You are on page 1of 168

‫كلية الفنون الجميلة‬

‫إمس إلكتاب‬
‫تذوق فين‬
‫لطالب الفرقة اإلعدادية‬
‫ف ك ‪6-1-‬‬ ‫كود المقرر ‪:‬‬
‫أستاذ المقرر‪/‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬محمد شاكر‬
‫قسم فنون‬
‫‪2022 -2023‬‬

‫‪1‬‬
2
‫في ظل اتجاه الدولة لتطوير التعليم الجامعي وتطبيًقا لمنهج التحول الرقمي في التدريس؛ اتخذ المجلس‬
‫ار بضرورة تحويل الكتاب الجامعي «المصاحب لمقرر دراسى» والذى يمثل المحتوى‬
‫األعلى للجامعات قرًا‬
‫الرقمى للمحاضرات التى يتضمنها مقر ار دراسيا إلى إلكتروني يمكن تحميله من المنصات التعليمية و‬
‫من المكتبة الرقمية‪.‬‬

‫جامعة اإلسكندرية ال تسمح بالنسخ الغير قانونى للكتاب الجامعى الرقمى وقد روعى فى هذا الكتاب‬
‫إحترام حقوق الملكية الفكرية للغير‪ ،‬كما يسمح للمطلع على الكتاب إستخدامه وفقا لترخيص المشاع‬
‫اإلبداعى الموضح عليه‪.‬‬

‫مع خالص التمنيات بالتوفيق ألبتائنا الطالب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محتويات الكتاب ‪:‬‬

‫رقم‬
‫البيـــان‬
‫الصفحة‬
‫الفصل األول‬
‫‪.....‬‬ ‫مدخل إلى الفنون الجميلة ‪ ..‬الفنون التشكيلية‬

‫‪9‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫الفنون التشكيلية‬

‫‪9‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫العمارة ( ‪) Architecture‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫الرسم ‪Drawing‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫الخامات المستخدمة فى فن الرسم‬

‫‪23‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫طرق اآلداء فى فن التصوير‬

‫‪28‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المدارس واإلتجاهات الموجودة فى فن التصوير‬

‫‪29‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫ميكانيكية احساس العين بلغة الشكل‬

‫‪29‬‬ ‫التأثير النفسى للون ( ‪Psychological Effect of‬‬


‫‪............................................................... ) color‬‬

‫‪30‬‬
‫التأثير العضوى للون ( ‪Physiological Effect of‬‬
‫‪................................................ ) color‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪........................ .........‬‬ ‫التأثير التشكيلى أو الجمالى‬

‫‪31‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫الطبـاعة الفنية‬

‫‪33‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الطباعة البارزة ( ‪) Relief Printing‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫الطباعة الغائرة ( ‪) Intaglio‬‬

‫‪35‬‬ ‫الطباعة المسطحة أو المستوية‬


‫(‪........................ ) Serigraph Printing‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪............‬‬ ‫الطباعة الحريرية ( ‪) Silkscreen‬‬

‫‪4‬‬
‫رقم‬ ‫البيـــان‬
‫الصفحة‬
‫‪36‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫التصوير بالزجاج الملون‬

‫‪36‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫الزجاج المعشق بالجص ( الجبس )‬

‫‪36‬‬ ‫الزجاج المؤلف بالرصاص ‪Glass Stained‬‬


‫‪38‬‬ ‫الفسيفساء والبالط الخزفى ( ‪- tiles Mosaic and‬‬
‫‪............................................ ) Potter‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪..................................‬‬ ‫النحـت ( ‪) Sculpture‬‬

‫الفصل الثاني الفنون التطبيقية‬

‫‪43‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫الفنـون التطبيقية ( ‪) Applied Arts‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪..................................‬‬ ‫‪-‬‬


‫الخزف ( ‪) Pottery‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -‬األواني الزجاجية ( ‪.......... ) Glassware‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫المنسوجات ( ‪) Textiles‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪46‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪ -‬المينا ( ‪) Enamel‬‬
‫الفصل الثالث الفنون التعبيرية‬

‫‪49‬‬ ‫الفنون التعبيرية ( ‪) Expression Arts‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫الرقص ( ‪) Dance‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪50‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪ -‬لغة الجسد ( ‪) Body Languadge‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫الموسيقى ( ‪) Music‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫اآلالت الوترية‬ ‫‪-‬‬


‫‪54‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫‪ -‬اآلالت اإليقاعية‬

‫‪55‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫‪ -‬آالت النفخ الهوائية‬

‫‪58‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫‪ -‬آالت الطرق الوترية‬


