‬

‫تأثــر‬
‫المبدع الثالث (أحمد شوقي)‬ ‫ج‬ ‫ب إلى أضالع المثلث ‪:‬‬
‫تشير‬ ‫السابق‬
‫زيدون)‬ ‫الرسم (ابن‬ ‫واألرقام في‬
‫المبدع الثاني‬
‫‪1531‬‬
‫هـ)‬ ‫حديث (ت‬ ‫الزمنية ما بين البحتري وابن ‪888‬‬
‫زيدون‪.‬‬ ‫‪364‬‬‫هـ)‬ ‫اندلسي (ت‬
‫سنة الفترة‬ ‫‪179 o‬‬
‫‪ 888 o‬سنة الفترة الزمنية ما بين ابن زيدون وأحمد شوقي‪.‬‬
‫‪ 1067 o‬سنة الفترة الزمنية ما بين البحتري وأحمد شوقي‬
‫فرأس المثلث المشار إليه –سابقا‪ -‬أفرغ الثاني والثالث ‪ ،‬وربما تعدى‬
‫الثالث الثاني إلى األول ‪ ،‬واستقى منه ‪ ،‬ألن شعراء المدرسة الكالسيكية تأثروا‬
‫ُ‬
‫بشعراء العصر العباسي ‪ ،‬وطول الفترة الزمنية بين األول والثالث لم تكن حائال في‬
‫هذا التأثير‪.‬‬

‫ويعد مصطفى صادق الرافعي (ت ‪1356‬هـ) من الشعراء الذين تأثروا بنونية‬


‫ُ‬
‫ابن زيدون في قصيدته التي مطلعها ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]58‬‬

‫ِم َّنا والَ الدَّمع ْأبقَى ِم ْن م ِ‬


‫َآق ْي َنا‬ ‫صدُودًا فَ َما أ ْبقى ت ََجافِينَا‬
‫ُكفِّي ُ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬

‫القافية‬ ‫وهي قصيدة تتكون من (‪ )34‬بيتاً وتظهر فيها إشارات التناص في‬
‫في (‪ )19‬كلمة نصًّا ‪ ،‬و(‪ )4‬كلمات اشتقاقا‪.‬‬

‫وهذه القصيدة بألفاظها وأنماطها ما هي إال صدى نونية ابن زيدون والقصائد‬
‫النونية السابقة ‪ ،‬حيث اشتملت على كثير من األلفاظ والمعاني النونية‪.‬‬
‫ونلمح أول مالمح التناص في القافية في مطلع القصيدة في قوله ‪:‬‬
‫من م ِ‬ ‫ِ‬ ‫صدُودًا فَ َما أ ْبقَى ت ََجافِينَا‬
‫كفِّي ُ‬
‫آق ْي َنا‬ ‫م َّنا َوالَ الد ْ‬
‫َّمعُ َْأبقَى ْ َ‬

‫حيث يظهر ذلك في مطلع ابن زيدون في قوله ‪:‬‬


‫و َناب ع ْن ِط ْي ِب لُ ْقيا َنا تَج ِ‬
‫افي َنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ض َحى التَّنَاِئي بَ ِديالً ِمنْ تَدَانِ ْينَا‬ ‫َأ ْ‬
‫بِ ْنتُ ْم َوبِنَّا فَما ا ْبتَلَّتْ َج َوانِ ُحنَا‬
‫شوقًا ِإلَ ْي ُكـم والَ جفَّ ْت م ِ‬
‫آقي َنا‬ ‫َ‬
‫َْ َ َ‬

‫وقول الرافعي ‪:‬‬


‫ًَّأنا ِبج ْن ِح الدُّجى ي ْنعاهُ َن ِ‬
‫اعي َنا‬ ‫َمنْ ُمبِل ُغ الفَ ْج َر ِإ ْذ قَا َمتْ نَ َواديِ ِه‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬

‫وهو عند ابن زيدون في قوله ‪:‬‬


‫ح ْي ٌن فَقَام ِب َنا ِل ْلح ْي ِن َن ِ‬
‫اع ْي َنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صبَّ َحنَا‬ ‫َأالَّ َوقَ ْد َحانَ ُ‬
‫ص ْب ُح البَيِْن َ‬
‫َ‬

‫وتظهر مالمح التناص بين البيتين ‪ ،‬كما نلمح التناص عند الرافعي حشو‬
‫البيت في قوله‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]59‬‬

‫َّه ِر ال يبلى َو ُي ْبِلي َنا‬


‫ُح ْز ًنا َم َع الد ْ‬ ‫اح ِه ُم‬ ‫َمنْ ُم ْبلِ ُغ ال ُم ْلبِ ِ‬
‫سينَا فِي ا ْنتِزَ ِ‬

‫ومن ذلك قول الرافعي ‪:‬‬

‫وم ُي ْب ِكي َنا‬ ‫اح َكةً‬


‫ض ِ‬‫َكانَتْ لَيَالي ال َه َوى تَ ْفت َُّر َ‬
‫الي َ‬ ‫َع ْن ُه فَ ِب َ‬
‫تن َعلَ َّي َ‬

‫وهذا من قول ابن زيدون ‪:‬‬

‫اد ُي ْب ِكي َنا‬


‫سا ِبقُْر ِب ِه ُم قَ ْد َع َ‬ ‫َأنَّ ال َّز َمانَ ال ِذي َما زَا َل يُ ِ‬
‫ضح ُكنَا‬
‫ُأْن ً‬

‫أعادينا –‬ ‫وإ شارة التناص متمثلة في الكلمات (مآقينا – رياحينا – أيدينا –‬


‫المحبينا – ناعينا – يبكينا – تصافينا – يسلينا – واشينا – حينا – يغنينا يكفينا – ماشينا‬
‫صبي َنا – أفانينا – يحيينا – عوادينا) وهي في القصيدة عند ابن‬
‫– تظمينا – يسلينا – َي ْ‬
‫زيدون في األبيات (‪، 16 ، 5 ، 34 ، 33 ، 36 ، 15 ، 4 ، 2 ، 18 ، 6 ، 17 ، 12‬‬
‫‪ )44 ، 23 ، 32 ، 49 ، 49 ، 20 ، 42‬على الترتيب‪.‬‬

‫وربما تداخلت نصوص أخرى تالية لنونية ابن زيدون في النصوص التي‬
‫الثقافة‬ ‫تلتها ولكن الملمح األساسي هو نونية ابن زيدون ‪ ،‬ألنه ُي ُّ‬
‫عد النص األم في‬
‫فإن‬ ‫العربية لما له من مكانة خاصة عند الشعراء مهما تباعد العامل الزمني‬
‫الزمان‬ ‫التفاعل بين هذا النص ‪ ،‬والنصوص األخرى لم ينقطع مهما اختلف‬
‫والمكان‪.‬‬
‫والجدول التالي يوضح مدى تأثر الشعراء بألفاظ نونية ابن زيدون في القافية ‪:‬‬
‫عدد المرات‬ ‫الكلمة‬ ‫رقم البيت‬ ‫عدد المرات‬ ‫الكلمة‬ ‫رقم البيت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]60‬‬

‫‪17‬‬ ‫لينا‬ ‫‪27‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تجافينا‬ ‫‪1‬‬


‫‪27‬‬ ‫أحايينا‬ ‫‪28‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ناعينا‬ ‫‪2‬‬
‫‪9‬‬ ‫تزيينا‬ ‫‪29‬‬ ‫‪7‬‬ ‫يبلينا‬ ‫‪3‬‬
‫‪17‬‬ ‫تكافينا‬ ‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫يبكينا‬ ‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫نسرينا‬ ‫‪31‬‬ ‫‪17‬‬ ‫آمينا‬ ‫‪5‬‬
‫‪11‬‬ ‫أفانينا‬ ‫‪32‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أيدينا‬ ‫‪6‬‬
‫‪27‬‬ ‫حينا‬ ‫‪33‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تالقينا‬ ‫‪7‬‬
‫‪10‬‬ ‫يغنينا‬ ‫‪34‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أعادينا‬ ‫‪8‬‬
‫‪13‬‬ ‫تبينا‬ ‫‪35‬‬ ‫‪75‬‬ ‫دينا‬ ‫‪9/47‬‬
‫‪12‬‬ ‫غسلينا‬ ‫‪36‬‬ ‫‪33‬‬ ‫فينا‬ ‫‪10‬‬
‫‪10‬‬ ‫واشينا‬ ‫‪37‬‬ ‫‪8‬‬ ‫يغرينا‬ ‫‪11‬‬
‫‪25‬‬ ‫تلقونا‬ ‫‪38‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مآقينا‬ ‫‪12‬‬
‫‪2‬‬ ‫يفشينا‬ ‫‪39‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تأسينا‬ ‫‪13‬‬
‫‪8‬‬ ‫ناسينا‬ ‫‪40‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ليالينا‬ ‫‪14‬‬
‫‪11‬‬ ‫تلقينا‬ ‫‪41‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تصافينا‬ ‫‪15‬‬
‫‪14‬‬ ‫يظمينا‬ ‫‪42‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ماشينا‬ ‫‪16‬‬
‫‪5‬‬ ‫قالينا‬ ‫‪43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫رياحينا‬ ‫‪17‬‬
‫‪18‬‬ ‫عوالينا‬ ‫‪44‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المحبينا‬ ‫‪18‬‬
‫‪7‬‬ ‫مغنينا‬ ‫‪45‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أمانينا‬ ‫‪19‬‬
‫‪8‬‬ ‫تلهينا‬ ‫‪46‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يسلينا‬ ‫‪20‬‬
‫‪5‬‬ ‫يثنينا‬ ‫‪48‬‬ ‫‪22‬‬ ‫يسقينا‬ ‫‪21‬‬
‫‪3‬‬ ‫يصيبنا‬ ‫‪49‬‬ ‫‪18‬‬ ‫يغنينا‬ ‫‪22‬‬
‫‪13‬‬ ‫يكفينا‬ ‫‪50‬‬ ‫‪34‬‬ ‫يحيينا‬ ‫‪23‬‬
‫‪4‬‬ ‫تولينا‬ ‫‪51‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تقاضينا‬ ‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫تخفينا‬ ‫‪52‬‬ ‫‪7‬‬ ‫طينا‬ ‫‪25‬‬
‫تحسينا‬ ‫‪26‬‬

‫ومن خالل الجدول السابق نتبين ما يلي ‪ ..‬أن أعلى الكلماتـ ورودا هي ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]61‬‬

‫عـــدد المـــــرات‬ ‫الكلــمة‬


‫‪75‬‬ ‫دينا‬
‫‪34‬‬ ‫يحيينا‬
‫‪33‬‬ ‫فينا‬
‫‪27‬‬ ‫حينا‬
‫‪25‬‬ ‫تلقونا‬
‫‪19‬‬ ‫أمانينا‬
‫‪18‬‬ ‫المحبينا‬
‫‪18‬‬ ‫عوالينا‬
‫‪17‬‬ ‫آمينا‬
‫‪17‬‬ ‫لينا‬
‫‪17‬‬ ‫تكافينا‬
‫‪16‬‬ ‫رياحينا‬
‫وربما ورود كلمة (دينا) بكثافة عالية ل داللتها على ش دة تحمل المعان اة من‬
‫الش اعر وح ده دون محبوبه ‪ ،‬وهي لفظة ليست ذات خصوص ية ‪ ،‬أي ال يمكن أن‬
‫تُنسب لشاعر دون غيره ‪ ،‬وكذلك كلمة (يحينا) تدل على األمل الذي يعيش من أجله‬
‫الشاعر للقاء محبوبه‪.‬‬

‫أما الكلم ات األخر فإنها وإ ن لم تكن ذات خصوص ية ل دى ش اعر معين ف إن‬
‫انتشارها بهذا الشكل في عدد من القصائد النونية موضع الدرس تعني أن هناك تأثيرا‬
‫من السابق في الالحق‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التناص في المخمسات والموشحات ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]62‬‬

‫ويظهر تأثر الشعراء بنونية ابن زيدون في فني المخمسات والموشحات ‪-‬‬
‫عرف‬
‫أكثر من الشعر‪ -‬في العصر المملوكي خاصة ؛ وما تاله من عصور ‪ ،‬وقد َّ‬
‫ع الناظم‬ ‫ابن حجة الحموي هذا النوع من التأثر بـ( اإليداع ) فقال ‪" :‬هو أن ُي ِ‬
‫ود َ‬
‫شعره بيتا من شعر غيره ‪ ،‬أو نصف بيت أو ربع بيت بعد أن يوطيء له توطئة‬
‫تناسبه بروابط متالئمة ‪ ،‬بحيث يظن السامع أن البيت بأجمعه له ‪ ،‬وأحسن اإليداع ما‬
‫صرف عن معنى غرض الناظم األول ‪ ،‬ويجوز عكس البيت المضمن بأن يجعل‬
‫عجزا ‪ ،‬وقد تحذف صدور قصيدة بكاملها وينظم لها‬
‫عجزه صدرا ‪ ،‬أو صدره ً‬
‫صدورا لغرض اختاره وبالعكس ‪.)1("..‬‬
‫ً‬ ‫المودع‬
‫‪ -1‬في المخمسات ‪:‬‬
‫وهذا اإليداع ظهر بصورة جلية في المخمسات حيث عمد بعض الشعراء إلى‬
‫تخميس نونية ابن زيدون ‪ ،‬حيث يوطيء الشاعر لكل بيت مودع بثالثة أشطر من‬
‫عنده ‪ ،‬ثم يودع البيت الذي عمد إليه من النونية ‪ ،‬وإ ن كان هذا اإليداع على غير‬
‫ترتيب فتكون الصورة الهيكلية على النحو التالي ‪:‬‬

‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫[ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ـ ـ ـ ـ نـا]‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫[ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ـ ـ ـ ـ نـا]‬
‫وحول‬
‫حيث دخل صفي الدين الحلى (ت ‪ 750‬هـ) على نونية ابن زيدون َّ‬
‫عدل في صياغة بعض األشطر ليتناسب‬
‫موضوعها من الغزل إلى الرثاء ‪ ،‬إال أنه َّ‬

‫(‪)1‬‬
‫خزانة األدب ‪.2/311 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]63‬‬

‫مع الموضوع الجديد –الرثاء– بجانب االتكاء على ذوقه الفني الخاص ومطلع‬
‫المخمسة‪.‬‬

‫ق َيثْني َنا‬ ‫َّهر بالتَّ ْف ِري ِ‬


‫ث الد ِ‬ ‫َو َح ِاد ُ‬ ‫َكانَ ال َّزمانُ بِلُ ْقيَا ُُكم يُ َمنِّينَا‬
‫ص َدقَتْ فِي ُك ْم َأ َمانِينَا‬ ‫فَ ِع ْن َد َما َ‬
‫[َأض َحى التََّناِئي َب ِديالً ِم ْن تَ َد ِاني َنا‬
‫ْ‬

‫ب لُ ْقيَانَا ت ََجافِينَا]‬ ‫َونَ َ‬


‫اب عَنْ ِطي ِ‬

‫ومن األبيات التي َع َّدل فيها صفي الدين الحلي قول ابن زيدون قي البيت الثالث ‪:‬‬

‫َّه ِر الَ َي ْبلَى َو ُي ْبِلي َنا‬


‫ُح ْز ًنا َم َع الد ْ‬ ‫زَاح ِه ُم‬ ‫َمنْ ُم ْبلِ ِغ ال ُم ْلبِ ِ‬
‫سينَا بِا ْنتِ ِ‬

‫حيث َّ‬
‫عدل صفي الدين الحلي في الشطر الثاني منه في قوله ‪:‬‬

‫الح ْز ِن الَ َي ْبلَى َو ُي ْبِلي َنا‬ ‫ِ‬


‫ثوبا م َن ُ‬
‫ً‬ ‫َمنْ ُم ْبلِ ِغ ال ُم ْلبِ ِ‬
‫سينَا بِا ْنتِ ِ‬
‫زَاح ِه ُم‬

‫ومن ذلك قول ابن زيدون في البيت السادس عشر ‪:‬‬

‫قُطُوفُ َها فَ َج َن ْي َنا ِم ْن ُه َما ِشي َنا‬ ‫ص ِل دَانِيِةً‬


‫الو ْ‬ ‫وَِإ ْذ ه َ‬
‫َص ْرنَا فُنُون َ‬

‫فَ َع َّدل صفي الدين الحلي في صدر البيت في قوله ‪:‬‬

‫قُطُوفُ َها فَ َج َن ْي َنا ِم ْن ُه َما ِشي َنا‬ ‫صونَ اُأل ْن ِ‬


‫س دَانِيِةً‬ ‫وَِإ ْذ ه َ‬
‫َص ْرنَا ُغ ُ‬

‫ومن ذلك قول ابن زيدون في البيت الرابع ‪:‬‬

‫اد ُي ْب ِكي َنا‬ ‫ض ِحكنا‬ ‫َأنَّ ال َّزمانَ َّ‬


‫الذي َما زَا َل يُ ْ‬
‫سا ِبقُْر ِب ُ‬
‫هم قَ َد َع َ‬ ‫ُأْن ً‬

‫فعدله صفي الدين الحلي في قوله ‪:‬‬


‫ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]64‬‬

‫ص َار ُي ْب ِكي َنا‬ ‫ض ِحكنا‬ ‫ِإنَّ ال َّزمانَ َّ‬


‫الذي قَ ْد َكانَ يُ ْ‬
‫سا ِبقُْر ِب ُك َم قَ َد َ‬
‫ُأْن ً‬

‫وهذا التغيير كان البد منه ليتناسب مع الرثاء‪.‬‬


‫وقد ُي َّغ ُير بعض المفردات لتناسب المقام الجديد ‪ ،‬ومن ذلك قول ابن زيدون‬
‫في البيت الرابع عشر ‪:‬‬
‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ور ِد اللَّه ِو ص ٍ‬
‫َو َم ِ‬ ‫ق من تََألُفِنَا‬ ‫ش َ‬
‫ط ْل ٌ‬ ‫ِإ ْذ جانِ ُ‬
‫ب ال َع ْي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬

‫يقول صفي الدين الحلي ‪:‬‬


‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومربع اللَّه ِو ص ٍ‬ ‫ق من تََألُفِنَا‬ ‫ش َ‬
‫ط ْل ٌ‬ ‫ِإ ْذ جانِ ُ‬
‫ب ال َع ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ ْ َ‬

‫وقول ابن زيدون في البيت التاسع عشر ‪:‬‬

‫َأم ِاني َنا‬ ‫ِ‬ ‫طلَبَتْ َأه َْواُؤ نَا بَ َدالً‬


‫َوهللاِ َما َ‬
‫ص َرفَ ْت َع ْن ُك ْم َ‬
‫م ْن ُك ْم وال ا ْن َ‬

‫يقول صفي الدين الحلي ‪:‬‬


‫َأم ِاني َنا‬ ‫ِ‬ ‫طلَبَتْ َأ ْر َو ُ‬
‫احنَا بَ َدالً‬ ‫َوهللاِ َما َ‬
‫ص َرفَ ْت َع ْن ُك ْم َ‬
‫م ْن ُك ْم وال ا ْن َ‬

‫(ت‬ ‫وهذا التداخل َّ‬


‫النصِّي وقع في مخمسة حسن حسني الطويراني‬
‫‪ 1315‬هـ) وهي من البحر البسيط ومطلعها ‪:‬‬

‫كنت باألنس محبوبا توالينا‬ ‫ما لليالي َوقَ ْد كانت توالينا‬


‫إذ ُ‬
‫لما اغتررنا بها واغتال غاوينا‬
‫[أضحى التنائي بديال من تدانينا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]65‬‬

‫وحان من بعد لقيانا تجافينا]‬

‫وقد حول الشاعر حسن حسني موضوع القصيدة من الغزل إلى الرثاء كما‬
‫قام سابقه صفي الدين الحلي ‪ ،‬إال أنه َع َّدل –هو اآلخر– في صياغة بعض األشطر‬
‫ليتناسب مع الموضوع الجديد –الرثاء– وهذا التعديل يتقارب مع ما َّ‬
‫عدله صفي‬
‫من‬ ‫الدين الحلي في األشطر التي أخذها من نونية ابن زيدون في كثير‬
‫المواضع ‪ ،‬ومن ذلك قول ابن زيدون في البيت السادس عشر ‪:‬‬

‫قُطُوفُ َها فَ َج َن ْي َنا ِم ْن ُه َما ِشي َنا‬ ‫ص ِل دَانِيِةً‬


‫الو ْ‬ ‫وَِإ ْذ ه َ‬
‫َص ْرنَا فُنُون َ‬

‫َّ‬
‫فعدل صفي الدين الحلي في الشطر األول في قوله ‪:‬‬

‫واح ثاني ًة‬ ‫َّ‬ ‫صافيةً‬ ‫َك ْم قَ ْد َو َر ْدنَا ِميَاهُ ِ‬


‫الع ِّز َ‬
‫اَألر َ‬
‫َو َك ْم َعلل َنا بها ْ‬ ‫ْإذ َع ْينُها لَ ْم تَ ُكنْ بِال َمنِّ آنِيةً‬
‫ون اُألْن ِ‬
‫س داني ًة‬ ‫ص َ‬‫ص ْر َنا ُغ ُ‬
‫[وإ ْذ َه َ‬

‫قُطوفُ َها فَ َجنَ ْينا ِم ْنهُ َما ِ‬


‫شينَا]‬

‫وقول حسن حسني ‪:‬‬

‫س حالي ًة‬ ‫ض ْت باُألْن ِ‬ ‫َه ْل ت َْذ ُك ُرون لَنَا في ال َّد ْه ِر َخالِيةً‬


‫َأو لَ ْيلَ ًة قَ ْد َم َ‬ ‫صافيةً‬‫الروح َ‬
‫ِ‬ ‫اح ُأ ْخت‬
‫ستقي ال َّر َ‬ ‫ِإذا تَ ْ‬
‫ان َد ِاني ًة‬
‫ون الَ َب ِ‬
‫ص َ‬‫[وإ ْذ هصرنا ُغ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]66‬‬

‫قُطُوفُ َها فَ َجنَ ْينَا ِم ْنهُ َما شينا]‬

‫ابن‬ ‫وهذا التغيير َّ‬


‫امتد في كثير من األبيات التي اقتبسها حسن حسني من‬
‫زيدون ‪ ،‬ولكن حسن حسني زاد في مخمسته وجعلها (‪ )39‬مخمسا ‪ ،‬على خالف‬
‫مخمسة صفي الدين الحلي التي احتوت على (‪ُ )26‬م َخ َّم ًسا‪.‬‬

‫ومما انفرد به حسن حسني على صفي الدين الحلي قوله ‪:‬‬

‫واعتََّز َم ْجلس َنا‬ ‫فَ َما ت ََجلَّتْ كما تَ ْد ِرين أ ْكُئ َُونَا‬
‫صفى عيشنا ْ‬
‫َوالَ َ‬
‫سنَا‬
‫س ُمْؤ ن ُ‬ ‫ستَفَا َد بِنَا فِي النَّا ِ‬
‫وال ا ْ‬
‫[ َوالَ ْابتَ َغي َنا َح ِب ْي ًبا عنك َي ْح ِب ُ‬
‫س َنا‬

‫ستَفَ ْدنَا َخلِيالً َع ْن ِك يُ ْعنِ ْينَا]‬


‫َوالَ ا ْ‬

‫والتغيير وقع في الشطرتين على خالف ما ورد عند ابن زيدون في البيت‬
‫الثامن واألربعين في قوله ‪:‬‬

‫استَفَ ْدنا َح ِب ْي ًبا َع ْن ِك َيثِْن ْي َنا‬ ‫ضنَا َخلِيالً ِم ْن ِك يَ ْحبِ ُ‬


‫سنَا‬ ‫فَ َما ا ْ‬
‫ستَ َع ْ‬
‫َوالَ ْ‬

‫وهذا التناص مع أبيات القصيدة اتكأ فيه الشاعران على تناسب األبيات‬
‫المأخوذة من نونية ابن زيدون وتوظيفها مع المعنى الجديد‪.‬‬

‫‪ -2‬في الموشحات ‪:‬‬


‫واختلف ما يسمى باإليداع في الموشحات عن المخمسات حيث عمد الشاعر‬
‫في المخمسات إلى إيداع بيت كامل ‪ ،‬أما في الموشحات فعمد الشاعر الوشاح إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫إيداع عجز البيت في أقفال موشحته دون األبيات‪.‬‬
‫واختلف بناء الموشحة عن بناء المخمسة والقصدة على هذا النحو ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يختلف بناء الموشحة عن بناء القصيدة ‪ ،‬حيث تتكون الموشحة من ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]67‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ نا ق صفر‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬


‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫بيت ا‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ نا ق‪1‬‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫بيت ‪2‬‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ــــ‬ ‫ــــ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ نا ق‪2‬‬ ‫ــــ‬ ‫ــــ‬

‫وقد استطاع صدر الدين بن الوكيل (ت ‪ 716‬هـ) من إيداع أعجاز نونية‬


‫ابن زيدون في موشحة كاملة دون الترتيب مع الحفاظ على موضوع القصيدة األصل‬
‫‪ ،‬كما استطاع أن يوطيء في موشحته ألعجاز النونية التي ضمنها ‪ ،‬وهذا يدل على‬
‫قدرة صدر الدين بن الوكيل اإلبداعية حيث إنه لم ُيحدث أي خلل بالمعنى األصلي‬
‫للنونية‪.‬‬
‫ونونية ابن زيدون في مجملها تصور ذلك التحول العنيف من حال السعادة‬
‫والهناء والقرب والوصل إلى حال الشقاء والتعاسة والبعد والهجر‪.‬‬

‫ومطلع موشحة صدر الدين بن الوكيل ‪:‬‬

‫سمِّيت الموشحة تامة ‪،‬‬


‫( أ) المطلع ‪ :‬وهو أول قفل في الموشحة وليس بضروري ‪ ،‬إذا أتى به الوشاح ُ‬
‫سميت الموشجة قرعاء‪.‬‬
‫وإ ذا لم يأت بها ُ‬
‫(ب) البيت ‪ :‬وهو الذي يلي المطلع في الموشحة التامة ‪ ،‬أو الذي تبدأ به الموشحة القرعاء‪.‬‬
‫(ج) القُفل ‪ :‬وهو الذي يلي البيت ‪ ،‬وتتفق قوافيه في حرف الروي في الموشحة كلها‪.‬‬
‫(د ) الخرجة ‪ :‬وهي آخر قفل في الموشحة‪ .‬ينظر ‪ :‬دراسات في فني الموشحات واألزجال ‪.24 – 8 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]68‬‬

‫َأسي َنا‬
‫اَألسى لَو الَ تَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َغدَا ُمنَا ِدينَا ُم َح ِّك ًما فِينَا‬
‫َي ْقضي َعلَ ْي َنا َ‬

‫ابن‬ ‫ويظهر التعالق َّ‬


‫النصِّي بين قصيدة ابن زيدون ‪ ،‬وموشحة صدر الدين‬
‫الوكيل واضحاً حيث يقول ابن زيدون ‪:‬‬

‫أسب َنا‬
‫اَألسى لَو الَ تَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ض َماِئ ُرنَا‬ ‫نَ َكا ُد ِحيْنَ تُنَ ِ‬
‫اجي ُك ْم َ‬
‫َي ْقضي َعلَ ْي َنا َ‬

‫وهذا التعالق ظاهر في مطلع الموشحة السابق ‪ ،‬حيث التعالق بين‬


‫(غدا منادينا) في الموشحة ‪ ،‬و(تناجيكم) في القصيدة بجانب اإليداع في الموشحة‬
‫لعجز بيت ابن زيدون‪.‬‬
‫وعندما تحدث ابن زيدون عن الفراق والتنائي والبعد في قوله ‪:‬‬

‫ضا لَ َي ِالي َنا‬ ‫َحالَتْ لِفَ ْق ِد ُك ُم أيَّا ُمنَا فغدَتْ‬


‫سوداً َو َكا َن ْت ِب ُك ْم ِب ْي ً‬
‫ُ‬

‫امتص صدر الدين بن الوكيل المعنى في قوله ‪:‬‬


‫ضا لَ َي ِالي َنا‬ ‫صيَّ َر اَأليَّا ْم‬ ‫قَ ْد َغيَّ َر اَأل ْج َ‬
‫سا ْم َو َ‬
‫ودا َو َكا َن ْت ِب ُك ْم ِب ْي ً‬
‫س ً‬‫ُ‬

‫وقد جعل صدر الدين بن الوكيل البيت في الموشحة متمما وموضحاً لمعنى‬
‫(‪)1‬‬
‫كقوله ‪:‬‬ ‫القفل‬
‫(‪)2‬‬
‫(يقضي علنا األسى لو ال تأسينا) ← ق صفر‬ ‫محكماً فينا‬ ‫غدا منادينا‬
‫من فيه جهالً عام‬ ‫بحر الهوى يفرق‬
‫ب‪1‬‬
‫من هََّم أو قد هام‬ ‫ونار تحرق‬
‫فتي عليه نام‬ ‫وربما ُيقلق‬

‫(‪)1‬‬
‫وهذا ما يسمى باألطناب‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ق ‪ :‬ترمز للقفل ‪ ،‬و (ب) ترمز للبيت ‪ ،‬و (د ) ترمز للدور‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]69‬‬

‫بيضا ليالينا) ← ق‪1‬‬


‫(سودا وكات بكم ً‬
‫ً‬ ‫وصير األيام‬
‫َّ‬ ‫غير األجسام‬
‫قد َّ‬

‫قم واستمع مني‬ ‫يا صاحب النجوى‬


‫ب‪2‬‬ ‫إن الهوى يضني‬ ‫إياك أن تهوى‬
‫اسمع وقل عني‬ ‫ال تقرب السلوى‬

‫(حينا فقام بنا للنعي ناعينا) ← ق‪1‬‬ ‫خضنا على غره‬ ‫بحار مر‬

‫ولو ُقرئت األقفال هكذا‬


‫(يقضي علينا األسى لو ال تأسينا)‬ ‫محكما فينا‬ ‫غدا منادينا‬
‫(سودا وكانت بكم بيضاً ليالينا)‬ ‫قد غير األجسام وصير الأيام‬
‫(حينا فقام بنا للنعي ناعينا)‬ ‫خضنا على غره‬ ‫بحار مر‬

‫ألصبح المعنى تماماً إال أن ابن الوكيل في إضافته لألبيات أكسبت الموشح‬
‫الحكبة‬ ‫نسيجاً خاصاً اختلف عن نسيج نونية ابن زيدون وكأن األبيات تقوم بدور‬
‫قم واستمع مني)‬ ‫(يا صحب النجوى‬ ‫من مثل قوله ‪:‬‬

‫وابن زيدون استطاع ان ينسج النونية في نسيج خاص به في مأساة نفسية‬


‫عاشها فطاوعته األلفاظ واستطاع أن يمسك بتالبيب المعنى ‪ ،‬وأتى ابن الوكيل ونسج‬
‫نفس النسيج الفني ‪ ،‬إال أنه أظهر مقدرة خاصة انفرد بها وهي تلبيس المعنى وتعالقه‬
‫مع نونية ابن زيدون ‪ ،‬حيث تحققت عند ابن الوكيل حضوراً في الذاكرة الشعرية‬
‫ل عند ابن الوكيل معنى حاضراً أراد تثبيته‬
‫أبيات النونية ‪ ،‬وكأن النص الغائب َمَّث َ‬
‫داللياً وحضورياً في موشحته‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]70‬‬

‫وقد التزم صدر الدين بن الوكيل نفس الموضوع (الغزل) على خالف‬
‫المخمسات التي كان موضوعها (الرثاء) ‪ ،‬كما نلمح أن ابن الوكيل لم يعمد كثيرا‬
‫في تغيير بعض الألفاظ كما عمد الشعراء في المخمسات ‪ ،‬ولم يرد التغيير إال في‬
‫قُ ْفلين فقط ‪ ،‬القُفل األول في قوله ‪:‬‬
‫للنع ِي َن ِ‬ ‫ض َنا على ِغَّرة‬
‫اعي َنا‬ ‫ام ِب َها َّ ْ‬
‫حي ًنا فَقَ َ‬ ‫ِب َحارةٌ ُمَّر ْة ُخ ْ‬

‫وقول ابن زيدون في البيت الثاني ‪:‬‬


‫ح ْي ٌن فَقَام ِب َنا للح ْي ِن َن ِ‬
‫اع ْي َنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صبَّ َحنَا‬ ‫َأالَّ َوقَ ْد َحانَ ُ‬
‫ص ْب ُح البَ ْي ِن َ‬
‫َ‬

‫والقفل اآلخر في قول ابن الوكيل ‪:‬‬


‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومو ِر ُد اللَّه ِو ص ٍ‬ ‫اَأله ِل َواِإل ْخ ْ‬
‫وان‬ ‫ان ِب ْ‬ ‫َج ِد ُ‬
‫يد َما قَ ْد َك ْ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ‬

‫وقول ابن زيدون في البيت الخامس عشر ‪:‬‬


‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫هو ص ٍ‬ ‫ق ِمنْ تَألفّنا‬ ‫ش َ‬
‫ط ْل ٌ‬ ‫ِإ ْذ َجانِ ُ‬
‫ب ال َع ْي ِ‬
‫افي َنا‬ ‫َ‬ ‫َو َم ْر َبعُ اللَّ ِ َ‬

‫(‪، 13‬‬ ‫عدل فيه صدر الدين بن الوكيل ‪ ،‬وأتت األبيات‬


‫وما عدا ذلك لم ُي ّ‬
‫‪ )45 ، 22 ، 21 ، 18 ، 15 ، 1 ، 2 ، 14‬في أقفال الموشحة على الترتيب‬
‫السابق حسب السياق اللغوي الذي أراده صدر الدين بن الوكيل وهذه الصياغة‬
‫الشعرية الجديد أكسبت الموشحة شهرة كشهرة نونية ابن زيدون‪.‬‬
‫ومن ذلك موشحة إبراهيم الطرابلسي (ت ‪ 1308‬هـ) التي مطلعها ‪:‬‬
‫و َناب ع ْن ِط ْي ِب لُ ْقيا َنا تَج ِ‬
‫افي َنا‬ ‫َأجرى م ِ‬
‫آقي َنا بعد المجبينا‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]71‬‬

‫ضمن صدر المطلع من نونية ابن زيدون على‬


‫ولكن إبراهيم الطرابلسي َّ‬
‫خالف صدر الدين بن الوكيل حيث قال ‪:‬‬
‫َأض َحى التََّنائي بديالً ِم ْن تَ َد ِان ْي َنا‬ ‫فاآلن لَ َّما بان يزوي غصون البان‬
‫ْ‬

‫واحد‬ ‫كما نلمح أنه لم يعدل في األشطر المضمنة من النونية إال في قُ ْف ٍل‬
‫في قوله ‪:‬‬
‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومو ِر ُد اللَّه ِو ص ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ضاف‬ ‫واف َو ِظلّه‬
‫ث اله َنا ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َح ْي ُ َ‬

‫وقول ابن زيدون ‪:‬‬


‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومربع اللَّه ِو ص ٍ‬ ‫ق ِمنْ تََألُّفِينَا‬
‫ش طَ ْل ٌ‬ ‫ِإ ْذ َجانِ ُ‬
‫ب ال َع ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ ْ َ‬

‫وهذا التعديل عند إبراهيم الطرابلسي هو نفسه عند صدر الدين بن الوكيل‬
‫وضمن إبراهيم الطرابلسي إعجاز األبيات (‪42 ، 31 ، 13 ، 15 ، 21 ، 12 ، 1‬‬
‫‪ )14 ، 5 ، 51 ، 36 ، 35 ، 33 ، 47 ، 16 ، 35 ، 45 ،‬في أقفال الموضحة‬
‫على الترتيب السابق‪.‬‬
‫على‬ ‫وورد اإليداع لنونية ابن زيدون أو بعض الشعراء في الشعر بقلة‬
‫األمير‬ ‫خالف المخمسات والموشحات دون تعديل ‪ ،‬ومن ذلك قول‬
‫النصعاني (ت ‪1182‬هـ) ‪:‬‬

‫َّإنا ُم َحيُّوك يا سلمى ِّ‬


‫فحي َنا‬ ‫س َم ٍع منها مقالتنا‬
‫ش ُد على َم ْ‬
‫وأن ُ‬

‫حيث تم إيداع صدر مطلع قصيدة المركش األكبر ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]72‬‬

‫اس ِ‬
‫فاسقي َنا‬ ‫سقَ ْي ِت ِك َرام َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َّإنا ُم َحيُّوك يا سلمى ِّ‬
‫َ‬ ‫وإ ْن َ‬ ‫فحي َنا‬

‫ومن ذلك قول علي الجارم (ت ‪ 1368‬هـ )‬

‫َّإنا ُم َحيُّوك يا سلمى ِّ‬


‫فحي َنا‬ ‫ساقي و َغنِّ لنَا‬
‫اح ُك ِْم اللحنَ يا َ‬
‫َو ْ‬

‫ومن إيداع الشعراء لنونية ابن زيدون قول األمير الصنعاني ‪:‬‬

‫َأض َح َى التََّناِئي َب ِد ْيالً ِم ْن تَ َد ِاني َنا‬


‫ْ‬ ‫سانُ البش ِر قَاِئلَةً ‪:‬‬ ‫َوَأ ْن َ‬
‫ش َد ْتنَا لِ َ‬

‫حيث تم إيداع صدر مطلع نونية ابن زيدون في عجز بيت األمير الصنعاني‬
‫دون تعديل بعد أن مهد له‪.‬‬
‫ومن ذلك قول مصطفى التل ( ت ‪1366‬هـ ) ‪:‬‬

‫َأض َح َى التََّناِئي َب ِد ْيالً ِم ْن تَ َد ِاني َنا‬ ‫ق بُ ْرفِينا َ‬


‫َما لِي َوبُ ْرفِينَ يا ُعشَّا َ‬
‫ْ‬

‫وقال األمير الصنعاني مودعا عجز البيت الخامس عشرلنونية ابن زيدون‪:‬‬
‫اف من تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫اللهوص ٍ‬ ‫َو َم ِ‬ ‫شئتَ منها غي ُر ُم ْمتَنِ ٌع‬ ‫فَ َو ْ‬
‫ص ُل َمنْ ِ‬
‫َ‬ ‫ور ُد ِّ َ‬

‫وسبقت اإلشارة لذلك‪.‬‬

‫وتظهر المفارقات بين القصائد النونية المختارة السابقة على ابن زيدون على مستوى‬
‫الشكل حيث تصب كثير من األلفاظ في معاني الحزن واألسى والشقاء الذى القاه‬
‫المحب ‪ ،‬حيث الدموع والكآبة والعذاب والحرمان‪.‬‬

‫كما تُعد لغة القصائد النونية المختارة التي تأثرت بنونية ابن زيدون منظومة‬
‫فنية تتبلور ألفاظها داخل القصائد النونية المختارة ‪ ،‬وتعتبر لغة مستقلة حيث كونت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]73‬‬

‫كما من األلفاظ الشعرية المترادفة ‪ ،‬مع اختالف الدالالت ‪ ،‬بجانب التضاد‬


‫ًّ‬
‫واالشتقاق‪ ،‬حتى أصبحت بنية أساسية لجميع القصائد النونينة المختارة ‪ ،‬لذا كانت‬
‫نونية ابن زيدون المنبع الذي استقى منه كثير من الشعراء هذه المعاني‪.‬‬

‫ولعبت األلفاظ دورا بارزا في تشكيل مالمح كثيرا من القصائد النونية‬


‫المختارة ‪ ،‬حيث لعب التناص دورا بارزا في العرض السابق وكان ظاهرا في ألفاظ‬
‫القوافي حيث أخذ إطار االمتصاص في أكثر القصائد ‪ ،‬وكان عدد القصائد والمقاطع‬
‫التي تأثر بها الشعراء التاليين البن زيدون (‪ )79‬قصيدة ومقطعة أتت على نمطين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬القصائد والمقاطعات التي تأثرت بنونية ابن زيدون في القافية‬


‫والبحر (‪ )50‬متمثلة في (‪ )46‬قصيدة ‪ ،‬و(‪ )3‬مقاطعات ‪ ،‬ونتفة واحدة‬
‫وموشحتين ومخمستين‪.‬‬

‫األخير ‪ :‬القصائد والمقاطع التي تأثرت بنونية ابن زيدون في القافية دون‬
‫البحر (‪ )29‬تمثلت في ‪ 26‬قصيدة ‪ ،‬ومقطعتين ونتفة واحدة‪.‬‬

‫وتمثلت في بعض المحاور التالية ‪:‬‬

‫المحوراألول ‪ :‬ألفاظ الحزن والبكاء ‪:‬‬


‫وقد سيطرت على تلك القصائد النونية المختارة لفظتا (البكاء) و(الدمع)‬
‫معا في كثير من األحيان حيث الحزن‬
‫وهما لفظتان ذات داللة لغوية ‪ ،‬ويرتبطتان ً‬
‫الدمع ‪ ،‬أو ينذرف الدمع دون بكاء ‪ ،‬أو يأتي البكاء‬
‫َ‬ ‫البكاء‬
‫ُ‬ ‫واألسى والشقاء وقد يتبع‬
‫دون دمع وذلك حسب الموقف الذي يتعرض له الشاعر ‪ ،‬وقد يجمع الشاعر بين‬
‫النقيضين معا (الضحك والبكاء) وخاصة عندما يتساءل عن ذلك الماضي الذي كان‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]74‬‬

‫ابن زيدون جليا‬ ‫مسيطرا عليه ‪ ،‬ونلمح ذلك عند‬


‫ً‬ ‫يعيشه والحاضر الذي أصبح‬
‫في قوله ‪:‬‬

‫اد ُي ْب ِكي َنا‬ ‫َأنَّ ال َّز َمانَ الذي ما زال يُ ْ‬


‫ض ِح ُكنَا‬
‫سا ِبقُْر ِب ُ‬
‫هم قَ ْد َع َ‬ ‫ُأْن ً‬

‫حيث أشرك ابن زيدون عامل (الزمان) في الضحك والبكاء ‪ ،‬وجعله‬


‫المسئول عن كل ما يحدث‪ .‬وهاتان اللفظتان وردتا عند ابن المستوفي في قوله ‪:‬‬

‫ش ُي ْب ِكي َنا‬
‫الع ْي ِ‬ ‫ض ُِح َكنا‬
‫ش يُ ْ‬ ‫شنَا زَ َمانًا َو َخ ْف ُ‬
‫ض ال َع ْي ِ‬ ‫ِع ْ‬
‫ق َ‬ ‫ض ْي ُ‬
‫وم َن ْح ُن َو َ‬
‫الي َ‬
‫فَ َ‬

‫الماضـــي‬
‫ض ِح ُك َنا‬
‫ُي ْ‬ ‫الع ِ‬
‫يش‬ ‫ض َ‬‫َخ ْف ُ‬

‫ُي ْب ِكي َنـا‬ ‫الحاضـــر‬ ‫الع ِ‬


‫يش‬ ‫يق َ‬
‫ِ‬
‫ض ُ‬

‫ت‬ ‫تراد‬ ‫ت‬


‫تضاد‬
‫ضاد‬ ‫ف‬ ‫ضاد‬

‫ت‬ ‫ثبو‬ ‫ت‬


‫تحول‬
‫حول‬ ‫ت‬ ‫حول‬
‫عنصر (الزمان)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ابن المستوفي‬
‫فقد أشرك ُ‬
‫ومن ذلك قول محمد بن عبد الكريم الموصلي ‪:‬‬
‫ض َح ُك ِح ْي ًنا ِم ْن تَ َد ِان ْي َنا‬ ‫بَ َكى ال َّز َمانُ َعلَ ْينَا ِمنْ تَنَاِئ ْينَا‬
‫ان َي ْ‬
‫َو َك َ‬

‫الزمان معه في أفراحه وأتراحه‬


‫َ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫حيث أشرك‬
‫بكى من التنائي‬

‫بكى من التنائي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]75‬‬

‫الزمـــان‬

‫فالزمان عند ابن المستوفي يختلف عند الزمان عن ابن زيدون حيث إنه‬
‫عما حدث‬
‫شارك الشاعر على خالف األمر عند ابن زيدون حيث جعله هو المسئول َّ‬
‫‪ ،‬ولكن سرعان ما تختفي لفظة (البكاء) وتسيطر لفظة (الدمع) بمدلوالتها المختلفة‬
‫معان عدة‪.‬‬ ‫في النصوص وأخذت ٍ‬
‫‪ ‬البكاء يعقبه الدمع ‪:‬‬
‫قال جعفر الحلي ‪:‬‬
‫فََأل ْب ِكيَنَّ لِفَ ْق ِد ِه ُمتَ َمنِّيًا‬
‫ون ُجفُو َنا‬‫َأن تَ ُك َ‬ ‫ُك َّل َ‬
‫الج َو ِار ِح ْ‬
‫َوَأل ْر ِويَنَّ َحشًا الثَّ َرى بِ َمدَا ِم ِعي‬
‫ِليقَ َ ِ‬
‫ون ُعيو َنا‬ ‫ال ِإ َّن م َن ُ‬
‫الع ُي ِ‬ ‫ُ‬

‫تدفق العيون‬ ‫دمــع‬ ‫ري‬ ‫بكــاء‬


‫عيونـــا‬ ‫بمدامعي‬
‫وألروين‬ ‫فألبكين‬
‫‪ ‬الدمع دون البكاء ‪:‬‬
‫وتد َّرج الدمع في جريانه من حيث الموقف الذي يتعرض له الشاعر ‪ ،‬فعندما‬
‫َ‬
‫الورق ينذرف الدمع كما يقول فتيان الشاغوري ‪:‬‬
‫تُغني ُ‬
‫َما ا ْن َدفَ َع ْت ورق تُ َغ ِّن ْي َنا‬ ‫سلِ ُم اَأل ْجفَانُ د ْم ِعي َمتَى‬
‫وت ُ ْ‬

‫حيث اختلف عامل البكاء فهو هنا (الورق) على خالف ما سبق فكان‬
‫(الزمان) ولكن عامل البكاء –هنا‪َّ -‬‬
‫عبر عنه الشاعر بالدمع مباشرة دون ذكره للفظة‬
‫(بكاء) فهو بمجرد سماع غناء الورق تنذرف الدموع ‪ ،‬فغناء الورق هنا تذكره‬
‫بالماضي فالموقف ال يستدعى البكاء ‪ ،‬ولكنه الحنين إلى الماضي ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]76‬‬

‫مصدر الدمــع‬ ‫الورق‬


‫يح ُّ‬
‫ث الورق على الدمع ليتذكر الماضي الذي‬ ‫ولكن الشاعر طالئع بن رزيك ُ‬
‫كان فيه ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬

‫َأن َيِل ْي َنا‬ ‫اد ِم ْن َها َّ‬


‫الص ْخ ُر ْ‬ ‫َك ْم زَ ْف َر ٍة تَبَ ْعتُ َها بِزَ ْف َر ٍة‬
‫تَ َك ُ‬
‫لَ ْم َي ُك َد ْمعٌ َفاذ ِ‬
‫ق على األشْجا ِر ِإنْ‬ ‫أقُو ُل لل ُو ْر ِ‬
‫الع ُيو َنا‬
‫ْرفي ُ‬

‫ولفظة (العيونا) بها تورية حيث عيون الماء ‪ ،‬ولكنه سرعان ما يخاطب‬
‫الورق ليشاركه أحزانه فيقول ‪:‬‬

‫الح ِز ْي َنا‬ ‫ِإ َّن الح ِز ْي َن ي ِ‬


‫سع ُد َ‬ ‫اجع اَأل ْطيَا ِر ُكنْ لِي ُم ْ‬
‫س ِعدًا‬ ‫س ِ‬‫يَا َ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬

‫فالمشاركة في األحزان تخفف من حدتها‪.‬‬


‫ولكن سرعان ما يتلون هذا الدمع دون ذكر الشاعر لهذه األلوان وذلك في‬
‫قول جمال الدين بن نباتة ‪:‬‬

‫الب ْي ِن تَ ْل ِوي َنا‬ ‫أ ْغدَى يُ ِ ْغَّ ِر ُك ْم َد ْم َع ال ُم ِحبِّينَا‬


‫وم َ‬‫َحتَّى تَلَ َّو َن َي َ‬

‫وهذا الدمع أصبح كالفيضان في قوله ‪:‬‬

‫ِف ْي ُك ْم َو َما قَ ْد َجرى ِم ْن َغ ْد ِر ُك ْم ِفي َنا‬ ‫ض َأ ْد ُم ِعنَا‬


‫سَألُوا َما َج َرى ِمنْ فَ ْي ِ‬
‫الَ تَ ْ‬

‫والدمع أصبح كالمطر في قول ميخائيل خير اهلل ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]77‬‬

‫اد ْـت َن ْح َو َن ِاد ْي َنا‬ ‫َحتَّى َبَر َ‬


‫اها فَ َع َ‬ ‫َوال َّد ْم ُع َمازَ ا َل يَ ْهمي ِمنْ َم َح ِ‬
‫اجرهَا‬

‫وهذه الدموع ال تجف وال تنقطع على تذكر المحب وأيامه ‪ ،‬كما يقول‬
‫مصطفى صادق الرافعي ‪:‬‬
‫ِم َّنا والَ الدَّمع َْأبقَى ِم ْن م ِ‬
‫َآق ْي َنا‬ ‫صدُودًا فَ َما أ ْبقَى تَجافِ ْينَا‬ ‫َكفَى ُ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫اك َخافِقَةً‬
‫علَى لَي ٍ ِ‬ ‫سي ِمنْ ِذ ْك َر ِ‬ ‫ت َِطي ُر نَ ْف ِ‬
‫س ِب ْي َنا‬
‫ال تُوافي َنا َوتُ ْ‬ ‫َ َ‬

‫حتى يقول ‪:‬‬


‫ب ِ‬
‫يجزينا‬ ‫الح ُّ‬
‫رض َها ُ‬
‫كن لم َي َ‬
‫َما َّ‬ ‫ب َجاريةً‬
‫الح ِّ‬ ‫وَأد ٍ‬
‫ْمع فِي ِز َم ِام ُ‬

‫وهذا الدمع من كثرة البكاء قد َّ‬


‫خضب األرض كما يقول أحمد شوقي ‪:‬‬
‫بع َد الهدو ِء ويه ِمي ع ْن م ِ‬
‫آقي َنا‬ ‫ق يَ ْر ِمي عَنْ َج َوانِ َحنَا‬ ‫سا ِري البَ َر ِ‬ ‫يَا َ‬
‫َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َْ ُ‬
‫اَألرض ب ِ‬
‫س َما ِء َد ًما‬
‫قرق فِي َد ْم ِع ال َّ‬ ‫لَ َما ت ََر َ‬
‫اكي َنا‬ ‫َ َ‬ ‫َّب َنا‬
‫كاء فَ َخض ْ‬
‫الب ُ‬
‫اج ُ‬
‫َه َ‬
‫ْ‬

‫ودموع أبي الفضل بن الوليد ذرفها علىحضارة األندلس (محبوبته) التي‬


‫افتقدها للحنين إليها في قوله ‪:‬‬
‫حبي ِك الم ُ‬
‫شو ِقي َنا‬ ‫َوالَ َن َزا ُل ُم ِّ‬ ‫اك فِي َأيَّ ِام ِ‬
‫ش ْقوتِنَا‬ ‫لَقَ ْد َأ َ‬
‫ض ْعنَ ِ‬

‫يها ُم ِقيمي َنا‬ ‫ِ‬


‫لم َن ُكن ف َ‬
‫َكَأَن َنا ْ‬
‫شةٌ‬‫وح َ‬‫س ُم ِ‬ ‫َه ِذي ُربُوع ُِك بَ ْع َد اُأل ْن ِ‬
‫شِ‬
‫سقَ ْينَاهَا َو ِمنْ َد ِمنَا‬‫ِمنْ َد ْم ِعنَا قَ ْد َ‬
‫اكي َنا‬ ‫ات تُ َ‬
‫ش ٌـ‬ ‫شا َ‬ ‫فَ ِفي ثََر َ‬
‫اها ُح َ‬

‫ثم يخاطب الشاعر األندلس في نبرة تحسر وأسى فيقول ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]78‬‬

‫ش ِقي َنا‬
‫الع ْه ُد ُي ْ‬ ‫الن ِعيم َ‬
‫َع ْه ِد َّ‬ ‫يَا نع َم َأ ْندلسيَّا َكانَ َجد ُِّك في‬
‫وهذا َ‬
‫وعي وَأع ِ‬
‫ْطينِي ُد ُمو َع أسى‬ ‫ُخ ِذي ُد ُم ِ‬
‫َأسينا‬
‫أجدى تَ ِّ‬ ‫طال التَّ ِّ‬
‫َأس َي َو َما َ‬

‫وهذا الدمع ليس للشاعر َد ْخ ٌل فيه وليس بيده َكفّه كما يقول حافظ إبراهيم ‪:‬‬
‫ِإالَّ ب ِق َّي ُة َدم ٍع ِفي م ِ‬
‫آقي َنا‬ ‫لَ ْم يَ ُكنْ ش َْي ٌء ِمنَ ال ُّد ْنيَا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫ولكن الشاعر لم يجد أمامه إال الطبيعة ليخاطبها بعد فراق األحبة فيقول‬
‫نجيب الحداد مخاطبا النجوم ‪:‬‬
‫تَ ْج ِري م َد ِ‬
‫ام ُع َنا وال تجرينا‬ ‫نَ ْرعَى نُ ُجو َم اللَّ ْي ِل َو ِهي ثَوابِتٌ‬
‫َ‬

‫ولكثرة هذه الدموع شربها الشاعر كما يقول طالئع بن رزيك ‪:‬‬

‫العالَ ُم ِع ْي َنا‬ ‫لَوالَ ه ََوا ُكم َما ق َ‬


‫ط ْعتُ البَ ْينَا‬
‫ت في ُ‬ ‫طلَ ْب ُ‬
‫َوالَ َ‬
‫ش ِر ْبتُ ال َّد ْم َع ال ِمنْ َعطَ ٍ‬
‫ش‬ ‫َوالَ َ‬
‫والس ِم ْي َنا‬
‫َّ‬ ‫ث‬‫ت ال َغ َّ‬
‫َوالَ َه َج ْر ُ‬

‫وهذه الدموع –لكثرتها‪ -‬اختلطت بالدم فتلونت به كما يقول ابن نباتة ‪:‬‬
‫ويستَ ِقي الدَّمع إالَّ ِم ْن م ِ‬
‫آقي َنا‬ ‫الو ْج ُد ِإالَّ ِمنْ َج َوانِ ِحنَا‬
‫س َ‬ ‫ال يُ ْقتَبَ ُ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ ْ‬
‫يض َن ِ‬ ‫ود م َذ ِ‬ ‫ص ْف ٌر َمنَ ِ‬
‫اظ ُرنا‬ ‫ُح ْم ٌر َمدا ِم ُعنَا ُ‬
‫واصي َنا‬ ‫اهب َنا ِب ٌ‬ ‫س ٌ َ‬‫ُ‬

‫ابن نباتة في معناه السابق ‪:‬‬


‫ابن الخلوف َ‬
‫وشارك ُ‬
‫ض مو ِ‬ ‫ص ْف ٌر َج َوا ِر ُحنَا ُح ْم ٌر َمدَا ِم ُعنَا‬
‫ُ‬
‫اضي َنا‬ ‫انح َنا ِب ْي ٌ َ َ‬
‫ود َج َو ُ‬
‫س ٌ‬‫ُ‬

‫وهذه الدموع قد تطفأ نار الهوى أحيانا كما يراها عبد الغفور الدانابوري ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]79‬‬

‫اعا الَ تَُب ِالي َنا‬ ‫وود ِ‬ ‫فَيَا لَ َها ت ََر َك ْتنِي هَاِئ ًما قَلِقًا‬
‫َّعتْني َو َد ً‬
‫َ َ‬

‫َّمعُ َي ْر ِو ْي َنا‬ ‫ب وال َعيْنُ َذارفَةٌ‬


‫ب ُم ْلتَ ِه ٌ‬
‫القَ ْل ُ‬
‫الهوى والد ْ‬
‫ب َن ُار َ‬
‫ش َّ‬
‫َو َ‬

‫ولكن الشهاب الحجازي كان له نظرة أخرى في الدمع حيث جعله من شدة‬
‫فرط السرور وذلك في قوله ‪:‬‬

‫ض َي ْب ِكي َنا‬‫المح ِ‬
‫ور ْ‬ ‫الس ُر ِ‬
‫ط ُّ‬ ‫لَ ِك َّن فَ ْر َ‬ ‫حزن‬
‫ٍ‬ ‫فَِإنْ بَ َك ْينَا فَلَ ْي َ‬
‫س ال َّد ْم ُع ِمنْ‬
‫الح ُّب ِه ْج َرانًا وال َملَالً‬‫الَيَ ْع ِرفُ ُ‬
‫ان َن ِادي َنا‬
‫الس َلو ُ‬
‫ف ُّ‬‫َو َن ْح ُن ال َي ْع ِر ُ‬

‫وما يمكن أن نالحظه من خالل استقراء لفظة الدمع في النصوص نجد أنها‬
‫دلت على تلك المعاناة النفسية التي عاشها الشاعر ‪ ،‬والحالة التي وصلوا إليها وقد‬
‫ابن زيدون‬ ‫اندثرت لفظة (البكاء) على خالف ما وجدناه في النصوص التي قبل‬
‫حيث سيطرت لفظة البكاء واندثرت لفظة (الدموع)‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]80‬‬
‫ما بعد ابن زيدون‬ ‫ما قبل ابن زيدون‬
‫(الدمــع)‬ ‫ابن زيدون‬ ‫(البـكاء)‬

‫كان بكثرة دون البكاء‬ ‫كان بكثرة دون الدمع‬


‫المحور الثاني ‪ :‬ألفاظ ثنائية الماضي والحاضر ‪:‬‬
‫بـ(ثنائية‬ ‫استطاع ابن زيدون بقدرته الفنية أن يرسم لوحة فنية لما يسمى‬
‫واحدا يخلو‬
‫ً‬ ‫الماضي والحاضر) حيث مدت بظاللها على القصيدة كلها فال نجد بيتا‬
‫من تلك الثنائية حتى أن حديثه عن الحاضر استشف منه الحديث عن الماضي‬
‫والعكس ‪ ،‬وهذه اللوحة َترسَّمها الشعراء الذي أتوا بعده وتأثروا به‪.‬‬

‫كما نلمح الفعل (كان) مسيطرا بال منازع على ألفاظ الماضي‪ .‬يقول شمس‬
‫الدين اللكوفي ‪:‬‬

‫س ِق ْي َنا‬ ‫َوال َكاِئ َن ُ‬


‫ات ِب َك ِ‬ ‫ُكنَّا َج ِم ْيعا َو َكانَ ال َّد ْه ُر يُ ْ‬
‫س ِع ُدنَا‬
‫اَألم ِن تُ ْ‬
‫ْأس ْ‬
‫اس ِدينَ بِنَا‬ ‫الح ِ‬ ‫فَاآلنُ فَ َّرتْ عُيونُ َ‬
‫َأع ِادي َنا‬ ‫ِ‬
‫شتَفَ ْت م َّنا َ‬
‫ِب َما َجَرى وا ْ‬

‫أشرك الشاعر (الدهر) في مأساته وقد زاد عليه (الحاسدون)ـ حيث جعل‬
‫الشاعر تلك السعادة بيد (الدهر) وقد عمت تلك السعادة الكائنات التي شاركت الشاعر‬
‫في تلك السعادة التي حفها األمن ‪ ،‬مع حيرة وعدم استقرار الحاسدين هذا هو حال‬
‫الشاعر في الماضي ‪ ،‬أما حاله في الحاضر فقد تبدل وتغير الماضي بالحاضر الذي‬
‫قرت فيه عيون الحاسدين ‪ ،‬ونال األعداء من الشاعر بما استطاعوا‪.‬‬

‫تعاسة الحاسدين‬ ‫الماضي‬ ‫سعادة الشاعر‬


‫سعادةـ الحاسدين‬ ‫الحاضر‬ ‫تعاسة الشاعر‬
‫(كان)‬ ‫الماضـــي‬
‫(اآلن)‬ ‫الحاضـــر‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]81‬‬

‫وقد يذكر الشاعر الماضي لنعيش معه حاضره ويتمثل في قول مصطفى‬
‫صادق الرافعي ‪:‬‬
‫علي اليوم تَ ْب ِكي َنا‬ ‫اح َكةً‬‫ض ِ‬ ‫َكانَتْ لَيَالي ال َهوى تَ ْفت َُّر َ‬
‫َع ْن ُه َف ِب َ‬
‫تن َّ‬
‫ارتِنَا‬‫ض َ‬‫َو َكان فِي ِه َجما ٌل ِمنْ نَ َ‬
‫وفي محيَّاهُ ص ْفو ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ َُ‬ ‫َأيَا َم لم نَ ْد ِر َأنَّ البَد َْر َح ِ‬
‫اس ُدنَا‬
‫جر ِ‬ ‫ِ‬
‫أ‬

‫واشينا‬ ‫اء الفَ ِ‬ ‫الهوى َوض َي َ‬


‫َعلَى َ‬

‫ظهر‬
‫فالفعل (كان) من األفعال التي آثرها الشعراء للحديث عن الماضي وتُ ْ‬
‫تلك األفعال تحسر الشاعر على حاله الذي وصل إليه في الحاضر ‪ ،‬والشاعر ال‬
‫يزال يحن لهذا الماضي ويتمنى عودته حيث يقول النصيب القرشي ‪:‬‬

‫وما َن ِسي َنا‬ ‫َّ‬


‫َو َما ُكنا لَ ُه َي ً‬
‫ضا‬‫ش ُم َر َّغ ً‬‫َذ َك ْرنَا ُح ْل َو َع ْي ٍ‬
‫ت‬
‫س َّر ِة دَاِئ َرا ٍ‬
‫ت ال َم َ‬
‫سا ِ‬‫َو َكا َ‬
‫ش َماالً أو َي ِمي َنا‬
‫تُ َح ّيي َنا َ‬

‫وهذه السعادة ال تدوم حيث َّ‬


‫حل الحاضر وتدخل الدهر فأفسد تلك السعادة‬
‫حيث يقول ابن المستوفي ‪:‬‬
‫ظا َر َْأي ُه ِفي َنا‬
‫َّه ُر َغ ْي ً‬
‫استَْر َج َع الد ْ‬ ‫طابَتْ بقُ ْربِ ُك ْم َأيَّا ُمنَا زَ َمنًا‬
‫َ‬
‫فَ ْ‬
‫ستْ نَواِئبُها‬ ‫لَيْتَ اللَّيالِي التي َأ ْم َ‬
‫أع ِادي َنا‬
‫اء ْت َ‬ ‫س َ‬
‫ِ‬
‫سَّر ْت أحبَّتََنا َ‬‫َ‬

‫وهذه حالة المحبين حيث القرب والهناء ثم البين والجفاء ‪ ،‬حيث يقول صفي‬
‫الدين الحلي ‪:‬‬
‫ش ِر ُك َنا‬ ‫ِبالقُر ِب ِم ْن ُكم و ِفي اللَّ َّذ ِ‬
‫ات ُي ْ‬ ‫ِإ َذا َذ َك ْرنَا زَ َمانًا َكانَ يُ ْد ِر ُكنَا‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫واألحزَ انُ تَملِ ُكنا‬
‫ْ‬ ‫الَ نَ ْملِ ُك ال َّد ْم َع‬
‫ض ِح ُك َنا‬‫ان ُي ْ‬
‫الذي قَ ْد َك َ‬ ‫ان ِ‬ ‫ِإ َّن َ‬
‫الز َم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]82‬‬

‫ُأ ْن ً‬
‫سا بِقُ ْربِ ِه ُم قَ ْد عَا َد يُ ْب ِكينَا‬

‫ولكن محبوبة أبي الفضل بن الوليد كانت ذات شأن ومكانة ‪ ،‬فهي (األندلس)‬
‫حيث تذكر الشاعر عصورها الزاهية وأيامها الخالية حيث الماضي التليد في قوله ‪:‬‬
‫آوي َنا‬ ‫ان الفَر ْنج إلى ال َغاب ِ‬
‫ات ِ‬ ‫َ‬ ‫َك َ َ ُ‬
‫صو ُر ال ُم ْل ِك عَالِيةً‬‫َأيَّا َم َكانَتْ قُ ُ‬
‫الخ َّز َأ ْر ِديةً‬ ‫َو ِحينَ ُكنَّا ُ‬
‫نج ُّر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَألس َواق َعاري َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون في ْ‬ ‫ير َ‬‫َكا ُنوا َيس ُ‬

‫ثم يقول ‪:‬‬


‫سلِّ ْي َنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك نَش َْوتُنَا‬
‫ذبَّلت زَ ْه ًرا َو ِمنْ َريَّ ِ‬
‫الب ْلوى تُ َ‬ ‫َوِإ َّن ذ ْك َراك في َ‬ ‫َاص َمةً‬
‫وك ع ِ‬ ‫َما َكانَ َأ ْعظَ ُم َها لِ ْل ُم ْل ِ‬
‫أكثر َها ِل ْل ِع ْلِم تَ ْل ِق ْي َنا‬
‫َو َكان ُ‬

‫ثم يقول عن الحاضر ‪:‬‬


‫َّ‬ ‫لك َو ِمنْ َخ ٍ‬
‫ول‬ ‫لَ ْم يَ ْب َ‬
‫ق ِم ْن َها َومنْ َم ٍ‬
‫ياف تَباكي َنا‬
‫وم َوَأ ْط ٌ‬
‫س ٌ‬‫ِإال ُر ُ‬

‫َأع ِادي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َّد ْه ُر مازا َل في آثا ِر نِ ْع َمتِ َها‬
‫َي ْروي َحديثًا لَ ُه تُْبكي َ‬

‫ثم يتحسر الشاعر هذا الماضي التليد وما حل لألندلس في الحاضر فيقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫المساكي َنا ؟!‬ ‫الم َم ِاليك‬ ‫ُكنَّا ال ُملُوكَ َو َكانَ ال َكونُ َم ْمل َكةً‬
‫صر َنا َ‬ ‫ف ْ‬ ‫كي َ‬
‫فَ ْ‬
‫الس ِ‬ ‫العدَا ا ْنفَلَّتْ َ‬
‫ص َوا ِر ُمنَا‬ ‫ب ِ‬ ‫َوفِي ِرقَا ِ‬
‫كاكي َنا‬ ‫واليوم َق ْد َن َز ُعوا ِم َّنا َّ‬
‫َ‬

‫وعلى هذا األمر صار الحديث عن ثنائية الماضي والحاضر‪.‬‬


‫المحور الثالث ‪ :‬الحديث عن الحاسد والرقيب والواشي والعذول والعدو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]83‬‬

‫وتمثل هذا المحور في الحديث عن األلفاظ التي تترد بكثرة في األدب العربي‬
‫والجفاء ‪ ،‬ومن‬ ‫‪ ،‬وخاصة عند ذكرالشاعر لمواقف الغزل واللقاء والقرب والصد‬
‫ذلك قول شمس الدين الكوفي ‪:‬‬
‫س ْحقًا ِل َغاِئ ِظ َنا بع ًدا ِلو ِ‬
‫اش ِي َنا‬ ‫حاسدنَا َأفًّا لِ َكاي ِدنَا‬
‫تَبًّا لِ ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ُ‬
‫ت الفِتَنَا‬‫شتِي ِ‬ ‫َما َكانَ َأ ْغنَاهُ عَنْ تَ ْ‬
‫الم ِح ِبي َنا‬ ‫ِ‬
‫اف م ْن ظُ ْلم ُ‬
‫تَرى أما َخ َ ِ‬
‫َ َ‬

‫ويرسم شمس الدين الكوفي صورة لحاله وموقف الحاسدين بعد فراق األحبة‬
‫حيث يقول ‪:‬‬
‫َأع ِادي َنا‬ ‫ِ‬
‫شتَفَ ْت م َّنا َ‬
‫ِب َما َجرى َوا ْ‬ ‫فَاآلنَ قَ َّرتْ عُيونُ الحاِ ِ‬
‫سدينَ بِنا‬

‫ان ُي ْد ِني َنا‬ ‫من َك َ‬ ‫اد ُي ْب ِع ُد َنا ْ‬


‫َو َع َ‬ ‫ص ُرنَا‬‫ار يَ ْر َح ُمنَا َمنْ َكانَ يَ ْن ُ‬ ‫َف َ‬
‫ص َ‬
‫لَيْتَ ال َع ُذو َل يَ َرى َمنْ فِي ِه يَ ِعذلُنَا‬
‫اعي َنا‬‫لَعلَّ ُه ِإ ْذ يرى ع ْي ًنا ير ِ‬
‫ََ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ِإلى َمتَى نَ ْح ِم ُل البَ ْلوى َوعَا ِذلُنَا‬
‫ِب َغ ْي ِر َما هو ُي ْغ ِن ْي َنا ُي َع ِّني َنا‬ ‫ض َّر ع َُّذالُنَا لَو َأنَّ ُه ْم َرفَقُوا‬
‫َما َ‬
‫ويسلي َنا‬ ‫فَع ْذلُهم لَ ْيس ِ‬
‫يسلي َنا َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬

‫وحاول الوشاة إثناء األحبة عن أحبائهم حيث يقول المكزون السنجاري ‪:‬‬
‫َو َك ْم َرا َم ال ُوشَاةُ بِنَا الثَّنَا َء‬
‫َع ِن الظَّ ْب ِي اَأل َغ ِّن فَ َما ا ْنثَ ْ‬
‫ني َنا‬

‫ولم يشغل الشاعر باله بالحاسدين حيث يقول ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]84‬‬

‫َأعمى ع ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫س َْ َ‬ ‫َك ْم قَ ْد نَ ِع ْمنَا بِ ُك ْم وال َع ْي ُ‬
‫ش ُم ْقتَبِ ٌل‬
‫َ‬ ‫َأخ َر ٌ‬
‫َّه ُر ْ‬
‫والد ْ‬
‫ول و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَ نَتَّقِي نَظَ ًرا ِمنْ َع ْي ِن َح ِ‬
‫اس ِدنَا‬
‫اشي َنا‬ ‫اف أ ًذى م ْن قَ ِ َ‬
‫َوالَ َن َخ ُ‬

‫وتظهر لفظة العاذل أو الواشي في اللقاء والهناء والسرور وتختفي في‬


‫الفراق والبين يقول بطرس كرامة ‪:‬‬
‫ظو ِ‬
‫اشي َنا‬ ‫ِ‬ ‫أض َحى ال َهنَا ُء َج ِم ْيالً فِي تَالقِ ْينَا‬
‫ْ‬
‫اب َعاذلُ َنا وا ْغتَا َ َ‬
‫َو َغ َ‬

‫ولكن الشاعر كثيرا ما يسترق ويختلس الوقت ليلتقي بمن يحب حيث يقول‬
‫شهاب الدين الحجازي ‪:‬‬

‫اش فَ ُيْؤ ذ ِي َنا‬


‫َوالَ َر ِق ْي َب َوالَ َو ٍ‬ ‫ب قَ ْد َدنَا َو َوفَا‬
‫ُر ْو ِحي الفِدَا لِ َح ْبي ٍ‬

‫المحور الرابع ‪ :‬ذكر أسماء بعض الطير ‪:‬‬


‫ويذكر الشاعر بعض أسماء الطيور كالحمام والورق والطيرلتشاركة همومه‬
‫وأحزانه أو ِّ‬
‫لتذكره األحبة ‪ ،‬يقول طالئع بن رزيك ‪:‬‬

‫الح ِزي َنا‬


‫سع ُد َ‬
‫ِإ َّن الح ِزين ي ِ‬ ‫اج َع اَأل ْطيَا ِر ُكنْ لِي ُم ْ‬
‫س ِعدًا‬ ‫س ِ‬ ‫يَا َ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫ُآ‬
‫َو َما الَ ُم نْ أرى ُم َك َّر ًرا‬
‫لة َح ِني َنا‬
‫في ُك ِّل مسى لَ ْي ِ‬

‫فالطائر حين يسجع فإن الشاعر يسعد لمشاركة اآلخرين له الحزن لكي‬
‫يتسلى على ما نزل به ‪ ،‬ولكن شرف الدين الحلي يرى أن الحمائم قد هيجت له شوقه‬
‫الدفين في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]85‬‬

‫الو ْج َد ِف ْي َنا‬ ‫ِئ‬ ‫ط ِربْنَ فَ َهيَّ ْجنَ لِي دا ًء َدفِ ْينَا‬


‫َ‬
‫َح َما ٌم َك ْم ثََن ْي َن َ‬
‫ص ٍّب‬ ‫س َجعْنَ فَ َك ْم فَ َجعْنَ فَُؤا َد َ‬ ‫َ‬
‫الح ِن ْي َنا‬
‫َّع َن َ‬ ‫يب َغ َداةً َرج ْ‬
‫ِ‬
‫ُأص َ‬

‫والشاعر قد وصل إلى درجة عالية من الحزن بعد فراق األحبة حيث الشوق‬
‫إلى هؤالء األحبة كما يقول شمس الدين الكوفي ‪:‬‬
‫يها َوتَ ْح ِك ْي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ان نَاِئ َحةٌ‬
‫ض ِ‬ ‫ُّوح فِي األ ْغ َ‬
‫َح َماِئ ُم الد ِ‬
‫وح فَ َن ْحك َ‬
‫َك َما تَُن ُ‬
‫َوق لِ َمنْ فَقَدَتْ‬
‫ُب ِمنْ ش ٍ‬ ‫تَش ُْجو وتَ ْند ُ‬
‫ش ِج ْي َنا‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ا‬‫يه‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ش‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫ا‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ ََ ْ َ َ َ ْ‬‫ن‬ ‫د‬‫ق‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬

‫حتى يطل أحمد شوقي بقصيدته التي بدأها بمشاركة الطير معه في رصد‬
‫حاله التي أصبح عليها بعد فراقه لمحبوبته (مصر) فيقول ‪:‬‬
‫أس َى ِل َو ِادي َنا‬ ‫ش َجى ِلو ِاد َ ٍ‬ ‫ح َأ ْ‬
‫شبَاهٌ ع ََوا ِدينَا‬ ‫يَا نَاِئ َح الطَّ ْل ِ‬
‫يك َْأم َن ْ‬ ‫َ‬ ‫َن ْ‬
‫ِ‬
‫ص عل ْينًا َغ ْير أنَّ يَدًا‬ ‫َما َذا نَقُ ُّ‬
‫اشي َنا‬
‫اح َك َجالَ ْت في َح َو ْ‬ ‫ص ْت َج َن َ‬ ‫قَ َّ‬ ‫سا ِم ِرنَا‬
‫غير َ‬ ‫َر َمى بنا البَيْنُ أي ًكا َ‬
‫ير َن ِادي َنا‬ ‫الغر ِ ِ ًّ‬ ‫َأخا ِ‬ ‫اق لَنَا‬
‫يش الفِ َر ِ‬ ‫ُك ُّل َر َم ْتهُ النَّ َوى ِر َ‬
‫يب وظال َغ َ‬ ‫َ‬
‫الب ْي ُن ِس ِّك ْي َنا‬
‫س َّل َع ْلي َك َ‬
‫س ْه ًما َو ُ‬‫َ‬

‫ثم يقول ‪:‬‬


‫صا ِب ْي َنا‬ ‫ِإ َّن الم ِئ‬ ‫الج ْنس يَا ابنَ الطَّ ْل َح فَ َّرقَنَا‬
‫فَِإنْ يَ ُك ِ‬
‫الم َ‬
‫صا َب َي ْج َم ْع َن ُ‬‫َ َ‬

‫يذكره باألحبة حيث يقول ‪:‬‬


‫ويحن على الجارم إلى سماع صوت القمري الذي ُّ‬

‫ياض َك َو ْج ِه ال ِب ْك ِر تَ ْلوي َنا‬


‫الر ِ‬ ‫ِم َن ِّ‬ ‫شبَ ٍة‬‫ص َر قُ ْم ِريًا بِ ُم ْع َ‬‫نُبّ ْهتُ فِي ِم ْ‬
‫َوح ِه َوال ُعو ُد فِي يَ ِده‬ ‫راح ِمنْ د ِ‬‫فَ َ‬
‫وت قُ ْد ِسيًّا فَ ُي ْ‬
‫ش ِج ْي َنا‬ ‫الص َ‬
‫ِّد َّ‬
‫ُي َرد ُ‬ ‫صوتٌ ِمنَ هللاِ تَألِ ْيفًا وتَ ْهيَِئةً‬ ‫َ‬
‫وض تَ ْل ِحي َنا‬ ‫الر ِ‬ ‫ص ِن َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو ِم ْن َحفيف ُغ ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]86‬‬

‫والن ْجوى َأفَ ِاني َنا‬


‫الش ْدو َّ‬ ‫ث َّ‬ ‫َو َي ْب َع ُ‬ ‫يَ ِطي ُر ِمنْ فَنَ ٍن نَا ٍء إلى فَنَ ٍن‬
‫قربُنَا‬‫ح َه ْل َو ْع ٌد يُ ِّ‬
‫يَا شَا ِدي الد َّْو ِ‬
‫يب فَِإ َّن البع َد ي ْق ِ‬
‫ص ْي َنا‬ ‫الح ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫م َن َ‬

‫ومن التباين والمفارقات بين القصائد النونية التي تأثرت بنونية ابن زيدون‬
‫أن جميع القصائد اشتملت على نبرة الحزن واألسى وإ ن اختلف الموضوع فقصيدة‬
‫طالئع بن رزيك (ت ‪556‬هـ) في المديح إال أنها اشتملت على مقدمة غزلية اشتملت‬
‫على (‪ )14‬بيتا من (‪ )49‬بيتا ‪ ،‬وهي تتشابه مع القصائد السابقة على نونية ابن‬
‫زيدون حيث المقدمة الغزلية ‪ ،‬وإ ن كانت المقدمة الغزلية قريبة الشبه من مقدمة‬
‫البحتري في قصيدته التي مطلعها ‪:‬‬

‫الم ِح ِّبي َنا‬ ‫اج َك ِفي لَ ِ‬ ‫ب يُ ْغ ِرينَا‬ ‫يَ َكا ُد عَا ِذلُنا في ُ‬
‫الح ِّ‬
‫وم ُ‬ ‫فما لُ َج ُ‬

‫وكذلك قصيدة ابن المقرب العيوني (ت ‪629‬هـ) التي كتبها في آخر أيامه‬
‫حيث صور فيها ما آل إليه حال قومه بعد زوال الدولة ‪ ،‬ونلمح هذا اإلحساس المؤلم‬
‫من خالل األلفاظ ‪ ،‬وهذا اإلحساس هو ما نجده عند ابن زيدون في حالته التي وصل‬
‫إليها ‪ ،‬وتلك الحرقة التي سيطرت عليه‪.‬‬
‫فإذا كان ابن زيدون استخدم ثنائية الماضي والحاضر للتعبير عن حاله فإن‬
‫ابن المقرب استخدمها للتعبير إلى ما آلت إليه أحوال الدولة العيونية ‪ ،‬وذلك في قوله‬
‫عن الماضي ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]87‬‬

‫الو َغى ِج ًّنا َم َج ِاني َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوإنَّنا نَ ِر ُد ال َه ْي َجا َء تحسبُنَا‬
‫م ْن َز ِْأر َنا في َ‬
‫شفِقنَا في عجاجتِها‬ ‫َوال نُبَالِي َ‬
‫ِ‬
‫شقَّت َه َو َ‬
‫ادي َنا‬ ‫هوادي القَوم أو َ‬

‫ف اللَّي ِالي م ْن يص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫اخ ِتالَ ِ‬‫على ْ‬ ‫الجا ِر َوالمولى َويََأ َمنُنَا‬ ‫نَ ْح ِمي َعلَى َ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫آبَاُؤ نَا َخ ْي ُر آبا ٍء ِإ َذا ُذ ِك ُروا‬
‫والناس التَّس ِ‬
‫اخي َنا‬ ‫َ‬ ‫او َد َّ ُ‬ ‫شِ‬ ‫َكا ُنوا الم َ‬ ‫حجلَةً‬
‫أيَّا ُمنَا لم تَزَ ل ُغ ًّرا ُم َّ‬
‫َوالَ تَُباعُ ِب َأي ٍام ليالي َنا‬

‫أما قوله عن الحاضر ‪:‬‬

‫ِسًّرا َو َج ْه ًرا َوتَ ْع ِر ً‬


‫يضا َوتَ ْع ِيي َنا‬ ‫نَا َل ال ُم َعانِ ُد ِمنَّا َما يُ َحا ِولُهَ‬
‫َرا َمتْ ذوو أمرنا إ ْطفَا َء َج ْم َرتِنَا‬
‫ساء يبرينا‬
‫اَألح َ‬
‫ق ْ‬ ‫بع َد َها َأْل َح َ‬
‫فَ ْ‬

‫ومن تلك المفارقات الواضحة خروج بعض القصائد عن النهج الذي ارتسمه‬
‫ابن زيدون في قصيدته حيث كتب صالح القيرواني (ت ‪1360‬هـ) قصيدته التي‬
‫للص بعد أن ضاع األمن واالستقرار في البالد ‪،‬‬
‫يبرز فيها حاله بعد أن تعرض بيته ٍّ‬
‫وضاعت الحقوق فقال ‪:‬‬

‫اء َم ْن ُي َن ِادي َنا‬


‫َفلَم ي ِج ْد ِلِلقَ ٍ‬ ‫ص عُقبَى اللَّ ْي ِل نَا ِدينَا‬ ‫قَ ْد َ‬
‫شرَّفَ اللِّ ُّ‬
‫َْ‬
‫قَ ْد َجا َل َجولَةَ َح ْز ٍم ِفي ِه ُم ْنفَ ِردًا‬
‫فَ َْأي َن حَّراس َنا ؟ َأم َْأي َن ر ِ‬
‫اعي َنا ؟‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬

‫ثم يستطرد صالح القيرواني ما آل إليه حاله حتى في العيد معرضا ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]88‬‬

‫اله ْجر ُي ْف ِني َنا‬


‫فَ ْار ِج ْع إلَ ْي َنا فَطُو ُل َ‬ ‫ص ِإنْ ُد ْمتَ فِي َأ ْم ٍن َوفِي ِ‬
‫س َع ٍة‬ ‫َ يا لِ ُّ‬
‫ياد ِ‬
‫تأتي َنا‬ ‫ام ِت ْ‬
‫اَألع ُ‬ ‫ِ‬
‫لع َما َد َ‬ ‫ل ْل َخ َ‬ ‫سيِّدًا قَ ْد َأتَى العي ُد الكبي ُر فَ ُد ْم‬
‫يَا َ‬
‫سِلي َنا‬ ‫ُّ‬ ‫الحيَاة َك َما‬ ‫ب غدا فِي ِذي َ‬ ‫َ‬ ‫َأل‬
‫ش ا ِدي ِ‬ ‫َع ْي ُ‬
‫وما َو ِغ ْ‬ ‫قَال ْاب َن َز ْي ُدو َنا ‪َ :‬زق ً‬

‫فتلك المفارقة تسيطر على نونية صالح القيرواني الذي يشكو فيها حاله‬
‫وحال األدباء في عصره حيث الفقر وعدم االهتمام باألدباء كما يقول ‪:‬‬

‫ُي ِج ِد فهل َربُّنا ِم ْن َب ْع ِد ُي ْح ِيي َنا ؟‬ ‫ش ْع ٌر َوالَ َأد ٌ‬


‫َب‬ ‫ش ُعو ُر فَالَ ِ‬‫َماتَ ال ُّ‬
‫ب ع َِظي ٌم ِع ْن َد َمنْ َعلِ ُموا‬‫ق اَأل ِدي ِ‬
‫َح ُّ‬
‫واريخ تَ ْه ِدي ُك ْم َوتَ ْه ِدي َنا‬
‫َ‬ ‫سلُوا التَّ‬
‫َ‬

‫فالنصان افترقا في المضمون العام واكتفى صالح القيرواني بشكوى الحال‬


‫واتفقا في البناء واأللفاظ والبحر والقافية‪.‬‬

‫وإ ن‬ ‫أيضا اختالف المحبوبة فعند ابن زيدون هي (والدة)‬


‫ومن التباين ً‬
‫لم يصرح بها ‪ ،‬أما عند أحمد شوقي (ت ‪1351‬هـ) فهي (مصر) وعند أبو الفضل‬
‫ابن الوليد (ت ‪1360‬هـ) فهي (األندلس) وإ ن لم يصرح ابن زيدون باسم محبوبته‬
‫فقد صرح أحمد شوقي إذ يقول ‪:‬‬

‫س ِقي َنا‬ ‫َع ْي ٌن ِم َن ال ُخ ْل ِد ِبال َكافُ ِ‬


‫ور تَ ْ‬ ‫ص َر َوِإنْ َأ ْغ َ‬
‫ضتْ على ِمقَم ٍة‬ ‫لَ ِكنَّ ِم ْ‬

‫واختتم القصيدة بقوله ‪:‬‬


‫وق إالَّ ِم ْن َن ِ‬
‫واحي َنا‬ ‫لَ ْم ِي ِأت ِه َّ‬ ‫اب ُك ُّل َع ِزي ٍز َع ْنهُ َغ ْيبَتنَا‬ ‫لَو َغ َ‬
‫الش ُ‬
‫ص َر أو لَهُ ش ََجنًا‬ ‫ِإ َذا َح َم ْلنَا لِ ِم ْ‬
‫أي َه َوى األمين ِ‬
‫شاجي َنا‬ ‫لَ ْم َن ْد ِر َّ‬

‫أما أبو الفضل بن الوليد فيخاطب محبوبته ( األندلس ) بقوله ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]89‬‬

‫لَع َّل روحا ِم َن الحمر ِ‬


‫اء تُ َح ّيي َنا‬ ‫ض َرا َء َحيِّينَا‬ ‫ض َأ ْن َدلُس َ‬
‫الخ ْ‬ ‫يَا َأ ْر َ‬
‫َ َْ‬ ‫َ َ ً‬

‫ثم يقول ‪:‬‬

‫الع َر َب ُّ‬
‫الد ْن َيا َوالَ الدِّي َنا‬ ‫َو َما َوقَى َ‬ ‫ض َأ ْندلُ ِ‬
‫س‬ ‫ضاعَتْ َأ ْر ُ‬
‫الخالَفَ ِة َ‬
‫بَ ْع َد ِ‬

‫ومن المالحظ على النصوص النونية التالية لنونية ابن زيدون أدخل عليها‬
‫الشعراء بعض التعديالت التي تتالئم معهم ومع حالتهم النفسية ‪ ،‬وربما كانت هذه‬
‫التعديالت –في أغلبها‪ -‬تختلف عن النص األصلي البن زيدون‪.‬‬

‫وهذا ما وجدناه عند إظهار إشارات التناص والحديث عن الموضوع ‪ ،‬مع‬


‫المحافظة على البنية الفنية لكل تلك النصوص من خالل التناص‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]90‬‬

‫كانت نونية ابن زيدون بموسيقاها الكثيفة أحد أبرز أسباب تفاعل الشعراء‬
‫معها وأحيانا إحداث تداخل بين النص القديم والنص الجديد لذا كان تناول اإليقاع في‬
‫نونية ابن زيدون أحد مصادر الفهم لمعرفة أسباب تأثر الشعراء بها وكيفية هذا‬
‫التأثر‪.‬‬
‫وُي ُّ‬
‫عد اإليقاع عنصرا أساسيا من عناصر القصائد النونية المختارة متمثال في‬
‫اإليقاع الموسيقي‪ ،‬واإليقاع اللفظي ويعتمد اإليقاع أساسا على التكرار الذي يعتبر‬
‫"القانون األول للفن اإلسالمي حيث تُستعاد الوحدة الجمالية مرات بال نهاية ‪ ،‬في ذاته‬
‫وبغض النظر عن صفات الوحدة المتكررة يثير في النفس إحساسا جماليا ال يتحقق‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫عند إدراكها منفصلة عن غيرها "‬
‫كما أنه ُي َع ُّد ذا طبيعة داللية في بنية الش عر حيث يك ون فيها كل "عنصر من‬
‫عناص ره ذا عالقة عض وية ببقية العناصر ‪ ،‬وبحيث أن ي رهص بها ن وع من‬
‫(‪)2‬‬
‫ومن ه ذا المفه وم اس تطاع بعض الش عراء تك رار بعض األلف اظ‬ ‫اإلره اص"‬
‫والتراكيب إلعطاء داللة جديدة يقصدها كل شاعر على حدة‪.‬‬

‫كما اهتم البالغي ون والنق اد الع رب به ذه الظ اهرة وجعلوها من األدوات ال تي‬
‫تحقق للش اعر الج رس اللفظي في القص يدة ‪ ،‬والش اعر يلجأ إلي تك رار الكلم ات أو‬
‫العب ارات في بنية القص يدة لتك ون (حزمة ص وتية) يتوقف أم ام إيحائها الق اريء ‪،‬‬
‫وه ذا التكـرار ال يك ون عش وائيا وإ نما يحكم الش اعر اختي ار بنيتها ومك ان تكرارها‬
‫لتوحي بما أراد ‪ ،‬وتكرار الكلمات أو اشتقاقها يعد ظاهرة في نونية ابن زيدون ‪ ،‬لذا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬وقد وظفه ابن زيدون توظيفاً فنياً في قصيدته وألح عليه‬ ‫ٌع َّد التكرار من اإلطناب‬
‫إلبراز مأساته‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر العمدة ‪.2/73 :‬‬


‫(‪ )2‬التصوير بين الشعر والفن اإلسالمي ‪.135 :‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬التكرير بين المثير والتأثير ‪ :‬د‪ .‬عز الدين على السيد ‪245 ،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]91‬‬

‫ويرى ابن قتيبة أن التكرار يؤكد المعنى ‪ ،‬وهذا ما نلمحه عند ابن زيدون في‬
‫جل ظ واهر التك رار بأنواعه ما بين المج اورة والتباعد ‪ ،‬ثم العالقة الرابطة بين‬
‫مف ردات التك رار ‪ ،‬ألنه يعد عنص ًرا أساس ياً من عناصر الموس يقا يه دف إلى الت أثر‬
‫والربط بين مفردات البنية‪.‬‬

‫وهذه الوسائل أو العناصر التي يتحقق بها اتساق النص متعددة في نونية ابن‬
‫زيدون وينسبك بها النص ‪ ،‬وتقوم على مبدأ االعتماد النحوي في شبكة من العالقات‬
‫الهرمية والمتداخلة ويأتي في مستويات صوتية وصرفية وتركيبية ومعجمية وداللية‪.‬‬

‫كما يتخذ أش كاال من التك رار الخ الص والتك رار الج زئي وش به التك رار ‪،‬‬
‫وتوازي المباني ‪ ،‬وتوازي التعبير واإلسقاط واالستبدال ‪ ،‬وعالقات ال زمن ‪ ،‬وأدوات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الربط بأنواعها المختلفة "‬

‫وتحققت هذه العناصر أو الوسائل داخل نونية ابن زيدون بما يتالئم ويتناسب‬
‫مع المع نى ‪ ،‬والحالة النفس ية ال تي أص بح عليها بعد ف راق محبوبته والدة بنت‬
‫المسـ ــتكفى ح تى تن امت بنية القص يدة في ص ورتها الكلية ‪ ،‬وذلك من خالل بعض‬
‫عناصر التك رار ال ذي " هو ش كل من أش كال االتس اق المعجمي يتطلب إع ادة عنصر‬
‫معجمي ‪ ،‬أو ورود م رادف له ‪ ،‬أو ش به م رادف أو عنص را مطلقا له ‪ ،‬أو اس ما عاما‬
‫"(‪.)2‬‬

‫وليس المقص ود الترك يز على العنصر المعجمي فقط دون غ يره وإ نما على‬
‫عناصر التكرار المتنوع الذي ُيسهم في إنتاج القصيدة بما فيها من قيم إيقاعية متباينة‬
‫من حيث الداللة الكلية للنص ألن التك رار ُيعد من ص ميم النص الش عري ومن‬
‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫نحو اجرومية للنص الشعري ‪ ،‬د‪ .‬سعد مصلوح ‪ 154 :‬ن مجلة فصول المجلد العاشر ‪ ،‬العددان‬
‫‪ 2 ، 1‬بوليو ‪.1991‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لسانيات النص ‪.24 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]92‬‬

‫مكونات ه‪ .‬ولم ي رد التك رار في نونية ابن زيــدون عش وائيا بل ك ان لزاما لمقتض يات‬
‫السياق في إطار الداللة الكلية التي نتج عنها النص ‪ ،‬وأصبح التكرار سمة بارزة في‬
‫نونية ابن زيدون على المستوي الصوتي أو الداللي أو المعجمي أو التركيبي‪.‬‬
‫أنماط التكرار في نونية ابن زيدون‪:‬‬
‫النمط األول ‪ :‬تكرار حروف القافية وحركاتها ‪:‬‬

‫ويسهم التكرار في بناء النص النوني عند ابن زيدون على المستوى الشكلي‬
‫(ـيـ َنا) حيث تك ررت (‪)52‬‬
‫أو ال داللي في نهاية كل بيت من أبي ات القص يدة وذلك في ْ‬
‫م رة بص ورة ثابتة حيث إن ح رف (النون) المفتوحة روي اً ‪ ،‬وح رف (الياء) الس اكنة‬
‫ردف اً ‪ ،‬وح رف (األلــف) وص الً ‪ ،‬وال تزام ح رف (اليــاء) ردف اً ‪ ،‬مع التزامه حركة‬
‫(الكس ــر) ح ذواً ‪ ،‬وكأنه ال تزم م اال يل زم ‪ ،‬فالتزامه لح رفي لين (الي ــاء واألل ــف)‬
‫وتكرارهما بص ورة ثابتة س اعد على إث راء التنغيم في القص يدة حيث التص ويت‬
‫الموحد‪.‬‬

‫وهذه الكلمات لها ارتباط بنشاط المعنى بالنص ‪ ،‬فمنذ مطلع القصيدة يبهرنا‬
‫اس تخدام ابن زي ــدون لتلك األلف اظ الموحية ب الحزن لف راق محبوبته ‪ ،‬وب الطبع ف إن‬
‫كلم ات القافية تحمل أعلى درج ات الترك يز ال داللي بخالف التص ريع في القص يدة‬
‫الذي تكرر (‪ )16‬مرة‪.‬‬

‫وكان الستخدام ابن زيدون البحر البسيط وتغير تفعيالته‬

‫مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن‬ ‫مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن‬

‫أثر في تن وع اإليق اع الموس يقي‪ .‬وه ذه التفعيالت ك انت بص ور مختلفة حيث اس تخدم‬
‫ابن زيدون صورة واحدة لـ(مستفعلن) وصورتين لـ(فاعلن) ‪ ،‬أما صورة (مستفعلن)‬
‫فتك ررت في القص يدة كلها ‪ 176/208‬بنس بة ‪ %85‬وص ورة (متفعلن) المخبونة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]93‬‬

‫‪ 32/208‬بنس بة ‪ ، %15‬وص ورة (ف ــاعلن) ‪ 72/208‬بنس بة ‪ ، %35‬وص ورة‬


‫بنس بة‬ ‫(فَ ِعلُ ْن) ‪ 83/208‬بنس بة ‪ ، %40‬وص ورة (فَ ْعلُ ْن) بنس بة ‪53/208‬‬
‫‪.%25‬‬

‫وعلى ه ذا ف إن ص ورة (فــاعلن) الص حيحة ورودت ‪ 72/208‬م رة بنس بة‬


‫متوسطة الشيوع ‪ ،‬والسبب في ذلك أن عروض البيت أتى مخبونا أي تكررت تفعلية‬
‫(فَ ِعلُ ْن) ‪ 52/208‬م رة في الع روض ‪ )31( ،‬م رة في الحشو ‪ ،‬أما تفعيلة (فَ ْعلُ ْن)‬
‫فتك ررت (‪ )52‬م رة في ض رب ال بيت ألنه ج اء مقطوع اً ‪ ،‬وم رة واح دة في حشو‬
‫البيت‪.‬‬

‫وعلى ه ذا ف إن (الخبن) دخل القص يدة كلها في (‪ )115‬موض ًعا من (‪)416‬‬


‫موض ًعا ‪ ،‬أي بنس بة ‪ ، %28‬و(القطــع) في (‪ )53‬موض عا بنس بة ‪ ، %13‬وأتت‬
‫التفعيالت الصحيحة في (‪ )248‬موضوع بنسبة ‪.% 60‬‬

‫والجداول التالية تبين صور التفعيالت في القصيدة ‪:‬‬

‫مالحظات‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫التفعلية‬


‫صحيحة في حشو البيت‪.‬‬ ‫‪% 85‬‬ ‫‪176‬‬ ‫مستَفعلن‬

‫مخبونة في حشو البيت‪.‬‬ ‫‪% 15‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ُمتَ ْف ِعلُ ْن‬

‫صحيحة في حشو البيت‪.‬‬ ‫‪% 35‬‬ ‫‪72‬‬ ‫فاعلن‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]94‬‬

‫مخبونة في عروض البيت وحشوه‪.‬‬ ‫‪% 40‬‬ ‫‪83‬‬ ‫فَ ِعلُ ْن‬

‫مقطوعة في ضرب البيت وحشوه‪.‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪53‬‬ ‫فَ ْعلَ ُن‬

‫أما تفعليتا العروض والضرب فيفصلها الجدول التالي‪:‬‬

‫مالحظات‬ ‫النسبية‬ ‫العدد‬ ‫التفعيلة‬


‫في عروض البيت‬ ‫‪% 63‬‬ ‫‪52‬‬
‫فَ ِعلُ ْن المخبونة‬
‫في حشــو البيت‬ ‫‪% 73‬‬ ‫‪31‬‬

‫في ضــرب البيت‬ ‫‪% 98‬‬ ‫‪52‬‬


‫فَ ْعلُن المقطوعة‬
‫في حشــو البيت‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪1‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 2‬‬

‫ويتضح من الج دول الس ابق أن تفعيلة الع روض (فَ ِعلُ ْن) أتت متفاوتة النس بة‬
‫معها في حشو ال بيت والس بب في ذلك ال تزام الش اعر بها في ع روض القص يدة كلها‬
‫ألنها علة الزمة ‪ ،‬أما تفعلية الضرب (فَ ْعلُ ْن) لم يكن لها تأثير يذكر في حشو البيت ‪،‬‬
‫وأتت بصورة متكررة في ضرب البيت‪.‬‬

‫وعلى ه ذا فالقص يدة من الن وع الث اني من البحر البس ــيط (عروضه مخبونة‬
‫وض ربه مقط وع) ‪ ،‬وحافظ ابن زيـــدون على نغمة ال بيت األساس ية للبحر بتفعيلتيه‬
‫(مسـ ــتفعلن وفـ ــاعلن) إلى حد كب ير فنس بة ( مسـ ــتفعلن ) ‪ % 85‬ونس بة (فـ ــاعلن)‬
‫‪ ، % 72‬وهذا التكرار والثبوت أثرى التنغيم اإليقاعي في قصيدته النونية‪.‬‬

‫وساعد تكرار ألفاظ القافية على المستوى الصوتي في إضافة دالالت تتابعية‬
‫في كل بيت من أبي ات القص يدة ( تجافينا ‪ -‬ناعينا ‪ -‬يبلينا ‪ -‬أعادينا ‪ -‬مآقينا ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]95‬‬

‫وه ذا ما‬ ‫تأســــــينا ‪ -‬المحبينا ‪ -‬أمانينا ‪ -‬يحيينا ‪ -‬غســــــلينا ‪ -‬يظمينا ‪) ...‬‬


‫ُيسمى بالتكرار الترادفي‪.‬‬

‫ومثل ه ذه الكلم ات ت دل عل معان اة الش اعر ‪ ،‬فلم يعد الق ول ذا ج دوى ‪ ،‬وال‬
‫يفيد الكالم حيث أص بحت القافية داخل فض اء األبي ات ذا ط رفين ‪ :‬أح دهما س الب ال‬
‫خ ير فيه ‪ ،‬واآلخر م وجب ‪ ،‬وت برز المفارقة بينهما ‪ ،‬وربما ك انت النتيجة إزاء ه ذه‬
‫المواقف الس لبية عتابا ‪ ،‬والعت اب فعل من جنس الفعل ‪ ،‬والف راق في مقابل س كون‬
‫الحركة وسلبية الفعل ‪ ،‬وكلمات القافية تحمل أعلى درجات التركيز الداللي‪.‬‬

‫زد على ذلك أن كل بيت يحمل حزنا دفينا بالنس بة للش اعر ‪ ،‬ولكلم ات القافية‬
‫ص لة به ذا الح زن ال دفين ‪ ،‬تُبديه أو تُمعن في إخفائه ‪ ،‬أو تح اوره أو تقف منه موقفا‬
‫س البا ‪ ،‬ربما ك ان موجبا ‪ ،‬ولعل تك رار ت رادف الكلم تين (التنــائي) و(تجافينا) ك ان‬
‫هذا المطلب‪.‬‬ ‫هدفا وطلبا منشودا للخروج من تلك الحالـة ‪ ،‬وافتقاد‬

‫النمط الثاني ‪ :‬تكرار الحروف ‪:‬‬

‫وشغل هذا النمط حيزاً كبيراً في النونية حيث إن "ألصوات الحروف‬


‫المكررة مجريان ينبع أحدهما من روي القافية ‪ ،‬ويصب فيه حيث يفرض هذا‬
‫الحرف هيمنته على سائر تشكيل البيت ‪ ،‬كما يكون أساساً لبنائه الصوتي أما المجرى‬
‫(‪)1‬‬
‫وهذه الحروف أتت متنوعة كما يلي ‪:‬‬ ‫اآلخر فينبع من قاع البيت"‬
‫(‪ )1‬صوت حرف (النون) ‪:‬‬
‫شغل هذا الصوت حيزاً كبيراً بين أصوات الحروف في القصيدة كلها وأتى‬
‫ذلك على ثالثة أنواع ‪-:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الناشيء األكبر ‪29 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]96‬‬

‫األول ‪ :‬النــون الممــدودة المفتوحة الــتي يليها حــرف األلف ‪ ،‬وتمثل ذلك‬
‫في ‪ 52‬بيت اً أي القص يدة كلها (ضــرب الــبيت) ‪ ،‬وه ذا ما يمثل عنصر الثب ات ‪ ،‬وأتى‬
‫أقل من‬ ‫في (ع روض ال بيت) في ‪ 16‬موض عاً متفرق اً من القص يدة ولكن بنس بة‬
‫األولى‪.‬‬

‫وأعطى ح رف (الن ــون) مع المد (األل ــف) ش عوراً ب الحزن واأللم والحس رة‬
‫خاصة عند ح ديث الش اعر عن ثنائية الماضي والحاضر المتمثلة ما بين الوصل‬
‫والفراق ‪ ،‬واللقاء والوداع وأتت المساحة الزمانية للماضي أكبر من مساحة الحاضر‬
‫حيث يقول ‪:‬‬ ‫ألنه يدل على الحال الوقتية ‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في مطلع القصيدة‬
‫ب لُ ْقيَانَا تَجافِ ْينَا‬
‫‪IIIIIIIIIIII‬اب ِعنْ ِط ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َونَ‬ ‫َأ ْ‬
‫ض‪َ III‬حى التَّنَ‪III‬اِئي بَ‪III‬د ْيالً ِمنْ تَ‪III‬دَانِ ْينَا‬

‫وتتابع حرف النون المفتوح ومده في مطلع القصيدة يؤكد الهدف الذي من‬
‫ادرا ما يخلو بيت من ه ذا الح رف المم دود بل ش طر‪،‬ومثل‬ ‫أجله ُكتِ ْ‬
‫بت القص يدة ‪ ،‬ون ً‬
‫ذلك في قوله ‪:‬‬
‫ن فَقَ‪IIIIIIIIIIIIIIII‬ام بِنَا لِ ْل َح ْي ِن نَ ِ‬
‫اع ْينَا‬ ‫َح ْي ٌ‬ ‫ص‪III‬بَّ َحنَا‬ ‫َأالَّ َوقَ‪ْ III‬د َح‪ III‬انَ َ‬
‫ص‪ْ III‬ب ُح البَ ْي ِن َ‬

‫حيث تك رر ه ذا الح رف أربع م رات منها م رتين في آخر كلمة من ال بيت‬


‫(ناعينا) وقوله ‪:‬‬
‫س‪II‬ى لَ‪II‬وال تََأ ِّ‬
‫س‪ْ II‬ينَا‬ ‫ض‪II‬ي َعلَ ْينَا اَأل َ‬
‫يَ ْق ِ‬ ‫‪IIIIII‬اجي ُك ْم ض‪IIIIII‬ماِئ ُرنَا‬
‫ِ‬ ‫تَ َك‪IIIIII‬ا ُد َحيْنَ تُنَ‬

‫ويقصد بها المضمومة أو المكسورة‬


‫الثاني ‪ :‬النون المتحركة غير الممدودة ُ‬
‫أو المفتوحة دون مد في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]97‬‬

‫فَ‪IIIIII‬اليَو َم نحن َو َما يُ ْ‬


‫‪IIIIII‬ر َجى تَالقِيِنَا‬ ‫َوقَ‪ْ IIIII‬د َن ْك‪IIIII‬ونَ َو َما يُ ْخ َ‬
‫ش‪IIIII‬ى تَفَرقنا‬

‫وقوله ‪:‬‬
‫قِطَافُها فَ َجنَ ْينَا من‪IIIIIIII‬هَ ما ِ‬
‫ش‪ْ IIIIIIII‬ينَا‬ ‫َوِإ ْذ ه َ‬
‫َص‪ْ III‬رنَا فُنُ‪III‬ونَ الواصل داني‪III‬ةً‬

‫األخير ‪ :‬النون الساكنة ‪ ،‬وتمثلت في سكون حرف أو تنوين حرف آخر نتج‬
‫عنه نون ساكنة ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪:‬‬
‫ُح ْزن‪IIIIIIIIIII‬ا ً مع الَّد ْه ِر ال يَ ْبلى َويُ ْليِنَا‬ ‫َمنْ ُم ْبل‪ُ IIIII‬غ ال ُم ْلبِ ِ‬
‫س‪ْ IIIII‬ينَا ب‪IIIII‬ا ْنتِزَ ِ‬
‫اح ِه ُم‬

‫وقوله ‪:‬‬
‫ص‪َ IIIIIIII‬رفَتْ َع ْن ُك ْم َأ َمانينَا‬
‫ِم ْن ُك ْم َوالَ ا ْن َ‬ ‫َوهللاِ َما طَلَبَتْ َأه َْواُؤنا ب‪IIIIIIIIIIIIIIIII‬دالً‬

‫ويتكاثف حرف النون بأنواعه الثالثة السابقة في البيت الواحد في مواضع‬


‫مختلفة ليبين األثر النفسي لدى الشاعر ومن ذلك قوله ‪:‬‬
‫طيب لُقيانـا تَجافينا‬ ‫ــــــــــــــــــــــاب َعـن ِ‬
‫َ‬ ‫َونـ‬ ‫أضـــــحي التَّنـــــائي َبـــــديالً ِمن تَـــــدانينا‬
‫للحيـن ناعينـا‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــام ِبنـا َ‬
‫َ‬ ‫ين فَقــ‬ ‫َح ٌ‬ ‫َّحنا‬‫صـ ـ ـ ـب َ‬
‫البين َ‬ ‫ـبح َ‬ ‫ـان ص ـ ـ ـ ُ‬ ‫أالّ َوقَد ح ـ ـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫َّهـــــــــــر ال َيبلى َو ُيبلينا‬ ‫ـــــــــــع الد‬ ‫ـــــــــانت ِ‬
‫زاح ِه ُم‬ ‫من م ِبلـــــــــغُ المل ِبســـــــــينا ب ِ‬
‫ُحز ًنـا َم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫مـــــــان الَّذي‬
‫عــــــــــــاد ُيبكينـا‬
‫َ‬ ‫أنســــــــــا ِبقُر ِب ِه ُ‬
‫ـــــــــــم قـد‬ ‫ً‬ ‫ضـــــــح ُكنا‬ ‫مـــــــازال ُي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الز‬
‫أن َ‬ ‫َّ‬
‫هـــــــــر ‪ :‬آمينـا‬ ‫ِغيـ َ ِ ِ‬
‫الد ُ‬ ‫قـــــــال َ‬
‫ص فَ َ‬ ‫بـــــــَأن َن َغ َّ‬ ‫الهــوى فَـ َـد َعوا‬ ‫ظ العــدا من تَســاقينا َ‬
‫ـان َموصـ ـ ـ ــوالً ِبَأي ـ ـ ــدينا‬ ‫ت مــا ك ـ ـ ـ َ‬ ‫َوا ْن َب َّ‬ ‫ـان َمعق ـ ـ ــودا بَأنفُ ِسـ ـ ـ ـنا‬‫فا ْن َحـ ـ ـ ـ َّل ما ك ـ ـ ـ َ‬

‫فحرف النون تكرر بصورة ثابتة بين شطري البيت األخير بأنواعه الثالثة‬
‫(معقودا) و (موصوالً) وهذا ما نلمحه‬ ‫ثراء موسيقياً بجانب مدلول اللفظين‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫وقد َمث َل ً‬
‫في التصور التالي ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]98‬‬

‫موصوالً‬ ‫وانبت‬ ‫معقوداً‬ ‫فانحل‬

‫‪1-2-3-4-5‬‬ ‫‪1-2-3-4-5‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪5‬ن‬ ‫‪5‬ن‬

‫بأيدينا‬ ‫كان‬
‫َ‬ ‫بأنفسنا‬ ‫كان‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهذا الثبوت ألنماط النون والتكاثف في البيت ساعد على زيادة اإليقاع ‪ ،‬ولو‬
‫تركت العنان للقلم لدون القصيدة كلها ‪ ،‬لوفرة التكاثف المستمر من بيت آلخر وهذا‬
‫ُ‬
‫ُيظهر ن برة الح زن الس ائدة واألثر النفسي عند ابن زي ــدون ما بين األثر الخفي ال ذي‬
‫نلمحه واألثر الظ اهر من خالل األلف اظ ويظهر ذلك في مطلع القص يدة وال بيت‬
‫السادس حيث تكرر حرف النون في البيت األول تسع مرات ‪ ،‬والبيت السادس تسع‬
‫مرات وهذه أعلى نسبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬التنـويـــــــن ‪:‬‬
‫ويمثل إيقاع اً ص وتياً مك رراً ما بين تن وين (الضم ‪ ،‬والفتح ‪ ،‬والكســر) ويتك اثف في‬
‫القص يدة في مواضع معينة حسب الحالة النفس ية من الش اعر تج اه والدة بنت‬
‫المستكفى وتمثل ذلك في األسماء النكرات في قوله ‪:‬‬
‫وا ْنبَتَّ َما ك‪IIII‬ان موص‪IIII‬والً بأي‪IIII‬دينا‬ ‫فَا ْن َح‪َّ IIII‬ل ما َك‪IIII‬انَ معق‪IIII‬وداً بَأ ْنفُ ِ‬
‫س‪IIII‬نَا‬

‫وهذه النون الساكنة الناتجة عن التنوين في (معقوداً) و(موصوالً) َمثَّلَ ْ‬


‫ت ث راء‬
‫موسيقياً منتظما موقعا هكذا ‪:‬‬

‫بََِأْنفُ ِس َنا‬ ‫ودا‬


‫َم ْعقُ ً‬ ‫ان‬
‫َك َ‬ ‫َما‬ ‫ا ْن َح َّل‬ ‫فـ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]99‬‬

‫ِب َْأي ِد ْي َنا‬ ‫صوالً‬


‫َم ْو ُ‬ ‫ان‬
‫َك َ‬ ‫َما‬ ‫ا ْن َب َّ‬
‫ت‬ ‫و‬

‫ف البنى اإليقاعية المترابطة المتكاملة في ال بيت المف رد ‪ ،‬والقص يدة كلها ك ان‬
‫لها دور في هذا الثراء الموسيقي‪.‬‬

‫ِبَأ ْنفُس َنا‬ ‫َم ْعقَودن‬ ‫ان‬


‫َما َك َ‬ ‫ْن َح ْل َل‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫‪5///5//‬‬ ‫‪5/5/5/‬‬ ‫‪/ 5/ 5 /‬‬ ‫‪/5/5‬‬ ‫‪/‬‬

‫بأيدي َنا‬ ‫موصولن‬ ‫ان‬


‫َما َك َ‬ ‫ْن َبتْ َت‬ ‫َو‬

‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5/5/5/‬‬ ‫‪/5/ 5/‬‬ ‫‪/ 5/5‬‬ ‫‪/‬‬

‫ول وال ال ردف في القص يدة لثبت اإليق اع في ع روض ال بيت وض ربه ‪ ،‬كما‬
‫نلمح أن التعب ير عن الماضي حمل في طياته األلم والح زن على ال رغم من س عادته‬
‫وهنائه فيه ‪ ،‬ألن الحاضر طغى على الماضي بتلك الن برة الحزينة ‪ ،‬وتمثل ذلك في‬
‫تك ثيف التن وين في حديثه عن الحاضر مع مقارنته بالماضي ‪ ،‬ويظهر ه ذا األثر‬
‫واضحاً من خالل تلك البنى اإليقاعية في قوله ‪:‬‬
‫ض‪IIII‬ا لَيَالينَا‬
‫س‪IIII‬ودًا َو َك‪IIII‬انَتْ بِ ُك ْم ْبيِ ً‬
‫ُ‬ ‫َح‪ IIIIIII‬الَتْ لِفَ ْق‪ِ IIIIIII‬د ُك ُم َأيَّا ُمنَا فَ َغ‪IIIIIII‬دَتْ‬

‫وألن تك اثف الح زن أص بح م ؤثراً على الش اعر في ال بيت الـ (‪ )14‬بخالف‬
‫البيت الـ (‪ )6‬حيث إن الشاعر كان يأمل في زوال هذه الجفوة لذا أتى التنوين متوازنا‬
‫بين الشطرين إال أن تعاظم الفراق وتكاثره سيطرعلى البيت الـ (‪ )14‬فتكاثف التنوين‬
‫وتق ارب في ش طر واحد ‪َّ ،‬‬
‫وعبر عن الحاضر بـ (ســودا) قبل تعب يره عن الماضي بـ‬
‫(بيضا) هكذا ‪:‬‬

‫(سودا وكانت بكم بيضا ليالينا)‬


‫ً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]100‬‬

‫( ‪/‬ه‪/‬ه ـــــــــــ ‪/‬ه‪/‬ه )‬


‫وهذا اإليقاع المتواتر هو نفسه إيقاع القافية (لينا) (‪ )5/5/‬المتمثل في القصيدة‬
‫كلها ‪ ،‬ك ذلك حرفا (الــواو واليــاء) وهما من ح روف ال ردف الم ذكورة س ابقاً فالس ين‬
‫المض مومة تولد عنها ح رف المد (ال ــواو) والب اء المكس ورة تولد عنها ح رف المد‬
‫(الي ـ ــاء) زد على ذلك التض اد بين اللفظ تين –والضد ُيظهر حس نة الض د– ولفظة‬
‫(ســوداَ) الممثلة للحاضر ت دل على (الــبين والفــراق) ولفظة (بيضـاَ) الممثلة للماضي‬
‫ت دل على (الوصل واللقــــــاء) ‪ ،‬وقد س يطرت اللفظة األولى المتمثلة بمعالمها على‬
‫اللفظة الثانية ألن البياض يشوبه أي شيء ولو كان قليالً على عكس السواد‪.‬‬
‫ولم يقف اإليق اع الص وتي عند ه ذا الحد ـ في التن وين ـ بل تج اور مع الن ون‬
‫الساكنة وذلك في قوله في البيت العشرين ‪:‬‬
‫س‪IIII‬لِينَا‬ ‫َوال اتَّ َخ‪ْ IIII‬ذنَا بَ‪ِ IIII‬ديالً ِم ْن ِ‬
‫‪IIII‬ك يُ ْ‬ ‫ش‪ِ IIII‬غلُنَا‬ ‫وال اس‪IIII‬تفدنا َخلِيالً َع ْن ِ‬
‫‪IIII‬ك يُ ْ‬

‫وقوله في البيت الثامن واألربعين ‪:‬‬


‫‪IIII‬ك يَ ْثنينَا‬
‫اس‪IIII‬تَفدنَا َحبِ ْيبً‪IIII‬ا َ َع ْن ِ‬
‫وال ْ‬ ‫س‪III‬نَا‬ ‫ض‪III‬نَا َخلِ ْيالً ِم ْن ِ‬
‫‪III‬ك يَ ْحبِ ُ‬ ‫فَ َما ا ْ‬
‫ستَ َع ْ‬

‫فالبيت ان الس ابقان وصل فيهما الش اعر إلي ذروة األلم والح زن حيث ألح على‬
‫ذلك في موضوعين متشابهين متباعدين في الحفاظ على العهد والوفاء للود الذي كان‬
‫ارب األلف اظ بين الش طرين األولين في البي تين زاد في تك ثيف المع نى‬
‫في الماضي فتق ُ‬
‫في قوله‬

‫الشطر األول‪.‬‬ ‫‪ -20‬وال استفدنا خليالً عنك يشغلـنا‬

‫الشطر الثاني‪.‬‬ ‫‪ -48‬وال استفدنا حبيباً عنك يثنيــنا‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]101‬‬

‫الشطر الثاني‪.‬‬ ‫‪ -20‬وال اتخذنا بديال منك يسليــنا‬

‫الشطر األول‪.‬‬ ‫‪ -48‬فما استعضنا خليالً منك يحسبنا‬

‫فاأللف اظ (خليالً – بـ ــديالً – خليالً – حبيب ـ ـاً) أتت منونة ذات إيق اع واحد (‪//‬‬
‫‪ )5/5‬و(خليالً) و(حبيب ـ ـاً) بينهما ت رادف ‪ ،‬وتنك ير مثل تلك األلف اظ يعطي وقف ات‬
‫صوتية تتجلى في سمو شأن المحبوبة تجاه الشاعر‪.‬‬

‫وكأن التنوين كان له دور في ضبط إيقاع األبيات من خالل التفعيالت وتَ َمثَّ َل‬
‫ذلك في كثير من األبيات مثل البيت الـ(‪، 34 ، 30 ، 27 ، 25 ، 19 ، 11 ، 10‬‬
‫‪ )50 ، 47 ، 45 ، 44‬زد على ذلك التن وين في حشو ال بيت في‬ ‫‪41 ، 35‬‬
‫الشطرين‪.‬‬
‫وعلى هذا يك ون حرف الن ون (الساكن والمتحرك) تكرر في القص يدة كلها (‬
‫‪ )332‬م رة حيث أخ ذت الن ون المتحركة النص يب األوفر (‪ )271‬م رة ‪ ،‬والن ون‬
‫الساكنة (‪ )61‬مرة متمثالً في النون الساكنة أو التنوين‪.‬‬

‫(‪ )3‬صـوت المـ ّد ‪:‬‬


‫وتمثل هذا الصوت في القصيدة في حروف (و ‪ -‬ا ‪ -‬ي) بنسبة متفاوتة‬
‫حيث ش غل ح رف المد (األلـ ــف) الحظ األوفر وذلك الس تخدامه وص الً في قافية‬
‫القص يدة كلها وك ذلك األبي ات المص رعة ‪ ،‬وش غلت (يـ ــاء المـ ــد) المرتبة الثانية‬
‫وشغلت (واو المد) المرتبة األخيرة ‪ ،‬وذلك من خالل المد أو اإلشباع‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك قول ابن زيدون ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]102‬‬

