You are on page 1of 56

‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الملخص‬

‫م ع ظه ور أس لوب جدي د في التعاق د على بن اء وتش غيل مش روعات البن اء واإلنش اء يع رف‬

‫بأسلوب الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬ومع تشعب مفهوم هذا األسلوب في األوساط‬

‫التشريعية العربية والعالمية وبالتبعية تشعبت التكييفات القانونية المحتملة لهذا األسلوب‪ ،‬جاء‬

‫ه ذا البحث كي يس لط الضوء على ماهي ة ه ذا العق د‪ ،‬وتحلي ل م دى كفاي ة المنظوم ة القانوني ة‬

‫الحالي ة الحاكم ة له ذه العق ود عن طري ق وض ع ه ذا الن وع من العق ود تحت اختب ار التك ييف‬

‫القانوني للعقود عموماً‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد ناقش الباحث تكييف عقود الشراكة من حيث مدى كونها عقوداً احتمالية أو‬

‫محددة‪ ،‬من عقود القانون العام أو من عقود القانون الخاص‪ ،‬وتحديد إجراءات وتنظيم عقد‬

‫الش راكة وف ق الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬في األردن‪ ،‬إذ لتحدي د األوج ه القانوني ة لعق د‬

‫الشراكة تحديداً دقيق اً له أهمية خاصة ألطرافه حتى يكون قرار الدخول في هذا النوع من‬

‫قرار متبصراً وعن دراية بأبعاده ونتائجه‪.‬‬


‫العقود ً‬

‫‪1‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫مقدمة‬

‫إن ه لمن الغ ني عن البي ان أن نقص مراف ق البني ة التحتي ة ال تي تش مل الط رق وخط وط أن ابيب‬

‫المي اه والص رف الص حي والطاق ة الكهربائي ة‪ ،‬وازدح ام ونقص الم وانئ والمط ارات والط رق‬

‫يعتبر عائق اً أمام النمو وحركة التجارة عند أغلب البلدان النامية‪ ،‬فاستدعت أهمية هذا القطاع‬

‫من جه ة وض خامة رأس الم ال الالزم لتمويل ه من جه ة أخ رى ت دخل الدول ة بحيث ص ارت‬

‫الزبون األول‪ ،‬وفي كثير من األحيان الوحيد لهذا القطاع‪.‬‬

‫ومن هن ا ت أتي أهمي ة البحث في مج ال البن اء واإلنش اء‪ ،‬حيث ال يخفى م ا لمش اريع العم ران‬

‫والتش ييد والبن اء وتط وير البني ة التحتي ة من أهمي ة خاص ة تجعله ا مح ط اهتم ام على المس توى‬

‫الوطني بل والدولي في أحيان كثيرة‪ ،‬حيث تعتبر هذه المشاريع أحد أهم مؤشرات التنمية التي‬

‫يقاس عليها نمو و تحضر المجتمع‪ ،‬فكلما زاد وارتفع مستوى التطور العمراني في بلد ما فإن‬

‫لهذا داللة قوية وإ ن كانت ليست قطعية على ارتفاع في مستوى الحضارة واإلنجاز‪ ،‬كما يدل‬

‫التق دم في مج ال العم ران في كث ير من األحي ان على انتع اش وازده ار في مس توى االقتص اد‬

‫الوطني للمجتمع‪ ،‬لذلك طالما كان لهذه المشروعات نصيب األسد من مصروفات المال العام‬

‫والخاص‪.‬‬

‫يضاف إلى ما سبق ما لمشروعات البناء والعمران من طبيعة خاصة تتمث ُل في طول الفترة‬

‫ال تي تم ر به ا‪ ،‬وتع دد مراحله ا‪ ،‬بداي ةً من مرحل ة وض ع التص ميم ثم التنفي ذ وأخ يراً التس ليم‬

‫النهائي‪ ،‬كما أن كثرة األطراف المتداخلين في هذه المشروعات وتعدد العقود من شأنه أن يزي د‬

‫من احتمالي ة وق وع المخ اطر واإلش كاليات القانوني ة مم ا ينعكس س لباً على اقتص اديات التش ييد‬

‫والبناء‪ ،‬باإلضافة إلى حجم الموارد البشرية والمالية الهائلة التي يتم استثمارها في هذا القطاع‬

‫عموماً‪.‬‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫اص بح القط اع الخ اص رك يزة هام ة من رك ائز االقتص اد والتنمي ة في البل دان الداعي ة للتط ور‪،‬‬

‫وداعم مهم للقط اع الع ام في توف ير الخ دمات للمجتم ع‪ ،‬حيث تع د عق ود الش راكة من أهم‬

‫األساليب التي تلجأ إليها اإلدارة في تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية‪ ،‬حيث يعرف هذا النوع‬

‫من العق ود بأنه ا اتف اق بين اإلدارة المتمثل ة بالقط اع الع ام وش ركات القط اع الخ اص من أج ل‬

‫المشاركة في إنشاء أو تنفيذ أو إدارة المشاريع الخدمية ومشاريع البنى التحتية‪.‬‬

‫ولذلك يمتاز هذا النوع من العقود بصفتها الهجينة من حيث مدى اعتبارها من العقود المحددة‬

‫أو االحتمالي ة أو من العق ود العام ة أو الخاص ة والطبيع ة الش ائكة له ذا الن وع من العق ود‪ ،‬حيث‬

‫تتك ون من ع دة عق ود متداخل ة في آن واح د األم ر ال ذي يجع ل تحدي د طبيعته ا القانوني ة من‬

‫المس ائل القانوني ة األك ثر تعقي داً‪ ،‬األم ر ال ذي ي ؤدي إلى ت وافر البيئ ة القانوني ة واالس تثمارية‬

‫واالقتص ادية المناس بة لتط بيق تجرب ة الش راكة في األردن على غ رار بعض التج ارب الناجح ة‬

‫في الدول االخرى في هذا المجال‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬

‫إن البنك الدولي قد أورد مالحظة مهمة مفادها أنه ‪:‬‬

‫"ليس هن اك تعري ف واح د ع المي مجم ع علي ه للش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص إذ نلح ظ‬

‫وجود خالف بين نظم القانون في العالم حول معايير اعتبار العقد "شراكة" وبالتالي تكييف هذا‬

‫العقد‪ ،‬األمر الذي أدى إلى حصول االختالف حتى في التسمية االصطالحية لعقد الشراكة بين‬

‫مختلف النظم القانونية‪ ،‬فما يسمى شراكة في بلد قد يختلف عن ما يسمى شراكة في بلد اخر‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ما قد يشكل ارتباكاً لدينا عند تتبع هذا العقد وتطبيقاته العملية حول العالم‪.1‬‬

‫إذ ال يكفي أن يس تخدم مص طلح الش راكة على العق د كي تطب ق علي ه أحك ام عق د الش راكة‪ ،‬ب ل‬

‫يل زم أن يك ون مض مون العق د متفق اً م ع مض مون وفلس فة عق د الش راكة‪ ،‬وبالت الي ومن خالل‬

‫دراس تنا له ذا البحث س يتم توض يح المقص ود بعق د الش راكة ومض مون ه ذا العق د‪ ،‬وتوض يح‬

‫مضمون التكييفات القانونية لهذا النوع من العقود وصوالً إلى تحديد دقيق لعقد الشراكة‪ ،‬وس يتم‬

‫التط رق لكيفي ة وإ ج راءات تنظيم عق د الش راكة بين القط اع الع ام والخ اص من قب ل المش رع‬

‫األردني في القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪.2020‬‬

‫تساؤالت الدراسة ‪:‬‬

‫تسعي الدراسة لإلجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما مفهوم الشراكة؟ وما هو تعريف عقد الشراكة ومشروعه؟‬

‫ما أسباب اللجوء للشراكة؟ وأهدافها؟ وخصائصها؟‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬ما صور وتقسيمات مشروع الشراكة؟‬

‫‪ -4‬ما هو التكييف القانوني لعقد الشراكة ؟‬

‫‪ -5‬ما هي إجراءات تنظيم عقد الشراكة في القانون األردني ؟‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫‪ ) 1‬دليل البنك الدولي لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬ص ‪ ،8‬أو ‪PPP Reference‬‬
‫‪ Guide‬متوفر على الشبكة في الرابط التالي‪:‬‬

‫‪https://library.pppknowledgelab.org/documents/469‬‬

‫‪4‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫بيان الطبيعة القانونية لعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومدى التالزم بينهما‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تحديد صور عقود الشراكة بين القطاع العام والخاص‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تس ليط الض وء على إج راءات عق د الش راكة في الق انون األردني ودوره في ترص ين‬ ‫‪-3‬‬

‫االقتصاد الوطني والبنى التحتية‪.‬‬

‫منهج الدراسة ‪:‬‬

‫تقوم هذه الدراسة على المنهج التحليلي حيث يستخدم في محاولة إيجاد التكييف القانوني لعقد‬

‫الش راكة عن طري ق تحلي ل العناص ر الجوهري ة في عق د الش راكة‪ ،‬وتحلي ل النص وص القانوني ة‬

‫المتعلقة بعقد الشراكة بين القطاع العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫خطة البحث‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية مشروع الشراكة بين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم مشروع الشراكة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص مشروع الشراكة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬صور مشروع الشراكة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التكييف القانوني للشراكة بين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عقد الشراكة من العقود المحددة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عقد الشراكة من عقود القانون الخاص‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عقد الشراكة ذات طبيعة خاصة‪.‬‬

‫المبحث الث‪..‬الث ‪ :‬مش‪..‬روع الش‪..‬راكة بين القط‪..‬اع الع‪..‬ام والخ‪..‬اص وف‪..‬ق الق‪..‬انون رقم (‪ )17‬لع‪..‬ام‬

‫‪.2020‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الجهة المسؤولة عن الشراكة في القانون األردني‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءات تنظيم الشراكة في القانون األردني‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المبحث األول‬

‫ماهية مشروع الشراكة بين القطاع العام والخاص‬

‫حيث أن الحكم على الش يء ه و ف رع عن تص وره‪ ،‬ك ان يلزمن ا في بداي ة ه ذا البحث أن ن بين‬

‫المقص ود بمش روع الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص‪ ،‬وذل ك ح تى يك ون الحكم الق انوني‬

‫الذي نصدره على هذا العقد دقيق و نابع عن معرفة دقيقة بتفاصيله وأبعاده المختلفة‪ ،‬يفترض‬

‫بن ا دراس ة مفه وم المش اركة وخصائص ه وص وره‪ ،‬وس يكون ذل ك من خالل دراس ة المط الب‬

‫الثالثة التالية ‪:‬‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم مشروع الشراكة‬

‫لم تع د القض ية المطروح ة للنق اش في ال وقت ال راهن هي االختي ار بين الدول ة ودوره ا‬

‫االقتصادي وبين القطاع الخاص ودور السوق‪ ،‬وإ نما كيف يمكن تحقيق تكامل حقيقي لدور كل‬

‫منهما‪ ،‬وبما يساهم في خلق شراكة فعالة بينهما‪ ،‬فللدولة وللقطاع الخاص دور كبير ومهم في‬

‫النش اط االقتص ادي وفي تحقيق التنمي ة‪ ،‬بحيث ال يمكن ألي منهم ا أن يح ل مح ل اآلخر ويق وم‬

‫بدوره‪ ،‬كما إنه ال يمكن إلغاء دور أحدهما مع إبقاء دور القطاع اآلخر‪.2‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الشراكة لغ ًة واصطالحاً‪.‬‬

‫لغ رض االحاط ة بالش راكة فأنن ا س وف نتن اول تعريفه ا من الناحي ة اللغوي ة واالص طالحية كم ا‬

‫يأتي ‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬التعريف بالشراكة لغ ًة ‪:‬‬

‫) أيمن عبد الحميد جاهين‪ ) 2008( ،‬تقييم تجربة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في جمهورية مصر العربية‪( ،‬دراسة‬ ‫‪2‬‬

‫حالة لمشروعات توصيل الغاز الطبيعي)‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الش راكة هي جم ع ش ريك ش ركاء وإ ش راك‪ ،‬مث ل ش ريف وش رفاء‪ ،‬والم راءة ش ريكة والنس اء‬

‫شرائك‪ ،‬وشاركه صار شريكاً في كذا وتشاركا في الميراث‪.3‬‬

‫ثانياً‪ -‬تعريف الشراكة اصطالحاً ‪:‬‬

‫تع ددت التعريف ات وال دالالت ال تي تح اول االق تراب من مفه وم "الش‪..‬راكة"‪ ،‬ومن المالح ظ أن‬

‫هناك اختالفات بسيطة بين التعريفات وفقاً الختالف الجهة التي تقوم بالتعريف‪.‬‬

‫وق د اس تخدم ه ذا االص طالح باللغ ة اإلنجليزي ة ألول م رة رئيس ال وزراء الراح ل (تورج وت‬

‫أوزال) في بدء الثمانينيات‪.‬‬

‫فاصطالح الشراكة ليس اصطالحاً قانونياً‪ ،4‬ومصطلح المشاركة بين القطاعين العام والخاص‬

‫هو ترجمة لما يعرف في اللغة اإلنجليزية ‪ ))Public Private Partnership‬أو اختصاراً (‬

‫أحيانا بمسمى الشراكة‪.5‬‬


‫ً‬ ‫‪ ،)P3s‬كما يترجم المصطلح‬

‫ونظ ًرا لتع دد المص طلحات األجنبي ة‪ ،‬فق د ق دم المجلس الق ومي للش راكة بالوالي ات المتح دة‬

‫‪ ) )National Council For PPP)) NCPP‬تعريفاً‪ ،6‬يركز على أن الشراكة وسيلة لتحقيق‬

‫) محمد بن ابي بكر عبد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2008 ،3‬ص‪.303‬‬ ‫‪3‬‬

‫) وفاء عثمان‪ ،‬الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر عقود المشاركة بين القطاعين العام والخاص‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫القاهرة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،2008 ،‬ص‪.285‬‬

‫)عبد اهلل شحاته‪ ،‬المشاركة بين القطاعين العام والخاص وتقديم الخدمات العامة على مستوى المحليات اإلمكانات والتحديات‪ ،‬بحث‬ ‫‪5‬‬

‫مقدم إلى‪ :‬مؤتمر اإلدارة المحلية‪ :‬الفرص والتحديات‪ ،‬القاهرة‪ :‬شركاء التنمية للبحوث واالستشارات والتدريب‪ ،‬مايو ‪ ،2008‬ص‪.4‬‬

‫عر ف المجلس القومي للشراكة بالواليات المتحدة المفهوم بأنه‪« :‬ترتيبات تعاقدية‪ ،‬يتم بمقتضاها حشد الموارد والمنافع‬
‫) َّ‬ ‫‪6‬‬

‫والمخ اطر لك ل من الجه ة الحكومي ة والش ريك اآلخ ر‪ ،‬من أج ل تحقي ق كف اءة أعلى وتخص يص أفض ل ل رأس الم ال‪ ،‬وتحقي ق ال تزام‬
‫أفضل للقواعد واللوائح الحكومية‪ ،‬ويرى المجلس أن الشراكة تساعد على حفظ وصيانة الصالح العام من خال بنود التعاقد التي تتبع‬
‫الرقابة واإلشراف بشكل مستمر على تقديم وإ دارة الخدمة المقدمة أو على تطوير المرافق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫أهداف األطراف الفاعلة بكفاءة‪ ،‬وأكد على المعنى ذاته المجلس الكندي للشراكة‪.7‬‬

‫وقد تناولت تعريفات ثانية ضرورة توافر الجوانب التنظيمية للشراكة‪ ،‬مثل الوحدة المركزية‬

‫للشراكة بإيرلندا‪.8‬‬

‫وركزت تعريفات ثالثة منها البنك الدولي‪ ،9‬وصندوق النقد الدولي‪ ،10‬على أن جوهر عملية‬

‫الشراكة يكمن في تكامل المزايا النسبية‪.‬‬

‫وباستعراض التعريفات السابقة نجد أن مفهوم الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص يشير إلى‬

