You are on page 1of 22

‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها‬

‫يف النحو العربي‬

‫أ‪ .‬أمحد املهدي املنصوري‬


‫أ‪.‬د‪ .‬أمسهان الصاحل‬

‫طالب دكتوراة‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة حلب‪ /‬حلب‪ /‬الجمهورية العربية السورية‪.‬‬
‫أستاذ‪ /‬كلية اآلداب‪ /‬جامعة حلب‪ /‬حلب‪ /‬الجمهورية العربية السورية‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يتناول البحث بع�ض اجلوانب التحويلية يف النحو العربي‪ ،‬وهو درا�سة تهدف �إىل‬
‫�إظهار بع�ض �أهم اجلوانب التحويلية وتطبيقاتها يف النحو العربي والربط بني الفكر‬
‫اللغوي عند العرب‪ ،‬ونظريات البحث اللغوي احلديث‪ ،‬و�إثراء اللغة بكثري من الآراء‬
‫والنظريات والتطبيقات والك�شف عن هذه الأ�س�س والأفكار لهذه البحوث يف اللغة العربية‬
‫و�أبحاثها الرتاثية‪.‬‬

‫‪324‬‬
2013 ‫ شباط‬- )2( ‫ العدد التاسع والعشرون‬- ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات‬

Abstract:
This study deals with some aspects of transformation in Arabic grammar.
It aims to demonstrate the applications of these transformations and to link
between the Arab linguistic schools and the modern linguistic theories. The
study enriches the Arab language research with a variety of opinions, theories,
applications and previous studies in this field.

325
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مفهوم النظرية التحويلية واألسس اليت ترتكز عليها‪:‬‬
‫ملخ�ص هذه النظرية ينبني على �أن هناك تركيبات �أ�سا�سية ت�شرتك فيها اللغات‬
‫جميعاً‪ ،‬و�أن وظيفة القواعد التحويلية يف هذه النظرية حتويل تلك الرتاكيب الأ�سا�سية (‪Deep‬‬
‫‪� )Structures‬إىل تراكيب �سطحية (‪ ، )Surface Structures‬وهــي الرتاكيب املنطوقة فعالً‪،‬‬
‫وي�سمعها ال�سامع (‪ ، )1‬وعملية «و�صف العالقة بني الرتكيب الباطني والرتكيب الظاهري‬
‫ت�سمى حتوي ًال “‪� ،”Transformation‬أو قانون ًا حتويلي ًا “‪ ،”Transformation Rule‬والعالقة‬ ‫ّ‬
‫بني الرتكيبني ت�شبه عملية كيمياوية يتم التعبري عنها مبعادلة �أحد طرفيها املواد قبل‬
‫تفاعلها “‪ ،”Input‬والطرف الآخر هو الناجت بعد التفاعل “‪« . )2( ”Output‬ومبعنى �آخر ف�إنها‬
‫القواعد التي ت�ضفي على كل جملة تولدها تركيبني‪� :‬أحدهما باطني �أ�سا�سي‪ ،‬والآخر ظاهري‬
‫�سطحي‪ ،‬وتربط الرتكيبني بنظام خا�ص» (‪. )3‬‬
‫يرف�ض ت�شوم�سكي «حتويل اللغة �إىل جمرد تراكيب �شكلية ي�سعى الو�صفيون �إىل‬
‫جتريدها من املعنى ومن العقل يف هذا الو�صف ال�سطحي الذي �صوره دي �سو�سري» (‪، )4‬‬
‫كما يرف�ض معاملة الإن�سان «باعتباره �آلة تتحرك ح�سب قوانني حتددها مواقف معينة»(‪،)5‬‬
‫فالإن�سان يف نظره «ال يختلف عن احليوان بقدرته على التفكري والذكاء فح�سب‪ ،‬ولكنه‬
‫يفرتق عنــه بقدرته على اللغة» (‪ ، )6‬وذلك �أن الظاهرة اللغوية «كظاهرة عقلية ال ميكن‬
‫تف�سريها بالفعل ور ّده كما كان يعتقد �سابقاً‪ ،‬و�إنمّ ا مبحاولة درا�سة القابلية اللغوية لدى‬
‫تو�سع الدر�س اللغوي ف�شمل �إىل جانب الظواهر‬‫الإن�سان‪ ،‬و�إ ّنه ال ميكن الو�صول �إىل ذلك �إال �إذا ّ‬
‫اللغوية �أو الرتاكيب ال�سطحية اللغوية‪ ،‬الرتاكيب العميقة التي تطر�أ على هذه الرتاكيب قبل‬
‫�أن ت�صبح ظاهرة» (‪ ، )7‬فت�شوم�سكي يرف�ض «النظرة الآلية �إىل اللغة من حيث كونها عادة‬
‫كالمية قائمة من خالل امل�سريات واال�ستجابات» (‪ ، )7‬ويرى �أن الطفل يكت�سب لغة البيئة‬
‫التي ين�ش�أ فيها اعتمادا على مقدرته الفطرية على اكت�ساب اللغة‪ ،‬تلك املقدرة التي يطلق‬
‫عليها م�صطلح الكفاءة اللغوية �أو القدرة الإبداعية (‪. )8‬‬
‫الكفاية اللغوية واألداء الكالمي‪:‬‬
‫يرى ت�شوم�سكي �أن اللغة الإن�سانية هي خا�صية �إن�سانية ذاتية متيزه عن احليوان؛‬
‫ولكن قد يحاول احليوان �إ�صدار بع�ض الأ�صوات �أو ال�رصخات‪ ،‬لكنها ال تتخطى كونها؛ يف‬
‫�أف�ضل الأحوال نتيجة طارئة ل�سلوكه (‪. )9‬‬

‫‪326‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫�إذاً فاللغة هي ميزة �إن�سانية‪ ،‬وي�ستطيع كــل �إن�سان �إنتـاج عــــدد غري متناهٍ من جمل‬
‫لغة بيئته؛ حتى و�إن مل ي�سبق له �سماعها من قبل؛ وهذه املقدرة على �إنتاج اجلمل وتفهمها‬
‫يف �إطار النظرية التوليدية التحويلية تعرف بـ (الكفاية اللغوية) (‪. )10‬‬
‫هذا بخ�صو�ص الكفاية اللغوية‪ّ � ،‬أما (الأداء الكالمي) ‪ :‬فهو اال�ستعمال الآين للغة �ضمن‬
‫�سياق معينّ ‪ .‬ويف الأداء الكالمي يعود متكلم اللغة ب�صورة طبيعية �إىل القواعد الكامنة �ضمن‬
‫كفايته اللغوية (‪ )11‬ويف هذا النطاق يجب التنويه مب�صطلحني �أ�سا�سيني يعدان من الركائز‬
‫التي تعتمد عليها نظرية ت�شوم�سكي – التوليدية التحويلية – وهما البنية ال�سطحية والبنية‬
‫العميقة‪ ،‬و�إنمّ ا جاء ذكرهما لأنهما يعتمدان �أ�سا�س ًا على الكفاية اللغوية والأداء الكالمي‪.‬‬
‫واملق�صود بالبنية العميقة �أو الرتكيب الأ�سا�سي �أو الباطني عند ت�شوم�سكي‪ :‬هو املعنى‬
‫الكامن يف نف�س املتكلم بلغته الأم ومقيا�سه املقدرة �أو الكفاية اللغوية (‪. )12‬‬
‫� ّأما البنية ال�سطحية �أو الرتكيب الظاهري‪ ،‬فهي ما ينطقه الإن�سان فع ًال (‪ )13‬وميثلها‬
‫الأداء الفعلي للكالم (‪. )14‬‬
‫وميثل امل�صطلحان اللذان ترتكز عليهما البنية العميقة والبنية ال�سطحية‪ ،‬وهما الأداء‬
‫والكفاءة‪ ،‬حجر الزاوية يف النظرية اللغوية عند ت�شوم�سكي‪ .‬فالأداء �أو ال�سطح يعك�س الكفاءة‪،‬‬
‫�أي يعك�س ما يجري يف العمق من عمليات‪ ،‬ومعنى ذلك � ّأن اللغة التي تنطقها فعالً‪� ،‬إمنا‬
‫عمليات عقلية عميقة‪ ،‬تختفي وراء الوعي‪ ،‬بل وراء الوعي الباطن �أحياناً؛‬ ‫ٍ‬ ‫تكمن حتتها‬
‫ودرا�سة «الأداء»‪� ،‬أي درا�سة «بنية ال�سطح» تقدم التف�سري ال�صوتي للغة؛ �أما درا�سة «الكفاءة»‬
‫�أي‪« :‬البنية العميقة» فتقدم التف�سري الداليل لها (‪. )15‬‬
‫وخال�صة القول �إن هناك �شقني للغة عند التحويليني‪:‬‬
‫الأول‪ :‬هو املظهر اخلارجي لها؛ �أي الكالم املنطوق به فعالً؛ ولهذا املظهر �أثر �صوتي‬
‫يعتمد على الأداء‪ ،‬ويجب �أن يرد �إىل الرتكيب الباطني؛ وهو ال�شق الثاين عندهم؛ ويتمثل يف‬
‫املقدرة �أو الكفاءة يف الإن�سان التي جتعله ي�ستوعب القواعد �أو الأ�س�س التي ينبني عليها‬
‫الكالم (‪ )16‬فت�شوم�سكي يرف�ض الوقوف عند الوقائع اللغوية كما يقدمها البحث احلقلي عند‬
‫الو�صفيني يف �أ�شكالها الفعلية‪ ،‬وين�ص على وجود جانبني يجب االهتمام بهما مع ًا لفهم‬
‫اللغات الإن�سانية هما‪ :‬الأداء اللغوي الفعلي (‪ )Actual Linguistic Performance‬وميثل‬
‫ما ينطقه ا لإن�سان فع ًال �أي البنية ال�سطحية للكالم‪ ،‬والكفاءة التحتية‬
‫( ‪ )Un d e rly in g Co mpetence‬ومتثل البنية العميقة للكالم (‪ )17‬فاللغة املنطوقة‬
‫تكمن حتتها عمليات عقلية تختفي وراء الوعي الباطن �أحياناً‪.‬‬
‫‪327‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫نظرية تشومسكي والرتاث العربي‪:‬‬


