Professional Documents
Culture Documents
1
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
2
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أهدي ثمرة هذا البحث إلي أبي وأمي أطال هللا عمرهما ،إذ هما
اللذان غرسا في نفسي حب العلم والتعلم،لهما علي فضل ال
يماثله فضل أحد بعد فضل هللا الذي خلقني.
3
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أتقدم بالشكر الجزيل ألتسااي الدتاو " الحسين بلوو " الذي تذال لذ
ولزمالئ ذ ذ ماتسذذار القذذانول ال ذذدن أبذذا وأتسذذاايا ا ولذذي يتذذن ي ذذا باو ي ات ذ
ونصذذائح القي ذذلا ولذذي يذذيفر ذذدا ذ تربيذذل وتكذذوين مذذن ذذد ي أب ذذا ذذل أل
يكونوا ط ا ،ب ا ي ي تاتب ي السطو ،و ى حسن تو ي ات وإ شذااات لذ
طي ل مراحل إ داا يا ال حث جزا هللا تل فيرا
ت ذذا أشذذكر أتسذذاايت ومذذدطرت الذذدتاو " حليمووب بوون حفووو " إلشذذرا ا
ذذى ذذيا ال حذذث ا وتا ذذ بكذذل ايذذل و ا ا ذذام طي ذذل مذذد إنجذذا بالاو يذذ و
الاصويب والاقذويي والاسذديد ،ذا م ذ تذل ال ذوا و اإلحاذرام ،جزا ذا هللا م ذ
فير زاءا
ت ذذا ي يتذذوت أل أتو ذ بالشذذكر والاقذذدير إلذذى أتسذذااي التاضذذل الذذدتاو
ذي "محموود البواووواري"ال ذي تا ذيت ذذى يدي ذ م ذي أل وطئذذق ذذدما أ
الك يذذل ال ا تذذل ،قذذد اتسذذاتدت مذذن ذ وأفال ذ ا ذذاأ أتسذذنل أل ي ظذذي لذ األ ذذر
والثوابا
ت ا أتو بالشكر تيلك لألتسااي التاضل الدتاو " عبد اللطيف كرازي"
ى حسن تو ي ات وإ شااات الحكي ل ل ا طي ل صول الاكوين ب ذيا ال اتسذار او
لاكرم ب ا شل ي الرتسالل ا
وأشكر أيتا الدتاو "ابوراهيم قضوا" الذي تتتذل بقذراء يذط أتسذطر
ي الرتسالل وتتتل ب ح شرف م ا شا اا
ت ذذا أتقذذدم ب ذذذالت ذذا ات الشذذذكر و اإلما ذذال ألتسذذذاتي ال اتسذذار وحذذذد
"القانون المدني" ى ما دمو ل ا من نصح و إ شاا طذوال السذ وات ال ظريذل
الا مرت ي اا
ي و زا ي ا أ ظي و أو ر الجزاءا ر ي و أاام ل ا أطال هللا
4
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
فك الرموز
الصفحة ص
5
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
تعتبر مهنة التوثيق في مختلف الدول من بين المرافق المهمة المساعدة بشكل أساسي
على تنظيم المعامالت المدنية و التجارية ،كما أنها من بين المرافق المساهمة في الحفاظ على
استقرار المعامالت لما لها من دور في ضمان الثقة بين مختلف المتعاقدين.
وبالنظر للحركية والتطور الذي يعرفها المغرب في كل الميادين ،فإن مهنة التوثيق ال
تشذ عن هذه القاعدة ،فقد أظهرت التجربة العملية أهمية هذا المرفق كمساهم في التنمية في
جميع المجاالت وكمنظم للعالقات بين مختلف أفراد المجتمع ،التجربة ذاتها أظهرت دوره كمهنة
تستطيع الدولة بواسطتها تحصيل مختلف الحقوق الجبائية المترتبة لفائدتها.1
التوثيق في اللغة له معنيان :أحدهما اإلحكام بمعنى أحكم األمر والوثيق الشيء
المحكم ،يقال جمل وثيق ،وناقة موثقة الخلق أي محكمته ،2الثاني الشد والربط من الوثاق ،وهو
ما يشد به من حبل وقيد ونحوهما ،وجمعه وثق كربط ورباط ،ويقال وثقته بمعنى ربطته وشددته
حتى ال ينفلت ،أوثقته إذا جعلته في الوثاق ،ومنه قوله تعالى " فشدوا الوثاق" 3ومنه الميثاق
والعهد قال تعالى " الذين ينقضون عهد اهلل من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اهلل به أن يوصل
ويفسدون في األرض" .4ويفسر اإلمام القرطبي كلمة الميثاق بأنه العهد المؤكد باليمين ،وقوله
تعالى حكاية نبيه يعقوب" قال لن أرسله معكم حتى توتون موثقا من اهلل لتاتنني به إال أن
يحاط بكم فلما أتوه موثقهم قال اهلل على ما نقول وكيل" ،5يقول اإلمام القرطبي عن األول بأن
معناها عقد يوثق به ،والثاني حفيظ للعهد قائم بالتدبير والعدل.
-محمد األمين ،المسؤولية الجنائية للموثق ،مجلة القبس المغربية للدراسات القانونية والقضائية ،العدد 5يوليوز ،2013ص .30 1
-ابن منظور ،لسان العرب ،دار الجيل ،بيروت ،الجزء السادس ،ص.879 2
6
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أما في المعنى االصطالحي ،فقد عرف بعدة تعاريف لكنها لم تخرج في مجملها عن
المعاني اللغوية ،وهكذا عرفه الفقه اإلسالمي بأنه ":صناعة جليلة وشريفة وبضاعة عالية
منيفة ،تحتوي على ضبط أمور الناس على القوانين الشرعية وحفظ دماء المسلمين وأموالهم،
واإلطالع على أسرارهم وأحوالهم ،وبغير هذه الصناعة ال ينال ذلك ،وال سلك هذه المسالك".1
كما عرفه أيضا " :بأنه من أجل العلوم قد ار وأعالها إنابة وخطرا ،إذ بها تثبت الحقوق
ويتميز الحر من المرفوق ،ويوثق بها ولذا سميت معانيها وثاقا".2
واذا كان نظام التوثيق قد عرف قبل ظهور اإلسالم عند البابليين والفراعنة ،وفارس
واليونان وعند الرومان ...وما تالهم من الحضارات اإلنسانية الكبرى ،فإن اإلسالم قد خصه
بعناية فائقة ،يتضح ذلك من خالل اآلية القرآنية التي وردت في مسألة الدين ،والتي يمكن
اعتبارها وبامتياز نظام التوثيق في اإلسالم ،فمن خالل هذه اآلية يأمر اهلل عز وجل عباده
3
بتوثيق الديون عن طريق الكتابة.
أما في أوربا فإن مفهوم التوثيق قد عرف بدوره تطو ار منذ ظهوره في سنة 1270م
بفرنسا وكذا صدور قرار اإلمبراطور األلماني ماكسيمليان األول سنة 1512م والذي كان له
دور كبير في تطور نظام التوثيق إلى حين صدور قانون "فانتوز" سنة ،1803الذي اعتبر
كقانون أساسي في فرنسا .
-أبو عبد اهلل محمد ابن فرح ون ،تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام دار الكتب العلمية ،الطبعة األولى 1416 ،هـ/ 1
دراسة وتحقيق لطيفة الحسن ،طبعة و ازرة األوقاف ،السنة 1418هـ1997 /م ،الرباط،ص.209
ْب َكاتِ ٌ ب َب ْيَن ُك ْم َكاتِ ٌ َِّ
َنب أْ ب بِا ْل َع ْد ِل َوَال َيأ َ َج ٍل ُم َس ًّمى فَا ْكتُُبوهُ َوْلَي ْكتُ ْ َمُنوا إِ َذا تَ َد َاي ْنتُ ْم بِ َد ْي ٍن إِلَى أ َ
ين آ َ -يقول اهلل سبحانه وتعالىَ " :يا أَيُّهَا الذ َ
3
ض ِعيفًا أ َْو َال ق اللَّه ربَّه وَال ي ْب َخس ِم ْنه َش ْيًئا فَِإ ْن َكان الَِّذي علَْي ِه ا ْلح ُّ ِ ب وْلُي ْملِ ِل الَِّذي َعلَْي ِه ا ْل َح ُّ َّ َّ
ق َسفيهًا أ َْو َ َ َ َ ُ ق َوْلَيتَّ ِ َ َ ُ َ َ ْ ب َك َما َعل َمهُ اللهُ َف ْلَي ْكتُ ْ َ َي ْكتُ َ
الشه َد ِضو َن ِم َن ُّ ونا رجلَْي ِن فَرج ٌل وام أرَتَ ِ ِ ِ َن ي ِم َّل ُهو َف ْليملِ ْل ولِيُّه بِالْع ْد ِل واستَ ْش ِه ُدوا َش ِه َ ِ ِ
َناء أ ْ َ ان م َّم ْن تَْر َ ْ َ ُ َ َْ يد ْي ِن م ْن ِر َجال ُك ْم فَِإ ْن لَ ْم َي ُك َ َ ُ َ ُْ َ ُ َ َ ْ َي ْستَطيعُ أ ْ ُ
َجلِ ِه َذلِ ُك ْم أَ ْق َسطُ ِع ْن َد اللَّ ِه َوأَ ْق َوُم
ير إِلَى أ َ ير أ َْو َكبِ ًا ص ِغ ًا
َن تَ ْكتُُبوهُ َ َموا أ ْ اء إ َذا َما ُد ُعوا َوَال تَ ْسأ ُ
ْب ُّ
الشهَ َد ُ ِ ُخ َرى َوَال َيأ َ
اه َما ْاأل ْ تَ ِ
ض َّل إِ ْح َد ُ
اه َما فَتُ َذ ِّك َر إِ ْح َد ُ
ب َوَال ض َّار َكاتِ ٌ وها َوأَ ْش ِه ُدوا إِ َذا تََب َاي ْعتُ ْم َوَال ُي َاح أ ََّال تَ ْكتُُب َونهَا َب ْيَن ُك ْم َفلَْي َس َعلَْي ُك ْم ُجَن ٌ اض َرةً تُِد ُير ََن تَ ُكون تِجارةً ح ِ
َ ََ َ اد ِة َوأ َْدَنى أ ََّال تَْرتَ ُابوا إِ َّال أ ْ لِ َّ
لشهَ َ
ٍ ِ ِّ َّ َّ ِّ َّ
يم" ،سورة البقرة .282 وق بِ ُك ْم َواتَّقُوا اللهَ َوُي َعل ُم ُك ُم اللهُ َواللهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ يد َوِا ْن تَ ْف َعلُوا فَِإَّنهُ فُ ُس ٌ َش ِه ٌ
7
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ويعتبر شارلمان من أهم مؤسسي التوثيق المرتبط بالقضاء في فرنسا واضفاء الرسمية
على محررات الموثقين وهو ما سمح بتطور مؤسسة التوثيق في فرنسا حيث بلغ عدد الموثقين
في عهد لويس الرابع عشر 112موثقا في باريس وبتطور الحياة االقتصادية واالجتماعية
للمجتمع الفرنسي وتزايد متطلباته ارتفع عددهم إلى نحو ثالثة عشرة ألف موثقا وبحلول سنة
1912أنشئت نقابة للموثقين وتأسست جمعيتهم ومع مطلع سنة 1941تشكل المجلس األعلى
للتوثيق بفرنسا ،وهكذا اعتبر نظام التوثيق مؤسسة فرنسية أخذت منها عدة دول مثل بلجيكا
1
وهولندا والنمسا وغيرها من الدول.
أما في المغرب والى وقت قريب لم يكن يتصور وجود قوانين وضعية تحكم العالقات
القانونية بين أفراد المجتمع المغربي ،ذلك أن المغرب منذ أن من اهلل عليه بدين اإلسالم ،وهو
يطبقه شريعة وعقيدة ،فلم يكن في حاجة القتباس القوانين والنظم الغربية عن جسم األمة
اإلسالمية جمعاء.
إال أنه والعتبارات تاريخية معينة خضعت على إثرها معظم دول العالم اإلسالمي
لالحتالل ،حيث كان المغرب من جهته عرضة لهذه الحملة اإلمبريالية حيث خضع لالستعمار
السياسي واالقتصادي واالجتماعي والقانوني بموجب معاهدة الحماية بتاريخ 30مارس .1912
ويمكن اعتبار مرحلة االستعمار الفرنسي واإلسباني معلم التحول في تاريخ المغرب،
حيث تعرضت أحكام الشريعة اإلسالمية لالجتثاث ،في محاولة يائسة لتجريد المغاربة من
هويتهم ومقومات شخصيتهم وذلك من خالل إصدار العديد من القوانين الوضعية اعتمادا على
مضمون المادة األولى لمعاهدة الحماية 2وفي هذا الصدد جاء الظهير المنظم لمهنة التوثيق
العصري في 4ماي 1925رغبة من الفرنسيين في نقل التوثيق من بالدهم ليطبق عليهم في
-بوشعيب بوطربوش ،المسؤولية الجنائية للموثق ،مجلة محكمة االستئناف بالدار البيضاء ،العدد الثاني سنة ،2012ص.32-31 1
-نصت المادة األولى من معاهدة الحماية على " :أن جاللة السلطان ودولة الجمهورية الفرنسية قد اتفقا على تأسيس نظام جديد في 2
8
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المغرب ،1حيث راح يزاحم نظام التوثيق العدلي الذي ما فتئ يبرهن عن قابليته للتطور خاصة
بعد أن صار للعدول قانون منظم لمهنتهم.
والواقع أن فصول ومضامين ظهير 4ماي 1925لم تعد تساير الواقع االجتماعي
واالقتصادي والقانوني المغربي بعد أن تقادمت نصوصه ،وصارت تتعارض مع النظام العام
لبالدنا سواء كان دستو ار أو قانون وظيفة عمومية ،أو قانون التوحيد والتعريب والمغربة ،أو غير
ذلك ، 2حيث ظل هذا القانون مطبقا لما يزيد عن ثمانية عقود .األمر الذي أدى بالمشرع
المغربي إلى التدخل واصدار قانون يتماشى مع التطور الحاصل في المنظومة التوثيقية ببالدنا
ومحاولة سد تلك الثغرات والعيوب التي كانت تشوب ظهير 4ماي 1925إذ ثم تغيره بالقانون
رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق العصري ،هذا القانون في نظر الكثيرين سيشكل لبنة أساسية
في مسار تحديث النصوص المنظمة للمهن القانونية والقضائية في المغرب ،حتى تستجيب
لتطلعات أسرة التوثيق وكافة المتدخلين في المجال القانوني ،والدينامية التي يشهدها المغرب
خاصة في المجال االقتصادي وانسجاما مع ما يفرضه منطق العولمة واالنخراط في نظام
اقتصاد السوق.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي عرف التوثيق كمهنة حرة ،من خالل المادة
األولى من القانون رقم 32.09حيث جاء فيها أنه "مهنة حرة تمارس وفق الشروط وحسب
االختصاصات المقررة في القانون المذكور وفي النصوص الخاصة".
وبناء عليه فالموثق يمارس مهامه بصفة مستقلة في إطار مهنة حرة خول له القانون
الصالحيات الالزمة لتلقي العقود ،واعطائها الطابع الرسمي بعد استكمال الشكليات المتطلبة
-رشيد بن يحيى ،بيع العقار بين الموثق والعدول ،بحث لنيل شهادة الماستر المتخصص في االستشارة القانونية ،جامعة محمد 1
الخامس السويسي ،كلية العلوم القانونية واالجتماعية سال ،السنة الجامعية ،2011-2010ص.8
-عبد المجيد بوكير ،التوثيق العصري المغربي ،دراسة في ضوء القانون 00ا ،18القانون 00ا 44القانون 00ا 51وظهير 4ماي 2
1925ومشروع 09ا 32والقانون 05ا 53وباقي القوانين ذات الصلة ،الطبعة الثانية ،2010 ،طبع و نشر مكتبة دار السالم الرباط،
ص.6
9
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
قانونا وفق مقتضيات هذا القانون ،فهو مكلف بتوثيق العقود كلما اقتضت الحاجة لذلك ،كما
حدد هذا القانون حقوق وواجبات الموثق ،وان كانت هذه األخيرة ال تجد مصدرها في القانون
فقط ،وانما كذلك في األعراف والتقاليد المهنية.
فالموثق يعد الضامن األساسي لسالمة المعامالت التي تتم بين يديه ،والتي تقتضي
منه اتخاذ كافة االحتياطات والقيام بكل اإلجراءات القانونية التي تجعل العقود الموثقة لهذه
المعامالت نافذة ،سواء بي ن المتعاقدين أنفسهم ،أو في مواجهة الغير ،وكل إهمال من جانبه
يشكل من الناحية القانونية إخالال بواجبات مهنية ،يترتب عليها قيام مسؤولية الموثق عند تحقق
موجباتها.
ومسؤولية الموثق إما أن تكون تأديبية 1أو جنائية 2أو مدنية ،وقد آثرنا التركيز على
الجانب المدني من هذه المسؤولية ،ألن ما يهمنا ويهم المتعاملين مع الموثق ،ليس هو إدانته
والزج به في السجن ،وانما حماية مصالح وحقوق المتعاقدين بجبر األضرار التي خلفتها أخطاؤه
المهنية من خالل تعويضهم عنها.
فالمسؤولية المدنية للموثق تقوم إذن عند إخالل هذا األخير بواجباته المهنية اتجاه
المتعاقدين ،فيصيبهم ضرر جراء ذلك ،حيث يصبحون محقين في المطالبة بجبر هذا الضرر
-المسؤولية التأديبية للموثق العصري :تقوم بمجرد ارتكابه مخالفة للنصوص التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بمهنة التوثيق العصري، 1
أو اإلخالل بواجباته المهنية ،أو بخصال المروءة والشرف والنزاهة ،مما يستوجب معه توقيع العقوبة التأديبية المناسبة.
والمخالفة التأديبية ال يمكن تصورها إال إذا كان الشخص منتميا لهيئة ووقع إخالله بالواجبات التي تفرضها قوانين هذه الوظيفة
أو المهنة ،كما أن توقيع الجزاء التأديبي ال يكون إال من قبل السلطة التأديبية المختصة بتنفيذه.
-أما المسؤولية الجنائية :ذلك األثر القانوني المترتب عن الجريمة كواقعة قانونية – أي يعتد بها القانون – وتقوم على أساس تحمل 2
الفاعل للجزاء الذي تفترضه القواعد القانونية الجنائية بسبب خرقه لألحكام التي تقررها هذه القواعد .فالمسؤولية الجنائية يكون فيها
الشخص مسؤوال شخصيا عن الجرائم التي يرتكبها أو يشارك فيها بالفعل أو الترك ،أو يرتكبها من هم تحت عهدته أو مسؤوليته فيتسبب
ذلك في إلحاق ضرر مادي أو معنوي بآخرين أو بالحق العام أو المجتمع وتطبق على المسؤولية الجنائية للموثق العصري نفس قواعد
ومبادئ المسؤولية المقررة في القانون الجنائي ،وتبعا لذلك ال يجوز إدانة موثق جنائيا عن أي نشاط إال إذا قرر المشرع في نص جنائي
صريح تجريم إتيانه أو تركه والعقاب عنه وهو ما يعرف بمبدأ " ال جريمة وال عقوبة إال بنص" .وللمزيد من المعلومات حول المسؤلية
الجنائية بصفة عامة يمكن الرجوع الى عبد الواحد العلمي ،شرح القانون الجنائي القسم العام ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة
،2002ص.291
10
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
من خالل تعويضهم عما لحقهم من خسارة وما فاتهم من كسب ،وأحكام المسؤولية المدنية هاته
تخضع من حيث تطبيقاتها للقواعد العامة للمسؤولية المدنية طبقا للقانون المدني مع تقييدها
بالقواعد الخاصة المنصوص عليها بقانون التوثيق العصري.
وتجدر اإلشارة إلى أن المركز القانوني للشخص يجب أن يتحدد ال بالنظر إليه
كشخص مجرد وانما بالنظر إليه كممارس لمهنة ،أي بالنظر إلى المهنة التي يزاولها فهذه
الصفة تحدد مدى حقوقه وواجباته ،إذ ليس من المعقول أن تقاس مساءلة الموثق عن أخطائه
المهنية بنفس المعيار الذي تقاس به مسؤولية الشخص العادي ،ألن ما ينتظر من الموثق من
حرص هو أكثر مما ينتظر من الشخص العادي.
11
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نطاق وحدود التزامات الموثق ،إزاء أطراف العقد واألغيار .وبالتالي فإن المواطنين
سيؤمنون على أموالهم ومكتسباتهم ،وبالتالي سيعم الرخاء واإلزدهار في البالد ،وفي حالة
العكس فإن الثقة ستفقد في مؤسسة التوثيق وسيؤدي ذلك لضياع الحقوق.
12
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
خطة البحث
سنعمل من خالل هذا البحث على مقاربة أهم اإلشكاالت التي يطرحها موضوع
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي وفق تصميم ينبني على التقسيم الثنائي ،حيث
ارتأينا تقسيم الموضوع إلى فصلين على الشكل التالي:
13
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
14
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-انظر عبد الرزاق أيوب ،التكييف القانوني األسس النظرية و الجوانب العلمية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة 1
15
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
يعرف االلتزام بأنه " حالة قانونية يرتبط بمقتضاها شخص معين بنقل حق عيني أو
القيام بعمل أو االمتناع عن عمل" ،1وبما أن الموثق يضطلع بمهام عديدة ،حسب ما أكدته
المادة األولى من القانون رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق ،حيث جاء في هذه المادة" :التوثيق
مهنة حرة تمارس وفق الشروط وحسب االختصاصات المقررة في هذا القانون وفي النصوص
الخاصة".
ومن أجل بعث الثقة لدى األفراد والجماعات وجعلهم يقبلون على التوثيق الرسمي ،فقد
فرض المشرع على الموثق التقيد بمجموعة من االلتزامات القانونية اتجاه المتعاقدين لديه وهي
التزامات ذات طابع نظامي هدفها حماية المتعاملين باألوراق الرسمية.
فمهنة التوثيق وكغيرها من المهن تفرض على القائم بها التزاما عاما يتمثل في ضرورة
اإللمام بالقواعد المنظمة لها وأصولها وأعرافها ،باإلضافة إلى هذا االلتزام األساسي يلتزم الموثق
بتحرير العقد واضفاء الطابع الرسمي عليه وذلك وفق الضوابط القانونية المحددة قانونا ،ولتنفيذ
هذا االلتزام يتعي ن على الموثق أن يضع جهده وخبرته رهن إشارة المتعاقدين لديه من خالل
نصحهم وارشادهم بمختلف اإلجراءات المتبعة لتوثيق العقد وأهميته وآثاره.
وبالرجوع للقانون المنظم لهذه المهنة نجده يحدد مجموعة من االلتزامات سنتناولها على
الشكل التالي:
المطلب األول :التزامات الموثق اتجاه الزبناء واضفاء الرسمية
المطلب الثاني :التزامات الموثق بالقيام ببعض الجراءات الشكلية
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام ،1952،دار النشر - 1
16
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إن الرابطة القانونية بين الموثق والزبون ،ال تجعل من الموثق أجي ار تابعا ألطراف العقد أو ألحدهما ،فهو يعمل باستقالل تام عن - 1
زبنائه.
-قرار صادر عن المجلس األعلى ،قرار عدد 2144الصادر بتاريخ 20يوليوز 2005من الملف المدني عدد " :2004/1/423نية 2
المتعاقدين في اللجوء إلى الموثف تنصرف إلى تحرير عقد تام صحيح وقابل للتنفيذ والتزامه إزاءهم بهذا العمل هو التزام بتحقيق غاية
تستوجب اتخاذ الحيطة في تنفيذه".
منشور بقضاء المجلس األعلى عدد 66ص 96وبمجلة المعيار عدد 35ص 149ومجلة المحامي عدد 51ص.160
17
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
القول هو التزام بتحقيق نتيجة ،مما يجعل الموثق يلتزم بضمان فعالية العقد مما يجعله بالتبعية
ملزما بالنصح لعدم اإلقدام على تحرير عقد ال جدوى منه وال فعالية له.1
والمقصود بالتزام الموثق بنصح األطراف المتعاقدة هو قيامه أثناء عملية التعاقد
بإطالعهم على مضمون العقد وآثاره ،وأن يبين لهم بوضوح نطاق التزاماتهم وحقوقهم.2
بمعنى أن الموثق ملزم قبل الشروع في عملية التوقيع على العقد بإطالع األطراف
على كل ما يعلمه بخصوص موضوع عقدهم ،وأن يوضح لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب
عن تعاقدهم ،فهو ملزم بمدهم بكافة المعلومات عن هذا العقد الذي يحقق لهم أحسن النتائج،
ويساعد على التقليل من المنازعات .3كما يقتضي هذا االلتزام الحرص على تنبيه الطرفان إلى
العواقب القانونية لمختلف الشروط المدرجة بالعقد لفائدة أحد األطراف كالشروط الواقفة أو
الفاسخة أو المتعلقة بالتعويض المتفق عليه كجزاء لعدم تنفيذه .4
وقد قضت المحكمة اإلبتدائية بمراكش بمؤاخدة موثق متابع من أجل مخالفة عدم تقديم
النصح للمتعاقدين وارشادهم لما يجب القيام به والمس بالثقة المفروضة بعثها في النفوس
والحكم عليه بالتوقف عن ممارسة مهنة التوثيق لمدة شهر واحد.5
وتجدر اإلشارة إلى أنه في فرنسا وعلى الرغم من عدم وجود نصوص قانونية صريحة
تلزم الموثق بتوجي ه النصح للزبناء ،إال أن المستقر عليه فقها وقضاء أن الموثق الفرنسي ملزم
-عبد اهلل درميش " :أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم" ،مجلة رحاب في المحاكم ،العدد الثالث ،2009 ،ص.20 1
محمد الربيعي ،األحكام الخاصة بالموثقين والعقود الصادرة عنهم ،دراسة على ضوء التوثيق العدلي والتوثيق العصري ،الطبعة - 2
-لبنى الوزاني ،التزامات الموثق من خالل عقد الوعد ببيع عقار محفظ على ضوء االجتهاد القضائي ،الطبعة األولى ،أكتوبر ،2010 4
18
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
بأداء النصح لهم ولو شفويا ،1فهو التزام ابتدعه واصطنعه القضاء الفرنسي لحماية مصالح
األفراد التي قد تتعرض للضياع بسبب أخطاء الموثقين.
2
أما بخصوص المشرع المغربي فقد حسم في هذا األمر حينما ألزم الموثق اقانونيا
بتقديم النصح لألطراف المتعاقدة دون إلزام هؤالء بطلب النصح ،حيث تم التنصيص عليه
بصفة صريحة في المادة 37من القانون رقم 32.09والتي نصت على أنه..." :يجب على
الموثق إسداء النصح لألطراف ،كما يجب عليه أن يبين لهم ما يعلمه بخصوص موضوع
عقدهم ،وأن يوضح لهم األبعاد واآلثار التي قد تترتب عن العقود التي يتلقاها".
كما أن القضاء المغربي أكد بدوره على ضرورة االلتزام بواجب النصح واإلخبار اتجاه
األطراف وقضى بمسؤولية موثقة عن تقصيرها بعدم التزامها بهذا الواجب ،ويتعلق األمر بتفويت
أسهم إحدى الشركات المجهولة االسم مع أن هذه األسهم كانت مرهونة لفائدة البنك الوطني
لإلنماء االقتصادي ،إال أن الموثقة التي تمت لديها المعاملة لم تخبر أطراف العقد بالرهن على
3
األسهم المبيعة ولم تبصرهم بمدى نتائج التعاقد بالشكل الذي عليه األسهم.
1
- Fabien Ferran, Le notaire et le règlement de la succession, éditions du juris-classeur, P194.