‫عالق ة تعاقدي ة بين جه ة حكومي ة ومنظم ة خاص ة‪ ،‬يتم بموجبه ا حش د الم وارد واإلمكان ات‬

‫وتوزيع المخاطر واقتسام العوائد بين طرفي التعاقد‪ ،‬وذلك في سبيل تقديم خدمة عامة أو إنشاء‬

‫تسهيالت للنفع العام‪.‬‬

‫وبمقتضي هذا المفهوم فإن كل طرف يقدم ما لديه من إمكانات بشرية ومادية وفنية أو جانب‬

‫منه ا لتعظيم الم ردود وتحقي ق األه داف المتف ق عليه ا‪ ،‬ك ذلك ف إن ك ل ط رف يتحم ل جانب اً من‬

‫عر ف المجلس الكندي للشراكة المفهوم بأنه «مشروع مشترك بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص‪ ،‬قائم على خبرات كل‬
‫) َّ‬ ‫‪7‬‬

‫طرف‪ ،‬من أجل إشباع حاجات عامة محددة بوضوح وبأفضل شكل‪ ،‬من خالل التخصيص المالئم للموارد والمخاطر والعوائد‪.‬‬

‫عر فت الوحدة المركزية للشراكة بإيرلندا مفهوم الشراكة بأنه «ترتيبات تعاقدية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص يحدد‬
‫) َّ‬ ‫‪8‬‬

‫بوضوح األهداف المتفق عليها بين األطراف الفاعلة‪ ،‬كإنشاء مرفق ما أو تقديم خدمة من الممكن تقديمها بالشكل التقليدي من خالل‬
‫القطاع الحكومي فقط‪.‬‬

‫عر فه البنك الدولي بعد أن أكد أنه ال يوجد تعريف شامل وواسع لمفهوم الشراكة بأنه آلية الحكومات لتنفيذ مشروعات تتم بين‬
‫) َّ‬ ‫‪9‬‬

‫وغالب ا ‪ -‬تكون متوسطة إلى طويلة األجل‪ ،‬من أجل تحقيق أهداف مشتركة بين القطاعين في مجاالت البني ة‬
‫ً‬ ‫القطاعين العام والخاص‬
‫التحتية أو في الخدمات العامة بطريقة ذات كفاءة‪.‬‬

‫) عرفه صندوق النقد الدولي بأنه «الترتيبات التي يقوم فيها القطاع الخاص بتقديم أصول وخدمات تتعلق بالبنية التحتية جرت‬ ‫‪10‬‬

‫الع ادة على أن تق دمها الحكوم ة‪ ،‬وق د تنش أ الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص من خ ال عق ود االمتي از وعق ود الت أجير التش غيلي‪،‬‬
‫ويمكن الدخول فيها للقيام بمجموعة كبيرة من مشروعات البنية التحتية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وإ ن كانت ال تزال تستخدم بصفة‬
‫أساسية في مشروعات البنية التحتية ذات الصلة بالمواصالت (كالطرق السريعة والجسور واألنفاق)‪ ،‬وأماكن اإلقامة (كالمستشفيات‬
‫والمدارس والسجون)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المخاطر في س بيل العوائ د التي تع ود علي ه‪ ،‬فالش راكة به ذا المعنى ليس ت عالق ة غير متكافئ ة‬

‫يهيمن فيها طرف على آخر‪ ،‬وإ نما هي عالقة تكامل بين العام والخاص من أجل تقديم خدمة‬

‫عامة بجودة أعلى وتكلفة أقل‪.11‬‬

‫عرف عقد المشاركة بأنه‪:‬‬


‫أما بالنسبة للنظم القانونية‪ ،‬ففي مصر مثالً نجد أن المشرع َّ‬

‫«عق د تُبرم ه الجه ة اإلداري ة م ع ش ركة المش روع‪ ،‬وتعه د إليه ا بمقتض اه بالقي ام بك ل أو بعض‬

‫األعمال المتمثلة في تمويل وإ نشاء وتجهيز مشروعات البنية األساسية والمرافق العامة وإ تاحة‬

‫خدماتها أو تمويل وتطوير هذه المرافق‪ ،‬مع االلتزام بصيانة ما يتم إنشاؤه أو تطويره‪ ،‬وتقديم‬

‫الخ دمات والتس هيالت الالزم ة لكي يص بح المش روع ص الحاً لالس تخدام في اإلنت اج أو تق ديم‬

‫الخدمة بانتظام واطراد طوال فترة التعاقد»‪.12‬‬

‫عرفت عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص بأنه‪:‬‬


‫أما في فرنسا فقد َّ‬

‫«عقد إداري يعهد بمقتضاه أحد أشخاص القانون العام إلى أحد أشخاص القانون الخاص‪ ،‬القيام‬

‫بمهمة شاملة تتعلق بتمويل االستثمار المتعلق باألشغال والتجهيزات الضرورية للمرفق العام‬

‫وإ دارته واستغالله وصيانته‪ ،‬طوال مدة العقد المحددة‪ ،‬وفق طبيعة االستثمار أو طرق التمويل‪،‬‬

‫في مقاب ل مب الغ مالي ة تل تزم اإلدارة المتعاق دة ب دفعها إلى ش ركة المش روع بش كل مج زأ ط وال‬

‫) محمد أبو سريع‪ ،‬دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في توفير خدمات النقل العامة مع دراسة تطبيقية على الحالة‬ ‫‪11‬‬

‫المصرية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪ ،2014 ،‬ص‪.19‬‬

‫) المادتان (‪ )1‬و(‪ ) 2‬من قانون تنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية األساسية والخدمات والمرافق العامة‬ ‫‪12‬‬

‫المص ري رقم (‪ )67‬لس نة ‪ ،2010‬المنش ور في الجري دة الرس مية‪ ،‬الع دد رقم (‪ ،)19‬الص ادرة في ‪ 18‬م ايو ‪ ، 2010‬الس نة الثالث ة‬
‫والخمسون‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الفترة التعاقدية»‪.13‬‬

‫أما في األردن فقد عرف المشرع األردني في المادة الثانية من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪2020‬‬

‫عقد الشراكة بأنه ‪:‬‬

‫«االتف اق الم برم بمقتض ى أحك ام ه ذا الق انون لتنفي ذ مش روع الش راكة بين الجه ة الحكومي ة‬

‫وش ركة المش روع وال ذي تح دد في ه الش روط واألحك ام واإلج راءات وحق وق أط راف العق د‬

‫والتزاماتهم»‪.‬‬

‫خالل اس تعراض التعري ف الس ابق نج د أن المش رع األردني ح َّدد أط راف عق د الش راكة‬

‫وحصرها في الجهة الحكومية من جانب‪ ،‬وشركة المشروع من جانب آخر‪ ،‬وفي السياق ذاته‪،‬‬

‫َّ‬
‫حدد المشرع المصري أطراف عقود الشراكة في الجهة اإلدارية‪ ،‬وشركة المشروع‪.‬‬

‫هذا وقد عرف المشرع األردني الجهة الحكومية‪ .‬باعتبارها أحد أطراف عقد الشراكة بأنها ‪:‬‬

‫«أي وزارة أو دائرة أو مؤسسة رسمية عامة أو مؤسسة عامة أو هيئة أو مجلس أو سلطة أو‬

‫بلدية أو شركة مملوكة بالكامل للحكومة أو التي تساهم فيها بنسبة تزيد عن ‪.14»%50‬‬

‫ومن خالل التع اريف الس ابقة نج د أن المش رع األردني ق د حص ر الجه ات الحكومي ة ال تي له ا‬

‫الحق في إبرام عقود الشراكة دون أن تشمل جهات اعتبارية اخرى‪.‬‬

‫) المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2004 / 559‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬حزيران ‪ ،2004‬والمعدل بموجب القانون الصادر بتاريخ‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 28‬تموز ‪ ،2008‬والقانون رقم ‪ 2009 / 179‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬شباط ‪ .2009‬كما جاء في‪ :‬محمود‪ ،‬أحمد سيد أحمد‪)2012( .‬‬
‫التحكيم في عقود الشراكة‪ ،))PPP‬ندوة اإلطار القانوني لعقود المشاركة بين القطاعين العام والخاص والتحكيم في منازعاتها مصر‬
‫شرم الشيخ‪ ،‬كانون أول‪ ، 2011 ،‬ص ‪.47‬‬

‫) المادة الثانية من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬تعبير الجهة الحكومية قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫‪14‬‬

‫في األردن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫وقد عرف المشرع األردني شركة المشروع باعتبارها أحد أطراف عقد الشراكة بأنها ‪:‬‬

‫«الشركة التي يتم تأسيسها لتنفيذ مشروع الشراكة وفقاً ألحكام هذا القانون»‪.15‬‬

‫هذا وقد عرف المشرع األردني مشروع الشراكة بأنه ‪:‬‬

‫«أي نش اط يه دف إلى تق ديم خدم ة عام ة ذات اث ر اقتص ادي أو اجتم اعي أو خ دمي أو تحس ين‬

‫تق ديم الخ دمات العام ة ويك ون تحت اش راف الجه ة الحكومي ة ومس ؤوليتها وم درجاً في‬

‫السجل»‪.16‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أسباب الشراكة‪.‬‬

‫تع ددت األس باب الدافع ة نح و الش راكة‪ ،‬منه ا األس باب االقتص ادية والمالي ة واإلداري ة البحت ة‪،‬‬

‫ومنه ا األس باب التاريخي ة والتط ورات في أس اليب تق ديم الخدم ة‪ ،‬ومنه ا الض غوط واألجن دات‬

‫الدولي ة‪ ،‬والتح والت الطارئ ة على وظ ائف وأدوار الدول ة‪ ،‬وه ذه جميع اً تص لح كأس باب دافع ة‬

‫نحو الشراكة‪.‬‬

‫وق د ب رز مفه وم الش راكة نتيج ة للتع ثرات ال تي واجهت ال دول االش تراكية ذات التخطي ط‬

‫المركزي‪ ،‬في الوقت الذي استطاعت فيه الدول الرأسمالية تحقيق نجاحات عديدة اعتماداً على‬

‫وح َّل مصطلح الشراكة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬مع النظر‬
‫القطاعين الخاص واألهلي‪َ ،‬‬

‫) المادة الثانية من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬تعبير شركة المشروع قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫‪15‬‬

‫في األردن‪.‬‬

‫) المادة الثانية من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬تعبير مشروع الشراكة قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫‪16‬‬

‫في األردن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫إلى الدول على أنها المحفز والموجه وليس المنفذ‪.17‬‬

‫ولقد تضافرت عدة عوامل وأدت إلى بروز الحاجة للشراكة في اآلونة األخيرة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫البعد االقتصادي االجتماعي ‪ :‬يعكسه المجتمع ما بعد الصناعي‪ ،‬ومن أهم سمات هذا المجتمع‪،‬‬

‫التحول من الصناعة إلى اقتصاد الخدمات‪ ،‬ومركزية المؤسسات المعنية بالمعرفة النظرية وما‬

‫ينجم عنها من صياغة السياسات‪ ،‬والتطور في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وبروز ما يعرف برأس‬

‫المال الفكري الذي يقود تطور المجتمع اقتصادياً واجتماعياً‪.‬‬

‫البع‪..‬د الثق‪..‬افي ‪ :‬يعكس مفه وم م ا بع د الحداث ة التح والت في ه ذا البع د‪ ،‬وال تي اتس عت لتش مل‬

‫التنظيم ات القائم ة على التعددي ة‪ ،‬ويرك ز التنظيم م ا بع د الحداث ة على مفه وم الثقاف ة التنظيمي ة‪،‬‬

‫وباألخص كيفية تحول المنظمات نحو تبني الرؤى والثقافات المتعددة‪ ،‬وينطلق هذا التنظيم من‬

‫فرضية أن المنظمات ليست لها ثقافة موحدة‪ ،‬بل لها عدة ثقافات ذات توجهات متعددة‪.‬‬

‫البعد السياسي ‪ :‬المتمثل في بروز الحكومات الليبرالية الجديدة وما وجهته من انتقادات لدولة‬

‫الرفاهي ة‪ ،‬وس عي الحكوم ات الليبرالي ة الجدي دة إلى ض غط اإلنف اق‪ ،‬وتحمي ل ونق ل المس ؤوليات‬

‫السابقة لدولة الرفاهية إلى منظمات القطاع الخاص والمنظمات غير الهادفة للربح‪ ،‬بمعنى أن‬

‫يقتصر الدور األساسي للحكومة على وضع السياسات‪ ،‬بينما تكون عملية تقديم الخدمات منه‬

‫اختص اص المنظم ات خ ارج قط اع الدول ة‪ ،‬فلم يع د ينظ ر إلى الحكوم ات باعتباره ا الفاع ل‬

‫والمحرك األساس ي لعملي ة التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬ولكنها أص بحت الميسر والمسهل‬

‫للتنمية التي يقودها السوق‪.‬‬


‫) حنان راشد سالم البلوي‪ ،‬الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص كمدخل لتحسين الجودة في الخدمات الصحية‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫‪17‬‬

‫غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص‪.28‬‬

‫‪13‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ويستند هذا النهج الليبرالي الجديد إلى بعدين أساسين هما االقتصاد المؤسسي الجديد القائم على‬

‫المنافس ة وحري ة االختي ار‪ ،‬والث اني ه و اإلدارة االحترافي ة المبني ة على الخ برة وحري ة اإلدارة‪،‬‬

‫اإلدارة العامة الجديدة (‪ ،)NPM‬حيث تعد اإلدارة العامة الجديدة أحد االتجاهات التي ساعدت‬

‫في ب روز مفه وم الش راكة خاص ة الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص‪ ،‬حيث ش هدت ف ترة‬

‫السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي محاوالت عديدة للتغلب على مشكلة انخفاض‬

‫كفاءة أداء أجهزة اإلدارة العامة مقارنة بالقطاع الخاص‪ ،‬بل وتقوم اإلدارة العامة الجديدة على‬

‫افتراض مؤداه إمكانية نقل نمط إداري ومبادئ اقتصادات القطاع الخاص إلى القطاع العام‪.18‬‬

‫وبالتالي يمكن وضع مجموعة من النقاط الخاصة بأسباب الشراكة كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬التحوالت العالمية والدور الجديد للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬التحول نحو القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬عدم قدرة الحكومات على تحقيق التنمية المستدامة بمفردها‪.‬‬

‫‪ -‬التغير التقني واالقتصادي المتسارع أتاح الفرصة لتخفيض تكلفة المشروعات‪.‬‬

‫‪ -‬ضغوط المنافسة المتزايدة وانخفاض معدالت النمو‪.‬‬

‫‪ -‬محدودي ة الم وارد المالي ة والبش رية والتكنولوجي ة ل دى القط اع الع ام بس بب تع دد المج االت‬

‫والمشروعات التي ُيطلب تنفيذها‪ ،‬وتعمل الشراكة على تخفيف حدة المنافسة بين هذه المجاالت‬

‫من خال تبادل االلتزامات بين الشركاء‪.‬‬


‫) حنان راشد سالم البلوي‪ ،‬الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص كمدخل لتحسين الجودة في الخدمات الصحية‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫‪18‬‬

‫غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪14‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫‪ -‬تقليص م وارد التموي ل المخص ص ل برامج التنمي ة االجتماعي ة‪ ،‬ومطالب ة المواط نين بتحس ين‬

‫الخدمات المقدمة من المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة الفاعلية والكفاءة‪ ،‬من خالل االعتماد على ميزة المقارنة‪ ،‬وعلى تقسيم العمل العقالني‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد الشركاء المتعددين بحلول متكاملة تتطلبها طبيعة المشكالت ذات العالقة‪.‬‬

‫‪ -‬التوسع في اتخاذ القرار؛ خدمة للصالح العام‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق قيمة أعلى لألموال المستثمرة‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهداف الشراكة‪.‬‬

‫نص المشرع األردني في المادة الثالثة من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬على أهداف الشراكة‬