‫س‪II‬ى لَ‪II‬والَ تََأ ِّ‬


‫س‪II‬ينَا‬ ‫ض‪II‬ي َعلَ ْينَا اَأل َ‬
‫يَ ْق ِ‬ ‫ض‪َ IIIIII‬ماِئ ُرنَا‬
‫‪IIIIII‬اجيكم َ‬
‫ِ‬ ‫نَ َك‪IIIIII‬ا ُد ِحيْنَ تُنَ‬
‫ذذ‬

‫حيث تك رر المد ب األلف (‪ )8‬م رات ‪ ،‬والمد بالي اء (‪ )4‬م رات ولم ي رد المد‬
‫بالواو ‪ ،‬وقوله ‪:‬‬
‫َأنْ طَالَ َما َغيَّ َر النَّْأ ُ‬
‫ي ال ُم ِحبِّ ْينَا‬ ‫س‪IIIIIIII‬بُوا نَ‪ْIIIIIIII‬أيكم عنَّا يُ َغيِّرنَا‬
‫الَ ت َْح َ‬

‫ونلمح أن التك رار أتى ملتفا ح ول ( الــذات ) حيث تمثل فيه الج انب اإليج ابي‬
‫رار الج انب الس لبي في الحاضر ‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫وعمق التك ُ‬
‫والس لبي للش اعر ‪ّ ،‬‬
‫تك اثف التك رار الس لبي الط اغي على القص يدة إلخ راج ال ذات –الش اعر‪ -‬من تلك‬
‫المعاناة النفسية ‪ ،‬وكأن الشاعر من خالل هذا التكرار يريد أن ُيحفِّ َز نفسه ضد القلق‬
‫والت وتر ال ذي س يطر على نفس يته ‪ ،‬ولكنه في النهاية يستس لم للج انب الس لبي لكثرته‬
‫وقوة عوامله‪.‬‬
‫(‪ )4‬حروف العطف ‪:‬‬
‫ك ان لح روف العطف دور في إنت اج الداللة النفس ية ال تي عاناها الش اعر‬

‫ويظهر ذلك من خالل تنوعه لح روف العطف ما بين الــواو والفــاء دون غيرهما من‬

‫حروف العطف وكان لحرف العطف (الواو) دور فعال بالقص يدة ‪ ،‬ويظهر ذلك من‬

‫مطلع القص يدة حيث يلح على الش اعر تس اؤل ما فتت ابع فيه ال واوات ‪ ،‬وفي موضع‬

‫آخر ينقطع التتابع وعندما تقع الواو بين شيئين فيفيدان شيئاً واحداً‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]103‬‬

‫يقول ابن زيدون ‪:‬‬


‫َّهر ‪ِ :‬‬
‫أم ْي َنا‬ ‫‪I‬وى فَ ‪I‬دَعوا‬
‫َس ‪I‬اقِينَا ال َه‪ِ I‬‬
‫غ ْي ِظ ال ِعدَى ِمنْ ت َ‬
‫ص فَقَـــــــــال الـــــــــد ْ ُ‬
‫ـــــــــَأن َن َغ َّ‬
‫ب ْ‬

‫ــــــــان موصــــــــوالً بأيــــــــدي َنا‬


‫ت ما ك َ‬ ‫َوا ْن َب َّ‬ ‫ــــــان معقــــــوداً ِبَأ ْنفُســــــ َنا‬
‫فَا ْن َحــــــ َّل ما ك َ‬

‫حن وما يــــــــــــرجى تَ ِ‬


‫القي َنا‬ ‫فــــــــــــاليوم َن ُ َ ُ ْ َ‬ ‫شـــــــــى تَفَُّرق َنا‬
‫ـــــــــون وما ُي ْخ َ‬
‫ُ‬ ‫ـــــــــد ن ُك‬
‫وقَ ْ‬

‫فالواو تفيد العطف والترتيب ‪ ،‬والفاء تفيد العطف والتعقيب ‪ ،‬والشاعر عبر‬
‫عن فكرة واح دة في األبيات السابقة لذا أتى بينها ترابط في المع نى ففي ال بيت األول‬
‫(فدعوا … فقــال الــدهر آمينــا) فب دأ بلفظة (دعــوا) ثم أعقبها بلفظة (قــال) ودلت الف اء‬
‫على الس رعة المرتقبة ال تي ك ان ينتظرها الع دى ثم عقب في ال بيت الت الي بـ(فانحــل)‬
‫ت عنصر الربط في‬ ‫حيث أف ادت الف ـ ــاء الس رعة المطلقة ‪ ،‬ثم ذكر ال واو ال تي َمثَّلَ ْ‬
‫الحديث فقال (وانبت) حيث فُِقد آخر أمل كان ينتظره ‪ ،‬ثم َح َّن إلى الماضي في ال بيت‬
‫(وقد … وما …) ثم أعقبه‬ ‫األخير مستخدما حرف العطف الواو في قوله ‪:‬‬
‫بالفاء في قوله (فاليوم) ثم ختمه بالواو في قوله ‪( :‬وما) وتكرار حرف عطف الواو‬
‫المصاحب للنفي أوضح دور الثنائية التي أرادها الشاعر ‪-‬ثنائية الماضي والحاضر‪-‬‬
‫وتلك المقابلة بين الش طرين أوض حها تك رار ح رف العطف وتنوعه ما بين الـ ــواو‬
‫والفاء ‪ ،‬وإ ن كان حرف الواو أغلب من حرف الفاء‪.‬‬

‫كما نالحظ أن حرف الواو ـ غالبا ـ يدل على الماضي ‪ ،‬والفاء تدل على‬
‫الحاضر وما فيه من ألم خاصة بعد ذكر الشاعر الماضي ‪ ،‬ونلمح سيطرة الواو على‬
‫الموقف الحاضر مصحوبة بالنفي وذلك في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]104‬‬

‫َأم ِان ْي َنا‬ ‫ِ‬ ‫طلَبَتْ َأ َهواُؤ نَا بَ‪َ IIIIIIIIIIIIIIIII‬دالً‬


‫وهللا َما َ‬
‫صـــــــــــــــــــ َرفَ ْت َع ْن َك ْم َ‬
‫م ْن ُكم َوال ا ْن َ‬

‫ســــــــِلي َنا‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوال اتَّ َخــــــــ ْذ َنا َبــــــــد ْيالً م ْنــــــــك ُي ْ‬ ‫شــــــ ِغلُ َنا‬ ‫والَ اســــــتَفَ ْد َنا َخِليالً ع ْن ِ‬
‫ــــــك ُي ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫فبعد َأن ذكر الشاعر (واو القسم) كرر (واو العطف) ثالث مرات مصاحبة‬

‫للنفي (ال) والفعل المتصل بالضمير (نا) الدال على الذات‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن ح رفي العطف (ال ـ ـ ــواو والف ـ ـ ــاء) قد دخال أكثرهما على‬

‫الجملة الفعلية المتمثلة عن طريق العطف ‪ ،‬وت دفق ه ذان الحرف ان ي دالن على القلق‬

‫النفسي ال ذي يعيشه الش اعر ‪ ،‬ودخ ول العطف على األفع ال تشي بال دراما‬

‫والرغب ات المتع ددة قس يما بين المس اءلة والطلب والتم ني ‪ ،‬لقد ك ان للــواو دورها في‬

‫تمييز التتابع الذي ظهر على مدار القصيدة‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]105‬‬

‫وه ذان الحرفان أعانا الشاعر على التج ول ما بين الماضي والحاضر مما‬

‫زاد التك ثيف اللغ وي ‪ ،‬وربما جعل الحرف ان الش اعر يعيش أس يرا في ماض يه ال يريد‬

‫الخروج منه حتى يتناسى الحاضر‪.‬‬

‫(‪ )5‬حروف النفي ‪:‬‬


‫وتترد حروف النفي في نونية ابن زيدون لتؤكد ما يعانيه الشاعر فوق طاقته‬

‫وأنه على الرغم من ذلك ِال زال وافيا على العهد كقوله ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــره ِدي َنا‬


‫َرأيــــــــــــــــــــاً َولَم َنتَ َقلَّ ْد َغ ْي‬ ‫لَ ْم نَ ْعتَقِ ْد بَ ْع‪َ IIIII‬د ُك ْم إال َ‬
‫الوف‪IIIII‬ا َء َل ُك ْم‬
‫َ‬

‫وأتى النفي في أسلوب قصر ليؤكد هذا الوفاء ‪ ،‬وكقوله ‪:‬‬

‫الم ِح َب ِّي َنا‬ ‫ْأي‬ ‫طالَما َغي ََّر َّ‬ ‫س‪IIIII‬بُوا نَ‪ْIIIII‬أيَ ُك ْم َعنَّا يُ ِّغي ُرنَا‬
‫الَ ت َْح َ‬ ‫ـ‬
‫ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫إن َ َ‬‫ْ‬

‫َأع ِادي َنـ ـ ــا؟‬


‫العتْ َبى َ‬
‫َهـ ـ ـ ْـل َنـ ـ ـ َ ًّ ِ‬
‫ـال َحظا م َن ُ‬
‫ـ يا ليت شـ ــعري ولم ُنعتب َأعـ ـ ِ‬
‫ـاد َي ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬

‫ضـــــــا تقا ِ‬
‫ضـــــــي َنا‬ ‫ِم ْن ُ‬
‫ـــــــه وإ ْن لَم َي ُك ْن َغ ًّ‬ ‫اعف ًة‬ ‫ِ‬
‫سـ َ‬
‫َّه َر َي ْقض ـي َنا ُم َ‬
‫ـ فهل َأرى الــد ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]106‬‬

‫وتكرار النفي أضفى لمسة حزينة على حال الشاعر ودل على إصرار‬

‫الشاعر في اإلخالص لمحبوبته والدة‪.‬‬

‫(‪ )6‬حروف النداء ‪:‬‬


‫اعتمد ابن زيدون على تكرار حرف النداء (يا) دون غيره من حروف النداء ‪،‬‬
‫وارتبط هذا الحرف بحرفي العطف السابقين ‪ ،‬واستعاض الشاعر عن حرف النداء ‪-‬‬
‫في بعض األحيان‪ -‬بحرف العطف الذي يقوم بدوره في الربط بين األبيات المتوالية‬
‫وجعلها جملة شعرية واحدة في مثل قوله‪.‬‬

‫يسـ ْق ِي ُنا‬ ‫ف الَ َهــوى والـ ُّ‬ ‫ان ِ‬ ‫اس ‪I‬ق ب ‪ِ I‬ه‬ ‫يا ساري البرق َغا ِد القَ ْ‬
‫ص ‪I‬ر َو ْ‬
‫ـود َ‬ ‫صـ ْر ُ‬ ‫َم ْن َك َ‬

‫ســــــــــــــى ُي َع ِّني َنا‬ ‫ْإلفــــــــــــــاً تَــــــــــــــ َذ ُّك ُرهُ ْ‬


‫َأم َ‬ ‫ــــــل َع َّنى تَــــــ َذ ُّكر َنا‬ ‫َأل ُه َن ِال َ‬
‫ــــــك َه ْ‬ ‫ســــــ ْ‬
‫َوا ْ‬

‫م ْن لو علَى البع ِ‬
‫ــــــــد َحيًّا َكــــــــ اَن ُي ْحيي َنا‬ ‫صــــــــــــــــ ِبا َبلِّ ْغ تَ ِحيَّتََنا‬
‫َو َيا َن ِســــــــــــــــ ْي َم ال ِّ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫وبعد أن تبدلت تلك الحياة الجميلة تغير أسلوب النداء في معناه ألن الموقف‬
‫الحاضر ‪-‬موقف ال بين والتن ائي‪ -‬يحت اج إلى وس يط لكي ينقل أحاسيسة ولم يجد إال‬
‫ال برق لعله يك ون وس يطا بين الش اعر ومحبوبته ألنه يتبعه الحي اة ثم نلمح االس تفهام‬
‫الذي يمثل حرارة البحث عن الذات األخرى التي يتشوق إليها وتتمنع عليه ‪ ،‬فال يجد‬
‫س وى الش كوى يبثها من خالل بث لواعجه وأش واقه ورجاءاته ‪ ،‬ثم ك رر الش اعر‬
‫حرف النداء مرة أخرى مع اختالف المنادى لعله يقوم بدوراإلبالغ بسوء الحال وقلة‬
‫الرج اء وإ عالن اإلحب اط وتظل الش كوى المري رة والش عور باإلحب اط والي أس في‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]107‬‬

‫األبي ات هي المس يطرة ‪ ،‬وقد استرسل المع نى (ســاري الــبرق ‪ -‬نســيم ‪ -‬روضة ‪-‬‬
‫حيـ ــاة ‪ -‬نعيما ‪ -‬جنة الخلـ ــد) ف البرق يتبعه الحي اة حيث المطر والنس يم الن ابع من‬
‫الروضة التي تبث الحياة في الكون ثم النعيم األبدي في جنة الخلد وكأن المنادى أنتج‬
‫تلك الداللة في األبيات ‪ ،‬مما تمثله تلكم األبيات‪.‬‬
‫نســيم الصــبا‬ ‫ســاري الــبرق‬
‫نعيما = جنة الخلد‬ ‫حياة‬ ‫روضته‬
‫وكل ه ذه األلف اظ تتعلق بالطبيعة ‪ ،‬ولعل الن داء أب رز جانب اً من تلك الس عادة‬
‫ال تي عاش ها في الماضي ويتمناها في الحاضر ‪ ،‬وأتى بعد الن داء أس لوب أمر خ رج‬
‫عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازي آخر حيث أصبح الزمة من اللوازم ساعد على‬
‫إنتاج الداللة ليبرز سوء الحال وقلة الرجاء في الوصول إلى ما كان فيه في الماضي‬
‫‪ ،‬كما نلمح تقديم البرق على النسيم لما فيه من الحيوية واالنتشار للنسيم وإ رساله تلك‬
‫الرائحة الجميلة الزكية التي أحسها وانتشى بها في الماضي ‪ ،‬وأف اد قوله ‪( :‬ويا نسيم‬
‫الصبا) االستعطاف‪.‬‬
‫ثم يقول ‪:‬‬
‫وض‪IIIIIIIIII‬ةً طَالَما َأ ْجنَتْ لَواحظُنَا‬
‫يَا َر ْ‬
‫ضــــــا َو ِن ْ‬
‫ســــــ ِري َنا‬ ‫صــــــبا َغ ًّ‬
‫َو ْرداً َجالَه ال ّ‬

‫ات ِ‬
‫َأفاني َنا‬ ‫ــــــــــــــــذ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ضــــــــــــــــ ُروباً َولَ‬
‫ُم ًنى ُ‬ ‫َو َيا َح َيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهً تَ َملَّي َنا ِبَز ْه َر ِت َها‬

‫ســــــــ َحبنا ذيله ِحي َنا‬ ‫ِفي َو ْ‬


‫شــــــــي ُن ْعمى َ‬ ‫ضــــــــــار ِت ِه‬
‫ط ْر َنا ِم ْن َغ َ‬
‫َو َيا َن ِعيمــــــــــاً َخ َ‬

‫وتكرار حرف النداء (يـا) دون غيره يدل على إحساس الشاعر بتلك الوحدة‬
‫ال تي يعانيها في الحاضر ‪ ،‬والتحسر على ض ياع الحب ال ذي ك ان روضة ‪ ،‬وحي اة ‪،‬‬
‫ونعيما ‪ ،‬بل جنة خلد في الماض ي‪ ،‬ولعله أراد إحالل الطبيعة ب دالً من محبوبت ه‪ ،‬أو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]108‬‬

‫ألنها ش اهدة على ماض يه وحاض ره ‪ ،‬فه ذه الروضة ح وت (ورداً جاله الصــبا غضا‬
‫ونســـــرينا) وكأنه يترسم تلك الص ورة في الحاضر ‪ ،‬وما الروضة إال وجه محبوبته‬
‫والدة ثم يق ول (ويـا حياة) فالروضة هي الباعث الوحيد للحياة ‪ ،‬وما الحياة إال والدة‬
‫فكانت (ضروباً ولذات أفانينا)‪.‬‬
‫ونالحظ أن أس لوب الن داء أتى بص يغة واح دة متش ابهة (حــرف نــداء ‪ +‬اسم‬
‫نكرة) كما يلي ‪:‬‬
‫غضا ونسرينـا‬ ‫وردا جاله الصبا‬ ‫طالما أجنت لواحظنا‬ ‫يا روضة‬
‫ولذات أفانيـنا‬ ‫منــى وضروبا‬ ‫تملينا بزهرتهـــا‬ ‫ويا حيـاة‬
‫سحبنا ذيله حينا‬ ‫في وشي نعمـى‬ ‫خطرنا من غضارته‬ ‫ويا نعيمـا‬
‫وت درج الن داء من روضة إلى حي ــاة إلى نعيم لي دل على تلك الس عادة ال تي‬
‫وص لت إلى ذروتها في قوله (ويا نعيم ــا) فه ذا النعيم ما هو إال الماضي الجميل (في‬
‫وشي نعمى ســحبنا ذيله حينــا) وما يلبث إال أن يختم تلك األنم اط في الن داء بقوله (يا‬
‫جنة الخلــد) ولكن س رعان ما تنكشف تلك الحقيقة الواقعية وكأنه في حلم اس تيقظ منه‬
‫وقد (أبدلنا بسـدرتها والكـوثر العــذب زقوما وغســلينا) وال يفعل ه ذا البن اء إال ش اعر‬
‫مثل ابن زيــــــدون … وك أن تلك الطبيعة األندلس ية الخالبة ما هي إال متنفس آلالم‬
‫الشاعر وأحزانه‪.‬‬

‫وربما أدى ت والي س ياقات الن داءات الس ابقة إلى أن الش اعر أراد أن "ي نزع‬
‫منزعا نفسيا واحدا هو اإلحساس باالندماج في األشياء واالقتراب منها ‪ ،‬وبث الروح‬
‫اإلنس انية فيها لتك ون ق ادرة على المش اركة واإلحساس ات بما يحسه الش اعر من‬
‫مشاعر مختلفة ‪ .‬الشاعر حريص على إحياء األشياء من حوله وتأسيسها ومخاطبتها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]109‬‬

‫‪ ،‬وخلق اإلحس اس اإلنس اني فيها فتبكي ألوجاعه ‪ ،‬وتحن لحنينه ‪ ،‬وتس مع أق دس‬
‫(‪)1‬‬
‫عواطف وأنبل اختالجاته"‬

‫وربما أراد ابن زيـدون من مثل تلك ال تراكيب إش غال تلك الوح دة ال تي ش عر‬
‫وأحس بها بعد فراق محبوبته ‪.‬‬
‫(‪ )7‬تكرار الضمائر ‪:‬‬
‫احتلت الض مائر بأنواعها المختلفة مس احة واس عة في نونية ابن زيــــدون ‪،‬‬
‫حيث دلَّت على الحض ور الممتد داخل بنية النص ‪ ،‬كما أنها ق امت ب دور كب ير في‬
‫اتس اق النص حيث إن ه"إذا ُنظر إلى الض مائر من زاوية االتس اق ‪ ،‬أمكن التمي يز بين‬
‫أدوار الكالم ((‪ Speak Roles‬التي تندرج تحتها جميع الضمائر الدالة على المتكلم‬
‫والمخاطب ‪ ،‬وهي إحالة لخارج النص بشكل نمطي ‪ ،‬وال تصبح إحالة داخل النص ‪،‬‬
‫أي اتساقية ‪ ،‬إال في الكالم المستشهد به ‪ ،‬أو في خطابات مكتوبة متنوعة من ضمنها‬
‫الخطاب السردي"‪.‬‬

‫وك ان للض مير (ـ ــنا) الحظ األوفر لداللته على الف اعلين وإ نما اس تخدمه ابن‬
‫زيدون للداللة عن ال ذات ح تى أص بح مح وراً أساس ياً من محاور إيقاع نهاية األبيات‬
‫في القصيدة كلها ‪ ،‬فكأنه الشيء المنتظر في نهاية نسيج وارتبط ارتباطاً وثيق اً بحرف‬
‫النون وقبلها الياء ‪ ،‬فأصبحا يشكالن وحدة إيقاعية ثابتة‪.‬‬

‫وقد أتى تك رار الض مير (ـــنا) متتابعا ليمنح النص الق درة على إس ار الض مير‬
‫المتصل للش خص المتح دث عنه ليص بح مح ور الداللة والمح ور الفاعل والم ؤثر في‬
‫النص وأتى متصال باألسماء واألفعال بنسبة متقاربة ‪.‬‬

‫ويظهر هذا التكرار من مطلع القصيدة حيث يقول ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫دالالت التراكيب ( دراسة لغوية ) ‪ :‬د محمد محمد أبو موسى ‪.263 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]110‬‬

‫و َنـــــــــــــــــــــــاب ع ْن ِط ْي ِب لُ ْقياََنا تَ ِ‬
‫جافي َنا‬ ‫َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ض‪َ III‬حى التَّنَ‪III‬اِئي بَ‪III‬د ْيالً ِمنْ تَ‪III‬دَانينا‬
‫َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــام ِب َنا ِل ْل َح ْي ِن َناعي َنا‬


‫َ‬ ‫َح ْي ُُن فَق‬ ‫صــــبَّح َنا‬
‫الب ْين َ‬
‫صــــ ْب ُح َ‬
‫ــــان ُ‬ ‫َأالَّ َوقَ ْ‬
‫ــــد َح َ‬

‫َّه ِر الَ َي ْبلَى َو ُي ْبلي َنا‬


‫ُح ْز ًنا مع الــــــــــــــــــــــد ْ‬ ‫المل ِبســــــــي َنا بــــــــانتزاحهم‬ ‫ِ‬
‫َم ْن ُم ْبلــــــــغُ ُ‬

‫ـــــــــد َعـــــــــ اَد ُي ْب ِكي َنا‬


‫هم قَ ْ‬ ‫ـــــــــر ِب ُ‬
‫ُأْنســـــــــاً ِبقُ ْ‬ ‫ضــــــ ِح ُك َنا‬ ‫ــــــان الَّذي َم َ‬
‫ــــــازال ُي ْ‬ ‫الز َم َ‬ ‫َأن َّ‬
‫َّ‬

‫ص فَقَــال الــدَّهر ‪ :‬آمينا‬ ‫دعوا ِب ْ‬


‫أن َن َغ َّ‬ ‫ـــــدى ِم ْن تَ ِ‬‫ظ ِ‬
‫ِغيـــــ َ‬
‫فَ َ‬ ‫الهـــــوى‬
‫ســـــاقينا َ‬
‫َ‬ ‫الع َ‬

‫صــــــــوالً بأيــــــــدينا‬
‫بت َما كــــــــان َمو ُ‬
‫وا ْن َ‬ ‫فا ْن َحــــــ َّل ما َكــــــان َم ْعقــــــوداً بأ ْنفُ ِســــــنا‬

‫فـ ـ ـ ــاليوم َن ْح َن َو َما ُيـ ـ ـ ـ ْـر َجى تَالقي َنا‪...‬‬ ‫شـــــــــى تَفَرقنا‬
‫ـــــــــون َو َما ُي ْخ َ‬
‫ُ‬ ‫ـــــــــد َنك‬
‫َوقَ ْ‬

‫وقَ ْ ِئ‬
‫ســــــــــ َنا فَ َما لليــــــــــأس ُيغرينا‬
‫ــــــــــد َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ضــــه‬ ‫ســــلَينا َع ِ‬
‫وار َ‬ ‫ُك َّنا َنــــرى الي َ‬
‫َّْأس تُ ْ‬

‫شــــــــــــــــــــــــــــــوقاً ِإلي ُكم َوالَ َجفَّ ْت َمآقينا‬


‫َ‬ ‫ابتلت َجوا ُنح َنا‬
‫ْ‬ ‫ِب ْنتَم َو َّ‬
‫بنا فما‬

‫سـ ـ ـ ـ ْي َنا‬ ‫ي ْق ِ‬
‫ضـ ـ ـ ـي َعلَينا اآلسى لَ ـ ـ ــوال تََأ ِّ‬ ‫ضــــــــــمائرنا‬ ‫ــــــــــاد ِح ْي َن تَُن ِ‬
‫ــــــــــاجي ُكم َ‬ ‫َن َك ُ‬
‫َ‬

‫وقد س يطر الض مير (نـــا) على كث ير من ألف اظ النونية وخاصة عن دما جعله‬

‫ابن زيدون محوراً من محاور اإليقاع في نهاية األبيات في القصيدة وقد أتى الضمير‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]111‬‬

‫ذا داللة واض حة حيث ذك ره للداللة على ال ذات بنس بة ‪ % 60‬وذك ره للداللة عن‬

‫الثنائية بينه وبين محبوبته بنسبة ‪ ، %33‬وذكره للداللة على محبوبته بنسبة ‪.%7‬‬

‫تحملها‬
‫وعن دما ذك ره للداللة على ال ذات أراد أن يوضح تلك المعان اة ال تي َّ‬

‫وح ده وعن دما ذكر الض مير للداللة عن الثنائية أراد المش اركة والتحمل مع اً ‪ ،‬وذلك‬

‫في مثل قوله (تس ــاقينا ‪ -‬يبكينا ‪ -‬بأنفس ــنا ‪ -‬بأي ــدينا ‪ -‬تفرقنا ‪ -‬تالقين ــا) فواضح‬

‫أثر ثنائية الض مير ‪ ،‬وما ي دل على معاناته وح دة في قوله (صــــــبحنا ‪ -‬ناعينا ‪-‬‬

‫الملبسينا ‪ -‬يبلينا ‪ -‬يئسنا)‪.‬‬

‫حم َل قصيدته العبء األكبر لتلك الهموم ال تي‬


‫وعلى هذا يكون ابن زيدون قد َّ‬

‫سيطرت على نفسيته‪.‬‬

‫(‪ )8‬الترصيــــــــع(‪: )1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقد الشعر ‪ :‬قدامة بن جعفر ‪ ، 80 :‬وقد جعله من نعوت الوزن‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]112‬‬

‫يساعد الترصيع على تكثيف اإليقاع الصوتي في القصيدة ‪ ،‬ويظهر هذا‬

‫األمر جليا في قول ابن زيدون ‪:‬‬

‫وال اتخذنا بديال منك يسلينا‬ ‫وال استفدنا خليالً عنك يشغلنا‬

‫‪5‬‬ ‫‪4 3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ويظهر الترصيع بكثافة عالية في التوازي والتقطيع للمقاطع الصوتية‬

‫والنحو والصرف التالية ‪:‬‬

‫ـغلنا‬ ‫ال عنك يشـ‬ ‫نا خليـ‬ ‫وال استفد‬


‫ـلينا‬ ‫ال منك ُيسـ‬ ‫نا بديـ‬ ‫وال اتخذ‬
‫فعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعلن‬ ‫متفعلن‬
‫ونلمح ك ذلك في التفعلية األولى تت ابع ح رفي ال دال وال ذال ‪ ،‬وتالؤم ح رفي‬

‫الي اء في التفعليه الثانية ‪ ،‬وتت ابع ح رفي الش ين والس ين في التفعليه الثالثة وتالئم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]113‬‬

‫ح رف الن ون المم دودة في التفعليه األخ يرة ‪ ،‬كما يظهر الترص يع التقطيعي‬

‫والصرفي والسجعي أكثر في التوزيع التالي ‪:‬‬

‫يشغلنا‬ ‫عنك‬ ‫خليالً‬ ‫استفدنا‬ ‫ال‬ ‫و‬


‫يسلينا‬ ‫منك‬ ‫بديالً‬ ‫اتخذنا‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫فعل‪ +‬فاعل‬ ‫جار‪ +‬مجرور‬ ‫مفعول به‬ ‫رابط أداة نفي فعل ‪ +‬فاعل‬
‫حيث اتحدت كل وحدة ترصيعة في الشطر األول مع ما يقابلها في الشطر‬

‫اآلخر في تقطيعها ووزنها الصرفي بجانب الترصيع السجعي ‪ ،‬وتمثلت تلك‬

‫الوحدات الترصيعية في قوله ‪:‬‬

‫وانبت ما كان موصوال بأيدينا‬ ‫فانحل ما كان معقوداً بأنفسنا‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3 2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 3 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ـفسنا‬ ‫ـقودا بأنـ‬ ‫كان معـ‬ ‫فانحل ما‬

‫ـدينا‬ ‫صوال بأيـ‬ ‫كان مو‬ ‫وانبت ما‬

‫فعلن‬ ‫مستفلعن‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]114‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وقد زاد الش اعر‬ ‫وه ذا الن وع من الترص يع ُأطلق عليه ترص يع التقطيع‬

‫الكثافة التصريعية للبيت وهو ما ُيسمى (بالتصريع التصريفي)(‪ )2‬حيث جاء التصريع‬

‫متحدا في الوزن الصرفي ‪ ،‬كما هو واضح من العرض السابق‪.‬‬

‫وقد تأتي الوحدات التصريعية واقعة على وحدات عروضية (تفعيالت) في‬

‫قوله ‪:‬‬

‫فاليوم نحن وما ُيرجى تالقينا‬ ‫وقد نكون وما ُيخشى تفرقنـــا‬

‫رقنا‬ ‫تفر‬
‫يخشى ْ‬ ‫ن وما‬ ‫وقد نكو‬

‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5//‬‬

‫قينا‬ ‫ُيرجى تال‬ ‫ـن وما‬ ‫فليوم نحـ‬

‫‪5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5///‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬

‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫ويقوم على تكافؤ مجموعة المقاطع التي تتكون منها القرينتان ( أو القرائن )‪ُ .‬ينظر تحليل الخطاب‬
‫الشعري د‪ /‬محمد العمري ‪ ،111،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬ط‪ 1،1990‬م‬
‫(‪)2‬‬
‫المرجع السابق ‪.111 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]115‬‬

‫وتظل القصيدة ممتدة على هذا النمط من تكثيف الموسيقا من خالل التصريع‬

‫‪ ،‬وت وازن الصيغ الصرفية من خالل تكرار حروف بعينها داخل ال بيت الواحد ‪ ،‬أو‬

‫مجمزعة األبي ات ‪ ،‬وأتى الترص يع من خالل جمل –معظمه ا‪ -‬فعلية بس يطة تتماثل‬

‫في إنتاج داللة النص‪.‬‬

‫(‪ )9‬الجنـــاس ‪:‬‬


‫ويتصل الجناس بالتكرار ‪ ،‬حيث ُيعاد اللفظ فيه مرة ثانية مع فارق مميز في‬

‫الداللة ‪ ،‬وه ذا ينبع من طبيعة الس ياق ال ذي َّ‬


‫وزع فيه الش اعر مفرداته على ش كل‬

‫يكس بها طابع اً خاصا ‪ ،‬ونلمح في نونية ابن زيــدون أن الجن اس أتى تام اً وناقص اً ‪،‬‬

‫واحتل الجناس الناقص المرتبة األولى حيث شغل حيزاً أكبر من الجناس التام‪.‬‬

‫نص ية النص حين‬


‫والجن اس ‪-‬كما رأين ا‪ -‬يكتسب ُبع دا خط يرا في تأس يس ِّ‬

‫تجاوز حدوده أسوار الجملة أو الشاهد أو المثال إذ ال ُيعتد به جناسا عند البالغيين إال‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]116‬‬

‫إذا وقع في ه ذه الح دود إلى النظ ير إليه في النص بما واحد من تجلي ات الس بك ال ذي‬

‫هو معيار من معايير النصية‪.‬‬

‫وه ذا ال رأي يمكن األخذ به في مج اوزة الس ياقات الجزئية إلى س ياقات أك ثر‬

‫رحابة انطالقا من الفهم النصي ‪ ،‬فضال عن كسر ح دة التس ميات المتع ددة ألن واع‬

‫الجناسات بعيدا عن المجال الوظيفي ‪ ،‬فاالتجاه نحو هذه القيم الصوتية هو األصـوب‬

‫بقدر ما تقوب به من نشاط يتساوق وغيره مع بقية المستويات الصياغية بالنص‪.‬‬

‫ويظهر الجناس من بداية القصيدة من البيت الثاني في قوله ‪:‬‬

‫ح ْي ٌن فَقَـــــــــــــــــــــــــــــــــام بنا للحين َن ِ‬


‫اعي َنا‬ ‫ص‪III‬بَّ َحنَا‬ ‫أالَّ وقد َح‪ III‬اَن ُ‬
‫ص‪ْ III‬ب ُح البَ ْي ِن َ‬
‫َ‬

‫وج انس ابن زيــدون بين (صــبح) و (صــبحنا) جناس اً ناقص اً وبين (حين)‬

‫و(للحين) جناس اً تام اً ‪ ،‬ونلمح تك اثف الجن اس في ال بيت ما بين ن اقص وت ام حيث‬

‫أخذ شكال رباعياً هكذا‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]117‬‬

‫وتك اثف الجن اس لم ُيخل ب المعنى ‪ ،‬ألنه يظهر رغبة الش اعر في إظه ار‬

‫معاناته النفس ية حيث تح ولت تلك الس عادة إلى النقيض المباشر دون ت وان من‬

‫الحياة إلى الموت والهالك ‪ ،‬وكأن الجناس يرادف السعادة والوصال في الماضي‬

‫‪ ،‬كما نالحظ أن الجذر الداللي لكل كلمتين واحد‪.‬‬

‫ويتردد الجناس بصورة واضحة في القصيدة كلها حيث التجاور والتباعد‬

‫ومن ذلك قوله ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــد يئســـــــــــــــ َنا َفما لليَّأس َي ْغري َنا‬


‫ْ‬ ‫َوقَ‬ ‫ُس‪III‬لينَا عَوا ِر ُ‬
‫ض‪III‬هُ‬ ‫ُكنَّا نَ‪III‬رى اليَّْأ َ‬
‫ست ْ‬

‫فالجن اس في قوله ‪( :‬اليأس) و (تسلينا) و (يئســنا) و (لليــأس) فمع ت رادف‬

‫الجن اس في ال بيت يظهر إيق اع ح رف (الســين) الموس يقي المتك رر في ال بيت حيث‬

‫تكرر أربع مرات متساوية في الشطرين‪.‬‬

‫وبعد تكاثف الجناس بدأ يأخذ شكال ثنائيا كما في قوله ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]118‬‬

‫َأســـــي َنا‬
‫األســـــى لَـــــوالَ تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪َ IIIIII‬ماِئ ُرنَا‬
‫‪IIIIII‬اجي ُك ْم َ‬
‫ِ‬ ‫نَ َك‪IIIIII‬ا ُد ِحيْنَ تُنَ‬
‫َي ْقضـــــي َعلَينا َ‬

‫وجم ال الجن اس هنا ك ائن في اإليق اع الص وتي ‪ ،‬وما له من أثر في إث راء‬

‫موس يقا القص يدة عموما ووقع الجن اس بين (األسى) و (تأســينا) حيث اجتمع الجن اس‬

‫مع التماثل في الشطر الثاني‪.‬‬

‫ثم يتكاثف الجناس مرة أخرى كما في األبيات التالية ‪:‬‬

‫اف ِم ْن تَصـــــ ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومريـــــع اللَّهو صـــــ ٍ‬
‫َ َْ َ ُ‬
‫ش طَ ْل‪ُُ IIIII‬‬
‫ق ِمنْ تَآلُفِنَا‬ ‫‪ِ -‬إ ْذ ج‪IIIII‬انِ ُ‬
‫ب ال َع ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ري ِ‬
‫احي َنا‬ ‫ِإالَّ‬ ‫ِأل ر ِ‬
‫واح َنا‬ ‫ُك ْنتُم‬ ‫الســـ ُر ِ‬
‫ور فَ َما‬ ‫ـــد ُّ‬
‫ق َع ْهـ ـ ُـد ُكم َع ْه َ‬
‫س ــ َ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬ل ُي ْ‬

‫ـــــــــــــــان ُي َح ّيينا‬
‫َ‬ ‫البعد َح ّيا ك‬
‫َمن لو َعلَى ُ‬ ‫صـــــــــــــبا َبلِّغ تَ ِحيتََّنا‬
‫ـــــــــــــيم ال َ‬
‫َ‬ ‫ويــا َنس‬
‫‪َ -‬‬

‫ــــــــــــــاف ِمن تَكافينا‬


‫ٍ‬ ‫وفي المــــــــــــــود ِ‬
‫َّة ك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شـــــ َرفًا‬
‫ـــــاءهُ َ‬
‫ضـــــَّر أن لم تَ ُكن أكف َ‬
‫‪ -‬ما َ‬

‫ـــــــار تُلهينا‬ ‫ِســـــــ َيما ار ِتي ٍ‬


‫ـــــــاح َوال األوت ُ‬ ‫شــماِئ ِلنا‬
‫اح تُب ــدي ِمن َ‬
‫س ال ـ ّـر ِ‬
‫‪ -‬ال أكــُؤ ُ‬

‫ونلمح من األبي ات الس ابقة ت أخر األبنية المتجانسة في الش طر الث اني من‬

‫األبي ات وربما أدى ذلك إلى التوافق الص وتي الح ركي بين المص ادر والمش تقات وقد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]119‬‬

‫نى ‪ ،‬ويظهر ذلك بين (أرواحنــــــــــــــا)‬ ‫تطاع ابن زيــــــــــــــدون أن يلبسه المع‬ ‫اس‬

‫و(رياحين ــا) وج اء الجن اس ليؤكد مع النفي واالس تثناء ح رص الش اعر على الوف اء‬

‫واإلخالص لمحبوبته فهي كالحياة ‪ ،‬وبفقدها تُْفقَ ُد الحياة‪.‬‬

‫ويظهر اس تخدام ابن زي دون للجن اس في مواضع متباينة في ال بيت الرابع‬

‫حيث جعلها في ع روض ال بيت وض ربه بين (تحيتنا) و (يحيينا) بين االسم والفعل ‪،‬‬

‫ويصل الجن اس إلى ذروته في األبي ات التالية كما في ال بيت الت الي بين (أكف ــاءه) و‬

‫(ك ــاف) و (تكافين ــا) بين اسم الفاعل والمص در ‪ ،‬وقد لعب تك رار ح رف الك اف في‬

‫قوله (تكن ‪ -‬أكف ــاءه ‪ -‬ك ــاف ‪ -‬تكافين ــا) دوراً في إث راء التماثل اإليق اعي ‪ ،‬وه ذه‬

‫الظاهرة متمثلة بصورة جلية في القصيدة كلها ‪ ،‬وهذا يعبر عن تلك الثورة العاطفية‬

‫الجياشة الكامنة في ذات الشاعر التي سيطرت علية تلك العاطفة القوية‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]120‬‬

‫ه ذا‬ ‫وعلى ه ذا النحو يمكننا كتابة ال بيت األخ ير من األبي ات الس ابقة على‬

‫النحو‪:‬‬

‫تبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي مــــن شمائلهـا‬ ‫ال أكئــــــــــــــــــــــــــــــــــوس الـــــــــــــــــــــــــــــــــراح‬


‫وال األوتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار نلهينـــا‬ ‫سيمــــــــــا ارتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح‬

‫كما نالحظ " إن الكلم ات في الش عر عب ارة عن ومض ات تس رى في تي ار‬

‫متصل وإ يح اءات متالحقة ‪ ،‬يتولد بعض ها من بعض ‪ ،‬والش اعر يحيا في األلف اظ‬

‫تحيط به من كل ج انب ‪ ،‬تتجاذب ه‪ ،‬ويفضي بعض ها إلى بعض ‪ ،‬ويس لمه كل منها إلى‬

‫اآلخر ‪ ،‬وتصبح مهمته ‪-‬باعتباره شاعرا‪ -‬أن يتابع إيحاءات الكلمات وما يتولد عنها‬

‫‪ ،‬وأن يستغل القوة اإليحائية لجرس األلفاظ ‪ ،‬فيولد المعاني المختلفة التي تمكنه منها‬

‫ثقافته باللغة وإ دراكه ألسرارها )(‪.)1‬‬

‫(‪ )10‬التـــوازي ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫شعر أبي تمام بين النقد األدبي القديم ورؤية النقد الجديد ‪ :‬د سعيد السريحي ‪.238 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]121‬‬

‫عند‬ ‫الت وازي فن مستأصل في النقد البالغي عند الع رب ‪ ،‬ونلمح ذلك‬

‫‪-‬أي‬ ‫يح ــيي ابن حم ــزة العل ــوي في حديثه عن الس جع حيث يق ول عنه ‪ " :‬ويقع‬

‫السجع‪ -‬في الكالم المنثور وهو في مقابلة التصريع في الكالم المنظوم الموزون في‬

‫الشعر ……‪ .‬ومعناه في ألسنة علماء البيان ‪ ،‬اتفاق الفواصل في الكالم المنثور في‬

‫الح روف أو في ال وزن أو في مجموعهما … ف إن اتفقت األعج از في الفواصل ُس مي‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫التوازي…‪" .‬‬

‫كما ُيعد الت وازي من قبيل التك رار بص فته أحد اب رز عناصر اإليق اع ال ذى‬

‫يق وم على مب دأ النظ ام ال ذى يع ززه مب دأ التناسب ‪ Symmery‬أى تناسب العناصر‬

‫إطار زمنى"(‪.)2‬‬ ‫اإليقاعية التى تعطينا اإلحساس بالجمال ‪ ،‬وهو يتشكل فى‬

‫(‪)1‬‬
‫الداللة الصوتيه‪،‬د‪.‬كريم حسام الدين‪ 121 :‬مكتبة األنجلو المصرية‪:‬ط‪1‬ـ‪1992‬م‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بالغة الخطاب وعلم النص ‪.215 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]122‬‬

‫ويكون التوازي بتقسيم الفقرات بشكل متماثل فى التركيب النحوي و النغمي‬

‫كما أنه يمنح النص موس يقا ذات كثافه عاليه حيث ينفعل الق اريء أو الس امع و‬

‫يتع اطف مع الشاعر أو يش اركه أفراحه أو آالمه وأحزانه "وكلما كان الت وازي عميقا‬

‫متصال بالبنية الداللية ك ان أحفل بالش عرية وأك ثر ارتباطا بالتش اكل المك ون للنس يج‬

‫الشعري فى مستوياته العديدة‪.‬‬

‫وإ ذا كانت االوزان الشعريه هى مرتكز هذا التوازى على المستوى الصوتى‬

‫‪ ،‬فإن أنماط الجمل وأطوالها وعالقاتها ومواقع عناصرها هي التي تعد مظهر تحققه‬

‫وت ؤدي مالحظته‬ ‫على المس توى النح وي ‪ ،‬مما ي دخل فيما ُس مي بنحو الش عر‬

‫ورصده إلى تكوين أجرومية للصيغ الشعرية ‪ ،‬وكان التراث العربي فيما يبدو حافزا‬

‫الكتشافها في الشعرية الحديثة "‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]123‬‬

‫والتوازي "مركب ثنائي التكوين ‪ ،‬أحد طرفيه ال يعرف إال من خالل اآلخر‬

‫‪ ،‬وه ذا اآلخر –ب دوره‪ -‬يرتبط مع ه ذا الط رف اآلخر يحظى من المالمح العامة بما‬

‫رف األول ‪ ،‬وألنها في نهاية األمر طرفا معادلة وليسا‬ ‫يزه اإلدراك من الط‬ ‫يم‬

‫متط ابقين تماما فإننا نع ود ونك افيء بينهما على نحو ما ‪ ،‬بل ونح اكم أولهما بمنطق‬

‫وخصائص سلوك ثانيهما" (‪.)1‬‬

‫والتوازي يتضمن خاصتين متالزمتين ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬إنه عب ارة عن عالقة تماثل ‪-‬تتم على مس توى أو مس تويات لس انية‪ -‬بين‬

‫طرفين أو أكثر‪.‬‬

‫ثانيهما ‪ :‬إن العالقة القائمة بين ه ذين الط رفين تنب ني على مب دأين هما ‪ :‬التش ابه‬

‫والتضاد مادام كل طرف يحتفظ ‪-‬رغم التشابه‪ -‬بما يتميز به اآلخر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫تحليل النص الشعري‪،‬بنية القصيدة‪ ،‬ترجمة د‪ /‬محمد فتوح أحمد‪.129 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]124‬‬

‫ولعب اإليقــاع الــداخلي ‪-‬عن طريق التــوازي‪ -‬في القصــيدة دوراً بــارزاً في‬

‫إثــراء الــدالالت اللغوية ‪ ،‬ويظهر التشــابه بين هــذه اإليقاعــات ‪ ،‬وإ يقــاع الموشــحه ‪،‬‬

‫حيث التقســيمات المقطعية في األقفــال واألبيــات ‪ ،‬ويظهر ذلك واضــحاً في قــول ابن‬

‫زيدون ‪:‬‬

‫ف‪IIIIIII‬اليوم نحن وما ي‪IIIIIII‬رجى تالقينا‬ ‫وقد نك‪IIIIIIIIIIIIII‬ون وما يُخشى تفرقنا‬

‫بأنفسنا‬ ‫كان معقـوداً‬ ‫فانحل ما‬

‫بأيدينا‬ ‫كان موصوالً‬ ‫وانبت ما‬

‫(جـ)‬ ‫(ب)‬ ‫(أ )‬

‫(حـ ــرف‬ ‫فثمة تماثل وت ٍ‬


‫واز في األبنية في المقطع األول ( أ ) هك ذا ‪:‬‬

‫العطف ‪ +‬فعل مــاض مض عف على وزن "أفعـــل" ‪ +‬ما اسم موصــول فاعــل) وتش ابه‬

‫المقطعان (ب) في البن اء (كان ‪ +‬الخبر) ‪ ،‬وتش ابه المقطع ان (جـ) في هيئتهما (جــار‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]125‬‬

‫ومجرور بالباء مع اإلضافة لضمير الجمع "ـنا") ‪ ،‬وقد أخذ التوازي شكال من أشكال‬

‫النظام النحوي‪.‬‬

‫ويظهر الت وازي في ع دد من األبي ات حيث يمثل عالقة التقابل في أدق‬

‫مكوناتها ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪:‬‬

‫ف‪IIIIIII‬اليوم نحن وما ي‪IIIIIII‬رجى تالقينا‬ ‫وقد نك‪IIIIIIIIIIIIII‬ون وما يُخشى تفرقنا‬

‫تفرقنا‬ ‫وما يخشى‬ ‫وقد نكون‬

‫تالقينا‬ ‫وما يرجى‬ ‫فاليوم نحن‬

‫(جـ)‬ ‫(ب)‬ ‫(أ )‬

‫وقوله ‪:‬‬

‫ف‪IIIIIIIIII‬اليوم نحن وما ي‪IIIIIIIIII‬رجى تالقينا‬ ‫وقد نك‪IIIIIIIIIIIIII‬ون وما يُخشى تفرقنا‬

‫تآلفنا‬ ‫من‬ ‫طلق‬ ‫العيش‬ ‫جانب‬ ‫إذ‬

‫و‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]126‬‬

‫تصافينا‬ ‫من‬ ‫صاف‬ ‫اللهو‬ ‫مورد‬ ‫(أ )‬

‫( و)‬ ‫(هـ)‬ ‫( د)‬ ‫(جـ)‬ ‫(ب)‬ ‫أداة‬

‫مجرور ‪+‬‬ ‫حرف جر‬ ‫خبر منون‬ ‫مضاف إليه‬ ‫مبتدأ‬

‫مضاف إليه‬

‫ومثل هذا التوازي اعتمد فيه ابن زيدون على تكرار الموقع اللساني النحوي‬

‫‪ ،‬وهو ما يسمى بالتشطير عند أبي هالل العسكري(‪.)1‬‬

‫وقوله ‪:‬‬

‫وال اســـــــــــــتفدنا حبيبـــــــــــــاً عنك يثنينا‬ ‫فما استعض‪IIII‬نا خليالً منك يحبس‪IIII‬نا‬

‫يحبسنا‬ ‫منك‬ ‫خليالً‬ ‫استعضنا‬ ‫ـما‬ ‫فـ‬

‫يثنينا‬ ‫عنك‬ ‫حبيباً‬ ‫استفدنا‬ ‫ال‬ ‫و‬

‫‪ )1‬الصناعتين ‪ ، 463 :‬والتشطير‪ " :‬هو أن يتوازن المصرعان والجزآن وتتعادل أقسامهما مع قيام‬ ‫(‬

‫كل واحد منهما بنفسه واستغنائه عن صاحبه "‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]127‬‬

‫وس اعد الت وازي على زي ادة اإليق اع الموس يقي ‪ ،‬زد على ذلك تك رار ح رف‬

‫الن ون بأنواعه مما أدى إلى تقس يم ال بيت إلى وح دات متماثله في الط ول والنغمة‬

‫والتكوين النحوي ‪ ،‬وأفرز موازنات صوتية وصرفية ومقطعية هكذا ‪:‬‬

‫يحبسنا‬ ‫فما استعضنا خليال منك‬

‫يثنينـا‬ ‫وال استفدنا حبيباً عنك‬

‫ويصل التوازي إلى قمته في قوله ‪:‬‬

‫صـــ ِب ِي َنا‬ ‫ولَو صـــــــــــبا َن ْحو َنا ِم ْن علو م ْطلَ ِع ِ‬


‫اشـــاَك ُي ْ‬
‫ُّجى لَم َي ُك ْن َح َ‬
‫ـــد َر الـــد َ‬
‫َب ْ‬ ‫ـــــــــــه‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫هكذا‬

‫مطلعه‬ ‫علو‬ ‫من‬ ‫ولو صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبا نحونا‬

‫حاشــــــــــــــــــــــــــاك يصــــــــــــــــــــــــــبينا‬ ‫بــــــــــــــــــــدر الــــــــــــــــــــدجى لم يكن‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]128‬‬

‫حيث تناظر ُّ‬


‫كل جزء من الشطر مع اآلخر في أجزاء اإليقاعات على مساحة‬

‫البيت الواحد‪.‬‬

‫ومن النماذج السابقة نلمح أن توازي المباني يعني بروز أمرين متعادلين ‪،‬‬

‫وقد يكون ان متق ابلين ‪ ،‬في أتي الت وازي لي برز م دى التس اوي في المخالفة والمقابلة ‪،‬‬

‫وه ذا ما ي أتي غالبا ‪ ،‬وقد يكون ان متق اربين دالليا لي برز جانبا ما يتم اإللح اح عليه من‬

‫ِقبل الشاعر‪.‬‬

‫وتظهر العالقة الداللية ال تي يق وم على أساس ها الت وازي وهي (التض اد) وهو‬

‫ما ُيسمى بإيراد النقيضين الذي ُيشكل نسقا مفارقا يقوم على الجمع بين األضداد في‬

‫صورة ثنائية ‪ ،‬وهذا يتناسب مع القصيدة حيث ثنائية (الماضي والحاضر) التي ُيلح‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]129‬‬

‫عليه الشاعر ‪ ،‬وهذه المفارقة تتبلور منذ مطلع القصيدة ‪ ،‬وهذا األثر نلمحه واضحا‬

‫في قوله السابق ‪:‬‬

‫فــــــــــــــــاليوم نحن وما يــــــــــــــــرجى تالقينا‬ ‫وقد نكـــــــــــــــــــــــــون وما ُيخشى تفرقنا‬

‫وتنبع قيمة التوازي الصوتي من آثار اإليقاع‪.‬‬

‫(‪ )11‬المقابلـــة(‪: )1‬‬

‫وهي ما تُس مى بالمفارقة ول ذا تُعد "ظ اهرة أساس ية في الطبيعة اإلنس انية بل‬

‫في الطبيعة غير اإلنسانية ‪.‬تكاد تك ون سلسلة من التقابالت هي أبرز السالسل التي‬

‫تنظم الحي اة فال ك بر إال وله ص غر ‪ ،‬وال أول إال وله آخر ‪ ،‬وال حي اة إال معها‬

‫الموت"(‪.)2‬‬

‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫وعدها قدامة بن جعفر من نعوت المعاني ‪ .‬ينظر ‪ :‬نقد الشعر ‪ ، 141 :‬وأطلق عليها العلوي‬
‫التكافؤ والتضاد ينظر ‪ :‬دار الطراز ‪ ، 2/337 :‬وينظر كتاب الصناعتين ‪371 :‬‬
‫‪)2‬‬ ‫(‬
‫ظواهر تعبرية في شعر الحداثة د‪ .‬محمد العبد ‪ ، 68 :‬عالم الفكر ‪ ،‬المجلد الثامن العددان ‪، 4 ، 3‬‬
‫‪.1989‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]130‬‬

‫وت برز ق درة المقابلة أو التض اد في تفج ير الش عور وإ ثارته من خالل ذلك‬

‫التب اين بين المواقف أو األش ياء في وجه من الوج وه أو أك ثر " حيث تت آذر في ه ذه‬

‫اإلبانة مختلف وسائل التركيب اللغوي ‪ ،‬وعلى ذلك فال يكفي النظر إلى الطباق على‬

‫أنه شيء قائم بذاته(‪.)3‬‬

‫وأكثر ابن زيدون من استخدام ظاهرة المقابلة ليبرز تلك المفارقة بين الزمن‬

‫الماضي والحاضر على م دار القص يدة كله ا‪ ،‬حيث ُيقابل بين ال زمن الماضي‬

‫المـرادف ل زمن (الت ــداني والق ــرب والوص ــال) ‪ ،‬وال زمن الحاضر الم رادف ل زمن‬

‫اللحظة الراهنة المع ادل (للتنــائي والتجــافي والفــراق) ويظهر ه ذا الملمح من مطلع‬

‫القصيدة في قوله ‪:‬‬

‫وناب عن طيب لقيانا تجافينا‬ ‫أضحى التنائي بديال من تدانينا‬

‫‪)3‬‬ ‫(‬
‫فلسفة البالغة بين التقنية والتطوير ‪ ،‬د‪ .‬جابر عيد ‪ ، 491 :‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]131‬‬

‫الماضي الحاضر‬ ‫الماضي‬ ‫الحاضر‬

‫حيث قابل الش اعر بين ال زمن الماضي زمن الت داني والق رب والوص ال‬

‫وطيب اللق اء وال زمن الحاضر زمن اللحظة الراهنة المعادلة للتن ائي والتج افي ‪،‬‬

‫ونلمح إص رار الش اعر على حصر ال زمن الماضي بين الحاضر وكأنه –أى ال زمن‬

‫الحاضر‪ -‬يحاول أن يطغي على الماضي‬

‫الزمن‬ ‫الزمن الحاضر‬

‫الزمن الحاضر‬ ‫الماضي ‪ +‬الزمن الماضي‬

‫وأتى الطباق في مطلع القصيدة قاصراً على األسماء دون األفعال ‪،‬‬

‫وسرعان ما تتكشف المقابلة في البيتين الثالث والرابع في قوله ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــد ِ‬
‫هر ال َيبلى و َُيبلينا‬ ‫َ‬ ‫ــــــــــــــــع ال‬
‫ُحز ًنا َم‬ ‫نت ِ‬
‫زاح ِه ُم‬ ‫من م ِبلـــــــــــغُ المل ِبســـــــــــينا ب ِ‬
‫ـــــــــــا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬

‫ســـــــــــــــا ِبقُـــــــــــــــر ِب ِه ُم قد ع‬
‫ـــــــــــــــاد ُيبكينا‬ ‫ِ‬ ‫ــــــــــان الَّذي م‬
‫َ‬ ‫ــــــــــازال ُيضــــــــــح ُكنا أن ً‬
‫َ‬ ‫الزم َ‬ ‫أن َ‬
‫َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]132‬‬

‫وسرعان ما تتفوق األفعال على األسماء في المقابلة ‪( :‬ال يبلى)‬

‫و(ويبلينا) و(يضحكنا) و (يبكينا) ‪ ،‬وقد انحصرت المقابلة في البيت األول على‬

‫الزمن الحاضر (المستقبل) دون الماضي ‪ ،‬وهو زمن اللحظة الراهنة ‪ ،‬وهو ما‬

‫يسمى بطباق السلب ‪ ،‬ولكن سرعان ما يعاود الحديث عن تلك الحالة الماضية‬

‫والحاضرة في البيت األخير (يضحكنا) و (يبكينا) حيث عبرت اللفظة األولى على‬

‫الماضي وإ ن استخدم الفعل الدال على الحاضر والمستقبل ‪ ،‬ومن المالحظ أن‬

‫المقابلة في البيت الثاني قد مزجها ابن زيدون بالتصوير حيث َّ‬


‫شخص الزمان في‬

‫فعبر بالتناقض إلثراء التكرار من خالل تلك‬


‫ويبكي ‪ّ ،‬‬
‫ك‪ُ ،‬‬
‫ضح ُ‬
‫صورة شخص ُي ْ‬

‫قصد ابن زيدون من هذا " إقامة التجانس واطراد‬


‫المؤثرات الصوتية ‪ ،‬وربما كان ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]133‬‬

‫الترابط وتواصل العالقات بين جنبات السياق بغض النظر عن طبيعة هذه العالقات‬

‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ضدية أو مطَّردة "‬
‫ِّ‬

‫وتتضح معالم تلك المقابلة جلية في قوله ‪:‬‬

‫شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقًا ِإلي ُكم َوالَ َجفَّ ْت َمَآ قَ ِي َنا‬ ‫ج ِ‬


‫وان ُح َنا َ‬ ‫ابتلت‬ ‫فَما‬ ‫َو ِب َّنا‬ ‫ِب ْنتُ ْم‬
‫َ‬

‫فالطب اق بين الفعلين ( ابتلت ) و ( جفّت ) كشف الحالة النفس ية والش عورية‬

‫ال تي يعيش ها الش اعر‪ ،‬وما يعانيه من آالم الف راق ‪ ،‬وج اءت كل ص ورة تقابلية في‬

‫الشطر متوازية تركيبيا وصوتيا مع مثيلتها في الشطر الثاني هكذا ‪:‬‬

‫جوانحنا‬ ‫ابتلت‬ ‫مــا‬ ‫فــ‬


‫مآقينا‬ ‫جفت‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫فاعل ‪ +‬مضاف إليه‬ ‫فعل ماض‬ ‫أداة نفي‬ ‫رابط‬
‫وقوله ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫البديع تأصيل وتجديد ‪ ،‬د‪ /‬منير سلطان ‪ 116 :‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1986،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]134‬‬

‫الص ـ ـ ْب ِح ُي ْف ِش ـ ـي َنا‬
‫ان َّ‬
‫ســ ُ‬ ‫حـ ـ تى ي َكـ ـ َ ِ‬
‫ـاد ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِســـــــــَّر ِ ِ‬
‫ان في َخـــــــــاط ِر الظ ْل َمـــــــــاء َي ْك ُ‬
‫تم َنا‬

‫وكما في قوله ‪:‬‬

‫شـــــــــــــ ْرباً َوِإ ْن َكـــــــــــــ اَ َن َيَر ْو ِي َنا فَ ُي ِظ ِمي َنا‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـــــــــــــــــه‬‫ـــــــــــــــــد ِل ِب َم ْن َهِل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــــــــــــــــواك َفلَ ْم َن ْع‬‫َأما َه‬
‫َّ‬

‫فــابن زيــدون لم ي أت بالمقابلة لمج رد المقابلة ولكنه ُيظُ ِهر معان اة ال ذات من‬

‫الحرم ان في الحاضر في (يروينا فيظمين ــا) ويظهر ذلك داللة ح رف العطف ال دال‬

‫على التعقيب ‪ ،‬وك أن ال ِّري يزيد في الظم أ‪ .‬ويزيد الت وازي التركي بي إلى إظه ار‬

‫في قوله ‪:‬‬ ‫صورة التقابل اإليقاعي المتمثل‬

‫شـــــــــــــــى تَفَُّرقُ َنافَـــــــــــــــــــــاليوم َن ْح َن وما يـــــــــــــــــــــرجى تَ ِ‬


‫القي َنا‬ ‫ـــــــــــــــون َو َما ُي ْخ َ‬
‫ُ‬ ‫ـــــــــــــــد َن ُك‬
‫ْ‬ ‫َوقَ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]135‬‬

‫حيث أدت الداللة إلى إظه ار تلك المعان اة النفس ية لل ذات ما بين ال زمن‬

‫الماضي والحاض ر‪ .‬وه ذه الص ورة التركيبية الص وتية في مثل قوله لل بيت الس ابق‬

‫متمثلة في هذا التقسيم ‪:‬‬

‫شــــــى تَفَُّرقــــَُنا‬
‫َو َما ُي ْخ َ‬ ‫ون‬
‫ـــــــــد َنكــــــُ ُ‬
‫َوقَ ْ‬

‫وما يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرجى تَ ِ‬
‫القي َنا‬ ‫فَاليــــــــوم َنحــــــْ َن‬
‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬

‫والصورة التقابلية متمثلة في ‪:‬‬

‫تفرقنا‬ ‫ُيخشى‬ ‫مــا‬ ‫و‬


‫تالقينا‬ ‫ُيرجى‬ ‫مــا‬ ‫و‬
‫فاعل ‪ +‬مضاف إليه‬ ‫فعل ماض مبني للمجهول‬ ‫أداة نفي‬ ‫رابط‬
‫ومثل هذه التقابالت أدت إلى سبك أبيات القصيدة وحبكها‪ .‬أما قوله ‪:‬‬

‫الـــورى ِط ْي َنا‬
‫َ‬ ‫ســـكاً َوقَـــد ََّر ِإ ْن َ‬
‫شـــاَء‬ ‫مْ‬
‫ِ‬ ‫شـــــــــــــَأهُ‬
‫ـــــــــــــَأن اهلل َأ ْن َ‬
‫َّ‬ ‫ر ِب ْيب م ْل ٍ‬
‫ـــــــــــــك َك‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]136‬‬

‫حيث أصبحت الذات متعلقة بالزمن الماضي المشتمل على تلك السعادة‬

‫ولعبت األفعال دوراً في تلك المقابلة وتغلبت على األسماء‪.‬‬

‫والطب اق عند ابن زيــدون في نونية يش به طب اق البحــتري إذ " ال تعقيد فيه ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وانتش ار المقابلة في نونية ابن زيـــدون يتناسب مع التجربة‬ ‫وال عن اء وال مش قة "‬

‫التي عاشها الشاعر حيث الحديث عن الماضي والحاضر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الفن ومذاهبه ‪ ،‬د‪ .‬شوقي ضيف ‪.194:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]137‬‬

‫تلعب القافية دورا بارزا في إثراء اإليقاع الصوتي في القصيدة حيث لها‬

‫وظيفة إيقاعية ثابتة من خالل تكرار عنصر صوتي معين يعمل على استدعاء‬

‫متشابهاته من بيت إلى آخر وذلك من خالل تلك الحروف التي تتكرر في مقطع‬

‫ثابت متمثالً في حروف القافية‪.‬‬

‫والقافية كما عرفها الخليل بن أحمد هي ‪ :‬آخر حرف في البيت إلى أول‬

‫ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن ‪ ،‬وهذا التعريف على أساس حروف‬

‫(‪)1‬‬
‫القافية وحركاتها‪.‬‬

‫وعلى هذا فالقافية ‪-‬حروفها وحركاتها‪ -‬مقطع صوتي منتظر من آن آلخر‬

‫(‪)2‬‬
‫وإ ذا حدث خلل اختلت القافية كلها‪.‬‬

‫‪)1‬‬ ‫(‬
‫د‪.‬‬ ‫ينظر ‪ :‬القافية تاج اإليقاع الشعري ‪ ،‬د‪ .‬أحمد كشك ‪ ،‬والقافية في العروض واألدب ‪،‬‬
‫حسين نصار ‪ ،‬والقافية واألصوات اللغوية ‪ ،‬د‪ .‬عوني عبد الرءوف ‪… ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ينظر ‪ :‬كتاب القوافي ألبي الحسن اإلربلي ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد المحسن فراج ‪.78 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]138‬‬

‫بناء القافية في القصائد النونية ‪-:‬‬

‫أوال ‪ :‬حروف القافية‬

‫( أ ) الروي ‪ :‬وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه ‪ ،‬وهو حرف‬

‫النون ‪ ،‬ولذا سميت القصائد النونية ‪ ،‬وعلى هذا عد من صلب القافية‪.‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أنفى مائع (متوسط) مجهور وهو‬ ‫حرف صامت أسناني لثوي‬ ‫والنون‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬وكثر شيوعة في الشعر العربي‪.‬‬ ‫صوت شديد الحساسية‬

‫مد قبل الروي ‪ ،‬ويكون ساكناً وبهذا فإنه يكسب إيقاع‬


‫(ب) الردف ‪ :‬وهو حرف ٍّ‬

‫القافية وضوحاً وذلك لثبوته في القصيدة كلها ويكون أحد حروف ثالثة‬

‫(‪)3‬‬
‫ينظر ‪ :‬علم األصوات ‪ :‬برتيل مالميرج ‪ ، 123 :‬األصوات اللغوية ‪ :‬د‪ .‬إبراهيم أنيس ‪.66 :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫لثوي أسناني ‪ :‬ويكون بالتقاء طرف اللسان بأصول الثنايا العليا‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مصطلح الشدة ‪ :‬يعني الحبس أو الوقف التيار الهواء الصادر من الرئتين‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]139‬‬

‫(واي) ‪ ،‬وإ ذا أتى حرف المد (ألفاً) وجب التزامه والسبب في ذلك أنه أطول‬

‫(‪)1‬‬
‫من الياء والواو من الناحية الصوتية‪.‬‬

‫ياء فيجوز المبادلة بينهما على أساس‬


‫أما إذا كان حرف الروي واواً أو ً‬

‫تقاربهما في الطول الصوتي ‪ ،‬ويكون ذلك التبادل في القافية المطلقة أوقع منه في‬

‫(‪)2‬‬
‫وعلى هذا فإن حرف الردف المستخدم في القصائد النونية هو‬ ‫القافية المقيدة‪.‬‬

‫حرف (الياء والواو)‪.‬‬

‫الجدول التالي يبين مدى استخدام حرفي الردف ـ الياء والواو في القصائد النونية ‪-:‬‬

‫‪ ‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطع*ات والنتف النونية‬


‫المختارة‬
‫الــــــــردف‬ ‫عدد‬
‫مالحظــات‬ ‫الــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫األبيا‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫اليــــاء‬ ‫ت‬

‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البسيـط‬ ‫‪12‬‬ ‫المرقــش األكبــر‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الوافـر‬ ‫‪8‬‬ ‫عيـالن بن مسلمــة‬ ‫‪2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الزحاف والعلة رؤية في التجريد واألصوات واإليقاع ‪ ،‬د‪ .‬أحمد كشك ‪.389 :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القافية تاج اإليقاع الشعري ‪ :‬د‪ .‬أحمد كشك ‪.68 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]140‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪44‬‬ ‫البسيـط‬ ‫‪55‬‬ ‫تميـم بن أبـي مقبـل‬ ‫‪3‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البسيـط‬ ‫‪11‬‬ ‫نهشــل بن حــري‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المتقارب‬ ‫‪29‬‬ ‫كعب بن مالك األنصاري‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البسيـط‬ ‫‪3‬‬ ‫مجن ــون ليلــى‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الهـزج‬ ‫‪11‬‬ ‫عمـر بن أبي ربيعـة‬ ‫‪7‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البسيـط‬ ‫‪10‬‬ ‫أبو الطفيل القرشــي‬ ‫‪8‬‬

‫‪ ‬تابع ‪ -‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطعات‬


‫والنتف النونية المختارة‬
‫الــــــــردف‬
‫الـــــــــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫عدد األبيات‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫اليـــــــــاء‬

‫‪7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪21‬‬ ‫جريـ ـ ـ ــر‬ ‫‪9‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الوافـر‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬
‫العرجـــــــي‬
‫‪7‬‬ ‫‪76‬‬ ‫الوافـر‬ ‫‪83‬‬ ‫‪ 11‬ابن الدمينـ ـ ــة‬
‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الوافـر‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ 13‬ابن الدمينـ ـ ــة‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 13‬السي ــد الحميـري‬
‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الرمل‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ 14‬سال ــم الخاســر‬
‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 15‬البحت ـ ـ ــري‬
‫‪12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪39‬‬ ‫‪ 16‬البحت ـ ـ ــري‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 17‬أبــو فـ ــراس‬
‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪320‬‬ ‫‪ 18‬كشاجـ ـ ـ ــم‬
‫‪2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ 19‬الســري الرفــاء‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 20‬تمي ــم الفاطمــي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]141‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪39‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ 21‬الصاحب بن عبــاد‬


‫‪8‬‬ ‫‪34‬‬ ‫الكامل‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ 22‬الوأواء الدمشق ــي‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫السريع‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 23‬أبو هــالل العسكري‬
‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرجـز‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 24‬الشريف الرض ــي‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المتقارب‬ ‫‪25‬‬ ‫‪ 25‬ابن غلبون الصـوري‬
‫‪6‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الطويل‬ ‫‪32‬‬ ‫‪ 26‬ابن دراج القسطلــي‬
‫‪20‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪68‬‬ ‫‪ 27‬مهي ــار الديلمـي‬
‫‪-‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الهزج‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ 28‬مهي ــار الديلمـي‬

‫‪ ‬تابع ‪ -‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطعات‬


‫والنتف النونية المختارة‬
‫الــــــــردف‬
‫الـــــــــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫عدد األبيات‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫اليـــــــــاء‬

‫‪10‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الهزج‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ 29‬ابن نباتــة السعدي‬


‫‪-‬‬ ‫‪52‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪52‬‬ ‫‪30‬‬
‫ابن زيــــــدون‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 31‬ص ـ ـ ــر در‬
‫‪34‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المتقارب‬ ‫‪92‬‬ ‫‪ 32‬ناصح الدين األرجاني‬
‫‪6‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪49‬‬ ‫‪ 34‬طالئع بن رزي ــك‬
‫‪14‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪39‬‬ ‫‪ 35‬فتيان الشاغ ــوري‬
‫‪18‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الوافـر‬ ‫‪50‬‬ ‫‪ 36‬شرف الدين الحلــي‬
‫ـ‬ ‫‪63‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪63‬‬ ‫‪ 37‬ابن المقرب العيونـي‬
‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 38‬ابن المستوفـ ــي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]142‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪18‬‬ ‫المكزون السنجــاري‬ ‫‪39‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الخفيف‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ 40‬محيي الدين بن عربي‬
‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرمل‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 41‬السراج الـ ــوراق‬
‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫السريع‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 42‬الصاحب شرف الدين‬
‫‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المنسرح‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 43‬الصاحب شرف الدين‬
‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ 44‬أحمد بن غلب ــون‬
‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫البسط‬ ‫‪21‬‬ ‫شمس الدين الكوفــي‬ ‫‪45‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪60‬‬ ‫شرف الدين البوصيري‬ ‫‪46‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ 47‬النصيبي القوصــي‬
‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 48‬عز الدين الموصلـي‬

‫تابع ‪ -‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطعات والنتف‬ ‫‪‬‬
‫النونية المختارة‬
‫الــــــــردف‬
‫عدد‬
‫مالحظــات‬ ‫الــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫األبيات‬
‫اليــــاء‬
‫ضمن النونية‬ ‫موشحة‬ ‫موشحة‬ ‫موشحة‬ ‫‪ 49‬صدر الدين بن الوكيل‬
‫موشحة‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الكامل‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 50‬إبراهيم الطويح ــن‬
‫‪1‬‬ ‫‪32‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪23‬‬ ‫محمد بن عبد الكريم الموصلي‬ ‫‪51‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]143‬‬

‫مخمسة‬ ‫مخمسة‬ ‫مخمسة‬ ‫‪ 52‬صفي الدين الحلــي‬


‫خمس النونية‬ ‫مخمسة‬
‫‪3‬‬ ‫‪30‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ 53‬صفي الدين الحلــي‬
‫‪14‬‬ ‫‪27‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪41‬‬ ‫ابن نباتة المصــري‬ ‫‪54‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪11‬‬ ‫شمس الدين بن الصائغـ‬ ‫‪55‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 56‬صدر الدين اآلدمــي‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪ 57‬بدر الدين الدمامينـي‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الخفيف‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 58‬تقي الدين بن حجــة‬
‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 59‬الشهاب الحجــازي‬
‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 60‬شهاب الدين الخلوف‬
‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪61‬‬
‫الوافر‬ ‫عبد العزيز الفشتالي‬
‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪62‬‬
‫البسيط‬ ‫الهبـــــــــل‬
‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 63‬األمير الصنعاني‬

‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 64‬األمير الصنعاني‬

‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪9‬‬ ‫نقوال الترك‬


‫‪65‬‬
‫األسطمبولي‬

‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪28‬‬ ‫‪ 66‬بطرس كرامـ ــة‬


‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪11‬‬ ‫بهاء الدين الــرواس‬ ‫‪67‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 68‬ناصيف اليازجي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]144‬‬

‫تابع ‪ -‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطعات والنتف‬ ‫‪‬‬
‫النونية المختارة‬
‫الــــــــردف‬
‫عدد‬
‫مالحظــات‬ ‫الــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫األبيات‬
‫اليــــاء‬

‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 69‬أميــن الجن ــدي‬


‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪70‬‬
‫الرمل‬ ‫أميــن الجنـــدي‬
‫موشحة‬ ‫موشحة‬ ‫البسيط‬ ‫موشحة‬ ‫إبراهيم الطرابلســي‬ ‫‪71‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪26‬‬ ‫عبد اهلل النديـ ــم‬ ‫‪72‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪8‬‬ ‫حنا األسعـ ـ ــد‬ ‫‪73‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الكامل‬ ‫‪47‬‬ ‫جعفـر الحلـ ــي‬ ‫‪74‬‬
‫البسيط‬ ‫مخمسة‬ ‫حسن حسني الطويرانيـ‬ ‫‪75‬‬
‫مخمس‬ ‫مخمسة‬
‫ة‬

‫‪6‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الكامل‬ ‫‪46‬‬ ‫نجيب الح ـ ــداد‬ ‫‪76‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪26‬‬ ‫أبو الهـدى الصيـادي‬ ‫‪77‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪13‬‬ ‫أحمد القوصـ ــي‬ ‫‪78‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الطويل‬ ‫‪11‬‬ ‫أحمد القوصـ ــي‬ ‫‪79‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪38‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪38‬‬ ‫حفني ناص ـ ــف‬ ‫‪80‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 81‬عبد الغفور الدنابوري‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 82‬عبد الحميد الرافعــي‬
‫‪-‬‬ ‫‪83‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪83‬‬ ‫‪ 83‬أحمد شوق ـ ــي‬
‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 84‬حافظ إبراهي ـ ــم‬
‫‪21‬‬ ‫‪45‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪66‬‬ ‫‪ 85‬عبد المحسن الكاظمي‬
‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪ 86‬جميل صق ـ ــر‬
‫‪39‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]145‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الكامل‬ ‫‪ 87‬محمد عبد المطلــب‬


‫‪21‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪ 88‬محمد توفيق العسيري‬
‫‪5‬‬
‫‪89‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪34‬‬ ‫البسيط‬ ‫مصطفى صادق‬
‫‪34‬‬
‫الرافعي‬

‫تابع ‪ -‬نسبة شيوع حرف الردف في نماذج القصائد والمقاطعات والنتف‬ ‫‪‬‬
‫النونية المختارة‬
‫الــــــــردف‬
‫عدد‬
‫مالحظــات‬ ‫الــواو‬ ‫البحـــــــر‬ ‫الشاعــــــــــــر‬ ‫م‬
‫األبيات‬
‫اليــــاء‬

‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪35‬‬ ‫أحمد نسيـ ـ ــم‬ ‫‪90‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪16‬‬ ‫الهمش ـ ـ ــري‬ ‫‪91‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪15‬‬ ‫صالح القيروان ــي‬ ‫‪92‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪55‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪62‬‬ ‫ميخائيل خي ــر اهلل‬ ‫‪93‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪131‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪131‬‬ ‫أبو الفضل بن الوليـد‬ ‫‪94‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪14‬‬ ‫مصطفى التـ ــل‬ ‫‪95‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪47‬‬ ‫خلفان بن مصب ــح‬ ‫‪96‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪20‬‬ ‫إلياس أبو شبكـ ــة‬ ‫‪97‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪28‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪36‬‬ ‫أحمد الكاشـ ــف‬ ‫‪98‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪105‬‬ ‫أحمد الكاشـ ــف‬ ‫‪99‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪66‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪79‬‬ ‫‪ 100‬علي الج ـ ــارم‬
‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 101‬علي الج ـ ــارم‬
‫الخفيف‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرجز‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 102‬خليل مط ـ ــران‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]146‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪26‬‬ ‫‪103‬‬


‫خليل مطـــــران‬
‫‪6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪62‬‬ ‫‪ 104‬أحمد مح ـ ــرم‬
‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 105‬أحمد مح ـ ــرم‬
‫‪5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الوافر‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ 106‬بركة محمـ ـ ــد‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 107‬أحمد تقي الديــــن‬
‫‪-‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الخفيف‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ 108‬عبد اهلل البردونـــي‬
‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪30‬‬ ‫‪ 109‬فاروق جويـ ــدة‬

‫ومن خالل النماذج اإلحصائية السابقة تبين لنا اآلتي ‪-:‬‬


‫‪ -‬ارتفاع نسبة حرف الردف (الياء) على حرف (الواو) في جميع القصائد‬
‫والمقاطع والنتف النونية ‪ ،‬وهذا ساعد على زيادة النغم اإليقاعي في القافية‪.‬‬
‫(ج) الوصل ‪ :‬ويكون أحد حروف أربعة (األلف والواو والياء والهاء) والحروف‬
‫الثالثة األولى يتبعن حرف الروي في حركته ‪ ،‬فإذا كان مفتوحاً كان ما بعدها‬
‫األلف ‪ ،‬وإ ذا كان مكسوراً كان ما بعدها الياء ‪ ،‬وإ ذا كان مضموماً كان ما‬
‫بعدها الواو ‪ ،‬أما الهاء فتأتي متحركة أو ساكنة‪.‬‬

‫ومن هنا تحقق اإليقاع الموسيقي في القافية ‪ ،‬حيث أتى حرف الروى‬
‫ٍ‬
‫متغير وهو حرف‬ ‫متوسطاً ما بين لينين ‪-‬كما هو واضح في قصائد النونية‪ٍ -‬‬
‫لين‬
‫الردف (ياء) أو (واو) ولين ثابت وهو الوصل (األلف) ‪ ،‬واألخير هو القفلة النهائية‬
‫(‪)1‬‬
‫لنغم البيت في اإليقاع الشعري‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حركات القافية ‪:‬‬
‫(أ) المجرى ‪ :‬وهو حركة حرف الروي المطلق ‪ ،‬والبد من ثبوته في القصيدة كلها ‪،‬‬
‫وأتى المجرى في القصائد والمقاطع والنتف النونية (مفتوحاً) ‪ ،‬وعلى هذا خلت‬
‫(‪)1‬‬
‫ينظر ‪ :‬القافية تاج اإليقاع الشعري ‪.64 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]147‬‬

‫القافية من عيوب الروي والمجرى (اإلكفاء ‪ ،‬واإلجازة ‪ ،‬واإلقواء ‪ ،‬واإلصراف‬


‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬واإليطاء ‪ ،‬والتضمين)‪.‬‬

‫(ب) الحذو ‪ :‬وهو حركة الحرف الذي قبل الردف ‪ ،‬نحو كسرة ما قبل الياء ‪ ،‬أو‬
‫ضمة ما قبل الواو ‪ ،‬أو فتحة ما قبل األلف ‪ ،‬وسمي الحذو بذلك ألن الشاعر‬
‫يتبعها لتتوافق األرداف ‪ ،‬أي أن هذه األحرف تحذو حذو حركة ما قبلها ‪،‬‬
‫فالحركة إ َذا حذو‪.‬‬

‫وأتت حركة الحذو في القصائد النونية متمثلة ما بين الكسر والضم ‪ ،‬وإ ن‬
‫ياء في أكثر األبيات ‪ ،‬وخلت القصائد‬
‫كانت األولى أكثر شيوعاً لورود الردف ً‬
‫والمقاطع والنتف النونية من أي عيب في القافية (سناد الردف) ‪ ،‬أو (سناد الحذو)‪.‬‬
‫‪)1(:‬‬
‫ثالثا ‪:‬ألقــاب القافيــة‬

‫والقافية – كما ذكرنا – محدودة في البدء واالنتهاء بساكنين مع ما بينهما من‬


‫حروف متحركة ‪ ،‬وقسمها الخليل بن أحمد إلى خمسة أنواع حسب توالي الحركات‬
‫فيها كما يلي ‪-:‬‬

‫هكذا‬ ‫( أ ) المتكاوس ‪ :‬وهي كل قافية توالت فيها أربعة متحركات بين ساكنين‬
‫(‪ ، )5////5/‬والتكاوس تعني التزاحم وال يجتمع أكثر من أربعة أحرف‬
‫متحركة‪.‬‬

‫(ب) المتراكب ‪ :‬وهي كل قافية توالت فيها ثالثة متحركات بين ساكنين هكذا (‪///5/‬‬
‫‪.)5‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ينظر ‪ :‬موسيقا الشعر ‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد عطا ‪. 219 :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ينظر ‪ :‬موسيقا الشعر ‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد عطا ‪. 213 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]148‬‬

‫هكذا (‪/‬‬ ‫(ج) المتدارك ‪ :‬وهي كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين‬
‫‪.)5//5‬‬

‫( د) المتواتر ‪ :‬وهي كل قافية فيها حرف متحرك بين ساكنين هكذا (‪.)5/5/‬‬

‫(هـ) المترادف ‪ :‬وهي كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان هكذا (‪.)55/‬‬

‫وعلى هذا يكون نصيب القصائد والمقاطع والنتف النونية من المتواتر (‪/‬‬
‫ثنائية‬ ‫‪ )5/5‬النصيب األكبر أي أتت القافية بها حرفاً متحركاً بين ساكنين وهي‬
‫المقطع‪.‬‬

‫وإ ذا حللنا القصائد والمقاطع والنتف النونية التي بين أيدينا نجد أنها كلها أتت‬
‫ثنائية المقطع على اختالف البحور الشعرية‪.‬‬

‫قافية البحر البسيط ‪(  )5/5/( :‬ـ ْفعلن) وذلك لدخول الخبن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قافية البحر الوافر ‪(  )5/5/( :‬ـعولن) وذلك لدخول القطف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(ـعولن) وذلك لدخول القطع‪.‬‬ ‫قافية البحر الرجز ‪ )5/5/( :‬‬ ‫‪‬‬
‫قافية البحر الكامل ‪(  )5/5/( :‬ـفعلن) إذا أتى َّ‬
‫أحذا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دخله‬ ‫صحيحا أو‬
‫ً‬ ‫قافية البحر الخفيف ‪(  )5/5/( :‬ـالتن) إذا أتى الضرب‬ ‫‪‬‬
‫التشعيث‪.‬‬

‫صحيحا أو‬
‫ً‬ ‫قافية البحر الهزج ‪(  )5/5/( :‬ـعيلن) إذا أتى الضرب‬ ‫‪‬‬
‫دخله الحذف‪.‬‬

‫قافية البحر الطويل ‪(  )5/5/( :‬ـعيلن) إذا أتى الضرب صحيحاً أو‬ ‫‪‬‬
‫دخله الحذف‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]149‬‬

‫قافية البحر السريع ‪(  )5/5/( :‬فعلن) إذا دخل الضرب الصلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قافية البحر الرمل ‪(  )5/5/( :‬التن) وذلك في الرمل المجزوء‬ ‫‪‬‬
‫صحيح الضرب‪.‬‬

‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قافية البحر المتقارب ‪(  )5/5/( :‬ـعولن) إذا أتى الضرب‬ ‫‪‬‬
‫وعلى هذا فالتشكيل اإليقاعي في القافية (‪ )5/5/‬أتي ثابتاً في جميع القصائد‬
‫والمقاطع والنتف النونية على اختالف بحورها الشعرية حيث تكرر على الصورة‬
‫السابقة والمتمثلة في عدد الصوامت والصوائب ‪ ،‬بجانب القافية المذكورة (ـينا) أو‬
‫(ـونا) متمثالً في الروي والوصل الثابتين والردف المتغير‪.‬‬
‫عدد القصائد والمقاطعات والنتف النونية المختارة‬
‫‪ -1‬القصائد التي أثرت في نونية ابن زيدون ‪:‬‬

‫إجمالي‬ ‫قصائد أثرت في نونية ابن زيدون‬


‫األبيات‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫في القافية‬
‫األبيات‬ ‫في القافية دون البحر‬ ‫األبيات‬ ‫والبحر‬
‫‪807‬‬ ‫‪435‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪15‬‬
‫جدول رقم ( ‪) 1‬‬
‫‪ -2‬القصائد التي تأثرت بنونية ابن زيدون ‪:‬‬

‫إجمالي‬ ‫قصائد تأثرت بنونية ابن زيدون‬


‫األبيات‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫في القافية‬
‫في القافية دون البحر‬
‫األبيات‬ ‫األبيات‬ ‫والبحر‬
‫‪2262‬‬ ‫‪845‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1417‬‬ ‫‪50‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]150‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 2‬‬

‫‪ ‬عدد الشعراء ‪ 96‬شاعراً ‪ +‬ابن زيدون = ‪ 97‬شاعراً‪.‬‬


‫‪ ‬إجمالي عدد القصائد والمقاطع والنتـف = ‪ + 105‬موشحتان ومخمستان‪.‬‬
‫إجمالي عدد األبيات ‪ + 3069‬نونية ابن زيدون (‪ + 3121 = )52‬موشحتان‬
‫ومخمستان‪.‬‬
‫مباشر بـ(‬
‫ٍ‬ ‫تأثرا مباشرا وغير‬
‫ونلمح من الجدول رقم (‪ )1‬أن ابن زيدون تأثر ً‬
‫‪ )29‬قصيدة من العصر الجاهلي حتى عصره ‪ ،‬منها (‪ )15‬قصيدة في البحر والقافية‬
‫و(‪ )14‬قصيدة في القافية دون البحر‪.‬‬
‫كما نلمح من الجدول رقم (‪ )2‬أن نونية ابن زيدون أثرت في (‪ )75‬قصيدة‬
‫وموشحتين ومخمستين منها (‪ )50‬قصيدة وموشحتين ومخمستين في البحر والقافية‬
‫و(‪ )29‬قصيدة في القافية دون البحر‪.‬‬

‫وقد أثر ابن زيدون في الشعراء التاليين له أكثر من تأثره بالسابقين ‪ ،‬وهذا‬
‫يدل داللة واضحة على قدرة ابن زيدون الفنية‪.‬‬
‫بحـور الشعـر فـي نماذح القصائـد والمقاطـعات والنتـف النونيـة المختارة ‪:‬‬

‫عــــدد األبيــــات‬ ‫النسبـــــة‬ ‫عـــــدد‬ ‫البحــــــــر‬


‫المئويــــة‬ ‫القصائـــد‬
‫‪1856‬وموشحتان ومخمستان‬ ‫‪% 65.13‬‬ ‫‪67‬‬ ‫البسيـــط‬
‫‪395‬‬ ‫‪11,92%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الوافــــر‬
‫‪284‬‬ ‫‪6,42%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الرجــــز‬
‫‪171‬‬ ‫‪4,58%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الكامــــل‬
‫‪97‬‬ ‫‪3,66%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الخفيـــف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]151‬‬

‫‪146‬‬ ‫‪2,75%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المتقــارب‬


‫‪49‬‬ ‫‪2,75%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرمـــل‬
‫‪49‬‬ ‫‪1,38%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الهـــزج‬
‫‪43‬‬ ‫‪1,38%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الطويـــل‬
‫‪14‬‬ ‫‪1,38%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السريـــع‬
‫‪16‬‬ ‫‪%,91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المنســرح‬
‫جدول رقم ( ‪) 3‬‬

‫ونالحظ من الجدول رقم (‪ )3‬أن عدد البحور الشعرية التي تناولتها القصائد‬
‫النونية المختارة ‪ 11/16‬بحرا من مجموع بحور الشعر العربي بنسب متفاوتة كما‬
‫يوضحه ـ الجدول السابق ـ أكثرها البحر البسيط وأقلها البحر المنسرح‪.‬‬

‫النسبـة المئويـة لبحـور الشعـر‬

‫‪1856‬بيتاً وموشحتين ومخمستين‬ ‫‪61,46%‬‬ ‫البحر البسيط‬

‫‪ 1265‬بيتاً‬ ‫‪38,54%‬‬ ‫باقي البحـور‬

‫جدول رقم ( ‪) 4‬‬

‫ونالحظ من الجدول رقم ( ‪ ) 4‬أن البحر البسيط كنت نسبة شيوعة ‪،%61,46‬‬
‫وباقي البحور بنسبة ‪%38,54‬‬
‫عدد القصائد والمقاطعات والنتف التي أثرت في نونية ابن زيدون فـي القافيـة‬
‫والبحـر‬
‫مالحظــــات‬ ‫النتــــــف‬ ‫المقاطــــــع‬ ‫القصائــــــد‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]152‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 5‬‬

‫‪ ‬القصائد ‪.% 68.75 :‬‬


‫‪ ‬المقاطع ‪.% 31.35 :‬‬
‫‪ ‬النتـف ‪-- :‬‬
‫عدد القصائد والمقاطعات والنتف التي أثرت في نونية ابن زيدون فـي القافيـة دون‬
‫البحـر‬
‫مالحظــــات‬ ‫النتــــــف‬ ‫المقاطــــــع‬ ‫القصائــــــد‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫جدول رقم ( ‪) 6‬‬

‫‪ ‬القصائد ‪.% 92.85 :‬‬


‫‪ ‬المقاطع ‪.% 7.15 :‬‬
‫ونالحظ من الجدولين رقم ( ‪ ) 5‬و رقم ( ‪ ) 6‬خلوهما من النتف ‪.‬‬
‫عدد القصائد والمقاطع والنتف التي تأثرت بنونية ابن زيدون فـي القافيـة والبحـر‬
‫مالحظــــات‬ ‫النتــــــف‬ ‫المقاطــــــع‬ ‫القصائــــــد‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪46‬‬
‫موشحتان ومخمستان‬
‫جدول رقم ( ‪) 7‬‬

‫‪ ‬القصائد ‪.% 92.15 :‬‬


‫‪ ‬المقاطع ‪.% 5.88 :‬‬
‫‪ ‬النتـف ‪1.96 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]153‬‬

‫عدد القصائد والمقاطع والنتف التي تأثرت بنونية‪ I‬ابن زيدون فـي القافيـة‬
‫دون البحـر‬
‫مالحظــــات‬ ‫النتــــــف‬ ‫المقاطــــــع‬ ‫القصائــــــد‬
‫‪--‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪26‬‬
‫جدول رقم ( ‪) 8‬‬

‫‪ ‬القصائد ‪.% 92.85 :‬‬


‫‪ ‬المقاطع ‪.% 7.15 :‬‬
‫إجمالي عدد القصائد والمقاطع والنتف ‪:‬‬
‫‪ ‬القصائد ‪ 93 :‬قصيدة ‪%  88.6‬‬
‫‪ ‬المقاطع ‪ 11 :‬مقطعاً ‪%  10.4‬‬
‫‪ ‬النتـف ‪ 1 :‬نتفـة ‪%  1‬‬
‫‪ ‬موشحة ‪2 :‬‬
‫‪ ‬مخمسة ‪2 :‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]154‬‬

‫القصائد والمقاطع والنتف المختارة في الدوائر العروضية*‬

‫أتت القصائد والمقاطع والنتف في ثمانية أبحر على الترتيب التالي ‪( :‬البسيط‬
‫– الوافر – الرجز – الكامل ‪ -‬الخفيف – المتقارب – الرمل ‪ -‬الهزج ‪-‬الطويل –‬
‫على نمطين ‪:‬‬ ‫السريع – المنسرح) ‪ ،‬ومن ثَ َّم كانت التأثرات الشعرية في النونية‬

‫األول ‪ :‬القافية والبحر وأتت في (‪ )67‬قصيدة ومقطعاً وموشحة ومخمسة‬


‫‪%61,46‬‬

‫الثاني ‪ :‬القافية دون البحر أتت في (‪ )42‬قصيدة ومقطعاً ونتفة ‪.%38,54‬‬

‫ِّن أنه على ال رغم من تب اين البح ور في القص ائد والمق اطع‬
‫وأردت أن ُّأبي َ‬
‫والنتف النونية إال أنه ثَ َّمةَ عالقة وثيقة بين ه ذه البح ور ال تي دارت فيها القص ائد‬
‫والمقاطع والنتف النونية‪.‬‬
‫الدائرة األولى ‪( :‬دائرة المختلف) وتشتمل على البحر الطويل والمديد والبسيط ‪:‬‬

‫مالحظـــــــات‬ ‫عــدد األبيات‬ ‫عدد القصائد والمقاطع والنتف‬ ‫البحــــر‬


‫‪--‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الط‬
‫ويـل‬
‫‪--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المد‬
‫يـد‬
‫‪1856‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الب‬
‫‪ +‬موشحتان ومخمستان‬
‫سيط‬
‫جدول رقم ( ‪) 9‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]155‬‬

‫الدائرة الثانية ‪( :‬دائرة المؤتلف) وتشتمل على البحر الوافر والكامل ‪:‬‬

‫مالحظـــــــات‬ ‫عــدد األبيات‬ ‫عدد القصائد والمقاطع والنتف‬ ‫البحــــر‬


‫‪--‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الوافـر‬
‫‪--‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الكامل‬
‫جدول رقم ( ‪) 10‬‬
‫الدائرة الثالثة‪( :‬دائرة المجتلب) وتشتمل على البحر الهزج والرجز والرمل‪.‬‬

‫مالحظـــــــات‬ ‫عــدد األبيات‬ ‫عدد القصائد والمقاطع والنتف‬ ‫البحــــر‬


‫‪--‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الهـزج‬
‫‪--‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الرجـز‬
‫‪--‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرمـل‬
‫جدول رقم ( ‪) 11‬‬
‫الدائرة الرابعة ‪( :‬دائرة المشتبه) وتشتمل على البحر السريع والمنسرح والخفيف‬
‫والمضارع والمقتضب والمجتث ‪:‬‬

‫مالحظـــــــات‬ ‫عــدد األبيات‬ ‫عدد القصائد والمقاطع والنتف‬ ‫البحــــر‬


‫‪--‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السريع‬
‫‪--‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المنسرح‬
‫‪--‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الخفيف‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫المضارع‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫المقتضب‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫المجتث‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]156‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 12‬‬


‫الدائرة الخامسة ‪( :‬دائرة المتفق) وتشتمل على البحر المتقارب والمتدارك ‪:‬‬

‫مالحظـــــــات‬ ‫عــدد األبيات‬ ‫عدد القصائد والمقاطع والنتف‬ ‫البحــــر‬


‫‪--‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المتقارب‬
‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪--‬‬ ‫المتدارك‬
‫جدول رقم ( ‪) 13‬‬
‫ونالحظ أن النصوص النونية خلت من البحر المديد في الدائرة األولى ‪،‬‬
‫والمضارع والمقتضب والمجتث في الدائرة الرابعة ‪ ،‬والمتدارك‪.‬‬
‫ومما سبق نالحظ أن ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الدائرة األولى ‪ :‬احتلت المرتبة األولى بين الدوائر العروضية حيث اشتملت على‬
‫‪ 1899‬بيتاً وموشحتين ومخمستين في بحرين من ثالثة هم أصل الدائرة‪.‬‬
‫وإ ذا نظرنا إلى العالقة بين بحري الطويل والبسيط ونالحظ أن البحر البسيط‬
‫مأخوذ من مقلوب البحر الطويل‪.‬‬
‫تفعيالت البحر الطويل ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫مفاعيلن‬ ‫فعولن‬ ‫مفاعيلن‬ ‫فعولن‬
‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬
‫تفعيالت البحر البسيط ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫فـ (فعـــــــــــــــــــــــــــولن ‪ )5/5// -‬مقلوبها (فـــــــــــــــــــــــــــاعلن ‪)5//5/ -‬‬
‫و(مفاعلين ‪ )5/5/5// -‬مقلوبها (مستفعلن ‪.)5//5/5/ -‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]157‬‬

‫وعلى هذا تعد صلة البحر الطويل بالبسيط وثيقة في الدائرة والتفعيلة فالبحر‬
‫البسيط في تلك الدائرة يبدأ من المقطعين الثاني في (مفاعلين)…‬
‫ـلن مفا‬ ‫ـعيلن فعو‬ ‫ـلن مفا‬ ‫ـعيلن فعو‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬
‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬

‫الدائرة األولى‬

‫‪ -2‬الدائرة الثانية ‪ :‬احتلت تلك الدائرة المرتبة الثانية واشتملت على ‪ 570‬بيتاً متمثالً‬
‫في بحرين هما البحر الوافر والكامل‪.‬‬
‫تفعيالت البحر الوافر ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫مفاعلتن‬ ‫مفاعلتن‬ ‫مفاعلتن‬
‫‪5///5//‬‬ ‫‪5///5//‬‬ ‫‪5///5//‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]158‬‬

‫وهذا البحر يدخله العصب هكذا ‪:‬‬


‫مفاعلتن فتصبح مفاع ْلتن وتنقل إلى مفاعيلن مقلوبها مستفعلن‬
‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5///5//‬‬
‫وفي البحر الوافر يدخل القطف في العروض والضرب هكذا ‪:‬‬
‫مفاعل وتنقل إلى فعولن‬
‫ْ‬ ‫فتصبح‬ ‫مفاعلتن‬
‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5///5//‬‬
‫ومقلوبها (فاعلن) في البحر البسيط‪.‬‬
‫تفعيالت البحر الكامل ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫متفاعلن‬ ‫متفاعلن‬ ‫متفاعلن‬
‫‪5//5///‬‬ ‫‪5//5///‬‬ ‫‪5//5///‬‬
‫وهذا البحر يدخله اإلضمار حيث يسكن الثاني المتحرك هكذا ‪:‬‬
‫متفاعلن فتصبح ُمتْفاعلن وتنقل إلى مستفعلن‬
‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5//5///‬‬
‫وتفعيلة البحر الوافر (مفاعلتن) التي تبدأ بالوتد المجموع وتنتهي بالفاصلة‬
‫الصغرى ‪ ،‬وهي نفسها تفعيلة البحر الكامل المقلوبة التي تبدأ بالفاصلة الصغرى‬
‫وتنتهي بالوتد المجموع‪.‬‬
‫والعالقة واضحة بين هذه الدائرة الثانية والدائرة األولى المشتملة على البحر‬
‫البسيط‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]159‬‬

‫الدائرة الثانية‬

‫‪ -3‬الدائرة الثالثة ‪ :‬احتلت تلك الدائرة المرتبة الثالثة ‪ ،‬حيث اشتملت ‪ 382‬بيتاً متمثلة‬
‫في ثالثة أبحر‪ :‬الهزج والرمل والرجز وثمة عالقة بين األبحر الثالثة بالدائرة‬
‫األولى‪.‬‬
‫تفعيالت البحر الهزج ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫مفاعللين‬ ‫مفاعيلن‬ ‫مفاعلين‬
‫‪5/5/5// 5/5/5// 5/5/5//‬‬

‫تفعيالت البحر الرمل ‪-:‬‬ ‫‪‬‬


‫مرتين في البيت‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/5//5/ 5/5//5/ 5/5//5/‬‬

‫تفعيالت البحر الرجز ‪-:‬‬ ‫‪‬‬


‫مرتين في البيت‬ ‫مستفعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫مستفعلن‬
‫‪5//5/5/ /5/5/5/ 5//5/5/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]160‬‬

‫دة هي ‪:‬‬ ‫ور تكمن في تفعيلة واح‬ ‫ذه البح‬ ‫والعالقة بين تفعيالت ه‬
‫(مف ــاعيلن ‪ )5/5/5// -‬ال تي تتك ون من وتد مجم ــوع وس ــببين خفيفين ‪ ،‬ومقلوبها‬
‫(مســتفعلن ‪ )5//5/5/ -‬وتتك ون من ســببين خفيفين ووتد مجمــوع ‪ ،‬وه ذه العالقة‬
‫تكمن واض حة في بحر الهــزج في تك رار تفعيلة (مفــاعلين) وبحر الهــزج في تك رار‬
‫تفعيلة (مســتفعلن) مقل وب التفعيلة الس ابقة ‪ ،‬وتكمن عالقة تش ابه واض حة بين تفعيلة‬
‫(مســـــــــتفعلن) وتفعيلة (فـــــــــاعالتن ‪ )5/5//5/ -‬حيث توسط الوتد المجمـــــــــوع بين‬
‫السببين الخفيفين في (فــاعالتن) وك ذلك في (مفــاعلين) حيث توسط الوتد المجمــوع‬
‫بين الســـــببين الخفيفين في (فـــــاعالتن) وك ذلك في (مفـــــاعلين) ال تي تب دأ بالوتد‬
‫المجموع‪.‬‬

‫وتفعيلة (مفاعيلن) مجتلبة من البحر الطويل ‪ ،‬وتفعيلة (مستفعلن) مجتلبة‬


‫من البحر البسيط ‪ ،‬وتفعيلة (فاعالتن) مجتلبة من البحر المديد ‪ ،‬وهم من‬
‫الدائرة األولى‪.‬‬

‫والتفعيالت الثالثة الس ابقة تتك ون من سـ ـ ــببين خفيفين ووتد مجمـ ـ ــوع مع‬
‫اختالف ال ترتيب‪ .‬ومقلوبها (ف ــاعلن) في البحر البس ــيط والعالقة واض حة بين ه ذه‬
‫الدائرة والدائرة األولى المشتملة على البحر البسيط‪.‬‬

‫الدائرة الثالثة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]161‬‬

‫‪ -4‬الدائرة الرابعة ‪ :‬احتلت تلك الدائرة المرتبة الرابعة حيث اشتملت على ‪ 127‬بيتاً‬
‫متمثلة في ثالثة أبحر ‪ :‬السريع والمنسرح والخفيف‪.‬‬
‫تفعيالت البحر السريع ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫مفعوالت‬ ‫مستفعلن‬ ‫مستفعلن‬
‫‪/5/5/5/ 5//5/5/ 5//5/5/‬‬
‫تفعيالت البحر المنسرح ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫مستفعلن‬ ‫مفعوالت‬
‫ُ‬ ‫مستفعلن‬
‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5/5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬

‫تفعيالت البحر الخفيف ‪-:‬‬ ‫‪‬‬


‫مرتين في البيت‬ ‫فاعالتن‬ ‫مستفع لن‬ ‫فاعالتن‬
‫‪5/5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5//5/‬‬

‫والبحر السريع ال يستعمل إال مطوياً مكشوفاً في العروض والضرب في تفعيلة ‪:‬‬
‫مفعوالت فتصبح بعد الطي مفعالت وتصبح بعد الكشف مفعال وتنقل إلى فاعلن‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/‬‬ ‫‪/5//5/‬‬ ‫‪/5/5/5/‬‬
‫وعلى هذا تكون تفعيالت البحر السريع ‪:‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫فاعلن‬ ‫مستفعلن‬ ‫مستفعلن‬
‫‪5//5/‬‬ ‫‪5//5/5/ 5//5/5/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]162‬‬

‫والبحر البسيط يشتمل على ثماني تفعيالت في البيت الشعري ‪ ،‬أما البحر‬
‫السريع فيشتمل على ست تفعيالت في البيت الشعري بحذف التفعيلة الثانية من كل‬
‫السريع‬ ‫شطر من البحر البسيط وهي (فاعلن) فأتت العالقة وثيقة بين البحر‬
‫والبسيط ‪.‬‬

‫وتكررت تفعيلة (مستفعلن) البحر المنسرح أربع مرات في البيت كالبحر‬


‫البسيط ‪ ،‬مع اختالف تركيبها فهي في المنسرح تتكون من سبب خفيف ووتد‬
‫مفروق وسبب خفيف ‪ ،‬والبحر الخفيف أتت تفعيلة (فاعالتن ‪ )5/5//5/ -‬هي‬
‫نفسها تفعيلة (مستفعلن – ‪ )5//5/5/‬مع تأخر الوتد المجموع في تفعيلة (مستفعلن)‬
‫البحر الرمل‪.‬‬ ‫وتوسطه بين السببين في تفعيلة (فاعالتن) ‪ ،‬وذكرنا ذلك في‬

‫وتفعيلة (مس تفع لن ‪ )5/-/5/-5/-‬تتك ون من س ــببين خفيفين بينهما وتد‬


‫مفـــروق وتتش ابه مع (مســـتفعلن) في الســـببين الخفيفين ‪ ،‬وعلى ه ذا تش ابه البحر‬
‫الخفيف مع بحري البسيط والطويل في تفعيلة‪.‬‬
‫‪ ‬الطويل (مفاعيلن ‪)5/5/5// -‬‬ ‫فاعالتن‬
‫البسيط (مستفعلن ‪)5//5/5/ -‬‬ ‫‪ 5/5//5/‬‬

‫الدائرة الرابعة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]163‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬الدائرة الخامسة ‪ :‬احتلت تلك الدائرة المرتبة الخامسة حيث اشتملت على ‪ 146‬بيتاً‬
‫متمثلة في بحر واحد وهو البحر المتقارب ‪.‬‬
‫تفعيالت البحر السريع ‪-:‬‬ ‫‪‬‬
‫مرتين في البيت‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬ ‫فعولن‬
‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬ ‫‪5/5//‬‬

‫والعالقة بين تفعيلة هذا البحر تكمن في تفعيلة واحدة هي (فعولن) التي‬
‫تتكون من وتد مجموع وسبب خفيف ‪ ،‬وهي التفعيلة الثابتة في البحر الطويل ‪،‬‬
‫ومقلوبها (فاعلن) في البحر البسيط والعالقة واضحة بين هذه الدائرة والدائرة‬
‫األولى المشتملة على البحر البسيط ‪.‬‬

‫الدائرة الخامسة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]164‬‬

‫من العرض السابق نالحظ تداخل البحور الشعرية السابقة ‪ ،‬وتشابهها في‬
‫تفعيلتي ( مستفعلن وفاعلن ) أنتج القصائد النونية السابقة ‪.‬‬

‫الدائرة الثانية‬
‫الدائرة الخامسة‬

‫الدائرة األولى‬

‫الدائرة الثالثة‬
‫الدائرة الرابعة‬
‫متفاعلنـ (مضمرة)‬ ‫مفاعلتن (معصوبة)‬ ‫مفاعيلن (مقلوبة)‬ ‫مستفعلن‬

‫‪5//5/5/‬‬ ‫‪5/5/5/5//‬‬ ‫‪5/5/5//‬‬ ‫‪5//5/5/‬‬

‫مفعوالت (مكشوفة مطوية)‬ ‫فعولن‬ ‫فاعلن‬

‫‪( 5//5/‬فاعلن)‬ ‫‪( 5/5//‬مقلوبة)‬ ‫‪5//5/‬‬

‫فتداخل تلك الدوائر أنتج النصوص النونية السابقة‪.‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]165‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]166‬‬

‫‪ -1‬النصوص النونية المختارة‪.‬‬


‫‪ -2‬فهرست مطالع النصوص النونية المختارة‪.‬‬
‫‪ -1‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة حسب الترتيب‬
‫الزمني‪.‬‬
‫‪ -2‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي اثرت في‬
‫نونية ابن زيدون في القافية والبحر‪.‬‬
‫‪ -3‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي اثرت في‬
‫نونية ابن زيدون في القافية دون البحر‪.‬‬
‫‪ -4‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي تأثرت‬
‫بنونية ابن زيدون في القافية والبحر‪.‬‬
‫‪ -5‬فهرست شعراء النصوص النونية المختارة التي تأثرت‬
‫بنونية ابن زيدون في القافية دون البحر‪.‬‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪12 :‬‬ ‫[‪]1‬‬ ‫قال المرقش األكبر (ت‪75‬ق هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]167‬‬

‫مــــــن البسيــــــــط‬

‫اسقينا‬
‫رام الناس َف ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سقَيت ك َ‬ ‫َوإ ن َ‬ ‫فح ّيينا‬
‫س ْلمى َ‬ ‫إ ّنا ُم َح ّيوك يا َ‬
‫فادعينا‬ ‫رام الناس ِ‬ ‫َيوماً سراةَ ِك ِ‬ ‫كر َم ٍة‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َوإ ن َد َعوت إلى ُجلى َو َم ُ‬
‫صلّينا‬ ‫سوا ِب َ ِ‬ ‫كر َم ٍة‬ ‫ِ‬
‫الم َ‬
‫ق م ّنا َو ُ‬ ‫لق ال َّ‬
‫تَ َ‬ ‫غاي ٌة َيوماً ل َم ُ‬ ‫إن تُبتَ َدرْ َ‬
‫س ِّيداً فينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إال افتَ ْلي َنا ُغالماً َ‬ ‫س ّيِ ٌد ََأب ًدا‬
‫ليس َي ْهلَ ُك م َنا َ‬
‫َو َ‬
‫َأغلينا‬
‫اَألمن ْ‬ ‫ِ‬
‫سام بها في ْ‬ ‫َولَو ُن ُ‬ ‫سنا‬‫وع أنفُ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫وم ّ‬‫ص َي َ‬ ‫إ ّنـا ل ُنرْخ ُ‬
‫ِ‬ ‫فارقُنا تَغلي م ِ‬
‫آثار أيدينا‬ ‫َنأسو ِبأموالنا َ‬ ‫راجلُنا‬ ‫َ‬ ‫بيض َم ِ‬ ‫ٌ‬
‫الناس نادينا‬ ‫و َخير ٍ‬ ‫ش ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ناد َرآهُ‬ ‫َ ُ‬ ‫آم َي ٌة‬ ‫ون إذا َهبَّت َ‬ ‫طع ُم َ‬ ‫ُ‬
‫قي ُل ال ُك ِ‬ ‫ِئ‬ ‫إ ّني ِل َمن َم ْع َ‬
‫المحامونا ؟‬ ‫أين ُ‬ ‫ماة أال َ‬ ‫ش ٍر َأ ْف َنى أوا ُ‬
‫لهم‬
‫س َخالَ ُهم ّإياهُ َيعنونا‬ ‫َمن ِ‬ ‫ألف ِم ّنا ِ‬
‫كان في ِ‬
‫فار ٌ‬ ‫واح ٌد فَ َد َع ْوا‬ ‫لو َ‬
‫لناها ِبأيدينا‬
‫وص ُ‬ ‫ح ُّد ُّ ِ‬
‫الظباة َ‬ ‫َ‬ ‫صيب ُه ُم‬
‫إذا ال ُكماةُ تََن ّحو أن ُي َ‬
‫مع الب ِ‬
‫مات َيبكونا‬
‫كاة َعلى َمن َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ن َجلَّت ُم َ‬
‫صيبتُ ُهم‬ ‫راهم َوإ ْ‬‫َوال تَ ُ‬
‫أسياف تُ ِ‬
‫واتينا‬ ‫الحفاظُ َو‬‫ع ّنا ِ‬ ‫ب ال ُكرهَ َأحياناً فَ َي ِ‬
‫فر ُج ُه‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َو َنر َك ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪8 :‬‬ ‫[‪]2‬‬

‫مــــــن‬ ‫قال غيالن بن سلمة الثقفي (ت‬


‫الوافـــــــــر‬ ‫‪32‬هـ)‪:‬‬

‫بأي ٍ‬
‫بالء قوم تفخرينا‬ ‫خثعم خبرينا‬ ‫أال يا أخت‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫وليث نحوكم بالدار عينا‬ ‫الخيل من أكناف وج‬
‫َ‬ ‫جلبلنا‬
‫يقيتان الصباح ومعتدينا‬ ‫رأيناهن معلمة رواحا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]168‬‬

‫تُضايع في القياد وقد وجينا‬ ‫ٍ‬


‫خامسة جميعا‬ ‫فأمست ُمسي‬
‫بأعينهم وحققنا الظنونا‬ ‫وقد نظرت طوالعكم إلينا‬

‫إذا استنت عيون الناظرينا‬ ‫ٍ‬


‫رجراجة في الدَّار تُعشى‬ ‫إلى‬
‫يبكون البعولة والبنينا‬ ‫تركن نساءكم في الدار نوحاً‬
‫فهل أنبئت حال الطالبينا‬ ‫جمعتم جمعكم فطلبتمونا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪55 :‬‬ ‫[‪]3‬‬

‫مــــــن البسيــــــــط‬ ‫قال تميم بن أبي مقبل (ت‪37‬هـ) ‪:‬‬

‫ون ْليلَى َع َو ٍاد ْلو تُ َعدِّي َنا‬ ‫ود َ‬‫ُ‬ ‫الخ َيا ُل ِب َنا َر ْكب ًنا َيماني َنا‬ ‫اف َ‬ ‫ط َ‬ ‫َ‬
‫ب لَ ْيلَى َما تُ َم ِّني َنا‬ ‫تَعتَ ُ ِ‬ ‫ات ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫وف آي ِ‬ ‫ِ‬
‫اد تَ ْكذ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫اب ْ‬ ‫م ْن ُه َّن َم ْع ُر ُ َ‬
‫اج ًة ِفي َنا‬ ‫ان إالَّ َح َ‬ ‫ِم ْن ْ‬
‫َأه ِل َر ْي َم َ‬ ‫اج ِت َها‬
‫بح َ‬ ‫ق َ‬ ‫ولم تَ ْط ُر ْ‬‫س ِر لَ ْيلَى ْ‬ ‫لَ ْم تَ ْ‬
‫البي َنا‬
‫ذل َك ِ‬ ‫ََّأنى تَسد َّْي ِت و ْهناً ِ‬ ‫ال ِب ِه‬ ‫س ْر ِو ِحم َير ْأب َوا ُل ال ِب َغ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫م ْن َ‬
‫ِساو ِي َنا‬ ‫ب ِب َ‬ ‫ب ِبل ِْي َنةَ ْأو َر ْك ٌ‬‫َر ْك ٌ‬ ‫س ْت بأذ ُْر ِع أ ْك َب ٍاد فَ ُح َّم لَ َها‬‫َأم َ‬
‫ْ‬
‫ف الدِّينا‬ ‫الم َرا َنة َحتَّى تَ ْع ِر َ‬ ‫َّ‬ ‫َيا َد َار لَ ْيلَى َخالَ ًء الَ ُأ َكلِّفُ َها‬
‫إال َ‬
‫ته ِدي َنا‬‫وج ال َك ْو ِر ْ‬ ‫و ِم ْن ثََن َايا فُُر ِ‬ ‫يف لَ َها‬ ‫المص ِ‬ ‫تُه ِدي َز َن ِانير َأرواح ِ‬
‫ُ َْ َ‬ ‫ْ‬
‫العثَ ِاني َنا‬ ‫ِ ِ‬
‫بالعشيَّات َ‬ ‫سو َن َها َ‬ ‫َي ْك ُ‬
‫ف َه ُدوج الضُّحى سهو م َن ِ‬
‫اك ُب َها‬ ‫َ َ ٌْ‬ ‫ُ‬ ‫َه ْي ٌ‬
‫الح ُّي تَ ْد ِمي َنا‬ ‫ال ِب ُه ًّن َ‬ ‫طَ‬ ‫س ْف ًعا أ َ‬ ‫ُ‬ ‫سو َن َها َم ْن ِزالً الَ َح ْت َم َع ِ‬
‫ارفُ ُه‬ ‫َي ْك ُ‬
‫يب ِكي َنا‬
‫ش ْوقاً َو ْ‬ ‫فك ْد َن ُي ْب ِكي َنني َ‬ ‫ِ‬ ‫وَأسَألُ َها‬
‫يها ْ‬ ‫يها ُأ َح ِّي َ‬
‫عَّر ْج ُ ِ‬
‫تف َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ف ُق ْل ُ ِ‬
‫َأرى َم َن ِ‬
‫از َل لَ ْيلَى الَ تُ َح ِّيي َنا‬ ‫يروا الَ َأبا ل ُك ُم‬ ‫قوِم ‪ :‬س ُ‬ ‫ت ل ْل ْ‬
‫فعر ْن ِي َنا‬‫ارِم ِعر ِني ًنا ِ‬ ‫ِئ‬ ‫طيِ ِب ِه‬ ‫و َ ٍِ‬
‫الم َخ ِ ْ‬ ‫َنا ي َ‬ ‫الم ّ‬ ‫آثار َ‬ ‫س ِ‬ ‫طاسم َد ْع ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]169‬‬

‫يح َي ِأتي َنا‬‫الر ِ‬ ‫يل ِّ‬ ‫س ِب ِ‬ ‫م ْن ُك ِّل َمأتَى َ‬


‫ِ‬ ‫ن ِب ِه‬
‫واختََرقْ َ‬
‫اح ْ‬ ‫قَ ْـد َغي ََّر ْت ُه ِر َي ٌ‬
‫ِ‬ ‫الم ِط ِّي ِب ِه‬ ‫ِ ِ‬
‫َحتَّى ُي َغ ِّي ْر َن م ْن ُه ْأو ُي َ‬
‫س ِّوي َنا‬ ‫س َم َراسيل َ‬ ‫ص َب ْح َن َد ْع َ‬ ‫َي ْ‬
‫كأن َو ْغ َر َقطَاهُ َو ْغ ُر َح ِادي َنا‬ ‫َّ‬ ‫اب ِب ِه‬‫الس َر ِ‬ ‫اقي ُل َّ‬ ‫ظه ِر مر ٍت عس ِ‬
‫في َ ْ َ ْ َ َ‬
‫َّة ِم ْن ُه ُي َغ ّني َنا‬
‫ِم ْن ُك ِّل م ْح ِني ٍ‬
‫َ‬ ‫الح َم ِام ِب ِه‬
‫ار َ‬ ‫ات ْأب َك ِ‬
‫أص َو َ‬ ‫َأن ْ‬ ‫َك َّ‬