أوسعيد إبراهيم ،االلتزام بالنصح وأثره على المسؤولية المدنية للموثق ،دراسة في التشريع المغربي والفرنسي ،رسالة لنيل دبلوم - 2
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش-1999 ،
،2000ص.64
فقد جاء في حيثيات هذا القرار ما يلي " :لكن حيث أن المحكمة المصدرة للقرار المطعون فيه وفي إطار سلطتها لتقييم الوثائق - 3
والحجج وبإطالعها على عقد تفويت األسهم تبين لها بأن هذه األسهم إسمية ومقيدة في سجالت الشركة المعنية ،وكانت مرهونة للبنك
الوطني لإلنماء واالقتصادي حسن شكايته الموجهة للسيد وكيل الملك بسال بتاريخ 4ماي 1997قبل إبرام عقد التفويت وهو ما أقره البائع
نفسه في تصريحه أمام الشرطة القضائية بتاريخ 1يونيو ،1997واستخلصت وعلى صواب تقصي الطالبة في أداء مهامها وذلك حينما
قضى بأنه:
"حيث إنه مادام الثابت من العقد اإلخبار الذي قامت به كان يعني القرض الذي على الشركة فقط المضمون كذلك برهن على األصل
التجاري وعلى المعدات بصفة مستقلة على رأسمال الشركة ولم يكن يعني الرهن المنصب على أألسهم كما هو واضح من عبارات العقد،
فإن المشتكي بها تكون قد أخلت بااللتزام المفروض عليها بنص الفصل 01من الظهير لما لم تخبر أطراف العقد بالرهن على ألسهم
المبيعة ولم تبصرهم بمدى نتائج التعاقد بالشكل الذي عليه ألسهم ،وكذا بنص الفقرة 12من الفصل 30من الظهير التي تفرض عليها إال
تحرر العقد إال بعد فك ا لرهن على األسهم أي القيام بما يلزم إلنجاز البيع بصفة قانوني مما يشك تقصي ار في أداء الواجب" تكون قد
عللت قرارها تعليال كافيا وبنته على أساس قانوني ويبقى ما بالوسيلة على غير أساس".
19
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وتجدر اإلشارة إلى أن بعض الموثقين يحاولون التنصل من واجب إسداء النصح
لألطراف وذلك بتضمين عقودهم ببنود تعفيهم من المسؤولية ،غير مدركين أن مصيرها البطالن
ألنها تخالف قاعدة آمرة.1
ثانيا :االلتزام بكتمان السر المهني
إن ضبط مفهوم السر المهني يقتضي منا بداية تحديد المقصود بالسر عموما ،فالسر
لغة ما يكتم كالسريرة ،أو هو كل فعل صائر إلى أن يظل مخفيا .2
وقد اهتم اإلسالم بالحفاظ على أسرار األفراد ،إذ أمر الرسول عليه الصالة والسالم
بكتمان أسرار الغير بقوله " :ال يست ر عبد عبدا في الدنيا إال ستره اهلل يوم القيامة" .كما ورد عن
عمر بن عبد العزيز أنه قال " :القلوب أوعية والشفاه أقفالها ،فليحفظ كل إنسان مفتاح سره."3
والمحافظة على سر المهنة بدأ واجبا أخالقيا ،فقد اعتادت الطوائف والمهن منذ القدم
على العمل بمقتضى قواعد يرتبط بها أفراد الطائفة ،أو المهنة في مباشرة حرفتهم ،ومعظم هذه
القواعد ذات طبيعة أخالقية .وعلى هذا األساس ارتبط كل نشاط مهني بما يسمى بالقانون
األخالقي للمهنة الذي يحكم السلوك المهني لألفراد المرتبطين بمهنة ما وقد فرض الواجب
األخالقي المحافظة على سر المهنة واعتبرها من أهم االلتزامات المهنية المفروضة على بعض
الطوائف التي تطلع نتيجة ممارسة أعمالها على األسرار ،ومن تم وجوب االئتمان عليها،
وكانت مهنة التوثيق في مقدمة هذه المهن.
1
يعتبر االلتزام بكتمان السر المهني من أبرز االلتزامات التي يتعين على المهنيين
بصفة عامة والموثق بصفة خاصة التقيد به ،بحيث يجب عليه التكتم على األسرار التي أطلعه
= قرار المجلس أألعلى عدد 785الصادر بغرفتين بتاريخ 23فبراير 2005في الملف المدني عدد ،2002/7/01/2482 -
منشور بمجلة ق اررات المجلس األعلى العدد ،2006 ،66ص.92-85
-محمد الربيعي ،األحكام الخاصة بالموثقين والعقود الصادرة عنهم ،م.س ،ص.77 1
-نائلة حديدو ،المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني، 2
جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية ،2000-1999ص.133
-نائلة حديدو ،م.س ،ص.133 3
20
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عليها األطراف أو تلك التي توصل إليها بحكم وظيفته ،باستثناء الحاالت التي يسمح فيها
القانون بإفشائها ،وقد عرفه الفقه بأنه كل ما يتوصل إليه المؤتمن من األسرار سواء كان ذلك
بواسطة صاحب السر أو من خالل مزاولة هذا المؤتمن نشاطه المهني ،2وهو التزام يتعلق
بالنظام العام ألنه من مقومات العدالة الوقائية أو العدالة الرسمية التي ال تحقق إال بإشاعة الثقة
والطمأنينة.3
وبالرجوع للمادة 24من القانون رقم 32.09المتعلق بمهنة التوثيق نجدها تنص على
ما يلي" :يلزم الموثق بالمحافظة على السر المهني ما عدا إذا نص القانون على خالف
ذلك،ويقع نفس اإللزام على المتمرنين لديه و أجرائه".
وعموما فااللتزام بكتمان السر المهني يقتضي من الموثق االمتناع عن إفشاء أي سر
من األس رار المهنية أو األسرار الشخصية التي اطلع عليها بحكم المهنة ،فهو مدين بالكتمان
المطلق لسر زبونه وال يمكنه أن يفشيه إال في حاالت استثنائية جد ضيقة غالبا ما ينص عليه
القانون حصريا ،أو كما جاء في المبادئ التي وضعها االتحاد الدولي للتوثيق الالثيني " يقع
على عا تق الموثق التزام السرية المهنية ومع ذلك فال وجود لهذا االلتزام إذا تعلق األمر بواجب
اتجاه السلطة العمومية أو بأمر من سلطة قضائية أو إدارية وخاصة المسؤولية عن ضمان
الشفافية في المعامالت االقتصادية".4
تنص المادة 12من القانون رقم 08ا 28المنظم لمهمته المحاماة على أنه " :ال يجوز للمحامي أن يفشي أي سر يمس بالسر - 1
المهني.
يتعين عليه بصفة خاصة أن يحترم سرية التحقيق في القضايا الزجرية وأن ال يبلغ أي معلومات مستخرجة من الملفات أو ينشر أي
مستندات أو وثائق أو مراسالت لها عالقة ببحث مازال جاريا".
وتنص المادة الثانية من القانون 03ا 16المنظم لخطة العدالة على أنه " :يتعين على كل عدل التحلي باألمانة والوقار والحفاظ على شرف
المهنة وأسرار المتعاقدين".
-محمد الربيعي ،حماية السر المهني في مجال التوثيق ،مجلة اإلشعاع العدد 33يونيو ،208ص.94 2
-عبد اهلل درميش ،أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم ،مجلة رحاب المحاكم العدد الثالث ،دجنبر ،2009ص .23 3
-عبد اهلل درميش ،أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم ،م.س ،ص.22 4
21
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ونالحظ بهذا الصدد أن السر المهني في كل المهن القانونية المنظمة أخذ يفقد
إطالقيته تحت ذريعة محاربة اإلرهاب ومقاومة تبييض األموال ،إذ صدرت اتفاقيات دولية
وقوانين وطنية في هذا الشأن.1
ويمتد السر المهني للموثق إلى ما بعد انتهاء نشاطه المهني إذ يبقى لصيقا به ال
يتملص منه بانتهاء العالقة ،كما وأنه ينسحب إلى كل الوثائق والمراسالت التي تمت بجميع
وسائل االتصال كالمكالمات الهاتفية أو الرسائل اإللكترونية أو عن طريق الفاكس أو بواسطة
االتصاالت السلكية والالسلكية وأيضا إلى كل توابع مكتبه كمحفظته وجهازه اإلعالمي المحمول
وهاتفه النقال.
كما تنصرف المحافظة على السر المهني إلى الموثقين المتمرنين والى األجراء الذين
يشتغلون لدى الموثق.
ويترتب على االلتزام بكتمان السر المهني أنه يمنع على الموثق منعا كليا أثناء أو
بمناسبة إنجاز عملية تهم عدة أشخاص أن يتصل بالبعض في غفلة من البعض اآلخر ،بحيث
إن كل اتصاالته يجب أن تطبع بالشفافية درءا ألي تأويل ،كما أنه إذا شارك في مفاوضات ثم
أجهضت وأخفق األطراف والموثق في إبرام العقد ،فإن الموثق يظل مكبال بسرية تلك
المفاوضات وما تعرف عليه من خاللها من معلومات ،بمعنى أن التزام الموثق بالسر المهني
التزام واسع النطاق تصعب مراقبته من خالل القواعد القانونية ،إذ تبقى المراقبة األخيرة للضمير
المهني وللوازع األخالقي.2
قانون اإلرهاب ظهير 140ا03ا 1صادر بتاريخ 26ربيع األول 1424الموافق ل 28ماي ،2003بتنفيذ القانون رقم 03ا03 - 1
22
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ونظ ار ألهمية األسرار في حياة األفراد ،والعواقب الوخيمة التي تترتب عن إفشائها ،فقد
جعل منها الفصل 446من القانون الجنائي 1جريمة يعاقب عليها القانون ،بيد أن هذا الفصل
وان لم يجعل صراحة الموثق من بين األشخاص المذكورين به ،فإنه يعتبر من األمناء على
األسرار بحكم وظيفته ،وبالتالي فهو ملزم بكتمان السر المهني.
وبالرجوع إلى قانون 32.09فإن الموثق قبل البدء في مزاولة مهامه يتعين عليه أن
يؤدي اليمين القانونية 2إذ هناك إشارة واضحة في هذا اليمين إلى كتمان السر المهني.
إذا كانت طبيعة عمل الموثق تفرض عليه كتمان األسرار التي يطلعه عليها األطراف
أو التي يتوصل إليها بفعل وظيفته ،فإن هناك حاالت معينة يعفى فيها الموثق من هذا االلتزام،
فكما سبقت اإلشارة فإن الفصل 446من القانون الجنائي ألزم الموثق باعتباره من األمناء على
األسرار بعدم إفشائها ،وذلك في غير األحوال التي يجيز فيها القانون ويوجب عليه التبليغ
عنها.
ومن بين الحاالت التي أعفى فيها القانون ،وألزم الموثق بعدم التكتم على األسرار
المهنية ما تضمنه الفصل 378من القانون الجنائي ،فقد ألزم هذا الفصل كل من يتوفر على
دليل لبراءة متهم محبوس احتياطيا أو مقدم للمحاكمة من أجل جناية أو جنحة أن يدلي فو ار
بشهادته عنه إلى السلطات القضائية أو الشرطة تحت طائلة العقوبات المقررة به.3
-ينص الفصل 446من القانون الجنائي على أنه " :األطباء والجراحون ومالحظو الصحة ،وكذلك الصيادلة والمولدات وكل شخص 1
يعتبر من األمناء على أألسرار بحكم مهنته أو وظيفته الدائمة أو المؤقتة إذا أفشى س ار أودع لديه وذلك في غير األحوال التي يجيز له
فيها القانون أو يوجب عليه فيها التبليغ ،عنه يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من ألف ومائتين إلى عشرين ألف درهم".
تنص المادة 13من القانون رقم 09ا 32على أنه " :يؤدي الموثق بعد تعيينه ،وقبل الشروع في مهامه اليمين التالية: - 2
" أقسم باهلل العظيم أن أؤدي بأمانة واخالص المهام المنوطة بي ،وأن أحافظ على السر المهني ،وأحترم كل الواجبات التي تتطلبها
المهنة"".
-وهذه العقوبات هي_ :الحبس من سنتين إلى خمس سنوات والغرامة من مائتين وخمسين إلى ألف درهم إذا كان األمر يتعلق بجناية 3
_الحبس من شهر واحد إلى سنتين والغرامة من مائتين إلى خمسة آالف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط إذا كان األمر متعلقا بجنحة
تأديبية أو ضبطية".
23
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وعليه فإذا ما أفشى أحد أطراف العقد لموثقه بأحد األسرار المتعلقة بالعملية التعاقدية
أو غيرها ،وكانت هذه األسرار دليال على براءة أحد أطراف العقد أو األغيار ،فإنه يجب على
الموثق أال يتكتم عليها بدعوى المحافظة على األسرار المهنية ،بل يجب عليه اإلدالء بشهادته
سواء أمام المحكمة أو أثناء مرحلة البحث التمهيدي أو التحقيق اإلعدادي ،وهو ما أكدته المادة
334من قانون المسطرة الجنائية.1
ومن بين الحاالت األخرى التي يعفى فيها الموثق من واجب المحافظة على السر
المهني ،حالة الدفاع عن النفس أمام القضاء فقد تنشب بعض الخالفات بين الموثق وزبونه،
يرفع على إثرها هذا األخير دعوى عليه قد تكون مدنية أو جنائية ،ولكي يرد الموثق إدعاء
زبونه ،يكون من حقه إفشاء المعلومات والوقائع التي تثبت براءته أو تخلي ذمته ولو كانت
مودعة لديه كأسرار مهنية.
ثالثا :التزام الموثق بحفظ أصول العقود
إن مختلف العقود والمحررات التي يتلقاها الموثقون طبقا للقوانين الجاري بها العمل،
تعتبر أوراقا رسمية بمفهوم الفصل 418من قانون االلتزامات والعقود ،والتي تعتبر حجة قاطعة
بخصوص الوقائع المضمنة بها سواء بين أطراف العقد أنفسهم أو في مواجهة الغير ،2وبالتالي
تعتبر أهم وسيلة من وسائل اإلثبات التي قررها القانون.3
لذلك فقد كان المشرع حريصا على المحافظة عليها من الضياع أو السرقة أو التلف،
فأناط الموثق بهذه المهمة اعتبا ار منه أنه الشخص الوحيد المؤهل لذلك ،فقد تضمنت المادة 50
تنص المادة 334من ق.م.ج على أنه ... " :يمكن االستماع إلى األشخاص المقيدين بالسر المهني وفق الشروط وفي نطاق - 1
األخرى المنصوص عليه بالفصل 404من نفس القانون هذه الوسائل ضمن قواعد اإلثبات ،اليمين ،والنكول عنها ،وسائل اإلثبات التي
تضمنها قانون اإللتزامات و العقود ،تضاف إليها وسائل اإلثبات التي تضمنها قانون المسطرة المدنية ،وذلك بمقتضى الفصل من 55إلى
102منه.
24
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
من القانون رقم 32.09إشارة واضحة اللتزام الموثق بحفظ أصول العقود والوثائق الملحقة بها
وصور الوثائق التي تثبت هوية األطراف ،1علما بأن هذا االلتزام غير مقيد بأجل بحيث يجب
حفظ هذه العقود طوال المدة التي يمارس فيها الموثق نشاطه وحتى إذا ما عاقه عائق عن
مزاولة نشاطه ،فإنه ملزم بتسليم كل الوثائق للموثق الذي يخلفه حيث يلتزم هذا األخير بدوره
بالمحافظة عليها ،مع اإلشارة إلى أنه ال يمكن للموثق أن ينقل الوثائق إلى مكان آخر يوجد
خارج الدائرة القضائية التي يزاول بها نشاطه ،في حالة انتقاله إلى دائرة قضائية أخرى ،وذلك
حتى ال يضطر األفراد المودعة عقودهم لديه إلى االنتقال إليه من أجل الحصول على نسخ من
هذه العقود.
باإلضافة إلى أصول العقود ،فإن الموثق ملزم أيضا بحفظ كل الوثائق والمستندات
التي قدمها المتعاقدان من أجل توثيق العقد ،على اعتبار أن الموثق ال يمكنه مباشرة إجراءات
التوثيق قبل الحصول على مختلف الوثائق والمستندات الالزمة لذلك ،وهذه الوثائق متعددة
وتختلف باختالف المعاملة المراد توثيقها ،وعلى سبيل المثال مختلف الوثائق التي تثبت الملكية
للبائع كاإلراثات والوصايا كما تشمل مختلف الوثائق الصادرة عن اإلدارات العمومية كرخص
البناء والتجزئة وشهادة اإلبراء من الضرائب وكذا التصاميم الهندسية ،فكل هذه الوثائق تعد
الزمة لمباشرة إجراءات التعاقد ،وغالبا ما تظل هذه الوثائق بحوزة الموثق حتى بعد انتهاء
إجراءات التعاقد ،لذلك يتعين عليه أن يعمل على حفظها إلى جانب أصول العقود.
لذا فإن الموثق يعد مسؤوال عن ضياع أو تلف أصول العقود الموثقة ،وكذا مختلف
الوثائق والمستندات المرفقة بها ،واذا ما أخل بهذا االلتزام ،فإنه يمكن لمن أصابه ضرر من
جراء ذلك ،أن يطالبه بالتعويض عن ذلك ،طبقا لقواعد المسؤولية التقصيرية ،إضافة إلى ما قد
يتعرض له من العقوبات التأديبية ،بل وحتى الجنائية إذا ما توافرت أركانها.
تنص المادة 50من القانون رقم 09ا 32على أنه ":يجب على الموثق أن يحفظ تحت مسؤوليته أصول العقود و الوثائق الملحقة - 1
25
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
والتزام الموثق بحفظ أصول العقود والمرفقات هو التزام بتحقيق نتيجة ،بحيث تقوم
مسؤولية الموثق بمجرد ضياع أو تلف هذه الوثائق ،دونما حاجة إلثبات خطأ الموثق من جانب
المتضرر.
رابعا :تسليم نسخ من أصول العقود الموثقة
بمجرد ما يقوم الموثق بتقييد العقد بالرسم العقاري باعتباره آخر مرحلة من مراحل
توثيق العقد ،يجب عليه تسليم نسخة منه لذوي الشأن وهم طرفا العالقة التعاقدية ،إال أن قيام
الموثق باإلجراءات الالزمة لتوثيق العقود وتسليم نسخ منها وحفظها وفق الشكل المتطلب قانونا،
ال يعني أن مهمته قد انتهت ،وأن هذه العقود أصبحت طي النسيان ،بل إن بعضها ال تظهر
أهميته إال بعد مرور سنوات طويلة كما هو الشأن بالنسبة للوصايا ،لذلك فالحاجة إلى هذه
العقود والوثائق تبقى قائمة مهما مر الزمن ،كما تظهر أهمية هذه العقود بالخصوص عند وقوع
نزاع قضائي متعلق بها ،بحيث يصبح لزاما أخذ نسخ منها من أجل إثبات حق متنازع فيه أو
استخراج دليل منها ،كما أنه و في غير هذه الحاالت قد يحتاج ذووا الشأن إلى نسخ من هذه
العقود ،لذلك يجب على الموثق أن يلبي طلبهم بهذا الخصوص وتسليمهم نسخا منها.
وهذه النسخ يجب أن تتضمن نفس البيانات المضمنة باألصول حتى تكون لها نفس
القوة التبوثية 1التي تتمتع بها هذه األخيرة ،أي تصبح ورقة رسمية بمفهوم الفصل 418من
قانون االلتزامات والعقود.
وقد أخضع المشرع تسليم النسخ ألحكام مشددة حدد بمقتضاها األشخاص الذين لهم
الحق فيها وعددها وذلك حفاظا على حقوق المتعاقدين وتفاديا لكل إضرار بمصالحهم ،واألصل
ينص الفصل 440من ق.ل.ع على أنه " :النسخ المأخوذة من أصل الوثائق الرسمية والوثائق العرفية لها نفس قوة اإلثبات التي - 1
ألصولها ،إذا شهد بمطابقتها لها الموظفون الرسميون المختصون بذلك في البالد التي أخذت فيها النسخ ،ويسري نفس الحكم على النسخ
المأخوذة عن األصول بالتصوير الفوتوغرافي".
ويضيف الفصل 441من نفس القانون على أنه " :النسخ المأخوذة وفقا للقواعد المعمول لها عن المحررات الخاصة أو الهامة المودعة
في خزائن المستندات (األرشيف) بواسطة أمين هذه الخزائن تكون لها نفس قوة اإلثبات التي ألصولها ويسري نفس الحكم على نسخ الوثائق
المضمنة في سجالت القضاة إذا شهد هؤالء القضاة بمطابقتها ألصولها".
26
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أن تسليم نسخ من هذه العقود يقتصر فقط على من كان طرفا فيها ،فهم وحدهم من لهم
الصفة في طلبها والحصول على نسخ منها ،وبطبيعة الحال فهذا الحق يمتد ليشمل أيضا
ورثتهم ووكالئهم ،لكن قد يحدث أن يكون لغير هؤالء مصلحة في الحصول على نسخ من هذه
العقود يقتصر فقط على من كان طرفا فيها ،فهم وحدهم من لهم الصفة في طلبها والحصول
على نسخ منها ،وبطبيعة الحال فهذا الحق يمتد ليشمل أيضا ورثتهم ووكالئهم ،لكن قد يحدث
أن يكون لغير هؤالء مصلحة في الحصول على نسخ من هذه العقود ،لكن الموثق يمنع عليه
القيام بذلك لغير ذوي الشأن ، 1ويبقى الحل الوحيد أمامهم هو تقديم طلب إلى رئيس المحكمة
االبتدائية التي يعمل الموثق بدائرتها في إطار الفصل 2148من قانون المسطرة المدنية،
والحصول على إذن بذلك ،وعليه فإذا ما أراد أحد األغيار أن يطعن بالزور في الورقة المحررة
أو يثبت صوريتها ،فعليه أن يطلب صورة من المحرر بعد حصوله على إذن بذلك.
-تنص المادة 55من قانون 09ا 32على أنه " :يجب على الموثق أن يسلم نسخة لكل واحد من األطراف. 1
يحق لألطراف وورثهم ولوكالئهم أن يطلعوا على أصول العقود وملحقاتها وأن يسلموا نسخا ونظائر منها
ال يحق للغير أن يطلع على أصول العقود وملحقاتها أو يتسلم نسخا ونظائر منها إال بمقتضى مقرر قضائي.
يقصد بنظائر أصول الوثائق الملحقة في مفهوم هذا القانون النسخ التي يشهد الموثق بمطابقتها ألصولها"
-راجع الفصل 148من ق.م.م. 2
27
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
28
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
واالختصاص الموضوعي للموثقين المتعلق بالعقار هو أصل واستثناء ،فاألصل أن يكون العقار
محفظا أو مطلب تحفيظ واالستثناء أن يكون العقار غير محفظ.
وبقراءة مقارنة مع نص المادة 35من القانون رقم 32.09والفصل الخامس من
ظهير 1925الذي تم نسخه ،فإن صياغة المادة حصرت مجال العقود في تلك التي يفرض
القانون إعطائها الصبغة الرسمية ،أما ظهير 1925فقد نص بالتفصيل على نوعية العقود في
الفصل الخامس منه والتي البد لنا ونحن بصدد مقارنة القانونين اإلشارة إليها.
تحرير جميع الرسوم المشتملة على االعتراف بالملك العقاري؛
تحرير جميع الرسوم المشتملة على تفويت عقار؛
تحرير جميع الرسوم المشتملة على حقوق عقارية؛
تحرير جميع الرسوم المثبتة لاللتزامات والمضمونة بأمالك عقارية أو المغيرة أو المزيلة
لتلك االلتزامات ،بشرط أن يكون العقار الذي عليه مدار الرسوم والموجود بالمغرب،
مقيدا في كناش المحافظة العقارية ،أو يكون العقار في طور التحفيظ؛
كما يمكن للموثقين أن يتلقوا رسوم الصداق والهبة التي يتضمنها عقد النكاح وجميع
الوصايا المتعلقة بالعقارات الكائنة بالمغرب وحتى ولو لم تكن مقيدة في كناش المحافظة
العقارية ،ولم يطلب تقييدها في الكناش المذكور مع مراعاة الفصل 24من الباب الثالث
من الظهير واتباع ما يلي:
أن يبينوا في الرسم موقع العقار ونوعه ومساحته وحدوده؛
واذا كانوا يجهلون هذا يشهد أمامهم بصحة ما ذكر شاهدان قاطنان بدائرة المحكمة
االبتدائية التي يوجد بتراب نفوذها العقار؛
أن يبينوا أيضا في الرسم أصل الملكية وذلك بذكر الرسوم المدلى لهم بها باللغة العربية
أو غيرها ويقومون بتخليصها ،واذا لم يدلى لهم بأي رسم فيذكرون ذلك كما يصرحون
29
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
بأن أصل الملكية ال يستنتج إال من تصريح للمتعاقدين ،وهذه الموجبات المذكورة أعاله
فهي ليست واجبة إذا كان األمر يتعلق برسم وصية؛
كما يمكن لهم أيضا أن يحرروا جميع القائمات والتصفيات والقسمات الراجعة للعقارات
المذكورة؛
ويمكن لهم أيضا أن يتلقوا أو يحرروا جميع رسوم األكرية.1
وهناك من الفقه من يرى بأن الموثق يختص بتوثيق المعامالت التي لها عالقة ب:
عقود القانون الدولي الخاص؛
عقود التأسيس والتسيير القانوني للشركات وتعديل نظامها األساسي؛
العقود التجارية و البنكية؛
العقود المتعلقة بالعقار سواء كان محفظا أو غير محفظ أو في طور التحفيظ.2
هذا هو االختصاص الموضوعي بكيفية موجزة للموثقين ،فما هو االختصاص المكاني لهم؟
اإلجابة تتضمنها النقطة التالية.
.2االختصاص المكاني أو القليمي للموثق
إن تعيين الموثق 3وتحديد مقر عمله يتمان بقرار من رئيس الحكومة باقتراح من وزير
العدل والحريات ،بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة 11من القانون رقم 32.09
رأيها في الموضوع.
إبراهيم فكري " تمام البيع وما يترتب عنه من حقوق وأشياء في ق.ل.ع والتوثيق العصري والتوثيق العدلي في نظر قضاء األصل - 1
– واالجتهاد القضائي وآراء الفقه الحديث" مقال منشور ضمن اشغال ندوة نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق
مراكش ،ص.208 ،207
-عبد المجيد بوكير ،التوثيق العصري المغربي ،م.س ،ص .88-87 2
من ضمن المستجدات التي جاء بها القانون رقم 09ا 32فيما يتعلق بتعيين الموثق كونه أصبح يعين بمقتضى مقرر إداري بحيث - 3
يتم تعيينه وتحديد مقر عمله بقرار لرئيس الحكومة باقتراح من وزير العدل بعد إبداء اللجنة المنصوص عليها في المادة 11من القانون
رأيها في الموضوع (المادة 1من قانون 09ا.)32
30
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
واستنادا إلى المادة 12من القانون 32.09رقم فإن الموثق يمارس مهامه بمجموعة
التراب الوطني ،غير أنه يمنع عليه تلقي العقود وتوقيع األطراف خارج مقر مكتبه ،ويمكن
للموثق ألسباب استثنائية تلقي تصريحات أطراف العقد والتوقيع على العقود خارج مكتبه وذلك
بإذن من رئيس المجلس الجهوي واخبار الوكيل العام للملك لدى المحكمة المعين بدائرتها.
وبمقتضى هذه المادة فالمشرع ترك كامل الحرية لألطراف في اللجوء إلى أي موثق
يختارونه ،دون التقيد بضرورة اللجوء إلى الموثق الموجود بمكان إقامتهم ،و بالتالي فإنه ال
يوجد أي تأثير على صحة العقود والمعامالت التي قد يبرمها األطراف خارج مقر إقامتهم.