‫بأنها تهدف الشراكة بين القطاعين العام والخاص إلى المساهمة في ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إنش اء البني ة التحتي ة العام ة والمراف ق العام ة أو إع ادة تأهيله ا أو تش غيلها أو ص يانتها أو‬

‫إدارتها أو تطويرها‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقديم الخدمات العامة وتوفير تمويل للمشروعات الحكومية‪.‬‬

‫ت‪ -‬تنفيذ مشروعات الشراكة التي تحقق القيمة المضافة مقابل المال وجودة الخدمات‪.‬‬

‫ث‪ -‬االس تفادة من الخ برة والمعرف ة الفني ة والتقني ة الحديث ة ل دى القط اع الخ اص في إنش اء‬

‫المشروعات وإ دارتها‪.19‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫خصائص الشراكة‬

‫نس تعرض في ه ذا المبحث أهم س مات وأوص اف مش روعات الش راكة ال تي تم يز مش روعات‬
‫) المادة الثالثة من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪15‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الش راكة عن م ا ق د يش تبه به ا من المش روعات الش بيهة في الواق ع العملي‪ ،‬فم تى ت وفرت ه ذه‬

‫السمات أو أغلبها نستطيع أن نحكم بوجود مشروع شراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وقد‬

‫أفردنا لكل خاصية من هذه الخصائص فرعاً مستقالً‪ ،‬على النحو التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعدد األطراف المشتركة في عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫تتميز عقود الشراكة بين القط اعين الع ام والخاص بتعدد األطراف المش تركة في تنفي ذها‪ ،‬إلى‬

‫درج ة ق د ت ؤدي إلى تع ارض في مص الح ه ذه األط راف‪ ،‬األم ر ال ذي يجع ل من ه ذه العق ود‬

‫وس يلة للتوفي ق بين المص الح المتباين ة لألط راف المتعاق دة‪ ،‬فإض افةً إلى الجه ة الحكومي ة هن اك‬

‫شركة المشروع‪ ،‬ومستشار المشروع‪ ،‬واللجنة الفنية‪ ،‬حيث يهدف القطاع العام بالدرجة األولى‬

‫إلى تحقي ق الص الح الع ام‪ ،‬من خالل تق ديم أفض ل الخ دمات للجمه ور بأق ل التك اليف وبش كل‬

‫أيض ا إلى التخفي ف من األعب اء المالي ة المفروض ة على‬


‫مس تمر ومن دون انقط اع‪ ،‬كم ا يس عى ً‬

‫موازنته‪ ،‬عن طريق إنشاء وتشغيل المرافق العامة بتمويل من القطاع الخاص‪.‬‬

‫ويسعى كذلك إلى فرض أكبر قدر من الرقابة واإلشراف على شركة المشروع أثناء مراحله‬

‫المختلف ة‪ ،‬واس تعادة المش روع في أق رب وقت ممكن وبحال ة جي دة تقب ل االس تمرار في التش غيل‬

‫واإلنتاج‪.20‬‬

‫أما بالنسبة إلى شركة المشروع‪ ،‬فهي تسعى إلى تحقيق أكبر األرباح بأقل كلفة‪ ،‬مع احتفاظها‬

‫بسلطة اتخاذ القرارات المفصلية المتعلقة بإدارة وتشغيل المشروع وفق اً لآللية التي تشاء‪ ،‬كما‬

‫تس عى أيض اً إلى التخفي ف من المخ اطر ال تي تح ف مراح ل المش روع ق در اإلمك ان‪ ،‬من خالل‬

‫) أبو بكر أحمد عثمان النعيمي‪ ،‬األساليب الحديثة لمشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مرافق البنية التحتية‪ ،‬عقود البوت ‪BOT‬‬ ‫‪20‬‬

‫وعقود الشراكة دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬األردن‪ :‬دار ومكتبة حامد للنشر والتوزيع‪ ،2014 ،‬ص ‪.25-23‬‬

‫‪16‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫توزيعها على األطراف األخرى‪ ،‬كالمقاولين أو الموردين أو المشغلين‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تعدد مراحل عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وطبيعتها المركبة‪.‬‬

‫ابتداء من‬
‫ً‬ ‫ُيعد عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص من العقود المركبة متعددة المراحل‪،‬‬

‫وانتهاء بنقل الملكية‪ ،‬كما أن تنفيذ عقود‬


‫ً‬ ‫مرحلة التصميم‪ ،‬مروراً بمرحلتي التشييد والتشغيل‪،‬‬

‫الش راكة يحت اج إلى إب رام العدي د من العق ود‪ ،‬ففض الً عن االتف اق الم برم بين الجه ة الحكومي ة‬

‫وش ركة المش روع‪ ،‬يوج د العدي د من االتفاق ات األخ رى‪ ،‬ومنه ا االتف اق ال ذي تُبرم ه ش ركة‬

‫المشروع مع الجهات الممولة لتمويل تنفيذ المشروع وتشغيله‪ ،‬واالتفاقات التي تُبرمها شركة‬

‫زودون‬
‫المش روع م ع ش ركات المق اوالت ال تي ُيعه د إليه ا ببن اء المش روع‪ ،‬والم وردين ال ذين ي ِّ‬

‫المشروع بالمعدات والمواد الالزمة‪ ،‬وكثير من االتفاقات األخرى‪.‬‬

‫ونظ راً إلى تع دد مراح ل عق ود الش راكة وطبيعته ا المركب ة‪ ،‬ف إن ط ول م دة العق د ُيع د نتيج ة‬

‫منطقي ة ل ذلك‪ ،‬حيث ُيع د ال زمن أح د العناص ر األساس ية الس تكمال جمي ع مراح ل المش روع‬

‫اء بنق ل‬
‫موض وع العق د‪ ،‬ب دءاً من مرحل ة التص ميم‪ ،‬م روراً بمرحل تي التش ييد والتش غيل‪ ،‬وانته ً‬

‫الملكية‪.21‬‬

‫وق د نص المش رع األردني على م دة عق ود الش راكة باعتباره ا عق ود مح ددة الم دة بن اء على‬

‫تقرير الجدوى ومتطلبات كل مشروع على أن ال تتجاوز مدتها (‪ )35‬سنة‪.22‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ارتكاز عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص على مبدأ تقاسم المخاطر‪.‬‬

‫) كاميليا صالح الدين‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قانون األونسيترال النموذجي‬ ‫‪21‬‬

‫والتشريعات العربية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬ندوة اإلطار القانوني لعقود المشاركة بين القطاعين العام والخاص والتحكيم في منازعاتها‪،‬‬
‫مصر ‪ -‬شرم الشيخ‪ ،‬كانون أول‪ ،2011 ،‬ص ‪.141 - 140‬‬

‫‪ ) 22‬المادة ‪ 13‬من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ُيعد مبدأ تقاسم المخاطر حجر الزاوية في عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬حيث‬

‫يق وم ه ذا المب دأ على إيج اد آلي ة متكامل ة للت وازن العق دي‪ ،‬تق وم على تنظيم المخ اطر ال تي تم‬

‫تحدي دها وتحليله ا مس بقاً‪ ،‬وذل ك لغاي ات تجنبه ا أو التقلي ل من آثاره ا ال تي تنعكس س لباً على‬

‫أه داف العقد‪ ،‬وغايت ه األساس ية‪ ،‬ومحل ه‪ ،‬وكلفت ه‪ ،‬وجودت ه‪ ،‬وخصوص اً حين يتعلق األم ر بعقد‬

‫إداري محل ه أح د المرافق العام ة‪ ،‬وذل ك من خالل ت دوين ه ذه المخاطر ومعالجته ا في صورة‬

‫بنود عقدية للحصول على أعلى درجة ممكنة من االستقرار والثبات العقدي‪.23‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬تعدد ميادين ومجاالت تطبيق عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫يمكن تنفي ذ ص ور مختلف ة من المش اريع من خالل اتب اع نظ ام الش راكة بين القط اعين الع ام‬

‫والخاص‪ ،‬فجميع القطاعات االقتصادية محالً لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪،‬‬

‫فيمكن تنفيذ مشاريع البنية التحتية كالمطارات‪ ،‬والطرق‪ ،‬والجسور‪ ،‬ومحطات توليد الكهرباء‪،‬‬

‫وغيره ا من مراف ق البني ة التحتي ة‪ ،‬حيث يمكن اللج وء إلى الش راكة في تنفي ذ مش اريع أخ رى‬

‫كبن اء المجمع ات الص ناعية‪ ،‬والمراك ز التجاري ة والخدمي ة‪ ،‬ومواق ف الس يارات‪ ،‬وغيره ا من‬

‫المشاريع التي ال تُ ِّ‬


‫شكل بالضرورة مرافق بنية أساسية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫صور مشروع الشراكة‬

‫يمكن تقس يم ص ور مش روع الش راكة بين القط اع الع ام والخ اص حس ب م ا وردت في التش ريع‬

‫المقارن والفقه وفق اعتبارات عدة‪ ،‬منها تقسيم مشروعات الشراكة من حيث مصدر حصول‬

‫القطاع الخاص على المقابل‪ ،‬ومن حيث نوع البنية التحتية محل المشروع‪ ،‬ومن حيث وظيفة‬

‫) كاميليا صالح الدين‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قانون األونسيترال النموذجي‬ ‫‪23‬‬

‫والتشريعات العربية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬ندوة اإلطار القانوني لعقود المشاركة بين القطاعين العام والخاص والتحكيم في منازعاتها‪،‬‬
‫مصر ‪ -‬شرم الشيخ‪ ،‬كانون أول‪ ،2011 ،‬ص‪.142-141‬‬

‫‪18‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫القطاع الخاص‪ ،‬وأفردنا لكل تقسيم فرعا مستقالً‪.24‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشراكة من حيث مصدر حصول القطاع الخاص على المقابل‪.‬‬

‫يمكن تقس يم مش روعات الش راكة من حيث مص در حص ول القط اع الخ اص على مقاب ل القي ام‬

‫باألعمال الموكلة إليه إلى‪:25‬‬

‫أوالً‪ -‬مشروعات تمول بالكامل ذاتياً‪ ،‬أو بمعنى آخر من جمهور المنتفعين‪:‬‬

‫كرسوم الجسور والطرق التي يتم تحصيلها من السيارات العابرة عليها‪ ،‬فهي تمول بالكامل من‬

‫المنتفعين‪ ،‬ويفترض أن هذه الرسوم كافية لتمويل القطاع الخاص لتنفيذ المشروع وصيانته ثم‬

‫تحصيل أرباحه‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬مشروعات تمول جزئياً من الحكومة‪:‬‬

‫ويتحقق ذلك في مجاالت الخدمات التي يتم فيها تحديد رسوم االستخدام لجمهور المنتفعين عند‬

‫مس تويات ال تكفي لت أمين مس توى الم دفوعات المطلوب ة لتنفي ذ وتش غيل المش روع على النح و‬

‫المرضي‪ ،26‬وبالتالي تتولى الحكومة في مثل هذه الحاالت استكمال رسوم االستخدام من خالل‬

‫تقديم دعم من جانب السلطة العامة‪ ،‬وقد يكون هذا الدعم مستحق فقط لفئة معينة من األفراد‬

‫كمحدودي الدخل أو المواطنين ونحو ذلك‪( ،‬كمحطات الطاقة الكهربائية)‪.27‬‬

‫) وهناك عدة تقسيمات أخرى كتقسيم المشروعات على أساس ملكية أصول المشروع ولكن نكتفي بهذه التقسيمات لالختصار‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫) أحمد سيد محمود‪ ،‬التحكيم في عقود الشراكة‪ ،‬دار نصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪25‬‬

‫) ويرجع السبب في تحديد رسوم االستخدام عند هذه المستويات المتدنية نتيجة ألسباب سياسية أو اجتماعية مرتبطة بدخل الفرد‬ ‫‪26‬‬

‫والمستوى االقتصادي العام للدولة‪.‬‬

‫) المشروع من جمهور المنتفعين‪ ،‬ولكن في حالة لم يتحقق اإلقبال على الخدمة بالدرجة المتوقعة ما سيؤثر بطبيعة الحال على‬ ‫‪27‬‬

‫إيرادات المشروع‪ ،‬فيتكفل القطاع العام حينها فقط بتكملة النقص وتلبية الفارق بين إيرادات المشروع الفعلية والتي كانت متوقعة عند‬
‫إبرام العقد كي يحقق القطاع الخاص أرباحه العادلة دون نقص‪ ،‬كما تندرج تحت هذه الصورة حالة أخرى‪ ،‬وهي تلك المشروعات‬
‫ال تي تل تزم الحكوم ة فيه ا ب دفع مبل غ معين ث ابت بغض النظ ر عن مس تويات اإلقب ال على الخدم ة‪ ،‬بحيث يك ون لش ركة المش روع أن‬

‫‪19‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ثالثاً‪ -‬مشاريع تمول كلياً من الحكومة ‪:‬‬

‫المشاريع التي ال يمكن فرض رسوم استخدام عليها أو أن يكون فرض الرسوم على المنتفعين‬

‫غ ير مقب ول عملي اً وسياس ياً‪ ،‬وبالت الي تت ولى الحكوم ات في الغ الب تموي ل ه ذه المش روعات‬

‫بالكامل‪ ،‬مثل مشاريع المستشفيات والسجون والمحاكم‪ ،‬والشرطة والجيش‪ ،‬و محطات إطفاء‬

‫الحريق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشراكة من حيث طريقة حساب المقابل الذي سيحصل عليه القطاع الخاص‪.28‬‬

‫ويمكن تقسيم هذه المشروعات إلى‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬مش‪..‬روعات يحص‪..‬ل فيه‪..‬ا القط‪..‬اع الخ‪..‬اص على إي‪..‬ردات المش‪..‬روع بحس‪..‬ب درج‪..‬ة اإلقب‪..‬ال‬

‫على الخدمة من جمهور المنتفعين ‪:‬‬

‫مثال‪ :‬رسوم الجسور والطرق‪ ،‬فيحصل القطاع الخاص كمشغل للمشروع على مبلغ معين عن‬

‫كل مرور على الطريق أو الجسر‪ ،‬أو أن يحصل القطاع الخاص على مبلغ ما عن كل طالب‬

‫في حال ة ك ان المش روع مدرس ة‪ ،‬أو عن ك ل م ريض في حال ة ك ان المش روع مستش فى‪ ،‬وذل ك‬

‫بغض النظ ر عن مص در المقاب ل فق د يك ون المنتف ع ه و من ي دفع المقاب ل وق د يك ون مص در‬

‫التمويل هو الحكومة كلياً أو جزئياً كما بينا في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬مشروعات يحصل فيها القطاع الخاص على مقابل محدد بحسب مدى توافر الخدمة‬

‫للمنتفعين وبغض النظر عن درجة اإلقبال عليها‪:‬‬

‫حيث يستحق القطاع الخاص األجر المتفق عليه في العقد في حالة تم توفير الخدمة طوال فترة‬

‫تقتضي أرباحها من المبلغ الذي التزمت به الحكومة‪ ،‬ومن ما يدره المشروع من عوائد مصدرها جمهور المنتفعين‪.‬‬

‫) ونجد النص على هذا التقسيم في المادة ‪ 27‬من الالئحة التنفيذية لقانون الشراكة الكويتي‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪20‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المشروع حتى ولو لم يكن هناك أي إقبال على الخدمة من جمهور المنتفعين‪.‬‬

‫مثال ذلك ‪ :‬المدرسة‪ ،‬حيث قد يتولى القطاع الخاص مهام تشغيل المدرسة ويستحق بذلك أجره‬

‫طالما كانت المدرسة متاحة بمستويات الجودة المتفق عليها‪ ،‬وإ ن لم يكن هناك إقبال من الطلبة‬

‫على المدرسة‪.‬‬

‫ومث ‪..‬ال ‪ : 2‬أيض ا مش روعات المستش فيات‪ ،‬حيث ق د يت ولى القط اع الخ اص مهم ة تجه يز‬

