You are on page 1of 13

‫الجمهوريـــة الجزائريـــة الديمقراطيـــة الشعبيـــة‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة عمار ثليجي االغواط‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬


‫سنة ثانية علوم مالية و محاسبة‬
‫مقياس االقتصاد النقدي واسواق راس المال‬

‫عنوان البحث ‪:‬‬

‫النظم النقدية‬

‫تحت إشراف أالستاذ الفاضل‪:‬‬ ‫من إ عداد الطالب ‪:‬‬


‫أ ‪ /‬احمد مخلوفي‬ ‫بن لغويني جالل الدين‬

‫السنة الدراسة ‪2023 / 2022 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقــــدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عناصر النظام النقدي‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظام النقدي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصره‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القاعدة السلعية‬
‫المطلب األول‪ :‬نظام المعدنين‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظام المعدن الواحد‬
‫المبحث الثالث‪ :‬القاعدة االئتمانية للنقد‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم وطبيعة القاعدة االئتمانية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم القاعدة االئتمانية النقدية‬
‫المبحث الرابع‪:‬نظام النقد االلكتروني‬
‫المطلب االول‪:‬مفهوم النقود االلكترونية‬
‫المطلب الثاني‪:‬مفهوم النقد اإللكتروني‬
‫خاتمة‬
‫المراجع‬
‫المقــدمـــــة‬
‫يعتبر علم االقتصاد من أبرز العلوم الحديثة التي تشغل حيزا كبير لدى اهتمامات‬
‫الباحثين كونه يعالج قضايا نقدية ومالية‪ ،‬والمشكالت االقتصادية التي تتماشى‬
‫والتطور اإلنساني لهذا فقد تنوعت مواضيعه من السياسية واجتماعية وبنكية‪ ،‬المالية‬
‫و النق دية‪ .‬ونظرا لهذه األهمية أردنا أن يكون بحثنا حول موضوع األنظمة النقدية‪.‬‬
‫ومما تقدم يمكن صياغة االشكالية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا نعني بالنظام النقدي وما هي أشكاله ؟‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف النظام النقدي وعناصره‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظام النقدي‬


‫نعني بالنظام النقدي جميع أنواع النقود الموجودة في بلد ما وجميع المؤسسات‬
‫ذات السلطات والمسؤوليات المتعلقة بخلق النقود وإبطالها وجميع القوانين‬
‫والقواعد والتعليمات واإلجراءات التي تحكم ها الخلق واإلبطال وفي األنظمة‬
‫النقدية الحديثة لألقطار والمتقدمة تتألف النقود بأنواعها من النقود الورقية‬
‫والمسكوكات وودائع البنوك التجارية أما المؤسسات فتتكون من الحكومة الوطنية‬
‫بخاصة منها الخزينة العامة (وزارة المالية) والبنك المركزي والبنوك التجارية‬
‫وفي البنوك التي تحتفظ بالودائع التجارية للجمهور أما القوانين والتعليمات‬
‫واإلجرا ءات فعديدة ومتنوعة تهدف عموما لجعل الكتلة النقدية (كمية النقود) قابلة‬
‫على دفع االقتصاد تحو تحقيق أهداف االستخدام الشامل واستقرار المستوى العام‬
‫لألسعار والنمو المستمر بمعدالت مالية في الوقت الذي تؤدي فيه إلى جعل النقود‬
‫تعمل بطريقة مثلى كوسيلة مبادلة ومقياس للقيمة وأداة لالدخار والدفع المؤجل ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر النظام النقدي‬