‫من امل�سائل امللحة والق�ضايا املهمة الربط بني الفكر اللغوي عند العرب ونظريات‬
‫البحث اللغوي احلديثة‪ ،‬التي تطرح نف�سها على �أذهان العلماء والباحثني وال �سيما بعد ظهور‬
‫علم اللغة احلديث‪ ،‬علم ًا م�ستقالً‪ ،‬له كيانه امل�ستقل بني بقية العلوم الأخرى‪.‬‬
‫ويدخل يف هـذا الإطار الربـط بني جهود علماء العرب القدامى يف درا�سة النحو العربي‬
‫ونظرية ت�شوم�سكي– التوليدية التحويلية – و�إعطاء �صورة عن مدى ترابط الرتاث اللغوي‬
‫القدمي والبحث اللغوي احلديث‪ ،‬ومعرفة اجلوانب التحويلية يف النحو العربي و�سبق العرب‬
‫يف ذلك‪.‬‬
‫�إن املبادئ التي ينادي بها التحويليون‪ ،‬ال تختلف �إجما ًال مع ما جاء به نحويو‬
‫العربية‪ ،‬فالنحو العربي يلتقي مع النظرية التوليدية والتحويلية يف عدة جوانب‪� ،‬أولها‬
‫�صدور كل منهما “عن �أ�سا�س عقلي” (‪ ، )18‬وت�شوم�سكي ي�ؤكد �أن اللغة ملكة فطرية‪ ،‬وهي‬
‫وحدة من وحدات العقل‪ ،‬وهو يتخذ من منهج ديكارت العقالين �أ�سا�س ًا له يف فهم وحتليل‬
‫الظاهرة اللغوية (‪. )19‬‬
‫ومن �أهم اجلوانب التي يلتقي فيها التحويليون مع نحاة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬قضية األصالة والفرعية‪:‬‬
‫وهي من �أهم الق�ضايا يف النحو العربي‪ ،‬فذكروا عدة �أ�صول‪ ،‬وجعلوا ما يقابلها فروع ًا‬
‫“فقرروا �أن امل�صدر �أ�صل امل�شتقات‪ ،‬و� ّأن النكرة �أ�صل واملعرفة فرع‪ ،‬و�أن املفرد �أ�صل‬
‫للجمع‪ ،‬و�أن املذكر �أ�صل للم�ؤنث‪ ،‬و�أن الت�صغري والتكبري يردان الأ�شياء �إىل �أ�صولها” (‪)20‬‬

‫‪ ،‬وتعد الأ�صلية �أو ما يعرف بالرتكيب الباطن‪ ،‬والفرعية �أو ما يعرف بالرتكيب ال�سطحي‬
‫حمور النظرية عند التحويليني (‪. )21‬‬
‫‪ -2‬قضية العامل‪:‬‬
‫يع ُّد العامل حجر الزاوية يف النحو العربي (‪ ، )22‬فقد ن�ش�أت هذه الفكرة ن�ش�أ ًة لغوية‬
‫وانتهاء بامل�ؤثرات الفاعلة يف‬
‫ً‬ ‫ابتداء من الت�أثر والت�أثري والتفاعل بني الأ�صوات واحلروف‪،‬‬
‫ً‬
‫(‪)23‬‬
‫تغيري �أواخر الكلمات داخل الرتاكيب املختلفة ‪ ،‬وقد حظيت هذه الق�ضية باهتمام بالغ‬
‫من اللغويني املحدثني �أي�ض ًا ومنهم (ت�شوم�سكي) ‪ ،‬الذي تنطلق نظرية ربط العامل عنده مــن‬
‫منطلقني �أ�سا�سيني همـــا‪ :‬الأثر‪ ،‬وامل�ضمر‪ ،‬ولعل ت�شوم�سكي على هذين حتتاج �إىل �إعادة‬

‫‪328‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫�صياغة العن�رصين والتفاعل بينهما هو الذي دفعه �إىل �أن يجعل منهما قاعدة كلية يفرت�ض‬
‫فيها �أن العامل يف املقول هو الفعل‪ ،‬والعامل يف الفاعل هو ما ي�سمى «ال�رصفة» التي‬
‫تت�ضمن �صفات التطابق والزمن واجلهة (‪. )24‬‬
‫ويرى ت�شوم�سكي �أن نظرية العامل والربط ال�سياقي متثل ذروة ما تو�صلت �إليه‬
‫النظرية من اكتمال‪ ،‬هذه النظرية التي بذل ق�صارى جهده من �أجل �أن تكون نظرية‬
‫لغوية متما�سكة‪ .‬كما �أن خا�صية التحويل عند ت�شوم�سكي و�أن�صاره تت�شابه يف كثري‬
‫من جوانبها مع ما جنده يف النحو العربي من قواعد احلذف‪ ،‬والإحالل‪ ،‬والتو�سع‪،‬‬
‫واالخت�صار‪ ،‬والزيادة‪ ،‬والرتتيب (‪. )25‬‬
‫�إن املتفح�ص واملدقق يف الأ�س�س التي اعتمدت عليها املدر�سة التحويلية‪ ،‬والقواعد‬
‫النحوية التي �أر�ساها علما�ؤنا العرب القدامى يجد �أن النحو العربي مل يكن غاف ًال �أو بعيداً عن‬
‫هذه الأ�س�س والأفكار‪ ،‬ومن ذلك مث ًال �أن �أحد �أعالم العربية العالمة (عبد القاهر اجلرجاين) ‪،‬‬
‫قد �سبق ت�شوم�سكي �إىل حتديد الفروق الدقيقة بني العميق وغري العميق من عنا�رص اجلملة‪،‬‬
‫فرق بني النظم والرتتيب والبناء والتعليق‪ ،‬فجعل النظم ملعان يف النف�س‪ ،‬وهو متام ًا‬ ‫حيث ّ‬
‫البنية العميقة عند ت�شوم�سكي‪� ،‬أما البناء فهو البنية ال�سطحية احلا�صلة بعد الرتتيب بوا�سطة‬
‫الكلمات‪ ،‬كما � ّأن التعليق هو اجلانب الداليل من هذه الكلمات التي يف ال�سياق (‪ ، )26‬كذلك‬
‫مل تخف على عبد القاهر اجلرجاين القدرة اللغوية املتمثلة يف الكفاءة الذاتية الكامنة التي‬
‫ميتلكها كل متكلم �أو م�ستمع جيد للغة التي من �ش�أنها �أن ت�سمح ل�صاحبها بتوليد عبارات‬
‫�أو جمل ال نهائية‪ ،‬كما ح�سم عبد القاهر اجلرجاين ق�ضية ربط النحو بالداللة‪ ،‬وبينّ �أهمية‬
‫املكون الداليل‪ ،‬هذه العالقة التي ت�أخرت‬
‫ّ‬ ‫املكون الرتكيبي على‬
‫ّ‬ ‫هذا الربط و�رضورة اعتماد‬
‫النظرية التوليدية التحويلية يف �إدراكها ومعرفة �أهميتها �إىل �أن ظهر كتاب ت�شوم�سكي‬
‫الثاين «مظاهر النظرية النحوية» (‪. )27‬‬
‫وخال�صة القول‪ ،‬ف�إن مفهوم النحو عند ت�شوم�سكي واجلرجاين لي�س جمرد و�سيلة ات�صال‬
‫ت�ستعني به اللغة يف وظيفتها الأ�سا�سية‪ ،‬و�إمنا ي�أخذ �شك ًال عقلياً‪ ،‬وهذا ال�شكل العقلي هو الذي‬
‫�سيطر على فكريهما‪ ،‬ف�أدى بهما �إىل اعتماد النحو التقليدي �أ�سا�س ًا لإدراك قيمة ال�صياغة‬
‫احلقيقية‪ ،‬والإمكانات الرتكيبية التي يتيحها النحـو‪ ،‬وهذه الإمكانات الرتكيبية تقرتب من‬
‫الإن�سان ومقا�صده الواعية (‪ ، )28‬وهما يعتمدان م�ستويات الأداء يف البناء ال�سطحي والبناء‬
‫الداخلي (‪ ، )29‬ون�صو�ص اجلرجاين التي تدل على ذلك كثرية منها‪« :‬لي�س النظـــم �شيئ ًا غري‬
‫توخي معاين النحو فيما بني الكلم‪ ،‬و�أنك ترتب املعاين �أو ًال يف نف�سك‪ ،‬ثم حتذو على ترتيبها‬
‫الألفاظ يف نطقك» (‪. )30‬‬
‫‪329‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫كما �أنهما ينظران �إىل املعايري املجردة يف اللغة من خالل الفرد الذي يتعامل بها‬
‫يف �شكل تعبري خالق‪ ،‬فالقواعد اللغوية ترجع يف حقيقتها �إىل العقل الداخلي واملنطق عند‬
‫ت�شوم�سكي‪ ،‬و�إىل الكالم النف�سي عند اجلرجاين‪ ،‬ولكن فهم ت�شوم�سكي يرجع �إىل نظرته العامة‬
‫�إىل الطبيعة الإن�سانية وات�صالها باحلرية الفردية‪ ،‬يف حني يرجع فهم اجلرجاين �إىل فل�سفة‬
‫دينية تت�صل بقدرات الإن�سان يف الكالم ومقارنتها بالقدرة الإلهية (‪. )31‬‬
‫� َّإن َ�س ْب َق عبد القاهر اجلرجاين يف الأمور التي ذُكِ رت وغريها كثري‪ ،‬وقد فعل مثله و�أكرث‬
‫علماء كرث‪ ،‬منهم �سبيويه ومن قبله اخلليل‪ ،‬وغريهم من علماء العربية الذين �أفا�ضوا القول‬
‫يف هذه الق�ضايا وغريها‪.‬‬
‫ومما �أحب �أن �أن ِوه �إليه �أ َّنني عند قراءة كتاب (منهج البحث اللغوي بني الرتاث وعلم اللغة‬
‫َّ‬
‫احلديث) للدكتور علي زوين �ش َّد انتباهي قوله‪(( :‬من ال�رضوري الإ�شارة �إىل � َّأن ت�شوم�سكي‬
‫املربزين فيها‪ ،‬وربمَّ ا در�س �أ�صول النحو‬‫قد در�س العربية القدمية ب�إتقان وكان يعترب من ّ‬
‫العربي عن طريق املرتجمات العربية يف الأندل�س وهي مرتجمات نقلت قواعد النحو العربي‬
‫وطبقته على العربية) ) (‪ ، )32‬ومن هنا ميكن �أن نفرت�ض ت�أثر ت�شوم�سكي واملدر�سة التحويلية‬ ‫َّ‬
‫بالدرا�سات اللغوية العربية القدمية‪.‬‬