‫َّد َن ِل َّلن ْو ِح ْ‬
‫واجتَ ْب َن التََبا ِبي َنا‬ ‫َبج ْ‬ ‫ص َن َع ٍة‬ ‫ٍ‬
‫س َوانِ أ ْن َباط ِب َم ْ‬
‫أصو ُ ِ‬
‫ات ن ْ‬ ‫َْ‬
‫اس ِت ِه تُ ْه َدى َقَرا ِبي َنا‬
‫س َ‬
‫ِ‬
‫َكا َن ْت ل َ‬ ‫ط ِب ِه‬ ‫البال َ‬
‫َّاق َ‬
‫ط لي ُ‬ ‫ف ِلي َ‬‫ش ِر ٍ‬
‫في ُم ْ‬
‫ون َما ُي َغفِّي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النو ِاقيس ِف ِ‬
‫وج ٌ‬ ‫الجالذي ُ‬ ‫َْأيدي َ‬ ‫يه َما ُنفَِّرطُ ُه‬ ‫ت َّ َ‬ ‫ص ْو ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الم َح ِ‬
‫اري َنا‬ ‫الم َحا ِبِض َي ْخل ْج َن َ‬ ‫ت َ‬ ‫ص ْو ُ‬
‫َ‬ ‫س َم ُع َها‬ ‫ث تَ ْ‬ ‫من َح ْي ُ‬ ‫أص َواتَ َها ْ‬ ‫أن ْ‬ ‫َك َّ‬
‫اف ُه ُجو َنا‬ ‫َأس َد َ‬ ‫ِ‬
‫لَ ْي َل التِّ َمام تَُرى ْ‬ ‫ت ِب ِه‬ ‫بالس َرى َحتَى تَْر َك ُ‬ ‫أت ُه ُّ‬ ‫َواطْ َ‬
‫صلِّي َنا‬‫اآلل ُغ ْلفًا ْأو ُي َ‬ ‫ش ْع َن في ِ‬ ‫َي ْخ َ‬ ‫يد َه ِ‬
‫اج َم ٌه‬ ‫اله َدى وال ِب ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫استَب ْن ُ‬
‫َحتَى ْ‬
‫اغ َز َها باللَّْي ِل َم ْج ُنو َنا‬ ‫تَ َخا ُل ب ِ‬ ‫الشو َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫س ُر ٌح‬‫س ُ‬ ‫ق م ِّني ع ْر ِم ٌ‬ ‫واستَ ْح َم َـل َّ ْ‬ ‫ْ‬
‫س ُرحٍ َخ ْل ٍط َأفَ ِاني َنا‬ ‫في ِم ْ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ش َية ُ‬ ‫صى ُق َم ًزا‬ ‫الح َ‬ ‫اج ِب َح ْي َدار َ‬ ‫تَْر ِمي الف َج َ‬
‫ف الب َنان الحصى ب ْي َن الم َخ ِ‬
‫اسي َنا‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫قَ ْد َ َ‬ ‫اء َخاِئفَ ٌة‬ ‫وهي َكالحر َد ِ‬
‫تَْر ِمي ِبه ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َاعي َنا‬ ‫اكب ي ْدفَع َن الم َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫انت تُ َد ِّو ُم ْإرقَاالً فَتَ ْج َم ُع ُه‬‫َك ْ‬
‫إلَى َم َن َ َ ْ َ‬
‫شيِ تَلو ِي َنا‬ ‫س َّو ٍة ِم ْن ِخ َي ِ‬ ‫اط ُع َها‬‫شوح ٍط ص ٍّم مقَ ِ‬ ‫َو َع ِات ٍ‬
‫الو ْ‬
‫ار َ‬ ‫َم ْك ُ‬ ‫ق َْ َ ُ َ‬
‫ود َغ ْير معتَ ٍ‬
‫ين َي ْج ِري َنا‬ ‫ُون ِح َ‬ ‫تَ ِر ُّن ِم ْن ُه مُتُ ٌ‬ ‫لث‬ ‫ُْ‬ ‫ضتُ َها ِب َع ُن ٍ‬ ‫َع َار ْ‬
‫المفَ ِّد ِي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ال آ ُخ ُذهُ‬ ‫الس ْر َب َ‬‫ت َع ْن َكفِّ َي ِّ‬ ‫س ْر ُ‬
‫فَ ْرداً ُي َجُّر على َْأيدي ُ‬ ‫َح َ‬
‫ات َم ْك ُنو َنا‬ ‫اج َب َ‬‫قف َع ٍ‬ ‫َك ََّأن ُه َو ُ‬ ‫ْت ِب ِه َج ْدالَ َن ُم ْبتَ ِه ًجا‬
‫ص َرف ُ‬‫ثَُّم ا ْن َ‬
‫ور م َد ِ‬ ‫ٍ‬
‫ش َْأبكاراً وال ُعو َنا‬ ‫الع ْي َ‬
‫َأس َ‬ ‫لم تَ ْب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ام ُع َها‬ ‫ُّمى ُح ٍ َ‬ ‫ومَأتَم َكالد َ‬ ‫َ‬
‫ش ِفي َنا‬ ‫اء ِبإذْن ِ‬ ‫ِم ْن ُك ِّل َد ٍ‬ ‫صر ٍة ِ‬
‫صي َن ْت ُم َن َّع َمةً‬
‫اهلل َي ْ‬ ‫ش ٍّم ُم َخ َّ َ‬‫ُ‬
‫ض َن َها ِحي َنا‬ ‫الج ْون قَ ْد قََر ْ‬ ‫ِِ‬
‫ِباِإل ثمد َ‬ ‫أع ُي َن ِغ ْزالَ ٍن ِإ َذا ا ْكتَ َح ْ‬
‫لت‬ ‫أن ْ‬ ‫َك َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]170‬‬

‫ضا ٌل ِب َد ِاري َنا‬


‫ضا ٌل ِب ُغَّرةَ َْأو َ‬
‫َ‬ ‫أس َك َن َها‬
‫األ ْد ُم ْ‬ ‫اء ُ‬ ‫َك ََّأن ُه َّن الظِّ َب ُ‬
‫وي ْن َهاهُ الثََرى ِحي َنا‬ ‫ِ‬
‫َي ْن َها ُل ح َيناً َ‬ ‫النفَا َمالَ ْت َج َو ِان ُب ُه‬ ‫ين َه ْي َل َّ‬ ‫َي ْم ِش َ‬
‫طارِ َم ْد ُجو َنا‬ ‫اَألم َ‬
‫ات في ْ‬ ‫َج ْع ُد الثَّ َرى َب َ‬ ‫أس ُن َم ٍة‬
‫ان ْأو م ْن َر ْم ِل ْ‬
‫ِم ْن رم ِل ِعر َن َ ِ‬
‫َْ ْ‬
‫يدانَ َي ْبري َنا‬ ‫ضحىً ِع َ‬ ‫وب ُ‬ ‫الج ُن ِ‬‫َهَّز َ‬ ‫شيِ أوصاالً ُم َن َّع َم ًة‬ ‫َي ْه ُز ْز َن ِل ْل َم ْ‬
‫ادوا َمتْ َن ُه ِلي َنا‬ ‫أ ِي ِدي التّ َج ِ‬
‫ار فََز ُ‬ ‫اه ِت َز ِاز ُر َد ْي َن ٍّي َت َد َاولَ ُه‬
‫ْأو َك ْ‬

‫وي ْغ ِم ْد َن َما َجَّر ْد َن ُه ِفي َنا‬


‫بيضا ُ‬
‫ً‬ ‫بيض يجِّر ْد َن ِم ْن أ ْلح ِ‬
‫اظ ِه َّن لَ َنا‬ ‫َ‬ ‫ٌ َُ‬
‫ص َمتْ َن َر ْأي َت الدَُّّر َم ْك ُنو َنا‬‫وإ ْن َ‬ ‫الدَّر ُم ْنتَِثراً‬
‫طقَ َن َر ْأي َت ُّ‬ ‫إ َذا َن َ‬
‫يث َحتَّى ْاز َد ْد َن لي ِلي َنا‬ ‫ِم َن اَألح ِاد ِ‬
‫َ‬ ‫يم ْختََز ٍن‬‫َن َاز ْعتُ أ ْل َب َاب َها لُِّبي ُ‬
‫صر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِال َح ٍة‬ ‫في لَ ْيلَ ٍة ِم ْن َلي ِالي الد ْ‬
‫َأمو َنا‬
‫َّهرِ َم ُ‬ ‫اف الد ْ‬ ‫ان َب ْع َد ا ْن َ‬ ‫ْلو َك َ‬ ‫َّه ِر َ‬
‫يها َفتَ ِأتي َنا‬ ‫ِ ِ‬
‫المقَالَة ُي ْهد َ‬‫ض َ‬ ‫َب ْع َ‬ ‫س ِم ْع ُ‬
‫ت لَ ُه‬ ‫ِ ِ‬
‫َْأبل ْغ َخد ِي ًجا فَِإ ِّني َق ْد َ‬
‫يك تُ ْع ِني َنا‬
‫ون ِإ َذا ُن ْج ِر َ‬
‫َوقَ ْد تَ ُك ُ‬ ‫س ٍن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما لَ َك تَ ْج ِري إل ْي َنا َغ ْي َر ذي َر َ‬
‫ف تَْر ِمي َنا ؟‬ ‫وك فَا ْنظُ ْر َك ْي َ‬ ‫ام َ‬ ‫و َن ْح ُن َر ُ‬ ‫احا أ ْن َت ُم ْر ِسلُ َها‬ ‫ِ‬
‫وقد َب َر ْي َت ق َد ً‬
‫ْ‬
‫س ِقي َنا‬‫يها وتَ ْ‬ ‫سق َ‬
‫َّأنا ب ُنو الحر ِب َن ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫واعلَم لَو تُج ِ‬
‫ام ُع َنا‬ ‫فاقص ْد ب َذ ْر ِع َك ْ ْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ش َر ِفيَّة َن ْهد ِي َها ِب َْأي ِدي َنا‬
‫والم ْ‬
‫َ‬ ‫ان ُمقَ َّو َم ٍة‬‫رص ٍ‬ ‫الصب ِ ِ‬
‫اح ِبخ َ‬ ‫س ُّم َّ َ‬ ‫َ‬
‫امي َنا‬‫اها مي ِ‬ ‫ش َت ج ِ‬ ‫َّإنا م َ ِئ‬
‫َي ْو َم الطِّ َعان وتَ ْلقَ َ َ َ‬ ‫اهلَ َنا‬ ‫إن َّأر ْ َ‬ ‫يم ْ‬ ‫شا ُ‬ ‫َ‬
‫الناس َنالتْ ُه َع َو ِالي َنا‬ ‫سوقَ ِة َّ‬ ‫م ْن ُ‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ش َر ٌ‬ ‫س ٍام لَ ُه َ‬‫اج ْأو َ‬‫اق ِد التَّ ِ‬‫وع ِ‬
‫َ‬
‫ظ َّل َعلَى ال َكفَّ ْي ِن َم ْر ُهو َنا‬ ‫َحتَّى َي َ‬ ‫ان ُمطَّ ِر ٍد‬ ‫الح ْر َب ِم ْن َحَّر َ‬
‫فاستَ ْب َه َل َ‬ ‫ْ‬
‫َج ْم ًعا َب ِهيًّا وآالَفَاً ثَ َمانِي َنا‬ ‫وحا ِإ ْن ِأر ْب َت ِب ِه‬
‫ص ُب ً‬
‫ِ‬
‫وإ َّن في َنا َ‬
‫َأع َو َج َم ْل ُحوفًا َو َم ْل َبو َنا‬ ‫آل ْ‬ ‫ِم ْن ِ‬ ‫ط َّه َم ًة‬
‫يجا ُم َ‬ ‫ات َع َن ِ‬
‫اج ً‬
‫وم ْقرب ٍ‬
‫ُ ََ‬
‫ص َه ْل َبَر ِاذي َنا‬ ‫ون َولَ ْم تَ ْ‬ ‫ص ْل ِب ُّ‬
‫الشُئ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الص ِهيل إلَى‬
‫ص َّع ْد َن َّ‬
‫إ َذا تَ َج َاو ْب َن َ‬
‫طا ُل ِس ِّجي َنا‬ ‫اصى ِب ِه ْ‬
‫اَألب َ‬ ‫ض ْر ًبا تََو َ‬ ‫َ‬ ‫ض َع ْن ُع ُر ٍ‬
‫ض‬ ‫الب ْي َ‬
‫ون َ‬‫ض ِر ُب َ‬
‫ور ْجلَ ًة َي ْ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]171‬‬

‫ظ َّل َم ْق ُرو َنا‬


‫َب ْي َن القَ ِرْي َن ْين َحتَّى َ‬ ‫ازي ِب ِب ْط َن ِت ِه‬ ‫فَالَ تَ ُكو َن َّن َك َّ‬
‫الن ِ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪11 :‬‬ ‫[‪]4‬‬

‫مــــــن البسيــــــــط‬ ‫قال نهشل بن حري (ت‪45‬هـ) ‪:‬‬

‫الن ِ ِ‬
‫يت ِكرام َّ‬‫وإ ن سقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫سقينا‬ ‫اس فا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فح ّيينا‬
‫سلمى َ‬ ‫َّإنا ُم َح ّيوك يا َ‬
‫اد ِعي َنا‬ ‫َيوما سراةَ ِك ِ‬
‫رام الناس فَ ْ‬ ‫ً ُ‬ ‫كر َم ٍة‬ ‫ِ‬
‫َوإ ن َد َع ْوت ِإلى ُجلّى َو َم ُ‬

‫نه َوال ُهو باألبناء َيشرينا‬ ‫َع ُ‬ ‫ش ٍل ال َن ّدعي ٍ‬


‫َألب‬ ‫إ ّنا َبني َنه َ‬
‫صلّينا‬ ‫السوا ِب َ ِ‬ ‫كر َم ٍة‬ ‫إن تُبتَ َدرْ غاي ٌة ي ِ‬
‫الم َ‬
‫ق م ّنا َو ُ‬ ‫لق َّ َ‬
‫تَ َ‬ ‫وما ل َم ُ‬ ‫َ َ ً‬
‫س ّي ًدا فينا‬ ‫ِ‬
‫الما َ‬
‫إال افتَلينا ُغ ً‬ ‫س ِّيدٌ ََأب ًدا‬‫يس َيهل ُك م ّنا َ‬
‫َولَ َ‬
‫سام بها في اَألمن َأغلينا‬ ‫ِ‬
‫َولو ُن ُ‬ ‫سنا‬ ‫وع َأنفُ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫وم َّ‬ ‫ص َي َ‬ ‫إ َنا ل ُنرخ ُ‬
‫ِ‬ ‫فارقُنا تَغلي م ِ‬
‫َنأسوا ِبأموالنا َ‬
‫آثار أيدينا‬ ‫راجلُنا‬ ‫َ‬ ‫بيض َم ِ‬
‫ٌ‬
‫خالهم ّإياهُ َيعنونا‬
‫س ُ‬ ‫َمن ِ‬
‫فار ٌ‬ ‫واحد فَ َد َعوا‬
‫ٌ‬ ‫األلف ِم ّنا‬
‫ِ‬ ‫كان في‬
‫لَو َ‬
‫صلناها بأ ِيدنيا‬ ‫ُّ ِ‬
‫َح ّدُ الظباة َو َ‬ ‫صيب ُه ُم‬
‫إذا ال ُكماةُ تََنحَّوا أن ُي َ‬
‫مع الب ِ‬
‫مات َيبكونا‬
‫كاة َعلى َمن َ‬ ‫َ ُ‬ ‫راهم َوإ ن َجلَّت ُم َ‬
‫صيبتُ ُهم‬ ‫َوال تَ ُ‬
‫أسياف تُواتينا‬ ‫ع ّنا ِ‬
‫الحفاظُ َو‬ ‫فر ُج ُه‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫في ُ‬
‫ه أحيا ًنا َ‬
‫ب ال ُكر ََ‬
‫َوير َك ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪29 :‬‬ ‫[‪]5‬‬


‫قال كعب بن مالك األنصاري (ت‬
‫مــــــن المتقــــــارب‬ ‫‪50‬هـ)‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]172‬‬

‫س َِألي َع ْن ِك َم ْن َي ْجتد ِينا‬ ‫إن تَ ْ‬‫ِـم ْ‬ ‫ِإ َّن ِك َع ْم ُر َأبيك ال َك ِريـ‬


‫اليقي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ْي ِّ ِ‬ ‫سألني ثُم ال تُك َذ ِبي‬
‫سألت َ‬ ‫خب ْرك َم ْن َ‬ ‫فإن تَ ْ‬
‫ْ‬
‫ِم ُك ّنا ِث َماال ِل َم ْن َي ْعتَ ِري َنا‬ ‫ظا‬ ‫ذات ِ‬
‫الع َ‬ ‫يالي ِ‬‫ِ َّ ِ‬
‫بَأنا لَ َ‬
‫الس ِني َنا‬ ‫ِ‬
‫ُّر في َأز َمات ّ‬ ‫م َن الضّ‬
‫ِ‬ ‫ود بَأذ َْراِئنا‬ ‫تَلُو ُذ َّ‬
‫الن ُج ُ‬
‫الم ْع ِدمبنا‬‫والبذْل في ُ‬
‫وبالص ْب ِر ّ ِ‬‫ّ‬ ‫فضول َأولى ُو ِج ْد َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِب َج ْد َوى‬
‫وازي لَ ُد ْن أن ُب ِري َنا‬ ‫ِب ِم ّم ْن ُن ِ‬ ‫حرو‬ ‫ات الُ ُ‬ ‫وأبقَ ْت لَ َنا َجلَ َم ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫آها الفَتي َنا‬ ‫س ُبها َم ْن َر َ‬ ‫ق َي ْح َ‬ ‫ُ‬ ‫َم َعاط َن تَ ْه ِوي إلَ ْي َها ُ‬
‫الحقُو‬
‫اجن ُح ْمراً َو ُجونا‬
‫ص ْحماً َد َو َ‬ ‫ِل ُ‬ ‫اق ِ‬
‫الج َما‬ ‫َّس فيها ِعتَ ُ‬ ‫تُ َخي ُ‬
‫طحو َنا‬ ‫اء ُجوالً َ‬ ‫ِ‬
‫ت َي ْق ُد ُم َج َْأو َ‬ ‫كموج الفُرا‬
‫ِ‬ ‫َو َدفَّاعُ َرجل‬
‫ق ال ّن ِ‬
‫اظ ِرينا‬ ‫ِم َرجراج ًة تُْب ِر ُ‬ ‫تََرى لَ ْو َنها ِمثْ َل لَ ْو ِن ال ّن ُجو‬

‫العلم ِم ّم ْن َيِلي َنا‬


‫فَس ْل َع ْن ُه َذا ِ‬
‫َ‬
‫شْأ َننا ج ِ‬
‫اهالً‬ ‫َ‬ ‫فإن ُك ْن َت َع ْن َ‬ ‫ْ‬
‫ضوضاً َح ُجو َنا‬ ‫ض ُروساً َع ُ‬ ‫َع َواناً َ‬ ‫ص ْت‬‫إن َقلَّ َ‬ ‫ف َن ْف َع ُل ْ‬‫ِب َنا ُك ْي َ‬
‫َب حتّى تَ ُدَّر وحتَّى تَِلي َنا‬ ‫صا‬ ‫ِ‬
‫ش ُّد َعلَ ْي َها الع َ‬ ‫َألس َنا َن ُ‬
‫ْ‬
‫امي ِ‬
‫اَألري َنا‬ ‫يد التّهاول ح ِ‬ ‫ش ِد ُ‬
‫َ‬ ‫َو َي ْو ٌم لَ ُه َو َه ٌج َداِئ ٌم‬
‫ُ َ‬
‫الم ْق ِر ِفينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأوار ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫ش ِد ُ‬
‫ط ِوي ٌل َ‬
‫ل تَ ْنقي قَ َواج ُزهُ ُ‬ ‫القتَا‬ ‫َ‬
‫ِث َماالً على لذةّ ُم ْن ِز ِفي َنا‬ ‫راض ِه‬
‫بَأع ِ‬
‫تَ َخا ُل ال ُك َماةَ ْ‬
‫الم َن َايا ِب َح ّد الظُّ ِبي َنا‬ ‫وس َ‬ ‫ُكُئ َ‬ ‫تَ َع َاو َر أيما ُن ُه ْم َب ْي َن ُه ْم‬
‫والم ْعلَ ِمي َنا‬ ‫ِ‬
‫الع َم َاية ُ‬ ‫َوتَ ْح َت َ‬ ‫ْأس ِه‬
‫ُأولي ب ِ‬
‫ش ِه ْد َنا فَ ُك َّنا ِ َ‬ ‫َ‬
‫وبصري ٍ‬ ‫ان ِر ٍ‬ ‫س الح ِس ِ ِ‬
‫الجفُو َنا‬ ‫أجمن ُ‬ ‫َ‬ ‫َّة قَ ْد‬ ‫ََ ْ‬ ‫واء‬ ‫سٍ‬ ‫يس ح َ‬ ‫ِب ُخ ْر ِ َ‬
‫ين ِإ َذا ما ُن ِهي َنا‬ ‫وما َي ْنتَ ِه َ‬ ‫فَ َما َي ْن َفِل ْل َن وما َي ْن َح ِن َ‬
‫ين‬
‫َّ‬ ‫ق الح ِريق بأيدي ال ُكم ِ‬
‫س ُكو َنا‬ ‫ُيفَ ِج ْع َن بالط ِل َهاماً ُ‬ ‫اة‬ ‫َ‬ ‫َك َب ْر ِ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]173‬‬

‫ف ُن َعلِّ ُم أيضا َب ِني َنا‬ ‫س ْو َ‬ ‫َو َ‬ ‫آباُؤ َنا‬


‫َّر َب َ‬ ‫َّ‬
‫َو َعل َم َنا الض َ‬
‫سابنا ما َبق ِي َنا‬ ‫َأح َ‬ ‫ِد عن ُج ِل ْ‬ ‫ْل التّالَ‬ ‫ِجالَ َد ال ُكم ِ‬
‫اة َو َبذ َ‬ ‫َ‬
‫آخ ِري َنا‬
‫وأورثَه َب ْع َدهُ َ‬ ‫سلُ ُه‬ ‫إ َذا َّ ِ‬
‫َ‬ ‫مر ق ْر ٌن كفى َن ْ‬
‫َو ْبي َنا ُنَر ِّبي َب ِني َنا فَ ِني َنا‬ ‫ب َوتَ ْهلَ ُك آباُؤ َنا‬‫َن ِش ُّ‬
‫ْأك في القَ ْوِم إالّ َهجينا‬ ‫أ ْن َب َ‬ ‫بعرى َفلَ ْم‬ ‫الز َ‬ ‫ابن َ‬ ‫بك َ‬ ‫ت َ‬ ‫سَأْل ُ‬
‫َ‬
‫مقيماً على اللّْؤ ِم حيناً فَحينا‬ ‫يات‬
‫الم ْن َد ُ‬ ‫طيف ِب َك ُ‬ ‫َخبيثاً تُ ُ‬
‫ِـك َقاتَلَ َك اهللُ جلفاً لَع ِي َنا‬ ‫المِليـ‬
‫ول َ‬ ‫س َ‬ ‫َّس َت تَ ْه ُجو َر ُ‬ ‫تبج ْ‬
‫تقياً َأمينا‬‫اب ّ‬ ‫نقي الثَّي ِ‬ ‫َّ‬ ‫الخ َنا ثَُّم تَْر ِمي ِب ِه‬
‫تَقُو ُل َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪3 :‬‬ ‫[‪]6‬‬

‫مـــــــن البسيـــــط‬ ‫قال مجنون ليلى (ت‪68‬هـ ) ‪:‬‬

‫الم ِح ّبينا‬
‫يل ُ‬‫َب ِّي ْت بعافَ ِي ٍة لَ َ‬ ‫ب َّإن َك ذو م ٍّن وم ِ‬
‫غف َر ٍة‬ ‫َ ََ‬ ‫يا َر ِّ‬

‫الم ِك ّبينا‬
‫الساقطين َعلي اَأليدي ُ‬
‫َ‬ ‫رين الهوى ِمن ب ِ‬
‫عدما َرقدوا‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الذاك َ َ‬
‫قال آمينا‬
‫بدا َ‬
‫وي َر َح ُم اهللُ َع َ‬
‫َ‬ ‫ب ال تَسلُ َب ّني ُحبَّها ََأب ًدا‬
‫يا َر ُّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪11 :‬‬ ‫[‪]7‬‬

‫مــــــــن الهــــــزج‬ ‫قال عمر بن أبي ربيعة (‪93‬هـ ) ‪:‬‬

‫علي َخ ٍ‬
‫وف تُ َح ِّيينا‬ ‫قامت‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫أال َح ِّي التي َ‬
‫الدمعُ ُيبكينا‬
‫فكاد َ‬
‫َ‬ ‫برةٌ ِمنها‬
‫فاضت َع َ‬
‫فَ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]174‬‬

‫بالهوى حينا‬ ‫لِئن َ َّ‬


‫نوج َ‬‫َغ ٌ‬ ‫دار‬
‫شطت بها ٌ‬
‫َوقد كا َنت تُؤاتينا‬ ‫لَقد ُك َّنا ُنؤاتيها‬
‫عد ُيسلينا‬
‫الب ُ‬
‫يس ُ‬ ‫َولَ َ‬ ‫رب بها َيشفي‬
‫فال قُ ٌ‬
‫ور َجعُ القَ ِ‬
‫ول َيعنينا‬ ‫ربيها‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َوقَد قَالت لت َ‬
‫كان َيمنينا‬
‫َوما قد َ‬ ‫أال يا لَيتَما ِشعري‬
‫َوما قد كان ُيعطينا‬ ‫قال‬ ‫ٍ‬
‫أموف بالَّذي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف َيجزينا‬
‫س َ‬ ‫ِبه أن َ‬ ‫ظ ّني‬
‫ربها َ‬
‫َفقَالت ت ُ‬
‫َو َم َن َيعْدُلُ ُه فينا‬ ‫ول َمن َينهى‬
‫َو َيعصي قَ َ‬
‫َـد ِج ِّد القَ ِ‬
‫ول ناهينا‬ ‫يه ِعنـ‬
‫َكما َنعصي إلَ ِ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪10 :‬‬ ‫[‪]8‬‬


‫قال أبو الطفيل القرشي (ت‬
‫مــــــن البسيـــــــط‬ ‫‪100‬هـ) ‪:‬‬

‫يب َوتُْب ِكي َنا‬ ‫أع ِ‬


‫اج ٌ‬ ‫وب َ‬
‫ِ‬
‫م ْن َها ُخطُ ٌ‬
‫ف تُ ِ‬
‫ضح ُك َنا‬ ‫الَ َدَّر َدُّر اللَ َي ِالي َك َي َ‬
‫سلِّي َنا‬ ‫َيا ْاب َن ُّ‬
‫الز َب ْيره َعنِ ُّ‬
‫الد ْن َيا تُ َ‬ ‫غَي ٍر‬‫ام ِم ْن ِ‬‫األي ُ‬
‫ث َ‬ ‫َو ِمث ُل َما تُ ْح ِد ُ‬
‫يه ِدي َنا‬ ‫ِع ْل ًما َو ُي ْك ِس ُب َنا ْ‬
‫أج ًرا َو ْ‬ ‫يء ْاب َن َعبَّاسِ فَيقْ ِبس َنا‬ ‫ُكنا َن ِج ُ‬

‫س ِكي َنا‬‫ض ْيفا َو ِم ْ‬‫ِجفَا ُن ُه ُم ْط ِع ًما َ‬ ‫رع ًة‬ ‫ِ‬


‫َوالَ َيَزا ُل ُع َب ْي ُد اهلل ُمتّ َ‬
‫غي إ َذا ِشي َنا‬ ‫ن َنا ُل ِم ْن َها الَِّذي َن ْب ِ‬ ‫الد ْن َيا ِب َد ِار ِه َما‬
‫ين َو ُّ‬
‫الد ُ‬
‫البر َو ّ‬‫َف ُّ‬
‫اقي َنا وم ِ‬ ‫ات ب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ور الَِّذي ُك ِشفَ ْت‬ ‫الن ِبيَّ ُه َو ُّ‬
‫إن َّ‬
‫اضي َنا‬ ‫ََ‬ ‫ِبه ع َم َاي ُ َ‬ ‫الن ُ‬
‫ب ِفي َنا‬ ‫ق ِ‬
‫واج ٌ‬ ‫فض ٌل َعلَ ْي َنا َو َح ُّ‬
‫ْ‬ ‫ص َم ٌة ِفي ِدين َنا َولَ ُه ْم‬ ‫ِ‬
‫َوَر ْهطُ ُه ع ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]175‬‬

‫الز َب ْي ِر َوالَ ْأولَى ِب ِه ِدي َنا‬‫ابن ُّ‬ ‫َيا َ‬ ‫فاعلَ ْم ُه ْأولَى ِم ْن ُه ُم َر ِح ًما‬‫لس َت ْ‬ ‫َو ْ‬
‫ِم ْن ُه ْم َونُْؤ ِذي ِه ُم ِفي َنا َوتُْؤ ِذي َنا‬ ‫يم تَ ْم َن َعهم َع َّنا َوتَ ْم َن ُع َنا‬ ‫ِ‬
‫فَف َ‬
‫األرض تَ ْم ِكي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ّ ِ‬
‫الدين عزا َوالَ في ْ‬ ‫ض ِهم‬ ‫أخ َزى ِبب ْغ ِ‬
‫ُ‬ ‫لَ ْن ُيْؤ ِتيَ اهللُ َم ْن ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪21 :‬‬ ‫[‪]9‬‬

‫مـــــــن البسيــــــط‬ ‫قال جريـــــــــر* (ت ‪114‬هـ) ‪:‬‬

‫الخيل غادينا‬ ‫رى َ‬ ‫أصبحوا ِمن قَ ِّ‬ ‫َو َ‬ ‫الح ِّي َمرهونا‬ ‫ؤاد َك ِع َ‬
‫ند َ‬ ‫أمسى فُ ُ‬
‫إذ َحلَّت ِب ِه َبْيَنا‬
‫ب ِل َلبين ْ‬ ‫يا َح َّ‬ ‫قادتهم ِن َّي ٌة ِللبين ِ‬
‫شاط َن ٌة‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬
‫ظاعينا‬‫ف جيرا ًنا م ِ‬ ‫ص ّباً ُي َكلَّ ُ‬ ‫طَر ٍب‬ ‫كان َقلب َك ِل ِ‬
‫آلالف ذا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قَد َ ُ‬
‫العين تَ ْزِيينَا‬
‫زادها في َ‬ ‫أو ُز ِّي َنتْ َ‬ ‫ض ِعلَّتَها‬ ‫الل تَرْ َ‬ ‫إن تَلقَها في ِ‬
‫اعت ٍ‬
‫البوَاسينا‬ ‫طقْ َن َ‬ ‫ِمن ُر ِ‬
‫صع تَ ٍيم ُي َن ٍّ‬ ‫يستْ إذا ُجِل َيتْ‬ ‫مالَت َك َميْ ِل ال َنقَّا لَ َ‬
‫بر َيخدينا‬‫جاج ال ُغ ِ‬ ‫رض ِ‬
‫الف ِ‬ ‫س ُع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالعِْي ُ‬ ‫المتَِنا‬
‫أس من َم َ‬ ‫العواذ َل َي ٌ‬ ‫َينهى َ‬
‫الريح َمشحونا‬
‫ُ‬ ‫نب ِر ّياً َز َه ُ‬
‫ته‬ ‫أو َز َ‬ ‫هاج ُه فََزعٌ‬
‫عاما َ‬ ‫تَخالُ ُه َّن َن ً‬
‫لقون ِبَّزتَ ُهمْ إالَّ التَّبابينا‬
‫ُي َ‬ ‫وج ذو َح َد ٍب‬ ‫الم ُ‬‫ُّه َو َ‬ ‫صرارِي ُ‬‫ُيلقِي َ‬
‫عصعُ ِبالسََّهبا َق ً‬ ‫باز يص ِ‬ ‫أضًّر ِبها‬ ‫أن ِ‬
‫طا جونا‬ ‫ٍ ُ َ‬ ‫حاد َيها لَ ّما َ‬ ‫َك َّ‬
‫مير ال َق ِ‬
‫لب َمكنونا‬ ‫ض ِ‬ ‫َأبدى ال َهَوى ِمن َ‬ ‫س ٍر‬‫ي َي َ‬ ‫ين َعلى َحطّ َابتَ ْ‬ ‫لَ ّما َأتَ َ‬
‫لب تَحزينا‬ ‫الح ِ‬
‫مام فَ ِزدْ َن ال َق َ‬ ‫ريش َ‬ ‫القوم أطالالً ِبأس َن َم ٍة‬
‫ُ‬ ‫َّه‬
‫َ‬ ‫شب َ‬‫َو َ‬
‫الصََبا حينا‬ ‫بالقَ ْط ِر حي ًنا َوتَ ُ‬
‫محوها ّ‬ ‫دج َن ٍة‬
‫ِّدها تَهطا ُل م ِ‬
‫ُ‬ ‫دار ُي َجد ُ‬
‫ٌ‬

‫المآرينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَد بدِّلت ِ‬


‫بحثْ َن َ‬‫س َي َ‬‫َوالباق َـر ال ُخنْ َ‬ ‫عد ُه ُم‬
‫اآلرام َب َ‬ ‫ساك َن‬ ‫ُ‬
‫بونا‬ ‫الت ِ‬
‫يم ُّي َمغْ َ‬ ‫أصب َح ّ‬ ‫إن َيلتَ ِمسْ َع ُ‬
‫بد تَ ْيٍم في ُمرافَ َعتي‬
‫ريحا فَقد َ‬ ‫ً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]176‬‬

‫لق في م ِ‬
‫تنها َوصْ ًما َوال لينا‬ ‫لَم َي َ‬ ‫قنات َي ِمضَْر ًارا َع َ‬
‫شوْ َز َن ًة‬ ‫القى ِ‬
‫َ‬
‫ير تَبغونا‬‫الخ َ‬
‫فأيَ َ‬ ‫وان ّ‬ ‫اله َ‬‫إالَ َ‬ ‫زيد ُك ُم‬
‫ميما لن تُ َ‬ ‫إن تَ ً‬ ‫يا تَ ْي ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫فك ُكم َن ِمٌر‬
‫لَم تَش ُكروا َن ِم ًرا ِإذْ َّ‬
‫اليمانينا‬ ‫َوا ِبنا ُق َر ْيعٍ م َن َ‬
‫الح ِّي َ‬
‫ومِئ ٍذ فيهم َوال فينا‬ ‫يم َي َ‬ ‫َوالتَ ُ‬ ‫س َبٍإٍ‬‫يم في قُرى َ‬ ‫يم َوتَ ٌ‬‫دعوك تَ ٌ‬
‫َ‬ ‫تَ‬
‫عرفوا أنقاء َوهِبينا‬ ‫يم ‪ :‬لَم تَ ِ‬ ‫يل ِ‬‫الخ ِ‬
‫يا تَ ُ‬ ‫ضاح َي ٌة‬ ‫ميم َو َكُّر َ‬ ‫لوال تَ ٌ‬
‫ق ِللتّ ِيم‬ ‫س ٍب‬ ‫لو ِس َ ِ‬
‫أحسابا َوال دينا‬
‫ً‬ ‫لَم تَ ْل َ‬ ‫رت تَبغي ثَرى قَ ْومٍ َذ ِوي َح َ‬
‫ضًّرا ج ِ‬
‫سونا‬ ‫ِ‬ ‫ُم َعدَّرا ِب ِع ِ‬
‫ذار اللُّْؤم َم ْر ُ‬ ‫حافلُ ُه‬ ‫تَلقى أخا التَّ ِيم ُم ْخ َ َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪18 :‬‬ ‫[‪]10‬‬

‫مـــــــن الوافــــــــر‬ ‫وقال العرجــي (ت‪120‬هـ) ‪:‬‬

‫صِلينا‬ ‫س ْفغٌ َح ْو َل ْأو َرق قَ ْد َ‬ ‫َو ُ‬ ‫طلَ ٌل َو َخ ْي ٌم قَ ْد َع ِرينا‬


‫لم ْن َ‬
‫َ‬
‫َولَ ْم ُي ْخلَ ْق َن َي ْو َم ُخِل ْقنا ُجو َنا‬ ‫ار َحتَّى ُه َّن ُج ٌ‬
‫ون‬ ‫َُأو َار َّ‬
‫الن ِ‬
‫ساك ِن َها َد ِر ْي َنا‬
‫اها بع َد ِ‬
‫س َ َْ‬ ‫َك َ‬ ‫اها القَ ْط ُر َْأزما ًنا َو ِر ٌ‬
‫يح‬ ‫َعفَ َ‬
‫ش ًة ِس ِني َنا‬ ‫وح َ‬‫ِم َن العصر ْي ِن م ِ‬
‫َ َْ ُ‬ ‫ور‬ ‫ِ‬
‫تَعاقَ َبها فَقَ ْد َبل َي ْت ُك ُر ٌ‬
‫سه ِل ِم ْن َخ ْو َعى الحُُزونا‬ ‫اق الَّ ْ‬ ‫ُرقَ ُ‬ ‫ث الَقَى‬ ‫ض َبتْ ِ‬
‫ين َو َح ْي ُ‬ ‫اله ْ‬‫ش ْر ِج َ‬ ‫ِب َ‬
‫ش َجناً َد ِفي َنا‬ ‫َم َع ِالمُ َآ ِيا َها َ‬ ‫از َل َذ َّك َرتْني‬ ‫ْت بها َم َن ِ‬‫َع َرف ُ‬
‫ن َوقَ ْد ُن ِسي َنا‬ ‫ض ْي ََ‬
‫أموراً قَ ْد َم َ‬ ‫ُ‬ ‫ات‬ ‫س ِ‬
‫وم ُم َذ ِّك َر ٌ‬ ‫الر ُ‬
‫ات ُّ‬
‫آي ُ‬ ‫َو َ‬
‫الص َب َاب ِة َما لَ ِقي َنا‬
‫إلي ِم َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ش ِك َ‬
‫ين لَ ْيالً‬ ‫وم ْجِلسِ ْأر َب ٍع َي ْ‬ ‫َ‬
‫ت ِحي َنا‬ ‫َأض َم ْر ُ‬‫ت قَ ْد ْ‬ ‫َو َما قَ ْد ُك ْن ُ‬ ‫يث َن ْف ِسي‬‫الح ِد ْي َث َح ِد َ‬ ‫ت َ‬ ‫فأب َد ْي ُ‬
‫ْ‬
‫صي َنا‬ ‫أهو ُن ُه ر ِ‬ ‫من َّ‬
‫الشو ِ‬
‫ون ْ َ َ‬ ‫لَ ُه َّن َي ُك ُ‬ ‫ش ْوقي‬
‫إن َ‬
‫الم َبِّرحِ َّ‬
‫ق ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]177‬‬

‫ن َي َخ ْف َن ِب َنا ُع ُيو َنا‬ ‫َج َع ْل َن ِلمَ ْ‬ ‫إلي َحتَّى‬


‫ائد ما َخ َر ْج َن َّ‬
‫َخَر ُ‬
‫َأر ْد َن لُقَ َّي َنا َحتَّى َخ ِفي َنا‬ ‫فأخفَ ْي َن الَّذي ْ‬
‫أج َم ْع َن لَ َّما‬ ‫ْ‬
‫الر ْم ِل ِعي َنا‬ ‫عاج َّ‬ ‫َج َو ِازَئ ِم ْن ِن ِ‬ ‫كأن َدِليلَ ُه ّن ِب ِه َّن َي ْه ِدي‬
‫ّ‬
‫األع َج ُاز ِم ْن ِث َق ٍل َي ُنو َنا‬
‫ِب َها ْ‬ ‫ئن وما َي َك ْد َن إذا ْار َج َح َّن ْت‬ ‫فَ ِج َ‬
‫بالم ْعزا َو ِجي َنا‬ ‫الخ ْي ٍل ِ‬ ‫ش ِي َ‬ ‫َك َم ْ‬ ‫س َخالَ ِخلُها ِخ َد ٍال‬ ‫على خ ُْر ِ‬
‫وذ قَ ْد َرِئ َم ْت َج ِني َنا‬ ‫الع ِ‬
‫وف ُ‬ ‫ُع ُك َ‬ ‫َر َواِئ َم لي َع َك ْف َن َعلَ َّي لَ ْيالً‬
‫ت لَ َها َي ِمي َنا‬ ‫َعلَى ُح ِّبي َحلَ ْف ُ‬ ‫ب َحلَفَ ْت َي ِميناً‬ ‫ِ‬
‫إ َذا َما َكاع ٌ‬
‫نكون ِإ َذا ا ْنتُ ِجينا‬‫ُ‬ ‫َأملَ ُح ما‬‫َو ْ‬ ‫ش ْي ٍء !‬ ‫ب َ‬ ‫أح ُّ‬ ‫ِ‬
‫اجاةً ‪َ :‬أل ْنت َ‬ ‫ُم َن َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪83 :‬‬ ‫[‪]11‬‬

‫مــــــــن الوافـــــــر‬ ‫قال ابن الدمينة (ت‪143‬هـ) ‪:‬‬

‫واص ُد ِقي َنا ؟‬ ‫ين ْ ِ‬


‫وع َدك ْ‬
‫متَى تُم ِ‬
‫ض َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وجي تُ ْخ ِبري َنا‬‫س ْلم ُع ِ‬
‫َأال يا َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت ِبال َغ ْي ِب ُّ‬
‫الظنو َنا‬ ‫إذا َر ّج ْع ُ‬ ‫لى‬
‫ص ِ‬ ‫صّر ْمتني َفلمثْ ِل َو ْ‬ ‫َوإ ْن َ‬
‫ض ِني َنا‬
‫صًرا َ‬ ‫ِبما استَو َد ْع ِت ِني ح ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َأن ُي َعانِي‬‫َأمي ًنا ِع ْن َد ِسِّر ِك ْ‬
‫ِ‬
‫المتَْر ِفي َنا‬ ‫فَال ِمثْلي يعلَّ ُل ِب ِ‬
‫سقَى ِبكْأس ُ‬ ‫َوال ُي ْ‬ ‫اَألماني‬ ‫َُ‬
‫إذا كا َن ْت َم َودَّتُ ُه فُ ُنو َنا‬ ‫لى ُي َو ِافقُ ُه َخِليلٌ‬
‫َوال ِم ْث ِ‬
‫البر ِي َنا‬
‫ي ُ‬ ‫َذ َواِئ َبها َوما ُحلَ َ‬ ‫الر ْم ِل ِإالّ‬ ‫ِ‬
‫س ْل َمى مثْ ُل شاء ّ‬ ‫فَ َ‬
‫َّل وال َكعب الد ِ‬ ‫الم ْر ِط ِم ْنها‬ ‫و ِد ْعصا را ِبيا ِفي ِ‬
‫َّفي َنا‬ ‫س َن الد ِّ َ ْ َ‬ ‫َو ُح ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ِبثَ ْد َي ْي َها َولَ ْم تَ ْح ِم ْل َج ِني َنا‬ ‫صبيَّا‬ ‫ِ‬
‫الج ْن ِب لَ ْم تُْرض ْع َ‬ ‫ان َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َح َ‬
‫اح لَ َّذ ٍة ِل َّ‬
‫لشار ِبي َنا‬ ‫ِب َر ٍ‬ ‫صفّ ًى ِفي ُز َجاجٍ‬ ‫سلُ ُم َ‬ ‫َو َما َع َ‬
‫الس ِ‬
‫امري َنا‬ ‫ص َب ا ْل َك َرى ِب َّ‬ ‫ِبَأ ْط َي َب َم ْو ِه ًنا ِم ْن ِري ِ‬
‫إ َذا َع َ‬ ‫س ْل َمى‬ ‫ق َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]178‬‬

‫َأمِلي َنا‬
‫المتَ ِّ‬
‫ظ َر ُ‬
‫الء َم ْن َ‬
‫َخ ً‬ ‫ِبال ِع ْلٍم ِب ِه ِإالَ اْف ِْتياقًا‬

‫اليقي َنا‬‫َهلُ ّم َأالَ ُأ َخ ًّب ْر َك َ‬ ‫الم ْعتَ ّدُ فَ ْخ ًرا‬


‫َأالَ يا َُأيها ُ‬
‫لساِئ ِلي َنا‬
‫َح ِديثَ َك آي ًة ِل َّ‬ ‫ِّق‬
‫صد ْ‬ ‫إن فَ َخ ْر َت َولَ ْم تُ َ‬ ‫فَِإ َّن َك ْ‬
‫يث ا ْل ُم ْب ِطلي َنا‬ ‫تَُر ُّد ِب ِه َح ِد َ‬ ‫ش ْي ٍء‬‫وِإ َّن َك ِإ ْن فَ َخ ْر َت ِب َغ ْي ِر َ‬
‫ِ‬ ‫لخثْعٍم ِ‬
‫ورا ُم ِبي َنا‬ ‫اله َدى ُن ً‬ ‫َأمارات ُ‬ ‫آيات ُن ْع َمى‬ ‫فَِإ َّن َ َ‬
‫س َك َن ِة القَباِئ ِل ما َرضي َنا‬ ‫ِب َم ْ‬ ‫َأن تََرا َنا‬
‫آيات َر ِّب َك ْ‬‫و ِم ْن ِ‬
‫َ‬
‫آخ ِري َنا‬‫ف َغ ِن َّى قَ ْوٍم َ‬ ‫ُيض ِي ُ‬ ‫يرا‬ ‫ِ‬
‫َوِإ َّن َك ِإ ْن تََرى م ّنا فَق ً‬
‫ازِلي َنا‬ ‫الق َرى َّ‬
‫للن ِ‬ ‫و ُنع ِج ُل ِب ِ‬ ‫ت في ثََرا َنا‬ ‫َوإ َّن ا ْل َج َار َي ْن ُب ُ‬
‫َ ْ‬
‫اب ِس ْج ٍن ما َحيي َنا‬ ‫َأص َح َ‬‫َوالَ ْ‬ ‫صاح َب َر ْك َب قَ ْوٍم‬ ‫وإ ّنا لَ ْن ُن ِ‬
‫السماح ِة م ْف ِ‬ ‫فَ َي ْختَِلطُوا ِبنا إالَ اْفْتَر ْق َنا‬
‫ضلي َنا‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم ِب َّ َ ُ‬
‫س َن َوما َن ِسي َنا‬ ‫ِ‬
‫َمواث َل َما َد َر ْ‬
‫آيات ر ِّب َك م ْح َك ٍ‬
‫مات‬ ‫َ ُ‬
‫و ِم ْن ِ‬
‫َ‬
‫شتَ ِكي َنا‬ ‫ْن َو َي ْ‬ ‫َو َع ْم ٍرو َي ْعتَرف َ‬ ‫س ِم ْن ِك ٍ‬
‫الب‬ ‫وار َ‬‫او ُر ِم ْن فَ ِ‬ ‫َم َغ ِ‬
‫ض ِعي َنا‬ ‫َضع ِ‬
‫َكليالً َح ّد ُه ْم ُمن َ ْ‬
‫ِ‬ ‫اد َرتْ ُه ْم‬
‫الح َّي َخثْ َع َم َغ َ‬ ‫َأن َ‬ ‫ِب َّ‬
‫سوا ُمْؤ تَِلي َنا‬ ‫ٍ‬
‫َعلَى َج ْهد َولَ ْي ُ‬ ‫البا‬ ‫ِ‬
‫عامر تَ ْل َحى ك ً‬ ‫لَ ِياليَ ٌ‬
‫فَج َّد ِب ِه و ُك َّنا الّ ِ‬
‫الع ِبي َنا‬ ‫كان م ِ‬
‫الع ًبا َحتَّى ا ْلتَقَ ْي َنا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َ ُ‬
‫س ِدي َنا‬ ‫يح َغ ْي َر ُم َو ِّ‬ ‫الر ِ‬‫ف ِّ‬ ‫ِبفَ ْي ِ‬ ‫س ُه َو ِر ْعالَ‬ ‫غاد ْرنا فَ ِ‬
‫وار َ‬ ‫َو َ‬
‫وام َع َي ْعتَري َنا‬ ‫الخ ِ‬ ‫َم َع الطَّ ْي ِر َ‬ ‫سِل ٍ‬
‫يل‬ ‫َو َن ْح ُن التَ ِ‬
‫ون َعلَى َ‬ ‫ار ُك َ‬
‫وبا َر ِقي َنا‬ ‫يال َم ْحلُ ً‬ ‫الج ْر ِ‬ ‫ِم َن ِ‬ ‫يد ِم ْن ُه‬
‫لج ِ‬
‫كَأن ِب َخ ّد ِه َواْ ِ‬
‫َّ‬
‫اَألع َجمي َنا‬‫واد ْ‬ ‫ود ِم ْن س ِ‬ ‫ُج ُن ٌ‬ ‫كَأن الطَّ ْير ِ‬
‫عاكفَة َعلَ ْي ِهم‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الم ْعِل ِمي َنا‬
‫َّاح ُ‬ ‫يان الصب ِ‬ ‫ِب ِفتْ ِ‬ ‫الخ ْي َل تَْر َدى‬
‫ون َ‬ ‫واز ُع َ‬ ‫َو َن ْح ُن ا ْل ٍ‬
‫إلَى الساقَ ْي ِن ساقَي ِذي ِق ِ‬
‫ضي َنا‬ ‫المقَا ِب ِل َذا ُم َر ْي ٍخ‬ ‫ِم َن َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫الس َند ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]179‬‬

‫شتَه ِي َنا‬ ‫الج ْم ِع ِم َنا ُم ْ‬


‫لقاء َ‬
‫ِ‬ ‫ِّباب َوقَ ْد تَ َم َّن ْوا‬
‫َأد َر ْك َنا الض َ‬
‫فَ ْ‬
‫اضد ِي َنا‬ ‫ش ْخ ِت الع ِ‬ ‫ون ِّ‬
‫َ‬ ‫سنا َك َ‬‫فَ َو ِار ُ‬ ‫اد َرتْ ُه ْم‬
‫هاب فَ َغ َ‬
‫الن َ‬ ‫سوقُ َ‬
‫َي ُ‬

‫الس َع ِالي قَ ْد َو ِجي َنا‬


‫س َك َّ‬ ‫َع َوا ِب َ‬ ‫الخ ْي َل تَ ْعثُُر في قَناها‬ ‫فَقُ ْدنا َ‬
‫ص ِّب ِحي َنا‬ ‫ِ‬
‫السديف ُم َ‬ ‫ِب ِه ْ‬
‫َأه َل ّ‬ ‫تَ َخطى عامراً َحتَّى َ‬
‫َأص ْب َنا‬ ‫َّ‬
‫ُنجوم اللَّْي ِل َأو نقب ِ‬
‫البلي َنا‬ ‫يض فيها‬ ‫كأن ال ِب َ‬‫نة َّ‬ ‫طاح ٍ‬‫ِب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫الد ِار ِعي َنا‬
‫ون َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِب ُب ْرقَ ِة جامر َ‬
‫َن َواف َذ م ْن ُح ُ‬ ‫ط ْع ًنا‬
‫ض ْر ًبا َو َ‬
‫ام َل قَ ْد َو َر ْدناها َم ِعي َنا‬
‫ع َد ِ‬
‫َ‬ ‫س َك ْرنا ِب ِه ْم َحتَّى قَ َ‬
‫ط ْع َنا‬ ‫فَ َع ْ‬
‫َأج َم ِيع َنا‬ ‫وبا ِم ْن َه ِ‬
‫واز َن ْ‬ ‫ش ُع ً‬‫ُ‬ ‫ش ُهر َحتَّى ْ‬
‫استََب ْحنا‬ ‫ثَالثَ َة َأ ْ‬
‫َج َو ِان َح ما ثَ َْأر َن َوال ثُِني َنا‬ ‫ض ْربا َو َن ْهباً‬‫سَّر ِة َد ِار ِه ْم َ‬
‫ِب ُ‬
‫السي ِ‬ ‫تَر ْكنا ِ‬
‫وف ُم َر ْعَبلي َنا‬ ‫ش ْغلَى ِب ًّ ُ‬ ‫وَ‬ ‫شتَ ْير‬‫واب َن ْى ُ‬
‫عام َرا ْ‬ ‫َ‬
‫ستَ ِكي َنا‬
‫اد ْرنا ْاب َن ُهو َذةَ ُم ْ‬ ‫َو َغ َ‬ ‫ان المقامر قَ ْد قَ ْتلنا‬ ‫َو َه َز َ‬
‫الو ِتي َنا‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِب َْأب َي َ‬ ‫اسا أخا ِر ْع ٍل قَ َ‬
‫ض لَ ْه َذم م ْن ُه َ‬ ‫ط ْعنا‬ ‫وعب ً‬
‫ّ‬
‫هام ِت ِه ُّ‬
‫الشئُو َنا‬ ‫ُأم َ‬‫فََر ْت َع ْن ِّ‬ ‫ُأخ َرى‬ ‫س ِ‬
‫معان َدةٌ َو ْ‬ ‫َو ِفي َأَن ٍ‬
‫اما ُم ْع ِذ ِري َنا‬ ‫ِ‬
‫َعلَ ْوناها ك َر ً‬ ‫والخ ْي َل َحتَّى‬
‫ص َب ُروا القَنا َ‬ ‫َوقَ ْد َ‬
‫صي َنا‬ ‫ق الح ِ‬ ‫ض ٍب‬
‫ون ِب ُك ِّل َع ْ‬ ‫َو َن ْح ُن الض ِ‬
‫الحلَ َ َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫الب ْي َ‬
‫َيقُ ُد َ‬ ‫َّار ُب َ‬
‫ض ْر ًبا تََر ْك َنا‬ ‫شطَّ ْي ْ‬
‫َأخ ُر ٍب َ‬ ‫ِب َ‬
‫ش ِعي ًنا‬ ‫وءةَ َب ْع َدهُ ُمتَ َخ ِّ‬
‫ش ُن َ‬
‫َ‬ ‫وَأقْبلَ ِت الفَو ِارس ِم ْن ثَ ِق ٍ‬
‫يف‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ص ٍر ِع ْن َد َذِل َك ُم ْجِل ِبي َنا‬ ‫ِ‬
‫ل َن ْ‬ ‫وه ْم‬
‫َأسلَ ُم ُ‬‫واج ُهونا ْ‬‫َفلَّما َ‬
‫َو َه ُابوا َج ِان َبا ِم ْنها َز ُبو َنا‬ ‫يع َة ِمن أ ِب ِيه‬
‫َو َْأيتَ ْم َنا َر ِب َ‬
‫الع ُيو َنا‬
‫داخ َب ّك ْي َنا ُ‬‫بالش ِ‬ ‫َو َّ‬ ‫اش‬‫س َراةَ َب ِني ِج َح ٍ‬ ‫َوقَتَّ ْل َنا َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]180‬‬

‫الب ِني َنا‬


‫اء ُه ُم َ‬ ‫س َ‬
‫ِ‬
‫وَأثْ َك ْل َنا ن َ‬ ‫ض َر ْب َنا‬ ‫س ْي ِن َم ًعا َ‬ ‫اَألخ َن َ‬
‫ام ْ‬ ‫َو َه َ‬
‫يض ُك َّل َع ْظٍم َي ْختَِلي َنا‬
‫ِب ِب ٍ‬ ‫اه ُم لَ ْح ًما َعلَ ْي ِه‬
‫اد ْر َن ُ‬
‫فَ َغ َ‬
‫َع َواِئ ُد َي ْختَِل ْف َن َوَي ْلتَ ِقي َنا‬ ‫وَأتْ َب ْع َنا القَ َنا في ْاب َني ُد َخ ٍ‬
‫ان‬ ‫ْ‬
‫ستَلِئ ٍمي َنا‬‫ضوا لَ َنا ُم ْ‬ ‫َوقَ ْد َع َر ُ‬ ‫اع ِه ْم َحتى أنث َن ْي َنا‬ ‫شي ِ‬
‫َوفَي َأ ْ َ‬
‫ضوبًا َد ِهي َنا‬ ‫هن َم ْخ ُ‬ ‫بعال ِي َّ‬
‫َ‬

‫َأجلَ ْوا َن ِاد ِمي َنا‬‫ثَالثُو َنا فَ ْ‬ ‫ف قَ ْي ٍ‬


‫س‬ ‫فَ َي ْو َم القَ ْر ِن َنحص ْ‬
‫َّت َأْل َ‬
‫ض ِع ِفي َنا‬ ‫َعلَى َما ُع َّد ِم َّنا ُم ْ‬ ‫اس قَتْالَ ُه ُم وكا ُنوا‬
‫الن ُ‬ ‫َو َع َّد َّ‬
‫ضي َنا‬ ‫وهام ُة جا ِب ٍر لَما ا ْنتُ ِ‬ ‫َو ِم ْن ُه ُم َخ ِالدٌ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اح ْت َي َداهُ‬
‫ط َ‬
‫المتَ َج ِّبر ِي َنا‬ ‫ِ‬
‫َأص َح َاب ُه ُ‬ ‫ِبه ْ‬ ‫اح فَ َج ْعنا‬
‫ص ّب ِ‬
‫وَأب َر َه َة ْب ُن َ‬
‫ْ‬
‫صي َنا‬ ‫ماة م ْقع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِغ ٌّ ِ‬ ‫طنٌ و ِم ْن ُه ْم‬
‫َو ِم ْن قَتْالَ ُه ُم قَ َ‬
‫ني في ُك ُ َ‬
‫ُيحا ِب ُر ِم ْن ُه ُم ُح ْم ًرا َو ُجو َنا‬ ‫بي‬ ‫وَأ ْنقَذْنا قَباِئ َل َ‬
‫كان َي ْج ِ‬
‫فَأح َرَزهُ َنجاء الهار ِبي َنا‬ ‫ْ‬ ‫عمرو َب ِني ُز َب ْي ٍد‬
‫وَأس َر ْعت لَ ِ‬ ‫ْ‬
‫ق َح ِوي َنا‬ ‫صفَّ ْي ِن ِم ْن ِح َز ٍ‬ ‫ِبها َ‬ ‫ُأم ُه َحتَّى قََر َنا‬
‫َوقُ ْدنا َّ‬
‫الج ِني َنا‬
‫ان َ‬ ‫ِب ِر ْجلَ ْيها َي ُجَّر ِ‬ ‫عاها‬
‫ناز َ‬ ‫اَألعنا ِ‬
‫ق ثَُّم تَ َ‬ ‫إلَى ْ‬
‫ِ‬
‫وحاش ٌد ُمتَألِّ ِبي َنا‬ ‫َب ِكي ُل‬ ‫جاء ْت‬ ‫ويوم ِ ِ‬
‫ان َ‬ ‫سفَ َ‬ ‫القاع م ْن َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ام ِعي َنا‬‫صم الس ِ‬ ‫ِ‬
‫لَها َز َج ٌل ُي ُ ّ‬ ‫ط ُح ٍ‬
‫ون‬ ‫َّم ٍة ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوجْئ نا في ُمقَد َ‬
‫رير ال ّن ِ‬ ‫ِ‬
‫العري َنا‬‫ش َعلَت َ‬ ‫ار َأ ْ‬ ‫َه ُ‬ ‫هم‬
‫ير َح ْملَتنا َعلَ ْي ْ‬‫كَأن َه ِر َ‬
‫َّ‬
‫بع ُه َّن َحتّى َي ْنثَِني َنا‬ ‫و ُنتْ ُ‬ ‫شتَّى‬
‫يض َ‬ ‫هام ُه ْم بال ِب ِ‬‫ط َاي ُح ُ‬‫تَ َ‬
‫َأخلَ ِ‬ ‫ِْ‬ ‫سقَتْ َها ِ‬ ‫ٍ‬
‫المتْو َنا‬ ‫صت ُ‬ ‫بَأيديها َو ْ َ‬ ‫سا‬
‫الج ّنُ َم ْل ً‬ ‫َأسياف َ‬‫ِب ْ‬
‫الم ْعتَدي َنا‬ ‫ِ‬ ‫َو َع ْن ِذي مَْهدَِم لَ ّما تَ َعدَّى‬
‫اج ُم ْلك ُ‬ ‫َم َزقْنا تَ َ‬
‫س ِني َنا‬
‫ورا َ‬ ‫ض ُْر ً‬ ‫ي َم ْ‬ ‫ِم َن ال ِه ْن ِد ِّ‬ ‫شعرنا حشاهُ َز ِ‬
‫اع ِب ّياً‬ ‫فََأ َ ْ َ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]181‬‬

‫فاء الجاِئ ِري َنا‬ ‫و ِذي يم ٍن ِش ٍ‬


‫َ ََ‬ ‫َوقَ ْد َعِل َم القَباِئ ُل ِم ْن َم ّع ٍد‬
‫ون إذا ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون إذا َغ ِ‬
‫ضي َنا‬ ‫الم ْفضلُ َ َ‬ ‫وأ ّنا ُ‬ ‫ض ْبنا‬ ‫ِبَأّنا ُ‬
‫الم ْعتَ ُد َ‬
‫الت إالّ ُم ْق ِبِلي َنا‬
‫الع ِ‬‫علَى ِ‬
‫َ‬ ‫وت َولَ ْو ُغش ِي َنا‬ ‫َوَأّنا ال َن ُم ُ‬
‫الب ِاذ ِخي َنا‬‫ْخ َ‬ ‫َب َذ ْخنا فَ ْوق َبذ ِ‬ ‫ون إذا فَ َخ ْر َنا‬ ‫و ََّأنا ِ‬
‫صادقُ َ‬ ‫َ‬
‫أش ِبي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِب َمَأثََر ٍة ُي ِب َ‬
‫المتَ َّ‬ ‫َو ُي ْبط ُل ِب ْد َع َة ُ‬ ‫ق َع ْنها‬
‫الص ْد ُ‬
‫ين ّ‬
‫الصاِئ ِفي َنا‬ ‫ِ‬
‫إلَى اَألفْراط إالّ َ‬ ‫َح َم ْت ما َب ْي َن َحَّر ِة فَ ْر ِع قَ ٍي ٍ‬
‫س‬

‫العالَ ِمي َنا‬‫وع َ‬‫ط ْم َح ِتها ُج ُم َ‬ ‫ِب َ‬ ‫لَها ِم ْنها َكتاِئب لَ ْو َر َم ْينا‬
‫ط ِحي َنا‬ ‫ْع ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫َألو ِل َوق َ‬
‫َّ‬ ‫غاد َرتْ ُه ُم‬
‫ط ْو ًعا َ‬ ‫معا ِ‬
‫والج ِّن َ‬ ‫ً‬
‫ض ّيا ِ‬‫اهلل مر ِ‬ ‫رسو ُل ِ‬ ‫قام ِفي َنا‬ ‫مان ِّ ِ‬
‫َأمي َنا‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫الش ْرك َحتَّى َ‬ ‫َز َ‬
‫صرفْنا حدَّها ِل ِ‬
‫لكافر ِي َنا‬ ‫ق ِفي َنا‬
‫الح َّ‬ ‫لما َعَّز ِد ُ‬
‫ََ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َف ّ‬
‫س ُك ُنو َنا‬
‫ث كا ُنوا َي ْ‬
‫س َك َنا َح ْي ُ‬
‫َ‬ ‫وك ا ْلّر ِ‬
‫وم َحتَّى‬ ‫َوقَتَّ ْلنا ُملُ َ‬
‫ش ِ‬ ‫ِ‬
‫ركي َنا‬ ‫الم ْ‬
‫ور ُ‬ ‫ير الفُ ُخ ِ‬ ‫َمواخ َ‬ ‫َّم َنا َكتاَئ ِبها فَ َج َ‬
‫لس ْت‬ ‫َوقَد ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪12 :‬‬ ‫[‪]12‬‬

‫مــــــــن الوافـــــــر‬ ‫وقـــال أيضــــــــا ً ‪:‬‬

‫س ِقينا‬ ‫وما ي ْغ ِن َ ِ‬
‫ين م ْن َك َوإ ْن ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َّو ِاف َع ِم ْن َح ِف ٍ‬
‫ير‬ ‫سقَى اهللُ الد َ‬ ‫َ‬
‫ض قَ ْوٍم َ‬
‫آخ ِري َنا‬ ‫أروب َة َْأر ِ‬‫َ‬ ‫س ِقى َوَأ ْن َت ِب َب ْط ٍن قَ ٍو‬ ‫ستَ ْ‬‫َأتَ ْ‬
‫وحاجات َب ِقي َنا‬
‫ٍ‬ ‫فَ َم ْن ِل َغ ٍد‬ ‫ٍ‬
‫حاجات َألَ َّم ْت‬ ‫ض ْينا اْ َلي ْو َم‬
‫َق َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]182‬‬

‫ضي َنا‬ ‫وي ْبرُأ داُؤ ُه َّن إذا قُ ِ‬ ‫اء‬ ‫حاجات النُّفُ ِ‬
‫َََ‬ ‫ون َد ً‬
‫وس تَ ُك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو‬
‫َولَ ْوال َكّرُ ُه َّن لقد فُِني َنا‬ ‫ضي حاج ًة َوتُِل ُم ْ‬
‫ُأخ َرى‬ ‫فَ َن ْق ِ‬
‫َي ِمي ًنا ثَُّم ُأتْ ِب ُع َها َي ِمي َنا‬ ‫اهلل ثَُّم ِ‬
‫اهلل َحقّا‬ ‫َأما و ِ‬
‫َ‬
‫ِتالَ ًعا ما ُأِب ْح َن َوما ُر ِعينا‬ ‫َأم ْي َم ُة ِم ْن فَُؤ ِادي‬
‫لَقَ ْد َنَزلَ ْت َ‬
‫آخ ِري َنا‬
‫َّة َ‬ ‫وآثَر بالمود ِ‬ ‫الخِليلَ إذ َجفانا‬ ‫لك َّن َ‬ ‫وِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ض ِني َنا‬
‫اد ِب ِه َ‬ ‫كان الفَُؤ ُ‬ ‫وإ ْن َ‬ ‫ت تَ َكُّر ًما َع ْن ُه ِب َن ْف ِسي‬‫ص َد ْد ُ‬
‫َ‬
‫ستَ ِكي َنا‬ ‫ِ‬
‫َوالَ َي ْخفَى الَّذي ِبي ُم ْ‬ ‫اس َبثي‬ ‫ظ ُّن َوما ُأب ُّ‬
‫ث َّ‬
‫الن َ‬ ‫َأ َ‬
‫ص ِدي َنا‬ ‫ش َو ِ‬
‫اج ُر قَ ْد َ‬
‫لَتَع ِ‬
‫ص ِيني َ‬ ‫ْ‬ ‫س َع ْن لَ ْيلَى َوإ َني‬
‫ود ال َن ْف َ‬
‫أ ُذ ُ‬
‫ور وما َر ِوي َنا‬ ‫وي ْك ِث ْر َن ُّ‬
‫الص ُد َ‬ ‫ُ‬ ‫شِ‬
‫ار ًبا َو ُي َد ْد َن َع ْنها‬ ‫َيَر ْي َن َم َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪4 :‬‬ ‫[‪]13‬‬

‫مـــــــن البسيـــــط‬ ‫قال السيد الحميري (ت‪173‬هـ) ‪:‬‬

‫ب َمكنونا‬ ‫سقَ ًما في اللُّ ِّ‬


‫ستود ًعا َ‬
‫ُم َ‬ ‫القلب َمحزونا‬
‫ُ‬ ‫بعزةَ هذا‬
‫َأمسي ّ‬
‫لحاكم ِفينا‬
‫قول الوشاة ومن َي ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عرضي ع ّنا وتَنتصحي‬ ‫عز إن تُ ِ‬‫يا ُّ‬
‫المحبينا‬
‫أهواء ُ‬ ‫َ‬ ‫والصرم ُيخلق‬
‫ُ‬ ‫لف‬
‫صب ب ُك ّم َك ٌ‬
‫الحبل من ٍّ‬
‫َ‬ ‫صرمي‬‫وتَ ِ‬
‫تركها ما ِ‬
‫عنك ُيسلينا‬ ‫إن كان في ِ‬ ‫ترك زيارتَ ُكم من غير م ِقلَ ٍ‬
‫ية‬ ‫َ‬ ‫َن ْ َ ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪24 :‬‬ ‫[‪]14‬‬

‫مــن مجزوء الرمــل‬ ‫قال سالم الخاسر(ت‪186‬هـ) ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]183‬‬

‫يا ديار الظاعنينا‬ ‫اسمعي أو خبرينا‬


‫للذي قد تعلمنا‬ ‫أن قلبي بك رهن‬
‫بالبلى حتى بلينا‬ ‫نادت األيام فيها‬
‫ر ضروبا وفنونا‬ ‫كم خبطنا الهو في الدا‬
‫داف منهن المتونا‬ ‫من ظباء تجذب األر‬
‫حورا وعينا‬ ‫مثقالت يتهادين بها‬
‫تبعث الداء الدفينا‬ ‫خطرات الشوق منها‬
‫كان باأللف ضنينا‬ ‫فاز في األلف محب‬
‫زاد في الحب فتونا‬ ‫كلما أزددت بعادا‬
‫حرقا ما تنقضينا‬ ‫غادرت في القلب مني‬
‫في عيون العاشقينا‬ ‫ليس للنوم قرار‬
‫بعدما خضناه حينا‬ ‫صار بحر الحب غمرا‬
‫ن أمير المؤمنينا‬ ‫أن عبد اهلل هر‬

‫ه شماال ويمينا‬ ‫ملك بث عطايا‬


‫معا دنيا ودينا‬ ‫أن هلل وليا جا‬
‫يمنع الدينن المصونا‬ ‫يبذل الدنيا ولكن‬
‫من الدنيا مهينا‬ ‫ملك أضحى لما عز‬
‫وابن خير الذاهبينا‬ ‫أنت خير الناس حيا‬
‫نلتقي حمرا وجونا‬ ‫رب يوم للمنايا‬
‫بالكماة المعلمينا‬ ‫مثل يوم الحشر يردى‬
‫ليس يرحمن جنينا‬ ‫أمهات الوحش فيه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]184‬‬

‫في اكف المصلينا‬ ‫ومخاريق المنايا‬


‫وتعبدت المنونا‬ ‫لو دعوت الحرب عبدا‬
‫تابعا او مستكينا‬ ‫أعطيات السلم طوعا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪16 :‬‬ ‫[‪]15‬‬

‫مــــــن البسيــــــط‬ ‫قال البحتري (ت‪ 284‬هـ) ‪:‬‬

‫لَوال تَ َكلُفُنا ما لَيس َيع ِْنْيَنا‬ ‫السعي َيكفينا‬‫أيس ُر َهذا َ‬


‫َنسعي َو َ‬
‫هر ال ُيواتينا‬ ‫علي م ِ‬
‫واتاة َد ٍ‬ ‫اض ِتها‬
‫سنا أقصي ر ِي َ‬
‫َ ُ‬ ‫روض أنفُ َ‬
‫َن ُ‬
‫جامالً فَتَأ ّني في تَقاضينا‬ ‫م ِ‬ ‫ظَرنا‬
‫األعمار أن َ‬ ‫ليت م ِ‬
‫سلفَنا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َف َ ُ‬
‫حلُل بوادينا‬ ‫قيد ِهِم ِ‬
‫فا ْ‬ ‫علي فَ ِ‬ ‫بت أن تَلقى َذوي أس ٍ‬
‫ف‬ ‫أحب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أنت َ‬
‫إن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الدهر ِ‬ ‫ِ‬
‫لناص ِر الدين َعن أن َي ُ‬
‫نصَر الدنيا‬ ‫شاغلَ ٌة‬ ‫َر ِز َّي ٌة من َرزايا َ َ‬
‫بات َمحزونا‬ ‫قلب إالَ َ‬
‫له َوال َ‬
‫ُ‬ ‫ين إالَ َوقد باتَت ُم َوَّرقةً‬
‫ال َع َ‬
‫الم َعلي اِإل ِ‬
‫غرام ماعونا‬ ‫رك الم ِ‬
‫تَ َ َ‬ ‫سِئلوا‬ ‫اإلخوان إن ُ‬
‫َ‬ ‫كأن الَّذي َم َن َع‬
‫َ‬
‫ب عن ٍ‬
‫أمر ُي َعّزينا‬ ‫ِ‬
‫العواق ُ‬
‫لَنا َ‬ ‫شفَت‬‫الع ّباس ما ِان َك َ‬ ‫اَألمير أبو َ‬
‫ُ‬ ‫لوال‬

‫آثارهُ فينا‬ ‫ٍِ‬ ‫الدنيا ِلراِئ ِدنا‬ ‫ِ‬


‫س َنت ُ‬ ‫في ُمنعم َح ُ‬ ‫الدين َو ُ‬
‫ُ‬ ‫َيجتَمعُ‬
‫الميامينا‬ ‫واكب السَّ ِ‬
‫عد َوالطَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لع ِت ِه‬ ‫ظفٌَّر لَم َنَزل َنلقى ب َ‬
‫ير َ‬ ‫َك َ‬ ‫طَ‬ ‫ُم َ‬
‫الع ّباس َميمونا‬ ‫ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫توح ِم َن اآلفا ِ‬
‫بار ًكا من َبني َ‬ ‫ُم َ‬ ‫عام َدةً‬ ‫تهدي الفُ ُ‬ ‫َ‬
‫لء أيدينا‬ ‫فَ َن َّولتنا يدَ ُ ِ‬ ‫حر َناِئ ِل ِه‬
‫اه م َ‬ ‫َ‬ ‫ور َدنا َب َ‬‫أردنا َ‬
‫إذا َ‬
‫نه ما شينا‬ ‫فَأخذنا ِم ُ‬
‫روعنا َ‬‫ش َ‬ ‫ُ‬ ‫ط ُّوِله‬
‫ش َرعنا في تَ َ‬ ‫شاء َ‬
‫َولَو َن ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]185‬‬

‫سب َبي ِع َ‬
‫ند ابن طولونا‬ ‫َيزكو ِبها َ‬ ‫يصاء وتَقَ ِد َمه‬
‫ً‬ ‫أنت ِإ‬
‫أموجهي َ‬‫ِ‬
‫َدي ًنا علي ِ‬
‫ناص ِر اِإل ِ‬
‫سالم َمضمونا‬ ‫أع ُّد ِب ِه‬ ‫وم ِط ٌ ِ‬
‫َ‬ ‫لق من َخراجي ما ُ‬ ‫َُ‬
‫طاء ِم َ‬
‫نك َممنونا‬ ‫َوال َو َجدنا َع ً‬ ‫ألفيت ذا َب ٍ‬
‫خل‬ ‫َ‬ ‫سِئ َ‬
‫لت فَما‬ ‫َو َكم ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪39 :‬‬ ‫[‪]16‬‬

‫مــــــن البسيــــــط‬ ‫و قال أيضـــــاً* ‪:‬‬

‫الم ِح ّبينا‬
‫جاج َك في لَ ْوِم ُ‬ ‫فَما ُل ُ‬ ‫ب ُيغرينا‬ ‫الح ِّ‬ ‫ي ُ ِ‬
‫كاد عاذلُنا في ُ‬ ‫َ‬
‫الح ُي َع ّنينا‬ ‫جد ُن ِ‬
‫عانيه أو ٍ‬ ‫َو ٌ‬ ‫جد ِمن ظُ ٍلم فَ َد َ‬
‫يد ُننا‬ ‫ُنلحى علي الو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ور ُيواقينا‬ ‫فَال َمحال َة ِمن َز ٍ‬ ‫صراِئ ُمها‬ ‫ِ‬
‫رود َد َنت م ّنا َ‬
‫إذا َز ُ‬
‫يح ِّيينا‬
‫مياء إالَ أن َ‬‫ظ َ‬ ‫َخيا ُل َ‬ ‫اللوى فَأبى‬ ‫ِبتنا ُجنوحا َعلي ُك ِ‬
‫ثب َّ‬
‫يس َيقضينا‬ ‫ِ‬ ‫ليس ُيم ِهلُنا‬
‫ريم لَ َ‬
‫تَقاض ًيا َو َغ ُ‬ ‫رود تَبيعٌ َ‬ ‫َوفي َز َ‬
‫هدها فينا‬ ‫وما َع ُ‬ ‫ُم َي ً‬
‫فيها َوال ذ َّ‬ ‫غر ِمنا‬‫هد ُم َ‬ ‫َم ِ‬
‫ناز ٌل لَم ُي َذ َّمم َع ُ‬
‫عدودةًـ َو َخلت فيها ليالينا‬
‫َم َ‬ ‫امنا ِح َججًا‬ ‫تَ َجَّر َمت ِع َ‬
‫ندهُ ّأي ُ‬
‫اللب َمحزونا‬‫تَيَّمن َق ًلبا ُم َع ّنى ِّ‬ ‫زع ِمن َ‬
‫إضٍم‬ ‫الج ِ‬‫إن ال َغواني َغداةَ ِ‬ ‫َّ‬
‫عم ٍة لينا‬ ‫ِ ِ‬
‫زداد أعطافُها من ن َ‬ ‫تَ ُ‬ ‫َأكبادها َج َعلت‬
‫ظة ُ‬ ‫ست ِغل َ‬
‫إذا قَ َ‬
‫ليس ُيرضينا‬ ‫ِ‬ ‫يلومنا في الهوي من لَيس ي ِ‬
‫فيه َو ُيسخطُنا َمن َ‬ ‫عذ ُرنا‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫واتاة ِخ ٍّل ال ُيواتينا‬
‫إلى م ِ‬
‫ُ‬ ‫منزلُنا‬ ‫ظ ِ‬
‫مياء ِ‬ ‫نت َهوي َ‬
‫ظ َن ُ‬
‫َوما َ‬

‫بعن القَطا الجونا‬


‫ثل القَطا الجون َيتَ َ‬ ‫ِم َ‬ ‫ساري ًة‬
‫َ‬ ‫الخ ِ‬
‫يل‬ ‫تاق َ‬ ‫ثت ِع َ‬ ‫لَقَد َب َع ُ‬
‫ير مارونا‬ ‫عار َ ِ‬ ‫رن َعن َد ِ‬ ‫يِ‬
‫ضن أبن َيةً في َد َ‬ ‫َ‬ ‫ؤال َوقَد‬
‫الس َ‬
‫ان ُ‬‫ير ُمّر َ‬ ‫كث َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫س ِّي ِد‬ ‫ِ‬ ‫جح في ِإَرٍم‬
‫السادات َمضمونا‬ ‫ني َعلي َ‬
‫غ ً‬ ‫دن في ِإَرٍم َوال ُن ُ‬
‫ش َ‬ ‫َين ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]186‬‬

‫وهوما َو َمظنونا‬
‫ً‬ ‫عه ُد َم‬
‫كان ُي َ‬
‫َو َ‬ ‫لموسا َو ُمد ََّر ًكا‬ ‫نه َم ً‬ ‫ُيلفي ال َندى ِم ُ‬
‫األشقّ ِ‬
‫على ِ‬ ‫العافين ُيزِلفُ ُهم‬ ‫َأنع ِم ِه‬ ‫ٍ‬
‫اء فيها َوالقَرابينا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫باد ِب ُ‬
‫حتكاما ِ‬ ‫أخذنا ا ِ‬ ‫ِشئنا َ‬ ‫ِ‬
‫فيه ماشينا‬ ‫ً‬ ‫دون إذا‬ ‫المجتَ َ‬ ‫َني ٌل ُي َح َّك ُم فيه ُ‬
‫ِ‬
‫اَألفعال الهينا‬ ‫ساهين َعن َك َرِم‬
‫َ‬ ‫فجُؤ ُهم‬ ‫األحساب َي َ‬‫ِ‬ ‫لقين ِم َن‬
‫َو ُم ِم َ‬
‫زر ِم ُ‬
‫نه َيكفينا‬ ‫كان ُغ ٌ‬ ‫تَ ُكفُّنا َ‬ ‫عارفَ ٍة‬ ‫زر ِ‬ ‫داهم َن ُ‬ ‫إن لَم َي ُكن في َج ُ‬
‫وم َمغبونا‬ ‫َرآهُ فيها َبخي ُل القَ ِ‬ ‫مر َغ َب ٍة‬
‫مدا ِب ْ‬ ‫شرى َح ً‬ ‫غابن إن َ‬ ‫َو ٍ‬
‫الميامينا‬ ‫الس ِ‬ ‫َك ِ‬ ‫لع ِت ِه‬ ‫ظفٌَّر لَم َنَزل َنلقي ب َ‬
‫ير َ‬ ‫طَ‬‫عد َوال ّ‬ ‫واك َب َّ‬ ‫طَ‬ ‫ُم َ‬
‫بع َد الصينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ريبا ِم َن‬
‫بالصين في ُبعدها ما استَ َ‬ ‫األعداء لو َوقعوا‬ ‫ُيمسي قَ ً‬
‫تَشمير ي َ ِ‬
‫أعداءهُ ُذالًّ َوتَوهينا‬
‫َ‬ ‫زيد‬
‫تَ ُ‬ ‫قظان ما انفَ َّكت َع َ‬
‫زيمتُ ُه‬ ‫َ َ‬
‫الجيش بن طولونا‬
‫َعلي ُجيوش أبي َ‬ ‫نزلةً‬ ‫صر ُم َ‬ ‫يوش ال َن ِ‬ ‫أيت ُج َ‬ ‫إ ّني َر ُ‬
‫مسين ألفًا أو َيزيدونا‬
‫الروع َخ َ‬
‫في َّ‬ ‫الثن َّي ٌة إذ َيثني ب َكَّر ِت ِه‬ ‫يوم ِ‬
‫َ َ‬
‫مرها حينا‬ ‫ضر ُم ذاكي َج ِ‬ ‫حي ًنا َو َي َ‬ ‫راجلُها‬ ‫شعل ٌة تَغلي م ِ‬
‫َ‬ ‫رب ُم َ‬ ‫الح ُ‬ ‫َو َ‬
‫وراجينا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َر ِادقِِه‬
‫صنفَين من ُمضمري َخوف َ‬ ‫الورى َو ُه ُم غاشو ُ‬ ‫َيغدو َ‬
‫ِ‬
‫الغايات وانينا‬ ‫رين ِم َن‬‫وفَ ِات َ‬ ‫بين ِب ِه‬ ‫سب ٍ‬
‫ق َي ُ‬ ‫ين أخي َ‬ ‫الناس َب َ‬‫َو ُ‬
‫أعقاب اَألثانينا‬ ‫ف‬‫ِم َن التَ َخلُّ ِ‬ ‫الثاءات ِ‬
‫واطَئ ًة‬ ‫ِ‬ ‫أيت الثَ‬
‫َ‬ ‫َكما َر ُ‬
‫إعزازا َوتَمكينا‬ ‫اد َك اهللُ‬‫وز َ‬ ‫عمر ُها‬ ‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َع َّم َر َك اهللُ لل َعلياء تَ ُ‬
‫اء َواللينا‬
‫العّز َ‬ ‫جاو َرت ِع َ‬
‫ند َك َ‬ ‫ُمذ َ‬ ‫الروم ِمن َه ٍّم ُي َح ِّي ُرها‬ ‫ُ‬ ‫ما انفَ َّك ِت‬
‫بع ُد إن كانوا قَريبينا‬ ‫يدا َوتَ ُ‬ ‫َك ً‬ ‫شت ِ‬
‫طاط ُه ُم‬ ‫ند ِا ِ‬ ‫تَدنو إذا َب ُعدوا ِع َ‬
‫أخبار ِ‬
‫صقّّينا‬ ‫ِ‬ ‫الناس ِمن‬ ‫أثر‬ ‫خت ِب ِه‬
‫ُ‬ ‫ما َي ُ‬ ‫س َ‬ ‫كت لَ ُهم َيوما َن َ‬ ‫َحتّى تََر َ‬

‫هر أنقَر ِة القُصوى و َ‬


‫ط ِّم َينا‬ ‫ظ ِ‬‫ِمن َ‬ ‫صارعٌ ُك ِت َبت في َبطن لُؤلَُؤ ٍة‬
‫َم ِ‬
‫أمول هارونا‬
‫الم َ‬ ‫جه َد ُهم َغزواً َوتُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تبع ُه َ‬
‫شا َوتُ َ‬
‫َجي ً‬ ‫غز َي ُهم‬ ‫فاسِلَم لتَ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]187‬‬

‫فخيما َوتَزيينا‬
‫َوليس تَألوهُ تَ ً‬ ‫آالك ُمجتَ ِه ًدا‬
‫ين فما َ‬ ‫س ُ‬
‫الح َ‬
‫َأما ُ‬
‫ّ‬
‫ق اِإل ِ‬
‫قبال َميمونا‬ ‫مبار ًكا ِ‬
‫صاد َ‬ ‫دبر ُهم‬ ‫تَرضى ِب ِه َ‬
‫ُ َ‬ ‫رضيك ُم ُ‬ ‫َ‬ ‫حين ال ُي‬
‫أمين ال َغ ِ‬
‫يب َمأمونا‬ ‫تَلقاهُ إالَ َ‬ ‫آم َفما‬ ‫شِ‬ ‫َأدي اَألما َنة في ِ‬
‫مال ال َ‬ ‫ّ‬
‫طا ِمنها َوال دونا‬‫سً‬‫فَما تَرى َو َ‬
‫بة العليا م ِ‬
‫حاس ُن ُه‬ ‫الرتَ ُ َ‬
‫ِ‬
‫تَسمو إلي ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]17‬‬


‫قال أبو فراس الحمداني (ت‪357‬‬
‫مـــــن البسيـــــــط‬ ‫هـ) ‪:‬‬

‫ذاك وادينا‬‫نزل َ‬‫لوص َك َوِا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جاش ِ‬ ‫رت ٍ‬


‫فاعقل ُق َ‬ ‫غار ُب ُه‬ ‫بواد َ‬ ‫إذا َم َر َ‬
‫ذاك نادينا‬
‫جلس َ‬ ‫فا ِ‬‫فاه ِة ِ‬
‫الس َ‬ ‫طيف ِب ِه‬ ‫رت ٍ‬
‫أه ُل َ‬ ‫بناد ال تُ ُ‬ ‫َوإ ن َع َب َ‬
‫ش في األحيان راعينا‬ ‫طَ‬ ‫َحتّى لَ َيع َ‬ ‫ُن ُغير في اله ْجم ِة ال َغر ِ‬
‫اء َن َن َح ُرها‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األمواه حادينا‬ ‫عن َعلي‬ ‫س ِم َ‬ ‫الخمس ِ‬
‫إذا َ‬ ‫صاد َي ًة‬ ‫عد َ‬ ‫شو ُل َب َ‬‫َوتَج َف ُل ال َ‬
‫هر إال ِمن أعادينا‬ ‫أم ُن الدَّ َ‬‫ال تَ َ‬ ‫الكوم أشتاتًا ُم َر َّو َع ًة‬
‫ُ‬ ‫وتَ َغتَدي‬
‫كم ُه فينا‬ ‫ِ‬ ‫َنرضى ِب َ‬ ‫نزِلنا‬
‫بم ِ‬ ‫َو ُيص ِب ُح َ‬
‫ذاك َو َي ْمضي ُح ُ‬ ‫يف أوالنا َ‬
‫الض ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪4 :‬‬ ‫[‪]18‬‬

‫مـــــن البسيـــــــط‬ ‫قال كشاجم (ت‪ 360‬هـ) ‪:‬‬

‫ِ‬
‫أحاديث المحبينا‬ ‫استماع‬
‫َ‬ ‫إال‬ ‫صحوت عن كل شيء كان يعجبني‬
‫وإ ن دعا قلت باإلخالص أمينا‬ ‫إذا شكا بعضهم َو ْج ًدا بكيت له‬
‫ت َما قَ ْد َك َاب ُدوا ِح ْي َنا‬
‫الَقُ ْوا َو َك َاب ْد ُ‬ ‫َألني قَ ْد لَ ِق ْي ُ‬
‫ت َك َما‬ ‫اك إالَّ ِّ‬
‫َما َذ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]188‬‬

‫س ِع ٌد َم ْن َك َ‬
‫ان َم ْح ُزو َنا‬ ‫َو َها َأَنا ُم ْ‬ ‫اع ُد ِني‬
‫لَ ِك َّن ِني لَم ي ُك ْن ِلي م ْن يس ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪28 :‬‬ ‫[‪]19‬‬

‫مـــــن البسيـــــــط‬ ‫قال السري الرفاء (ت‪326‬هـ) ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َ ِِ‬ ‫ِ‬


‫واسقينا‬ ‫المزن‬
‫شعشعيها بماء ُ‬ ‫طوينا‬ ‫َنطوي اللَّيالي ع ْل َما أن َ‬
‫ستَ ِ‬
‫للراح أيدينا‬ ‫فِإ نما ُخلشقت َّ‬ ‫أيدينا‬
‫الراح َ‬
‫ِ‬ ‫وتَِّوجي بكئوس‬
‫أعطافه الِلينا‬
‫ِ‬ ‫ائل ِ‬
‫البان من‬ ‫شم َ‬‫َ‬ ‫س َرقت‬‫ناعما َ‬
‫قواما ً‬‫قامت تَ ُهُّز ً‬
‫رد ِنسرينا‬ ‫الو ِ‬ ‫ألقيت فَ َ ِ‬
‫وق َجن ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫زاج كما‬ ‫ِ‬
‫ث حمراء َيلقاها الم ُ‬ ‫تَ ُح ُّ‬
‫سك منها أو تُ ِّحيينا‬ ‫الم ِ‬‫روائح ِ‬ ‫فحت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فلست أدري أتَسق َينا وقد َن َ‬
‫ُ‬
‫لو فاتَنا المل ُك راحت عنه تُ ِ‬
‫سلينا‬ ‫العيش صافي ًة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ام َ‬ ‫قد مل َكتنا زم َ‬
‫وي ْح ِيي َنا‬ ‫رضينا وي ِ‬ ‫ف القَ ِّد ي ِ‬
‫طِ‬
‫ويقَتُلُنا َدالًّ ُ‬
‫ُحس ًنا َ‬ ‫سخطُنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومخ َ‬‫ُ‬
‫بعذار ِ‬
‫يه تَزا ِيي َنا‬ ‫وز َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّيه ِمن َخ َج ٍل‬
‫تَفَتَّحت وردتَا َخد ِ‬
‫يدتَا َ‬ ‫َ َ‬
‫جروحا ومطعونا‬ ‫ً‬ ‫حتَّى َن َّ‬
‫فاهن َم‬ ‫الدَنان لنا‬
‫أحشاء ِّ‬
‫َ‬ ‫زال َينفُُر‬
‫ما َ‬
‫أن الدَّهر ُيردينا‬‫ت َّ‬‫ش ْز ًرا تيقَّ ْن ُ‬
‫َ‬ ‫لحظُنا‬ ‫ِ‬
‫الدهر تَ َ‬ ‫يون‬
‫رأيت ُع َ‬ ‫لما ُ‬ ‫ّ‬
‫الر ِ‬
‫ياحينا‬ ‫تَسبي ري ِ‬
‫احي ُنها َّ‬
‫الش ْر َب َّ‬ ‫نمضي ونتر ُك من ِ‬
‫ألفاظنا تُ َحفًا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بيب من األقوام ُيطر ِينا‬ ‫كان اللَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫األغبياء إذا‬ ‫وما ُنبالي ِبدَ ِّم‬
‫حم َد فيها الفَاطميُّونا‬
‫إالَ ُلي َ‬ ‫ظم قالِئدها‬ ‫اء لم تُن َ‬ ‫ب َغَّر َ‬
‫ور َّ‬
‫ُ‬
‫المعادينا‬ ‫ِ‬ ‫إرث َّ‬ ‫ِ‬
‫بي على ُرغم ُ‬ ‫الن ِّ‬ ‫َ‬ ‫نحهم‬
‫تاب اهلل َي َم ُ‬
‫الوارثُون ك َ‬
‫جارونا‬ ‫النجار إذا َك َّل ُ‬
‫الم ُ‬ ‫ِع ُ‬
‫تق ِّ‬ ‫نج ُدهم‬ ‫والسابقُون إلي َ ِ‬
‫الخيرات َي ُ‬
‫أقواما َمالعينا‬
‫ً‬ ‫لع ُن‬
‫ُح ّباً وَن َ‬ ‫قوم ُنُصلِّي عليهم َ‬
‫حين َنذ ُك ُرهم‬ ‫ُ‬
‫كا ُنوا الدَّواِئب منها والع ِ‬
‫رانينا‬ ‫ِ‬
‫أباطحها‬ ‫شا في‬ ‫إذا َعددنا ُقَري ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]189‬‬

‫طه وي ِ‬
‫اسينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫أغ َنتهم عن ِ‬
‫مدائح اهلل في َ َ‬
‫ُ‬ ‫المادحين لهم‬ ‫فات‬ ‫ُُ َ‬
‫ش ِانينا‬ ‫أنف ِ‬
‫شانيهم و َ‬ ‫يهم َ‬ ‫ِ‬
‫َم ْدح ُ‬
‫أمدحهم إال ِ‬
‫ألرغ َم في‬ ‫ُ‬ ‫فلست‬
‫ُ‬
‫ظمآن آمينا‬
‫َ‬ ‫سين به‬
‫الح ُ‬‫وي ُ‬‫ثَ َ‬ ‫يحان علي َج َد ٍث‬
‫ور ٌ‬ ‫وح َ‬
‫أقام َر ٌ‬
‫َ‬

‫الس ِ‬
‫كاكينا‬ ‫شى َّ‬
‫الج ْمرِ أو تُح َ‬ ‫أحشاءنا من ِذ ِ‬
‫طوى علي َ‬
‫ُت َ‬ ‫أبدا‬
‫كره ً‬ ‫َ‬ ‫كأن‬
‫َّ‬
‫ضوا في ِ‬
‫قتله الدِّنيا‬ ‫وإ نما َنقَ ُ‬ ‫قضوا أوتار ِ‬
‫والده‬ ‫َ‬ ‫مهالً فما َن ُ‬
‫عنا وي ِ‬
‫رضينا‬ ‫اإلله به َّ ُ‬ ‫رضى ُ‬ ‫َي َ‬ ‫س َب ًبا‬
‫وج ْدنا ُحبَّكم َ‬‫النبي َ‬
‫ِّ‬ ‫آل‬
‫وال ُن ِ‬
‫نادي ُك ُم إال َموالينا‬ ‫ِ‬
‫بسادتنا‬ ‫فما ُن ِ‬
‫خاط ُبكم إالَ‬ ‫َ‬
‫القلب تَ ِ‬
‫مكينا‬ ‫واد ِ‬ ‫زيدها في س ِ‬ ‫َي ُ‬ ‫فخار في مود ِ‬
‫َّتكم‬ ‫وكم ل َنا من ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واهللُ يرميه عنا وهو يرمينا‬ ‫ف عداوتَه‬ ‫عدو لكم م ْخ ٍ‬ ‫ومن ِ‬
‫ُ‬
‫اب َمساعيكم َميادينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أضحت رح ُ‬ ‫َ‬ ‫الجواد فقد‬ ‫ي‬ ‫إن ِ‬
‫أجر في ُح ِّبكم َج ْر َ‬
‫زيد مستَحس َن األشعار تَ ِ‬
‫حسينا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ُ ُ‬ ‫وذكر ُك ُم‬
‫وكيف َيعدو ُك ُم شعري ُ‬ ‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]20‬‬

‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫قال تميم الفاطمي (ت‪374‬هـ) ‪:‬‬

‫أنصف ِم ّني في ِ‬
‫المح ِّبي َنا‬ ‫َ‬ ‫عيناك‬ ‫ش ْدتُ ِك اهللَ في ظُ ْلمي فما َق ْ‬
‫تلت‬ ‫َنا َ‬
‫ِسوى َه ِ‬
‫واك وإ ْن َعدَّيتني د ِي َنا‬ ‫ت له‬‫ش َر ْع ُ‬
‫يم فؤادي هل َ‬ ‫ِ‬
‫سلي صم َ‬ ‫َ‬
‫فعندي ما تريدي َنا‬‫بما أريد ِ‬ ‫إن لم أفْز ِ‬
‫منك يا من حبُّها تَلفِي‬ ‫ْ‬
‫و ِمن قساو ِة ما ِ‬
‫أوليتني لي َنا‬ ‫عينك مرحم ًة‬ ‫فاستوهبي لي ِمن ِ‬
‫األلحاظ ِع ِّني َنا‬
‫ِ‬ ‫فاتك‬
‫وجدتُه َ‬ ‫وإ ن لَ َح ْو ِك فقولي إ ّنه رجل‬
‫الخَّر َد ِ‬
‫العي َنا‬ ‫ودون ْكم فاطلبوه ْ‬ ‫ال تطلبوا بدمي ِمن ِ‬
‫قات ٍل قَ َو ًدا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]190‬‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪41 :‬‬ ‫[‪]21‬‬


‫قال الصاحب بن عباد (ت‪385‬هـ)‬
‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫‪:‬‬

‫جدت في ال َق ِ‬
‫لب َأحزانا َأفانينا‬ ‫َو ُ‬ ‫آل يسينا‬
‫إذا تَراخى َمديحي َ‬
‫صيينا‬
‫للو ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فض ِب َم ِ‬
‫ناء َ‬
‫تَغض َو َجدِّد ثَ ً‬ ‫ين َوال‬
‫الطاهر َ‬ ‫ديح‬ ‫بع ْ‬
‫ط َ‬
‫يا َ‬

‫سن و ِ‬
‫الء الطَّال ِب ِّيينا‬ ‫ير ُمجتَ ِم ًعا‬
‫إال ِب ُح ِ َ‬ ‫الخ ِ‬
‫روح َ‬ ‫ب َ‬ ‫ست َأطلُ ُ‬ ‫َفلَ ُ‬
‫الميامينا‬ ‫َِ‬ ‫م حب ِ‬ ‫مد ِ‬
‫الساد ـة ال ُغ ِّر َ‬ ‫َّة‬ ‫ََ‬ ‫ديت إلى‬
‫هلل لَ ّما َأن ُه ُ‬ ‫الح ُ‬‫َ‬
‫َأساءت َر َأيها فينا‬ ‫َ‬ ‫الخطوب‬
‫ُ‬ ‫ِإذا‬ ‫عتمدي‬ ‫َأهل ِ‬
‫البيت ُم َ‬ ‫ب ال َن ِبيِّ َو ِ َ‬ ‫ُح ُّ‬
‫ساس الهاشمينا‬ ‫اَألنام َو َ‬ ‫ساد‬
‫َ‬ ‫َأفض ُل َمن‬‫سول اهلل َ‬ ‫َأيا ا ِبن َعِم ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دح َمولى َيرى تَفضيلَ ُكم دينا‬ ‫ِل َم ِ‬ ‫قين ِ‬
‫َأص ْخ‬ ‫الي ِ‬‫رد َ‬ ‫درهَ ِ‬
‫الدين يا فَ َ‬ ‫ِ‬
‫يا م َ‬
‫قمع براهينا‬ ‫االمام ومنظور ِ‬ ‫َأنت ِ‬
‫يرد ما ُقلتُ ُه ُي َ‬ ‫اُألنام فَمن‬ ‫ََُ ُ‬ ‫َ‬
‫الروح ختّام ال َن ِبيينا‬
‫ِ‬ ‫فديت ِب‬
‫َ‬ ‫الفراش َوقَد‬ ‫َهل ِمث ُل فعلك في يوم ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫اإلسالم إن َعرفوا‬ ‫ِ‬ ‫س ِب َ‬
‫قك في‬ ‫ِ‬
‫اء تَكفينا‬ ‫َوهذه ال ُخصلَ ُة ال َغّر ُ‬ ‫َهل مث ُل َ‬
‫حت تَهدينا‬‫َأصب َ‬ ‫ديت َكما َ‬ ‫َوقَد ُه َ‬ ‫َهل ِمث ُل ِعلمك أن زلّوا َوإ ن َو َهنوا‬
‫جديعا َوتَوهينا‬
‫الحرب تَ ً‬ ‫دارت رحى َ‬‫َ‬ ‫راب َوقد‬ ‫الض ِ‬ ‫فك في َيوم ِّ‬ ‫َهل ِمث ُل س ِي َ‬
‫سيلَها حينا‬ ‫الوغى َوَأساَلت َ‬
‫فس َ‬‫َن ُ‬ ‫شت‬ ‫َهل ِمث ُل ِف ِعلك في َبدر َوقَد َح َم َ‬
‫اَألضلِّينا‬ ‫ِـ‬ ‫الل َولَم‬‫الض ِ‬ ‫َأعالم َ‬ ‫عك ِ‬‫ص ِر َ‬ ‫ِ‬
‫هامات َ‬ ‫تفلق‬
‫تَنف ّك ُ‬ ‫َهل مث ُل َ‬
‫الش ِ‬
‫رك تَغ ِي ْي ًرا َوتَعيينا‬ ‫ب ِّ‬ ‫ِئ‬
‫َعصا ُ‬ ‫َهل ِمث ُل َيو ِمك في َأحد َوقد ُغ ِرفَت‬
‫وت تَعجيالً َوتَحيينا‬ ‫أس َك َمع َعمرٍو َوقَد َجب ُنوا‬ ‫َهل ِمث ُل ب ِ‬
‫الم َ‬
‫َوحا َذروا َ‬ ‫َ‬
‫نه ُقلَّ ٌة ِم ْن َرمي رامينا‬ ‫َّأ‬
‫َك ُ‬ ‫فر تَح ُذفُ ُه‬‫َهل ِمث ُل َق ِلع َك باب ال ُك ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]191‬‬

‫الفاط ِم ِّي َنا‬


‫مال ِ‬ ‫ُز ِّوجتَها يا َج َ‬ ‫س ّي َدةٌ‬ ‫فاطم َة َ ِ‬
‫الزهراء َ‬
‫ِ‬
‫َهل مث ُل َ‬
‫ِ‬
‫جد تَكوينا‬ ‫الل الم ِ‬
‫ِإ ْذ ُك ِّونا من َب ِ‬ ‫خر َوفي َك َرٍم‬ ‫يك في فَ ٍ‬ ‫َهل ِمث ُل َنجلَ َ‬
‫َ‬
‫عنى َوتَأويالً َوتَبيينا‬ ‫مع َك ِللقُرآن تَ ِ‬‫َهل ِمث ُل ج ِ‬
‫لَفظا َو َم ً‬ ‫عرفُ ُه‬ ‫َ‬
‫المسامينا‬
‫تَخشى َوقَد َجَّرها سوم ُ‬ ‫صية ال‬ ‫الو َّ‬ ‫وز َك َمجموع َ‬ ‫َهل ِمث ُل َح ِ‬
‫المجارينا‬
‫كل ُ‬‫حصلتَ ُه سا ِبقا َّ‬
‫َّ‬ ‫َهل ِمث ُل َعّز َك في َيوم ال َغدير َوقَد‬
‫المبارينا‬
‫َأصناف ُ‬
‫َ‬ ‫َأوت ِبالقُ ِ‬
‫رب‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫هارون ال َن ِبي َوقَد‬‫َ‬ ‫َهل ِمث ُل َك ِو َ‬
‫نك‬
‫صلينا‬
‫الم َ‬ ‫ِب َدعو ٍة ُحزتَها َ‬
‫دون ُ‬ ‫حض ُرهُ‬‫طير تَ ُ‬ ‫َهل ِمث ُل َح ِال َك ِعند ال َ‬

‫فضيل الهينا‬ ‫ولم ي ُكن ج ِ‬


‫احدوا التَ َ‬ ‫خصفُها‬ ‫عل تَ ِ‬ ‫لك ِع َ‬
‫ند ال َن ِ‬ ‫ض َ‬ ‫َهل ِمث ُل فَ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫كبر َك ِبّر ُ‬
‫للم َز ِّكينا‬ ‫َزكا ِّ‬ ‫كوع َوما‬ ‫الر ِ‬ ‫بر َك في ِ‬
‫حال ُّ‬ ‫َهل ِمث ُل ِّ‬
‫يت مسكينا‬ ‫ط َ‬
‫اليتيم َوقَد َأع َ‬ ‫ِ‬
‫ـطفل َ‬ ‫ِ‬
‫اَألسير َوللطـ‬ ‫َهل ِمث ُل َب ِذ َ‬
‫لك للعاني‬
‫ؤت الم ُناوينا‬
‫س َ‬ ‫ِِ‬ ‫َخ ِ‬ ‫َهل ِمث ُل ِ‬
‫المواسم قَد ُ‬ ‫ير َ‬ ‫راءةَ في‬‫َأمر َك إذ تَتلو َب َ‬
‫لَوال َعلي َهلَكنا في فَتاوينا‬ ‫َهل ِمث ُل فَ َ‬
‫تواك إذ قالوا ُمجاهرةً‬
‫صفِّينا‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫َحتى َجرى ما َجرى في َيوم َ‬ ‫بر َك إذ خانوا َوإ ذ َختَروا‬ ‫َهل مث ُل َ‬
‫هاتيك التَحاسينا‬ ‫ت‬
‫ص ْي ُ‬
‫لما تَقَ َّ‬ ‫مطوفَ ٌة‬
‫ناحت َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لت َهل مث ُل ما َ‬ ‫لَو ُق ُ‬
‫المعادينا‬
‫آناف ُ‬
‫َنفسي ِ‬
‫ُألرغم َ‬ ‫عض ما َعرفت‬ ‫لك ِنني ُمخ ِبٌر َعن َب ِ‬ ‫َّ‬
‫المبارينا‬
‫المجاري َو ُ‬
‫فيك ُ‬
‫تَ ُح ُّم َ‬ ‫اء ساِئ َرةٌ‬ ‫ِِ‬
‫سادتي هذه َغّر ُ‬ ‫يا َ‬
‫البساتينا‬
‫تك َ‬‫س َ‬ ‫رق القَ ِ‬
‫ريض َوَأَن َ‬ ‫َّ‬ ‫عبادَّي ٌة ملَ َكت‬
‫سج ّ‬‫َعدلَّي ُة ال َن ِ‬
‫بن يامينا‬
‫ب َيعقوب للزاكي َ‬
‫َك ُح ّ‬ ‫عي إن ُر َويت‬ ‫خلص ِ‬
‫الش ِي ُّ‬ ‫ِ‬
‫الم ُ‬‫يحبُّها ُ‬
‫المالعينا‬ ‫َّ ِ‬ ‫لعون إن قُ ِرئت‬ ‫ِ‬
‫َواهللُ َيجزي َبني النصب َ‬ ‫الم ُ‬ ‫ب َ‬ ‫كمد الناص ُ‬
‫َو َي ُ‬
‫والين تَطريبا َوتَلحينا‬
‫الم َ‬‫ين ُ‬ ‫َب َ‬ ‫ي تَنشدها‬ ‫الم ِ‬
‫صر ُّ‬ ‫فَها َكها َأيها َ‬
‫لت َمدحا في موالينا‬ ‫َكم ِمثلُها ُق ُ‬ ‫فاء لَها‬ ‫ِ‬
‫هدَّي ًة َو َهدايا ال ك َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]192‬‬

‫َأسوقُ ُه ما تَال ِت ُ‬
‫شرين تشرينا‬ ‫َأمل مقاال في م ِ‬
‫ناق ِب ِهم‬ ‫َ‬ ‫َوما ُّ َ‬
‫ان روحي تَهوى ِذ َ‬
‫لك الطينا‬ ‫فَ َّ‬ ‫ِ‬
‫مشاه َد ُهم‬ ‫س ِهل ِزياراتي‬‫يا رب َ‬
‫شري َم َع ُهم آمين آمينا‬
‫َو َمح َ‬ ‫ص ّير َحياتي في َم َحب َِّتهم‬
‫ب َ‬‫يا َر ّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪42 :‬‬ ‫[‪]22‬‬

‫البحـــــر الكامـــــل‬ ‫قال الوأواء الدمشقي (ت‪385‬هـ) ‪:‬‬

‫ُك ِس َي ْت َم َع ِال ُم َها ا ْل َهوى َو َعرينا‬ ‫امتَ ْي ِن َبِلينا‬


‫ـوم ِبَر َ‬
‫س ُ‬ ‫الر ُ‬‫ِل َم ِـن ُّ‬
‫س ُكونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبى َوتََب َّدلَ ْت‬ ‫ِد َم ٌن فُ ِط ْم َن ِم َن ا ْل ِّ‬
‫َح َركاتُ ُه َّن م َن ا ْل َغرام ُ‬

‫ت ُم ِعينا‬ ‫الس ِ‬
‫هاد َومضا ََأر ْد ُ‬ ‫ِب َي ِد ُّ‬ ‫ت فيها ُك َّل َو ْج ٍد ِ‬
‫هاج ِع‬ ‫َْأيقَ ْظ ُ‬
‫ون ُح ُزونا‬ ‫فَتَخالُها َب ْي َن ا ْل ُح ُز ِ‬ ‫كاب ا ْل َب ْي ِن فيها ِبا ْل َجوى‬ ‫َو َج َر ْت ِر ُ‬
‫يق ِه َّن َرهينا‬ ‫طِل ِ‬‫ت َب ْي َن َ‬ ‫َما ُك ْن ُ‬ ‫عاذالً ِم ْن َع ِاذ ٍر‬
‫ف ِ‬ ‫َأع ِر ُ‬
‫ت ْ‬ ‫لَ ْو ُك ْن ُ‬
‫َما لَ ْم َي ُك ْن ِب ِفنائها ُي ْغ ِنينا‬ ‫ط َّل ِم ْن َد ْم ِعي َعلَى َأ ْطالَِل ِها‬ ‫الَ ُ‬
‫وى َو َن ْع ِق ُد ِلينا‬
‫ولي َن ً‬ ‫ِفيها َن ُح ُّ‬ ‫الر ِب ِ‬
‫يبات التَّي‬ ‫َّام َّ‬‫اها َألي ِ‬ ‫َو ً‬
‫ين َب ِقينا‬ ‫َّاما َب ِق َ‬
‫أن َأي ً‬‫َفلَ َو َّ‬ ‫ص ْب َوتي ِبُأفُوِلها‬ ‫ب َ‬
‫ِ‬
‫َأ َفلَ ْت َكواك ُ‬
‫صونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َّه ْل َن َو ْع َر ا ْل َو ْج ِد في طُُر ِ‬
‫َوب َذ ْل َن م ْن َو ْجد ا ْل َعزاء َم ُ‬ ‫ق ا ْل َهوى‬ ‫َ‬
‫نه ِم ِّني َعلَ َّي َيمينا‬ ‫ِبيم ِي ِ‬
‫َ‬
‫كأن ا ْلب ْي َن ِفيها ِ‬
‫آخ ٌذ‬ ‫د َم ٌن َّ َ‬
‫ِ‬
‫ون َخ ِفينا‬ ‫تُ ْقرا ِبَأف ِ‬
‫ْواه ا ْل ُجفُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َأح ُرفًا‬ ‫َكتََب ْت ِبَأ ْقالَِم التَّفَج ِ‬
‫ُّع ْ‬
‫اك َخِلينا"‬ ‫"يا ر ْبع َخولَ َة ِم ْن َهو ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ب َق ْلبي ُم ْن ِش ٌد ‪:‬‬
‫فَ َك ََّأنني َو َحب ِي ُ‬
‫ت ِس ِنينا]‬ ‫ش ْوقي ِإ ْلي ِك لَ َما َرقَ ْد ُ‬ ‫[َ‬ ‫يت في ِس َن ِة ا ْل َكرى‬‫اهلل لَ ْو ُأْن ِس ُ‬
‫تَ ِ‬
‫ير َد ِفينا‬
‫َّم ِ‬‫ين ِم َن الض ِ‬ ‫َع َّما ُي ِب ُ‬ ‫الحشى]‬
‫ان َ‬ ‫س َن ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َبرات َو ْ‬
‫ِ‬
‫[و ُم َو ِّجه َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]193‬‬

‫وع َحزينا‬ ‫ُّم ِ‬


‫ور الد ُ‬ ‫س ُر ُ‬ ‫شكا َو َم ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ُلو ِع ِه‬ ‫الص ْب ِر َب ْي َن ُ‬
‫ين ِّ‬ ‫َأضحى َي ِق ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْك ُنونا‬
‫َج َز ًعا َوَأ ْظ َه َر سَّرهُ َ‬ ‫طلَّ َع َق ْل ُب ُه م ْن َ‬
‫ص ْد ِر ِه‬ ‫َحتَّى تَ َ‬
‫لَ ْو ََّأننا ُمتْنا ِب ِه لَ َح ِيينا‬ ‫لَ َع ِب ْت ِب ِه َْأيدي ال ِبلى في َم ْل َعب‬
‫السلُِّو َركينا‬‫ال في َولَ ِع ُّ‬ ‫َما َز َ‬ ‫عاي ٍة‬ ‫ِ‬
‫الهوى م ْن ُه ِب ُر ْك ِن ِر َ‬ ‫ق َ‬ ‫َعِل َ‬
‫كأن لَ ُه َعلَ ْي ِه ْد ُيونا‬
‫َحتَّى َّ‬ ‫َأح َد ِاث ِه‬
‫مان ِب ِه َعلَى ْ‬ ‫الز ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫صَ‬ ‫َ‬
‫لما ير ِ‬ ‫كأنها س ِخ َ ِ‬ ‫تَ ْفنى م َد ِ‬
‫ضينا‬ ‫ط ْت ُ ْ‬ ‫فَ َّ َ‬ ‫ام ُعنا َو َما َنفنى ِبها‬ ‫َ‬
‫َأْل َو ِانها ِم َّما ِبنا تَ ْلو ِينا‬ ‫وم تَ َخا ُل في‬ ‫س ِ‬ ‫مات ِب ُّ‬
‫الر ُ‬
‫س ٍ‬ ‫ُمتََر ِّ‬
‫وب ُم ِعينا‬‫ال َعلَى ا ْل ُخطُ ِ‬ ‫َأن الَ َي َز َ‬
‫ْ‬ ‫ض ِم َن ْت "ِأل ْح َم َد" َع ْن َوةً‬ ‫َحتَّى لَقَ ْد َ‬
‫السَؤ ِال ُغش ِينا‬‫تُ ْغشى َي َداهُ ِب ُّ‬ ‫الندى لَ ْو لَ ْم َي ُك ْن‬‫اش َي ِة َّ‬ ‫حرم ِل َغ ِ‬
‫ََ ٌ‬
‫َْأوصافُ ُه ِلتَ َكُّرٍم تَ ْم ِكينا‬ ‫َكرم تَم َّك َن ِ‬
‫فيه َحتَّى لَ ْم تَ َد ْ‬
‫ع‬ ‫ٌَ َ‬

‫فيه َي ِقينا‬
‫الش ُّك ِ‬ ‫ظ ُّل َّ‬ ‫َن ْيالً َي َ‬ ‫ون َوَأثْ َم َر ْت‬ ‫قَ ْد َْأو َرقَ ْت ِم ْن ُه الظُّ ُن ُ‬
‫فَ َوقَ ْف َن َّم ِما َق ْد َوقَ ْف َن َو ِجينا‬ ‫اه ُب ُه ُمنى طُالَّ ِبها‬ ‫طلَب ْت مو ِ‬
‫َ َ ََ‬
‫ضِ‬
‫ار ُب ُه ا ْل َغ َداةَ ُجفُونا‬ ‫َْأبلَ ْت َم َ‬ ‫اه ِت َز َاز ُم َه َّن ٍد‬
‫َي ْهتَُّز ْلِل َج ْدوى ْ‬
‫زاء ِف َ‬
‫يك قَ ِرينا‬ ‫ت ْلِلجو ِ‬
‫َو َغ َد ْو ُ َ ْ‬ ‫الر ْو ِع الَّذي‬ ‫تُثْ َنى ِإلَ ْي ِه ِ‬
‫َأع َّن ُة ًّ‬
‫ان َه ِجينا‬‫اْألم ِ‬ ‫ي َدعُ ا ْلجو َ ِ‬ ‫الحتُ ِ‬
‫وف َولَ ْم ي ُك ْن‬ ‫يوف ِم َن ْ‬
‫الس َ‬
‫ط َب ُّ‬
‫َخ َ‬
‫اد م َن َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ض ِنينا‬
‫قاء َ‬ ‫ور ِه َّن علَى ا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِب ُم ُه ِ‬ ‫ط ْع ِن ِه‬
‫اف ا ْلقَنا ِم ْن َ‬ ‫اك َأ ْط َر ُ‬ ‫َو َك َذ َ‬
‫صونا‬‫ور ُغ ُ‬ ‫الص ُخ ِ‬‫ق ُّ‬ ‫َألورا ِ‬‫تََر َك ْت ْ‬ ‫شو َن ًة‬ ‫س ِام ُخ ُ‬ ‫والح َ‬
‫س ًنا ُ‬ ‫س ُح ْ‬ ‫كالش ْم ِ‬
‫َّ‬
‫اَألرا َك ِة ِلينا‬ ‫وا ْل ُم ْز ِن ُج ً‬ ‫ص َّح َة َم ِال ِه‬
‫ْل ِ‬ ‫س ِقما ِبا ْل َبذ ِ‬
‫يا ُم ْ ً‬
‫ودا َو َ‬
‫هاد َم ُه ِبما َي ْب ِنينا‬
‫ِفينا و ِ‬
‫َ‬ ‫الوغى ِل َب ِنىا ْل ِع َدا‬ ‫اجي َ‬ ‫َأسر ْج َت في َد ِ‬
‫َْ‬
‫ط ِعينا‬ ‫س ُر ًجا ِب َكفِّ َك في ُّ‬ ‫الن َز ِال ِب َم ْن ِز ٍل‬
‫ف ِّ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َ‬ ‫الن ُح ِ‬ ‫ُ‬ ‫[و َعلَ ْو َت م ْن َ َ‬ ‫َ‬
‫َج َع َل الثَُّريَّا في ثََراهُ َك ِمينا‬ ‫راك ا ْل َوغى‬ ‫ش ِ‬ ‫ْأس َك تَ ْح َت َأ ْ‬ ‫ات َب ُ‬‫ال َب َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]194‬‬

‫الح ِاد ِ‬
‫ثات َح ِزينا]‬ ‫ََأب ًدا ِل ُح ْز ِن ْ‬ ‫ق ا ْل ِغنى‬‫َْأي َن ْع َت ِلي في َن ْب َع ِتي َوَر َ‬
‫ين ظُ ُنونا‬‫َودفَ ْع َت َع ِّني ِبا ْل َي ِق ِ‬ ‫ور َعزاِئمي‬ ‫ظ ُه َ‬‫َولَقَ ْد َرقَ ْت ِه َم ِمي ُ‬
‫ْخ ْر ِب ََّأن َك ُم ْذ ُكس ِي َت ُك ِسينا‬‫ِاف َ‬ ‫ات تَقُو ُل ِلي ‪:‬‬ ‫س ْوتَِني َوا ْل َم ْك ُر َم ُـ‬
‫َو َك َ‬
‫ف ِشْئ َت َو ِشينا‬ ‫كار َم َك ْي َ‬‫ف ا ْل َم ِ‬
‫صُ‬ ‫تَ ِ‬ ‫راز َّ‬
‫كأنها‬ ‫سافَ ِر ِة الطِّ ِ‬ ‫م ْن ُك ِّل َ‬
‫ِ‬
‫يونا‬ ‫ٍ‬ ‫لَو ُك َّن في َفلَ ٍك لَ ُك َّن َك ِ‬
‫َْأو ُك َّن في َو ْجه لَ ُك َّن ُع ُ‬ ‫واك ًبا‬ ‫ْ‬
‫ِفينا فَما َي ْطلُ ْب َن َغ ْي َر َك ِفينا‬ ‫اآلما ُل َع ْن َك تَفََّر َع ْت‬ ‫َّ‬
‫َوكَأنما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِق َ ِ‬ ‫سِل ْم َت ِم َن َّ‬
‫سقينا‬‫يت م ْن َماء ا ْل َحياة ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫الردى‬ ‫اسلَ ْم َفِإ َّن َك َما َ‬‫َف ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]23‬‬


‫قال أبو هالل العسكري (ت‬
‫البحـــــر السريــــع‬ ‫‪395‬هـ) ‪:‬‬

‫قل َوالدي َنا‬


‫الع َ‬ ‫وب ُ ِ‬ ‫عت ِب ِه َّ‬ ‫ولَ ٍ‬
‫يل ا ِبتَ ُ‬
‫عت فيه َ‬ ‫َ‬ ‫لذةً‬

‫اله ُّم ِمسكي َنا‬ ‫و َ ِ‬


‫بات فيه َ‬ ‫َ‬ ‫الجوي‬
‫قلب َ‬ ‫الوص ُل َ‬
‫ِ‬
‫أصاب فيه َ‬‫َ‬
‫راح َو َرياحي َنا‬
‫سيم ٍ‬ ‫سيم ِ‬
‫وقد َخلطنا ِب َن ِ‬
‫َن ُ‬ ‫الصبا‬ ‫َ‬
‫الحت بأيدينا َه َوت فينا‬
‫َ‬ ‫جوم إذا‬
‫الراح ُن ٌ‬
‫ِ‬ ‫َوأكُئوس‬
‫ضحكن ُيبكي َنا‬‫سبما َي َ‬‫َو َح َ‬ ‫أباريقَنا‬
‫ُ‬ ‫ضح ُك في ال َكأس‬
‫تَ َ‬
‫تَ ِ‬
‫عق ُد في ال َكأس تَالبي َنا‬ ‫َأن أعالها إذا ُكفَِّرت‬
‫َك َّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪15 :‬‬ ‫[‪]24‬‬