‫‪ -1‬النقود المتداولة في المجتمع في وقت ماضي حيث نوعها وشكلها والمقصود‬
‫بالنقود المتداولة كمية المعروض النقدي (عرض النقد) من مختلف أنواع النقود‬
‫السائدة في التداول داخل المجتمع في فترة زمنية معينة ولو أخذنا بعين االعتبار‬
‫النقود المتداولة في وقتنا الحاضر والسائد في ليبيا والعراق مثال فسنجدها متكونة‬
‫من العملة الورقية (الدينار الليبي والدينار العراقي وأجزاءهما) وهذه الفئات أو‬
‫أجزاء الدينار هما شكالن األول ورقي والثاني معدني مثل فئة الخمسة دنانير أو‬
‫فئة العشرة دنانير الورقية كذلك أجزاء الدينار مثل (نصف دينار وربع دينار)‬
‫والمعدنية (مائة فلسا) أو مائة درهما هكذا‪.‬‬
‫وهذه هي النقود المتداولة في المجتمع وخارج الجهاز المصرفي الن الجهة التي‬
‫تصدرها المصرف المركزي وهنا نقود أخرى يتعامل بها في نقود الودائع التي‬
‫توفرها المصارف التجارية في كال البلدين متمثلة في النشاطات التي تستخدم في‬
‫تسوية المدفوعات والمبادالت وما ينطبق على ليبيا والعراق فيما يتصل بالنقود‬
‫المتداولة ينطبق على البلدان األخرى التي لديها عمالتها الوطنية مثل الجنيه‬
‫المصري والدينار التونسي والدوالر األمريكي والدينار الجزائري وغيرها باإلضافة‬
‫إلى أجزاء وفئات العمالة الوطنية كذلك نقود الودائع التي تتولى مسؤولية في‬
‫المصارف التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬التشريعات والتنظيمات المنظمة ألداء النقود لوظائفها المختلفة أما العنصر‬
‫الثاني من عناصر النظام النقدي فيتمثل في مجموعة التشريعات والقوانين‬
‫واإلجراءات الهادفة إلى توجيه وتنظيم وتحسين كفاءة إدارة النقود واالئتمان في‬
‫داخل المجتمع مما يضمن تسجيل وتسيير تحقيق األهداف االقتصادية التي تبغيها‬
‫الدولة مثل دفع معدالت النمو في الناتج القومي وتحقيق االستقرار في قيمة العملة‬
‫الوطنية محليا وخارجيا وغيرها من األهداف االقتصادية والنقدية األخرى‬

‫‪ -3‬المؤسسات النقدية والمصرفية التي تتولى مهمة اإلصدار النقدي وتنظيمه‬


‫والتحكم في كمية زيادة ونقصان أما العنصر الثالث للنظام النقدي فيتمثل في‬
‫مجموعة المؤسسات النقدية والمصرفية القائمة في المجتمع و المسؤولة عن‬
‫إصدار العملة الوطنية وبقية أنواع النقود األخرى وهذه المؤسسات تتمثل في‬
‫السلطة النقدية التي يترأسها المصرف المركزي مثل مصرف ليبيا المركزي والبنك‬
‫المركزي العراقي بصفته الجهة المسؤولة لوحدها دون غيرها عن اإلصدار النقدي‬
‫وتحديد الكمية‪ ،‬وغالبا ما تشاركه هذه السلطة امانة الخزانة ووزارة المالية إال أن‬
‫المصرف المركزي مسؤوال في الرقابة واإلشراف على نشاط المصاريف التجارية‬
‫التي تقوم بخلق الودائع أو النقود المصرفية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫القاعدة السلعية‬
‫النظام المصرفي هو نظام نقدي تعرف فيه وحدة التحاسب النقدية بالنسبة لقدر‬
‫معين من سلعة واحدة أو بالنسبة ألكثر من سلعة‪.‬‬
‫ولقد عرف العالم قواعد النقد التي تستخدم سلعة واحدة ويطلق عليها نظام المعدن‬
‫الواحد وتلك التي تستخدم أكثر من سلعة ويطلق عليها نظام المعدنين (الفضة‪،‬‬
‫الذهب (‬
‫مثال عن الدول التي استخدمت هذه األنظمة‪:‬‬
‫نظام المعدن الواحد‪ :‬انجلترا (الذهب) منذ ‪ 1816‬م حتى بداية الخرب العالمية‬
‫األولى‪.‬‬
‫نظام المعدنين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الو‪.‬م‪.‬أ في القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام المعدنين‬