‫اجلوانب التحويلية يف النحو العربي‪:‬‬


‫قبل ذكر اجلوانب التحويلية يف النحو العربي‪ ،‬يجب التعريج على هذه العمليات‪ ،‬كما‬
‫جاء بها «ت�شوم�سكي» ومن ث ََّم �إثبات وجودها يف النحو العربي‪ ،‬وقد ح�رص بع�ض العلماء‬
‫هذه العمليات التحويلية بالألفاظ الآتية (‪: )33‬‬
‫♦ ♦احلذف (‪ : )deletion‬مث ًال �أ‪+‬ب ز‪+‬ب‪ .‬يف العملية حتول �أ‪+‬ب فقط‪� ،‬أي �أن (�أ)‬
‫حذفت‪.‬‬
‫♦التعوي�ض (‪ : )replacement‬مث ًال �أ ب‪ .‬هنا ا�ستبدلنا رمزاً هو �أ برمز �آخر هو ب‪.‬‬ ‫♦‬
‫♦ ♦التمدد �أو التو�سع (‪ : )expansion‬مث ًال �أ ب‪+‬ج هنــا متددت �أ و�أ�صبحت رمزين‬
‫هما ب‪ +‬ج‪.‬‬
‫♦ ♦الإ�ضافة �أو الزيادة (‪ : )addition‬مث ًال �أ �أ‪+‬ب‪ .‬هنا بقيت �أ على حالها يف الطرف‬
‫الأمين‪ ،‬والطرف الأي�رس‪ ،‬ولكن �أ�ضفنا �إليها ب‪.‬‬
‫♦ ♦�إعادة الرتتيب �أو التبادل (‪ : )permutation‬مث ًال �أ‪+‬ب ب‪�+‬أ هنا مل يحذف �شيء‪،‬‬
‫ومل ي�ضف �شيء‪ ،‬بل انعك�س الرتتيب فقط‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫�أما �أنواع هذه العمليات يف النحو التحويلي فهي كالآتي‪:‬‬


‫♦ ♦قانون �إجباري (‪ : )obligatory rule‬و�إذا كان القانون �إجبارياً‪ ،‬ف�إنه البد من‬
‫تطبيقه على كل جملة يف اللغة؛ لت�صبح جملة �صحيحة نحوي ًا (‪ ، )34‬وهو ما يعادل ما يعرف‬
‫يف النحو العربي بـ (الواجب) ‪.‬‬
‫♦ ♦قانون اختياري (‪ : )optional rule‬و�إذا كان القانون اختياري ًا فهذا يعني �أنه‬
‫يجوز تطبيقه جوازاً (‪ . )35‬وهو يعادل ما يعرف يف النحو العربي بـ (اجلائز) ‪ .‬لقد نبهنا فيما‬
‫�سبق على القواعد التحويلية‪ ،‬و�أنواعها‪ ،‬التي جاء بها ت�شوم�سكى‪ .‬وطريقة «النحو التحويلي»‬
‫التي بها ت�شوم�سكى تتبع عدداً من «العمليات النحوية» التي ت�شبه �شبه ًا غري بعيد كثرياً مما‬
‫جاء يف النحو العربي (‪ ، )36‬الذي �سنحاول من خالله تطبيق هذه (العمليات النحوية) على‬
‫النحو العربي من خالل �رشح ابن عقيل مع اال�ستعانة ببع�ض كتب النحو الأخرى والبالغة‪،‬‬
‫يف حماولة لإثبات وجود هذه العمليات يف النحو العربي‪ ،‬و�أهم هذه العمليات ما ي�أتي‪:‬‬
‫‪�Ú‬أوالً‪ -‬احلذف‪:‬‬ ‫‪Ú‬‬
‫احلذف فن عظيم من فنون القول‪ ،‬وم�سلك دقيق يف التعبري‪ ،‬وت�أدية املعنى ترى به‬
‫الفن العظيم ال ّبد له من‬
‫الرتك �أف�صح من الذكر‪ ،‬وال�صمت عن الإفادة �أزيد للإفادة‪ ،‬ولكن هذا ّ‬
‫�رشط‪ ،‬وهو �أن تبقى يف الكالم قرينة تدل على املحذوف وذلك حتى ال ي�صبح البيان �رضب ًا‬
‫من التعمية والغمو�ض (‪ ، )37‬وينق�سم احلذف �إىل �أق�سام هي‪:‬‬
‫ ‪ .‬أحذف حرف‪ :‬ومن ذلك قوله تعاىل‪} :‬قَالُوا ْ تَاهلل َت ْف َت�أُ َت ْذ ُكرُ ُي ُ‬
‫و�سفَ {‪� -‬سورة‬
‫يو�سف‪ ،‬الآية ‪ ،85‬حيث حذف النايف (ال) وال يحذف النايف معها قيا�س ًا �إال يف الق�سم‪ ،‬وقد‬
‫يحذف �شذوذاً دون الق�سم (‪. )38‬‬
‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪� ، -‬أي البينة العميقة للجملة (ال تفت�ؤ �أنت) ثم �أ�صبحت‬
‫بعد تطبيق قانون (احلذف) �إىل (تفت�ؤ) ‪ .‬وهي البينة ال�سطحية للجملة‪ ،‬وهو حذف اختياري‬
‫�أي (جائز) ‪.‬‬
‫ومن ذلك �أي�ض ًا حذف همزة اال�ستفهام‪ ،‬يعني همزة الت�سوية‪ ،‬الهمزة املغنية عن �أي‪،‬‬
‫وذلك عند �أمن اللب�س‪ ،‬وتبقى (�أم املعادلة) كما كانت‪ ،‬والهمزة موجودة‪ ،‬ومن ذلك قول عمر‬
‫بن �أبي ربيعة املخزومي‪:‬‬
‫لعمرك ما �أدري و�إن كنت دارياً‪ ...‬ب�سبع رمني احلجر �أم بثمان (‪)39‬‬

‫و�أ�صل الكالم‪�( :‬أب�سبع) ‪� ،‬أ�صبح بعد عملية احلذف االختياري (ب�سبع) (‪. )40‬‬
‫‪331‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫وقد ذكرنا فيما �سبق �أمثلة على احلذف االختياري (اجلائز) ‪ ،‬و�سنذكر الآن بع�ض‬
‫اللُ ِل ُي َع ِّذ َب ُه ْم‬
‫الأمثلة على احلذف الإجباري (الواجب) ‪ ،‬من ذلك قوله تعاىل‪َ } :‬و َما كَا َن هّ‬
‫نت فِي ِه ْم{ �سورة الأنفال‪ ،‬الآية ‪ ،33‬حيث �أ�ضمرت (� ْأن) وجوباً‪ ،‬لوقوعها بعد الم اجلر‪،‬‬ ‫َو�أَ َ‬
‫وقد �سبقتها (كان املنفية) (‪. )41‬‬
‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪ ....( -‬لأن يعذب اهلل الكافرين‪ ، )....‬ف�أ�صبحت اجلملة‬
‫بعد حذف (� ْأن) حذفا �إجباريا‪ ،‬وبعد احلذف االختياري للفاعل (اهلل) ‪ ،‬وحذف املفعول به‬
‫(الكافرين) والتعوي�ض عنه حتولت �إىل (‪ ...‬ليعذبهم‪ . )...‬وكذلك قول �أحد ال�شعراء‪ -‬مل ين�سب‬
‫البيت لقائل‪ -‬حيث يقول‪:‬‬
‫لأ�ست�سهلن ال�صعب �أو �أدرك املنى‪ ...‬فما انقادت الآمال �إال ل�صابر (‪)42‬‬

