Professional Documents
Culture Documents
24731 - بحث سوريا
24731 - بحث سوريا
مقدمـة
تكمن أهمية القوانين والتشريعات في تنظيم وتلبية احتياجات المجتمع واألفراد لعوامل المنفعة
العامة في إطار من التوازن بين احتياجات األفراد والمجتمع المادية والمعنوية لذلك تعتبر القوانين المنظمة
للعمران من اآلليات األساسية التي تؤدي إلى تحقيق عمارة متوافقة ومتالئمة مع احتياجات ومتطلبات
أفراد المجتمع لكونها تنظم أعمال المباني وحق الجوار والصحة العامة واألمن واآلمان والراحة ،...،لذلك
تعتبر هذه القوانين حجر الزاوية لتحقيق عمارة مستدامة لها هوية مميزة للمجتمع .وفي مصر تتولى
مجالس المدن أو اإلدارات الهندسية بمجالس المدن تطبيق تلك التشريعات لتحقيق األهداف المرجوة منها.
ومن أهم التشريعات العمرانية تشريعات المباني وأهمها القانون 106لسنة 1976م والذي صدر في
شان توجيه وتنظيم أعمال البناء والئحته التنفيذية الصادرة بقرار وزير اإلسكان والتعمير رقم 237لسنة
1977م والتعديالت المتوالية لها حتى صدور القانون 101لسنة 1996م والئحته التنفيذية الصادرة
بقرار وزير اإلسكان والمرافق رقم 268لسنة 1996م والقرارات المتعلقة به [.]2[ ،]1
أهداف البحث.
يهدف هذا البحث إلى دراسة القانون رقم 106لسنة 1976م وتعديالته ،وانعكاس هذا القانون
على بيئة العمارة المصرية وبالتحديد على العمارة السكنية من خالل استقراء الواقع المعماري في المدينة
-أستاذ التصميم المعماري المساعد – قسم العمارة -كلية الهندسة -جامعة أسيوط -مصر
1
2
المصرية والتعرف على هل أدى هذا القانون إلى إيجاد عمارة لها صفة االستدامة حققت احتياجات
ومتطلبات المجتمع أم ال.
منهج البحث.
اعتمد منهج البحث لتحقيق األهداف السابقة إلى صياغة عدد من المحاور الرئيسية المحددة لهذا
البحث والتي يمكن من خالل دراستها تحقيق أهداف البحث السابقة ،وهذه المحاور هي-:
المحـور األول :عرض للقانون 106لسنة 1976م وتعديالته في شأن توجيه وتنظيم أعمال البناء والتي
شملت دراسة االشتراطات البنائية العامة ،ثم دراسة نواحي القصور في القانون.
المحور الثاني :دراسة انعكاس نواحي القصور في القانون 106على بيئة العمارة المصرية المعاصرة.
المحور الثالث :استقراء الواقع المعماري النعكاس القانون على العمارة المعاصرة ،دراسة حالة مدينة
أسوان كمثال.
2
3
* -السلم الثانوي :ال يقل عرضه عن 80سم ،وباقي االشتراطات هي نفس شروط السلم الرئيسي.
د -مواقف السيارات :الزم القانون المالك بتوفير أماكن النتظار السيارات بحيث ال يقل العدد عن موقف
لكل وحدة سكنية ،وعدد 2موقف لكل وحدة إدارية.
هـ -أقصى ارتفاع مسموح به للمباني :حدد القانون أن عرض الشارع اليقل عن 6م ،ويشترط أال يزيد
االرتفاع الكلي للبناء عن مرة ونصف عرض الشارع بحيث ال يزيد االرتفاع عن 36متر.
و -البروزات المصرح بها في واجهات المباني وهي كما يلي:
* -ال يتعدى أقصى بروز للبلكونات المكشوفة ، %10واألبراج %5من عرض الشارع بحد
أقصى 1.25م
* -يترك مسافة 1.5م من حدود الجار بدون أي بروزات ( بلكونات ،أبراج).