‫في ظل نظام المعدنين يتم تحديد نسبة قانونية بين عيار الذهب وعيار الفضة وفي‬
‫هذا النظام توجد نقود من المسكوكات الذهبية وإلى جانبها نقود من المسكوكات‬
‫الفضية ومع وجود نسبة قانونية تحددها الدولة بين الذهب والفضة‪.‬‬
‫يمكن تلخيص شروط قيام نظام المعدنين بالنقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيين معدل قانوني ثابت بين الذهب والفضة وتكون كل من النقود الذهبية‬
‫والفضة ذات وزن وعيار معين ويتم التبادل بين المسكوكات الذهبية والفضة على‬
‫أساس المعدن الصافي في كل منهما‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية تحويل السبائك من الذهب أو الفضة على قطع نقدية مجانا‪.‬‬
‫‪ -3‬حرية صهر المسكوكات وتحويلها إلى السبائك حتى ال تصبح القيمة السلعية‬
‫أكبر من القيمة االسمية‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية استيراد وتصدير المعدن الثمين من اجل المحافظة على استقرار أسعار‬
‫الصرف الدولية‪.‬‬

‫مزايا وعيوب نظام المعدنين‪:‬‬


‫من مزايا النظام أنه يساعد على اتساع حجم القاعدة النقدية فيزداد حجم الكتلة‬
‫النقدية فيزداد حجم الكتلة النقدية مما يؤدي على زيادة حجم المبادالت كما تصبح‬
‫أسعار الصرف أكثر استقرار منها في حالة وجود نظام المعدن الواحد‪ ،‬فعن نظام‬
‫المعدنين يمكن تصحيح الميزان الحسابي عن طريق استخدام معدنين بدل من معدن‬
‫واحد طالما كمية ال نقود في الداخل تعتمد على وجود معدنين ال واحد‪.‬‬
‫ومن عيوب هذا النظام هو أنه من الصعب على الحكومة أن تحافظ على استمرار‬
‫تعادل النسبة القانونية مع نسبة تعادل المعدنين في السوق وحتى لو تمكنت الدولة‬
‫من الحفاظ على ثبات تعادل النسبتين القانونية والسوقية فإن دول أخرى قد ال‬
‫تتمكن في ذلك فإذا حصل أن اختلفت النسبة في السوق الداخلية عنها في السوق‬
‫الخارجية فإن هذا االختالف سيؤدي إلى تصدير المعدن الذي أصبحت قيمته في‬
‫الداخل أقل من قيمته في الخارج ألن عملية تصديره تصبح مربحة وبخروج المعدن‬
‫الثمين تختلف النسبة القانونية عن النسبة التجارية في السوق فيزول النظام‬
‫باختفاء النقد الجيد وأدى زوال نظام المعدنين على إتباع نظام المعدن الواحد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام المعدن الواحد‬