‫المستش فى وتش غيله ويس تحق أج ره المتف ق علي ه في العق د وإ ن لم يكن هن اك ع دد كب ير من‬

‫المرضى‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬مشروعات تتم المزج فيها بين الطريقتين ‪:‬‬

‫يحصل في هذه الطريقة القطاع الخاص على مبلغ معين بحسب مدى توافر الخدمة للمنتفعين‬

‫وبغض النظر عن درجة اإلقبال عليها‪ ،‬وفي نفس الوقت يكون للقطاع الخاص تحصيل إيردات‬

‫المشروع من جمهور المنتفعين‪.‬‬

‫ويجدر باإلشارة أن األمثلة المطروحة في الصور الواردة أعاله قد تختلف في كل بلد بحسب‬

‫عوام ل كث يرة مرتبط ة بالوض ع السياس ي واالقتص ادي واالجتم اعي لك ل دول ة‪ ،‬ولكن بش كل‬

‫أساس ي حس ب م ا يس مح ب ه نظ ام ه ذه الدول ة من تف ويض مه ام الحكوم ة إلى ع اتق القط اع‬

‫الخاص‪.29‬‬

‫) إذ هناك بعض الدول التي يلزم نظامها أن تقوم الحكومة بمهام أساسية وال يجوز لها التفويض فيها‪ ،‬ودرجات التفويض تختلف‬ ‫‪29‬‬

‫من دول ة إلى أخ رى‪ ،‬إذ يحكم ه ذه المس ألة ع دة اعتب ارات كالنظ ام الدس توري المتب ع فهي في النظ ام البرلم اني غيره ا في النظ ام‬
‫الرئاسي‪ ،‬وأيضا تختلف على اعتبار الجو والمناخ التشريعي السائد سواء االتيني او االنجلوسكسوني‪ ،‬أو اإلطار القانوني الذي يتم‬
‫من خالل ه اس تغالل الق درات والم وارد االقتص ادية والطبيعي ة والبش رية‪ ،‬وك ذلك على م دى موائم ة إدارة المرف ق به ذه الطريق ة دون‬
‫غيرها من الطرق بالنظر إلى طبيعة المرفق‪ ،‬انظر‪ :‬رئيف خوري ‪،‬عقود البي او تي وعقود الخصخصة في القانون المقارن‪ ،‬دار‬
‫صادر للمنشورات الحقوقية‪ ،‬ص ‪. 4‬‬

‫‪21‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الخالصة إذن أن جميع هذه الصور داخلة في مفهوم مشروعات الشراكة بين القطاعين العام‬

‫والخاص‪ ،‬مع اختالف التكييف القانوني للعقد الحاكم في كل واحدة منها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيم مشروعات الشراكة من حيث نوع البنية التحتية محل المشروع‪.30‬‬

‫تقسم مشروعات الشراكة من حيث نوع البنية التحتية محل المشروع إلى ‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬مشروعات متعلقة ببنية تحتية قائمة‪:‬‬

‫وهي المشروعات التي يوكل فيها إلى القطاع الخاص بمهام تطوير وتحسين وإ دارة عقارات‬

‫قائمة فعلياً‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬مشروعات متعلقة ببنية تحتية جديدة‪:‬‬

‫وهي المش روعات ال تي يوك ل فيه ا إلى ع اتق القط اع الخ اص بالقي ام بمه ام التموي ل والبن اء‬

‫واإلدارة لمبان جديدة تختلف بحسب المشروع‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬مشروعات غير مرتبطة ببنية تحتية‪:‬‬

‫هي مش روعات متعلق ة بمرف ق ليس ل ه طبيع ة عقاري ة‪ ،‬أو ال تتطلب طبيع ة المرف ق أن يج ري‬

‫العمل على عقار الدولة‪ ،‬كمرفق جمع النفايات أو إطفاء الحرائق‪.31‬‬


‫وذكرت أحكام االونيسترال التشريعية النموذجية آنفة الذكر في توصيتها الرابعة‪" :‬ينبغي أن يحدد القانون قطاعات أو أنواع البنية‬
‫التحتية التي يجوز منح االمتيازات بخصوصها" ثم ت ذكر في التوصية الخامس ة‪ ":‬ينبغي أن يحدد القانون المدى الذي من الجائز أن‬
‫يتسع إليه االمتياز ليشمل كامل المنطقة الخاضعة لنطاق والية السلطة المتعاقدة المعنية أو القسم الفرعي الجغرافي منها"‪.‬‬

‫) دليل البنك الدولي‪ ،‬دليل البنك الدولي لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص ‪-6‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪.8‬‬

‫) ويستدل على وجود هذا التقسيم بالنظر إلى نصوص تعريفات الشراكة ‪ ،‬حيث نص في التشريع المصري على أن "تطوير‬ ‫‪31‬‬

‫المرف ق" ق د يك ون من أعم ال الش راكة‪ ،‬وال يتص ور التط وير إال على بني ة تحتي ة قائم ة فعال‪ ،‬وك ذلك نص المش رع الكوي تي على أن‬
‫"تحسين خدمة عامة قائمة أو تطويرها أو خفض تكاليفها أو رفع كفاءتها" داخل في مفهوم الشراكة في التشريع الكويتي‪ .‬كما جاء في‬
‫أحكام االونيسترال التشريعية النموذجية بشان مشاريع البنية التحتية الممولة من القطاع الخاص في توصيته الثالثة‪ " :‬يجوز أن تشمل‬

‫‪22‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الشراكة من حيث وظيفة القطاع الخاص‪.‬‬

‫وفيم ا يلي أهم ص ور وظ ائف القط اع الخ اص في مش روعات الش راكة‪ ،‬حيث يش ير اس م العق د‬

‫إلى المهام الموكلة إلى القطاع الخاص‪ ،‬وذلك بغض النظر عن مصدر المقابل في هذه العقود‬

‫أو نوع األصول‪:32‬‬

‫أوالً‪ -‬مشروعات التصميم والتنفيذ‪/‬البناء والتمويل والتشغيل والصيانة‪:33‬‬

‫في هذا النوع يتولى القطاع الخاص مهمة تصميم المشروع وفق اً لالحتياجات والمتطلبات التي‬

‫يتف ق م ع القط اع الع ام عليه ا‪ ،‬وبع د ص دور الموافق ة على التص ميم يباش ر القط اع الع ام مهم ة‬

‫البناء‪ ،‬وفي كال المهمتين يأخ ذ القطاع الع ام بعين االعتب ار أنه سيتولى بع د ذلك مهمة تشغيل‬

‫وص يانة المب نى أو ص يانته على األق ل‪ ،‬وبالت الي يجب علي ه أن يص مم ويش يد المرف ق بطريق ة‬

‫يسهل معها تشغيله وصيانته‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬مشروعات التصميم والتنفيذ والتمويل والتشغيل‪:‬‬

‫يتطابق هذا العقد مع ما سبقه غير أن الصيانة خارجة عن محل العقد‪.‬‬

‫مشاريع البنية التحتية الممولة من القطاع الخاص امتيازات لتشييد وتشغيل مرافق وشبكات تحتية جديدة أو صيانة مرافق وشبكات‬
‫بنية تحتية قائمة وتحديثها وتوسيعها وتشغيلها‪ .‬انظر‪ :‬أحكام األونيسترال التشريعية النموذجية بشأن مشاريع النبية التحتية الممولة‬
‫من القطاع الخاص‪.‬‬

‫وعادة ما تلجأ الحكومة إلى تفويض القطاع الخاص بمهمة تطوير المنشأة القائمة بهدف تزويدها بأساليب إدارة موجودة فقط لدى‬
‫القطاع الخاص أو تدعيم المرفق بالتكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬ويتم االتفاق غالبا على التزام شركة المشروع بتدريب عدد كاف من العاملين‬
‫الت ابعين للجه ة اإلداري ة المتعاق دة على آخ ر التط ورات وأس اليب اإلدارة الحديث ة لكي يتس نى للجه ة المتعاق دة االس تفادة من ه ذه‬
‫التكنولوجيا أو هذه األساليب بعد انتهاء فترة العقد‪ .‬انظر‪ :‬شامل العزاوي‪ ،‬التزامات المتعاقد في عقود التشييد ونقل الملكية‪ ،‬المركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2016‬ص ‪.36‬‬

‫) سعد الذيابي‪ ،‬التحكيم في عقود اإلنشاءات الدولية (البوت)‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر السنوي التاسع عشر لمركز التحكيم التجاري‬ ‫‪32‬‬

‫بدول مجلس التعاون الخليجي حول "التحكيم في عقود النفط واإلنشاءات الدولية‪ ،‬عمان‪ ،2014 ،‬ص‪.9‬‬

‫) يعرف كذلك بعقد البوت ‪ BOT‬اختصارا لـ ‪.BUILD ,OPRATE, TRANSFER‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪23‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ثالثاً‪ -‬مشروعات التطوير‪/‬التجديد والتشغيل‪:‬‬

‫يتطابق هذا العقد مع العقدين السابقين غير أن الحديث هنا عن تطوير وتحديث مرفق قائم فعلياً‬

‫بدل تشييده‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬مشروعات الصيانة والتشغيل‪:34‬‬

‫في ه ذا العق د تقتص ر مهم ة القط اع الخ اص على مه ام الص يانة والتش غيل ط وال الم دة المتف ق‬

‫عليها في العقد‪ ،‬دون أن يكون له دور في مرحلتي التصميم والبناء أو التطوير‪.35‬‬

‫الخالص ة إن ه ذه التقس يمات توض ح أن مش روعات الش راكة هي مش روعات ق د تأخ ذ ص وراً‬

‫عديدة‪ ،‬وأن إلتزامات األطراف فيها تختلف في كل مشروع‪ ،‬األمر الذي سينعكس بالضرورة‬

‫على العق ود الحاكم ة لك ل مش روع وبطبيع ة الح ال على التك ييف الق انوني للعق د الح اكم لك ل‬

‫مشروع‪ ،‬فليس هناك صورة واحدة لعقد مشروعات الشراكة بل هناك طائفة من العقود تخدم‬

‫كل مشروع بحسب طبيعته‪.‬‬

‫) وتعرف كذلك بمشروعات اإلدارة‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫) وهذا سينعكس بطبيعة الحال على مسؤولية القطاع الخاص عن التقصير في المهام الموكلة إليه‪ ،‬حيث يفترض أن ال يتحمل‬ ‫‪35‬‬

‫القط اع الخ اص أي تقص ير ن اتج عن خل ل في تص ميم أو بن اء المرف ق ولم يظه ر أث ره إال عن د تش غيل المرف ق‪ ،‬وبالت الي يك ون على‬
‫عاتق المحكمة أن تتحرى هذا الجانب عند تقدير مسؤولية القطاع الخاص عن أعماله‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المبحث الثاني‬

‫التكييف القانوني للشراكة بين القطاع العام والخاص‬

‫يعت بر س ؤال التك ييف الق انوني لعق د مش روع الش راكة لب ه ذا البحث وغايت ه و أهم م ا في ه‪ ،‬إذ‬

‫تقسم العقود في الفقه القانوني ‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث اشتراط شكل معين فيها إلى (عقود رضائية وعقود شكلية)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث تفرد المشرع بتنظيمها إلى (عقود مسماة وغير مسماة)‪.36‬‬

‫‪ -‬ومن حيث آثارها إلى (عقود ملزمة لجانب واحد وعقود ملزمة لجانبين)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث المقابل فهي (عقود تبرع و معاوضة)‪.‬‬

‫‪ -‬ثم هناك تقسيمها من حيث تنفيذها إلى (عقود فورية التنفيذ وعقود مستمرة التنفيذ)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث طبيعتها إلى (عقود احتمالية وعقود محددة)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث حرية األطراف في مناقشتها إلى (عقود مفاوضة وعقود إذعان)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث بنائها إلى (عقود مركبة وعقود بسيطة)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث تمتع العقد باستقالليته أو تبعيته إلى (عقود أصلية وعقود تبعية)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن حيث أشخاص العقد وحدود سلطاتهم إلى (عقود مدنية وتجارية وإ دارية)‪.‬‬

‫وغني عن الذكر أن تحديد التكييف القانوني لعقود مشروعات الشراكة من خالل األوجه آنفة‬

‫) وفي حالة كانت مسماة فتكيف بحسب العقود التي نظمها المشرع في تشريعه المدني بصفة خاصة‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪25‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫البيان خطوة أساسية لتحديد المنظومة القانونية الحاكمة لمشروع الشراكة‪ ،‬وذلك حتى يتمكن‬

‫المشتغل بالعقد من تحديد األحكام الناظمة له فعليه أوالً تكييف العقد من هذه األوجه تحديداً ‪.37‬‬

‫وب النظر إلى ماهي ة عقود مش روعات الش راكة‪ ،‬يمكنن ا أن نس لم دونما حاج ة إلى إطال ة النق اش‬

‫ب أن عق د مش روع الش راكة ه و من العق ود الملزم ة لج انبين‪ ،38‬وعق ود المعاوض ة‪ ،39‬العق ود‬

‫مستمرة التنفيذ‪ ،40‬ومن عقود المفاوضة‪ ،‬ومن العقود األصلية‪.41‬‬

‫يبقى إذن أن نح دد التك ييف الق انوني للعق د من حيث كون ه من العق ود المح ددة أو االحتمالي ة‪،‬‬

‫ومن حيث كون ه من عق ود الق انون الع ام أو الخ اص‪ ،‬فاس تقراء العق د الح اكم لمش روع الش راكة‬

‫يظه ر غموض اً وحاج ة إلى استيض اح مص ير عق د الش راكة من حيث ه ذه التكييف ات تحدي داً‪،‬‬

‫وبالتالي أفردنا لدراسة هذه التكييفات ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫) وتجدر اإلشارة بأن على القاضي الناظر في موضوع النزاع أن ال يتقيد بالتسمية التي أطلقها المتعاقدان على اتفاقهما‪ ،‬حيث له‬ ‫‪37‬‬

‫سلطة تقديرية في تحديد العقد فيما إذا كان مسمى أو غير مسمى أو بسيط أو مركب وغير ذلك‪ ،‬وذلك باستقراء ما يراه في بنود‬
‫العقد والتزامات األطرف وحقوقهم‪.‬‬
‫) حيث يرتب عقد الشراكة في جميع صوره التزامات على طرفي العقد‪ ،‬وتتراوح هذه االلتزامات بين االلتزام بالقيام بعمل‪،‬‬ ‫‪38‬‬

‫وااللتزام بنقل حق عيني أو نقدي بحسب صورة العقد‪.‬‬


‫) فال يلجأ إلى الشراكة أبدا على سبيل التبرع‪ ،‬حيث ال حظنا في جميع صور الشراكة أن القطاع الخاص سيستحق مقابالً عن‬ ‫‪39‬‬

‫التزامه الرئيسي والمتمثل بالتزامه بالقيام بعمل‪ ،‬وليس هناك صورة للشراكة يقوم بها القطاع الخاص باألعمال على سبيل التبرع‪.‬‬
‫) الحظنا أن عقد الشراكة من العقود طويلة المدة‪ ،‬كما الحظنا أن أحد األعمال األساسية الموكلة إلى القطاع الخاص بمقتضى‬ ‫‪40‬‬

‫عقد الشراكة هو التشغيل والصيانة‪ ،‬وهذه األعمال بطبيعتها مستمرة التنفيذ طوال مدة العقد‪ ،‬فإذا قصر القطاع الخاص في مستوى‬
‫جودة األعمال في أي وقت على طول مدة المشروع لم يستحق األجر المتفق عليه‪.‬‬
‫) فعقد الشراكة عقد مقصود بذاته له ذاتية مستقلة‪ ،‬فهو غير مشروط أو مرتبط بعقد آخر ‪،‬وليس تابعا إلى عقد آخر كعقد الرهن‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪26‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المطلب األول‬