* -يشترط أال يتجاوز طول األبراج عن نصف طول الواجهة.
* -يمكن البروز بكرانيش بمقدار 25سم زيادة عن البروز السابق اإلشارة عليه بكامل الواجهة
وفي حالة تعدد الفتحات تحسب الفتحة الالزمة على أساس مجموع الفتحات وبشرط أال يقل
مساحة الواحدة عن 0.5م ( 2للسكن والمكاتب والسلم) ،وال تقل عن 1/4م 2لمرافق البناء األخرى
3
4
مربع 3/1االرتفاع 0.25ع أو 3م أيهما اكبر داخلي
2.5متر خارجي حمام ،مطبخ ،مرحاض،
ان ع اقل من أو 7.5م 2إذا ك - 2.5 داخلي سلم
تساوي 10م
ان ع اقل من أو 10.0-م 2ادا ك
تساوي 20م
12.5م 2ادا ك ان ع اقل من أو -
تساوي 30م
-كل 10م زيادة في االرتفاع تزيد
مساحة الفناء 2.50م2
وع هو ارتفاع البناء أو ارتفاع واجهة البناء المحتوي على الفراغ المطلوب أنارته وتهويته ويقاس
من جلسة أول فتحة مطلوب أنارتها أو تهويتها.
* -هذا وقد أتاح القانون إمكانية تهوية وإ ضاءة فراغ ال يتيسر عمل فتحة له مطلة على الفناء أو على
الشارع بعمل منور جيب بحيث ال يقل عرضه عن نصف عمقه كما أجاز القانون إمكانية عمل شرفة
بحيث يكون عمقها هو نصف عرض هذا المنور.
* -األفنية المشتركة :نص القانون على إمكانية عمل أفنية مشتركة لها نفس شروط األفنية السابقة –
جدول رقم( – )1على أن تفصل بحاجز ال يمنع الضوء وال يزيد ارتفاعه عن 3م ومقام على حائط ال
يتعدى ارتفاعه عن 1.8متر.]3[.
4
5
* -حظر قانون التخطيط العمراني منح التراخيص إال بعد موافقة الجهة المختصة بشئون
التخطيط بينما القانون 106نص على أنه يجوز الموفقة على إصدار تراخيص البناء دون
الرجوع على أي جهة أخرى( مادة رقم 54قانون التخطيط العمراني ،والمادة رقم 7
القانون .]6[)106
* -بالنسبة لعروض الشوارع :نص قانون التخطيط العمراني على أن الحد األدنى لعروض
الشوارع ال يقل عن 10متر بينما القانون 106نص على أن الحد األدنى لعرض الشارع
ال يقل عن 6متر[.]6
* -بالنسبة القصى ارتفاع مسموح به :القانون 106حدد أال يزيد ارتفاع المبنى عن مرة
ونصف عرض الشارع بحد أقصى 36متر ،بينما قانون التخطيط العمراني حدد االرتفاع
مرة وربع عرض الشارع بحد أقصى 30متر[.]6
* -استثناءات ارتفاعات المباني :نص القانون ( 106مادة )13أنه يجوز "في حالة الضرورة
تحقيقا لغرض قومي أو مصلحة اقتصادية أو مراعاة لظروف العمران تقييد أو إعفاء مدينة
أو منطقة أو جزء منها أو مبنى بذاته من الحد األقصى لالرتفاع"[ .]3وهذا يؤدي إلى
مخالفة المباني لالشتراطات البنائية المقامة بها وزيادة ارتفاعها عن المباني المحيطة وهذا
يعني فتح باب االستثناءات لزيادة ارتفاعات بعض المباني عن المنصوص عليها في
القانون وبالتالي إلحاق الضرر بالمباني المجاورة .وفي هذا الصدد تشير دراسة إلى أن
هذا االستثناء في االرتفاعات سبب أضرار للمباني المحيطة الن الحيز المفتوح أعلى
المبنى هو حق اتفاق بمرور الهواء وأشعة الشمس إلى كل المباني المحيطة بهذا المبنى
ألنه في زيادة االرتفاع يكون المبنى ذاته هو الغير مضار بإشعال الفراغ أعاله حيث ال
يحجب عنه هواء أو أشعة الشمس ولكن الضرر كل الضرر على المباني المحيطة بحجب
الهواء وأشعة الشمس عنها[.]7
-1-3-4قصور تطبيق القانون من النواحي اإلدارية :ويتمثل هذا القصور في تطبيق شروط تنفيذ
أعمال المباني المرخص لها ،والبطء الشديد في تنفيذ إجراءات مخالفات األعمال ،وصعوبة
الحصول على رخصة البناء نظرا لعدم دراية مهندسين التنظيم بالقانون وتفسير بعض بنوده حسب
أهوائهم . إضافتا إلى صعوبة الحصول على ترخيص مباني مع زيادة تكاليف استخراجها.