31
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
1
ثانيا :البيانات المضمنة بالعقد التوثيقي
تتحدد هذه البيانات فيما يلي :
.1البيانات الخاصة باألطراف المتعاقدة
بالرجوع إلى نص المادة 36من القانون رقم 32.09فإن العقود التي يتلقاها الموثق
ينبغي أن تتضمن على الخصوص البيانات اآلتية:
األسماء الكاملة لألطراف بما فيها :اسم األب واألم وباقي الموقعين على العقد
موطن وتاريخ ومكان والدة األطراف؛
جنسية األطراف؛
مهنة األطراف؛
نوع الوثيقة التي ثبتت هويتهم؛
الحالة العائلية مع ذكر النظام المالي للزواج عند االقتضاء؛
بيان أركان وشروط العقد؛
-هناك مجموعة من القواعد الشكلية ينبغي على الموثق احترامها أثناء تحريره للعقد سوف نتطرق لها على سبيل التوضيح واإلفادة: 1
أسلوب العقد :يجب أن تصاغ العقود بأسلوب سليم ،يفرغ إرادة المتعاقدين بدقة في صلب عقد رسمي ،وينقل المعنى عنهم في متن العقد
للحيلولة دون الوقوع في نزاعات بسبب غموض الذي يستوجب إعمال التفسير وفقا لقواعد قانون اإللتزامات و العقود ،وفي هذا اإلطار
ينص الفصل 461من ق.ل.ع على ما يلي " كانت ألفاظ العقد صريحة ،امتنع البحث عن قصد صاحبها".
لغة العقد :من بين المستجدات التي جاء بها المشرع في المادة 42من قانون 09ا 32إلزام الموثق بتحرير العقود باللغة العربية كقاعدة
عامة إال إذا اختار األطراف تحريرها بلغة أخرى ،وبذلك تماشت المادة مع ظهير التوحيد والتعريب والمغربة.
أحكام اإلحاالت والملحقات :ويقصد باإلحالة العالمة التي يضعها الموثق في المكان الذي حصل فيه نقص أو تعبير غامض للرجوع إلى
العالمة المشابهة لها الموجودة في الهامش أو أسفل المحرر ،وقد تطرق المشرع ألحكام اإلحاالت والملحقات في المادة 41من قانون
09ا " 32يحرر العقد تحت مسؤولية الموثق دون انقطاع أن بشر أو إصالح في صلبه أو إقحام أو كتابة بين السطور أو إلحاق أو
تشطيب أو ترك بياض باستثناء ما يفصل بين الفقرات والبنود ،وفي هذه الحالة وضع خط على البياض ترقم جميع الصفحات ويشار إلى
عددها في آخر العقد.
يجب تصحيح األخطاء واإلغفاالت بواسطة إحاالت تدون إما في الهامش أو في أسفل الصفحة.
يجب التنصيص في الصفحة األخيرة على الكلمات واألرقام الملغاة وعدد اإلحاالت واإلشارة إلى الحيز الفارغ من الكتابة مع بيان عدد
الخطوط التي وضعت عليه ،ويذيل الموثق هذه البيانات بتوقيعه وخاتمه مع توقيع باقي األطراف بعد إطالعهم على مضمون التصحيح
تكون ملغاة كل الكلمات أو األرقام التي وقع فيها بثر أو تشطيب أو ألحقت أو كتبت بين السطور ،في حالة عدم احترام المقتضيات
المنصوص عليها في الفقرة السابقة".
32
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
تنص المادة 271من مدونة األسرة على ما يلي " :ال يقوم الوصي أو المقدم بالتصرفات اآلتية إال بعد الحصول على اإلذن من - 1
33
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الوثائق اإلدارية بما فيها الشواهد والرخص والتصاميم 1وفي هذا اإلطار يتوجب على
الموثق التثبت من تذييل الوثيقة بإمضاء المسؤول وطابعه الخاص مع طابع اإلدارة
المصدرة للوثيقة ،وكون خاتم الجماعة التي قامت بتصحيح اإلمضاء واضحا ومقروءا
مع التنصيص على اسم الموقع باسم الجماعة.
كما يلتزم بعدم تضمين العقد أي شطب أو إضافة أو إقحام في البيانات األساسية في
الوثيقة المدلى بها إليه.
أما العقود والوثائق المبرمة بالخارج ،فيتعين على الموثق أن يتأكد من أنها مصححة
اإلمضاء من طرف القنصلية أو سفارة المغرب بالخارج ،وأنه قد خضع للمصادقة من طرف
و ازرة الخارجية بالمغرب.2
تضمنت المادة 139من المدونة العامة للضرائب حض ار على العدول والموثقين والمحافظين على األمالك العقارية ،وكذا المفتشين - 1
المكلفين بالتسجيل ،باستالم أو تحرير أو تسجيل العقود اآلتية ما لم تكن مرفقة بالوثائق أو الرخص اإلدارية المطلوبة وهي:
العقود المثبتة للعمليات المشار إليها في الظهير المؤرخ في 1963/9/26والمتعلق بمراقبة العمليات العقارية التي يقوم بإنجازها بعض
األشخاص والواقعة على األمالك الفالحية القروية ،أو المنصوص عليها في المادة 10من الظهير الصادر في نفس التاريخ والمتعلق
بتحديد الشروط التي تسترجع الدولة بموجبها أراضي االستعمار وذلك ما لم تكن تلك العقود مشفوعة برخصة إدارة مسلمة من طرف
السلطات المختصة.
-العقود المتعلقة بعمليات البيع أو اإليجار أو القسمة المشار إليها في المادتين 1و 58من القانون رقم 90ا 25المتعلق بالتجزئات
العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات ،حيث أن تسجيل هذه العقود مشروط بتقديم نسخ بمطابقتها لألصل إما من محضر التسليم
المؤقت أو بيان اإلذن الصادر بالتقسيم المشار إليهما بالمادتين 35و 61من القانون رقم 90ا ،25واما من شهادة إدارية مسلمة من طرف
رئيس المجلس البلدي الجماعي يشهد فيها بأن التصرف غير مشمول بمقتضيات القانون السالف الذكر.
-العقود المتعلقة بعملية مخالفة لمقتضيات القانون رقم 34/94الرامي إلى الحد من تقسيم األراضي الفالحية الواقعة داخل المناطق
السقوية أو تنمية األراضي غير المسقية.
فتسجيل هذا النوع من التصرفات ،يستلزم اإلدالء من طرف من له مصلحة بشهادة إدارية مسلمة من لدن وزير الفالحة يشهد فيها بأن
التصرف المراد تسجيل ،ال يعتبر مخالفا لمقتضيات القانون رقم .34/94
انظر في هذا الصدد :إبراهيم أحطاب " ،التزامات العدول والموثقين في قانون التسجيل الجديد" ،مداخلة في إطار ندوة توثيق التصرفات
العقارية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش يومي 11و 12فبراير ،2005ص.358-375
بناء على الفصل 432من ق.م.م والذي ينص على أنه " تكون العقود المبرمة بالخارج أمام الضابط والموظفين العموميين - 2
المختصين أيضا قابلة للتنفيذ بالمغرب بعد إعطائها الصيغة التنفيذية ضمن الشروط المقررة في الفصول السابقة".
34
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ونشير في السياق ذاته أنه لكي يتسنى للموثق تكوين تصوره المبدئي لشكل العقد
الذي سيعتمده وكذا طبيعة البيانات الواجب تضمينها فيه ،يحرص هذا األخير على أن
يحصل على جميع المعلومات الشخصية المتعلقة باألطراف.
وهكذا فإنه إذا تعلق العقد بالبيع فإنه يحصل على المعلومات المتعلقة بالبائع ،وعلى
المعلومات المتصلة بالعقار من الناحية القانونية ،والطبوغرافية والجبائية ،إذ أن أول ما يقوم
به الموثق قبل تحرير عقد متعلق بالمجال العقاري هو التأكد من وضعيته القانونية وهل هو
عقار محفظ أو غير محفظ أو في طور التحفيظ؟
و حتى يتأتى له الحصول على هذه المعلومات إذا ما تعلق األمر بعقار محفظ ،فإن
األمر يست وجب اللجوء إلى المحافظة على األمالك العقارية قصد الحصول على المعلومات
الشخصية للمالك ،والمعلومات المتعلقة بالملك المراد تفويته ،ويقوم بطلب شهادة الملكية من
المحافظة العقارية التي يوجد بدائرة نفوذها العقار ،والتي تبين إما خلو العقار من التكاليف
والرهون المت علقة بهذا العقار أو أنه مثقل بالرهون والتحمالت ،وهذا ما يجعل الموثق على
دراية تامة بوضعية العقار ،ويتعين على الموثق االبتعاد عن استقاء هذه المعلومات بطريقة
شفوية من أعوان المحافظة والتي قد ال تماثل الحالة الطبوغرافية للعقار.1
.3تاريخ ومكان إبرام العقد الرسمي
من العناصر التي ال ينبغي إغفالها تاريخ العقد وجوبا باعتباره شرطا جوهريا من
شروط صحة العقد الرسمي ،لما له من أهمية في حماية الحق الذي شهد به ويمكن للعقد
أن يتضمن عدة تواريخ بحسب تعدد األطراف وتوقيعاتهم ،وينبغي ذكر التاريخ مفصال
رشيد خير ،مسؤولية الموثق في التشريع المغربي ،رسالة لنيل ماستر الدراسات العقارية والتعمير وحدة العقار والتعمير ،جامعة - 1
35
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
بالسنة واليوم والساعة 1حسب ما نصت عليه المادة 43من القانون رقم 32.09وجزاء
تخلف هذا الشرط هو بطالن العقد كوثيقة رسمية مع احتفاظها بالحجية العرفية.2
هذا فيما يخص تاريخ العقد ،أما بخصوص مكانه فإن المشرع ألزم الموثق بذكر مكان
إنشاء العقد لما في ذلك من أهمية في التأكيد على توقيع العقد بديوانه وبالتالي احترامه
الختصاصه المكاني ،وفيما يخص جزاء تخلف هذا البيان ،فالمشرع لم يرتب ذات الجزاء
الخاص بتخلف شرط التاريخ.3
.4توقيع األطراف وتوقيع الموثق للمحرر
يتعين على الموثق بعد القيام بقراءة بنود العقد سواء بنسفه أو بواسطة ترجمان أو
الشخص الذي أوكل إليه القيام بهذه المهمة ،تذييل المحرر طائلة البطالن باألسماء الكاملة
لألطراف والترجمان والشهود إن وجدوا ،والذين يضعون توقيعاته الخطية والبصمة إن
اقتضى القانون ذلك على كل صفحة ويضع توقيعه مع خاتمه في آخر العقد ،بحيث إن
آخر من يضع توقيعه على العقد هو الموثق ،4واال كنا أمام تزوير معنوي من طرفه ألنه
سيشهد على توقيعات لم تتم بعد ،وتوقيع الموثق على العقد يضفي الصفة الرسمية عليه ،إن
تم بطريقة قانونية أو استوفى كافة البيانات والشروط واحترمت فيه جميع اإلجراءات.5
وبعد إضفاء الصبغة الرسمية على العقد ،فإن الموثق يبقى ملزما بالقيام بمجموعة من
اإلجراءات الشكلية التي تتدخل فيها إدارة التسجيل والتمبر ،مديرية الضرائب وكذلك الوكالة
-ذكر الساعة يعتبر من المستجدات التي جاء بها القانون رقم 09ا.32 1
- 2للمزيد من المعلومات بخصوص الوثيقة الرسمية و الوثيقة العرفية يمكن الرجوع إلى :حليمة بن حفو ،الرهن الرسمي بين الرسمية و
العرفية في التشريع المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة وحدة البحث والتكوين في القانون المدني نوقشت بكلية الحقوق
جامعة القاضي عياض مراكش ،السنة الجامعية 2001/2000ا
-رشيد خير ،مرجع سابق ،ص.26-25 3
جاءت المادة 45من القانون رقم 09ا 32باستثناء قد يرد على هذا االلتزام " إذا توفي الموثق قبل أن يوقع على العقد الذي تلقاه - 4
وبعد توقيع األطراف والترجمان والشهود إن وجدوا ،أمكن لرئيس المحكمة االبتدائية الواقع بدائرتها مقر عمل الموثق أن يأمر بناء على
طلب المتعاقدين بتذييل العقد بتوقيع موثق آخر بحضورهم وموافقتهم على مضمونه بعد قراءته عليهم من جديد".
-رشيد خير ،مرجع سابق ص.37-36 5
36
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الوطنية للمحافظة العقارية والخرائطية والمسح العقاري التي يوجد بدائرتها العقار وهذا ما
سنحاول اإلحاطة بمختلف جوانبه في(المطلب الثاني ).
37
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-تسجيل العقود الرسمية بمكتب التسجيل الواقع في دائرة المحكمة التابع لها ديوان الموثق. 1
إبراهيم أحطاب ،جبائية العقود بين مقتضيات قانون التسجيل وأحكام القانون الخاص ،مداخلة في إطار ندوة األنظمة العقارية في - 2
المغرب ،نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش يومي 5و 6أبريل 2002الطبعة األولى 2003ص
.171
لإلطالع على تعريفة واجبات التسجيل ،انظر المادة ( 133الواجبات النسبية) ،المادة ( 135الواجبات الثابتة من المدونة) العامة - 3
للضرائب.
38
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وتدخل العقود المحررة من طرف الموثقين ضمن خانة العقود الرسمية التي ينبغي
تسجيلها بشكل إجباري.
وبناء عليه فإن الموثق يبقى ملزما بتقديم سجالت التحصين 2إلى المفتش قصد
التأشير عليها واستيفاء إجراء تسجيل العقد وأداء الواجبات في األجل المحدد قانونا ،3على أنه
يبقى األطراف ملزمين لوحدهم بأداء الواجبات التكميلية مع الزيادات المطالب بها على إثر
سلوك مسطرة مراجعة التصريحات التي تبين أنها ال تطابق القيمة التجارية الحقيقية في تاريخ
التفويت ،كما يجب على الموثق الذي يحرر عقودا رسمية مؤسسة على عقود عرفية غير
-هن اك مجموعة من العقود معفاة من التسجيل يكون موضوعها مثال تنظيم وتدبير مصالح وحاجيات ذات نفع عام أو التي تنجز في 1
إطار اإلجراءات أو المساطر اإلدارية المختلفة ،قرر المشرع إعفائها كليا من ضريبة التسجيل ،انظر المادة 129من المدونة العامة
للضرائب المعدلة والمتممة بقانون المالية لسنة .2014
تنص المادة 51من القانون رقم 09ا 32رقم على ما يلي " يمسك الموثق سجال للتحصين يحدد شكله بقرار لوزير العدل ،ويؤشر - 2
على كل صفحاته رئيس المحكمة االبتدائية الواقع بدائرتها مقر عمل الموثق أو نائبه بابع المحكمة وتوقيعه .يضمن الموثق في هذا السجل
البيانات الموجزة للعقود التي يتلقاها ،حسب األرقام التسلسلية ،يوما فيوما بدون ترك بياض وال مسافة بين السطور.
يجب أن يتضمن كل فصل خاص بالعقد:
رقم العقد الترتيبي؛ -
تاريخه؛ -
موضوعه؛ -
األسماء الكاملة لألطراف وجنسيتهم وموطنهم؛ -
بيان األموال وتحديد موقعها وثمنها إذا كان األمر يتعلق بحق ملكية أو انتفاع أو استغالل؛ -
مراجع التسجيل. -
يتعين على الموثق أن يقدم هذا السجل إلى مفنش الضرائب المكلف بالتسجيل المختص وذلك خالل عشرة أيام التي تلي نهاية كل شهر
قصد التأشير عليه وحصر عدد العقود المقيدة فيه
يمسك الموثق أيضا سجال للوصايا يحدد شكله ومضمونه بقرار لوزير العدل"
ويقع على عاتق الموثق بهذا الخصوص االلتزام باإلشعار وتقديم النصح للملزمين إذ يتوجب عليه إطالع اإلطراف على بنود العقد - 3
المبرم مع تذكيرهم بمقتضيات المواد (186باء )2-و 187و 208و 217من المدونة العامة للضرائب المتعلقة على التوالي بما يلي:
أ -حق المراقبة المخول لإلدارة لمراجعة األثمان والتصريحات التقديرية المعبر عنها في العقود واالتفاقات متى تبين أنها ال تطابق القيمة
التجارية الحقيقية لألمالك المفوتة في تاريخ التفويت.
ب -الجزاءات التي يمكن فرضها عند ثبوت مخالفة نقصان الثمن إما عن طريق دراسة معدل األثمان باالرتكاز على مقارنة واما باالستناد
إلى إجمالي الدخول الناتجة عن استغالل العقار المفوت.
راجع :إبراهيم أحطاب ،مرجع سابق ،ص .359-358
39
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
مسج لة أو مستخلصة منها ،إيداعها هي األخرى موازاة مع إيداع العقود الرسمية قصد األداء
عنها بمكتب التسجيل ،تطبيقا لنص المادة 137من المدونة العامة للضرائب.1
واجراءات التسجيل تشكل وحدة كاملة ال يمكن تجزئتها ،بحيث يتم تسجيل العقود
والتصريحات يوما بيوم وبالتتابع بمجرد تقديمها للتسجيل حسب ما نصت عليه المادة 138من
المدونة العامة للضرائب والتي جاء فيها ما يلي ":يجب أن تسجل العقود والتصريحات يوما بيوم
وبالتتابع بمجرد تقديمها للتسجيل"...
وينبغي على الموثق احترام آجال التسجيل المنصوص عليها بمقتضى المادة 128من
المدونة العامة للضرائب ،والتي تتحدد في 30يوما تخضع لها كل العقود واالتفاقات الواردة في
المادة 127والتي تبدأ من تاريخ إنشائها كقاعدة عامة.2
-تنص المادة 137من المدونة العامة للضرائب على ما يلي" : 1
.1التزامات الموثقين:
يجب على الموثقين أن يضمنوا العقود والبيانات والتصاريح التقديرية الالزمة لتصفية واجبات التسجيل.
يلزم الموثقون العبريون بترجمة عقودهم شفاهيا لمفتش الضرائب المكلف بالتسجيل وتزويده بالبيانات الالزمة لتصفية واجبات التسجيل.
يجب على الموثقين أن يقدموا سجالت التحصين إلى المفتش قصد التأشير عليها استيفاء إجراء تسجيل العقود وأداء الواجبات في األجل
المحدد على ضوء النسخ الرسمية التي يحررونها لهذا الغرض.
...غير أنه يجب على الموثق أن يودع لدى مكتب التسجيل المختص نسخة من العقد العرفي الذي قام بتحريره تحت طا\لة تطبيق قواعد
التضامن المنصوص عليه بالمادة 183الفقرة الثانية أدناه.
يجب على الموثقين والمواطنين المزاولين مهام التوثيق الذين يحررون عقودا رسمية مؤسسة على عقود عرفية غير مسجلة أو مستخلصة
منها أو يقومون بتسليمها من أجل إيداعها بمحفوظاتهم ،أن يلحقوا العقود العرفية اآلنفة الذكر بالعقد الذي يحيل عليها وأن يقدمواها إلجراء
التسجيل مع أداء الواجبات المستحقة وكذا الذعيرة والزيادات المترتبة على العقود العرفية المذكورة".
تعتبر هذه اآلجال كاملة ال يحتسب فيها اليوم األول واألخير حسب ما نصت عليه المادة 245من مدونة التسجيل والتنمبر: - 2
"اآلجال المتعلقة بالمساطر المنصوص عليها في هذه المدونة آجال كاملة بحيث ال يعتبر في الحساب اليوم أألول من اآلجل ويوم حلول
اآلجل.
إذا صادفت اآلجال المحددة والمشار إليها أعاله يوم عيد أو عطلة قانونى تم إرجاء حلول األجل إلى اليوم األول من أيام العمل التالية"
40
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-تنص المادة 63من المدونة العامة للضرائب لسنة 2014والتي جاء فيها " :تعفى من الضريبة: 1
أ -الربح المحصل عليه من لدن كل شخص يقوم خالل السنة المدنية بتفويت عقارات ال يتجاوز مجموع قيمتها مائة و أربعون أف درهم
(.)140000
ب –الرح المحصل عليه من تفويت عقار أو جزء من عقار يشغله على وجه سكنى رئيسية منذ ستة سنوات على األقل في تاريخ التفويت
المذكور مالكه أو أعضاء الشركات ذات الغرض العقاري المعتبرة ضريبيا"...
رشيد خير ،مرجع سابق ،ص55-54 - 2
يمكن األمر أن يتعلق بالضرائب التالية :الضرائب الحضرية ،الضريبة على األرباح العقارية ،الضريبة العامة على الدخول - 3
العقارية....
تنص المادة 139من المدونة العامة للضرائب على ما يلي" :يحظر على العدول و الموثقين و غيرهم ممن يزاولون مهام التوثيق, - 4
أن يحرروا أي عق د يتعلق بتفويت أو تخل عن عقار ,ما لم تسلم إليهم شهادة من مصلحة تحصيل الضرائب و الرسوم المستحقة على
العقار المذكور و المتعلقة بالسنة التي حصل فيها التفويت أو التخلي و بالسنوات السالفة".
41
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
بتصفية كل الديون المترتبة على العقار من رهون في حالة وجودها حتى يتسنى له تقييد العقد
بالرسم العقاري ،وهذا ما ستناوله في الفقرة الموالية من خالل عرضنا للضوابط التي ينبغي
للموثق التقيد بها من أجل القيام بعملية الشهر بالرسوم العقارية لدى المحافظة العقارية.
تنص المادة 4من القانون رقم 08ا 39المتعلق بمدونة الحقوق العينية على ما يلي " :يجب أن تحرر – تحت طائلة البطالن – - 1
جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي أو بمحرر
ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لم ينص قانون خاص على خالف ذلك.
يجب أن يتم توقيع العقد المحرر من طرف المحامي والتأشير على جميع صفحاته من أألطراف ومن الجهة التي حررته .تصحح
إمضاءات األطراف من لدن السلطات المحلية المختصة ويتم التعريف بإمضاء المحامي المحرر للعقد من لدن رئيس كتاب الضبط
بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرتها".
هناك بعض القوانين الخاصة التي منحت هي األخرى االختصاص للموثق إلى جانب بعض المهنيين لتحرير بعض العقود ونخص - 2
بالذكر هنا:
-قانون 51ا 00المعلق باإليجار المنفضي إلى تملك عقار؛
-قانون 01ا 00المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات المبنية؛
-قانون 44ا 00المتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز.
- 3الظهير الشريف رقم 177ا11ا ، 1الصادر بتاريخ 22نونبر 2011بتنفيذ القانون رقم 07ا 14المتعلق بالتحفيظ العقاري ،المنشور
بالجريدة الرسمية عدد .5998
42
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وحتى يقوم المحافظ على األمالك العقارية بتقييد العقد التوثيقي ،فإن الموثق ينبغي له
تضمينه جميع البيانات وارفاقه بجميع الوثائق التي يجب أن تكون صحيحة سليمة ،ويقوم
بتصفية كل الديون المترتبة على العقار من رهون في حالة وجودها حتى يتسنى له تقييد العقد
بالرسم العقاري واال عرض نفسه للمساءلة.
وتجدر اإلشارة إلى أن تفويت العقار المرهون ممكن ،إال أن التفويت معلق على شرط
وفاء الدين المضمون سواء من طرف المدين الراهن أو من طرف المفوت إليه حسب مقتضيات
الفصل 1177من ق.ل.ع .1فالموثقون حينما يبرمون عقد تفويت عقار مرهون عليهم أن
يحرصوا على حماية حقوق المدين الراهن المقيد رهنه بالرسم العقاري وعلى حماية المشتري
الذي يرغب في شراء العقار خاليا من كل رهن أو تكليف ،وحماية هؤالء األشخاص يجب أن
يوفرها لهم الموثق من خالل إطالعه على معطيات ملف القضية بالمحافظة العقارية2وتنبيه
المتعاملين إلى ذلك.
وبناء عليه يبقى الموثق ملزما بإرفاق العقد بما يفيد تصفية الرهن أو الحجز أو غير
ذلك من التحمالت ، 3دون أن ننسى أنه يتعين عليه التقيد باآلجال المنصوص عليها في الفصل
65من قانون ،407.14وذلك لكون المحافظ لن يقوم بإجراء التقييد إال بعد تأكده من صحة
كافة الوثائق واال رفض تقييد العقد في الرسم العقاري لعدم توفره على الشروط الضرورية.
ينص الفصل 1177من ق.ل.ع .على ما يلي ":من رهن شيئا ال يفقد الحق في تفويته،إال أن كل تفويت يجريه المدين أو الغير - 1
مالك الشيء المرهون يتوقف نفاذه على شرط وفاء الدين المضمون من أصل وتوابع ،ما لم يرتض الدائن إقرار التفويت".
وسيلة اإلطالع على الرسم العقاري بالمحافظة العقارية تكون دائما قبل تحرير العقد ،من خاللها يتمكن الموثق من الوقوف على - 2
الوضعية القانونية للعقار موضوع العقد ،أو يقوم بطلب شهادة الملكية من المحافظة تثبت هاته الوضعية.
-المقصود هنا شواهد رفع اليد عن الرهن أو الحجز أو اإلبراء من الدين...إلخ 3
-ينص الفصل 65من القانون رقم 07ا 14على أنه ":يحدد أجل إنجاز التقييد المنصوص عليه في الفصل 65في ثالثة أشهر ويسري 4
-1للق اررات القضائية ابتداء من تاريخ حيازتها لقوة الشيء المقضي به؛
43
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وال يجوز للمحافظ على األمالك العقارية والرهون أن يستلم قصد القيام بإجراء التقييد
في السجالت العقارية عقدا خاضعا إجباريا للتسجيل يتعلق بإحدى التصرفات المشار إليها في
الفقرة األولى من المادة 127من المدونة العامة للضرائب 1لم يتم تسجيله مسبقا.
يستفاد من ذلك أن على المحافظ التحري عن مراجع تسجيل العقد والتأكد من سبقية
األداء والتأشير عليه ،فإذا ظهر أن العقد لم يخضع بصفة أولية للتسجيل ،امتنع عليه اعتماده
لمباشرة إجراء إحدى التقييدات الرامية إلى إنشاء أو نقل أو إنهاء حق عيني.2
= غير أن هذا األجل ال يسري على العقود المشار إليها في البندين 2و 3أعاله إذا:
-تعلقت باألكرية أو اإلبراء أو الحوالة المنصوص عليها في الفصل 65من هذا القانون.
إذا لم يطلب التقييد بالرسم العقاري ولم تؤد رسوم المحافظة العقارية داخل األجل المقرر أعاله ،فإن طالب التقييد يلزم بأداء غرامة تساوي
خمسة في المائة من مبلغ الرسوم المستحقة ،وذلك عن الشهر األول الذي يلي تاريخ انقضاء األجل المذكور و 0,5في المائة عن كل شهر
أو جزء من الشهر الموالي له.
يمكن لمدير الوكالة الوطنية للمحاف ظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،في حالة القوة القاهرة ،أن يمنح اإلعفاء من الغرامة المنصوص
عليها أعاله بعد اإلدالء بأي وثيقة تفيد ذلك".
- 1تنص المادة 127من المدونة العامة للضرائب على أنه ":تخضع وجوبا إلجراء و واجبات التسجيل ،و لو كانت بسبب ما يشوبها من
عيب شكلي ،عديمة القيمة :
-جميع اإلتفاقات ،المكتوبة أو الشفوية وكيفما كان شكل المحرر المثبت لها ،عرفيا أو رسميا ( توثيقي أو عدلي أو عبري ،قضائي أو
غير قضائي) والمتعلقة بما يلي:
-التفويتات بين األحياء ،بعوض أو بغير عوض ،مثل البيع أوالهبة أو المعاوضة فيما يخص:
أ -العقارات ،المحفظة او غير المحفظة ،او الحقوق العينية الواقعة على العقارات المذكورة،
ب -الملكية أو حق الرقبة او حق اإلنتفاع الواقعة على األصل التجاري أو الزبائن"...