‫عقد الشراكة من العقود المحددة‬

‫يقسم الفقه العقود من حيث طبيعتها إلى عقود احتمالية وعقود محددة‪.‬‬

‫ويقصد بالعق‪..‬د المح‪..‬دد‪ :‬العق د ال ذي يعلم في ه ك ل من المتعاق دين وقت إب رام العق د الق در ال ذي‬

‫سيأخذ والقدر الذي سيعطي‪ ،42‬أي أن التزامات األطراف في هذا العقد محققة الوجود ومحددة‬

‫المقدار‪ ،43‬ومثاله (عقد البيع)‪.‬‬

‫أم ا العق‪..‬د االحتم‪..‬الي ‪ :‬فه و العق د ال ذي ال يس تطيع في ه ك ل من المتعاق دين أن يح دد وقت إب رام‬

‫العق د الق در ال ذي س يأخذه والق در ال ذي س يعطيه‪ ،‬وليس من س بيل لتحدي د ذل ك إال في المس تقبل‬

‫تبعا لحدوث أمر غير محقق الحصول أو غير معروف وقت حصوله‪ ،‬ومثاله (عقد التأمين)‪.44‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األثر المترتب على اعتبار العقد احتمالي أو محدد‪.‬‬

‫بطالن العق د في حال ة م ا ت بين أن عنص ر االحتم ال غ ير موج ود في الواق ع‪ ،‬وإ ن حس به‬ ‫‪-1‬‬

‫المتعاقدان موجوداً‪.45‬‬

‫ع دم ج واز طلب تط بيق أحك ام الغبن‪ ،‬على ه ذا الن وع من العق ود بخالف العق ود المح ددة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫) عبدالرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪42‬‬

‫) جابر محجوب علي‪ ،‬النظرية العام لاللتزام‪ ،‬الجزء االول‪ :‬مصادر االلتزام في القانون القطري‪ ،‬جامعة قطر‪ ،2016 ،‬ص‬ ‫‪43‬‬

‫‪.58‬‬
‫) إذ ان التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين معلق على شرط واقف هو وقوع الخطر المؤمن منه‪ ،‬ووقوع هذا الخطر أمر غير‬ ‫‪44‬‬

‫محقق الوقوع‪ ،‬وطالما لم يقع الخطر فسيظل المؤمن له يدفع أقساط التأمين‪ ،‬فهو يجهل وقت إبرام العقد مقدار ما سيعطي‪ ،‬كما يجهل‬
‫هو والمؤمن مقدار مبلغ التأمين وما إذا كان سيحصل عليه أصال ومتى سيحصل عليه‪.‬‬
‫) عبدالرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.165‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪27‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ذل ك أن ه في العق ود المح ددة يمكن بس هولة رف ع اختالف التع ادل بين التزام ات األط راف‬

‫كونها معروفة ومحددة وقت إبرام العقد‪ ،‬أما في العقود االحتمالية فاحتمال الربح والخسارة‬

‫ه و عنص ر أساس ي في ه ذه العق ود‪ ،‬فمن يلج أ إلى ه ذا الن وع من العق ود يص نف على ان ه‬

‫"مضارب" ويجب أن يتحمل نتيجة مضاربته‪.‬‬

‫غير أن بعض الفقه‪ ،46‬يرى أن أحكام الغبن يمكن أن تطبق في العقود االحتمالية كما في‬

‫العق ود المح ددة‪ ،‬فحين يك ون معي ار التق دير في العق ود المح ددة ه و اختالل التع ادل بين‬

‫األداءات المتقابل ة‪ ،‬يك ون معي ار التق دير في العق ود االحتمالي ة ه و اختالل التع ادل بين‬

‫احتمال الكسب والخسارة‪ ،‬فإذا تفاوت هذا االحتمال تفاوت اً شديداً جاز ألحد طرفي العقد‬

‫طلب رفع الغبن عنه‪.‬‬

‫يذهب بعض الفقه إلى عدم جواز تطبيق نظرية الظروف الطارئة على العقود االحتمالية‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫بخالف األص ل المق رر في العق ود عموم اً‪ ،‬غ ير أن فريق ا آخ ر في الفق ه ي رى ب أن تف اوت‬

‫احتمالي الربح والخسارة بسبب ظرف طارئ ينبغي أن يفسح المجال لتطبيق حكم نظرية‬

‫الظروف الطارئة على العقد االحتمالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مدى كون عقد الشراكة عقد احتمالي أو محدد‪.‬‬

‫بعد أن بينا المقصود بالعقد االحتمالي والمحدد واآلثار التي تترتب على اعتبار العقد احتمالي اً‪،‬‬

‫بقي أن نبين ما إذا كان العقد محل الدراسة هو عقد احتمالي أم ال‪ ،‬وبما أن تكييف العقد من‬

‫) محمود جمال الدين زكي في الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات في القانون المدني المصري الجزء األول في مصادر‬ ‫‪46‬‬

‫االلتزام‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1976‬ص ‪.58‬‬

‫‪28‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫جه ة كون ه احتمالي اً أو مح دداً يعتم د بالدرج ة األولى على اس تقراء مح ل ال تزام ط رفي العق د‪،‬‬

‫وبما أن محل أطراف العقد في مشروعات الشراكة يختلف في كل صورة من صور الشراكة‪،‬‬

‫فينبغي أن نستعرض محل العقد في كل صورة من صور الشراكة لتحديد مدى كونه احتمالي اً‬

‫أو محدداً‪.‬‬

‫و بالتأمل يظهر أن التزام القطاع الخاص في هذه المشروعات في جميع صورها محله "القيام‬

‫بعم ل"‪ ،‬كم ا أن مه ام القط اع الخ اص ق د تتف اوت في ك ل مش روع‪ ،‬غ ير أنه ا دائ رة بين خمس ة‬

‫مهام أساسية هي (التصميم والتنفيذ والتشغيل والتمويل والصيانة)‪ ،‬وجميع هذه المهام إنما هي‬

‫داخلة في اصطالح القانون تحت مظلة "القيام بعمل"‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى محل التزام القطاع العام (الجهة الحكومية)‪ ،‬فهو يتراوح بين ما يلي‪:‬‬

‫الترخيص للقطاع الخاص باستغالل المرفق على النحو المحدد في العقد‪ ،‬حتى يتمكن هذا‬ ‫‪-1‬‬

‫األخير من استيفاء أرباحه من جمهور المنتفعين بالمرفق سواء كانوا من القطاع العام أو‬

‫من القطاع الخاص‪.‬‬

‫مب الغ مالي ة يق دمها القط اع الع ام للقط اع الخ اص بحس ب ال دفعات المتف ق عليه ا في العق د‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وفي الحالتين يكون أداء القطاع العام اللتزامه مشروطاً بالتزام القطاع الخاص بمستويات‬

‫الجودة المتفق عليها في العقد‪.‬‬

‫وال يثور النزاع حول تكييف التزام القطاع العام من حيث كونه محدداً أو احتمالي اً في الحالة‬

‫الثانية‪ ،‬حيث يتفق الطرفان منذ البداية على أن يقدم القطاع العام دفعات مالية محددة المقدار‬

‫في المواعي د المتف ق عليه ا طالم ا حق ق القط اع الخ اص مس تويات الج ودة واألداء المتف ق عليه ا‬

‫ط وال ف ترة التعاق د‪ ،‬وبالت الي يك ون ال تزام القط اع الع ام وبالتبعي ة العق د الم برم في ه ذه الحال ة‬

‫‪29‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫محدداً‪.‬‬

‫أم ا ل و ك ان مح ل ال تزام القط اع الع ام ه و ال ترخيص للقط اع الخ اص باس تغالل المش روع‬

‫وتحصيل أرباحه من خالل ما يدره المشروع من موارد مالية مفروضة على المستفيدين من‬

‫المش روع (ك المرور على الجس ر أو الش ارع)‪ ،‬أو (اس تهالك الكهرب اء والم اء)‪ ،‬وحيث أن‬

‫إيرادات المشروع إنما هي إيرادات مظنونة الحصول وغير معلومة المقدار تحديداً وقت إبرام‬

‫العقد بل يحددها القطاع الخاص ظناً منه بأنه سيحصل على ما يغطي المشروع من تكاليف مع‬

‫ربح زائد ولكن ال يدري على وجه اليقين هل يتحقق أمله أم ال‪ ،‬فقد يثور هنا سؤال كون محل‬

‫التزام القطاع العام في هذه الحالة احتمالياً حسب المفهوم آنف الذكر‪.‬‬

‫غ ير أن ه ذا االس تنتاج م ردود‪ ،‬ذل ك أن مح ل ال تزام القط اع الع ام ليس تل ك الم وارد المالي ة‬

‫المظنون ة وإ نم ا هي ح ق االنتف اع بالمش روع‪ ،47‬وح ق االنتف اع ه و ح ق عي ني مس تقل ل ه قيم ة‬

‫مح ددة‪ ،‬ويص لح أن يك ون محالً للملكي ة ويكف ل للمنتف ع بالش يء أن يس تعمله وأن يس تغله ب أن‬

‫يستفيد من ثماره بنسبة مدة انتفاعه‪ ،48‬وهي في حالتنا هذه تلك الموارد المالية التي قد يدرها‬

‫المشروع‪ ،‬فهذه الموارد المظنونة هي ثمار االنتفاع وليست حق االنتفاع ذاته‪ ،‬فملكية القطاع‬

‫الخاص ليست ملكية على الموارد المالية المظنونة بل هي ملكية على حق االنتفاع الذي يكفل‬

‫ل ه الحص ول على الم وارد المالي ة بحس ب م ا ي دره المش روع‪ ،‬وهن اك ف رق واض ح بين ح ق‬

‫االنتفاع وثمار االنتفاع‪.‬‬

‫وبناء عليه‪ ،‬يكون محل التزام القطاع العام في هذه الحالة أيضا محدداً ال احتمالي اً‪ ،‬حيث يعلم‬

‫) محمد تقي العثماني‪ ،‬عقود البناء والتشغيل ونقل الملكية من الناحية الشرعية‪ ،‬من بحوث في قضايا فقهية معاصرة نشرتها‬ ‫‪47‬‬

‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في قطر‪ ، 2013 ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫) نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ، 2012 ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪30‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الطرفان وقت إبرام العقد مقدار ما سيقدمه القطاع العام حق االنتفاع لفترة زمنية محددة‪ ،‬وهذا‬

‫المح ل وإ ن ك ان غ ير موج ود وقت إب رام العق د إال أن ه محق ق الوج ود في المس تقبل ومح دد‬

‫المقدار‪.‬‬

‫إذن نخلص من ما تقدم أن العقود الحاكمة لمشروعات الشراكة هي في جميع صورها عقود‬

‫محددة‪ ،‬وبالتالي ال يطبق عليها أي من آثار العقود االحتمالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫عقد الشراكة من عقود القانون الخاص‬

‫يع رف العق د االداري بان ه ( العق د الذي يك ون أح د أطراف ه االدارة العام ة ممثل ة في اشخاص ها‬

‫المعنوي ة أو أجهزته ا اإلداري ة باعتباره ا س لطة رس مية عام ة‪ ،‬ويه دف الى تس يير مرف ق ع ام‬

‫بانتظام واطراد لتحقيق مصلحة عامة ويرتكز على اساليب ووسائل القانون العام وما تتضمنه‬

‫هذه االساليب والوسائل من إجراءات وشروط غير مألوفة في عقود القانون الخاص)‪.49‬‬

‫وبناء على ما سبق من تعريف للعقد اإلداري‪ ،‬فإن العقد االداري ال بد من توافر ثالثة أركان‬

‫أساسية كما يأتي‪:‬‬

‫أن تك ون اإلدارة أو أح د أش خاص الق انون الع ام طرف اً في العق د‪ ،‬ممثل ة بأح د أشخاص ها‬ ‫‪-1‬‬

‫المعنوية أو أجهزتها اإلدارية باعتبارها سلطة عامة‪.50‬‬

‫أن يك ون العق د متص الً بمرف ق ع ام‪ ،‬بحيث يه دف ه ذا العق د إلى تس يير ه ذا المرف ق الع ام‬ ‫‪-2‬‬

‫بانتظام واطراد تحقيقاً للصالح العام‪.51‬‬

‫) د‪ .‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1948 ،4‬ص‪.32‬‬ ‫‪49‬‬

‫) د احمد خورشيد حميدي المفرجي‪ ،‬سلطة االدارة في سحب العمل في عقود االشغال العامة دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬ ‫‪50‬‬

‫ماجستير ‪،‬جامعة بغداد‪ ، 1989 ،‬ص ‪.11‬‬


‫) د‪ .‬محمود حلمي ‪،‬العقد اإلداري ‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪ ،1977 ،2‬ص‪.6‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪31‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫أن يرتكز العقد على أساليب القانون العام‪ ،‬وهنا يجب أن تستعمل اإلدارة أساليب ووسائل‬ ‫‪-3‬‬

‫الق انون الع ام‪ ،‬ومن ض من ه ذه الوس ائل تض مين العق ود ش روط اس تثنائية غ ير مألوف ة في‬

‫عقود القانون الخاص‪.52‬‬

‫إن عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص تتضمن جميع أركان العقد االداري‪ ،‬فالطرف‬

‫األول في هذه العقود هو الدولة أو أحد أشخاص القانون العام‪ ،‬كما وينحصر الهدف من إبرام‬

‫هذه العقود هو استخدامها إلنشاء أو تطوير وإ دارة مرفق عام‪ ،‬كما وأن هذه العقود قد خولت‬

‫جهة اإلدارة التدخل لتعديل بعض النواحي التنظيمية بمحض ارادتها دون موافقة المتعاقد ووفق اً‬

‫لم ا تقتض يه المص لحة العام ة م ع حفظ حقوق المتعاق دين ب التعويض اذا لحقه ضرر‪ ،53‬واستند‬

‫أصحاب هذا الرأي إلى الحجتين األتيتين‪:‬‬

‫النتيج‪..‬ة األولى ‪ :‬إن عق د الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص ه و انش اء وإ دارة واس تغالل‬

‫لمرفق عام‪ ،‬فإنه من غير المتصور خضوع هذا النوع من العقود للقواعد العامة لنظرية العقد‬

‫في الق انون الخ اص على اعتب ار ه ذه األحك ام تق ييم نوع اً من الت وازن والمس اواة بين المص الح‬

‫العام ة والمص الح الفردي ة‪ ،‬األم ر ال ذي ينعكس س لباً على س ير المراف ق العام ة وانتظامه ا في‬

‫تقديم الخدمات التي توفرها بما قد يترتب عليه توقفها أو انقطاعها‪.54‬‬

‫) د‪ .‬ثروت البدوي ‪ ،‬المعيار المميز للعقد اإلداري‪ ،‬بحث منشور في مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬المجلدان الثالث‬ ‫‪52‬‬

‫والرابع سنة ‪ ،1957‬ص ‪.120‬‬


‫) مدلول حشاش الطفيري‪ ،‬االساس القانوني لعقود البوت (‪ )POT‬في ظل كل من القانون االردني والقانون الكويتي د راسة‬ ‫‪53‬‬

‫مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة االردنية‪، 2007 ،‬ص‪.61‬‬


‫) وضاح محمود الحمود‪ ،‬عقود البناء والتشغيل ونقل الملكية (‪ ،)POT‬حقوق االدارة المتعاقدة والتزاماتها‪ ،‬ط ‪ .1‬دار الثقافة للنشر‬ ‫‪54‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬االردن‪، 2010 ،‬ص‪.55‬‬

‫‪32‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫النتيجة الثانية‪ :‬ان التوسع النسبي في المهام والصالحيات الممنوحة للقطاع الخاص في عقود‬

‫الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص ال ينفي عن اإلدارة دوره ا الرئيس ي في ض مان س ير‬

‫المرفق العام بانتظام واطراد‪ ،‬وما يتبعه من ضمان توفير الخدمات لجمهور المنتفعين من دون‬

‫توقف او انقطاع‪ ،‬ولها في سبيل ذلك أن تراقب في تنفيذ وتطبيق هذه العقود‪ ،‬ولها الحق في‬