‫حيث حذفت (�أن) ‪� ،‬أو كما يقول ابن عقيل (�أ�ضمرت) وجوب ًا بعد (�أو) املقدرة بـ (ح ّتى)‬
‫(‪ ، )43‬و�أ�صل الكالم (حتى � ْأن �أدرك �أنا) ‪ ،‬ف�أ�صبحت اجلملة بعد احلذف الإجباري لـ (� ْأن) ‪،‬‬
‫واحلذف االختياري للفاعل (�أنا) ‪ ،‬وحذف (حتى) والتعوي�ض عنها بـ (�أو) �أ�صبحت (�أو �أدركَ )‬
‫‪.‬‬
‫ ‪.‬بحذف ا�سم‪ :‬من ذلك حذف امل�سند (اخلرب) ‪ ،‬وذلك نحو قول عمرو بن امرئ القي�س‪:‬‬
‫نحن مبا عندنا‪ ،‬و�أنت مبا‪ ...‬عندك را�ض‪ ،‬والر�أي خمتلف (‪)44‬‬
‫ٍ‬
‫و�أ�صل الكالم (نحن را�ضون مبا هو موجود عندنا‪ )...‬حيث حذف اخلرب (را�ضون)‬
‫احرتازاً من العبث‪ ،‬وق�صداً لالخت�صار مع �ضيق املقام‪ ،‬وهو حذف اختياري‪ ،‬وكذلك حذف‬
‫(موجود) حذف ًا اختيارياً‪ ،‬وبذا �أ�صبحت اجلملة (نحن مبا عندنا‪. )..‬‬
‫ومما ورد يف احلذف �أي�ض ًا حذف (امل�سند �إليه) ‪ ،‬ومن حذف املبتد�أ قوله تعاىل‪َ } :‬م ْن‬
‫�صالحِ اً َف ِل َن ْف�سِ ِه َو َم ْن �أَ َ�ساء َف َع َل ْي َها{ ‪� -‬سورة اجلاثية‪ ،‬الآية ‪.15‬‬
‫َع ِم َل َ‬
‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪�( -‬إذا عمل الإن�سان عم ًال �صاحل ًا فعمله لنف�سه) ‪ ،‬حيث‬
‫حتولت اجلملة بعد احلذف االختياري (اجلائز) للمبتد�أ (عمله) ‪ ،‬والفاعل (�إن�سان) ‪ ،‬واملفعول‬
‫به (عمالً) �إىل (من عمل �صاحل ًا فلنف�سه) وكذلك حدث يف اجلزء الثاين من الآية وهو (ومن‬
‫�أ�ساء فعليها) ومن احلذف االختياري �أي�ضاً‪ ،‬حذف امل�ضاف‪ ،‬وامل�ضاف �إليه‪ ،‬وال�صفة وما‬
‫�إىل ذلك (‪. )45‬‬
‫�أما احلذف الإجباري (الواجب) فمثاله حذف اخلرب‪ ،‬وذلك نحو قول ال�شاعر عمرو ابن‬
‫العا�ص يف قوله‪:‬‬
‫�أتطمع فينا من �أراق دماءنا‪ ....‬ولوالك مل يعر�ض لأح�سابنا ح�سن (‪)46‬‬

‫‪332‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫و�أ�صل الكالم‪ :‬ولوالك موجود‪ ،‬حيث حذف‪ ،‬اخلرب (موجود) وجوباً‪ ،‬لوقوعه بعد‬
‫(لوال)‪.‬‬
‫ال�س َماء ان�شَ ق َّْت{‪� -‬سورة االن�شقاق‪،‬‬ ‫ ‪ .‬تحذف الفعل‪ :‬ومن ذلك قوله تعاىل‪�} :‬إِذَا َّ‬
‫الآية (‪. )47‬‬
‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪� -‬أي البنية العميقة للجملة (�إذا ان�شقت ال�سماء ان�شقت)‬
‫حيث حذف الفعل (ان�شقت) وجوباً‪ ،‬وبقي اال�سم الذي بعده مرفوع ًا بفعل حمذوف وجوب ًا‬
‫يف�رسه ما بعده‪ ،‬وحذف وجوب ًا لوقوعه بعد �إذا ال�رشطية (‪ ، )48‬و�أما احلذف االختياري فمن‬
‫اللُ{ �سورة‬ ‫�ض َل َيقُو ُل َّن هَّ‬ ‫ال�س َما َواتِ َو َْ أ‬
‫ال ْر َ‬ ‫�أمثلته قوله تعاىل‪َ } :‬و َلئِن َ�س َ�أ ْل َت ُهم َّم ْن َخ َل َق َّ‬
‫الزمر‪� ،‬آية ‪.25‬‬
‫(خلقهن)‬
‫ّ‬ ‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬ليقولن خلقهن اهلل) حيث ُحذف الفعل‬
‫جوازاً‪ ،‬لداللة ال�سياق عليه (‪ . )49‬وقد ذكر الفعل يف قوله‪َ } :‬و َلئِن َ�س�أَ ْل َت ُهم َّم ْن َخ َل َق‬
‫�ض َل َيقُو ُل َّن َخ َل َق ُه َّن ا ْل َع ِزيزُ ا ْل َعلِي ُم{ �سورة الزخرف‪� ،‬آية ‪ .9‬ومنه �أي�ض ًا‬ ‫الَ ْر َ‬
‫ال�س َما َواتِ َو ْ أ‬
‫َّ‬
‫قول املتنبي‪:‬‬
‫�أتى الزمان بنوه يف �شيببته‪ ....‬ف�رسهم‪ ،‬و�أتيناه على هرم (‪)50‬‬
‫ّ‬
‫و�أ�صل الكالم (و�أتيناه على هرم ف�ساءنا) ‪ ،‬حيث حذف الفعل (�ساءنا) جوازاً‪ ،‬للإيجاز‪.‬‬
‫ ‪.‬ثحذف متعلق الفعل‪ :‬ومنه قوله تعاىل‪} :‬لاَ ُي ْ�س�أَ ُل َع َّما َي ْف َع ُل َو ُه ْم ُي ْ�س�أَلُو َن{‬
‫�سورة الأنبياء �آية ‪ .23‬و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬وهم ي�س�ألون عما يفعلون) فحذف‬
‫متعلّق الفعل‪� ،‬إيجازاً‪.‬‬
‫ ‪.‬جحذف جملة‪ :‬ومنه قوله تعاىل‪َ } :‬والنَّا ِز َعاتِ غَ ْرقاً (‪َ )1‬والنَّا�شِ طَاتِ نَ�شْ طاً (‪)2‬‬
‫َال�سا ِبقَاتِ َ�س ْبقاً (‪َ )4‬فالمْ ُ َد ِّب َراتِ �أَ ْمرا ً (‪َ )5‬ي ْو َم َت ْر ُجفُ ال َّر ِ‬
‫اج َف ُة‬ ‫ال�سا ِب َحاتِ َ�س ْبحاً (‪ )3‬ف َّ‬
‫َو َّ‬
‫(‪َ )6‬ت ْت َب ُع َها ال َّرا ِد َف ُة (‪� ،{ )7‬سورة النازعات‪� ،‬آية ‪.7 -1‬‬
‫حيث حذفت جملة جواب الق�سم‪ ،‬وتقديرها «لتبعثن ثم لتنب�ؤن»‪ ،‬والدليل على ذلك ما‬
‫اج َف ُة (‪َ )6‬ت ْت َب ُع َها ال َّرا ِد َف ُة (‪،{7‬‬ ‫�أتى من ذكر يوم القيامة يف قوله تعاىل‪َ } :‬ي ْو َم َت ْر ُجفُ ال َّر ِ‬
‫وكذلك �إىل �آخر ال�سورة‪.‬‬
‫و�سفُ‬
‫ُون (‪ُ )45‬ي ُ‬ ‫ ‪.‬ححذف غري جملة‪ :‬ومنه قوله تعاىل‪�} :‬أَ َناْ �أُ َن ِّب ُئكُم ِب َت�أْ ِوي ِل ِه َف�أَ ْر�سِ ل ِ‬
‫�أَ ُّي َها ِّ‬
‫ال�ص ِّديقُ{ ‪� ،‬سورة يو�سف‪� ،‬آية ‪.46 – 45‬‬
‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬ف�أر�سلوه �إىل يو�سف ال�صديق‪ ،‬ف�أتاه‪ ،‬فقال له يو�سف‬
‫� ُّأيها ال�صديق) ‪� .‬إىل غري ذلك من �أمثلة احلذف التي وردت يف العربية‪ ،‬وهي من الكرثة‪ ،‬بحيث‬
‫�إنها ال حت�صى‪ ،‬و�إمنا جئنا هنا ببع�ض الأدلة على وجودها يف العربية‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫ومن �أمثلة التعوي�ض يف العربية‪ ،‬ما جاء يف (نائب الفاعل) ‪ ،‬حيث يحذف الفاعل‪،‬‬
‫ن�سا ُن مِ ْن َع َجلٍ {‪� ،‬سورة‬ ‫ال َ‬ ‫ويحل املفعول به مكانه‪ ،‬ومن �أمثلة ذلك قوله تعاىل‪ُ :‬‬
‫}خ ِل َق ْ إِ‬
‫الأنبياء‪� ،‬آية ‪.37‬‬
‫ن�سا َن مِ ْن‬
‫ال َ‬ ‫و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪� -‬أي البنية العميقة للجملة َ‬
‫}خ ِل َق اهلل ْ إِ‬
‫وعو�ض عنه باملفعول به (الإن�سان) ‪،‬‬ ‫َع َجلٍ { حيث حذف الفاعل لفظ اجلاللة (اهلل) جوازاًـ ّ‬
‫ف�أ�صبحت اجلملة كما يف الآية‪.‬‬
‫ومنه �أي�ض ًا قوله تعاىل‪َ } :‬ف ُك ْب ِك ُبوا فِي َها ُه ْم َوا ْلغَا ُوو َن{‪� ،‬سورة ال�شعراء‪� ،‬آية ‪.94‬‬
‫وع ّو�ض عنه باملفعول به‪ ،‬املدلول عليه‬ ‫حيث حذف الفاعل هنا‪ ،‬وذلك عند بنائه للمجهول‪ُ ،‬‬
‫بـ (واو اجلماعة) ‪.‬‬
‫عو�ض عنه ب�أحد امل�شتقات العاملة‪ ،‬كـ (ا�سم الفاعل‪،‬‬ ‫وكذلك يحذف الفعل يف العربية‪ ،‬و ُي ّ‬
‫ا�سم املفعول‪ ،‬امل�صدر‪ ،‬ال�صفة امل�شبهة‪� ،‬صيغة املبالغة) ‪ ،‬ومن �أمثلة ذلك يف (ا�سم الفاعل)‬
‫قول عمر بن �أبي ربيعة اخلوارزمي‪:‬‬
‫وكَ م مالئ عينيه من �شيء غريه‪� ....‬إذا راح نحو اجلمرة البي�ض كالدمي (‪)51‬‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ْ ٍ‬
‫�شخ�ص ملأ عينيه) وبعد تطبيق قانونيَ (التعوي�ض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫والبنية العميقة للجملة (وكم‬
‫واحلذف مرتني) �أ�صبح الكالم كما يف بيت ال�شعر‪.‬‬
‫‪Ú‬ثانياً‪ -‬التمدد �أو التو�سع‪:‬‬ ‫‪Ú‬‬
‫ونعني بالتمدد �أو التو�سع يف العربية‪� ،‬أنه بد ًال من �أن يكون املبتد�أ واخلرب‪� ،‬أو الفاعل‪...‬‬
‫الخ مفرداً‪ ،‬ي�أتي جملة �أو م�صدراً م�ؤوالً‪� ،‬أي يحدث فيه تو�سع ومتدد‪ ،‬فبد ًال من �أن تقول مثالً‪:‬‬
‫علمت �أنك قائم‪ ،‬ف�أنت بذلك مت ِّد ُد وتو�سع يف الكالم‪ .‬ومن �أمثلة ذلك‬ ‫ُ‬ ‫علمت قيامك‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ا�س َت َم َع َن َفرٌ ِّم َن الجْ ِ نِّ{ ‪� ،‬سورة اجلن‪� ،‬آية ‪ .1‬ف�أ�صل الكالم‬ ‫قوله تعاىل‪ُ } :‬ق ْل �أُوحِ َي ِ�إليَ َّ �أَ َّن ُه ْ‬
‫يف غري كالم اهلل‪� -‬أي البنية العميقة (‪ ...‬ا�ستماع نفر من اجلن) ولكن بعد تطبيق (قانون‬
‫التمدد) ‪ ،‬مت ّدد نائب الفاعل (ا�ستماع) �إىل جملة‪ ،‬وذلك على نحو ما جاء يف الآية‪ ،‬وهي‬
‫البنية ال�سطحية للجملة‪.‬‬
‫ومن �أمثلة التم ّدد يف العربية كذلك قوله تعاىل‪�} :‬أَ َولمَ ْ َي ْك ِف ِه ْم �أَنَّا �أَن َز ْلنَا{‪� ،‬سورة‬
‫العنكبوت‪� ،‬آية ‪ ،51‬والبنية العميقة للجملة هي (‪� ...‬إنزالنا) ‪ ،‬ولكن بعد تطبيق قانون التو�سع‪،‬‬
‫مت ّدد الفاعل (�إنزالنا) ‪ ،‬ليتحول من مفرد �إىل جملة‪ ،‬وهي (�أ ّنا �أنزلنا) متثل البنية ال�سطحية‪.‬‬
‫َ�صو ُموا ْ َخيرْ ٌ َّل ُك ْم{‪� ،‬سورة‬ ‫ومن ذلك �أي�ض ًا مت ّدد املبتد�أ نحو قوله تعاىل‪َ } :‬و�أَن ت ُ‬
‫البقرة‪� ،‬آية ‪ ،184‬و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬ال�صيام خري لكم) ‪ ،‬ولكن بعد تطبيق‬
‫قانون التم ّدد �أو التو�سع‪ ،‬مت ّدد املبتد�أ من مفرد �إىل جملة‪.‬‬
‫‪334‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫�ض{‪� ،‬سورة‬ ‫الَ ْر َ‬