رشيد خير ،مرجع سابق ،ص.53-52 - 2
44
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عرف تكييف العالقة الرابطة بين الموثق وزبونه اختالفا بين الفقهاء ،حيث يرى جانب
من الفقه أن عالقة الموثقين بزبنائهم هي عالقة تعاقدية على اعتبار أن المشرع نفسه كيف
العالقة بين أرباب المهن الحرة والزبائن على أساس العقد ،إضافة إلى أن الزبون لما يتوجه
لمكتب الموثق ،يعتبر قابال لإليجاب الموجه من طرف هذا الموثق للجمهور ،وبانعقاد هذا
القبول يتم العقد كامل الشروط واألركان (المطلب األول) ،ويرى جانب آخر أن عالقة الموثق
بزبونه يجب أن تبتعد تماما عن العقد وأن تخضع لقواعد المسؤولية التقصيرية ،على اعتبار أن
التزامات الموثق تجد أساسها في القانون من خالل قانون 32.09وال دخل لألطراف في
تقريرها(المطلب الثاني).
-1قرار صادر عن المجلس األعلى بتاريخ 20يوليوز 2006تحت عدد ،21114منشور بمجلة محكمة اإلستئناف بالدار البيضاء ،العدد
الثاني ،السنة .2012
45
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إزاءهم بهذا العمل هو التزام بتحقيق غاية يستوجب اتخاذ الحيطة في تنفيذه ،حيث تبلغ مقدار
العناية المطلوبة في ذلك الدرجة القصوى ،إذ يطلب منه دائما تحقيق هذه الغاية من عمله".1
إال أنه ملزم ببذل العناية بخصوص إرشاد زبنائه ونصحهم فيما يخص البيانات
الموضوعية ،بل أنه ملزم بإبراز مزايا المحررات الرسمية للزبناء قبل أن يقدم على تحرير
المحررات لهم ،كما يبقى ملزما بالقيام باإلجراءات الشكلية الواجبة إلتمام العقد سواء تعلق األمر
بالتسجيل لدى إدارة التسجيل والتمبر أو تطهير العقار من الضرائب 2أو تقييد 3العقد لدى
مصالح المحافظة العقارية ،والتي سنتطرق إليها في المبحث الثاني بالتفصيل وفي هذا الصدد،
قضى المجلس األعلى – محكمة النقض حاليا – في قرار عدد 823صادر بتاريخ 23فبراير
2010حيث جاء فيه " تكون المحكمة قد بنت قرارها على أساس ما ثبت لها أن الموثق الذي
أنجز عقد بيع العقار لم يقم بتسجيله بالمحافظة العقارية لكونه كان مثقال بحجز تحفظي لدى
الغير وقضت في مواجهته شخصيا وكذلك البائع بالتعويض عن الضرر الالحق بالمشتري،
المتمثل في حرمانه من الحيازة القانونية للعقار مدة سنة ،أدى خاللها أقساط قرض وفوائد بنكية
-قرار ذكرته لطيفة أمهضون ،العمل القضائي المرتبط بمسؤولية الموثقين والعدول ومحرري العقود ،مجلة محكمة االستئناف بالدار 1
للحكم على الطاعن بأداء المبلغ موضوع الدعوى على علة أن الموثق أخل بالتزام قانوني نصت عليه المادة 95من مدونة تحصيل الديون
العمومية التي بمقتضاها يتعين على العدول والموثقين ،أوكل شخص آخر مارس مهامه توثيقية أن يطالب في حالة انتقال ملكية عقار أو
تفويته ،وكذا السنوات السابقة تحت طائلة إلزامهم بأدائها على وجه التضامن ،وأنه كان عليه أن يجبر البائع على مده بشهادة تثبت أداء
حصص الضرائب والرسوم المثقل بها العقار ،ولعدم مراعاته مقتضيات الفصل المذكور يكون مسؤوال عن الضرر الحاصل للمدعية
مسؤولية تضامينة ،في حين أن الفصل 95من مدونة التحصيل ،وما يلزم به الموثق من المطالبة باإلدالء بشهادة مصالح التحصيل تثبت
أداء حصص الضرائب المثقل بها العقار ،تحت طائلة إلزامه بأدائها على وجه التضامن مع الملزم ،هو مقرر لفائدة الدولة وليس لفائدة
المطلوب ،وال يمكن اعتماد الفصل المذكور للحكم على الموثق بأدائه للمطلوبة باعتبارها مشترية للعقار المبيع مبلغ الضريبة الملقى على
عاتق البائعة بمقتضى عقد البيع ،خاصة وأن الموثق أدى للقابض جميع ما تبقى لديه من ثمن البيع بعد رفعه للرهن ،والقرار أساء تطبيق
الفصل 95المذكور مما يعرضه للنقض" .منشور بمجلة األمالك العدد التاسع سنة ، 2011ص .213
-ينبغي هنا التمييز بين مفهوم التسجيل لدى مصلحة التسجيل التابعة لو ازرة المالية والمكلفة باستيفاء الرسوم عن كل المعامالت 3
العقارية والتي يتم إبرامها بين األفراد ،وبين مفهوم التقييد لدى المحافظة العقارية والذي يترتب عليه تسجيل الدقة بصفة قانونية لدى إدارة
التسجيل l’enregistrementوالتقييد لدى المحافظة العقارية .l’inscription
46
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وتعرض ل خسائر مادية ،معتبرة بما لها من سلطة تقديرية أن الحيازة الفعلية للعقار من طرف
المشتري بتسليم مفاتيحه من البائع فور إبرام العقد التوثيقي غير كافية وحدها للقول بعدم وجود
الضرر ،إذ أن تعذر الحيازة القانونية للعقار بسبب الحجز يحرم المشتري من التصرف فيه
بالبيع".1
ويرى بعض الفقه 2والقضاء المغربي 3والفرنسي 4على اعتبار أن مسؤولية الموثق
المدنية عن أخطائه المهنية مسؤولية عقدية أساسها اإلخالل بالتزام عقدي ،بالرغم من أن
التزامات الموثق تجد أساسها في القانون رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق وال دخل لألطراف
في تقريرها.
بحيث تتم مساءلته وفق مقتضيات الفصل 230من قانون االلتزامات والعقود ،5سواء
عن أخطائه المهنية من جهة أو عن أخطاء غيره من مستخدميه والمتمرنين لديه من جهة ثانية
إال أنهم اختلفوا حول أساس المسؤولية ،حيث توزعت اآلراء إلى نظريتين :نظرية العقد المسمى
(الفقرة األولى) ونظرية العقد الغير المسمى( 6الفقرة الثانية).
-قرار عدد 832صادر بتاريخ 23فبراير 2010في الملف المدني عدد ،2008/5/1/3987مجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،73 1
،2011ص.100
-عبد المجيد بوكير ،التوثيق العصري المغربي ،م.س ،ص .202-201 2
-حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالرباط رقم 360ملف عدد 99/44/1بتاريخ 4ماي 2000منشور بكتاب لبنى الوزاني، 3
المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء العمل القضائي ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،الطبعة األولى ،2011ص 7و.8
4
- La jurisprudence choisit donc en apparence, une solution concrète au problème posé par le fondement
de la responsabilité notariale. Celle-ci a une double nature, tantôt délictuelle ou quasi délictuelle, tantôt
contractuelle ou quai contractuelle : tout dépend des circonstances et du rôle assumé par l’officier public
(V.Mazeaud et Tunc, Traité théorique et pratique de la responsabilité civile, E.1,6, emme éd,
Montchrestien, no 514, p.600.
- 5راجع الفصل 230ق ل ع
-العقود المسماة هي العقود التي خصها القانون بالنص على أحكامها لكثرة تداولها بين الناس وأمثالها عقد البيع واإليجار والوكالة 6
والمقاولة ،وأعطاها المشرع أهمية بالنص على أحكامها لضرورات اجتماعية واقتصادية.
أما العقود غير المسماة فهي غير المعروفة باسم خاص ولم يخصها المشرع بأحكام خاصة وأنها تنطبق عليها القواعد العامة للعقود ،والى
هذا التمييز بين العقود وما تسري عليها من أحكام أشارت المادة 1107من القانون المدني الفرنسي بقولها:
"Les contrats, soit qu'ils aient une dénomination propre, soit qu'ils n'en aient pas, sont soumis à des règles
générales, qui sont l'objet du présent titre. Les règles particulières à certains contrats sont établies sous les titres
relatifs à chacun d'eux ; et les règles particulières aux transactions commerciales sont établies par les lois
"relatives au commerce.
47
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
48
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المشتري مثال) وقد تهم الطرفان معا ،ففي هذه الحالة األخيرة يكون الموثق وكيال عن كال
الطرفين.
والقول باعتبار العالقة بين الموثق وزبونه تجد أساسها في عقد الوكالة الذي يجمع
بينهما يقتضي إبداء المالحظات التالية:
إن الوكالة كغيرها من العقود تقتضي وجود طرفين وكيل وموكل ،وهنا يتعلق األمر
بالموثق والزبون ،وهذه العالقة التعاقدية التي مصدرها عقد الوكالة تفرض على الموثق االلتزام
بتنفيذ الوكالة في الحدود المرسومة لها ،أي أن يقوم بالعمل واألعمال القانونية التي وكل فيها،
وما يتبع ذلك من أعمال مادية ملحقة دون نقص أو زيادة ،1والمهمة المنوطة بالموثق هنا تتمثل
في القيام بكل اإلجراءات الالزمة لتوثيق العقد واضفاء الصبغة الرسمية عليه ،كما تفرض عليه
تقديم حساب للزبون عن مختلف المصاريف التي أنفقها من أجل ذلك ،وذلك باإلدالء بكل
الوصوالت المثبتة لها ،كما يلتزم الزبون باعتباره الموكل بدفع األجر إلى الموثق الوكيل ،وكذا
مختلف المصاريف التي اضطر لصرفها إلتمام عملية التعاقد ،والسيما الرسوم المستحقة
لإلدارات العمومية ومصارف التنقل.
يعتبر عقد الوكالة من العقود الرضائية التي ال تتطلب شكال معينا إال إذا وردت على
تصرف يتطلب المشرع إبرامه في شكل معين ،بحيث يجب أن تتخذ شكل التصرف المتعلق
به ،2وبالنسبة للعالقة بين الموثق وزب ونه ،فإنها ال تخضع لشكل معين ،وال تتطلب وجود عقد
مكتوب بينهما يبين حقوقهما والتزاماتهما.
-عبد السالم أحمد فيغو ،العقود المدنية الخاصة في القانون المغربي ،الوديعة ،العارية ،القرض ،الوكالة ،عقود الغرر ،الصلح ،الكفالة، 1
الرهن الحيازي ،الطبعة األولى ،2008مطبعة دار األمان بالرباط ،نشر وتوزيع دار اآلفاق المغربية للنشر و التوزيع الدار البيضاء ،ص
.200
-ينص الفصل 887من ق.ل.ع على أنه " :يجوز إعطاء الوكالة في شكل يخالف الشكل المتطلب إلجراء التصرف الذي يكون محال 2
لها".
فإذا اشترط المشرع أن يكون العقد في محرر رسمي فإن الوكالة يجوز أن تكون في محرر عرفي.
49
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أما محل عقد الوكالة فإنه يكون دائما تصرفا قانونيا ولو ترتب عن هذا التصرف القيام
بأعمال مادية تعتبر ملحقة به وتابعة له ،وهذا ما يميز عقد الوكالة عن غيرها من العقود كعقد
1
الشغل مثال ،فاألعمال التي يؤديها الوكيل لحساب الموكل تعد أعماال قانونية وليست مادية.
تتميز الوكالة أيضا بتغليب االعتبار الشخصي ،فالموكل أدخل في اعتباره شخصية
الوكيل وهذا األخير أدخل في اعتباره شخصية الموكل ،2إال أنه إذا كانت شخصية الموثق محل
اعتبار بال نسبة للزبون فإن شخصية هذا األخير ليست كذلك بالنسبة للموثق ،مادام هذا األخير
ملزم بتقديم خدماته لعامة الناس دون تفرقة بينهم.
يضاف إلى ذلك أن وكالة الموثق وكالة من نوع خاص ،حيث تخول للموثق تمثيل
الزبون أمام اإلدارات العمومية والخاصة والقيام باإلجراءات الالزمة لذلك ،وهذا الرأي الذي تبناه
بعض الفقه والقضاء حيث يعتبر أن العقد الذي يربط الموثق بزبونه هو عقد وكالة ،إال أنه
وبخصوص هذه الفرضية تبدوا في نظرنا غير صائبة وذلك لعدم انسجام أحكام عقد الوكالة مع
الدور الذي يضطلع به الموثق في المجتمع وذلك ألسباب نذكر من بينها:
فبينما ال يشترط في الوكيل إال أن يكون ممي از ومتمتعا بقواه العقلية ،3يفرض القانون
على الموثق أن يكون بالغا من العمر 23سنة حين ترشحه للمباراة (المادة 3من قانون
.)32.09
كما أن التزام الوكيل هو التزام ببذل عناية ،سواء كانت عناية الشخص المعتاد إذا
كانت الوكالة بأجر 4أو العناية التي يبذلها الوكيل في تنفيذ أعماله الخاصة إذا كانت بدون
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،الجزء السابع ،المجلد األول ،العقود الواردة على العمل ،الطبعة 2
نفس األهلية في الوكيل ،حيث يكفي فيه أن يكون متمتعا بالتمييز وبقواه العقلية ،ولو يجري باسم الغير ما ال يستطيع أن يجريه باألصالة
عن نفسه".
-ينص الفصل 303من ق.ل.ع على أنه " ...االلتزامات المذكورة في الفصل السابق يجب أن نراعي على شكل أكثر صرامة. 4
أوال :عندما تكون الوكالة بأجر ثانيا :عندما تباشر الوكالة في مصلحة قاصر أو ناقص أهلية أو شخص معنوي".
50
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أجر .1أما التزام الموثق فهو التزام بتحقيق نتيجة معينة وهي تحرير العقود واضفاء الرسمية
عليها وفق الشروط واإلجراءات المسطرة في القانون رقم .32.09
أما من حيث االنقضاء ،فإن الوكالة تنقضي بموت الموكل أو الوكيل ،2في حين ال
يتصور أن ينقضي التزام الموثق بموت الزبون ،فالموثق يبقى ملتزما بتتبع اإلجراءات الخاصة
بتحرير العقد واضفاء الرسمية عليه إلى حين تمامه.
كما أن المادة 347من قانون 32.09خولت للموثق تمثيل زبونه أمام إدارة التسجيل
والمحافظة العقارية وقيامه بإجراءاتها دون لزوم توكيل كتابي ،إذ تعتبر نيابة قانونية ووجوبية.
إال أنه تجدر اإلشارة أنه في الجانب العملي درج الموثقون على تضمين عقودهم بندا
يتضمن تفويضا لهم والذي غالبا ما يكون على الشكل التالي :يفوض الطرفان لألستاذ
الموثق...الموقع أسفله السلطات الكاملة لتنفيذ العقد وأداء كافة الرسوم والمستحقات والضرائب
4
وطلب جميع الوثائق والرخص اإلدارية.
-ينص الفصل 903من ق.ل.ع على أنه " :على الوكيل أن يبذل في أدائه المهمة التي كلف بها ،عناية الرجل المتبصر حي 1
الضمير ،وهو مسؤول عن الضرر الذي يلحق الموكل نتيجة انتفاء هذه العناية.
-ينص الفصل 929من ق.ل.ع على أنه " تنتهي الوكالة: 2
لألصل من طرفه ،لمكتب التسجيل المختص الستيفاء إجراء التسجيل وأداء الواجب في األجل المحدد قانونا وانجاز اإلجراءات الضرورية
للتقييد في السجالت العقارية وغيرها لضمان فعاليتها ،ويقوم بإجراءات التنبر والتبليغ عند االقتضاء".
4
- Les parties donnent par les présentes, tous pouvoirs nécessaires au porteur d’une copie, d’une
expédition ou d’un extrait du présent acte à l’effet d’accomplir toute les formalités un intérêt actes
présentes, signer tous avenants et réquisitions, demander toutes autorisation administrations ou actes
destinés à assurer l’exécution des présentes.
51
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وبالرغم من كل االنتقادات الموجهة إلى هذا التكييف إال أن بعض تطبيقات القضاء
الفرنسي اعتبرت العقد الذي ينظم العالقة بين الموثق وزبونه عقد وكالة.1
1
- Un arrêt de la cour d’appel d’Aix-en-Provence de 26 Mai 1952, 1953 ; somm, 32 n’hésite pas à
affirmer que le notaire chargé de régler une succession est « le mandataire commun de tous les gérer leur
affaire jusqu’à ce qu’il lui soient rechercher. Or, comment peut-on être le mandataire de personnes encore
inconnues ? …Comment peut-on surtout personnes puisque le contrat de mandat est exclusif de la gestion
d’affaires).
Marty et Raynaud, les obligations, E.1, les sources 2ème éd 1985.
2
د السالم أح د يغو،ماس،ص13ا
52
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-النقطة الثانية تتعلق بحفظ أصول الوثائق وكدا مختلف الوثائق و الرسوم التي يدلي بها
الطرفان للموثق بمناسبة إبرام العقد.
وتجدر اإلشارة إلى إن طبيعة العمل الدي يؤديه الموثق يجعل منه وسيطا بين
األطراف المتعاقدة ،حيث يقوم بالتقريب بين وجهات نظرهم ،ويقدم النصح و اإلرشاد،كما يعمل
على بعث الثقة والطمأنينة بينهم.
وللوصول إلى هذا المعطى األخير يتحثم على الموثق القيام بدور أكثر إيجابية
بخصوص المعاملة التي تتم بين يديه ،ولعل تسلم الموثق للمبالغ المالية المتعلقة بالمعامالت
المراد توثيقها خير دليل ذلك ،فالبائع ال يمكنه التوقيع على العقد إال بعد تسلم الثمن ،كما أن
المشتري ال يمكنه تسليم الثمن للبائع إال بعد القيام باإلجراءات التي تجعل العقد نافذا،ولذلك
يثفق األطراف على إيداع الثمن لدي الموثق إلى حين إتمام العقد ،فهل يمكن تكييف العالقة
بين الموثق وزبونه على أنها عقد وديعة وبالتالي مساءلته عقديا في حالة اإلخالل باإللتزامات
التي يفرضها هذا العقد.
تجدر اإلشارة أوال إلى أن إخالل الموثق بالمحافظة على المبالغ المالية والرسوم
المودعة لديه يترتب عنها مساءلته جنائيا ،على إعتبار أن فعله هذا يشكل جريمة خيانة األمانة
التي عاقب عليه المشرع بمقتضى الفصل 547من القانون الجنائي .1بحيث يمكن للمتضرر
االنتصاب كطرف مدني أمام القضاء الزجري في إطار الدعوى المدنية التابعة للمطالبة
بالتعويض طبقا لقواعد المسؤولية التقصيرية ال العقدية ،علما أن القول بوجود عقد وديعة بين
الموثق وزبونه يعتبر ظرف تشديد بالنسبة لجريمة خيانة األمانة ،بحيث تضاعف العقوبة المقررة
في الفصل .547
وبالرجوع إلى تعريف عقد الوديعة بكونه تسليم شخص شيئا منقوال إلى شخص آخر
يلتزم بحفظه وبرده بعينه ،نجده ال ينطبق على العالقة بين الموثق وزبونه ،على اعتبار أن تسلم
53
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الموثق المبالغ المالية وحفظها إلى حين تسليمها للطرف البائع ،وكذا الحفاظ على أصول العقود
ومختلف الوثائق والرسوم يعتبر من طبيعة مهنة التوثيق ومن صميم عمل الموثق ،بل إنها
التزامات مفروضة على الموثق بحكم القانون.
وما يقال عن حفظ المبالغ المالية يصدق أيضا على حفظ أصول العقود المحررة،
حيث جعل المشرع من ذلك أحد أهم الواجبان القانونية المفروضة على الموثقين ،وذلك رغبة
منه في المحافظة على هذه العقود من الضياع ،إذ ال يمكنهم تسليمها لألطراف المتعاقدة ،وانما
يبقى من حق هؤالء الحصول فقط على نسخ تنفيذية منها ،وعليه ال يمكن افتراض وجود عقد
وديعة في عالقة الموثق بزبونه مادام أنه من الخصائص المميزة لهذا العقد أنه غير الزم
للمودع،1إذ يمكن للزبون لهذا األخير استرجاع موضوع الوديعة متى شاء ،2لكن ال يمكن للزبون
استرجاع الغقود التي بين يدي الموثق ،وانما من حقه فقط الحصول على نسخ منها تحمل
تأشيرة الموثق،كما ال يمكن استرجاع المبالغ المالية ،ألنه بإيداعها بين يدي الموثق تنتقل
للطرف البائع ،واذ ا مل أراد استرجاعها فإنه يجب عليه أن يطلب أوال فسخ العقد أو إيقاف
إجراءاته إن ال يزال في مراحله األولية.
إضافة إلى أن المودع تكون له النية المستقبلية في استرجاع الشيء المودع بين يدي
المودع لديه ،لكن المشتري الذ ي أودع ثمن البيع بين يدي الموثق ،فإن نيته ال تتجه نحو
استرجاعها ،وانما تكون نيته من ذلك هو انتقال ملكية الشيء المبيع إليه.
وانطالقا من كل ما سبق يتبين أنه يصعب تطبيق المقتضيات الخاصة بعقد الوديعة
على العالقة بين الموثق وزبونه فيما يخص إيداع المبالغ والرسوم والوثائق لدى الموثق مادام
األمر يتعلق بالتزامات قانونية يجب عليه القيام بها،ال بنود عقدية مستمدة من المقتضيات
المتعلقة بعقد الوديعة.
1
شرح القانول ال دن الجديد الجزء السابط،ماس،ص678ا د الر اق أح د الس و ،الوتسيط
2
ا ط التصل 794من قالاعا
54
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عرف المشرع المغربي عقد إجارة الصنعة بمقتضى الفقرة الثانية من الفصل 723من
قانون االلتزامات والعقود بأنه " عقد بمقتضاه يلتزم أحد الطرفين بصنع شيء معين في مقابل
أجر يلتزم الطرف اآلخر بدفعه له".
كما يعتبر بمثابة عقد إجارة الصنعة العقد الذي يلتزم بمقتضاه األشخاص الذين
يباشرون المهن والفنون الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم ،وكذلك الشأن بالنسبة إلى األساتذة
وأرباب العلوم والفنون والحرف ،و ذلك وفقا للفصل 724من ق.ل.ع.1
ومن تم فإن عقد إجارة الصنعة أو تقديم الخدمة يقتضي إذن أن يقوم أجير الصنع أو
مقدم الخدمات بتقديم هذه األخيرة بما لديه من أدوات وآليات شخصية لفائدة مؤجر الصنع أو
الخدمة الذي يلتزم بأداء أجر عن ذلك.
و هكذا فمن الناحية الواقعية ال شك أن عالقة الموثق بزبونه تخضع لنفس
المقتضيات ،فالموثق يسخر طاقاته وكفاءاته المهنية والعملية من أجل القيام بالمهمة الموكولة
إليه من طرف زبونه والمتمثلة في تحرير عقد رسمي وتوثيقه وفق الضوابط القانونية الجاري بها
العمل.
فالفصل 724من قانون االلتزامات والعقود أعطى إشارة واضحة على أن العقد الذي
يلتزم بمقتضاه األشخاص الذين يباشرون المهن والفنون الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم ،وكذلك
الشأن بالنسبة لألساتذة وأرباب العلوم والفنون والحرف يعتبر عقد إجارة الصنعة.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن أحكام ذلك العقد تكاد تنطبق على العقد الذي يربط بين
الموثق وزبونه فهو وعد بإسداء خدمة مقابل أجر.
_ 1ينص الفصل 724من ق.ل.ع على أنه":يعتبر القانون بمثابة إجارة الصنعة ،العقد الذي يلتزم بمقتضاه األشخاص الذي يباشرون
المهن و الفنون الحرة بتقديم خدماتهم لزبنائهم،وكذلك الشأن بالنسبة إلى األساتذة وأرباب العلوم والفنون والحرفا"
55
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك العديد من المقتضيات القانونية المنظمة لعقد إجارة
الصنعة بمقتضى قانون االلتزامات والعقود التي تجد تطبيقها في العالقة بين الموثق وزبونه،
ومن ذلك االتفاق على تحديد األتعاب المستحقة للموثق بمناسبة تقديمه للخدمات ،1وكذا قيامه
بهذه األخيرة بصفة شخصية 2وال يمكنه أن يعهد بها إلى موثق آخر مادام أن شخصيته تكون
محل اعتبار بالنسبة للزبون ،مع العلم أن الموثق عندما يعهد بالقيام باإلجراءات الشكلية الالزمة
إلتمام العقد لمساعديه ومعاونيه بالمكتب من موثقين متدربين وأجراء ،فإن ذلك ال يعد تنازال منه
عن القيام بمهامه بصفة شخصية مادام يسأل عنهم بصفة شخصية ،فكل هذه المقتضيات
تتماشى مبدئيا مع أحكام عقد إجارة الصنعة.
كما سبق القول فإن عقد إجارة الصنعة يعتبر أقرب العقود محل الدراسة تمظه ار وتجليا
في عالقة الموثق بزبونه ،لكننا نعود لنؤكد على أن العالقة بين الموثق وزبونه هي عالقة
نظامية تحكمها نصوص قانونية ال بنود تعاقدية ،ومن تم فإنه ال يمكن إخضاع العالقة بين
الموثق وزبونه للمقتضيات القانونية المتعلقة بعقد إجارة الصنعة وذلك لألسباب التالية:
بالرجوع إلى الفصل 724من قانون االلتزامات والعقود ،نجده يقرر قاعدة جوهرية
مفادها أن عقد إجارة الخدمة ينشأ بالتزام أحد األطراف بأداء هذه الخدمة في مقابل أجر يلتزم
الطرف اآلخر بدفعه له ،بمعنى أن التزام مقدم الخدمة إنما ينشأ بناء على تكليف من طالب
الخدمة ،لكن التزام الموثق بتوثيق العقد واضفاء الصبغة الرسمية عليه ال ينشأ بناء على تكليف
من الزبون وانما بناء على تكليف من المشرع ،فهي التزامات قانونية مفروضة على الموثق
ويتعين عليه التقيد بها ،ومن تم فإن الزبون يطلب فقط من الموثق توثيق العقد وال يكلفه بذلك،
فالقانون هو الذي يفرض عليه ذلك.
-ينص الفصل 730من ق.ل.ع على أنه " :يلزم أن يكون األجر محددا أو قابال للتحديد ،ويسوغ أن يكون األجر حصة محددة من 1
المكاسب أو الحاصالت كما يسوغ له أن يكون بمقدار نسبي على األعمال التي يجريها المؤجر على يد األجير".
-ينص الفصل 736من ق.ل.ع على أن " :ال يجوز ألجير الخدمة أو الصنعة أن يعهد بتنفيذ مهمته إلى شخص آخر ،إذا ظهر من 2
طبيعة الخدمة أو الصنع أو من اتفاق الطرفين أن لرب العمل مصلحة في أن يؤدي األجير بنفسه التزامه".
56
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إن االلتزام بتقديم الخدمات مقابل أجر ال يعني بالضرورة وجود عقد إجارة الصنعة بين
الطرفان ،فالمحامي باعتباره من أصحاب المهن الحرة ملزم أيضا بتقديم خدماته لألفراد مقابل
أتعاب إال أن العقد الذي يجمعهما ال يعتبر عقد إجارة الصنعة ،وانما عقد وكالة.
عندما يلتزم أجير الصنع بالقيام بعمل معين فإنما يقوم بذلك بناء على توجيهات مؤجر
الصنع الذي يحدد المعايير والمواصفات التي يرغب بتوفرها في الشيء محل الخدمة التي
طلبها ،لكن الموثق ال يلتزم بناء على توجيهات زبونه ،وانما بناء على ما يفرضه القانون من
مقتضيات يجب عليه التقيد بها عند توثيق العقد.
كما أن عقد إجارة الصنعة يقتضي أن يكون محدد األجل تحت طائلة البطالن ،لكن
التزامات الموثق غير مقيدة بأجل ،فااللتزام بكتمان السر المهني والمحافظة على أصول العقود
المحفوظة لديه يبقى ساري المفعول في كل وقت وحين ،بل إنه ينتقل إلى خلفه الذي يحل محله
في إدارة شؤون مكتبه.