وفي هذا نسوق موقف حيث أصر مهندس التنظيم على أن جلسة الشباك البد أن يكون ارتفاعها 1م بينما القانون ال يوجد به أي مادة تشير إلى ذلك
وأشار إلى أن ارتفاع المبنى يحسب من أول جلسة للشباك المطلوب إنارته من المنور فقط.
5
6
األدنى لمساحات الفتحات الالزمة ،ومساحات الفراغات وبروزات المباني وارتفاعها .كذلك لم
يتعرض القانون إلى تحديد مسطحات المناور أو حتى معالجة الفتحات المطلة عليها بصورة تضمن
تحقيق الخصوصية البصرية والسمعية شكل رقم (.)1
أشعة الشمس للفراغات الداخلية ولكن هذه الفراغات عميقة مظلمة رطبة محرومة من أشعة الشمس وغالبا
ما تكون جيوب للهواء الساكن الرطب المحمل بالغبار وعادم السيارات ،كما تؤدي تلك الفراغات إلى
انتقال األصوات نتيجة النعكاس الموجات الصوتية بين اسطح المباني المحددة لها سواء كانت أصوات
حركة السيارات ،أو انتقال وسريان أصوات السكان في المناور وهذا يعني تحول تلك الفراغات –
طرف ،مناور -إلى مصدر لبث التلوث الهوائي والسمعي لسكان الكتل الخرسانية بدال من توفير الهواء
المتجدد وأشعة الشمس [.]7
ونتيجة لتطبيق بند االرتفاع بالنسبة لعرض الشارع وأيضا البروزات أدى ذلك إلى أن الكثير من
األدوار األرضية في العديد من المباني وخاصة السكنية ال تدخلها أشعة الشمس طوال الشتاء ،وقد أشارت
الدراسات إلى أن ألشعة الشمس أهمية عظمى في حياتنا حيث يمكن اعتبار أن المسكن المحروم من
وصول أشعة الشمس غير صالح للمعيشة اآلدمية ألن هناك مجموعة كبيرة من األمراض ترتبط بالمسكن
المحروم من أشعة الشمس ،كما تكون لتك المساكن رائحة منفرة ناتجة عن الرطوبة الكامنة وانتشار
الفطريات والبكتريا ،إضافة إلى كآبة الفراغ السكني المحروم من أشعة الشمس[ . ]7وفي زيارة ميدانية
لمشروع إسكان متميز في مدينة أسيوط وجد أن األدوار من األول وحتى السابع ال تدخلها الشمس طوال
الشتاء . وفي دراسة قام بها عبد المنطلب محمد على وجد أن معيار وصول أشعة الشمس إلى األدوار
األرضية شتاء في مدينة أسيوط هو أال يتجاوز ارتفاع المبنى المقابل عن مرة واحدة عرض الشارع [
.]11
وقد أشارت دراسة ميدانية أجريت لقياس مستويات اإلضاءة الطبيعية لعدد من المشاريع السكنية
المنشأة حديثا -والتي تخضع لقوانين البناء -أن هناك فراغات عديدة خارجية ( مطلة على الشارع) كانت
ذات مستوى إضاءة منخفض وغير كافي لممارسة األنشطة المختلفة المطلوبة ،وأن هناك فراغات داخلية
معتمة في أوقات كثيرة من السنة [.]6
- قام الباحث بعمل زيارات ميدانية لموقع إسكان متميز bبمدينة أسيوط خالل أيام الشتاء للتعرف على إمكانية وصول أشعة الشمس إلى فراغات
المسكن وأيضا تم سؤال بعض السكان الذين يسكنون بعض الوحدات فاجمعوا على أن الشمس ال تدخل إلى المسكن وبالتالي فهو شديد الرطوبة
طوال الشتاء
7
8