‫ومن �أمثلة مت ّدد املبتد�أ كذلك قوله تعاىل‪َ } :‬ومِ ْن �آ َيا ِت ِه �أَ َّن َك َت َرى ْ أ‬
‫ف�صلت‪� ،‬آية ‪ ،41‬والبنية العميقة هي (ر�ؤيتك الأر�ض من �آياته) ‪ ،‬ولكن بعد تطبيق قانون‬
‫التم ّدد على املبتد�أ وبعد تطبيق قانون �إعادة الرتتيب كذلك‪ ،‬حتولت اجلملة �إىل البنية‬
‫ال�سطحية لها‪ ،‬كما هو موجودة يف الآية‪.‬‬
‫ونظري ذلك يف كالم العرب قول العبا�س بن مراد�س‪:‬‬
‫وقال نبي امل�سلمني‪ :‬تقدموا ‪ ....‬و�أحبب �إلينا �أن تكون املقدما (‪)52‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫فالبنية العميقة جلملة (�أحبب �إلينا �أن تكون املق ّدما) هي (�أحبب بكونك املقدم �إلينا)‬
‫ولكن بعد تطبيق قانون التم ّدد على فاعل فعل التعجب (�أحبب) ‪ ،‬وقانون احلذف االختياري‬
‫حلرف اجلر الزائد (ب) ‪ ،‬وقانون �إعادة الرتتيب‪� ،‬أ�صبحت اجلملة على ما هي عليه يف البيت‬
‫ال�شعري‪ ،‬التي مت ّثل البنية ال�سطحية للجملة‪ ،‬ومن ذلك �أي�ض ًا قول ال�شاعر‪:‬‬
‫ولو �سئ َل النا�س الرتاب لأو�شكوا‪� ....‬إذا قيل هاتوا‪� -‬أن ميلوا ومينعوا (‪)53‬‬
‫ُ ِ‬
‫فالبنية العميقة جلملة (لأو�شكوا �أن ميلوا) هي (لأو�شكوا امللل) ‪ ،‬ولكن بعد تطبيق‬
‫قانون التو�سع على خرب (�أو�شك) ‪ ،‬مت ّدد ليتحول الكالم �إىل بنيته ال�سطحية‪� .‬إىل غري ذلك من‬
‫الأمثلة العديدة‪ .‬ولكن يجب التنويه ب� ّأن هذه الأمثلة التي �أوردناها للتمدد‪� ،‬أو التو�سع‪ ،‬كان‬
‫تطبيق القانون فيها جميعها (اختيارياً) ولي�س (�إجبارياً) ‪.‬‬
‫‪Ú‬ثالثاً‪ -‬الزيادة �أو الإقحام‪:‬‬ ‫‪Ú‬‬
‫ت�أتي الزيادة �أو الإقحام يف العربية‪ ،‬لغر�ض الت�أكيد‪ ،‬ويكون ذلك‪� ،‬إما بالت�أكيد اللفظي‪،‬‬
‫�سواء �أكان فعالً‪� ،‬أم ا�سماً‪� ،‬أم حرفاً‪� ،‬أم ا�سم فعل‪� ،‬أم جملة‬‫الذي يكون ب�إعادة امل�ؤكد بلفظه‪ً ،‬‬
‫فعلية‪� ،‬أم جملة ا�سمية‪� ،‬أم م�صدراً نائب ًا عن فعله �أم مرادفه‪� ،‬أم �ضمرياً منف�صالً‪� ،‬أو يكون عن‬
‫طريق التوكيد باحلروف الزائدة‪ ،‬التي تفيد تقوية املعنى املراد توكيده (‪ ، )54‬وعالمة زيادة‬
‫هذه احلروف‪� ،‬أن حتذف فال يحدث ت�أثري يف املعنى‪ ،‬من الناحية اللغوية (‪. )55‬‬
‫و�أمثلة الزيادة عن طريق �إعادة لفظ امل�ؤكد‪ ،‬قول ال�شاعر‪ -‬مل ين�سبه النحاة لقائل‪: -‬‬
‫ف�أين �إىل �أين النجاة ببغلِتي‪� ....‬أتاك �أتاك الالحقون احب�س احب�س (‪)56‬‬
‫ِ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حيث زيد يف ال�شطر الثاين من البيت‪ ،‬الفعل (�أتاك) ‪ ،‬وكذلك (احب�س) ‪ ،‬لغر�ض التوكيد‬
‫(‪ ، )57‬و�أ�صل الكالم‪� ،‬أي البنية العميقة (�أتى الالحقون البغلة احب�س �أنت) ‪ ،‬وبعد تطبيق‬
‫حتول �إىل البنية ال�سطحية‪ ،‬كما هي‬ ‫قانون احلذف‪ ،‬و�إعادة الرتتيب‪ ،‬والزيادة �أو الإقحام‪ّ ،‬‬
‫موجودة يف البيت‪.‬‬
‫�ض َد ّكاً َد ّكاً{ ‪� ،‬سورة الفجر �آية ‪ ،21‬حيث‬ ‫ومنه �أي�ض ًا قوله تعاىل‪} :‬كَلاَّ ِ�إذَا ُدكَّتِ ْ أَ‬
‫ال ْر ُ‬
‫تكرر امل�صدر (دكاً) ؛ لغر�ض التوكيد‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫ُوع ُدو َن{ �سورة امل�ؤمنون‪� ،‬آية ‪ ،36‬حيث‬ ‫ات لمِ َا ت َ‬ ‫ات َه ْي َه َ‬ ‫ومنه قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫}ه ْي َه َ‬
‫تكرر ا�سم الفعل (هيهات) مرتني؛ وهذه الزيادة �أي�ض ًا الغر�ض منها التوكيد‪.‬‬
‫ومن الزيادة �أو الإقحام �أي�ضاً‪ :‬زيادة جملة كاملة؛ لغر�ض التوكيد‪ ،‬من ذلك قوله تعاىل‪:‬‬
‫} َو َما �أَ ْد َرا َك َما َي ْو ُم ال ِّدي ِن (‪ُ )17‬ث َّم َما �أَ ْد َرا َك َما َي ْو ُم ال ِّدي ِن{‪� ،‬سورة االنفطار‪ ،‬الآيتان‬
‫‪ ،18 -17‬ومن ذلك �أي�ض ًا قوله تعاىل‪} :‬كَلاَّ َ�س ْوفَ َت ْع َل ُمو َن (‪ُ )3‬ث َّم كَلاَّ َ�س ْوفَ َت ْع َل ُمو َن{ ‪،‬‬
‫�سورة التكاثر‪ ،‬الآيتان ‪ 5 -4‬وكما تكون الزيادة ب�إعادة لفظ امل�ؤكد ذاته‪ ،‬فقد تكون ب�إعادة‬
‫و�سى �إِلىَ َق ْومِ ِه غَ ْ�ض َبا َن �أَ�سِ فاً{ �سورة‬ ‫مرادفه �أي�ضا‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪َ } :‬ولمَ َّا َر َج َع ُم َ‬
‫مبرادف‬
‫ٍ‬ ‫الأعراف‪ ،‬الآية ‪ ،150‬حيث كانت الزيادة يف الآية لي�س بتكرار لفظ غ�ضبان‪ .‬و�إمنا‬
‫له وهو «�أ�سفاً»‪.‬‬
‫نت َو َز ْو ُجكَ{‬ ‫}ا�س ُك ْن �أَ َ‬
‫وكذلك تكون الزيادة بال�ضمري املنف�صل نحو قوله تعاىل‪ْ :‬‬
‫�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،35‬فال�ضمري (�أنت) يف الآية‪ ،‬لي�س فاعالً؛ لأن فاعل فعل الأمر م�سترت‬
‫وجوباً‪ ،‬لذا فال�ضمري هنا زائد؛ لغر�ض التوكيد‪.‬‬
‫‪Ú‬رابعاً‪� -‬إعادة الرتتيب (التقدمي والت�أخري) ‪:‬‬ ‫‪Ú‬‬
‫يع ّد �أ�سلوب التقدمي والت�أخري‪ -‬بعامة‪� -‬سمة �أ�سلوبية لها عظيم الأثر يف روعة الأ�سلوب‬
‫و�إبرازه يف �صورة حكيمة (‪ ، )58‬وهو من الأ�ساليب املهمة يف اللغة العربية‪ ،‬وقد ورد يف‬
‫القر�آن الكرمي بكرثة‪ ،‬كما اهتم البالغيون القدماء بهذا املو�ضوع‪ ،‬ف�أ�ضافوا �إىل بحث النحاة‬
‫معامل جديدة‪� ،‬أزدان بها هذا الأ�سلوب‪.‬‬
‫ومن املعروف �أن النظام الأ�سا�س للجملة اال�سمية‪ ،‬هو املبتد�أ‪ ،‬يليه اخلرب‪ ،‬ويف اجلملة‬
‫الفعلية‪ ،‬ير ُد الفعل‪ ،‬ثم الفاعل‪ ،‬ثم املفعول به �إذا كان الفعل متعدياً‪ ،‬ثم ت�أتي الف�ضالت بعد‬
‫تعن للمتكلم �أحوال يرى فيها تقدمي بع�ض الكالم‪ ،‬وت�أخري بع�ضه‪ ،‬ف�إذا ما‬ ‫ذلك‪ ،‬غري �أنه قد ّ‬
‫وجدنا �شيئ ًا مقدم ًا خارج ًا عن هذا الت�أليف‪� ،‬أدركنا �أن هذا التقدمي ال يرد اعتباط ًا يف نظم‬
‫الكالم وت�أليفه‪ ،‬و�إمنا يكون عم ًال مق�صوداً به غر�ض‪ ،‬ومن موا�ضع التقدمي ما ي�أتي‪:‬‬