‫إن تعاظم التضخم في انجلترا بسبب مجموعة من الظروف والعوامل التي من‬
‫أهمها نفقات الحرب من مواجهة الحصار الناري وحروب نابليون هذا ما حدث‬
‫ببنك انجلترا في الفترة ما بين ‪ 1797‬و ‪ 1811‬إلى اعتماد السعر اإلجباري النهائي‬
‫للنقود الورقية ومنع تحويلها إلى ذهب مما يعني ان انجلترا قد طبقت بالفعل قاعدة‬
‫النقد الورقية خالل نلك الفترة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1806‬م انخفضت قيمة النقود الورقية بما ال يقل عن ‪ % 30‬فاجتمعت‬
‫لجنة خاصة لعالج األسباب وكبح جماح التضخم فكان أن اقترحت اللجنة الرجوع‬
‫إلى قاعدة النقود الذهبية ورفع السعر اإلجباري و إعادة تنظيم بنك انجلترا أو‬
‫بالفعل صدر قانون ‪ 22‬حزيران عام ‪ 1816‬م وأصبحت النقود الذهبية وحدها التي‬
‫تتمتع بقوة اإلجراء القانونية والنهائية‪.‬‬
‫كما صدر عام ‪ 1844‬م قاعدة إعادة تنظيم بنك انجلترا وبذلك أصبح االقتصاد‬
‫االنجليزي وهو أكبر قوة اقتصادية في ذلك الحين قائما على قاعدة الذهب أو بمعنى‬
‫أدق على قاعدة المسكوكات الذهبية ومن انجلترا انتقلت هذه القاعدة إلى معظم‬
‫اقتصاديات الصناعة الرأسمالية خاصة خالل الربع األخير من القرن التاسع عشر‬
‫وبات نظام قاعدة الذهب أكثر األنظمة النقدية شيوعا في العالم حتى نشوب الحرب‬
‫العالمية األولى عام ‪ 1914‬م لذلك أصبحت قاعدة الذهب قاعدة دولية وأصبح‬
‫الذهب وحدة الوزن المشترك لقيم السلع والخدمات وتسديد المدفوعات الدولية بين‬
‫الدول التي اعتمدت هذا النظام‪.‬‬
‫تقتضي اإلشارة إلى نظام المعدن الواحد الفضي ضل معمول به في بعض الدول‬
‫المتخلفة حتى عام ‪1914‬م مثل بوليفيا والحبشة واليمن واإلكوادور وغيرها‪ ،‬من‬
‫آثار هذه القاعدة تسمية النقود باللغة األجنبية (‪ )Argent‬وهي تعني كذلك الفضة‪.‬‬
‫تعود إلى نظام الذهب الذي كان معتمدا ن قبل الدول كما ذكرنا وكانت على ثالث‬
‫أشكال رئيسية‪.‬‬
‫الشكل األول‪ :‬نظام المسكوكات الذهبية‬
‫يتحقق هذا الشكل عندما تكون العمالت الذهبية هي التي تتداول فعال ويكون لألفراد‬
‫حرية سك وصهر الذهب أي أن يكون لهم مطلق الخيار في تحويل السبائك الذهبية‬
‫إل ى عمالت ذهبية وتحويل العمالت الذهبية إلى سبائك ويكون لهم حرية التصدير‬
‫واالستيراد للذهب سواء في صورة نقدية أو في صورة سبائك‪.‬‬
‫لقد كان هذا الشكل من أقدم النظم الذهبية المعروفة والتي بدأ العمل بها رسميا‬
‫عبرا من عام ‪ 1821‬م حيث كانت المسكوكات الذهبية تنتقل من يد إلى أخرى لذلك‬
‫عرف هذا النظام بالنظام الذهب المتداول وظل معموال به حتى الحرب العالمية‬
‫األولى حيث تخلت عنه تدريجيا جميع الدول ماعدا الواليات المتحدة األمريكية التي‬
‫احتفظت به إلى نهاية عام ‪ 1933‬م‪.‬‬