ومن خالل دراسة العمارة الرسمية التي تخضع لقانون المباني وجد أن أصحابها تعدوا على
قوانين المباني الخاصة باالرتفاعات والمناور والبروزات آلن هدف هؤالء المالك هو تحقيق اكبر عائد
الستثماراتهم بصرف النظر عن تحقيق هذه العمارة لمتطلبات المستخدم واحتياجاته فكانت النتيجة عمارة
غربية فاقدة الهوية ارتبطت بنسيج عمراني مفكك مفتوح على الخارج – نتيجة لتطبيق فانون المباني -ال
يعبر عن العالقات اإلنسانية المتأصلة فظهرت العزلة االجتماعية وضعفت الروابط بين السكان وفقدت
الخصوصية داخل المباني وتكررت بطابع ممل ولم ترتبط بالبيئة المحيطة بها ،إضافة إلى ذلك فإن
تطبيق قوانين المباني ال يساعد على إيجاد عمارة تتالءم مع المتطلبات اإلنسانية لمجتمعنا بل أوجدت
عمارة متشابهة غربية المالمح ألنها ارتبطت بالمفاهيم الغربية التي نجحت في وضع سياسة عامة للعمارة
المصرية وتغيير الفكر المعماري بصورة نهائية جعلت من الصعب تغير الوضع األمر الذي أدى حتميا
إلى وجود عمارة فاقدة الهوية ال تعبر عن قيم وعادات السكان المرتبطة بالتعاليم والقيم المستمدة من
الشريعة اإلسالمية[ ]12شكل رقم (.)3
ومن خالل دراسة المسطحات الدنيا التي حددها القانون نجد أن مساحة الغرفة 10م 2والضلع ال
يقل عن 2.7م والحمام 1.5م ،2والمطبخ 3م ،2ومع الرغبة في الكسب المادي السريع قام المالك بعمل
تصاميم مبانيهم بتوفير الحد األدنى للمساحات المطلوبة والتي يسمح بها القانون فكانت النتيجة وجود
عمارة ال تناسب متطلبات السكان واحتياجاتهم المعيشية.
-2-4فقدان الخصوصية.
8
9
أدى تطبيق قوانين المباني إلى توجيه المباني على الخارج فانعدمت بذلك الخصوصية الخارجية ،
كما أن مباني العمارات السكنية المرتفعة التي تسمح بها القوانين( 36متر) تطل على الخارج فقضت على
الخصوصية الخارجية للوحدات السكنية حيث أصبحت مكشوفة من المباني المجاورة خاصة وأن هذه
المباني تكون قريبة من بعضها والفتحات متقابلة األمر الذي جعل السكان يستخدمون وسائل مختلفة
لتحقيق الخصوصية .شكل رقم ( . )4إضافة إلى ذلك أدت قوانين البناء إلى اآلتي-:
* -استخدام الفتحات الكبيرة مع االنفتاح على الخارج يساعد على القضاء على الخصوصية.
* -فقدان الخصوصية الداخلية للمسكن.
* -فقدان الخصوصية السمعية بانفتاح المباني على الخارج
ومن خالل دراسة حالة المباني وانعكاس قانون المباني عليها في مدينة أسيوط وجد أن ارتفاعات
المباني وصل إلى 36متر بينما المسافة المتروكة بينها تتراوح من 8-6متر فادى ذلك إلى القضاء على
الخصوصية بكافة أنواعها ( بصرية ،سمعية ،شميه) .كما وجد أن أبعاد المناور 2.5متر ال تحقق
الخصوصية ،إضافة إلى تقابل الفتحات مما يؤدي إلى انعدام الخصوصية [ ، ]13كما أن المناور
المشتركة التي نص عليها القانون ال يتحقق من تطبيقها أي خصوصية تماما.