‫االشراف على المرفق قبل انتهاء مدة العقد تحقيقاً للصالح العام‪.55‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫عقد الشراكة ذات طبيعة خاصة‬

‫تخضع هذه العقود لسلطان اإلرادة‪ ،‬ولمبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وبالتالي تطبق عليها أحكام‬

‫وقواعد القانون الخاص‪ ،‬وينعقد االختصاص بشأنها للقضاء العادي ال القضاء اإلداري‪.‬‬

‫واستند أصحاب هذا الرأي إلى الحجج التالية ‪:‬‬

‫لكي يكتس ب العق د اإلداري ه ذه الص فة يجب أن تت وافر في ش أنه ثالث ة أرك ان أساس ية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وهي‪:‬‬

‫أن تكون اإلدارة أو أحد أشخاص القانون العام طرفاً في العقد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يتصل العقد بمرفق عام‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن يحتوي العقد على شروط استثنائية غير مألوفة‪.56‬‬ ‫‪-‬‬

‫) سيف باجس عواد الفواعير‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص مفهومها وطبيعتها القانونية دراسة قانونية‪ ،‬المجلة‬ ‫‪55‬‬

‫الدولية للقانون‪.‬‬
‫) إلياس ناصيف‪ ،‬سلسلة أبحاث قانونية مقارنة‪ ،‬عقد الـ (‪ ، )BOT‬المؤسسة الحديثة لمكتب‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪33‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫إن القول بالطبيعة اإلدارية لعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص هو أمر يتعارض‬ ‫‪-2‬‬

‫م ع سياس ة تش جيع االس تثمار‪ ،‬حيث ي ؤدي اعتن اق ال دول له ذا التك ييف إلى تخوي ف‬

‫المس تثمرين وتجنبهم عن اس تثمار أم والهم في تل ك ال دول‪ ،‬وذل ك ح تى يتجنب وا المخ اطر‬

‫التشريعية والقضائية المفاجئة‪.57‬‬

‫إن القول بالطبيعة اإلدارية لعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص يتعارض مع ملكية‬ ‫‪-3‬‬

‫الشريك الخاص للمشروع‪ ،‬ففي حين تعد ملكية الشريك الخاص للمشروع في بعض صور‬

‫عقود الشراكة ملكية تامة‪ ،‬فإنها ال تعد كذلك في العقود التي تخضع لقواعد القانون العام‬

‫والتي تكون فيها الجهة الحكومية هي من يملك المشروع‪.‬‬

‫عدم وجود تنظيم قانوني يعالج هذه النوعي ة من العقود بوجه عام‪ ،‬باستثناء وجود بعض‬ ‫‪-4‬‬

‫القوانين التي تع الج جزئي ات ص غيرة متعلق ة بنوعي ة مش روعات البني ة األساسية األساسية‬

‫المراد تمويلها‪.58‬‬

‫إن المب دأ الس ائد في عق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص ه و العق د ش ريعة‬ ‫‪-5‬‬

‫المتعاقدين‪ ،‬ومبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬وهذه المبادئ ترجع أصولها إلى القانون المدني‪ ،‬كون‬

‫المب ادئ العام ة الموج ودة في الق انون الم دني هي األس اس الق انوني لجمي ع ف روع الق انون‬

‫الخاص‪.59‬‬

‫ولإلدارة العامة وضع اليد على جدوى المشروع المراد إبرام عقد الشراكة فيه وتحديد نفقاته‬

‫) سيف باجس عواد الفواعير‪ ،‬عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص مفهومها وطبيعتها القانونية دراسة قانونية‪ ،‬المجلة‬ ‫‪57‬‬

‫الدولية للقانون‪.‬‬
‫) ففي قرار لمحكمة التمييز على اعتبار عقود المقاولة (االشغال العامة) من العقود االدارية والذي تعقده االدارة لغرض انشاء‬ ‫‪58‬‬

‫مرفق عام كون ه ذا العق د يتضمن شروط غ ير مألوفة من اجراء مناقصة عامة واشتراط تأمينات وغرام ات‪ ،‬أنظر ق رار محكمة‬
‫التمييز الصادر ‪ ،1960\1\1‬قرار رقم ‪\723‬حقوقية\‪.1965‬‬
‫) احمد رمضان الشرايعة‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقود البوت‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬األردن‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ، 2011 ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪34‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ومخاطره والمراحل التي يمر بها وبيان اهميته االقتصادية تحقيقاً للمصلحة العامة‪ ،‬من خالل‬

‫بعض االج راءات ذات الط ابع الش كلي المح دد‪ ،‬حيث تتمث ل بتش كيل هيئ ات متخصص ة تب دي‬

‫رأيها فيه‪ ،‬وتحديد الشروط التي يطلبها المشرع ألدراجها في الوثيقة العقدية‪ ،‬والتي تتمحور‬

‫مجملها حول ضمان تفعيل التقييم االولي وحماية المصلحة العامة و حسن سير المرفق العام‬

‫مع التأكيد على المصالح للطرف الثاني (القطاع الخاص)‪.60‬‬

‫) د‪ .‬رجب محمود طاجن‪ ،‬عقود المشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪35‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المبحث الثالث‬

‫الشراكة بين القطاع العام والخاص وفق القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪2020‬‬

‫المطلب األول‬

‫الجهات المسؤولة عن الشراكة في القانون األردني‬

‫حدد المشرع األردني عدد من الجهات المسؤولة عن إدارة مشروع الشراكة وفق ما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اللجنة العليا للشراكة‪.‬‬

‫أوالً – إنشائها ‪:‬‬

‫تُشكل اللجنة العليا بقرار من مجلس الوزراء وتتألف من عدد من الوزراء على أن يكون من‬

‫بينهم وزي ر المالي ة ووزي ر التخطي ط والتع اون ال دولي ووزي ر الص ناعة والتج ارة والتم وين‬

‫ويحدد في القرار عدد اعضاء اللجنة ورئيسها ونائبه‪.61‬‬

‫ثانياً‪ -‬مهامها ‪:‬‬

‫‪ .1‬رس م السياس ة العام ة لمش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص وتحدي د األنش طة‬

‫والقطاعات ذات األولوية‪.‬‬

‫بناء على التقارير المعدة من كل من وزارة التخطيط‬


‫‪ .2‬اختيار مشروعات الشراكة المؤهلة ً‬

‫والتعاون الدولي ووزارة المالية والوحدة‪.‬‬

‫‪ .3‬الموافق ة على دراس ات الج دوى األولي ة وتق ارير الج دوى والش روط المرجعي ة وتع يين‬

‫مستشاري المشروع ومصادر تمويل مستحقاتهم‪.‬‬

‫‪ ) 61‬المادة السادسة الفقرة (أ) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في‬
‫األردن‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫‪ .4‬التنسيــب لمجلــس ال ــوزراء بالمــوافقة على ما يلي ‪:‬‬

‫إحالة العطاء‬ ‫•‬

‫• عقد الشراكة بصيغته النهائية والتفويض بتوقيعه‬

‫استفادة شركة المشروع من االعفاءات المنصوص عليها في التشريعات النافذة‬ ‫•‬

‫‪ .5‬النظ ر في توص ية الوح دة بخص وص الخالف ات بين الجه ات المتعاق دة وأي من جه ات‬

‫القطاع الخاص والمتعلقة بمشروعات الشراكة‪.‬‬

‫‪ .6‬التنس يب لمجلس ال وزراء بالموافق ة على مش روعات األنظم ة الالزم ة لتنفي ذ أحك ام ه ذا‬

‫القانون تمهيدا إلقرارها حسب األصول‪.62‬‬

‫ثالثاً‪ -‬اجتماعاتها ‪:‬‬

‫تجتمع اللجنة العليا للشراكة بدعوة من رئيسها أو نائبه عند غيابه مرة كل ثالثة اشهر أو كلما‬

‫دعت الحاج ة‪ ،‬ويك ون اجتماعه ا قانوني اً بحض ور أغلبي ة أعض ائها‪ ،‬وتتخ ذ قراراته ا بأغلبي ة‬

‫أص وات أعض ائها الحاض رين‪ ،‬وفي ح ال تس اوي االص وات ي رجح الج انب ال ذي ص وت مع ه‬

‫الرئيس‪.63‬‬

‫ت دعو اللجن ة العلي ا ممث ل الجه ة الحكومي ة المعني ة بمش روع الش راكة لحض ور اجتماعاته ا‬

‫بخصوص ذلك المشروع دون أن يكون له حق التصويت على قراراتها‪.64‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الوحدة التنظيمية لمشروعات الشراكة‪.‬‬

‫) الم ادة السادس ة الفق رة (ب) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪62‬‬

‫األردن‪.‬‬
‫) الم ادة السادس ة الفق رة (ج) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪63‬‬

‫األردن‪.‬‬
‫) الم ادة السادس ة الفق رة (د) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪64‬‬

‫األردن‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫أوالً‪ -‬إنشائها ‪:‬‬

‫تنشأ في رئاسة الوزراء وحدة تنظيمية تسمى (وحدة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام‬

‫والخاص) وترتبط برئيس الوزراء‪.65‬‬

‫ثانياً‪ -‬مهامها ‪:66‬‬

‫‪ .1‬مس اعدة الجه ات الحكومي ة على تحدي د مش روعات الش راكة المحتمل ة وأولوي ة الس ير به ا‬

‫وإ عداد مذكرة مقترح مشروع الشراكة‪.‬‬

‫‪ .2‬تق ديم تقري ر للجن ة العلي ا بمش روعات الش راكة المؤهل ة وإ دراجه ا في الس جل بع د موافقته ا‬

‫عليها‪.‬‬

‫‪ .3‬تقديم الدعم الفني للجهات الحكومية فيما يتعلق بإعداد دراسات الجدوى وتقرير االلتزامات‬

‫المالية ومراجعتها ورفع تقرير الجدوى وتوصياتها بخصوصه الى وزير المالية‪.‬‬

‫‪ .4‬مراجع ة مس ودات عق ود الش راكة ورف ع توص ياتها بخصوص ها الى اللجن ة العلي ا للموافق ة‬

‫عليها‪.‬‬

‫‪ .5‬إعداد أدلة إرشادية لعقود الشراكة وتنفيذ إجراءاتها ورفعها للجنة العليا العتمادها‪.‬‬

‫‪ .6‬إع داد المتطلب ات النموذجي ة لتقري ر االلتزام ات المالي ة والتق ارير الدوري ة لمش روعات‬

‫الشراكة‪.‬‬

‫‪ .7‬تسلم التقارير الدورية المتعلقة بمشروعات الشراكة من الجهات المتعاقدة وتقديم توصياتها‬

‫بخصوصها الى اللجنة العليا‪.‬‬

‫‪ .8‬تقديم الدعم الفني للجهات المتعاقدة خالل مراحل تنفيذ مشروع الشراكة‪.‬‬

‫‪ .9‬تح ديث البيان ات المتعلق ة بمش روعات الش راكة في الس جل وتوثي ق الدراس ات والوث ائق‬

‫‪ ) 65‬المادة السابعة الفقرة (أ) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬
‫) الم ادة الس ابعة الفق رة (ب) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪66‬‬

‫األردن‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫والتقارير والعقود المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ .10‬نشر تقرير عن كل مشروع من مشروعات الشراكة عند إتمام الغلق المالي الخاص به‬

‫على موقعه ا اإللك تروني وفي الجري دة الرس مية على ان يتض من التقري ر (اس م مش روع‬

‫الش راكة واإلج راءات المتبع ة بش أنه بم ا فيه ا إج راءات ط رح العط اء اس م وعن وان الجه ة‬

‫ال تي تم معه ا اتم ام الغل ق الم الي لمش روع الش راكة او المنتفعين وال وكالء المحل يين لتل ك‬

‫الجهة ان وجدوا ملخصاً لنطاق مشروع الشراكة بما في ذلك موضوعه ومدته وأسعاره)‪.‬‬

‫‪.11‬إع داد مش روعات األنظم ة الالزم ة لتنفي ذ أحك ام ه ذا الق انون والتعليم ات ال تي تنظم عم ل‬

‫الوحدة ورفعها الى اللجنة العليا‪.‬‬

‫‪ .12‬أي مهام أخرى تتعلق بمشروعات الشراكة تكلفها بها اللجنة العليا أو رئيس الوزراء‪.‬‬

‫ولذلك يتم فتح حساب خاص إلنفاق الوحدة على إعداد مشروعات الشراكة تودع فيه المبالغ‬

‫التي قد تخصصها الحكومة لمشروعات الشراكة والهبات والمنح والمساعدات والتبرعات وأي‬

‫م وارد أخ رى ت رد إلي ه ش ريطة موافق ة مجلس ال وزراء عليه ا اذا ك انت من مص در غ ير‬

‫أردني‪.67‬‬

‫يتم اإلنف اق من الحس اب لغاي ات تموي ل الدراس ات والتق ارير المتعلق ة بمش روعات الش راكة‬

‫والتعاق د م ع المستش ارين واالس تعانة ب الخبراء وط رح العط اءات وتغطي ة المص اريف ال تي ق د‬

‫تنشأ بعد توقيع عقود الشراكة‪.68‬‬

‫ثالثاً‪ -‬مهام مدير الوحدة التنظيمية لمشروع الشراكة‪: 69‬‬

‫يعين رئيس الوزراء مديراً للوح دة التنظيمي ة يتولى جمي ع المه ام الالزم ة إلدارته ا واإلشراف‬

‫‪ ) 67‬المادة الثامنة الفقرة (أ) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 68‬المادة الثامنة الفقرة (ب) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬
‫‪ ) 69‬المادة التاسعة الفقرة (أ) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫عليها بما في ذلك ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬متابعة تنفيذ قرارات اللجنة العليا ومجلس الوزراء بخصوص مشروعات الشراكة بالتعاون‬

‫والتنسيق مع الجهات الحكومية والجهات المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ .2‬إع داد التقري ر الس نوي عن أنش طة الوح دة والبيان ات المالي ة للحس اب وغيره ا من التق ارير‬

‫ورفعها الى اللجنة العليا إلقرارها‪.‬‬

‫‪ .3‬تقديم الدراسات والتوصيات الصادرة عن الوحدة الى اللجنة العليا‪.‬‬

‫‪ .4‬إدارة الحساب واإلنفاق منه تحت إشراف اللجنة‪.‬‬

‫‪ .5‬أي مهام أخرى تتعلق بمشروعات الشراكة يكلفه بها رئيس الوزراء‪.‬‬

‫ويمكن للم دير تف ويض أي من ص الحياته ألي من م وظفي الوح دة على أن يك ون التف ويض‬

‫خطياً ومحدداً ومقترناً بموافقة رئيس الوزراء‪.70‬‬

‫الفرع الثالث‪ -‬اللجنة الفنية لاللتزامات المالية ‪:‬‬

‫تش كل في وزارة المالي ة لجن ة فني ة تس مى (اللجن ة الفني ة لاللتزام ات المالي ة) تت ولى المه ام‬

‫والصالحيات التالية وترفع تنسيباتها بخصوصها لوزير المالية حيث‪: 71‬‬

‫‪ .1‬تقييم ومتابعة ومراقبة االلتزامات المالية لكل مشروع شراكة وأي تحديثات عليها ومراقبة‬

‫اي دعم حكومي مقدم وتزويد الوحدة بها إلدراجها في السجل‪.‬‬

‫‪ .2‬مراقبة أثر أي التزامات طارئة على المالية العامة والدين العام وتحديث بعدها المالي على‬

‫االلتزامات المالية ووضع مقترحات لتدارك آثارها السلبية المحتملة‪.‬‬

‫‪ .3‬ضمان إدراج الموارد المالية الالزمة إلنماء وتنفيذ مشروعات الشراكة عند إعداد الموازنة‬

‫العامة بما في ذلك االطار المالي متوسط المدى للنفقات‪.‬‬

‫) الم ادة التاس عة الفق رة (ب) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪70‬‬

‫األردن‪.‬‬
‫‪ ) 71‬المادة العاشرة الفقرة (أ) من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫‪ .4‬متابعة رصد مخصصات في الموازنة العامة للدفعات المستحقة مباشرة وااللتزامات المالية‬