‫الشكل الثاني‪ :‬نظام السبائك الذهبية‬


‫إن سنوات الحرب العالمية األولى (‪1914‬م و ‪ 1918‬م) عذر سك الذهب بنفس‬
‫الحرية التي كانت سائدة قبل ذلك كما أن ضرورات الحرب جعلت من المتعذر على‬
‫انجلترا بشكل خاص نقل النقود الذهبية على البالد األخرى التي كانت توجد في‬
‫قوات عسكرية في الوقت الذي زادت فيه نفقات تلك القوات نتيجة ذلك اضطرت‬
‫الدول على التخلي تدريجيا عن نظام النقود الذهبية وأصبحت النقود الورقية هي‬
‫النقود القانونية بعد انتهاء الحرب وجدت الدول أن ال مصلحة لها في العودة إلى‬
‫النظام السابق خاصة وان نطاق المعامالت التجارية قد اتسع وانحصرت حاجة‬
‫الناس في تحويل البنوك إلى ذهب في حالتين ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المضاربة على أسعار الذهب ومحاولة االستفادة من فروق األسعار‬
‫ب ‪ .‬وجود أزمات نقدية تحث الناس إلى طلب االحتفاظ بالذهب وذلك يعني أن العودة‬
‫المسكوكات الذهبية سوف يشجع المضاربين إلى تحقيق المكاسب الخاصة ويزيد‬
‫ارتباك الدول في حال األزمات‪.‬‬
‫لذا وجدت الحكومات أن مصالحها القومية تقتضي البحث عن نظام ذهبي جديد كما‬
‫ذكرنا اعتمدت حرية التحويل إلى ذهب بشرط أال تقل عن قيمة معينة فمثال عندما‬
‫عادت انجلترا إلى قاعدة الذهب في الفترة مابين ‪1925‬م ‪1931-‬م اشترطت أن ال‬
‫يقل وزن السبيكة الذهبية عن ‪ 400‬أوقية من الذهب أو ما يعادل ‪ 1700‬جنيه‬
‫إسترليني وبذلك عملت على تحقيق هدفين ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على حرية التحويل إلى ذهب وبالعكس‬
‫‪ -‬تقليل نطاق التعامل بالذهب ومع اكتنازه لالحتفاظ به كاحتياط المدفوعات‬
‫الخارجية يالحظ مما تقدم‪:‬‬
‫أ‪ .‬انتهاء نظام سلك الذهب إلى قطع نقدية ذهبية واختفاء هذه من التداول‪.‬‬
‫ب‪ .‬شرا ء البنات المركزية بكميات غير محدودة من الذهب لالحتفاظ بها وكان يدفع‬
‫مقابلها أوراق البنوك ‪.‬‬
‫ج‪ .‬عدمك قابلية تحويل النقود األخرى إلى ذهب إال في أحوال معينة‪.‬‬
‫د‪ .‬قابل هذا النظام من اإلسراف في الذهب وبقي انتقاله بين دولة أخرى على شكل‬
‫سبائك وضلت أسعار الصرف ثابتة في نظام النقود الذهبية‪.‬‬
‫ه‪ .‬لم يمنع هذا النظام كبار المضاربين من شراء الذهب لتحقيق أرباح على حساب‬
‫صغار المدخرين وهم الغالبين من الناس‬
‫الشكل الثالث‪ :‬نظام الصرف بالذهب‪.‬‬
‫كانت الهند والفلبين من بين الدول القليلة التي اعتمدت الصرف بالذهب قبل الحرب‬
‫العالمية ا ألولى وبعد الحرب اتجهت عدة دول منها ألمانيا بلجيكا ايطاليا إلى اعتماد‬
‫هذا النظام نظرا لعدم تمكنها من االحتفاظ بكميات كبيرة من الذهب في خزائنها‬
‫ويقتضي هذا النظام الذهبي الجديد بان ال تحدد قيمة الوحدة النقدية لبلد ما على‬
‫أساس الذهب مباشرة وإنما ترتبط نسبة ثابتة بلد آخر يسير على نظام السبائك‬
‫الذهبية ويكون شكل العملة التابعة في هذه الحالة على شكل عمالت أو أذونات أو‬
‫سندات حكومية محرر بعملة البلد المتبوع ومن مزايا هذا النظام ‪.‬‬
‫أ‪ .‬وجود سعر صرف ثابت بين البلد التابع والبلد المتبوع‬
‫ب‪ .‬االقتصاد في استخدام الذهب والحصول على فوائد في حال االحتياط المكون من‬
‫عمالت وأذونات وسندات البلد المتبوع‬
‫ت‪ .‬تخفيض تكاليف تخزين الذهب وصيانته وحراسته‬

‫ومـن عيوب هذا النظام‬


‫أ ‪ .‬أن الخسائر التي يتعرض لها البلد المتبوع تنكيس على البلد التابع ‪.‬‬
‫ب‪ .‬المساس باالستقالل االقتصادي والسياسي للبلد التابع‬
‫ت ‪ .‬أن عدول الدولة المتبوعة على إتباع هذا النظام يعرض الدولة التابعة للخسائر‬
‫الكبيرة كما حصل بالنسبة لمصدري البلدان األخرى التي اتبعت عملتها بعملة‬
‫انجلترا أو تحولت انجلترا عن هذا النظام عام ‪ 1931‬م ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬القاعدة اإلنتمائية للنقد‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم وطبيعة القاعدة اإلنتمائية‬