-2-5الجوانب االجتماعية.
أدى قانون المباني إلى انفتاح المباني على الخارج واصبح النمط المسيطر على بيئة العمارة في
المدينة المصرية المعاصرة ،وهذا النمط ال يساعد على الترابط االجتماعي بين السكان بل ساعد على
تفكك العالقات االجتماعية وبذلك فقدت الصالت االجتماعية القائمة على مبدأ التكافل االجتماعي ،كما لم
توفر المباني الحد األدنى من العالقات االجتماعية بين األفراد وبالتالي ظهرت مظاهر العزلة االجتماعية
مما أدى إلى ضياع المفهوم اإلنساني في أن يكون اإلنسان جزء من منظومة اجتماعية متكاملة في إطار
الحي أو المدينة ومرتبط بعالقة إنسانية في إطار قيم ومبادئ تحكم المجتمع.
كما أدى تصميم المساكن نتيجة لتطبيق هذا القانون إلى عزلها اجتماعيا بعضها البعض ،كما
أصبحت الفراغات الخارجية – الشوارع -مهيأة لحركة السيارات مما أدى إلى العزل االجتماعي في
األحياء الحديثة وضعف االتصال بين السكان الذي ساعد على إحداث الفرقة بين السكان وساعد على نمو
الجريمة في شوارع المدينة .وقد أشارت الدراسات واألبحاث إلى أن الحرمان من االختالط بالناس له
عالقة مباشرة باالختالل العقلي ،كما ثبت أيضا أن المعدالت المرتفعة من أمراض انفصام الشخصية
توجد بين مجموعات الناس التي تعيش منعزلة أو الذين يعيشون منفصلون عن المجاورة التي يسكنون
فيها ،كما يؤدي تأقلم الناس على الحياة المنعزلة داخل مساكنهم إلى صعوبة كبيرة في العيش وممارسة
الحياة خارجها[.]14
9
10
إضافة إلى ذلك ومن خالل دراسة الصور المعبرة عن حال العمارة المعاصرة بالمدينة يتضح لنا
القصور الشديد من الجهات المختصة في تطبيق القانون والذي أدى بالتالي على وجود عمارة فاقدة الهوية
ليس لها طابع محدد والتحقق متطلبات واحتياجات السكان االجتماعية وأهمها الخصوصية – ارتفاع
10
11
المباني 15متر بينما عرض الشارع 5متر – كما أن هذه العمارة غير متوافقة مع العوامل المناخية ،كما
يظهر بوضوح فوضى التشكيالت المعمارية واأللوان والكرنفال الغريب الذي يالحظ في تشكيل واجهات
المباني واالعتداء عليها وتشويهها بشتى الطرق األمر الذي أدى إلى فقدان الطابع العام لعمارة المدينة.
الخالصة
نخلص مما سبق إلى أن القانون 106وتعديالته يمثل حالة جيدة لتنظيم بيئة العمارة المصرية
المعاصرة ألنه حدد اشتراطات بنائية عامة كمساحات الفراغات الوظيفية وارتفاعاتها وشروط الساللم
وتوفير مواقف للسيارات ،وتحديد أقصى ارتفاع للمباني والبروزات المسموح بها في واجهات المباني ،
كما حدد اشتراطات اإلضاءة والتهوية ومساحات األفنية الالزمة لتحقيق هذا الغرض .إال أنه ومن خالل
دراسة القانون وجد أن هناك الكثير من القصور به تمثل في كثرة تعديالته التي بلغت إحدى عشر مرة في
حوالي 25عاما ،كما أنه تضارب مع قانون التخطيط العمراني حيث لوحظ العديد من التداخالت في
بعض بنودهما األمر الذي أدى بالتالي على حدوث سلبيات وتجاوزات كبيرة داخل البيئة العمرانية أدت
بدورها إلى فقدان السيطرة على العمران ،ثم قصور الجهات المختصة بتنفيذ القانون من النواحي اإلدارية
،وقصور القانون من النواحي الوظيفية حيث لم يتعرض إلى تحقيق احتياجات السكان ومتطلباتهم ومنها
الخصوصية الخارجية والداخلية ،ثم القصور في تحقيق متطلبات األمن والسالمة لحماية المبنى وشاغليه
من الحريق.