‫قال الشريف الرضي (ت‬
‫البحـــــر الرجـــــز‬ ‫‪406‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]195‬‬

‫حف ُل ما لقي َنا‬‫والدَّهر ال ي ِ‬ ‫األقداء تَرتَمي َنا‬‫أقو ُل َو‬


‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫جد القرين ِافتَقَ َد القَري َنا‬
‫َو ُ‬ ‫الحنينا‬‫ب َ‬ ‫ما با ُل قلبي َيطلُ ُ‬
‫الجفو َنا‬
‫كاد أن َيطلَ َع ُ‬‫قد َ‬ ‫قربُ الشُُّؤ ونا‬ ‫َو َما ِل َدمعي ُي ِ‬
‫ِ‬
‫ين ال َك َرِم َ‬
‫اليمي َنا‬ ‫ِب َّ‬
‫َأن َع َ‬ ‫جاءنا َيقينا‬
‫من َخ َبرٍ ال َ‬
‫أسمعتَنا اَألني َنا‬ ‫تَفَ َذى وقَد َّ ِ‬
‫لوبنا َ‬
‫ُق ُ‬ ‫العيونا‬
‫أقرت ُ‬ ‫َ‬
‫يهات َيلقى ِمن َز ٍ‬
‫مان لي َنا‬ ‫َه َ‬ ‫َوقُْم َن يا آمالنا فَابكينا‬
‫البني َنا‬ ‫ضت عن ِم ِثل ِه ِ‬
‫قيم َأن تَري َ‬ ‫الع َ‬
‫أعيا َ‬ ‫السنونا‬ ‫ال َن َه َ َ‬
‫عد َك أو َيأبونا‬ ‫َيُؤ ُّمنا َب َ‬ ‫اليوم ُنالقي الهونا‬ ‫يا َمن لَنا َ‬
‫هم إلي رامي َنا‬ ‫ِ‬ ‫أم من علي ّأي ِ‬
‫الس َ‬‫س َّ‬ ‫َو َيعك ُ‬ ‫امنا ُيعدي َنا‬ ‫َ َ‬
‫شج ُـر بِالقني َنا‬ ‫ِ‬ ‫النعـم ِ‬
‫َجوافالً تَ ُ‬ ‫العزي َنا‬ ‫عيد َّ َ َ‬
‫أم َمن ُي ُ‬
‫الزمان في َنا‬ ‫يب َ‬ ‫اهللَ يا َر َ‬ ‫ط الدَّهي َنا‬ ‫طَ‬‫المداري القَ َ‬ ‫ش َجَر َ‬ ‫َ‬
‫الديو َنا‬ ‫ما لَ َك ال تُ ِ‬
‫نظ ُرنا ُّ‬ ‫الدنيا َو ِ‬
‫حاب الدنيا‬ ‫ق َعلى ُّ‬ ‫َأب ِ‬
‫المعي َنا‬
‫الث َغ َب َ‬ ‫ذاك َّ‬
‫ضت َ‬ ‫ال ِغ َ‬ ‫تَأ ُخ ُذ ِم ّنا ُك َّل ما تُعطينا‬
‫ب َ ِ‬
‫ين َي َديه َن ِر ُد َ‬
‫المنو َنا‬ ‫َ‬ ‫يا لَيتَ ُه يوقي َوال ُوقينا‬

‫كان ما َنح َذ ُر أن َيكو َنا‬


‫ال َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪25 :‬‬ ‫[‪]25‬‬


‫قال ابن غليون الصوري (ت‬
‫مـــــن المتقــــــارب‬ ‫‪419‬هـ) ‪:‬‬

‫فؤاد فتُونا‬‫لكل ٍ‬‫علن ِ‬


‫َج َ‬ ‫العيونا‬
‫قاد ُ‬
‫الر َ‬
‫عن ُّ‬
‫يون م َن َ‬
‫ُع ٌ‬
‫رام ُه َّن الم ُنونا‬
‫وكن لمن َ‬
‫َّ‬ ‫الو َرى‬
‫جميع َ‬
‫الم َنى لَ ِ‬
‫فكن ُ‬
‫َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]196‬‬

‫شاء شماالً َيمينا‬ ‫وقلب تُقلِّبه ِ‬


‫َعلى ما تَ ُ‬ ‫ثات‬
‫الحاد ُ‬ ‫ٌ‬
‫صونا‬ ‫الم ُ‬
‫ستذل َ‬ ‫دمعه َي َ‬
‫وم ُ‬ ‫َ‬ ‫المين‬
‫الع َ‬ ‫صون َهواهُ عن َ‬
‫َي ُ‬
‫كان ما ِخفتُه أن َي ُكونا‬‫وقد َ‬ ‫الهوى‬ ‫ِ ِ‬
‫وكتمان داء َ‬ ‫َفما لي‬
‫أمسى ُج ُنونا‬
‫تمك َن َ‬ ‫فلما َّ‬
‫َّ‬ ‫الهوى بي ُمجو ًنا‬
‫ابتداء َ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬
‫يت منه َعذابا ُم ِهينا‬ ‫فالقَ ُ‬ ‫الهوى َه ِّي ًنا‬ ‫أظن َ‬‫وكنت ُ‬ ‫ُ‬
‫رأيت ُجفُونا تُناجي ُجفُونا‬ ‫داع‬
‫الو ِ‬ ‫كنت ِ‬
‫شاه َد ِ‬
‫َ‬ ‫يوم َ‬ ‫فلو َ‬
‫لين أو اآلخرينا‬ ‫ِم َن َّ‬
‫األو َ‬ ‫ين م ْن أرتَ ِ‬
‫جيه‬ ‫الب ُ َ‬
‫ترك َ‬ ‫َفهل َ‬
‫ُّبهم أم ُل اآلملينا‬
‫فح ُ‬ ‫الهدى‬ ‫بي ُ‬ ‫ب ِ‬
‫آل َن ِّ‬ ‫ِسوى ُح ِّ‬
‫وز للفاِئ زينا‬
‫َن َجاتي ُه ُم الفَ ُ‬ ‫فاتي ُه ُم‬‫َّتي لو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُه ُم ُعد َ‬
‫وهم عروةُ اهلل ِ‬
‫للواثقينا‬ ‫دين‬
‫وار َ‬‫وض ِلل ِ‬ ‫الح ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ورد َ‬ ‫ُه ُم َم ُ‬
‫فكن بمحب َِّتهم ُمستَعينا‬ ‫الص ِ‬
‫الحات‬ ‫لب َّ‬ ‫ط َ‬‫ون من َ‬ ‫ُه ُم َع ُ‬
‫الجاحدونا‬
‫ُ‬ ‫الح َّج َة‬
‫حد ُ‬ ‫وإ ن َج َ‬ ‫أرض ِه‬ ‫اهلل في ِ‬ ‫حج ُة ِ‬ ‫ُه ُم َّ‬
‫وأنتُم بتَكذ ِيبهم ِ‬
‫كاذ ُبونا‬ ‫ون‬
‫الصادقُ َ‬ ‫قون هم َّ‬ ‫اط َ‬ ‫الن ِ‬‫ُهم َّ‬
‫ُ‬
‫لهم ِ‬
‫وارثونا‬ ‫الر ِ‬ ‫ُه ُم ِ‬
‫فَما بالُكم ُ‬ ‫سول‬ ‫ون علوم َّ‬ ‫الوارثُ َ‬
‫سلمونا‬‫بأسيافهم م ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأنتُم‬ ‫ضت‬‫َحقَدتُم َعليهم ُحقودا َم َ‬
‫ُ‬
‫دير ِبها ُمؤ ِمنونا‬ ‫ويوم ال َغ ِ‬
‫َ‬ ‫َج َحدتُم ُمواالة َموال ُك ُم‬
‫نص ِمن ِ‬
‫فضله ِ‬
‫عارفُونا‬ ‫وما َّ‬ ‫طفى‬
‫المص َ‬ ‫وأنتُم ِبما قالَه ُ‬

‫وسكم ما َرضينا‬
‫وقالت ُنفُ ُ‬ ‫و ُقلتُم َرضينا بما ُقلتَ ُه‬
‫ط ِي ِّب ِينا‬
‫وأثبت أمرا من ال َ‬
‫َ‬ ‫كان أولَى ِبها‬
‫فأيكم َ‬
‫ُ‬
‫كان في ُكم َأمينا‬
‫ومن َ‬ ‫كان َبعد َّ‬
‫الن ِب ِّي‬
‫صيا َ‬‫َو ّ‬ ‫وأيكم َ‬
‫لمهج ِته طالبونا‬
‫َ‬ ‫وأنتُم‬ ‫رش ِه‬
‫وأيكم نام في فَ ِ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]197‬‬

‫بذاك لَه ِ‬
‫شاه ُدونا‬ ‫وأنتُم َ‬ ‫هر في طاِئ ٍر‬ ‫ُّ‬
‫شار َك الط َ‬
‫ومن َ‬
‫َ‬
‫فضلُّوا َ‬
‫ضالال ُم ِبينا‬ ‫ُمبينا َ‬ ‫شد ُكم‬
‫لَحا اهللُ قَوما َرأوا ُر َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪32 :‬‬ ‫[‪]26‬‬


‫قال ابن دراج القسطلي (ت‬
‫مــــــن الطويــــــــل‬ ‫‪421‬هـ) ‪:‬‬

‫سالما وإ سالما وأمنا ِ‬


‫وتَأمينا‬ ‫العيد الَِّذي ِب َك َي ْه ِني َنا‬
‫ِل َي ْه َن لَ َك ُ‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ور الميامينا‬ ‫ُّ‬ ‫الس ِ‬
‫عود والط ُي َ‬ ‫نجوم ُّ‬
‫َ‬ ‫َأع َد َم ْـت أسماُؤ ُكم وسماؤ ُك ْم‬ ‫وال ْ‬
‫ب ُنور المنى والم ْكرم ِ‬
‫ات ليالينا‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُوتألألت‬
‫ْ‬ ‫ِب َم ْن َي ُم َن ْت ُ‬
‫أيامنا‬
‫ورعيا لراعينا‬ ‫فس ْقيا ِ‬
‫لساقينا ْ‬ ‫يمين ِه‬
‫يجال ِ‬ ‫دعانا وسقَانا ِس َ‬
‫َ ً‬
‫ونصرا وتمكينا‬ ‫ً‬ ‫وعزاً وإ عزازاَ‬ ‫ّ‬ ‫وتمِلي ًكا وف ْل ًجا وغب َ‬
‫ط ًة‬ ‫وم ْل ًكا ْ‬ ‫ُ‬
‫يقُو ُل لُ ُه اإلسالم ِ‬ ‫ِ‬
‫ين آمينا‬ ‫آم َ‬ ‫ُ‬ ‫الهدى‬‫دعاءٌ لمن َعَّز ْت ِبـه دعوةُ ُ‬
‫الم ْل َك والدنيا‬
‫ينصُر ُ‬
‫عنا ُ‬ ‫وجاهد َّ‬
‫َ‬ ‫فملَّ َكنا ِب َها‬
‫لك الدنيا َ‬
‫فتى َم َ‬ ‫ً‬
‫عين ثعابينا‬ ‫ف الد ِ‬
‫َّار َ‬ ‫وحلَّى أ ُك َّ‬ ‫أساو ًدا‬ ‫ِ‬
‫اَألسود ِ‬ ‫أعناق‬
‫َ‬ ‫فقلَّ َد‬
‫وي َجلِّينا‬
‫العمى ُ‬ ‫بيض ُي ِّ‬
‫كش ْف َن َ‬ ‫ِل ٍ‬ ‫البيض كالدُّمى‬
‫َ‬ ‫القصور ال ِب َ‬
‫يض‬ ‫َ‬ ‫وخلَّى‬
‫الغيد وال ُخَّر َد ِ‬
‫العينا‬ ‫س ْلب َن هواهُ َ‬ ‫َ‬ ‫دات ِه‬
‫دماء ع ِ‬
‫ُ‬
‫إذا ما كساها من ِ‬
‫َ‬
‫اح منها بساتينا‬ ‫األرم ِ‬
‫ْ‬ ‫شتَ ِج ِر‬ ‫بم ْ‬ ‫ِ‬
‫البساتين وا ْكتفى‬ ‫أشجار‬
‫َ‬ ‫وعطَّ َل‬
‫ُ‬
‫ياحينا‬‫اة ر ِ‬‫ِ‬ ‫الجني من الطُّلى‬ ‫الورد‬ ‫ستَ ْف ِت َح‬
‫َلي ْ‬
‫الع َد َ‬
‫أرواح ُ‬
‫َ‬ ‫شتَ َّم‬
‫وي ْ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫شفَ ِانينا‬
‫ص ِانها و َ‬ ‫ِئ ِ‬
‫حما َم في أ ْغ َ‬
‫ِ‬
‫نحورها‬ ‫قع القَنا ِفي‬
‫س َم َع من َو ِ‬‫وي ْ‬
‫َ‬
‫الجونا‬
‫ْراس ُه ُ‬ ‫بالج ِ‬
‫الل ال ِب ِ‬
‫يض َأف َ‬ ‫َكسا ِ‬ ‫ُّجى‬
‫سير إ َذا الد َ‬ ‫يسير َع ْلي ِه ْ‬
‫أن َي َ‬ ‫ُ‬

‫ِ‬
‫والنجوم كوانينا‬ ‫الج ِّو ِكناً‬
‫سوى َ‬
‫ليل كانو َنين لَم يد ِ‬
‫َّخ ْر لَ ُه‬ ‫ْ َ‬ ‫سرى َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]198‬‬

‫صوت ِ‬
‫داعينا‬ ‫َ‬ ‫يد َو َما ْأدنى لَ ُه‬‫ِب ِع ٌ‬ ‫صار ِخ الوغى‬ ‫قريب َو َما أدناهُ من ِ‬ ‫ٌ‬
‫أحداقنا ِ‬
‫ومآقينا‬ ‫ِ‬ ‫َأناس َّي ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫دم َك ُغَّرةُ َو ْج ِه ِه‬
‫تع ْ‬
‫شئت لَ ْم ْ‬
‫وإ ن َ‬
‫ومجراهُ في األنفاس ب ْي َن ِ‬
‫تراقينا‬ ‫ِ‬
‫صدور َنا‬ ‫ط‬
‫األرواح وس َ‬
‫ِ‬ ‫ومثواهُ ِفي‬
‫َ‬
‫ُي ِّ ِ‬ ‫حاج ُبها الَِّذي‬
‫الشمس ِ‬
‫وي ْخلُفُها فينا‬ ‫يها َ‬
‫شي ُعـنا ف َ‬ ‫ونعم كفي ُل َّ ْ‬
‫سلِّينا‬ ‫ِ ِ‬ ‫يطالعنا ِفي ِ‬
‫ويسمو لَ َنا في ش ْب ِه َها فَ ُي َ‬ ‫فيع ُّمنا‬
‫نورها ُ‬
‫النفوس تُ َم ِّنينا‬
‫ُ‬ ‫سحاب نداهُ ما‬
‫ُ‬ ‫صدقَ ْت‬ ‫َّق فينا ظ ّنهَا َّ‬
‫وصد َ‬
‫قبل َأيدينا‬ ‫ِ‬
‫أفواهنا َ‬ ‫تساقطُ ِفي‬ ‫َوقَ ْد أثْ َم َر ْت فينا يداهُ بأ ْن ُعٍم‬
‫وجمعُ المصلَّى وابتها ُل المصلِّينا‬ ‫والفطر َه ْد َي ُه‬
‫ُ‬ ‫الصوم‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫وذك َر منه‬
‫الم َح ِّيينا‬ ‫السالم ْ ِ ِ‬ ‫ير ِه‬
‫وس ِر ِ‬ ‫و ِم ْقع ُدهُ ِفي ِ ِ‬
‫وازد َحام ُ‬ ‫ليوم َّ‬ ‫تاجه َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالملك التَّليد تُ َحيَّو َنا‬ ‫تُ َحي ًّْو َن‬ ‫فملِّيتُ ُموها آل َي ْحيي تَ ِح َّي ًة‬
‫ُ‬
‫الم ِجبيونا‬ ‫ُّ‬ ‫الم َجلُّو َنا‬ ‫وتُرجو َن َّ ِ‬
‫فنعم ُ‬ ‫وتُ ْد َع ْو َن للنعمي َ‬ ‫للجلى فن ْع َم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫َأسونا‬ ‫ِئ ِ‬ ‫ِ‬
‫وتَ ْج َر ُح أيدي النا بات فَتَ ُ‬ ‫البالد فتُْئْوونا‬ ‫آفاق‬
‫شِّر ُد ُ‬ ‫تُ َ‬
‫الحياة فتُْروونا‬ ‫ِ‬ ‫ون من َكأس‬ ‫وتسقُ َ‬ ‫شفَ ْونا‬‫ريب الزمان فتَ ْ‬ ‫اوون من ِ‬ ‫تُ َد َ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم َه ْيْ ُنون لَ ْي ُنونا‬ ‫ولك ْن َعلى‬ ‫ِ‬ ‫عظام ُع َد ِات ُك ْم‬‫ِ‬ ‫المحز ِفي‬
‫ِّ‬ ‫ُحفاةُ‬
‫الق ُك ُم ساداتنا وموالينا‬ ‫بَأخ ِ‬ ‫ْ‬ ‫كين لك ْنتُ ُم‬ ‫فلو لم تَلُونا ِ‬
‫مال َ‬ ‫ْ ْ‬
‫عنا َك َما ِشينا‬ ‫لكنتُ ْم ل َنا ِفي َّ‬
‫الص ْف ِح َّ‬ ‫ف شئتُ ُم ؟‬ ‫حمدكم َك ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ولو لَ ْم ن ُك ْن ِفي‬
‫اعينا‬‫اهلل أعلى مس ِ‬ ‫وطاعتكم ِفي ِ‬ ‫اهلل أزكي فعالنا‬ ‫وح ُّب ُكم ِفي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪68 :‬‬ ‫[‪]27‬‬

‫مـــــــن الرجـــــــز‬ ‫قال مهيار الديلمي (‪428‬هـ) ‪:‬‬

‫غراً لها وعينا‬ ‫جر ْت لها ٍ‬


‫سوانح ّ‬
‫ٌ‬ ‫ببابل يمينا‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]199‬‬

‫األعي َن والقُرونا‬
‫ُ‬ ‫َمن عيَّف‬ ‫ضبها‬
‫وع ْ‬
‫ورها ُ‬
‫ال يتوقَى ُع َ‬

‫ٍ‬
‫بحاجر يقينا‬ ‫َّ‬
‫وظنها‬ ‫فأبصرت حقًا ُمناها في الحمى‬
‫ْ‬
‫المعينا‬
‫وتنه ُل َ‬
‫تبل َغه َ‬ ‫الخصيب قبل أن‬
‫َ‬ ‫ترعى‬
‫وأصبحت َ‬
‫ْ‬
‫علي الظَّما أن ِ‬
‫ترد اَألجونا‬ ‫رءوسها‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫رافعة‬ ‫عازف ًة‬
‫تأكل من رزق ٍ‬
‫غد سمينا‬ ‫َ‬ ‫نرجو بترك رز ِقها ِ‬
‫الناحل أن‬
‫والعهونا‬ ‫ِ‬
‫األرسان ُ‬
‫َ‬ ‫الر َبى‬
‫على ُّ‬ ‫مراحها‬ ‫موائرًا تخلع من‬
‫صها ُجنونا‬ ‫ط ِحر ِ‬ ‫بسو ِقها‬
‫ب فر َ ْ‬ ‫تحس ُ‬
‫َ‬ ‫ش َناقَها ُ‬
‫خابط ًة أ ْ‬
‫َّة ِ‬
‫اآلل بها سفينا‬ ‫في لُج ِ‬ ‫عت‬
‫شَّر ْ‬‫الرياح َ‬
‫ِ‬ ‫خرقاء‬ ‫كأن‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫وخا َن ِني َم ْن لَ ْم يقل آمينا‬
‫َ‬ ‫وبلَّ ْ‬
‫غت‬ ‫فبلغت أدعو لها َ‬
‫ْ‬
‫أطيب ما ُغ ّنينا‬ ‫ِذ ْكر ِ‬
‫الح َمى‬ ‫وأنت إن كنتَ رفيقا ِ‬
‫فأع ْد‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طرب الحزينا‬ ‫ِ‬ ‫أع ْد فمن ِ‬
‫ِ‬
‫وذكرهم أن تُ َ‬ ‫آية س ّكان الحمى‬
‫باعها العيونا‬
‫بدَّدها اتَ ُ‬ ‫جم َع اهللُ قلوبا باللّوى‬
‫يا َ‬
‫فك ٍ‬
‫فاد عندهم رهينا‬ ‫ال َّ‬ ‫ف أقسموا‬ ‫ري ِ‬ ‫حياً ُّ‬
‫بالش ْ‬ ‫وسَّر ّ‬‫َ‬
‫منه ُم آمينا‬
‫مودعُ قلبي ُ‬
‫َ‬ ‫أم ُنتهم على الهوى فلم يكن‬
‫ت فيها للجفاء اللينا‬
‫وه ْب ُ‬
‫َ‬ ‫حبذا ِل ِّ‬
‫حي ِهم باد ِي ٌة‬ ‫يا ّ‬
‫وَأصال َدخينا‬ ‫َه ِ‬
‫اجرةً ُ‬ ‫طلِى‬
‫صَ‬‫َأن أ ْ‬ ‫بعد ِّ‬
‫الظل في ْ‬ ‫ب َ‬
‫وح َّ‬
‫َ‬
‫ظننت رام ًة دارينا‬
‫ُ‬ ‫حتى‬ ‫تربها ِر َياطُهم‬
‫مست َ‬
‫واألرض ّ‬
‫ُ‬
‫ف الغصونا‬
‫اله َي َ‬
‫يطارحون َ‬ ‫صباحها‬
‫َ‬ ‫شوا‬‫جلُوا دجاها وم َ‬
‫أن أستميح اللَّ ْح َز الضنينا‬ ‫قو ُدو ِني و ِبَر ِ‬
‫ْأس َي َن ْخ َوةٌ‬ ‫هم َّ‬
‫َ‬
‫بالصد ال عدِّي له الخمسينا‬
‫ِّ‬ ‫الشيب في َمفَارقي‬‫َ‬ ‫وهم أذالوا‬
‫نه ُم ُمعينا‬ ‫ِ‬
‫أصاب م ُ‬
‫َ‬ ‫إال‬ ‫علي باألذى‬
‫الدهر َّ‬
‫ُ‬ ‫أجلب‬
‫َ‬ ‫ما‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]200‬‬

‫ض ٌو َدوٍ أ ْك َرهُ أن َيبينا‬


‫ُع ْ‬ ‫كَأنهم‬
‫ربهم ِّ‬
‫أهوى قُ َ‬
‫داي َ‬
‫أع َ‬
‫ْ‬
‫كان وال أ ْط َمعُ أن يكونا‬ ‫صاحبا‬
‫ً‬ ‫الوفاء‬
‫َ‬ ‫ال ُيبعد اهللُ‬

‫طعُ القرينا‬
‫أفتُ ُل َو ْه َو َي ْق َ‬ ‫اك ٍث‬
‫كل َن ِ‬
‫َأع َي ْت َيدي حبا ُل ِّ‬
‫ْ‬
‫زرعيًّا َعِل ْ‬
‫قت َمتينا‬ ‫ُم ّ‬ ‫الناس أو أعلقتُها‬
‫َ‬ ‫سبرت‬
‫ُ‬ ‫ولو‬
‫علي ُدونا‬
‫كل ٍّ‬ ‫رق يري َّ‬ ‫ِخ ٌ‬ ‫علي دونها‬
‫ن ٍّ‬‫لقام مِ ْ‬
‫إذاً َ‬
‫زاده َم ْمنونا‬
‫يبيت ُ‬
‫أو أن َ‬ ‫جارهُ‬
‫ضيم َ‬
‫يأكل ٌ‬
‫غضبان أن َ‬
‫ُ‬
‫األلوف والمئينا‬
‫َ‬ ‫فحمل‬
‫َ‬ ‫المجد قام ناهضا‬
‫ُ‬ ‫إذا دعاه‬
‫ِ‬
‫أتعبت الساعينا‬ ‫ٍ‬
‫لغاية‬ ‫واشجة من ِعر ِقه‬
‫ٍ‬ ‫جرى على‬
‫من قبل أن يبلُ َغه ِسنينا‬ ‫وعالً‬
‫الكمال َنفسا ُ‬ ‫َ‬ ‫وبلغ‬
‫خد ِ‬
‫البدر والجبينا‬ ‫لوث َّ‬
‫تَ ُ‬ ‫ثم ُه‬ ‫ِ‬
‫مبار ٌك ع ّمتُه ولَ ُ‬‫َ‬
‫ويدا لَبونا‬
‫وجها ُمميها ً‬ ‫تحسب من حيائه ِ‬
‫ورفده‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫طيرها الميمونا‬ ‫السعود حيثما ِ‬
‫تزج ُر منها َ‬
‫ُ‬ ‫لقيتَه‬ ‫َ‬ ‫تلقي‬
‫الوكونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوفى على م ٍ‬
‫النسور تطلُب ُ‬ ‫َمرقي‬ ‫عزمه‬ ‫رقبة من‬ ‫َ‬
‫صٍم طعينا‬ ‫تَ ْغ ِدر ك ّل َخ ِ‬ ‫وهب من ِلسانه بصع ٍ‬
‫دة‬ ‫ّ‬
‫َْ‬
‫إلي العال طريقَها المسنونا‬ ‫الحاجة ع ّني راكبا‬ ‫ِ‬ ‫َمنْ حام ُل‬
‫علي دُُن ِّو الدار هذا البينا‬ ‫طعُ ما بيني وبين َأر ِبي‬ ‫يق َ‬
‫يس قد َو ِنينا‬ ‫ج ْل َد الم َ ِ‬ ‫السرى نهاره ِ‬
‫طا والع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بليله‬ ‫َ‬ ‫يطوي َّ‬
‫الحازم المأمونا‬
‫ُ‬ ‫كان عليها‬ ‫وصي ًة‬
‫ّ‬ ‫ُحّراً إذا استودعتُ ُه‬
‫السامع األذينا‬ ‫سمعُ منه‬ ‫تُ ِ‬ ‫قل للعميد ُمبلغا وإ نما‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫زاع والحني َنا‬‫من قل ِب َي ال ّن َ‬ ‫جهدهُ‬
‫الشوق إليك َ‬
‫ُ‬ ‫قد أخذ‬
‫فن بي ِعزينا‬ ‫صفات طُ َ‬
‫ٌ‬ ‫منك‬ ‫تبتاعني‬
‫َ‬ ‫قبل أن‬
‫ومل َكتْني َ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]201‬‬

‫أعطر ما يأتينا‬
‫َ‬ ‫أنفاسنا‬
‫ُ‬ ‫األنباء عنك فنشت‬
‫ُ‬ ‫وجاءت‬
‫األرض له قرينا‬
‫ُ‬ ‫تلد‬
‫ال ُ‬ ‫خبر أنك َمن‬
‫في ك ّل يوم ٌ‬
‫ٍ‬
‫شعف مكي َنا‬ ‫مكان‬
‫منك َ‬ ‫وأن للفضل ومن َم َّ‬
‫ت به‬ ‫َّ‬

‫صدقونا‬
‫الرواةَ عنك َي ُ‬
‫أن ُّ‬‫ّ‬ ‫آثارها شاهدةٌـ‬
‫محاسن ُ‬
‫ٌ‬
‫أهِلها مجنونا‬ ‫ُّ‬
‫وحظ ْ‬ ‫أعمى‬
‫َ‬ ‫المجد بها‬
‫ُ‬ ‫ونحن في ٍ‬
‫دار ُيرى‬
‫فيها وإ ما ِ‬
‫فاضالً مسكينا‬ ‫بشره‬
‫إما لئيما يرتقي ً‬
‫أحسن ما ي ِ‬
‫حس ُن أن يخونا‬ ‫غير ذي صنائع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صديق ُ‬
‫َ‬ ‫وال‬
‫س ِّمينا‬ ‫نز ِ‬
‫وات ك ِبدي‬
‫إلى ُعالك كلما ُ‬ ‫تسل عن َ‬
‫فال ْ‬
‫ش ْزرا وال مشفونا‬
‫إليك ال َ‬ ‫ماح مقلتي ٍ‬
‫لنظر‬ ‫وعن ِط ِ‬
‫الدهر بها الديونا‬
‫ُ‬ ‫ما طلني‬ ‫ضي ِم ْن قُربكم لُبا َن ًة‬
‫َفأقَتْ ِ‬
‫حن إليها حينا‬
‫مودةً َّ‬ ‫فهل لذا الخاطب أن تُ ِ‬
‫نك َحه‬
‫أولدها بمدحك البنينا‬
‫َ‬ ‫الصون فَِإ ْن َْأولَدها‬
‫َ‬ ‫ُيم ِه ُرها‬
‫أخا َخدينا‬
‫ما عاش في الدهر ً‬ ‫وغدا‬
‫اليوم صديقا ً‬
‫َ‬ ‫عجبك‬
‫ُي ُ‬
‫واأليام قد فنينا‬ ‫َيبقَ ْين‬ ‫مع ٍ‬
‫ارض‬ ‫وجاليا وصفَك في َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تشري رخيصا ُب ْر َدها الثمينا‬ ‫شى َحو ُكها َّ‬
‫موشع‬ ‫ك ّل ُمو ّ ً‬
‫الخاسر المغبونا‬
‫َ‬ ‫كان سواك‬ ‫دت بالشباب في ثوابها‬
‫لو ُج َ‬
‫جاءتك تسترفد آخرينا‬ ‫يت ُع ُنقًا عن مثلها‬
‫وإ ن َلو َ‬
‫كنت بحاجات الندى ضمينا‬
‫َ‬ ‫نصرها ح ًقا بما‬
‫كان عليك ُ‬
‫وراء قوم ِ‬
‫غير عاطفينا‬ ‫َ‬ ‫تركتُها ساعي ًة بنفسها‬
‫قوم ُه ُم الماضينا‬
‫بحدِّها َ‬ ‫فضلوا‬
‫شت لهم منها سهاما َ‬
‫ِر ُ‬
‫ونبذوا حقوقَها ناسينا‬ ‫عرض الفال بذكرهم‬
‫َ‬ ‫فمألت‬
‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]202‬‬

‫به من الحرمان لي راضينا‬ ‫رضيت لَ ُه ُم ما أصبحوا‬


‫َ‬ ‫فهل‬
‫حادثات ِحينا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ألخوات‬ ‫أبيت فانتصر مستقبال‬
‫وإ ن َ‬
‫واظ ِه ْر لها َّ‬
‫سر الندى المكنونا‬ ‫عليهم‬
‫ُ‬ ‫اقض بحكم المجد لي‬
‫السماح فينا‬
‫َ‬ ‫فكيف تعصون‬ ‫أسباب الندى في مدحكم‬
‫َ‬ ‫لم نعص‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪38 :‬‬ ‫[‪]28‬‬

‫مـــــــن الهـــــــزج‬ ‫وقـــال أيضــــــــــا ً ‪:‬‬

‫عالينا‬
‫الحي تَ ْ‬
‫ـرة ِّ‬
‫َ‬ ‫الج نفـ‬
‫الي َن ُن َع ْ‬
‫تَ َع ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]203‬‬

‫عينا‬
‫ونودع نظرةً ْ‬
‫ْ‬ ‫َأدناه شكوى‬
‫نزود ُ‬
‫ِّ‬
‫البينا‬
‫نعطف ْ‬
‫ُ‬ ‫عسانا‬ ‫ونبكي من ِ‬
‫يد البين‬
‫تباكينا‬
‫لجاجا ما ْ‬ ‫َ‬ ‫فما زاد النوى إال‬
‫تباكينا‬
‫يس ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أم الع ُ‬ ‫قبان بهم طرن‬
‫أع ٌ‬
‫ط َّو ْينا‬
‫ـوجي حتى ت َ‬ ‫البعد يكتمن الـ‬
‫طوين َ‬
‫األينا‬
‫ُـم يا سائقها ْ‬ ‫إلي أين أما تألـ‬
‫بينا‬
‫بين ما ْ‬
‫طا َ‬‫وس ً‬
‫ء ْ‬ ‫ست بالجرعا‬
‫عر َ‬
‫إذا َّ‬
‫وغير الرمل حي َّْينا‬ ‫َ‬ ‫فحَّيا اهللُ َيبر ِي َن‬
‫ِـد َّرد اهللُ لُب َّْينا‬ ‫س ِعـ‬
‫والم ْ‬
‫وما لي وأخي ُ‬
‫ـل من يمطُلُنا الد َّْينا‬ ‫وقفنا نقتضي الناِئـ‬
‫قلب ْينا‬
‫استقدح َ‬
‫َ‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬
‫الصدر‬ ‫بارد‬
‫ونشكو َ‬
‫ش ْينا‬
‫ُر في دين ُك ُم َ‬ ‫ب أليس الغد‬
‫أيا ُع ْر ُ‬
‫بنفسينا‬
‫ْ‬ ‫من الفُرس‬ ‫تستقيدون‬
‫َ‬ ‫أحقًا‬
‫قبيلينا‬
‫دم بين ْ‬
‫ٌ‬ ‫سى‬‫كم الثأر أما ُي ْن َ‬
‫الحينا‬
‫القد ُر ْ‬
‫فساق َ‬ ‫حذرناها‬ ‫ولمياء ِ‬
‫ُ‬
‫إزارينا‬
‫ْ‬ ‫ُـم َني تحت‬ ‫يد الليل الـ‬‫ضم ْت ُ‬
‫فكم َّ‬
‫يسع ْينا‬ ‫ِ‬
‫بناهن َ‬
‫حس ّ‬ ‫الصْب ُح‬
‫در ُّ‬
‫إذا ما َب َ‬
‫عينا‬
‫علي شمس الضحى ْ‬ ‫الش ِ‬
‫هب‬ ‫أعين ُّ‬
‫َجعلنا َ‬
‫ـهوى يوسعني َم ْينا‬ ‫أال هلل صدقي والـ‬

‫تصافينا‬
‫ْ‬ ‫قلت‬
‫إذا ُ‬ ‫ش ٍ‬
‫وب‬ ‫وصبري وأخي َ‬
‫يتعاوينا‬
‫ْ‬ ‫ذئابا‬ ‫أولِّي َهجم ًة ُّ‬
‫السود‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]204‬‬

‫يرع ْينا‬
‫عيونا ليس َ‬ ‫وأرعى ساهرا منهم‬
‫َ‬
‫قينا‬
‫وغى ْ‬ ‫يِ‬
‫سيف ً‬ ‫ُ‬ ‫ص ْب‬ ‫ُ‬ ‫صح وفاء لم‬
‫ولو َّ‬
‫إذا ُع َّد ٌأخ ْ‬
‫زينا‬ ‫ابن أيُّوب‬ ‫ِ‬
‫وهلل ُ‬
‫تلو ْينا‬ ‫ِـر حي ٍ‬
‫َّات َّ‬ ‫نائبات الدهـ‬
‫ُ‬ ‫ودبَّت‬
‫توالينا‬
‫أعوام ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِب‬ ‫َّت بضروس الجد‬
‫وعض ْ‬
‫ـب ِمثال َّ‬
‫فتعن ْينا‬ ‫َ‬ ‫طلبنا ألبي طالـ‬
‫فما واهلل ثََّن ْينا‬ ‫العد‬
‫ووحَّدناه في ّ‬
‫تنافينا‬
‫ـسجايا أو ْ‬ ‫كريم ما تََوافقنا الـ‬
‫ق اللَّ ْينا‬
‫به وال ُخلُ َ‬ ‫الصعب‬
‫َ‬ ‫الجانب‬
‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬
‫ب َم َّن ْينا‬‫الس ْح ُ‬
‫إذا ما ُّ‬ ‫ِ‬
‫المناجيز‬ ‫من القوم‬
‫فأجرينا‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المجد‬ ‫َي ًه‬ ‫رأت أنفسهم ِ‬
‫قاصـ‬ ‫ُ‬
‫يتواص ْينا‬
‫َ‬ ‫ـمعالي‬ ‫نفوس بالـ‬
‫ٌ‬ ‫فلله‬
‫أصم ْينا‬
‫األحداث َ‬
‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬
‫الدهر‬ ‫تخطَّتك ُ‬
‫يد‬
‫َـر تبقي لي ويفَ ْنينا‬ ‫وطاولت الليالي العمـ‬
‫َ‬
‫َّينا‬
‫ضح ْ‬‫وي َ‬ ‫ِ‬
‫ن عيدا ُ‬ ‫طر‬‫األعياد ما ُيف َ‬ ‫مدي‬
‫َّ‬
‫ماتمن ْينا‬ ‫ـحسان‬
‫ُ‬ ‫األماني الـ‬
‫َّ‬ ‫تَري فيك‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪34 :‬‬ ‫[‪]29‬‬


‫قال ابن نُباتة السعدي (ت‪450‬هـ )‬
‫مــــــن البسيــــــــط‬ ‫‪:‬‬

‫َّه ِر لما َجاء َيشكو َنا‬


‫قلت للد ْ‬
‫ما َ‬ ‫ق عي ُنه ُدو َنا‬ ‫يا َم ْن تَري َّ‬
‫كل فو ٍ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]205‬‬

‫عنك ُيغني َنا‬


‫وما َنرى فيه شيًئا َ‬ ‫ط ِ‬
‫البه‬ ‫فِإ َّن َنا قَ ْد َغ ِن ْي َنا عن َم َ‬

‫إقبال ِه في َنا‬
‫أنفد من ِ‬‫كيد ُ‬ ‫ال َ‬ ‫صبره ُم‬
‫ُ‬ ‫قالت عداتُُك لما ِع ْي َل‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالخيل تَغزو َنا‬ ‫وبالسع ِ‬
‫ادة ال‬ ‫بيمن َج ِّد َك ال بالجيش تهزمنا‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اَألرحام مأمو َنا‬ ‫دما علي‬ ‫ُ ِ‬ ‫بمضيع ٍة‬
‫وكنت ق ً‬ ‫َ‬ ‫أرحاما‬
‫ً‬ ‫أصبحت أرحم‬
‫ُ‬
‫ويرمي َنا‬ ‫ِ‬
‫أخا بفارس َنرميه َ‬ ‫ً‬ ‫مالما أو ُمعاتب ًة‬
‫بلغت ً‬
‫بل ْغ َ‬
‫ِّ‬
‫ب بالقُربى أداني َنا‬‫وال ُنقَ َّر ُ‬ ‫ما بالُنا َّ‬
‫بالندى تُدني أباعدنا‬
‫فينا العداةُ مسا ًغا حين تَبغي َنا‬ ‫وجدت‬
‫ْ‬ ‫ولو تَ ِ‬
‫رافدت اَأليدي لما‬
‫وال ُنواخدَّ بالتقريض َح ِاني َنا‬ ‫وقيل لنا‬
‫َهلُ َّم ننسى الذي قلنا َ‬
‫الح ِّد منها في أعاد ِي َنا‬ ‫صم العوالي عن ِ‬ ‫ُّ‬
‫ونجع ُل َ‬ ‫مقاتلنا‬ ‫نكف َّ َ‬
‫ِ‬
‫بفعل أولنا كنا ميامي َنا‬ ‫آخرنا‬ ‫قتاس ُ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫غير ْ‬ ‫لو لم يكن َ‬
‫قاضت نواعي َنا‬ ‫ْ‬ ‫الردى‬‫َي َو ُّد لو ِب َّ‬ ‫مسرورا بفُرقَ ِت َنا‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫بالغيب‬ ‫عنك‬
‫ع َ‬ ‫َد ْ‬
‫البيع إالَّ َ‬
‫كان َم ْغ ُبو َنا‬ ‫صفقة ِ‬ ‫َو َ‬ ‫وع إالَّ َ‬
‫كان ُم ْعتَزالً‬ ‫الر َ‬‫ش َه ِد َّ‬
‫لم َي ْ‬
‫وال ترى أحدا بالرمح مطعو َنا‬ ‫أبدا‬
‫رامحا ً‬ ‫ماك تراه‬ ‫الس ِ‬
‫مثل ِّ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫غير أيدي َنا‬ ‫ٍ‬ ‫أبيت فإنا من قواِئمها‬
‫في هضبة لم تَلها ُ‬ ‫وإ ن َ‬
‫صر مضمو َنا‬ ‫ِ‬
‫الكريهة كان َّ‬
‫الن ُ‬ ‫يوم‬
‫َ‬ ‫بيض الدار عين لها‬ ‫ض ُ‬ ‫تعر َ‬
‫إذا َّ‬
‫العدى في َنا‬ ‫دون ِ‬
‫غم ُدها َ‬ ‫نكاد ُن ِ‬
‫ُ‬ ‫فأنا من َم َحب َِّت َها‬ ‫ِ‬
‫السيوف َّ‬ ‫َو ْي َب‬
‫وخوفُها في ِ‬
‫قلوب الناس يكفي َنا‬ ‫حوائجنا‬‫ُ‬ ‫وما لها ال تواريها‬
‫العيو ِ‬
‫ق مقرو َنا‬ ‫س َهيال إلى َ‬
‫فَقُ ُْد ُ‬ ‫قسرا في ِخزامتنا‬ ‫كنت تطمعُ ً‬ ‫إن َ‬ ‫ْ‬
‫لياء َم ْج ُنو َنا‬
‫الع َ‬‫ب َ‬
‫لكان َم ْن يطلُ ُ‬
‫َ‬ ‫ص ٌة‬
‫العجز منقَ َ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫باء َّ‬
‫لوال اإل ُ‬
‫فالموت القي َنا‬
‫ُ‬ ‫نحن لم نلقه‬‫إ ْن ُ‬ ‫الموت ريثًا أو معالجة‬ ‫ِ‬ ‫سيروا إلي‬
‫وراعيا‬
‫َ‬ ‫َو َملَّ ِت َ‬
‫الخ ْي ُل طاهينا‬ ‫حالت مسالك ُبصرى عن َم َعارفها‬
‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]206‬‬

‫المّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لعلها بعد َخفَ ٍ‬


‫ان تُردي َنا‬ ‫ص ِر ُ‬‫يوما علي قُ ُ‬
‫ً‬ ‫مرابطها‬ ‫ض في‬
‫المجد ِعرني َنا‬
‫َ‬ ‫وأعار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫جوده‬ ‫من‬ ‫يدا‬
‫المهام الذي أعطى السماح ً‬
‫ُ‬ ‫فينا‬

‫تنسف الصي َنا‬


‫ُ‬ ‫بالقيروان وخي ٌل‬ ‫الدهر عاصف ًة‬
‫َ‬ ‫خي ٌل له ما تزا ُل‬
‫كأنما لك المل ُك َمخزو َنا‬ ‫كنوز ِ‬
‫القوم ثائرةً‬ ‫إليك ُ‬
‫سارت َ‬
‫ْ‬
‫أفاد بها الدُّنيا وال الدِّي َنا‬
‫فما َ‬ ‫زق جانبها‬ ‫خان فيها ِ‬
‫الر ُ‬ ‫أمان ٌة َ‬
‫البنان بما أعيا ُمداوي َنا‬
‫ب َ‬ ‫ط ِّ‬
‫َ‬ ‫مستيقظ قَ ِط ٍن‬
‫ٍ‬ ‫اعتمدت علي‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫قد‬
‫اليوم ُينجي َنا‬ ‫وقيل ال شيء ِ‬
‫منك‬ ‫لت‬
‫للجلى إذا َنَز ْ‬ ‫َم ْن ِمث ُل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سابور ُ‬
‫َ‬
‫العقل نوزو َنا‬
‫َ‬ ‫فوجدت‬
‫ُ‬ ‫بلوتُه‬ ‫خالق لهم‬ ‫َ‬ ‫بلوت رجاالً ال‬
‫ُ‬ ‫لما‬
‫مظفرا بأقاصي األرض َميمو َنا‬ ‫ً‬ ‫غايت ِه‬
‫الب عند ِ‬ ‫كل ِط ٍ‬
‫ألفاك ُّ‬
‫إعزازا وتمكي َنا‬ ‫شِ‬ ‫كل ٍ‬‫في ِّ‬
‫ً‬ ‫زيد َك اهللُ‬
‫َي ُ‬ ‫ارقُه‬ ‫ذر َ‬
‫ليل ويم َّ‬
‫هويت ودع عنك األظاني َنا‬
‫َ‬ ‫فيما‬ ‫ِ‬
‫باإلله الذي جربت عادتَه‬ ‫ثق‬
‫يكم ُن في سعى الفَتى ِحي َنا‬
‫ين ُ‬‫والح ُ‬
‫َ‬ ‫ار ِعهم‬
‫صِ‬ ‫َّ‬
‫فإنما َغلبوا علي َم َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪52 :‬‬ ‫[‪]30‬‬

‫مـــــــن البسيـــــــط‬ ‫قال ابن زيدون (ت‪463‬هـ) ‪:‬‬

‫طْي ِب لُقيانا تَجافِينا‬


‫ناب َعن ِ‬
‫َو َ‬ ‫أضحي التَنائي َبديالً ِمن تَ ِ‬
‫دانينا‬
‫قام ِبنا ْلل َحين َناعِينا‬
‫ين فَ َ‬
‫َح ٌ‬ ‫َّحنا‬
‫صب َ‬ ‫البينِ َ‬‫صْب ُح َ‬
‫حان ُ‬ ‫أالّ َوقَد َ‬
‫الدْه ِر ال َيبلى َو ُيبلينا‬
‫ُحز ًنا َم َع َّ‬ ‫من م ِبلغُ المل ِبسينا ِبانْ ِت ِ‬
‫زاح ِه ُم‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫أنسا ِبقُر ِب ِه ُم قد َ‬
‫عاد ُيبكينا‬ ‫ً‬ ‫مازال ُيضْ ِح ُكنا‬
‫َ‬ ‫مان الَّذي‬
‫الز َ‬ ‫أن َ‬
‫َّ‬
‫هر ‪ :‬آمينا‬ ‫غي َ ِ ِ‬
‫الد ُ‬
‫قال َ‬
‫ص فَ َ‬
‫بَأن َن َغ َّ‬ ‫الهوى فَ َد َعوا‬ ‫ظ العدا من تَساقينا َ‬ ‫ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]207‬‬

‫كان َموصوالً ِبَأيدينا‬ ‫َوانْ َب َّ‬


‫ت ما َ‬ ‫ودا بَأنفُ ِسنا‬ ‫فانْ َح َّل ما َ‬
‫كان َمعقُ ً‬
‫وما ُيرجى تَالقينا‬
‫حن َ‬‫وم َن ُ‬
‫الي َ‬
‫فَ َ‬ ‫كون َوما ُيخشى تَفَُّرقُنا‬‫َوقد َن ُ‬
‫العتبى أعادينا‬ ‫نال ح ً ِ‬ ‫ليت ِشعري َولم ُنعِْتب َأ َ‬
‫ظا م َن ُ‬ ‫َهل َ َ‬ ‫عادِ َي ُكمْ‬ ‫يا َ‬
‫يرهُ دينا‬ ‫َّ‬
‫َر ًأيا َولم َنتَ َقلد َغ َ‬ ‫فاء ل ُكم‬
‫الو َ‬ ‫لَم َنعتَ ِقدْ َب َ‬
‫عد ُكم إالّ َ‬

‫ِبنا وال أن تَسرُوا ِ‬


‫كاش ًحا ِفينَا‬ ‫س ٍد‬ ‫ن تُ ِقُّروا َع َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ين ذي َح َ‬ ‫ما َحقُّنا َأ ْ‬
‫َوقد َيِئسنا َفما ِلليَْأس ُيغرينا‬ ‫ض ُه‬‫وار ُ‬ ‫أس تُسْلينا َع ِ‬ ‫الي َ‬ ‫ُك ّنا َنرى َ‬
‫شوقًا إلي ُكم َوال َجفَّت َمآقينا‬
‫َ‬ ‫وان ُحنا‬ ‫بنتُم وب ّنا فما ا ِبتَلَّتْ ج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أسينا‬
‫َيقضِي َعلينا األَسى لوال تَ ّ‬ ‫ضماِئ ُرنا‬ ‫حين ُتَناجِي ُكم َ‬ ‫كاد َ‬ ‫َن ُ‬
‫بيضا ليالينا‬ ‫سودا َوكا َنت ِب ُكم ً‬ ‫امنا فَ َغ َدت‬ ‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫حالت لفَقد ُك ُم ّأي ُ‬
‫صاف ِمن تَصافينا‬ ‫ٍ‬ ‫الل ِ‬
‫هو‬ ‫َومرْ َبعُ َّ‬ ‫لق ِمن َتألُّ ِف َنا‬ ‫ط ٌ‬ ‫العيش َ‬ ‫ب َ‬
‫ْ ِ‬
‫إذ جان ُ‬
‫نه ما شينا‬ ‫ِقطافُها فَ َج َنينا ِم ُ‬ ‫صل دَا َن ِي ًة‬ ‫الو ِ‬ ‫نون َ‬‫صرنا فُ َ‬ ‫َوإ ذ َه َ‬
‫ألرواحنا إالَ َرياحينا‬‫ِ‬ ‫ُكنتُم‬ ‫رور فَما‬ ‫الس ِ‬ ‫هد ُّ‬ ‫هد ُك ُم َع ُ‬‫سق َع ُ‬‫ِل ُي َ‬
‫الم ِح ّبينا‬
‫أي ُ‬ ‫طالمَا َغي ًَّر ال َن ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إْ‬ ‫حسبوا َن َأي ُكم َع ّنا ُي َغ ِّي ُر َنا‬‫ال تَ َ‬
‫ص َرفَت َعن ُكم أمانينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫من ُكم َوال انْ َ‬ ‫طلَبت أهواُؤ نا َب َدالً‬ ‫اهلل ما َ‬ ‫َ‬
‫سِلي َنا‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوال اتَّ َخ ْذ َنا َبديالً م ْنك ُي ْ‬ ‫ش ِغلُ َنا‬ ‫وال استفدنا َخِليالً َع ْن ِك ُي ْ‬
‫الو ّدَ َيسقينا‬
‫الهوى َو ُ‬ ‫رف َ‬ ‫ص َ‬ ‫كان ِ‬
‫َمن َ‬ ‫اسق ِب ِه‬ ‫غاد القصر و ِ‬
‫َ َ‬
‫ساري البرق ِ‬
‫يا ِ َ َ‬
‫إلفًا تَ ُّ‬
‫ذك ُرهُ أمسى ُي َعَ ّنينا‬ ‫نال َك ‪َ :‬هل َع ّنى تَ َذ ُّك ُرنا‬ ‫واسأل ُه ِ‬
‫َ‬
‫كان ُي َح ّيينا‬
‫البعد َح ّيا َ‬
‫َمن لو َعلَى ُ‬ ‫الصَبا َبلِّغ تَ ِحيََّت َنا‬
‫سيم َّ‬ ‫ويا َن َ‬ ‫َ‬
‫نه َوإ ن لَم َي ُكن ِغبَّا تَقاضِينا‬ ‫ِم ُ‬ ‫ساعفَ ًة‬
‫هر َيقضينا ُم َ‬ ‫الد َ‬
‫فهل أرى َ‬ ‫َ‬
‫ِمس ًكا َوقَدَّرَ‬ ‫ربيب م ٍ‬
‫الورى طينا‬ ‫إنشاء َ‬
‫َ‬ ‫شأهُ‬
‫أن اهللَ أن َ‬
‫لك َك َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِمن ِ‬ ‫أو صا َغ ُه َو ِرقًا َم ً‬
‫بداعا َوتَحسينا‬‫بر ِإ ً‬ ‫ناص ِع التِّ ِ‬ ‫حضا َوتََّو َج ُه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]208‬‬

‫البرى لينا‬ ‫ُتوم ُ ِ‬ ‫آدتْ ُه ر ِ‬


‫أدمتْ ُه ُ‬
‫العقود َو َ‬ ‫ُ‬ ‫فاه َي ًة‬ ‫إذا تَ َّأو َد َ َ‬
‫َبل ما تَ َجلّى لَها إالَ أحايينا‬ ‫أكلَّ ِته‬
‫كا َنت لَ ُه الشَّمس ِظئرا في ِ‬
‫ُ ً‬
‫ُزهْر ال َك ِ‬
‫واك ِب تَعوي ًذا َوتَزيينا‬ ‫صحن َوج َن ِت ِه‬
‫ُ‬ ‫َك ََّأنما ُأث ِبتَت في َ‬
‫كاف ِمن تَكافينا‬‫َّة ٍ‬ ‫وفي المود ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ش َرفًا‬ ‫أكفاءهُ َ‬
‫َ‬ ‫ضَّر أن لم تَ ُكن‬
‫ما َ‬
‫الصبا َغضًا َو َنسرينا‬ ‫وض ًة طالَما أج َنت ِ‬
‫ور ًدا َجالهُ ّ‬
‫َ‬ ‫ظنا‬ ‫لواح َ‬ ‫يـا َر َ‬

‫ضروبا و ٍ‬ ‫هر ِتها‬ ‫َّ‬


‫لذات أفانينا‬ ‫نى ُ ً َ‬
‫ُم ً‬ ‫ويا َحياةً تَ َملينا ِبَز َ‬ ‫َ‬
‫س َحبنا َذيلَ ُة حينا‬
‫في َوشي ُنعمى َ‬ ‫ضار ِت ِه‬
‫طرنا من َغ َ‬
‫ويا َنعيما َخ َ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ذاك ُيغنينا‬
‫المعتَلي َعن َ‬ ‫و ِ‬ ‫يك إجالالً َوتَكْ ِر َم ًة‬ ‫لَسنا ُنسم ِ‬
‫قدرك ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫إيضاحا َوتَبيينا‬
‫ً‬ ‫صف‬
‫الو ُ‬‫سبنا َ‬
‫فح ُ‬
‫َ‬ ‫صفَ ٍة‬ ‫كت في ِ‬ ‫شور ِ‬‫دت َوما ِ‬ ‫إذا ْا ِنفَر ِ‬
‫َ‬
‫قوما َو ِغسلينا‬ ‫وثر َ ِ‬‫َوال َك ِ‬ ‫سد َر ِتها‬ ‫يا ج َّنة ال ُخ ِلد ُأبِْد ْل َنا ِب ِ‬
‫العذب َز ً‬ ‫َ‬
‫ض ِمن أجفان واشينا‬ ‫عد قد َغ َّ‬
‫َوالسَّ ُ‬ ‫َك َّأننا لَم َنبت والوص ُل ِ‬
‫ثالثُنا‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مو ِقف َ‬
‫الح ِ‬
‫شر َنلقا ُكم َوتَلقونا‬ ‫في َ‬ ‫قاء ِب ُكم‬
‫كان َقد َعَّز في الدُّنيا الل ُ‬ ‫إن َ‬
‫الصْبح ُيفشينا‬
‫سان ُّ‬ ‫كاد ِل ُ‬
‫َحتّى َي َ‬ ‫لماء َيكتُ ُمنا‬‫ظ ِ‬ ‫خاط َر ال َ‬‫ِسران في ِ‬
‫ّ‬
‫الص َبر ناسينا‬
‫نه ال ُنهى َوتََركنا َّ‬ ‫َع ُ‬ ‫حين َن َهت‬
‫زن َ‬‫الح َ‬
‫رو في أن َذ َكرنا ُ‬
‫ال َغ َ‬
‫الص َبر تَلقينا‬
‫أخذنا َّ‬
‫كتوب ًة َو َ‬
‫َم َ‬ ‫س َو ًرا‬ ‫النوى ُ‬ ‫وم َّ‬‫إ ّنا قََرأنا األسى َي َ‬
‫كان ُيروينا فَ ُيظمينا‬
‫شرْ ًبا َوإ ن َ‬
‫ُ‬ ‫نهِل ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أما َهواك َفلَم َنعدل ِب َم َ‬‫ّ‬
‫ه قالينا‬ ‫أنت َكو َك ُب ُه‬ ‫مال ِ‬‫أفق َج ٍ‬ ‫جف َ‬ ‫لَم َن ُ‬
‫هجرْ ُ‬ ‫نه َولم َن ُ‬ ‫سالين َع ُ‬
‫َ‬
‫لكن ع َدتنا علي ُكرْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ثب‬ ‫يارا تَ َج َّنبناهُ َعن َك ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ه َعوادينا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوال اخت ً‬
‫الشمو ُل َو َغ ّنانا ُم َغ ّنينا‬
‫فينا َّ‬ ‫ش َع ًة‬ ‫شع َ‬ ‫َنأسى ع ِ‬
‫ليك إذا ُح َّثتْ ُم َ‬ ‫َ‬
‫األوتار تُلهينا‬ ‫ِس َيما ِار ِت ٍ‬
‫ياح َوال‬ ‫شماِئ ِلنا‬ ‫اح تُبدي ِمن َ‬ ‫الر ِ‬
‫ُس ّ‬‫ال أكئو ُ‬
‫ُ‬
‫دان إنصافًا َكما دينا‬ ‫ظ ًة‬ ‫هد ما ُدمنا م ِ‬
‫حاف َ‬ ‫دومي علي الع ِ‬
‫فالحُّر َمن َ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]209‬‬

‫وال ِاستَفَدنا حبيبا ع ِ‬ ‫ِ‬


‫نك َيثنينا‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫سنا‬ ‫فما استَ َعضنا َخليالً منك َيح ِب ُ‬
‫ِ‬
‫حاشاك ُيصبينا‬ ‫الدجى لم َي ُكن‬‫در ُ‬ ‫لو َمطلَ ِع ِه‬‫حونا ِمن ُع ِ‬
‫َب ُ‬ ‫صبا َن َ‬‫َولو َ‬
‫فالطيف ي ِ‬
‫قن ُعنا َوالذِّْك ُر َيكفينا‬ ‫بدلي ِ‬
‫صل ًة‬ ‫فاء َوإ ن لم تَ ُ‬
‫ّ ُ‬ ‫َْأولي َو ً‬
‫لت تولينا‬‫بيض األيادي الَّتي ما ِز ِ‬ ‫إن شفَعْ ِت ِب ِه‬ ‫الجواب َمتاعٌ ْ‬
‫َ‬ ‫َوفي َ‬
‫باب ٌة ِب ِك ُنخِْفَيها فَ ُت ْ‬
‫خِفينَا‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل ما َب ِق َيت‬
‫ليك ِم ّنا سالم ِ‬
‫َ ُ‬
‫ع ِ‬
‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]31‬‬

‫مـــــــن الوافـــــــر‬ ‫قال صّــــ َّر در (ت‪465‬هـ) ‪:‬‬

‫نصيحت ُكم إلينا‬


‫َ‬ ‫فال تُهدوا‬ ‫نطيع ُكم َْأبينا‬
‫َْأبينا أن َ‬
‫لنا ما قد َكسبنا او علينا‬ ‫طرا فإما‬
‫ركبنا في الهوى خ َ‬ ‫ِ‬
‫كأن لكم على العشاق َدينا‬
‫َّ‬ ‫صب‬ ‫فما تسآلُكم عن ِّ‬
‫كل ٍّ‬
‫شا لنا قلبا وعينا‬
‫لَما أن َ‬ ‫رض ربُّك ما رضينا‬
‫ولو لم َي َ‬
‫ُنصو ُل ِس ّ‬
‫هامن إذا رمينا‬ ‫ٍ‬
‫راميات ليس تفَنى‬ ‫بنفسي‬
‫ٍ‬
‫كحلية ِزيرا وقَينا‬ ‫ِّ‬
‫بكل‬ ‫أعدوا للرزايا‬
‫كّأنهم ّ‬
‫ُ‬
‫وبيننا‬ ‫ِ‬
‫لى َ‬‫وحسبك بالخيام ق ً‬
‫ُ‬ ‫الخيام من المطايا‬
‫َ‬ ‫ضن‬
‫تعو َ‬
‫َّ‬
‫بمعيادي وآمالي لوينا‬ ‫زجرا‬
‫ولوين البنان فقلت ً‬
‫َّ‬
‫حي َنا‬
‫نحب محاس َنا فتصير ْ‬
‫ُّ‬ ‫عجائب في اصبابة لو عقلنا‬
‫الر ْم ِل َي ْعلم ما عنينا‬
‫وبان َّ‬ ‫بح ْز َوى‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫نسائل عن ثمامات ُ‬
‫كنينا‬
‫أصرحنا بذكرك أم َ‬
‫ّ‬ ‫فقد كشف الغطاء فما نبالي‬
‫لقالوا ما أردت سوى ُلب َي ْني‬ ‫سلَ ْي َمى‬
‫ولو أني أنادي يا ُ‬
‫وم ْينا‬
‫بكاسات الكرى ُزوراً َ‬ ‫طيف منك يسقي‬
‫أال هلل ٌ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]210‬‬

‫وجى وأينا ؟‬
‫فكيف شكا إليك ً‬ ‫م ِطيَّتُه طوال ِ‬
‫الليل جفني‬ ‫َ‬
‫وأص َبحنا َّ‬
‫كأنا ما التقينا‬ ‫ْ‬ ‫فأمسينا كأ ّنا ما افتََرقنا‬
‫تَّبلَّ َج في َّ‬
‫الظالم لما اهتدينا‬ ‫ي‬ ‫ش ِ‬
‫مو ًّ‬ ‫أزهر َّ‬
‫نور َ‬‫ولوال ُ‬
‫جرينا‬ ‫ُرهون ِس َّ‬
‫باقهن إذا َ‬ ‫عميد الدولة المعطى القوافي‬
‫بين بينا‬
‫المقصر َ‬
‫ِّ‬ ‫إذا نزل‬ ‫فتى بينى على ال ُغلَواء بيتا‬
‫ً‬
‫الهوي َنى‬
‫ترع ْى بأكناف َ‬
‫وال َ‬ ‫يقول إلبله ُموتى هزاال‬
‫تهلَّل عسجدا وهمى لُجينا‬ ‫َّت‬
‫سح ْ‬ ‫ِ‬
‫حب باألمواه َ‬
‫الس ُ‬
‫إذا ما ُّ‬

‫رياض من نداه قد انتشينا‬ ‫ٌ‬ ‫بكل قرار ٍة ِّ‬


‫وبكل ربع‬ ‫ِّ‬
‫ُنصيب بها ِثمارا ُيجتََنينا‬ ‫غصون مكارم قَيضا وقًُّرا‬
‫ُ‬
‫فاكتسينا‬
‫َ‬ ‫تسربلن المحامد‬
‫َ‬ ‫األرض إال‬
‫َ‬ ‫الشتاء‬
‫ُ‬ ‫سلب‬
‫وما َ‬
‫فجاء فويقها وأتو دوينا‬ ‫جرى والسابقون إلى المعالي‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪92 :‬‬ ‫[‪]32‬‬


‫قال ناصح الدين األرجاني (ت‬
‫مـــــــن المتقـــــارب‬ ‫‪544‬هـ) ‪:‬‬

‫الد ِارعونا‬
‫الم ْع َر َك ّ‬
‫ش َه ُد َ‬
‫كما َي ْ‬ ‫العيونا‬
‫المحاسن إالّ ُ‬
‫َ‬ ‫ستَْر َن‬
‫َ‬
‫اليوم ماذا لقينا‬ ‫فال تَ ِ‬
‫سأل‬ ‫سل ْل َن سيوفا والقَ ْي َننا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫الجفونا‬
‫سرنا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫بح ْكم الغرام َك ْ‬ ‫الرضا‬‫فون ولوال ِّ‬‫الج َ‬
‫سر َن ُ‬ ‫َك ْ‬
‫ِن ُحورا مع القَ ْتل ِعينا‬‫ُيعا ِي َ‬ ‫بَأن‬
‫رورا ْ‬ ‫س ً‬
‫وحسب َّ ِ‬
‫الشهيد ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫س ُن حربا َزبونا‬
‫الح ْ‬
‫ب لنا ُ‬
‫ش ُّ‬
‫َي ُ‬ ‫رض‬‫هوى ُم ْع ٌ‬
‫ً‬ ‫أفي ُك ِّل َي ٍ‬
‫وم‬
‫ُأالقي ِ‬
‫َأعينا‬ ‫أعينا على ما ِ‬ ‫ِ‬
‫الخليط‬ ‫ني َب ْع َد ِز ِ‬
‫يال‬ ‫أع ْي َّ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]211‬‬

‫بد ْي ٍن َرهينا‬ ‫ع ُك َّل ٍ‬


‫فؤاد َ‬ ‫الودا‬
‫و ّكنا تر ْكنا غداةَ َ‬
‫ُيعلِّل َنا ِذ ْك ُره ما َب ِقينا‬ ‫ُأتيح لنا َم ِو ٌ‬
‫عد‬ ‫فلما َ‬‫ّ‬
‫الرهونا‬
‫سوى أننا ما َفك ْكنا ُّ‬ ‫الهوى ُكلَّها‬
‫يون َ‬ ‫َقضينا ُد َ‬
‫مون وما َي ْجهلونا‬ ‫لما َي ْعلَ َ‬ ‫فَ ُر ْحنا وقد َك ِمد الحاسدون‬
‫يور الظُّنونا‬
‫ظ َّن ال َغ ُ‬ ‫َعف ْفنا و َ‬ ‫وال َع ْي َب فينا سوى أننا‬
‫الخؤونا‬
‫ان َ‬ ‫أن َن ُذ َّم َّ‬
‫الز َم َ‬ ‫سوى ْ‬ ‫هود تَقضَّت وما خلَّفَ ْت‬
‫ُع ٌ‬
‫وج َّن العواذ ُل م ّني ُجنونا‬ ‫ُ‬ ‫الصبا‬
‫ذيول ِّ‬
‫رت َ‬‫وكم قد َجَر ُ‬
‫الب ْط ِن منها َجنينا‬
‫وم في َ‬ ‫الر ِ‬ ‫من ُّ‬ ‫رت‬
‫أضم ْ‬ ‫وح ْبلَى من َّ‬
‫الز ْنج قد َ‬ ‫ُ‬
‫الب ْد ِر قَ ْد َر اللَّيالي ِسنينا‬
‫من َ‬ ‫طعت ُدجاها ِب َب ٍ‬
‫در َي ُع ُّد‬ ‫قَ ُ‬

‫العيونا‬
‫اس َمدُّوا إليه ُ‬ ‫إذا ال ّن ُ‬ ‫وال َع ْي َب فيه سوى أنه‬
‫ذارا على َخ ّده ال ّناظرونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خياالت أهدا ِبها‬
‫ع ً‬ ‫َيظُ ُن‬
‫ور للعاشقينا‬‫الص ِ‬‫كن ْفختَي ُّ‬ ‫ميت وتُ ْح ِيي الفَتى َن ْظ َرتاهُ‬ ‫تُ ُ‬
‫َّل حتّى َيبينا‬‫فَيفتُقُه الد ُّ‬ ‫الشقي ِ‬
‫ق‬ ‫أقاح َي ُه في َّ‬ ‫ي ُك ُّم ِ‬
‫َ‬
‫ـه لم َنر م ْن َخطَّ في ِ‬
‫الميم سينا‬ ‫ُ َ َ‬ ‫وقبل ثَناياهُ والثّ ْغ ِر ِم ْنـ‬
‫َح َكتْها بالب ُل تُأوي ال ُغصونا‬ ‫ِل َق ْلبي َبالب ُل تْأوي القُ َ‬
‫دود‬
‫الوكونا‬ ‫ِ‬
‫القلوب ُ‬ ‫طثيور‬
‫ُ‬ ‫َـن م ّنا‬ ‫صون قَ ِد اتَّخ َذ ْت فَ ْوقَ ُه ْنـ‬
‫ُغ ٌ‬
‫الحنينا‬
‫س ُه َّن َ‬ ‫َمطايا ُن ِ‬
‫دار ُ‬ ‫س َرح ْلنا لها‬ ‫وحاجة َن ْف ٍ‬
‫َ‬
‫وع ْفنا لها َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ِرقَات ُ‬
‫البرينا‬ ‫الب َرى‬
‫أل ْفنا لها َقلقات ُ‬
‫الوضينا‬ ‫ٍ‬ ‫وكل ٍ‬
‫أناة تُجي ُل ِ‬ ‫ُّ‬
‫لكل وآة تُجي ُل َ‬ ‫شاح‬
‫الو َ‬
‫من الغادرينا‬
‫ُأرجي َ‬
‫وماذا ّ‬ ‫راح‬ ‫رت المالح وج ْز ُ ِ‬
‫ت الم َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َه ْج ُ‬
‫فمن أين ُي ِ‬
‫ورثُه للبنينا‬ ‫الوفاء‬ ‫الدهر قَطُّ‬
‫َ‬ ‫وما ملك ّ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]212‬‬

‫ضنينا‬‫وأه َوى َ‬
‫وادا ْ‬ ‫ِ‬
‫ُأوالي َج ً‬ ‫نت ِق ْد ًما ُم َّعنى الفؤاد‬
‫وقد ُك ُ‬
‫وأقصر عن عذْلي ِ‬
‫العاذلونا‬ ‫َ‬ ‫صت َن ِج َّي ُ‬
‫العال‬ ‫فلما خلَ ُ‬‫ّ‬
‫َّ‬
‫فعز ْت فقال لي القائلونا‬ ‫للسحاب‬
‫حة َّ‬ ‫فت على مس ٍ‬ ‫حلَ ُ‬
‫َ ْ‬
‫اليمينا‬
‫تلك َ‬
‫فأبر ْر َت َ‬
‫سم ْو َت َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الوزير‬ ‫مين‬
‫ثم َت َي َ‬‫إذا ما لَ ْ‬
‫الد ِ ِ‬ ‫شر ِ‬
‫ِ‬
‫العيس َح ْرفًا أمونا‬ ‫من‬
‫ت َ‬‫َأثر ُ‬
‫ْ‬ ‫ين ت ْر ِب ُ‬
‫العال‬ ‫ف ّ‬ ‫إلى َ َ‬
‫بده ٍر سواهُ ل ُك ْن ُ‬
‫ت ال َغبينا‬ ‫ْ‬ ‫عت ساع َة لُقيانه‬‫ولو ِب ُ‬
‫ولكن صناُئعه ال ُغُّر فينا‬
‫ْ‬ ‫مدائحنا ال ُغُّر فيه‬
‫ُ‬ ‫كريم‬
‫ٌ‬
‫صفونا‬‫وخيال ُ‬ ‫َم ِطيًّا ُم ً‬
‫ناخا َ‬ ‫فاة بأبوابه‬ ‫تَرى للع ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫م ُ َّ‬
‫شاء عليه ُمعينا‬ ‫ُيع ُّد ِر ً‬ ‫فتى‬
‫عين الندى ما تَرى من ً‬ ‫َ‬
‫رده ُأ ْفقَ ُه والعرينا‬
‫تََرى ُب َ‬ ‫سه‬
‫وشمس غدا ُب ْر َج ُه َن ْف ُ‬
‫ٌ‬

‫ِبجو ٍن فَتُمطُر ِ‬
‫لآلملينا‬ ‫غيم إذا شاء أقالُمه‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫تَ ُ‬
‫للخ ْل ِ‬
‫ق ُجونا‬ ‫الس ْح َب َ‬
‫عث ُّ‬
‫إذا َب َ‬ ‫أن قد حكاهُ‬ ‫البحر ْ‬
‫ُ‬ ‫َفيعتقد‬
‫سجونا‬ ‫ٍ‬
‫لقلوب ُ‬ ‫دور به‬
‫ص ٌ‬ ‫ُ‬ ‫العال‬
‫صدر ُ‬ ‫وهو َ‬‫غد ْت ُم ْذ غدا ْ‬ ‫َ‬
‫الم ْلك ِحتّى تَصونا‬ ‫َ ِ‬
‫ُأذيل م َن ُ‬ ‫كلوء اللّيالي ِلما‬ ‫َ‬ ‫أال يا‬
‫بالعال َي ْقتَدوينا‬
‫بع َن ال َكرى ُ‬ ‫َي ْ‬ ‫الز ْه ُر ِفي ََّأن ُه َّن‬
‫األنجم ُّ‬
‫ُ‬ ‫بك‬
‫َ‬
‫س حتّى ح َكى منه نونا‬ ‫ومن َ ِ‬
‫قو َ‬‫تَ َّ‬ ‫الهالل‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫اسمك َّ‬ ‫ش َرف ْ‬
‫الضمينا‬
‫ضاء ّ‬ ‫َن بال ّ ِ‬ ‫منك َّ‬
‫شيء كان القَ ُ‬ ‫الزما‬ ‫ْأي َ‬
‫الر َ‬ ‫طالب َّ‬
‫َ‬ ‫إذا‬
‫المنونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالحصون َ‬ ‫الخوف أو‬ ‫من‬ ‫ُّروع‬
‫إذا ما الملو ُك اتّقَوا بالد َ‬
‫الحصونا‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫غير الجياد ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ولم تَْر َ‬ ‫ُّروع‬
‫يوف الد ِ‬ ‫غير ُّ‬‫ض َ‬ ‫فلم تَْر َ‬
‫بالو َد َغ ْيثًا َهتونا‬ ‫أن مغيث ِ‬ ‫لَ ْي ِه َ‬
‫غدا لك ُ‬ ‫األنام‬ ‫نك ّ ُ‬
‫المكينا‬ ‫غيث أبو ِه ِ‬
‫وقبل الم ِ‬
‫المكان َ‬
‫َ‬ ‫ْأت منه‬
‫بو َ‬‫تَ ّ‬ ‫ياث‬
‫الغ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]213‬‬

‫ورْأيا َمتينا‬
‫صحا ُمبي ًنا َ‬ ‫ن ُن ً‬ ‫الزما‬
‫ُأخرى ّ‬
‫ثه منك ْ‬
‫ور ُ‬
‫فَ ِّ‬
‫ِ‬
‫الكاشحينا‬ ‫ِت واحدةٌ تُ ِ‬
‫رغ ُم‬ ‫وأو ُل ِ‬
‫آثار َك الباهرا‬ ‫ّ‬
‫صفاء بقينا‬
‫ً‬ ‫ظ ٍن‬
‫إعادةُ َ‬ ‫والم ْل ِك منك‬ ‫ِ‬
‫َمنا ُل الخالفة ُ‬
‫أصلَ ْح َت تلك ُّ‬
‫الشئونا‬ ‫بّأنك ْ‬ ‫ِ‬
‫الحسود‬ ‫شأن‬ ‫ِ‬
‫وباألمس أق َْر ْح َت َ‬
‫أن يكونا‬
‫ف ْ‬‫وكان الَّذي لم تَ َخ ْ‬ ‫داء العراق‬
‫أعضل ُ‬‫َ‬ ‫حين‬
‫على َ‬
‫فعادت ُأجونا‬ ‫ش ْر َت‬
‫أن أ َ‬
‫إلى ْ‬ ‫ِ‬
‫الحديد‬
‫ْ‬ ‫فسالَ ْت مياهُ‬ ‫أتَ ْوها َ‬
‫أباد القُرونا‬
‫ولوالك كان َ‬ ‫رون‬
‫أشاب القُ َ‬
‫َ‬ ‫وقد كان خ ْط ًبا‬
‫قوم فُتونا‬ ‫وبين اإلمام ومولَى ِ‬
‫الم ْل َك ٌ‬
‫َأن فَتَن ُ‬
‫ْ‬ ‫األنام‬ ‫َْ‬
‫ي خصاما ُمبينا‬ ‫الس ِ‬
‫امر ُّ‬ ‫بين َن ِب ِي ْي ُهدى‬ ‫ِ‬
‫ج َنى ّ‬ ‫فم ْن قب ُل َ‬
‫المْؤ منونا‬
‫عتقد ُ‬
‫كذلك َي ُ‬
‫َ‬ ‫العذ ُْر فيما َأتى‬ ‫ٌّ‬
‫وكل له ُ‬
‫كانت قُيونا‬
‫وارم ْ‬
‫الص َ‬
‫كأن ّ‬
‫ّ‬ ‫تي ِن‬
‫صدَأ الدَّولَ ْ‬
‫لت َ‬
‫حروب َج ْ‬
‫ٌ‬

‫جار القُنينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وإ ن كان فيه ش ُ‬ ‫القلوب‬ ‫شجار‬
‫ُ‬ ‫وما كان ثَ َّم‬
‫َلي ْن ِت ْج َن َيوما على المارقينا‬ ‫نات‬
‫اله ُ‬
‫مخض تلك َ‬
‫ولكن تَ ُ‬ ‫ْ‬
‫امعونا‬‫قرطُه الس ِ‬
‫َمقاال ُي َّ‬ ‫الورى‬ ‫فمضن ُم ِبلغٌ لي َ‬
‫ّ‬ ‫مليك َ‬ ‫ْ‬
‫تَ َّخ َ‬
‫يرك اهللُ للمسلمينا‬ ‫أي ذي ٍ‬
‫رأفة‬ ‫أسلطا َننا َّ‬
‫آدم إذ كان طينا‬ ‫ظ ْه ِر َ‬‫ِء َ‬ ‫العال‬ ‫ُخِل ْق َت عقيدا ِل ِ‬
‫تاج َ‬
‫فخُّروا له ساجدينا‬ ‫رأوك َ‬
‫َ‬ ‫كأن مالئك َة اهلل فيه‬
‫ّ‬
‫تُِع ُّد الخالف ُة منه َيمينا‬ ‫وقالوا َيمي ًنا لهذا الَّذي‬
‫الطين ُمستَ ْو ِزرينا‬
‫َ‬ ‫َع ِه ْدنا ّ‬
‫الس‬ ‫ظ ْرنا على أنه طالما‬
‫نَ‬
‫يد ما ع ِه َد ِ‬
‫العاهدونا‬ ‫ـمّؤ ِ‬ ‫للص ِ‬
‫لب الـ‬ ‫اخ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تيار َك ّ‬ ‫ومثْ ُل ْ‬
‫رضيك ما ِشْئ َت ُدنيا ِ‬
‫ودينا‬ ‫َ‬ ‫ـن ُي‬ ‫ماله ِف ْكرتَ ْيـ‬
‫بإع ِ‬
‫َمِل َّي ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]214‬‬

‫وقد ُر ْم َت عن قَ ْد ِره أن تَبينا‬ ‫جمع َت المعاني في لَ ْف ٍ‬


‫ظة‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫غدو َت مكينا أمينا‬‫لت ْ‬ ‫و ُق َ‬ ‫اإلص ِطفاء‬
‫فْأقرْأتَ ُه آي َة ْ‬
‫للم ْل ِك ِحينا‬
‫مص َر َ‬‫وز َر في ْ‬ ‫تَ َّ‬ ‫َّهتَ ُه َّ‬
‫بالن ِب ِّي الذي‬ ‫شب ْ‬‫فَ‬
‫وكن مثْلَه بام ٍ‬
‫تثال قَمينا‬ ‫ع ما َرعاهُ‬
‫فار َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وم ْعناهُ ْ‬
‫َ‬
‫لك الطَّالبونا‬‫فحس ُبك ََّأنا َ‬
‫ْ‬ ‫الب ُّ‬
‫الش ْغ َل منه‬ ‫وكان ُه َو الطّ َ‬
‫َ‬
‫صنا َحصينا‬ ‫ِ ِ‬
‫للم ْلك ح ْ‬
‫ُّك ُ‬
‫َن ُعد َ‬ ‫أنت أيضا سوى صاحب‬
‫وهل َ‬
‫الحزونا‬
‫ُيسه ُل ُي ْم ُن َك ع ّنا ُ‬ ‫ظ ٍر وأخو َم ْخ َب ٍر‬‫َأ ُخو َم ْن َ‬
‫السنينا‬ ‫ورأيك يكفي ِ‬ ‫فو ْجه َك ي ِ‬
‫عطي ال ِب َ‬
‫باد ّ‬
‫الع َ‬ ‫َ َ‬ ‫ناء‬
‫الس َ‬ ‫الد ّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫صفًا أو َحجونا‬
‫وحجُّوا َ‬
‫ُحداةٌ َ‬ ‫بالمطي‬
‫َّ‬ ‫حد ْت‬
‫أال فابقَيا ما َ‬
‫ارتض ْي َت القَرينا‬
‫َ‬ ‫القرين‬
‫ُ‬ ‫و ِن ْع َم‬ ‫الوزير‬ ‫ْت‬
‫الوزير اتخذ َ‬ ‫ِ‬
‫فن ْع َم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الد ِارسينا‬
‫باره ُنَزهُ ّ‬
‫وأخ ُ‬‫ْ‬ ‫بأخبار ُك ِّل القُ ِ‬
‫رون‬ ‫ِ‬ ‫عليم‬
‫ٌ‬
‫ستَ ْجمعينا‬ ‫ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫كأن الفَتى عاش ُع ْم َر َّ‬
‫وعاشر أهليه ُم ْ‬
‫َ‬ ‫مان‬

‫وجاد ُلي ْذ َك َر في ال َغا ِبرينا‬


‫َ‬ ‫إذا ما َدرى قَصص َّ‬
‫الذاه ِب َ‬
‫ين‬ ‫َ َ‬
‫ص َّو َرهُ ذاك لآلخرينا‬
‫َو َ‬ ‫لين‬
‫اَألو َ‬
‫فصو َر هذا له ّ‬ ‫َّ‬
‫أج َم ِعينا‬
‫الورى ْ‬
‫اش ُع ْم َر َ‬
‫فقد َع َ‬ ‫وجود له‬
‫ٌ‬ ‫فم ْن َي ُك ِع ْل ٌم‬
‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪49 :‬‬ ‫[‪]33‬‬

‫مــــــن الرجـــــــــز‬ ‫قال طالئع بن رزيك (ت‪556‬هـ)‬

‫العلَى ُمعينا‬
‫طلبت في ُ‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫البينا‬
‫ت ّ‬ ‫ط ْع ُ‬
‫لوال َهوا ُك ْم ما قَ َ‬
‫والسمينا‬
‫ّ‬ ‫ث‬
‫ت ال َغ ّ‬
‫وال َه َج ْر ُ‬ ‫ط ٍ‬
‫ش‬ ‫مع ال من َع َ‬
‫الد َ‬
‫وال شربت ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]215‬‬

‫وال أشد للسرى وضينا‬ ‫ولم أكن أشرح طهر ضافن‬


‫للج َوى قَ ِرينا‬ ‫ت فيه َ‬ ‫ظلَ ْل ُ‬
‫َ‬ ‫احة في الحب فقد‬
‫الر َ‬
‫من قَ َار َن ّ‬
‫كمينا‬ ‫َأ ْن َد ْت علَ ْي ِه لَوع ِتي ِ‬ ‫س ْل َو ٍة‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬‫ش َت َج ْي َ‬ ‫وكلما َج َي ْ‬
‫ت ِع ْق َد لُْؤ لٍُؤ ثَ ِمينا‬ ‫ص ْغ ُ‬
‫لَ ُ‬ ‫وده‬‫لو كان دمعي ُم ْب ِد ًيا ُج ُم َ‬
‫ان ِع ْن َد قَ ِاتلي َر ِهينا‬ ‫إ ْذ َك َ‬ ‫َأسى‬
‫ف أرجو فَ ّك قلبي من َ‬ ‫و َك ْي َ‬
‫ق ُأو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ففي ُدجا ِ‬
‫اص ُل األنينا‬ ‫ذا حر ٍ َ‬ ‫أزل‬
‫الطويل لم ْ‬ ‫الليل‬
‫َأن َيل ِينا‬
‫الص ْخ ُر ْ‬‫اد منها ّ‬ ‫تَ َك ُ‬ ‫بزف َْر ٍة‬
‫َك ْم َزف َْر ٍة تبعتُها َ‬
‫يونا‬‫الع ِ‬‫لم َي ُك َد ْمعٌ فاذ ُْر ِفي ُ‬ ‫إن‬
‫ار ْ‬ ‫ش َج ِ‬
‫ق علَ َي األ ْ‬ ‫للو ْر ِ‬
‫أقو ُل ُ‬
‫الح ِزي َنا‬ ‫الحزين ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬
‫اج َع اَألط َْي ِ‬
‫سع ُد َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫إن‬
‫ّ‬ ‫عدا‬
‫س ً‬‫ار َك ْن لي ُم ْ‬ ‫يا َ‬
‫كل مسى لَ ْيِله َح ِنينا‬‫في ِّ‬ ‫َأن ََأرى ُم َكّر ًرا‬
‫وما ُأالَ ُم ْ‬
‫الظ ْلِم َفلَ ْن ُي ُكو َنا‬
‫َعلَي َذ ِوي ُّ‬ ‫َأما ُح ْز ِن َي‬‫ق فَ َّ‬
‫الح ِّ‬
‫ُح ْز ًنا َعلَي َ‬
‫اظري يقينا‬ ‫اح َن ِ‬ ‫الص َب ُ‬
‫َع ّم ّ‬ ‫ش ِك َوقَ ْد‬ ‫الم ْي َل ِم ْن ال ّ‬
‫َأَأتْ َبعُ َ‬
‫الم ِتي َنا‬ ‫س ْك ُ ِ ِ‬
‫ت م ْن ُه ج ْبلَ ُه َ‬ ‫َأم َ‬
‫ْ‬ ‫اظري‬ ‫لَما ب َدى ُنور الهدى ِل َن ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫ما زال ِع ْن َد َر ِّب ِه َم ِكي َنا‬ ‫ام َغ ْير من مكانه‬ ‫ِ ِإ‬
‫َما لي َم ٌ‬

‫الع ِري َنا‬


‫ق َ‬ ‫ار ُ‬‫ث ال ُيفَ ِ‬ ‫والّ ْلي ُ‬ ‫حللت خيس العز من وداده‬
‫َو ْه َو الِّذي ِب َه ْد ِي ِه ُهدينا‬ ‫ش ِك ٍل‬‫فَ ْه َو الِّذي َب ّي َن ُك َّل ُم ْ‬
‫الم ِش ّي ُد الحصينا‬ ‫ص ُن ُه ُ‬
‫َوح ْ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ِد ْر ًعا َم ِان ًعا‬
‫كان لدين ِ‬
‫اض ِفي َنا‬ ‫الر َي ِ‬
‫َْأب َد ْت لَ َنا ُز ْه ُر ّ‬ ‫ومه‬ ‫ِ‬
‫الح ْب ُر الذي ُعلُ ُ‬
‫ِ‬
‫العال ُم َ‬‫َ‬
‫ض ِني َنا‬
‫َأج ُب ٌن وال َ‬
‫لم يزد ْ‬ ‫الجود والبأس إذا ا ْنتَقَ ْدتُه‬ ‫في ُ‬
‫عب منه لينا‬ ‫الص ُ‬ ‫اد ّ‬ ‫إال َو َع َ‬ ‫ب الدهر والذ بأسه‬
‫ما استصع ََ‬
‫ط ِعي َنا‬
‫روحا وال َ‬ ‫لل َغ ْير َم ْج ً‬ ‫ار إذ لم يستَِب ْن‬
‫َوقَاتََل ال ُكفّ ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]216‬‬

‫وزن َع ْقِل ِه َر َز ِي َنا‬


‫س ُ‬ ‫َأن لَ ْي َ‬
‫ْ‬ ‫اج ُه‬ ‫ِ‬
‫وعاذ ٌل قد َدلّني لُ َج ُ‬
‫الب ِطينا‬ ‫األنزع َ‬
‫َ‬ ‫ْت‬
‫فقد َع َرف ُ‬ ‫جع َخاِئ ْبا من ِ‬
‫عذل َي‬ ‫له ْار ْ‬ ‫قلت ُ‬‫ُ‬
‫رضينا‬ ‫إ ّنا بهذا نحن ما ِ‬ ‫إن بالدنى ال العلى ترتضي‬
‫الي ِمي َنا‬
‫ت ُدو َن َك َ‬ ‫سلَ ْك ُ‬‫إ ّني َ‬ ‫اع ِتقَ ِاده‬
‫كل في ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫صاحب األ ْ‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫ُم ْب ِطاًل ُق ْل ُ‬
‫ت لَ ُه آمي َنا‬ ‫فقال لي ‪ُ :‬ق ْل لَع َن ُة ِ‬
‫اهلل َعلَى‬
‫طانُها الّلع ِي َنا‬
‫ش َي َ‬
‫واتَّب َع ْت َ‬ ‫ام َها‬
‫إم َ‬
‫أم ٌة قد َغ َد َر ْت َ‬‫يا ّ‬
‫ِلقَ ْتِل ُك ْم ّإياهُ َما َن ِسينا‬ ‫ابن ال ّن ِبي َج ْه َرةً‬ ‫يا قَ ِاتلين َ‬
‫ف ِب ْع ُد ُتدّ ُعون ِدي َنا‬
‫كي َ‬ ‫فَ َ‬ ‫بالس َهام آلَ ُه‬
‫أنتم رش ْقتُم ّ‬
‫س ْت لَ َنا خد ِي َنا‬
‫و َق ْلتُ ُم لَ ْي َ‬ ‫اء َعلَ ْي ِه ُع ْن َوةً‬‫الم َ‬
‫َحّر ْمتُ ُم َ‬
‫ص ِو ِار ًخا َيا ِج ّد َنا س ِبي َنا‬
‫َ‬ ‫َأس َرى حسرى‬ ‫يم ْ‬ ‫الح ِر َ‬
‫تم َ‬‫وسقُ ُ‬‫ْ‬
‫المع ِي َنا‬ ‫ِ‬
‫الم ْو ِر َد َ‬
‫ت َ‬ ‫وقّد َر ْأي ُ‬ ‫مو ِر َدا ؟‬
‫ق المياه ْ‬ ‫ط ْر َ‬
‫كيف ََأرى َ‬
‫الو ِتينا‬ ‫قَ َ ِ ِ‬ ‫وق ْت ُل َن ْج ِل الم ِ‬
‫ط ْعتُ ُم م ْن ُه ِبه َ‬ ‫صطفَى ويحكم‬ ‫ُ‬
‫اله َدى ُم ِبي َنا‬ ‫ين وي ِ‬ ‫ِ‬
‫َب َدا ِب ُك ْم َن ُور َ‬ ‫اسين لقد‬ ‫يا آل طاس َ َ‬
‫الس ِفينا‬ ‫ِ ِ‬
‫َي ْو َم الم َعاد ُك ْنتُ ُم ّ‬ ‫أنتم الخوف طمت أبحره‬
‫س ِقينا‬ ‫ِ‬
‫ِإذا تَ ّ‬
‫وس ْل َنا ِبه ُ‬ ‫ام َح ْي َدر‬ ‫الح ْو ِ‬
‫ض اِإل َم ُ‬ ‫وصاحب َ‬
‫ُ‬

‫َأع َداِئ ُكِم ُعيو َنا‬


‫ت ِم ْن ْ‬
‫َأسخ ْن ُ‬
‫َ‬ ‫دهرا بكم سامحني‬ ‫َأن ً‬ ‫لو ّ‬
‫ان ِعي َنا‬ ‫ُأم َن ُح ُحورا ِفي ِ‬
‫الج َن ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بامتداحي لَ ُك ُم‬ ‫آمل أ ّني‬
‫آلم ْن ِفي ِح ْزب آمنينا‬ ‫َ‬ ‫الم َعاد أ ّن ِني‬ ‫اف في ِ‬ ‫فَ َم ْن َي َخ ُ‬
‫ش ِر َم ْق ُ‬
‫طوعاً وال َمم ُنونا‬ ‫الح ْ‬
‫في َ‬ ‫َأج ُر ُه ْم‬‫يكون ْ‬‫ُ‬ ‫الذين ال‬
‫َ‬ ‫هم‬
‫والعو َنا‬ ‫ِ‬
‫َْأولَ ْيتُ ُه ُم َْأب َك َار َها ُ‬ ‫بيهم فَ َك ْم‬
‫لي األيادي في ُمح َ‬
‫قَ ْد َهان َب ْذ ُل الم ِ‬
‫ال والقَ ِرينا‬ ‫َ‬ ‫اه ْم َو َوالِئي لَ ُه ّم‬
‫فَ ِفي َه َو ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]217‬‬

‫َأَنا الِّذي َغ ّذيتُه َج ِنينا‬ ‫يل ُح ِّب ِهم‬ ‫فَ ُق ْل ِل َم ْن َك َ‬


‫ان َد َخ َ‬
‫ض ِنينا‬
‫ت في ُح ّبي لَ ُهم َ‬ ‫سُ‬ ‫َفلَ ْ‬ ‫ال َع ْن ُه ْم َد ْع ُه َْأو ْأر ِه َبه‬ ‫َم ْن َم َ‬
‫الس ِنينا‬
‫َم َحاس ًنا تَ ْبقَى َعلَى ِّ‬ ‫ت ِفي ِه ُم‬ ‫َأم ْت فَ ْق َد تَْر ْك ُ‬
‫وإ ْن ُ‬
‫اهر ِ‬
‫األمي َنا‬ ‫إال الوصي ال َ ِ‬ ‫وما ََأرى َخ ْي َر اَألَن ِام ُكلِّ ِه ْم‬
‫ط َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫َع َه َدا فَالَ ُي ْم ِك ُن ْ‬
‫َأن َي ُخو َنا‬ ‫رزيك الِّذي ما َخا َن ُهم‬ ‫َ‬ ‫الب ِن‬
‫َخ ْذ ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]34‬‬


‫‪39‬‬
‫قال فتيان الشاغوري (ت‬
‫مـــــن الرجـــــــز‬ ‫‪615‬هـ) ‪:‬‬

‫حورا ِحسا ًنا ُخَّر ًدا عينا‬


‫ً‬ ‫أثالث يبرينا‬ ‫ح ِّي على ِ‬
‫َ َ‬
‫برين َو َيرينا‬
‫زور َي َ‬ ‫َي ُ‬ ‫اللحظ ِن َباالً ِل َمن‬
‫ش َن ِب ِ‬ ‫َيرِ ْ‬
‫س َم ُر القَنا لينا‬‫سن لَنا ُ‬ ‫ِم َ‬ ‫تب ال َنقا ُكلَّما‬ ‫زن في ُك ِ‬ ‫هز َ‬ ‫َي ُ‬
‫الظ َبا ِفينا‬ ‫ِ‬
‫بيض ُّ‬ ‫دن ِمن‬
‫أ ْغ َم َ‬ ‫السود َجردْ َن ما‬‫ِ‬ ‫الج ِ‬
‫فون‬ ‫م َن ُ‬
‫ِ‬
‫ش ِام ِلي ِدينا‬‫تَ ِخذتَ ُه بال ّ‬ ‫ى ِتا ٌ‬
‫لد‬ ‫ٍ‬
‫بربى َنجد َه َو ً‬ ‫لي ُ‬
‫ت في ِجلَّ َ‬
‫ق َم ْج ُنو َنا‬ ‫أمس ْي ُ‬ ‫لَو لَم تَ ُكن لَ ْيلَى ِب َن ٍ‬
‫جد لَ َما‬
‫َ‬
‫واب جيرونا‬ ‫َق ْل ِبي ِم ْن َْأب ِ‬ ‫ش ْهى ِإلَى‬ ‫اء أ ْ‬‫الج ْر َع ُ‬
‫ود َو َ‬ ‫َز ُر ُ‬
‫َ‬
‫مد حي ًنا َو ُيرى حينا‬ ‫ُي َغ ُ‬ ‫الح ِشمتَ ُه‬‫أرتاح إن َ‬ ‫ُ‬

‫رق تَغنينا‬
‫اندفَ َعت ُو ٌ‬
‫ما َ‬ ‫األجفان َدمعي َمتى‬
‫ُ‬ ‫وتُ ِ‬
‫سل ُم‬ ‫َ‬
‫ظعن غادينا‬ ‫سِ‬
‫ير ال َ‬ ‫َغداةَ َ‬ ‫ٍ‬
‫حاجر‬ ‫حابي َعلى‬
‫صْي َ‬
‫يا ُأل َ‬
‫البين َيمشينا‬
‫ـفاني َغداةَ َ‬ ‫وق أجـ‬ ‫َك ََّأنما ُ‬
‫عيس ُهم فَ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]218‬‬

‫هاروت َمسجونا‬
‫ُ‬ ‫لحظ ِه‬
‫في ِ‬ ‫باللّوى ِ‬
‫شاد ًنا‬ ‫ناش ٌد لي ِ‬‫َهل ِ‬
‫الحزن أفانينا‬ ‫ح ُ ِ‬ ‫الحسن فُنو ًنا ِبها‬ ‫َ ِ‬
‫زت م َن ُ‬ ‫ُ‬ ‫حاز م َن ُ‬
‫الج ّب ُار ِمسكينا‬
‫أمسى بها َ‬
‫ض ِ‬
‫عفها‬ ‫أجفانُُه المرضى على َ‬
‫ص َم الدينا‬ ‫ِ‬ ‫سن ِه َ‬ ‫يا ص َنما ِمن ح ِ‬
‫ـن فيه َع َ‬ ‫كاد ذو الديـ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬
‫السراحينا‬ ‫ِ‬ ‫نه ِ‬ ‫غى تَنفُُر ِم ُ‬
‫سن َ‬ ‫أحس َ‬ ‫َكالشاء َ‬ ‫العدى‬ ‫ليث َو ً‬ ‫ُ‬
‫القرن َو َموضونا‬ ‫ـظوما ِمن ِ‬ ‫كان َمنـ‬‫بسي ِف ِه َينثُُر ما َ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫التامور َمسنونا‬ ‫ٍر ِم َن‬ ‫جالء تَرمي ِتتَّيا‬ ‫الطاع ُن ال ّن ِ‬
‫ِ‬
‫مح َم ْط ُعونا‬‫بالر ِ‬
‫َها ُّ‬ ‫َوَرا َء َ‬ ‫نت ِه ِ‬
‫ثان ًيا‬ ‫طع ِ‬ ‫ِ‬
‫َينظُُر من َ َ‬
‫طلَّ َع ِة َميمونا‬
‫بار َك ال َ‬
‫ُم َ‬ ‫حاالت ِه‬
‫ِ‬ ‫لَ ّما َغدا َعلى ُك ِّل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ير هارونا ؟‬ ‫َو َهل لموسى َغ ُ‬ ‫وب ِبه َ‬
‫أزرهُ‬ ‫ش َّد ُ‬
‫ابن ّأي َ‬ ‫َ‬
‫أمون مأمونا‬ ‫الم ُ‬ ‫ندها َ‬ ‫ما ِع َ‬ ‫يرةً‬‫سَ‬
‫ِِ‬
‫فسار في َدولته َ‬ ‫َ‬
‫أس َوقوانينا‬ ‫أثبتِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫عال َعلى‬ ‫ِب ِه منار السِّْلِم ٍ‬
‫َ ُ‬
‫فر ُأي ُه لم َي ُك َمَأفُو َنا‬
‫َ‬ ‫أه ِل النُّهى‬
‫آراء ْ‬
‫إن أف َنت ُ‬
‫وع تَْزيينا‬
‫األس ُب ِ‬
‫ومين في ْ‬
‫َي َ‬ ‫دل ِمن َع ْدِل ِه‬
‫الع ِ‬
‫دار َ‬
‫س ُ‬ ‫تَ ْل َب ُ‬
‫س ُنونا‬ ‫ِـل َع ّما َ‬ ‫َفلم ي ِجد في القَو ِل و ِ‬
‫فروضا َو َم ْ‬
‫ً‬ ‫كان َم‬ ‫الفعـ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ش ْه ِر َم ْق ُرو َنا‬ ‫ِبه س ُ‬
‫رار ال ّ‬ ‫قص َوال‬
‫ببدر الدين َن ٌ‬
‫ليس ِ‬‫َ‬
‫ِئ‬
‫صلّينا‬ ‫َوسا ُر ال ّناس ُم َ‬ ‫س ِب ُ‬
‫العالَ سا ِبقًا‬ ‫ما زاال في َك ْ‬
‫نت َمخموالً فَ َمدفونا‬
‫َو ُك ُ‬ ‫شني ِمن َز َم َني ُ‬
‫جودهُ‬ ‫ِانتا َ‬
‫ِ‬
‫حال َي تَحسي ًنا َوتَحصينا‬ ‫فص َّد َع ّني َز َمني إذ َكسى‬
‫َ‬

‫َكذا َك َمن َوا َلى ّ‬


‫السالطينا‬ ‫ت ذا عِ ٍّز َو َجا ٍه ِب ِه‬ ‫َوصِ ْر ُ‬
‫ليس مِن ُه ال َمنُّ َمنونا‬‫َو َ‬ ‫َمنَّ َوما َمنَّ ِب َمعروفِ ِه‬
‫العونا‬
‫اإلبكار َو َ‬
‫َ‬ ‫ـحي ل ُه‬ ‫در َمداِئـ‬ ‫فضل َب ٍ‬
‫ِ‬ ‫ل َته ِد َين في‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]219‬‬
‫شق دونَ الناس ْ‬
‫مغ ُبونا‬ ‫ِد َم َ‬ ‫نت في‬ ‫َلو لم أ ُكن في ظِ لِّ ِه ُك ُ‬
‫دَ ً‬
‫اللة مِن ُه َو َتبيينا‬ ‫َكفا ُه َتقريبي َعلى فضلِ ِه‬
‫مس َو َثمانينا‬ ‫عام َخ ٍ‬ ‫ِب ِ‬ ‫ت َرغ ًما ِألنوفِ العِدى‬ ‫ُه ِّن َ‬
‫َتخشاهُ تِسعينَ َوتِسعينا‬ ‫عِشت في أم ِن َك مِن ُكل ِّ ما‬ ‫َ‬ ‫َو‬
‫أفاضِ ل َ الغُ َّر ال َميامينا‬ ‫أبناءك الـ‬
‫َ‬ ‫َح ّتى َنرى مِثل َك‬
‫َح َّط َعلى العِدى ِبح ِّطينا‬ ‫َح َّط َعلى أعداِئ َك هللاُ ما‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]35‬‬


‫‪50‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال شرف الدين الحلي (ت‬


‫الوافــــــــر‬ ‫‪627‬هـ)‪:‬‬

‫ِ‬
‫وج َد فينا‬
‫ائم كم ثََن ْي َن الَ ْ‬
‫َح َم ُ‬ ‫ط ِر ْب َن فَ ِه ْج َن لي ً‬
‫داء دفينا‬ ‫َ‬
‫رج ْع َن الحنينا‬
‫أصيب َغ َداةَ ّ‬ ‫صب‬
‫فجعن فؤاد ٍّ‬ ‫َ‬ ‫سجعن فكم‬‫َ‬
‫طَّر ْب َن اللُّحونا‬
‫لقلب حين َ‬ ‫فكم قََّر ْب َن ِم ْن َناِئي َغ َر ٍام‬
‫ِب َكاس ِ‬
‫ات التّ َذ ُّك ِر منتشينا‬ ‫ط َايا‬
‫الم َ‬ ‫فبتنا فوق َأ ْك ِ‬
‫َ‬ ‫وار َ‬
‫ش ُجونا‬ ‫بس ُمه ِل ِذي َ‬
‫ط ِر ٍب ُ‬ ‫تَ ّ‬ ‫َأه َدى‬
‫ضا َف ْ‬‫وبرق الح ُم ْعتَ ِر ً‬‫ٌ‬
‫ق َن ِ‬
‫ازلي َنا‬ ‫ِ‬
‫باألبير ِ‬ ‫َغ ِريبا‬ ‫س ْيف ِد ْجلَ َة ِإ ْذ َرآني‬ ‫ِ‬
‫عجبت ل َ‬
‫شطُو َنا‬
‫ى َ‬ ‫الو ِم َ‬
‫يض َن َو ً‬ ‫لَقَ ْد َْأد َنى َ‬ ‫اج ًرا ِب ِد َي ِ‬
‫ار َب ْك ٍر‬ ‫َأر ِاني َح ِ‬
‫َ‬
‫ُأرجم في َحقيقَ ِت ِه ُّ‬
‫الظنونا‬ ‫ِّ‬ ‫سناه ُغًّرا‬ ‫ت ولم َأكن ِب َ‬ ‫فَ ِب َّ‬
‫ضم ِ‬ ‫ِ‬
‫الديو َنا‬
‫وس ُره ّ‬ ‫وإ ن لم َي ْق ِ ُ‬ ‫وساكنيه‬ ‫العقيق‬
‫َ‬ ‫سقَى اهللُ‬
‫الدمى لَ ْو ًنا ولينا‬
‫كأمثال ّ‬ ‫غيد‬
‫يام هناك ٌ‬ ‫فكم ب ْي َن ِ‬
‫الخ ِ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]220‬‬

‫موسدينا‬
‫على شعب الرجال َّ‬ ‫وس ُروا فباتوا‬ ‫ور ْك ِ‬
‫ب ُْأدل ُجوا َ‬
‫ََ ٌ‬
‫ض ِمرينا‬
‫شاها ُم ْ‬
‫فَ َباتُوا في َح َ‬ ‫أسرارهم ِف ْك َر الفَ َيافي‬
‫ُ‬ ‫ط َو ْت‬
‫َ‬
‫طمى ُمتالَ ِطما كانوا سفينا‬ ‫الدياجي‬ ‫آذي ّ‬
‫إذا تَّيار ِّ‬
‫ٍ‬
‫دهش َأَن ْخ َن بطور سينا‬ ‫على‬ ‫قبس فقالوا‬‫أضاء لهم سنى ٍ‬ ‫َ‬
‫البلد األمينا‬
‫وافيتم َ‬
‫ُ‬ ‫فقد‬ ‫فقلت ِل َي ْه ِنكم َ‬
‫نيل األماني‬
‫بميا فَ ِ‬
‫ارقينا‬ ‫َّمتُ ْم ّ‬
‫َو َخي ْ‬ ‫إذا المل ُك المظفّر ِجْئ تموهُ‬
‫أضاء ُدجى كما جلَّى الد ُ‬
‫ُّجونا‬ ‫فدو َن ُكم ِش َهاباً مستنيراً‬
‫إليه َج ْلبتُم الدَُّّر الثَّ ِمي َنا‬ ‫أن َب ْح ًرا‬
‫فأعجب ما َر َْأي َنا ّ‬
‫أغر قَ ِد ْ‬
‫احتَوى ُد ْنيا ودينا‬ ‫شاذوي‬
‫ّ‬ ‫شيّ ِد‬
‫الم َ‬ ‫ص ِر ُ‬‫ففي القَ ْ‬
‫صو َنا‬
‫الم ُ‬ ‫ولكن َي ْم َنعُ ّ ِ‬
‫الدي َن َ‬ ‫ْ‬ ‫احتقارا‬
‫ً‬ ‫الد ْن َيا‬
‫فيبذل ّ‬
‫َ‬ ‫يجود‬
‫ُ‬
‫وإ ن َكا ْنت َر َذايا َق ْد ُب ِري َنا‬ ‫طايا‬ ‫الم َ‬
‫نصوا َ‬ ‫إلى إيوانه ُّ‬ ‫ّ‬
‫ُمالَ َع ٍب ًة ّ‬
‫أزمتُها البرينا‬ ‫ازي واتُْر ُكوها‬ ‫باسِم َغ ِ‬
‫تغ ّنوا ْ‬
‫الجبي َنا‬
‫قابلتُم َذاك َ‬
‫إذا ْ‬ ‫ص ِد ِم ْن ُكم‬ ‫ِ‬
‫فيا ِإق َْبا ُل َو ْجه القَ ْ‬
‫كن ُجونا‬ ‫الحوادث َّ‬
‫ُ‬ ‫تضيء إذا‬ ‫من النفر الذين لهم وجوه‬
‫ُأس ٍد عرينا‬ ‫اعتقلُوا إلى ْ‬ ‫أو ْ‬ ‫فكم حملوا جداول في ُب ٍ‬
‫حور‬
‫قربينا‬ ‫وم ّ‬
‫لمعتر حيا ُ‬‫ٍّ‬ ‫ِ‬
‫األرض َكانوا‬ ‫ون‬ ‫وإ ن َع ِر ْ‬
‫يت ُمتُ ُ‬
‫هاب ِته العيو َنا‬‫فغضُّوا من َم َ‬ ‫اإلذن عنه‬
‫الحجاب َ‬
‫ُ‬ ‫إذا رفع‬
‫الم ُنونا‬
‫شى َ‬ ‫رجى ُم ًنى َي ْخ َ‬‫كما ُي َ‬ ‫وب ٍ‬
‫ْأس‬ ‫له َي ْو َمان في َك َرٍم َ‬
‫يمد لها َيم ِينا‬
‫ُعراب ُة لم َّ‬ ‫آيات َم ْجد لَ ْو رآها‬
‫له ُ‬
‫ِ‬
‫الورى حمًأ وطينا‬ ‫وقد َكان َ‬ ‫وه ِر الشرف َ‬
‫المصفّى‬ ‫أصفوةُ ْج َ‬
‫ْألع َنِاق اَألعادي َكم ِ‬
‫وطي َنا‬ ‫كل َح ْر ٍب‬
‫ومن َأقْدام ِهم في ِّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫صفَوفا‬ ‫تبيت على َم َرا ِبطها ُ‬ ‫الجرد المذاكي‬
‫َ‬ ‫متى عودتُم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]221‬‬

‫الم َعالي ُم ْعِلمينا‬ ‫إلى ِ‬


‫حرم َ‬ ‫الس َعالي‬ ‫ِ‬
‫كأمثال ّ‬ ‫أجيلوها‬
‫مّؤ رق ٌة وقد رقّ َد ْت سنينا‬ ‫فعين ِ‬
‫الملك طامح ٌة إليكم‬
‫ِ‬
‫وبيض ال ِه ْند لَ ْم تَ ْجف ُ‬
‫الجفُونا‬ ‫ُ‬ ‫السمر لم ترعف نجيعاً‬
‫ففيم ّ‬
‫س ُجونا‬
‫فسيحات القفاز لَ ُه ْم ُ‬ ‫كأني باألعاجم قد َج ْع ْلتُ ْم‬
‫كأ ّن ُه ُم َج َن ْوا َح ْر ِباً َ‬
‫ط ُحونا‬ ‫صيداً‬‫وَأصبح َهامهم ح ّباً ح ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ضتُ ُم َزمناً َح ُرونا‬ ‫وكم قد ُر ْ‬ ‫غمرات َح ٍ‬
‫رب‬ ‫ِ‬ ‫ضتُ ُم‬
‫فكم قد ُخ ْ‬
‫الممال ِك ْ‬
‫َأج َم ُعو َنا‬ ‫ِ‬ ‫اب‬
‫َو َْأر َب ُ‬ ‫كل َم ْملَ َك ٍة إليكم‬‫ومرجعُ ِّ‬
‫وعن َكثَ ٍب تَراها م ْق ِدم ٍ‬
‫مس ّومينا‬ ‫َعلَ ْي ِه ّن ال ُك َماة ُ‬ ‫ات‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫أرانا صبح َنص ِر ِهم الم ِ‬
‫بينا‬ ‫عين منار مجد‬ ‫الراف َ‬‫ابن ِ‬ ‫فيا َ‬
‫َ َ ْ ْ ُ‬
‫ام ِد تَ ْجتَُنو َنا‬
‫فقمتم للمح ِ‬
‫َ‬ ‫غرستم نعم ًة في ُك ِّل أرض‬
‫فء تَأبى أن تَِلينا‬ ‫لغير ال ُك ْ‬ ‫بنات ال ْف ِك ِر ِب ْكراً‬
‫فدو ُن َك من ِ‬
‫َّعها الحداةُ مغردينا‬
‫َو َرج َ‬ ‫شراً‬
‫إذا طوت الفَال مألتْه َن ْ‬
‫شمنا الحزونا‬
‫رأى سهالً تُج ّ‬ ‫والء‬ ‫رمى ِ‬
‫بالقيلَ ِو ِّ‬
‫ي وبي ٌ‬
‫الحمد َن ْح َوك ُموجفينا‬ ‫وفد ِ‬
‫البيت ُن ْز ِجي‬ ‫قبل ِ‬
‫ركاب ْ‬ ‫َ‬ ‫فجئنا َ‬
‫قصرينا‬ ‫ولم ن ُك في الد ِ‬
‫ُّعاء ُم َّ‬ ‫على ع ِ‬
‫رفات عرفك قد وقَ ْف َنا‬ ‫َ‬
‫بكل منى فنم َنا آمنينا‬‫ِّ‬ ‫ويممنا ُم ًنى فيها ظفرنا‬ ‫ّ‬
‫صي َنا‬‫يشي ُد للهدى ِحصناً ح ِ‬ ‫قت ٍ‬
‫دار‬ ‫شر موسى في اْ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫فتمم ع ْ ُ‬ ‫ّ‬
‫وآخر ُم ْنتَهى َح ْم ِدي أمينا‬ ‫س ٍ‬
‫عود‬ ‫ام ّجدك في ُ‬
‫ت َو َد َ‬‫فَ ُد ْم َـ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]36‬‬ ‫قال ابن المقرب العيوني (ت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]222‬‬

‫‪2‬‬

‫مــــــــن‬
‫البسيـــــط‬ ‫‪629‬هـ)‪:‬‬

‫أودعها َي ًدا ِفينا‬


‫يبقيا َو ِ‬
‫فام ُنن ُ‬ ‫هر َي ْك ِفي َنا‬ ‫َب ُ َّ‬
‫عض الذي نالنا يا َد ُ‬

‫ون َهذا ِب ِه َيرضى َمعادينا‬


‫فَ ُد َ‬ ‫الع ُد ِّو بنا‬
‫إرضاء َ‬
‫َ‬ ‫شَأَن َك‬
‫كان َ‬
‫إن َ‬
‫ضعفُنا إالّ ِبَأيد ِينا‬‫إذ لَم َي ُكن َ‬ ‫مدا ال نفاد لَ ُه‬ ‫هلل َح ً‬‫مد ِ‬‫الح ُ‬ ‫َف َ‬
‫ق تَ ِالينا ِبماضينا‬ ‫ِمن قَ ِ‬
‫بل إلحا ِ‬ ‫خافَت َب ُنو َع ِّمنا أمرا ُي ِ‬
‫عاجلُنا‬ ‫ً‬
‫َولَو تَ َم َّك َث في أربا ِب ِه ِحينا‬ ‫لك ُمنتََزعٌ‬ ‫أن ُك َّل الم ِ‬
‫ُ‬ ‫واستَ ْيقَ َن ْت َّ‬
‫س َّمها ِفينا‬‫ريعا فتُلقِي ُ‬‫س ً‬ ‫تَأتي َ‬ ‫قب َدولَ ِتها‬ ‫ت َدول ًة في َع ِ‬ ‫َوحا َذرَ ْ‬
‫قراحا ِبأ ِيد ِينا َوال ِلينا‬
‫أرضا ً‬ ‫ً‬ ‫عم ِتها‬ ‫فلم تَ َدع ِلمر ٍّج س ِ‬
‫لب ن َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫َحتّى تَساوى ا ِب ُن ِس ٍّت َوا ِب ُن ِستِّينا‬ ‫نايتُها‬ ‫ولم َ ِ ِ ِ ِ‬
‫تزل َهذه فينا ع َ‬ ‫َ‬
‫وم َزهداً في َمغانينا‬ ‫َّ‬
‫تَظُن ُه القَ ُ‬ ‫يد فَال‬
‫السد ُ‬
‫أي َ‬‫والر ُ‬
‫زم َ‬ ‫الح ُ‬
‫َهذا ُه َو َ‬
‫شٍّر في َنواحينا‬ ‫أمون َ‬ ‫بم ُ‬
‫ليسوا َ‬
‫ُ‬ ‫عد ُه ُم‬
‫األمر َب َ‬
‫َألن َمن َيتََولى َ‬ ‫َّ‬
‫الغنى وال َقلي ُل ال َنزر ي ِ‬
‫رضينا‬ ‫ِم َن ِ‬ ‫ير ِلصاح ِب ِه‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫قر في أرضنا َخ ٌ‬ ‫َوالفَ ُ‬
‫المال ي ِ‬
‫طغينا‬ ‫في ِ‬ ‫المال ِمن تَ َع ٍ‬ ‫ب ِ‬ ‫ِلما ي ِ‬
‫َألن َ ُ‬‫أرضنا ال َّ‬ ‫س‬ ‫عانيه َر ُّ‬ ‫ُ‬
‫القوم ِع ِّنينا‬
‫حل ِ‬ ‫تر ُك فَ َ‬
‫هياء تَ ُ‬
‫َد َ‬
‫ندنا قَد جَّر ِ‬
‫داه َي ًة‬ ‫نى ِع َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ًََوكم غ ً‬
‫الدوا ِينا‬
‫نه َ‬‫ظيما َو َد ِّو ُ‬ ‫والتْد ِ‬ ‫الع ِ‬
‫شأ ًنا َع ً‬‫َ‬ ‫إن لَ ُه‬ ‫بير َّ‬ ‫قل َّ‬ ‫فانظُر أخا َ‬
‫كان أرجحها عقالً وتَ ِ‬ ‫رء ِكسرى أن ُي َد ِّب َرهُ‬
‫مكينا‬ ‫ِ‬
‫َو َ َ َ َ‬ ‫الم ُ‬
‫لَم َيهتَد َ‬
‫شكوى أحايينا ‪:‬‬ ‫ق ِبال َ‬ ‫ِحي ًنا وي ِ‬
‫نط ُ‬ ‫س ُه‬ ‫صاح ٍب َ ِ‬
‫و ِ‬
‫ََ‬ ‫حر ُ‬ ‫ين تَ ُ‬ ‫الع ُ‬
‫قال ل َي َو َ‬ ‫َ‬
‫لم َيتُر ُكوا َأمالً ِفينا ِل ِ‬
‫راجينا‬ ‫ص َن ُعوا‬ ‫وما َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ومنا فينا َ‬‫أما تَرى قَ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]223‬‬

‫شانينا َوقَ ِالينا‬


‫ف ِينا أقاو ِي َل ِ‬ ‫اَألي ِام َواِْتَ َم ُعوا‬
‫مالُوا َعلينا َم َع ّ‬
‫ول في َعوالينا‬ ‫عاب َوطُ ٍ‬‫َع ّما ُي ُ‬ ‫بألس ِننا‬
‫قص ٍر ُ‬ ‫شيء سوى َ‬
‫ير َ ٍ ِ‬ ‫ِمن َغ ِ‬
‫الوغى ِج ّناً َمجانينا‬ ‫ِ‬
‫من َز ِأرنا في َ‬ ‫حس ُبنا‬‫يجاء تَ َ‬‫اله َ‬‫َو َّأننا َن ِر ُد َ‬
‫شقَّت َه ِ‬
‫وادينا‬ ‫ي ِ‬
‫القوم أو َ‬ ‫ِ‬ ‫شققنا في ع ِ‬
‫هواد َ‬ ‫جاجتها‬ ‫َ‬ ‫َوال ُنبالي َ‬
‫القوم ِ‬
‫ناشينا‬ ‫هل ِ‬ ‫ِس ّناً وي ِ‬
‫فح ُم َك َ‬ ‫مراء أص َغ ُرنا‬ ‫َو ُي ِ‬
‫َُ‬ ‫الس َ‬ ‫عدةَ َ‬‫الص َ‬
‫كرهُ َّ‬
‫شاد ِ‬
‫العَّز بانينا‬ ‫داف الم ِ‬
‫العز َ‬ ‫وحة ِّ‬‫حب َ‬ ‫ُب ُ‬ ‫لوك َوفي‬ ‫الملو ُك َو ِأر ُ ُ‬ ‫حن ُ‬ ‫َن ُ‬