‫هي نظام ال تعرف في ظله وحدة التحاسب النقدية بالنسبة لسلعة معينة ولكن من‬
‫الوجهة لفعلية تعرف بنفسها‪.‬‬
‫وبالتالي ال يصبح النقد اإلنتمائي أو األساسي سلعة ذات قيمة تجارية كما كانت‬
‫الحال في ظل نظام المسكوكات المعدنية حيث كانت المسكوكات الذهبية والفضية أو‬
‫االثنين معا عملة متداولة ومعها نقد اختياري من عملة ورقية ونقود الودائع‬
‫القابلة للتحويل إلى النقد االنتهائي أو حين أوقف سك المسكوكات الذهبية تحت‬
‫نظام السبائك وأصبح النقد المصدر يتكون من النقود االختيارية القابلة للتحويل إلى‬
‫سبائك ذهبية‪ ،‬ففي ظل القاعدة االئتمانية للنقد أصبح الورقي االختياري نقدا إلزاميا‬
‫أي غير قابل للتحويل إلى الذهب أو إلى معدن آخر‪.‬‬
‫نظام النقد الورقي اإللزامي كمثل معاصر للقاعدة االئتمانية للنقد‪:‬‬
‫في ظل هذا النظام انفصمت العالقة بين وحدة النقد الورقي وبين ما كانت تساويه‬
‫من ذهب تحت نظام الذهب ولم يعد التغيير في حجم ما تحتفظ به سلطات اإلصدار‬
‫في احتياطي الذهب يحدد التغيير في حجم البنوك المصدر يمثل في معظم الحاالت‬
‫(عنصرا تاريخيا ) وواحدا من األصول المختلفة التي تمثل عناصر غطاء البنوك‬
‫المصدر ويتمثل دوره المعاصر في كونه مستودعا للقيمة ووسيلة دفع دولية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم القاعدة اإلنتمائية النقدية‬
‫‪ -1‬خطر النقوض في المعاهدات الدولية المالية‪ :‬يشير أنصار نضام الذهب إلى أن‬
‫هذا النظام الذي يتداول في ظله نقد محلي بطبيعته ال يضمن تشغيله االستقرار في‬
‫أسعار الصرف ما كانت الحال في ظل نظام الذهب الذي يقوم على أساس تثبيت‬
‫أسعار لصرف عند أسعار التعادل مع تحركها فقط داخل حدي الذهب هذا أن نظام‬
‫النقد الورقي اإللزامي ال يقدم مقياسا دوليا ومن ثم ال يتحقق في ظله جو االستقرار‬
‫الالزم في المعامالت الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬خطر اإلفراط في إصدار النقد وما يترتب عليه من تضخم نقدي‪ :‬يرى أنصار‬
‫نظام الذهب أن العرض النقدي تحت هذه القاعدة ال يخضع في تغيره إلى قيد كمي‬
‫كما كانت الحال في ظل قاعدة الذهب ومن ثم فإن نظام النقد الورقي اإللزامي يحمل‬
‫في طياته إغراءا قويا نحو اإلفراط في اإلصدار وخاصة بعد أن أصبحت القواعد‬
‫الصناعية لإلصدار على درجة عالية من المرونة ويدللون على صحة دعواهم‬
‫باالستشهاد بفترات التضخم النقدي تحت تشغيل هذه القاعدة وبما جره التضخم من‬
‫آثار اقتصادية واجتماعية سيئة‪.‬‬