‫♦ ♦يف اجلملة اال�سمية‪:‬‬
‫‪1 .1‬تقدمي اخلرب وجوباً (�إجبارياً) ‪ :‬ومن حاالت تقدمي اخلرب وجوباً‪� ،‬أن ي�شتمل املبتد�أ‬
‫على �ضمري يعود على �شيء يف اخلرب (‪ )59‬ومن ذلك قول ال�شاعر ن�صيب بن رباح الأكرب‪:‬‬
‫�أهابك �إجالالً‪ ،‬وما بك قدرة‪ ...‬علي لكن ملء عني حبيبها (‪)60‬‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫عني ملء عني) وبعد تطبيق قانون �إعادة‬
‫و�أ�صل الكالم؛ �أي البينة العميقة (ولكن حبيب ٍ‬
‫الرتتيب ت�صبح اجلملة (ولكن ملء عني حبيب عني) وبعد تطبيق التقل�ص ت�صبح اجلملة؛ �أي‬
‫البينة ال�سطحية لها (ولكن ملء عني حبيبها) ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫وقد تقدم اخلرب‪ ،‬لغر�ض االخت�صا�ص ومنه قوله تعاىل‪�} :‬إِ َّن �إِ َل ْينَا �إِ َيا َب ُه ْم ُث َّم �إِ َّن‬
‫َع َل ْينَا حِ َ�سا َب ُه ْم{ �سورة الغا�شية‪ ،‬الآيتان ‪ .26 – 25‬و�أ�صل الكالم‪ -‬يف غري كالم اهلل‪�( -‬إن‬
‫�إيابهم �إلينا‪ ،‬ثم �إن ح�سابهم علينا) وبعد تطبيق قانون �إعادة الرتتيب‪� ،‬أ�صبح الكالم على ما‬
‫هو عليه يف الآية‪.‬‬
‫وكذلك يتقدم اخلرب (�إجبارياً) �إذا كان املبتد�أ نكره‪ ،‬لي�س لها م�سوغ‪ ،‬واخلرب ظرف‬
‫اللُ َم َر�ضاً{ �سورة‬
‫�ض َف َزا َد ُه ُم هّ‬ ‫�أو جار وجمرور (‪ ، )61‬ومنه قوله تعاىل‪} :‬فيِ ُقلُو ِب ِهم َّم َر ٌ‬
‫ني{ �سورة‬‫�ض ُم ْ�س َت َقرٌّ َو َمتَا ٌع �إِلىَ حِ ٍ‬ ‫البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،10‬وكذلك قوله تعاىل‪َ } :‬و َل ُك ْم فيِ الأَ ْر ِ‬
‫البقرة‪ ،‬الآية ‪ ،36‬وكذلك احلال حني يتقدم اخلرب وجوباً‪� ،‬إذا كان املبتد�أ حم�صوراً‪ ،‬نحو‬
‫(مالنا �إال اتباع �أحمد) (‪. )62‬‬
‫وهذا وقد زخرت كتب البالغة ب�أمثلة كثرية على تقدمي اخلرب على املبتد�أ‪ ،‬ولكن تناول‬
‫البالغيني للمو�ضوع‪ ،‬يختلف عن طريقة تناول النحاة له‪ ،‬ومن الأمثلة الواردة يف كتب‬
‫البالغة قول ال�شاعر‪:‬‬
‫واملاء والوج ُه احل�سن (‪. )63‬‬ ‫ُ‬ ‫ثالثة يذهنب عن القلب ال�شجن‪ ...‬اخل�رض ُة‬
‫و�أ�صل الكالم‪( :‬اخل�رضة واملاء والوجه احل�سن ثالثة يذهنب‪ )...‬ولكن قدم اخلرب هنا؛‬
‫لغر�ض الت�شويق �إىل املت�أخر (‪. )64‬‬
‫‪2 .2‬تقدمي اخلرب جوازا ً (اختيارياً) ‪ :‬يتقدم اخلرب على املبتد�أ جوازاً �إذا مل يكن هناك ما‬
‫يوجب تقدميه (وجوباً) وذلك عند �أمن اللب�س‪ ،‬ومن ذلك قول ح�سان بن ثابت‪:‬‬
‫قد ثكلت �أمه من كنت واحدة‪ ...‬وبات منت�شي ًا يف برثن الأ�سد (‪. )65‬‬
‫�أ�صل الكالم‪( :‬من كنت واحدة قد ثكلت �أمه) بعد تطبيق قانون �إعادة الرتتيب االختياري‪،‬‬
‫�أ�صبحت اجلملة على ما هي عليه يف البيت‪� ،‬أي (البنية ال�سطحية) ‪.‬‬
‫ومنه �أي�ض ًا قول الفرزدق‪:‬‬
‫ما �أمه من حمارب‪� ...‬أبوه وال كانت كليب ت�صاهره (‪)66‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫�إىل ملكٍ‬
‫و�أ�صل الكالم (‪� ...‬أبوه ما �أمه من حمارب‪ ، )...‬وبعد تطبيق قانون �إعادة الرتتيب �أ�صبح‬
‫الكالم (‪ ...‬ما �أمه من حمارب �أبوه) ‪.‬‬
‫♦ ♦بخ�صو�ص اجلملة الفعلية‪:‬‬
‫‪1 .1‬تقدمي املفعول به على الفعل‪ :‬يتقدم املفعول به على الفعل يف العربية‪ ،‬جوازاً‪،‬‬
‫ووجوباً‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫ �أوالً‪ :‬تقدميه وجوباً‪ :‬يجب تقدمي املفعول على الفعل العامل‪� ،‬إذا كان املفعول به‬
‫ا�سم �رشط‪� ،‬أو ا�سم ا�ستفهام‪� ،‬أو �ضمريا منف�صالً‪ ،‬لو ت�أخر لزم ات�صاله‪� ،‬أو �أن يكون العامل يف‬
‫املفعول به واقع ًا يف جواب (� ّأما) (‪. )67‬‬
‫ومن �أمثلة تقدمي املفعول به على الفعل قوله تعاىل‪�} :‬إِ َّيا َك َن ْع ُب ُد{ �سورة الفاحتة‪،‬‬
‫الآية ‪ .5‬والبنية العميقة للجملة‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬نعبد نحن اهلل) ‪ ،‬وبعد تطبيق قوانني‬
‫احلـذف‪ ،‬و�إعــادة الرتتيب‪ ،‬والتعوي�ض‪ ،‬حتولت �إىل البنية ال�سطحية (�إياك نعبد) ‪.‬‬
‫وقد قدم املفعول به يف الآية‪ ،‬لأ ّنه �ضمري مت�صل لو تقدم لوجب ات�صاله‪� ،‬إذ ت�صري‬
‫اجلملة وقتها (نعبدك) (‪ ، )68‬ولكن �ألي�س املهم الرتكيز على الفرق بني اجلملتني (�إياك نعبد)‬
‫و (نعبدك) ؟ ‪.‬‬
‫ومن التقدمي والت�أخري �أي�ض ًا قوله تعاىل‪َ } :‬ف�أَ َّما ا ْل َيتِي َم َفلاَ َت ْق َه ْر (‪َ )9‬و�أَ َّما َّ‬
‫ال�سا ِئ َل‬
‫َفلاَ َت ْن َهر{ �سورة ال�ضحى‪ ،‬الآيتان ‪.10 -9‬‬
‫والبينة العميقة‪ -‬يف غري كالم اهلل‪( -‬ال تقهر �أنت اليتيم‪ ،‬وال تنهر �أنت ال�سائل) ‪ ،‬وبعد‬
‫تطبيق قانوين (احلذف‪ ،‬و�إعادة الرتتيب) ‪� ،‬أ�صبح الكالم على ما هو يف الآية‪ ،‬وهو البينة‬
‫ال�سطحية‪.‬‬
‫وقد قدم املفعول به يف الآية‪ ،‬لأنه واقع يف جواب (� ّأما) (‪. )69‬‬
‫‪ .22 .2‬تقدمي املفعول على الفعل جوازاً‪ :‬وذلك نحو قولنا‪ :‬عمراً �رضب زي ٌد (‪، )70‬‬
‫ف�أ�صل الكالم (�رضب زيد عمراً) ‪ ،‬وبعد تطبيق قانون �إعادة الرتتيب ‪� ,‬أ�صبحت اجلملة عمراً‬
‫رب عمر) ولكن بعد‬ ‫(‪)71‬‬
‫عمر ‪ ،‬و�أ�صل الكالم (خاف عمر َّ‬ ‫ربه ٌ‬
‫�رضب زيد‪ ،‬وذلك نحو خاف َّ‬
‫تطبيق قوانني (�إعادة الرتتيب‪ ،‬واحلذف‪ ،‬والتعوي�ض) ‪ ،‬حتول الكالم �إىل البينة ال�سطحية‬
‫ربه عمر) ‪.‬‬
‫(خاف َّ‬
‫ومن ذلك �أي�ض ًا قول الأع�شى ميمون‪:‬‬
‫(‪)72‬‬ ‫كناطح �صخر ًة يوم ًا ل ُيوهِ َنها‪ ....‬فلم ي�رضها و�أوهن قر َنه الوعلُ‬
‫ٍ‬
‫و�أ�صل الكالم (�أوهن الوعل قرن الوعل) ‪ ،‬وبعد �إعادة الرتتيب واحلذف‪ ،‬والتعوي�ض‪،‬‬
‫�أ�صبحت اجلملة (�أوهن قرنه الوعل) وهي البينة ال�سطحية‪.‬‬
‫فيما �سبق حاولنا تبيان �أهم الظواهر التحويلية يف النحو العربي والربط بني الفكر‬
