Professional Documents
Culture Documents
1655194 - المحاضرة السابعة في التـأمين
1655194 - المحاضرة السابعة في التـأمين
يتميز عقد التأمين من حيث مفهومه أي من حيث االلتزامات التي تترتب عليه،
بكونه ملزم للجانبين ،وكونه عقد معاوضة ،وعقد احتمالي.
تستخلص هذه الخاصية من تعريف مدونة التأمينات لعقد التأمين كما جاء
في املادة األولى ":اتفاق بين املؤمن واملكتتب من أجل تغطية خطر ما .ويحدد هذا
االتفاق التزاماتهما املتبادلة.
ويجد كل طرف من عقد التأمين سبب التزاماته في التزام الطرف اآلخر ،فيلتزم
املؤمن له بأداء قسط التأمين ،ويلتزم املؤمن بالضمان ،وتكون بذلك العالقة بين
طرفي عقد التأمين عالقة تبادلية.
وال تنتفي على عقد التأمين هذه الخاصية واقعة عدم تحقيق الخطر خالل
فترة العقد ،وعدم أداء أي ش يء ،ألن العبرة في اعتبار العقد ملزم للجانبين هو تقابل
االلتزامات وقت إبرام العقد وليس وقت تنفيذه.
-عقد التأمين عقد معاوضة
يأخذ كل من طرفي عقد التأمين مقابال ملا يعطيه ،املؤمن يحصل على أقساط
التأمين في مقابل تغطية الخطر التي يوفرها للمؤمن له ،وهذا األخير يحصل على
ضمان الخطر الذي يهدده مقابل القسط الذي يدفعه ،فهناك إذن تبادل املنافع بين
طرفيه.
يعتبر عقد التأمين من العقود التي ال يعرف فيها املتعاقدان أو أحدهما وقت
التعاقد مقدار ما سيعطي ومقدار ما سيأخذ من العقد ،ألن ذلك يتحدد في
املستقبل وفقا ألمر غير محقق الوقوع ،أو غير معروف وقت وقوعه.
ً
ويعد عقد التأمين عقدا احتماليا من الناحية القانونية ومن الناحية الفنية،
ً
منظم على أسس تجعله بالنسبة للمؤمن بمنأى عن كل احتمال ،فهو يجمع عددا
ً
كبيرا من األخطار وتجري املقاصة بينهما وفقا لقوانين اإلحصاء ،بشكل يمكنه من
معرفة مقدار ما سيدفعه من تعويضات ومقدار ما يجب جمعه من أقساط.
لعقد التامين من ناحية تنفيذه خاصية كونه من العقود الزمنية ومن عقود
حسن النية.
-عقد التأمين عقد زمني
عقد التأمين من العقود الزمنية أو املدة يكون تنفيذه يستمر في إنتاج آثاره
ً
ملدة معينة ،وينظم قانون التأمين مدته وشروط صحته ،ويعتبر الزمن عنصرا
أساسيا في التأمين ،وله دور جوهري في تكوينه ،وفي االلتزامات املترتبة عنه بالنسبة
للمؤمن أو املؤمن له على حد سواء.
ويلزم املؤمن بتحمل الخطر املؤمن منه طوال مدة التأمين ،وال يستطيع أن
يفي بالتزامه في مدة أقل من املدة املتفق عليها.
ويترتب عن اعتبار عقد التأمين من عقود املدة أنه ،في حالة فسخ العقد
بسبب عدم أداء القسط ،فإن ذلك ال يكون بأثر رجعي ر كما هو حال العقود امللزمة
للجانبين ،إنما ينتهي بالنسبة للمستقبل ،وال يحق للمؤمن له استرداد ما أداه من
أقساط دون املدة السابقة عن الفسخ ألنها كانت مقابل خطر تحمله املؤمن فعال.
وينتج عن ذلك أن عقد التأمين ينتهي بقوة القانون إذا استحال تنفيذه أحد
طرفيه اللتزاماته التعاقدية كهالك الش يء املؤمن له مثال.
كما أن عقد التأمين من عقود حسن النية
تتطلب كافة العقود حسن النية من تنفيذها ،غير أن عقد التأمين يتميز بأن
حسن النية يلعب دورا في انعقاده وفي تنفيذه أكثر من الدور الذي يلعبه في أي عقد
آخر.
يشترط إلبرام عقد التأمين من الناحية القانونية توافر سائر أركان االنعقاد
التي هي الرضاء واألهلية واملحل والسبب.
غير أنه ملا كان يتعدد املتدخلون في العملية التأمينية ،فإنه علينا أن نحدد أوال
من يعتبر منهم طرفا في عقد التأمين قبل أن ندرس أركان عقد التأمين.
-املؤمن
املؤمن هو مقاوالت التأمين املسموح لها بمباشرة عمليات التأمين ،وغالبا ما
تتخذ شكل شركة مساهمة ،غير أنها قد تتخذ شكل شركة تعاضدية .وال تثير هذه
األخيرة صعوبة خاصة ،إذ أن كل عضو فيها يعتبر مؤمنا ومؤمنا له.
وممارسة التأمين في املغرب يتوقف على الحصول على رخصة من وزير املالية
بناء على طلب يقدم في هذا الشأن إلى مديرية التأمين.