‫التي تحققت أثناء تنفيذ مشروعات الشراكة والدعم الحكومي المطلوب لتلك المشروعات‪.‬‬

‫‪ .5‬التأكد من انسجام الدفعات واجبة األداء من الجهة المتعاقدة مع المخصصات المرصودة في‬

‫الموازنة العامة لتلك الجهة‪.‬‬

‫‪ .6‬دراسة اي دعم حكومي مقترح في اي مشروع شراكة مباشر او غير مباشر ومواءمة هذا‬

‫الدعم وقدرة الحكومة على تحمله‪.‬‬

‫‪ .7‬إجراء المقارنة بين عقود الشراكة التي تم التوافق عليها والتعديالت التي تطرأ عليها بعد‬

‫توقيعها للتحقق من عدم وجود اختالف جوهري على توزيع المخاطر او االلتزامات المالية‬

‫او الدعم الحكومي المقترح‪.‬‬

‫ول ذلك يقوم وزي ر المالي ة برف ع توص ياته حول تنس يب اللجن ة الفني ة الى اللجن ة العليا‪ ،72‬ويق وم‬

‫أيض اً وزير المالية في بداي ة ك ل سنة بتحديد س قف االلتزامات المالي ة اإلجمالي ة التي تستطيع‬

‫وزارة المالية تخصيصها لتغطية أي التزامات مالية ناشئة عن مشاريع الشراكة‪.73‬‬

‫تنظم جميع الشؤون المتعلقة باللجنة الفنية بما في ذلك اعضاؤها واجتماعاتها وسائر الشؤون‬

‫المتعلقة بها بمقتضى تعليمات ُيصدرها وزير المالية لهذه الغاية‪.74‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫إجراءات تنظيم الشراكة في القانون األردني‬

‫إن المشرع األردني ترك اختيار المشروع القابل للشراكة لتقدير الجهة الحكومية‪ ،‬حيث أجاز‬

‫لها تقديم مذكرة مقترح مشروع الشراكة الذي ترغب بإدراجه في مشروع الشراكة متضمنة‬

‫) الم ادة العاش رة الفق رة (ب) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪72‬‬

‫األردن‪.‬‬
‫) الم ادة العاش رة الفق رة (ج) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪73‬‬

‫األردن‪.‬‬
‫) الم ادة العاش رة الفق رة (د) من الق انون رقم (‪ )17‬لع ام ‪ 2020‬ق انون مش روعات الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪74‬‬

‫األردن‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫البيانات التالية ‪:‬‬

‫وصف موجز لمشروع الشراكة ومدته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مستويات الخدمة المتوقعة وأثرها على متلقي الخدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الكلف اإلجمالية التقديرية لمشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توافق المشروع مع االحتياجات واألهداف واالستراتيجيات الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نتائج التجارب السابقة في طرح مشروع شراكة وتطويره إن وجدت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المنافع االقتصادية لمشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مدى اهتمام القطاع الخاص وقدرته على تنفيذ مشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية نقل المخاطر المالية والفنية والتشغيلية إلى القطاع الخاص والتخفيف من آثارها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القدرة على تحمل التكاليف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بيان فيما إذا كان مشروع الشراكة يتطلب دعما ماليا من الخزينة في حال توافر معلومات‬ ‫‪‬‬

‫كافية في هذه المرحلة‪.‬‬

‫أي بيانات أخرى تقتضيها طبيعة مشروع الشراكة‪.75‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث تتولى الوحدة المختصة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي إجراء تقييم مبدئي لمذكرة‬

‫مقترح مشروع الشراكة وتحيلها الى الوحدة لمراجعتها وفقا لمعايير تأهيل مشروعات الشراكة‬

‫ومن ثم الى اللجنة الفنية للتحقق من قدرة الجهة الحكومية على تحمل كلفة المشروع‪.76‬‬

‫وتراعى معايير التأهيل التالية عند اختيار المشروعات التي تكون قابلة للشراكة وذلك حسب ‪:‬‬

‫طبيعة المشروع وتوافقه مع السياسة العامة لمشروعات الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ) 75‬المادة الرابعة الفقرة أ من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 76‬المادة الرابعة الفقرة ب من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫حاجة القطاع للمشروع ومستوى األولوية فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية تسويق المشروع للمستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قدرة الجهة الحكومية على تنفيذ المشروع المقترح وتوافر الخبرات المناسبة لديها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجود مشروعات ناجحة على المستوى الدولي ومشابهة للمشروع المقترح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية إعداد عقد شراكة قابل للتمويل‪.77‬‬ ‫‪‬‬

‫وبع دها تق وم الوح دة التنظيمي ة بإع داد تقري ر بمش روعات الش راكة المؤهل ة وتوص ياتها وفق ا‬

‫للسياس ة العام ة لمش روعات الش راكة والقطاع ات ذات األولوي ة وترفع ه للجن ة العلي ا التخ اذ‬

‫القرار المناسب بشأنها‪.78‬‬

‫تقوم اللجنة العليا باختيار مشروعات الشراكة المؤهلة وتوافق على إدراجها في السجل‪ ،‬وتقوم‬

‫الوحدة بإعالم الجهة الحكومية بقرار اللجنة العليا بخصوص المشروع وإ دراجه في السجل‪.79‬‬

‫ويج وز ألي جه ة من جه ات القط اع الخ اص ع رض فك رة مش روع الش راكة عرض اً مباش راً‬

‫على أي من الجهات الحكومية وفي حال كان المشروع مؤهالً كمشروع شراكة يتم إدراجه في‬

‫السجل والسير في تنفيذه‪ ،80‬وفق مراحل مشروعات الشراكة وهي‪: 81‬‬

‫مرحلة اختيار مشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة إعداد مشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ) 77‬المادة الرابعة الفقرة ج من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 78‬المادة الخامسة الفقرة (أ) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 79‬المادة الخامسة الفقرة (ب) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 80‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 81‬المادة الثالثة الفقرة (أ) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫مرحلة طرح عطاء مشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرحلة تنفيذ مشروع الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويش ترط ان ال يك ون المش روع المق دم م درجاً في الس جل في أي وقت س ابق‪ ،‬ويقص د بالس جل‬

‫(الس جل الوط ني للمش روعات الحكومي ة االس تثمارية المنش أ في وزارة التخطي ط والتع اون‬

‫الدولي)‪.82‬‬

‫وأن تتض من فك رة المش روع ابتك اراً في تص ميم أو تط وير أو إدارة مش روع اقتص ادي لتق ديم‬

‫خدمة أو منتج‪ ،‬وأن ال تتعارض فكرة المشروع مع برامج الحكومة التنموية وأولويات الجهة‬

‫الحكومية‪ ،‬وأن ال يتضمن العرض المباشر طلب استفادة المشروع من أي دعم حكومي‪.83‬‬

‫يل تزم مق دم الع رض المباش ر بتق ديم دراس ة الج دوى األولي ة لمش روع الش راكة‪ ،84‬ويقص د‬

‫بالجدوى األولية (التحليل األولي للجدوى االقتصادية لمشروع الشراكة)‪.85‬‬

‫وعن دها تل تزم الجه ة الحكومي ة وخالل (‪ )60‬س تين يوم اً من ت اريخ تلقيه ا الع رض المباش ر‬

‫بدراس ته وفي ح ال وج دت أن الع رض المباش ر يحق ق الش روط ومع ايير التأهي ل تع د تقري راً‬

‫يتض من توص ياتها بخصوص ه وتقدم ه إلى الوح دة المختص ة في وزارة التخطي ط والتع اون‬

‫الدولي لتقييمه مبدئياً للسير به‪.86‬‬

‫اذا أدرج العرض المباشر في السجل فللجهة الحكومية توقيع اتفاقية مع مقدم العرض المباشر‬

‫‪ ) 82‬المادة الثانية تعبير السجل من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 83‬المادة السادسة الفقرة (أ) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 84‬المادة السادسة الفقرة (ب) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 85‬المادة الثانية تعبير الجدوى األولية من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 86‬المادة السادسة الفقرة (ج) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫لتحديد حقوقه التالية (تأهيله دون المرور بمرحلة دعوة إبداء االهتمام أو مرحلة دعوة التأهيل‬

‫األولي‪ ،‬منح ه أفض لية في التق ييم الف ني بنس بة (‪ )%5‬ش ريطة أن يك ون ق د حق ق الح د األدنى‬

‫للتأهيل الفني‪ ،‬تعويضه بقيمة كلفة إعداد دراسة الجدوى األولية وتقرير الجدوى وفق ما تقرره‬

‫اللجنة العليا‪ ،‬الملكية الفكرية لفكرة مشروع الشراكة)‪.87‬‬

‫تتولى الجهة الحكومية إعداد الشروط المرجعية لمستشاري المشروع والتنسيب بتعيينهم وإ عداد‬

‫دراسات الجدوى األولية وتقارير الجدوى وترفعها الى اللجنة العليا للموافقة عليها‪.88‬‬

‫تش كل اللجن ة العلي ا بن اء على تنس يب الجه ة الحكومي ة لجن ة توجيهي ة إلع داد مش روع الش راكة‬

‫وتنفيذه‪ ،‬وبناء عليه تشكل اللجنة التوجيهية لجنة فنية لمشروع الشراكة لمساعدتها في أعمالها‬

‫خالل مراحل تنفيذ مشروع الشراكة‪.89‬‬

‫تبدأ اللجنة الفنية لمشروع الشراكة بعد موافقة اللجنة العليا على السير بالمشروع بإعداد الوثيقة‬

‫الموجزة لمشروع الشراكة‪ ،‬وبإعداد وثائق العطاء بالتنسيق مع مستشار المشروع وعرضها‬

‫على اللجنة التوجيهية والوحدة لمراجعتها والموافقة عليها‪.90‬‬

‫تح دد اللجن ة التوجيهي ة في دع وة التأهي ل األولي مع ايير تأهي ل المتق دمين‪ ،‬وبع دها تق وم الجه ة‬

‫الحكومية باإلعالن عن دعوة التأهيل االولي حيث يجب أن تتضمن دعوة التأهيل األولي بيان اً‬

‫مختصراً عن طبيعة مشروع الشراكة وأهدافه وإ جراءات الحصول على وثائق التأهيل األولي‬

‫‪ ) 87‬المادة السابعة الفقرة (أ) من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 88‬المادة الثامنة من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 89‬المادة الثامنة من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 90‬المادة ‪ 13‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫وآخر موعد لتلقي طلبات التأهيل وأي معلومات أخرى ضرورية وطريقة تقديم الطلبات‪.91‬‬

‫يجور للجهات المهتمة من القطاع الخاص التقدم لمرحلة التأهيل األولي بشكل منفرد أو على‬

‫ش كل ائتالف ش ركات من القط اع الخ اص وفي حال ة تق ديم طلب التأهي ل األولي من ائتالف‬

‫شركات يجب على االئتالف تحديد ممثل له بموجب وكالة رسمية لتمثيله في اجراءات التأهيل‬

‫األولي‪.92‬‬

‫للجنة الفنية لمشروع الشراكة دعوة مقدمي الطلبات المؤهلين تأهيالً أولي اً إلى اجتماع تمهيدي‬

‫يسبق تقديم العروض لمناقشة األمور المتعلقة بمواصفات مشروع الشراكة والشروط األولية‬

‫المطلوب ة وعن دها تل تزم اللجن ة الفني ة لمش روع الش راكة بع دم اإلفص اح عن أي بيان ات أو‬

‫معلومات سرية تتعلق بالوضع االقتصادي أو المالي لمقدم الطلب المؤهل تأهيالً اولياً‪.93‬‬

‫تق وم الجه ة الحكومي ة ب دعوة الم ؤهلين ت أهيالً أولي اً لتق ديم عروض هم تق دم الع روض ب الظرف‬

‫المخت وم على أن يحت وي على ثالث ة ظ روف منفص لة ومغلق ة وهي (ظ رف م الي وق انوني‬

‫وفني)‪.94‬‬

‫على الجهة الحكومية استالم الظروف الفنية والمالية والقانونية في الزمان والمكان المحددين‬

‫في دع وة طلب الع روض عن دها تك ون اللجن ة الفني ة لمش روع الش راكة مس ؤولة عن فتح‬

‫الظروف الفنية والقانونية والتأكد من مطابقة محتوياتها‪.95‬‬

‫‪ ) 91‬المادة ‪ 17‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 92‬المادة ‪ 20‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 93‬المادة ‪ 23‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 94‬المادة ‪ 26‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 95‬المادة ‪ 29‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫عند االنتهاء من تقييم العروض المالية على اللجنة الفنية لمشروع الشراكة إعداد تقرير بذلك‬

‫ورفع ه إلى اللجن ة التوجيهي ة على أن يتض من التقري ر ترتيب اً تنازلي اً للع روض المتوافق ة م ع‬

‫المعايير الفنية والمالية والتنسيب إلى اللجنة التوجيهية بمقدم العرض األفضل‪ ،‬عندها يحق ألي‬

‫من المتق دمين لعط اء مش روع الش راكة التظلم من الق رارات المتعلق ة بالتأهي ل األولي والتأهي ل‬

‫الفني والمالي للع روض المقدم ة خالل (‪ )7‬أي ام عمل من اليوم التالي لتبليغ ه القرار موضوع‬

‫التظلم‪.96‬‬

‫تصدر اللجنة العليا قرارها بالتظلم المقدم إليها بأكثرية أعضائها الحاضرين خالل (‪ )15‬يوم‬

‫عمل من تاريخ تقديمه إليها ويكون قرارها نهائياً‪.‬‬

‫في ح ال نج اح المفاوض ات م ع مق دم الع رض األفض ل تت ولى الوح دة التنس يب م ع الجه ة‬

‫الحكومية للجنة العليا للحصول على موافقة مجل الوزراء على عقد الشراكة بصيغته النهائية‬

‫على أن يتضمن قرار مجل الوزراء تفويض الجهة الحكومية بالتوقيع على العقد بالصيغة التي‬

‫تمت الموافقة عليها‪.97‬‬

‫تلتزم الجهة التي أحيل العطاء عليها وقبل ابرام عقد الشراكة بتأسيس شركة المشروع‪ ،‬عندها‬

‫يحظ ر على ش ركة المش روع تش غيل المش روع أو تقاض ي أي ب دالت أو تعرف ات أو أثم ان أو‬

‫مبالغ أفرى مهما كان نوعها لقاء القيام باألعمال والخدمات المتفق عليها بموجب عقد الشراكة‬

‫إال بعد موافقة الجهة المتعاقدة ووفقا لمعايير ومستوى األداء المتفق عليها في عقد الشراكة‪.98‬‬

‫يجب ان يتضمن عقد الشراكة الشروط األساسية التالية غير القابلة للتفاوض والتي تلتزم شركة‬

‫‪ ) 96‬المادة ‪ 34‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 97‬المادة ‪ 36‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪ ) 98‬المادة ‪ 40‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫المشروع بالتقيد بها طيلة مدة مشروع الشراكة وهي‪: 99‬‬

‫أن ال يتع ارض عق د تأس يس ش ركة المش روع أو نظامه ا األساس ي م ع أي من أحك ام عق د‬ ‫‪‬‬

‫الشراكة‪.‬‬

‫أن ال تقل مدة شركة المشروع عن مدة عقد الشراكة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ال تُخل شركة المشروع بأي من شروط التأهيل المسبق لمشروع الشراكة أو بأي من‬ ‫‪‬‬

‫شروط عقد الشراكة وأن ال يتم تغيير المساهمين في شركة المشروع أو نسب مساهمتهم‬

‫فيه ا إال بع د م رور م دة مح ددة من ت اريخ تش غيل المش روع يتم النص عليه ا في العق د‬

‫وبموافقة مسبقة من اللجنة العليا بناء على تنسيب الجهة المتعاقدة‪.‬‬

‫عدم تصفية شركة المشروع أو تغيير شكلها القانوني أو تخفيض رأسمالها أو التنازل عنه ا‬ ‫‪‬‬