‫اللغوي عند العرب ونظريات البحث اللغوي احلديثة التي تطرح نف�سها على �أذهان العلماء‬
‫والباحثني على ح ٍد �سواء‪.‬‬
‫‪338‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫ومن خالل البحث تبني � ّأن نظرية النحو التحويلي ال تعد نظرية متكاملة‪ ،‬مبعنى �أننا‬
‫ال ن�ستطيع �أن نطبقها تطبيق ًا كام ًال يف در�سنا النحوي‪ ،‬بكل ما يحتويه من معطيات �أو‬
‫معلومات نحوية‪ ،‬وال ن�ستطيع �أن نتخذها خط ًا وا�ضحاً‪ ،‬ندر�س على �أ�سا�سه الأبواب النحوية‬
‫التقليدية‪ .‬ومن العقبات �أمام تطبيق هذه النظرية على النحو العربي؛ خا�صية الإعراب‪ ،‬من‬
‫وجر‪ ،‬وكذلك البناء من �ضم وك� ٍرس‪ ،‬وفتح ٍ‪ ،‬و�سكون لأن كل احلركات ال وجود‬ ‫رفع‪ ،‬ون�صب‪ّ ،‬‬
‫لها يف النحو التحويلي مبرحلتيه‪ :‬الرتكيب الأ�سا�سي والرتكيب ال�سطحي‪ ،‬غري �أن النحو‬
‫التوليدي التحويلي كان كافي ًا لإحياء �أ�سلوبية االنحراف‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪1 .1‬ياقوت‪� ،‬أحمد �سليمان‪1992 ،‬م‪ ،‬يف علم اللغة التقابلي‪� ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪2 .2‬اخلويل‪ ،‬حممد‪1981 ،‬م‪ ،‬قواعد حتويلية للغة العربية‪� ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪3 .3‬ياقوت‪� ،‬أحمد �سليمان‪1992 ،‬م‪ ،‬يف علم اللغة التقابلي‪� ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪4 .4‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي وال َّدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪5 .5‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪6 .6‬املرجع نف�سه وال�صفحة نف�سها‪.‬‬
‫‪7 .7‬امل�سدي‪ ،‬عبد ال�سالم‪1986 ،‬م‪ ،‬الل�سانيات من خالل الن�صو�ص‪� ،‬ص‪.105 :‬‬
‫‪8 .8‬بهن�ساوي‪ ،‬ح�سام‪1994 ،‬م‪� ،‬أهمية الربط بني التفكري اللغوي ونظريات البحث اللغوي‬
‫احلديث‪� ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪9 .9‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.16 :‬‬
‫‪1010‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪1111‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪1212‬املرجع نف�سه وال�صفحة نف�سها‪.‬‬
‫‪1313‬امل�سدي‪ ،‬عبد ال�سالم‪1986 ،‬م‪ ،‬الل�سانيات من خالل الن�صو�ص‪� ،‬ص‪.105 :‬‬
‫‪1414‬زكريا‪ ،‬مي�شال‪1986 ،‬م‪ ،‬الأل�سنية التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية (النظرية‬
‫الأل�سنية) ‪� ،‬ص‪.27 -26 :‬‬
‫‪1515‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.7 :‬‬
‫‪1616‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.115 :‬‬
‫‪1717‬ياقوت‪� ،‬أحمد �سليمان‪1992 ،‬م‪ ،‬يف علم اللغة التقابلي‪� ،‬ص‪.38 :‬‬
‫‪1818‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.115 :‬‬
‫‪1919‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.143 :‬‬
‫‪2020‬زوين‪ ،‬علي‪1986 ،‬م‪ ،‬منهج البحث اللغوي بني الرتاث وعلم اللغة احلديث‪� ،‬ص‪.43 :‬‬
‫‪2121‬عبد القادر‪� ،‬صالح �سليم‪1996 ،‬م‪ ،‬ت�رصيف الأفعال وامل�شتقات وامل�صادر‪� ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪2222‬ياقوت‪� ،‬أحمد �سليمان‪1992 ،‬م‪ ،‬يف علم اللغة التقابلي‪� ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪2323‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.147 :‬‬
‫‪340‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫‪2424‬بهن�ساوي‪ ،‬ح�سام‪1994 ،‬م‪� ،‬أهمية الربط بني التفكري اللغوي ونظريات البحث اللغوي‬
‫احلديث‪� ،‬ص‪.31 -30 :‬‬
‫‪2525‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.54 :‬‬
‫‪2626‬عبد املطلب‪ ،‬حممد‪1984 ،‬م‪ ،‬النحو بني عبد القاهر وت�شوم�سكي‪ ،‬جملة ف�صول‪ ،‬جملد ‪،5‬‬
‫العدد (‪� ، )12‬ص‪.31 :‬‬
‫‪2727‬بهن�ساوي‪ ،‬ح�سام‪1994 ،‬م‪� ،‬أهمية الربط بني التفكري اللغوي عند العرب ونظريات البحث‬
‫اللغوي احلديث‬
‫‪2828‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪2929‬عبد املطلب‪ ،‬حممد‪ ،‬النحو بني عبد القاهر وت�شوم�سكي‪ ،‬جملة ف�صول‪ ،‬جملد ‪ ،5‬العدد (‪)1‬‬
‫‪� ،‬ص‪.35 -33 :‬‬
‫‪3030‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪3131‬اجلرجاين‪ ،‬دالئل الإعجاز‪� ،‬ص‪.407 :‬‬
‫‪3232‬النحو بني عبد القاهر وت�شوم�سكي‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪.35 -33 :‬‬
‫‪3333‬زوين‪ ،‬علي‪1986 ،‬م‪ ،‬منهج البحث اللغوي بني الرتاث وعلم اللغة احلديث‪� ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪3434‬اخلويل‪ ،‬حممد‪1981 ،‬م‪ ،‬قواعد حتويلية للغة العربية‪� ،‬ص‪.39 ،38 :‬‬
‫‪3535‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.40 :‬‬
‫‪3636‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.40 :‬‬
‫‪3737‬الراجحي‪ ،‬عبده‪1986 ،‬م‪ ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪� ،‬ص‪.140 :‬‬
‫‪3838‬اجلرجاين‪ ،‬دالئل الإعجاز‪� ،‬ص‪.162 :‬‬
‫‪�3939‬رشح ابن عقيل‪.245 /1 ،‬‬
‫‪4040‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.211 /2 :‬‬
‫‪4141‬املرجع نف�سه‪.211 /2 ،‬‬
‫‪4242‬املرجع نف�سه‪.319 /2 ،‬‬
‫‪4343‬املرجع نف�سه‪،‬‬
‫‪�4444‬رشح ابن عقيل‪.319 /2 ،‬‬
‫‪4545‬املرجع نف�سه‪.288 /1 ، ،‬‬
‫‪4646‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.11 /2 :‬‬
‫‪341‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫‪4747‬املرجع نف�سه‪� ، ،‬ص‪.11 /2 :‬‬


