Professional Documents
Culture Documents
:محاور املادة
2: -إلاستدالل املنطقي كنمط من أنماط التفكير ( كيف يستطيع إلانسان أن يستدل على ألاشياء و كيف يستطيع
: 1:املقاربات النظرية التي تناولت مسألة حل املشكالت ( النظرية السلوكية ،املعرفية ،الجشطالتية )
مجموع النظريات التي حاولت أن تفسر كيف استطاع إلانسان أن يجد حل ملشكلة ما.
*املراجع:
- Raisonnement, résolution de problèmes et prise de décisions.
- Testes et théories de l'intelligence.
تقديم أولي:
إذا ذكرت لكم أسماء شخصيات مشهورة في عدة ميادين ( Léonard de Vinciفي الفن ،و العداء Usain Boltفي
الرياضة ،و Albert Einsteinفي العلوم، )...فما يمكن أن نقول عن هذه النماذج الفردية هو أنه يجمعها قاسم
مشترك وهو أنها تميزت بذكاء خارق في مجال معين ،إذن ما يمكن استخالصه من خالل هذه ألاسماء هو أن
التجليات الواقعية ملفهوم الذكاء تأخذ أوجها ،و هذه ألاوجه هي أوال نماذج فردية ،حيث ال يمكن أن نقول أن مجتمع
ما كان كل أفراده نوابغ و علماء ،أو أن نقول انه مكون من افراد كلهم أذكياء ،بل حتى في مجال إلاحصاء عندما
نطبقه على الذكاء نجد نسبة قليلة من ألاشخاص الذين لديهم ذكاء ضعيف و نسبة قليلة أيضا لهم ذكاء خارق ،أو
فوق العادة و النسبة ألاعظم تكون لألشخاص الذين لديهم ذكاء متوسط ) ، (courbe de gosseإذن فهناك أشخاص
بعينهم ّ
جسدوا نموذجا من النبوغ في مجال محدد .على اعتبار أن هناك حالت بسيطة مثل ) (Léonard de Vinci
الذي كان بإمكانه أن يبدع في مجاالت كثيرة كالعلم و الشعر و كذا الرسم .....ومثل هؤالء ألاشخاص هم نماذج
ضعيفة ونادرة ،لكن باقي ألامثلة فهي تجسد نموذجا من النبوغ في ميدان محدد .و هنا جزء من فهمنا الخاطئ لهذا
النبوغ في جانبه السيكولوجي .فعندما نقول الذكاء ،ال يعني ألمر أن نبحت في النوابغ أو في النبوغ ،فالذكاء في الواقع
ليس حكرا على إنجازات استثنائية في الحياة البشرية ،و ليس الذكاء حكرا على أشخاص بعينهم بل إن الذكاء يتجلى
في أبسط أفعالنا اليومية ،صحيح ان الذكاء يتجلى في إلانجازات العليا لكن ألامر ال يمنع
كذلك من أن نقارب الذكاء حتى في أبسط تجلياته ،إذن فعند الحديث عن الذكاء في الجانب السيكولوجي ،فإننا ال
نتحدث فقط عن ألاشخاص الاستثنائيين او في مجاالت استثنائية فقط ،بل إن ألامر مرتبط بكل واحد منا في
أنشطته اليومية ،و بالتالي يمكن أن نقول أن الذكاء هو تلك امللكة التي بواسطتها نستدعي مواردنا الذهنية للتكيف و
التعامل ،و مواجهة وضعيات في حياتنا اليومية ،التي تذهب في أبسط تجلياتها ،اختياري للمالبس التي سوف تالئم
في التعامل مع الامتحانات و مواجهة املشاكل اليومية ،أو تطوير نموذج حاسوبي أو نظرية،أو إنجاز بحث....
إذن يمكن الحديث عن الذكاء من أبسط تجليات الحياة اليومية إلى أعلى تجليات الحياة اليومية فما هو الذكاء؟
غالبا ما نجد الناس يتداولون مفهوم الذكاء في حياتهم اليومية فهو َموضوع يستهوي الجميع ،و كلما تدرجنا في
ألاوساط العلمية إال و وجدناه حاضرا .لكن بعض املفاهيم عندما تصبح مدعاة للتناول العامي هو ش يء جيد لتطوير
عندما نقول ذكاء .فغالبا ما نربط الذكاء بما نقيسه به و هذا سيتضح من خالل الحصص الثالثة ألاولى من
هاذه املادة ،و التي سنتكلم فيها عن اختبارات الذكاء و عن IQ:Le quotient intellectuelهذا املعدل الذي
نستخلصه انطالقا من مواجهة شخص لبعض ألانشطة ،و بعض املهام ،لكن السؤال املطروح هو إلى أي حد هذا
املعدل كفيل ان نحكم من خالله عل ذكاء ألاشخاص؟ .كما ال يجب أن نعتبر أن الذكاء هو ذلك الرقم الذي
نستخلصه انطالقا من اختبارات الذكاء ،و أيضا ال يجب أن نخلط بين الذكاء و التحصيل الدراس ي كالقول بأن املواد
العلمية تتطلب ذكاء أكبر من املواد ألادبية ،أو أن ذكاء دارس الرياضيات أعلى من دارس الفقه ،فبقدر ما يتطلب
الرياضيات يتطلب كذلك الفقه ،إذن فالذكاء هو ملكة ال يمكن اعتبارها حكرا على ش يء معين .
