You are on page 1of 2

‫تشكل الضرائب والرسوم أهم مولد لميزانية الدولة والجماعات وتساهم بشكل فعال في تمويل النفقات العمومية و إنعاش

الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للبالد ‪ ,‬وضمان السير العادي لدواليب الدولة وتفرض تلك الضرائب على الخاضعين لها مقابل ما توفره‬
‫لهم الدولة من خدمات امنية واجتماعية ‪ ١‬محمد قصري‬
‫ولقد عرف التشريع الضريبي بالمغرب قفزة نوعية ‪ ,‬خالل الثمانينات من القرن الماضي بعد صدور قانون االطار سنة ‪1984‬‬
‫الذي سطر األهداف الرئيسية لإلصالح الضريبي التي تتلخص في توحيده ‪ ,‬أي االنتقال من نظام نوعي إلى نظام إجمالي لتقليص‬
‫عدد الضرائب والرسوم‪ ,‬ثم تبسيطه لتسهيل استيعابه وتطبيقه سواء من طرف أعوان اإلدارة أو المتعاملين معها‪ .٢‬محمد شكيري‬
‫القانون الضريبي المغربي الجزء األول مطبعة النجاح الدار البيضاء الصفحة ‪27‬‬
‫حيث كرس هذا القانون ثالثي ضريبية تضم الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات والضريبة على القيمة المضافة‬
‫وقد شكل إصدار المدونة العامة للضرائب منذ سنة ‪ 2007‬محطة بارزة في تاريخ التشريع الضريبي للمغرب ‪ ,‬حيث تم التدوين في‬
‫نص واحد لجميع مقتضيات الوعاء والتحصيل و المساطر الجبائية المتعلقة بالضريبة على الشركات والضريبة على الدخل‬
‫والضريبة على القيمة المضافة وواجبات التسجيل واجبات التمبر والضريبه الخصوصية السنوية على السيارات وقد وضعت هذه‬
‫المدونة حد لتشتت المقتضيات الجبائية في العديد من القوانين ونصت على ضرورة إدراج كل مقتضى جبائي في صلب هذه المدونة‬
‫كما أن هذه المدونه تعرف تحيينا كل سنة وفق التوجهات الكبرى لقانون المالية‪.‬‬
‫وتستمد معظم الضرائب تسميتها من الوعاء الضريبي الذي تفرض عليه ضريبة الدخل هي الضريبة المفروضة على المداخيل‬
‫واألرباح والرواتب أما الضريبة على القيمة المضافة وتستهدف القيمة المضافة عن كل عمليه تجاريه‪.‬‬
‫ويمكن تعريف الضريبة على القيمة المضافة من خالل عدة مجاالت‪:‬‬
‫ففي التعريف العام يراد بها الضريبة على ما تم اضافته للسلعة في كل مرحلة من مراحل اإلنتاج والتداول أو عند تقديم خدمة أما في‬
‫التعريف االقتصادي فهي ضريبة تمثل الفرق بين سعر البيع الخاص للسلع والخدمات وبين تكلفة شراء المواد وعناصر اإلنتاج‬
‫الداخلة في تصنيع السلعة أو تأدية خدمة في حين أن التعريف الضريبي يعرفها على أنها الضريبة المحسوبة على قيمة األجور زائد‬
‫األرباح المضافة للسلعة ويتم احتسابها كما يلي‪:‬‬
‫ض‪.‬ق‪.‬م= الضريبة على المخرجات ‪ -‬الضريبة على المدخالت‬
‫ويرجع الفضل تاريخيا في التجسيد النظري للضريبة على القيمة المضافة لاللماني فإن سليمان وقد كانت فيه الضرائب على رقم‬
‫المعامالت تتميز بطابعها التراكم الشديد حيث كانت تفرض على مرحلة من مراحل اإلنتاج دون دون تخويل الملزم الحق في الخصم‬
‫غير أن التطبيق الفعلي لهذه الضريبة فقد تم ألول مرة في فرنسا سنة ‪ 1954‬باقتراح من االستاذ موريس لوريه الذي وضع قواعدها‬