‫‪4848‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.430 /1 :‬‬
‫‪4949‬ال�رشيف‪ ،‬العربي‪2002 ،‬م‪ ،‬درو�س يف البالغة العربية‪� ،‬ص‪.13 :‬‬
‫‪5050‬م�ضطرجي‪ ،‬عرفان‪1987 ،‬م‪ ،‬اجلامع لفنون اللغو العربية والعرو�ض‪� ،‬ص‪.85 :‬‬
‫‪�5151‬رشح ابن عقيل‪.102 /2 ،‬‬
‫‪�5252‬رشح ابن عقيل‪.148 /2 ،‬‬
‫‪�5353‬رشح ابن عقيل‪.148 /2 ،‬‬
‫‪5454‬مزبان‪ ،‬علي‪2001 ،‬م‪ ،‬الأ�ساليب النحوية يف �ضوء القر�آن الكرمي‪� ،‬ص‪.132 :‬‬
‫‪5555‬ال�رشيف‪ ،‬العربي‪2002 ،‬م‪ ،‬درو�س يف البالغة العربية‪� ،‬ص‪.31 :‬‬
‫‪�5656‬رشح ابن عقيل‪� ،‬ص‪.198 /2 :‬‬
‫‪5757‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.198 /2 :‬‬
‫‪5858‬املطمعي‪ ،‬عبد العظيم‪1992 ،‬م‪ ،‬خ�صائ�ص التعبري القر�آين البالغية‪.79 /2 ،‬‬
‫‪�5959‬رشح ابن عقيل‪.244 /1 ،‬‬
‫‪6060‬املرجع نف�سه‪.244 /1 ،‬‬
‫‪6161‬املرجع نف�سه‪.223 /1 ،‬‬
‫‪6262‬املرجع نف�سه‪.226 /1 ،‬‬
‫‪6363‬ال�رشيف‪ ،‬العربي‪2002 ،‬م‪ ،‬درو�س يف البالغة العربية‪� ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪6464‬املرجع نف�سه‪� ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪�6565‬رشح ابن عقيل‪.214 /1 ،‬‬
‫‪6666‬املرجع نف�سه‪.214 /1 ،‬‬
‫‪6767‬املرجع نف�سه‪.440 /1 ،‬‬
‫‪6868‬املرجع نف�سه‪.440 /1 ،‬‬
‫‪6969‬املرجع نف�سه‪.440 /1 ،‬‬
‫‪7070‬املرجع نف�سه‪.440 /1 ،‬‬
‫‪7171‬املرجع نف�سه‪.447 ،1 ،‬‬
‫‪7272‬املرجع نف�سه‪.103 /2 ،‬‬
‫‪342‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات ‪ -‬العدد التاسع والعشرون (‪ - )2‬شباط ‪2013‬‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪1 .1‬القر�آن الكرمي برواية قالون عن نافع‪.‬‬
‫‪2 .2‬ابن عقيل بهاء الدين عبد اهلل ‪,‬بدون تاريخ ‪� ,‬رشح ابن عقيل‪ ،‬حت‪ :‬حممد حميي الدين عبد‬
‫احلميد‪.‬‬
‫‪3 .3‬البهن�ساوي ح�سام ‪� ،1994 ,‬أهمية الربط بني التفكري اللغوي عند العرب ونظريات البحث‬
‫اللغوي احلديث‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪4 .4‬اجلرجاين عبد القاهر‪ ،1988,‬دالئل الإعجاز‪ ،‬حت‪ :‬حممد الداية‪ ،‬فايز الداية‪ ،‬مكتبة �سعد‬
‫الدين‪ ،‬دم�شق‪.‬‬
‫‪5 .5‬اخلويل حممد‪ ،1981,‬قواعد حتويلية للغة العربية‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪6 .6‬الراجحي عبده‪ ،1986 ،‬النحو العربي والدر�س احلديث‪ ،‬دار النه�ضة العربية للطباعة‬
‫والن�رش‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪7 .7‬زكريا مي�شال‪ ،1983 ،‬الأل�سنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية (اجلملة‬
‫الب�سيطة) ‪ ،‬بريوت‪ ،‬امل�ؤ�س�سة اجلامعية للن�رش والتوزيع‪.‬‬
‫‪8 .8‬زكريا مي�شال‪ ،1986 ،‬الأل�سنية التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية (النظرية‬
‫االل�سنية) ‪ ،‬امل�ؤ�س�سة اجلامعية للدرا�سات والن�رش والتوزيع‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪9 .9‬زوين علي‪ ،1986 ،‬منهج البحث اللغوي بني الرتاث وعلم اللغة احلديث‪ ،‬دار ال�ش�ؤون‬
‫الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪1010‬ال�رشيف العربي‪ ،2002 ،‬درو�س يف البالغة العربية‪ ،‬دار ال�شموع والثقافة‪ ،‬الزاوية‪.‬‬
‫‪1111‬عبد القادر �صالح �سليم‪ ،1996 ،‬ت�رصيف الأفعال وامل�صادر وامل�شتقات‪ ،‬ع�صمي للن�رش‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪1212‬عبد املطلب حممد‪ ،1984 ،‬النحو بني عبد القاهر وت�شوم�سكي‪ ،‬جملة ف�صول‪ ،‬جملد ‪،5‬‬
‫ع‪.1‬‬
‫‪1313‬مزبان علي‪ ،2001,‬الأ�ساليب النحوية يف �ضوء القر�آن الكرمي‪ ،‬دار �أ�ساريا للطباعة‬
‫والن�رش‪ ،‬الزاوية‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫أ‪ .‬أحمد املهدي املنصوري‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أسمهان الصالح‬ ‫النظرية التوليدية التحويلية وتطبيقاتها في النحو العربي‬

‫‪1414‬امل�سدي عبد ال�سالم‪ ،1986 ،‬الل�سانيات من خالل الن�صو�ص‪ ،‬الدار التون�سية للن�رش‪،‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪1515‬مطمعي عبد العظيم‪ ،1992 ،‬خ�صائ�ص التعبري القر�آين و�سماته البالغية‪ ،‬مكتبة وهبة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪1616‬م�ضطرجي عرفان‪ ،1987,‬اجلامع لفنون اللغة العربية والعرو�ض‪ ،‬م�ؤ�س�سة الكتاب‬
‫الثقافية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪1717‬ياقوت �أحمد �سليمان‪ ،1992 ،‬يف علم اللغة التقابلي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬الإ�سكندرية‪.‬‬

‫‪344‬‬

You might also like