أيضا خلص البحث إلى أن هذا القانون انعكس على بيئة العمارة المصرية المعاصرة وأدى إلى
وجود عمارة غير مالئمة وغير متوافقة مع العوامل االجتماعية ،كما أدى إلى فقدان الهوية والطابع المميز
لها ،وعدم مالءمتها من النواحي الوظيفية ،وفقدان الخصوصية ،أيضا عدم مالءمتها مع الجوانب
االجتماعية والذي ظهر بوضوح في تفكك العالقات االجتماعية وفقدان الصالت بين األفراد القائمة على
مبدأ التكافل االجتماعي ،وزيادة مظاهر العزلة االجتماعية وضعف االتصال بين السكان األمر الذي أدى
إلى إحداث فرقة بينهم وساعد على نمو الجريمة بالمدينة ،كما أدى هذا القانون إلى فقدان النواحي الجمالية
الذي تمثل في تكرار الواجهات بالشوارع مما جعلها اكثر ممال ورتابة.
وقد خلص البحث من خالل استقراء حالة بيئة العمارة المعاصرة في مدينة أسوان والتي تعرض
لها البحث إلى أن هناك قصور شديد من الجهات المختصة في تطبيق القانون وتنفيذه وقد وضح ذلك من
خالل زيادة ارتفاعات المباني مقارنة بعرض الشوارع – مثال المبنى ارتفاعه 15متر بينما عرض
الشارع 5أو 4متر . -وعلى الرغم من إجازة القانون للجهات اإلدارية بوضع شروط من شأنها التأكيد
على النواحي الجمالية وخصوصية كل منطقة – مثل مدينة أسوان -إال أنه لم يتم تحديد أي ضوابط بهذا
الشأن ،ومن خالل دراسة مالمح العمارة بالمدينة يتضح عدم وجود أي نظام يستهدف تحقيق طابع مميز
للعمارة المعاصرة مما يعني أن السمة الغالبة والتي أمكن استقراءها هي التضارب والفوضى في األشكال
11
12
وأنماط المباني وارتفاعها وألوانها وتفاصيلها .أي أنه يمكن القول أن هذا القانون إجماال لم يساعد على
إيجاد عمارة مستدامة تحقق احتياجات ومتطلبات المجتمع وبالتالي تحقيق استمرارية لهوية المجتمع النابعة
من تمسكه بعقيدته الدينية.
المراجـع
-1محمود حسن نوفل .القوانين العمرانية في جمهورية مصر العربية .أسيوط 2003م
-2عصام الدين محمد على .دور التشريعات في عملية التنمية الحضرية المستدامة في مصر .مؤتمرا
التوازن البيئي والتنمية الحضرية المستدامة ،الهيئة العامة لتخطيط العمراني ،القاهرة24-21 ،
فبراير 2000م.
-3ـ ـ ـ ـ .القانون 106لسنة 1976م في شأن توجيه وتنظيم أعمال البناء المعدل بالقانون 101لسنة
1996م والئحته التنفيذية الصادرة بالقانون 101لسنة 1996م والئحته التنفيذية الصادرة بقرار
وزير اإلسكان رقم 268لسنة 1996م والقرارات المتعلقة بهما .وزارة الصناعة والتكنولوجيا ،الهيئة
العامة لشئون المطابع األميرية ،الطبعة التاسعة 2003،م.
-4حسام الدين حسن .دور التشريعات العمرانية في توفير الحماية البيئية للمناطق التاريخية بمصر.