‫الف الليالي من ي ِ‬
‫صافينا‬ ‫اخت ِ‬‫على ِ‬ ‫أم ُننا‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫المولى َو َي َ‬ ‫الجار َو َ‬ ‫َنحمي َعلى‬
‫الت ِ‬
‫ساخينا‬ ‫الناس َّ‬ ‫الم ِ‬ ‫آباء إذا ُذ ِك ُروا‬‫آباُؤ نا َخير ٍ‬
‫شاوذَ َو ُ‬ ‫كا ُنوا َ‬ ‫ُ‬
‫بأي ٍام لَيالينا‬
‫َوال تُباعُ ّ‬ ‫امنا لَم تََزل ُغّراً ُم َحجَّل ًة‬
‫ّأي ُ‬
‫يه ُم َر ِّبينا‬‫حتّى استَوى ومر ِّب ِ‬ ‫ع المل ُك في ِ‬
‫أبياتنا َو َنشا‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫عر َ ُ‬ ‫تََر َ‬
‫حتّى ِب ِه ِاجتيح دانينا و ِ‬
‫قاصينا‬ ‫كان لَنا‬
‫نب َ‬ ‫الذ ِ‬
‫أي ِّ‬ ‫يت ِشعري ُّ‬ ‫يا لَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سيس ِم َن َموالينا‬ ‫ِشقصاً ألدنى َخ ٍ‬ ‫أحس ِنها‬
‫أضحت َبساتي ُننا َنفدي ِب َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫مر و ِ‬ ‫ِ‬
‫أمال ُكنا واَحتَ َمت أمال ُك عادينا‬ ‫وم َغ َدت‬ ‫الر ُع ِ‬ ‫الشاة َّ‬ ‫ِب ُجلَّة التَّ ِ َ‬
‫ماة ِ‬
‫القوم َيحمينا‬ ‫عان ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ ّنا إلى ِ‬
‫َوال ط ُ ُ‬ ‫أرحامنا َنفَ َعت‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ال‬
‫أمضت َمواضينا‬ ‫وما َ‬ ‫يا ِ ِ‬ ‫َهذا الجزاء ِلما س َّنت ِ‬
‫أس َّنتُنا‬
‫للرجال َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َكتاِئب َنحونا بالم ِ‬ ‫ِ‬
‫وت تُ ِ‬
‫ردينا‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫جاءت ُم َغلِّ َ‬
‫س ًة‬ ‫العطيفَة إذ َ‬ ‫وم َ‬ ‫َي َ‬
‫َوال تَ ِ‬
‫جاو ُز في َع ٍّد ثالثينا‬ ‫ض َّم َن ًة‬ ‫تٌوفي ثَالثَ ًة ٍ‬
‫آالف ُم َ‬
‫ضياء البيض ي ِ‬ ‫و َكُّرنا و ِ‬
‫بدينا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قع َيستُُرنا‬ ‫ظالمُ النَّ ِ‬ ‫ِر ُ‬
‫ماح ُهم َو َ‬
‫نز َل البحرين ي ِ‬ ‫ِمن ِ‬ ‫إبراهيم َو ِال ُدنا‬ ‫طع ًنا ِب ِه َ‬
‫وصينا‬ ‫قبل أن َي ِ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫كان‬ ‫َ‬
‫َغيظاً ِلما عاي ُنوهُ ِمن تَ ِ‬
‫حامينا‬ ‫وس ُه ُم‬
‫َ‬ ‫شت ُنفُ ُ‬ ‫َحتّى تَولَوا َوقَد جا َ‬
‫جد ي ِ‬
‫سامينا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َوقب ُل َردَّت ُر ُبوعُ القَ ِ‬
‫م ّنا فَمن ذا إلى َم ُ‬ ‫أرب َعةٌ‬
‫وم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]224‬‬

‫فرينا‬ ‫يجت أو ِع ِّ‬ ‫سد َخقّ َ ِ‬


‫ان ه َ‬
‫َكأُ ِ‬ ‫بانات ال َنثني ِ‬
‫أع َّنتَها‬ ‫ش ِ‬ ‫وم ال َ‬
‫َي َ‬
‫طلِّينا‬
‫رب ُ‬ ‫الج ِ‬
‫ثل ُ‬‫الع َجَّرش ِم َ‬
‫أم َ‬ ‫ُّ‬ ‫وما َولَ َدت‬ ‫ِ‬
‫وه ُم آل َح ّجاف َ‬
‫تَتَلُ ُ‬
‫رعا فتُ َخ ِطينا‬
‫قصدُها قَ ً‬‫حن َن ُ‬‫َو َن ُ‬ ‫مح في أ ُكفِّ ِه ُم‬ ‫تر ُكوا فضل ُر ٍ‬‫لك َي ُ‬
‫رقان تَبيينا‬ ‫وال َوالَّذي َبي َ‬
‫َّن الفُ َ‬ ‫َّتنا ؟‬ ‫لقاهم ِبعد ِ‬
‫كان َي ُ ُ‬ ‫يرنا َ‬‫َهل َغ ُ‬
‫َوال ُن َذ ُّم ِب ِه ُدنيا َوال ِدينا‬ ‫عاب ِب ِه‬ ‫و َكم لنا ِمن م ٍ‬
‫قام ال ُن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب ِادينا‬ ‫ِ‬
‫ؤم حاض ِرنا األشقى َ‬ ‫ش َ‬ ‫يا ُ‬ ‫صفقَ ِتنا‬ ‫مر يا ُخسراَن َ‬ ‫الع ِ‬
‫يعة ُ‬
‫ض َ‬ ‫يا َ‬
‫اليمانينا‬ ‫ض ٍر‬ ‫ال الم ِ‬ ‫ُك ّنا َن ُ ِ‬
‫بك يا ُملكَ َ‬ ‫رحباً َ‬ ‫فَ َم َ‬ ‫لك في ُم َ‬ ‫خاف انتقَ َ ُ‬

‫ص َن َعت إخوا ُننا ِفينا‬


‫عشار ما َ‬
‫م َ‬
‫ِ‬ ‫فإن تَولَّت ُملُو ُك الروُّم ما َبل َغت‬
‫و َنطلُب الجاه في ِهم والب ِ‬
‫ساتينا‬ ‫الحرمان ِع َن ُ‬
‫ده ُم‬ ‫ض ُّج ِم َن ِ‬ ‫ُك ّنا َن ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سهماً ِمن ثمانينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من إرث َجدَّيه َ‬
‫ِ‬ ‫وسر ِنا‬ ‫فاليوم َنفرضح أن يبقُوا ِلم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫دوينا‬‫الر ُاوون تَ ِ‬ ‫قبلي ُي َد ِّو ُنها َ‬ ‫األشعار ساِئ َرةٌ‬
‫ُ‬ ‫أفدي الَّذي قال َو‬
‫راعينا‬‫فَما ُنراعي بها من ال ي ِ‬ ‫صولتنا‬ ‫البْأ ِر قُم ال تَ َ‬ ‫يا ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خش َ‬ ‫طال َب َ‬
‫الظما من ب َكأس ال َغبن ي ِ‬
‫سقينا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َحِّر َّ َ‬ ‫العقوق َعلى‬ ‫وف ُيسقى بكاسات ُ‬ ‫س َ‬ ‫فَ َ‬
‫اَألي ِام ُيؤذينا‬ ‫ِ ِ‬ ‫غض ِتنا‬
‫م َن ابن َع ٍّم َمدى َ‬ ‫بب َ‬ ‫المعادي لنا أولى َ‬ ‫فما َ‬
‫آباِئنا أن يسيم الضَّيم ِ‬
‫وادينا‬ ‫األكارِم ِمن‬‫أعزز َعلى ا ِبن َعِل ٍّى َو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫عريضاً َوتَعيينا‬ ‫ِسّراً َو َجهراً َوتَ ِ‬ ‫عان ُد ِم َنا ما ُي ِ‬
‫حاولُ ُه‬ ‫نال الم ِ‬
‫َ ُ‬
‫برينا‬‫األحساء َي ِ‬ ‫ألحق‬ ‫عدها ِ‬ ‫فَ َب َ‬ ‫مر ِتنا‬ ‫رامت َذ ُوو ِ‬
‫َ‬ ‫إطفاء َج َ‬‫َ‬ ‫أمرنا‬ ‫َ‬
‫السوا ِبق ما ِاختاروا الب ِ‬
‫راذينا‬ ‫ق َّ‬ ‫َح َّ‬ ‫قبح آراِئ ِهم فينا َفلو َع َرفُوا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يا َ‬
‫ضعفًا َوتَو ِهينا‬ ‫أمر ُه ُم َ‬
‫زاد َ‬ ‫َو َ‬ ‫تهم‬
‫رع ُ‬‫ص َ‬ ‫أقال اهلل َ‬ ‫ف ُقل لَ ُهم ال َ‬
‫طاعيماً م ِ‬
‫طاعينا‬ ‫صاروا ملوكاً م ِ‬ ‫أن ِبنا‬
‫ير َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َهل َينق ُمون َعلينا َغ َ‬
‫ِلذا ُك ُم َعَّز تَالي ِهم ِبتالينا‬ ‫َعَّزت أواِئلُ ُهم ِقدماً ِب َّأوِلنا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]225‬‬

‫لَو َّأنهم م ْن على الحسنى ي ِ‬ ‫عضلَ ٍة‬


‫وم م ِ‬ ‫َكم قَد َكفَ ُ ِ‬
‫كافينا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫يناه ُم من َي ِ ُ‬
‫الهام ِس ّجينا‬
‫ربا ُيطير ِفرا ُخ ِ‬
‫ُ‬ ‫ض ً‬‫َ‬ ‫التاج ُدو َن ُه ُم‬
‫ب ِ‬ ‫ب َر َّ‬ ‫َنحمي َو َن ِ‬
‫ضر ُ‬
‫ُ‬ ‫ِإذا ِاستَغاثُوا َو ُ‬
‫نادوا يا ِلم ِ‬
‫حامينا‬ ‫رين ُه ُم‬
‫اَألخس َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ون َّ‬
‫در َ‬
‫وف َي ُ‬
‫س َ‬‫َف َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]37‬‬


‫‪15‬‬

‫مـــــــن‬
‫البسيـــــط‬ ‫قال ابن المستوفــــي (ت‪637‬هـ) ‪:‬‬

‫َأع ِاد ْي َنا‬


‫َو َما َع َدتْ َنا َعلَى ُك ْر ٍه َ‬ ‫النوى ِفي َنا‬
‫َأح َبا ِب َنا َولَ َع ْت َْأي ِدي َّ‬
‫ْ‬
‫وَأقْسم القُرب حقًا الَ ي ِ‬
‫وات ْي َنا‬ ‫اب [لُ ْق َيا َنا]‬ ‫تَقطَّ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ ْ ُ َ‬ ‫َأس َب ُ‬
‫عت َب ْي َن َنا ْ‬

‫ش ُي ْب ِكي َنا‬ ‫الع ْي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ض ْي ُ‬‫َفالَيوم َن ْح ُن و ِ‬


‫َ‬ ‫ض ِح ُك َنا‬ ‫الع ْي ِ‬
‫ش ُي ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ِعش َنا َز َما ًنا َ‬
‫وخ ْف ُ‬
‫ُ‬
‫لَ َما َع َدتْنا اللَّ َي ِالي َع ْن تَ َم ّن ْي َنا‬ ‫لَِئ ْن َع َدتْ َنا اللَّ َي ِالي َع ْن تََز ُاو ِر َنا‬
‫ض ْي َنا‬‫شيء بع َد القُر ِب ير ِ‬
‫اليوم الَ َ َ َ ْ ْ ُ ْ‬ ‫س ِخطُ َنا‬ ‫شيء بعد ِ‬
‫ُك َّنا َوالَ َ ٌ َ ْ ُ‬
‫الب ْعد ُي ْ‬
‫َو َ‬
‫َأعمى ع ْن تَص ِ‬ ‫ش ُم ْقتَِب ٌل‬ ‫ِ‬
‫اف ْي َنا‬ ‫َ‬ ‫س َْ َ‬ ‫َأخ َر ُ‬
‫َّه ُر ْ‬ ‫َوالد ْ‬ ‫َك ْم قَ ْد َنع ْم َنا ِب ُك ْم َو َ‬
‫الع ْي ُ‬
‫اش ْي َنا‬‫ول و ِ‬ ‫ِ‬
‫اف أ ًذى م ْن قَ ِ َ‬ ‫َوالَ َن َخ ُ‬ ‫اس ِد َنا‬
‫ظرا ِم ْن ع ْي ِن ح ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫الَ َنتَّقي َن َ ً‬
‫قسِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫شَر ُبها‬
‫الراح َن ْ‬
‫ف َّ‬ ‫َأعوَز ْت ِم ْن َك ِ‬
‫ص ْر َ‬
‫اق ْي َنا‬ ‫ِإال َو َن ْم ُز َج َها م ْن ِر ْي ِ َ‬ ‫َما ْ َ‬
‫رْأي ُه ِف ْي َنا‬
‫ظا َ‬ ‫َّه ُر َغ ْي ً‬
‫رج َع الد ْ‬ ‫استَ َ‬ ‫فَ ْ‬ ‫ط َاب ْت ِبقًر ِب ُك ْم َأي ُ‬
‫َّام َنا َز َم ًنا‬ ‫َ‬
‫َأع ِاد ْي َنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ْت َن َواِئ ُب َها‬ ‫َأم َ‬ ‫َّ ِ َّ‬
‫لَ ْي َت الل َيالي التي ْ‬
‫اء ْت َ‬ ‫س َ‬ ‫سَّر ْت َأحبَّت َنا َ‬ ‫َ‬
‫َأن تَ ُخو ُنو َنا‬ ‫َو َر ِاق ُبوا اهلل ِف ْي َنا ْ‬ ‫الع ْه ِد تَ َع ًبا َأو ُم َحافَ َ‬
‫ظ ًة‬ ‫وموا َعلَى َ‬ ‫ُد ُ‬
‫ش َر ُكم‬
‫الص ْب ِح َن ْ‬‫اض ُّ‬ ‫الَ تَ ْب َعثُوا ِفي ِر َي ِ‬
‫أمو َنا‬ ‫اَألس َر ِار َم ُ‬ ‫س َعلَى ْ‬ ‫الص ْب ُح لَ ْي َ‬
‫فَ ُّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]226‬‬

‫َّال ُم ِح ِّب ْي َنا فَ ُي ْح ِي ْي َنا‬


‫الخي ِ‬
‫ف َ‬
‫ط ْي َ‬
‫َ‬ ‫اح َنا فَ ُم ُروا‬ ‫ٍ‬
‫شفَ ْت َعلَى تَلَف َْأر َو ُ‬ ‫َأ ْ‬
‫سِلي َنا‬
‫َّه ِر ُي ْ‬
‫ول الد ْ‬
‫َأن طُ َ‬ ‫َع ْن ُكم َوالَ َّ‬ ‫َّار يذ ِ‬
‫ْهلُ َنا‬ ‫َأن ُب ْع َد الد ِ ُ‬ ‫س ُبوا َّ‬ ‫الَ تَ ْح َ‬
‫ِإ َذا وج ْد َنا ُكم ِل ْلقَص ِد ر ِ‬
‫اعي َنا‬ ‫َأن َما َن ْح ُن ِف ْيه لَ ْم َي ُك ْن ََأب ًدا‬
‫َك َّ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]39‬‬


‫‪18‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال المكزون السنجاري (ت‬


‫الوافــــــــر‬ ‫‪638‬هـ) ‪:‬‬

‫َّعينا‬ ‫ِ‬ ‫متى ِم َنا ِ‬


‫الس ْلوان أنك ُر ما اد َ‬ ‫إلى ُّ‬ ‫ب ُمدَّعينا‬
‫مح ٌّ‬ ‫َ‬
‫ب َبينا‬ ‫الح ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ل َبين َمرامه في ُ‬ ‫رام َع ّنا‬
‫فس ُه َمن َ‬ ‫َو َع ّنى َن َ‬
‫نه أينا‬ ‫ش ّكى ِم ُ‬‫ـغرام َج ٍو تَ َ‬
‫ُ‬ ‫رام َوإ ن عاهَ الـ‬ ‫أين ِم َن ال َغ ِ‬
‫َو َ‬
‫ضينا‬‫فيه ما قَ َ‬ ‫فتى لم يقض ِ‬ ‫ناك ِم ُ‬
‫نه‬ ‫يس ُه َ‬
‫ً َ‬ ‫ب لَ َ‬‫الح ِّ‬
‫فَال َو ُ‬
‫ارع َوينا‬
‫وما َ‬ ‫الم َ‬ ‫الم ُ‬
‫َو َر َّوعنا َ‬ ‫رام َوما اد ََّرعنا‬‫تَ َدَّرعنا ال َغ َ‬
‫نه ما َأبينا‬ ‫ع ُ‬‫البين َ‬ ‫وبدَّلنا الهوى ِ‬
‫بالعِّز ذُالً‬
‫ير َ‬ ‫َو َغ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫وان ِب ِه َه َوينا‬
‫اله َ‬
‫إلى َدر َ‬ ‫المعالي‬ ‫ِ‬
‫َومن َد َر ِج الصُّعود إلى َ‬
‫ِ‬
‫عصينا‬ ‫وَأمر ِ‬
‫نه َ‬ ‫هي َذوي النُّهى َع ُ‬ ‫َو َن َ‬ ‫طعنا‬
‫رين به أ َ‬
‫اآلم َ‬ ‫َ ََ‬
‫ذم ِتنا َوفينا‬
‫ُمذ ِمتنا ِب َّ‬ ‫َوَألحبابٍ إن َغ َدروا َوأبدوا‬
‫ضينا‬
‫الرضى لَمَ ارتَ َ‬‫دون ِّ‬ ‫َوال َ‬ ‫س َخطنا‬ ‫ِ ِ‬
‫ير السُّخط م ُنهم ما َ‬
‫َو َغ َ‬
‫صار َهينا‬ ‫ِ‬
‫ألفناهُ َعلينا َ‬ ‫لما‬
‫حبا َو ّ‬
‫ص ً‬ ‫الجوى َ‬
‫َوألفَينا َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]227‬‬

‫الظبي األ َغ ِّن فَما ِانث َنينا‬


‫َعن َّ‬ ‫الوشاةُ ِبنا انثَ ً‬
‫ناء‬ ‫رام ُ‬
‫َو َكم َ‬
‫رف اللُّبا َن ِة َعن لُ َبينى‬
‫ص ُ‬ ‫ِ‬
‫ِبه َ‬ ‫وروحي‬‫بروحي َمن لَ ُه َولهي َ‬
‫الظ ِ‬
‫ضو ٍء َوإ ن َ‬
‫آب ا َغتَ َدينا‬ ‫ِبال َ‬ ‫لماء ُرحنا‬ ‫غاب في َّ‬ ‫إذا ما َ‬
‫نه اجتََنينا‬ ‫ف ُكلَّما ِم ُ‬‫ضاع ُ‬
‫ُي َ‬ ‫ج ِن ٌّي‬
‫ور ٌد َ‬ ‫ِ ِ‬
‫بذابل قدِّه َ‬
‫مال ِب ِه َأتَينا‬
‫الج َ‬
‫لب َ‬ ‫ط َ‬
‫إذا َ‬ ‫الم ِ ِ‬
‫الحة فيه َجمعٌ‬ ‫َ‬
‫فرقَ ِة ِ‬
‫ِلتَ ِ‬
‫شينا‬‫حن انتَ َ‬ ‫َو َيطوينا إذا َن ُ‬ ‫ص َحونا‬
‫دام إذا َ‬ ‫الم َ‬
‫ُيسقينا ُ‬
‫أهو ُن ما التَقَينا‬ ‫ِ‬
‫وت َ‬‫الم ُ‬
‫َوفيه َ‬ ‫ب ما فَقَدنا‬
‫أصع ُ‬
‫بر َ‬‫الص ُ‬
‫نه َّ‬
‫َف َع ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]39‬‬


‫‪29‬‬
‫قال محيي الدين بن عربي (ت‬
‫مـــــــن الخفيـــف‬ ‫‪640‬هـ) ‪:‬‬

‫ونزلتم به عليه سنينا‬ ‫صلتم إليه‬


‫وموا إذا َو َ‬
‫َو ْلتَقُ ُ‬
‫تعلموه يوم الورود يقينا‬ ‫خير ُج ٍ‬
‫وار‬ ‫فجور اإلله ُ‬
‫ُ‬
‫دون هدى ِب ُع ْم َرة ُمحرمينا‬ ‫وادخلوه إذا أتيتم إليه‬
‫الرسول فيهم وفينا‬ ‫نص َّ‬ ‫وهو ُّ‬ ‫فهو َّ‬
‫الشرع ال تحيدون عنه‬
‫وص المتينا‬ ‫ص ِ‬ ‫الحق ُّ‬
‫بالن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َو ِس َع‬ ‫نقي‬
‫عبد ٌّ‬
‫مع هذا فقلت ٌ‬
‫سو ُل َحيًّا ُم ِب ْي َنا‬‫الر ُ‬
‫نص فيه َّ‬ ‫َّ‬ ‫وأرض‬
‫ٌ‬ ‫سماء‬
‫ٌ‬ ‫حين ضاقت عنه‬
‫حين كنا بما أتى مؤمنينا‬ ‫فثقلنا كما ثقلنا ٍ‬
‫بقول‬

‫وتلوناه بالهدى كافرينا‬ ‫لم نكن بالذي سمعناه منه‬


‫ونسينا لذاته مفترينا‬ ‫لم نكن في الذي ذكرناه عنه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]228‬‬

‫نبي يقينا‬
‫لم يكن مثله ٌّ‬ ‫فاحمدوا اهلل ِإ َّن ِني ٍّ‬
‫لنبي‬
‫حصل الغير فيه حزنا وهونا‬ ‫من عذاب الحجاب في دار بعد‬
‫خسارا مبينا‬ ‫ِ‬
‫وشمال إال‬ ‫ٍ‬
‫وغرب‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫بأرض شر ِ‬ ‫ما مقامي‬
‫ً‬
‫لتكونوا لحكمه مسلمينا‬ ‫مطي األماني‬
‫فاعملوه نحوه ِّ‬
‫لتكنوا بذلكم آمينا‬ ‫عبيد دعاةٌ‬
‫إنما أنتم ٌ‬
‫فبتقوى إلهكم تعملونا‬ ‫واتقوا اهلل في الدعاء إليه‬
‫وضالل به يكون مصونا‬ ‫ق يكون ما بين هدى‬ ‫ُّ‬
‫كل َفر ِ‬
‫ِ‬
‫وألشبال ُأسده فعرينا‬ ‫من أذى باطل وعصمة حق‬
‫حازه من أتاه من طور سينا‬ ‫ٍ‬
‫بمقام‬ ‫يغز‬
‫من يكن هكذا ُ‬
‫وجزاء لسعيه ليبينا‬ ‫لم يكن قصده فكان امتنانا‬
‫انه لم يكن بذاك ضنينا‬ ‫عندنا جودة فنعلم حقا‬
‫الحريص الوضينا‬
‫ُ‬ ‫وإ ليه َّ‬
‫شد‬ ‫ولهذا الفقر يطمعُ فيه‬
‫لتكونوا لديه حينا فحينا‬ ‫والوجود جميعا‬
‫ُ‬ ‫الجود‬
‫ُ‬ ‫َي ْب ِتغي‬
‫ِب ِع ْي ٍد أضحى لديه مكينا‬ ‫ورب ِ‬
‫وفاء‬ ‫إنه ذو جدى ُّ‬
‫ومن أسمائه أراه كمينا‬ ‫فإذا ما ابتغاه جاء إليه‬
‫شافيا علة وداء وفينا‬ ‫فيه حتى تراه عينا بعين‬
‫لتقوموا بحقِّه أجمعينا‬ ‫إنه الداء والدواء جميعا‬
‫واسكنوا من أماكنيه عرينا‬ ‫حيث كنتم لديه‬
‫العدل ُ‬
‫َ‬ ‫واطلبوا‬
‫نور مصباحنا به لترينا‬ ‫ٍ‬
‫زيتونة تمد بدهن‬ ‫مثل‬
‫الحق منه حقًّا يقينا‬
‫ًّ‬ ‫نعلم‬ ‫لضرب ٍ‬
‫مثال‬ ‫ِ‬ ‫ما أتانا به‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]40‬‬


‫‪13‬‬ ‫قال السراج الوراق (ت‪656‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]229‬‬

‫مــــــن‬
‫الرمــــــــل‬

‫ليتنا فيك ليتنا لو ُك ِفينا‬ ‫بقاء َك فينا‬ ‫ُّ‬


‫ما اقتضى حظنا َ‬
‫عز ِ‬ ‫فلي ِّ‬ ‫بم ْي ٍت‬ ‫َّ‬
‫بفقد َك المسلمينا‬ ‫ُ‬ ‫من ُي َعِّز المخلفين َ‬
‫حي أودى به ما لقينا‬ ‫كل ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫المصاب حتّى لقينا‬
‫ُ‬ ‫َع َّم فيك‬
‫أو كأ ّنا لم ِ‬
‫ندر َم ْن قد ُرزينا‬ ‫رزءا‬
‫فكأ ّنا لم ندر قبلك ً‬
‫المبينا‬ ‫صر ف ِ‬ ‫ِ‬
‫والكتاب ُ‬
‫َ‬ ‫س ّنة الدين‬
‫ُ‬ ‫الحمام َم ْن كان ُي ْحيي‬ ‫غال ْ‬
‫لود ْدناك في القلوب دفينا‬
‫َ‬ ‫أم َّنا من القلوب جواها‬‫لو ِ‬
‫تعلو خدودنا والعيونا‬ ‫الم َجَّر ِح ْي َن مضى نعشك‬
‫أو قبلت ُ‬
‫وكم قد بلّغت منه أربعٌ أربعينا‬ ‫حديث دمعي‬
‫ُ‬ ‫مرسالً جا‬
‫ص ًنا حصينا‬ ‫ِ‬
‫أضحى في اهلل ح ْ‬ ‫إماما على حديث رسول اهلل‬
‫يا ً‬
‫لكن مضى وما إن َر ِوينا‬ ‫عنه ْ‬ ‫بأبي منك بحر ٍ‬
‫علم َر ْوينا‬
‫صونا‬
‫لم تَ ُع ْد يوم جاورتْ َك ُغ ُ‬ ‫وعجبنا من حال أعواد ٍ‬
‫نعش‬
‫الصباح منه َجبينا‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يستمد‬ ‫نضَّر اهلل للزكي محيًّا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمحسنينا‬ ‫الجزاء‬ ‫س ِن‬‫ِب ُح ْ‬ ‫وجزاه خيرا ِإذ أذ َن اهللُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪8 :‬‬ ‫[‪]41‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال الصاحب شرف الدين (ت‬


‫السريــــــع‬ ‫‪662‬هـ) ‪:‬‬

‫شم ُل ِ‬
‫قاصينا ودانينا‬ ‫يا َمِل ًكا ما َ‬
‫َي ْ َ‬ ‫إنعام ُه‬
‫زال ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]230‬‬

‫ْيرمي ِم َن الطَّ ْي ِر أفانينا‬ ‫ِ‬


‫األحداث عنا كما‬ ‫َي ْرمي ِم َن‬
‫ِ ِِ‬ ‫قو ِس ِه‬
‫سعينا‬‫أحلَّها في ع ْقد ت ْ‬ ‫ش ِر في ْ‬ ‫إن َح َّل ع ْق ُد الع ْ‬
‫ْ‬
‫للمرامينا‬‫تُْبق َمراما ُ‬ ‫صَر ْع َت في َو ْج ٍه ثالثاً فلم‬ ‫َ‬

‫كا َن ْت ثَالثًا وثَالثينا‬ ‫بد ًعا ولو‬


‫لك ْ‬
‫وما أراها َ‬
‫أن ُتعاصينا‬
‫للطير فيها ْ‬ ‫َّهر فال قَ ْد َرةٌ‬
‫طاوع َك الد ُ‬
‫َ‬
‫ـحال بنا ما ُد ْم َت والينا‬
‫َ‬ ‫س َن الـ‬
‫أح َ‬ ‫فدم َت والينا فما ْ‬
‫ْ‬
‫له الدِّنيا‬
‫لصنا ُ‬
‫فأخ ْ‬
‫ـدُّنيا ْ‬ ‫لص اهللُ لنا ِع ْن َد َك الـ‬
‫أخ َ‬ ‫قد ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]42‬‬


‫‪16‬‬

‫مـــــــن‬
‫المنســـــرج‬ ‫وقــــال أيضا ‪:‬‬

‫والع ْونا‬
‫اَألبكار ُ‬
‫َ‬ ‫تَ ْق َرعُ ِم ْنها‬ ‫المبارينا‬ ‫لَ َك العال ْ ِ‬
‫َأع َيت ُ‬ ‫ُ‬
‫عنا اَأل َذى وتَ ْكفينا‬ ‫ف َّ‬ ‫تَ ُك ُّ‬ ‫عزائم ُه‬
‫ُ‬ ‫يا َمِل ًكا لم تََز ْل‬
‫البرايا ِعًّزا وتَ ْمكي ًنا‬ ‫فاق َ‬ ‫َ‬ ‫ف َم ْن‬
‫ش َر ُ‬
‫صور َأ ْ‬
‫الم ْن ُ‬‫الملي ُك َ‬ ‫َأ ْن َت َ‬
‫طاعو ًنا‬ ‫ِ‬ ‫ري الَّذي ِكنا َن ُ‬ ‫َّ‬
‫على ُجيوش الطُغاة ُ‬ ‫ته‬ ‫والش َّم ُّ‬
‫شحو ًنا‬ ‫باُألس ِد َم ْ‬
‫ْ‬ ‫ُيخا ُل ُف ْل ًكا‬ ‫ض َت َب ْح َر َو َغ ًى‬
‫جالوت ُخ ْ‬
‫َ‬ ‫بع ْي ِن‬
‫َ‬

‫ُأنوفَهم فاْنثََنوا ُمهابي ًنا‬ ‫ش َد َخ ْت‬ ‫و ُك ْن َت للج ِ‬


‫َّيش ُغِّرةً َ‬
‫ط ْع ًنا ُيخا ُل طاعونا‬
‫هدًّا و َ‬ ‫لى‬ ‫َأوسع َت ِ‬
‫فيه الَّتتار َ‬
‫ض ْر َب طُ ً‬ ‫ْ َْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]231‬‬

‫باك أمينا‬
‫َي ْر َد ْوا فقالَ ْت ظُ َ‬ ‫عليهم آ ُل ال ّن ِبي ْ‬
‫بَأن‬ ‫ْ‬ ‫َد َعا‬
‫ب َكتْ َبعا فا ْنثََنوا ُمولينا‬ ‫ص َن ْع َت قَ ْبلَ ُه ُم‬
‫هم ما َ‬
‫َأ ْذ ْك َرتُ ْ‬
‫الصينا‬
‫قازان ُخ ْب ُرهُ ِّ‬
‫َ‬ ‫َأس َك َن‬
‫ْ‬ ‫وما َنجا م ْن ُه ُم ِسوى َخ َب ٍر‬
‫ماعونا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ومانعٌ م ْن َنداهُ ُ‬ ‫سفَ ًها‬
‫يدك ب ّذا ُل سوى ع ْرضه َ‬ ‫َي ْف َ‬
‫الحباء َم ْفتونا‬ ‫ب ِ‬ ‫بح ِّ‬ ‫الي ْد ِ‬ ‫بل ُّ‬
‫ـعافي ُ‬ ‫س ُب ُه الـ‬
‫ين َي ْح َ‬ ‫س ْم ِح َ‬
‫كل َ‬ ‫ْ‬
‫صر الدِّنيا‬ ‫َأولى ب ٍ‬ ‫الد ِي ِن يا ُم َّ‬
‫حمد َم ْن َي ْن ُ‬‫َ ْ‬ ‫حم ُد ما‬ ‫ناصر ّ‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫ود َك اَألفانينا‬‫واالك ِم ْن ُج ِ‬
‫َ‬ ‫تُ ْفنى اَألعادي َقتْالً وتُ ِس ُ‬
‫عف َم ْن‬
‫داك ِ‬
‫ماشينا‬ ‫كما لَنا ِم ْن َن َ‬ ‫ِ‬
‫مدائحنا‬ ‫تَ َه َّن ما ِشْئ َت ِم ْن‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]43‬‬


‫‪12‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قــــال أحمد بن علوان (ت‪665‬هـ)‬


‫الوافــــــــر‬ ‫‪:‬‬

‫جميعا منا شبعنا وال هنينا‬ ‫فلو طعمت طعام الطاعمينا‬


‫جميعا ما بردنا وال روينا‬ ‫ولو شربت شراب الشاربينا‬
‫من األشياء دونك ما غنينا‬ ‫ولو ملكت خزائن كل شيء‬
‫وإ ن تسقي فظامئك الحزينا‬ ‫فإن تطعم فجائعك المعنى‬
‫لتنفخ في القوى روحا أمينا‬ ‫خلت منه القوى عن كل شيء‬
‫يئن بما يحن وال أنينا‬ ‫يحن بما يكن وال حنينا‬
‫له أن يبين وأن يبينا‬ ‫يبين وال يبين وكل صب‬
‫ولو أن ال يبين لمات حينا‬ ‫فلوال أن يبين لمات حيا‬
‫وطورا في الجوى يلقى المنونا‬ ‫فطورا في الهوى يلقى األماني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]232‬‬

‫ٍ‬
‫كليل يقتضي صبحا مبينا‬ ‫كصبح يقتضي ليالً َب ِه ْيما‬
‫وذلك أن أكون وال يكونا‬ ‫إذا وارى فلي ٌل أو توارى‬
‫وذلك أن يكون وال أكونا‬ ‫وإ ن جلى فصبح أو تجلى‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]44‬‬


‫‪21‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قــــال شمس الدين الكوفي (ت‬


‫البسيـــــط‬ ‫‪675‬هـ) ‪:‬‬

‫ومدة الهجر نفنيها وتفنينا‬ ‫مالبس الصبر نبليها وتبلينا‬


‫حزنا وكانت تحيينا فتحيينا‬ ‫شوقا إلى اوجه متنا بفرقتها‬
‫شوق إلى ساكني يبرين يبرينا‬ ‫أحزاننا بهم ال تنقضي ولنا‬
‫من الفراق إلى التكفين تكفينا‬ ‫يا دهر قد مسنا من بعدهم حرق‬
‫فكم نرى منك تلوينا وتلوينا‬ ‫وعدتنا بالتالقي ثم تخلفنا‬

‫نفسي بها من تالقينا تالقينا‬ ‫ديارهم درس من بعد ما درست‬


‫إذا عشت حتى رأيت الحين والحينا‬ ‫متعت فيها إلى حين فوا أسفا‬
‫والكائنات بكأس األمن تسقينا‬ ‫كنا جميعا وكان الدهر يسعدنا‬
‫بما جرى واشتفت منا أعادينا‬ ‫فاآلن قرت عيون الحاسدين بنا‬
‫وعاد يبعدنا من كان يدنينا‬ ‫فصار يرحمنا من كان يأملنا‬
‫وصار يرخصنا من كان يغلينا‬ ‫وبات يخذلنا من كان ينصرنا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]233‬‬

‫من عن أحبتنا أضحى يعزينا‬ ‫واليوم ألطف كل العالمين بنا‬


‫لعله إذ يرى عينا يراعينا‬ ‫ليت العذول يرى من فيه يعذلنا‬
‫بغير ما هو يعنينا يعنينا‬ ‫إلى متى نحمل البلوى وعاذلنا‬
‫فعذلهم ليس يسلينا ويسلنا‬ ‫ما ضر عذالنا لو أنهم رفقوا‬
‫كما تنوح فنحكيها وتحكينا‬ ‫حمائم الدوح في األغصان نائحة‬
‫ومن فقدنا فنشجيها وتشجينا‬ ‫تشجو وتندب من شوق لمن فقدت‬
‫وما لنا غير لقياكم يداوينا‬ ‫قد نسرت يا أحبانا جرائحنا‬
‫فهل زمان يشفينا ويشفينا ؟‬ ‫أمراضنا من كالم الشامتين بنا‬
‫يأتي رسول يروينا ويروينا‬ ‫إنا عطاش إلى أخباركم فمتى‬
‫فهل بشير يغنينا فيغنينا‬ ‫ِجْئ َنا إلى عزكم فقر ومسكنة‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]45‬‬


‫‪60‬‬

‫البحـــــر‬ ‫قال شرف الدين البوصيري* (ت‬


‫الرجـــــز‬ ‫‪698‬هـ) ‪:‬‬

‫البرينا‬
‫ق ُ‬ ‫َو ُي َج ِاذ ْب َن ِم َن َّ‬
‫الش ْو ِ‬ ‫الح ِينا‬
‫يس ُي َر ِّج ْع َن َ‬
‫سار ِت ِ‬
‫الع ْ‬ ‫َ‬
‫وح ُزونا‬
‫َهوالً ُ‬ ‫طعُ ال ِب ُ‬
‫يد ُ َ‬ ‫تَ ْق َ‬ ‫أخفافُها‬ ‫يات ِم ْن َحقّي ْ‬
‫دام ٍ‬
‫ِ‬
‫الم ِعينا‬
‫والماء َ‬
‫َ‬ ‫ضَّر‬
‫الم ْخ َ‬
‫ش َب َها ُ‬
‫ُع ْ‬ ‫طواها َح ِر َم ْت‬ ‫َو َعلى طُ ِ‬
‫ول َ‬

‫َغ َاي ٍة لَ ْم تَ ْد ِرها إالَّ ظُ ُنونا‬ ‫ُكلّ َما َج َّد بها َ‬


‫الو ْج ُد إلى‬
‫الشو ِ‬
‫ق ُج ُنونا‬ ‫إن ِم َن َّ‬ ‫بالس َرى َّ‬ ‫ُّ‬ ‫شواقَها‬ ‫ت ِل ْلح ِادي ِ‬
‫أع ْد أ ْ‬ ‫ُق ْل ُ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]234‬‬

‫عيس وِلي ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫آه ِم ْن َي ْو ٍم ِب ِه َْأب ِكي َد ًما‬


‫ِ‬
‫شئُونا‬ ‫فيه ُ‬ ‫إن ل ْل ِ َ‬
‫صونا‬ ‫ِ‬
‫سن َُبدوراً و ُغ ُ‬ ‫الح ْ‬ ‫تَ ْحم ُل ُ‬ ‫س َر ْت‬‫س َر ْت أ ْل َب َابنا لَ َّما َ‬
‫َأ َ‬
‫س ْمر القَنا لَو ًنا َوِلينا‬ ‫ض َح ْت ُ‬‫فَ َ‬ ‫ص ْفتُها‬
‫راء وما أ ْن َ‬ ‫س ْم َ‬ ‫كل َ‬‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫الجفونا‬‫س ٍن تُ ْعدى ُ‬ ‫لَ ْيتَها م ْن َو َ‬ ‫وض ًنى‬ ‫ورا َ‬ ‫أع َدت ال َق ْل َب فُتُ ً‬
‫دارين َو َخ ْم ُر اَأل ْندر ِينا‬ ‫س ُك‬ ‫ِ‬ ‫فاس ِه‬
‫ي ِم ْن أ ْن ِ‬
‫َ‬ ‫مْ‬ ‫ثَ ْغ ُرها الدُِّّر ُّ‬
‫س منها َأر ُبونا‬ ‫َي ْوم َب ْيعي َّ‬
‫الن ْف َ‬ ‫بري وال َك َرى‬ ‫صِ‬ ‫أخ َذ ْت َق ْلبي َو َ‬‫َ‬
‫َ‬
‫فك ُر ُهونا‬‫يع ُه َي ْو ًما َوالَ َّ‬
‫َب َ‬ ‫أقال اهللُ ِل ِي ِم ْن ُح ِّبها‬ ‫ال َ‬
‫الص ْبر ُم ِعينا‬
‫الو ْج ِد َوال َّ‬ ‫لي َعلى َ‬
‫ِ‬ ‫فإني لَم ِ‬
‫َأج ْد‬ ‫ف بي ِّ ْ‬ ‫صاحبي ِق ْ‬ ‫ِ‬
‫عنه عساهُ أن ُيبينا‬ ‫َر َحلُوا ُ‬ ‫س َّكا ُن ُه‬ ‫ِ‬ ‫س ِل َّ‬
‫الر ْي َع الذي ُ‬ ‫َو َ‬
‫اد ِشينا‬ ‫الص َ‬
‫منه َّ‬ ‫فأر ْت َع ْي ِن َي ُ‬ ‫َ‬ ‫البلَى‬ ‫ِِ ِ‬
‫س َخ ْت آياته ْأيدي َ‬ ‫َن َ‬
‫َّه ِر غضو ًنا‬ ‫به ِة الد ْ‬ ‫ِ‬
‫تُْر َب ُه في َج َ‬ ‫نوب َوشما ٌل َج َعالَ‬ ‫َو َج ٌ‬
‫سك َوالدَُّّر الثَمينا‬‫الم َ‬‫ضالن ِ‬ ‫َي ْف ُ‬ ‫صاهُ َأب ًدا‬ ‫َفتراهُ َو َح َ‬
‫رسِلينا‬
‫الم َ‬
‫ِ‬
‫ِب َمديحي ِإل مام ُ‬
‫ِ‬ ‫الصبا أ ْذْيالَها‬ ‫فيه َّ‬ ‫سحب ْت ِ‬
‫َ ََ‬
‫اإلسالم دينا‬ ‫ض َي اهلل لها‬ ‫رِ‬ ‫أمتُه‬ ‫الهادي الَّذي َّ‬ ‫أحم َد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ق َك ْو ٌن ْأو يكونا‬ ‫قب ِل ْ‬
‫أن ُي ْخلَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ير ال َغ ْي ِب ِم ْن‬ ‫ض ِم ِ‬ ‫كان ِسّراً في َ‬ ‫َ‬
‫ُكلَّما ْأو َد َعها اهللُ َج ِبينا‬ ‫وان ِم ْن ِ‬
‫أنوار ِه‬ ‫ش ِر ُ‬
‫ق األ ْك ُ‬ ‫تُ ْ‬
‫ساجدينا‬‫لبيه ِ‬ ‫يوم َخُّروا ِ‬ ‫أمال َك ُه‬
‫َْ َ‬ ‫له ْ‬‫أس َج َد اهللُ ُ‬
‫ْ‬
‫ق‪ِ :‬‬
‫آمينا‬ ‫الص ْد ُ‬
‫قال لها ِّ‬ ‫َد ْع َوةً َ‬ ‫طفَى‬
‫صَ‬ ‫آدم ِ‬
‫الم ْ‬‫باسم ُ‬ ‫ود َعا َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫المذ ِْنبينا‬ ‫ٍ‬
‫كلمات ُه َّن َك ْن ُز ُ‬ ‫آد ُم ِم ْن َر ِّب ِه‬
‫فتَلَقَّى َ‬
‫سِل ِمينا‬ ‫ِ‬
‫وابها ل ْل ُم ْ‬
‫َعلما ْأب ُ‬ ‫ات َع ْد ٍن ُر ِف َع ْت‬ ‫و ِ‬
‫به َج َّن ُ‬ ‫َ‬

‫الم ِ‬
‫آمنينا‬ ‫فاد ُخلُوها بس ٍ‬ ‫لكم‬ ‫ودعوا ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الدار ْ‬
‫أن ت ْل ُك ُم ُ‬ ‫ُُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]235‬‬

‫والس ِفينا‬
‫َّ‬ ‫نوحا‬
‫َأغاث اهللُ ً‬
‫فَ َ‬ ‫وح َدعا في ُف ْل ِك ِه‬ ‫ِ‬
‫َوبه ُن ٌ‬
‫الب ْح ِر ُنونا‬ ‫ِ‬ ‫النون ِ‬ ‫اث اهللَ َذا ُّ‬
‫َب ْع َد ما أ ْغ َرى به في َ‬ ‫به‬ ‫َوَأ َغ َ‬
‫كان َح ِزينا‬
‫وب َوقد َ‬ ‫سَّر َي ْعقُ َ‬
‫َ‬ ‫ضٍّر كما‬ ‫ُّوب ِم ْن ُ‬
‫شفَى أي َ‬ ‫َو َ‬
‫يدوهُ فكانوا األخسرينا‬ ‫أن َي ِك ُ‬‫ْ‬ ‫وم ُه‬ ‫ِ‬
‫َوخلي ُل اهلل َهمَّ ْت قَ ُ‬
‫َْأوقَ ُدوه وتولّوا ُم ِد ْبرينا‬ ‫ونور المصطفى إطفاء ما‬
‫واج ًدا ما َي ِج ُدونا‬
‫فض ٍل ِ‬ ‫ِّ‬
‫كل ْ‬ ‫اهلل في‬ ‫جدتْ ُه أنبياء ِ‬ ‫َو َ‬
‫ُ‬
‫الصالحينا‬ ‫أن َيتََولَّى َّ‬ ‫ب ْ‬ ‫َع َج ٌ‬ ‫ق فال‬ ‫الر ْح َم ِة ِل ْل َخ ْل ِ‬‫ص َد ُر َّ‬
‫َم ْ‬
‫آد َم ِطينا‬ ‫يج ُب َل ِم ْن َ‬
‫أن ْ‬ ‫قب َل ْ‬
‫ْ‬ ‫ين ِ‬
‫به‬ ‫َختَم اهللُ َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫َ‬
‫ِئ‬ ‫خير ٍ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫البنينا‬
‫خير َ‬ ‫َو ْه َو في أبنا ِه ْم ُ‬ ‫أب‬ ‫هم ُ‬ ‫فه َو في آبا ْ‬ ‫ْ‬
‫الروح ِ‬
‫األمينا‬ ‫ِ‬ ‫سِم ُعال‬ ‫بالروح ِ‬
‫َر َج َع ْت م ْن دونها ُّ ُ‬ ‫والج ْ‬ ‫قد َعال ُّ‬
‫ور ِسينا‬
‫وسى ُدو َنه ِم ْن طُ ِ‬ ‫ُر َّد َم َ‬ ‫وس ْين الَّذي‬ ‫قاب قَ َ‬ ‫َوَرأى ِم ْن ِ‬
‫كان ِج ْب ِري ُل َم ِكينا‬‫ِمثلَما قد َ‬ ‫وسى ِع ْن َدهُ‬ ‫كان ُم َ‬ ‫يها َ‬ ‫َو َو ِج ً‬
‫أج َم ِعينا‬‫اهلل إلينا ْ‬‫رس ِل ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ض ِل َعلى‬ ‫اهلل ذي الفَ ْ‬ ‫ات ِ‬ ‫ص َلو ُ‬ ‫َ‬
‫خير األ ْك َرمينا‬ ‫ِِ‬
‫َوأبو القاسم ُ‬ ‫س ُل لنا‬
‫الر ْ‬
‫أ ْك َر ُم ال ُخ ْلق ُه ُم ُّ‬
‫المهينا‬ ‫ال ِ‬ ‫ِم ْن َجم ٍ‬
‫الماء َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ُأود َ‬ ‫َ‬ ‫ورتَ ُه‬
‫ص َ‬ ‫فَتَ َعالى َم ْن َبَرا ُ‬
‫ودينا‬ ‫أ ْن َبتَ ْت أفْنا ُنها ِعلما ِ‬ ‫طفَى َم ْح ِت َدهُ ِم ْن َد ْو َح ٍة‬
‫اص َ‬ ‫َو ْ‬
‫ً‬
‫وي ِمينا‬ ‫ق َّ ِ‬
‫الد ِّم شماالً َ‬ ‫طُُر َ‬ ‫س ُاب ُه ْم‬‫أح َ‬ ‫ِم ْن ٍ‬
‫أنس جا َن َب ْت ْ‬
‫َّعونا‬ ‫َغ ِ‬
‫ير ما تَأتُو َن ُه ْأو َيد ُ‬ ‫األخالق في‬ ‫ما َر َْأي َنا َك َر َم ْ‬
‫ض ُبوا ُه ُم َي ْغ ِف ُرونا‬
‫وإ ذا ما َغ ِ‬
‫َ‬ ‫ض ُبوا‬ ‫ت إذا ما َغ ِ‬ ‫الم ْو ُ‬
‫ب َ‬ ‫ضُ‬ ‫َي ْغ َ‬
‫صونا‬
‫الم ُ‬
‫السّر َ‬ ‫أح َم َد ِّ‬ ‫ود ُعوا ِم ْن ْ‬
‫ُي َ‬ ‫ألن‬
‫صا َن ُه ُم اهللُ ْ‬
‫شٌر َ‬ ‫َم ْع َ‬
‫َّعونا‬ ‫َفلهم ِم ْن َ ٍ‬
‫ش َرف ما َيد ُ‬ ‫ُْ‬ ‫أخالقَ ُهم‬
‫السْؤ ُد ُد ْ‬
‫َه ّذ َب ُّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]236‬‬

‫ص ِرينا‬ ‫ظهر ْت أ ْنوارهُ ْل ْلم ْب ِ‬ ‫س َّالذَِي‬ ‫طفَى َّ‬


‫َ ُ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫صَ‬ ‫والم ْ‬
‫َع َج ًبا ُ‬
‫أتاه ْم فإذا ُه ْم ُم ْبِلسونا‬‫َو ُ‬ ‫ش ِه َد ال ُكفَّارُ بال َغ ْي ِب لَ ُه‬
‫َ‬
‫ستفَ ِت ُحونا‬ ‫ِ‬
‫َب ْع َد ما كا ُنوا به َي ْ‬ ‫هم‬ ‫ِ‬
‫اله َدى م ْن ُدو ِن ْ‬ ‫باب ُ‬ ‫أغلَقُوا َ‬ ‫ْ‬
‫وعموا عنه فال و ِ‬
‫لدى القَ ْوِم َ‬
‫العمينا‬ ‫س َ‬ ‫تَ ْنفَعُ ِّ‬
‫الش ْم ُ‬ ‫اهلل ما‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫لقوٍم َي ْع ِقلونا‬ ‫آيات ْ‬ ‫منه ٌ‬ ‫ُأح ِك َم ْت‬ ‫أتاهم ِب ٍ‬
‫كتاب ْ‬ ‫َو ُ ُ‬
‫المبينا‬ ‫َّ‬
‫الحق ُ‬ ‫فضِل ِه‬‫أ ْن َك ُروا ِم ْن ْ‬ ‫الج ُّن فما‬ ‫س َو ِ‬ ‫سم َعتْ ُه اإل ْن ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫سل ُمونا‬‫فَهم اليوم له مستَ ِ‬ ‫سور ٍة ِم ْن ِم ِثل ِه‬
‫ُ ُ َْ َ ُ ْ‬ ‫َع َج ُزوا َع ْن ُ‬
‫مالكم ال تَ ْن ِطقُونا‬
‫ْ‬ ‫بالتَّحدِّي ‪:‬‬ ‫ْح َم ُهم‬ ‫قال ِل ْل ُكفَّ ِ‬
‫ار إ ْذ أف َ‬
‫اَألوِلينا‬
‫أخب َار القُرون َّ‬ ‫قص ْ‬ ‫َّ‬ ‫عليهم ِمثلَما‬‫ْ‬ ‫قص ما َيأتي‬ ‫َّ‬
‫مارا َوفُ ُنونا‬ ‫ِ‬ ‫بارهُ في ِح َكٍم‬
‫أم ْلها ث ً‬ ‫فتَ ّ‬ ‫أخ ُ‬‫وأتَ ْت ْ‬
‫الخ ْزي في المستَ ِق ِ‬
‫سمينا‬ ‫وعذاب ِ‬ ‫الر ْح َمة ِفي قَُّراِئ ِه‬ ‫قس َم َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ظ ٌة ِل ْل ُمتَّ ِقينا‬
‫أبدا َم ْو َع َ‬‫ً‬ ‫ثال ِه‬
‫ما لَ ُه مث ٌل وفي أم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بآيات قُُرونا‬ ‫ٍ‬ ‫ر ِحم اهلل ِ‬
‫أهلَ َك اهللُ‬‫ْ‬ ‫ق َو َك ْم‬ ‫الخ ْل َ‬
‫به َ‬ ‫َ َ ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]46‬‬


‫‪11‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال النصيبي القرشي (ت‬


‫البسيـــــط‬ ‫‪707‬هـ) ‪:‬‬

‫ساكنها يقينا‬ ‫شاهُ َ‬ ‫وما َن ْخ َ‬ ‫دار تَ ْه َوى َي ِقي َنا‬


‫قم هي ُ‬
‫َن ِ‬
‫ْ‬
‫ش ُكو َما لقينا‬ ‫فَ َد ْيتُ ُك ُم ِل َن ْ‬ ‫ط َايا‬
‫الم َها الم َ‬‫َِأني ُخوا في مع ِ‬
‫َ‬
‫َعلَ ْي َنا ما تَقَ ْي َن وما َبقي َنا‬ ‫ض‬ ‫إن وقوفَ َنا ِف ْي ِه َّن فَ ْر ٌ‬
‫فَ َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]237‬‬

‫س ْي َنا‬
‫يوما َن َ‬ ‫َّ‬
‫َو َما ُكنا له ً‬ ‫ش ُم َر َّغ ً‬
‫ضا‬ ‫َذكر َنا ُح ْل َو َع ْي ٍ‬
‫ُن َح ِّي ْي َنا شماالً أو يمينا‬ ‫ات المسَّر ِة َداِئر ٍ‬
‫ات‬ ‫اس ِـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َك َ‬
‫ُنحاو ُل من َمقاصدنا ُم ِعي َنا‬ ‫الشبان لنا على ما‬
‫ُ‬ ‫َأض َحى‬ ‫َوقَ ْد ْ‬

‫مبتسما أمينا‬ ‫َّهر‬ ‫ِإ َذا في َن ْي ِل م ْطلُ ٍ‬


‫ً‬ ‫َيقُو ُل الد ُ‬ ‫وب َد َع ْو َنا‬ ‫َ‬
‫الم ْر ِجفينا‬ ‫سو ٍء‬ ‫و َكم ِم ْن مر ِج ٍ‬
‫ف ِبظُ ُن ِ‬
‫ون ُ‬‫ص َدقَ ْت ظُ ُن ُ‬
‫فَالَ َ‬ ‫ون َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ‬
‫رب العالمينا‬
‫صب من ِّ‬
‫الخ ْ‬
‫ام َ‬‫َد َو َ‬ ‫ف من ِسنى َج ْد ٍب ونرجو‬ ‫ُي َخ ِّو ُ‬
‫وزين الدين إسماعي ُل فينا‬ ‫فقرا‬
‫اف ً‬ ‫ونخ ُ‬
‫شى َع ْيلَ ًة َ‬ ‫أ َن ْخ َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪9 :‬‬ ‫[‪]47‬‬


‫قال الشيخ عز الدين الموصلي (ت‬
‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫‪710‬هـ) ‪:‬‬

‫تو ِ‬ ‫و ِب ِ‬
‫الف َرا ِ‬ ‫ًأع ِاد ْي َنا‬ ‫ت يوم َّ ِ‬
‫اش ْي َنا‬ ‫ش َم َّ َ‬ ‫ق لَقَ ْد َأ ْ‬ ‫َ‬ ‫الن َوى في َنا َ‬ ‫ش َم َّ َ َ‬ ‫َأ ْ‬
‫آمي َنا ؟!‬ ‫فَه ْل َنقُو ُل ِل ِح ْف ِظ الو ِّد ِ‬ ‫اع ِلفُْرقَ ِت َنا‬
‫س ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الَ َب َار َك اهللُ في َ‬
‫الد ْن َيا َوالَ الدِّي َنا‬ ‫لَ ْم َي ْه َو لَ ْم َي ْد ِر َما ُّ‬ ‫الهوى لم َي ْح َيا فَِي ِه َو ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫َم ْن لَ ْم َي ُم ْت في َ‬
‫اهلل و ِ‬
‫اهلل َما ُك َّنا َنقُو ُل َوالَ‬ ‫ِ‬
‫شتُ ُم ِف ْي َنا‬ ‫َأن تَْز َه ُدوا َما ِع ْ‬ ‫َنظُ ُّن ْ‬ ‫َو َ‬
‫ِ‬
‫ِد ْي ًنا َولَ ْم َنتَ َقلَّ ْد َغ ْي َرهُ ِد ْي َنا‬ ‫اء لَ ُك ْم‬ ‫لَ ْم َن ْعتَق ْد َب ْع َد ُك ْم ِإالّ َ‬
‫الوفَ َ‬
‫الم ِحبينا‬ ‫ِإ ْذ َ‬ ‫س ُبوا َن َْأي ُك ْم َع َّنا ُي َغ ِّي ُرنا‬
‫الَ تَ ْح َ‬
‫الب ْع َد ُ‬ ‫طالَ َما َغي ََّر ُ‬
‫وم ُع ْد َنا َو َما ُي ْر َجى تَالَ ِقي َنا‬ ‫الي ُ‬
‫َو َ‬
‫شى تَفَّرقُ َنا‬ ‫ُك ْنتُ ْم َو ُك َّنا َو َما ُي ْخ َ‬
‫شتَاتًا َك ْم تَُن ِاد ْي َنا‬ ‫َو َيا ُم َن ِادي َ‬ ‫الب ْي ِن َك ْم فَتَ ْن ِت ِم ْن َك َب ٍد‬
‫ص ْر َخ َة َ‬ ‫َيا َ‬
‫بالبين تَ ْن ِع ْي َنا‬ ‫ويا ُغ َر ًابا ِب ُب ْع ِد الد ِ‬
‫َّار ُي ْخ ِب ْر َنا‬
‫ْ‬ ‫فَقَ ْدت ِإلفَ َك ْ‬
‫كم‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]238‬‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]48‬‬


‫‪34‬‬

‫مــــن منهوك‬ ‫قال صدر الدين بن الوكيل (ت‬


‫البسيـط‬ ‫‪716‬هـ ) ‪:‬‬

‫َأسي َنا‬ ‫ِ‬ ‫حك ًما ِفي َنا‬


‫ُم ِّ‬ ‫َغ َدا ُم َن ِادي َنا‬
‫اَألسى لَ ْوالَ تَ ّ‬
‫َي ْقضي َعلَ ْي َنا َ‬

‫م ْن ِف ِ‬
‫يه َو ْج ًدا َعام‬ ‫َب ْح ُر ا ْل َهوى ُي ْغ ِر ْ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫َم ْن َه َّم َْأو َق ْد َهام‬ ‫َو َن ُارهُ تُ ْح ِر ْ‬
‫ق‬
‫فَتًى علَ ِ‬
‫يه َنام‬ ‫ق‬‫َو ُربَّما ُي ْقِل ْ‬
‫َ‬

‫يضا لَ َي ِالي َنا‬


‫ودا َو َكا َن ْت ِب ُك ْم ِب ً‬
‫س ً‬‫ُ‬ ‫ام‬
‫اَألي ْ‬
‫صيَّر َ‬
‫َو َ‬ ‫ام‬
‫سْ‬ ‫اَألج َ‬
‫قَ ْد َغيَّر ْ‬

‫قُ ْم َواستَ ِم ْع ِم ِّني‬ ‫يا ص ِ‬


‫اح َب َّ‬
‫الن ْج َوى‬ ‫َ َ‬
‫ض ِني‬
‫ِإ َّن ا ْل َه َوى ُي ْ‬ ‫أن تَ ْه َوى‬
‫َّاك ْ‬
‫إي َ‬
‫اس َم ْع َو ُق ْل َع ِّني‬
‫ْ‬ ‫تَ ْق َر ِب َّ‬
‫الس ْل َوى‬

‫ِحي ًنا فَقَام ِبها ِل َّلنع ِي َن ِ‬


‫اعي َنا‬ ‫ض َنا َعلّى ِغّره‬
‫ُخ ْ‬ ‫بح ُارهُ ُمّره‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬

‫الَقَى ِب ِه ْم َه َّما‬ ‫م ْن َهام ِبا ْل ِغ ِ‬


‫يد‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َألح َو ٍر َأْل َمى‬
‫ْ‬ ‫هو ِدي‬
‫ت َم ْج ُ‬
‫َب َذ ْل ُ‬
‫َو َر ِّد َما َه َّما‬ ‫فً َه َّم ِبا ْل ُج ِ‬
‫ود‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]239‬‬

‫أض َحى التََّناِئي َب ِديالً ِم ْن تَ َد ِان َيا‬


‫ْ‬ ‫ص ِل ْأو قَ ْد َك ْ‬
‫اد‬ ‫َو ِع ْن َد َما قَ ْد َج ْ‬
‫اد ِبا ْل َو ْ‬

‫و َب ْين ُكم ِإالَّ‬


‫َ ْ‬ ‫ق َما َب ْي ِني‬ ‫ِب َح ِّ‬
‫فَتَ ْج َم ُعوا َّ‬
‫الش ْمال‬ ‫أقَْر ْرتُ ُم َع ْي ِني‬
‫من بعدكم َْأبلَى‬ ‫ش ِبا ْل َب ْي ِن‬
‫فَا ْل َع ْي ُ‬

‫اف ِم ْن تَص ِ‬
‫افي َنا‬ ‫ومو ِر ُد اللَّه ِو ص ٍ‬ ‫اَأله ِل َواِإل ْخ ْ‬
‫وان‬ ‫ِب ْ‬ ‫َج ِديد َما قَ ْد َك ْ‬
‫ان‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ‬

‫ب‬‫صّ‬ ‫َع ْن ُم ْغ َرٍم َ‬ ‫َيا ِجيرةً َبا َن ْت‬


‫ِم ْن َغ ْي ِر َما َذ ْن ِب‬ ‫لع ْه ِد ِه َخا َن ْت‬
‫َ‬
‫َع َواِئ ُد ا ْل ُع ْر ِب‬ ‫َما َه َكذا َكا َن ْت‬

‫ُأى ا ْل ُم ِح ِّبي َنا‬ ‫طالَما َغي ََّر َّ‬


‫الن ُ‬ ‫إن َ َ‬‫ْ‬ ‫ُي َغ ّي ُر ا ْل َع ْه َدا‬ ‫ال تَ ْح ِس ُبوا ا ْل ُب ْع َدا‬

‫ِب َّ‬
‫الش ْف ِع َوا ْل َوتْر‬ ‫ازالً با ْل َب ِ‬
‫ان‬ ‫َيا َن ِ‬
‫س ِر‬‫واللَّْي ِل إ َذا َي ْ‬ ‫الن ْم ِل َوا ْلفُْر ِ‬
‫قان‬ ‫َو َّ‬
‫الن ْح ِل وا ْل ِح ْج ِر‬
‫َو َّ‬ ‫الر ْح َم ِن‬
‫ورةُ َّ‬
‫س َ‬‫َو ُ‬

‫ف ا ْل َهوى َوا ْل ُو ِّد َيس ْق ِي َنا‬ ‫ان ِ‬


‫ص ْر َ‬ ‫َم ْن َك َ‬ ‫َأن ُي ْقتَل الظَّ ْم ْ‬
‫آن‬ ‫يان ْ‬ ‫َهل َح َّل ِفي ْ‬
‫األد ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]240‬‬

‫َعِّر ْج َعلى ا ْل َو ِادي‬ ‫ساِئلي ا ْلقَ ْط ِر‬


‫َيا َ‬
‫هم َن ِاد‬
‫قف ِب ْ‬
‫َو ْ‬ ‫اكني َب ْد ِر‬‫ِم ْن س ِ‬
‫َ‬
‫ص ِادي‬ ‫ِ‬
‫ل ُم ْغ َرٍم َ‬ ‫سري‬ ‫ص ًبا تَ ْ‬‫سى َ‬ ‫َع َ‬

‫ان ُي ْح ِي ِنا‬
‫َم ْن لَ ْو َعلى ا ْل ُب ْع ِد َح ًيا َك َ‬ ‫َبلِّ ْغ تَ َحا ِيي َنا‬ ‫إن ِشْئ َت تُ ْح ِي ِي َنا‬
‫ْ‬

‫َك ََّأن َها ْ‬


‫َأع َو ْام‬ ‫ام‬
‫َوافَ ْت لَ َنا َّأي ْ‬
‫َك ََّأن َها َأي ْ‬
‫َّام‬ ‫ان ِلي ْ‬
‫َأع َو ْام‬ ‫َو َك َ‬
‫صل ِلي لَو َد ْام‬ ‫ِبا ْل َو ْ‬ ‫الم‬
‫كاألح ْ‬
‫ْ‬ ‫تَ ُمُّر‬

‫ِفي َنا َّ‬


‫الش ُمو ُل َو َغ َّنا َنا ُم َغ ِّني َنا‬ ‫ش َع ْه‬ ‫ُحثَّ ْت ُم َ‬
‫ش ْع َ‬ ‫عه‬
‫وا ْل َكأس ُمتَْر ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]49‬‬


‫‪15‬‬

‫مـــــن‬ ‫قال إبراهيم الطويحن (ت‪747‬هـ )‬


‫الكامــــــــل‬ ‫‪:‬‬

‫ش ُجونا‬‫َأسى و ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِلمن ِ‬


‫يات لَنا ً‬ ‫المبق ُ‬ ‫المط ُّي المذ َكيات َحنينا‬ ‫َ‬
‫عيونا‬ ‫ِ‬ ‫الطاِئ ُ‬
‫َأوجها َو ُ‬‫البراق ِع ُ‬ ‫َبذ ُل َ‬ ‫بل ال َنوى‬ ‫شات َوقَد َجرى قَ َ‬
‫صونا‬‫مل فَوقَها َو ُغ ُ‬ ‫ثبان ر ٍ‬
‫َك َ َ‬ ‫ض َّمٌر‬‫يف ُ‬‫الحامالت َو ُه ّن ِه ٌ‬
‫ُ‬
‫س ِقينا‬ ‫ِ‬ ‫َدمعٌ ُم ِط َ‬
‫رن َب َو ِبله َو ُ‬ ‫سِ‬
‫يرها‬ ‫يات َو ِفي َمجاري َ‬
‫ِ‬
‫الصاد ُ‬
‫ص ٍّب ُنونا‬
‫كل َ‬‫ق ِل ِّ‬ ‫يوم ِ‬
‫الفرا ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ضت ِمن طاِئها‬ ‫المطايا َع َّو َ‬
‫ُه َّن َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]241‬‬

‫تن َوإ ن َحيين َحيينا‬ ‫ِإن ُم َ‬


‫تن ُم َ‬ ‫وس ُهم َعلى ِ‬
‫آثارها‬ ‫َو َهفَت ُنفُ ُ‬
‫بت مع ِ‬
‫الغادينا‬ ‫َّ‬ ‫الغادون ِإ َّن ُحشا َ‬
‫وم النوى َذ َه ْ َ‬ ‫َي َ‬ ‫شتي‬ ‫يا َأيها ُ‬
‫كان َأودعها ال َغرام ِ‬
‫َأمينا‬ ‫لَو َ‬ ‫َأمان ٌة‬ ‫الب ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ين َوهي َ‬ ‫ضاعت َغداةُ َ‬ ‫َ‬
‫الم ُجنونا‬ ‫ش َّ ِ‬ ‫ب لَيلى ِ‬
‫شفَّها ِمن ُح ِّ‬
‫يسها َ‬‫دما قَ َ‬
‫فق ً‬ ‫قَد َ‬ ‫ف َما‬ ‫ض ْع ُ‬ ‫قَد َ‬

‫شفين َأن ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫طبيب لَها فَهل ِمن ِ‬


‫قتضينا !؟‬ ‫ل ُجفُو ِنها ُي َ َ‬ ‫شاف ٍع‬ ‫َ‬ ‫َأعيا ال َ ُ‬
‫الجفون َوما َن َز ْع َن ُجفُونا‬ ‫لك ُ‬‫ِت َ‬ ‫فات َحكمت في ُم ْه َجتي‬ ‫ره ٍ‬
‫َكم ُم َ‬
‫رضن لَم ُي ِ‬
‫برينا‬ ‫َأم َ‬ ‫حاظ ر ِ‬ ‫ين ِم ْن مرضى اللِّ ِ‬ ‫َير ِم َ‬
‫تَقضي َوِإن َ‬ ‫واشقًا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُأحرق ِحينا‬
‫ُ‬ ‫َأصلى ِبها ِحي ًنا َو‬ ‫الحمى‬‫رعاء ِ‬‫ين ج ِ‬
‫يا َوقفَ ًة لي َب َ َ‬
‫ف الدُّموع ُع ُيونا‬ ‫طِ‬ ‫ُأسي ُل ِمن ُن َ‬
‫و ِ‬ ‫ندا قَ ِادحا‬
‫ق ِز ً‬
‫َأوري من اَألشوا ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫لَ َّك ِنها ال تُسِئ ُل التَّْب ِي ْي َنا‬ ‫ِ‬
‫َأطاللها‬ ‫اَألطالل َعن‬
‫َ‬ ‫ُأساِئل‬
‫َو َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]50‬‬


‫‪23‬‬
‫قال محمد بن عبد الكريم الموصلي (ت‬
‫مــــــن البسيــــــط‬ ‫‪748‬هـ ) ‪:‬‬

‫ض َح ُك ِح ْي ًنا ِم ْن تَ َد ِاني َنا‬ ‫ان َي ْ‬


‫َو َك َ‬ ‫ان َعلَ ْي َنا من تََناِئ ي َنا‬ ‫الز َم ُ‬ ‫َب َكى َّ‬
‫اشي َنا‬‫س ْحقًا ِل َغاِئ ِظ َنا بع ًدا ِلو ِ‬ ‫اس ِد َنا ُأفًّا ِل َك ِ‬
‫ايد َنا‬ ‫تَبًّا ِلح ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الم ِح ِّب ْي َنا‬ ‫ِ‬
‫اف م ْن ظُ ْلم ُ‬
‫تَرى أما َخ َ ِ‬ ‫يت ِ‬
‫الفتََنا‬ ‫ش ِت ِ‬ ‫ان َأ ْغ َناهُ َع ْن تَ ْ‬ ‫َما َك َ‬
‫احِل ْي َنا و ِفي َق ْل ِبي م ِق ِ‬
‫يمي َنا‬ ‫ور ِ‬ ‫اء َم ْن ِرل ِه ْم‬‫ش ِ‬ ‫نين َو ِفي ْ‬
‫اَألح َ‬ ‫اع َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫َيا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فِإ َّن َنا قَد اتَّ َخ ْذ َنا ُح َّب ُك ْم ِد ْي َنا‬ ‫ِإ ْن ُك ْنتُ ْم قَ ْد َرفَ ْ‬
‫ضتُّ ْم ُو َّد َنا َع َبثًا‬
‫المعاذ َوَن ْلقَا ُك ْم ُم ِح ِّبي َنا‬ ‫َحتَّى َ‬ ‫ام ُك ْم ِحالًّ َو ُم ْرتَ َحالً‬ ‫ِ‬
‫َن ْر َعى ذ َم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]242‬‬

‫س ِالي َنا‬‫ف َع ْن ُك ْم قَطّ َ‬ ‫ِف ِي ُك ْم َولَ ْم َن ْل َ‬ ‫ش َجا ًنا ُن َكا ِب ُد َها‬


‫الب ْع ُد َأ ْ‬
‫َما َغي ََّر ُ‬
‫فَِإ َّن َنا لَم َن ُك ْن ِل ْلعه ِد َن ِ‬
‫اس ْي َنا‬ ‫هودا َب ْي َن َنا ُع ِق َد ْت‬
‫س ْيتُ ْم ُع ً‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْه َما َن َ‬
‫شاب ْت َن ِ‬
‫واص ْي َنا‬ ‫ِ‬ ‫الَ َنبتَ ِغي َبدالً ِم ْن ُك ْم َوالَ ِع ً‬
‫اله َوى َ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َوالَ في َ‬ ‫وضا‬
‫َأم ِان ْي َنا‬
‫ْصى َ‬ ‫َحتَّى َ‬
‫الم َن َايا َغ َد ْت َأق َ‬ ‫وم َب ْي ِن ُك ُم‬
‫وس َي َ‬ ‫َها َن ْت َعلَ ْي َنا ُنفُ ٌ‬
‫ِبقُْر ِب ُك ْم َو ُي َن ِادي َنا ِب َن ِاد ْي َنا‬ ‫ضى ِم ْن ُك ْم ُي َب ِّ‬
‫ش ُر َنا‬ ‫الر َ‬
‫سو ُل ِّ‬ ‫فَ َه ْل َر ُ‬
‫ش ِر َن ْلقَا ُك ْم َوتَ ْك ِفينا‬ ‫الح ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َم َواقف َ‬ ‫ففي‬‫ِإ ْن َكان قَ ْد عَّز ِفي الدُّنيا اللِّقَا ِ‬
‫َ‬
‫إن ُك ْنتُ ْم َق ْد َب ِخ ْلتُ ْم ِفي تَالَ ِقي َنا‬ ‫ْ‬ ‫ِإ َّنا لي ْق ِنع َنا جمع الحي ِ‬
‫اة لَ َنا‬ ‫ُ ُ َ ْ ُ ََ‬

‫ض ْي َنا‬‫واليوم ًْأد َنى َخيا ٌل ِم ْن ُك ِير ِ‬ ‫ص ُل ُي ْق ِن ُع َنا‬ ‫ِع ْ‬


‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الو ْ‬ ‫س َ‬ ‫ش َنا َز َما ًنا َولَ ْي َ‬
‫وق َي ْب َعثَُنا ِح ْي ًنا فَ ُي ْح ِيي َنا‬
‫الش ُ‬ ‫َو َّ‬ ‫ش ُرنا‬ ‫ط ْو ًرا ثَُّم َي ْن ُ‬
‫الو ْج ُد َ‬‫ُيميتَُنا َ‬
‫ِ‬
‫ات َم ْغبو َنا‬ ‫اك الَِّذي قَ ْد َم َ‬ ‫يش َذ َ‬ ‫َي ِع ُ‬ ‫الح ُّي ِف ْي ِه َو َم ْن‬
‫الح ِّب فَ ْه َو َ‬
‫م ْن م َ ِ‬
‫ات في ُ‬ ‫َ َ‬
‫ات ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ُي ْل ِه ْي َنا‬‫ستَ ْح ِس ٍن َق ْد َك َ‬ ‫م ْن ُك ِّل ُم ْ‬
‫ِ‬ ‫اطلَ ٌة‬ ‫َم َعاه ُد اللَّ ْه ِو َواللَّ َذ َ‬
‫ِسًّرا َو ُم ْط ِر ُب َنا ْ‬
‫َأن الَ ُي َغ ِّني َنا‬ ‫يح لنا‬ ‫َأن الَ تُِر َ‬ ‫اح َق ْد َحِلفَ ْت ْ‬ ‫الر ُ‬ ‫َو َّ‬
‫ض ِإال ال ُي َح ِّيي َنا‬ ‫س ال َغ ُّ‬ ‫الن ْر ِج ُ‬
‫َو َّ‬ ‫َأن ُي َن ِاد َم َنا‬
‫من ْ‬ ‫اآلس آيسنا ْ‬ ‫َو ُ‬
‫جايا ُك ْم فَ ُي ْب ِك ْي َنا‬
‫ش َ‬ ‫ش َذا ُك ُم َو َ‬
‫َ‬ ‫زار َنا ِإالَّ وأ ْذ َك َر َنا‬
‫الو ْر ُد َما َ‬ ‫َو َ‬
‫اضي َنا‬‫ال من مو ِ‬
‫ََ‬ ‫اع لَ َي ٍ‬
‫َعلَى ْار ِت َج ِ‬ ‫شو ِقي َو َيا لَ ِه ِفي َو َيا َحَز ِني‬ ‫ول َ‬ ‫َيا طُ َ‬
‫س ِق َي َنا‬
‫ال تُ ْ‬ ‫َوَأ ْن َت َيا َغ َاي َة اآلم ِ‬ ‫ق الثَّ ْغ ِر َن ْم ُز ُج ُه‬‫ِإ ْذ َخ ْم ُر َنا ِم ْن َر ِح ْي ِ‬
‫َ‬
‫النوى ِف ْي َنا‬ ‫اء َّ‬ ‫ش َ‬ ‫الهوى ال َك َما َ‬ ‫اء َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫َّه ُر ِفي َغ ْفلَ ٍة َع َّنا َو َن ْح ُن َك َما‬
‫َوالد ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]51‬‬


‫‪78‬‬
‫قال صفي الدين الحلي (ت‪750‬هـ‬
‫مــــــن‬ ‫)‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]243‬‬

‫البسيـــــــط‬

‫هر ِبالتَفريق َيثنينا‬


‫الد ِ‬
‫ث َ‬ ‫و ِ‬
‫حاد ُ‬ ‫مان بلُقيا ُكم ُي َم ّنينا‬
‫الز ُ‬
‫كان َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أضحى الثَنائي َبديال ِمن تَدانيا‬ ‫َأم ِاني َنا‬
‫ص َدقَت في ُكم َ‬‫ندما َ‬
‫ِ‬
‫فع َ‬

‫طيب لُقيانا تَج ِ‬


‫افي َنا‬ ‫ناب َعن ِ‬
‫َ‬ ‫َو َ‬

‫بذكرا ُكم َمداِئ ُحنا‬


‫زان ِ‬
‫ِل َكي تُ َ‬ ‫مان ِبلُ ْقيا ُكم ي ِ‬
‫سام ُحنا‬ ‫الز َ َ ْ ُ‬ ‫ِخلنا َ‬
‫بنتُم و ِب ّنا فما ا ِبتَلَّت ج ِ‬
‫وان ُحنا‬ ‫س َم َحت في ُكم قراِئ ُحنا‬ ‫ِف ْع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ندما َ‬

‫شوقًا إلي ُكم وال جفَّت م ِ‬


‫آقي َنا‬ ‫َ‬
‫َ َ َ‬

‫شقَّت َمراِئ ُرنا‬‫وما ُ‬ ‫ق ُ ِ‬


‫الجيوب َ‬ ‫ش ُّ‬
‫َ‬ ‫البين طاِئر ُنا‬ ‫ِ‬
‫لم ُيرضنا أن َدعا ِب َ‬
‫ضماِئ ُرنا‬
‫حين تُناجي ُكم َ‬
‫كاد َ‬
‫تَ ُ‬ ‫سراِئ ُرنا‬
‫أواهم َ‬ ‫يا غاِئ َ‬
‫بين َو َم ُ‬

‫أسينا‬
‫اَألسى لَ ْوالَ تَ ّ‬
‫َيقضي َعلينا َ‬

‫فيكم بما َو َع َدت‬


‫أسع َدتـ إذ َوفَت ُ‬ ‫َو َ‬ ‫س ِع َدت‬ ‫ام ٍ‬
‫أنس لي ب ُكم َ‬ ‫دت ّأي َ‬
‫َح َم ُ‬
‫امنا فَ َغ َدت‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حالت لفَقد ُك ُم ّأي ُ‬ ‫الدر قَد َب ُع َدت‬
‫فاليوم إذ غبتُ ُم َو ُ‬
‫َ‬

‫سوداً َوكا َنت ب ُكم بيضاً ليالينا‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]244‬‬

‫ِبقُر ِب ُكم إذ ُبرينا ِمن تَ َكلُّ ِفنا‬ ‫يل األماني ِمن تَ َ‬


‫شُّر ِفنا‬ ‫فُزنا ِب َن ِ‬
‫لق ِمن تَألُ ِفنا‬ ‫ط ٌ‬‫العيش َ‬‫ب َ‬
‫ِ‬
‫إذ جان ُ‬ ‫صُّر ِفنا‬
‫أن الليالي في تَ َ‬
‫َحتى َك َّ‬

‫صاف ِمن تَصافينا‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اللهو‬ ‫َو َم ِ‬
‫ور ُد‬

‫و َكم عللنا بها األرواح ِ‬


‫ثان َي ًة‬ ‫العِّز ِ‬
‫صاف َي ًة‬ ‫َكم قد وردنا ِمياهُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫صون األنس ِ‬
‫دان َي ًة‬ ‫صرنا ُغ َ‬ ‫إذ عي ُنها لم تَ ُكن بالم ِّن ِ‬
‫َوإ ذ َه َ‬ ‫آن َي ًة‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫قُطوفُها فَ َج َنينا ِمنه ما شينا‬

‫زيل ِحمى‬
‫ماة ِلل َن ِ‬
‫كان ربع ح ٍ‬
‫َو َ َ ُ َ‬ ‫غناهم لنا َحَرما‬
‫كان َم ُ‬ ‫سادةً َ‬‫يا َ‬
‫هد ال َغ ِ‬
‫مام فَما‬ ‫ِل َيسق َع َ‬
‫هد ُك ُم َع ُ‬ ‫ظما‬
‫ب َ‬ ‫ِ‬
‫الجود َر ُّ‬ ‫سقَيتُم ِمياهَ‬
‫َكم قد َ‬

‫ُكنتُم ِأل ِ‬
‫رواحنا إال َرياحينا‬

‫ْأس ِ‬
‫راح ِه ُم‬ ‫الندى ِمن َك ِ‬ ‫راح َّ‬‫ف ِ‬ ‫شِ‬ ‫ِبر َ‬ ‫سكرو َنا ِمن سم ِ‬
‫اح ِه ُم‬ ‫َهل يعلَم الم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫من م ِبلغُ المل ِبسينا ِب ِان ِت ِ‬
‫زاح ِه ُم‬ ‫الت ِ‬
‫ماح ِه ُم‬ ‫عد ِ‬
‫أ ّنا ل ِبسنا الضَّنا َب َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬

‫الحزن ال َيبلي َو ُيبلينا‬ ‫ِ‬


‫ثوباً م َن ُ‬

‫شر ُكنا‬ ‫ِ‬


‫اللدات ُي ِ‬ ‫رب ِمن ُكم َوفي‬
‫بالقُ ِ‬ ‫كان ُي ِ‬
‫در ُكنا‬ ‫إذا َذ َكرنا َزماناً َ‬
‫ِ‬
‫ُيضح ُكنا‬ ‫مان اِلَّذي قد َ‬
‫كان‬ ‫الز َ‬
‫إن َ‬‫َّ‬ ‫األحزان تَ ِ‬
‫مل ُكنا‬ ‫َّم َع َو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ال َنمل ُك الد ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]245‬‬

‫سا ِبقُر ِب ُك ُم قَد َ‬


‫صار ُي ْبكينا‬ ‫ُأ ْن ً‬

‫أي ِ‬
‫الكرام َنعوا‬ ‫أي الم ِ‬
‫لوك إلى ِّ‬ ‫قوم لو َد َروا َو َوعوا‬
‫َّ ُ‬ ‫َّد ٌ‬
‫المَؤ ي َ‬
‫َنعى ُ‬
‫َغي َ ِ ِ‬
‫الهوى فَ َدعوا‬
‫ظ العدى من تَساقينا َ‬ ‫سعوا‬ ‫الو َّد َ‬
‫حين َ‬ ‫أظُ ُّن ُه إذ َ‬
‫سقانا ُ‬

‫َّه ُر آمينا‬
‫قال الد ْ‬ ‫بأن َن َغ َّ‬
‫ض فَ َ‬

‫جال ِسنا‬
‫أنس رأينا ِمن م ِ‬
‫َ‬ ‫ط ٍ َ‬‫َو ِسب َ‬ ‫جال ِسنا‬
‫لَما رأوا ما قضينا ِمن م ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫كان َمعقوداً بأنفُ ِسنا‬
‫فانح َّل ما َ‬
‫َ‬ ‫الدنيا بأنفُ ِسنا‬
‫َد َعوا ِلنفُ َجعُ في ُ‬

‫وصالً ِبأيدينا‬
‫كان َم ُ‬ ‫وا َن َّ‬
‫بت ما َ‬

‫كر ي ِ‬ ‫في ِ‬ ‫الجود يو ِثقُنا‬ ‫أين الَّ َ‬


‫نطقُنا‬ ‫بالش ِ ُ‬
‫ربع ِهم َولَ ُهم ُّ‬ ‫َ‬ ‫ذين َع ِهدنا‬ ‫َ‬
‫نكون َوما ُيخشى تَفَرقُّ ُنا‬
‫ُ‬ ‫َوقَد‬ ‫كان في ِهم بهم ِم ُنهم تَ ُّأنقُنا‬
‫َو َ‬

‫حن َوما ُيرجى تَالفينا‬


‫وم َن ُ‬
‫فالي َ‬
‫َ‬

‫خص ِهم وإ ن اشتاقَت ِ‬


‫نواظ ُرنا‬ ‫ش ِ‬‫ِمن َ‬ ‫بين وال تَخلو َخ ِ‬
‫واط ُرنا‬ ‫ِئ‬
‫َ‬ ‫يا غا َ َ‬
‫حسبوا َن َأي ُكم َع ّنا ُي َغ ِّي ُرنا‬ ‫اهلل ال ينقَ ِ‬
‫ضي في ُكم تَفَ ُّك ُرنا‬ ‫و ِ‬
‫ال َت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫الم ِح ّبينا‬
‫طال ما َغي ََّر النأي ٌ‬
‫إن َ‬

‫عد ُك ُم ِعلَالً‬
‫إلى ِاللقا َو َكسانا َب َ‬ ‫زادنا تَفريقُنا ُغلَالً‬
‫إ ّنا وإ ن َ‬
‫أرواحنا َب َدالً‬ ‫طلَ َبت‬ ‫و ِ‬
‫اهلل ما َ‬ ‫أمالً‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سؤالً َوال َ‬
‫ير ُك ُم ُ‬
‫لم َندعُ َغ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]246‬‬

‫نص َرفَت َعن ُكم أمانينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫من ُكم َوال ا َ‬

‫والقصر والقَُّب َة العليا ِبمر َِق ِ‬


‫به‬ ‫لع ِب ِه‬ ‫إذا ذ َك ُ ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رت حمى العاصي َو َم َ‬
‫فاسق ِب ِه‬
‫ساري البرق َغ ِادي القَصر ِ‬
‫َْ‬ ‫يا ِ َ َ‬ ‫سار في تَلَ ُّه ِب ِه‬
‫رق ٍ‬‫الب ُ‬
‫أقو ُل َو َ‬

‫الو َّد َيسقينا‬


‫الهوىـ َو ُ‬
‫رف َ‬‫ص َ‬
‫كان َ‬
‫َمن َ‬

‫َعلى َحماةَ َف ُج ْد فيها َم َحلَّتَنا‬ ‫إن وافَ ْي َت ِحلَّتَنا‬


‫زن َ‬
‫الم َ‬
‫ي ُ‬
‫ِ‬
‫يا غاد َ‬
‫الصبا َبلِّغ تَ ِحيَّتَنا‬
‫سيم َّ‬‫َويا َن َ‬
‫السالم بها عنّا ِ‬
‫أحبَّتَنا‬ ‫َ‬ ‫اقر َّ َ‬‫َو َ‬

‫م ْن لَو على الب ِ‬


‫عد ُمتنا كان ُي ْحيينا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫المعالي َوِل َ‬ ‫ِ‬


‫لخيرِات َهيَّأهُ‬ ‫م َن َ‬ ‫الع ِرش َب َّوأهُ‬ ‫إله َ‬
‫صر ُ‬‫لطان َع ٍ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫ربيب م ٍ‬ ‫َبراهُ َزيناً َو ِم ّما َ‬
‫شأهُ‬
‫كَأن اهللَ أن َ‬
‫لك َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫شان َبَّرأهُ‬

‫الورى ِطينا‬
‫إنشاء َ‬
‫َ‬ ‫ِمسكاً َوقَد ََّر‬

‫ِ‬ ‫ِمن ِذ ِ‬
‫كر ِه َوإ ِن َ‬ ‫داء ِل َمن َْأبقَى لنا َخلفاً‬ ‫َن ُ ِ‬
‫ازد ْد َنا ِبه َ‬
‫َأسفاً‬ ‫حن الف ُ‬
‫ش َرفاً‬
‫أكفاءهُ َ‬
‫َ‬ ‫ضَّر إن لم َن ُكن‬
‫ما َ‬ ‫دون أن ُي ْفدى بنا َأُنفاً‬
‫َوإ ن َن ُكن َ‬

‫كاف ِمن تَكافينا‬


‫َّة ٍ‬
‫وفي المود ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬

‫كر َم ًة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫إن لَم ُيفد طالبي َجدواهُ َم ُ‬ ‫غر َم ًة‬
‫يا َمن َيرى َمغ َن َم األموال َم َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]247‬‬

‫يك إجالالً َوتَ ِ‬


‫كر َم ًة‬ ‫س ّم َ‬
‫لَسنا ُن َ‬ ‫زت ألقاباً م َكَّر َم ًة‬
‫إ ّنا َوإ ن ُح َ‬

‫ذاك ُيغنينا‬
‫المعتَلي َعن َ‬
‫در َك ُ‬
‫َوقَ ُ‬

‫شفَ ٍة‬ ‫في َخطِّ ذي ٍ‬


‫قلم أو ُن ْطق ذي َ‬ ‫شِّرفَ ٍة‬ ‫ٍ‬
‫بأوصاف ُم َ‬ ‫فت‬
‫ص َ‬‫َكم قد و ِ‬
‫ُ‬
‫صفَ ٍة‬ ‫كت في ِ‬ ‫دت َوما ِ‬
‫شور َ‬ ‫إذا ِانفََر َ‬ ‫عرفَ ٍة‬ ‫اك ِمنها َّ‬
‫أي َم ِ‬ ‫فَقد َع َر ْف َن َ‬

‫صف إيضاحاً َوتَبيينا‬


‫الو ُ‬
‫سبنا َ‬
‫فح ُ‬
‫َ‬

‫أمِلها‬
‫البرايا في تَ ُّ‬
‫سُّر َ‬‫ُنجالً ُي َ‬ ‫آمِلها‬
‫لدنيا و ِ‬ ‫فت ب َ ِ‬
‫عد َك ل ُ َ‬ ‫َخلَّ َ َ‬
‫سِلها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يا َج َّنة ال ُخلد ُأبدلنا ِبسل َ‬ ‫لمِلها‬
‫فس في تَ َم ُ‬
‫نك َن ٌ‬
‫فلم تَ ُقل َع َ‬

‫ذب ُزقوماً َو ِغسلينا‬


‫الع ِ‬
‫َوال َكوثَ ِر َ‬

‫َفليس يؤ ِنسنا إال م ِ‬


‫باحثُنا‬ ‫حث ِ‬
‫باعثُنا‬ ‫َكم َخلو ٍة َهَّزنا ِللب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َك َّأننا لم َن ِبت والوص ُل ِ‬ ‫خرس ِبالتَفريق ِ‬
‫ثالثُنا‬ ‫َ َ‬ ‫نافثُنا‬ ‫وم ُأ ِ َ‬ ‫فالي َ‬
‫َ‬

‫ص ِمن أجفان واشينا‬


‫هر قد َغ َّ‬
‫َوالدَّ ُ‬

‫ِ ِ‬ ‫َولَيلَ ٍة قد َحال فيها تَ ُ‬


‫قد ُمنا‬
‫عد َي ُ‬ ‫َوالعُّز يكنفُنا َو َ‬
‫الس ُ‬ ‫ناد ُمنا‬
‫ظ ِ‬ ‫ين في ِ‬ ‫ِسّر َ‬
‫لماء َيكتُ ُمنا‬ ‫خاط ِر ال َ‬ ‫خد ُمنا‬ ‫حن في َخ َلو ٍة َوالدَّ ُ‬
‫هر َي ُ‬ ‫َو َن ُ‬

‫بح ُيفشينا‬
‫الص ِ‬ ‫كاد ِل ُ‬
‫سان ُ‬ ‫َحتى َي ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]248‬‬

‫كم َخ َبراً‬
‫بعد ُ‬
‫كان َعيناً فأمسى َ‬
‫قد َ‬ ‫قضينا ِمن ُك ُم َو َ‬
‫طراً‬ ‫ِ‬
‫هلل َكم قد َ‬
‫ورا‬ ‫ِ‬
‫س َ‬‫وم ال َنوى ُ‬
‫إ ّنا قََرأنا األسى َي َ‬ ‫س َمراً‬
‫كر ُكم َ‬
‫عجبوا إن َج َعلنا ذ َ‬
‫ال تَ َ‬

‫بر تَلقينا‬ ‫َمتلَُّوةً واتَّ َخذنا َ‬


‫الص َ‬

‫أمِل ِه‬
‫إلى ِسواهُ فأغنى َعن تَ ُّ‬ ‫ُّل ِه‬
‫بيب ع َدلنا مع تَرحِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َكم من َح ٍ َ‬
‫نهِل ِه‬
‫بم َ‬‫عدل َ‬
‫واك فلم ُي َ‬
‫أما َه َ‬
‫ّ‬ ‫بأسهِل ِه‬
‫َ‬ ‫عب ِو ٍ‬
‫رد َع َدلناهُ‬ ‫ص ِ‬‫َو َ‬

‫كان َيروينا فَ ُيظمينا‬


‫شرباً َوإ ن َ‬
‫ُ‬

‫عد ِه َ‬
‫شقَ ِيت‬ ‫ب ال َنعيم الذي ِمن ب ِ‬
‫َ‬ ‫ِغ َّ‬ ‫بعض ما لَ ِق َي َت‬
‫فس َ‬ ‫ِ‬
‫تَشكو إلى اهلل َن ٌ‬
‫ليك ِمنّي سالم ِ‬ ‫س ِق َيت‬ ‫ِ‬
‫اهلل ما َبقَيت‬ ‫َ ُ‬ ‫َع َ‬ ‫سحاباً ِبه ُك ُّل َ‬
‫الورى ُ‬ ‫فيا َ‬

‫باب ٌة ِمن ُك تُخفيها َوتُخفينا‬


‫ص َ‬ ‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]52‬‬


‫‪33‬‬

‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫و قال أيضـــــاً* ‪:‬‬

‫الرجا فينا‬
‫خاب َّ‬
‫البيض َهل َ‬ ‫ش ِه ِدي‬ ‫و ِ‬
‫استَ ْ‬ ‫الرماح العو ِالي عن م ِ‬
‫عالي َنا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫سلي َّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫يد ِ‬
‫اهلل أيدينا‬ ‫ض قَ ْب ِر عب ِ‬
‫في َْأر ِ‬ ‫فعلَ ْت‬ ‫ِئ‬
‫َُ‬ ‫اك ما َ‬
‫الع ْر َب َواألتَْر َ‬
‫َوسا لي ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]249‬‬

‫خابت َمساعينا‬ ‫وم وال َ‬ ‫َع ّما َن ُر ُ‬ ‫س َعينا فَما َرقّ ْت َعزاِئ ُمنا‬‫لَ ّما َ‬
‫ِد ّنا األعادي َكما كانوا َيدينونا‬ ‫العراق َوقَد‬ ‫راء ِ‬‫يا يوم وقع ِة َزو ِ‬
‫َ ََ َ َ‬
‫إالّ ِل َنغزو ِبها َمن َ‬
‫بات َيغزونا‬ ‫بض َّم ٍر ما َر َبطناها ُم َ‬
‫س َّو َم ًة‬ ‫ُ‬
‫ِلقَوِلنا أو َد َع ُ‬
‫وناهم أجابونا‬ ‫و ِفتَْي ٍة إن َن ُقل أص َغوا م ِ‬
‫سام َع ُهم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وما َوإ ن ُح ِّكموا كانوا َموازينا‬ ‫خصموا كانوا فَ ِ‬ ‫قَوم إذا ِاستُ ِ‬
‫َي ً‬ ‫راع َن ًة‬ ‫ٌ‬
‫الوغى ِخلتَ ُهم فيها َمجانينا‬‫نار َ‬ ‫ُ‬ ‫لبابا فإن َح ِم َيت‬ ‫قل ِج ً‬‫الع َ‬
‫تَ َدَّرعوا َ‬
‫ام آمينا‬ ‫َوإ ن َد َعوا قالَ ِت ّ‬
‫اَألي ُ‬ ‫ص ِّدقَ ًة‬
‫جاءت الدُّنيا ُم َ‬
‫ِ‬
‫َّعوا َ‬ ‫إذا اد َ‬

‫شواهينا‬ ‫َّمت ََّأنها َ‬


‫صارت َ‬ ‫تََوه َ‬ ‫قام قاِئ ُمها‬
‫رازير لَ ّما َ‬
‫الز َ‬ ‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫كان تَهوينا‬
‫َوما َد َرت أ َن ُه قَد َ‬ ‫هب َعن َجَز ٍع‬ ‫الش ِ‬ ‫ظ َّنت تَأنّي الب ِ‬
‫زاة ُّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ركناهم صادوا فرازينا‬
‫َولو تَ ُ‬ ‫خاخ بها‬‫الر ِ‬ ‫ق َِ‬ ‫ب ِ‬
‫ظف َرت أيدي ّ‬ ‫ياد ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أحقاد ُهم فينا‬
‫َ‬ ‫تح َّكموا َ‬
‫أظهروا‬ ‫َ‬ ‫الزمان َف ُمذ‬ ‫طول َ‬
‫بأسيافنا َ‬ ‫َذلُّوا‬
‫أمان ِمن تَقاضينا‬‫َك َّأن ُهم في ٍ‬ ‫هب أنفُ ِسنا‬ ‫غن ِهم مالُنا َعن َن ِ‬‫لم ي ِ‬
‫ُ‬
‫َحتّى َح َملنا فأخلَينا الدَّواوينا‬ ‫ِ‬
‫أشياخنا َو َب َغوا‬ ‫ساج َد ِمن‬
‫أخلوا الم ِ‬
‫َ‬
‫جبا َو َيهتَُز القَنا لينا‬
‫ميس ُع ً‬
‫تَ ُ‬ ‫ص ِ‬
‫وار ُمنا‬ ‫ظَت َ‬ ‫ثَُّم ِانثََنينا َوقد ََّ‬
‫الم ِ‬
‫سك ُيغنينا‬ ‫بير ِ‬
‫شر ِه َعن َع ِ‬
‫ِب َن ِ‬ ‫ق‬
‫ماء َعلي أثوابنا َعلَ ٌ‬ ‫وِللدِّ ِ‬
‫َ‬
‫األي ِام تَلقينا‬
‫أصب َحت في فَِم ّ‬ ‫قَد َ‬ ‫عوةً في األرض ساِئ َرةً‬ ‫فَيا لَها َد َ‬
‫ليس ُيؤذينا‬
‫أن َنبتَدي باألذى َمن َ‬ ‫ش َرفًا‬
‫لقوم َأبت أخالقُنا َ‬
‫إ ّنا ٌ‬
‫ضر َمرا ِب ُعنا ُح ٌمر َمواضينا‬ ‫ُخ ٌ‬ ‫سود َوقاِئ ُعنا‬
‫صناِئ ُعنا ٌ‬‫بيض َ‬
‫ٌ‬
‫أم ِانينا‬
‫الم َن َايا في َ‬
‫َولو َر َْأي َنا َ‬ ‫يظهر العجز منا دون َن ْي ِل ُمنًى‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫\‬

‫إال َج َعلنا َمواضينا فَرامينا‬ ‫ين َنصو ُل ُبها‬ ‫أعو َزتْ َنا فَر ِ‬
‫ام ٌ‬ ‫َ‬ ‫ما ْ َ‬
‫صلّينا‬
‫س َّبقًا ُك ّنا ُم َ‬
‫إن لم َن ُكن ُ‬ ‫طلَقًا‬
‫العلى َ‬ ‫سبق ُ‬ ‫إذا َجَرينا غلي َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]250‬‬

‫َّه ِر لو ِشي َنا‬


‫رف الد ْ‬
‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫َع ّنا َو َنخص ُم َ‬ ‫حتوم ِه َّمتُنا‬
‫الم َ‬‫القد َر َ‬
‫تُ ِ‬
‫دافعُ َ‬
‫َوإ ن َد َهتنا َدفعناها ِبأيدنيا‬ ‫طوب بأيدينا فَ َندفَ ُعها‬
‫َنغشى ال ُخ َ‬
‫بات َيرمينا‬ ‫َر َمت َعزاِئ َم ُه َم ْن َ‬ ‫الع ُد ِّو لَنا‬
‫ُمل ٌك إذا فُِّوقت َنب ُل َ‬
‫نه َّن الشَّياطينا‬ ‫حر ُ ِ‬‫زال ُي ِ‬ ‫هب ِ‬ ‫َعزاِئم َكالنُّجوم الشَّ ِ‬
‫قم ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ثاق َب ًة‬ ‫ٌ‬
‫كان َم ْم ُنونا‬
‫أجرهُ قَد َ‬
‫نه َوال ُ‬ ‫ِم ُ‬ ‫كان عن َغ ٍ‬
‫لط‬ ‫جودهُ قد َ‬ ‫أعطى فَال ُ‬
‫س ِكينا‬ ‫ضوع لَنا َختْالً َوتَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُي ْب ِدي ال ُخ‬ ‫س ْط َو ِت ِه‬‫سى ِب َ‬ ‫َأم َ‬
‫َكم من َع ُد ٍّو لَنا ْ‬
‫ِ‬
‫األعضاء تَ ْم ِكينا‬
‫ِ‬ ‫ف في‬ ‫حتّى ي ِ‬
‫صاد ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫لم ِس ِه‬ ‫ند َم َ‬ ‫َكالصِّ ِّل ُيظ ِه ُر لي ًنا ِع َ‬
‫ش ٍ‬ ‫شير ِب ِه‬
‫هد َو َيسقينا‬ ‫مز ُج السُّ َّم في َ‬‫َو َي ُ‬ ‫صح ُي ُ‬ ‫در في ُن ِ‬ ‫َي ْط ِوي لنا ال َغ َ‬

‫نه تَ ِ‬
‫غاضينا‬ ‫َولم َي ُك ْن َع َج ًزا َع ُ‬ ‫ض َو ُنغضي َعن قَباِئ ِح ِه‬ ‫َوقَد َن ُغ ُّ‬
‫إن األمير ي ِ‬
‫كافيه فَ َيكفينا‬ ‫َّ‬ ‫لكن تََركناهُ إذ ِبتنا َعلي ِثقَ ٍة‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]53‬‬


‫‪41‬‬
‫قال ابن نُباته المصري (ت‬
‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫‪768‬هـ) ‪:‬‬

‫الب ْي ِن تَ ِ‬
‫لو ْي َنا‬ ‫َحتَّى تَلَ َّو َن َي ْو ُم َ‬ ‫الم ِح ِّبي َنا‬
‫َأع َدى ِب َغ ْي ِر ُكم َد ْمعُ ُ‬
‫ْ‬
‫ش ِج ْي َنا‬ ‫ب ْين الج ِ‬
‫وان ِح الَ َي ْنف ُك َي ْ‬ ‫ش َج ٍن‬‫رين ِبالَ َذ ْن ٍب ِسوى َ‬ ‫اج َ‬ ‫َيا َه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِفي ُك ْم َو َما قَ ْد َج َرى ِم ْن َغ ْد ِر ُكم ِف ْي َنا‬ ‫ض َْأد ُم ِع َنا‬‫َألوا َما َج َرى ِم ْن فَ ْي ِ‬ ‫س ُ‬ ‫الَ تَ ْ‬
‫سِ‬
‫ار ْي َنا‬ ‫ال َ‬
‫َآم َ‬ ‫غرت ُ َْد ِ‬
‫ور ُكم َ‬ ‫ّ‬ ‫اع ْيتُ ُموه لَقَ ْد‬
‫اء فَ َما َر َ‬
‫الر َج ُ‬
‫َأما َّ‬
‫َّ‬
‫ِإ ْذ ِخصم َنا في س ِب ِيل الح ْكِم قَ ِ‬
‫اض ْي َنا‬ ‫ص ِت َنا‬‫اف ِق ًّ‬‫الس ِبي ُل إلى ْإنص ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]251‬‬

‫ان َما َب ْين َج ِاني ُك ْم َو َج ِان ْي َنا‬ ‫شتَّ َ‬


‫َ‬ ‫َألسى ثَ َم ًرا‬ ‫ِ ِ‬
‫ُي ْجني َعلَ ْي َنا َو َن ْجني ل َ‬
‫ِ‬
‫الد ْنيا َك َما ِش ْي َنا‬ ‫ِإ ْن لَ ْم تَ ُكو ُنوا ِم َن ُّ‬ ‫ُكو ُنوا َك َما ِشْئ تُ ُموا َن ًْأيا َو ُم ْقتَ ِر ًبا‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإ َّنا َوِإ ْن َغ َد َر ْت ِف ْي َنا ُع ُه ُ‬
‫اعو َنا‬ ‫م َن الَّذ ْي َن ُه ُم ل ْل َع ْهد َر ُ‬ ‫ود ُكم‬
‫ون َْأو َن ْح ُن المجلُّو َنا‬ ‫صلُّ َ‬‫الم َ‬‫َن ْح ُن ُ‬ ‫ان ِح ْل َي ِت ِه‬ ‫شق ْأو َم ْي َد ِ‬ ‫ِفي ِق ْبلَ ِة الع ْ‬
‫ويستَ ِقي الدَّمع ِإالَّ ِم ْن م ِ‬
‫آق ْي َنا‬ ‫الو ْج ُد ِإالَّ ِم ْن َج َو ِان ِح َنا‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫س َ‬ ‫الَ ُي ْق َب ُ‬
‫ض َن ِ‬
‫واص ْي َنا‬ ‫ود م َذ ِ‬
‫اه ُب َنا ِب ْي ٌ‬ ‫امع َنا ص ْفر م ِ‬ ‫ِ‬
‫س ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ناظ ُر َنا‬ ‫ُح ْمٌر َم َد ُ ُ ٌ َ‬
‫ظ َّن ُه ْم ِإ َياهَ َي ْع ُنو َنا‬
‫ق َ‬
‫اش ٌ‬ ‫م ْن ع ِ‬ ‫اح ٌد َف َدعوا‬ ‫ف ِم َّنا و ِ‬ ‫ان ِفي اَألْل ِ‬ ‫لَ ْو َك َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وس العه ِد م ِ‬ ‫شتَ َغ ْل َنا ِب ِت ْك َر ِار الغرام ِب ُك ْم‬
‫اض ْي َنا‬ ‫ف ُد ُر ِ َ ْ َ‬ ‫س َخ ْو ُ‬ ‫لَ ْم ُي ْن َ‬ ‫ُم ْن ُذ ا ْ‬
‫ضون ج ِميالً ِم ْن تَ ِ‬
‫وال ْي َنا‬ ‫ستَرفُ ُ‬ ‫لَ ِك َّن ُكم وجالَ ِل ِ‬
‫َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫اهلل ي ْكلَُؤ ُك ْم‬ ‫َ َ‬
‫ع َّنا وما قَصر ْت ع ْن ُكم مس ِ‬
‫اع ْي َنا‬ ‫َ َ َ َُ َ ْ َ َ‬ ‫ون ِأل ق َْو ٍام ِع َنا ِي ِت ُك ْم‬
‫صرفُ ِ‬ ‫َوتَ ْ‬
‫َوالَ تَ ُقل َع ِال ًيا َع ْز ِمي َوال ُدو َنا‬ ‫ش ِم ْن َها ِبما َو َه َب ْت‬ ‫الحظُوظُ فَ ِع ْ‬ ‫ه َي ُ‬
‫ِ‬
‫ين َو ِّ‬
‫الش ْي َنا‬ ‫الس َ‬
‫س َعلَى َما تَراهُ ِّ‬ ‫َو ِق ْ‬ ‫ون َه َذا َم َع تَماثُِل ِه‬ ‫ُي ْع َنى ِب َذا ُد َ‬

‫سِلي َنا‬ ‫الن َفِإ َّن الد ْ‬


‫َّه َر ُي ْ‬ ‫كف الفُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫اء َأ ْن ُع ِم ِه‬
‫فإن يس ُل عن ِإس َد ِ‬
‫ْ‬ ‫همنا َ ْ‬
‫ْ‬
‫يسر ُد ْن َيا َو َي ْرضى بالتّقَي ِدي َنا‬ ‫ّ‬ ‫الدين ِم ْن َر ُج ٍل‬ ‫در ِ‬
‫فالن ّ‬ ‫هلل ّ‬
‫س َعى لَ ُه َو َي َراهُ َب ْع ُد َم ْغ ُبو َنا‬‫َ‬ ‫اء ِل َم ْن‬ ‫الرج ِ‬
‫ان َّ َ‬ ‫فتي يضاعف َأثْ َم َ‬
‫ِ‬
‫األسماء تنونيا‬ ‫ِ‬
‫اإلضافة في‬ ‫حذف‬
‫َ‬ ‫تحذف جمع المال راحتُه‬ ‫ُ‬ ‫جذالن‬
‫القول في َع ْلياهُ موزونا‬
‫َ‬ ‫وننظم‬ ‫نستمنح المال م ْكيوالً بأ ْنع ِ‬
‫مه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لون ع ّنينا‬‫اَأله َ‬‫زو َج ِها ْ‬ ‫كال ِب ْكر َّ‬ ‫اق ِ‬
‫به‬ ‫ويصبح المدح إال في م َن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫وي ْروي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بجاه أو َنوال ٍ‬
‫ِنعم المال ُذ ٍ‬
‫الدهر َي ْحمي َنا َ‬ ‫حادث ّ‬ ‫في‬ ‫يد‬ ‫َْ‬
‫يبق مسكينا‬ ‫ألن نائلها لم َ‬ ‫كادت عطاياهُ أن تبقَى معطّل ًة‬ ‫ْ‬
‫الم ْفتَ ّن َم ْفتُو َنا‬ ‫ي ّ ِئ‬ ‫محرر ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رد سا لَ ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫وكاد من لُ ْطف ألفاظ ّ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]252‬‬

‫اج تَ ْع ِريفًا وتَبيينا‬


‫س َي ْحتَ ُ‬ ‫ف ِب ِح َمى‬
‫ادات ِق ّ‬
‫رف في الس ِ‬
‫يا جائل الطَّ ِ‬
‫َم ْن لَ ْي َ‬ ‫ّ‬
‫الم ْعتَِلي َع ْن َذاك ُيغنينا‬ ‫إجالالً وت ْك ُر َم ٍة‬ ‫نسميه ْ‬
‫ِّ‬ ‫لس َنا‬
‫َوقَ ْد ُره ُ‬ ‫ْ‬
‫بالنجح َم ْق ُرونا‬
‫ِ‬ ‫لَ ِك ّن ُه لَ ْم َي َز ْل‬ ‫ط ْل َع ِته‬
‫احباً من نور َ‬ ‫ِشم ُه تَ ِج ْد ح ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْأمونا‬ ‫يهم َر ِش َ‬ ‫ِ‬ ‫اص ِد َي َن فَ َما‬
‫بنوال القَ ِ‬
‫ِ‬ ‫وآمرا‬
‫الرْأي َم ُ‬ ‫يد َّ‬ ‫َي َزا ُل ف ْ‬ ‫ً‬
‫ش ُحونا‬ ‫ريك َأ ْقالَمه في ب ْحر راح ِتهِ‬ ‫تُ َ‬
‫اآلمال َم َ‬
‫َ‬ ‫ُف ْل ًكا بما ينفع‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ق تَ ْل ِحينا‬ ‫اظ ُم ْط ِرب ٌة‬ ‫وهي باَأللفَ ِ‬ ‫َّ‬
‫الو ْر َ‬
‫جيد عليها ُ‬ ‫ب تُ ُ‬
‫قض ٌ‬
‫ْ‬ ‫كأنها ْ َ‬
‫الع ْزِم مسنونا‬ ‫وحد َ‬
‫لَ َدي ُعالَهُ ّ‬ ‫ضا‬‫ود ُم ْفتَ ِر ً‬
‫الج َ‬‫كف َْأبلَجٍ ُي ْلقى ُ‬ ‫في ِّ‬
‫سا وتَ ْخ ِمينا‬ ‫ص ّح ِة َّ ِ‬‫ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلراء َن ْع ِرفُها‬ ‫نجوم من‬ ‫له‬
‫الس ْعد ال َح َد ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ي َك ُ ِ‬ ‫منور ٍة‬ ‫ٍ‬
‫ساتينا‬
‫الب َ‬
‫اد سام ُعها َي ْجني َ‬ ‫َ‬ ‫ذات ألفاظ ّ‬ ‫وفكرةٌ ُ‬
‫وابن َز ْي ُدونا‬
‫ق َ‬ ‫باد َبا ٍ‬
‫ابن ّع َ‬ ‫إن َ‬ ‫َم ْن ُم ْبِلغُ العُ ْر َب َع ْن ِش ْعري َو َد ْولَ ِته‬

‫الم ِج ُ‬
‫يدو َنا‬ ‫ِ‬ ‫َأغلى وَأ ْنفَ ِ‬ ‫ف ِم ْن‬ ‫اط ِ‬‫حبرتها فيها زهراء المع ِ‬
‫س ما ُي ْهدي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ‬
‫ط ْل َعتُه‬
‫يها َو َ‬ ‫إذا َ ِ‬
‫البحر والنونا‬‫َ‬ ‫َأت ُم َقلتَاك‬
‫فَقَ ْد َر ْ‬ ‫رأيت قَ َواف َ‬
‫ْن َّ‬
‫الش َياطينا‬ ‫الر ْجِم ِ‬
‫يحرق َ‬ ‫س ْمع ِح ّدسها‬ ‫ظها في َ‬ ‫كأن ألفا َ‬
‫كواكب ّ‬
‫ُ‬

‫وأنجح قاصينا َو َدان ِي َنا‬


‫َ‬ ‫ِب ِه‬ ‫اص ِر َنا‬ ‫ِ‬ ‫يا ماجدا َ ِ‬
‫فاز بادي َنا وح َ‬ ‫َ‬
‫اء تَ ْم ِكينا‬
‫فََزادك اهلل ِفي الع ْلي ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫شيء بعد َغ َايته‬
‫ٌ‬ ‫ان يزداد‬
‫إن َك َ‬
‫ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]54‬‬ ‫قال الشيخ شمس الدين بن الصائغ (ت‬
‫‪11‬‬ ‫‪776‬هـ)‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]253‬‬

‫مـــــن‬
‫البسيـــــــط‬

‫الو ْج ُد ُي ْب ِري َنا‬


‫َْأم َه َك َذاَ الَ َيَزا ُل َ‬ ‫َّام تَبري َنا‬ ‫َه ْل َعاِئ ٌد َع ْي ُ‬
‫ش َنا َأي َ‬
‫ِم ْن َعلَى َد ِار َها ِم ْن قَ ْب ِل َد ِار ْي َنا‬ ‫الن ِس ْيِم لَه‬
‫س ْع َدى َك َّ‬ ‫ش تَقَضَّى ِب ُ‬ ‫َع ْي ٌ‬
‫الرقْمتَِي ِن َخالَ ع ْن رقِْم و ِ‬ ‫ور ِب ِه‬ ‫َو َن ْح ُن ِفي َم ْجِل ٍ‬
‫اش ْي َنا‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِب َّ َ‬ ‫الس ُر ُ‬‫اب ُّ‬ ‫ط َ‬ ‫س َ‬
‫تُمِلي وتُمِلي علَ ْي َنا و ِهي تَ ِ‬
‫سق ْي َنا‬ ‫وس َه ًوى‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫س ْع َدى تُ َعاط ْي َنا ُكُئ َ‬ ‫َّام ُ‬
‫َأي ُ‬
‫ول اللَّيالي َف ُن ْح ِي ْي َها وتَ ْح ْ‬
‫يي َنا‬ ‫طُ َ‬ ‫س َمٌر‬ ‫طع الع ِ‬
‫مر ف ْي َما َب ْي َن َنا َ‬ ‫َو َن ْق َ ُ ُ َ‬
‫ول َوِإ ْن َماتَ ْت تُ َحلِّ ْي َنا‬ ‫السمع ِم ْن َأْلفَ ِ‬ ‫ش َّن ُ‬
‫العقُ َ‬‫س ِبي ُ‬ ‫تُ ْ‬ ‫اظ َها ُد َرٌر‬ ‫ف َّ ْ ُ‬ ‫ُي َ‬
‫ص ِب ُحوا ِمثْلَ َنا ِف ْي َها ُم ِح ِّب ْي َنا‬ ‫َأن ُي ْ‬
‫ْ‬ ‫وب الالَِّئ ِم ْي َن إلى‬ ‫ستَمي ُل ُقلُ َ‬
‫و َن ِ‬
‫َ ْ‬
‫سى لَ َي ِال ْي َنا‬ ‫ِ‬
‫َوِإ ْن ُنس َي ْت فَ َما َأ ْن َ‬ ‫ان َأ ْط َي ُب َها‬ ‫س ْقيا َألي ِ‬
‫َّام َنا َما َك َ‬ ‫ُ ً‬
‫اج ْأي ِد ْي َنا‬ ‫اك ِب َو ْ‬
‫اَألب َر ِ‬ ‫ِم ْث َل ال َكو ِ‬
‫َ‬ ‫ان َداِئ َرةٌ‬‫الن ْد َم ِ‬ ‫الكئوس َعلَى ُّ‬‫ِ‬ ‫ث‬
‫َح ْي ُ‬
‫الشي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اله ُم ِ‬
‫اط ْي َنا‬ ‫ْن َّ َ‬ ‫ب ُي ْح ِرق َ‬ ‫ال ال َكواك ُ‬ ‫َز َ‬ ‫وم فَ َما‬ ‫ان ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫تَ ْب ُدو فَتُ ْح ِر ُ‬
‫ق َ‬
‫الري ِ‬ ‫ِئ ٍ ِ‬ ‫وها ِب ْاب ِن َغ ِاد َي ٍة‬
‫اح ِإ َذا َم َز ُج َ‬
‫اح ْي َنا‬ ‫اح ْت ِب َرا َحة تُْنسي َّ َ‬ ‫َر َ‬ ‫َر ٌ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪5 :‬‬ ‫[‪]55‬‬

‫مـــــن‬ ‫قال صدر الدين اآلدمي (ت‪816‬هـ)‬


‫البسيـــــــط‬ ‫‪:‬‬

‫ضالً َوتَ ْم ِكي َنا‬


‫الخِلي ُل ِب َها َف ْ‬
‫اق َ‬ ‫فَ َ‬ ‫َأي َي ٍد‬
‫الن ْظِم ِ‬
‫وض َّ‬ ‫َيا َم ْن لَه ِفي ُع ُر ِ‬
‫ستَ ُع ْمل ِح ْي َنا‬ ‫ص ْد ِر َها ُم ْ‬
‫ِ‬
‫َواثنلم في َ‬ ‫اس ُم َدواِئره في ًن ْظ َمها اْئ تلفَ ْت‬
‫َما ْ‬
‫طعُ َم ْط ِو ًيا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومخ ُبو ًنا‬ ‫َه َذا ون ْق َ‬ ‫سلَ َم ْت‬‫ش ِو قَ ْد َ‬ ‫َأج َزاُؤ هُ م ْن ِز َحاف َ‬
‫الح ْ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]254‬‬