هذا املوضوع املثير للجدل يستهوي الدارس للدخول إلى علم النفس من أجل فهم الحاالت
إلانسانية و إيجاد حل ملشاكلها .و نجد أن املجتمع أيضا يطلب بأن يكون املواطن ذا مستوى من التفكير و مستوى
من الاستدالل و مستوى من الحجة و اتخاذ القرار و حل املشكالت ،و هي كلها تتأطر ضمن دائرة الذكاء.
إذن يمكن القول أن الذكاء أثار العديد من النقاشات التي جزء منها ينطلق من الحاجة الاجتماعية و انجذاب
الناس إليه ،و حتى على املجال التطبيقي العملي من خالل أدوات قياس الذكاء ،وهذه الاختبارات مهمة و تتطور
باستمرار ،و يتم تعديلها باستمرار و هي باهظة الثمن فهنالك اختبار, ( Waisأو ، Wiscأو Wppsiأو..Binet et Simon
) و هذه الاختبارات من الصعب إيجاد نسخ لها على إلانترنت عكس بعض الاختبارات التي أصبحت رائجة في كل
إذن ،يتضح لان ،علميا ،من خالل هذه الدراسة ،أنه لدينا عددا من ألامور التي يمكن من خاللها أن نتحدث عن
الذكاء ،و هي :أوال ،التفكير و الاستدالل املنطقي املجرد ،و ثانيا القدرة على حل املشكالت أي القدرة على التفاع ـ ـ ـ ـ ـ ـل
و التعامل مع الوضعيات الجديدة و الصعبة و إيجاد حلول لها ،مع العلم أن حل املشكالت هو موضوع مهم في
( كانت لدى علماء ألاعصاب إشكالية واضحة ،و هي أنهم يحاولون إلاجابة عن إشكالية عالقة الذهن بالدماغ أي
النفس بالبدن فذهبوا مذهبا واضحا و علميا و أفتوا في هذا ألامر و قالوا :ليس الذهن إال ما يقوم به الدماغ
(الاختزالية).
و أن الفكر مجزء و ام يعد ملكة مجردة ،و عامة كما جاء له الفالسفة ،فقام أصحاب التيار املوضعي بتجزيء
هذا الفكر إلى ملكات و موضعتها في مناطق معينة من الدماغ .و هنا سيأتي السؤال الثاني و هو كيف يشتغل الذهن؟
سيظهر البعد الوظيفي سيكولوجي أي هناك جانب نفس ي و هو ما يقوم به الدماغ أى وظيفة الدماغ.
هنا سيظهر العالم Fodorالذي تحدث عن القالبية التي تقول بأن أنشطة الدماغ موزعة على قوالب مستقلة .فكل
منطقة مسؤولة عن وظيفة معينة و بهذا ظهر البعد الوظيفي الشتغال الذهن كجواب على إشكالية النفس و البدن.
يشتغل بشكل مستقل عن باقي القوالب شريطة أن تكون هذه القوالب آلية و غير واعية ،حيث استنتج أن القوالب
الوعية ،في حين أنه عندما يتعلق ألامر بالوعي فاألمر حينها يشد عن القالبية ،إذن فالوعي ال يخضع للقالبية ألنه
فقال Fodorأن التيار الهوليستي موجود فقط في الوظائف العليا و ليس في الوظائف ألاساسية التي كل وظيفة لها
قالبها و موضعها الخاص ،فعندما نقول موضع فنحن نتحدث عن الدماغ ،أما إذا قلنا قالب فنحن حينها نكون
سوف ُيحرج Fodorعلماء ألاعصاب حيث سيقول أن الوعي يتطلب تكاثف كل القوالب ،فأنا عندما أكون واعيا بما
أفعله فهذا يدل على اشتغال كل القوالب أي أني أعي ما أقول .
إذا فالوظائف العليا ال يمكن أن تخضع للقالبية ،و هنا سيترك Fodorالوعى من اختصاص السيكولوجيا حيت أن
يشتغل الوعي عندما أكون فقط إزاء وضعية جديدة فوضعوا الناس أمام و ضعيات جديدة لم يألفوها و صوروا
دماغهم فوجدوا أن الفص الجبهي هو الذي يشتغل و موضعوا الوعي في الفص الجبهي.
و ماذا أفعل ألتعامل مع وضعية جديدة؟ فوجدوا ان الحل في توظيف الوظائف التنفيذية ،فمفهوم الوظائف
إذن من خالل هذا ألامر ،يتضح أن غاية الذكاء هي كما حددها wechslerسنة (1944صاحب إختبار الذكاء
الشهير) :الذكاء هو قدرة معقدة و عامة للفرد ليتصرف حسب هدف معين و يفكر بعقالنية و أن تكون لديه
عالقات فعالة مع الوسط.
مالحظة :هناك من يقول ان الذكاء هو حل املشكالت ،و هناك من يقول انه الذاكرة و.....