وحسب الفصل 745من قانون االلتزامات والعقود فإن عقد إجارة الصنعة ينقضي
بموت مؤجر الخدمة ،لكن بالنسبة لعملية التوثيق فإن الزبون الذي يكون قد أمضى العقد ثم
توفي فإن إجراءات التعاقد ال تتوقف وانما تستمر باسم الورثة.
كما أن أجير الصنع عندما يقوم بتنفيذ ما كلف به فإنه يقوم بذلك من أجل الحصول
على أجر يوازي ويعادل الجهد الذي يبذله ،على اعتبار أن وجود وصحة أي عقد تستوجب
تكافؤ التزامات الطرفين المتبادلة ،ومن المتعذر القول بتوافر ذلك في عالقة الموثق بزبونه ،فإذا
كان هذا األخير يدفع مقابال عن الخدمات المقدمة له من طرف الموثق إال أن االلتزامات التي
تقع على عاتق هذا األخير ال يجوز أن تكون محال للتعاقد ،فبعضها ال يمكن تقويمه بمال ،فهو
يكرس عمله القانوني ووقته وقدراته لمصلحة زبنائه.
57
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-محمد خيري ،مهنة تحرير العقود بين التنظيم واإلطالق ،ندوة المهن القانونية الحرة التي نظمتها كلية العلوم القانونية واالقتصادية 2
واالجتماعية جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء بتاريخ 24-23نونبر ،1990منشور بالمجلة المغربي لقانون واقتصاد التنمية ،عدد 25
سنة ،1991ص .91
58
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-تنص المادة 26من القانون رقم 09ا 32على أنه " :يتحمل الموثق مسؤولية األضرار المترتبة عن أخطائه المهنية ،واألخطاء المهنية 1
3
- Un arrêt rendu par la cour de cassation le 10 Juillet 1970 (cass.3e civ, Bull. civ.III, no 484.
Professionnellement d’éclairer les parties sur les conséquences de leurs attendu qu’en vertu de leur statut,
les notaires tenus actes, ne peuvent décliner le principe de leur responsabilité.
En se Bornant à donner le forme authentique aux déclarations reçus ». Pour les tribunaux, le fondement
du devoir de conseil réside donc bien dans la mission de servir public de notaire. Saméconnaissance
entraîne, là encore , l’application d’une responsabilité délictuelle ou quasi délictuelle, en vertu des articles
=1382 et 1383 du code civil tout manquement à ce obligations légales entraîne l’intervention d’une
=responsabilité délictuelle ou quasi du code civil. أورده رشيد خير ،مسؤولية الموثق في التشريع المغربي ،رسالة لنيل
59
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
فمسؤولية الموثق تؤسس على إخالل هذا األخير بواجب قانوني 1وليس على اإلخالل
بالتزام تعاقدي ،وبناء عليه تتأسس مسؤولية الموثق التقصيرية على الخطأ التقصيري وفقا
لمقتضيات الفصل 77من قانون االلتزامات والعقود.2
ويقصد بالخطأ في المسؤولية التقصيرية إخالل الشخص بالتزام قانوني مع إدراكه لهذا
اإلخالل .وبالرجوع إلى الفقرة الثالثة من الفصل 78من قانون االلتزامات والعقود فإن "الخطأ
هو ترك ما كان يجب فعله أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث
الضرر".
إذن يمكن لكل شخص من الغير أن يقاضي الموثق على أساس مبادئ المسؤولية
التقصيرية (الفصالن 77و 78من ق.ل.ع) ،ويقصد بالغير الشخص األجنبي تماما عن العملية
التوثيقية والذي لحقه ضرر من جرائها.3
والمالحظ أن التزام الموثق هو التزام بتحقيق نتيجة ،بحيث إن الزبون هو الذي يشتكي
من عدم قيام الموثق بتنفيذ اإللتزامات الملقاة على عاتقه على الوجه المتفق عليه ،ومادام أن
هذا االلتزام يعتبر التزاما بتحقيق نتيجة ،فإن المسؤولية المترتبة عن اإلخالل بواجب قانوني
تكيف دون شك بأنها مسؤولية تقصيرية مادام الزبون مكلفا بإثبات عدم تحقيق النتيجة الواجبة
من قبل الموثق ،فالتقصير يعني عدم تنفيذ الموثق اللتزاماته المهنية.
وعموما يمكن القول بأن المسؤولية تقوم على وجود خطأ ينبغي إثباته من طرف
المتضرر ،وهذا ما يعجز عنه األغلبية نظ ار النتشار األمية ،إضافة إلى أن الموثقين قد يعمدون
ماستر الدراسات العقارية والتعمير وحدة العقار والتعمير ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات،
.2011-2010
-تنص المادة 28من القانون رقم 09ا 32على أنه " :يسأل المواثق مدنيا إذا قضت المحكمة ببطالن عقد أنجزه بسبب خطئه المهني، 1
ماديا كان أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر وكل شرط
مخالف لذلك يكون عديم اآلثر".
-نائلة حديدو،م.س ،ص.97 3
60
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إلى تحرير العقود باللغة العربية مما يؤدي إلى تحمل المضرور الضرر وعدم رفع دعوى
المسؤولية ضد الموثق المقصر ألنه على بينة من مدى صعوبة المواجهة مع موثق متمرس
وذو د اري ة قانونية واسعة بمجال توثيق العقود ،ناهيك على أن الموثق يشير في العقد ذاته على
كونه مجرد شاهد على العقد وهذا ما كرسه القضاء المغربي.1
-قرار المجلس األعلى عدد 3532الصادر بتاريخ 23غشت ملف مدني عدد 2010/7/1/1175الذي جاء فيه " :الموثق مجرد 1
شاهد على توافق إرادتي البائع والمشتري في إحداث األثر القانوني لما تعاقدا عليه وال يمتد التزامه إلى تنفيذ االلتزامات العقدية الملقاة على
أحد طرفي عقد البيع ،مجلة الملف العدد ،2012 ،19ص.259
-ينص الفصل 85من ق.ل.ع على أنه " :ال يكون الشخص مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه بفعله فحسب ،لكن يكون مسؤوال عن 2
61
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام ،الطبعة األصلية 1
ص.152
-عبد الحي حجازي ،مصادر االلتزام ،الجزء الثاني ،السنة ،1954مطبعة نهضة مصر ،ص.532 3
62
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ويرى أنصار هذه النظرية أن المتبوع سيستفيد من نشاط تابعه ،فعليه أن يتحمل تبعة
هذا النشاط إذ الغرم بالغنم .1وهذه النظرية تعرضت لنقد شديد ،مفاده أن نشاط التابع قد ال
يكون مصدر غنم للمتبوع ،2كما أن األخذ بها يحول دون رجوع المتبوع على التابع ،وهو نفس
االتجاه الذي ذهب إليه المشرع في القانون رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق في المادة 26من
هذا القانون.
-3نظرية النيابة
نظرية النيابة ،هي نظرية بمقتضاها يعتبر التابع نائبا عن المتبوع ،ولذلك ينبغي أن
يتحمل المتبوع تبعة األضرار التي يسببها تابعه.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذه النظرية تعتبر المتمرن أو المستخدم نائبا عن المتبوع،
ولكن لم يكن واضحا عن طبيعة األعمال التي يقومون بها هؤالء بمناسبة تلك النيابة هل هي
مادية أو قانونية ،وباالستناد إلى الجانب العملي فإن التصرفات التي يقوم بها المتمرنون
والمستخدمون التابعون للموثق ،ال يمكن تكييف أعماله إال على أساس أن هذه األخيرة أعمال
إجرائية وليس أعمال قانونية.
-4نظرية الضمان
يقيم بع ض الفقهاء أساس مسؤولية المتبوع عن فعل التابع على نظرية الضمان،
فالمتبوع يعد بمثابة ضامن لنتائج األ ضرار التي يتسبب فيها أتباعه خصوصا في حالة إعسار
هؤالء األتباع أو امتناعهم عن أداء ما بذمتهم ،فالضمان يحمل في معناه الكفالة ،أي أن
مأمون الكزبري ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الجزء األول ،مصادر االلتزامات ،الطبعة األولى، - 1
63
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المتبوع يعد بمثابة كفيل لنشاط التابع ،ويحل محله في األداء .1وتجدر اإلشارة إلى أن الكفالة
تكون تضامنية في نطاق المسؤولية التقصيرية عند تعدد المسؤولين .2
ولكن ما يعاب على هذه النظرية افتقادها لنظام موحد ينطبق على جميع المتدخلين في
قطاع التوثيق العصري من موثقين ومتمرنين ومستخدمين وغيرهم.
ثانيا :شروط مسؤولية الموثق عن فعل الغير
لقيام مسؤولية الموثق المتبوع عن أفعال تابعه البد من توافر الشروط التالية:
-1قيام عالقة تبعية
يلزم لقيام مسؤولية المتبوع عن فعل التابع وجود عالقة تبعية ،ما بين التابع والمتبوع
أي بين الموثق ومن هم تحت إشرافه واستخدامه والذين سواء كانوا في تبعية اقتصادية أو
قانونية إال أنهم يتمتعون بحيز من الحرية أثناء مباشرتهم لعملهم وتنفيذه ،إال أن الموثق الذي
ينوب عن زميله في عملية ما ،فإنه له الحرية في اتخاذ الق اررات بالصورة والكيفية التي يراها
صالحة طبعا دون الخروج الكامل عما أسند إليه من صالحيات قانونية.
-2خطأ التابع
ال يكفي أن تقوم عالقة التبعية لتقرير مسؤولية التابع ،بل البد من ارتكاب التابع عمال
ضرر للغير ،ذلك أن مسؤولية المتبوع مسؤولية تبعية ،فهي
ا غير مشروع أو اقتراف خطأ أحدث
ال تقوم إال إذا تحققت مسؤولية التابع ،لذلك يشترط لقيام مسؤولية المتبوع أن يقع من التابع
خطأ يسبب ضر ار للغير ،3والمالحظ في هذا الخصوص أن المشرع المغربي نص في قانون
االلتزامات والعقود أنه يسأل على الخطأ الذي يرتكبه التابع حال تأدية وظيفته تحت مراقبة
تنسجم هذه النظرية إلى حد ما مع يتضمنه الفصل 1117من ق.ل.ع الذي ينص في تعريفه للكفالة على أنها " :عقد يلتزم - 2
بمقتضاه شخص للدائن بأداء التزام المدين ،إذا لم يؤده هذا األخير نفسه" ،كما أن المشرع المغربي نظم بوجه عام أحكام الكفالة في القسم
العاشر الباب األول ،الفصول 1117إلى 1169ق.ل.ع.
-مأمون الكزبري ،م.س ،ص.459 3
64
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
من قانون85 طبقا لما هو منصوص عليه في الفصل،الموثق وال يكفي أن تكون بمناسبتها
.االلتزامات والعقود
أن يصدر خطأ التابع أثناء تأديته لوظيفته أو بسببها-3
ال يكفي لقيام مسؤولية المتبوع عن فعل التابع أن تكون هناك عالقة تبعية بينه وبين
بل يستلزم أن يقع الخطأ الضار،ضرر للغير
ا وأن يصدر من التابع خطأ أوقع،هذا األخير
فالمتبوع ال يسأل عن الضرر الذي يرتكبه أثناء تأديته لوظيفته.أثناء تأديته لوظيفته أو بسببها
ألن سلطة المتبوع في التوجيه ومراقبته ال تكون إال أثناء تأديته لوظيفته أو له،أو بسببها
.1 وبالتالي ال يسأل المتبوع، وفي حالة انتفاء هذا الشرط تنتفي عالقة التبعية،اتصال بها
وجود نص تشريعي-4
إن توافر الشروط السابقة غير كافية لقيام المسؤولية ما لم ينص المشرع على إقرار
وقد نص عليها المشرع، ألنها مسؤولية استثنائية ال تقوم إال بنص قانوني،هذه المسؤولية
... " : الفقرة الثالثة من قانون االلتزامات والعقود والذي جاء فيه85 المغربي بالفصل
المخدومون ومن يكلفون غيرهم برعاية مصالحهم يسألون عن الضرر الذي يحدثه خدامهم
كما خصها المشرع الفرنسي في المادة."ومأموروهم في أداء الوظائف التي شغلوهم فيها
" يكون المتبوع مسؤوال عن: فقرة أولى بقوله174 والمشرع المصري تناولها في المادة.21384
رسالة ماجستير في، مسؤولية المتبوع عن فعل تابعه في مشروع القانون المدني الفلسطيني دراسة مقارنة،ربيع ناجح أبو حسن - 1
.149 ص،2008 السنة الجامعية، فلسطين، جامعة النجاح الوطنية نابلس،القانون الخاص
2
- D’après l’article 1384 du code civil français : “On est responsable non seulement du dommage que l'on
cause par son propre fait, mais encore de celui qui est causé par le fait des personnes dont on doit répondre, ou des
choses que l'on a sous sa garde. Toutefois, celui qui détient, à un titre quelconque, tout ou partie de l'immeuble ou
des biens mobiliers dans lesquels un incendie a pris naissance ne sera responsable, vis-à-vis des tiers, des
dommages causés par cet incendie que s'il est prouvé qu'il doit être attribué à sa faute ou à la faute des personnes
dont il est responsable. Cette disposition ne s'applique pas aux rapports entre propriétaires et locataires, qui
demeurent régis par les articles 1733 et 1734 du code civil. Le père et la mère, en tant qu'ils exercent l'autorité
parentale, sont solidairement responsables du dommage causé par leurs enfants mineurs habitant avec eux. Les
maîtres et les commettants, du dommage causé par leurs domestiques et préposés dans les fonctions auxquelles ils
les ont employés ; Les instituteurs et les artisans, du dommage causé par leurs élèves et apprentis pendant le temps
qu'ils sont sous leur surveillance. La responsabilité ci-dessus a lieu, à moins que les père et mère et les artisans ne
prouvent qu'ils n'ont pu empêcher le fait qui donne lieu à cette responsabilité. En ce qui concerne les instituteurs, les
fautes, imprudences ou négligences invoquées contre eux comme ayant causé le fait dommageable, devront être
prouvées, conformément au droit commun, par le demandeur, à l'instance."
65
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع متى كان واقعا منه في حال تأدية وظيفته أو
بسببها".
ويتضح مما تقدم أن المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير والمتمثلة في مسؤولية
المتبوع عن عمل التابع تتميز بما يلي:
أنها مسؤولية استثنائية
أنها مسؤولية تهدف إلى ضمان مصلحة المضرور بتيسير حصوله على التعويض.
أن تقريرها ال يمنع من مساءلة التابع إذا ثبت خطئه وال يحول دون رجوع المتبوع عليه
فيما دفعه.
66
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
فقد نصت الفقرة السادسة من المادة 183من المدونة العامة للضرائب على أنه "يلزم
العدول و الموثقين وغيرهم ممن ي ازولون مهام التوثيق على وجه التضامن مع الخاضع للضريبة
بأداء الضرائب والرسوم في حالة اإلخالل باإللتزامت المقررة في المادة 7-139أعاله" كما
نصت المادة 171من القانون رقم 47-06المتعلق بجبايات الجماعات المحلية على أنه "في
حالة تفويت عقار للغير أو انتقال ملكيته وجب على العدول و الموثقين وعلى كل شخص آخر
يمارس مهنة تحرير العقود طلب شهادة من المصالح المكلفة بالتحصيل تثبت أداء مبالغ
الرسوم المتعلقة بسنة التفويت أو انتقال الملكية والسنوات السالفة ،واال أصبحوا مسؤولين على
وجه التضامن مع الملزم بأداء الرسوم المستحقة على العقار موضوع التفويت" ،وهذه اآللية التي
وضعها المشرع تعتبر آلية ناجعة للمحافظة على الحقوق المالية للدولة ،ولذلك يجب على
الموثقين أال يسلموا المبالغ المالية للبائع إال بعد أداء جميع الضرائب المستحقة عليه كما يجب
عليه أن يقدم مختلف العقود التي يقوم بتوثيقها لدى إدارة التسجيل من أجل استخالص الرسوم
المستحقة على ذلك وفي حالة إخالله بذلك فإنه يصبح مسؤوال على وجه التضامن مع الملزم
بأداء هذه المستحقات.
67
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
68
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
كانت وما تزال وستبقى المسؤولية المدنية على قمة المسائل والموضوعات القانونية
الجديرة بالبحث والدراسة ،وال غرابة في ذلك ألن موضوعاتها ترجمة لواقع الحياة من منازعات
وخصومات يومية بين األفراد ،وتتناول المسؤولية المدنية العديد من الموضوعات الهامة،
تنصب كلها حول هدف واحد هو مدى أحقية األفراد المتضررين في الحصول على تعويض
األضرار التي تلحق بهم نتيجة فعل أو خطأ الغير .فإذا كان لمن أصيب بضرر الحق في
الحصول على تعويض أو جبر هذا الضرر ،فإن هذا الحق في التعويض ليس حقا مطلقا يتقرر
للمضرور في جميع الحاالت بل يخضع لبعض القيود و الشروط.
والمسؤولية المدنية للموثق باعتبارها موضوعا من موضوعات المسؤولية المدنية ال تقوم
بدورها وال تنتج آثارها إال بتحقيق مجموعة من الشروط ،وذلك ما سوف نحاول دراسته في هذا
الفصل من خالل تقسيمه إلى مبحثين كالتالي :
69
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عمل القانون رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق على إبراز المسؤولية المدنية للموثق
على خالف ما كان سائ ار في ظهير 04ماي .1925
فالموثق يتحمل المسؤولية المدنية حسب المادة 28من القانون رقم 32.09بارتكابه
لخطأ يحدث ضر ار للغير ،و بناء عليه فإن شروط المسؤولية المدنية ،ال تخرج عن األركان
المألوفة للمسؤوليتين العقدية و التقصيرية ،وما دامت هاتان المسؤوليتان تتحددان في المبدأ
القاضي بإلزام كل من ارتكب خطأ سبب للغير ضر ار بالتعويض ،وتقومان على نفس األركان
المتمثلة في الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما ،فإن ذلك يقتضي دراسة شروط قيام
مسؤولية الموثق المدنية بدون تمييز بين نوعيها.
وتجدر اإلشارة إلى أنه باإلضافة إلى شروط المسؤولية المدنية بصفة عامة ،فإن القانون
رقم 32.09المنظم لمهنة التوثيق أضاف لهذه األركان شرطا جديدا أال وهو شرط البطالن.
ولإللمام بهذا الموضوع سنتناوله كالتالي :
70
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
سوف نتناول في هذا المطلب كالً من الخطأ والضرر ،حيث سنخصص الفقرة األولى
للحديث عن الخطأ ،على أن نخصص الفقرة الثانية للحديث عن الضرر.
-1ي ب التقي الترنس " ي ير" إلى أن ي يو د أ ت ريف مق ول ل طن ،وي ي كن ال حث ن ت ريف شامل ،إي أل من يلك يجب أل ي
يث ي ا ن ي ال لا
-2د الر اق أح د الس و ،الوتسيط شرح القانول ال دن ،م س ،ص 643ا
3
- palaniol : la faute est un manquement a une obligation préexistante : traite de doit civil tome 2 note
page 863.
-4د القاا ال ر ا ،ال ظريل ال امل لإللازامات القانول ال دن ال غرب ،الجزء األول ،مصاا اإللازامات ،الكااب الثان ،
ال سدوليل الاقصيريل ن الت ل التا ،الط ل اإلولى ، 1988 ،اا األمال الرباط ،ص 28و 29ا
-5د الر اق أح د ال و ،الوتسيط شرح القانول ال دن الجديد ،م ،س ،ص 879وما ب د اا
6
- Josserand : Cours de Droit Possitif Francais Tome 2 : 2 NOT ; Page 422.
71
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
والتعريف الذي أعطاه بالنيول للخطأ تعرض لمجموعة من اإلنتقادات .و هكذا أخذ
مازو عل بالنيول عدم تحدد مضمون اإللتزام الذي تمت مخالفته ،و الخطأ حسب الفقيه مازو "
هو اإلنحراف في السلوك على نحو ال يرتكبه الشخص اليقظ لو أنه وجد في ذات الظروف
الخارجية التي وجد فيها مرتكب الفعل ،1فإذا انحرف عن السلوك الواجب اعتبر مخطئا
واستوجب مسؤوليته .2كما أنه لم يتضمن المعيار الذي يت م على أساسه تحديد ما يعتبر إخالال
من عدمه كما لم يتضمن عنصر التمييز الذي يجب أن يتوافر في الخطأ.
والراجح فقها في تعريف الخطأ و الذي يدخل في معناه تعريف بالنيول هو أنه
"اإلنحراف عن السلوك المألوف للشخص العادي" ،3و يالحظ على ذلك التعريف أنه لم يتضمن
عنصر التمييز الذي يجب أن يتوافر في الخطأ كركن من أركان المسؤولية التقصيرية ،لذلك
تنبه البعض 4إلى ذلك القصور وعرف الخطأ بأنه " اإلخالل بإلتزام قانوني سابق يصدر عن
تمييز و إدراك" ،إال أن ذلك الفريق من الشراح لم يدخلوا في تعريف الخطأ معيار اإلنحراف
وهو معيار الشخص العادي.
ومن كل هذه التعاريف ،يبدو أن التعريف األكثر شموال هو الذي يعرف الخطأ بإعتبار
أركانه ،وهو أن الخطأ تعد و انحراف عن السلوك المألوف للشخص العادي ،مع إدراك لهذا
اإلنحراف.5
وبناء عليه فإن الخطأ يتألف من ركنيين ،ركن مادي ،و ركن معنوي.
أوال :أركان الخطأ
سبق أن عرفنا الخطأ بأنه انحراف عن السلوك على نحو ال يرتكبه الشخص اليقظ لو
أنه وجد في نفس الظروف الخارجية لمرتكب الفعل.
72
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ومن هذا التعريف يتبين لنا بأن اإلنسان يجب أن يكون يقظا متبص ار في سلوكه ،فإذا
انحرف عن السلوك الواجب مع امتالكه للتمييز الكافي ليدرك أنه انحرف ،اعتبر انحرافه خطأ
يوجب المسؤولية التقصيرية ،وهذا يعني أنه لقيام الخطأ ال بد من توفر ركنيين :ركن مادي هو
انحراف السلوك ويعبر عنه بالتعدي ،وركن معنوي هو إدراك الشخص إلنحراف سلوكه ،ويعبر
1
عنه بالتمييز و اإلدراك
-1مر وق أيق الحاج ،ال سدوليل ال دنيل ا اتسل تح ي يل ى ضوء التق والقتاء ،الط ل الثانيل(،2005 ،ماغام)،ط جل ،ص 99ا
-2مر وق أيق الحاج ،م س ،ص 99ا
73
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
القانول الجزائر ،ت ظيي وم ام ومسدوليات ،اا الجام ل الجديد اإلتسك د يل ،الس ل ،2013ص ا ،م ل الاوثيق بن -1مق
137ا
74
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
" يعتبر خطأ عدم عرض الموثق العقد الذي يحرره بالتسجيل و اإليداع في إبانه طالما أن
كل شخص مسؤول عن الضرر الذي يحدثه ال بفعله فقط ولكن بخطئه أيضا.
يترتب عن عدم العرض و اإليداع لعقد القسمة ،المحرر من طرف الموثق ذعائر مالية،
إضطر الطالب ألدائها بسبب التأخير وهو ضرر ناتج عن إهمال الموثق لتقديم عرض القسمة
الذي حررته اإلدارة المالية وايداعه لدى المحافظة للتسجيل في إبانه مما يشكل خطأ."1...
وقد جاء في قرار آخر صادر عن المجلس األعلى – محكمة النقض حاليا – حول
المسؤولية المدنية للموثق الذي تأخر في نقل حيازة القانونية للعقار المبيع حيث جاء في حيثيات
القرار :
" تكون المح كمة قد بنت قرارها على أساس لما تبت لها أن الموثق الذي أنجز عقد بيع
العقار لم يقم بتسجيله بالمحافظة العقارية لكونه كان مثقال بحجز تحفظي لفائدة الغير وقضت
في مواجهته شخصيا .2"...
وتجدر اإلشارة إلى أنه إذا أخل الموثق باإللتزامات الملقاة على عاتقه ،وخالف النصوص
القانونية و التنظيمية وقواعد المهنة من شأن هذا أن يثير مسؤولية الموثق ،وهذا ما نصت عليه
الفقرة األولى من المادة 26من القانون 32.09رقم التي جاء فيها " :يتحمل الموثق مسؤولية
األضرار المترتبة عن أخطائه المهنية ،واألخطاء المهنية للمتمرنين لديه ،وأجرائه ،وفق قواعد
المسؤولية المدنية ".
و بناء عليه فالموثق يتحمل مسؤولية خطئه وتكون مسؤوليته مسؤولية تقصيرية تخضع
ألحكام الفصل 77وما بعده من قانون اإللتزامات و العقود وفق ما نصت عليه المادة السالفة
الذكر.
دا ،2007/3/1/657مج ل تاء ال ج س األ ى مج ل ت ات -1را دا 2163الصاا باا يخ 04يونيو ،2008ال ف ال دن
ب شر را ات ال ج س األ ى ،دا 73تس ل ،2011ص 95ا
دا ،2008/5/1/3987مج ل تاء ال ج س األ ى دا 73تس ل -2را دا 823الصاا باا يخ 23راير ،2010ال ف ال دن
2011ا
75
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وقد نصت المادة 28من نفس القانون على أن الموثق يسأل مدنيا إذا قضت المحكمة
ببطالن عقد أنجزه بسبب خطئه المهني ،ونتج عن هذا البطالن ضرر ألحد األطراف.
ففي هذه الحالة يكفي الزبون المتضرر اإلدالء بالعقد الباطل الذي يعود سبب بطالنه
إلى خطأ الموثق ليثبت خطأ هذا األخير ،و تعتبر مسؤولية الموثق هنا مسؤولية عقدية.
ببطالن العقد لقيام مسؤولية وبخالف حالة المادة 28المذكورة ،التي تشترط الحكم
الموثق المدنية عن خطئه المهني ،فإن المادة 29من نفس القانون 1لم تشترط بطالن العقد
لقيام مسؤولية الموثق عندما يمتنع عن القيام بواجبه بدون سبب مشروع ،واكتفت بإشتراط
حصول الضرر فقط.
وبخصوص هذه الحالة فإن المشروع أوردها دون أن يحدد معنى اإلمتناع عن الواجب،2
هل يقصد بذلك اإلمتناع عن اإلستجابة لتحرير العقد منذ البداية ،أم اإلمتناع عن اإلستمرار في
إجراءات تحريره؟
ضرر ألحد
ا أ عتقد أنه في كلتا الحالتين إذا كان اإلمتناع بدون أي سبب مشروع وأحدث
المتعاقدين فإن مسؤولية الموثق المدنية تكون قائمة.
والحديث عن الخطأ المهني للموثق يجرنا للحديث عن طبيعة هذا الخطأ ،هل هو خطأ
تقني أم خطأ عملي؟ وهل يغلب الطابع العملي على الطابع التقني لعمل الموثق؟
بخصوص هذا األمر فإنه ال يمكن تغليب جانب على آخر ففهم النصوص القانونية و
أصول علم التوثيق من الضرورة بمكان بالنسبة لعمل الموثق وفي نفس الوقت فإن جانب
المهارة التقنية له أهميه كذلك ،خاصة في طريقة صياغة وتحرير العقود .إذ أن الموثق ملزم
بدول تس ب مشروع تح ل مسدوليل التر ي 09ا 32ى أن " إيا اما ط ال وثق ن القيام بوا -1ت ت ال اا 29من القانول
ال ارتب ن يا اإلما اعا"
فدمل ال واطن ،ي تسي ا وأل ال شرع أو ب ب ض الاصر ات أل -2اإلما اع بدول تس ب مشروع و أل ال وثق يجب أل يكول
تكول بواتسطل قد توثيق ،يا اإلناياب و الاتويض ال طى ل من الدولل إل طاء الص غل الرتس يل ل امالت يجب أل ي ا تس ،و ى
يل نشر القانول 09ا 32ال ظي ل ل الاوثيق،م شو ات ال وثق أل يكول ن إشا ال واطن ،مح د ليديد ،م ل الاوثيق راء
ال ومل القانونيل والقتائيل ،2012 ،مط ل إليق الرباط ،ص 54ا
76
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ببيان أركان وشروط العقد بكل وضوح و دقة وملزم كذلك بتضمين نية المتعاقدين ضمن بنوذ
العقد وبيانها بشكل ال يدع أي مجال للشك أو التأويل الخاطئ.