‫صحيح أن كثيرا من البلدان شهدت فترات تضخم شديد تحت القاعدة االئتمانية للنقد‬
‫ولكن يكن الرد على ذلك بأنه ينبغي أال يلقي اللوم على النظام النقدي بل على سوء‬
‫إدارته وعلى الظروف الضاغطة التي فرضت هذا اإلفراط في اإلصدار‪ ،‬فمن‬
‫المعروف أن حاالت التضخم الشديد كانت خالل الحروب وفي أعقابها‪ .‬فتح ظروف‬
‫الحرب تحتاج الحكومات إلى موارد نقدية ضخمة لتمويل المجهود الحربي تعجز‬
‫عن مقابلتها بمواردها العادية من الضرائب‪ .‬فتحت هذه الظروف يسخر الجهاز‬
‫النقدي والمصرفي لمد الحكومة بموارد نقدية جديدة لتغطية العجز في موازنتها‬
‫العامة وتكون النتيجة التضحية باالستقرار النقدي لصالح األهداف الوطنية العليا‬
‫وهدف كسب الحرب‪.‬‬
‫مؤدى ما سبق أنه مع التسليم ألن مرونة نظام النقد االئتماني تتيح إمكانية اإلفراط‬
‫في اإلصدار إال أنه من البديهي أنه ليس في طبيعة نظام النقد المدار ما يقود تلقائيا‬
‫إلى اإلفراط في اإلصدار‪ ،‬فاألمر في نهاية التحليل منوط بكيفية إدارة هذا النظام‬
‫وبالظروف الضاغطة على السلطات النقدية‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نظام النقد االلكتروني المطلب االول‪:‬مفهوم النقود االلكترونية فقدت‬
‫النقود خالل تطورها شكلها المادي الملموس‪ ،‬لتصبح تيارا غير مرئي من‬
‫االلكترونيات المحفوظة في البطاقات الذكية أو على القرص الصلب للكمبيوتر أو‬
‫عبر الفضاء المعلوماتي في شبكة االنترنت‪ ،‬مؤكدة أن وسائل الدفع االلكترونية‬
‫التي ستسود حتما في القرن الواحد والعشرين تثير قضايا كثيرة على المستويين‬
‫النظري والعملي‪ .‬وتحتاج لذلك إلى تعاون العلماء في تخصصات متعددة مثل علوم‬
‫التكنولوجيا والعلوم االجتماعية كاالقتصاد والقانون واالجتماع وغيرها لسبر غور‬
‫هذه الظاهرة التي أفرزتها ثورة العلم والتكنولوجيا‪ .‬وتناولت بعض مشكالت وسائل‬
‫الدفع االلكترون ية واستعرضت النقود االلكترونية واالقتصاد الرمزي في عصر‬
‫المعلومات حيث أدى التطور السريع والمذهل في تكنولوجيا المعلومات إلى انتشار‬
‫التجارة االلكترونية وظهور أشكال مختلفة لها‪.‬‬
‫عرفت شركة إيرنست آند يونغ النقو َد اإللكترونية بأنها مجموعة من البروتوكوالت‬ ‫ِّ‬
‫والتواقيع الرقمية التي تُتيح للرسالة اإللكترونية أن تحل فعليا محل تبادُل العُمالت‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن النقود اإللكترونية أو الرقمية هي المكافئ اإللكتروني للنقود‬
‫التقليدية التي اعتدنا تداولها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬مفهوم النقد اإللكتروني النقد اإللكتروني هو شكل من أشكال النقد‬
‫الكتابي‪ ،‬يمكن لصاحبه أن يطلب من البنك الذي أصدره تحويله إلى نقد ائتماني أو‬
‫إلى نمط آخر من النقد الكتابي كالشيك مثال‪.‬‬
‫و كما إن البنك المركزي لم يعد يصدر من النقد بقدر ما يمتلك من احتياطي من‬
‫الذهب‪ ،‬فإن البنوك التجارية لم تعد تصدر من النقد الكتابي بقدر ما يتوفر لديها من‬
‫مقابل نقدي مركزي في حساباتها‪ .‬ولذلك فإن إصدار نقد كتابي هو خلق لكتلة نقدية‬
‫إضافية بدون مقابل من النقد المركزي‪ ،‬وهو ما يشير إلى تحديات جديدة أمام‬
‫واضعي السياسات النقدية‪ .‬فإذا أخذنا الشيك مثال فهو حامل لقيمة معينة من النقد‪،‬‬
‫يمكن أن يستعمل كأداة للدفع وفي دفعة واحدة‪ ،‬كما إن النقد االئتماني الذي يصدره‬
‫البنك المركزي يعتبر كحامل لقيمة معينة من الذهب‪ ،‬ويمكن اعتباره أيضا كحامل‬
‫لقيمة معينة من العمل‪ ،‬فكذلك األمر بالنسبة للنقد اإللكتروني‪ .‬إال أن هذا األخير‬
‫يحوي على ذاكرة أو على معالج الكتروني‪ ،‬ويمكن استخدامه على دفعات (أي‬
‫تجزئة القيمة النقدية المخزنة فيه)‪ ،‬وهو ما يعني تجزئة القدرة على االختيار التي‬
‫تمثل الصفة المميزة للنقد عن باقي السلع‪ .‬ويتجسد هذا النقد في شكل بطاقات‪،‬‬
‫منها ما يمكن إعادة شحنها لعدة مرات‪.‬‬