المؤتمر المعماري الدولي الخامس ،العمران والبيئة 22 – 20،أبريل 2003م ،قسم العمارة ،كلية
الهندسة ،جامعة أسيوط.
-5ايمن محمد مصلحي .التشريعات العمرانية ودورها في تحقيق االتزان البيئي للتجمعات .المؤتمر
المعماري الدولي الخامس ،العمران والبيئة 22 – 20،أبريل 2003م ،قسم العمارة ،كلية
الهندسة ،جامعة أسيوط
-6عصام الدين محمد على .قوانين البناء ومدى انعكاسها على خصائص البيئة السكنية في مصر.
مؤتمر البيئة الدولي التاسع ،حماية البيئة ضرورة من ضروريات الحياة 6-4،مايو 1999م،
اإلسكندرية.
-7احمد مسعد عبد المعطي ،نجالء يحي مصطفي.تقييم بعض التشريعات العمرانية الحالية لبيئة إنسانية
صحية .المؤتمر المعماري الدولي الخامس ،العمران والبيئة 22 – 20،أبريل 2003م ،قسم
العمارة ،كلية الهندسة ،جامعة أسيوط
-8احمد هالل محمد .متطلبات تصميم وسائل الهروب في المباني التعليمية دراسة مبنى قسم العمارة
بهندسة أسيوط كمثال .مجلة العلوم الهندسية ، JES ،المجلد ،32العدد 3جزء ب ،يوليو ،2004
كلية الهندسة ،جامعة أسيوط.
-9احمد هالل محمد .متطلبات التصميم في المباني لتحقيق األمن والسالمة لوقاية شاغلي المبنى من
الحريق .ندوة البيئة المعمارية الداخلية ...رؤى مستقبلية 8-7 ،صفر 1422،هـ ،الجمعية
السعودية لعلوم العمران ،السعودية.
12
13
-10محمد راغب رضوان .تحليل التشريعات في ضوء المحددات المناخية للمحافظة على البيئة.
المؤتمر المعماري الدولي الخامس ،العمران والبيئة 22 – 20،أبريل 2003م ،قسم العمارة ،كلية
الهندسة ،جامعة أسيوط.
-11عبد المنطلب محمد على .تأثير المناخ على تصميم الفتحات الخارجية للمباني بصعيد مصر.
رسالة ماجستير ،قسم العمارة ،كلية الهندسة ،جامعة أسيوط1989،م.
-12احمد هالل محمد .أزمة هوية العمارة المعاصرة في المدينة المصرية مع التركيز على هوية
العمارة المعاصرة في مدينة أسيوط كمثال.مجلة العلوم الهندسية ، JESالمجلد ، 232العدد ، 2
أبريل 2004م ،كلية الهندسة ،جامعة أسيوط.
-13احمد هالل محمد .مفهوم الخصوصية في عمارة المدن المصرية المعاصرة حالة دراسية :مدينة
اسوط كمثال .مجلة جمعية المهندسين المصرية.
-14احمد هالل محمد .نمط البناء األفقي الموجه إلى الداخل النموذج األمثل لعمارة الصحراء .ندوة
التنمية العمرانية في المناطق الصحراوية ومشاكل البناء بها 29-28 ،شعبان 1423هـ ،الموافق
4-2نوفمبر 2002م.
-15دراسة ميدانية قام بها طالب الفرقة الرابعة عمارة بهندسة أسوان عن مخالفات المباني لتشريعات
البناء في مادة قوانين وتشريعات المباني بإشراف الباحث والمهندسة سمر احمد في العام الدراسي
2003/2004م.
-16 -16صور تم تصويرها بعرفة الباحث وزميله د .ربيع في جولة ميدانية بمدينة أسيوط 2004م
13
14
شكل رقم ( )2كتلة ضخمة من المباني المتصلة لم يراعى فيها أي متطلبات حريق []16
14
15
شكل رقم ( )4األبراج السكنية نتيجة لتطبيق قانون المباني ويالحظ القضاء على الخصوصية []16
15
16
16