وتجدر اإلشارة إلى أن الخطأ المهني للموثق هو خطأ مفترض ،بحيث أن الموثق هو
الذي يقع عليه إثبات عدم إرتكاب الخطأ ،وال يمكنه دفع مسؤوليته عن الخطأ باإلدعاء بأنه بذل
كل ما بوسعه لتفادي الخطأ .كما ال يمكنه اإلحتجاج بعدم المعرفة أو الجهل ببعض أصول علم
التوثيق لتفادي تحمل تبعات أخطائه .فالمشرع حمله مسؤولية كل ما يضمنه في العقود و
المحررات من تصريحات و بيانات يعلم مخالفتها للحقيقة أو كان بإمكانه معرفتها أو العلم بها.
وهذا ما نصت عليه المادة 27من القانون رقم .132.09
وكما يسأل الموثق عن فعله الشخصي يسأل أيضا عن أخطاء تابعه من العاملين
بديوانه ،ألن العقد الذي يربطه بالزبون يحتم في بعض األحيان أن يعقد أحد نوابه التزامه مع
الزبون ،وهذا ما أكدته المادة 26من القانون رقم ،32.09على أن الموثق يتحمل مسؤولية
األضرار المترتبة عن أخطائه المهنية وأخطاء المتمرنين لديه ،وأجرائه وفق قواعد المسؤولية
المدنية ،أي في إطار مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه.
الضرر شرط الزم لتحقق المسؤولية إذ ال يكفي توفر الخطأ في جانب الشخص الذي
يمكن أن يرجع عليه بالتعويض ،وانما يتعين أن يتحقق ضرر من جراء هذا الخطأ.
ال و ب ل ا ،مداف ل إطا ال قاء الوط األول بين محك ل 1مح د بن حي ،مت وم ال ِسدوليل ال دنيل ل وثق و مت وم ال طن ال
ال قض و الغر ل الوط يل ل اوثيق ال صر بال غرب تحق ش ا :آ اق م ل الاوثيق ى ضوء انول 09ا 32و ال ل القتائ ،يوم
2و 3نون ر 2012بقصر ال دت رات ب راتش ص 195-194ا
77
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ال يكفي لقيام مسؤولية الموثق المدنية ثبوت خطئه ،بل يجب أن ينجم عن هذا الخطأ
ضرر يصيب أحد المتعاقدين أو الغير في حق من حقوقه أو مصلحة مشروعة له ،سواء كانت
هذه المصالح مادية أو كانت معنوية ،و إال انتفت مصلحة المضرور في ممارسة دعوى
المسؤولية.
ولتحديد معنى الضرر وضع الفقهاء عدة تعاريف منها أنه " :األذى الذي يصيب
المضرور في جسمه أو ماله أو شرفه أو عواطفه " .1كما عرفه البعض األخر بأنه " :األذى
الذي يصيب الشخص في حق من حقوقه أو مصلحة مشروعة له ،سواء كانت هذه المصالح
مادية أو كانت معنوية ".2
وقد عرف المشرع المغربي الضرر في الفقرة األولى من الفصل 264من قانون اإللتزامات
و العقود بقوله " :الضرر هو ما لحق الدائن من خسارة حقيقية ،وما فاته من كسب متى كانا
ناتجين مباشرة على عدم الوفاء باإللتزام .وتقدير الظروف الخاصة بكل حالة موكول لفطنة
المحكمة ،التي يجب عليها أن تقدر التعويضات بكيفية مختلفة حسب خطأ المدين أو تدليسه".
وهو ركن لقيام مسؤولية الموثق ،فال يكفي مجرد وقوع الخطأ ،وال يكون هناك محل
لتعويض الزبون ما لم يتبت أن هذا الخطأ قد ألحق به ضرر ما.
وهذا األخير يتفرع إلى عدة أنواع (ثانيا) كما ينبغي أن يستجمع الضرر مجموعة من
الشروط حتى يكون مستحقا (ثالثا).
التق اإلتسالم ،الجزء األول ،الط ل الثانيل ،الس ل ،1998م شو ات الح -1د الر اق أح د الس و ،مصاا الحق
الحقو يل ،بيروت ل ال ،ص 680ا
-2إا يس ال و ال ديو ،شرح القانول ال دن ،ال ظريل ال امل لإللازام ،الط ل األولى ،2000مط ل ال جاح الجديد ،الدا ال يتاء،
ص 111ا
78
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
/1الضرر المادي
الضرر المادي يتجلي بالخصوص في مجال التوثيق في الخسارة التي تصيب الذمة
المالية للمتضرر ،فقد يضطر هذا األخير إلى دفع مبالغ إضافية كالغرامات الناتجة عن التأخير
في تقديم العقد التوثيقي إلدارة التسجيل الستخالص الرسوم المستحقة عن ذلك داخل اآلجال
القانونية.
/2الضرر المعنوي
الضرر المعنوي أو األدبي فيتجلى في األثر النفسي الذي يخلفه الفعل الضار الصادر
من الموثق ،كحرمان الطرف المشتري من المسكن الذي كان يود اإلستقرار به نتيجة خطأ
الموثق في القيام باإلجراءات الالزمة لحصوله على قرض عقاري.
وبناء على كل ما سبق ،فكل ما تسبب في ضرر لغيره سواء كان هذا الضرر ماديا أو
معنويا فهو مسؤول بخطئه إذا أثبت أنه هو السبب الموجب للضرر مباشرة و بالتالي استحق
التعويض طبقا لمقتضيات الفصل 77من قانون اإللتزامات و العقود.
-1ل زيد من اإليتاح انظر -:مر وق ايق الحاج ،م س ،ص 121وما ب د ا
79
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نتيجة إخالل الموثق بواجب النصيحة و إعالمه مثال بمقتضيات المادة 1143من المدونة
العامة للضرائب التي تقرر للدولة حق الشفعة ومراجعة ثمن البيع في حالة إدراج ثمن يقل عن
الثمن الحقيقي للعقار بالعقد يشكل ضر ار مباش ار لخطأ الموثق لكن تضرر الزبون من فشل
مشروعه ال يعتبر ضر ار مباش ار لخطأ الموثق بعدم تقديم النصيحة له بذلك ما دام هذا األمر ال
يدخل ضمن نطاق اختصاصه ،كما يشترط أن يكون الضرر محققا و حاال أي أن يكون
الضرر قد وقع فعال ،أو أنه سيقع ال محالة ،أما الضرر المحتمل الذي قد يحدث أوال يحدث،
فإنه ال يمكن مطالبة الموثق بالتعويض عنه قبل حدوثه.
كما يشترط في الضرر أن يكون شخصيا ،فالذي يحق له المطالبة بالتعويض من جراء
الفعل الصادر عن الموثق يجب أن يكون قد تضرر بصفة شخصية من ذلك.
ومطالبة الموثق بالتعويض ال يقتصر على أطراف العقد ،بل يمتد ليشمل كل من لحقه
ضرر من أعمال الموثق وفق الشروط أعاله ،كالورثة و الموصى لهم و الدائنين ،بل حتى
الموثقين اآل خرين الذين تضرروا من أعمال زميلهم ،كعدم احترامه لقواعد اإلختصاص المكاني،
حيث إن الموثق الذي يتجاوز حدود اختصاصه يصيب الموثق المختص أصال بضرر يتمثل
في حرمانه من توثيق عقود األفراد المقيمين في دائرة اختصاصه وما يترتب عن ذلك من
ضياع حقه في الحصول على أجر منهم.
ال اا 217أانا ، -1ت ت ال اا 143من ال دونل ال امل ل ترائب ى أن " :بصرف ال ظر ن حق ال را ل ال صوص ي
يجو ل و ير ال ك ف بال اليل أو الش ت الي يتو إلي يلك أل ت ا س ،لتائد الدولل ،حق الشت ل ى ال قا ات و الحقوق ال ي يل
ال قا يل الا تكول محل نقل م كيل ضائ بين األحياء ،ب و أو بغير و ،بإتساث اء ال ات بين األصول و التروع ،إيا بدا أل ث ن
ال يط ال صرح ب أو الاصريح الاقدير ي ي اتسب القي ل الاجا يل ل قا ات و ق الاتويق ،وأل أااء الوا ات ال تروضل ب اء ى تقدير
اإلاا لي يانت الحصول ي بال راضا ا
ي ا س حق الشت ل ال شا إلي أ ال و ق اإل راءات و الشروط ال صوص ي ا ال اا 218أانا ا"
80
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-1امح د األمران نطا ،تشطير الا ويض بين ال سدوليل ال طيئل وال سدوليل ال تارضل ،الط ل األولى الس ل ،1999ال ط ل و
الو ا ل الوط يل مراتش ،1999ص 121وما ب د اا
-2منمول الكزبر ،م س ،ص 410وما ب د اا
81
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
يشترط لقيام المسؤولية المدنية التي تستوجب التعويض ،باإلضافة إلى ركني الخطأ و
الضرر ،قيام عالقة سببية بينهما ،بمعنى إثبات أن الخطأ هو السبب المباشر في حدوث
الضرر ،1وبالتالي تعتبر العالقة السببية تلك الرابطة التي تجمع بين الخطأ الذي يرتكبه
الموثق ،والضرر الناتج عنه أي أن يكون خطأ الموثق هو الذي سبب الضرر للزبون
المضرور ،فيتوجب لقيام مسؤولية الموثق أن تكون مقرونة بصدور خطأ عنه ،وحدوث ضرر و
أن يكون الضرر ناشئا مباشرة عن هذا الخطأ.2
وقد أسفر البحث في العالقة السببية عن ظهور العديد من النظريات حاولت كل منها
تقديم تحليل لتفسير هذه العالقة ،ومن أبرزها نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب ،3ونظرية السبب
المنتج ،4واذا ما سلمنا أن لكل من هذه النظريات تحليلها المنطقي الذي تعتمده كأساس
لتبريرها ،وجدنا أنها جميعا تصب في فلك واحد هو إيجاد رابطة بين الخطأ و الضرر تصلح
لجعل الثاني نتيجة لألول.
و انطالقا مما سبق ،نستطيع القول أن المتضرر ال يمكن أن يسأل الموثق إال إذا أثبت
إلى جانب الخطأ و الضرر الذي أصابه العالقة السببية التي تجعل من هذا الخطأ سببا مباش ار
82
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
في حصول الضرر ،فال يمكنه بالتالي أن يطالب الموثق بتعويض أي ضرر إال إذا كان هذا
األ خير ناجما مباشرة عن إغفال حقيقي أو مفترض ألي من واجباته المهنية ،لهذا ال يمكن أن
نسأل الموثق أذا لم يكن الضرر ناتجا عن خطئه و خصوصا في الحالة التي يتأكد فيها وقوع
الضرر حتى ولو لم يرتكب أي خطأ أي أن خطئه لم يكن هو السبب المباشر في إحداث
الضرر ،حيث جاء في قرار للمجلس األعلى – محكمة النقض حاليا " : -ال مجال للحكم
بالتعويض إذا كان الفعل المنسوب للشخص ليس سببا مباش ار لوقوع الضرر".1
والمهم في السببية هو اعتماد السبب المباشر للضرر ،وليس ذلك متواف ار في حالة
اشتراك المتضرر مع الموثق في الخطأ حيث أن المسؤولية في هذه الحالة تتوزع بينهما ،وهو
ما يشكل إعفاء جزئيا للموثق من المسؤولية.
وقد يكون إعفاء الموثق عندم ا يكون الضرر ناتجا عن خطأ الزبون نفسه .كما في حالة
ما إذا سارع المشتري إلى تسليم الثمن إلى البائع و توقيع العقد بدعوى أنه قام بالتحريات
بنفسه.2
ثانيا :انتفاء عالقة السببية
إن نفي العالقة السببية يتم بإثبات ان الضرر الذي أصاب الزبون نشأ عن سبب أجنبي
ال يد للموثق فيه ،ويقصد بالسبب األجنبي كل أمر ال يجد فيه للموثق ويكون هو السبب في
إحداث الضرر و يترتب عليه انتقاء مسؤوليته كلها أو بعضها.
فاألصل أن مدعي التعويض يجب عليه أن يثبت أركان المسؤولية جميعها بما فيها
رابطة السببية ،غير أن هذا ال يمنع المدعي عليه من أن يدفع المسؤولية عن طريق إثبات
انعدام السببية بين خطئه والضرر الذي لحق الدائن ،ويجوز له أن ينفي السببية بطريقة مباشرة،
أي بإقامة الدليل على أن الضرر نتيجة لسبب آخر أجنبي عنه.
-1را صاا ن ال ج س األ ى ي 1104باا يخ 11ابريل ،1962م شو ب ج ل القتاء و القانول دا ،53 – 52ص 89ا
-مق بن ا ،م س ،ص145ا
2
83
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وقد نص المشرع المغربي في الفصل 95من قانون اإللتزامات و العقود على أنه " :ال
محل للمسؤولية المدنية في حالة الدفاع الشرعي أو اذا كان الضرر قد نتج عن حادث فجائي
أو قوة قاهرة لم يسبقها أو يصطحبها فعل يؤاخد به المدعى عليه "...
كما نص في الفصل 268من قانون اإللتزامات و العقود على أنه " :ال محل ألي
تعويض إذا أثبت المدين أن عدم الوفاء باإللتزام أو التأخير فيه ناشئ عن سبب ال يمكن أن
يعزى إليه كالقوة القاهرة أو الحادث الفجائي أو مطل الدائن".
وهكذا فإن الرابطة السببية تنتفي بوجود خطأ الضحية أو إثبات السبب األجنبي المتمثل
في القوة القاهرة أو الحادث الفجائي و خطأ الغير.
/1القوة القاهرة أوالحادث الفجائي
عرف المشرع المغربي القوة القاهرة في الفصل 269من قانون اإللتزامات و العقود
بقوله " :القوة القاهرة هي كل ما ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه ،كالظواهر الطبيعية
(الفيضانات و الجفاف ،والعواصف ،والحرائق ،والجرد ،وغارات العدو ،وفعل السلطة) ويكون
من شأنه أن يجعل تنفيذ اإللتزام مستحيال.
وال يعتبر من قبيل القوة القاهرة األمر الذي كان من الممكن دفعه ،ما لم يقوم المدين
الدليل على أنه بدل كل العناية لدرئه عن نفسه
وكذلك يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين".
و نستشف من خالل قرائتنا لهذا الفصل أن القوة القاهرة هي ذلك الحادث أو الواقعة
التي ال يمكن أن يتوقعها اإلنسان عادة ،ويستحيل مقاومتها أو دفعها و ال يكون للمدين يد في
تحقيقها عالوة على أن المشرع أعطى أمثلة على القوة القاهرة وجاء بها على سبيل المثال ال
الحصر الشيء الذي يدل على أن القوة القاهرة واقعة وليست قانون يمكن إثباتها بجميع وسائل
اإلثبات.
84
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ومن جهة أخرى القوة القاهرة أو الحادث الفجائي شيء واحد بالرغم من أن بعض الفقهاء
قد اعتبرهما مختلفان فقالوا " :ان القوة القاهرة هي الفعل الذي يستحيل دفعه ".بينما الحادث
الفجائي هو " الحال الذي ال يمكن توقعه" .1وفسروا بالقول أن القوة القاهرة حدث مصدره من
الخارج و ال يتصل بنشاط المدعي (الزبون) ،بينما الحادث الفجائي يأتي من الداخل ويكون
متصال بنشاطه،إال أن بعض الفقه 2ينفي وجود أي فرق بين القوة القاهرة و الحادث
الفجائي،ويبرر موقفه بأنهما تعبيران مختلفان يدالن على معنى واحد يقصد به أمر غير متوقع
حصوله و غير ممكن ،يجبر الشخص على اإلخالل بإلتزام.
وقد عرفتهما محكمة النقض الفرنسية بأنهما " :كل حادث خارجي يحدث فجأة فال
يستطيع الشخص توقعه و ال درؤه.3
وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يكفي لحدوث واقعة للقول بأنها تشكل قوة قاهرة ،بل ال بد من
وجود مجموعة من الشروط لتحقق القوة القاهرة ،والتي نسوقها كاآلتي :
أن يكون غير متوقع :
يقصد به أن يكون الحادث قادما من خارج دائرة نشاط المتحمل بالمسؤولية وخارج عن
دائرة مشروعة ،وهذا الشرط نص عليه الفصل السابق الذكر..." :القوة القاهرة هي كل أمر ال
يستطيع اإلنسان أن يتوقعه" ،والحادث إذا كان غير ممكن التوقع وقت إبرام العقد يعتبر قوة
قاهرة ولو كان باإلمكان توقعه بعد إبرام العقد أو تنفيذه.
شرط عدم الدفع:
تفيد هذه الفكرة معنيين األول يتمثل في عدم قدرة الشخص على منع نشوء الواقعة
المكونة للقوة القاهرة والثاني يتمثل في عدم تمكنه من التصدي لآلثار المترتبة عنها.
و أوصا و انقتا ،و ال ظريل ال امل لإلث ات، اإللازامات مصاا اإللازام أثا شرح القانول ال دن ،الجزء الثان -1تس ي ال مر س ،الوا
( ماغام) ،1964 ،ال ط ل ال ال يل ،القا ر ،ص 482ا
- 2تس ي ال مر س ،ال سدوليل ال دنيل تق ي ات ال الا ال ربيل ،القسي األول ،األحكام ال امل أ تال ال سدوليل التر و ال طن والس يل ،م د ال حوث و
الد اتسات ال ربيل (،ماغام) ،1971 ،ام ل الدول ال ربيل ،ص 491و 492ا
Cass . civ 1ere ch , 29 oct 1985. Pouvoir n : 95 – 11205 : « la force majeure ou le cas fortuit suppose -3
necessairement un événement exterieur a l’activite du debitteur de l’obligation ».
85
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
86
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
حكمها معرضا للنقض ألن ا رتباط الفعل أو الترك بالضرر الناشئ ارتباط السبب بالمسبب ،من
المسائل القانونية التي يخضع فيها قاضي الموضوع لرقابة محكمة النقض.1
/3خطأ المضرور
يعد خطأ المضرور من أسباب اإلعفاء من المسؤولية المدنية ،فإذا أثبت المدعى عليه
(الموثق) أن المدعي (الزبون) هو الذي تسبب بخطئه فيها أصابه من ضرر ،فإن العالقة
السببية بين الخطأ و الضرر تنتفي و بالتالي يعفى المدعى عليه من المسؤولية ،2ذلك أن
العالقة السببية إذا كانت تستفاد ضمنا من قرائن الحال على وجه الترجيح ،إال أن السببية
المفترضة بين خطأ المدعى عليه و الضرر تزول أمام السببية الثابتة بين المضرور و الضرر،
وعليه فإن المضرور ينبغي ان يتحمل الضرر الناتج عن خطئه وحده و ال حق له في المطالبة
بالتعويض.3
فإذا ارتكب المتضرر سواء كان زبونا أو من الغير وحده فعال خاطئا ،كأن تهاون الزبون
مثال في إحضار المستندات التي يتوقف عليها تحرير عقد معين ،مما دفع بالموثق إلى عدم
تحريره في الوقت المناسب ،فال يكون جدي ار بالتعويض ،وعليه أن يتحمل تبعات أفعاله.4
ويقع بطبيعة الحال على الموثق – إذا اقيمت ضده دعوى مدنية – إثبات خطأ
المضرور لدرء المسؤولية عنه.
أما إذا ساهم كل من خطأ المضرور وخطأ المدعى عليه في إحداث الضرر فإن
المسؤولية توزع بينهما حسب النسبة التي ساهم بها خطأ كل منهما في إحداث الضرر.5
ابل ال ج س األ ى ى محاتي ال وضوع - 1لإلطالع ى ابل محك ل ى محاتي ال وضوع ي كن الر وع إلى مح د الكش و ،
ال واا ال دنيل ،الط ل األولى ،2001مط ل ال جاح الجديد الدا ال يتاءا
شرح القانول ال دن ،م س ،ص 386ا -2تس ي ال مر س ،الوا
شرح القانول ال دن ،م س ،ص 386ا -3تس ي ال مر س ،الوا
87
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
-1ت ت ال اا 49من القانول ي 09ا 32ى أن " :يكول باطال تل قد تي ت قي و قا ل شكل الرتس ،و أنجز فال ا ألحكام ال واا 30
و 31و 32و 37و 39و 40من القانول إيا تال غير مييل باو يط تا ل األطراف ،وإيا تال يح ل تو يط تل األطراف تكول ل قط ي ل
ال قد ال ر مط الحق مطال ل ال وثق بالا ويض الحالاين و إمكانيل تط يق ال قوبات الاناي يل و الز ريل حق ا
تسر نتس ال قاتيات إي ت قى موثق قدا فا ج مكا فال ا ل قاتيات ال اا 12أ ال أو إيا ت قا موثق مو ف أو م زولا
تصرح ال حك ل بال طالل ب اء ى ط ب تل من ل مص حل أو ال يابل ال امل
و ر القتيل من طرف أ م ، ي كن إثا بطالل ال قوا الا لي تراع ي ا أحكام ال ااتين 38و 46من يا القانول ل أ ا اع
مط الحق الا ويض و إمكانيل تط يق ال قوبات الاناي يل و الز ريل ى ال وثقا"
88
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
هي التي لها سلطة تقدير مدى تأثير هذا البطالن الجزئي على العقد ومدى الضرر الذي
أصاب المتعاقد من جراء ذلك.1
مع اإلشارة إلى أن البطالن الجزئي أو بطالن الصفحات يتحول إلى بطالن كلي عندما
يكون له مساس بأحد أركان العقد.
89
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
90
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
- 1ل و ذذوف ذذى ذذي اآل اء ي كذذن الر ذذوع إلذذى ذذد الكذذريي الطالب،الشذذرح ال ذذ لقذذانول ال سذذطر ال دنيل،الط ذذل األولذذى ،يوليذذو
،2001ال ط ل والو ا ل الوط يل مراتش،ص 128وما ب د اا
91
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إن طرفي دعوى المسؤولية المدنية للموثق هما المدعي وهو الزبون الذي أصابه ضرر
من جراء خطأ الموثق أو من ينوب عنه و المتمثل في عدم تنفيذ التزامه أو التأخير في تنفيذه،
والمدعى عليه وهو الموثق.
ولإللمام بهذا الموضوع سوف نتناوله على الشكل اآلتي :
أوال :المدعي
ثانيا:المدعى عليه
أوال :المدعــــــــــي
األصل أن الشخص الذي لحقه ضرر هو الذي يكون مدعيا،فيقوم برفع الدعوى
للمطالبة بالتعويض جب ار للضرر الذي أصابه،حيث إن المدعي العادي في دعوى المسؤولية هو
المتضرر أو خلفه وكل من حل محله في حقوقه بمقتضى عقد أو نص قانوني.
وانطالقا مما سبق يمكن القول إن الحق في اإلدعاء بالتعويض هو حق ثابت للمضرور
شخصيا متى كان كامل األهلية ،1واذا توفي انتقل لورثته فكل من هؤالء حق مستقل بالمطالبة
بالتعويض عن الضرر الذي لحقه شخصيا أصالة عن نفسه ،كما يمكنه أن يطالب بالتعويض
عن الضرر الذ ي لحق من هو في عهدته ،نيابة عنه إذا كان المضرور فاقد األهلية أو
ناقصها ،وتقام الدعوى في هذه الحالة من قبل نائبه الشرعي ،أي من قبل الولي أو الوصي او
المقدم حسب االحوال طبقا لقانون المسطرة المدنية.
وفي حالة وفاة المضرور ينتقل حقه في التعويض ،خصوصا عندما يكون المضرور قد
رفع الدعوى قبل وفاته ،إذ يمكن للورثة مواصلة الدعوى ،و ذلك وفقا للفصل 115من قانون
شرح القانول ال دن الجزء األول ،م س ،ص 372ا ،الوتسيط -1د الر اق اح د الس و
92
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المسطرة المدنية ،وهكذا تدخل تلك الدعوى ضمن عناصر التركة،أما إذا لم يسبق له أن رفع تلك
الدعوى ،فإنه يقع التمييز بين التعويض عن الضرر المادي والتعويض عن الضرر األدبي .1
وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة تعدد المتضررين من فعل الموثق ،فإنه يحق لكل واحد
من هؤالء ممارسة دعوى مستقلة للمطالبة بالتعويض عن الضرر الحاصل له بعد إثباته،وذلك
برفع دعوى شخصية بإسمه ،والتضامن بين المتضررين ،حيث إن القاضي يقدر تعويض كل
واحد منهم على حدة.2
ويشترط في دعوى المدعي لقبولها عدة شروط منها ما هو موضوعي ومنها ما هو
شكلي ،3ومن الشروط الموضوعية ،الصفة واالهلية والمصلحة كما نص على ذلك صراحة
الفصل األول من قانون المسطرة المدنية بقوله " :اليصح التقاضي إال ممن له الصفة واألهلية
والمصلحة إلثبات حقوقه ،يث ير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية ،او المصلحة أو اإلذن
بالتقاضي إن كان ضروريا وينذر الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده ".
ويعتبر شرط المصلحة من أهم شروط الدعوى ،فالمدعي عندما يقيم دعواه يجب أن
تكون له مصلحة في رفعها مستندة إلى حق يدعيه ألن المصلحة مناط الدعوى وال دعوى بغير
مصلحة.
أما الشروط الشكلية فهي اإلجراءات الواجب اتباعها لقبول الدعوى وهي المنصوص
4
عليها في قانون المسطرة المدنية و خاصة الفصل 31و الفصل 32من هذا القانون.