‫فالنقد اإللكتروني إذا هو عبارة عن حامل إلكتروني ينطوي على قيمة تمثل حقا‬
‫لصاحبه على مصدر هذا النقد‪ .‬واألصل أن إصدار هذا النقد يتم مقابل وديعة ال تقل‬
‫قيمتها عن القيمة المصدرة‪ .‬أي أن النقد اإللكتروني قائم على مبدأ "الدفع‬
‫المسبق" وحتى يكتسب هذا الحامل اإللكتروني صفة النقدية يجب أن يحظى بالقبول‬
‫كو سيلة دفع لدى المؤسسات‪ ،‬فضال عن أداء وظائف النقد المعروفة‪ .‬غير أن‬
‫القوانين الحالية ال تلزم البائع‪ ،‬أو األفراد عموما‪ ،‬بقبول سداد مستحقاتهم عن‬
‫طريق هذا النقد‪ .‬ولذلك يمكن القول بأن النقد اإللكتروني ليس نقدا كامال‪ .‬ولعل‬
‫التوسع المتنامي في التبادل اإللكتروني سيدفع الهيئات التشريعية إلى تقنين النقد‬
‫اإللكتروني وفرض إلزاميته كأداة دفع عامة‪ ،‬وهذا مما سيعزز من التجارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫يمكن أن يتجسد النقد اإللكتروني في صورتين‪ :‬حامل النقد اإللكتروني ‪ ،‬والذي‬
‫يسمح بإجراء الدفع‪ ،‬خاصة في المشتريات الصغيرة‪ ،‬من احتياطي نقدي معد سلفا‬
‫مجسد في بطاقة؛ والنقد االفتراضي ‪ ،‬والذي يتمثل في برامج تسمح بإجراء الدفع‬
‫عبر شبكات مفتوحة السيما اإلنترنت‪ .‬وهنا يكون االحتياطي النقدي المعد سلفا‬
‫مخزن في الكمبيوتر دون أن يكون مجسد في حامل ما‪ .‬كما إن هناك حامل نقد‬
‫افتراضي يمكن إعادة شحنه من الكمبيوتر‬
‫وع لى خالف حامل النقد التقليدي الذي يشترى في األسواق العامة‪ ،‬فإن حامل النقد‬
‫اإللكتروني تقدمه البنوك‪ .‬وإذا كان الحصول على حامل نقد إلكتروني في فرنسا‬
‫مثال‪ ،‬ويسمى ‪ ،Monéo‬يكلف من ‪ 5‬إلى ‪ 12‬يورو‪ ،‬فإنه في دول أخرى كالنمسا‬
‫والنرويج وهولندا واسبانيا وسويسرا يمنح مجانا‪ ،‬وهو ما يندرج في إطار تشجيع‬
‫االندماج في االقتصاد الرقمي وترقية المبادالت التجارية‪*.‬‬

‫الخـاتمــــــــة‪:‬‬
‫ان للنظام النقدي أهمية بالغة في تطور و ازدهار الوضع االقتصادي و االجتماعي‬
‫الي بلد‪,‬ويمكن القيام بذلك من خالل تحقيق مكونات أو عناصر النظام النقدي‪ ،‬و‬
‫بالتالي فانه ال بد من الخضوع إلى نظام نقدي يسير بدوره النقود الموجودة في‬
‫البلد لجعلها وسيلة للمبادالت وأداة لالدخار ومقياس للقيمة‪...‬‬
‫المراجع المعتمدة في البحث‬

‫‪ -1‬صبحي نادرس قريصة‪ .‬اقتصاديات النقود والبنوك‪.1990 ،‬‬


‫‪ -2‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬أحمد الناقة‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب ‪46‬‬
‫شارع الدكتور مصطفى‪ ،‬ت ‪ 48265 ،08‬اإلسكندرية‪.1990 ،‬‬
‫‪ -3‬عبد النعيم محمد مبارك‪ ،‬محمود يونس‪ ،‬النقود و الصيرفة والتجارة الدولية‪،‬‬
‫كلية التجارة جامعة اإلسكندرية وبيرون العربية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -4‬محمد دويدار‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ 38 ،‬شارع سوتير‬
‫األزاريطة السكندرية‪.1998 ،‬‬
‫المواقع االلكترونية المعتمدة‬

You might also like