‫‪58‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫القوالب الموسيقية‬

‫‪5‬‬
‫رقم‬
‫البيـــان‬
‫الصفحة‬
‫‪58‬‬ ‫‪..........................................‬‬ ‫‪ -‬القصيد السيمفونى‬

‫‪58‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪ -‬السيمفونية‬

‫‪59‬‬ ‫‪..........................................................‬‬ ‫‪ -‬الصوناته‬

‫‪59‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪ -‬صوناتة التريو ( ‪) Terio-sanata‬‬


‫‪59‬‬ ‫‪ -‬الكونشرتو جروسو ( ‪)ConcertoGrosso‬‬
‫‪............................‬‬

‫‪60‬‬ ‫نماذج لبعض كبار الفنانين فى مجال الموسيقى‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫الفنون التى ترتبط بالموسيقى الكالسيكية‬

‫‪74‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫‪ -‬األوب ار ‪Opera‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫تاريخ األوب ار‬ ‫‪-‬‬


‫‪76‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫مونتفردى ‪ Montverdi‬واألوب ار‬
‫‪77‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫بعض نماذج من األوبرات العالمية‬

‫‪77‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪ -‬اوب ار عايده‬

‫‪78‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫‪ -‬أوب ار الترافيتا‬

‫‪79‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫فن الباليه ‪Ballet‬‬


‫‪79‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫إيطاليا وميالد فن الباليه‬
‫‪80‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫انتقال فن الباليه إلى فرنسا‬

‫‪80‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫أشهر الباليهات‬

‫‪80‬‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫‪ -‬بحيرة البجع‬

‫‪6‬‬
‫رقم‬
‫البيـــان‬
‫الصفحة‬

‫‪83‬‬ ‫‪..........................................‬‬ ‫‪ -‬باليه كسارة البندق‬

‫‪84‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫باليه روميو وجولييت‬ ‫‪-‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫الشعر ‪Poetry‬‬

‫‪140‬‬ ‫‪.....................................................................‬‬ ‫الزجل‬

‫‪145‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫الدراما ( ‪) Drama‬‬

‫‪145‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫المسرح ( ‪) Theater‬‬

‫‪147‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫السينما ( ‪) Cinema‬‬

‫‪153‬‬ ‫بعض التعاريف الفنية الخاصة بالفنون التعبيرية‬


‫‪................................................................‬‬

‫‪157‬‬ ‫‪......................................‬‬ ‫الفن بين الحالل والحرام‬

‫‪160‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫مصطلح ـات المقـرر‬

‫‪166‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫المراجع المستخدمة‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬

‫مدخل الى الفنون الجميلة‬


‫الفنون التشكيلية‬
‫الفصل األول‬
‫تاريخ فن الفيديو‬

‫الفصل األول‬

‫تاريخ فن الفيديو‬
‫‪8‬‬
‫الفنون التشكيلية‬

‫العمارة ‪: Architecture‬‬

‫كانت العمارة منذ بدء التاريخ هى اول شكل من اشكال االبداع االنسانى فى مفهوم التعبير رغم أن لها‬
‫وظيفة ‪ ،‬ولكن كان االنسان القديم يرى ان فى هذا الشكل رغم ان له وظيفة قيمة تقترب من مفهوم‬
‫البحث فى عالقته بالفراغ ‪ ،‬و تطورت مفاهيم العمارة حتى اصبحت ام الفنون فى جميع العصور‬
‫المتحضرة القديمة و الوسطى وحتى العصر الحديث ‪.‬‬

‫مفهوم ام الفنون ‪:‬‬

‫مفهوم يتغير تبعا لحضارة الشعوب و ثقافتها فى ادراكها للفنون الرفيعة سواء كانت العمارة لها طرز‬
‫ثبتت و استمرت ‪ ..‬او كانت بال طرز محددة الهاوية ‪ ،‬ولكن نستطيع ان نرى ان هناك أطر عامة‬
‫جعلت من العمارة الخاصة بالحضارات القديمة ذات طابع باق حتى اليوم خاصة فى العمارة الدينية ‪.‬‬

‫معبد البانثينون بروما لجيوفانى باتيستا‪Giovanni Batista‬‬

‫من (‪ 1778 – 1720‬م )‬

‫‪9‬‬
‫كتدرائية نوتردام شارتر‬

‫‪10‬‬
‫• الرسم ‪: Drawing‬‬
‫هو التعبير بالخط أوالتلوين بلون واحد ‪.‬‬

‫أنواع الخطوط فى فن الرسم ثالثة ‪:‬‬

‫‪ – 1‬الخط التلقائى ‪ :‬وهو الخط الذى يصنعه االنسان بخامة هشة مثل الطباشير أو الخشب المحروق‬
‫( الفحم ) ‪.‬‬