يما ال اليل ،إل الحق الا ويض ثابق ل اتر وبيلك ي اقل إلى و ثا ،حيث -1اي تال الا ويض ن التر ال اا الي أصاب ال او
ى يد الحيا ا أما إيا تال الا ويض نا ا ن ضر أاب أصاب يص ح من حق الو ثل ال طال ل بالا ويض الي تال مو ث تسيطالب ب لو بق
ش و أو ا طتا أو شر ،إن يي اقل إلى و ثل ال اتر ،إي إيا تحدا ب قاتى اتتاق بين ال اتر وال سدول أو طالب ب ال اتر ال اتر
أمام القتاءا
ل زيد من اإليتاح أنظر:
د الر اق أح د الس و م س ،ص 1041ا -
-منمول الكزبر ،م س ،ص 422/421ا
- 2ال اا بن أح د ال طا ،م س ،ص 291
- 3د الكريي الطالب ،ماس ،ص 143وما ب د اا
-4ي ت التصل 31من ق م م ى أن ":تر ط الد وى إلى ال حك ل ايبادائيل ب قال مكاوب مو ط ي من طرف ال د أو وتي أو باصريح يدل
ال حتر إلى أن ي ي كن ل الاو يطاتقيد ب ال د ش صيا ويحر ب أحد أ وال تاابل الت ط ال ح تين محترا يو ط من طرف ال د أو يشا
القتايا تسجل م د ليلك حسب الارتيب الاس س لا قي ا وتا ي ا مط بيال أتس اء األطراف وتيا تا يخ ايتساد اءا ب جرا تقييد ال قال ي ين ئيس
ال حك ل حسب األحوال اضيا مقر ا أو اضيا مك تا بالقتيل"ا
-ي ت التصل 32من ق م م ى أن ":يجب أل يات ن ال قال أو ال حتر األتس اء ال ائ يل والش صيل وصتل أو م ل وموطن أو محل إ امل ال د ى
ي وال د وتيا د اي اتاء أتس اء وصتل وموطن وتيل ال د ،وإيا تال أحد األطراف شرتل و ب أل يات ن ال قال أو ال حتراتس ا ونو ا
93
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ال قايت وال حاضر الو ى يلك موضوع الد وى والو ائط والوتسائل ال ثا وتر ق بالط ب ال سا دات الا =ومرتز اا يجب أل ي ين بإيجا
ي و ال د اتسا ال ا د اي اتاء مقابل وصل يس تاتب الت ط ل د يث ق ي دا ال سا دات ال ر قل ونو ااإيا دم الط ب ب قال مكاوب
ضد د مد ى ي ي و ب ى ال د أل ير ق ال قال ب دا من ال سخ مساو ل دا ال صومايط ب القاض ال قر أو القاض ال ك ف بالقتيل د
اي اتاء تحديد ال يانات غير الاامل أو الا تي إغتال ا ،ت ا يط ب اإلايء ب سخ ال قال الكا يل ويلك اافل أ ل يحدا ،تحق طائ ل الحكي ب دم ول
الط ب"ا
- 1د الر اق أح د الس و ،الوتسيط شرح القانول ال دن ،الجزء األول،ماس ،ص 1046ا
ترتل ي يت ن إي تون وا ثااوي تصح ي الحوالل إي إيا تال الطر ال ي ر ال ي ل -2ي ت التصل 209من ق ل ع ى أن "من أحال حق
الارتلا
وب قاتى ي الحوالل،ت اقل بحكي القانول الحقوق وإيلازمات ال ا قل بالارتل إلى ال حال ل "ا
يط الحايت الا ترا ي ا الحوالل ى األصل الاجا أو الارتل أو اليمل يجو لدائ الشيئ ت ا ي ت التصل 210من ق ل ع ى أن "
ال حال،أل ي اشروا من و ق حصول الحوالل ا اوي ي ،ى نحو ما يقر ل ي القانول،ضد ال دين السابق وضد ال حال ل م ا،ويلك ما يرتتوا الحوالل
صراحلا
ومط يلك،ي يكول ال حال مسدوي إي حدوا ما ل يمل الا أحي ق ل من حقوق ى نحو ما يظ ر من حصر الارتل او ي ال سدوليل الوا ل ى
ب قاتى اتتا ات م رمل بي وبين ال دين السابق"ا اتق ال حال ل ي ي كن تقييد ا أو اتسقاط ا
94
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
أما في نطاق المسؤولية التقصيرية للموثق،فإنه إذا تعدد المسؤولون الذين نسب إليهم
الفعل الضار الذي ألحق بزبونهم ،جاز لهذا األخير أن يقيم الدعوى عليهم جميعا ،أو على أي
واحد منهم للمطالبة بكل التعويض ألنهم يكونون مسؤولين بالتضامن ،ويحق لمن دفع التعويض
أن يرجع على الباقين بحسب نصيب كل واحد منهم والذي تحدده المحكمة بناء على جسامة
التعدي الذي وقع من كل منهم،واذا تعذر تحديد النسبة التي ساهم بها كل واحد منهم في
الضرر فإن المسؤولية تقع عليهم جميعا بالتساوي ودون تمييز بينهم 1.وهذا ما نص عليه
صراحة الفصل 99من قانون اإللتزامات والعقود الذي جاء فيه":إذا وقع الضرر من أشخاص
متعددين عملوا متواطئين،كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج،دون تمييز بين من كان
منهم محرضا أو شريكا أو فاعال أصليا." 2
الفقرة الثانية :إجراءات دعوى المسؤولية
ال تختلف القواعد المتبعة في تحريك دعوى المسؤولية المدنية للموثق عن تلك المسطرة
في قانون المسطرة المدنية،ونظ ار لكون اإلجراءات الواجب اتباعها في دعوى المسؤولية هي
نفسها الواجبة بشأن تقديم الدعاوى ،فإننا سنقتصر في هذه الدراسة على تبيان ما يلي:
أوال :الختصاص
اإلختصاص هو سلطة المحكمة للحكم في قضية معينة ،وتحديد اختصاص محكمة
معينة يكون بتمييز القضايا التي لها سلطة نظرها وفقا للقواعد التي ينص عليها القانون.
وبتطبيق قواعد اإلختصاص على الدعوى المقامة على الموثق ،نجد أن هذه األخيرة
ترفع في مواجهته لدى المحكمة اإلبتدائية بوصفها مرجعا عاديا ،بما أنها تختص بالحكم في
جميع الدعاوى التي لم يعط نص تشريعي خاص النظر فيها إلى محكمة أخرى،وما دام المشرع
1د الر اق أح د الس و ،الوتسيط شرح القانول ال دن ،الجزء األول،م اس،ص 1047وما ب د اا
من بي ي،أو األص التصل 99إيا ت دا ال سدولول ن التر وت ي تحديد ا 2ي ت التصل 100من ق ل ع ى أن ":يط ق الحكي ال قر
ت ي تحديد ال س ل الا تسا وا ب ا التر ا"
95
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المغربي لم يخص قواعد المسؤولية المدنية للموثق بأي مقتضى خاص ،تبقى القواعد العامة
هي الواجبة التطبيق في هذا الصدد.
ويقع الحكم في هذه الدعوى من قبل المحكمة اإلبتدائية إما ابتدائيا وانتهائيا إذا لم
تتجاوز قيمة طلب التعويض 5000درهم ،واما قابال لإلستئناف إذا تعدى المبلغ المطالب به
هذه القيمة.1
أما بالنسبة لإلختصاص المحلي 2فقد وضع المشرع في الفصل 3 27من قانون المسطرة
المدنية القاعدة العامة في هذا المجال والتي تقتضي بأن هذا اإلختصاص ينعقد لمحكمة
الموطن الحقيقي أو المختار للمدعى عليه(الموثق) ثم عمد في الفصل 28من نفس القانون
إلى تقليص حدود مبدأ اختصاص محكمة موطن المدعى عليه ونص على استثناءات عديدة
لهذا المبدأ من بينها تلك الواجب تطبيقها على الدعوى المقامة على الموثق ،فقد جاء في الفقرة
السابعة من الفصل 28من قانون المسطرة المدنية على أنه":في دعاوي التجهيز واألشغال
والكراء واجارة الخدمة أو العمل أمام المحكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو موطن
أحد األطراف واال فأمام محكمة موطن المدعى عليه".
هذا في الحالة التي يكون فيها الخطأ المرتكب من قبل الموثق خطأ عقديا ،أو بصيغة
أخرى حين يكون المضرور هو الزبون،أما في الحالة التي يكون فيها الخطأ تقصيريا،أو أن
المضرور شخص من الغير ال تربطه أية عالقة تعاقدية مع الموثق فإن اإلختصاص ينعقد
وطبقا للفقرة السادسة من الفصل 28من القانون المسطرة المدنية ،لمحكمة المحل الذي وقع
فيه الفعل المسبب للضرر أو أمام محكمة موطن المدعى عليه باختيار المدعي ،ويمكن أن
-1ت ت ال اا 19من مشروع قامام الجديد ى أن " ت ات ال حاتي اإلبادائيل مط مرا ا ال قاتيات ال اصل ،بال ظر :ابادائيا وانا ائيا إلى غايل
يط الط ات الا تاجاو ف سل ايف ا ي ااا"ا ف سل ايف ا ي ،وابادائيا مط حتظ حق اإلتسائ اف
-2يقصد باإلفاصاص ال ح أل تل مح ك ل تكول م اصل بال ق ال ا ات الرا ل ل ا،لكن حدوا الدائر الجغرا يل الااب ل ل اا
أو ات الش يو نو غزيل،ال كونات ال يويل ل ا ظيي القتائ ال غرب ،ا اتسل تح ي يل من اويل ال قومات الجو ريل ل حكامل الجيد ،الط ل األولى
،2008مط ل الو وا ،انزتال ،ص 2ا
- 3ي ت التصل 27من قامام ى أن ":يكول اإلفاصاص ال ح ل حك ل ال وطن الحقيق أو اال اا ل د ى ي إيا لي يكن ل يا األفير موطن
ال غرب ولكن ياو ر ى محل إ امل تال اإلفاصاص ل حك ل يا ال حلاإيا لي يكن ل د ى ي ي موطن وي محل إ امل بال غرب ي كن تقديي
الد وى ضد أمام محك ل موطن أو إ امل ال د أو واحد م ي د ت دا ي"ا
96
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نقول إذا ما طبقت هذه المقتضيات أن اإلختصاص سينعقد في غالب األحيان لمحكمة موطن
المدعى عليه وهو الموثق.
هذا فيما يخص اإلختصاص المحلي،أما بالنسبة لإلختصاص النوعي فإنه يتجلى في:
-إما أن يخل الموثق بإحدى اإللتزامات المفروضة عليه قانونيا والتي تلحق ضر ار
بالمدعي ،ودون أن يقترن ذلك بفعل جرمي في هذه الحالة فإن اإلختصاص ينعقد للغرفة
المدنية بالمحكمة اإلبتدائية.
-إما أن يرتكب الموثق أحد االفعال المجرمة قانونا،وفي هذه الحالة إما أن يتعلق األمر
بجنحة فينعقد اإلختصاص للغرفة الجنحية بالمحكمة اإلبتدائية ،واما أن يشكل الفعل
المرتكب جناية وفي هذه الحالة ينعقد اإلختصاص لغرفة الجنايات بمحكمة
اإلستئناف،وفي الحالتين معاً ،فإنه يبقى من حق المتضرر اإلنتصاب كطرف مدني
للمطالبة بالتعويض في إطار الدعوى المدنية التابعة.1
ولكي يتأتى لألطراف المتعاقدة مطالبة الموثق بالتعويض في إطار الدعوى المدنية
التابعة 2وبصفته تلك يجب أن تكون تلك األفعال الجرمية المرتكبة من طرف الموثق متعلقة
بالمعاملة التوثيقية التي قامت بشـأنها الدعوى العمومية ،كالتزوير في العقد المبرم بواستطه أو
خيانة األمانة أو النصب أو إفشاء سر مهني،...أما إذا كانت األفعال الجرمية المرتكبة من
طرفه ال عالقة لها بموضوع المعاملة ،فإنه ال يمكن مساءلته بصفته موثق وانما كشخص
عادي.
حل أو م التل لكل من ت ر - 1ت ت ال اا 7من قاماج ى أن ":ير ط الحق إ امل الد وى ال دنيل ل ا ويض ن التر ال اتج ن
ايل أو
ش صيا لتر س ان أو ماا أو م و تس ق ي الجري ل م اشر ااا"
- 2الد وى ال دنيل الااب ل يقصد ب ا الط ب الي يقدم ال اتر أمام ال حك ل الج ائيل و ت ظر الد وى ال وميل ب دف الحصول ى ت ويض
ن التر الي لحق من الجري ل ال روضل ي ا وال رتك ل حق ا
97
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
القانول ال اص ،ام ل مح د الاشريط ال غرب ،أطروحل ل يل اتاو ا الدولل -1تس يد الدغي ر،ت تيي ايلازام ب قابل أو بطريق الا ويض تائيا
ال امس الرباط،1982-1981 ،ص221ا
- 2ي ت التصل 263من ق ل ع ى أن ":يساحق الا ويض إما بس ب دم الو اء باإللازام،وإما بس ب الانفر الو اء ب ويلك ولو لي يكن اك أ
تسوء نيل من انب ال دين"ا
- 3ي ت التصل 77من ق ل ع ى أن ":تل ل ا تك اإلنسال ن بي ل وافايا ،ومن غير أل يس ح ب القانول ،نحدث ضر ا ماايا أو م ويا
ل غير،ي زم مرتك با ويض يا التر ،إيا ث ق أل يلك الت ل و الس ب ال اشر حصول التر ا
-4د القاا ال ر ا ،م اسا ص11ا
98
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
غير متوقعا،بينهما ال يشمل التعويض في المسؤولية العقدية سوى الضرر المتوقع عادة وقت
إبرام العقد.
إن أغلب األخطاء المرتكبة من طرف الموثقين ترجع باألساس إما لعدم تنفيذ اإللتزامات
الملقاة على عاتقهم،أو التأخير في تنفيذها ،وفي كال الحالتين فإن أغلب األضرار التي تلحق
الزبناء أو األغيار تتعلق بدمتهم المالية ،ومن ثم فإن التعويض المستحق لهم يكون حسب
طبيعته إما تعويض عيني أو تعويض بمقابل.
1
فالتعويض العيني هو الذي يضمن إزالة ضرر بعينه وذلك بالقضاء على سبب الضرر
ويسمى أيضا بالتنفيذ العيني وأساسه الوفاء باإللتزام عينا2،وفي نظرنا فإن التعويض العيني أو
التنفيذ العيني في إطار دعوى المسؤولية التقصيرية للموثق يمكن تصوره في حالتين:
الحالة األولى:وهي الحالة التي يرتكب فيها الموثق أحد األفعال المجرمة قانونا كالنصب
أو التزوير ويؤدي ذلك إلى فقدان الطرف المتضرر من هذا الفعل عقاره أو أصله التجاري أو
أي حق آخر ففي مثل هذه الحاالت ليس هناك ما يمنع هذا األخير من المطالبة بتعويض
عيني يكون على شكل عقار أو أصل تجاري بنفس المواصفات وتبقى هذه الحالة نادرة الوقوع.
الحالة الثانية :وهي الحالة التي يتأخر فيها الموثق في القيام ببعض اإلجراءات القانونية
الالزمة إلتمام إجراءات التعاقد عن آجالها القانونية،بحيث يصبح المعني باألمر ملزما بأداء
مبالغ إضافية عبارة عن غرامات عن التأخير في تنفيذ هذه اإللتزامات،ففي هذه الحالة فإذا كان
الموثق هو المتسبب في حدوث هذه الزيادات،فإنه يتعين عليه أداء هذه الغرامات لفائدة
المصالح المعني ة،وعليه فإن هذا التعويض يكون عبارة عن تعويض عيني ما دام الموثق قد قام
بإزالة الضرر بعينه ،وذلك بالقضاء على سببه وهو أداء الغرامات اإلضافية.
أما التعويض النقدي فهو الذي يغلب الحكم به في دعاوى المسؤولية التقصيرية ففي
جميع األحوال التي يتعذر فيها التنفيذ العيني،وال يرى القاضي فيها سبيال إلى تعويض غير
99
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نقدي يحكم بتعويض نقدي،فالتعويض النقدي إذن هو األصل 1ويكون عبارة عن مبلغ من النقود
يدفعه المسؤول للمتضرر إلصالح الضرر الذي أصابه.
فالتعويض النقدي يعتبر أهم اآلثار المترتبة عن قيام مسؤولية الموثق المدنية،وهو يشمل
باإلضافة إلى المصروفات التي اضطر المتضرر إلى إنفاقها بسبب خطأ الموثق -إذا لم يكن
قد طالبه بأدائها مباشرة بحيث تدخل في هذه الحالة ضمن التعويض العيني – الخسارة التي
لحقت ه من هذا الخطأ ،فالزبون الذي يحرم من الحصول على سكن بسبب خطأ الموثق في القيام
باإلجراءات الالزمة للحصول على قرض عقاري ال شك أنه سيتضرر من هذا الخطأ بحيث
يتطلب منه ذلك اإلنتظار لمدة قد تطول من أجل معاودة نفس اإلجراءات،وبالتالي يكون محقا
في الحصول على تعويض عما لحقه من ضرر.
وأيا كان التعويض المحكوم به لفائدة المتضرر ،المهم أن يكون كفيال بجبر األضرار
التي تعرض لها من طرف شخص كان بالنسبة له موضع ثقة ،وذلك لحماية هذه الثقة من جهة
وحماية المصالح المالية للناس.
ويخضع التعويض في صورته العادية للسلطة التقديرية للقضاء تبعا لظروف ومالبسات
كل قضية ،والذي قد يشدد أو يقلل منه.
ومن أهم المعايير المعتمدة في تقدير التعويض حجم الخسارة التي لحقت المتضرر،
وأهمية الكسب الذي فاته كما ينص على ذلك الفصل 95من قانون اإللتزامات
والعقود، 2فالقاضي عند تحديده للتعويض يجب أن يراعي هذين العنصرين،كما يجب عليه
مراعاة الظروف الشخصية للمتضرر والسيما من الناحية العلمية ،فالتعويض الذي يتعين منحه
للشخص البسيط الذي ال دراية له بمجال التوثيق أو القانون بصفة عامة ليس هو نفسه
التعويض الممنوح للشخص من المفروض فيه أن يكون على دراية باإلجراءات القانونية للتعاقد
100
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
كالمحامي والموثق ،كذلك يتأثر التعويض بمدى مساهمة المتضرر في الخطأ المنسوب للموثق
العصري،فالزبون الذي يتأخر في اإلدالء بوثائق الملكية أو أداء الثمن يكون قد ساهم بخطئه
هذا في حدوث التأخير من جانب الموثق في القيام بتوثيق العقد.
لكن في غير هذه الحاالت قد ال تكون للسلطة التقديرية للقاضي دور كبير،ففي حالة
مطالبة المتضرر بمختلف المصاريف التي اضطر إلى إنفاقها بسبب عدم تنفيذ الموثق
إللتزاماته أو التأخير في تنفيذها ،وأدلى بمختلف الفواتير التي تثبت أداء هذه المصاريف،فإن
التعويض الممنوح له يجب أال يقل عن هذه المبالغ وال يزيد عنها،ما دام أن المتضرر قد طلب
فقط الحصول على هذه المصروفات ،ومن ثمة يجب على القاضي أن يحكم بهذه المبالغ ال
أقل وال أكثر.
ومن بين أسباب انقضاء التعويض التقادم والذي يخضع في تقدير وجوده ألحكام قانون
اإللتزامات و العقود ،سواء بالنسبة للمسؤولية التعاقدية أو المسؤولية التقصيرية .
ثالثا :التقادم
تختلف مدة التقادم حسبما إذا كان األمر يتعلق بمسؤولية عقدية أو تقصيرية.
فبخصوص المسؤولية التقصيرية فإنه عندما تنشأ في إطارها مسؤولية الموثق فإن التقادم
يخضع لمقتضيات الفصل 106من قانون اإللتزامات والعقود.1
فد عوى التعويض الناشئة عن العمل غير المشروع تتقادم في قانون اإللتزامات العقود
بانقضاء خمس سنوات من اليوم الذي علم فيه المضرور بوقوع الضرر وبالشخص المسؤول
عنه ،بحيث ال يبدأ حساب مدة خمس سنوات ،إال من تاريخ العلم بهذين الشرطين ،وتسقط
الدعوى بالتقادم في جميع األحوال بانقضاء 20سنة وتحسب من وقت وقوع الضرر ،ال من
وقت ارتكاب الفعل الضار ألنه يمكن أن يحصل العمل الغير المشروع ولكن آثاره ال تظهر إال
-1ي ت التصل 106من ق ل ع ى أن ":إل ا وى الا ويض من راء ري ل أو ش ري ل تاقاام ب ت ف س تس وات ت ادأ من الو ق الي ب غ
يط األحوال ب ت شرين تس ل ت ادأ من و ق حدوث التر "ا وتاقاام ي ي التريق ال اتر التر ومن و ال سدول
101
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
في وقت الحق.1وهو نفس األمر الذي نجده في الفصل 2270_1من القانون المدني الفرنسي
الذي ينص على أن التقادم يبدأ في السريان من وقت وقوع الضرر أو من تاريخ علم المتضرر
به.2
أما بخصوص المسؤولية العقدية فإنه عندما تنشأ مسؤولية الموثق في إطارها فإن التقادم
يخضع لمقتضيات الفصل 371وما بعدها من قانون اإللتزامات والعقود،حيث إنه نميز في هذا
الصدد بين دعوى المسؤولية أو البطالن وبين دعوى الضمان،فدعوى المسؤولية أو البطالن
تتقادم بمضي 15سنة من تاريخ اكتساب العقد صبغة الرسمية بتوقيع الموثق عليه ،أما دعوى
التعويض فهي كذالك تتقادم بمضي 15سنة لكن ابتداءا من تاريخ الحكم النهائي ببطالن
العقد.
وتجدر اإلشارة إلى أنه بالنسبة لدعوى الضمان التي ترفع ضد صندوق ضمان الموثقين
المنصوص عليها في المادة 94من قانون 32.09فهي تتقادم بمرور خمس سنوات على يوم
التصريح بثبوت مسؤولية الموثق أو نائبه بحكم نهائي ،وهذا ما نصت عليه المادة 95من نفس
القانون .3وهذه المادة جاءت بشيء ايجابي لفائدة المتضررين ،إذ تراعي مصالحهم أكثر مما
جاء في مقتضيات الفصول الواردة في قانون اإللتزامات والعقود والتي أخدت في بعض الحاالت
بفكرة التقادم انطالقا من تاريخ العلم بالمسؤول عن الضرر. 4
- 1ال اا بن أح د ال طا ،م،س،ص310ا
2
Saad lharichi ,la responsabilité du notaire en droit francais et en droit marocain,impression et maarif al
jadida,2008,p 45.
ي 09ا 32ى أن ":تاقاام ا وى الت ال ب رو ف س تس وات ى الاصريح بث وت مسدوليل ال وثق -3ت ت ال اا 95من القانول
أو نائ بحكي ن ائ "ا
- 4مح د ليديد ،ماس ،ص 143ا
102
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إذا تحققت المسؤولية المدنية للموثق ،فإن اإلتفاق على تعديل أحكامها إعفاءا أو تخفيفا
أو تشديدا جائز إطالقا،وهو بمثابة صلح ،والصلح جائز إذا كان محله ال يخالف النظام العام.1
تختلف المسؤولية العقدية في هذا عن المسؤولية التقصيرية ،فهذه األخيرة مقررة بحكم
القانون لذلك ال يجوز اإلتفاق على تعديل أحكامها وقواعدها إال بعد تحققها إذ أن اإلتفاقات
التي تبرم قبل قيامها تكون ممنوعة قانونا ،2لتعلق قواعدها بالنظام العام .وذلك على خالف
المسؤولية العقدية يمكن اإلتفاق على تعديل أحكامها سواء قبل تحققها أو بعده.
ويبرز دور إرادة األطراف في نقطتين أولهما،تعديل أحكام المسؤولية المدنية ،وثانيهما
في التأمين عن المسؤولية المدنية.
ولإللمام بهذا الموضوع سنتناوله كالتالي:
103
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ففي المسؤولية التقصيرية يقع اإلتفاق على اإلعفاء البعدي من المسؤولية باطال أيا
كانت درجة الخطأ والذي يعزى للموثق العصري ،أي حتى لو كان الخطأ يسي ار والسبب أن هذه
المسؤولية تثبت عند إخالل الموثق بالتزام يفرضه عليه القانون بصفة مباشرة ،بهدف استتباب
األمن وضمان اإلستقرار وهو عدم اإلنحراف في سلوكه ،عن السلوك الذي يتبعه الرجل اليقظ
المتبصر الحريص ،ويستوي في هذا األمر مسؤولية الشخص عن أفعاله أوعن أفعال تابعه.2
فهذه المسؤولية ليست كأحكام المسؤولية العقدية التي هي من صنع المتعاقدين ،حيث ال
يجوز إذن اإلتفاق على اإلعفاء من المسؤولية التقصيرية أو على التخفيف منها قبل حدوث
الضرر سواء من حيث التعويض أو من حيث مدة الدعوى.3
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي لم يترك مجاال لإلجتهاد أو المناقشة عندما نص
في الفصلين 77و 78من ق ل ع على بطالن كل شرط يعفي المتسبب في الضرر من
104
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المسؤولية،حيث إن الصيغة التي ورد بها الفصالن تؤكد بطالن كل اتفاق سابق بين المسؤول
وبين الضحية المحتمل دون تميز بين الضرر الالحق باألشخاص والضرر الالحق
باألموال،وسواء كان خطأ المسؤول متعمدا أو جسيما أو يسيرا ،كما أنه ال فرق بين أن يكون
اإلتفاق يقضي باإلعفاء نهائيا من المسؤولية أو بالتخفيف منها فقط وفي أية صورة كان هذا
التخفيف.1
وبخصوص اإلتفاقات التالية لحدوث الضرر والرامية إلى تعديل أحكام المسؤولية
التقصيرية فال جدال في جوازها ،ألنه بعد تحقق الضرر يصبح التعويض مجرد حق مالي يمكن
لصاحبه التصرف فيه بحرية ولو بالتنازل عنه نهائيا وهذا ما يستشف من الفصل 1100من
ق ل ع.2
يش ,ال سدوليل ال دنيل لألبوين ن أب ائ ا القاصرين،الط ل األولى ،1982مط ل ال جاح الجديد الدا ال يتاء ،ص - 1أح د ال
398ا
- 2ي ت التصل 1100من ق ل ع ى أن ":ااا يسوغ الص ح ى ال ا ط ال اليل الا تارتب ى مسنلل تا ق بالحالل الش صيل أو
ى ال ا ط الا ت شن من الجري ل"ا
- 3تس يد الدغي ر ،ماس ،ص397ا
105
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نستنتج مما سبق أن شرط اإلعفاء من المسؤولية العقدية بخالف المسؤولية التقصيرية
يقع في األصل صحيح وال يستثنى من األصل اإلحالة الغش أو الخطأ الجسيم الواقع من
المدين في تنفيذ التزامه.
وانطالقا مما سبق ،يجوز وفقا للقواعد العامة على تعديل أحكام المسؤولية العقدية
بالتشديد أو التخفيف منها،وهكذا يجوز اإلتفاق على تحميل المدين تبعة القوة القاهرة والحادث
الفجائي كما يجوز إعفاؤه من أية مسؤولية تترتب على تنفيذ التزامه التعاقدي إال ما ينشأ عن
الغش والخطأ الجسيم كما رأينا سابقا،فإن كان العقد يجد مصدره في إرادة طرفيه فإن هذه اإلرادة
المشتركة تملك أيضا تعديل أحكام المسؤولية التي تترتب عن اإلخالل بهذا العقد.1
لكن السؤال الذي يثور في هذا الصدد هو هل نستطيع أن نطبق هذه المقتضيات على
اإللتزام العقدي الرابط بين الموثق والزبون؟
إن التزام الموثق اتجاه الزبون هو التزام بتحقيق نتيجة وهي تحرير العقود واإلشهاد عليها
والحرص على التزام األمانة في ضبط الصيغة التي ارتضاها أطراف العقد أو اإلشهاد،
فالتخفيف من هذه المسؤولية يعني اإلنتقال من التزام بتحقيق نتيجة إلى مجرد بذل عناية األمر
الذي ال يمكن تصوره خصوصا في مجال تحرير العقود ،ألن هذا اإللتزام ال يرجع إلى إرادة
الموثق والزبون المشتركة فقط بل إلى القانون نفسه حيث وضع المشرع كيفية تحرير العقود
وأجبر الموثق على اإللتزام بمقتضيات القانون رقم 32.09في تنفيذ التزامه .أما اإلتفاق على
التشديد أو اإلعفاء من المسؤولية فيبقى ممكنا من الناحية النظرية ما دام ال يخل باإللتزامات
األساسية التي ترتكز عليها الرابطة العقدية.
الاشريط ال غرب ،الط ل األولى ،1994 ،مط ل ال جاح الجديد الدا ال يتاء ،ص 171ا -1موحى الح زاو ،مسدوليل ال حام
106
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
107
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
108
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
فالتأمين من المسؤولية عقد يبرم بين المؤمن والمؤمن له،يلتزم المؤمن بمقتضاه تعويض
المضار عما ألحقه المؤمن له به من ضرر نظير ما يدفعه األخير له من أقساط بشكل دوري.
ومن خالل هذه التعاريف تظهر خصائص عقد التأمين في أنه عقد احتمالي،وأنه من
عقود اإلذعان،وأنه عقد معاوضة وأنه عقد ملزم للجانبين وأنه عقد من عقود المدة وعقد من
عقود حسن النية. 1واذا كانت هذه الخصائص هي أهم خصائص عقد التأمين بصفة عامة،فإن
عقد التأمين هي من المسؤولية المدنية المهنية يمتاز بخصائص أخرى منها أنه عقد إلزامي وأنه
اشتراط لمصلحة الغير وأنه عقد تأمين مهني،وأنه عقد تعويض،وأنه ال يستفيد من الضمان إال
الغير المضرور.