ولقد حصر املشرع تأمين األخطار املوجودة في املغرب واألشخاص املقيمين به
وكذلك املسؤوليات املرتبطة بتلك األخطار واألشخاص بواسطة عقود تكتبها وتديرها
مقاوالت التأمين املعتمدة باملغرب.
وتقوم مقاوالت التأمين بعرض عمليات التأمين على العموم إما مباشرة أو
بواسطة وسطاء أو سعاة للتأمين.
على خالق النص القديم الذي لم يكن يجيز لشركة التأمين عرض عمليات
التأمين مباشرة على الجمهور إال في حاالت ضيقة حددها مرسوم 12ديسمبر 2711
فإن املدونة الجديدة سمحت بذلك العرض وقيدته فقط بوجوب الحصول على إذن
مسبق من اإلدارة .
على خالف النص القديم الذي يفتح باب السمسرة في التأمين أمام كل شخص
ذاتي أو اعتباري فإن مدونة التأمينات الجديدة حصرت ذلك في شركات السمسرة في
التأمين املعتمدة من قبل اإلدارة على أن تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة ذات
مسؤولية محدودة .وهذا تدبير قصد منه املشرع تطهير قطاع السمسرة في التأمين
الذي عرف تجاوزات كثيرة دفعت السلطات املختصة إلى تعليق منح التراخيص فيه
منذ سنوات عديدة.
فتقوم بالبحث على العمالء وتعرض عليهم التأمين الذي يناسبهم وفق
الشروط التي تكون قد حددتها شركة التأمين التي انصبت للوساطة لديها مقابل
عمولة ،والعمالء هم الذين يتعاقدون مباشرة مع شركة التأمين.
غير أنه قد تتمتع شركة السمسرة في التأمين ببعض الصالحيات تتعلق بتنفيذ
العقد مثل تسليم وثيقة التأمين إلى املؤمن له بعد الحصول عليها من شركة التأمين،
وكذلك تسلم البيانات من املؤمن لهم أثناء سريان العقد من أجل تسليمها إلى شركة
التأمين ،وتسلم التصريحات بحصول الخطر .لكن متى كان لها سلطة قبض القسط
لفائدة هذه األخيرة فإنها تعتبر حينئذ ممثلة لها كذلك.
-وكالء التأمين
وكالء التأمين هم أشخاص ذاتيين أو معنويون يتوفرون على توكيل خاص من
شركة التأمين ،ليعرضوا على العموم ،مقابل عمولة ،عمليات التأمين لحساب هذه
األخيرة .
وعندما يكون وكيل التأمين شخصا معنويا ،فإن عليه أن يتخذ شكل شركة
مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة.
ويمكن التمييز بين نوعين من أعوان التأمين انطالقا من السلطات التي يخولها
لهم عقد التوكيل :فهناك الوكيل املفوض ،وهناك املندوب ذو التوكيل العام.
-فالوكيل املفوض :هو الذي يخوله عقد توكيله سلطة التفاوض مع الزبائن،
ويعطي له صالحية تعديل شروط عقد التأمين ومد مدته وإنهائه.
أما املندوب ذو التوكيل العام :فهو الذي ال يخوله عقد توكيله سلطة التعاقد
مع الزبائن إال وفق الشروط العامة املحددة من قبل الشركة.
ويالحظ أن مزاولة مهنة ساعي التأمين تتوقف على الحصول على بطاقة مهنية
من شركة أو وسيط التأمين ملدة سنة قابلة للتجديد.
املؤمن له
املؤمن له هو الطرف الثاني في عقد التأمين .وهو في الغالب ،وخاصة في التأمين
على األضرار يجمع بين صفات ثالثة:
-صفة املكتتب أو املتعاقد :وهو الذي يبرم عقد التأمين سواء لحسابه أو
لحساب الغير فيلتزم من تم بتنفيذ االلتزامات الناشئة عنه ،وخاصة تسديد
القسط ،واملقابلة اللتزامات املؤمن.
-صفة املؤمن له :وهو الشخص الذي يتهدده الخطر املؤمن منه سواء في أماله
أو في شخصه.
-صفة املستفيد :وهو الشخص الذي يعينه مكتتب التأمين ليستحق له مبلغ
التأمين عند تحقق الخطر املؤمن منه.
غير أنه قد تتفرق هذه الصفات بين أشخاص متعددين .وغالبا ما يكون ذلك
في التأمين على األشخاص .ويتحقق ذلك في أحد الصور التالية:
-عندما يكون املكتتب هو املؤمن له ويكون املستفيد شخصا آخر ،وذلك كما
في التأمين على الحياة الذي يعقده شخص لفائدة أوالده.
-عندما يكون املكتتب شخص واملؤمن له واملستفيد شخصا آخر ،كما في
التأمين على البضاعة الذي يعقده البائع ملصلحة املشتري ،حيث يكون البائع هو
املكتتب واملشتري الذي أصبحت البضاعة في ملكه هو املؤمن له واملستفيد في نفس
الوقت.
-عندما تتفرق الصفات الثالثة على أشخاص مختلفين ،كما في تأمين الشخص على
حياة أبيه ملصلحة أوالده ،حيث يكون هو املكتتب ،وأبوه هو املؤمن له ،وأبناؤه هم
املستفيدون