‫‪ – 2‬الخط الصناعى ‪ :‬الذى يستخدم بأداة حادة مثل الرابيدوجراف أو القلم الجاف‪.‬‬

‫‪ – 3‬الخط المثالى ‪ :‬وهو يجمع بين الخط التلقائى والخط الصناعى ويقبل التعديل مثل القلم الرصاص‬
‫والكونتيه ‪.‬‬

‫منذ العصور الوسطى أضيف الى فن الرسم قيمة التلوين بلون واحد كما ذكر فى التعريف ‪ ،‬فالتلوين‬
‫بلون واحد يدخل ضمن الرسم حتى لو لم يكن باألبيض واألسود ‪ ،‬والدرجات اللونية المستخدمة فى فن‬
‫الرسم درجات من الناحية الفيزيقية حوالى ‪ 3500‬درجة ‪ ،‬ومن الناحية التشكيلية ال تستطيع العين أن‬
‫تستذكر اال حوالى ‪ 250‬درجة فى اللون الواحد ‪.‬‬

‫أهم الفنانين الذين استعملوا فن الرسم ‪:‬‬

‫( شكل ‪ ، ) 1‬االلمانى دورر ‪ ( Durer‬شكل ‪، ) 2‬‬ ‫ليوناردو دافنشى ‪Leonardo Da Vinci‬‬


‫ميكيل آنجلو ‪ ( Michael Angelo‬شكل ‪ ، ) 3‬رفاييل ‪ ( Rafael‬شكل ‪ ، ) 4‬وغيرهم ‪.‬‬

‫ن ن‬
‫رسامي يف العالم | فنجان)‪(funjaan.com‬‬ ‫أشهر ‪7‬‬

‫‪11‬‬
Leonardo Da Vinci ‫ليوناردو دافنشى‬

Self portrait

12
‫األلمانى دورر ‪Durer‬‬

‫يدان أثناء الصالة‬

‫‪13‬‬
Michael Angelo ‫ميكيل آنجلو‬

14
Rafael ‫رفاييل‬

15
‫لوحة ( رجل جالس على درجة سلم ) ‪ ،‬للفنان رمبرانت ‪Rembrandt‬‬

‫‪16‬‬
‫لوحة ( المسرح ) بالفحم ‪ ،‬للفنان سو ار‬
‫‪ 1888 – 1887 ( Georges Pierre Seurat‬م )‬

‫الخامات المستخدمة فى فن الرسم ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفحم النباتى ( الخشب المحروق ) ‪ ،‬أقالم الرصاص بدرجاتها ‪ ،‬الكونتيه ‪ ،‬الحبر المجفف‪.‬‬

‫وأى مادة ملونة نستطيع أن نستخرج منها درجات لونية ‪.‬‬

‫التصوير ‪: Painting‬‬

‫التصوير هو التلوين بأى مادة ملونة أو أى خامة على أى سطح ثابت أو متحرك ‪ ،‬المواد الملونة هى‬
‫‪ ، Pigments‬الخامات الملونة هى كل الخامات الطبيعية أو المصنعة التى تستخدم فى تقنية الفسيفساء‬
‫أو الزجاج الملون أو الكوالج ‪.‬‬

‫األسطح الحاملة ‪ :‬هى االسطح المعمارية ( مثل الحوائط واالسقف واالرضيات واألعمدة والقباب واألبواب‬
‫والنوافذ ‪ ..‬وغيرها ) أما االسطح المتنقلة (مثل الخشب والقماش المجهز والورق والجلد واآلنية وغيرها)‪.‬‬

‫حتى يكون التصوير فناً البد أن يحمل التعبير ألن التلوين بال تعبير هو دهان ‪ ،‬وترجمة ‪painting‬‬
‫ليست هى التصوير انما هى التلوين والتعبير باأللوان وذكرت كلمة تصوير فى الترجمة بأن استعمال‬
‫األلوان يحمل تصو ار من الفنان وليس اعماال للمادة الملونة فقط ‪.‬‬

‫بدأ فن التصوير بالـ ‪ ( Pigments‬األصباغ ) عندما كان يستخدم االنسان البدائى النباتات الملونة أو‬
‫الخشب المحروق واألكاسيد التى يستخرجها من التربة ‪ ،‬حيث يجد أنواعا مختلفة من األحجار فيقوم‬
‫بصحنها و تنقيتها ثم يضيف اليها مادة الصقة ‪.‬‬