‫ِ‬ ‫كس ِة لَ ْفظٌ ُي َر ِادفُه‬ ‫صح ِي ُ‬


‫قوِم ُمق ُ‬
‫يمو َنا‬ ‫رحلَ ًة ْ‬
‫فر َد َيا ْ‬
‫َيا ْ‬ ‫ف َم ْع ُو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫س ْع ُدك ِباإلقبال َم ْق ُرنا‬
‫الَ َزال َ‬ ‫من َحلِّ ِه َفَر ًجا‬ ‫الع ْب ُد ُم ْنتَ ِظٌر ْ‬
‫َو َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]56‬‬

‫مـــــن‬ ‫قال بدر الدين الدماميني (ت‬


‫البسيـــــــط‬ ‫‪816‬هـ) ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫غبو َنا‬ ‫س َّك َرة قَ ْد َر َ‬
‫اح َم ُ‬ ‫م ْن ُه ْاب ُن ُ‬ ‫سالَ من ش ِه ِّي الن ْظيم لي َك ً‬
‫لما‬ ‫َيا َم ْن َ‬
‫الن ْظم لَ ْم َي ْب َر ْح ُيحلِّ ْي َنا‬
‫هر َّ‬ ‫َو َج ْو ُ‬ ‫ص ْد ًرا ِم ْن َحالَ َو ِت ِه‬‫هلل َدُّر َك َ‬
‫ِ‬
‫اب َم ْفتو َنا‬ ‫ت ِب ِ‬
‫اإلع ْج ِ‬ ‫َما فَاتَِني ُر ْح ُ‬ ‫َأه ْمتَ ُه فَ َك َذا‬
‫ت لُ ْغ َز َك إ ْذ َ‬
‫ُحلّ ْي ُ‬
‫يد الع ْق َل تَ ْم ِكي َنا‬ ‫يز ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ِل ْل ِّ‬
‫كف قَ ْب ً‬ ‫رَأي َنا ِفي َدواِئر ِه‬ ‫كم قَ ْد ْ‬ ‫َه َذا َو ْ‬
‫اك تَ ْح ِسي َنا‬ ‫ف َع ْن ُه ِل َم ْن َوافَ َ‬ ‫شِ‬ ‫ِبال َك ْ‬ ‫اتن‬
‫س ًنا فَ ٌ‬ ‫ستَ ْح َ‬ ‫س ِإ ْ‬
‫ض َم ُارهُ ُم ْ‬ ‫َو ْلي َ‬
‫أمو َنا‬
‫الرأي َم ُ‬ ‫َأم ْي ًنا َر ِش َ‬
‫يد َّ‬ ‫ِف ْي َنا ِ‬ ‫الص ِ‬
‫واب َو ُد ْم‬ ‫صو َب َّ‬ ‫ِ‬
‫َو ُك ْن لَ َنا َهاد ًيا ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪9 :‬‬ ‫[‪]57‬‬


‫قال تقي الدين بن حجة الحموي (ت‬
‫مـــــن الخفيــــف‬ ‫‪837‬هـ) ‪:‬‬

‫َما َع ْلي ِه ْم لَ ْو ََّأن ُه ْم َكلَّ ُمو َنا‬ ‫م ْن ِبأسي ِ‬


‫اف َه ْجر ِه ْم َكلَّ ُمو َنا‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ـه لَهم باله َن ِ‬
‫اء فَتْ ًحا ُم ِب ْي َنا‬ ‫صلَ ُهم فتْ ُح اللَّـ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫اب َو ْ‬‫َأغلَقُوا َب َ‬ ‫ْ‬
‫لَ ْيتَ ُه ْم َب ْع َد ِرقِّ َنا َكاتَُبو َنا‬ ‫ملَ ُكوا ِرقَّ َنا فَ ِ‬
‫ص ْر َنا َع ِب ْي ًدا‬ ‫َ‬
‫الهجر ُم ْذ ُرقَّقُو َنا‬ ‫قد تَ َجافُوا ِب ْ‬ ‫ْ‬ ‫لك ْن‬ ‫و َغ َدو َنا لَهم َأرقًا و ِ‬
‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]255‬‬

‫اع ِن ْي َنا‬
‫ظ ِ‬‫صِل َنا َ‬ ‫ِح ْي َن ْ‬
‫أض ُحوا َع ْن َو ْ‬
‫فَطَّروا ِب ِ ِ‬
‫الب َعاد م َّنا ُقلُ ً‬
‫وبا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لَ ْم َنحل َع ْنهم ولَ ْو قَطَّ ُعونا‬ ‫واهم‬
‫ش َه ُ‬ ‫َوصلُوا ِه ْج َر ًنا َو َع ْي ِ‬
‫َفاست َغثْ َنا ِبَأسر ِع الح ِ‬
‫اس ِب ْي َنا‬ ‫س ْر َع ِة َه ْج ٍر‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫سبوا ُب ْع َد َنا ِب ُ‬‫َح ُ‬
‫حاس ُبو َنا‬
‫الهوان لَ ْو َ‬ ‫ْبي َعنا ِب َ‬ ‫ستَ ِحقُّوا‬ ‫الهوى ِب ْ‬
‫َأن َي ْ‬
‫ِ‬
‫َولَ ُه ْم في َ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬
‫شَّرفُو َنا‬
‫ال لَ ْو َ‬ ‫لَ ْيتَ ُه ْم ِب ُ‬
‫الو َ‬ ‫س ٍن‬‫سادات ُح ْ‬ ‫الج َما ُل َ‬ ‫ف َ‬ ‫شَّر َ‬
‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]58‬‬


‫‪14‬‬
‫قال الشهاب الحجازي (ت‪875‬هـ)‬
‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫‪:‬‬

‫شِ‬
‫افي ْنا‬ ‫ضنا َها َأ ْن َت َ‬ ‫َها َأ ْن َت ُم ْم ِر ُ‬ ‫شْأ ِف ِي َنا‬ ‫اح ُك ْم ِب َم ْه َما ِإ ْن تَ َ‬
‫َملَ ْك َت فَ ْ‬
‫َأم ِان ْي َنا‬
‫ْصى َ‬
‫ِ‬
‫َوقُْربْنا م ْن َك َيا َأق َ‬ ‫ضى‬ ‫ش ْيًئا ِم ْن َك َغ ْير ِر ً‬ ‫س َنا ُنَؤ ِّم ُل َ‬ ‫لَ ْ‬
‫الم ِح ِّي َنا‬
‫اد ُ‬‫فما ِم َن ال ِبِّر ِإ ْب َع ُ‬
‫َ‬ ‫ال تُْب ِع ُد َنا‬
‫اك َيا َغ َاي َة اآلم ِ‬
‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫َحا َ‬
‫اش فَ ُيْؤ ِذي َنا‬ ‫الف َدا ِ‬ ‫رو ِحي ِ‬
‫ب َوالَ َو ٍ‬ ‫َوالَ رقَ ِي ٌ‬ ‫لح َب ْي ٍب قَ ْد َد َنا َو َوفَا‬ ‫َْ‬
‫شتَ ِكي َما دام ُي ْروي َنا‬ ‫َوال الظَّ َمَأ تَ ْ‬ ‫ظ ْلٍم لَ ُه ََأب ًدا‬ ‫اح َم َع َ‬ ‫الر َ‬ ‫شتَ ِهي َّ‬ ‫الَ تَ ْ‬
‫َو ِبال ُخ ُد ِ‬
‫ود ُي َح ِّي َنا فَ ُي ْحيي َنا‬ ‫ش َماِئ ِل ِه‬ ‫ول ِم ْن َ‬‫شم ٍ‬
‫س َعى لَ َنا ِب َ ُ‬ ‫َي ْ‬
‫ان تُ ْغ ِن ْي َنا‬
‫ش ْدو ُو ْرقَا َع ِن اَألْل َح ِ‬ ‫ِم ْن َ‬ ‫طَر ًبا‬‫صا ُنها َ‬ ‫ص ْت َأ ْغ َ‬ ‫وضة َرقَ َ‬
‫ِفي ر َ ٍ‬
‫َ‬
‫ظوم ُي ْل ِه ْي َنا‬
‫الم ْن ُ‬‫ور َها َ‬ ‫س ُن َم ْنثُ ِ‬ ‫َو ُح ْ‬ ‫اس ِد َنا‬‫ظا َق ْلب ح ِ‬
‫ق َغ ْي ً َ َ‬ ‫ش َّ‬‫ش ِق ْيقُ َها َ‬‫َ‬
‫َّهر ِ‬
‫آم ْي َنا‬ ‫ِب ْ‬ ‫سَّر ِب َع ْي ٍٍ‬
‫وم فَقَا ُل الد ْ ُ‬
‫َأن َي ُد َ‬ ‫صفا فَ َد َعا‬ ‫ش قَ ْد َ‬ ‫ب ُ‬ ‫َوال َق ْل ُ‬
‫اش ْي َنا َوالَ ِح ْي َنا‬‫َّه ِر و ِ‬
‫وما م َن الد ْ َ‬
‫ي ِ‬
‫َ ً‬ ‫شتَفَى ََأب ًدا‬
‫الش ْم ُل ُم ْجتَ َمعٌ الَ ُي ْ‬ ‫َو َّ‬
‫ض َي ْب ِكي َنا‬ ‫الم ْح ِ‬ ‫ور َ‬ ‫الس ُر ِ‬
‫ط ُّ‬ ‫لَ ِك َّن فَ ْر َ‬ ‫َّمعُ ِم ْن َحَز ِن‬ ‫س الد ْ‬ ‫َفِإ ْن َب َك ْي َنا َفلَ ْي َ‬
‫ادي َنا‬
‫وان َن ْ‬
‫الس ْل ُ‬
‫ف ُّ‬‫َو َن ْح ُن الَ َي ْع ِر َ‬ ‫ب ِه ْج َرا ًنا َوالَ َملَالً‬
‫الح ُّ‬
‫رف ُ‬ ‫الَ َي ْع ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]256‬‬

‫ض ْي َنا‬‫ضبهم قَهرا وير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ُكو َّ‬


‫ْ ً َ ُْ‬ ‫يزا ُل ُي ْغ ُ‬
‫َ‬ ‫ان فَ َما‬
‫الز َم َ‬ ‫س َدنا تَ ْ‬
‫أيت َح َّ‬
‫َر ُ‬
‫أض َحى التََّناِئي َب ِديالً ِم ْن تَ َد ِاني َنا‬
‫ْ‬ ‫قد‬ ‫صِ‬
‫ال َو ْ‬ ‫الو َ‬
‫ِ ِ‬
‫ص ِب ُح في ظ ِّل ُ‬
‫ِ‬
‫ُن ْمسي و ُن ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]59‬‬


‫‪13‬‬
‫قال شهاب الدين الخلوف (ت‬
‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫‪899‬هـ) ‪:‬‬

‫اوي الحب ِ‬
‫قاضي َنا‬ ‫ص ُم َنا في َد َع ِ‬ ‫قد وافَى تَ ِ‬
‫َو َخ ْ‬ ‫قاصي َنا ؟‬ ‫ف الَ َمفَُّر َو ْ َ‬
‫َك ْي َ‬
‫قاضي ُكم و ِ‬ ‫ان ما ب ْي َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قاضي َنا‬ ‫َْ‬ ‫شتَّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أسفًا‬
‫بالج َوى َ‬
‫َيقضى َع ْلي َنا ف َنقضي َ‬
‫ط ْو ًعا ِب ْأي ِدي َنا‬
‫اك تَ ْهلُ َك ٍة َ‬
‫شر ِ‬
‫أ َْ‬ ‫النفُوس إلَي‬‫ضي ُّ‬ ‫اهلل َكم ُن ْف ِ‬
‫ْ‬
‫إ َّنا إلى ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]257‬‬

‫طوفان ِ‬
‫مآقي َنا‬ ‫ٍ‬ ‫يض ِب‬‫َك َما تَ ِف ُ‬ ‫ان َج َو ِان ُح َنا‬ ‫و َكم تشب ِ‬
‫بن َير ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِّد َنا ِبا ْلب ْين ِ‬
‫واشي َنا‬ ‫َك َما ُي َهد ُ‬ ‫الحب ح ِ‬
‫اس ُد َنا‬ ‫َو َك ْم ُي َع ِّنفَُنا في‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫ُّ‬
‫المزكو َنا‬ ‫ون ْأم َن ْح ُن‬‫صلُّ َ‬‫الم َ‬
‫َن ْح ُن ُ‬ ‫ش ْوق معلمة‬ ‫الح َب ْأو ِفي َ‬ ‫ٍ‬
‫في َك ْع َبة ُ‬
‫ِ‬
‫الم َجا َني َنا‬
‫ُّون ْأم َن ْح ُن َ‬ ‫الم ِحب َ‬‫َن ْح ُن ُ‬ ‫َو ِفي لُ َي ّيالهُ ْأو ِفي َر ْب ِع َم ْع َه ِد ِه‬
‫الوجد إالَ من َم َع ِاني َنا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫َو َيثْ ُب ُ‬ ‫الصبر إالَ ِم ْن تَثَب ُِّت َنا‬
‫ُ‬ ‫الَ ُي ْعلَ ُم‬
‫افي َنا‬‫وي ْظِلم اللَّْي ُل إالَ ِم ْن تَج ِ‬ ‫واصِل َنا‬ ‫والَ ي ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫الصبح إالَ من تَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضي‬ ‫َ ُ‬
‫سلِّي َنا‬‫يأس إالَ من تَ َ‬ ‫طعُ ا ْل ُ‬ ‫َو ُي ْق َ‬ ‫ص َب َاب ِت َنا‬ ‫ِ‬
‫س ُي ْط َمعُ إالَ في َ‬ ‫َولَ ْي َ‬
‫اضي َنا‬ ‫بيض مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْفر جو ِارح َنا حمر م َد ِ‬
‫ود َج َوان ُح َنا ٌ َ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ام ُع َنا‬ ‫ُ ٌ َ َ ُ ُ ٌْ َ‬
‫آي الوجد تُْل ِقينا‬ ‫ي ْلقَى إلي َّ ِ‬
‫الص ْلد َ‬ ‫َ‬ ‫الص َب َاب ِة أن‬ ‫آي َّ‬ ‫ار ُبنا َ‬‫اد قَ ِ‬ ‫َي َك ُ‬
‫َأسي َنا‬
‫األسى لَوالَ تَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫وى َو َ‬
‫الج َ‬
‫آي َ‬
‫ُ‬ ‫س َنا‬
‫جد أن َي ْغتال أنفُ َ‬ ‫الو ُ‬‫َو َي ْقتَضي َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]60‬‬ ‫قال عبد العزيز الفيشتالي (ت‬
‫‪20‬‬ ‫‪1031‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]258‬‬

‫مـــــن الوافــــــر‬

‫الجفونا‬ ‫ِئ‬
‫ظري َب َه َر ُ‬‫ق َمن َ‬ ‫َوَرو َن ُ‬ ‫العيونا‬
‫س َح َر ُ‬
‫َجما ُل َبدا عي َ‬
‫يون ِ‬
‫الناظرينا‬ ‫سنى ُيعشي ُع َ‬ ‫طارت‬
‫َ‬ ‫س َنت ُنقوشي َواستَ َ‬ ‫َوقَد َح ُ‬
‫هر حينا‬ ‫ِ‬ ‫طلع ِ‬
‫الد َ‬
‫غور َ‬‫ثَواق َب ال تَ ُ‬ ‫جوما‬
‫كي اَألعلى ُن ً‬ ‫سم َ‬ ‫َوَأ َ َ َ‬
‫ُّجو َنا‬ ‫ِ‬ ‫َو َج ِّوي ِمن ُد ِ‬
‫خان َّ‬
‫َعلى َأرضي ال َغياه َب والد ُ‬ ‫الن ِّد َألقى‬
‫ِ‬ ‫ِل َ‬ ‫ِ‬
‫سكونا‬ ‫ذاك الد ِ‬
‫َّهر ما َألفت ُ‬ ‫وت َدوِاَئر اَألفالك َ‬
‫س ْب ًعا‬ ‫َعلَ ُ‬
‫َأساور و َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َفص ُ ِ‬
‫البرينا‬
‫الخالخ َل َو ُ‬ ‫َِ َ‬ ‫الحنايا‬ ‫غت م َن اَألهلَّة َو َ‬ ‫ُ‬
‫واليمينا‬ ‫َأمامي و َّ ِئ‬ ‫ياض ماِئ ٌ‬‫تَ َك َّنفَ ِني ِح ٌ‬
‫الش َما َل َ‬ ‫َ‬ ‫جات‬
‫السفينا‬
‫لك فيها َو َّ‬
‫َو ُيجري ال ُف َ‬ ‫ساحا‬ ‫يقَ ِِّي ُد حس ُنها الطَّ َ ِ‬
‫رف ا ْنف َ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫في َجرى َدفينا‬
‫حر َّ‬
‫الب ُ‬
‫تَالقى َ‬ ‫هرها َنحوي َفلَ َّما‬
‫تَدافَ َع َن ُ‬

‫المصونا‬ ‫حسبها ِبها الدَُّّر َ‬


‫فَتَ ُ‬ ‫ماء ِب ِه َّن َغرقى‬
‫الس َ‬
‫هب َّ‬
‫ش َ‬‫تَرى ُ‬
‫قد الثَمينا‬ ‫زد ِري ِ‬
‫الع َ‬ ‫ىء تَ َ‬ ‫ِ‬
‫َآلل َ‬ ‫سماها‬
‫باب َعلى َ‬
‫الح ُ‬
‫ش َر َ‬
‫َوقَد َن َ‬
‫َأمير المؤمنينا‬ ‫ِ ِِِ‬ ‫رت َو ُح َّ‬
‫ل َمجلسه ُ‬ ‫اجتَباني‬
‫ق لي لَ َّما ْ‬ ‫فَ َخ ُ‬
‫المجد ُبنيانا َمكينا‬ ‫سب ٍ‬ ‫ُه َو المنصور حاِئ ُز َخ ِ‬
‫َوباني َ‬ ‫ق‬ ‫صل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ندا َوصينا‬ ‫ئيرهُ ِه ً‬
‫َيروعُ َز ُ‬ ‫عاضا‬
‫امتَ ً‬
‫غى إ َذا َز ََأر ْ‬
‫يث َو ً‬
‫َولَ ُ‬
‫ثن ِب ُرع ِب ِه َجيشا َكمينا‬‫َب َع َ‬ ‫َأمت َكتاُئ ِب ُه اَألعادي‬ ‫ِإذا َّ‬
‫نجنونا‬ ‫ُّ‬ ‫دير َعلي ِه ُم ِمن ُك ِّل َح ْر ٍب‬
‫حى أو َم َ‬‫تَ ُدق ُه ُم َر ً‬ ‫ُي ُ‬
‫نورا ُمبينا‬
‫رق ا ْكتَسى ً‬ ‫الش ُ‬‫ِبها َّ‬ ‫شمسا‬ ‫ار ِب َ‬
‫الح َ‬ ‫مام ِبالم َغ ِ‬‫ٌ‬
‫ِإ‬
‫لوح ِبُأف ِْق ِه َّن َمدى ِّ‬
‫السنينا‬ ‫تَ ُ‬ ‫قيت ِلذي القُ ِ‬
‫صور ال ُغِّر َب ْد ًرا‬ ‫َب َ‬
‫مالِئ َك ٌة ِكرام ِ‬
‫كاتبونا‬ ‫ند بابي‬ ‫ف ِع َ‬ ‫ف ِب ُكم ع ِ‬
‫واك َ‬ ‫تَ ُح ُّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]259‬‬

‫الم ِ‬
‫آمنينا‬ ‫ُخلوها مع س ٍ‬ ‫المؤ ِم َ‬
‫نين ْاد‬
‫َ َ‬ ‫أمير ُ‬
‫لَ َك البشرى َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]61‬‬


‫‪32‬‬

‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫قال الهبـــــل* (ت‪1079‬هـ) ‪:‬‬

‫ماشي َنا‬
‫ْ‬ ‫شى في طري ِ‬
‫ق المجد‬ ‫لما َم َ‬
‫َّ‬ ‫ُر ْمنا الفخار فَ ِن ْلنا ِم ْنه َما ش ِي َنا‬
‫أل أعادينا‬‫اس ْ‬ ‫ُ ِ‬
‫تجهل مكارمنا فَ ْ‬
‫ْ‬ ‫فإن‬
‫وأبناء الكرام ْ‬ ‫ُ‬ ‫رام‬
‫نحن الك ُ‬
‫أنت الَفينا‬
‫الحقنا ما َ‬‫و ُقل ِل ِ‬ ‫لسان المعالي ما تَال ِفينا‬ ‫َ‬ ‫واسأل‬
‫ْ‬
‫َو َهى فَ َم ْن ذا تَالَفَاهُ تَالَ ِفينا‬ ‫ب ٍ‬
‫مجد تَالَفَينا ِب َناهُ وقَ ْد‬ ‫فَُر َّ‬
‫ارت ِم ْن َمساعينا‬‫الشهب َغ ْ‬ ‫واَألنجم ُّ‬
‫ُ‬ ‫والبدر َْأد َنى ِمن َمراتبنا‬
‫ُ‬ ‫مس‬ ‫َّ‬
‫الش ُ‬
‫ساعينا‬‫شأوها َما َرام َ‬ ‫ونال ِم ْن ِ‬ ‫َ‬ ‫الع ْل َيا فَْأدركها‬ ‫ِ‬
‫س َعى إلى غاية َ‬ ‫َ‬
‫رائحنا فيها وغادينا‬ ‫سير ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫طريق إلى العلياء واضح ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫لَ َنا‬
‫ٍ‬
‫بنجوم من أيادينا‬ ‫فَ َيهتدي‬ ‫يسير في طريق العلياء ساِئرنا‬ ‫ُ‬

‫واهلل ال كان ال ِم َّنا وال فينا‬ ‫وكم بخيل تراه في األنام وال‬
‫َو َهل ُّ‬
‫يحل الندى إال بنادينا‬ ‫المجد إال في ِ‬
‫منازلنا‬ ‫ُ‬ ‫رف‬
‫َه ْل ُي ْع ُ‬
‫إال َو ُج ْد َنا بما تحويه أدينا‬ ‫ْل ِق ًرى‬ ‫ما إن سِئ ْلنا م َدى ِ‬
‫األيام َبذ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ظن راجينا‬
‫ب فينا َّ‬
‫نخ ّي ُ‬
‫وال َ‬ ‫َّيف إن طالَ ْت إقَامتُه‬
‫نسأم الض َ‬
‫ال ُ‬
‫وهاتف َّ‬
‫النصر بالبشرى ُينادينا‬ ‫ُ‬ ‫قدماء‬
‫نمشي إلى الموت في يوم الوغى ً‬
‫روم فَما‬ ‫ِ‬
‫والص ِينا‬
‫ِّ‬ ‫ْأد َنى ُخراسان ِإ ْن ُرمناهُ‬ ‫زائم تُ ْدنى ما َن ُ‬
‫ل َنا َع ُ‬
‫سبيل المجد ُيثِْنينا‬ ‫النفوس والَ‬ ‫ستميل الهوى ِمنا‬ ‫ال َي ْ‬
‫البقَا عن َ‬
‫ب َ‬ ‫ُح ُّ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]260‬‬

‫ودانينا‬ ‫اد قَ ِ‬
‫اصينا َ‬ ‫سَ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضخم به َ‬ ‫س ٍب‬
‫ماذا يعيب العدا م َّنا سوى َح َ‬
‫صوت داعينا‬ ‫يلبي‬
‫طوعا ِّ‬ ‫قام‬
‫لَ َ‬ ‫نأمره‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫الد ْه َر ُ‬
‫وإ ننا لَ ْو َدعونا ّ‬
‫إال وكنا إذن َع ْن ُه المحامينا‬ ‫جارا لَنا في الدهر نائب ٌة‬
‫ناب ً‬ ‫ما َ‬
‫َّ‬
‫والمجد والدينا‬
‫َ‬ ‫َج ِهلت إال ُ‬
‫العلى‬ ‫رويدك ما‬
‫َ‬ ‫ساِئ ُل عن قومي‬ ‫يا َم ْن ُي َ‬
‫صر تالينا‬ ‫وعادوا آلي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫إال‬ ‫غى‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قَ ْومي اُأللى ما انتضوا أسيافَهم ل َو ً‬
‫أعداُؤ هم في ثياب النصر عارينا‬ ‫وب القتام َغ َد ْت‬ ‫قوم إذا لَ ِبسوا ثَ َ‬ ‫ٌ‬
‫شزرا ورامينا‬‫أو طاعنين العدا ً‬ ‫بارا َج َها ِبذةً‬
‫أح ً‬‫ق ْ‬‫قهم تَ ْل َ‬
‫إن تَ ْل ْ‬
‫سلينا‬ ‫رك زقُّوما ِ‬
‫وغ ْ‬ ‫وجَّرعوا التُّ َ‬
‫َ‬ ‫قاموا مع القاسم المنصور واجتهدوا‬
‫بدرا وصفِّينا‬
‫أذكرت ً‬
‫ْ‬ ‫وقائعا‬
‫ً‬ ‫صوارمنا‬
‫ُ‬ ‫وِللمؤيد قد ْ‬
‫أذكت‬
‫سيوفنا وأجابتْ ُه عوالينا‬ ‫نصرت‬
‫ْ‬ ‫وقائم العصر إسماعيل قد‬
‫إ ْذ قام ِفينا بأمر ِ‬
‫اهلل يدعونا‬ ‫ث ِ‬
‫دعوته‬ ‫إذن في َب ِّ‬
‫جهدا ْ‬
‫لَ ْم نأ ُل ً‬
‫وفخر حاضرنا دوما وبادينا‬ ‫وحب آل رسول اهلل شيمتنا‬ ‫ُ‬
‫سنا بأرواحنا فيها مواسينا‬ ‫س ِل اَألِئ َّم َة عنا أي م ْل ٍ‬
‫لَ ْ‬ ‫حمة‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬
‫ونحن نمشي على ِ‬
‫آثار ماضينا‬ ‫ُ‬ ‫أس َرتْنا‬
‫أهل البيت ْ‬‫ب ْ‬ ‫ض ْت على ُح ِّ‬ ‫َم َ‬
‫ْأم من ُيطاولنا ْأم َم ْن يدانينا‬ ‫فمن ُيفا ُخر َنا ْأم َم ْن ُيساجلُنا‬
‫ْ‬

‫ُك ِّل الورى ما َعدا َ‬


‫اَآلل الميامينا‬ ‫َأن لَنا الفخر الطويل على‬
‫يكفيك َّ‬
‫أزكى وافضل ما صلى المصلُّونا‬ ‫علي ِهم بعد خير الر ِ‬
‫سل ّجدهم‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫\‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]62‬‬ ‫قال األمير الصنعاني (ت‬


‫‪17‬‬ ‫‪1182‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]261‬‬

‫مــــــن البسيـــــط‬

‫أحاديث من َن ْهوى فَتَْروينا‬


‫ُ‬ ‫تَْروي‬ ‫ظ َمأ‬
‫أهال بها فلقد وافَ ْت علي َ‬
‫غرام في نواحينا‬ ‫لهيب ٍ‬
‫َ‬ ‫ش ّب َت‬
‫َ‬ ‫عصر الشباب وقد‬ ‫لقد أعادت لنا‬
‫َ‬
‫للم ِح ّبينا‬ ‫ٍ‬
‫طول وصل ُ‬ ‫قلوبنا َ‬ ‫ُ‬ ‫س َي ْت‬
‫وأ ْذ َك َرتْ َنا وال واهلل ما َن َ‬
‫عند ال َغ َو ِاني لَ ُه ُح ْك ًما وتمكينا‬
‫صاف من تصافينا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اللهو‬ ‫ومورد‬
‫ُ‬ ‫\‬
‫الشباب شفيعُ ال ُي َر ُّد ُيري‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬
‫عين ِ‬
‫واشينا‬ ‫ونامت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الرقيب‬ ‫عين‬
‫ُ‬ ‫ممتنع‬
‫ٍ‬ ‫فوص ُل من شَئت ِم ْن َها َغيُْر‬
‫المالم ِة أقواالً ِلقَالينا‬ ‫ِع ِن َد‬ ‫ملكي ُة الحسن زارتْ ِني وقد َغ َفلَ ْت‬
‫َ‬
‫عت‬
‫وما تََب ْ‬ ‫ٍ‬
‫زمانك دَْمعٌ من أماقبنا‬ ‫سقَى َ‬ ‫َ‬ ‫وخال ْفت ع ْذ ُل ع ّذال َ‬
‫أماني تَم ّنينا‬ ‫شفَى َغير ِ‬ ‫وال َ‬ ‫الوصل َهالّ ُع ْد ِت ثاني ًة‬ ‫ِ‬ ‫يا ل ِيلَة‬
‫ُ‬
‫ش َرى تَالَقَ ِي َنا ُم َن ِادينا‬ ‫بعد ب ِ‬
‫عد ُك ُم‬ ‫ِ‬
‫نادى ِببُ ْ‬
‫َ‬ ‫غير دمعي َ ُ‬ ‫فما وفي ُ‬
‫َأض َحي التَ َد ِاني بديال من تََناِئ ينا‬ ‫ولقد‬
‫التالقي قد َد َنا ْ‬ ‫ِ‬ ‫عص َر‬
‫ْ‬ ‫بأن َ‬ ‫ّ‬
‫عند البشار ِة ما قال ُ‬
‫ابن زيدونا‬ ‫ِ‬
‫البشر قائل ًة‬ ‫لسان‬
‫ُ‬ ‫وأنشدتْ َنا‬
‫الب ْين ُي ْن ِسينا‬
‫وال تَظُ ّنوا بأن َ‬ ‫عكست‬
‫ْ‬ ‫شرى فقد‬ ‫يا حبذا تل ُكم الب ُ‬
‫غيرهُ ِدينا‬ ‫َر ًْأيا َولَ ْم َنتَ َقلّ ْد َ‬ ‫ال تتقضوا عهد ود َب ْع َد ُب ْع ِد فتي‬
‫دارا للمحبينا‬ ‫لم نعتقد بعد ُك ْم إال الوفا ِل ُك ْم‬
‫تقرب ً‬
‫الذكرى ّ‬
‫يشفيكم ويشفينا‬
‫ُ‬ ‫بالوص ِل‬
‫ْ‬ ‫فاهللُ‬ ‫هل تذكرونا مثل ذكرانا لكم فعسى‬
‫فقل باهلل ‪ :‬آمينا‬ ‫ٍ‬
‫وصل ْ‬ ‫ِ‬
‫بطيب‬ ‫دائمه‬
‫ُ‬ ‫والبين ذا أذهل األلباب‬
‫ُ‬
‫البين َع ْن َكثَ ٍب‬
‫ق ِ‬ ‫واهلل يقطعُ ُع ْن َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪2 :‬‬ ‫[‪]63‬‬ ‫وقال أيضا ً ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]262‬‬

‫مـــــن‬
‫البسيـــــــط‬

‫واليوم نحن وما يرجي تالقينا‬ ‫أيام نحن وما يخشي تفرقنا‬
‫بان نغض فقال الدهر آمينا‬ ‫غيظ العدا من تساقيناـ الهوىـ فدعوا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪9 :‬‬ ‫[‪]64‬‬


‫قال نقوال الترك االسطمبولي(ت‪1244‬‬
‫مــــــن البسيــــط‬ ‫هـ) ‪:‬‬

‫ِ‬
‫الكون تزيينا‬ ‫أبهى الوجو ِه وأولى‬ ‫طالعه‬
‫ضاءت شهاب الذي مذ الح ُ‬
‫ضاءت بوادينا‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫السعود وقد‬ ‫سعد‬
‫ُ‬ ‫أعني األمير الذي مذ ح ّل حل به‬
‫آثارا وتبينا‬ ‫ِ‬
‫من فاق في المجد ً‬ ‫الجهب ُذ الشب ُل سر الليث والده‬
‫ِ‬
‫األعالء تمكينا‬ ‫أزادها اهلل في‬ ‫ٍ‬
‫منزلة‬ ‫خير‬
‫مولى له في المعالي ُ‬
‫ً‬
‫ار وفي ِم ْرآه يحيينا‬ ‫ِ‬
‫ثوب الفَ َخ ِ‬ ‫هلل هلل يوم عاد ير ُف ُل في‬
‫وطلعتُه ال َغّراء تُْبهينا‬
‫َ‬ ‫فيه‬ ‫األمان لَ ْنا‬
‫ُ‬ ‫طاب‬
‫األمين الذي َ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫طاب ْت أمانينا‬
‫الصدور وقَ ْد َ‬
‫ُ‬ ‫ِم ّنا‬ ‫ش َر َح ْت‬
‫فالحمد هلل ربي حيث ما ا ْن َ‬
‫ُ‬
‫وافي البقا ومن اَأل ْك َد ِار ُ‬
‫مْأمونا‬ ‫أبدا‬
‫الم َدى ً‬ ‫ال َ‬‫طَ‬
‫ال زال ال زال ما َ‬
‫الدهر آمينا‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫بالنصر إالّ َ‬ ‫له‬
‫دعوت ُ‬
‫ُ‬ ‫فريد المزايا ما‬
‫ب ُ‬ ‫َندْ ٌ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]65‬‬


‫‪28‬‬ ‫قال بطرس كرامة (ت‪1267‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]263‬‬

‫مـــــن البسيـــــط‬

‫وغاب عاذلنا واغتاظ واشينا‬ ‫أضحى الهناء جميال في تالقينا‬


‫َوَأ ْط َر َب العيس باأللحان حادينا‬ ‫وجاء ركب مليك الروح من سفر‬
‫وغمر العز بالبشرى صحارينا‬ ‫وقام داعي سرور األنس في طرب‬

‫والورق ساجع ٌة تبدو أفانينا‬ ‫السعد كالقمري في سحر‬


‫وغر َد َّ‬
‫َّ‬
‫شذاء عطر سرى صبحا بوادينا‬ ‫الريح باألفراح راوية‬
‫ُ‬ ‫وجاءت‬
‫َأضحت بإشراقة تزهر نواحينا‬ ‫وانكف جنح الدُّجا مذ بان عن قمر‬
‫كالص ْب ِح زادته إيضاحا وتبيينا‬
‫ُّ‬ ‫رامت تُ َغطِّي اللَّ َيالي نوره فبدا‬
‫وافي يشير به هل من يضاهينا‬ ‫علي الرضى واألسعدي بما‬
‫هذا ُّ‬
‫هناء بعلياه تهادينا‬
‫حتى ً‬ ‫هذا األمير الذي العليا به ابتهجت‬
‫وبان عن فضله مما يسامينا‬ ‫مذ حل جلق قام المجد فيها له‬
‫سنية فحوى ًّ‬
‫عزا وتمكينا‬ ‫للساحل الرومي في همم‬
‫وسار َّ‬
‫أجابه السعد من أعاله أمينا‬ ‫دعا له المجد في نيل المنى سحرا‬
‫وزادها اهلل باألنوار تزيينا‬ ‫غر ٍة َح ِّب َب ْت للناس طلعتها‬
‫ُذو َّ‬
‫قامت لديه بنو العليا محبينا‬ ‫وحين عم بفضل كل ناحية‬
‫فكم نعاطي بها من كأس صافينا‬ ‫غيث سماحته والغوث ساحته‬
‫ُ‬
‫أبو المعالي به حزنا معالينا‬ ‫طابت معالمه جادت مكارمه‬
‫ُجواد وكم برزت َآثاره فينا‬ ‫وكم ظفرنا ٍ‬
‫بنيل من مواهبه‬
‫أحكام لطف فجل اهلل بارينا‬ ‫فهذه منح مواله أحكمها‬
‫نالوا الذي قد بلغنا من تهانينا‬ ‫معد وال عبس وال مضر‬
‫فال ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]264‬‬

‫وعمنا الفضل قاصينا ودانينا‬ ‫هذا السنى الذي حزنا الثناء به‬
‫نشهد قتاال فَ ُي ْم َناه عيانينا‬ ‫به سمونا على هام السماك وإ ن‬
‫وسل‬
‫مر العوالي ْ‬ ‫ِ‬
‫سود الليالي وسل عنه الدواوينا‬
‫ُ‬ ‫س َ‬‫سل المعالي وسل ُ‬
‫قوم كرام إلى العلياء مجدينا‬ ‫من آل أسعد مخطوب السعادةـ من‬
‫يوم الكفاح وسل عنه أعادينا‬ ‫الصفاح وسل‬
‫سل الرماح وسل بيض ِّ‬
‫َّ‬
‫بالنصر مقتفيا آيات ياسينا‬ ‫أيا عليا سما سامي العلى وأتى‬

‫لروض فضل قطفنا منه ما شينا‬ ‫خذها بعفو لقد وافقت على عجل‬
‫باب جودك من قبلي دواوينا‬ ‫كم أهل فضل بديع بالثنا نظموا‬
‫أضحى الهناء جميال في تالقينا‬ ‫لكنها بالهنا جاءت تقول لنا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]66‬‬


‫‪11‬‬
‫قال بهاء الدين ال َّر َّواس (ت‪1287‬‬
‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫هـ) ‪:‬‬

‫وغننا بمثانية لتشجينا‬ ‫يا منشد الغيب أذكر من نيهم به‬


‫ِمتْ َنا وذكر حبيب القلب يحيينا‬ ‫ب الكريم فقد‬ ‫وطي ِب الوقت ُ‬
‫بالح ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أنواره فينا‬
‫أرواحنا وانجلت ُ‬
‫ُ‬ ‫متى سمعنا معاني ذكره ابتهجت‬
‫بالسر بادينا وخافينا‬
‫وطاب ِّ‬ ‫سر َخ ِف ٌّي في سرائرنا‬
‫وال ٌّ‬
‫وانهز ُك ُّل قضيب في نواحينا‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الوجود لنا‬ ‫كل ٍ‬
‫هزار في‬ ‫وصاح ُّ‬
‫وعندليب العلى ًأضحى يغنينا‬
‫ُ‬ ‫ورن جلجا ُل ملك اهلل عن ٍ‬
‫طرب‬ ‫َّ‬
‫النور نادينا‬
‫ليعم ُ‬‫ونادنا َّ‬ ‫فهات يا منشد الغيب الفنون به‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]265‬‬

‫طوائف الوجد وابعثها فناجينا‬ ‫وقل لذي القهوة المسكينة ارويها‬


‫دمدم ودع نار طور الوجد تكوينا‬ ‫َوكُلَّ َما سكنت آثار ثورتنا‬
‫التمكنه قد قامت معانينا‬ ‫على ُّ‬ ‫فنحن به‬
‫ُ‬ ‫وال تخف ملالً ِم َّنا‬
‫لم ننقلب قد جعلنا ُحبَّه ِد ْي َنا‬ ‫فإن فنينا وإ ن عشنا على نس ٍ‬
‫ق‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]67‬‬


‫قال ناصيف اليازجي(ت‪1288‬‬
‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫هـ) ‪:‬‬

‫سميناهُ تأبينا‬
‫فبالحق َّ‬ ‫ٍ‬
‫ميت‬ ‫وكان على‬
‫ظا َ‬ ‫عرك تقري ً‬ ‫َد َ ِ‬
‫ِّ‬ ‫عوت ش َ‬
‫تهذيبا وتزيينا‬
‫ً‬ ‫اليوم‬
‫َ‬ ‫أحييتُ ُه‬
‫َ‬ ‫ذاك وقد‬
‫قبل َ‬
‫كان ميتًا َ‬
‫فقال قد َ‬
‫َ‬

‫صو ًنا وتحصينا‬


‫اقتضى َ‬
‫َ‬ ‫والكنز مما‬
‫ُ‬ ‫ص ٌد‬‫له َر َ‬‫كنز ِع ٍلم ُ‬
‫يا باذالً َ‬
‫أبصارا فتهدينا‬
‫ً‬ ‫تمنح‬
‫وأنت ُ‬
‫َ‬ ‫نضل بها‬ ‫تمنح أمواالً ُّ‬ ‫الناس ُ‬ ‫ُ‬
‫الحس َنى رياحينا‬‫فاختار أوصافَ َك ُ‬
‫َ‬ ‫شقَّه َك َم ٌد‬
‫كر َ‬‫هذي نتيج ُة ِف ِ‬
‫هدى مثلَ ُه حينا‬ ‫تُ ِ‬
‫هديه حينا وتُ َ‬ ‫عر ما َب ِر َحت‬ ‫ِ‬
‫الشعراء ِّ‬
‫الش ُ‬ ‫هدي َة‬
‫َّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]68‬‬


‫‪13‬‬

‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫قال أمين الجندي(ت‪1295‬هـ) ‪:‬‬

‫وفي هواها المصون شابت نواصينا‬ ‫شيء َيثنينا‬


‫َعن ُحب ذات الشئون ال َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]266‬‬

‫الحب ما فَاتَك‬
‫ِّ‬ ‫عن ُم ْغرم لو فني في‬ ‫ظ َك الفَ ِات ُك‬
‫السرب ُكفّي لَ ْح َ‬
‫يا ظبي َة ّ‬
‫المحبوب َيسقينا‬
‫في حانة األنس َو َ‬ ‫ظى برشفاتك‬ ‫كم نحسد الكاس إذ َيح َ‬
‫ض‬‫سنان بال َغ ّ‬
‫الو ُ‬ ‫طرفِها َ‬ ‫النهي َ‬
‫َيسبي ُّ‬ ‫ض‬
‫شمس َعلي بان القامة ال َغ ّ‬
‫َ‬
‫وفي ِ‬ ‫صدر شها الفُضى‬ ‫ِ‬
‫الفرع صيح الفَرق َيهدينا‬ ‫ِ‬ ‫دحى‬ ‫َ‬ ‫َنجمان ضاءا لنا من َ‬
‫الم َدى َخ ِالي‬ ‫ِمن ال َغ ِ‬ ‫الخال‬ ‫ما ال َقلب يا ر َبة ال ُخ ْل َخ ِ‬
‫ال َو َ‬
‫ال َ‬ ‫طَ‬ ‫رام َوإ ن َ‬ ‫َ‬
‫هاء َوالقَنا لينا‬ ‫ِ‬ ‫الحسن َعن َعٍم َو َعن ِ‬
‫خال‬ ‫في نسبة ُ‬
‫ُفقت الثُريا َب ً‬
‫ِل َ‬
‫شدو عودي َوِللمضني ال َ‬
‫شجي عودي‬ ‫ت إ ْذ َغ َنت َعلي العود‬ ‫ري ٌة ِ‬
‫ص ْح ُ‬ ‫قَ ْم َّ‬
‫الموت َيحيينا‬
‫عد َ‬‫كاد َب ُ‬
‫ياهما َ‬
‫َر ُ‬ ‫العود‬
‫الورد َو ُ‬
‫في الخد والخال عطر َ‬ ‫\‬

‫جرا َوال ملك‬


‫شكا َه ً‬
‫شجي ما َ‬
‫َقلبي ال َ‬ ‫هجتي ملك‬ ‫الحسن َج ًبرا ُم َ‬
‫يا َمن لَ ُه ُ‬
‫وما لو تَحيينا‬
‫ضَّر َي َ‬
‫َيهوى فما َ‬ ‫المنى ِمن لَ َك‬
‫نال ُ‬‫بالبها َ‬
‫يا يوسففًا َ‬

‫ِ‬
‫عيدا ِبه َيدنو لك َ‬
‫السعد‬ ‫س ً‬ ‫َواقصد َ‬ ‫عد‬
‫س ُ‬‫بالمطايا لنادي حمص يا َ‬
‫َعج َ‬
‫العالم ُمفتينا‬
‫الحسن َ‬
‫أعني أبا ُ‬ ‫السعد‬ ‫َنجل األتاسي ِمن َع ُ‬
‫نه َروى َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]69‬‬


‫‪69‬‬
‫قال إبراهيم الطرابلسي (ت‬
‫مــــن البسيــــط‬ ‫‪1308‬هـ)‪:‬‬

‫وناب عن طيب لقيانا تجافينا‬ ‫أجرى مآقينا بعد المحبينا‬


‫بسفح نعمان‬ ‫يا طيب أوقاتي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]267‬‬

‫بوصل نعمان‬ ‫إذ نلت لذاتي‬


‫روح وريحاني‬ ‫يدري كاساتي‬
‫أضحى التنائي بديال من تدانينا‬ ‫فاآلن لما بان يزوي غصون البان‬
‫جرتم ودمعي جار‬ ‫يا جيرة البان‬
‫ولم أنل أوطار‬ ‫هجرت أوطاني‬
‫وطير أنسي طار‬ ‫والبعد أشجاني‬
‫شوقا إليكم وال جفت مآقينا‬ ‫وما رقت أجفان بعد الحمى والبان‬
‫لذلك الحب‬ ‫أحبابنا عودوا‬
‫باألنس والقرب‬ ‫كي يروق العود‬
‫مروع القلب‬ ‫وباللقا عودوا‬
‫فنحن روض وأيديكم سواقينا‬ ‫واسقوا غصون الود بالعطف بعد الصد‬
‫لي المنى الخل‬ ‫يا طالما أبدى‬
‫وأجملت جمل‬ ‫وأسعدت سعدي‬
‫يم اللقا الوصل‬ ‫وراق لي وردي‬
‫ومورد اللهو صاف من تصافينا‬ ‫حيث الهنا واف وظله ضاف‬
‫بقرب ذات الخال‬ ‫أيام عيشي راق‬
‫يدنو من الخلخال‬ ‫وقرطها الخفاق‬
‫قد ساقت اآلمال‬ ‫ولي بكشف الساق‬

‫يقضي علينا األسى لوال تآسينا‬ ‫فبعدها قد كاد مما لنا قد كاد‬
‫باللطف واإليناس‬ ‫خود وفت وعدي‬
‫بعطفها المياس‬ ‫وأسعدت جدي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]268‬‬

‫ببوسه الباس‬ ‫وخدها الوردي‬


‫وردا جناه الصبا غضا ونسرينا‬ ‫أنعم به خدا لصبه أهدى‬
‫بالحلي في الصدر‬ ‫قد زاد وسواسي‬
‫من ثغرها الدر‬ ‫وهمت للكاس‬
‫سواه من ضر‬ ‫وليس لي آسي‬
‫شربا وإ ن كان يروينا فيظمينا‬
‫ً‬ ‫لذا رجا قلبي متن ورده العذب‬
‫هل عائد انسي‬ ‫يا بانة الوادي‬
‫بالبدر والشمس‬ ‫وعهد إسعادي‬
‫يسعون بالكاس‬ ‫وأنجم النادي‬
‫فينا الشمول وغنانا مغنينا‬ ‫ومنية العشاق أدار وهو الساق‬
‫بقرب ذي المجد‬ ‫ذكرت أيامي‬
‫بدر العال رشدي‬ ‫شريف السامي‬
‫يعيد ما يبدي‬ ‫مولى بإلهامي‬
‫فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا‬ ‫أن وصفناه بما مدحناه‬
‫من ْ‬
‫ْ‬
‫عوائد البر‬ ‫شهم لنا أولى‬
‫بالحمد والشكر‬ ‫ولم يزل أولى‬
‫برفعة القدر‬ ‫وزادني طولى‬
‫قطوفها فجنينا منه ماشينا‬ ‫وأغصن المن أدنى لمن يجني‬
‫عهدي وأوالني‬ ‫مع بعده وفى‬

‫فضال وواالني‬ ‫والود لي أصفى‬


‫من بعد نكران‬ ‫وزادني عرفا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]269‬‬

‫صافًا كما دينا‬


‫فالحر من دان إ ْن َ‬ ‫فإن يكن قد دان قلبي لذا اإلحسان‬
‫جيد العلى حلت‬ ‫مولى أياديه‬
‫عقد األسى حلت‬ ‫كما مساعيه‬
‫له المنى حلت‬ ‫ومن يوافيه‬
‫في وشى نعمى سجنا ذيله حينا‬ ‫كرما‬
‫لقد خطرنا بما أسدى لنا ً‬
‫بما نرجيه‬ ‫حيث الصفا حيا‬
‫ميت الرجا فيه‬ ‫وقد غدا حيا‬
‫داعي أمانيه‬ ‫وكم دعا هيا‬
‫منى ضروبا لذات أفانينا‬ ‫لذاك قد نلنا منه بما منا‬
‫لطيب ناديه‬ ‫وا شوقي البادي‬
‫لمن ينادينه‬ ‫إذ بالمنى نادي‬
‫عن ورد صافيه‬ ‫من بعد ِإ ْبعادي‬
‫سِلينا‬ ‫الكوثر العذب ُزقُّوما ِ‬
‫وغ ْ‬ ‫ً‬ ‫بدلت بالبلوى عن جنة المأوى‬
‫به عال شعري‬ ‫يا من على الشعرى‬
‫لطفا بال أجر‬ ‫وبالوفا أجرى‬
‫بي مطلقا أسري‬ ‫وللعلى أسرى‬
‫بيض األيادي التي ما زلت تولينا‬ ‫درسا‬
‫هيهات أن ننسى من بعدكم ً‬
‫من وردك الحال‬ ‫أوقات شربي صاف‬
‫بكأس آمالي‬ ‫وبدر أنس طاف‬
‫مرآك عذالي‬ ‫وغاظ باألتحاف‬

‫بأن نغض وقال الدهر آمينا‬ ‫لذا دعوا جهرا بمهجة حرا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]270‬‬

‫عن ذلك العهد‬ ‫فحالت األحوال‬


‫معذب الصد‬ ‫وقطعت آمال‬
‫ظمآن للورد‬ ‫وعز لمع اآلل‬
‫سودا كانت بكم بيضا ليالينا‬ ‫وأوجه القصد عادت من البعد‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]70‬‬


‫‪26‬‬

‫مــــن الوافـــــــر‬ ‫قال عبد هللا نديم (ت‪1314‬هـ) ‪:‬‬

‫تطاردني وال ألقى معينا‬ ‫أأنسى يوم مصر والباليا‬


‫أخاف الشهم والحبر السمينا‬ ‫فكنت الغوث في يومك كريه‬
‫فلما جاء مغربه ُهجينا‬ ‫ُمدحنا فيه في إشراق شمس‬
‫بال علم وقد كنا فجينا‬ ‫وهل أنسى هجوم الجند عمرا‬
‫وصرنا بين أيدي الباحثينا‬ ‫أحاطوا بي وسدوا كل باب‬
‫وخلف البيت كم وضعوا كمينا‬ ‫مملوءا بجند‬
‫ً‬ ‫السطح‬
‫وكان َّ‬
‫قريبا من فخاخ الطالبينا‬ ‫فأدركت الوحيد وكان صيدا‬
‫رآه بعد حيرته مكينا‬ ‫وأرشدت النديم إلى مكان‬
‫وكنا للعساكر ناظرينا‬ ‫وأعمى اهلل عنا كل عين‬
‫يحطم هاويا منه متينا‬ ‫وصرنا فوق سطح فيه علو‬
‫ولم أنظر شماال أو يمينا‬ ‫فلم أرهب وثوبي من طمار‬
‫بسطوته من البلوى حمينا‬ ‫ويوم الغيظ كنت لنا مجيرا‬
‫أمام العين كل القاصدينا‬ ‫فقد كنا بال ستر يرانا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]271‬‬

‫ركبنا الخيل أو جئنا السفينا‬ ‫وكم سرنا بال خوف جهارا‬

‫داء دفينا‬
‫ط ِّيه ً‬
‫أرى في َ‬ ‫وإ ني اآلن في خطب عظيم‬
‫أرادوا وصفنا للحاكمينا‬ ‫أتانا ُم ْخ ِبٌر عن قوم سوء‬
‫وقالوا بالوشاية قد رمينا‬ ‫ُّر أحبابي جميعا‬
‫وخاف الضَّ‬
‫وال تخبر صديقا أو خدينا‬ ‫فعجل بالرحيل بال توان‬
‫من األهوال ما يوهى البدينا‬ ‫فأدرك يا أبي نجال دهاه‬
‫نعم خفت انشراح الشامتينا‬ ‫فما خفت المنون وال األعادي‬
‫ِل ِخ ٍّل نحو منزله ُدعينا‬ ‫فسرت الليل يصحبني ثبات‬
‫ُ‬
‫يوافي حين كنا ظارهينا‬ ‫ورافقني خلي ٌل كان قبال‬
‫وكنا بالثياب منكرينا‬ ‫وأدركنا القطار بغير خوف‬
‫فلم ترنا عيون المبلسينا‬ ‫وألق اهلل سترا الحفظ فضال‬
‫بخيل أوصلتنا سالمينا‬ ‫وكان الخل منتظرا قدومي‬
‫الرحمن خير المنقذينا‬
‫َ‬ ‫يرى‬ ‫ونجَّى اهلل بعد اليأس عبدا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪8 :‬‬ ‫[‪]71‬‬

‫مـــــن الوافــــــر‬ ‫قال َحنَّا األسعد (ت‪1315‬هـ) ‪:‬‬

‫الفؤاد فما سلينا‬


‫َ‬ ‫وإ ن أسلى‬ ‫بيب فما َنسينا‬ ‫الح ُ‬
‫لَئن نشي َ‬
‫يُؤ ُّج ولوعنا والشوق فينا‬ ‫بيب كل ما طال التََّناِئي‬
‫َح ٌ‬
‫ونلهج في الثنا حينا فحينا‬ ‫دهرا‬ ‫ِّ‬
‫له منا َجميل الذكر ً‬ ‫ُ‬
‫صال وكم ُدهينا‬
‫الو َ‬
‫َأمل ُ‬
‫على َ‬ ‫بالسرور بكل صبح‬
‫نؤم ُل ُّ‬
‫ِّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]272‬‬

‫على فرش الضنا نبدي الحنينا‬ ‫الظالم نبيت صرعى‬


‫ُ‬ ‫جن‬
‫وإ ن َّ‬
‫الحبيب وكن أمينا‬
‫على روض َ‬ ‫فَ ِر ْفقًا يا نسيم الصبح عرج‬
‫اعتذارا ما جنينا‬ ‫وال ِ‬
‫تبد‬ ‫وَأج ِن لنا من األزهار عرفا‬
‫ْ‬
‫ً‬

‫س ِبي أن يكن الياسمينا‬


‫فَ َح ْ‬ ‫طًّرا‬
‫وإ ن منعوا شذا األزهار ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]72‬‬


‫‪47‬‬

‫مـــــن‬
‫الكامــــــــل‬ ‫قال جعفر الحلي (ت‪1315‬هـ) ‪:‬‬

‫يرا لَم تَ ُكن َميمونا‬


‫طً‬ ‫لَو ُكنت َ‬ ‫ميعها‬
‫يون َج ُ‬ ‫كلحت ِب ُرؤيتك ُ‬
‫الع ُ‬
‫رجك لَم َي ُكن َمسكونا‬
‫يا لَيت ُب َ‬ ‫قَد قدرتك َي ُد اِإل لَه َم ٍ‬
‫نازالً‬
‫المصائب في ِسواه عونا‬ ‫تَ َدع َ‬
‫ٍ‬
‫مصيبة‬ ‫تَأتي بشهرك ُك ُّل ِ‬
‫بكر‬
‫َوتُ َع ُّد في قُرب الولود َجنينا‬ ‫ش َي ًبا‬
‫ُّك َأ ْ‬
‫فَبفلكك العالي َن ُعد َ‬
‫صرعت َكما اشتهيت الدينا‬
‫َفلَقَد َ‬ ‫الورى‬
‫َأكفف سهامك يا َزمان َعن َ‬
‫شريف َأمينا‬ ‫لَتركت َّ‬
‫للش ْر ِع ال َ‬ ‫الرضا‬ ‫تركن لَنا اإلمام َأبا ِّ‬
‫لَو تَ َّ‬
‫َّأنا َوقَد عزم َّ‬
‫الرحيل َبقينا‬ ‫فقد ِه‬
‫أمض في َأحشائنا ِمن ِ‬ ‫َو ُّ‬
‫َحتى َخططن ِل َموته التَأبينا‬ ‫األقالم ِمن َأطرائه‬
‫ُ‬ ‫ما جفَّ ِت‬
‫َوأعزها َوَأبى عليها الهونا‬ ‫ط ملة جعفر‬
‫سبط لجعفر حا َ‬
‫َو ِب ِه َنخطِّي َمن َيقول َبنونا‬ ‫هو ابنه‬ ‫هو بضع ٌة من َج ٍ‬
‫عفر َو َ‬ ‫َ‬
‫الغطاء َيقينا‬‫زاد في َكشف ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َولجده كشف الغطاء َوِإ َن َي ُكن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]273‬‬

‫داء في حشاي َدفينا‬


‫كابدت ً‬ ‫َأضحى َدفي ًنا في التُّراب َو َب َعده‬
‫ُك َّل َ‬
‫الجوارح َأن تَكون ُجفونا‬ ‫َألبكين ِلفَقده ِّ‬
‫متمن ًيا‬ ‫َّ‬ ‫فَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألر ِو َي َّن َحشا الثَّرى ِب َمدامعي‬
‫ل ُيقُال ِإ َّن من ُ‬
‫العيون ُعيونا‬ ‫َو ْ‬
‫فُقدانه َمن َيمنع الماعونا‬ ‫ال َيمنع الماعون ِمن َأفضاله‬
‫صلواتهم ساهونا‬ ‫َو َّ‬ ‫يسهو عن الدُّنيا بذكر ِ‬
‫الناس َعن َ‬ ‫صالته‬ ‫َ‬
‫ِإن قابل المحراب ِم ُ‬
‫نه َجبينا‬ ‫ٍ‬
‫إمامة‬ ‫ُيلقي َعلى المحراب ُنور‬
‫في َأصبهان َوأتلفوا القانونا‬ ‫ٍ‬
‫محمد‬ ‫عشر َن َهضوا ِبدين‬‫ُهم َم ٌ‬

‫َأولى ِب ِه ِإن لَم َي ُكن َمختونا‬ ‫َوالمقتفي القانون في َأحكامه‬


‫ق لَم َي ُكن َمحقونا‬ ‫الزناد ِ‬‫دم َّ‬
‫َو ُ‬ ‫زندقوا‬ ‫دم القَوم الَّ َ‬
‫ذين تَ َ‬ ‫َهدروا َ‬
‫ِلَألمن ِم ُنهم لَم َي ُكن َمأمونا‬ ‫بابيا تَعلق ِب ُّ‬
‫السهى‬ ‫لَو َأن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ولو َّأ ُ ِ‬
‫سفينا‬‫صر اِإل له َ‬ ‫َركبوا لَ ُه َن َ‬ ‫َأبح ٍر‬
‫سبعة ُ‬ ‫نه من خلف َ‬ ‫َ‬
‫الرضا ِب ُعلَى َأبيه قَمينا‬
‫َوَأرى ِّ‬ ‫الزمان ِلفعله‬‫َأسخطن ِمن َّ‬
‫َّ‬ ‫ال‬
‫كسبا َوال تَلقينا‬ ‫ِ‬
‫إلهام ال ً‬ ‫البيت بالـ‬
‫علم َأهل َ‬
‫تحمل َ‬
‫ولى َّ‬
‫َم ً‬
‫فَبحدسه تَجد الظُنون َيقينا‬ ‫ٍ‬
‫مؤمن‬ ‫المغيَّب في فَراسة‬
‫يرنو َ‬
‫حلفت َوقَالت ما َوصلت َيمينا‬ ‫اليمين َفلو َرأتها ديمة‬
‫سبط َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الهوى َولَقينا‬‫ماذا لَقيت من َ‬ ‫َوألنشدتها ِإذ يمزقها َ‬
‫الهوى‬
‫البدر َوالراهونا‬ ‫َفلَقَد َرَأيت َ‬ ‫َوِإذا َنظرت ِل ُحسنه َو َوقاره‬
‫رحا ِب ِه تَلوينا‬
‫لَتلونت فَ ً‬ ‫لَو تَنظُر الحرباء لَيالً َوجهه‬
‫َوتَسيل مثل َندى َيديك َمعينا‬ ‫هي تَقطر رق ًة‬
‫طبعك فَ َ‬
‫ُخذها ك َ‬
‫لَتركته بادي العثار حرونا‬ ‫كان في الشعراء مثلي سابق‬ ‫لَو َ‬
‫تَركت فُؤاد محمد َمحزونا‬ ‫المصائب قَد تَهون ِسوى الَّتي‬
‫ُكل ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]274‬‬

‫شفين ِمن الحسين ضغونا‬


‫َكي تَ َّ‬ ‫يوم ِب ِه ْازدلفت طغاةُ ٍ‬
‫ُأمية‬ ‫َ‬
‫الرقاق ُمعينا‬ ‫َّ‬
‫المحددةَ ِّ‬ ‫ِإال‬ ‫نادى أال َه ِل ِمن معين َفلَم َي ْ‬
‫جد‬
‫نال تَغسيالً َوال تَكفينا‬
‫ما َ‬ ‫ردا‬
‫الصعيد َم َج ً‬
‫َفبقي َعلى وجه َ‬
‫سهوالً ِبالفَال َوحزونا‬
‫تَطوي ُ‬ ‫َوسروا ِبنسوته َعلى عجف َ‬
‫المطا‬
‫َبرزت تَخاطب شامتَا َملعونا‬ ‫أو مثل َزينب َوهي بنت محمد‬
‫كان ال َنبي برشفه َمفتونا‬
‫َ‬ ‫مبسما‬
‫ً‬ ‫َو َغدا قبالتها ًيقلِّب‬
‫ِب َعصاه َينكت لؤلًؤ ا َمكنونا‬ ‫ثرت َعقيق َدموعها لَما َغدا‬
‫َن ْ‬

‫(مخمســــــــة)‬ ‫[‪]73‬‬
‫قال حسن حسني الطوايرني (ت‬
‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫‪1315‬هـ) ‪:‬‬

‫ِإذ ُكنت باألنس محبوبا توالينا‬ ‫ما لليالي َوقَد َكانت توالينا‬
‫َأضحى التنائي بديالً من تدانينا‬ ‫لما اغتررنا بها واغتال غاوينا‬

‫وحان من بعد لقيانا تجافينا‬

‫هرا بطيب الصل يفرحنا‬


‫وكان َد ً‬ ‫العين يقرحنا‬
‫يف ساغ لدمع َ‬
‫َو َك َ‬
‫بنتُم وبنا فَما ابتلت جوانحنا‬ ‫واهلل يا َمن بهم تشفى جوارحنا‬

‫شوقا إلي ُكم وال جفت َأماقينا‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]275‬‬

‫نسترجع الدهر لَكن ال يعادلنا‬ ‫ولم َنزل بعدكم في لوعة َو َعنى‬


‫حين تُناج ُكم ضمائرنا‬
‫تكاد َ‬ ‫فلم نبت ليلة إال مضت ُحز ًنا‬

‫يقضى علينا اَألسى لَوال تأسينا‬

‫وترقب النجم عينانا لما ًوجدت‬ ‫ندافع اليأس واآلمال قد بعدت‬


‫حالت لبعدكم َأيامنا فغدت‬ ‫وال َقلب َيأسف للدُّنيا َعلى َما َغ َدت‬

‫بيض ليالينا‬
‫ودا وكانت بكم ٌ‬
‫س ً‬‫ُ‬

‫ُأنس َبيننا وهنى‬


‫للعمر ٌ‬
‫وكان ُ‬
‫َ‬ ‫وكان للدهر ِإقبا ٌل لنا وبنا‬
‫إذ جانب العيش طلق من تألفنا‬ ‫َأنت حبيبا للوفا ضمنا‬
‫ًو ُك ْن َت َ‬

‫ومورد اللهو صاف من تصافينا‬

‫أو ليلة قد مضت باألنس حالية‬ ‫هل تذكرون لنا في الدهر خالية‬
‫وإ ذا هصرنا ُغصون البان دانية‬ ‫الروح صافية‬
‫الراح أخت ُّ‬
‫إذا نستقي َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]276‬‬

‫قطوفها فجنينا منه ما شينا‬

‫وإ ذ تحل لنا بالقرب ما حرما‬ ‫تبيح لنا خدا ومبتسما‬


‫وإ ذ ِ‬
‫السرور فًما‬
‫ليسق عهدكم عهد ُ‬ ‫وإ ذ ترى الدَّهر في َأعتابنا خدما‬

‫ًك ًنتم َألرواحنا إال َرياحينا‬

‫هرا تول بامتناحهم‬


‫لنبكي َد ً‬ ‫َأقول ِلل َقلب قّد َأولوا النواح هم‬
‫من مبلغ المبلسينا بانتزاحهم‬ ‫صرعى جراحهم‬
‫فًيا لودي ويا َ‬

‫ويبلينا‬
‫الدهر ال َيبلى َ‬
‫حزنا مع َ‬

‫الوجد يسلكنا‬
‫ونائه في مهاري َ‬ ‫ويا ًحبيبا بحكم ال َقلب يملكنا‬
‫كان يضحكنا‬
‫مان الذي قد َ‬
‫الز َ‬
‫َأن َ‬
‫َّ‬ ‫ولم َيزل هجره يبدو فينهكنا‬

‫عاد َيبكينا‬
‫أنسا بقربكم قد َ‬

‫يس يجتمع‬
‫شمل لَ َ‬
‫وقد تَفرق َ‬ ‫ليس يرتجع‬
‫هدا َ‬
‫فكيف أندب َع ً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]277‬‬

‫الهوى فدعوا‬
‫غيظ العدا إذ تساقينا َ‬ ‫كَأننا بعد ما بنا َوال بدع‬

‫الدهر ‪ :‬آمينا‬
‫بأن نغص فقال ّ‬

‫وصار يختار دوعن مجالسنا‬ ‫فطال هذا الجفا من بعد مأنسنا‬


‫فانحل ما كان معقود بأنفسنا‬ ‫دارا من مؤانسنا‬
‫الدهر ً‬
‫وأوحش ّ‬

‫وانبت ما كان ًموصوالً بأيدينا‬

‫صبر الحر ما غينا‬


‫فنحن نصبر َ‬ ‫ئن َيطل بعدنا َأو ال تريح مني‬
‫لَ َ‬
‫وقد َن ُكون َوال َنخشى تفرقنا‬ ‫َوقَد يقال قصى بالفراق َدنا‬

‫فَالَيوم نحن َوال يرجى تالقينا‬

‫إال َعلى َرغم نفس تلك تَأملكم‬ ‫باهلل ذكرى َّ‬


‫فإنا لن نفاصلكم‬
‫لم نعتقد بعدكم إال الوفاء لكم‬ ‫ونحن نحن وإ ن لم نبد سائلكم‬

‫فليس يهزم للبلوى تصبرنا‬


‫َ‬ ‫وهب صفا ال َغرب إذ بنا يكدرنا‬
‫ال تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا‬ ‫حتما يسيرنا‬
‫الهوى ً‬
‫نحن الذين َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]278‬‬

‫إن طال ما غير النأي المحبينا‬

‫السلو وحاشى أن يقال سال‬


‫إلى ُّ‬ ‫وليس طُول التنائي يقتضي سبال‬
‫واهلل ما طلبت َأرواحنا َب َدال‬ ‫الروح ما بذال‬
‫ال عاش صب لنقد ُّ‬

‫منكم وال انصرفت عنكم َأمانينا‬

‫له يشكى تحملنا‬


‫وال صديقًا ُ‬ ‫وال َوجدنا رحيما قد يعللنا‬
‫عنك يشغلنا‬
‫وال استفدنا خليالً َ‬ ‫وال َأفاد َوال اجدى تجملنا‬

‫وال اتخذنا بديالً منك يسلينا‬

‫وال َقلب ال َيتَّ ِقي عادي تقلبه‬ ‫فاعجب لدهر تغالى في تغلبه‬
‫يا ساري البرق غاد القَصر فاسق به‬ ‫ود َمعي في تصببه‬
‫وكم َأقول َ‬

‫الهوى والود يسقينا‬


‫صرف َ‬
‫كان َ‬
‫من َ‬

‫لَ َع َّل ذلك ُي ْن ِس ِي َنا تشتتنا‬ ‫ويا زمان اللقا ارجع أحبتنا‬
‫ويا َنسيم الصبا بلغ تحيتنا‬
‫َ‬ ‫المنى أبلغ زيارتنا‬
‫ويا َرسول ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]279‬‬

‫كان يحينا‬
‫من لو َعلى البعد حي َ‬

‫عصر أرتنا الليالي ُك ُّ‬


‫له حسنا‬ ‫ٌ‬ ‫فكم لنا من َوصل بكل هنا‬
‫يا َروضة طالما َأجثت لواحظنا‬ ‫فليت شعري هل ُعود فيجمعنا‬

‫ورد أحباه الصبى ُغص ًنا ونسرينا‬

‫ويا شموسا تمنعنا بدارتها‬ ‫فيا َبدورا َوقَد ُكنا كهالتها‬


‫يا حياة تمليا بزهرتها‬ ‫العين كم فزنا بقرتها‬
‫ويا منى َ‬

‫مني ضروبا ولذات أفانينا‬

‫وبشره ما أرتجى صب لغايته‬ ‫ض ْي َنا ِم ْن َب َ‬


‫شاشته‬ ‫يا َح ِب ْي ًبا قَ َ‬
‫ويا نعيما هصرنا من غضارته‬ ‫ويا نديما أدمنا من مدامته‬

‫في وشي نعما سحبنا ذيله حينا‬

‫إذا عين الدَّهر كانت ثم غافية‬ ‫اذكر ليال مضت فينا موالية‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]280‬‬

‫لسنا نسميك ِإجالال وتكرمة‬ ‫واصرف لنا لحظة بالود راضية‬

‫ذاك يغنينا‬
‫وقدرك المعتلي عن َ‬

‫بعهده لم أذق من هجره سنتي‬ ‫ومن ثقتي‬


‫ودودا ثَوى َقلبي َ‬
‫ً‬ ‫ويا‬
‫إذا انفردت وما شوركت في صفة‬ ‫يغنيك وصفك عن ذكرى وتسميني‬

‫فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا‬

‫او غصن بان وبدر بهجة وبها‬ ‫نقول ليلى وأسما أو ذكاومها‬
‫يا جنة ال ُخ ْل ِد أبدلنا بسلسها‬ ‫وحيث نذكركم نبكي لكم ولها‬

‫العذب زقوما وغسلينا‬


‫الكوثر َ‬

‫ذاك التالقي حسرة َو َعنا‬


‫من بعد َ‬ ‫اهلل أرحم ما للدهر يورثنا‬
‫والوصل ثالثنا‬
‫كأننا لم نبت َ‬ ‫بتنا ويا طالما بتنا بكل هنا‬

‫والدهر قد غض من َأجفان واشنا‬


‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]281‬‬

‫وليس للبين من سؤيلم بنا‬ ‫كم ليلة وهي مغنمنا‬


‫سران في خاطر الظَّلماء يكتمنا‬ ‫كأننا وحبور ثم يقدمنا‬

‫حتَّى يكاد لسان ُّ‬


‫الص ْبح يفشينا‬

‫فيه الظنون وفيه ُمهجة َولهت‬ ‫صبا قد اشتبهت‬


‫فيا لودي َدعوا ً‬
‫الحزن حين َن َهت‬
‫ال غرو في أن ذكرنا ُ‬ ‫فنحن قوم إذا نوب َّ‬
‫الز َمان َد َهت‬

‫الصبر ناسينا‬ ‫عند ُّ‬


‫النهى وتَركنا َّ‬

‫طرا‬
‫طيف اللّقاء َ‬
‫وكم نراع إذا َ‬ ‫كرا وإ ْن لم يدر من ذكرا‬ ‫ِ‬
‫نهيم ذ ً‬
‫إنا قرأنا اَألسى يوم َّ‬
‫النوى سورا‬ ‫ال تعذلوا معشر العشاق والشعرا‬

‫وَأخ ْذ َنا الصبر تلفينا‬


‫مكتوبة َ‬

‫وكنت أهوى التَّصابي في تدهلل‬ ‫فيا نئيا وويلي من تحوله‬


‫َأما َهواك ال نعدل بمنهله‬ ‫الورى حقَا بأجمله‬
‫َيهون عندي َ‬

‫كان يروينا فيظمينا‬


‫شربا وإ ن َ‬
‫ً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]282‬‬

‫إن ننأى عمن بنقد الرثوح نرغبه‬ ‫َأليس َأمر َزماني فيك َأعجبه‬
‫َ‬
‫لم نجف أفق َجمال َأ ْن َت كوكبه‬ ‫اهلل يعلم يا من عزه مطلبه‬

‫سالين عنه ولم نهجره قالينا‬

‫ببيت من لَوعة اَألحشاء في لَهب‬ ‫َأشكو إليك بشكوى نفس مغترب‬


‫وال اختيار تجتبناك من كتب‬ ‫طلَب‬
‫ما َعن رضى حدة عن َأرب وعن َ‬

‫لكن عدتنا على كره َأعادينا‬

‫وّأعين قد َجَرت للبين مهمعة‬ ‫لنا قلوب نراها فيك مصدعة‬


‫تََأسى عليك إ َذا طافت مشعشة‬ ‫حتى إذا وجدت ّأرواحنا دعة‬

‫فينا َّ‬
‫الشمول وغنانا مغنينا‬

‫سيما سرور وتهدينا رسائلها‬ ‫نرى الليالي وإ ن تبدى وسائلها‬


‫الراح تبدينا شمائلها‬
‫ال أكئوس َّ‬ ‫والحال ما نبتغي فيما نحاولها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]283‬‬

‫سيما ارتياح وال األوتار تليهنا‬

‫لك الليالي وفي األعتاب خادمة‬ ‫يا ربة الخال ال زالت مسالمة‬
‫العهد ما ُدمنا محافظة‬
‫دومي على َ‬ ‫جار َّ‬
‫النوى فاعطفي للعود ثابتة‬

‫ان إنصافا َك َمن دينا‬


‫فالحر َم ْن َد َ‬
‫ُّ‬

‫وال صفى عيشنا واعتز مجلسنا‬ ‫فما تجلت كما تدرين أكئوسنا‬
‫وال ابتغينا حبيبا عنك يحبسنا‬ ‫وال استفاد بنا في َّ‬
‫الناس مؤنسنا‬

‫وال استفدنا خليالً عنك يغنينا‬

‫وال صبونا إلى صافي مشعشعه‬ ‫وال لَهونا بناد في تجمعه‬


‫صبا نحونا من علوه مطلعه‬
‫ولو َ‬ ‫ص ُن ُم ْهتًَّزا بأينعه‬
‫فلو بدا ال ُغ ْ‬

‫صبينا‬
‫بدر الدُّجا لم َي ُكن حاشاك ُي ْ‬

‫ويا التي هي في قلبي مواصلة‬ ‫فيما ممنعة بالرغم فاصلة‬


‫َأولى وفاء وإ ن لم تبذلي صلة‬ ‫ويا مروعة ِب َّ‬
‫الصبر فاعلة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]284‬‬

‫فالذكر يقنعنا والطَّيف يكفينا‬

‫آالم غربته أو بعد مطلبه‬ ‫رفقا به فكفاه من تعذبه‬


‫وفي الجواب قناع لو شفعت به‬ ‫أو فاذكريه على ما في تصببه‬

‫بيض األيادي التي ما زلت تولينا‬

‫أفكارنا وعليه أدمعٌ فُِن َي ْت‬ ‫استودع اهلل يا من فيه قد شقيت‬


‫عليك مني سالم اهلل ما بقيتا‬ ‫رفقا على ُمهجتي بالبين ما لقيت‬

‫صبابة منك تخفيها فتخفينا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]74‬‬


‫‪46‬‬

‫مــــن الكامــــــــل‬ ‫قال نجيب الحداد (ت‪1316‬هـ) ‪:‬‬

‫وشفيت داء في الفؤاد دفينا‬ ‫ضرك لو سررت حزينا‬


‫ما كان ُّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]285‬‬

‫أبلين صبر فؤاده وبلينا‬ ‫ووفيت باإلنجاز دين مواعد‬


‫داء إذا أن الدواء ثمينا‬ ‫هيهات كم من مدنف أودى به‬
‫فقرا إذا كان الغنى ضنينا‬
‫ً‬ ‫ولكم غني بات يطوي جاره‬
‫ُّجى وسهادها يفنينا‬
‫نفني الد َ‬ ‫هلل كم من ليلة بتنا بها‬
‫حينا ونذكركم فنبكي حينا‬ ‫تتمثلون لنا فنبسم للهوى‬
‫إال وأعطينا الذي أعطينا‬ ‫أع ُي ُن َنا جواهر ثغركم‬
‫لم تجن ْ‬
‫تجري ِ‬
‫مدام ُع َنا وال تجرينا‬ ‫ثوابت‬
‫ٌ‬ ‫نرعى نجوم الليل وهي‬
‫بر ٍح ثوابت فينا‬ ‫أم طال من َ‬ ‫طال الظالل ألنهن ثوابت‬
‫إالَّ حلفن على الخالف مِِئ ْي َنا‬ ‫ٍ‬
‫بحلفة‬ ‫حلف الغواني ال يعدن‬
‫فنزحن عن دار الهوى وبقينا‬
‫َ‬ ‫َم ِن ّينا حتى تعلقنا الهوى‬
‫وأشد دالالً وَأوثق دينا‬ ‫وغلبنا إ ْذ كن أفتك لحظة‬
‫ونفي المواعد حين ليس يفينا‬ ‫نرعى المواثق حين ال يراعينها‬
‫ويزيدنا َو ْج ًدا وال يشفينا‬ ‫يشفي المالم قلوبهن من الهوى‬
‫الم َزار أمينا‬ ‫خانت ِ‬
‫قلبا على بعد َ‬
‫ً‬ ‫لواحظُها على قرب المدى‬
‫فينا وأرسلها فَ ُك َّن عيونا‬ ‫ِإ َّن الذي خلق المون أباحها‬
‫حتى ا َكتَ َح ْل َن فزدته تحسينا‬ ‫لم يكفهن الحسن وهو مبرح‬
‫ردت تحيتها التي تحيينا‬ ‫يا حبذا تلكم الديار لو أنها‬
‫بها َو ِسنينا‬
‫َأياما َ‬
‫فذكرت ً‬
‫ُ‬ ‫وقفت فيها ساع ًة‬
‫ُ‬ ‫الربوع‬
‫تلك ُّ‬
‫ب مهدى الهوى مأمونا‬ ‫للح ّ‬
‫ُ‬ ‫هاديا‬
‫رشيدا ً‬
‫ً‬ ‫أيام كنت بها‬

‫فنلن بي ماشينا‬
‫حكمتهن َ‬ ‫تعطي الغواني ما أشاء وربما‬
‫ما كنت أحسب أنكم تسلونا‬ ‫يا جبرةً في الحي نذكر عهدكم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]286‬‬

‫فينا وكم ِمتْ َنا بكم وحيينا‬ ‫كم قد شقينا فيكم ونعمتم‬
‫أم تذكرون من العهود يمينا ؟‬ ‫هل تحفظون من المواثق موثقًا ؟‬
‫ص ُار َنا وتعاقدت َْأيدي َنا‬
‫ْأب َ‬ ‫مواقف انطلقت بها‬
‫َ‬ ‫أم تذكرون‬
‫والنسرينا‬
‫ِّ‬ ‫نقط تزين الورد‬ ‫وعلى جبينك والخدود من الحيا‬
‫ِسِّر الهوى وعلمت ما تبغينا‬ ‫برح الخفَا فعلمت ما أبغيه من‬
‫ِسِّر الِّلقَ ِ‬
‫اء وكان ما تدرينا‬ ‫وبدا الغرام فكان َما أدريه ِم ْن‬
‫بي َنا‬
‫َأن يفشو به َف َي ْ‬
‫َريَّاه ْ‬ ‫النسيم فكاد من‬
‫ُ‬ ‫سر تحمله‬
‫متيما مفتو َنا‬
‫فيعود منه ً‬
‫َ‬ ‫الخلي من الهوى‬
‫ُّ‬ ‫ويكاد ينشقه‬
‫فيظن فينا يا سعاد ظنونا‬ ‫ويكاد عاذلنا يشم أريجه‬
‫ت فيها وجنة وجبينا‬
‫قََّب ْل ُ‬ ‫ال تنكري تلك المواقف بعد ما‬
‫لبقين رسما في الجبين مبينا‬ ‫قب ُل لو انطبعت كما شاء الهوى‬
‫سر الهوى وظالمه يطوينا‬ ‫َّ‬ ‫والليل يسعدنا فَ ُن ْن ِشر تحته‬
‫ترنو إليك فَ ِك ْدت تستحيينا‬ ‫َّ‬
‫والشهب ساهرةٌ حسبت عيو َنهما‬
‫تحت الغصون وظلها يخفينا‬ ‫والبَّدر مطلع يحاول كشفنا‬
‫فتخال هينمة َّ‬
‫النسيم أنينا‬ ‫بالرياض عليلة‬
‫والريح تعبث ِّ‬
‫ِّ‬
‫طيبا وزاد بساطها تلوينا‬
‫ً‬ ‫واألرض َز َّي َنها الربيعُ فزادها‬
‫أغصا ُنه طربا وترقص لينا‬ ‫واألي ُك ُي ْط ِر ُب ُه الخرير فتنثني‬
‫فكأنهن الحظ يبكينا‬ ‫والروض قد زار الندى أزهاره‬
‫ُك َّنا فنينا يوم كن فنينا‬ ‫أيام ُأْن ٍ‬
‫س قد فنين وليتنا‬
‫شجونا‬
‫القلوب ُ‬ ‫ذكرى تزيد بها‬ ‫أثرا سوى‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َول ْت وما تركت لنا ً‬
‫أ‬

‫عهد الهوى فدعينا‬


‫ضى ُ‬ ‫وِ‬
‫قد ا ْنقَ َ‬ ‫قلوب َنا‬ ‫ِ‬ ‫رضت َيا ِذكرى‬
‫أم ِ‬
‫َ‬ ‫الغرام َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]287‬‬

‫باق فأنت اليوم ال تجدينا‬ ‫قد كنت تجدين الوصال إذا الهوى‬
‫فنزيد بالذكرى الهوى تمكينا‬ ‫السلُّو ونحن نذكر الهوى‬
‫نبغي ُّ‬
‫القلوب إذا هوين هوينا‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫هيهات يسلو القلب عهد غرامه‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]75‬‬


‫‪26‬‬
‫قال أبو الهدى الصيادي (ت‬
‫مــــن البسيــــــط‬ ‫‪1328‬هـ) ‪:‬‬

‫المختار َهادينا‬
‫فيه بسيدنا ُ‬ ‫سلنا لبارينا‬
‫صباح الخير تََو ُّ‬
‫وشمس أنواره قد أشرقت فينا‬ ‫س َحًرا مواطننا‬ ‫ِ‬
‫َع َّمت عناياتُه َ‬
‫ِ‬
‫بمعناه معانينا‬ ‫وصغنا‬ ‫لُذْنا ِب ْ‬
‫عنها ُ‬ ‫العليا بال حول‬‫أعتَابه ُ‬
‫إن تظمأ ِ‬
‫نواحي َنا‬ ‫ـمسكين والغي ْ‬ ‫وقد قصدناه وهو الغوث للَ ّدنف الـ‬
‫وقد علمناه كافينا ووافينا‬ ‫والخوف راع القلب طارقه‬
‫ُ‬ ‫ِجْئ َناهُ‬
‫ش ٍّك محمدنا المحمود حامينا‬
‫َ‬ ‫وقد لجأنا لعليا ِعِّزه وبال‬
‫ِ‬
‫باإلحسان نادينا‬ ‫منا فأ ْغرق‬ ‫مدت إليه أيادينا على وجل‬
‫من الوجود وإ ن تبعد أراضينا‬ ‫ها نحن جيرا ُنه في كل َز ٍ‬
‫اوية‬
‫قُ ْم َنا بذنب بغفران يكافينا‬ ‫ونحن ُخدامه في العالمين فإن‬
‫صعب بآمالنا والقصد يرضينا‬ ‫أمل‬ ‫ِ‬
‫الف ْكر عن ٍ‬
‫وإ ن تَ َكد ََّر منا ُ‬
‫بنظرة مع حسن الحال يحيينا‬ ‫وإ ن يمت قلبنا في طي حالتنا‬
‫بباه رحم ًة منه يحيينا‬ ‫وإ ن رددنا عن األبواب جملتها‬
‫أسبابه بالتفات منه يشفينا‬ ‫إن عم فينا والشفا عسرت‬
‫والداء ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]288‬‬

‫حبال أعمالنا هلل يدنينا‬ ‫وإ ن بعدنا عن الخيرات وانقطعت‬


‫ضاق الخناق وراعتنا أعادينا‬ ‫وف إذا‬
‫والر ُء َ‬
‫هو العطوف علينا َّ‬

‫َأن ُن َذ َّل ومولى الخلق راعينا‬


‫شا ْ‬ ‫هو الحريص علينا أن ُّن َذ َّل وحا‬
‫ِ‬
‫اإلساءة راعينا يراعينا‬ ‫مع‬ ‫نحن انتمينا إلى أعتاب ِعَّز ِت ِه‬
‫به فأكرم قاصينا ودانينا‬ ‫أحاط فضال بنا واهلل أيدنا‬
‫لما دعانا له بالغيب داعينا‬ ‫فزنا به وسعدنا في محبته‬
‫ما خاب في بابه واهلل راجينا‬ ‫هو المالذ إذا ما خاف خائفنا‬
‫كل المصائب فيه اهلل ينجينا‬ ‫نحمي به من ملمات الزمان ومن‬
‫لنا بنفحته إذ ذاك كافينا‬ ‫أوقاتنا بدولته العليا وكل يد‬
‫بيضا ونصلح في إحسانه الدينا‬ ‫نرجو بدولته العليا وكل يد‬
‫أنواره وزهت فيها بوادينا‬ ‫إله العرش ما لمعت‬
‫صلى عليه ُ‬
‫صاروا بنسبته ُغًّرا ميامينا‬ ‫والصحاب الطيبين ومن‬
‫ّ‬ ‫وآله‬
‫العظيم الواهب داعينا‬
‫ُ‬ ‫أن يستجيب‬
‫ْ‬ ‫والتابعين لهم والمخلصين إلى‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]76‬‬


‫‪13‬‬

‫مــــن البسيـــــط‬ ‫قال أحمد القوصي (ت‪1334‬هـ) ‪:‬‬

‫ير ِم ْن َجدواك ُيول ِينا‬


‫الخ ِ‬
‫نبع َ‬
‫َو َم َ‬ ‫للي ْم ِن َ‬
‫دام ْت يا َخديوينا‬ ‫علياك ُ‬
‫ير َيهدينا‬
‫الخ ُ‬
‫سارك َيسر َ‬
‫َ‬ ‫َوفي َي‬ ‫الوجود سري‬
‫َوفي َيمينك َيمن في ُ‬
‫الر َكاب ولإل ْنص ِ‬
‫اف َيثنينا‬ ‫َيحدى ِّ‬ ‫العدل ممتثالً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوَأينما سرت صار َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]289‬‬

‫إ ْذ ال تَرى ِم َ‬
‫نك ِإال ما َيرقينا‬ ‫َأنت م ِ‬
‫وج ُده‬ ‫رور َ َ‬ ‫س ٍ‬ ‫فَ ُكلُّنا في ُ‬
‫العليا ِبوادينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح عُّزك َو َ‬
‫َو َ‬ ‫أياما نؤملها‬ ‫َجددتـ ل ْلفَضل ً‬
‫ون َوال زالت تُصافينا‬ ‫في ال َك َ‬ ‫عم َع َّمت فَضائلها‬ ‫َو َكم َب َدت َن ٌ‬
‫في ُك ِّل َوقت تَروينا َوتَروينا‬ ‫ودك في الدُّنيا لَ ُه ِم َن ٌن‬‫بحر ُج ِ‬‫َو ُ‬
‫ش ِريفك ِإال َعلى تَهانينا‬
‫َو َكم ِبتَ ْ‬ ‫ش َرفا‬
‫العليا َرقت َ‬ ‫َو َكم ِب َك َ‬
‫الدولة َ‬

‫آثر ال ُن ْح ِ‬
‫العليا تَوافينا‬ ‫ِبالعز َو َ‬
‫المجد َو َ‬ ‫ددا‬
‫صي لَها َع ً‬ ‫َو َكم َم ٍ‬
‫طلعتكم َأبهى َأمانينا‬
‫َو ُنور َ‬ ‫الغرا َمواسمنا‬ ‫و ُك ُّل ِ‬
‫َأيام َك َّ‬ ‫َ‬
‫ُك ُّل اَألنام َوقال َّ‬
‫السعد آمينا‬ ‫عز ِفي حماك َد َعت‬ ‫َو َكم ِإلَ َ‬
‫يك ِب ٍّ‬
‫َعلى الدَّوام َيحيينا َويحيينا‬ ‫ليك ِعٍّز َدولته‬
‫لت َخير م ِ‬
‫ال ِز َ َ َ‬
‫ِب َ‬
‫صفو فَضل َأدام اهلل َوالينا‬ ‫الملك قَد قَالت ُمؤرخة‬
‫َو َبهجة َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]77‬‬


‫‪11‬‬

‫مــــن الطويـــــــل‬ ‫وقال أيضــــــا ً ‪:‬‬

‫َو َمقصدنا األسمى قُدوم َأفندينا‬ ‫ِبحسن ابتسام الثَّغر تَزهو تَهانينا‬
‫السعادة تَزيينا‬ ‫نال ِب ِ‬
‫رايات َّ‬ ‫َو َ‬ ‫فَهذا قُدوم صيَّر الثَّغر ِ‬
‫باس ًما‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫َ‬
‫العليا برأيك تَمكينا‬
‫َكما َنالت َ‬ ‫َو ُك ُّل َأهالي القطر نالوا َم َّ‬
‫سرةً‬
‫نه عيد تَصافينا‬ ‫َبعود ركاب ِم ُ‬ ‫ٍ‬
‫تشريفة َز َهت‬ ‫جاءوا ِل‬
‫َو ُكلُّ ُهم ُ‬
‫َوفي َبهجة اِإل قبال َهلَّ ْت َأمانينا‬ ‫َوعودك َمصحوب ِب َخير َ‬
‫سالمة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]290‬‬

‫نافال زالَت َمزاياك تَنبينا‬ ‫سرر ِ‬ ‫ص ًعا‬


‫المليك ُم َر َّ‬
‫َوقد ُحزت نيشان َ‬
‫فاق َكما فُ ْق َت اََألنام َنياشينا‬
‫فَ َ‬ ‫شأ ًنا َو ِرف َ‬
‫ْع ًة‬ ‫َونال ِب َك ِّ‬
‫النيشان َ‬
‫ق الدينا‬
‫فََأيقَن َأن ال َنصر َقد عا َن َ‬ ‫شهامة‬‫السلطان َخير َ‬
‫نك َرأى ُّ‬ ‫َو ِم َ‬
‫يك َكما ِم ْن َك اَأليادي تُوافينا‬
‫ِإلَ َ‬ ‫ومد أياديه ِب ٍ‬
‫َأيد َكريمة‬ ‫ََ‬
‫ألن الَّذي َيرضيك ال َ‬
‫ش َّك َيرضينا‬ ‫َّ‬ ‫فسنا‬ ‫حن َنهنى ِبالَّذي ِن َ‬
‫لت َن َ‬ ‫فَ َن ُ‬
‫ِبعيد َ‬
‫الهنا للقطر ُعود خديوينا‬ ‫َأرخت‬
‫َوَألسنة العليا لعمرك َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]78‬‬


‫‪38‬‬

‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫قال حفني ناصف (ت‪1338‬هـ) ‪:‬‬

‫ويصفينا‬
‫وللزمان يعادينا ُ‬ ‫ما للحوادث تٌنئينا وتُدنينا‬

‫من رقش أثوابها للناس تلوينا‬ ‫وللسياسة تبدي كل ٍ‬


‫آونة‬
‫صروفه وأويقات تُصافينا‬ ‫تكدرنا‬
‫والدهر ما باله حينا ّ‬
‫الشهدي يسقينا‬
‫ّ‬ ‫ومرة كأسه‬ ‫طعمه‬
‫يذيقُنا مرةً ما مر َم ُ‬
‫الدمع سيالً من مآقينا‬
‫َ‬ ‫وأجرت‬ ‫مظاهر َب َه َرتْنا عند رؤيتها‬
‫ٌ‬
‫فشاهدتـ من مرائيه أفانينا‬ ‫سحرت فيه مدار ُك َنا‬
‫وملعب ُ‬
‫ٌ‬
‫تظهر لنا حينا‬
‫ْ‬ ‫عن العقول وإن‬ ‫محج َب ًة‬
‫أسرارا ّ‬ ‫ِ‬
‫للغيب‬ ‫لكن‬
‫ً‬
‫أفضال ِه لينا‬
‫ِ‬ ‫وليه من‬
‫واليأس ُي ُ‬ ‫حدث بعد العُسْر ميسرةً‬ ‫واهلل ُي ِ‬
‫ُ‬
‫والشهر إكماله عند الثالثينا‬ ‫والشيء يبلغ بالتدريج غايتَه‬
‫ُ‬
‫وأقبلَ ْت َن ْحو َنا الدنيا ته ّنينا‬ ‫والحمد هلل قد قرت ِ‬
‫نواظ ُرنا‬ ‫ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]291‬‬

‫لنا وفارقَنا ما كان يؤذينا‬ ‫الفالح َب َد ْت‬


‫ِ‬ ‫وأسباب‬
‫ُ‬ ‫قر‬
‫واألمر ّ‬
‫عو ًنا لنا وأما ًنا من أعادينا‬ ‫وحقّق اهلل ما كنا نؤمله‬
‫تشيد في العليا مبانينا‬
‫وأن ّ‬ ‫الصالح لنا‬
‫ِ‬ ‫جلب‬
‫وزارة شأنها ُ‬
‫وحالنا فنسينا أمر ماضينا‬ ‫ومجلسا قام في إصالح قابلنا‬
‫أحيوا بمسعاهمو اإلصالح والدِّينا‬ ‫معشر النواب أنهمو‬
‫َ‬ ‫مبلغ‬
‫َمن ٍ‬
‫حبًّا تمكن في األحشاء تمكينا‬ ‫وأنهم في ِ‬
‫قلوب الناس قد غرسوا‬
‫مسك دارينا‬
‫َ‬ ‫ذكرا يباهي شذاهُ‬
‫ً‬ ‫وأنهم خلدوا الذكر الجميل لهم‬
‫ووطنوا العدل بين الناس توطينا‬ ‫السبل الصعاب لنا‬
‫وأنهم مهدوا ْ‬
‫النفوس وصدتنا أمانينا‬
‫َ‬ ‫منا‬ ‫وأنهم أطمعونا بعد ما يئست‬
‫العفو عما قاله فينا‬
‫وليسأل َ‬ ‫اليوم فلي ْنظر الالحي لهيئتنا‬
‫نزاهة العرض مما كان يرمينا‬ ‫وليصح من سكره وليعرفن لنا‬
‫ُ‬
‫سارين في فلك العليا مجدينا‬ ‫وليلق من مجلس الشوري نجوم هدى‬
‫أو لم يكابد علي الأعمال تمرينا‬ ‫يدري بأن كان لم يعتد مباشرة‬

‫مصر في عينيه برلينا‬


‫حتى يرى َ‬ ‫منبهر‬
‫ٌ‬ ‫وربك يغدو وهو‬
‫إذن ّ‬
‫ْ‬
‫والهونا‬
‫أيام كنا نقاسي الظلم ُ‬ ‫مر ْر َن بنا‬
‫أياما َ‬
‫أرجع اهللُ ً‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫أحبابنا وتنادينا ذرارينا‬ ‫تندبنا‬
‫كنا ُنساق بسوط الظلم ُ‬
‫وكان ص ِ‬
‫اح ُب َنا الفالح مسكينا‬ ‫الحور في س ٍ‬
‫عة‬ ‫ِ‬ ‫أيام كانت والةُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أميرا قط ُيشكينا‬
‫وما وجدنا ً‬ ‫وكم أتينا لهم نشكو ظالمتنا‬
‫بأنه تابع في ذاك قانونا‬ ‫ويخصمنا‬
‫يقضي علينا بما يهوى ُ‬
‫في الحكم يا قرب ما يلغي القوانينا‬ ‫فإن رأي أنه مما يساعدنا‬
‫حكام تمرض والدينار َيشفيينا‬
‫ُ‬ ‫فنحن نعرض والحكام تُعرض واأل‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]292‬‬

‫بعد نلقاهم شياطينا‬


‫ـال ًكا ومن ُ‬ ‫نظنهم يوم تقليد اإلمارة أمـ‬
‫تندينا‬
‫كدنا غير أدهان ّ‬
‫من ّ‬ ‫كأننا اآللة الصماء ليس لنا‬
‫حظ ولكن عصا األيام تجرينا‬ ‫أو أننا ُكرةٌ تجري وليس لنا‬
‫وأن ساحاته مأوى أهالينا‬
‫َّ‬ ‫ما ذنبنا غير أن الشرق منبتنا‬
‫ولتحي نظارنا وليحي سامينا‬ ‫فلتحي أوطا ُننا ولتحي أمتنا‬
‫وليحي حامي حمى مصر عرابينا‬ ‫لتحى نوابنا وليحي مجلسنا‬
‫وليحى من جمعنا من قال آمينا‬ ‫وجندهُ الحر ولتحى السراة لهم‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]79‬‬


‫‪13‬‬
‫قال عبد الغفور الدانابوري (ت‬
‫مــــن البسيــــط‬ ‫‪1340‬هـ)‪:‬‬

‫الب ِين يشوينا ويصلينا‬


‫َولَ ْو َع ُة َ‬ ‫يء يسلينا‬
‫ش ٌ‬‫س ْل َمى فما َ‬
‫با َن ْت َ‬
‫وقمت عانقتها والحزن يبكينا‬ ‫قامت تَُودِّعني والهجر يمنعها‬
‫أعطاك َر ِّبي غداة البين تسكينا‬ ‫تقول صبرا جميال ال تمت َأسفًا‬
‫وودعتني وداعا ال تبالينا‬ ‫فيا لها تركتني هائما قلقا‬

‫نار الهوى والدَّمع يروينا‬


‫ب ُ‬ ‫ش َّ‬
‫َو َ‬ ‫ملتهب والعين ذارف ٌة‬
‫ٌ‬ ‫القلب‬
‫الصبا أعضائها لينا‬
‫تحكي نسمي ّ‬ ‫هيفاء ناعمة‬
‫ُ‬ ‫غيداء فاتنة‬
‫ُ‬
‫فَتَّا َن ٌة بسهام العين ترمينا‬ ‫برق إذا برزت‬
‫شمس إذا طلعت ٌ‬
‫ٌ‬
‫برق تنور ِم ْن ٍ‬
‫تلقاء بلقينا‬ ‫ٌ‬ ‫كأنها في ظالم الليل إ ْذ خرجت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]293‬‬

‫سوادا من ليالينا‬
‫ً‬ ‫والفرع يحكي‬ ‫خود غدائرها طالت إلى قدم‬
‫ٌ‬
‫ش ِفي َنا‬
‫اللحظ من طرفك الممراض َي ْ‬ ‫تفديك شوقا تعالى واسمحي كرما‬
‫لقاء منك يحيينا‬ ‫ِ‬ ‫حتام نشكو ٍ‬
‫بقلب َن ِ‬
‫از ٍح قل ٍ‬
‫متَنا وإ َّن ً‬ ‫ق‬
‫بأي َذ ْنب َه َداك اهلل تقلينا‬ ‫الحب معصي ًة‬
‫ُّ‬ ‫ماذا جنينا وليس‬
‫صدتا فسلت لَنا سيفا وسكينا‬ ‫مالت إلينا فولت بعد ما ركنت‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪9 :‬‬ ‫[‪]80‬‬


‫قال عبد الحميد الرافعي(ت‬
‫مــــن البسيــــط‬ ‫‪1350‬هـ)‪:‬‬

‫ملك الجمال وزادت فيه تمكينا‬ ‫رخيمة الدل كحالء الجفن حوت‬
‫إن َحيَّرت بمعانيها المحبينا‬
‫ْ‬ ‫عجب‬
‫ٌ‬ ‫ص ِفها فكري وال‬
‫يحار في َو ْ‬
‫معنى من الغنج يسبي ال ُخ ْرد العينا‬ ‫ت حورية أبدت لواحظها‬ ‫إن ُق ْل ُ‬
‫خلف السرار وبالنقصان مرهونا‬ ‫أو قلت بدر رأيت البدر ذا كلف‬
‫الدر مكنونا‬
‫ما زال يخجل عقد ّ‬ ‫أو قلت درة غواص فمبسمها‬
‫شجي وتستهوى الخليينا‬
‫تبلو ال ّ‬ ‫لكنها فتن ٌة للناس مرسل ٌة‬
‫على الهوى ال تزال الدهر مفتونا‬ ‫حتى متى يا فُؤادي َأ ْن َت ُم ْن َع ِك ٌ‬
‫ف‬
‫كم ذا تعنى وذاق الذل والهونا‬ ‫هو الغرام فسل عنه معانيه‬
‫وقيس ليلى َد َعاه َّ‬
‫الناس َم ْج ُنونا‬ ‫كثير َعَّزةَ َغال الحب عزته‬
‫ُ‬
‫المشيب يجلي فودي الجونا‬
‫ُ‬ ‫الح‬ ‫فخلّش عنك التَّصابي واتَِّئ ْد فلقد‬

‫أيام كان الصبا يا قلب يغرينا‬ ‫واستغفر اهلل ما قد ولعت به‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]294‬‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]81‬‬


‫‪83‬‬

‫مـــــــن‬
‫البسيـــــط‬ ‫قال أحمد شوقي(ت‪1351‬هـ) ‪:‬‬

‫واديك أم َنأسى ِلوادينا‬


‫َ‬ ‫نشجى ِل‬ ‫لح أشباهٌ َعوادينا‬
‫ط ِ‬‫يا ناِئ َح ال َ‬
‫ناح َك جالَت في َحواشينا‬ ‫قصت َج َ‬ ‫َّ‬ ‫أن َي ًدا‬ ‫غير َّ‬
‫ص َعلينا َ‬ ‫ماذا تَقُ ُّ‬
‫أخا ال َغ ِ ِ‬ ‫ين أي ًكا َغير ِ‬
‫سامر ِنا‬
‫ير نادينا‬ ‫ريب َوظالً َغ َ‬ ‫َ‬ ‫َرمى ِبنا َ‬
‫الب ُ‬
‫ين ِس ّكينا‬ ‫الب ُ‬
‫ليك َ‬‫س َّل َع َ‬
‫هما َو ُ‬
‫س ً‬ ‫َ‬ ‫الفراق لَنا‬ ‫ريش ِ‬ ‫ته ال َنوى َ‬ ‫ُك ٌّل َر َم ُ‬
‫ِ‬ ‫نص ِد ٍع‬
‫ناح ِ‬
‫ين َع ٍّي ال ُي ّلبينا‬ ‫الج َ‬‫م َن َ‬ ‫برح ِب ُم َ‬ ‫وق لَم َن َ‬
‫ش ُ‬ ‫إذا َدعا ال َ‬
‫المصابينا‬
‫عن ُ‬‫جم َ‬ ‫ِئ‬
‫المصا َب َي َ‬
‫إن َ‬
‫َّ‬ ‫فرقَنا‬‫لح َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫بن ال َ‬ ‫نس يا ِا َ‬ ‫الج ُ‬‫فإن َي ُك ِ‬
‫شجوا أفانينا‬
‫ِّكارا َوال َ‬
‫َوال اد ً‬ ‫ظ َمًأ‬
‫ماء َك تََحنا ًنا َوال َ‬ ‫لم تَأ ُل َ‬
‫المواسينا‬‫رتاد ُ‬
‫الذيل تَ ُ‬
‫ب َ‬ ‫سح ُ‬
‫َوتَ َ‬ ‫تَ ُجُّر ِمن فَ َن ِن ساقًا إلي فَ َن ٍن‬
‫المداوينا‬ ‫فَمن ِلر ِ‬ ‫أساةُ ِج ِ‬
‫بالنطس ُ‬‫وح َك ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫حين تَطلُ ُب ُهم‬ ‫شتَى َ‬ ‫سم َك َ‬
‫َوإ ن َحلنا َرفيقًا ِمن َروابينا‬ ‫س‬‫بَأندلُ ٍ‬
‫نازحي أيك َ‬ ‫آها لنا ِ‬
‫ِ‬
‫اإلجالل َيثنينا‬ ‫مع َو‬
‫جيش بالدَّ ِ‬
‫َن ُ‬ ‫سم الو ِ‬
‫فاء لَ ُه‬ ‫رسم وقفنا َعلي ر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ‬
‫صلّينا‬ ‫ِل ِفتَ ٍ‬
‫َوال َمفارِقَ ُهم إالَ ُم َ‬ ‫أدام َع ُهم‬
‫األرض ُ‬
‫ُ‬ ‫ية ال تَنا ُل‬
‫ِللناس كا َنت لَ ُهم أخالقُ ُهم دينا‬ ‫نب َهة‬ ‫لَو لَم يسودوا ِب ٍ ِ‬
‫دين فيه َم َ‬ ‫َ‬
‫سارت ِلدراينا‬ ‫ٍ‬
‫مر من بابل َ‬
‫الخ ِ ِ‬‫َك َ‬ ‫سر ِمن َح َرٍم إالَ إلي َحَرٍم‬ ‫لَم َن ِ‬
‫رد ِخ ِ‬
‫ير ّياً َو َنسرينا‬ ‫الو ِ‬‫تَماثُ َل َ‬ ‫سختُ ُه‬
‫نه ُن َ‬ ‫نابت َع ُ‬‫لد َ‬‫لَ ّما َنبا ال ُخ ُ‬
‫موعنا ُن ِظ َمت ِمنها َمراثينا‬ ‫ُد ُ‬ ‫ناء ُكلَّما ُن ِث َرت‬
‫ثراهم ثَ ً‬
‫َنسقي ُ‬
‫السالطينا‬
‫رب َ‬ ‫ظن في التُ ِ‬ ‫دن يو ِق َ‬ ‫َو ِك َ‬ ‫يون قَوافينا تُ َحِّر ُك ُه‬
‫كادت ُع ُ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]295‬‬

‫ِ‬
‫الكافور تَسقينا‬ ‫ين ِم َن ال ُخ ِلد ِب‬
‫َع ٌ‬ ‫أغضت علي ِم ٍ‬
‫قة‬ ‫صر َوإ ن َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫لَك َّن م َ‬

‫قامت َرواقينا‬ ‫ِ‬ ‫وانبها َرقَت تَماِئ ُمنا‬ ‫علي ج ِ‬


‫ول حافاتها َ‬ ‫َو َح َ‬ ‫َ َ‬
‫ست فيها أمانينا‬ ‫ِ‬ ‫رحت فيها َم ِ‬ ‫ِ‬
‫أربعٌ أن َ‬‫َو ُ‬ ‫آر ُبنا‬ ‫ب َم َ‬ ‫َمالع ٌ‬
‫دود ِمن أوالينا‬‫ب ِل ُج ٍ‬ ‫َو َم ِ‬
‫غر ٌ‬
‫عود ِمن ِ‬
‫أواخ ِرنا‬ ‫س ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َمطلعٌ ل ُ‬
‫يحان ُيغادينا‬‫صر َوَر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ّنا َفلم َنخ ُل ِمن َروح ُي ِ‬
‫من َبِّر م َ‬ ‫راو ُحنا‬
‫ِِ‬ ‫أم موسى علي ِاسم ِ‬
‫َو ِباسمه َذ َه َبت في َ‬
‫الي ِّم تُلقينا‬ ‫اهلل تَك ُفلُنا‬ ‫َ‬ ‫َك ِّ‬
‫أكواب ِلبادينا‬
‫ٌ‬ ‫رين َو‬
‫حاض ُ‬ ‫ِل ِ‬ ‫رم ذي اإلحسان ِ‬
‫فاك َه ٌة‬ ‫صر َكال َك ِ‬ ‫َو ِم ُ‬
‫الهدو ِء َو َيهمي َعن َمآقينا‬ ‫بع َد ُ‬‫َ‬ ‫وان ِحنا‬
‫ساري البرق يرمي عن ج ِ‬
‫َ َ‬ ‫يا ِ َ َ َ‬
‫األرض باكينا‬ ‫ضبنا‬ ‫مع الس ِ‬
‫َ‬ ‫البكا فَ َخ َ‬
‫هاج ُ‬ ‫ماء َد ًما‬ ‫ق في َد ِ َ‬ ‫قر َ‬‫لَ ّما تََر َ‬
‫هتف بسالينا‬ ‫يام ولم َن ِ‬
‫ِ ٍ‬ ‫هتك َد ِ‬ ‫شهد لم َن ِ‬
‫َعلي ن َ‬ ‫ياج َي ُه‬ ‫اللي ُل َي ُ‬
‫يل الهوى ِللع ِ‬ ‫ِ‬ ‫جم لم َيَرنا إالَ َعلى قَ َدٍم‬
‫هد راعينا‬ ‫َ‬ ‫يام لَ ِ َ‬‫ق َ‬ ‫َوال َن ُ‬
‫حين ُيضوينا‬ ‫فيه َ‬ ‫ِمما ُنردِّ ُد ِ‬ ‫الليل حاِئ َر ٍة‬
‫ماء ِ‬ ‫َك َزفَر ٍة في س ِ‬
‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ّواً ِبجرينا‬ ‫ِ‬
‫النور َم ُ‬ ‫َنجاِئ ِب‬ ‫باب َعلى‬ ‫الع ِ‬
‫لماء ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫بت َ‬ ‫ِب ِ‬
‫اهلل إن ُج َ‬
‫شياطينا‬‫فسادا أو َ‬ ‫إنسا َي ِع ْث َن ً‬
‫ً‬ ‫عاد َي ٍة‬
‫نك يداهُ ُك َّل ِ‬
‫تَُر ُّد َع َ َ‬
‫يوب َوإ ن كا َنت َميامينا‬‫َعلي ال ُغ ِ‬ ‫عال َي ٍة‬
‫النيل ِ‬
‫ماء ِ‬ ‫س ُ‬ ‫تك َ‬‫َحتّى َح َو َ‬
‫ِ‬
‫أفواف وادينا‬ ‫الز َبَر َج ِد ِمن‬
‫َوشي َّ‬ ‫رد َعلى‬ ‫الالز َو ِ‬
‫فوف َ‬ ‫ش ُ‬ ‫احر َزتَ َك ُ‬
‫َو َ‬
‫ربت َخماِئ َل و ِ‬
‫اهتََّزت َبساتينا‬ ‫أرجاء ُمَؤ َّر َج ًة‬ ‫الريف‬
‫ُ‬ ‫حاز َك‬
‫َو َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ً‬
‫ط ُّل َ‬
‫الرياحينا‬ ‫نزل َكما َن َز َل ال َ‬‫َوِا ِ‬ ‫النيل َوِاهتُف في َخماِئ ِل ِه‬‫فقف إلي ِ‬ ‫ِ‬
‫ثات َو َيضوي ِمن َمغانينا‬ ‫بالحاد ِ‬
‫ِ‬ ‫بات َيذوي ِمن َم ِ‬
‫نازِلنا‬ ‫َوآس ما َ‬
‫روح ِمن َمرامينا‬
‫فطاب ُك ُّل طُ ِ‬ ‫َ‬ ‫س َحًرا‬
‫س َرت َ‬ ‫َويا ُم َعطِّ َرةَ الوادي َ‬
‫حسب ُمغالينا‬‫ف لَم ُن َ‬ ‫يوس َ‬‫قميص ُ‬ ‫َ‬ ‫يل لو ِخلنا ِغاللتَها‬ ‫ِ‬
‫ذكيَّة ال َذ ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]296‬‬

‫بالر ّيا َعناونيا‬ ‫بالو ِ‬ ‫السرى حتّى أتَ ِ‬ ‫ج ِش ِ‬


‫تبا َو َ‬
‫رد ُك ً‬ ‫َ‬ ‫يت لنا‬ ‫َ‬ ‫وك ُّ‬
‫ش َ‬‫مت َ‬ ‫َ‬
‫نهض َجوازينا‬ ‫ِ‬ ‫َعن ِ‬ ‫باألوارح ِ‬ ‫َفلو جَز ِ‬
‫طيب َمسراك لم تَ َ‬ ‫غال َي ًة‬ ‫ِ‬ ‫يناك‬ ‫َ‬

‫شيا ِمن أمالينا‬ ‫َغراِئ َب ال َ‬


‫شو ِ‬
‫ق َو ً‬
‫َهل ِمن ُذيوِل ِك م ِ‬
‫سك ٌّي ُن َح ِّملُ ُه‬ ‫َ‬
‫َّهمو الصافي ُه َو الدنيا‬
‫ُدنيا َو ُود ُ‬ ‫ير ِه ُم‬ ‫إلي الَّ َ‬
‫ذين َو َجدنا ُو َّد َغ ِ‬
‫واهم في تَناجينا‬‫َو ِمن َمصون َه ُ‬ ‫ضماِئر ِنا‬ ‫ليهم من َ‬ ‫يا من َنغار َع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الل َعلي ُكم في أمانينا‬‫الد ِ‬
‫َعن َ‬ ‫واطر ِنا‬‫نين إلي ُكم في َخ ِ‬ ‫الح ُ‬
‫غاب َ‬‫َ‬
‫في الناِئ ِ‬
‫بات َفلَم َيأ ُخذ ِبأيدينا‬ ‫عاد ِتنا‬
‫بر َندعوهُ َك َ‬ ‫ِجئنا إلي َّ‬
‫الص ِ‬
‫صياصينا‬ ‫ِ‬ ‫مع َوال َج ٍلد‬
‫َحتّى أتَتنا َنوا ُكم من َ‬ ‫َوما ُغلبنا َعلي َد ٍ‬
‫فيه ِذكرا ُكم َوتُحيينا‬
‫تُميتُنا ِ‬ ‫آخ ُرهُ‬‫أن الحشر ِ‬
‫َونابغي َك َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫األسحار َيطوينا‬ ‫كاد في َغلس‬ ‫َي ُ‬ ‫راق ُكمو‬‫َنطوى ُدجاهُ بجرح ِمن فُ ِ‬
‫ُ‬
‫تهدأ تَراقينا‬
‫زول َولم َ‬ ‫َحتّى َي َ‬ ‫رسا ال َنجم لم تَرقأ م ِ‬
‫حاج ُرنا‬ ‫إذا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َحتّى قَ َعدنا بها َحسرى تُقاسينا‬ ‫واك ِ‬
‫به‬ ‫بتنا ُنقاسي الدَّواهي من َك ِ‬
‫أسينا‬ ‫ِ‬ ‫يبدو ال َنهار فَي ِ‬
‫خفيه تَ َجلُّ ُدنا‬
‫للشامتين َو َيأسوهُ تَ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫الصبا لينا‬ ‫ِ‬ ‫أكناف الرُّبى ِرف ًة‬ ‫هد َك ِ‬ ‫سقيا ِلع ٍ‬
‫أ ّنى َذ َهبنا َوأعطاف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رف أوقاتُنا فيها َرياحينا‬ ‫تَ ُّ‬ ‫مان بنا َغيناء ِ‬
‫زاه َي ٌة‬ ‫الز ُ‬‫ِإذ َ‬
‫ُ‬
‫هر ماشينا‬ ‫والسَّ ُ ِ‬ ‫يش ِ‬ ‫ِ‬
‫عد حاش َي ٌة َوالدَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ناغ َي ٌة‬ ‫الع ُ‬‫الوص ُل صاف َي ٌة َو َ‬‫َ‬
‫اليمانينا‬ ‫ِ‬
‫لقيس تَر ُف ُل في َوشي َ‬ ‫َب َ‬ ‫حس ُبها‬
‫مس تَختا ُل في العقيان تَ َ‬ ‫َوالشَّ ُ‬
‫لمصافينا‬ ‫كان فيها و ِ‬
‫فاء ل ُ‬
‫َ ٌ‬ ‫لو َ‬ ‫َوالني ُل ُيقب ُل َكالدُّنيا إذا احتَ َفلت‬
‫قدار لَو دينا‬ ‫والَّسَي ُل لو ع َّ ِ‬ ‫لو َّ‬ ‫دام َوالنُّعمى ِ‬
‫ف َوالم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اطَر َدت‬ ‫عد لو َ‬ ‫َوالسَّ ُ‬
‫اإلكسير أو طينا‬
‫َ‬ ‫ماء لَمسنا ِب ِه‬
‫ً‬ ‫ُالقى َعلى األرض َحتّى َردَّها َذ َه ًبا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]297‬‬

‫األنوار ِمن سينا‬


‫ُ‬
‫وان ِ‬
‫به‬ ‫علي ج ِ‬
‫َ َ‬ ‫س َمت‬ ‫التابوت َوارتَ َ‬
‫ُ‬ ‫من ِه‬
‫أعداهُ ِمن ي ِ‬
‫ُ‬
‫الو ِف ّيينا‬ ‫هد ِ‬
‫الك ِ‬ ‫بالغُ ما في ال ُخلق ِمن َك َرٍم‬ ‫لَ ُه م ِ‬
‫ميثاق َ‬
‫ُ‬ ‫رام َو‬ ‫َع ُ‬ ‫َ‬
‫بأي ِ‬
‫امنا أو في لَيالينا‬ ‫إال ّ‬ ‫س‬ ‫جر ِللدَّ ِ‬
‫لم َي ِ‬
‫إعذار َوال ُع ُر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫هر‬
‫يادا وال أرحى َميادينا‬ ‫ِم ّنا ِج ً‬ ‫أع َّن ِت ِه‬
‫عد أطغى في ِ‬ ‫الس ُ‬
‫َوال َحوى َّ‬