عقد إلزامي
يسير الوضع في فرنسا وفي العديد من الدول األخرى ومن بينها المغرب على إلزامية
التامين من المسؤولية المهنية،بحيث يلزم الممارس للمهنة بإبرام عقد تأمين لدى شركة أو
شخص طبيعي يضمن الن تائج المالية لألخطاء التي تقع منه أثناء الممارسة،فنجد طبقا للمادة
26من القانون رقم 32.09على أنه "....يبرم الموثق عقد التأمين قبل الشروع في ممارسة
مهامه،ويلزم باإلدالء كل سنة بما يفيد استمرار اكتتابه فيه تحت طائلة المتابعة التأديبية.يحدد
بنص تنظيمي الحد األدنى للتأمين".
التأمين اشتراط لمصلحة الغير
يعرف اإلشتراط لمصلحة الغير بأنه":عقد يشترط بمقتضاه أحد طرفيه على الطرف
اآلخر أن يؤدي إلى شخص ثالث حقا معينا".2
يتضح من هذا التعريف خصائص اإلشتراط لمصلحة الغير وهي:
109
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
ويظهر من خالل ما سبق أن هناك تشابه بين التأمين اإللزامي عن المسؤولية واإلشتراط
لمصلحة الغير،ففي التأمين يستفيد المضرور من عقد لم يكن طرفا فيه،فيمكنه تقديم دعواه
بالتعويض ضد المؤمن ويحصل منه على التعويض.وفي اإلشتراط لمصلحة الغير يستفيد
األخير من عقد أيضا لم يكن فيه ويحصل على مزاياه.
عقد تأمين مهني
يغطي عقد التأمين من المسؤولية المدنية المهنية األخطار التي تنتج عن أخطاء المهني
أثناء ممارسته لمهنته،فمحل هذا العقد هو األخطاء المرتبطة بممارسة المهنة،وبذلك يختلف هذا
التأمين عن الذي يبرمه المهني باعتباره شخصا عاديا لصالحه أو لصالح أسرته بعيدا عن
مجال المهنة.وهذا اإلختالف يظهر أثره فيما يتعلق بالخطأ المنشئ للمسؤولية أو المرتب لحق
الغير في المطالبة بالتعويض،فإعمال التأمين من المسؤولية المهنية يتطلب وجود خطأ ثابت
يلزم إقامة الدليل على وجوده حتى يثبت الحق في المطالبة بالتعويض.
التأمين المهني عقد تأمين تعويضي
الهدف األساسي للعقد هو تعويض المهني عن الخسارة التي قد تلحقه نتيجة الحكم عليه
بمبلغ التعويض المستحق للزبون المتضرر،فعقد التأمين من المسؤولية المدنية المهنية،عقد
بمقتضاه يتم تأمين الذمة المالية للمهني ضد المطالبات التي يتقدم بها المضرورون ويحمي
بالتالي حقوق هؤالء من عسر االول.
110
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عقد التأمين من المسؤولية المدنية للمهني،يشمل الغير الذي تضرر من جراء فعل
المهني،وهذا ما تحرص عليه شركات التأمين في ملحق وثيقة التأمين،1بالنص على أن الشركة
ال تضمن إال النتائج الضارة التي تلحق الغير.
بين ال دمن وال دمن ل يا ي أو ي دل قد الانمين ويص ح زءا ي ياجزأ - 1ر ا ال اا األولى من مدونل الانمي ات بنن ":إتتاق إضا
من وليصل الانمين"ا
- 2مح د أوغريس ،الانمين اإل ا من ال سدوليل الاشريط ال غرب ،ماس،ص 31وما ب د اا
- 3د الر اق أح د الس و ،الوتسيط شرح القانول ال دن ،الجزء األول ،م،س،ص 1110ا
111
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
Saad lahrichi :la responsabilité du notaire en droit français et en droit marocain,impression el maarif al 1
jadida, 2008,p 66.
--2د ال جيد بوتير،م،س،ص 217ا
112
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الفراغ حين ميز بين الخطأ المهني .1الذي جعله ضمن نطاق التأمين ،وبين الخطأ غير المهني
أو العادي 2والدي يخرج بطبيعة الحال عن مجال هذا التأمين.
وعليه فالموثق الذي يشتم زبونه يعد مرتكبا لخطأ عادي العالقة له بأصول مهنته
وبالتالي ال يضمن نطاق التأمين عن المسؤولية ،خالفا للموثق الذي ال يقوم باإلجراءات الكفيلة
بنقل ملكية المبيع للمشتري يعد مرتكبا لخطأ مهني من صميم أصول مهنته يدخل ضمن مجال
التأمين عن المسؤولية المدنية للموثق.
وهكذا جاء في قرار للمجلس األعلى-محكمة النقض حاليا -صادر بتاريخ 23فبراير
2010أنه "تكون المحكمة قد بنت ق ارراتها على أساس لما ثبت أن الموثق الذي أنجز عقد بيع
العقار لم يقم بتسجيله ب المحافظة العقارية لكونه كان مثقال بحجز تحفظي لفائدة الغير وقضت
في مواجهته شخصيا."3...
والجدير بالذكر أن المشرع نفسه تولى إخراج بعض األخطاء من نطاق التأمين ومن
ذلك األخطاء المهنية المشوبة بالتدليس والغش ،حيث إن الموثق الذي يدلس خدمة لمصالح
أحد زبائنه على حساب آخر يفقد حقه في اإلستفادة من التأمين من المسؤولية.
إي آاا تال سي ا حاى ي يتقد ب ال وف من و ال طن يا ق باألصول الت يل ل ل وي يسنل صاحب ال ل -1ال طن ال
و تتايا الش صيل ي غ ل من الحريل ال سدوليل ن أل يزاول م ل ب ا ي غ ل من الحريل ال ل ومن الت ا ني ل و ألتق
و تتايا الش صيلا ال ل ومن الط نني ل والثقل
أو ال اا و ما يرتك صاحب ال ل د مزاولا م ا حول أل يكول ل دا ال طن ال ل باألصول التق يل ل د -2ال طن الغير ال
ال ل وم يا ال طن ال اا و اينحراف ن الس وك ال نلوف ل ر ل ال اا ا
-3را دا 823صاا باا يخ ال ف ال دن دا 3987ا1ا5ا،2008م شو ب ج ل تاء ال ج س األ ى ،دا،73ص100ا
113
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وتجدر اإلشارة إلى أن تقرير المشرع للتأمين من المسؤولية المدنية للموثق لم يكن
مقتضى كافي لحماية وضمان حقوق األطراف المتعاملة مع قطاع التوثيق،األمر الذي دفعه إلى
إحداث صندوق احتياطي للتدخل عند ثبوت عسر الموثق لتغطية المبالغ المالية المحكوم بها
لفائدة المتضررين،فهذا الصندوق يطلق عليه بصندوق ضمان الموثقين.1
-1ت ت ال اا 94من انول 09ا 32ى أن ":يط ق ى ص دوق الت ال ال حدث ب و ب التصل 39من الظ ير الشريف الصاا
10شوال 4( 1343ما )1925ال ا ق با ظيي م ل الاوثيق اتسي"ص دوق ض ال ال وثقين " و و ي تط من األل صا دا لألحكام
الوا ا ب د ا
يا اط الص دوق بالش صيل ال ويل ويدير مج س ويسير ص دوق اإليداع والادبيرا
يانلف مج س اإلاا من م ث ين ن اإلاا ياي ت يي ي ب ت ت ظي ومن ئيس ال ج س الوط و ئيس مج سين ويين ي ي ي ئيس
ال ج س الوط ل وثقين ومن م ثل ن ص دوق اإليداع والادبيرا
ي ا ب ال ج س ئيس من أ تائ ا
حالل سر ال وثق أو نائ و دم تتايل ال غ ال داى ي دف الص دوق إلى ض ال أااء ال الغ ال حكوم ب ا لتائد األطراف ال اتر
من طرف شرتل الاامين ل ا ويض ن التر أو د ان دام الانمينا
ا ي تط ص دوق ض ال ال وثقين تل تس ل لاد يق فا
تاكول موا ا الص دوق م ا ي :
*م غ التوائد ال انتيل من الحسابات ال اصل ال تاوحل من ل ال وثقين بص دوق اإليداع والادبير؛
*مسا ل مد و ل من ل تل ال وثق د تل قد تس ويحدا م غ ا من ل ال ج س الوط ل يئل ال وثقين،وتصااق ي ا ال ج ل
ال شا إلي ا ال اا 11أ ال ا
تاكول تكاليف الص دوق م ا ي :
*ال صا يف ال اتجل ن ت تيي ال قر ات القتائيل القاب ل ل ا تيي ال ر و ل ضد الص دوقا
*ال صا يف ال رت ل ن إ امل الد اوىا
تحداتيتيل تط يق ي ال اا ،ب ت ت ظي "ا
114
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
حاولنــا مــن خــالل هــذا البحــث تســليط الضــوء علــى المســؤولية المدنيــة للموثــق فــي التش ـريع
المغربـ ــي و ذلـ ــك بتخصـ ــيص الفصـ ــل األول لمعالجـ ــة اإللت ازمـ ــات المهنيـ ــة للموثـ ــق فـ ــي التش ـ ـريع
المغرب ــي وطبيع ــة مس ــؤوليته المدني ــة ،حي ــث قس ــمناه إل ــى مبحث ــين تناولن ــا ف ــي األول اإللت ازم ــات
المهني ــة للموث ــق ،وتناولن ــا ف ــي المبح ــث الث ــاني م ــن ذات الفص ــل طبيع ــة مس ــؤوليته المدني ــة .أم ــا
الفصــل الثــاني فقــد تناولنــا فيــه أركــان المســؤولية المدنيــة للموثــق و آثارهــا ،و تطرقنــا فــي المبحــث
األول مـن هـذا الفصـل ألركــان المسـؤولية المدنيــة للموثــق ،و تناولنـا فــي المبحـث الثــاني مــن ذات
الفصل آثار المسؤولية المدنية للموثق.
و توصــلنا مــن خــالل ه ـذا البحــث إلــى مجموعــة مــن اإلســتنتاجات و اإلقت ارحــات و قبــل أن
نعرضها ندلي ببعض المالحظات.
أوال :المالحظات
تقع على عاتق الموثق مجموعة من االلتزامات تختلـف بـاختالف الم ارحـل التـي يمـر منهـا
تحري ــر العق ــد وتوقيع ــه ،والت ــي يمك ــن تحدي ــدها ف ــي مجموع ــة م ــن الخطـ ـوات واإلجـ ـراءات
القبلية لتحرير وتوقيع العقد والتي تضفي عليه الصفة الرسمية ،والتـي يتعـين علـى الموثـق
القيام بها قبل وأثناء تحرير العقد.
إن أول م ــا يق ــوم ب ــه الموث ــق قب ــل تحري ــر عق ــد متعل ــق بالمج ــال العق ــاري ه ــو التأك ــد م ــن
وض ــعيته القانوني ــة ،وه ــل ه ــو عق ــار غي ــر محف ــظ أو عق ــار ف ــي ط ــور التحف ــيظ أو عق ــار
محف ــظ ،وه ــل ي ــدخل ض ــمن االلت ازم ــات المهني ــة للموث ــق ،اتج ــاه الزب ــائن وذل ــك بتبصـ ـيرهم
بالوضعية القانونية لموضوع العقد.
115
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
إن االلتزام بتقديم النصـح لألطـراف المتعاقـدة لـيس فقـط عنـدما يقـوم الموثـق بـإبرام العقـد،
وانما قبل إبرام العقد وبعده ،لذا يجب عليه أن يقوم بنصح المتعاقدين حتى وان لـم يطلبـوا
النصــيحة بأنفســهم وخاصــة فــي حالــة وجــود مخالفــات قانونيــة قــد تهــدد مصــالحهم الماديــة
كوجود رهن أو حجز عقاري أو شرط منع التفويت مثال.
االخــتالف الفقهــي والقضــائي حــول طبيعيــة المســؤولية المدنيــة للموثــق ،فمــنهم مــن يــرى
بأنهــا مســؤولية عقديــة ،ومــنهم مــن يــرى أنهــا مســؤولية تقصــيرية وكــل جانــب لــه حججــه
ومبرراته .
الموث ــق يع ــد مرتكب ــا لخط ــأ مهن ــي إذا ل ــم يـ ـراع أثن ــاء أدائ ــه مهام ــه الس ــلوك المعت ــاد ف ــي
ممارسته لهذه المهن الذي توجبه أخالقياتها وطبيعتها والقانون المنظم لها.
إن اإلخالل بـأي التـزام تفرضـه المهنـة أو يتصـل بممارسـتها ولـه عالقـة بهـا يعتبـر خطـأ،
وعـ ــدم االكتفـ ــاء بارتكـ ــاب الخطـ ــأ أثنـ ــاء تأديـ ــة الوظيفـ ــة واال اعتبـ ــر الموثـ ــق مسـ ــؤوال عـ ــن
األخطاء التي يرتكبها تابعه وخاصة تلك التي لها عالقة بالمهنة.
إن واجــب الموثــق ذو طبيعــة خاصــة فهــو يلتــزم بتكـريس خدمتــه ومعارفــه المهنيــة لتحريــر
عقــد فاعــل مــع تقــديم النصــح واإلرشــاد لألطـراف ،بمعنــى أن الت ازمــه التـزام بتحقيــق نتيجــة،
ألنه في الغالب يشتكي الزبون من عدم التنفيذ أو التنفيذ المعيب اللتزام الموثق.
ثانيا :االستنتاجات
لــم يتطــرق القــانون رقــم 32.09المــنظم لمهنــة التوثيــق بشــكل ص ـريح لطبيعــة مســؤولية
الموثق ،حيث تختلف اآلراء بهذا الخصوص ،فمنهم من يرى بأنها مسؤولية عقدية ومـنهم
مــن يــرى بأنهــا مســؤولية تقصــيرية ،واذا أخــذنا بعــين االعتبــار خصوصــيات المهنــة التــي
تجعل من الموثق أن يؤدي خدمة عمومية في إطار مهنة حرة ذات خصوصـيات متميـزة،
فه ــو مس ــاعد فع ــال لترس ــيخ العدال ــة االجتماعي ــة واس ــتتباب االس ــتقرار واألم ــن ف ــي مج ــال
الن ازع ــات ،ف ــالموثق يتوق ــع الن ازع ــات ويض ــع ح ــدا وحلـ ـوال قب ــل وقوعه ــا ،ويوج ــه األطـ ـراف
116
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
وينصحهم ويساعد القضاء في وضع بعض الحلـول ،إال أن المهـام التـي يقـوم بهـا الموثـق
كمهني يمارسها في حرية نسبية تجعل مهنته حرة.
إن تحرير العقد وتوقيعه من طرف األطراف مسألة مهمة ،لكن توقيعـه مـن طـرف الموثـق
ض ــرورة حتمي ــة ،إلض ــفاء الرس ــمية عل ــى العق ــد واخض ــاعه لمختل ــف اإلجـ ـراءات القانوني ــة
ألجل تقييده في الرسم العقاري.
الموثق طرف فعال في الحياة االقتصـادية للـبالد يسـاهم بقد ارتـه وخب ارتـه فـي تنـوير األفـراد
ونشر الثقافة القانونية بينهم حتى تكون معامالتهم منسجمة مع القانون.
ثالثا :االقتراحات
توس ــيع مج ــال ت ــدخل الموث ــق ،فط ــالبوا خ ــدمات التوثي ــق العص ــري ف ــي اس ــتمرار مت ازي ــد،
ويرجع السبب إلى اتجـاه المشـرع نحـو اإلعتمـاد علـى الرسـمية فـي العقـار ،نظـ ار لمـا يـوفره
العقد الموثق من ضمانات قانونية.
تطوير المهنة من خالل اسـتعمال التقنيـات االلكترونيـة الحديثـة واسـتثمار التقـدم العلمـي
في هذا المجال.
ندعو إلى تدخل المشرع المغربي لوضع حد للجدل المفتعل الذي يثار في مناسـبات كثيـرة
حول طبيعة مهنة التوثيق ،وتحديد هل هـي وظيفـة عموميـة ،أم مهنـة حـرة كسـائر المهـن
األخرى؟ أم تعد مهنة متميزة لها خصوصيتها وذاتيتها يجب أخذها بعين االعتبار؟
117
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الملحق
118
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
119
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
الطيب الفصايلي ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،الجزء األول ،الطبعة
الثانية ،1997 ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،نشر البديع مراكش.
المختار بن أحمد العطار ،قانون االلتزامات والعقود ،مصادر االلتزام( ،م،غ،م) الطبعة
الثانية.1994 ،
النعيمات مرسي ،النظرية العامة لتأمين ،الطبعة األولى ،اإلصدار األول ،2006،دار
الثقافة عمان.
سليمان مرقس ،المسؤولية المدنية في تقنيات البالد العربية ،القسم األول ،األحكام
العامة أركان المسؤولية الضرر والخطأ والسببية ،معهد البحوث والدراسات العربية ،جامعة
الدول العربية ،1971،القاهرة.
سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون المدني ،الجزء الثاني في االلتزامات ،مصادر
االلتزام آثاره وأوصافه وانقضاؤه ،والنظرية العامة لإلثبات ،1964 ،المطبعة العالمية القاهرة.
عبد الحي حجازي ،مصادر االلتزام ،الجزء الثاني ،السنة ،1954مطبعة نهضة
مصر.
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مصادر الحق في الفقه اإلسالمي ،الجزء األول لبنان،
الطبعة الثانية ،1998 ،بيروت.
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجزء السابع ،المجلد
األول ،العقود الواردة على العمل ،المقاولة والوكالة والوديعة والحراسة الطبعة الثانية ،السنة
،1989دار النهضة العربية ،القاهرة.
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام
بوجه عام ،مصادر االلتزام ،الطبعة األصلية الجديدة ،منشورات الحلبي الحقوقية،1998 ،
بيروت.
120
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،نظرية االلتزام بوجه
عام ،مصادر االلتزام ،دار النشر للجامعات المصرية ،1952،القاهرة.
عبد القادر العرعاري ،النظرية العامة لاللتزامات في القانون المغربي ،الجزء األول،
مصادر االلتزامات ،الكتاب الثاني ،المسؤولية التقصيرية عن فعل الضار ،الطبعة األولى،
،1988دار األمان الرباط.
عبد القادر العرعاري ،مصادر االلتزامات ،الكتاب الثاني ،المسؤولية المدنية ،الطبعة
الثانية ،2005مطبعة دار األمان الرباط.
عبد السالم أحمد فيغو ،العقود المدنية الخاصة في القانون المغربي ،الوديعة ،العارية،
القرض ،الوكالة ،عقود الغرر ،الصلح ،الكفالة ،الرهن الحيازي ،الطبعة األولى ،2008
مطبعة دار األمان بالرباط ،نشر وتوزيع دار اآلفاق المغربية للنشر التوزيع الدار
البيضاء.
عبد الكريم الطالب ،الشرح العلمي لقانون المسطرة المدنية ،الطبعة األولى،2001 ،
المطبعة والوراقة الوطنية مراكش.
عبد الكريم شهبون ،الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الكتاب األول،
االلتزامات بوجه عام ،الجزء الثاني ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة الدار
البيضاء.
عبد الواحد العلمي ،شرح القانون الجنائي القسم العام طبعة ،2002مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء.
عبد المجيد بوكير ،التوثيق العصري المغربي ،دراسة في ضوء القانون ،18.00
القانون 44.00القانون 51.00وظهير 4ماي 1925ومشروع 32.09والقانون
53.05وباقي القوانين ذات الصلة ،الطبعة الثانية ،2010،مطبعة دار السالم الرباط.
121
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
لبنى الوزاني ،المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء العمل القضائي ،الطبعة األولى،
،2011دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط.
لبنى الوزاني ،التزامات الموثق من خالل عقد الوعد ببيع عقار محفظ على ضوء
االجتهاد القضائي ،الطبعة األولى ،2010 ،طبع ونشر مكتبة دار السالم ،الرباط.
مأمون الكزبري ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الجزء
مطبعة النجاح الجديدة الدار األول ،مصادر االلتزامات الطبعة الثانية،1972 ،
البيضاء.
مأمون الكزبري ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الجزء
األول ،مصادر االلتزامات( ،م.ط.غ.م) ،الطبعة األولى.
محمد الربيعي ،األحكام الخاصة بالموثقين والعقود الصادرة عنهم ،دراسة على ضوء
التوثيق العدلي والتوثيق العصري ،الطبعة األولى ،2008 ،المطبعة والوراقة الوطنية
مراكش.
محمد ليديدي ،مهنة التوثيق ،قراءة في القانون 32.09المنظم لمهنة التوثيق ،منشورات
جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية ،2012 ،مطبعة إليت الرباط.
محمد أوغريس ،التأمين اإلجباري من المسؤولية في التشريع المغربي ،دراسة مقارنة،
الطبعة األولى( 1992 ،م.غ.م).
محمد بونبات :الوجيز في العقود المسماة ،دراسة مقارنة للعقود باعتبار جدواها ،الطبعة
،2002/2001المطبعة والوراقة الوطنية مراكش.
محمد البوشوراي ،المسؤولية المدنية ،الطبعة الثانية ،2008 ،مطبعة أشرف تسيال
أكادير.
122
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
محمد صبري السعيدي ،شرح القانون المدني الجزائري ،مصادر االلتزام ،الواقعة
القانونية ،العمل غير المشروع ،شبه العقود ،والقانون ،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية،
،2004دار الهدى عين مليلة الجزائر.
محمود جمال الدين زكي ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني
المصري ،الطبعة الثانية ،1978،مطبعة جامعة القاهرة.
مفتي بن عمار ،مهنة التوثيق في القانون الجزائري ،تنظيم ومها ومسؤوليات،2013 ،
دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية.
مرزوق آيت الحاج ،المسؤولية المدنية دراسة تحليلية على ضوء الفقه والقضاء ،الطبعة
الثانية ،2005 ،طنجة.
موحى الحمزاوي ،مسؤولية المحامي في التشريع المغربي ،الطبعة األولى ،1994
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.
محمد الكشبور ،رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية ،الطبعة
األولى ،2001مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.
-2األطروحات والرسائل
سعيد الدغمير ،تنفيذ االلتزام بمقابل أو بطريق التعويض قضائيا في التشريع المغربي،
أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس الرباط،
.1982-1981
عبد الرزاق أيوب ،التكييف القانوني األسس النظرية و الجوانب العلمية ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء ،يونيو .2004
أوسعيد إبراهيم ،االلتزام بالنصح وأثره على المسؤولية المدنية للموثق ،دراسة في
التشريع المغربي والفرنسي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
123
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
124
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
نائلة حديدو ،المسؤولية التأديبية والمدنية للعدول في التشريع المغربي ،رسالة لنيل
دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدني ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية .2000-1999
/3المقاالت:
إبراهيم أحطاب ،التزامات العدول والموثقين في قانون التسجيل الجديد ،مداخلة في إطار
ندوة توثيق التصرفات العقارية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية
بكلية الحقوق بمراكش يومي 11و 12فبراير.2005
إبراهيم أحطاب ،جبائية العقود بين مقتضيات قانون التسجيل وأحكام القانون الخاص،
مداخلة في إطار ندوة األنظمة العقارية في المغرب ،نظمها مركز الدراسات القانونية
المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش يومي 5و 6أبريل . 2002
إبراهيم فكري " تمام البيع وما يترتب عنه من حقوق وأشياء في ق.ل.ع والتوثيق
العصري والتوثيق العدلي في نظر قضاء األصل – واالجتهاد القضائي وآراء الفقه
الحديث" ندوة نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش.
بوشعيب بوطربوش ،المسؤولية الجنائية للموثق ،مجلة محكمة االستئناف بالدار
البيضاء ،العدد الثاني سنة .2012
عبد اهلل درميش ،أخالقيات مهنة التوثيق وسلطة التنظيم ،مجلة رحاب المحاكم العدد
الثالث ،دجنبر .2009
لطيفة أمهضون ،العمل القضائي المرتبط بمسؤولية الموثقين والعدول ومحرري العقود،
مجلة محكمة االستئناف بالدار البيضاء ،العدد الثاني ،السنة .2012
محمد بن حم ،مفهوم ِ
المسؤولية المدنية للموثق و مفهوم الخطأ المهني الموجب لها،
مداخلة في إطار اللقاء الوطني األول بين محكمة النقض و الغرفة الوطنية للتوثيق
125
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
العصري بالمغرب تحت شعار :آفاق مهنة التوثيق على ضوء قانون 32.09و العمل
القضائي ،يومي 2و 3نونبر 2012بقصر المؤتمرات بمراكش.
محمد األمين ،المسؤولية الجنائية للموثق ،مجلة القبس المغربية للدراسات القانونية
والقضائية ،العدد الخامس .2013
محمد الربيعي ،حماية السر المهني في مجال التوثيق ،مجلة اإلشعاع العدد 33يونيو
.2008
محمد ا لربيعي ،التزام الموثق بإرشاد الزبون ونصحه ،مجلة اإلشعاع ،العدد ،32
.2007
محمد خيري ،مهنة تحرير العقود بين التنظيم واإلطالق ،المجلة المغربية للقانون
واقتصاد التنمية ،العدد .1991 ،25
/4المجالت :
مجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد .2006 ،60
مجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد.2011 ،73
مجلة الملف ،العدد .2012 ،19
مجلة األمالك ،العدد التاسع.2011 ،
126
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
القانون رقم 32.09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق الصادر با تيي الظهير الشريف رقم
1.11.179صادر بتاريخ 25من يي الحجة 1432الموافق ل 22نونبر 2011
والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذي الحجة 1432الموافق 24
نوفمبر .2011
القانون المدني الفرنسي الصادر بتاريخ .1803
القانون رقم 14.07المتعلق بالتحفيظ العقاري الصادر با تيي الظهير الشريف رقم
الحجل 1432ال وا ق ل 22نو ر 2011ال شو 1.11.117بتاريخ 25ي
بالجريد الرتس يل دا 5998ا
المدونة العامة للضرائب الصادرة بتاريخ .2014
القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.11.178صادر بتاريخ 25من ذي الحجة 1432الموافق ل 22نونبر .2011
127
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
128
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
المطلب الثاني :التزام الموثق بالقيام ببعض اإلجراءات الشكلية 38 ......................
الفقرة األولى :تسجيل العقد لدى إدارة التسجيل والتمبر38 ............................
الفقرة الثانية :تطهير العقار من الضرائب 41 ........................................
الفقرة الثالثة :تقييد العقد الرسمي بالمحافظة العقارية42 ..............................
المبحث األول :طبيعة المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي 45 ...................
المطلب األول :المسؤولية العقدية للموثق في التشريع المغربي 45 .......................
الفقرة األولى :نظرية العقد المسمى 48 .................................................
أوال :نظرية الوكالة 48 ...........................................................
ثانيا :نظرية عقد وديعة52 .......................................................
ثالثا :نظرية عقد إجازة الصنعة 55 ...............................................
الفقرة الثانية :نظرية العقد الغير المسمى 58 .........................................
المطلب الثاني :المسؤولية التقصيرية للموثق في التشريع المغربي59 ....................
الفقرة األولى :مسؤولية الموثق عن فعله الشخصي 59 ...............................
الفقرة الثانية :مسؤولية الموثق عن فعل الغير 61 ....................................
أوال :أساس مسؤولية الموثق التقصيري عن فعل الغير 62 .........................
-1نظرية الخطأ المفترض62 ................................................
-2نظريل تح ل الا ل ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 62
-3نظريل ال يابل ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 63
-4نظريل الت ال اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 63
ثانيا :شروط مسؤولية الموثق عن فعل الغير 64 ..................................
-1قيام عالقة التبعية64 .....................................................
-2خطأ التابع 64 ...........................................................
-3أن يصدر خطأ التابع أثناء تأديته لوظيفته أو بسببها 65 ...................
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 65 -4و وا نت تشري
129
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
130
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
131
المسؤولية المدنية للموثق في التشريع المغربي
132