Professional Documents
Culture Documents
عمدة الحنفية في إيجاب الدم على ترك أكثر من أربعة أشواط ،ونصف صاع لكل
شوط إذا ترك أقل من ذلك:
األصل عندهم أن كل ما وجب في جميعه دم يجب في أكثره دم ،وفي أقله صدقة.
القول الثالث :سنة:
وبه قال جماعة من الصحابة والتابعين كابن مسعود وابن عباس ابن الزبير وأبي
بن كعب وأنس ،وابن سيرين ،وعطاء في الرواية األخرى عنه.
عمدة االستحباب:
اح َعلَ ْي ِه َأ ْن
ْت َأ ِو ا ْعتَ َم َر فَال ُجنَ َ
صفَا َو ْال َمرْ َوةَ ِم ْن َش َعاِئ ِر هَّللا ِ فَ َم ْن َح َّج ْالبَي َ
ِ{-1إ َّن ال َّ
ف ِب ِه َما}يَطَّ َّو َ
وقد كان ابن مسعود وأنس وابن عباس وأبي يقرؤون (أن ال يطوف بهما) وهو ما
في مصحف ابن مسعود ،وهو وإن لم يكن قرآنا ً فال ينحط عن رتبة الخبر.
وهي قراءة شاذة؛ والقراءة الشاذة هي كل قراءة اختل فيها أحد أركان القراءة
الصحيحة(اإلبانة لمكي بن أبي طالب ص )39
ويدخل تحت مصطلح الشذوذ أنواع من القراءات* منها
اآلحاد :وهي ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية .وهي القراءة المعنية هنا
وجه الداللة أن هللا رفع الجناح عمن طاف بهما ورفع الجناح* هو درجة المباح وهو
ما تساوى طرفاه وقوله( ومن تطوع) يدل على ان السعي تطوع وليس بفرض
وعلى القراءة األخرى يكون المعنى :نفي الحرج* عن فاعله دليل على عدم
وجوبه ،فإن هذا رتبة المباح *،وإنما ثبت سنيته بقوله{ :من شعائر هللا}
القول الرابع :التفريق بين الحج والعمرة ،فالسعي ركن في العمرة ،مختلفٌ فيه
في الحج:
وقد ادعى ابن العربي اإلجماع على ركنيته في العمرة وأن الخالف فيه إنما هو في
الحج ،واستغربه الحافظ ابن حجر
المناقشة:
أوال مناقشة أدلة القول بالركنية:
-1أن كون الصفا والمروة من شعائر هللا اليعني وجوب السعي بينهما ولكن بهذه
اآلية ثبتت سنية الطواف بهما ومشروعية السعي كما قال تعالى(والبدن جعلناها
لكم من شعائر هللا)مع أنها التجب على كل حاج وإنما يفيد قوله(من شعائر
هللا)أنها سنة
-2حديث بنت أبي تجراة له ست طرق وهو ضعيف من كل طرقه ومداره على
عبدهللا بن المؤمل وهو ضعيف وزيادة(اسعوا فإن هللا كتب عليكم السعي)التثبت
وهذا الحديث هو عمدة اإلمام الشافعي في القول بركنية السعي
جاء في طرح التثريب للحافظ العراقي:
قال ابن المنذر في اإلشراف :إن ثبت حديث بنت أبي تجراة وجب فرض السعي
وإن لم يثبت فالأعلم داللة توجبه والذي رواه عبدهللا بن المؤمل وقدتكلموا فيه)
وقال النووي في المجموع شرح المهذب( قال الشافعي< وإال فهو تطوع>
-3حديث (خذوا عني مناسككم)المناسك فيها ماهو سنة وفيها ماهو واجب وفيها
ماهو ركن وهذا الحديث عام وله صارف يصرفه عن الوجوب على أن قوله(خذوا
عني)قال السندي (معناه تعلموا وليس هو دليل على الوجوب)
فالحديث غير صريح بالوجوب وال الركنية من ناحيتين
األولى من ناحية قوله(خذوا عني)
فإن معناها تعلموا واحفظوا كماجاءت في حديث آخر
في صحيح مسلم عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه قال (خذوا عني ،خذوا
عني ،قد جعل هللا لهن سبيال البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ،والثيب بالثيب
والرجم).
وكذلك دائما يقال أخذ فالن العلم عن فالن
والناحية األخرى من الحديث(مناسككم)فالمناسك فيها الركن والواجب
والسنة فإما أن نوجب كل مافعل النبي صلى هللا عليه وسلم ونحتج بهذا الحديث
وإما أن نجعل معناه كما قال السندي تعلموا واليدل على الوجوب.
-4الجواب عن حديث عائشة رضي هللا عنها
أ-قولها معارض بأقوال الصحابة اآلخرين ابن عباس وابن مسعود وأنس
بن مالك وعبدهللا بن الزبيروأبي بن كعب
ب-الرواة عنها اختلفت ألفاظهم وروي الحديث عنها من أربع طرق دون زيادة
قول عائشة المذكور((ماأتم هللا حج امرئ والعمرته لم يطف بين الصفا
والمروة)) ومن الذين رووه بدون الزيادة مالك بن انس وسفيان بن عيينة
وقد قام بهما من التزكية مالم يقم برواة الزيادة
ج-أن بقية الرواة الذين ذكروا الزيادة اختلفت ألفاظهم بماتختلف به الداللة من
ركن إلى واجب إلى سنة.
واأللفاظ التي وردت مختلفة في الروايات هي:
(ماأتم هللا حج امرئ والعمرته لم يطف بين الصفا والمروة)وهي تدل على
الوجوب
و (لعمري ماحج من لم يسع بين الصفا)وهذه تدل على الركنية
و (فليس ينبغي ألحد أن يدع الطواف بينهما)وهذه تدل على السنية
كل هذه األلفاظ رويت عن عائشة رضي هللا عنها
د-أن عائشة رضي هللا عنها قالت(لو كانت على ما أولتها عليه كانت :فال جناح
عليه أال يطوف بهما)
وهذا يدل أنها لم تعلم بالقراءة األخرى ,وفهمها وقولها هذا يؤيد فهم من قال
بمضمون القراءة األخرى
هـ-أن أنس بن مالك كان يعرف القصة التي أوردتها عائشة ومع ذلك لم
يقل بقولها بل قال بأن السعي تطوع
-5حديث(ابدأوا بمابدأ هللا به)يعرفه ابن عباس ولم يفهم منه الوجوب والالركنية
بل هو واضح أنه في تعليم السعي وفيه األخذ بظاهر اآلية
ثانيا :مناقشة أدلة القائلين بالوجوب
كل األحاديث المذكورة وغيرها لها صارف عن الوجوب إلى االستحباب
ثالثا :مناقشة أدلة القائلين بالسنية:
اعتراضات على القول بالسنية:
-1االعتراض األول :أن هذا القول مهجور ولم يقل به إال القليل.
االعتراض الثاني:قالوا أن القراءة الشاذة معارضة للمتواترة وحينئذ اليحتج بها.
أن الالم زائدة وليست نافية .في قوله(أن اليطوف) وبهذا يكون معنى هذه القراءة
مثل معنى القراءة المتواترة