‫حتى‬

‫ولم يهن ِبي ِد التَ ِ‬


‫شتيت غالينا‬ ‫وه ُرنا‬
‫النار َج َ‬
‫َ َُ َ‬ ‫خاض َ‬ ‫َ‬ ‫واقيت‬
‫ُ‬ ‫الي‬
‫حن َ‬ ‫َن ُ‬
‫الح ِ‬
‫رباء شانينا‬ ‫إذا تَ َّلون َك ِ‬ ‫لق‬
‫صبغٌ َوال ُخ ٌ‬ ‫وال يحو ُل لنا ِ‬
‫َ َ‬
‫شا ِم َ‬
‫ثل وادينا‬ ‫الض ِ‬
‫خم َعر ً‬ ‫في م ِ‬
‫لكها َ‬ ‫ُ‬ ‫ص َع َدت‬ ‫مس ميزا ًنا َوال َ‬ ‫الش ُ‬
‫نزل َّ‬ ‫لم تَ ِ‬
‫حافات ِه َو َرأت‬
‫ِ‬ ‫ألم تَُؤ لَّه َعلي‬
‫الميامينا‬ ‫ِ‬ ‫شاطَئ ِ‬
‫غازلت ِ‬
‫أبناءها ال ُغَّر َ‬
‫َعليه َ‬ ‫ضحي لبسا‬ ‫يه في ال ُّ‬ ‫إن َ‬
‫وشي ِ‬
‫ندس الم ِ‬ ‫َخماِئ َل ُّ‬
‫َّة الغينا‬ ‫َ‬ ‫الس ُ‬ ‫الواد ِمن َ‬
‫ش َج ٍر‬ ‫جاج ِ‬ ‫بات ُك ُّل ُم ِ‬‫َو َ‬
‫ظ القَِّز بالخيطان تَرمينا‬ ‫ِ‬
‫لواف َ‬ ‫هل َم ِن َجَب ٍل‬
‫س ٍ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َو َه ِذ ِـه‬
‫األرض من َ‬
‫القياص ِر ِد ّناها فَراعينا‬
‫ِ‬ ‫قبل‬
‫َ‬ ‫بان َعلي َح َج ٍر‬ ‫ضع َح َج ًرا ٍ‬‫َولَم َي َ‬
‫في األرض إال َعلى ِ‬
‫آثار بانينا‬ ‫ضت‬ ‫صر حاِئطٌ َن َه َ‬
‫أهرام ِم ٍ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫َك َّ‬
‫نينان فانينا‬
‫هر ال ُب ُ‬‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫به َي ُد َ‬ ‫إيوا ُن ُه الفَخم ِمن عليا م ِ‬
‫قاص ِر ِه‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫لوك َوال ُيبقي األواوينا‬
‫الم َ‬
‫ُيفني ُ‬ ‫كأنها ورماال حولها التطمت‬
‫فين ٌة َغ ِرقت إال أساطينا‬
‫سَ‬ ‫َ‬ ‫كأنها تحت ألالء الضُّحى ذهبا‬
‫الموازينا‬ ‫ون َغطَّ َ‬ ‫ُك ُ ِ‬
‫ين َ‬ ‫رع َ‬
‫نوز ف َ‬ ‫طَّيَبها‬
‫والميالد َ‬
‫ُ‬ ‫األبوة‬
‫أرض ّ‬ ‫ُ‬
‫يول ِمن تَصابينا‬
‫مُّر الصَِّبا في ُذ ٍ‬
‫َ‬ ‫كانت محجل ًة فيها مواقفنا‬
‫المجرى قوافينا‬ ‫لسلةـ َ‬ ‫س َ‬ ‫ُغّرا ُم َ‬ ‫العُبنا‬
‫األيام ِ‬
‫كرة َّ‬
‫فآب من ِ‬
‫ِ‬
‫األحالم الهينا‬ ‫ثاب ِمن ِس َن ِة‬ ‫َو َ‬ ‫ولم ندع لليالي صافيا فَ َد َع ْت‬
‫هر آمينا‬‫الد ُ‬
‫فقال َ‬
‫ض َ‬ ‫بأن َن َغ َّ‬ ‫الج َّو صاعق ًة‬ ‫ض َنا َ‬
‫ط ْع َنا ل ُخ ْ‬
‫استَ َ‬
‫لو ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]298‬‬

‫حر ِغسلينا‬ ‫الب َ‬


‫غى َو َ‬
‫نار َو ً‬ ‫والبَّر َ‬
‫َ‬ ‫سعيا إلي مصر نقضي حق ذاكرنا‬
‫فيها إذا َن ِس َي الوافي َوباكينا‬ ‫وان ِع ْن َد ِ‬
‫اهلل َن ْطلُُبه‬ ‫كنز ِب ُح ْل َ‬
‫ٌ‬
‫المَؤ ّدينا‬
‫ير ُ‬‫الوادِئ ِع ِمن َخ ِ‬
‫َخ َير َ‬ ‫عزيز عنه غيبتنا‬ ‫ٍ‬ ‫لو غاب ُّ‬
‫كل‬
‫وق إالَ ِمن َنواحينا‬
‫لَم َي ِأت ِه الشَّ ُ‬ ‫لمصر أو له شجنا‬
‫ٍ‬ ‫إذا حملنا‬
‫األمين شاجينا‬
‫أي َهوى َّ‬
‫لَم َندرِ ُّ‬

‫حتى‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪7 :‬‬ ‫[‪]82‬‬

‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫قال حافظ إبراهيم (ت‪1351‬هـ) ‪:‬‬

‫مع في َمآقينا‬
‫قي ُة َد ٍ‬
‫إال َب َّ‬ ‫الدنيا ِبأيدنيا‬ ‫يء ِم َن ُ‬
‫ش ٌ‬‫بق َ‬
‫لم َي َ‬
‫رياحينا‬ ‫هر ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫الدةَ ِ‬
‫ُك ّنا ِق َ‬
‫العال ُكنا َ‬
‫َوفي َيمين ُ‬ ‫طت‬ ‫فا َنفََر َ‬ ‫جيد َ‬
‫مس إال في َمغانينا‬ ‫ال تُ ِ‬ ‫العِّز ِ‬ ‫نازلُنا في ِ‬
‫كا َنت َم ِ‬
‫ش ُ‬ ‫ق ال َ‬ ‫شر ُ‬ ‫شام َخ ًة‬
‫أقداح ساقينا‬
‫ُ‬ ‫ِمن ماِئ ِه ُم ِز َجت‬ ‫الم َجَّر ِة لَو‬
‫هر َ‬ ‫كان أقصى ُمنى َن ِ‬‫َو َ‬
‫كان َيبدو ِمن أعادينا‬
‫جم َمن َ‬ ‫ِلر ِ‬
‫َ‬ ‫هب لَو ََّأنها كا َنت ُم َ‬
‫س َّخ َرةً‬ ‫َوالشُّ ُ‬
‫خد ُعنا الدُّنيا َوتُلهينا‬
‫شزراً َوتَ َ‬ ‫رمقُنا‬ ‫روف َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الدهر تَ ُ‬ ‫وص ُ‬ ‫َفلَم َن َزل ُ‬
‫ديق َوال ِخ ُّل ُيواسينا‬
‫ص ٌ‬ ‫َوال َ‬ ‫ب‬
‫شٌ‬‫َحتّى َغ َدونا َوال جاهٌ َوال َن َ‬ ‫\‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]83‬‬


‫‪66‬‬
‫قال عبد المحسن الكاظمي (ت‬
‫مـــــــن الخفيـــف‬ ‫‪1354‬هـ)‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]299‬‬

‫مقادر الزائرينا‬‫ما ترينا ِ‬ ‫ريم أرينا‬ ‫ِئ‬


‫لع ُة الزا ر ال َك ُ‬
‫طَ‬ ‫َ‬
‫البدر يبهر ِ‬
‫الناظرينا‬ ‫مطلع ِ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫اطلعي من سما عالك علينا‬
‫بذكر ِك َّ‬
‫الن ِ‬
‫ازلُو َنا‬ ‫امى ِ‬ ‫ِ‬
‫تس َ‬
‫َي َ‬ ‫ساحة النزل َحتى‬ ‫تسامي في‬
‫َو َ‬
‫الميمونا‬
‫قد جعلناك فالنا َ‬ ‫واحملي البشر للقلوب فإ ّنا‬
‫بعثونا‬
‫ـعب َعسى أهله َغداً َي َ‬ ‫من َينوب عن َذِل َك ال َ‬
‫شـ‬ ‫وابعثي َ‬
‫ما أقام األماجد األكرمونا‬ ‫وانح ِم ّنا‬
‫وأقيمي لدى الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نزالً حام دو ّنه المرتَقونا‬ ‫َم ِ‬ ‫وانزلي في الصَّميم ِم ّنا تالقي‬
‫اكرونا‬ ‫َّ‬
‫سى جمالها الذ ُ‬ ‫ليس َي ْن َ‬
‫َ‬ ‫واقبلي حفلنا لك اليوم ذكرى‬
‫ضاك َما َيّروينا‬ ‫َأن َر َوى َع ِ‬
‫ار َ‬ ‫ْ‬ ‫وِاعلَمي َّأننا ِ‬
‫إليك ظماء‬
‫فأهال ببغية الرائينا‬ ‫فوس لمرآك‬
‫طالَما تاقت ال ُن ُ‬

‫أنت تَقتَربينا‬
‫القوم َ‬
‫ُ‬ ‫َح ِس َب‬ ‫بارق ِمن َبعيد‬
‫ٌ‬ ‫الح‬
‫ُكلَ ّما َ‬
‫ذل َك األفق جونا‬ ‫كان لَواله ِ‬ ‫حسبوه س َن ِ‬
‫اك في األ ْف ِ‬
‫ق َيبدو‬ ‫ُ َ‬
‫سبينا‬ ‫ِ‬
‫لك تَروي مشاه ًدا تَ ْ‬ ‫بدع إذا شهدنا الدراري‬ ‫غير ِ‬
‫جلّ ُة القَ ْوِم فانبروا يجتلونا‬ ‫َنجلي‬
‫شاه َد السنا ي َ‬
‫فل َك ْم َ‬
‫ض ِنينا‬
‫كان َد ْهراً َ‬
‫ـر َكريماً َو َ‬ ‫َح ّبذا ليل ٌة بها أصبح الدهـ‬
‫عجبونا‬‫الم َ‬
‫صقّق ُ‬ ‫إذ تَ َجلّى َو َ‬ ‫حفلة أرقص القلوب سناها‬
‫األفضلينا‬ ‫سماُؤ ها‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫إذ أقلت َ‬ ‫سناها‬ ‫حفلة فاضل ال ُنجوم َ‬
‫ِ‬
‫الحاضرينا‬ ‫ِـب قلب ي ِ‬
‫شاطر‬ ‫شاقها الغائبون عنها َو َكم ِلل َغيـ‬
‫ُ‬
‫فالليالي عون لمن يصغونا‬ ‫ص َغينا إلى عظات اللَيالي‬
‫إن َ‬
‫ِ‬
‫السامعينا‬ ‫شنف‬ ‫فالمعالي ت ّ‬ ‫أو أصخنا لما تقول المعالي‬
‫َ‬
‫ليس َيدري أقلها إال كثرونا‬ ‫الزمان كثر و ِ‬
‫لكن‬ ‫حسنات َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]300‬‬

‫ِ‬
‫الشاكرينا‬ ‫جعلتنا لها من‬ ‫غب مثلها لليالي‬
‫كم َيد ّ‬
‫المحتَوفنا‬ ‫ِ‬
‫طالباً يحتَفي به ُ‬ ‫ما َو َجدنا لوال صروف اللَيالي‬
‫طالباً في جماهر الطالبينا‬ ‫المعالي‬
‫ما َو َجدنا لوال طالب َ‬
‫كأساً تلذ للشار ِبينا‬ ‫فعلى ذكر طالب نشرب الليلة‬
‫َ‬
‫العيونا‬
‫منه في مصر ما يقر ُ‬ ‫بالسنا العراقي َيبدو‬
‫َمرحباً َ‬
‫َه َكذا حق للعال أن تكونا‬ ‫رحباً بالعال َمتى تلك ُقلنا‬
‫َم َ‬
‫ِ‬
‫عارض المزن يستهل هتونا‬ ‫رحباً بالَّذي ْ‬
‫استَ َه َّل فاخزى‬ ‫َم َ‬
‫نشره دار في الحمى دارينا‬ ‫شذا َيضوع فَ َيطوي‬
‫رحباً بال َ‬
‫َم َ‬
‫أن قيل برز السابقونا‬ ‫المجد‬
‫رحباً بالسبوق في حلبات َ‬
‫َم َ‬
‫ِب َجليل الثناء َ‬
‫كان قيمنا‬ ‫رحباً بالَّذي إذا القوم أثنوا‬
‫َم َ‬
‫س الَّذي تَعلَمونا‬ ‫ه فَ ُه َو ِ‬ ‫ِ‬
‫الفار ُ‬ ‫ُ‬ ‫جهلو‬
‫اطلبوا طالباً َوال تَ َ‬

‫نسب المجد والعال ِ‬


‫الناسبونا‬ ‫ُه َو ِم ّنا َو َن ُحن منه إذا ما‬
‫بعز من عنده لن تَهونا‬ ‫ُه َو من دوحة تعهدها اهلل‬
‫شهدونا‬ ‫غالَطتنا عنه الح ِ‬
‫مثلته لنا كما تَ َ‬ ‫وادث َحتّى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كاء َج ّما َو َعقالً َرصينا‬
‫َو َذ ً‬ ‫طريراً‬
‫همة طلق ًة َو َعزماً َ‬
‫فرَأينا أحبابنا النائينا‬ ‫طالباً في قريب‬‫أيناك ِ‬
‫قد َر َ‬
‫فأريت الديار َواألهلينا‬ ‫الديار ِاشتياق‬‫كان لألهل و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إن أهل الجمال َيشتَرطونا‬ ‫الحبيب َعلَينا‬
‫اشترط أيُّها َ‬
‫ِ‬
‫الحاقدينا‬ ‫َيتلقى من دونك‬ ‫ُكن لنا ِ‬
‫صارماً َن ُكن لَك درعا‬
‫ثَُّم آبوا بخيبة الخاسرينا‬ ‫ِ‬
‫الحاقدون منك مراراً‬ ‫حاول‬
‫َولدى الشر ماوقاك َيقينا‬ ‫َفلدى الخير ما هناك هناناً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]301‬‬

‫َعربي عودي لعمرك فينا‬ ‫أبي‬


‫أنت يا روح كل ندب ّ‬
‫َ‬
‫يف ينحو رجالُنا ِ‬
‫العاملونا‬ ‫وأرينا و ِ‬
‫َك َ َ ُ‬ ‫العاملون قليل‬ ‫َ‬
‫فأحييت سيرة األولينا‬ ‫أنت إن جئت سرت في أول الشوط‬
‫َ‬
‫شا عنده ِبنا الواشونا‬
‫أو َو َ‬ ‫نم علينا‬ ‫خاف َّ‬
‫الزمان ّ‬ ‫ال َن ُ‬
‫طمح العالَمونا‬ ‫وإ لى ُ ِ‬
‫الع ْرب َي َ‬ ‫اليوم عرب‬
‫أيُّها القوم كلنا َ‬
‫ن أو جدنا َوجد أبينا‬ ‫ِل َي ُكن كلنا َكما َ‬
‫كان قحطا‬
‫أن أردنا على ال ُخطوب ُمعينا‬ ‫َبعضنا في ال ُخطوب عون لبعض‬
‫شداِئدَ لينا‬
‫رد سورينا ال َ‬
‫ّ‬ ‫فَعراقينا متى اشتد خطب‬
‫فالتُهامي كان ُرك ًنا َركينا‬ ‫ذاك ال َنجدي إن ريع َيوما‬
‫َو َك َ‬
‫فَذووا يعرب أبر َيمينا‬ ‫الورى أن َيبروا‬
‫َوإ ذا أقسم َ‬
‫ِ‬
‫الغاصبينا‬ ‫مجدكم ِمن م ِ‬
‫خالب‬ ‫بادروا ِ‬
‫واستَ ِردوا‬ ‫أيُّها العرب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واأللى دونكم عال يسرعونا‬ ‫اليوم َيوم أن تَتَوانوا‬
‫ليس ذا َ‬
‫َ‬

‫سبيل األوطان متفقونا‬ ‫ال يفرقكم ِا ِ‬


‫في َ‬ ‫ختالف فأنتم‬
‫اليوم زلة الخاطينا‬
‫تأمنوا َ‬
‫َ‬ ‫انظروا موضع الخطى وتَمشوا‬
‫ِيتَغاضى عن َهديها ِ‬
‫العارفونا‬ ‫َفعظات األيام أوضح من أن‬
‫عادت فأحزنتَنا ِسنينا‬
‫ثَُّم َ‬ ‫وما‬ ‫ِ‬
‫الحوادث َي ً‬
‫ربما سرت َ‬
‫فاحزنتَنا ِسنينا‬
‫عادت َ‬
‫ثَُّم َ‬ ‫وما‬ ‫ِ‬
‫الحوادث َي ً‬
‫َولكم أب َكت َ‬
‫جهلوها وأضحكت آخرينا‬ ‫وما‬ ‫ِ‬
‫الحوادث قَ ً‬
‫َولكمْ أب َكت َ‬
‫فمن الشك ما َيعود َيقينا‬ ‫فيات شك‬
‫الخ ّ‬
‫كان في َ‬
‫فإذا َ‬
‫إن في َهذه جوى َو َحنينا‬
‫َّ‬ ‫ألدى تلك ان تحن لهذي‬
‫أخوات َوإن تفرقن حينا‬ ‫إنما الشام و ِ‬
‫العراق َومصر‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]302‬‬

‫ما َرجاه لخيره الراجونا‬ ‫الجميع بعد َق ٍ‬


‫ليل‬ ‫سينا ُل َ‬
‫َنتَ َغ ّنى بذكرها طربينا‬ ‫فتَعود البشرى لنا تلو بشرى‬
‫عوتي ‪ :‬آمينا‬ ‫ِلي ِعش كل ِ‬
‫َوليقل عند َد َ‬ ‫طالب َعربي‬ ‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]84‬‬


‫‪39‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال جميل صقر الزهاوي (ت‬


‫البسيـــــــط‬ ‫‪1354‬هـ)‪:‬‬

‫تول الَّذي ُي ِ‬
‫جرى القوانينا‬ ‫ولم ِّ‬ ‫لقد نشرت قوانينا موقتة‬
‫يخلق بها لينا‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫كأنما اهللُ لم‬ ‫والة َأ ْن َت ُم ْر ِسلُهم‬
‫قست قلوب ِ‬
‫ُ‬
‫اس ِد تلقاهم شياطينا‬
‫وفي المفَ ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫مصلحة‬ ‫أغبياء عند‬
‫ً‬ ‫تراه ُم‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حتى غدا ماؤها في َكْأسه ط ْي َنا‬ ‫تكدرت بازدياد الجور عيشتنا‬
‫ِ‬
‫وراشينا‬ ‫مرشي‬ ‫ما بين ِإ ْغ ِ‬
‫ماض‬ ‫ظ ُّل به‬
‫ستَ َ‬ ‫وضاع ِفي ِ‬
‫ٍّ‬ ‫الم ْلك َعد ٌل ُي ْ‬
‫ُ‬
‫ُع َّمالُك المستبدون السكاكينا‬ ‫حد لهم‬ ‫الرعي َة أغنما َي ُّ‬
‫إن َّ‬
‫َّ‬
‫لكنهم جانبوا اإلنجاز الهينا‬ ‫كم عاهدوا أنهم يأتون معدلة‬

‫ٍ‬
‫بمحمود وإ ن زينا‬ ‫فالكذب ليس‬ ‫ٍ‬
‫بموعدة‬ ‫السوء ال تكذب‬
‫يا والي ُّ‬
‫هلل ما ِ‬
‫أنت يا نفسي تالقينا‬ ‫ِ‬ ‫في كل يوم تالقين احتفال ردي‬
‫ظا قلب والينا‬
‫فذاك يمأل غي ً‬ ‫شرقي َّ‬
‫بالنور أوجنا‬ ‫شمس ال تُ ْ‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫تهبي على َج ٍ‬
‫هر بوادينا‬ ‫فال ِّ‬ ‫ِ‬
‫راعيت جانبنا‬ ‫ريح إن‬
‫وأنت يا ُ‬
‫ٍ‬
‫بنفحة منه إن عاف الرياحينا‬ ‫الع ْدل مكتفيا‬
‫شم َ‬‫ماذا على من َي ُّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]303‬‬

‫ابتساما منك يكفينا‬


‫ً‬ ‫يا عد ُل إن‬ ‫إن التفاتًا منك يسعدنا‬
‫يا عدل َّ‬
‫ب يسلينا‬
‫الصبا إن َه َّ‬
‫نسيم ّ‬
‫وال ُ‬ ‫عيش يطيب لنا‬
‫إن غبت عنا فال ٌ‬
‫ما َه َكذا يصرم القوم المحبينا‬ ‫وبا محاسنه‬
‫كان َم ْح ُب ً‬
‫يا عدل من َ‬
‫تذكروا ََّأن َنا طالت ليالينا‬ ‫يا من لياليهم باللَّهو قد قصرت‬
‫أماني تَ َم ِّن ْي َنا‬
‫ُّ‬ ‫َيا َن ْفس ِإالَّ‬ ‫ما السعي منك لنيل العدل عن َكثَ ٍب‬
‫ُ‬
‫الع ْل ُم إال في نواحينا‬ ‫وَأثْمر ِ‬ ‫قد سافر الجه ُل إالَّ عن منازلنا‬
‫َ ََ‬
‫ما عمنا الظلم إالَّ من تغاضينا‬ ‫ما جاءنا َّ‬
‫الش ُر إال من تهاوننا‬
‫لما ربحنا به دنيا وال دينا‬ ‫لو أن في الجهل كل الجاه مدخر‬
‫كف االسار بأيدينا بأيدينا‬ ‫بر من فك ما قد شد من عقد‬
‫ال ّ‬
‫فرا من الضَّيم ما كانوا مجانينا‬
‫ًّ‬ ‫إن الذين استحبوا قتل أنفسهم‬
‫من الحياة التي أمست ِّ‬
‫تعنينا‬ ‫الموت أفض ُل أدنى اهلل ساعته‬
‫ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]85‬‬


‫‪21‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال محمد عبد المطلب (ت‪135‬‬


‫الكامـــــــل‬ ‫‪0‬هـ)‪:‬‬

‫َي ْن ِعي لمصر وللشآم أمينا‬ ‫ناع بكى مأل البالد أنينا‬
‫ٍ‬
‫َذاقت ِب ِه بر البنوة حينا‬ ‫بأمة في ٍ‬
‫ابن لها‬ ‫قد أناخ ٍ‬
‫ثكلت فتى في المخلصين أمينا‬ ‫منذ الذي ثكلت ومن فجعت به‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]304‬‬

‫شعبا يموج به األسى محزونا‬


‫ً‬ ‫أرأيت في الوادي لفقد أمينه‬
‫أدمعا وشئونا‬
‫ذابت فسالت ً‬ ‫أنفسا‬
‫متالحق العبرات يسكب ً‬
‫عنه وكان به عليه ضنينا‬ ‫القضاء َلر َّد عادية َّ‬
‫الردى‬ ‫لوال‬
‫ُ‬
‫للغامزين فلم َي ُك ْن ليلينا‬ ‫َي ْخشى عليها أن تلين قناتُها‬
‫حتى يرى حق البالد مصونا‬ ‫يمضي على الرأي المصون من الهوى‬
‫ِ‬
‫قومه لتهونا‬ ‫لوال َّ‬
‫معزةُ‬ ‫ويهين دون الحق نفسا لم تكن‬
‫ليفتح للحقوق عيونا‬‫َ‬ ‫يوما‬ ‫ولربما أغضى العيون على القضى‬
‫حتى تبين ِسَّره المكنونا‬ ‫وروية في الغيب ينفذ ضوؤها‬
‫خاشعا مسكينا‬
‫ً‬ ‫تذر المقذف‬ ‫ال تستكين وللمكاره صول ٌة‬
‫نذر المنون وال يخاف منونا‬ ‫سل شعبه أيام تحجل حوله‬
‫في اهلل إال أن يكون متينا‬ ‫ومتانة في الدين يأبى ربها‬
‫تخذوا السفهاهة والجهالة دينا‬ ‫فوقاه صدق الدين فتنة معشر‬
‫يرضي بها القرآن والقانونا‬ ‫قانونه القرآن في أحكامه‬
‫عن أن يكون الجاهل المفتونا‬ ‫والعلم يرتفع العليم بنوره‬
‫ما زال نورك في الحياة مبينا‬ ‫يا ثاوي الرمس المبين جالله‬
‫في ِظ ِّل ربك جنة وعيونا‬ ‫مكرما‬ ‫نهج سلكت به حللت‬
‫ً‬
‫سمعا وكنت لم تحب مهينا‬
‫ً‬ ‫هلل نفس في رضاه بذلتها‬
‫مقاما في النعيم أمينا‬ ‫َّ‬
‫حلت ً‬ ‫نفس قضيت بها الحياة أمين ًة‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪5 :‬‬ ‫[‪]86‬‬


‫قال محمد توفيق العسيري(ت‪1355‬‬
‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]305‬‬
‫الدين ِ‬
‫فاحتَ َك َم األعـ‬ ‫أضعنا‬
‫ب َيحمينا‬
‫فمن يا َر ِّ‬
‫ـداء فينا َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يا َر ِّب إ ّنا َ‬
‫\‬

‫تُبنا ِل َوج ِه َك قولي ِمصر ُ‪ :‬آمينا‬ ‫وب ِتها‬ ‫ب ِمصر أ َنابت ِ‬


‫رض تَ َ‬
‫فا َ‬ ‫ُ‬ ‫يا َر ُّ‬
‫صلَينا‬ ‫ِ ِ‬ ‫الخ ِ‬
‫أصبحنا ُم َ‬
‫صمنا لذات َك َ‬ ‫ُ‬ ‫مر َر ّبي َوالفُسوق َم ًعا‬ ‫تُبنا َعن َ‬
‫األوتار تُلهينا‬ ‫عن الص ِ‬
‫الة َوال‬ ‫وم َيش َغلُنا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الي َ‬
‫عد َ‬
‫ب َب َ‬
‫قص يا َر ِّ‬‫الر ُ‬
‫ال َ‬
‫ِ‬ ‫يرد ي ِ‬
‫نج َيكفينا‬
‫طر ِ‬ ‫َوال التَ َغلُّ ُ‬
‫ب ِبالش َ‬ ‫قن َعنا‬ ‫وز بالبلَ ِ ُ‬‫أصب َح الفَ ُ‬
‫ال َ‬ ‫\‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]87‬‬


‫‪34‬‬

‫مـــــــن‬ ‫قال مصطفي صادق الرافعي(ت‬


‫البسيـــــــط‬ ‫‪1356‬هـ) ‪:‬‬

‫ِم ّنا وال الدمعُ ْأبقَى من مآقينا‬ ‫صدودا فما أبقي تجافينا‬
‫ً‬ ‫ُكفِّي‬
‫على ٍ‬
‫ليال توافينا وتسبينا‬ ‫ذاكراك خافق ًة‬
‫َ‬ ‫تطير نفسي من‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الجوانب تسقيها أمانينا‬ ‫خضر‬ ‫مبتسم‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫طليق‬
‫ُ‬ ‫الزمان‬
‫ُ‬ ‫إذ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫تهز من ُح ّبنا ِفيها َر َياحينا‬
‫ُّ‬ ‫العتب راقص ًة‬ ‫ِ‬ ‫نسمات‬
‫ُ‬ ‫كانت بها‬
‫ْ‬
‫بين أيدنيا‬
‫فما سوى الهم أمسى َ‬ ‫يدهُ‬ ‫بعد ِ‬
‫اليوم لي َ‬ ‫الدهر َ‬
‫ُ‬ ‫يمدد‬
‫ال ُ‬
‫الحب يجرينا‬
‫ُ‬ ‫يرضها‬
‫كن لم َ‬
‫ما َّ‬ ‫الحب جارية‬
‫ِّ‬ ‫وأدمعٍ في ِ‬
‫زمام‬
‫شمس فيها من أعادينا‬
‫ومطلعُ ال ّ‬ ‫عواذِلنا‬
‫صيرت هذي الدراري من ِ‬
‫َ‬
‫ليس يخطينا‬
‫زمان َ‬
‫تُخطى وهذا ٌ‬ ‫كانت فجاِئ ُ‬
‫عه‬ ‫الزمان الذي ْ‬
‫ُ‬ ‫مر‬
‫َّ‬
‫غرى بالمحبينا‬ ‫ِ‬
‫الدهر ُم ً‬ ‫فما لذا‬ ‫يجمعنا‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫الدهر شمالً َ‬
‫ُ‬ ‫وفرق‬
‫َ‬
‫الد َجى ينعاهُ ناعينا‬
‫بجنح ّ‬
‫ِ‬ ‫َّأنا‬ ‫يه‬ ‫قامت َن ِ‬
‫واد ُ‬ ‫ْ‬ ‫الفجر إذ‬ ‫َم ْن ُم ْبِلغُ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]306‬‬

‫اليوم يبكيينا‬
‫َ‬ ‫على‬
‫عنه فبتَ َن َّ‬
‫ُ‬ ‫تفتر ضاحك ًة‬
‫كانت ليالي الهوى ُّ‬
‫ْ‬
‫صفو من تصافينا‬ ‫وكان ِ‬
‫فيه جما ٌل من نضار ِتنا‬
‫وفي ُم َح ّياهُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الفجر واشينا‬ ‫وضياء‬
‫ُ‬ ‫على الهوى‬ ‫حاسدنا‬
‫ُ‬ ‫البدر‬
‫ندر أن َ‬ ‫أيام لم ِ‬
‫َ‬
‫الخد حينا واللُّمى حينا‬ ‫ِ‬
‫وردة ِّ‬ ‫من‬ ‫ف مشعشة‬ ‫ص ْر ٌ‬ ‫ِ‬
‫تدور في َكْأس َنا َ‬
‫ُ‬
‫والحلي في ٍ‬
‫طرب مما ُيغنينا‬ ‫والنجم في نشو ٍة مما ينادمنا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫فما ِل ِقي َنا ِم َن ّ‬


‫األي ِام يكفينا‬ ‫يا حاجة النفس ال تصغي لذي ٍ‬
‫حسد‬
‫بسواد ِ‬
‫القلب تُفدينا‬ ‫ِ‬ ‫تكن‬
‫ولم ْ‬ ‫كأنها لم َّ‬
‫تصنا في جوانحها‬
‫ِ‬
‫اللهو ماشينا‬ ‫ِ‬
‫صنوف‬ ‫نجني بها من‬ ‫نبت ليل ًة كالروض حالية‬
‫ولم ْ‬
‫ِ‬
‫سترويه وتظمينا‬ ‫الدموع‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫تحسب عواذلنا‬
‫ْ‬ ‫ظمآن لم‬
‫ٌ‬ ‫والبين‬
‫ُ‬
‫مقطعات عليها في حوانينا‬
‫ٌ‬ ‫وأكبدنا‬‫ليال ذكرناها ُ‬ ‫فيا ٍ‬
‫ان ُيسلينا‬
‫َو َجا َذ َبتْ َنا ال ّنوى َم ْن َك َ‬ ‫بعدك ما كنا ُن َك ْف ِكفُ ُة‬
‫سال ِ‬‫قد َ‬
‫الب َع ِاد وال ُي ْغ ِني تأسينا‬
‫ِم َن ْ‬ ‫اح ٌة مما ُن َغ ِال ُ‬
‫به‬ ‫اَألسى َر َ‬
‫ال في َ‬
‫راح يصبينا‬
‫علي متون الروابي َ‬ ‫جوانبه‬
‫ُ‬ ‫رقت‬
‫نسيم الصبا ْ‬
‫ُ‬ ‫إذا‬
‫ِ‬
‫بالمسك دارينا‬ ‫وربما ذكروا‬ ‫هوى‬ ‫تهيج رياهُ من ذكرى الديار‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الغيد األوانس والعتبى أفانينا‬ ‫ِ‬ ‫العاشقين إلى‬
‫َ‬ ‫ما فيه إال تحايا‬
‫ليس يحيينا‬
‫فيها الحياة ولكن َ‬ ‫ٍ‬
‫بأنفاس تحملَها‬ ‫وكم ينم‬
‫من هول ما ُّ‬
‫بت ألقى من تنائينا‬ ‫ذوائبه‬
‫ُ‬ ‫شابت‬
‫ْ‬ ‫الظالم إذا‬
‫َ‬ ‫سلي‬
‫راحت تحيينا‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الطرف أم‬ ‫كليلة‬ ‫العاذلين بنا‬
‫َ‬ ‫الشمس ِ‬
‫تغري‬ ‫ِ‬
‫أالحت‬
‫ُ‬
‫إذا عدتنا عن اللقيا عوادينا‬ ‫وكيف بنا‬
‫َ‬ ‫لقد عدتنا عوادينا‬
‫نبت والوص ُل يطوينا‬
‫كأننا لم ْ‬ ‫والهجر في اآلفاق ينشرنا‬
‫ُ‬ ‫نبيت‬
‫ُ‬
‫لوال هواك لما ُك ّنا مجانينا‬ ‫فقلت لها‬
‫رأيتك مجنو ًنا ُ‬
‫َ‬ ‫قالت‬
‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]307‬‬

‫ترجع لوادينا‬
‫ْ‬ ‫وظبية القاع لم‬ ‫طلعت‬
‫ْ‬ ‫غابت بعدما‬
‫ْ‬ ‫يا طلعة الشمس‬
‫ليس يلهينا‬ ‫ِ‬
‫أنس َ‬‫يلهيك ٌ‬
‫َ‬ ‫وبات‬
‫َ‬ ‫شاغلتك عواد ما تشاغلنا‬ ‫هل‬
‫فليس صعبا ِ‬
‫عليه أن يالقينا‬ ‫إن كان سهالً علي ِ‬
‫اهلل تفرقنا‬
‫ً‬ ‫َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]88‬‬


‫‪35‬‬

‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫قال أحمد نسيم (ت‪ 1356‬هـ) ‪:‬‬

‫هل معشر السود إال من موالينا‬ ‫ما للعبيد بدت أنيابهم فينا‬

‫حقير القدر زربونا‬


‫إال وكان َ‬ ‫ما قام منهم على أطاللهم َمِل ٌك‬
‫تأييدا وتمكينا‬
‫أقوى المذاهب ً‬ ‫لو كنت في عصر دارون كان مذهبه‬
‫فاشبهوا حمأ كالزفت مسنونا‬ ‫يا ابن الزنوج طلوا ِّ‬
‫بالزفت أنفسهم‬
‫وكم جدعنا لكم َأ ْنفًا وعرنينا‬ ‫الس ْيف نسلكم‬
‫كم قد قطعنا بحد َّ‬
‫شونا‬ ‫أيام كنتم على اَألر َز ِ‬
‫اء تَ ْم ُ‬ ‫وكم مشيتم بآذان مصلمة‬
‫ْ‬
‫أو كان غركم بالقود مأذونا‬ ‫مرا بالجلب غيركم‬
‫هل كان ُمْؤ تَ ً‬
‫يغرى بهن إذا أزين تزيينا‬ ‫ش ِر جالبكم‬
‫الع ْ‬
‫وكم أتى بالبنات ُ‬
‫وبينهن الّذي يحكى العراجينا‬ ‫ينمن للوطىء كاألعجاز خاوية‬
‫الزفت والقطران والطينا‬
‫قد شابه ّ‬ ‫أرى سوادا أرى وجها به سحم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]308‬‬

‫بل اشتروا معه حبال وسكينا‬ ‫ال تشتروا العبد يوما والعصا معه‬
‫عند العباد وعند اهلل ملعونا‬ ‫المجد يبغض عبدا بات محتقرا‬
‫وأنتن َّ‬
‫الناس أردانا وعثنونا‬ ‫هل كان إال أحط الناس مرتبة‬
‫وأكثر الخلق كل الخلق تلوينا‬ ‫يا أكفر القوم بالنعمى إذا غدقت‬
‫دروا متى كان قرد السوء ميمونا‬ ‫الترك سموك ميمونا وليتهم‬
‫وكان لطمهما بالنعل عربونا‬ ‫سل والديك فقد بيعا بال ثمن‬
‫لكان شاريهما بالشسع مغبونا‬ ‫لو قدرا في شراء يوم بيعهما‬
‫فكيف يضحى على األعراض مأمونا‬ ‫العبد ليس على شيء بمؤتمن‬
‫يوما مشافره تعيي الموازينا‬ ‫ضخم المشافر ِز ْن ِج ٌّي لو اتزنت‬
‫حتى كسوناكم التمدين والدينا‬ ‫إنا رفقنا بكم في جاهليتكم‬
‫أيام كنتم ِ‬
‫فإن أزيل الطوى كنتم سراحينا‬ ‫غب‬ ‫باع اللَّيل من َ‬
‫س ٍ‬ ‫ض َ‬
‫أقام لُْؤ ُمكم عنا البراهينا‬ ‫إذا افترضنا محاال طيب عنصركم‬
‫ِ‬
‫المشافر أو كنتم براذينا‬ ‫سود‬ ‫مرا‬ ‫ِ‬
‫لوال عواطفُ َنا كنتم ل َنا ُح ً‬

‫طوع اإلشارة أو قوما مالعينا‬ ‫وما عهدناكم إال أغيلمة‬


‫عن رفس أرجلنا أو لطم أيدينا‬ ‫فسل بخيتا إذا ما شئت أو فرجا‬
‫لما صلحتم ضحايا أو قرابينا‬ ‫فلو مسختم قطاعا يوم خلقتكم‬
‫فوق التُّراب لَ ِخل َناكم شياطينا‬ ‫ولو زحفتم عراة من مالحفكم‬
‫لكان مصلكم يؤذي الثعابينا‬ ‫لو أخذنا لحقن الرقش من دمكم‬
‫كل ال تدنس يوم القبض عزرينا‬ ‫قدرا‬
‫مت رغم أنفك يا ابن العبد ال ً‬
‫لكان طينا بماء اللؤم معجونا‬ ‫لم ألق غيرك طينا لو نخاله‬
‫جئنا إليك بفحش الهجو تأبينا‬ ‫إذا انتحرت انتحار العير نجزرها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]309‬‬

‫لو كنت إسكندرا أو كنت قارونا‬ ‫ال محاسن سوم الموت نذكرها‬
‫سِلي َنا‬
‫وما َو ِغ ْ‬
‫ُّ‬
‫تسقي ضريحك ُزق ً‬ ‫وال رواك الحيا إال بداجنة‬
‫كنت إال به باألمس مطعونا‬ ‫هل َ‬ ‫هون على ٍ‬
‫قلم ما زلت تعرفه‬
‫َّ‬
‫هز األمين ورب الجود هارونا‬ ‫لو كان في األعصر األولى التي غبرت‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]89‬‬


‫‪16‬‬

‫مــــــن البسيــــــط‬ ‫قال الهمشري (ت‪1357‬هـ) ‪:‬‬

‫أنت َو َمن ُينشى الر ِياحينا‬


‫هر َ‬‫يا َن ُ‬ ‫س َم ٍك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫البحار َوما تَحويه من َ‬ ‫أبو‬
‫أخر َجته َيزهو أفانينا‬
‫اللون َ‬ ‫َو ُ‬ ‫األعطار تَخلُ ْقها‬
‫ُ‬ ‫ير َو‬‫وح َوالطَّ ُ‬
‫َوالدَّ ُ‬
‫بوب َوما تُحيي ِم َن َّ‬
‫الث َم َر‬ ‫الح ِ‬ ‫م َن ُ‬
‫ِ‬ ‫اح َمأ َكلَ ُه‬ ‫ِئ‬
‫تُعطي إلى الطا ِر َ‬
‫الص ّد ِ‬
‫سفَ ِر‬‫هو في َ‬ ‫وت جوعاً َو َ‬ ‫الم َ‬‫أم َن َ‬ ‫َو َي َ‬ ‫ق ُمنتَ ِقالً‬‫طير إلى اآلفا ِ‬ ‫ل َكي َي َ‬
‫ِ‬
‫هيه ِم َن الم ِ‬
‫أكول ديدانا‬ ‫ما تَشتَ ِ‬ ‫حر َعن ِس َع ٍة‬ ‫الب ِ‬
‫ماك َ‬‫أنت تُعطي ِس َ‬ ‫َو َ‬
‫َ‬
‫الريح تََن ِشقُ ُه روحاً َوَريحانا‬
‫َو ُ‬ ‫شب َكي تَرعاهُ في َد َع ٍة‬
‫الع َ‬
‫تُحيي لها ُ‬
‫هر ِمن ِ‬
‫سور‬ ‫رت لنا يا َن ُ‬
‫ش َ‬ ‫َو َكم َن َ‬ ‫هض ِتنا‬ ‫إخاء َر ِ‬
‫مز َن َ‬ ‫قوس َ‬ ‫رت َ‬‫ش َ‬‫َن َ‬

‫ور َو ِ‬
‫الثمر‬ ‫الن ِ‬ ‫ب ِمن َم ِ‬
‫زيج ّ‬ ‫ُم َر َك ٌ‬ ‫رت َخياالً ُك ُّل َج َ‬
‫وه ِره‬ ‫ش َ‬‫َو َكم َن َ‬
‫ِ‬
‫األعشاب ُيحييها‬ ‫فيض َعلى‬
‫َعذباً َو ٌ‬ ‫نهلُ ُه‬ ‫ِ‬ ‫و َكوثر َ ِ‬
‫أنت ل َلبرسيم َي َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِ‬
‫الماء تَسقيها‬ ‫تُ ُمدُّها ِبَرحيق‬ ‫فاضت َرواِئ ُحها‬ ‫لمراعي الَّتي َ‬ ‫ِ‬
‫َول َ‬
‫ناح الطاِئ ِر الشادي‬
‫ِمن ِرقّ ٍة َك َج ِ‬ ‫ق‬‫هر َنما في ِظلِّه َوَر ٌ‬ ‫ب َز ٍ‬‫َو ُر َّ‬
‫هر َعلى الوادي‬
‫أنت يا َن ُ‬
‫أحييتَها َ‬
‫َ‬ ‫غاب ُمز ِه ٍر َأبداً‬
‫مح َو ٍ‬ ‫ب قَ ِ‬‫َو ُر َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]310‬‬

‫ِ‬
‫البساتين‬ ‫لس ٍل َ‬
‫راح َيجري في َ‬ ‫س َ‬ ‫من َ‬ ‫رت إلى الطُغيان تَم َن ُحها‬
‫َو َكم َب َك َ‬
‫شرايين‬ ‫سار ِم ُ‬
‫نه في ال َ‬ ‫ق َ‬ ‫قر ٍ‬ ‫ُم َر َ‬ ‫ميز ِمن َم َد ٍد‬
‫الج ِ‬
‫عثت إلى َ‬
‫َو َكم َب َ‬
‫الخ ِ‬
‫ميالت‬ ‫في َغ ِيثها َوهو َي ْهمي في َ‬ ‫وزاء تُ ِ‬‫أنت َخصب على الج ِ‬
‫بص ُرهُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َو َ‬
‫وتَستَحي ُل ِمياهاً في الس ِ‬
‫ماوات‬ ‫صعداً‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَعلو ُبخارا إلى آفاقها ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]90‬‬


‫‪15‬‬
‫قال صالح القيرواني (ت‬
‫مـــــن البسيــــــط‬ ‫‪1360‬هـ)‪:‬‬

‫َفلم َي ِجد ِللقاء َمن ُينادينا‬ ‫ش َرف اللص ُعقبى اللَّيل نادينا‬ ‫قَد َ‬
‫أين راعينا ؟‬ ‫راسنا أم َ‬ ‫جال جولة حزم ِ‬
‫فيه ُمنفَ ِرداً‬
‫فأين ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫قد َ َ‬
‫الدهر َمأمونا‬ ‫تَخش ِعقاباً َو ُدم في َّ‬ ‫شرّفتنا أيُّها اللص ال َكريم فَال‬
‫َ‬
‫َوال َنوم َيسري َكلص في َمآقينا‬ ‫سق‬‫َعفواً فَقد ُزرتنا َوالليل في َغ َ‬
‫اهلل ُيرضينا ؟‬ ‫جن األمير بجاه ِ‬ ‫س َ‬ ‫فهل‬
‫َحزت اإلمارة عن ُكل اللُصوص َ‬
‫َ‬
‫الهجر َيفنينا‬‫فارجع ِإلينا فطول َ‬ ‫يا لص إن ُدمت في أمن َوفي ِسعة‬
‫فعلت َو َهذا القَ َدر َيكفينا‬ ‫ِ‬ ‫النوادي يأمن َغير ُمكتَرث‬ ‫َجل في َّ‬
‫مما َ‬
‫دامت األعياد تَأتينا‬ ‫لخلع ما َ‬ ‫ِل َ‬ ‫سيداً قد أتى العيد ال َكبير فَ ُدم‬‫يا َ‬
‫العيد راضينا‬‫يك يوم ِ‬ ‫ضل ُكم ِدلّنا َعن َنهج َمس َك َن ُكم‬
‫ِمن فَ ِ‬
‫َكيما َنه ّن َ َ َ‬
‫الرجا فينا‬
‫خاب َّ‬
‫َيلفى َنصيراً َوقَد َ‬ ‫اللص َيسطو َعلى َحق األديب فال‬ ‫فَ ّ‬

‫بن َزيدون َزقّوماً َوغسلينا‬ ‫قال ِا ُ‬ ‫الحياة كما‬


‫يش األديب َغدا في ذي َ‬
‫َع ُ‬
‫ُيجدي فَ َهل َر ُبنا ِمن َبعد ُيحيينا ؟‬ ‫ب‬
‫أد ٌ‬
‫عور فال شِْعٌر َوال َ‬
‫الش ُ‬
‫مات ُّ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]311‬‬

‫واريخ تَهدي ُكم َوتَهدينا‬


‫َ‬ ‫سلوا التَ‬
‫َ‬ ‫ند َمن َعِلموا‬
‫َحق األديب َعظيم ِع َ‬
‫األيام ُيؤذينا‬
‫رد في َهاته ّ‬ ‫الب ُ‬
‫َو َ‬ ‫األثاث َمضى‬
‫ُ‬ ‫صبراً فَ‬‫يا أهل نادينا َ‬
‫اللص من زار ُعقبى ِ‬ ‫ِ‬
‫الليل نادينا‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ذا‬ ‫القضاء َعلى‬ ‫كم‬
‫إني لَ ُمنتَظر ُح ّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]91‬‬


‫‪62‬‬
‫قال ميخائيل خير هللا ويردي (ت‬
‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫‪1360‬هـ)‬

‫وح ُيغني َعن َمآقينا‬ ‫الر ِ‬‫دمعُ ُّ‬ ‫ِ‬


‫َو َم َ‬ ‫صبينا‬ ‫العذري تُ ْ‬ ‫الهوى ُ‬ ‫ذكرى لَيالي َ‬
‫عاش ِمسكينا‬ ‫الع َب ْت ِبفَُؤ ٍاد َ‬
‫تَ َ‬ ‫فات ًن ٍة‬
‫الصباب ُة ِإال ِسحر ِ‬
‫ُ‬ ‫َوما َّ َ‬
‫الهدى ِط ْفالً ُيناغينا‬
‫ور ُ‬ ‫ظ َّن ُن َ‬
‫َو َ‬ ‫هوا َوتَسلَ ِي ًة‬ ‫الهوى لَ ً‬ ‫نار َ‬ ‫ظن َ‬‫َف َّ‬
‫البراهينا‬ ‫ادات م ِ‬ ‫ظ ِّن َك ِبال َغ ِ‬
‫يت َمن قال ال َأعطى َ‬ ‫يا لَ َ‬ ‫عج َزةٌ‬ ‫ُ‬ ‫سن َ‬‫َو ُح ُ‬
‫مح الَنت ِمثْلَ ُه لينا‬ ‫الر ِ‬ ‫قام ُة ُّ‬
‫َأم َ‬ ‫ُأولعنا ِب َرو َنقها‬ ‫در ِ‬ ‫الب ِ‬
‫لع ُة َ‬
‫طَ‬ ‫َأ َ‬
‫الر ِ‬
‫ياحينا‬ ‫لته َّ‬
‫ب ََأو ُ‬ ‫الص ِّ‬
‫َّة َّ‬‫ِبمج ِ‬ ‫صالَت َعلَينا ِبها َحتَّى ِإذا فَتَ َكت‬
‫ُ‬
‫ق تَكفينا‬ ‫شوا ِ‬ ‫َكفاهُ ِمن ُحرقَ ِة اَأل ْ‬ ‫وض ِتها‬ ‫هر َر َ‬ ‫فعا َز ُ‬
‫ِ‬
‫يس ُيجديه َن ً‬ ‫َولَ َ‬
‫قت ِمنها َذكاء ج َّل م ِ‬ ‫َع ِش ُ‬
‫رق ِبالَألالء َيسبينا‬ ‫َك ََّأن ُه َ‬
‫الب ُ‬ ‫بد ُع ُه‬ ‫ً َ ُ‬
‫ش ِج ِّي اللَّ ِ‬
‫حن ُيغنينا‬ ‫صفاُؤ ها َعن َ‬ ‫وت ِ‬
‫عالقَ ًة‬ ‫الص ِ‬
‫َوَر َّن ًة ِب َجمال َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نشادا َوتَلحينا‬
‫عرا َوِإ ً‬ ‫ثرا َوش ً‬ ‫َن ً‬ ‫َأرسلَت َمثَالً‬ ‫فَِإ ن تُ َحدِّث َر َوت َأو َ‬
‫الماضين با ُكونا‬ ‫فَ ُك ُّل ع ِ‬
‫شاقها‬ ‫الهوى َحتى ُن َع ِات َبها‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوما َد َر ْت ما َ‬
‫فرونا‬ ‫رمتهم ِبِل ٍ‬
‫حاظ ال َي ُّ‬ ‫القادمين فَِإ ن‬
‫َ‬ ‫وبابها ِ‬
‫عامٌر ِب‬
‫َ َ ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫لمنايا ُمستَ ِعدِّينا‬ ‫تَ ُ ِ‬
‫لقاه ُم ل َ‬ ‫صين لَها‬
‫خل َ‬ ‫ين الم ِ‬
‫غرم َ ُ‬
‫َج ْمعٌ ِم َن الم َ ِ‬
‫ُ‬
‫يش آمينا‬ ‫الج ُ‬ ‫ناد ِت َّ‬ ‫تر ٍك‬ ‫ص ِح َب ْت َجيشا ِل ُم َع ِ‬ ‫َّأ‬
‫صاح َ‬ ‫َ‬ ‫صر‬
‫الن َ‬ ‫َو َ‬ ‫لَو نها َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]312‬‬

‫المحيا تُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫فَ َك َ ِإ‬ ‫َأم ٍل‬ ‫ِف ً ِ ِ ِإ‬


‫منينا ؟‬ ‫يف ن ُكنت ِب َ‬ ‫دى ل َع ْي َن ْيك ن متنا بال َ‬
‫ضروبا ولَ َّذات ِ‬
‫َأفانينا‬ ‫ضار ِتها‬ ‫فَيا حياةً ر َ ِ‬
‫نى ُ ً َ‬ ‫ُم ً‬ ‫شفنا من َغ َ‬ ‫َ َ‬
‫قون َعلَى َليلى ُي َغ ُّنونا‬
‫العاش َ‬‫فَ ِ‬ ‫َأح ٍد‬ ‫قولي ِبِّر ِ‬
‫ين َعن َ‬ ‫رض َ‬
‫بك َهل تَ َ‬
‫صلُّونا‬‫لب ُي َ‬ ‫صبًّا َعلَى َق ٍ‬
‫شرون َ‬
‫َ‬ ‫ِع‬ ‫الح َّ‬
‫ظ َحي ََّرها‬ ‫َفلَم تُ ِجب َولَ َع َّل َ‬
‫تَ َخيَّري اآلن ِّمنا َمن تَشاِئ ينا‬ ‫حب َر َّد َمعي‬
‫الص ُ‬
‫الهوى َو َّ‬
‫دت َأشكو َ‬
‫وع ُ‬
‫ُ‬
‫لب َيقضي ِبما َأ ْنتُ ْم تَقولونا‬ ‫َوال َق ُ‬ ‫وف َأسَألُ ُكم‬
‫س َ‬‫َأجاب ْت َ‬
‫فََأ ْط َرقَ ْت َو َ‬
‫وجا ِل ِعشرينا‬ ‫فَما َغ َدت ُحَّرةٌ َز ً‬ ‫يء لي َم ْن لَم َيفُْز ِب َيدي‬
‫َماذا ُي َه ُ‬
‫يس َيكفينا‬ ‫غير ِتنا‬
‫قال ‪ِ :‬إن ُمتنا ِب َ‬ ‫عض ُهم َ‬‫فَ َب ُ‬
‫فاز ثَ ٌأر لَ َ‬
‫فَقَت ُل َمن َ‬
‫موت ِإال معا ما لَم تُ ِ‬
‫راضينا‬ ‫تص ِم ِ‬
‫نك َفلَن‬ ‫قال ‪َ :‬بل َنقَ ُّ‬ ‫عض ُهم َ‬‫َو َب ُ‬
‫ًَ‬ ‫َن َ‬
‫ِ‬ ‫َأملي‬ ‫و ِ‬
‫المولى ُي ِ‬
‫داوينا‬ ‫أي َرَأيك َو َ‬‫الر ُ‬
‫فَ َّ‬ ‫قال َبل َأقضي َعلى َ‬ ‫واح ٌد َ‬ ‫َ‬
‫ِم ِ‬ ‫عذ َبني‬‫فت علَى َغيري و َّ‬ ‫فَ َكم ع َ ِ‬
‫بت القَرا ِبينا‬
‫دود فَقََّر ُ‬
‫الص ُ‬
‫نك ُّ‬ ‫َ‬ ‫ط َ‬ ‫َ‬
‫ين ِم َّنا ما تُالقينا‬ ‫حيرى تُ ِ‬
‫الق َ‬ ‫َ‬ ‫َألقاك َهاِئ َم ًة‬
‫ب ال ِ‬
‫مت ِب ُ‬
‫الح ِّ‬ ‫َأقس ُ‬
‫َ‬
‫ب حكما و ِ‬ ‫ظلِّي العمر ِ‬
‫هانَئ ًة‬ ‫َو ُم َنيتي َأن تَ َ‬
‫اعدلي فينا‬ ‫الح َّ ُ ً َ‬ ‫فَاستَل ِهمي ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ذري فَارثينا‬
‫الع َّ‬ ‫ِ‬ ‫الع َج ٍة‬
‫ُأعي ُذ َقلب ِك َأن يمنى ِب ِ‬
‫الهوى ُ‬ ‫َوِإن َع َرفت َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يوافينا‬ ‫واستْ ْحِلفي َ ِ‬ ‫لقاك َبعدِئ ٍذ‬
‫غادرينا فَال َن ِ‬ ‫و ِ‬
‫ط َيفك َأن ال ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يدي‬ ‫الهوى ِب َ‬ ‫ساعديني َعلَى قَ ِ‬ ‫و ِ‬
‫الس ِ‬
‫لوان تُغرينا‬ ‫الص ِّد ِب ُّ‬
‫ثرةُ َّ‬‫فَ َك َ‬ ‫تل َ‬ ‫َ‬
‫الت تُنادينا‬ ‫َأن َّ‬
‫النأي َينفَ ُعها‬ ‫با َنت َو ِبنا َك َّ‬
‫ب ما َز ْ‬ ‫الح ِّ‬
‫دارةُ ُ‬
‫َو َ‬
‫حو نادينا‬ ‫زال َيهمي ِمن م ِ‬
‫حاجرها‬ ‫َوالدَّمعُ ما َ‬
‫عادتـ َن َ‬
‫َحتى َبراها فَ َ‬ ‫َ‬
‫عد ألي من ي ِ‬
‫دانينا‬ ‫َ ُ‬ ‫َولَم تَ ِج ْد َب َ‬ ‫لسفَ ٍة‬ ‫ِ‬
‫َأسمعتُها من فُؤادي َخ َير َف َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ذري تلقينا‬ ‫الع ِ‬
‫الهوى ُ‬ ‫َولَقَّنتُها َ‬
‫هجتها‬ ‫َو ِعفَّتي َن َّو َرت َأرجاء ُم َ‬
‫دان ِإنصافا َكما ِدينا‬
‫الحُّر َمن َ‬ ‫َو ُ‬ ‫ُأبدي ِل َمن َأهوى ُمصا َن َع ًة‬ ‫ست ِ‬ ‫َفلَ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]313‬‬

‫َّأل‬
‫الهوى حينا‬ ‫نني ِع ُ‬
‫شت في َحِّر َ‬ ‫ق ُكلِّ ِهم‬
‫العشا ِ‬
‫ضلَتني َعلَى َُّ‬
‫فَفَ َّ‬

‫قل َوالدِّينا‬
‫الع َ‬
‫ت َ‬‫شتي فَ َنس ِي ُ‬
‫ُحشا َ‬ ‫ذابت ِل ُرَؤ َي ِتها‬
‫مع ًة َ‬ ‫َأرسلَت َد َ‬ ‫َو َ‬
‫ست اآلن َمفتونا‬ ‫َأجاب َدعني َفلَ ُ‬‫َ‬ ‫َأسرع َواستَ ِع َّد لَها‬ ‫لب ِ‬ ‫لت يا َق ُ‬ ‫َو ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهونا‬‫ض ُمذه ٌل ُذ ْق َنا ِبه ُ‬ ‫تَناقُ ٌ‬ ‫ربدةٌ‬
‫قدير َو َع َ‬ ‫سخطٌ َوتَ ٌ‬ ‫رضى َو ُ‬‫ً‬
‫بقريينا‬
‫الع ِّ‬
‫نوز َ‬‫ترث ِل ُك ِ‬ ‫لَم تَ َك ِ‬ ‫ابن الفَ ِّن عا ِبثَ ٌة‬ ‫رضيك يا َ‬ ‫َ‬ ‫تُرى َأتُ‬
‫بقريينا‬
‫الع ِّ‬
‫نوز َ‬‫ترث ِل ُك ِ‬ ‫لَم تَ َك ِ‬ ‫ته‬
‫در ُرتََب ُ‬ ‫ظت ِل َلب ِ‬ ‫لَو َّأنها َح ِف َ‬
‫الم ِّ‬ ‫ِ‬
‫غني َنا‬ ‫هامتـ ِب ُ‬
‫غنى َو َ‬ ‫حماهُ َم ً‬ ‫الشعر ألتَّ َخ َذت‬ ‫ديع ِّ‬ ‫َأحبَّت َب َ‬ ‫َولَو َ‬
‫يس اُألباةُ ِل َمن ُّذلوا ُمساوينا‬ ‫لَ َ‬ ‫ش َدتـ‬ ‫ولَو تَسامت إلى ِ‬
‫َأفالكنا لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ترجعا ِذكرى مود ِ‬
‫سلِّينا‬‫َحتَّى َأرى من ُهدانا ما ُي َ‬ ‫َّتنا‬ ‫ََ‬ ‫س ًِ‬ ‫ست ُم َ‬ ‫َفلَ ُ‬
‫ين َيشفينا‬ ‫العي َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫باء لَ َّو َعت َك ِبدي‬
‫َمن يا تُرى من َأذى َ‬ ‫هر ٌ‬‫الهوى َك َ‬ ‫َن ُار َ‬
‫النقا ردَّت م ِ‬
‫األوتار تُلهينا‬
‫ُ‬ ‫ياض َوال‬
‫الر ُ‬ ‫َوال ِّ‬ ‫باه َجنا‬ ‫َ‬ ‫صون َّ َ‬ ‫فَال ُغ ُ‬
‫عد ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫در ُيصبينا‬ ‫الهدى ال َب َ‬
‫ور ُ‬ ‫فَ َب َ‬ ‫َوال اتَّ َخذنا َبديالً َعن َهواك َه ً‬
‫وى‬
‫لكن َع َدتنا َعلَى َكر ٍه َعوادينا‬ ‫ِ‬ ‫بناك َعن َكثَ ٍب‬ ‫اخ ِتيارا تَج َّن ِ‬
‫َوال ْ ً َ‬
‫وما َو ِغسلينا‬ ‫ب ِإن َك َ ُّ‬ ‫رض ٍ‬‫لت َأرجو َخير تَ ِ‬ ‫اآلن ما ِز ُ‬
‫ان َزق ً‬ ‫الح ُّ‬
‫فَ ُ‬ ‫ية‬ ‫َ‬ ‫َو َ‬
‫الهوى َو ْر ًدا َو ِنسرينا‬ ‫َي ِجد َب َ‬ ‫ِ‬
‫ديل َ‬ ‫رامتَ ُه‬
‫ال َخ َير فيه فَ َمن َيحفَظ َك َ‬
‫مال فُنوني ما يَؤ ِ‬
‫اسينا‬ ‫َو ِمن َج ِ‬ ‫بت لَ ُه‬‫شفيع ما استَج ِ‬ ‫لي ِمن َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شبابي َ ٌ‬
‫رسيًّا َوقانونا‬‫جد ُك ِ‬
‫في ِق َّم ِة الم ِ‬ ‫ق ِفكري ما ُيخلِّ ُد لي‬ ‫َو ِمن تََألُّ ِ‬
‫َ‬
‫فحت عَّما رَأيناهُ ِب ِ‬
‫ماضينا‬ ‫ص ُ‬ ‫دت لَنا صفوا وتَ ِ‬
‫سل َي ًة‬ ‫فَإن َأر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬
‫وح ما ُيبقي تَصافينا‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمان فَاتَّ ِخذي‬ ‫روحان ال ِج ِ‬ ‫ِ‬
‫من َدولَة ّ‬ ‫ب‬‫الح ُّ‬
‫َو ُ‬
‫َّار في الدُّنيا ِبَأيدينا‬ ‫لود ِإذا‬‫دار ال ُخ ِ‬ ‫ُأحب ِ‬
‫و َهل ِ‬
‫لَم َن ْبتَ ِن الد َ‬ ‫ُّك في ِ‬ ‫َ‬
‫َأرواح تُناجينا‬‫فوح َك‬ ‫ِ‬ ‫زال َّ ِ‬
‫ٍ‬ ‫طرا َي ُ‬
‫ع ً‬ ‫كرهُ فَ َغدا‬ ‫َأما ذ ُ‬ ‫الربى َ‬ ‫هر ُّ‬ ‫َز ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]314‬‬

‫الربى يا ُأميم ال َق ِ‬
‫لب ُيحيينا‬ ‫هر ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َز ُ‬ ‫قاء لَها‬
‫سبيه ظالالً ال َب َ‬‫ال تَ ْح َ‬
‫ِ‬
‫اَألرض ُيفنينا‬ ‫ب‬
‫لود فَ ُح ُّ‬
‫ُيرضي ال ُخ َ‬ ‫اعملي َع َمالً‬ ‫ِ‬ ‫فَ ِ‬
‫شاركي خال ًدا َأو فَ َ‬

‫ياء ِمن لَيالينا‬ ‫فَقَد يَن َ ِ‬


‫لن ض ً‬ ‫َ‬ ‫يد َأن َيأ ُخذ َننا َمثَالً‬ ‫و َن ِّبهي ِ‬
‫الغ َ‬ ‫َ‬
‫ين ِإ ً‬
‫رشادا َوتَبيينا‬ ‫حب َ‬
‫الم ِّ‬
‫تَكفي ُ‬ ‫دن ِبما ُذقناهُ َم َ‬
‫درس ًة‬ ‫َوقَد َي ِج َ‬
‫ظ َّل ُيشقينا‬
‫ذابا َ‬
‫ق َع ً‬‫َولَم ُنال ِ‬ ‫يا لَيتنا لَم َن ِبت ِإال َعلَى ٍ‬
‫َأمل‬
‫الم ِّحبينا‬
‫َّهر ما ُيؤذي ُ‬ ‫حاد ِث الد ِ‬
‫ِمن ِ‬ ‫الهوى َحتى ُيفَِّرقَنا‬
‫َوال تََركنا َ‬

‫عدد أبيات‪ I‬القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]92‬‬


‫‪131‬‬
‫قال أبو الفضل بن الوليد (ت‬
‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫‪1360‬هـ)‪:‬‬

‫لعل روحا ِم َن الحم ِ‬


‫راء تُحيينا‬ ‫َّ‬ ‫الخضراء َح ِّيينا‬ ‫أندلس‬ ‫يا أرض‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الطريدين َّ‬
‫الشريدينا‬ ‫ِ‬
‫الملوك‬ ‫ِم َن‬ ‫واألعالق باقي ٌة‬ ‫خائر‬ ‫ِ َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فيك الذ ُ‬
‫ٍ‬
‫وأطالل تصابينا‬ ‫ومن ٍ‬
‫قبور‬ ‫السالم على ما فيك من ٍ‬
‫رمم‬ ‫ِ َّ‬
‫منا َّ ُ‬
‫يك المشوقينا‬‫وال َنزا ُل م ِح ِّب ِ‬ ‫قو ِتنا‬ ‫اك في ِ‬‫َأضع َن ِ‬
‫ُ‬ ‫شَ‬‫أيام َ‬ ‫لقد َ ْ‬
‫اُألنس م ِ‬
‫كأننا لم نكن فيها مقيمينا‬ ‫وحش ٌة‬ ‫ِ ُ‬ ‫بعد‬
‫ربوعك َ‬
‫ُ‬ ‫هذي‬
‫ات تشاكينا‬‫ش ٌـ‬ ‫شا َ‬
‫ففي ثََراها ُح َ‬ ‫معنا قد سقيناها و ِمن َد ِمنا‬ ‫ِم ْن َد ِ‬
‫ب تلحينا‬‫الح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬
‫فأسمعت م ْن غناء ُ‬ ‫تشتاق فتيتَها‬
‫ُ‬ ‫عادت إلى أهلها‬
‫رسم لماضينا‬ ‫الس ِ‬
‫حاضرها ٌ‬ ‫َ‬ ‫لكن‬
‫َّ‬ ‫يوف لهم‬ ‫فعنت تحت ُّ‬ ‫كانت لنا َ‬
‫ِ‬
‫أبدا فيها تعزينا‬
‫محفوظ ٌة ً‬ ‫فصورتُنا‬‫في عِّز َنا جبلت منا ُ‬
‫طيبا فإنا مألناها َرياحينا‬
‫ً‬ ‫شقَتنا من أزاهرها‬‫بدع إن َن َ‬
‫ال َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]315‬‬

‫فإنها أخذت عنا َأغانينا‬ ‫ُّدهاـ‬ ‫ٍ‬


‫أللحان ترد ُ‬ ‫وإ ن طربنا‬
‫كالما بدت فه معانينا‬ ‫تاقت إلى ِ‬
‫اللغة الفصحى وقد حفظت‬
‫منها ً‬
‫عهد المحبينا‬
‫فلم يضع بيننا ُ‬ ‫لنذكر ُنعماها وتذ ُكرنا‬
‫إنا ُ‬
‫دهرا مبانينا‬ ‫ِ‬
‫البرتغال وإ سباني َة ازدهرت‬ ‫في‬
‫آدابنا وسمت ً‬
‫ُ‬
‫والعلى حينا‬
‫ُّن حينا ُ‬
‫تبكي التمد َ‬ ‫اآلثار ما برحت‬
‫ُ‬ ‫ص ِقلّية‬
‫وفي ِ‬

‫ون جمعناها أفاننا‬


‫فيها الفُُن ُ‬ ‫ٍ‬
‫مزخرفة‬ ‫ٍ‬
‫وجنات‬ ‫ٍ‬
‫قصور‬ ‫كم من‬
‫توطيدا وتَْأمينا‬
‫ً‬ ‫الملك‬
‫َ‬ ‫زدنا بها‬ ‫ٍـ‬
‫ممردة‬ ‫صروح وَأبراج‬
‫ٍ‬ ‫وكم‬
‫َأنجما منها معالينا‬
‫لعت ً‬ ‫ط ْ‬ ‫فأ َ‬ ‫َأعلينا مآذ َنها‬
‫مساجد َ‬
‫َ‬ ‫وكم‬
‫ص ٍر على نهر يرئينا‬ ‫جسور عقَدنا من قَ ِ‬
‫ناط ِرها‬
‫أقواس َن ْ‬
‫َ‬ ‫ٍ َ‬ ‫وكم‬
‫َأبدعته وأولته َأيادينا‬
‫ما َ‬ ‫َّت من حضارتنا‬ ‫البالد استمد ْ‬
‫ُ‬ ‫تلك‬
‫اع ِتنا صارت بساتينا‬ ‫ومن ِز َر َ‬ ‫اع ِتنا‬ ‫ِ‬
‫فائس جاءت من ص َن َ‬ ‫فها َّ‬
‫الن ُ‬
‫تصبو إلينا وتبكي من تنائينا‬ ‫ش ْت دم ًنا‬ ‫واستوح َ‬
‫َ‬ ‫بعدنا‬
‫فأجد َب ْت َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الغابات آوينا‬ ‫الفرنج إلى‬ ‫كان‬
‫َ‬ ‫كانت قصور ِ‬
‫الملك عالي ًة‬ ‫أيام ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق عارينا‬‫كانوا يسيرون في األسوا ِ‬ ‫نجر َّ‬
‫الخز َأردي ًة‬ ‫وحين كنا ُّ‬
‫ِ‬
‫العصب تزيينا‬ ‫لما َج َررنا ذيو ُل‬ ‫أفخرها‬ ‫ِ‬
‫لقد لبسنا من األبراد َ‬
‫لما حمينا المغاني من غوانينا‬ ‫ضفَ ْر َنا إلدالل ذواَئبنا‬
‫وقد َ‬
‫ادرعنا وأسرجنا مذاكينا‬
‫لما ّ‬ ‫يب في ٍ‬
‫لمم‬ ‫صنوف الطِّ ِ‬ ‫سحنا‬
‫َ‬ ‫وقد َم َ‬
‫تزيد الدَُّّر تثمينا‬
‫عقودا ُ‬
‫ً‬ ‫صارت‬ ‫َّات نسوتنا‬ ‫ُك ُّل الجواهر في لُب ِ‬
‫الج ُّو خالت في مراعينا‬
‫وإ ذ خال َ‬ ‫الخيل جالت في معاركنا‬ ‫ِ‬ ‫وأكرم‬
‫ُ‬
‫وال تزا ُل لنعلوها وتُعلينا‬ ‫تردي وقد علمت َّأنا فوارسها‬
‫وم ْن مطاعننا زدنا القنا لينا‬‫َ‬ ‫مضاء من مضاربنا‬
‫ً‬ ‫السيوف‬
‫َ‬ ‫زدنا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]316‬‬

‫للمنابر ِإال َ‬
‫سادةٌ فينا‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫للمواكب أو‬ ‫ِ‬
‫للكتائب أو َم ْن‬ ‫َم ْن‬
‫وم قد أخذوا َع َّنا قوافينا‬
‫والر ُ‬
‫ُّ‬ ‫قصائدنا‬
‫ُ‬ ‫جاءت من المأل األعلى‬
‫وال الفُروس َة ِإال من مجارينا‬ ‫ِ‬
‫مدارسنا‬ ‫لم يعرفوا العلم إال ِم ْن‬
‫وسرحت خيلَنا فيها سراحينا‬ ‫ِ‬
‫جحافلُنا‬ ‫ِ‬
‫الممالك داستها‬ ‫َأعلى‬
‫ْ‬
‫ّ‬
‫ض ْت شواهينا‬
‫برنات وا ْنقَ َ‬
‫َ‬ ‫جبال‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بأبطال الوغى قطعت‬ ‫الجياد‬
‫ُ‬ ‫تلك‬
‫إيضاحا وتبيينا‬
‫ً‬ ‫َّهر‬
‫زادهُ الد ُ‬
‫قد َ‬ ‫َأثر‬
‫في أرض إفرنس َة القصوى لها ٌ‬

‫عبابا في مغازينا‬
‫َرمالً وخاضت ً‬ ‫حوافرها ثلجا كما وطئت‬
‫ُ‬ ‫داست‬
‫ِ‬
‫األوطار ساعينا‬ ‫ِإال رَأتنا إلى‬ ‫علو ِ‬
‫مطلعها‬ ‫َأشرقت من ِ‬ ‫مس ما‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫الش ُ‬
‫شاكينا‬
‫ق َ‬ ‫ِ‬
‫رزبان للبطري ِ‬ ‫للم‬ ‫شهما‬
‫فرت جيو ُ‬ ‫وقيصر قد َّ‬ ‫سرى‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كْ‬
‫يرموك حتى ِ‬
‫يوم حطينا‬ ‫َ‬ ‫من ِ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬
‫بالتيجان مزري ٌة‬ ‫حيث العمام ُة‬
‫اس تأمينا‬ ‫قام الخليف ُة ُيعطي َّ‬
‫الن َ‬ ‫طواف بالسرير إذا‬
‫ٌ‬ ‫وللع ِ‬
‫روش‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وما وقى العرب الدنيا وال الدينا‬ ‫ٍ‬
‫أندلس‬ ‫أرض‬ ‫ِ‬
‫الخالفة ضاعت ُ‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫اوينا‬ ‫واستمسكوا بعرى اللَّ ِ‬
‫ذات َغ ِ‬ ‫أصبح َدعوى في طوائفهم‬ ‫المل ُك‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األسبان تحصينا‬ ‫لم ي ِ‬
‫لف من غارة‬ ‫ٍ‬
‫طائفة قد بايعت مل ًكا‬ ‫ُّ‬
‫وكل‬
‫ُ‬
‫القوم بالفوضى السالطينا‬
‫ُ‬ ‫أكثر‬
‫إن َ‬ ‫ْ‬ ‫السلطان هيبتَ ُه‬
‫ُ‬ ‫يفقد‬
‫وهكذا ُ‬
‫لكن إذا اختلفوا صاروا مجانينا‬ ‫ِ‬
‫الناس ما ائتلفوا‬ ‫عند‬
‫والبأس َ‬
‫ُ‬ ‫والرأي‬
‫ُ‬
‫ملك المستنيمينا‬ ‫َو َحطَّ َم َّ‬ ‫ٍ‬
‫أندلس‬ ‫تقلص الظِّ ُّل عن ِ‬
‫جنات‬
‫يف َ‬ ‫الس ُ‬ ‫َ‬
‫المساجد فيها للمصلينا‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫بالباقين آهل ٌة‬
‫َ‬ ‫فما المناز ُل‬
‫فكيف نبكي وقد جفت مآقينا‬ ‫ٍ‬
‫قرطبة‬ ‫عهد‬
‫ترجعن لنا يا َ‬
‫َّ‬ ‫لن‬
‫َ‬
‫وِإ َّن ذكراك في البلوى تسلينا‬ ‫زهرا ومن َريَّاك نشوتُنا‬
‫َذَّب ْل َت ً‬
‫وكان أكثرها ِ‬
‫للعلم تلقينا‬ ‫ِ‬
‫للملك عاصم ًة‬ ‫أعظمها‬ ‫كان‬
‫ما َ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]317‬‬

‫وأطياف تباكينا‬
‫ٌ‬ ‫رسوم‬ ‫ِإال‬ ‫ملك ومن ٍ‬
‫خول‬ ‫يبق منها ومن ٍ‬ ‫لم َ‬
‫ٌ‬
‫له تبكي أعادينا‬
‫َي ْروي حديثًا ُ‬ ‫آثار ِ‬
‫نعمتها‬ ‫زال في ِ‬
‫َّهر ما َ‬‫الد ُ‬
‫مسون غازينا؟‬
‫َ‬ ‫قاضين أو ُي‬
‫َ‬ ‫ضحون‬
‫َ‬ ‫ُي‬ ‫مروان ساستُها‬
‫َ‬ ‫أين الملو ُك بنو‬
‫َ‬
‫أواخر ٍ‬
‫نور في دياجينا؟‬ ‫وهو‬ ‫وأين أبناء ٍ‬
‫عباد ورو َنقُهم‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األجراس تأذينا‬ ‫هال تُ ِّ‬
‫ذك ُر َك‬ ‫ٍ‬
‫بقرطبة‬ ‫المسجد العاني‬
‫ُ‬ ‫يا أيها‬
‫ُ‬
‫عفرينا‬
‫الليث يمضي في ِّ‬
‫ُ‬ ‫كأنه‬ ‫ٍـ‬
‫أعمدة‬ ‫بين‬
‫كان الخليف ُة يمشي َ‬
‫َ‬
‫العلياء آمينا‬
‫ُ‬ ‫قال قالت له‬
‫أو َ‬ ‫مال مالت بعه الغبراء واجف ًة‬
‫إن َ‬

‫وسلها عن مالهينا‬ ‫ِق ْ ُّ‬


‫ف بالطلول َ‬ ‫سائحا أصبحت حجًّا قيافتُ ُه‬
‫ً‬ ‫يا‬
‫وأهلُها أصبحوا عنها بعيدينا‬ ‫الملك دراس ٌة‬‫نعيم قصور ِ‬‫بعد الَّ ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫األرواح يأتينا‬
‫ِ‬ ‫عبير مع‬
‫وال ٌ‬ ‫العين بهجتُه‬
‫َ‬ ‫تروق‬
‫ُ‬ ‫فال جما ٌل‬
‫ِ‬
‫الحسن تحسينا‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫بالذكر َ‬ ‫تزداد‬
‫ُ‬ ‫صارت طلوالً ولكن التي َبقَ ِيت‬
‫ُّ‬
‫وبالتذك ِر ننبيها فتنبينا‬ ‫ِ‬
‫الزهراء طامس ٌة‬ ‫القصور من‬ ‫تلك‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تشييدا وتزيينا‬
‫ً‬ ‫يعشق‬
‫ُ‬ ‫والمل ُك‬ ‫على الممالك منها أشرفَت شرفًا‬
‫تشييدا وتزيينا‬
‫ً‬ ‫يعشق‬
‫ُ‬ ‫والفن‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بزخرفها‬ ‫ِ‬
‫رحمانها َيلهو‬ ‫وعبد‬
‫ُ‬
‫وهما وتخمينا‬
‫فأصبحت في البلى ً‬ ‫سلطان ومقدر ٍة‬
‫ٍ‬ ‫كانت حقيق َة‬
‫بالتمثيل تصبينا‬ ‫ِ‬
‫المطارف َّ‬ ‫على‬ ‫ِ‬
‫األمجاد ما برحت‬ ‫ِ‬
‫العرب‬ ‫عمائم‬
‫ُ‬
‫أصوات تنادينا‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫المنابر‬ ‫وفي‬ ‫تلوح لنا‬
‫أشباح ُ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫المحاريب‬ ‫وفي‬
‫ٍ‬
‫أبطال ُمنيخينا‬ ‫أجداث‬
‫َ‬ ‫وحي‬
‫ِّ‬ ‫قصورا أهلُها رحلوا‬ ‫برق طالع‬
‫يا ُ‬
‫ً‬
‫أفواج المغنينا‬
‫َ‬ ‫ترمق‬
‫ُ‬ ‫كنت‬
‫إذ َ‬ ‫الحمراء موحش ًة‬
‫ُ‬ ‫أهكذا كانت‬
‫تضوع منها مس ُك دارينا‬
‫َ‬ ‫وقد‬ ‫ِ‬
‫مرمرها‬ ‫فوق‬
‫حفيف َ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫وللبرود‬
‫وردا ونسرينا‬ ‫ورو من َز ِ‬
‫هرها ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مرسية‬ ‫ويا غمام افتقد ِ‬
‫جنات‬ ‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]318‬‬

‫مان والتينا‬
‫والر َ‬
‫والكرم ُّ‬
‫َ‬ ‫والتوت‬
‫َ‬ ‫والزيتون غادي ًة‬
‫َ‬ ‫النخل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وأمطر‬
‫ِ‬
‫غرس أيدينا‬ ‫ألنها كلُّها من‬ ‫ٍ‬
‫مقدسة‬ ‫ٍ‬
‫بأشجار‬ ‫خيرا‬
‫أوصيك ً‬
‫َ‬
‫المماليك المساكينا ؟!‬
‫َ‬ ‫فيكف صرنا‬
‫َ‬ ‫الكون مملك ًة‬
‫ُ‬ ‫الملوك وكان‬
‫َ‬ ‫كنا‬
‫السكاكينا‬
‫واليوم قد نزعوا منا َّ‬
‫َ‬ ‫صوارمنا‬
‫ُ‬ ‫رقاب العدى انفلَّ ْت‬
‫وفي ِ‬
‫ومن براق ِيلهم نلق طواحينا‬ ‫س ْت بسالتُنا في الحرب نافع ًة‬
‫لَ ْي َ‬
‫ِ‬
‫بمثلها وامتنعنا في صيانا‬ ‫فلو فطنا لقابلنا قذائفَهم‬
‫َّ‬
‫وارتد أسطُولنا يحمي شواطينا‬ ‫عسكرنا يحمي منازلنا‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫واشتد‬
‫وما أتونا على ضعف شياطينا‬ ‫إ ًذا لكانوا على ٍ‬
‫بأس مالئك ًة‬

‫كالس ْج ِن والج ُ‬
‫َّالد والينا‬ ‫والدار ِّ‬ ‫أمل‬ ‫فنحن في ِ‬
‫أرضنا أسرى بال ٍ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫األرض نيرانا ليفنينا‬
‫َ‬ ‫ما يمأل‬ ‫مداف ِعهم‬
‫القالع وشدوا من ِ‬
‫َ‬ ‫شادوا‬
‫قالوا أما ًنا فكونوا مستكينينا‬ ‫وتدمير ومجزر ٍة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اعتداء‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫ميزان ٍ‬
‫عدل ولم توفوا الموازينا‬ ‫َ‬ ‫ناصبون لكم‬
‫َ‬ ‫كم يقولون إنا‬
‫التهويل تهوينا‬
‫َ‬ ‫وصيَّروا ِبيننا‬ ‫مطامعهم‬
‫ُ‬ ‫شاءت‬ ‫َّ‬
‫تحكموا مثلما َ‬
‫جوس في نواحينا‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫وللفرنسيس‬ ‫سنا‬ ‫ِ‬
‫باآلمال أنفُ َ‬ ‫فال تَ ُغَّر َّن‬
‫يوما مبارينا‬
‫نصير لهم ً‬
‫َ‬ ‫بأن‬ ‫هل يسمحون ولو صرنا مالئك ًة‬
‫سالح به يخشى تقاضينا‬
‫ٌ‬ ‫وال‬ ‫ال يعرفون التراضي في هوادتنا‬
‫أما لنا عبرةٌ من ِ‬
‫جهل ماضينا‬ ‫ِ‬
‫حاضرنا‬ ‫إن لم تكن حكم ٌة من ِ‬
‫علم‬
‫األعالج تمدينا‬
‫ِ‬ ‫نريد من‬
‫وال ُ‬ ‫َّإنا نعيش ما عاشت أوائلُنا‬
‫سِلي َنا‬
‫وما َو ِغ ْ‬
‫نختر على ِّ ُّ‬
‫العز َزق ً‬ ‫ضرع‬
‫ٍ‬ ‫إن قدَّموا المن والسلوى على‬
‫الحجاب الذي فيه تُصانينا‬‫ِ‬ ‫ذات‬ ‫مغربي ُة يا ذات الخفار ِة يا‬
‫ِّ‬ ‫يا‬
‫الحور والعينا‬
‫َ‬ ‫عمك يهوى‬‫من ُو ِلد ِّ‬ ‫العلج واستبقي أخا ٍ‬
‫عرب‬ ‫ِ‬ ‫صدي عن‬
‫ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]319‬‬

‫العهد يشقينا‬ ‫ِ‬


‫النعيم وهذا‬ ‫ِ‬
‫عهد‬ ‫أندلسيا كان َجدِّك في‬ ‫نعم‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫يا َ‬
‫طال التَّ ِّ‬
‫أسي وما أجدى تأسينا‬ ‫َ‬ ‫خذي دموعي وأعطيني دموع أسى‬
‫كنت لوال الهوى أبكي وتبكينا‬
‫ما ُ‬ ‫ِـ‬
‫السعادة أبكانا َو َّأرقَ َنا‬ ‫ذكر‬
‫ُ‬
‫شعرهُ يبكي المصابينا‬
‫ولم يزل ُ‬ ‫النون ََّأنتُ ُه‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫زيدون ُ‬‫َ‬ ‫بكى ابن‬
‫ٍ‬
‫روض تنوحينا‬ ‫ورقاء في‬ ‫إذ ِ‬
‫كنت‬ ‫كم شاقني وتصبَّاني وأطربني‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫نونية فيها شكاوينا‬ ‫أبيات‬
‫َ‬ ‫السموطُ حكت‬
‫هاتيك ُّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫دموعك‬ ‫ومن‬
‫إنشادا وتدوينا‬
‫ً‬ ‫الحب‬
‫َّ‬ ‫فخلَّ َد‬ ‫عواط ِ‬
‫فه‬ ‫ِ‬ ‫والدةُ استنزفت أسمى‬
‫عر تَ ْن ِغيما وتحنينا‬ ‫فأخرج ِّ‬
‫الش َ‬ ‫َ‬ ‫طته ظرافَتَها‬
‫تلك األميرةُ أع َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫زرناك حيينا‬ ‫صوني المحيا وإ ن‬ ‫وطر‬
‫بنت عمي وفي القُربى لنا ٌ‬ ‫يا َ‬

‫الصبح تبدو من دياجينا‬


‫ِ‬ ‫بقي َة‬
‫َّ‬ ‫أنجم ُه‬
‫طال حتى خلت َ‬ ‫لي ُل األسى َ‬
‫ِ‬
‫الفجر يؤذينا‬ ‫ضياء‬
‫َ‬ ‫يقو ُل إن‬ ‫وظالمنا‬
‫ُ‬ ‫فجرا من ال ُن َعمى‬
‫نشتاق ً‬
‫ُ‬
‫النور يكفينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخطوب وهذا ُ‬ ‫ليل‬ ‫القلوب على‬ ‫صبح‬
‫َ‬ ‫طلعن إذن‬
‫فل ُن َّ‬
‫ِ‬
‫الروم عادينا‬ ‫علوج‬ ‫حتى أتانا‬ ‫بفقد ِ‬
‫الملك نائب ًة‬ ‫أما كفانا ِ‬
‫ٌ‬
‫وقد رضيناهُ منفَى في عوادينا‬ ‫عدا علينا العدى في َبِّر عدوتنا‬
‫زل المروعينا‬
‫الع َ‬
‫ق العرب ُ‬ ‫تُ ِّ‬
‫مز ُ‬ ‫مدافعهم‬
‫ُ‬ ‫الفرنسيس ما َّ‬
‫انفكت‬ ‫ُ‬ ‫فه‬
‫شردوا عنها السالطينا‬
‫دست وقد َّ‬
‫ٌ‬ ‫مراكش الكبرى لقاِئدهم‬
‫ِ‬ ‫ط‬
‫فوس َ‬
‫خروا مستميتينا‬
‫أماجد ُّ‬
‫َ‬ ‫على‬ ‫دما‬
‫العيون ً‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الجزائر ما ُيبكي‬ ‫وفي‬
‫قديم وقد ضاعت أمانينا‬
‫جد ٌ‬ ‫َو ٌ‬ ‫َّ‬
‫استجد لنا‬ ‫في طرابلس الغرب‬
‫المطاعيم المطاعينا‬
‫َ‬ ‫ترثي بنيها‬ ‫الخضراء باكي ٌة‬
‫ُ‬ ‫تونس‬
‫ُ‬ ‫وهذه‬
‫فهل يظلُّ َ‬
‫ون فينا مستبدينا‬ ‫من الفرنسيس بلوانا ونكبتُنا‬
‫ِ‬
‫الدهر يرمينا‬ ‫حدثان‬
‫ُ‬ ‫شؤما به‬
‫ً‬ ‫ِـ‬
‫العيون بدت‬ ‫صهب العثانينـ مع زر ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]320‬‬

‫الص ِ‬
‫هب العثانينا‬ ‫ش ِهدنا من ُّ‬ ‫وال َ‬ ‫فال رأينا من األحدا ِ‬
‫ق زرقتها‬
‫ِ‬
‫مستخفينا‬ ‫العلوج ثقاالً‬ ‫تأوى‬ ‫وا طول لهفي على ٍ‬
‫قوم منازلُهم‬
‫َ‬
‫ثم استكانوا على ٍ‬
‫ضيم مطيعينا‬ ‫دون حر ِمتها‬
‫قد كافحوا ما استطاعوا َ‬
‫الفرنسيس المالعينا‬
‫َ‬ ‫وينصرون‬
‫َ‬ ‫خصاص ِتهم‬
‫َ‬ ‫دفاعا في‬
‫يملكون ً‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫مثل ٍ‬
‫أنعام مسوقينا‬ ‫فأصبحوا َ‬ ‫إربا‬
‫أعداؤهم قطعوا أوطانهم ً‬
‫ساهين الهينا‬
‫َ‬ ‫من النبي على‬ ‫غضب‬
‫ٌ‬ ‫هذا لعمري لسخطُ اهلل أو‬
‫ثبى‬
‫يصدق أن التائهين ً‬
‫شا ترى الدنيا ميادينا‬
‫كانوا جيو ً‬ ‫ُ‬ ‫من ذا‬
‫ِ‬
‫الصحراء حافينا‬ ‫واليوم يمشون في‬ ‫ٍ‬
‫ناضر زم ًنا‬ ‫مشوا على ٍ‬
‫ناعم أو‬
‫َ‬
‫وإ ن دعونا فال موسى يلبينا‬ ‫األعالج من ٍ‬
‫كثب‬ ‫َ‬ ‫طارق يطرق‬
‫ٌ‬ ‫ال‬
‫الوحل والطينا‬
‫َ‬ ‫ومنهما عوضونا‬ ‫بالقهر قد أخذوا مس ًكا وغالي ًة‬

‫لما أتونا لصوصاً ُمستبيحينا‬ ‫ش ِّن ِ‬


‫غارتهم‬ ‫ثأرهم في َ‬
‫وأدركوا َ‬
‫وامتصوا المداخينا‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحوانيت‬ ‫خمر‬ ‫في األرض عاثوا فسادا بعد ما شربوا‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫محمد فهو يرعانا ويهدينا‬ ‫فما لنا قوة إال بسيدنا‬
‫كما غدا المصطفى بين النبيينا‬ ‫قد اصطفى بين كل الناس أمته‬
‫وم تحمينا‬‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫سطوات ُّ‬ ‫ألست من‬
‫َ‬ ‫أبدا‬
‫يا أحمد المرتضى والمرتجى ً‬
‫السيف مسوالً ليشفينا؟!‬
‫َ‬ ‫متى نرى‬ ‫ِ‬
‫الناس عند اهلل منزل ًة‬ ‫يا أرفع‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]93‬‬


‫‪14‬‬

‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫قال مصطفى التل(ت‪1366‬هـ) ‪:‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]321‬‬

‫أضحى التنائي بديالً من تدانينا‬ ‫ما لي وبرفين يا عشاق برفينا‬


‫وناب عن طيب لقيانا تجافينا‬ ‫شيب أحالم الصبا ورعا‬
‫وبدل ال ّ‬
‫اع َد ال ُدنيا وال دينا‬
‫َو َم ْن تَقَ َ‬ ‫ت َم ْن رثّت صبابته‬
‫إني كما ُق ْل ُ‬
‫اض عجلونا‬ ‫ْأرب ِ‬ ‫الكواعب في ْ‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫السير تَ ْذ ُك ُر ِني‬
‫ِ‬ ‫أوانس وادي‬‫ُ‬ ‫فال‬
‫يمك ُنني ِمنهم تَ ْم ِكينا‬‫فيما ّ‬ ‫الشباب الذي أبليت ِج ّد ِته‬ ‫ُ‬ ‫حال‬
‫سلينا‬ ‫ِ‬ ‫ُأح ِ‬ ‫ت ِم ْن ُن ٍ‬
‫اليوم غ ْ‬
‫َ‬ ‫حال‬
‫ووصله ّن استَ َ‬
‫ُ‬ ‫اولُه‬ ‫سك َ‬‫ُ‬ ‫تبي ْن ُ‬
‫لما ّ‬
‫ابن األخ ِتسعينا‬ ‫ت يا َ‬ ‫تجاو ْز ُ‬
‫ولو َ‬ ‫ني َْأبقَى أخا طرب‬
‫س ُب ِ‬
‫َأح َ‬
‫قد كنت ْ‬
‫أصبحت ِمسكينا‬
‫ُ‬ ‫فقد‬
‫فارفق بقلبي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ما كل ما يتمنى المرء ُي ْدر ُكه‬
‫عن الشباب فتاة الطّ ِ‬
‫هر برفينا‬ ‫وحي عني زكاة منك تدفعها‬
‫محيوك يا برفين حيينا‬
‫إنا ّ‬ ‫مسمع منها مقالتنا‬
‫ٍ‬ ‫وأنشد على‬
‫يزور ِ‬
‫اليوم نادينا‬ ‫أيام كانت ُ‬ ‫عل الهيام الذي قد كنت أعهده‬
‫الوجد نفسي في َن ِ‬
‫واحينا‬ ‫ُ‬ ‫وتأنس‬ ‫الشوق قلبي في جوان ِبه‬
‫ُ‬ ‫فيلمس‬
‫ُ‬
‫إن أحوج األمر أن نبكي ويبكونا‬ ‫ويسلم الصحب من أن نستعين بهم‬

‫وعافنا الحسن حتى ما يدانينا‬ ‫قد عقنا الحب حتى ما يهم بنا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]94‬‬


‫‪47‬‬
‫قال خلفان بن مصبح (ت‬
‫مـــــن البسيـــــط‬ ‫‪1366‬هـ) ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]322‬‬

‫وللصبابة ما أبقى الصبا فينا‬ ‫للحب دين ولألشواق باقينا‬


‫نحن األحبة ال نألو محبينا‬ ‫وجيزة القلب إن جاروا وإ ن عدلوا‬
‫وضيعوه فإنا غير ناسينا‬ ‫وإ ن نسوا عهدنا من بعد فرقتنا‬
‫للحب نوفي وإ ن لم نلق موفينا‬ ‫ب خامرنا‬ ‫َّإنا لقوم إذا ما ُ‬
‫الح ُّ‬
‫ومن جعلت لهم دين الهوى دينا‬ ‫يا من بقلبي قد صيرتهم سك ًنا‬
‫منا وأصبح من أغلى أمانينا‬ ‫ومن سرى حبهم في كل جارحة‬
‫نارا وأغرقت الذكرى مآقينا‬
‫ً‬ ‫شهد الحنين إليكم في جوانحنا‬
‫شوقًا إليكم وأشجتنا دواعينا‬ ‫إذا سجى الليل هزتنا مضاجعنا‬
‫والصبر في الحب صعب ال يلبينا‬ ‫نحاول الصبر عنكم كي نلوذ به‬
‫ال النفس تسلو وال اآلمال تغنينا‬ ‫ُّ‬
‫نعلل النفس باآلمال تسلية‬
‫نرضاه لو كانت األقدار ترضينا‬ ‫أغلى منال لنا في الكون قربكمو‬
‫لماما وآلى أن يجافينا‬
‫ولو ً‬ ‫لكنما الدهر يأبى أن يسالمنا‬
‫أن ال ينال مثاال من معالينا‬ ‫ألقى نوائبه فينا وأعجزه‬
‫منا نفوس وال كلَّت مرامينا‬
‫َّ‬ ‫وكرر الخطب أحماالً فما ضعفت‬ ‫َّ‬
‫وشدة الصبر ال وه ًنا وال لينا‬ ‫لم يلق إالَّ ثبات العزم متقدًّا‬
‫وحزما وأوفاهم موازينا‬
‫ً‬ ‫عزما‬
‫ً‬ ‫قد يعلم الصبر أنا خير جيرته‬
‫وفا الخليلين عن نعماه يغنينا‬ ‫ويعلم الدهر لو زادت نوائبه‬
‫أسلت جرحي إن َعَّز المداوونا‬
‫ُ‬ ‫زمن‬
‫إن خانني ٌ‬
‫هما األحبة لي ْ‬

‫إن خانني الدهر ما زالوا موالينا‬ ‫رمز الوفاء وأهل الصدق في ثقة‬
‫ألوقفوا القدر المكتوب في الحينا‬ ‫جهدا ولو قدروا‬
‫يرجون لي ما لهم ً‬
‫صدق المواساة من خير المواسينا‬ ‫يأس شعرهما لبي فال عجب‬
‫إن ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]323‬‬

‫أسمى الوفاء وإ خالص المصافينا‬ ‫أحيا بقلبي آماالً وعلَّمني‬


‫واألنس مشتمل والصفو يغرينا‬ ‫َّ‬
‫والشمل مجتمع‬ ‫قد كان هدي بهم‬
‫بغير ذنب كئوس الصبر غسلينا‬ ‫وجرعني‬
‫ففرق الدهر شملينا َّ‬
‫َّ‬
‫وال زها بفنون ِّ‬
‫الشعر نادينا‬ ‫كأن لم يكن في أعالي القصر مجلسنا‬
‫الس َّمار سارينا‬
‫وال رأت قهوة ُّ‬ ‫وال غدا بضفاف البحر منزهنا‬
‫حسن المقام وحسن الحور والعينا‬ ‫وال في ثرى الدولة الفيحاء طاب لنا‬
‫والغيد تهتف باألنغام تلحينا‬ ‫الروض يعبق واألغصان وارفة‬
‫ترنح الدَّل في أعطافها لينا‬ ‫من كل مياسة بالحسن غانية‬
‫مزمار داوود ما بين المغنينا‬ ‫الصوت تحسبه‬
‫بأغن َّ‬
‫إذا شدت ِّ‬
‫إذا ترنم فوق الرمل شادينا‬ ‫مرحا‬
‫وكم طغى السعد في أنحائنا ً‬
‫عرائس النخل تبدين حسن وادينا‬ ‫والرمل مرآة نور قد برزن بها‬
‫وبهجة األنس واألفراح تطوينا‬ ‫والبدر يشرق واألكوان سافرةٌ‬
‫نخب الصداقة واإلخالص ساقينا‬ ‫الود مترعة‬
‫وقد شربنا كئوس ِّ‬
‫تلك الكؤوس ولو غالى المغالونا‬ ‫هيهات أن تبلغ الصهباء ما بلغت‬
‫بعد الغداة َو ُج ْلتُ ْم في مغانينا‬ ‫صاحبي إذا ُز ْرتم مرابعنا‬
‫َّ‬ ‫يا‬
‫من بعد ما كان باألفراح يحيينا‬ ‫وجئتمو منزالً بالشرق مكتئبا‬
‫كأس السرور وأصفى الود نادينا‬ ‫صاحبا باألمس نادمكم‬
‫ً‬ ‫تذكروا‬
‫ناِئي األنيس بعيد الدار مسكينا‬ ‫واليوم أمسى يعاني هول محنته‬
‫لو أستطيع وأخفيها ولو حينا‬ ‫أواه تغلبني الذكرى فأحسبها‬

‫نشوى َّ‬
‫الشباب ولم تُْب َل حواشينا‬ ‫أكدارا وما ذهبت‬
‫ِّل الصفو ً‬
‫قد ُبد َ‬
‫أنكى المصائب أردتنا مصابينا‬ ‫ق العمر شابت صفو بهجته‬
‫َو ُر ِّي ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]324‬‬

‫إذا تقضى ما نلنا أمانينا‬ ‫ماذا نعوض عن عهد الصبا بدال‬


‫وهي التي بكئوس الصاب تسقينا‬ ‫وما نؤمل في الدنيا وبهجتها‬
‫بالوهم لو كانت األوهام تعنينا‬ ‫شرا وتخدعنا‬
‫تبدي حقيقتها ً‬
‫ولو تدوم وال اآلفات تبكينا‬ ‫فال المصائب بعد اليوم تحزننا‬
‫لحكمة العادل الجبار راضينا‬ ‫وليس في األمر إال أن نسلمها‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]95‬‬


‫‪20‬‬
‫قال إلياس أبو شبكة (ت‪1366‬هـ )‬
‫مــــــن البسيـــــط‬ ‫‪:‬‬

‫ين المال َوال تَس َكرينا‬ ‫تُ ِ‬


‫سكر َ‬ ‫ِ‬
‫العاشقينا‬ ‫ِ‬
‫اَألمس َر َّب َة‬ ‫ُك ِ‬
‫نت ِب‬
‫بسمينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مين ِب َح ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َأمسيت ال تَ َ‬‫َفلماذا َ‬ ‫ظ‬ ‫بس َ‬ ‫َولَقَد ُكنت تَ َ‬
‫مزا َحزينا‬ ‫الج ِ‬
‫مال َر ً‬ ‫مز َ‬ ‫صار َر ُ‬
‫َ‬ ‫ئاب ِك َحتى‬ ‫ِ‬
‫ما الَّذي ََأو َج َب اكتَ ُ‬
‫اَألمس فتَن َة ِ‬
‫الناظرينا‬ ‫ِ‬ ‫كان ِب‬
‫َ‬ ‫زن في ُعيو ِنك ً‬
‫نورا‬ ‫الح ُ‬
‫لم ُ‬
‫ظَ‬‫َأ َ‬
‫َما َأرانا من قَب ُل هذه ال ُغضونا‬ ‫بين‬
‫الجما ُل َأين َج ٌ‬ ‫ذاك َ‬
‫َأين َ‬ ‫َ‬
‫ؤاد ِسًّرا َدفينا‬
‫لَم تََزل في الفُ ِ‬ ‫موزا‬
‫ضون ُر ً‬ ‫يست هذي ال ُغ ُ‬ ‫ََأو لَ َ‬
‫ِ‬ ‫ش ِي ِك كيال‬
‫الراقصينا‬ ‫شي َنقلَة‬ ‫ُيص ِب َح َ‬
‫الم ُ‬ ‫طء َم ْ‬
‫وم َو َ‬ ‫َخفِّفي َ‬
‫الي َ‬
‫خدعينا‬ ‫الهوى ِب ِه تَ َ‬‫ُكنت َحتى َ‬
‫ِ‬ ‫دت َغير مشي َد ٍ‬
‫الل‬ ‫َ‬
‫ما تَع َّو ِ‬
‫َ َ‬
‫بعد ِإ ِثمك طينا‬
‫وم َ‬‫الي َ‬
‫جع َ‬
‫َر َ‬ ‫َخفِّ ِفي المشي ِإ َّن في التُ ِ‬
‫رب َق ًلبا‬ ‫َ َ‬
‫هد ال َغ ِ‬
‫رام ِإال ُجنو َنا‬ ‫يس َع ُ‬ ‫ال تَص ِي ِ‬
‫لَ َ‬ ‫ب َوامشي َعلَيه‬ ‫للح ِّ‬
‫خي ُ‬
‫شفقينا‬‫قال يوما ِعبارةَ الم ِ‬ ‫مير ِإذا ما‬
‫الض ِ‬ ‫ال تَصيخي ِإلى َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ً‬
‫وم ال تُهيني المنونا‬ ‫قَد َ ِ‬
‫الي َ‬
‫استحي َ‬ ‫فَ َ‬ ‫علي‬
‫عد ٍّ‬ ‫الحياةَ َب َ‬
‫َأهنت َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]325‬‬

‫لي فَ ِ‬ ‫ِإن َي ُك الفُ ُ‬


‫الجور ِبئس ما تَ َ‬
‫فعلينا‬ ‫سق َو ُ‬ ‫ـفُ ُ‬ ‫مشنك الـ‬ ‫سق من َع ٍّ‬
‫َّرته من ِ‬
‫الباذرينا‬ ‫ثَُّم صي ِ‬ ‫الما‬ ‫َأنت ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َأفسدته َوكان ُغ ً‬ ‫َ‬
‫َأحق ِب َّ‬
‫السافكينا‬ ‫يود ّ‬‫ِبقُ ٍ‬ ‫نك َواستَبدليها‬ ‫نز ِعي الحلي ع ِ‬ ‫ِإ َ‬
‫َ َ‬
‫يف تُبقي َنها َوال تَخجلينا ؟‬
‫َك َ‬ ‫ماء َعِل ٍّي‬
‫هذ ِه الحلي من ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫مير ِإال ُمجونا‬
‫الض ِ‬
‫وت َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ريت ِلص ٍ‬
‫يس َ‬ ‫لَ َ‬ ‫وت‬ ‫ال تَصيخي يا مر َغ ُ َ‬
‫غرٍم َو ُعيونا‬ ‫ِ‬ ‫وق تُ ٍ‬ ‫وارقُصي ِإن و َد ِ‬
‫ض َّم َق ًلبا ل ُم َ‬
‫َ‬ ‫راب‬ ‫دت فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غادة الدُّما تَجنينا ؟‬
‫يف يا َ‬ ‫َك َ‬ ‫بن‬
‫زن ُج ٌ‬‫الح ُ‬ ‫واطرحي الح َ ِ‬
‫زن َعنك فَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫الورى أن َيكونا‬
‫السفك في َ‬
‫َومري َّ‬ ‫الضمير في ُك ِّل ٍ‬
‫حال‬ ‫ضحي َ َ‬ ‫ّ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]96‬‬


‫‪36‬‬

‫مـــــــن‬
‫الخفيــــف‬ ‫قال أحمد الكاشف (ت‪1367‬هـ ) ‪:‬‬
‫لك ما ترتضيه دنيا ودينا‬ ‫ِ‬
‫الفضل المحامد فينا‬ ‫صاحب‬
‫ُ‬
‫ـج سعيداً مباركاً ميموناً‬ ‫غاية البر بالغ أنت بالحـ‬
‫يؤدي أمانة المسلمينا‬
‫ـت ّ‬ ‫ِ‬
‫األمين إلى البيـ‬ ‫ِ‬
‫المسلم‬ ‫رحل ُة‬
‫القرى طائفا مع الطائفينا‬ ‫ليتني كنت بين صحبك في أم‬
‫في الحمى أولياءه الصالحينا‬ ‫أذكر اهلل في حماه وأدعو‬
‫العمرتّ ْي ِن مجتمعينا‬ ‫طِ‬
‫ار في ّ‬ ‫ـَ‬ ‫وأحيي الموحدين من األقْـ‬
‫قيت منهم سرائر الغائبينا‬ ‫أحاديث َم ْن ال‬
‫ّ‬ ‫وأرى اليوم من‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]326‬‬

‫من شديد العذاب شعبا حزينا‬ ‫أفتدي في الجزيرتين بنفسي‬


‫بدموع حينا وبالدم حينا‬ ‫ونار‬ ‫يدفع البغي من ٍ‬
‫حديد ِ‬
‫ِ‬
‫األسالب يختصمونا‬ ‫ـاب َح ْو َل‬ ‫عظة الدهر أن أرى القادة األصحـ‬
‫ـحرب أشقى فيها من الخاسرينا‬ ‫ِ‬
‫األرض ُع ْق َبى الـ‬ ‫الرا ِب ِحينـ في‬
‫وأرى ّ‬

‫ـالل يرجونه ويلتمسونا‬ ‫أي شيء من الغنائم في األطـ‬


‫أشد منها جنونا‬
‫ن سالما ّ‬ ‫ِ‬
‫جنون الحرب المبيدة يبغو‬ ‫من‬
‫ـل وهم في قيامة داخلونا‬ ‫خرجوا من قيامتين مهازيـ‬
‫ـتَ َم ُروا أم ِل ِم ْح َن ِة العالمينا‬ ‫ِ‬
‫لراحة العالمين اْئـ‬ ‫لست أدري‬
‫واستعدت لما عسى أن يكونا‬ ‫ِ‬
‫صروف الليالي‬ ‫مصر من‬
‫سلمت ُ‬
‫ـبي كفيال وللمصير ضمينا‬ ‫وتلقت من المقادير بالعقـ‬
‫ـبة يهديك أطيب المخلصينا‬ ‫بالح ِّج والرتـ‬
‫ات ّ‬ ‫هنَئ ِ‬
‫أطيب التّ ِ‬
‫ُ‬
‫ومجدا َم ِكي َنا‬
‫ً‬ ‫فزانت ًّ‬
‫عزاً‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫خير نعمى جاءتك في عيد فارو‬
‫ـك شماالً تالقينا ويمينا‬ ‫مظهر بعد مظهر للعال فيـ‬
‫اآلمرين والناهي َنا‬
‫َ‬ ‫دك في‬ ‫قو ِة ِ‬
‫العلم بعدها جاء ميعا‬
‫إليك يقينا‬
‫وعادوا بها َ‬
‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫لك داعيـ‬
‫القوم بالم ّنى َ‬
‫ُ‬ ‫ومضى‬
‫واآلخرين‬
‫َ‬ ‫األولين‬
‫َ‬ ‫ُجو َم َدى‬ ‫َأم ِر ًها تر‬
‫الجديد من ْ‬
‫َ‬ ‫وصحبت‬
‫ُ‬
‫مارس الحادثات بأساً ولينا‬ ‫البالد َو ِزيرا‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫واطمأن ْت ِب َك‬
‫الوالَةَ والحاكمينا‬
‫أن يكونوا ُ‬ ‫ِ‬
‫للشعب َْأولَى‬ ‫حكماء الر َج ِ‬
‫ال‬ ‫ُ ّ‬
‫ْأمو َنا‬ ‫ـام َّ‬
‫اس آمنا َم ُ‬
‫والن َ‬ ‫َ‬ ‫اير األيـ‬
‫س َ‬ ‫والمشير المطاعُ َم ْن َ‬
‫ُ‬
‫عز ِة ال َكا ِبري َنا‬
‫من فروض الأ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫يستحق قَ ْد َرك ع ْندي‬ ‫إن ما‬ ‫ّ‬
‫وسجل الثَ ِ‬
‫واب للعاملينا‬ ‫ُّ‬ ‫الحسيب الموفّي‬ ‫ش ِ‬
‫اه ُد‬ ‫وأ َنا ال ّ‬
‫ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]327‬‬

‫أصبحت َوفُُنو َنا‬ ‫يب‬ ‫ـك ِ‬


‫ْ‬ ‫َأسال ُ‬
‫َ َ‬ ‫فيك مث ُل أياديـ‬
‫واألماديح َ‬
‫ُ‬
‫اهرينا‬ ‫ـرة ما للمالِئ ِك الطَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الطهور وفي األسـ‬ ‫لك في ِ‬
‫بيتك‬
‫ـيا ِب ِع ْلٍم وقوة وبنينا‬ ‫عمر الدنـ‬ ‫ِ‬
‫ومتاع الدنيا ل َم ْن ّ‬
‫الخ ِالدينا‬
‫ـك في َخ ْي ِر َها من َ‬ ‫صنعت لها أنـ‬
‫ْ‬ ‫وجزاء بما‬
‫ُ‬
‫ـضي وتمضي أسوة العابدينا‬ ‫المصلحين َأ ْن َت بما تقـ‬
‫َ‬ ‫قدوةُ‬

‫س ِب َما َأ ْن َت صانعُ راضينا‬ ‫تجد النَّا‬


‫الكريم أن ْ‬
‫َ‬ ‫ورضاك‬
‫َ‬
‫واَألب َع ُد ِو َنا‬
‫واستََوى اَألق َْر ُبون ْ‬ ‫جمعتْ ُه ُم َج ْدواك من ُك ِّل واد‬
‫الم ِتي َنا‬
‫العظيم َ‬
‫َ‬ ‫الخلق‬
‫َ‬ ‫ـلك هذا‬ ‫المحب َة من يمـ‬
‫ّ‬ ‫إنما َي ْملُ ُك‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]97‬‬


‫‪105‬‬

‫مــــــن البسيــــــط‬ ‫وقــال أيضًــــــا ‪:‬‬


‫وغافلون هم أم مستفيقونا‬ ‫شرا يرى الناس أم خيراً يالقونا‬
‫ِّ‬
‫وم غير ممضينا‬
‫وقد نأى عنه قَ ٌ‬ ‫أمضى على الصلح قوم يبعثون به‬
‫بعض ُه ْم أسوان محزونا‬ ‫َولَ ْم َي ْز ْل ُ‬ ‫تنفس الصعداء اليوم بعضهم‬
‫وها ثمانونا‬
‫الثماني َي ْتلُ َ‬
‫ّ‬ ‫ِت ْل َك‬ ‫الدهر َح ْر ًبا كالتي شملت‬
‫ُ‬ ‫يعرف‬
‫ُ‬ ‫هل‬
‫ِ‬
‫األذالء الطيعينا‬ ‫الع َب ِاد‬
‫على ِ‬ ‫صناعة هي يعتز الملو ُك بها‬
‫ود المداوينا‬
‫الس ُ‬ ‫ِئ‬
‫َأع َي ْت طبا ُعها ّ‬ ‫ْ‬ ‫أم كانت المرض الموروث في دول‬
‫الض َحايا والقََرابينا‬
‫وَأغلَى ّ‬
‫َْأز َكى ْ‬ ‫أكبر آثام األنام دما‬
‫ما كان ُ‬
‫ِ‬
‫الطغاة المستبدينا‬ ‫ِ‬
‫الملوك‬ ‫عن‬ ‫أين األسرة والتيجان أسألها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]328‬‬

‫دما ِت ْل َك الميادينا‬ ‫المالِئ َ‬


‫ين ً‬ ‫دور ُه ُم‬ ‫ِ‬
‫الرافعين على األشالء َ‬ ‫َ‬
‫فهل تذكر هذا المستغلونا‬ ‫غيرهم‬‫أسالب ِ‬
‫ُ‬ ‫َج َن ْت َعلَى ُم ْل ِك ِه ْم‬
‫هموم المستغيثينا‬
‫َ‬ ‫سلم يزيد‬
‫ٍ‬ ‫نفر إلى‬
‫أمستغيثين من حرب ُّ‬
‫وفي اليسار قيود المسترقينا‬ ‫الصلح خادع ًة‬
‫ِ‬ ‫عهود‬
‫ُ‬ ‫ففي اليمين‬
‫ضينا‬‫الم ِِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْأم ت ْل َك َكا َن ْت ََأباطي ُل ُ‬ ‫أين الشروطُ وأين العاملون بها‬
‫يرونا‬ ‫األلباء ِ‬ ‫للع ِ‬
‫البص ُ‬
‫لين ّ َ‬ ‫ام َ‬ ‫َ‬ ‫أهذه ثمرات النصر يخرجها‬
‫ْأس ِه و َن َداهُ المستجيرينا‬ ‫ِبب ِ‬
‫َ‬ ‫ال غالب اليوم إال من يعين غدا‬
‫سونا‬ ‫س َك ِر ولسون َج َبا ِبرةٌ‬ ‫ْ ِ‬
‫اء و ْل ُ‬
‫آر ُ‬‫ص َن َع ْت َ‬
‫وأين ما َ‬ ‫دانت ل َع ْ‬

‫ِ‬
‫َع ْن ُه ْم َو ُه ْم بالّذي َأ ّغرى َي ِه ُ‬
‫يمو َنا‬ ‫أغرى البرية باستقاللهم ونأى‬
‫يرج من قَ َدٍم ّ‬
‫الدنيا ال ّنبيو َنا‬ ‫ِ‬ ‫أيبتَ ِغي رج ُل َ‬
‫لم ُ‬ ‫الجديدة َما‬ ‫الد ْنيا‬
‫مالئكا برة هذي الشياطينا‬ ‫ِ‬
‫األرض متّ َخ َذا‬ ‫غير‬
‫األرض َ‬ ‫ُ‬ ‫وتبد ُل‬
‫وس َهم وتعداها الخليونا‬
‫ُنفُ َ‬ ‫ستَ ْب ِش ُر َ‬
‫ون ِب َها‬ ‫الم ْ‬
‫هواجس مأل ُ‬
‫ٌ‬
‫بالب ِ‬
‫ْأس َم ْق ُرونا‬ ‫طلبا َ‬ ‫ِإ ْن لَ ْم ْ‬
‫يجد ً‬ ‫فاقد ُنداً‬ ‫والحق في ُك ِّل َع ْ‬
‫ص ٍر ُ‬ ‫ُّ‬
‫المغلوب مغبو َنا‬
‫ُ‬ ‫إذا ا ْنثََنى األعز ُل‬ ‫وب َج ِان ُبه‬
‫ْه ُ‬
‫المر ُ‬
‫الح ُه َو َ‬
‫الس ِ‬
‫فذو ّ‬
‫األرض تكوي ًنا وتلوي ًنا‬
‫ُ‬ ‫تغير‬
‫ّ‬ ‫َأخالَقًا ومتّ َج ًها‬
‫اس ْ‬‫تَ َغ ّيّر ال َن ّ‬
‫صوت العواطف توفيقا وتأمينا‬ ‫اليو َم َي ْخلُفُها‬
‫ت القَ َنا والسيوف َ‬ ‫ص ْو ُ‬
‫َ‬
‫فتح المبادىء ال فتح المغيرينا‬ ‫ض َغاِئ ُنها‬ ‫وللش ِ‬
‫عوب َوقَ ْد َزالَ ْت َ‬ ‫ُّ‬
‫يغدو به ويروح البلشفيونا‬ ‫ارم َما‬‫الم َغ ِ‬ ‫ِئ‬
‫عقبى الهزا م َب ْل ُع ْق َبى َ‬
‫بعد المظالم أحراراً مغالينا‬ ‫طلقُوا‬ ‫لم واْ َن َ‬ ‫ِ‬
‫ش ُموا في البالد الظّ َ‬ ‫تَ َج ّ‬
‫إال قياصر فيها أو فراعينا‬ ‫ص ِر ِه ْم‬
‫ضوا أن َي ُكونوا بعد قَ ْي َ‬ ‫َو َما َر َ‬
‫إن أخطأ القوم أو كانوا مصيبينا‬ ‫ٍ‬
‫منقلب‬ ‫أعذار ُه ْم في ُك ِّل‬ ‫للقوم‬
‫ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]329‬‬

‫أمصلحون هم أم مستفيدونا‬ ‫واإلنسان متّ ُهم‬


‫ُ‬ ‫َأعلَ ْم‬
‫ولست ْ‬
‫ُ‬
‫بغى الفريق الذي سن القوانينا‬ ‫الفريق الّذي فوضاه َه ِادم ٌـة‬ ‫ُ‬ ‫ِن ْع َم‬
‫أذكى الجنون وما أوفى المجانينا‬ ‫الد ْنيا العقول فما‬ ‫جنت بحرية ّ‬
‫شتى الشعوب وجاراها المجارونا‬ ‫ش ِملَ ْت‬‫الع ْقبى إذا َ‬
‫لإلشتراكية ُ‬
‫وال األقلون ملك للكثيرينا‬ ‫لألقلين‬
‫َ‬ ‫الكثيرون ِم ْل ُك‬
‫َ‬ ‫فال‬
‫بالمغنيات وآالفا يجوعونا‬ ‫ْألى َخ َزاِئنه‬
‫واحدا َم َ‬
‫ً‬ ‫وال َنرى‬
‫تهفو إليها قلوب المستظلينا‬ ‫ْأس ُمحتَ ِكم‬
‫وال َنَرى ُدّرةً في َر ِ‬
‫منتظرا ِم ْنها َو ْمظ ُنونا‬
‫ً‬ ‫ما كان‬ ‫ان ِس َوى‬ ‫الحرب ِ‬
‫الع َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫نائلين من‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫ال تَ ْذ ُكرون ِرفَاقاً َغ ْير َن ِ‬
‫اجي َنا‬ ‫نجوتم من رزاياها وما لكم‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫اد َها لينا‬


‫وذلّلوا ل ُك ُم َأ ْط َو َ‬ ‫الحديد لَ ُك ْم في ُك ِّل َم ْر َحلَ ٍة‬
‫َ‬ ‫َم ّدوا‬
‫باُألرد َّن تأمينا‬
‫ُ‬ ‫يل‬
‫وَأْل َحقُوا ال ّن َ‬ ‫ورابطوا ألعاديكم على هدف‬
‫َوقَ ْه ِر ُكم فرددناهمـ مولينا‬ ‫وقلتم الترك َق ْد جاءوا لغزوكم‬
‫ُ‬
‫وهم إلينا األحباء المحبونا‬ ‫وكم عتبنا على قوم ألجلكم‬
‫ضحينا‬ ‫حرية فبذْل َناه ُم ّ‬‫ّ‬ ‫وقلتم لم ينل قوم بغير ٍ‬
‫دم‬ ‫ٌ‬
‫س ِطينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما َن َ ِ‬
‫ال م ْن ُه َعدا ُك ْم في َفل ْ‬ ‫صر ُج ْن ُد ُك ُم‬ ‫َ ِ ِ‬
‫ونال م ْن َدم َنا في َم َ‬
‫خطيئات البريئينا‬
‫ُ‬ ‫أم ال تزا ُل‬ ‫اَألب ِر َياء ِبه‬ ‫ط َايا ْ‬ ‫غسلتم َخ َ‬
‫ْ‬ ‫فهل‬
‫اء والطِّينا‬ ‫ِ‬ ‫َوتُْؤ ِث ُر َ‬ ‫ان َم ِاث ْل ُك ْم‬
‫الم َ‬
‫ون َعلَ ْيه َ‬ ‫سِ‬ ‫ون باِإل ْن َ‬ ‫ستَ ِهي ُن َ‬
‫َأتَ ْ‬
‫ستَ ّغلو َنا‬ ‫الم ْ‬
‫اء ُ‬ ‫اُألج َر ُ‬
‫ق َ‬ ‫ََأي ْر َه ُ‬ ‫دان َم ْز َر َع ٍة‬ ‫والس َّو ِ‬ ‫ّ‬ ‫ص َر‬ ‫ِ ِ‬
‫ُهبُّوا ح َمى م ْ‬
‫س ُعونا‬ ‫حيًّا وما ِز ْلتُم ِفي اَألر ِ ِ‬ ‫ورثْتُم ِخصم ُكم م ْيتًا وص ِ‬
‫ضت ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اح ُب ُك ْم‬ ‫ََ ُ َْ ْ َ َ َ‬
‫ضيقُو َنا‬‫ش ْكوى تُ ِ‬ ‫َو َر ْح ِب َه َو ِب ِذي ال ّ‬ ‫اض َره‬ ‫ان َن ِ‬ ‫الع ْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫َوقَ ْد َملَ ْكتُ ْم م َن ُ‬
‫اري َنا َوتَ ْم ِد ِي َنا‬
‫ما َأ ْذ َك ُروه تَ َج ِ‬ ‫َه ْل تُْن ْك ِر ُو َن َعلَ ْي ِه ْم ِفي َز َم ِان ُك ُم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]330‬‬