‫للغ ير إال بع د الحص ول على الموافق ة المس بقة من اللجن ة العلي ا بن اء على تنس يب الجه ة‬

‫المتعاقدة‪.‬‬

‫المحافظة على االصول الخاصة بالمشروع وموجوداته وصيانتها والعناية بها واستخدامها‬ ‫‪‬‬

‫للغرض الذي ُأعدت له‪.‬‬

‫عدم بيع ما قد تمتلكه شركة المشروع وفق اً لشروط عقد الشراكة من المنشآت واالصول‬ ‫‪‬‬

‫واألموال المنقولة وغير المنقولة العائدة للمشروع ويستثنى من ذلك البيع الذي يتم بهدف‬

‫تنفيذ االستبدال والتجديد وفقاً لشروط العقد وبعد الحصول على الموافقة المسبقة من الجهة‬

‫المتعاقدة‪.‬‬

‫تقديم االوراق والبيانات والمعلومات التي تطلبها الجهة المتعاقدة بما فيها البيانات المالية‬ ‫‪‬‬

‫السنوية المدققة لشركة المشروع خالل ثالثة األشهر األولى من السنة المالية الالحقة‪.‬‬
‫‪ ) 99‬المادة ‪ 42‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫التع اون م ع م وظفي الجه ة المتعاق دة والس ماح لهم بال دخول الى مواق ع ش ركة المش روع‬ ‫‪‬‬

‫للتفتيش عليها في أي وقت‪.‬‬

‫االلتزام بنقل المعرفة والخبرة الى الجهة المتعاقدة وتدريب وتأهيل موظفيها وفق اً لما يتم‬ ‫‪‬‬

‫االتفاق عليه‪.‬‬

‫تقديم تقارير دورية للجهة المتعاقدة عن مراحل تنفيذ المشروع من بناء وتجهيز وتطوير‬ ‫‪‬‬

‫وتشغيل وصيانة وإ دارة وأي أمور أخرى تطلبها الجهة المتعاقدة‪.‬‬

‫االل تزام بالش روط البيئي ة والص حية في المش روع ومتطلب ات الس المة العام ة للع املين في ه‬ ‫‪‬‬

‫والمستفيدين منه‪.‬‬

‫ع دم التعاق د م ع مق اولين من الب اطن إال بع د الحص ول على الموافق ة الخطي ة المس بقة من‬ ‫‪‬‬

‫الجه ة المتعاق دة على أن ال يخ ل ه ذا التعاق د بالتزام ات ش ركة المش روع في عق د الش راكة‬

‫والقانون واألنظمة الصادرة بمقتضاه‪.‬‬


‫‪100‬‬
‫‪:‬‬ ‫يجب أن يمنح عقد الشراكة للجهة المتعاقدة الحق في إنهائه في الحاالت التالية‬

‫اذا تعذر على شركة المشروع تنفيذ التزاماتها بسبب اإلعسار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلخالل الج وهري أو الجس يم من قب ل ش ركة المش روع بالمع ايير الفني ة المنص وص عليه ا‬ ‫‪‬‬

‫في عقد الشراكة‪.‬‬

‫عدم حصول شركة المشروع على التمويل الالزم للمشروع خالل المدة المتفق عليها في‬ ‫‪‬‬

‫عقد الشراكة‪.‬‬

‫أي حاالت أخرى يتفق عليها الطرفان إلنهاء العقد قبل انتهاء مدته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يج ور أن يتض من عق د الش راكة النص على إحال ة أي خالف بين األط راف إلى مجلس يس مى‬
‫‪ ) 100‬المادة ‪ 43‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫(مجلس فض الخالف ات) كش رط مس بق قب ل اللج وء إلى الوس ائل البديل ة لتس وية النزاع ات أو‬

‫القض اء عن دها يجب أن يك ون الق رار الص ادر عن مجلس فض الخالف ات مس بباً ويعت بر ملزم اً‬

‫ألطراف عقد الش راكة ويتعين عليهم تنفي ذه م الم يتم إلغ اؤه أو تعديل ه بمقتضى تسوية ودي ة أو‬

‫قرار قضائي أو تحكيمي ووفقاً ألحكام عقد الشراكة‪.101‬‬

‫‪ ) 101‬المادة ‪ 45‬من النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الخاتمة‬

‫في خت ام ه ذه الدراس ة رأين ا من خالل ه ذا االس تعراض الس ريع أن مش روعات الش راكة هي‬

‫مفهوم واسع و لها صور عديدة ‪ ،‬ما يحتم اختالف التكييف في كل عقد‪.‬‬

‫أعباء تزيد‬
‫ً‬ ‫غير أن المرتكز األساسي لهذا المفهوم هو مرتكز إشراك القطاع الخاص وتحميله‬

‫عن األعب اء التي يتحمله ا ع ادة في عقود اإلنش اءات التقليدي ة‪ ،‬وبرأين ا أن هذا المرتكز هو ذو‬

‫ط ابع اقتص ادي تنم وي أك ثر من ه ق انوني‪ ،‬حيث نالح ظ ان فلس فة المش رع األردني تتج ه نح و‬

‫دعم وتش جيع اب رام عق ود الش راكة بين القط اع الع ام والخ اص‪ ،‬به دف خل ق قاع دة اقتص ادية‬

‫وتجارية قائمة على اساس تنويع مصادر الثروة‪ ،‬مع الحرص على االخذ بمبدأ مشاركة القط اع‬

‫الخاص في المشاريع التي يقوم بها القطاع العام‪ ،‬مما ينعكس ايجاباً على التنمية االقتصادية في‬

‫األردن‪.‬‬

‫النتائج‬

‫تتم يز عق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص بأنه ا عق ود ذات ص فة إداري ة متع ددة‬ ‫‪.1‬‬

‫األطراف والمراحل‪ ،‬وذات طبيعة مركبة ترتكز على مبدأ تقاسم المخاطر‪.‬‬

‫‪ . 2‬شهد الفقه انقساماً واضحاً بصدد تحديد التكييف القانوني لعقود الشراكة بين القطاعين‬

‫الع ام والخ اص‪ ،‬فتع ددت اآلراء الفقهي ة في ه ذا الص دد‪ ،‬حيث اتج ه ج انب من الفقه اء إلى‬

‫تك ييف عق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص على أنه ا عق ود إداري ة‪ ،‬بينم ا اتج ه‬

‫ج انب ث ٍ‬
‫ان من الفقه اء إلى اعتباره ا من عق ود الق انون الخ اص‪ ،‬واتخ ذ ج انب ث الث من‬

‫طا بين االتجاهين‪ ،‬حيث اعت بر هذه العقود ذات طبيعة خاصة مما يحتم‬
‫الفقه اء موقفً ا وس ً‬

‫النظر إلى كل منها على حدة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫‪ . 3‬أك د المش رع األردني على الطبيع ة اإلداري ة لعق ود الش راكة بين القط اعين الع ام‬

‫والخ اص‪ ،‬وذل ك من خالل النص ص راحةً على أغلب المالمح المم يزة للطبيع ة اإلداري ة‬

‫لهذه العقود في قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫‪ .4‬نجح المشرع األردني‪ ،‬في وضع إطار تنظيمي خاص يعالج أبرز المسائل التي تحيط‬

‫بعق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص‪ ،‬من خالل إص دار ق انون الش راكة بين‬

‫القطاعين العام والخاص األردني رقم (‪ )17‬لسنة ‪ ،2020‬ونظام الشراكة بين القطاعين‬

‫العام والخاص رقم (‪ )23‬لسنة ‪.2021‬‬

‫التوصيات‬

‫نتمنى على المشرع األردني تعديل تعريف عقد الشراكة الوارد في المادة (‪ )2‬من قانون‬ ‫‪.1‬‬

‫الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص رقم (‪ )17‬لس نة ‪ ،2020‬وذل ك بإض فاء الص فة‬

‫اإلداري ة على ه ذه العق ود من خالل النص ص راحةً على ذل ك‪ ،‬متالفي اً الج دل الق ائم ح ول‬

‫الطبيعة القانونية لهذه العقود‪.‬‬

‫تبسيط إج راءات المش اركة بين القط اع الع ام والخ اص وإ زال ة العراقي ل والروتين اإلداري‬ ‫‪.2‬‬

‫ال ذي يق ف في طري ق ه ذه المش اركة وأن تك ون المش اركة ليس في رأس الم ال فق ط أو‬

‫الموج ودات وإ نم ا أيض اً بالوس ائل األخ رى (ك الخبرات الفني ة أو األي دي العامل ة أو الم واد‬

‫األولية)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫قائمة المراجع‬

‫أيمن عبد الحميد جاهين‪ )2008( ،‬تقييم تجربة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في‬ ‫‪.1‬‬

‫جمهوري ة مص ر العربي ة‪( ،‬دراس ة حال ة لمش روعات توص يل الغ از الط بيعي)‪ ،‬رس الة‬

‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫محم د بن ابي بك ر عب د الق ادر ال رازي‪ ،‬مخت ار الص حاح‪ ،‬دار المعرف ة‪ ،‬ب يروت‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪.2008‬‬

‫وف اء عثم ان‪ ،‬الش راكة بين القط اعين الحك ومي والخ اص‪ ،‬بحث مق دم إلى م ؤتمر عق ود‬ ‫‪.3‬‬

‫المشاركة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪.2008 ،‬‬

‫عب د اهلل ش حاته‪ ،‬المش اركة بين القط اعين الع ام والخ اص وتق ديم الخ دمات العام ة على‬ ‫‪.4‬‬

‫مس توى المحلي ات اإلمكان ات والتح ديات‪ ،‬بحث مق دم إلى‪ :‬مؤتمر اإلدارة المحلي ة‪ :‬الفرص‬

‫والتحديات‪ ،‬القاهرة‪ :‬شركاء التنمية للبحوث واالستشارات والتدريب‪ ،‬مايو ‪.2008‬‬

‫محمد أبو سريع‪ ،‬دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في توفير خدمات النقل العامة‬ ‫‪.5‬‬

‫مع دراس ة تطبيقي ة على الحال ة المصرية‪ ،‬رس الة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامع ة الق اهرة‪،‬‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪،2014 ،‬‬

‫حنان راشد سالم البلوي‪ ،‬الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص كمدخل لتحسين الجودة‬ ‫‪.6‬‬

‫في الخ دمات الص حية‪ ،‬رس الة دكت وراه غ ير منش ورة‪ ،‬جامع ة الق اهرة‪ ،‬كلي ة االقتص اد‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪،2011 ،‬‬

‫أبو بكر أحمد عثمان النعيمي‪ ،‬األساليب الحديثة لمشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مرافق‬ ‫‪.7‬‬

‫البني ة التحتي ة‪ ،‬عق ود الب وت ‪ BOT‬وعق ود الش راكة دراس ة تحليلي ة مقارن ة‪ ،‬األردن‪ :‬دار‬

‫‪53‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫ومكتبة حامد للنشر والتوزيع‪2014 ،‬‬

‫كاميلي ا ص الح ال دين‪ ،‬الطبيع ة القانوني ة لعق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص في‬ ‫‪.8‬‬

‫قانون األونسيترال النموذجي والتشريعات العربية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬ندوة اإلطار القانوني‬

‫لعق ود المش اركة بين القط اعين الع ام والخ اص والتحكيم في منازعاته ا‪ ،‬مص ر ‪ -‬ش رم‬

‫الشيخ‪ ،‬كانون أول‪.2011 ،‬‬

‫أحمد سيد محمود‪ ،‬التحكيم في عقود الشراكة‪ ،‬دار نصر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫دليل البنك الدولي‪ ،‬دليل البنك الدولي لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪،‬‬ ‫‪.10‬‬

‫البنك الدولي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬

‫س عد ال ذيابي‪ ،‬التحكيم في عق ود اإلنش اءات الدولي ة (الب وت)‪ ،‬بحث مق دم للم ؤتمر الس نوي‬ ‫‪.11‬‬

‫التاس ع عش ر لمرك ز التحكيم التج اري ب دول مجلس التع اون الخليجي ح ول "التحكيم في‬

‫عقود النفط واإلنشاءات الدولية‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬

‫عب دالرزاق الس نهوري‪ ،‬الوس يط في ش رح الق انون الم دني‪ ،‬مص ادر االل تزام‪ ،‬دار إحي اء‬ ‫‪.12‬‬

‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫ج ابر محج وب علي‪ ،‬النظري ة الع ام لالل تزام‪ ،‬الج زء االول‪ :‬مص ادر االل تزام في الق انون‬ ‫‪.13‬‬

‫القطري‪ ،‬جامعة قطر‪.2016 ،‬‬

‫محم ود جم ال ال دين زكي في الوج يز في النظري ة العام ة لاللتزام ات في الق انون الم دني‬ ‫‪.14‬‬

‫المصري الجزء األول في مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1976‬‬

‫محمد تقي العثماني‪ ،‬عقود البناء والتشغيل ونقل الملكية من الناحية الشرعية‪ ،‬من بحوث‬ ‫‪.15‬‬

‫في قضايا فقهية معاصرة نشرتها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية في قطر‪، 2013 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫الجزء الثاني‪.‬‬

‫نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.2012 ،‬‬ ‫‪.16‬‬

‫د‪ .‬س ليمان محم د الطم اوي‪ ،‬األس س العام ة للعق ود اإلداري ة‪ ،‬دار الفك ر الع ربي‪ ،‬ط ‪،4‬‬ ‫‪.17‬‬

‫‪.1948‬‬

‫د احم د خورش يد حمي دي المف رجي‪ ،‬س لطة االدارة في س حب العم ل في عق ود االش غال‬ ‫‪.18‬‬

‫العامة دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬جامعة بغداد‪.1989 ،‬‬

‫د‪ .‬محمود حلمي ‪،‬العقد اإلداري ‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪.1977 ،2‬‬ ‫‪.19‬‬

‫د‪ .‬ث روت الب دوي ‪ ،‬المعي ار المم يز للعق د اإلداري‪ ،‬بحث منش ور في مجل ة الق انون‬ ‫‪.20‬‬

‫واالقتصاد‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬المجلدان الثالث والرابع سنة ‪.1957‬‬

‫مدلول حشاش الطفيري‪ ،‬االساس القانوني لعقود البوت ( ‪ )POT‬في ظل كل من القانون‬ ‫‪.21‬‬

‫االردني والقانون الكويتي د راسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة االردنية‪.2007 ،‬‬

‫وض اح محم ود الحم ود‪ ،‬عق ود البن اء والتش غيل ونق ل الملكي ة ( ‪ ،)POT‬حق وق االدارة‬ ‫‪.22‬‬

‫المتعاقدة والتزاماتها‪ ،‬ط ‪ .1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪.2010 ،‬‬

‫س يف ب اجس ع واد الفواع ير‪ ،‬عق ود الش راكة بين القط اعين الع ام والخ اص مفهومه ا‬ ‫‪.23‬‬

‫وطبيعتها القانونية دراسة قانونية‪ ،‬المجلة الدولية للقانون‪.‬‬

‫إلياس ناصيف‪ ،‬سلسلة أبحاث قانونية مقارنة‪ ،‬عقد الـ (‪ ، )BOT‬المؤسسة الحديثة لمكتب‪،‬‬ ‫‪.24‬‬

‫لبنان‪.2006 ،‬‬

‫احمد رمضان الشرايعة‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقود البوت‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬األردن‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.25‬‬

‫الشرق األوسط‪.2011 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫التنظيم القانوني للشراكة بين القطاعين العام و الخاص وفقا ألحكام القانون األردني‬

‫د‪ .‬رجب محم ود ط اجن‪ ،‬عق ود المش اركة بين القط اعين الحك ومي والخ اص‪ ،‬دار النهض ة‬ ‫‪.26‬‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫القوانين ‪:‬‬

‫القانون رقم (‪ )17‬لعام ‪ 2020‬قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫النظام رقم (‪ )23‬لعام ‪ 2021‬نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص في األردن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪56‬‬

You might also like