‫الرئيسية سنه ‪ 1953٣‬الجبلي أنس الضريبة على القيمة المضافة وفقا الخر تعديالت المدونة العامة للضرائب رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون العام كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بفاس ‪ 2010 2009‬صفحة ثالثه‬
‫أما في المغرب فإن فكرة األخذ الضريبة على القيمة المضافة كانت نتيجته عبء مديونية ثقيلة ومتزايدة ال تتميز عن وضعية بلدان‬
‫العالم الغير منتجة للنفط‪ ٤‬فؤاد مرسي الضريبة على القيمة المضافة وانعكاساتها مجلة االقتصاد والمجتمع ‪ 1986‬صفحة ‪116‬‬
‫باالزمه الماليه أحدثت الكثير من االختالالت داخل االقتصاد الوطني ومع استفحالها في الثمانينات توقف المغرب عن تسديد ديونه‬
‫وبالتالي طلب إعادة جدولتها مما يعني السقوط تحت وصاية صندوق النقد الدولي عبر برنامج التقويم الهيكلي‪ (٥‬مصطفى الكبيري‬
‫النظام الجبائي والتنمية االقتصادية بالمغرب ‪ 1991‬صفحة ‪ )20‬وقد تم نهج سياسة تقشف مالي تهدف إلى زيادة في الموارد الجبائية‬
‫والنقص في النفقات العمومية خصوصا في القطاعات االجتماعية ومن بين اإلصالحات التي كان المسؤولون مدعوون الى تبنيها كان‬
‫اإلصالح الجبائي‪.‬‬
‫لقد ساهمت عدة اسباب اقتصاديه وسياسيه واجتماعيه في الدفع بالمشرع المغربي نحو عصرنة وتحديث النظام الجبائي وتبسيطه عن‬
‫طريق إصالح ثالث ضرائب رئيسية الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل و الضريبة على القيمة المضافة التي عوضت‬
‫الضريبة على المنتجات والضريبة على الخدمات بمقتضى ظهير شريف في ‪ 20‬دجنبر ‪ 1985‬وقد دخلت حيز التنفيذ ابتداء من فاتح‬
‫أبريل ‪.1986‬‬
‫وكانت الضريبة على القيمة المضافة منظمة في القانون رقم ‪ 30.85‬الصادر سنة ‪ 1985‬و المرسوم رقم ‪ 2.86.89‬بتاريخ‬
‫‪ 1986‬وجاءت المدونة العامة للضرائب لتؤكد على تنظيم هذه الضريبة من خالل المواد ‪ 87‬الى ‪ (162٦‬مدني حميدوش الوجيز‬
‫في القانون الجبائي سنة ‪ 2008‬الصفحة ‪115‬‬
‫وتبرز أهمية الضريبة على القيمة المضافة في كونها أحد المنابع الرئيسية في ملء خزينة الدولة خاصة أن يستحضر مبدأ العدالة‬
‫الجبائية في عملية جبايتها عالوة على أنها احدى وسائل السياسة المالية التي تمكن من توجيه النشاط االقتصادي وتحقيق أهداف‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وعن هذه األهمية تتولد اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إلى أي حد تمكن المشرع الجبائي من تقنين الجوانب القانونية والتقنية للضريبة على القيمة المضافة؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي األحكام المنظمة للضريبة على القيمة المضافة؟ وكيف يتم تحصيلها ؟‬
‫و لإلجابة عن اإلشكالية السابقة عرضها واالسئله المتفرعة عنها سيتم اعتماد المنهج التحليلي نظرا لما تتطلبه الدراسة القانونية من‬
‫تحليل وفق التصميم التالي‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق فرض الضريبة على القيمة المضافة وأساس فرضها‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تصفية الضريبة على القيمة المضافة وتحصيلها‬

You might also like