‫ص َر ِفي ِإ ْطالَ ِق َها ِحي َنا‬ ‫فَجِّر ِ‬


‫بوا م ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ييدها َز َم ًنا‬ ‫جر ْبتُم ِمصر ِفي تَ ْق ِ‬
‫َّ ُ َْ‬
‫ص َر تَ َخافُو َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شيء َعلَى م َ‬ ‫فأي َ‬ ‫ّ‬ ‫َأم َن ُك ُم‬
‫ال ْ‬ ‫يما َن َ‬
‫ص َر ف َ‬ ‫َأم ْنتُ ُُم م ْ‬
‫ّ‬
‫الهند س ِ‬
‫اهينا‬ ‫َأض ْع َنا‬
‫اع السبي ُل َ‬ ‫ض َ‬ ‫السبي ُل فَِإ ْن‬ ‫ص ُر ل ْل ِه ْن ِد َّ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َو ُق ْلتُ ُم م ْ‬
‫ين َأو مْألى سر ِ‬ ‫مْألى َ ِ‬ ‫س ُب ٍل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احينا‬ ‫ََ‬ ‫ش َواه َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ص َر م ْن ُ‬ ‫أما إلى ال ِه ْن َد إال م ْ‬
‫ِ‬ ‫جير ِت ِه‬ ‫َّ‬
‫سبي ُل ال ِه ْند َم ُ‬
‫أمو ًنا‬ ‫َوالَ َي َزا ُل َ‬ ‫هدد ال ِه ْن َد هلوه َو َ‬ ‫ُي ّ‬
‫فَ َما تضربكم َي ْو ًما َأما َن ِي َنا‬ ‫َأم ِاني َنا‬ ‫ِ‬
‫وَأع ْط َوا م َن َ‬ ‫سوا َنا َ‬ ‫َخافُوا َ‬
‫الم ْط ِمَئ َّنينا‬ ‫ِ‬
‫تَ ْلقُو َن َنا َب ُقلُوب ُ‬ ‫ين َك َما‬ ‫ص َ‬ ‫وب الم ْخِل ِ‬
‫ُ‬
‫َن ْلقَا ُكم ِب ُقلَ ِ‬
‫ُ‬
‫س َار ْت ُي ِس ُيرو َنا‬ ‫يدا فَ ُه ْم َْأي َن َما َ‬
‫ً‬ ‫اط ِف ِه ْم‬
‫اس َأقْوى ِم ْن عو ِ‬
‫ََ‬ ‫الن ِ‬ ‫صالُح َّ‬ ‫َم َ‬
‫الم َوال ِي َنا‬ ‫ِ‬ ‫الم َعاد ِي َنا‬
‫وم َم َو ّدات ُ‬ ‫َوالَ تَ ُد ُ‬ ‫ات ُ‬ ‫وم َح َز َاز ُ‬ ‫فَالَ تَ ُد ُ‬
‫الع ْقبى المسيُئو َنا‬ ‫اد ِخصم القَوِم ص ِ‬
‫س َن ُ‬
‫َأح َ‬
‫َوطالَما ْ‬ ‫اح َب ُه ُم‬ ‫الما َع َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ط َ‬ ‫َو َ‬

‫وي ْن ِسينا‬ ‫الماضي ُ‬


‫ِ‬
‫ُي ْنس ُي َكم َأثََر َ‬ ‫ان ِس ْل ُم ُك ُم‬ ‫سى الِّذي َم َن َح اَألْل َم َ‬ ‫َع َ‬
‫ضي ُكم ع ّنا وير ِ‬ ‫رك ير ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫َّل ِ‬
‫ضي َنا‬ ‫ُ َ َ ُْ‬ ‫للتُّ ُ ْ‬ ‫حم ًة‬‫وم َم ْر َ‬ ‫بْأس ّ‬ ‫سى ُم َبد َ‬ ‫َع َ‬
‫يحينا‬ ‫اة المستَِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫مقَا َ ِ‬ ‫ْض َل ِم ْن‬ ‫وإ ّن ِش ْب َر الّذي َح ُّ‬
‫الب َغ ُ ْ‬ ‫ط َعات ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق َألف َ‬
‫ورو َنا‬ ‫َخ ْير لَ ُه ِم ْن جم ٍ‬ ‫يبر ِب ِه‬‫وإ ّن فَ ْرداً لَ ِذي ُم ْل ٍك ّ‬
‫اعات َيثُ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫والصينا‬
‫ّ‬ ‫ص َر ال ِه ْن ِد‬ ‫هز َت م ِئ ِ‬
‫سا ُل م ْ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َألون َوقَ ْد‬
‫س َ‬ ‫ص َر تَ ْ‬
‫ٍ ِِ‬
‫أي شيء لم ْ‬ ‫عن ِّ‬
‫الص ْر َعى ُم ِجيبي َنا‬ ‫َ ِ‬ ‫يف وال ّن ِ‬ ‫بالس ِ‬
‫طلبون م َن ّ‬ ‫َوتْ‬ ‫اس ُج ْن ُد ُك ُم‬ ‫ار َي ْد ُعو ال ّن َ‬ ‫ّ‬
‫تَروا َِأدلّ َة ِمص ِر والبر ِ‬
‫اهي َنا‬ ‫السالَ ِس َل َع ّنا واْطلُ ُبوا َج َدالً‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ض ُعوا َ‬ ‫َ‬
‫ص َر َُأباةٌ َغ ْي َر َراضينا‬ ‫ِ‬ ‫ور ِب َما قَ ِبلَ ْت َد ْع َوا ُك ُم ُد َو ٌل‬
‫وأه ُل م ْ‬ ‫َ‬
‫َأخاف قَ ْوماً ِسواهم ال ُيبالونا‬ ‫َ‬ ‫ان َغ َايتَ ُه ُم‬ ‫لَ ْي َت الّذي َح َر َم اَأللَ ْم َ‬
‫س أقواماً َمساكينا‬ ‫ويحر ُ‬
‫ُ‬ ‫رعى‬‫َي َ‬ ‫وماً قُّوةً َو ِغ َنى‬ ‫اد قَ ْ‬ ‫َولَ ْي َت ِم ْن َز َ‬
‫عان تض ّنونا‬ ‫وبالكالم على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُك ُم‬ ‫ون ِلم ْظلُ ٍ ِ‬ ‫َأتَ ِ‬
‫وم د َم َ‬ ‫سف ُك َ َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]331‬‬

‫موفينا‬
‫للبلجيك ً‬
‫َ‬ ‫العهد‬
‫َ‬ ‫َرعيتُ ُم‬ ‫لمصر َكما‬
‫َ‬ ‫ق‬‫َو َهل وفيتُ ُم بميثا ِ‬
‫كانوا ُموالين أو كانوا ُمعادينا‬ ‫األحرار ِعّزتهم‬
‫ِ‬ ‫َأعجبت ُكم من‬‫كم ْ‬
‫كما ذكرتُم وأكبرتُم َو ِشنطونا‬ ‫رضا‬
‫فهل َذكرتم وَأ ْكبرتم لنا َغ ً‬
‫الحدث األبطا ُل عالينا‬
‫َ‬ ‫وأنجب‬
‫َ‬ ‫األحداث عالي ًة‬
‫َ‬ ‫كم أنجب البط ُل‬
‫ؤدونا‬
‫أنتم ُم ّ‬ ‫ْت َ ِ‬ ‫ك ّنا أمان َة ٍ‬
‫األداء فَ َه ْل ْ‬ ‫َوق ُ‬ ‫دهر عند ُك ْم وأتَى‬
‫مقرونا‬ ‫ٍ‬
‫أنتم ّ‬ ‫فهل ْ‬‫مصر ْ‬ ‫بحق َ‬ ‫ِّ‬ ‫منتصف‬ ‫لمصر َك ّل‬
‫َ‬ ‫أقر‬
‫وقد ّ‬
‫صرينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصب ْحتُ ْم ُم ّ‬
‫المآرب َ‬ ‫أي‬ ‫استقاللها َف َعلى‬ ‫أصرت على‬ ‫وقد ّ‬
‫َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫آخذون ِبمقدار ُ‬
‫وم ْعطُونا‬ ‫أم‬ ‫طلَبت‬ ‫لمصر ُك ّل ما َ‬
‫َ‬ ‫أواه ُبون‬
‫سمونا‬ ‫ِ‬ ‫وإ ن رفعتم عن ِ ِ‬
‫اس ُم الحقها فيما تُ ّ‬ ‫فما ْ‬ ‫مايتَ ُك ُم‬
‫الوادي ح َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ساوينا‬ ‫وإ ن تروا بدالً منها مح ِ‬
‫الم َ‬
‫فَ ْم َن لَنا بضما َنات ُ‬ ‫الف ًة‬ ‫َ‬
‫تزيدونا‬
‫تس ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وأنتم ْ‬
‫ُ‬ ‫ريك‬ ‫حق ال ّ‬ ‫الحليف وعن‬ ‫حق‬
‫لنعجز عن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إنا‬

‫شاهينا‬ ‫العصفور َ‬
‫ُ‬ ‫جاور‬
‫َ‬ ‫إال كما‬ ‫وما مجاورة األقوى وشركته‬
‫ِ‬
‫سالطينا‬ ‫ص َر ملوكاً أو‬ ‫ِ‬
‫والةَ م ْ‬ ‫ود ْعوا‬
‫ادعوا بني مصر أنداداً ل ُك ْم َ‬
‫الم ِشيرينا‬ ‫ِ‬ ‫روها ِأل ْكفَ ٍ‬
‫اء تَ َج ِ‬ ‫ِ‬
‫يه ُم َع ْن تكاليف ُ‬ ‫تُ ْغن ُ‬ ‫ار ُبهم‬ ‫وغاد َ‬
‫سلينا‬ ‫وإ ن جرى نيلُها م ْهالً ِ‬
‫وغ ْ‬ ‫مصر وإ ن شا َك ْت منابتُها‬
‫َ‬ ‫يفدون َ‬
‫الس ِّد َم ْخزونا‬
‫وراء َّ‬ ‫وإ ن َأقَام‬ ‫صرفًا‬‫اء م ْن ِ‬‫ّق في َ ِ‬
‫َ‬ ‫البيد ُ‬ ‫وإ ن تدف َ‬
‫فَفَاديات كما َن ْرجو َوفَ ِادينا‬ ‫رائرها‬
‫َ‬ ‫مصر باريهم َح‬ ‫أحرار َ‬
‫ُ‬
‫المزكينا‬
‫يجارين ّ‬ ‫مز ّكيات‬ ‫صلّينا‬ ‫الم َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫مصليات يجارين ُ‬ ‫ّ‬
‫ات الخرد ِ‬ ‫للنج َد ِ‬ ‫وهل ر ْ ِ‬
‫العينا‬ ‫ّ‬ ‫تثير َّ َ‬
‫ُ‬ ‫صر َق ْب َل ِ‬
‫اليوم َد ْع َوتَها‬ ‫َأت م ُ‬ ‫َ‬
‫والرياحينا‬ ‫ِ‬
‫الخطير وما‬ ‫ِ‬
‫الشأو‬ ‫السعير إلى‬ ‫خضن‬
‫َح َم ْل َن إال التّحايا ّ‬ ‫َ‬
‫ش ّد ًوا َوتَ ْل ِحينا‬
‫أحرن ما ارتاعها ّ‬ ‫رام ُمرعدةً‬ ‫اع ِت ْ‬
‫اَأله ُ‬ ‫وكلما َر َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]332‬‬

‫وحه ِفينا‬ ‫الجهاد َ ِ‬


‫وهذي ُر ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫حق‬ ‫ان ال ّنفُ ِ‬
‫وس َو َذا‬ ‫يم ِ‬‫َه ِذي م َ ِ ِإ‬
‫ظاه ُر َ‬ ‫َ‬
‫اليوم إنا مستعدونا‬
‫َ‬ ‫وبي َن َنا‬ ‫َّون للتوفي ِ‬
‫ق َب ْي َن ُك ُم‬ ‫أمستعد َ‬
‫فتستريحون ِم ّنا أو تُريحو َنا‬
‫َ‬ ‫س ُك ْم‬
‫ون َأ ْنفُ َ‬‫تُ ْعطُو َن َنا ِم ْث َل ما تُ ْعطُ َ‬
‫وما مرافقنا إال بأيدينا‬ ‫لس َج َايا َنا َعالَِئقَُنا‬
‫َمو ُكولَ ٌة ّ‬
‫المعزين الم ّذلينا‬
‫َ‬ ‫ود‬
‫وال َن ّ‬ ‫ط ّيب ًة‬ ‫ِ‬
‫األرض َ‬ ‫ُأم ًة في‬
‫نودكم ّ‬
‫سنى تَ ُكو ُنو َنا‬
‫الح ْ‬
‫ون على ُ‬
‫كما َن ُك ُ‬ ‫َْأولَى لَ ُك ْم َوِل ُك ّل ال ّن ِ‬
‫اس أ ّن ُك ُم‬
‫ورائحين بنجوى مصر غادينا‬ ‫َأم َر ُه ُم‬‫الب ْح ِر ْ‬‫اء َ‬‫ين َوَر َ‬ ‫ام ِع َ‬ ‫يا ج ِ‬
‫َ َ‬
‫أنا على العهد والميثاق باقونا‬ ‫ق َك َما‬ ‫الو ِثي ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْهد َ‬ ‫ون َأ ْنتُ ْم َعلَى َ‬ ‫َباقُ َ‬
‫الوادي تَ ُعودونا‬ ‫ِ‬
‫وبالرجاء إلى َ‬‫َ‬ ‫وب المخلصين لَ ُك ْم‬ ‫سافَ ْرتُ ُم َو ُقلُ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫سى ببرلينا‬ ‫َأم َ‬
‫بلندن أو ْ‬ ‫َ‬ ‫َأض َحى‬ ‫ْ‬ ‫الحق في ُك ِّل َواد واجد َ‬
‫س َن َدا‬
‫ست ّقلونا‬ ‫وحبذا ْ ِ‬ ‫سعي ُك ُم في ُك ِّل َم ْملَ َك ٍة‬
‫الم ْ‬
‫ص َر ً‬ ‫َأه ُل م ْ‬ ‫ّ‬ ‫وحبذا ْ‬
‫ق في َغ ِد ِه ُد ّنيا وال ِدينا‬‫لم َي ْل َ‬ ‫ض َعه‬‫ان مو ِ‬
‫الع ْم َر ِ َ ْ‬ ‫اليوم في ُ‬‫َ‬ ‫َم ْن لَ ْم َيَر‬

‫والم َوازينا‬ ‫ُنو ِفي الم َك َ ِ‬ ‫بَأن تَرعى مو ِ‬


‫اييل فيها َ‬ ‫َ‬ ‫اط َن َنا‬ ‫ونحن َْأولَى ْ ْ َ َ َ‬
‫ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]98‬‬


‫‪79‬‬

‫مــــــن‬
‫البسيــــــط‬ ‫قال علي الجارم (ت‪1368‬هـ) ‪:‬‬

‫فحيينا‬ ‫ِقفي ُن ِّ‬


‫حييك أو عوجي ِّ‬ ‫أعطاف وادينا‬
‫َ‬ ‫حت‬
‫رن ْ‬
‫س َمة ّ‬
‫يا َن ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]333‬‬

‫س ِق ْ‬
‫يت من ِّ‬
‫كف ساقينا‬ ‫َّ‬
‫كأنما ُ‬ ‫تكسرها‬
‫ش َوى في ُّ‬ ‫مر ْت مع الصبح َن ْ‬
‫َّ‬
‫ناف ٍ‬
‫أرخت غدائرها أخالط ِ‬
‫وأرسلت ذيلَها ورداً و ِن ْ‬
‫سرينا‬ ‫ْ‬ ‫جة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سراها الرياحينا‬
‫أنفاس َم ْ‬
‫ُ‬ ‫تمج‬
‫ُّ‬ ‫كأنها روض ٌة في األفق سابح ٌة‬
‫ِ‬
‫واآلمال ما فينا‬ ‫فيها من الشوق‬ ‫َّت بنا من جنوب ِ‬
‫النيل ضاحك ًة‬ ‫هب ْ‬
‫األيام تُْنسينا‬ ‫ِ‬
‫الوداد وال‬ ‫عن‬ ‫يحولنا‬
‫بعد ِّ‬ ‫ِ‬
‫العهد ال ٌ‬ ‫إ ّنا على‬
‫ُ‬
‫ش الهوى لو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كنت تدرينا‬ ‫و ِه ْجت ُع َّ َ‬ ‫نسمة السودان العج ًة‬
‫أثرت يا َ‬
‫ونشوة الشوق في نجوى المحبينا‬ ‫وسرت كالحلم في أجفان غانية‬
‫شوقاً حين تسرينا‬ ‫ٍ‬
‫محتبس‬ ‫َوْيحِي على خاف ٍ‬
‫ق في الصدر‬
‫يكاد يطفر ْ‬
‫تمرينا‬
‫الم َنى فتم ّنى لو ّ‬ ‫سنوات ما بها َأر ٌج‬ ‫مرت به‬
‫من ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫كوجه الب ْكر تلوينا‬ ‫من الرياض‬ ‫هت في مصر قُمريا ِبم ٍ‬
‫عشبة‬ ‫نب ِ‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫شجينا‬‫الصوت قُ ْدسياً في ْ‬
‫َ‬ ‫يردد‬
‫ّ‬ ‫والعود في يده‬ ‫ُ‬ ‫فراح في َد ْو ِح ِه‬
‫الر ْوض تلحينا‬
‫حفيف غصون َّ‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫صوت من اهلل تأليفاً وتهيئ ًة‬ ‫ٌ‬
‫والنجوى أفانينا‬ ‫الشدو‬ ‫يطير من فَ َن ٍن ٍ‬
‫ناء إلى فَ َن ٍن‬
‫َ‬ ‫ث ْ‬‫ويبع ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫البعد ُي ْقصينا‬
‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب َّ‬ ‫من‬ ‫يقربنا‬
‫وعد ُ‬‫الد ْو ِح هل ٌ‬
‫شادي ّ‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫رات من أمانينا‬
‫ط ٌ‬ ‫التقت َخ َ‬
‫ْ‬ ‫لما‬ ‫عات من طبائعنا‬ ‫تشابهت َن َز ٌ‬
‫شعرك َغ ْم َر الدمع محزونا‬ ‫فجاء شعري أ ّن ٍ‬
‫ات ُم َن َّغم ًة‬
‫وجاء ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫بالص ِ‬
‫در إلهاماً وتلقينا‬ ‫وجاش َّ‬
‫َ‬ ‫ص َدحنا به طبعاً ومو ِه َب ًة‬ ‫شعر َ‬
‫ٌ‬

‫كل ٍ‬
‫كالم جاء موزونا‬ ‫َّ‬
‫ظنتْه َّ‬ ‫ِ‬
‫بالشعر شاعرةً‬ ‫تكن‬
‫إن لم ْ‬
‫فس ْ‬ ‫َّ‬
‫والن ُ‬
‫الم َعّزونا !‬
‫عز ُ‬‫العيش لو ّ‬
‫َ‬ ‫أضيق‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫فاأليام مقبل ٌة‬
‫ُ‬ ‫طير‬
‫تعز يا ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫بالخير مقرونا‬ ‫شر غدا‬
‫فرب ٍّ‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫وفلسفة‬ ‫ٍ‬
‫بإيمان‬ ‫ُخ ِذ الحياةَ‬
‫ِ‬
‫الغيب ما ُي ْعيي الموازينا‬ ‫في ص ْف ِ‬
‫حة‬ ‫أجدت موازن ٌة‬
‫ْ‬ ‫فكم َّ‬
‫وزنا فما‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]334‬‬

‫طير تكوينا ؟‬
‫تريد له يا ُ‬
‫فهل ُ‬ ‫الرحمن من ِق َدٍم‬
‫ُ‬ ‫كونه‬
‫الكون َّ‬
‫الملحينا‬ ‫رت إال‬
‫هج ْ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫كالغيد ما َ‬ ‫يهيم بها‬
‫الم َنى ال تُواتي من ُ‬
‫إن ْ‬
‫الهوىـ ِغينا‬
‫ضات َ‬
‫ورو ُ‬ ‫تبرا ْ‬‫واألرض ً‬
‫ُ‬ ‫الزهر من َع َج ٍب‬
‫ُ‬ ‫يدي َك‬
‫وبين ْ‬
‫تبكي َ‬
‫ِ‬
‫ش ِب ُيحييها ُ‬
‫فيحيينا‬ ‫الع ْ‬
‫منابت ُ‬ ‫ِ‬
‫الغدير إلى‬ ‫ْالن‬
‫يسب ُح جذ َ‬
‫والماء َ‬
‫ُ‬
‫السح ِب مفتونا‬
‫ْ‬ ‫ُي ِط ُّل بين ثنايا‬ ‫ينظر مفتونا إلى قَ َب ٍ‬
‫س‬ ‫هر ُ‬ ‫َّ‬
‫والز ُ‬
‫تختار يجرينا‬
‫ُ‬ ‫ياح بما‬
‫الر ُ‬
‫لك ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫سليمان ودولتَه‬ ‫جز َت ُم ْل َك‬
‫قد ْ‬
‫ِ‬
‫الشيء باكينا‬ ‫س َن‬ ‫ِ‬
‫وكيف ُن ْبص ُر ُح ْ‬ ‫صح ْت بصائر ُنا؟‬ ‫الكون لو ّ‬ ‫َ‬ ‫أجمل‬
‫َ‬ ‫ما‬
‫ونحن نملُؤ ها ُحزناً وتأبينا‬ ‫اهلل قد خلق الدنيا ِل ُيسعدنا‬
‫ِ‬
‫كصفاء الدًِّّر مكنونا‬ ‫َّ‬
‫مودةً‬ ‫فارع له‬ ‫إن ُج ْز َت يوماً إلى السودانـ ْ‬
‫وع ْروةٌ قد عقدناها بأيدينا‬
‫ُ‬ ‫بأع ُي ِننا‬
‫عهد له قد َر َع ْي َناهُ ْ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويروينا‬
‫س ُل النيل ُيرويهم ُ‬
‫وس ْل َ‬
‫َ‬ ‫معنا‬
‫يج ُ‬‫العروبة والقرآن َ‬ ‫ظ ُّل ُ‬
‫التاريخ ماضينا‬
‫ِ‬ ‫ظ ْل ِ‬
‫مة‬ ‫وضاء في ُ‬ ‫حاضرنا‬ ‫أشع في َغلَس األيام‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫شئت آمونا‬
‫إن َ‬‫َع ْمراً إذا ِشْئ َت أو ْ‬ ‫تشاء به‬
‫ُ‬ ‫فاسأل َمن‬
‫ْ‬ ‫مجد على الدهر‬ ‫ٌ‬
‫مراج ٌل بلهيب َّ‬
‫النار َي ْغلينا‬ ‫ص َر وفي قلبي وقاطرتي‬ ‫ُ ِ‬
‫تركت م ْ‬
‫ونار الشوق تُزجينا‬
‫إلى اللقاء ُ‬ ‫ِس ْرنا معا فَ ُب َخ ُار النار يدفَ ُعها‬
‫الح َّف َل الجونا‬
‫السحاب ُ‬
‫شق َّ‬ ‫كالبر ِ‬
‫ق َّ‬ ‫ِ‬
‫الرياض بنا‬ ‫شق جامح ًة ُغ ْل َب‬ ‫تَ ُّ‬
‫كأنها تتوقَّى َ‬
‫عين رائينا‬ ‫الدجى َح َذٌر‬
‫وللخما ل في ثوب َ‬
‫ِئ‬
‫ض َن إال حيث يمضينا‬
‫فما تَ َعَّر ْ‬ ‫كأنهن العذارى ِخ ْفن عاذلة‬ ‫ّ‬

‫كالسِّر بين حنايا ِ‬


‫الليل مدفونا‬ ‫ِّ‬ ‫ش َب ٌح‬ ‫أض ِ‬
‫غاث ال َك َرى َ‬ ‫وللقَُرى بين ْ‬
‫ونستحث وإ ْن ُك َّنا ُمجدِّينا‬ ‫ق ومن َكلَ ِ‬
‫ف‬ ‫نستبعد القُْر َب من شو ٍ‬
‫ُ‬
‫زاء للمشوقينا‬ ‫الس ِ‬ ‫وكم سْألنا وفي األف ِ‬
‫ؤال َع ٌ‬ ‫وفي ُّ‬ ‫ْواه َج ُابتنا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]335‬‬

‫مل حادينا‬‫وما علينا إذا ما َّ‬ ‫وكم وكم َّ‬


‫مل حادينا لُ َجاجتنا‬
‫السرى واللي ُل سارينا‬ ‫غنى ِ‬
‫بحمد ُّ‬ ‫وان عن َك ٍ‬
‫ثب‬ ‫َأس ُ‬ ‫حتَّى إذا ما ْ‬
‫بدت ْ‬
‫كب ِإيذانا وتأذينا‬
‫الر َ‬ ‫تستعج ُل َّ‬ ‫صوت باخر ٍة‬
‫ُ‬ ‫شجاني إال‬
‫َّ‬ ‫وما‬
‫ِ‬
‫بالتحريك تسكينا‬ ‫ِّ‬
‫كالشعر ُيتْبعُ‬ ‫سارت ُم َه ْم َهم ًة‬
‫ْ‬ ‫إن‬
‫ترانيم ْ‬
‫ُ‬ ‫لها‬
‫والحور والعينا‬ ‫عيم بها‬ ‫َّ‬ ‫س َنها َج َّن ًة في الماء سابح ًة‬
‫َ‬ ‫نلقى الن َ‬ ‫َيا ُح ْ‬
‫وتلث ُم من أذيالها حينا‬‫حي ًنا ِ‬ ‫فأمواج تُعانقها‬ ‫تهادى‬
‫مر ْت َ‬ ‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫وع ْرجونا‬
‫أحوى ُ‬ ‫س َعفًا ْ‬‫وأظهرت َ‬ ‫َأكثرها‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫الي ِّم َ‬
‫يبت في َ‬
‫والنخ ُل قد َغ ْ‬
‫الحرة النونا‬
‫ب َّ‬ ‫ض ُّ‬
‫يجاور َ‬ ‫وهل‬ ‫البنة القَ ْف ِر واألمواه تس ُك ُنها‬ ‫ما ِ‬
‫ُ‬
‫إعزازا وتمكينا‬
‫ً‬ ‫وزادك اهلل‬ ‫َأم ٍن وفي َد َع ٍة‬ ‫ِس ْر َأيُّها ِّ‬
‫الني ُل في ْ‬
‫حودث هذا الكون تدوينا‬
‫َ‬ ‫َو َع ْت‬ ‫أسطرهُ‬
‫ُ‬ ‫كتاب الدَّهر‬ ‫الكتاب ُ‬
‫ُ‬ ‫َأ ْن َت‬
‫فراعين أو كانوا سالطينا‬
‫َ‬ ‫كانوا‬ ‫ين قد نزلوا‬ ‫ط ِ‬ ‫الش َّ‬
‫لوك على َّ‬ ‫فكم م ٍ‬
‫ُ‬
‫وحكمهم كان للدنيا قوانينا‬‫ُ‬ ‫فُ ُنونهم ُك َّن لأليام ُم ْع ِج َزةً‬
‫سينا‬ ‫إالَّ ُحطاما من ِّ‬
‫الذكرى ُيَؤ ِّ‬ ‫السيما وما تركوا‬
‫مروا كأشرطة ِّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫رار ُيبكينا‬ ‫ِ‬
‫فصار ما ُيضح ُك األ ْغ َ‬ ‫عواقبها‬ ‫إنا قرأنا الليالي من‬
‫صبرا وتهوينا‬ ‫راء تُ ِ‬
‫الص ْح ِ‬
‫وسعها ً‬‫ُب ْع ًدا وتُ ُ‬ ‫وس ُعنا‬ ‫ثم انتقلنا إلى َّ‬
‫األجواء مأفونا‬
‫َ‬ ‫فراح يخترق‬ ‫أطلقه‬
‫ُ‬ ‫كأنها أم ُل المأفون‬
‫يزخ ُر باألمواج مشحونا‬ ‫ِ‬
‫كالبحر َ‬ ‫س َع ٍة‬
‫يزخ ُر في َه ْو ٍل وفي َ‬
‫والرم ُل َ‬
‫َّ‬
‫ط ْرفًا كليالً سفينا‬
‫يمد ْد َن َ‬
‫ُ‬ ‫ثبان ناعس ًة‬ ‫ُّ‬
‫تطل من َح ْولها ال ُك ُ‬
‫المرائينا‬ ‫راب ٍ‬ ‫س ٍ‬
‫فقل حتى ُهنا نلقى ُ‬ ‫يخد ُعنا‬
‫بعيد راح َ‬ ‫وكم َ‬

‫فهل لها نبٌأ عند ابن سيرينا‬ ‫أرض من النوم واألحالم قد ُخِل ْ‬
‫قت‬ ‫ٌ‬
‫من قبل أن يخلُق األمواه والطينا‬ ‫الرحمن رقعتها‬
‫ُ‬ ‫كأنما بسط‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]336‬‬

‫ِ‬
‫بجالل اهلل تزيينا‬ ‫ِِّ‬
‫وزينت‬ ‫الن ْب ِت آنف ًة‬
‫تسلَّ َب ْت من ُحِل ِّي َّ‬
‫ماذا تكونين قولي ما تكونينا ؟‬ ‫مدى‬
‫وبعد ً‬‫رهاب ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وسحر وإ‬
‫ٌ‬ ‫ت‬
‫صم ٌ‬
‫ْ‬
‫السر واهدينا‬ ‫فافصحي عن ِ‬
‫مكان ِّ‬ ‫سر ِعَّزتنا‬ ‫صحراء ِ‬
‫فيك َخبيًئا ُّ‬ ‫ُ‬
‫الص ْل ِد أخالقًا أوالينا‬ ‫ِ‬
‫صخرك َّ‬ ‫من‬ ‫صحراء كم َنحتت‬
‫ُ‬ ‫الع ِ‬
‫رب يا‬ ‫إنا بنو ُ‬
‫لق والدينا‬ ‫ِ‬
‫األرض لما أعزوا ال ُخ َ‬ ‫في‬ ‫أخالق أمتِّهم‬
‫ُ‬ ‫عزوا َّ‬
‫وعزت بهم‬ ‫ّ‬
‫شبوها شياطينا‬
‫وجذ َْوة الحرب ّ‬
‫َ‬ ‫ِم َن َّ‬
‫صة الحكم زانوها مالئكة‬
‫وبعدها َمألوا اآلفاق تمدينا‬ ‫نهضتهم‬ ‫قبل ِ‬
‫كانوا ُرعاةَ ِجمال َ‬
‫المصلِّينا‬
‫سمعت في الغرب تهليل ُ‬
‫َ‬ ‫برت بأقاصي الصين ِمْئ َذن ٌة‬
‫إن َك ُ‬
‫طو ُل السفار وقد أ ْك َد ْت قوافينا‬ ‫طار فقد أوهى تصبُّرنا‬ ‫ِ‬
‫قف يا ق ُ‬
‫ِ‬
‫النور في سينا‬ ‫كما تجلَّى جال ُل‬ ‫شرق ًة‬
‫بدت صفح ًة ا ْل ُخ ْرطوم ُم ْ‬
‫وقد ْ‬
‫يكاد يقتُلُنا لوال تالقينا‬ ‫جئنا إليها وفي أكبادنا ظمٌأ‬
‫ومن ِ‬
‫منازل أهلينا ألهلينا‬ ‫جئنا إليها فمن دار إلى ٍ‬
‫وطن‬
‫الح ُم ِر تسقينا‬ ‫ِ‬
‫بالج َن َبات ُ‬
‫وأنت َ‬ ‫سلفت‬
‫ْ‬ ‫ش َوةً‬
‫جدد َن ْ‬
‫الحي ّ‬
‫ساقي ِّ‬
‫َ‬ ‫يا‬
‫وابن زيدونا‬
‫تشرق السمع شوقي ُ‬ ‫هتفت بها‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بنونية لما‬ ‫واصد ْح‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫وك يا سلمى فحيينا‬ ‫محي ِ‬
‫َّإنا ّ‬ ‫وغن لنا‬ ‫وأح ُكم اللَّ َ‬
‫حن يا ساقي ِّ‬ ‫ْ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]99‬‬


‫‪15‬‬

‫مـــــن الخفيــــف‬ ‫وقال أيضــــا ً ‪:‬‬

‫شرى َق ِ‬
‫وافي َنا‬ ‫واستَ ْقب ْ ِ‬ ‫تألَّ َ‬
‫الب ْ َ‬
‫لت َم ْوك َب ُ‬ ‫َ‬ ‫فاهتز ْت َع َوالينا‬
‫ّ‬ ‫النص ُر‬
‫ق ْ‬
‫األيك إيقاعاً وت ْل ِحي َنا‬
‫عَّز ْت على ِ‬
‫َ‬ ‫ف في األعناق أغ ْنية‬
‫الس ْي ُ‬
‫َغ ّنى لَنا َّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]337‬‬

‫اله ْو ِل ما َع َرفَ ْت ِرفَقاً وال ِلي َنا‬


‫في َ‬ ‫قبضتُ َها‬ ‫ف من الفُ ِ‬
‫والذ ْ‬ ‫َّ‬
‫هزتَ ُه َك ٌّ‬
‫شرايينا‬ ‫نان َ‬ ‫جرى به َد ُم َع ْد ٍ‬ ‫ض ٌل‬
‫ون ا ْل َورى َع َ‬‫ص ْخ ِر ُخوفُو لها ُد َ‬
‫من َ‬
‫اض الميادي َنا‬ ‫ب أو َخ َ‬ ‫ِ‬ ‫ط َر ْت‬
‫ي إن خ َ‬ ‫ِ‬
‫المصر ّ‬ ‫س‬ ‫نفسي ِف َدى ِ‬
‫الفار ِـ‬
‫به المواك ُ‬
‫سلسلُ ُة‬ ‫ماء َّ‬ ‫ِ‬
‫روب إذا ما ثَار أتُونا‬ ‫الح ِ‬ ‫وفي ُ‬ ‫رف َ‬ ‫تلقَاهُ في السِّ ْلم ً‬
‫ِ‬ ‫ال ج ِ‬
‫ام ُد ُهمْا ما‬
‫دارينا‬‫س َك ِ‬ ‫ب النق َع فيها م ْ‬ ‫ويحس ُ‬
‫َ‬ ‫سَ َ‬ ‫ِّماء عقيقاً َ‬
‫يرى الد َـ‬
‫فمن كآباِئ ِه عرباً ِ‬
‫فراعي َنا‬ ‫ب‬ ‫سٌ‬ ‫َب ْين عمرو ومينا زا َن ُه َن َ‬
‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِسّراً من‬ ‫إن ِ‬
‫به‬ ‫التاريخ َّ‬ ‫س ِل‬ ‫ِ‬
‫المجد ال َي ْنفَ ُّك م ْك ُنونا‬ ‫َ‬ ‫ص َر عنهم َ‬ ‫س ْل م ْ‬ ‫َ‬
‫كان للدنيا َم ِ‬
‫وازي َنا‬ ‫ماحقَ ًة‬‫سيوفُهم ُك َّن للط َغيان ِ‬
‫له ْم َ‬ ‫وعد ُ‬
‫ْ‬ ‫ُُ‬
‫اآلفاق تَ ِ‬
‫مدي َنا‬ ‫َ‬ ‫وحكمه ْم َمأل‬ ‫هز ِت الدُّنيا كتاِئ ُب ُه‬
‫ش ُه ْم َّ‬
‫وجي ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫وأح َمى الناس ِع ْرني َنا‬ ‫راع ْ‬ ‫الص ِ‬ ‫لدى ِّ‬ ‫َ‬ ‫أمضى ِم ْخلباً ويداً‬ ‫األس ِد َ‬
‫َّإنا َبني ْ‬
‫واضينا‬‫َّته م ِ‬ ‫ِ‬
‫جحافلُنا‬ ‫ُّ‬
‫الحق لبَّتَ ُه‬ ‫إذا َد َعا‬
‫الج ْو ُر رد ُ َ‬‫طا َ‬ ‫سَ‬ ‫وإ ن َ‬
‫لمس ْت‬ ‫أعَّز ِ‬‫ش َنا ِ‬ ‫ِع ْ‬
‫ِج َب ُ‬
‫اه َنا تُْر َب َها إال ُمصِّلي َنا‬ ‫لء األرض ما َ‬ ‫اء م َ‬ ‫َ‬
‫تمس الظُّبا إال َن ِ‬
‫واصي َنا‬ ‫وال ُّ‬ ‫ق رايتنا‬ ‫النصر إالَّ ْ‬
‫فو َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ي ْن ِز ُل‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪4 :‬‬ ‫[‪]100‬‬

‫مـــــن الرجــــــز‬ ‫قال خليل مطران (ت‪1368‬هـ) ‪:‬‬

‫ـ َغ ِي ُد تَ ْل ُهو َوأ ْن َت ال تَ ْله ِي َنا‬ ‫ش ِغ ْل َت ِبه َوالـ‬‫الع ْيش ما ُ‬ ‫ذاك في َ‬


‫َ ِ‬
‫يل واتَقَ ْي ِت الفُتُو َنا‬ ‫اط َ‬ ‫ِـت األب ِ‬
‫َ‬ ‫وجا َن ْبـ‬
‫ليل َ‬ ‫لَ ْم تَُرو ِمي إالَّ َ‬
‫الج َ‬
‫لم َجتَبي َنا‬ ‫ط ِ‬ ‫ِـت َج َنا ُُ‬ ‫وجع ْل ِت التَ ْح ِ‬
‫اب ل ُ‬ ‫هفَ َ‬ ‫يل َدأباً َواتَ ْيـ‬
‫ص َ‬ ‫َ ََ‬
‫َو ِب َر ْغِم ال ِب َع ِاد ال تَ ْب ِع ِدي َنا‬ ‫اك تَ ْح َيي‬‫السالم ِذ ْكر ِ‬
‫فع ْليك َّ ُ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]338‬‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]101‬‬


‫‪26‬‬

‫مـــــن البسيــــط‬ ‫و قــــال أيضــــــــــا ‪:‬‬

‫أن َن ْن َعاهُ َماض ِي َنا‬ ‫ف ْ‬ ‫َحتَّى لَيَأَن ُ‬ ‫الم َدى ِفي َنا‬ ‫ِ‬
‫َّه ِر َج َاو ْزت َ‬ ‫َيا ِع ْب َرةَ الد ْ‬
‫يه َج َو ِاري َنا‬ ‫قد فُ ِق َد ْت ِف ِ‬‫الب ْح ُر ْ‬ ‫يه مع ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َو َ‬ ‫اقلُ َنا‬ ‫الس ْه ُل َق ْد ُدف َن ْت ف َ َ‬ ‫َف َّ‬
‫اد َب ِاني َنا‬‫شَ‬ ‫َوا ْن َد َّك ِم ْن َم ْج ِد َنا َما َ‬ ‫ثل ِم ْن ِعِّز َنا َما َعَّز َم ْطلَ ُب ُه‬
‫َوا ْن َّ‬
‫ات ُي ْد ِني َنا‬
‫َو ُع َّد َرفْعا لَ َنا َما َب َ‬ ‫َو ُع َّد َذ ْن ًبا َعلَ ْي َنا َما ُي َ‬
‫شِّرفُ َنا‬
‫س ُي ْغ ِني َنا‬ ‫ِ‬
‫أعلَى َولك ْن لَ ْي َ‬ ‫ق ْ‬ ‫الح ُّ‬
‫َو َ‬ ‫ضاُؤ ِل َنا‬ ‫ي َع ْلي َنا ِفي تَ َ‬ ‫فَ َاز القَو ُّ‬
‫ثلما ِدي َنا‬ ‫يف م َ‬
‫ض ِع ٌ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫أن َي ِد َ‬ ‫َب ْل ْ‬ ‫أن ي ْغِلب األقَوى م َن ِ‬
‫اضلَ ُهُ‬ ‫ال فَ ْخ َر ْ َ َ َ ُ‬
‫طاطاً ِم ْن َم َع ِالي َنا‬ ‫أد ْل َت ا ْن ِح َ‬
‫َحتَّى َ‬ ‫يبتََنا‬‫ش ِب َ‬‫َيا َد ْه ُر ِإ ْن ُك ْن َت لَ ْم تُ ْم ِه ْل َ‬
‫ش ِقي َنا‬ ‫الح ْزِم ُي ْ‬ ‫أن تَْر َك َ‬ ‫َك َج ْهِل َنا َّ‬ ‫فأ ْن َت َخ ْي ُر َم َر ٍّب ِلألولَى َج ِهلُوا‬
‫ث تُْر ِدي َنا‬ ‫تَ ُك ْن َح َياةً ل َنا ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫فز ْد َمصاِئ َب َنا َحتَّى تَُن ِّب َه َنا‬ ‫ِ‬
‫اضي َنا‬ ‫ات ِفي ص َدِأ األ ْغم ِاد م ِ‬ ‫َو َب َ‬ ‫سقوا ِب َدِم األ ْك َب ِاد َع ْز َم ُه ُم‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُه ُم َ‬
‫ض َنا ِم ْن َخ ْفض َو ِادي َنا‬ ‫يء َخ ْف َ‬ ‫َولَ ْم َي ِج ْ‬ ‫ام ِخ ِه ْم‬‫شو ِ‬
‫الهْم م ْن َ َ‬
‫فلم تَ ِج ْنهم ع ُ ِ‬
‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬
‫األقطار م ِ‬ ‫الف ْع ُل ِفي‬
‫والقَو ُل و ِ‬ ‫بأج َم ِع َها‬
‫اشي َنا‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫الد ْن َيا ْ‬ ‫َكا َن ْت َع َمالتََنا ُّ‬
‫َّت تَُبار ِي َنا فَتَيري َنا‬ ‫صد ْ‬ ‫وما تَ َ‬ ‫ُر َ‬ ‫ض َعتَا ِذْئ َب ٌة فَ َغ َد ْت‬‫إذا الَّ ِتي ْأر َ‬
‫اء ُي ْق ِنينا‬ ‫أس َج َ‬ ‫اء َو َب ٍ‬ ‫فَتَى َد َه ٍ‬ ‫اغ َي ٍة‬
‫ط ِ‬ ‫اهي الظُّ ْف ِر َ‬ ‫حتَّى رمتْ َنا ِب َد ِ‬
‫َ ََ‬
‫اطي َنا‬‫َنار الو َغى فح َكوا ِفيها الشَّي ِ‬ ‫ومان قَ ْد ِألفُوا‬ ‫في ِفتْ َي ٍة ِم ْن َب ِني ُّ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َ‬ ‫ِ‬
‫ين ب ِ‬
‫اغي َنا‬ ‫َهدُّوا م َناِئر َنا َ ِ‬ ‫أخلَوا َدس ِ‬ ‫أر َدوا ع ِ‬
‫طاغ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اك َر َنا‬ ‫ساك َر َنا ْ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]339‬‬

‫الص َناد ِي ِد األ َ‬


‫شدِّي َنا‬ ‫الء َّ‬ ‫ْأبلَ ْوا َب َ‬ ‫او َرة‬‫سِ‬ ‫َّ‬
‫َولَ ْم َي ُك ْن ُج ْن ُد َنا إال قَ َ‬
‫فَ َما َن َجا ِم ْن ُه ُم َغ ْي ُر األ َقلِّي َنا‬ ‫ور َغالَ َب ُه ْم‬ ‫الم ْق ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْرفاً م َن َ‬ ‫لك َّن َ‬
‫ِ‬
‫وامتَ َّد ح ْكم األعادي ِفي َنو ِ‬
‫احي َنا‬ ‫أن ُد َّك ْت َم ِدي َنتَُنا‬
‫َما َبالُ َنا َب ْع َد ْ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬
‫وأسعفَتْهم ي َدا َنا ِفي تَ ِ‬
‫الشي َنا‬ ‫س َك َارى ِم ْن تَ َخاَُِذلَنا‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُْ َ‬ ‫ص ْر َنا َح َي َارى ُ‬

‫له ْم َو َم َو ِالي ِه ْم َم َوال ِي َنا‬


‫ثوى ُ‬
‫َم ً‬ ‫أص َب َح ْت َد ُار َنا َوال َك ْو ُن تَا ِب ُع َها‬ ‫َو ْ‬
‫اصي َنا‬‫ضى قَ ِتيالً و َنالُوا ِم ْن َنو ِ‬ ‫قَ َ‬ ‫اسلُ َنا‬‫ثب ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫تاهلل َما َغلَ ُبو َنا َح ْي ُ َ‬
‫ش ِادي َنا ور ِ‬ ‫األم ِر َ‬ ‫ين َملَّ َك ُه ْم‬‫لك َّن ُه ْم َغلَ ُبو َنا ِح َ‬
‫ِ‬
‫اضي َنا‬ ‫ََ‬ ‫ِأز َّمة ْ‬
‫أع ِادي َنا‬
‫أع َدى َ‬ ‫أص َب َح ْت ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ه َي الَّتي ْ‬ ‫بأع ِادي َنا َخالِئقَ َنا‬
‫فَ َما ُه ُم َ‬
‫ض تَ ْو ِطيداً َوتَ ْم ِكي َنا‬ ‫األر َ‬
‫س ْ‬
‫ِ‬
‫تَُناف ُ‬ ‫ص ْولتُ َها‬ ‫الد ْن َيا َو َ‬ ‫وما ِهي ُّ‬
‫الي ْو َم ُر َ َ‬ ‫َ‬
‫يه ُم َذ ِالي َنا‬
‫اد َنا ِف ِ‬‫أصفَ َ‬‫َن ِجي ُل ْ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َما أثي َنة إالَّ َم ْعق ٌل َخ ِر ٌ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]102‬‬


‫‪16‬‬

‫مــــــن‬
‫الوافــــــــر‬ ‫قال أحمد محرم (ت‪1364‬هـ) ‪:‬‬

‫خير العاطفينا‬ ‫ِ‬


‫َذوي األرحام ُ‬ ‫ثمان أنتم إن َد َع ْونا‬
‫بني ُع َ‬
‫مين أيدي ال ّناهبينا‬
‫الح َر ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح َمى َ‬ ‫لألسود إذا استباحت‬ ‫فويحي‬
‫ُّ‬
‫تستعز به متينا‬ ‫رجاء‬ ‫صر فيكم‬ ‫أعينوا مصر ّ ِ‬
‫ً‬ ‫إن لم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحماية خاذلينا‬ ‫ِ‬
‫ألنصار‬ ‫ِ‬
‫بنصرها ونكون فيها‬ ‫قوم‬
‫َن ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]340‬‬

‫وان ُمساومينا‬
‫اله َ‬
‫وساموها َ‬ ‫أضاعوا حقَها وجنوا عليها‬
‫تبصرينا‬
‫الم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َي ْف ُّ‬ ‫فيا ِ‬
‫ض مضاج َع ُ‬ ‫طا ورأياً‬
‫ط ًة شط ً‬
‫لك ُخ ّ‬
‫َأب ْينا أن َن ُع َّ‬
‫ق وأن َن ُخونا‬ ‫جزاء‬
‫ً‬ ‫قوق لها‬‫الع َ‬ ‫إذا َج َعلُوا ُ‬
‫ب َو ْع َده حتّى َيح ِي َنا‬ ‫و َنرقُ ُ‬ ‫القه َار فيها‬
‫الواحد ّ‬ ‫َ‬ ‫نخاف‬
‫ُ‬
‫اع ِقي َنا‬
‫بذكر ِم ْن ب ِنيها ال ّن ِ‬
‫َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫اها‬
‫ص َد َ‬‫فعت َ‬‫ص َر ما َن ْ‬ ‫ِ‬
‫ذكرتم م ْ‬
‫ِ‬
‫ستبسلينا‬ ‫الم‬ ‫ُّ‬
‫تهز ُحماتَها ُ‬ ‫وه ْم‬
‫َأهلَ َها َوتَ َد َار ُك ُ‬
‫أغيثُوا ْ‬
‫عب الحزينا‬‫ش َ‬ ‫إلى استقالَِل ِه ال ّ‬ ‫وردوا‬
‫يرتَ ُه ّ‬ ‫الن َ ِ‬
‫يل س َ‬ ‫يدوا ّ‬ ‫ِ‬
‫أع ُ‬
‫س ِجينا‬ ‫أسيراً في َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شر ٍ‬
‫اَألداهم َْأو َ‬ ‫وه‬
‫الخالفة أن تََر ْ‬ ‫ف‬ ‫أمن َ َ‬
‫صر وشعبها ُذخراً ثمينا‬ ‫ِ‬ ‫هو ُّ‬
‫كم َ‬ ‫صيبوا‬
‫الثمين ولن تُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الذخر‬

‫اج ِع م ِ‬
‫شفقينا‬ ‫المض ِ‬
‫َ‬ ‫ِقياماً في‬ ‫األحداث بتْنا‬
‫ُ‬ ‫طَرقَتْ ُك ُم‬
‫إذا َ‬
‫ُ‬
‫ب ِه َّن زالز ٌل ما َي ْر َع ِوي َنا‬ ‫وتهفُو‬ ‫ِ‬ ‫ُنثّ ُ ِ‬
‫بت من جوانحنا ْ‬
‫الوعيد وال َخ ِشينا‬ ‫ُ‬ ‫نفع‬
‫فَ َما َ‬ ‫الموعدون بنا ُرويداً‬
‫أهاب ُ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]103‬‬


‫‪62‬‬

‫مـــــن‬
‫الوافــــــــــر‬ ‫و قـــــال أيضــــــــــا ‪:‬‬

‫الم َم ِال ِك فَ ِات ِحينا‬ ‫ِِ‬


‫َوسيروا في َ‬ ‫الو ِار ِد ِي َنا‬ ‫ِ‬
‫َر ّدوا غمراتها في َ‬
‫ف الغاصبينا‬ ‫استلبت أ ُك ُّ‬
‫ْ‬ ‫وما‬ ‫األعداء منها‬
‫ُ‬ ‫استَ ْع َم َر‬
‫لَ ُك ْم ما ْ‬
‫ب َع ْن ُه حينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهالل ِب ُمستََباحٍ‬
‫وإ ن َغفَت القَ َواص ُ‬ ‫وما ُم ْل ُك‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]341‬‬

‫فما يم ِس ْك َن حتّى ي ِ‬
‫رتمينا‬ ‫ين تَ ْغفَى‬‫ق ِح َ‬ ‫الصو ِ‬
‫اع ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ق َّ َ‬ ‫لها ُخلُ ُ‬
‫تظن بها الظنونا‬‫ُمولَّه ًة ُّ‬ ‫الم َن َايا‬
‫ضاجعها َ‬
‫بيت على م َ ِ‬
‫َ‬ ‫تَ ُ‬
‫والسكونا‬ ‫الهوادةَ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ممال ُكها َ‬ ‫الدنيا وتَ َْأبى‬
‫تقر فتفزعُ ّ‬ ‫ُّ‬
‫الم ْعتَدينا‬ ‫ِ‬ ‫الو َغى فيسي ُل ِم ْن َها‬
‫الم ْوت َي ْطوي ُ‬‫باب َ‬
‫ُع ُ‬ ‫وتبعثُُها َ‬
‫صونا‬ ‫والح ُ‬
‫المعاقل ُ‬
‫َ‬ ‫َوَي ْلتَ ِه ُم‬ ‫والسرايا‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫بالكتائب‬ ‫طو ُح‬
‫ُي ِّ‬
‫أما َكا ُنوا الطُّغاة القَ ِ‬
‫اهر ِينا‬ ‫اليونان كيف ط َغى عليهم‬
‫َ‬ ‫سل‬
‫المتلقِّفينا‬
‫عزريل في ُ‬
‫َ‬ ‫َي ًدا‬ ‫إذا طلبوا ال ّنجاةَ تَلّقفَتْـ ُه ْم‬
‫ِ‬
‫مخالبه سفينا‬ ‫وي ِ‬
‫زجي من‬ ‫الموج إن فَ ِزعوا إليهم‬ ‫ُّ‬
‫يشق‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫واقعها أثينا‬‫وزالت عن م ِ‬ ‫أزمير منها‬ ‫لت‬ ‫طوب ُز ِ‬
‫لز ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُخ ٌ‬
‫المنونا‬
‫َرمى الغازي فساق له َ‬ ‫سطنطين جيشاً‬
‫ُ‬ ‫إذا ما ساق قُ‬
‫كبرينا‬
‫كر ال ُغزاةُ ُم ِّ‬
‫إذا َّ‬ ‫كر‬
‫سطنطين ُن ٌ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بجنود قُ‬ ‫وما‬
‫عرضينا‬ ‫ون ِ‬
‫األع َّنة ُم ِ‬ ‫وي ْل ُو َ‬ ‫يوف بال ٍ‬
‫قتال‬ ‫الس َ‬
‫َ‬ ‫ُّون ّ‬
‫َيرد َ‬
‫روائع يزدهينا‬
‫َ‬ ‫وزقُّوها‬‫َ‬ ‫سنوها‬
‫أح َ‬
‫الهزائم ْ‬
‫َ‬ ‫إذا َنظموا‬

‫عب الذي َو ِر َث الفُنونا‬‫الش ِ‬


‫على َّ‬ ‫ِ‬
‫الحرب يوماً‬ ‫نون‬
‫وما تخفي فُ ُ‬
‫وطاروا َّ‬
‫كالنعام ُمشردِّينا‬ ‫كباً‬
‫ب ُن ْ‬
‫ياح تَ ُه ُّ‬
‫كالر ِ‬ ‫َّ‬
‫تول ْوا ّ‬
‫األباطح ُمدبرينا‬
‫ِ‬ ‫تولَّ ْوا في‬ ‫األرض تُْن ِك ُرهم إذا ما‬
‫ُ‬ ‫تكاد‬
‫دمرينا‬‫بهن ُم ِّ‬
‫إذا َمُّروا َّ‬ ‫ترتاب فيهم‬
‫ُ‬ ‫بالدها‬
‫تكاد ُ‬
‫عاف العاجزينا‬ ‫الض َ‬ ‫إذا َر ِح َم ِّ‬ ‫والبأس َع ْجٌز‬
‫ُ‬ ‫بأسهم‬
‫فذلك ُ‬
‫فوس الالئمينا‬ ‫وإ ن َزهقتْ ُن ُ‬ ‫سبيلُهم ال َع ْي َب فيها‬‫لك َ‬‫و ِت َ‬
‫عم المالِئ َك ًم ِ‬
‫جرمينا‬ ‫فقد َز َ‬
‫ومن َزعم المذابح من َك ٍ‬
‫رات‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المنازل إذا ُبلينا ؟‬ ‫ألم ِ‬
‫تبك‬ ‫المدائن كيف بادت ؟‬ ‫س ِل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ألم تَ َ‬
‫ْ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]342‬‬

‫س ُن ّمما يكتسينا‬ ‫الح ْ‬


‫وكان ُ‬ ‫بوس‬
‫حوب بلى َع ٌ‬ ‫ُّن ُّ‬
‫الش َ‬ ‫كساه َّ‬
‫واع َب ينتمينا ؟‬ ‫الن ِ‬ ‫أه َّن إلى َّ‬ ‫ُ‬ ‫وس ٍ‬
‫ود‬ ‫س ِل‬
‫س ْف ِع ُ‬
‫األطالل من ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫به طُلينا‬ ‫القار ُه َّن ِ‬ ‫َك ْلون ِ‬ ‫الء‬ ‫لهن من ُ ِ‬
‫ظلم ط ٌ‬ ‫أتيح ّ‬
‫َ‬
‫خبرينا ؟‬ ‫رسوم ِك ِّ‬ ‫ُ‬ ‫رست‬
‫متى َد ْ‬ ‫وبالد قومي‬ ‫َ‬ ‫ديار ُعمومتي‬
‫َ‬
‫الساخطينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أم اخترمتك أيدي ّ‬ ‫سخطٌ‬‫أثار عليك من فيزوف ُ‬ ‫َ‬
‫الم ْغ َرقينا‬ ‫ِ‬ ‫تَفجَّر ِ‬
‫موجه في ُ‬ ‫َه َوى بك ُ‬ ‫جحيم‬
‫ٌ‬ ‫وفان‬
‫فيك طُ ٌ‬
‫الساكنينا‬ ‫فوس ّ‬ ‫ذابت ُن ُ‬ ‫لقد ْ‬ ‫باب ف ُذ ْب ِت فيه‬
‫الع ُ‬
‫ل ْن جاش ُ‬
‫ِئ‬
‫يفترقن َوَي ْلتَ ِقي َنا‬
‫َ‬ ‫دوائب‬
‫َ‬ ‫يارى‬ ‫َجَر ْي َن على َغ ِ‬
‫واربه َح َ‬
‫المذنبينا‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫بالعصاة ُ‬ ‫سوا ُ‬ ‫َولَ ْي ُ‬ ‫تظل ال ّن ُار تأكلُهم ألوفاً‬
‫ف في وجو ِه الج ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُصيب الم ِ‬
‫افلي َنا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وتعص ُ‬ ‫نين فَتَ َحتَ ِو ُ‬
‫يه ْم‬ ‫ذع َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بالالجئي َنا‬ ‫كيد َها‬
‫ب ُ‬ ‫ْه ُ‬‫فَ َيذ َ‬ ‫ثوى‬‫شى ُك ُّل منزلة َو َم َ‬ ‫وتغ َ‬
‫ص ِر ْخينا‬
‫المستْ َ‬
‫ص ْيح ًة ُ‬
‫َهدتها َ‬ ‫فحارت‬
‫ْ‬ ‫السبي ُل بها‬
‫مال َّ‬
‫إذا َ‬
‫وي ُّ‬
‫رف لينا‬ ‫ذات ٍ‬ ‫شبيبة ِ‬ ‫وناع ِ‬
‫ِ‬
‫ضيء وسام ًة َ‬
‫ُ‬ ‫ُي‬ ‫طفل‬ ‫مة ال ّ‬
‫الرياض إذا َندينا‬
‫رياحين َ‬
‫َ‬ ‫وتضم ِم ُ‬
‫نه‬ ‫ُّ‬ ‫لود ِب ِ‬
‫مهده‬ ‫تَ ُ‬

‫ود إذا ُدهينا‬ ‫أس َ‬ ‫ِ‬ ‫أحمر في ُن ٍ‬


‫الموت ْ‬
‫َ‬ ‫بس َن‬
‫لَ ْ‬ ‫فوس‬ ‫الخطب َ‬ ‫ُ‬ ‫َدهاها‬
‫الم ْه ُد في َي ِد َها أتونا‬
‫وعاد َ‬ ‫ي في فَ ِم ِه لَ ِهيباً‬ ‫فعاد الثَ ْد ُ‬
‫َ‬
‫الم ْط ِع ِمي َنا‬ ‫ِ‬
‫وال َي ْف َنى الق َرى في ُ‬
‫ريد ِسوى ٍ‬
‫طعام‬ ‫تثور فال تُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الباخلينا‬ ‫جمدت ُّ‬
‫أكف ّ‬ ‫إذا‬ ‫وبراً‬ ‫ُّ‬
‫ْ‬ ‫رماً ّ‬ ‫تَسي ُل أكفهم َك َ‬
‫السابقينا‬
‫شأو ّ‬
‫َوفَاتُوا فيه َ‬ ‫فجاوزوهُ‬‫ماح َ‬ ‫الس ِ‬ ‫بار ْوا في َّ‬ ‫تَ َ‬
‫المنعمينا‬
‫تم في الكرام ُ‬
‫وزد ْ‬
‫ُ‬ ‫قوم‬
‫كل ٍِ‬ ‫س ْدتُم َّ‬ ‫يق ُ‬ ‫َب َني اإل ْغ ِر ُ‬
‫الحزونا‬
‫ط َوى َ‬
‫فجاب سهولَها و َ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫أرض‬ ‫امى ِذ ْك ُر ُك ْم في ِّ‬
‫كل‬ ‫تََر َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]343‬‬

‫األدعياء مقلِّدينا‬ ‫وجاء‬ ‫ِ‬


‫واأليادي‬ ‫نائع‬
‫بالص ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذهبتُ ْم ّ‬
‫ف بالحيارى ال َذ ِ‬
‫اهلينا‬ ‫وتَ ِ‬
‫قذ ُ‬ ‫ق تعلو‬ ‫لء األ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫النار م َ‬
‫تظل ُ‬
‫السحاب لها و ُكونا‬
‫وتطلب في َّ‬
‫ُ‬ ‫سور فتتَّ ِقيها‬
‫الن ِ‬‫تُريد ِحمى ُّ‬
‫َ‬
‫السماء ُم َرف ِْري َنا‬
‫مالئكة َ‬
‫ُ‬ ‫جانبي ِه‬
‫ْ‬ ‫الجو َيمنعُ‬
‫فلوال ُّ‬
‫بالمستضعفينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح َمى المِّريخ ُ‬ ‫ع وَأْلقَى‬
‫فز ٍ‬
‫القمران من َ‬ ‫َه َوى‬
‫ِ‬
‫كالجبال إذا ُرئينا‬ ‫خان‬
‫ُد ٌ‬ ‫ضاب قُ ْم َن من لَ َه ٍب عليها‬ ‫ِ‬
‫ه ٌ‬
‫وس ٍ‬ ‫ُّ‬
‫البالد وينقضينا‬
‫َ‬ ‫فارقن‬
‫ُي َ‬ ‫ود‬ ‫بقايا الظلم من ُح ْم ٍر ُ‬
‫ف ُّ‬
‫الشجونا‬ ‫صُ‬ ‫وألقت َنظرةً تَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ماوات ارتَياعاً‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫عت َّ‬ ‫تَطلَّ ِ‬
‫آللهة عليها قائمينا‬‫ٍ‬ ‫وها‬
‫األرضين كيف َعنا َب ُن َ‬
‫َ‬ ‫ترى‬
‫السالفينا‬ ‫ولما ِ‬ ‫ِ‬
‫وعد ّ‬‫يأت ُ‬ ‫ّ‬ ‫األحياء قامت‬ ‫فتلك قيامة‬
‫ضرمينا‬‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫بأرض التُرك أيدي ُ‬ ‫الناس فيها‬
‫َ‬ ‫وتلك ال ّن ُار تُلقِي‬
‫قلوب الحاقدينا‬ ‫هل َبر َد ْت‬
‫فَ ْ‬ ‫طفئوا ناراً بنارٍ‬‫رأوا أن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫راء َّ‬
‫معذبينا‬ ‫أقاموا بالع ِ‬ ‫أبادت قومنا إال بقايا‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األسف الم ِ‬
‫ذيب وال ُغذينا‬ ‫ِس َوى‬ ‫ين به شراباً‬ ‫س ِق َ‬
‫ُ‬ ‫فوس ما ُ‬ ‫ُن ٌ‬
‫الراحمينا‬
‫دركهن أيدي ّ‬
‫َّ‬ ‫أتُ‬ ‫الموت ثم نظرن أخرى‬ ‫َ‬ ‫ظ ْر َن‬
‫َن َ‬

‫البنون ُمفجَّعينا‬ ‫وينتحب‬ ‫هات مفج ٍ‬


‫َّعات‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األم ُ ُ‬‫تضج ّ‬ ‫ُّ‬
‫الحون كما ُجزينا‬
‫َ‬ ‫الص‬
‫جزي ّ‬
‫ُأي َ‬ ‫حنا َن َك ربَّنا ماذا لَ ِقينا‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]104‬‬


‫‪23‬‬ ‫و قال بركة بن محمد ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]344‬‬

‫مـــــن البسيــــــط‬

‫حسن ٍ‬
‫كامن فينا‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫فزحت كل‬ ‫ذكرى جلوسك قامت في نواحينا‬
‫مصر تهليال وتلحينا‬
‫ورجعت ُ‬
‫َ‬ ‫وأصبحت عرصات النيل باسمة‬
‫تأييدا وتمكينا‬
‫َّدا لك ً‬
‫مرد ً‬ ‫وقر شعبك عينا وانتشى طربا‬
‫َّ‬
‫األعياد تبيينا‬
‫ُ‬ ‫نضارةً دونها‬ ‫عيد َّ‬
‫أطل على الوادي فَألسبه‬
‫الن ْب ِت ما أزهى البساتينا !‬
‫في دولة َّ‬ ‫كأنه ديم ٌة جادت فكان لها‬
‫لواعج ٍ‬
‫أقوام ميامينا‬ ‫َ‬ ‫هاجت‬
‫َ‬ ‫أو أنه نغمة حسناء ساحرةٌ‬
‫أحدى الحداة وأهدىالمستحثّينا‬ ‫أو أنه كوكب اإلسعاد َّ‬
‫هل فما‬
‫تجثو لعيدك في زي المصلينا‬ ‫وال غرابة فاألعياد قاطبة‬
‫جياد نهضتنا فيه الميادينا‬ ‫عهد تدفق فيه الخير وا ْنتَهبت‬
‫وُأشرب لعز دانينا وقاصينا‬ ‫وَأي َن َع ْت ثرمات العلم دانية‬
‫ْ‬
‫بحد عزم براه اهلل مسنونا‬ ‫وشدت للنيل ما يرجوه من ٍ‬
‫عظم‬
‫وأنه لم يزل بالمجد مأمونا‬ ‫الغرب أن َّ‬
‫الشرق فيه ُعالً‬ ‫ُ‬ ‫فأمن‬
‫محض الوالء ُه ُمو للعهد راعونا‬
‫َ‬ ‫عزيز مصر رعاياك األلى اعتنقوا‬
‫َ‬
‫من الجوانح يحكي طور سنينا‬ ‫مليك النيل في قُ ُد ٍ‬
‫س‬ ‫يقدسون َ‬
‫فاروق عهدك يبقى الدهر آمينا‬ ‫رعاك ربك يا خير الملوك كما‬
‫وظل يرفع يوم الفخر عرنينا‬ ‫يوم به عرش فرعون ازدهى وسما‬
‫كالطود في ساحة البطحاء تضمينا‬ ‫أحس بالمجد موفورا ومتَّ ً‬
‫ضحا‬ ‫َّ‬

‫وبالعدالة تجتاح الموازينا‬ ‫هرى لها‬


‫الس ْم ُّ‬
‫دان َّ‬
‫وبالهمامة َ‬
‫لق تكفل دنيا َّ‬
‫الناس والدِّينا‬ ‫وال ُخ ُ‬ ‫هاطله‬
‫ُ‬ ‫وبالندى يحسد الوسمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]345‬‬

‫فَتاهَ في روعة العلياء َمفتونا‬ ‫أحسها العرش في شتى مظاهرها‬


‫َّ‬
‫يحدث عن مينيس أو مينا‬
‫ّ‬ ‫كما‬ ‫َّ‬
‫وظل يذكرها إسماعيل ممتدحا‬
‫بأنه قد غدا َّ‬
‫بالنصر مقرونا‬ ‫وهنَأته عروش الكون عن ٍ‬
‫ثقة‬ ‫َّ‬
‫عهد بنعمته طابت أمانينا‬
‫ٌ‬ ‫عاه َدنا‬
‫فؤاد يوم ارتقيت العرش َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪6 :‬‬ ‫[‪]105‬‬

‫مــــــن‬ ‫قال أحمد تقي الدين (ت‬


‫البسيــــــط‬ ‫‪1354‬هـ) ‪:‬‬

‫هدمت ِعماداً من َمعالينا‬


‫َ‬ ‫فقد‬ ‫فافعل ما تَشاء فينا‬
‫ْ‬ ‫دهر‬
‫ظفرت يا ُ‬
‫َ‬
‫نعشاً هو الجمر ُنرويه ويظُمينا‬ ‫هال تركت لنا دمعا َن ُّ‬
‫بل به‬
‫ِ‬
‫بجسمك أن تلقاه مدفونا‬ ‫ِ‬
‫أعز ْز‬ ‫طلعه‬
‫العلياء َم ُ‬
‫يا كوكبا ففي ُذرى َ‬
‫لبان ِ‬
‫مجدك تهذيباً وتلقينا‬ ‫َ‬ ‫أكرم بأنجالك ال ُغِّر األولى رضعوا‬
‫ْ‬
‫هوى فصارت به سوداً ليالينا‬ ‫البدر في أعلى منازله‬
‫بينا هو ُ‬
‫ويحيينا‬
‫الطيب ُنحييه ُ‬
‫ُ‬ ‫وذكره‬
‫ُ‬ ‫مات من في جبين الدهر صورتُه‬
‫ما َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]106‬‬


‫‪44‬‬

‫مــــن الخفيــــــف‬ ‫قال عبد هللا البردوني ‪:‬‬

‫شيء فما الذي َّ‬


‫جد فينا ؟‬ ‫ٌ‬ ‫َج َّد‬ ‫جاء ِحينا‬
‫هم َ‬‫وغير ْ‬
‫ُ‬ ‫قيل جاءوا‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]346‬‬

‫البديد أمسى متينا‬ ‫واء‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫الخ ُ‬ ‫جديدا‬
‫صار ً‬‫القديم َ‬
‫ُ‬ ‫السراب‬
‫ُ‬
‫غ الحزينا‬
‫ب الفرا َ‬
‫كاذب ير ًك ُ‬
‫ٌ‬ ‫طالء‬
‫ٌ‬ ‫الجلود التي علينا‬
‫ُ‬
‫الجنينا‬
‫نعود َ‬
‫فوقَنا كي َ‬ ‫ِ‬
‫كالحنين َلي ْرقى‬ ‫العقم‬
‫بطن َ‬ ‫ُن ُ‬

‫العقم ساجنا وسجينا‬


‫وترى َ‬ ‫البؤس آكال وأكيالً‬
‫َ‬ ‫فترى‬
‫سمينا‬‫وذاك َي ْبدو َ‬
‫َ‬ ‫ذا هزي ٌل‬ ‫ذاك وهذا ؟‬ ‫أي فر ٍ‬
‫ق ما بين َ‬ ‫َُ‬
‫شوكه يجتنينا‬
‫ُ‬ ‫الورد‬
‫َ‬ ‫نزرعُ‬ ‫منه‬ ‫كان كالذي َّ‬
‫امتد ُ‬ ‫والذي َ‬
‫ِ‬
‫البذور دفينا‬ ‫كان فينا ِغ ُّ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫كيف شئنا زهرا فأعشب شوكا ؟‬
‫َ‬
‫ذاك يقينا‬
‫عصى َ‬
‫ُّ‬ ‫ما أرتنا‬ ‫ذاك ولَّى هذا أتى فأرانا‬
‫َ‬
‫ق فينا َجبينا‬
‫لشموخ لَ ْم ي ْل َ‬ ‫الشظايا ُنصلِّي‬
‫وعلينا نحسو َّ‬
‫الرنينا‬ ‫و ُن َغ ِّني وال ُن ُ‬
‫جيد َّ‬ ‫المداجي‬ ‫ِ‬
‫اقتدار ُ‬ ‫و ُنداجي ِبال‬
‫ينال َم ْن َي ْبتَ ِغ ْي َنا‬
‫ننطوي كي َ‬ ‫األمر فوضى ؟‬ ‫ِ‬
‫إننا نبتغي َهل ُ‬
‫مات رصينا‬
‫أراد الحياة َ‬
‫َم ْن َ‬ ‫م ْن يرى مبدَأ ُّ‬
‫التعقل ُجبنا ؟‬ ‫َ‬
‫الرءوس عجينا‬
‫ُ‬ ‫أصبح ْت فوقَنا‬
‫َ‬ ‫أم عنا ؟‬
‫النقود يا ُّ‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َم ْن َي ُذ ُّ‬
‫الوباء الثَّمينا‬
‫َ‬ ‫بي هذا‬
‫فلتَ ُذ ِّ‬ ‫الذباب ُيدعى نقودا‬
‫ُ‬ ‫أم هذا‬‫ُّ‬
‫تطيك جوعا َبطينا‬ ‫ِم ْن حلى تَم ِ‬ ‫الحقيقي أبهى‬
‫ِّ‬ ‫أنت في ع ٍر ِ‬
‫يك‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لن تكوني ِبال ِ‬
‫(أرسطو) (أثينا)‬ ‫ْ‬ ‫سو)‬
‫(ر ُّ‬ ‫(باريس)ـ ِم ْن ِ‬
‫دون ُ‬ ‫َ‬ ‫لن تكوني‬
‫ما ذكرنا َّ‬
‫ألننا ما َنسينا‬ ‫ِّ‬
‫اطمئني‬ ‫ِ‬
‫األوان ؟‬ ‫َه ْل ذكرنا بعد‬
‫َأن نلينا‬ ‫يدورن َّأنا‬ ‫ِ‬
‫البايعيك‬ ‫مشترو‬
‫س َر خيف ًة ْ‬
‫نقب ُل ال َك ْ‬ ‫َ‬
‫َأن تعشقينا‬ ‫ِ‬ ‫عينيك عشقًا‬ ‫ِ‬ ‫انتحرنا ِ‬
‫لغير‬ ‫ما‬
‫نجتديك ْ‬ ‫َأن‬
‫دون ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫المكينا‬ ‫جئت صرنا ِ‬
‫ِ‬ ‫منك جئنا فينا ِ‬
‫كبرت و ِم َّنا‬ ‫ِ‬
‫المكان َ‬
‫َ‬ ‫لك‬
‫ِ‬
‫للحصن سورا حصينا‬ ‫والتَ َح ْمنا‬ ‫ص ْبنا على (الطويل) طويالً‬
‫فا ْنتَ َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]347‬‬

‫(ح ِ‬
‫ريب) طعينا‬ ‫وانتعلناهُ في َ‬ ‫الردى بـ (ميدي) سليما‬
‫والتحفنا َّ‬
‫ريح (صنعا) طحينا‬‫وانتثرنا في ِ‬ ‫قمحا‬ ‫قلب ِ‬
‫وانز َر ْعنا في ِ‬
‫نوان) ً‬‫(س َ‬ ‫َ‬
‫ذراعا َكمينا ؟‬ ‫دون ٍ‬
‫أيد تُخفي‬ ‫احمر تبدو‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫األظافر َ‬
‫َ‬ ‫هل لمحت‬
‫ِ‬
‫جفون أخينا‬ ‫ُّ‬
‫ينسل‬ ‫صار‬
‫َ‬ ‫العدو ندعو أخانا‬
‫كان يأتي ُّ‬
‫َ‬

‫و(معينا)‬ ‫ِ‬
‫اليوم (ح ْم َيرا) َ‬
‫َ‬ ‫يلبس‬
‫ُ‬ ‫حفيد (النجاشي)‬
‫ُأسكتوا إنما ُ‬
‫نبوءةَ الكاذبينا ؟‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫َم ْن ُيغذي َ‬ ‫ون ماذا ؟‬
‫ش َ‬‫تنطقون ؟ تَخ َ‬
‫َ‬ ‫باسم َمن‬
‫بالموت ‪ِ :‬دينا ؟‬
‫ِ‬ ‫الطالق‬
‫َ‬ ‫وتسن‬
‫ُّ‬ ‫ب تُردي‬‫بالح ِّ‬
‫(أزاد) ُ‬
‫ُ‬ ‫عادت‬
‫ْ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫وجها رزينا‬
‫الجنون ً‬
‫ُ‬ ‫يستعير‬
‫ُ‬ ‫المضحي‬
‫ِّ‬ ‫صوت‬
‫َ‬ ‫المخبرون‬
‫َ‬ ‫سكن‬
‫َي ُ‬
‫قوف أنينا‬
‫الس ُ‬‫باس ِمنا تطب ُخ ُّ‬
‫ْ‬ ‫تنوب الزوايا‬
‫ُ‬ ‫ُأسكتوا إنما‬
‫ِمن فَراغاتها فتُعلي الطَّنينا‬ ‫تسميات تُعاني‬
‫ٌ‬ ‫ما الذي َّ‬
‫جد ؟‬
‫اليمينا‬
‫سار تَشري َ‬ ‫الي َ‬
‫تستعير َ‬
‫ُ‬ ‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫ساعد ْي ِن‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫ما لَها ُّ‬
‫القرين ِم َّنا القَرينا‬
‫ُ‬ ‫بيد‬
‫وي ُ‬‫ُ‬
‫كل ٍ‬
‫عاد‬ ‫بيدنا ُّ‬‫وبهذا ُي ُ‬
‫ونستخين األمي َنا‬
‫ُ‬ ‫وطنيًّا‬ ‫قال ندعو خئو ًنا‬ ‫ولكي ال ُي َ‬
‫العرينا‬ ‫وبأيدي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شيد َ‬
‫العدا َن ُ‬ ‫مقطوعة نتصدَّى‬ ‫وبأيد‬
‫روه ِسنينا‬ ‫كر ُ‬
‫يعيدوا ما ّ‬‫كي ُ‬ ‫ويخون المنظِّرون و َن ْنسى‬
‫ُ‬
‫البارد ْي ِن ‪ :‬صخرا وطينا‬
‫َ‬ ‫يحمل‬ ‫َّإننا ما نزا ُل طي ًنا ُم ّ‬
‫حمى‬
‫تحته ِسوى ما ُيرينا‬
‫ُ‬ ‫ال نرى‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫فوق‬
‫بعضه َ‬
‫ُ‬ ‫ال سوى الطين‬
‫ياسمينا‬
‫سود الحصى َ‬
‫س ِّمي َ‬
‫و ُن َ‬ ‫ماما‬
‫باع َح ً‬
‫الس َ‬
‫وعلينا َنرى ِّ‬
‫ستكينا‬ ‫كل خفق في ِ‬
‫القلب أن َي ْ‬ ‫َّ‬ ‫نستكين و ُنوصي‬
‫َ‬ ‫َأن‬
‫وعلينا ْ‬
‫الح ِنينا ؟‬ ‫َّإنما َم ْن ُي ُ‬
‫ميت فينا َ‬ ‫كيف َأر ْدنا‬
‫نموت َ‬
‫َ‬ ‫َأن‬
‫ولنا ْ‬
‫أخطر اللُّغى كي تُبينا‬ ‫تنتقي‬ ‫ق ٍ‬
‫أيد‬ ‫أم للشو ِ‬
‫ال تخافي يا ُّ‬
‫َ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]348‬‬

‫البنينا‬ ‫ِ‬
‫أبر َ‬
‫حان أن تأكلي َّ‬
‫َ‬ ‫ظاما‬
‫ولكي تُنجبي البنين ع ً‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]107‬‬


‫‪30‬‬

‫مــــــن‬
‫البسيــــــط‬ ‫قال فـــاروق جويــــــدة ‪:‬‬

‫دك اآلن باألحالم يريوينا‬


‫َم ْن َب ْع َ‬ ‫الحرف ُي ْد ِمي َنا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْرف دمعُ‬
‫عاشق َ‬
‫َ‬ ‫يا‬

‫ِ‬ ‫شو ِ‬
‫اطئنا‬ ‫لم تَ ْغ ِ‬
‫اي الحي تُشجينا‬
‫ما ُد ْم َت تَ ْحم ُل َن َ‬ ‫يوما عن َ َ‬ ‫شمس ً‬ ‫رب ال ّ‬
‫إيقاعا وتلحينا‬ ‫يشدو بها الكون‬ ‫الحرف عندك أوتار تُ ِ‬
‫داع ُبها‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫وعاشق قد رأى في عشقه دينا‬
‫ٌ‬ ‫قداس ومئذن ٌة‬
‫عندك ٌ‬‫َ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المجد تَحمينا‬ ‫قالع‬
‫وقلع ٌة من ِ‬ ‫رسان وساري ٌة‬
‫عندك ُف ٌ‬
‫َ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬
‫ظلم فيها وال زيفاً يم ّني َنا‬
‫ال َ‬ ‫أوطان ُم َحَّررةٌ‬
‫ٌ‬ ‫عندك‬
‫َ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬
‫الخ ِ‬
‫طب َي ْفدِي َنا‬ ‫َن ْفديه في الضي ِ‬
‫ق عند َ‬ ‫سلطان بال ٍ‬
‫سفه‬ ‫ٌ‬ ‫عندك‬
‫َ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬
‫حبينا‬
‫العشق في الدنيا ُم ّ‬ ‫ُ‬ ‫كم أهلَ َك‬ ‫عشق الَ دواء له‬‫ٌ‬ ‫عندك‬
‫َ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬
‫س ِقي َنا‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫وآخر من رياض الحق َي ْ‬ ‫ٌ‬ ‫كاذب َدن ٌ‬
‫وجه ُ‬ ‫الحرف وجهان ُ‬ ‫ُ‬
‫ق يهدينا‬ ‫من ِ‬
‫اهلل ْبي َن الخل ِ‬ ‫نور َ‬ ‫طهرةٌ‬‫آيات ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫األرض ٌ‬ ‫الحرف في‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عطرها فينا‬ ‫س ِري ُ‬ ‫الشموخ فَ َي ْ‬
‫ِ‬ ‫تاج‬
‫ُ‬ ‫ُّنها‬
‫أقالم ُيَزي َ‬
‫العمر ٌ‬ ‫رحلة‬ ‫في‬
‫ِ‬ ‫اعت ِحمى‬ ‫أقالم ملوث ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واغتالت أمانينا‬
‫ْ‬ ‫األرض‬ ‫َب ْ‬ ‫ب الزيف ٌ‬ ‫مواك ُ‬
‫األوحال تُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جالد وحاشي ٌة‬‫جن ٌ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫لقي َنا‬ ‫القهر في‬ ‫وس ْطوةُ‬
‫َ‬ ‫في َعتمة ّ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]349‬‬

‫ِ‬
‫الوجه َي ْط ِوي َنا‬ ‫قبيح‬
‫ليل ِ‬‫في كل ٍ‬ ‫السود ما زالت تُ ِ‬
‫حاص ُر َنا‬ ‫ُ‬ ‫ضبا ُن ُه‬
‫قُ ْ‬
‫ضى ساع ًة في َع ْزمه لي َنا‬
‫وال ْارتَ َ‬ ‫زمن‬
‫هده ُ‬ ‫الس ِج َ‬
‫ين الذي ما ّ‬ ‫نت َّ‬
‫ُك َ‬
‫أرجاء ِ‬
‫وادينا‬ ‫ِ‬ ‫الموت في‬ ‫ويعبث‬ ‫هرنا‬ ‫ِ‬ ‫تسعٌ ِع َج ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وسيف الظلم ي ْق ُ‬
‫ُ‬ ‫اف‬
‫اليأس تع ِوى في ليالينا‬
‫ِ‬ ‫ص ْرخ ٌة‬ ‫ِ‬ ‫نهر من ِ‬
‫َو َ‬ ‫مضاجعنا‬ ‫الدم يجري في‬ ‫ٌ‬
‫الليل ِت ّنينا‬
‫ش ٌة صارعت في ِ‬ ‫وري َ‬ ‫اب في ٍ‬
‫ألم‬ ‫حرف َذ َ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫السجن‬ ‫ِ‬
‫محنة‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫بالحب سكينا‬ ‫مهج ٌة عانقت‬ ‫الظلم أنفاس َّ‬ ‫ِ‬
‫ساحة ِ‬
‫ُو َ‬ ‫معذب ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫في‬
‫خمراً ثم ُيلقينا‬
‫العمر ْ‬
‫َ‬ ‫يشرب‬
‫َ‬ ‫كي‬ ‫ص ُدنا‬
‫الد َي ْر ُ‬
‫والج ُ‬
‫الحب ّ‬
‫ُّ‬ ‫هل يشفعُ‬
‫والبعض ُيشقيناـ‬
‫ُـ‬ ‫طوىـ‬
‫البعض منها ا ْن َ‬
‫ُ‬ ‫أوراق مبعثرةٌ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫العمر‬ ‫ِ‬
‫محنة‬ ‫في‬
‫سرها ِفي َق ْل ِبه حينا‬ ‫عت َّ‬
‫وأو َد ْ‬
‫َ‬
‫بالحب ع ِ‬
‫اشقَ َها‬ ‫ّ َ‬ ‫مصر التي عا َنقَ ْت‬
‫ُ‬
‫جديد سوف تأتينا‬ ‫فجر ٍ‬ ‫في ك ّل ٍ‬ ‫تبكيك ا ِب ًنا عزيزاً لن ُي ِ‬
‫فارقَها‬ ‫َ‬
‫بك ّل ُح ٍلم برىء الوجه تَ ْهدينا‬ ‫القدر ِ‬
‫تأتينا بال ٍ‬
‫ملل‬ ‫في ليلة ِ‬
‫الحب ي ْج ِري في ِ‬ ‫بيت ترى أماً ِ‬ ‫في ك ّل ٍ‬
‫مآقينا‬ ‫فيض من ِ َ‬
‫ٌ‬ ‫يعانقُها‬
‫َم ْهما نسيناهُ يبدو ساكناً فينا‬ ‫الموت كالطّيف أحياناً ي َد ِ‬
‫اع ُب َنا‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫حام األسى َغاب ْت ِ‬
‫أغاني َنا‬ ‫وفي ِز ِ‬ ‫أيام المنى َع َب َر ْت‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫عاشق الحرف ُ‬‫َ‬ ‫يا‬
‫اضينا‬‫دل ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َ َ‬
‫في َجنة ال ُخلد َن ْلقَى َ‬ ‫خلت‬
‫باإلنصاف قد َب ْ‬ ‫األرض‬
‫ُ‬ ‫إن كانت‬
‫عانت وتؤوينا‬ ‫وب التي‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫تُْؤ وى ال ُقلَ َ‬ ‫أبواب مجنح ٌة‬
‫ٌ‬ ‫رحمة اهلل‬ ‫في‬
‫اآلن في ِ‬
‫دار المحبي َنا‬ ‫فاهنْأ بها َ‬ ‫ِ‬
‫الرحمن َر ْح َمتَ ُه‬ ‫ترجو من‬
‫عشت ُ‬
‫َ‬ ‫قد‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]108‬‬


‫‪55‬‬

‫مــــــن‬
‫البسيــــــــط‬ ‫وقال أيضًــــا ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]350‬‬

‫بض ُيح ِيي َنا ؟‬


‫الن َ‬
‫عيد َّ‬ ‫َهل ِم ْن ٍ‬
‫زمان ُي ُ‬ ‫ابت ِ‬
‫أماني َنا‬ ‫وج ْر ِحى فَقَ ْد َخ ْ‬
‫َد ْعني ُ‬
‫يج ِري ِفي َروا ِبي َنا‬ ‫الح ِ‬
‫زن ْ‬ ‫نهر من ُ‬
‫ٌ‬ ‫طني‬ ‫زن ال تعج ْب ِ‬
‫ففي و َ‬ ‫َْ‬ ‫الح ِ‬
‫ي ُ‬‫ساق َ‬
‫يا َ‬
‫الج ْر ِح ُي ْد ِمي َنا‬
‫ونفس ُ‬
‫ُ‬ ‫واليوم ُع ْد َنا‬
‫َ‬ ‫فرقَ َنا‬‫الو ْج ِه َّ‬
‫ئيب َ‬ ‫كم ِم ْن ٍ‬
‫زمان َك ِ‬ ‫ْ‬
‫كوى ُت َعِّزينا‬ ‫شفَى والَ َّ‬ ‫الم َد ِ‬ ‫ٌ ِ ِ‬ ‫ج ِ‬
‫الش َ‬ ‫رح ُي ْ‬
‫الج ُ‬
‫ال ُ‬ ‫اوينا‬ ‫عميق ُخد ْع َنا في ُ‬ ‫رحي‬ ‫ُ‬
‫اوينا ؟‬ ‫فكيف جئناَ َ ٍ‬ ‫ضماَِئ ِر َنا‬‫سموماً ِفي َ‬
‫بداء َك ْى ُي َد َ‬ ‫َ‬ ‫َّواء ُ‬
‫ان الد ُ‬
‫َك َ‬

‫***‬
‫الحقِّ َي ْه ِدي َنا؟‬ ‫ِمن ِإ ِم ٍام َ‬
‫لد ْر ِب َ‬ ‫هل ْ‬‫ْ‬ ‫رح ُأمتَ ٍه؟‬ ‫داوى ُج َ‬ ‫هل ِم ْن َ‬
‫ط ِب ٍ‬
‫يب ُي ِ‬ ‫ْ‬
‫وي ْبك ِي َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحنين ِإلي الم ِ‬
‫واليوم َن ْبكي َعلَى الماضي ُ‬ ‫َ‬ ‫ؤرقُنا‬ ‫اضى ُي َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ان‬
‫َك َ‬
‫يف م ِ‬
‫اضي َنا؟‬ ‫بع ْم ِرى و ُن ْح ِيي َ‬ ‫بادلُِني‬ ‫َمن يرجع العمر من ُكم م ْن ي ِ‬
‫ط َ َ‬ ‫يوماً ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫صمت يو ِ‬
‫اسي َنا‬ ‫ٍ‬ ‫ىءُ ِس َوى‬
‫َُ‬ ‫ش ُ‬‫يبق َ‬
‫لم َ‬ ‫يبعثَُنا‬
‫ق َ‬ ‫بالح َّ‬
‫فم ْن َ‬ ‫موت َ‬‫َّإنا َن ُ‬
‫ط ِويالً ِفي مآقي َنا‬
‫لي ٌل تخفَّى َ‬ ‫فز ُع َنا‬‫اس ُي ِ‬‫الن ِ‬ ‫ِصرنا َعرا َيا أمام َّ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫طع َنا ِ‬
‫بأيدي َنا َأيادي َنا‬ ‫َّأنا ق َ ْ‬ ‫ش ِه َد ْت‬ ‫ِ‬
‫األرض قَ ْد َ‬ ‫ص ْرنا َعرا َيا ُّ‬
‫وكل‬ ‫ِ‬
‫نسأ ُل َع ْن ُح ْلٍم ُي ِ‬
‫واري َنا‬ ‫آلن ْ‬‫واْ َ‬ ‫ام َخ ًة‬‫شِ‬ ‫الم ْج ِد َ‬
‫صور َ‬ ‫يوماً ب َن ْي َنا قُ َ‬

‫ودين‬
‫ُ‬ ‫كان ي ْل ِقي َنا‬
‫كالب ْر ِ‬
‫والح ْز ُن ُ‬ ‫فاليأس ُ‬
‫ُ‬ ‫يجمع َنا؟‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل‬
‫َ‬ ‫أين اِإل ُ‬
‫مام‬ ‫َ‬
‫اس ي ْغ ِني َنا‬
‫الن ِ‬
‫ورب ِّ‬
‫ط َه ِّ‬
‫َ‬ ‫جم َع َنا َيا‬ ‫ور َب ْي َن الخ ْل ِ‬
‫ق َّ‬ ‫دين م ْن ُّ‬
‫الن ِ‬ ‫ٌ َ‬
‫ونحن‬ ‫ِفي َنا المروءةُ أعيتْ َنا ِ‬
‫مآسي َنا‬ ‫هنت‬
‫ق قد َو ْ‬ ‫الح ِّ‬ ‫جامع َّ‬
‫الن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حو َل َ‬ ‫اس ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ار َن ِ‬
‫بحر من‬‫سقي َو ْحلَنا طينا ٌ‬ ‫الع ِ ْ‬ ‫في َ‬ ‫س َنا ا ْنتَ َح َر ْت‬
‫اتت قُ ْد ُ‬
‫الي ِّم َم ْ‬
‫يروت في َ‬
‫َب ُ‬
‫س ِقيناَ َه ْل ِم ْن َز ٍ‬ ‫ران يح ِ‬ ‫داد تَ ْب ِكي َو َ‬
‫مان‬ ‫بات اآلن َي ْ‬ ‫الدَِّم َ‬ ‫اص ُر َها‬ ‫ط ْه ٌ َ‬ ‫ب ْغ ُ‬
‫العد ِل َي ْح ِمي َنا؟‬
‫بنور ْ‬‫ِ‬ ‫َه ِذي ِد َما َنا َر َ‬
‫سول اهلل تُ ْغ ِرقُ َنا‬
‫الليل يوماً ِس َهام القَ ْه ِر تُ ِ‬ ‫في ِ‬ ‫لت‬
‫حم ْ‬ ‫ٌ ُّ‬ ‫َأي الد ِ‬
‫ردي َنا‬ ‫َ‬ ‫شهيد كلها َ‬ ‫ِّماء‬ ‫ُّ‬
‫صلِّي َنا‬ ‫بكي ِم ْن فَو ِ‬
‫ارس َها‬ ‫القيد تَ ِ‬
‫دس في ْ‬
‫اعوا‬
‫َب ُ‬ ‫للم َ‬ ‫َدمعُ الم َنا ِب ِر َي ْ‬
‫شكو ُ‬ ‫َ‬ ‫القُ ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]351‬‬

‫الم ِ‬ ‫ض ّي ُعو َنا ِحي َنما ْ‬


‫والقرآن والدِّي َنا َو َمَّزقُوا‬
‫َ‬ ‫آذ َن‬ ‫َ‬ ‫اختَلفُوا‬ ‫ُح َّك ُ‬
‫ام َنا َ‬
‫اء َو ِادي َنا ِم َّم ْن ن َخ ُ‬
‫اف‬ ‫ش ِ‬‫أح َ‬
‫الص ْب َح في ْ‬‫ُّ‬ ‫النيران ِفي َغ ِد َنا‬
‫َ‬ ‫أشعلُوا‬
‫ام َنا َ‬ ‫ُح َّك ُ‬
‫ون‬
‫س ُج َ‬ ‫ماَ لي أرى الخو َ ِ‬
‫أود ُعو َنا ُ‬ ‫ف أعادي َنا؟ َو َ‬ ‫ألم ِ‬
‫نعر ْ‬ ‫ْ‬ ‫أبدا‬
‫ساكناً ً‬ ‫ف في َنا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اللي ِل ت ْط ِوينا‬ ‫يف ِمن ِ‬
‫يد َنا‬ ‫الس َ‬
‫اعوا َّ‬
‫وبيروت‬
‫ٌ‬ ‫سبى‬ ‫واألرض تُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أض ُ‬
‫أعداُؤ َنا َم ْن َ‬
‫ْ‬
‫بوع ٍد َ‬
‫عاش‬ ‫وكم ُخ ِد ْعنا ْ‬
‫ْ‬ ‫ت َن ِادي َنا‬ ‫فزعـا‬
‫توارى صوتُهم ً‬ ‫أعداُؤ َنا َم ْن َ‬‫ْ‬
‫فكيف نأم ُل ِفي ٍ‬ ‫ش ِقي َنا‬ ‫زعموا قَ ْد‬ ‫ٍ‬
‫يأس ُي ِّ‬
‫مني َنا؟‬ ‫َ‬ ‫ُي ْ‬ ‫كم ُ‬ ‫أعداُؤ َنا أوهمونا آه ْ‬ ‫ْ‬
‫بصبح ٍ‬
‫كاذب زم ًنا‬ ‫َّرو َنا‬
‫ٍ‬ ‫خد ُ‬

‫***‬
‫وذل القُ ِ‬
‫دس يكفي َنا‬ ‫وان ُّ‬
‫اله ُ‬
‫نحن َ‬ ‫تر َوى َع ُارنا َجل ٌل َم ْن‬
‫ُ‬ ‫سُ‬
‫الح َكايا َ‬
‫أي َ‬ ‫ُّ‬
‫للم َرِابي َنا‬
‫ارت َمزاداً ُ‬ ‫ص ْ‬‫واألرض َ‬
‫ُ‬ ‫صمتُوا َه ْل ِم ْن‬ ‫هم َ‬ ‫ُّ‬
‫باعنا َخ ِّبروني كل ْ‬‫َ‬
‫الذي ولَّى فُيح ِيي َنا َّإنا‬ ‫موخ ِ‬ ‫ُيح ِيي ُّ‬
‫الش َ‬ ‫ضمائر َنا؟ يا ِ‬
‫ساق َي‬ ‫ِ‬ ‫نق ّيٍ ِفي‬
‫زمان ِ‬
‫ٍ‬
‫شرب َناه قَـهرا ما ِ‬
‫بأيدي َنا‬ ‫ِ‬ ‫إنني ثَ ِم ٌل‬‫الح ْز ِن َد ْعني ِ‬
‫ْ ً َ‬ ‫ُ‬
‫لم ِّ‬
‫سكينا‬ ‫الح ُ‬
‫وصار ُ‬
‫َ‬ ‫ذاب‬
‫مر َ‬‫والع ُ‬
‫ُ‬ ‫درب المِ َنى احتََرقَ ْت‬
‫شموعٌ َعلى ْ‬ ‫ُع ِ‬
‫مري ُ‬
‫ضنا َفَمَّزقْنَا َد ِ‬ ‫اش ُي ِ‬
‫غرقُنا‬ ‫ثقيل َع َ‬ ‫من ٍ‬
‫ظالم ٍ‬ ‫كم ْ‬
‫ياجي َنا‬ ‫حتَّى انتفَ ْ‬ ‫ْ‬
‫شيء ِّ‬
‫يعزي َنا‬ ‫اع وال‬
‫ض َ‬‫والحلُم َ‬
‫ُ‬ ‫َأودع َناه ِم ْن ٍ‬
‫زمن‬ ‫الحلم َ‬ ‫ِ‬
‫العمر في ُ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬

‫واآلن َّ ِ ِ‬ ‫ائر َنا َّ‬


‫ص ٌن فى مآقي َنا ُح ْلمُ‬ ‫للزيف ح ْ‬ ‫كنا‬ ‫ص ِ‬ ‫ق ُنوراً في َب َ‬ ‫ُك َّنا ن ََرى َ‬
‫الح َّ‬
‫وفوق‬
‫َ‬ ‫جديد ُي َغ ِّني في َروا ِبي َنا‬
‫ٌ‬ ‫الحلم عانقَ َنا‬
‫ُ‬ ‫توارى‬
‫إذا َما َ‬
‫مضي أغاني َنا‬ ‫أشالَِئه تَ ِ‬ ‫َّ‬
‫كنا‬ ‫فرعٌ ُنقَطِّعُهُ‬
‫بح‬
‫الص ِ‬ ‫في ُّ‬ ‫ُكنا إ َذا َخا َن َنا ْ‬
‫يوف‬
‫الس ُ‬
‫منا ُّ‬ ‫عاش ي ْط ِوي َنا َّ‬ ‫ور ِفى َد ِم َنا َّ‬
‫كنا‬ ‫ان ُّ‬
‫ظالماً َ‬ ‫سى َ‬
‫َن ْن َ‬ ‫الن ُ‬ ‫استَ َك َ‬‫إذا ما ْ‬
‫ونادانا م ِ‬
‫نادي َنا‬ ‫رت‬
‫وانكس ْ‬ ‫ْأس‬ ‫ش َّ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫الي ُ‬
‫تد في َنا َ‬ ‫إ َذا ا ْ‬
‫منه ِم ْن مع ِ‬
‫اصي َنا‬ ‫نخج ُل ُ‬ ‫ع ْدنا إلي ِ‬
‫اهلل َع َّل َ‬
‫َ‬ ‫واآلن َ‬ ‫رح ُم َنا اآلن‬
‫اهلل َي َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]352‬‬

‫يف ِ‬
‫تؤوي َنا؟‬ ‫الز ِ‬
‫هوف َّ‬‫ارت ُك ُ‬
‫ص ْ‬ ‫هل ِم ْن‬ ‫ور ِفى ِ‬ ‫سيف ُّ‬
‫الز ِ‬
‫فكيف َ‬
‫َ‬ ‫يدنا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫رج ُ‬
‫َي ُ‬
‫السيف ُي ِبقي َنا‬
‫غير َّ‬ ‫ِ‬ ‫شِ‬ ‫ٍ‬
‫شيء واهلل ُ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫خالد‬
‫تعالً؟ يا َ‬ ‫يف م ْ‬
‫الس َ‬
‫عيد َّ‬
‫زمان ُي ُ‬
‫ثأر‬ ‫راضينا‬ ‫والقرآن ِ‬
‫َ‬ ‫المآذن‬
‫َ‬ ‫باعوا‬ ‫مني قُم ِم ْن‬ ‫ففي َز ِ‬ ‫يف ال تعج ْب ِ‬ ‫الس ِ‬
‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ار َي ْك ِوي َنا‬
‫الع ِ‬
‫لهيب َ‬
‫ُ‬ ‫طوي ٌل‬ ‫اص في َد ِم َنا قُم يا‬ ‫الع ِ‬
‫بن َ‬ ‫ترا ِب َك يا َ‬
‫في‬ ‫يعد ِفي َنا‬
‫هرا لَم ُ‬ ‫ُك ُّل الَِّذي َك َ‬
‫ان طُ ً‬ ‫عد ٌم َه ْل ِم ْن‬ ‫ص ْمتُنا َ‬ ‫ِّ‬
‫ِبال ُل وأذ ْن َ‬
‫وي ْح ِيي َنا ُ‬
‫ويطلعُ‬ ‫س يوماً فُيح ِي َ‬
‫يها ُ‬ ‫القُ ْد ِ‬ ‫يج َم ُع َنا؟ َه ْل ِم ْن‬
‫الحق ْ‬
‫ِّ‬ ‫يف‬‫الح ِبس ِ‬
‫ص ٍ َ‬ ‫َ‬
‫ال‬
‫يالي َنا ما َز ً‬ ‫الصبح ناراً ِم ْن لَ ِ‬ ‫أم ِت ِه؟ َه ْل ِم ْن‬
‫رح َّ‬ ‫يد ِ‬
‫َ‬ ‫اوي ُج َ‬ ‫الح َ‬‫ص ٍ‬ ‫َ‬
‫الجرح يشفيناَ و ْلتبتُُر َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َأمل ؟ َه ْل ِم ْن‬
‫وها‬ ‫ر َغم عناد ُ‬ ‫ش ْع ٍب هدَّهُ ٌ‬ ‫الح ل َ‬
‫ص ٍ‬ ‫َ‬
‫شلَّت أيادي َنا‬
‫فقد ُ‬
‫ْ‬ ‫يف في ِ‬
‫يد َنا؟‬ ‫الس َ‬ ‫الح ُ‬
‫يعيد َّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َ‬

‫***‬
‫ان ي ِ‬ ‫يد وج ِ‬ ‫ِ‬
‫غني َنا‬ ‫بعد َك َم ْه َما َك َ ُ‬
‫شيء َ‬‫َ‬ ‫الَ‬ ‫أنت يا َوطني‬ ‫رحي َ‬ ‫ُحز ِني َعن ٌ ُ‬
‫بكي َنا ِجْئ َنا‬ ‫وأنت اآلن ُت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجدةً ٍ‬‫س ِ‬ ‫س ِفى َعي َن َ‬
‫تبكي َعلَ ْي َك َ‬ ‫أه‬ ‫يك َ‬ ‫ِّإنى َأرى القُ ْد َ‬
‫لم‬ ‫يد ِ‬ ‫ُن ِ‬ ‫اش ِفى ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ُ‬
‫ال ُ‬ ‫اوي َنا‬ ‫أن َ‬‫داويه يَأبى ْ‬ ‫دم َنا ما‬ ‫مر ُجرحٌ َع َ‬ ‫م ْن ُ‬
‫وت‬
‫نم ُ‬ ‫تنسي َنا َو ْ‬ ‫األحزان ِ‬ ‫مات َوالَ‬ ‫يجم ُع َنا ال‬ ‫القد ِ‬ ‫الع ْي ِن ُ‬ ‫ِ‬
‫قد ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫طيف ْ‬ ‫زا َل فى َ‬
‫أمـان َوالَ‬
‫وال ُُ‬ ‫وتُ ْحيي َنا ِ‬ ‫أت ما‬
‫المنا َه َد ْ‬
‫أماني َنا‬ ‫أح ُ‬‫عاد ْت وال ْ‬
‫دس َ‬‫القُ ُ‬
‫سيـف ِ‬ ‫لـم وال وطـن !‬
‫ليحمي َنـا !‬ ‫ُُ‬ ‫العمر الَ ُح ٌ‬
‫أثق َل َ‬

‫عدد أبيات القصيدة ‪:‬‬ ‫[‪]109‬‬

‫مــــــن‬
‫البسيــــــــط‬ ‫وقال يحيي السماوي ‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]353‬‬

‫سِلي َنا !‬ ‫ِ‬ ‫كأس ِك َ‬


‫فاض اليوم غ ْ‬ ‫فأن َ‬ ‫َّ‬ ‫صفت َه ُاروناَ‬‫ارون"ـ ما أ ْن ِ‬ ‫"ه َ‬ ‫أخ َت َ‬
‫يا ْ‬
‫يباج م ِ‬
‫اضي َنا ؟‬ ‫ِ‬ ‫ارون"ـ َهالُّ ع ْد ِت َن ِ‬ ‫أخ ِت َ‬
‫س من د ِ َ‬ ‫اء تَ َلب ُ‬
‫َعذ َْر َ‬ ‫اس َك ًة‬ ‫ُ‬ ‫"ه َ‬ ‫يا ْ‬
‫س ِك شمساً في مآقينا ؟‬ ‫أم ُ‬ ‫وكان ْ‬ ‫جى!‬‫أبقاك بئر ُد ً‬
‫َ‬ ‫ارون"ما‬
‫"ه َ‬ ‫أخ َت َ‬
‫يا ْ‬
‫ص ِ‬
‫واري َنا‬ ‫ذلت َ‬
‫قد ْ‬ ‫الصراخ َو ْ‬ ‫من َّ‬ ‫أخ ِت "هارون"ـ قد َجفَّ َت َح َن ِ‬
‫اجر ُنا‬ ‫يا ْ‬
‫الدونى‬
‫وحنا فإذا َرايتُنا ُ‬
‫صُر ُ‬ ‫لبت‬ ‫ِ‬
‫اَآلثام ا ْن َق ْ‬ ‫الت علينا َي ُد‬
‫َد ْ‬
‫ُ‬
‫ظ ٍلم ب ِ‬ ‫ِ‬
‫راكينا ؟‬ ‫فيه الطُّغاة على ُ َ‬ ‫س ُبنا‬‫زمان كان َي ْح َ‬
‫فأين منك ٌ‬
‫طيوب ُة في فم الدنيات تالحينا‬ ‫ض ْت‬ ‫ِ‬
‫بالمجد الذي َن َب َ‬ ‫وأي َن َع ْه ُد ِك‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ماض – موازينا !‬ ‫وللع ِ‬
‫دالة – في‬ ‫س َغ ٍب‬ ‫ُّ ِ ِ‬ ‫َك ََّأن َنا لم ْ‬
‫َ‬ ‫نكن َح ْقال لذي َ‬
‫وبات ُي ْخ ِج ُل "منصوراً" و"مأموناً"‬
‫َ‬ ‫بات ُي ْخ ِجلُني‬
‫أخ َت هارون يومي َ‬ ‫يا ْ‬
‫طوحينا !‬‫فوق َب ِني قَو ِمي َ‬
‫فَ َد ْر ِت َ‬ ‫لك َداِئ َرةً‬
‫فلي َت "جعفَر" لم ي ْجع ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫واأليام تَْرثيا ؟‬ ‫ِ‬
‫المفاخ ُر‬ ‫أم‬ ‫هارون َه ْل َنرثي ِ‬
‫مفاخ َرنا‬ ‫َ‬ ‫أخ َت‬
‫يا ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ويستبيح األسى أبهى مغانينا ؟‬
‫ُ‬ ‫تعصرنا‬
‫ُ‬ ‫ِـ‬
‫المأساة‬ ‫يد‬ ‫ٍ‬
‫عصر ُ‬ ‫َّ‬
‫أكل‬
‫سيوفَي َنا ‪ ..‬وعبثْنا في روابينا !‬ ‫أضال ِعنا‬
‫نحن الذين َغرسنا في ِ‬
‫َ ْ‬
‫المأجور حامينا !‬ ‫القاتل‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫سُ‬ ‫و َن ْح َ‬ ‫يار لها‬‫يرون جموعاً ال َخ َ‬ ‫س َ‬ ‫ُم َّ‬
‫َ‬
‫ونارنا لم تََن ْل إال أهالينا !‬ ‫ر ِماحنا لم تََن ْل إال ِ‬
‫أحبَّتَنا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حضناها َمسارينا !‬
‫عيو َننا َو َم ْ‬ ‫لمانا ركاِئ َبنا‬ ‫أس ْ‬
‫ارون ْ‬
‫أخ َت َه َ‬ ‫يا ْ‬
‫ف آتينا‬
‫قد ُنطي ُل وقوفاً َخ ْو َ‬
‫َو ْ‬ ‫والحزن َي ْز َح ُمنا‬
‫ُ‬ ‫خب َباً‬
‫نمشي بها َ‬
‫الصحو ُيغرينا !‬
‫قين َّ‬ ‫ِ‬
‫وبالرحيل َي ُ‬ ‫س ٌن‬‫بكم َو َ‬
‫ارون ُي ْغرينا ْ‬
‫أخ َت َه َ‬
‫يا ْ‬
‫سقينا ؟!‬
‫الوردي َي ْ‬
‫ِّ‬ ‫بالخ ْد ِر‬
‫وكان َ‬ ‫فما لوج ِه ِك لم تضحك به شف ٌة‬
‫حين اتَّخذنا سوى دين الهدى ِدينا!‬ ‫بأيدينا‬
‫شربناها ْ‬ ‫سمومنا قد ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ببعض َنا َن ْح َن أطعمنا أعادينا !‬ ‫سعى ِلتْفرقَ ٍة‬‫ط ما َن ْ‬
‫وأننا‪-‬فْر َ‬
‫بعض ِم ْن َخوافينا !‬ ‫طع َنة ِ‬
‫الخ ِّل ٌ‬ ‫َو َ ْ‬ ‫واد ِمنا‬
‫ض ِم ْن قَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الموت َب ْع ٌ‬ ‫صناعة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]354‬‬

‫طاد الشواهينا !‬
‫ص ُ‬ ‫رازير تَ ْ‬
‫الز َ‬ ‫أن َّ‬
‫َّ‬ ‫أفد ُحها‬
‫هارون والمأساةُ َ‬
‫َ‬ ‫أخ َت‬
‫يا ْ‬
‫سبناها بساتينا‬
‫مشانقًا فَ َح ْ‬ ‫ٍ‬
‫داجية‬ ‫وأننا قد َرأينا دون‬
‫المقادير ‪َ ..‬ن ْدعوها وتَ ْدعونا !‬ ‫إلي‬ ‫ارون ألقَينا ِ‬
‫هواد َجنا‬ ‫أخ َت َه َ‬ ‫يا ْ‬
‫َ‬
‫أجيال مراسينا !‬ ‫ٍ‬ ‫وأص َح َر ْت منذ‬
‫ْ‬ ‫مراكبنا‬
‫ُ‬ ‫قاع‬
‫فغاد َرتْنا إلي ٍ‬
‫َ‬
‫بمقلتي ‪ ،‬وال َغ ّنى ُم ِح ّبونا !‬
‫َّ‬ ‫حال ُع ْد َت" ال وطني‬ ‫"عيد ِ‬
‫بأية ٍ‬ ‫ٌ‬
‫الكون – كل الكون‪ -‬آمينا!‬ ‫ُ‬ ‫جلج َل‬
‫فَ َ‬ ‫"الب ْعث" في وطني‬
‫بوأد َ‬
‫ت يوماً َ‬
‫َد َع ْو ُ‬
‫بعضا ِم ْن معاصينا !‬
‫صار ً‬
‫أن الهوى َ‬
‫َّ‬ ‫ارون أقصى ما نكا ِب ُدهُ‬ ‫أخ َت َه َ‬ ‫يا ْ‬
‫مات الهوى فينا !‬
‫نعيش إذا َ‬
‫ُ‬ ‫فما‬ ‫س ًغا‬
‫قد َح َملنا َحبَّنا َن َ‬
‫س ُبنا ْ‬
‫َو َح ْ‬
‫ِ‬
‫خازينا !‬ ‫وعن مكار ِمنا َ‬
‫ناب ْت َم ِ‬ ‫أضحى التنائي بديالً عن تنادي ًنا‬
‫ت سكاكينا‬ ‫أض َح ُ‬
‫قد ْ‬
‫سكي َن ُة النفس ْ‬ ‫تََب ْغ َد َد القهر َيا ُوالَّدتي فإذا‬
‫َّت أمانينا !‬ ‫ِ‬
‫سواك ‪ ،‬وما شد ْ‬ ‫إلي‬ ‫َّت ركاِئ ُبنا‬
‫شد ْ‬‫قد ُ‬
‫أخ َت هارون ْ‬
‫يا ْ‬
‫وقد َغ َدو ْنا‪-‬من البلوى‪-‬مجانينا !‬ ‫ٍ‬
‫وعافية‬ ‫َننأى عن الدار ‪ ..‬عن دف‬
‫والدة "تستبي" في ِ‬
‫الحب "زيدونا"‬ ‫فيا "سماوةُ"ـ إن العشق صي ََّر َنا‬
‫ِ‬
‫الصبابة في المنفى مآقينا ؟‬ ‫يد‬
‫ُ‬ ‫أت‬
‫وقد فَقَ ْ‬
‫وما انتفاعي بمرآتي ْ‬
‫ِ‬
‫دق َي ْجفونا!‬
‫الص َ‬
‫الوفاء ‪ ،‬وليت ِّ‬ ‫على‬ ‫"والدتي" لَ ْيتَنا لم َنتَّخذ قَ َ‬
‫س ًما‬
‫ُيغري الرياح فنأتيكم محيينا ؟‬ ‫ٍ‬
‫صارية‬ ‫والدتي أشراعٌ دون‬
‫يوما ‪ ،‬وال منكم األعراس تَأتينا ؟‬
‫ً‬ ‫األعياد تَ ْط ِرقُنا‬
‫ُ‬ ‫" ِب ْنتُم َو ِبنا" فال‬
‫قد َدخلنا إلي أخرى مساكينا !‬
‫َو ْ‬ ‫ض ٍ‬
‫ض‬ ‫قد تركنا على َم َ‬ ‫مساكن ْ‬
‫ٌ‬
‫وأن َي ُم َّن على األضياف بارينا !‬ ‫ِ‬
‫بظالمنا‬ ‫أن ُي ْزري‬
‫الد ْه َر ْ‬
‫طف َ‬‫ستَ ْع ُ‬
‫ْ‬ ‫َن ْ‬
‫ِ‬
‫بستان شاطينا‬ ‫مع ِ‬
‫األحبَّة في‬ ‫يجمعنا‬ ‫"س َم َاوةُ"ـ ليت الكوخ‬
‫ُ‬ ‫ويا َ‬
‫لقاء عن تجافينا ؟‬
‫نوب ٌ‬
‫فه ْل َي ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫عذاب الشو ِ‬
‫ق مذبح ٌة‬ ‫ك ّل به من‬
‫س ٍر مناضينا ؟‬ ‫ِ‬
‫بأرضينا ‪ ،‬وعلى َق ْ‬
‫ْ‬ ‫قد َد َخلناها طواعي ًة‬
‫ائق ْ‬ ‫ِ‬
‫حر ٌ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــ نونية ابن زيدون بين التأثير والتأثر‬ ‫[‪]355‬‬

‫لسحر ليلك لو عدت ليالينا !‬ ‫ويا "سماوة"ـ قنديلي به َعطش‬


‫باكيا ِحينا !‬
‫أقوم ‪ ،‬وأجثْو ً‬
‫حي ًنا ُ‬ ‫ْض ُحها‬
‫أسرار سأف َ‬
‫ٌ‬ ‫بيني وبينك‬
‫بقربكم ‪ ،‬صار بعد النفي ُي ْب ِكي ًنا !‬ ‫إن الذي كان سلوا ًنا لذي تَ َع ٍب‬
‫َّ‬
‫وأضرم َّ‬
‫الذل حتى في قوافينا !‬ ‫واستبى أمال‬ ‫أذلَّني منك‬
‫ْ‬ ‫صمت ْ‬
‫ٌ‬
‫وكان َيطفَ ُح َر ْيحا ًنا ونسرينا !‬ ‫س ٌخ‬
‫على جبينك من آثامهم َو َ‬
‫شئت الهدى ِدينا‬
‫ودمري "ال ُك ْفر" إن ِ‬
‫َ‬ ‫هوى‬
‫ً‬ ‫ق‬
‫صد َ‬ ‫فزلزلي األرض إما ِش ِ‬
‫ئت ْ‬ ‫ّ‬
‫سال وتكفينا ؟‬ ‫ِ‬
‫فَ َه ْل َم َن ْحت الفتى ُغ ْ‬ ‫رب ُني‬
‫الموت َي ْق َ‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫هارون َّ‬
‫َ‬ ‫أخ َت‬
‫يا ْ‬
‫شكرت ‪ ،‬طحي ًنا كان ْأو ِطينا !‬
‫ُ‬ ‫لقد‬ ‫بأرغفَ ٍة‬
‫ابن َح ْقِلك ‪ ..‬مدِّي لي ِ‬
‫ُ‬ ‫أنا ُ‬
‫وي ْحيينا"‬
‫ذكرها حي ًنا ‪ُ ،‬‬
‫ُ"يميتُنا ُ‬ ‫َمرابعٌ َنتَسلَى في تَ ُّ‬
‫ذك ِرها‬
‫ذب يعيد لنا أحلى تصابينا‬
‫َع ٌ‬ ‫غد‬
‫كي يقوم ٌ‬ ‫َ ِ‬
‫هارون قُومي ْ‬ ‫أخ َت‬
‫يا ْ‬
‫"قصر ِ‬ ‫ال تُ ِ‬
‫الخالفة" ‪ ..‬أو كانوا ُمرابينا‬ ‫ُ‬ ‫فيمن ُج ُّل َ‬
‫مطمحهمـ‬ ‫الظن ْ‬
‫حسني َّ‬
‫صلِّينا‬ ‫هم‬ ‫ِِ‬
‫وناسكون‪-‬وما كانوا ُم َ‬
‫َ‬ ‫ولكن في مخادع ْ‬
‫ْ‬ ‫مناضلون ‪..‬‬
‫َ‬
‫صصا‬ ‫ِ‬ ‫حزبا ‪ًّ ..‬‬
‫ساطورا وماعو ًنا !‬
‫ً‬ ‫فجاء يحم ُل‬ ‫وكل يدعى ح ً‬ ‫سبعون ً‬
‫َ‬
‫ِج ْ‬
‫س ْبعينا !‬ ‫حزبا ‪ ..‬فما أقصى فجيعتَ ُه‬
‫سبعون ً‬
‫صار َ‬
‫س ُم العراق إذا ما َ‬

You might also like