‫المواد الالصقة التى كان يستخدمها االنسان البدائى مصدرها األول من الحيوان حيث استخدم الدماء‬
‫لسرعة التجلط ثم الدهون ‪ ،‬وهناك ايضا المادة الموجودة فى حوافر وقرون الحيوان ‪ ،‬ثم الغضاريف و‬
‫االوتار والعضالت الموجودة داخل جسم الحيوان ( الجيالتين ) ‪.‬‬

‫بعد ذلك استعمل االنسان وسائط الصقة نباتية من أشجار الصمغ ‪ ،‬وكذلك الوسائط المستخرجة من‬
‫( ذالل وصفار البيض ) ‪ ،‬وتطور استعمال هذه الوسائط لكى يصبح بعد ذلك فى‬ ‫بيض الدواجن‬
‫مسمى التقنية تمب ار ‪. painting‬‬

‫‪18‬‬
‫لوحة ( الفتاة واإلبريق ) ‪ ،‬للفنان فيرمير‪Jan Vermeer‬‬

‫( ‪ 1658 –1660‬م )‬

‫‪19‬‬
‫لوحة ( مريم العذراء والقديسات والقديس ايلدفونس ) ‪،‬‬

‫للفنان روبنز ‪ 1631 ( Rubens‬م )‬

‫‪20‬‬
‫تصوير جدارى مصرى قديم‬

‫لوحة ( مراكب ارجنتي ) ‪ ،‬للفنان كلود مونيه ‪Claude Monet‬‬

‫( ‪ 1872‬م )‬

‫‪21‬‬
‫لوحة ( مشهد من ارجنتى ) ‪ ،‬للفنان رينوار‪Renoir‬‬

‫( ‪ 1874 – 1873‬م )‬

‫لوحة ( الرجل ذو الخوذة الذهبية ) ‪ ،‬للفنان رمبرانت‪Rembrandt‬‬

‫( ‪ 1650‬م )‬
‫‪22‬‬
‫طرق اآلداء فى فن التصوير ‪:‬‬
‫أ – التصوير بالمواد الملونة ‪.‬‬
‫ب – التصوير بالخامات الملونة ‪.‬‬

‫التمب ار ‪: Tempera‬‬

‫هى التصوير باألكاسيد الطبيعية المضاف اليها وسيط الصق على األسطح المجهزة ‪ ،‬وقد انتشر تصوير‬
‫التمب ار فى الحضارات القديمة مع فارق بسيط فى المواد الملونة والوسائط الالصقة ‪.‬‬

‫من مزايا التمب ار انه يحافظ على اللون والشفافية الموجودة وال يتغير اللون بالتقادم مادام بعيدا عن‬
‫االحتكاك أو عوامل التعرية مثل ( الهواء ‪ ،‬المطر ‪ ،‬الشمس ) ‪.‬‬

‫االفرسك ‪: fresco‬‬

‫هو التصوير باألكاسيد الجيرية على المالط الرطب وينفذ جزءا بعد جزء ‪ ..‬حيث يعد الفنان رسومه على‬
‫الورق ‪ ..‬ويجهز مقدما مساحة الحائط الذى يعرف من خالل تجربته أنه يستطيع تغطيتها بااللوان فى‬
‫يوم واحد ‪ ،‬ويقوم بوضع الطبقة المجهزة من المالط على هذا الجزء ‪ ،‬ويقوم الفنان برسم الشكل على‬
‫الحائط ‪ ،‬وبعد ان يتم الفنان التصوير الفعلى لتلك المساحة ‪ ..‬يترك هذا الجزء الذى يشمله ليجف ‪ ،‬وفى‬
‫اليوم التالى يعد جزءا آخر ‪ ،‬ثم يتبع نفس الطريقة ‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬

‫لطريقة الفريسك مزايا وعيوب نسبية ‪ :‬فمن الناحية العلمية تكاد تكون وسيلة دائمة تناسب احتياجات‬
‫العمارة ‪ ،‬تبقى ببقاء البناء نفسه ‪ ،‬ال تحتوى عادة على التفاصيل ‪ ،‬وتأثيرها بسيط يمكن االحساس به‬
‫بالبصر من أبعاد كبيرة ‪ ،‬وتؤثر طبيعة الخامة نفسها على االقتصاد فى اظهار التفاصيل ‪ ..‬اال أنها‬
‫تحث على التركيز على المساحات الواسعة البسيطة التى تزيد من خاصية الفرسك األساسية ‪ ..‬وهى‬
‫الضخامة ‪ ،‬وتقوى هذه الخاصية عادة بواسطة مطالب العمارة وهى النظر اليها من بعيد ‪ ،‬وكذلك يرغم‬
‫الفنان على انهاء عمله فى كل جزء يعمل فيه فى يوم واحد لسرعة جفاف المالط ‪ ،‬أما عن العيوب ‪..‬‬
‫فهى ان المالط السريع الجفاف ‪ ..‬يلزم الفنان بأال يتردد فى عمله وان يكون موج از فى طريقة االداء ‪،‬‬
‫والفرسك كذلك ‪ ..‬يجعل من المستحيل بالنسبة للفنان أن يصلح أيا من االخطاء ‪ ،‬او ان يغير من رايه‬
‫‪23‬‬
‫بدون أن يهدم الجزء المعيب ‪ ،‬وهى طريقة تترك اثا ار فى المكان الذى يضاف اليه مالط جديد ‪ ..‬وتكاد‬
‫تكون الوصالت التى هى بين مالط يوم ومالط يوم آخر ‪ ..‬ظاهرة كذلك ظهو ار " دائما " ‪ ،‬بالرغم من‬
‫أن الفنان يستطيع فى الغالب أن ينظم هذه الوصالت بواسطة مهارة تصميمية بحيث تندمج مع الخط‬
‫الخارجى للشئ المرسوم أو مع اجزائه ‪.‬‬

‫التصوير المائى ‪: water color‬‬

‫هو التصوير باألكاسيد الطبيعية على األسطح الورقية ‪ ،‬وااللوان المائية من بين الخامات التى تحتاج‬
‫فقط الى اللون نفسه وسيلة لنقل اللون ‪ ..‬تسمح للفنان بأن يستعمله " سميكا أو رقيقا " حسب رغبته ‪.‬‬

‫االلوان المائية من اقدم الخامات المعروفة ‪ ،‬وتكاد تكون معظم الرسومات االيضاحية وزخرفة المخطوطات‬
‫الزاهية فى العصور الوسطى ‪ ..‬قد نفذت بااللوان المائية ‪.‬‬

‫قد تكون األلوان المائية شفافة أو شبه معتمة ‪ ،‬وقد تظهر أحيانا "درجات مختلفة من الشفافية فى الصورة‬
‫الواحدة ‪ ،‬ويبين هذا النوع من االلوان المائية مسطحا من اكثر االسطح المشحونة للغاية فى التصوير ‪.‬‬
‫وكذلك قد تسمح االلوان المائية الشفافة ألى رسم تحضيرى بان يظهر خالل اللون الخارجى المضاف ‪،‬‬
‫ويتوقف هذا على سمك تلك الطبقة ‪ ،‬ويصبح اللون فى اشكال كثيرة لاللوان المائية مساعدا " اضافيا "‬
‫لرسم معمارى ما ‪ ..‬أو لمنظر مسرحى أو تصميم زخرفى ‪ ،‬ويمكننا أن نسمى هذه األشكال بلوحات‬
‫مرسومة باأللوان المائية ‪ ،‬وليست تصوي ار باأللوان المائية ‪.‬‬

‫لقد اصبح التصوير باأللوان المائية منذ القرن التاسع عشر المبكر ‪ ..‬أكثر تعقيدا مما كان قبل ذلك‬
‫الوقت ‪ ،‬اذ بدأ الفنانون فى اتباع طرق التصوير الزيتى واستعمال طبقات من اللون بعضها فوق البعض‬
‫‪ ،‬الطبقة األولى منها لون واحد فى درجات مختلفة ‪ ،‬ثم توضع الطبقات التالية من اجل التظليل وتحديد‬
‫الشكل واألضواء العالية وهكذا ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لوحة ( ارتجال رقم ‪ ، ) 13‬للفنان كاندنسكى‪Wassily Kandinsky‬‬

‫( ‪ 1910‬م )‬

‫التصوير الزيتى ( ‪: ) Oil Painting‬‬

‫هو التصوير باألكاسيد الملونة المضاف إليها زيت بذر الكتان النى ‪ ..‬وزيت التربنتين النباتى ‪.‬‬

‫أول شئ يلفت انظارنا الى التصوير الزيتى هو التنوع الهائل فى التعبير الذى تحققه ‪.‬‬

‫لقد سادت طريقتان عامتان فى التصوير الزيتى خالل الفترة الواقعة بين عصر النهضة والقرن التاسع‬
‫عشر المبكر ‪ ،‬اذ بدا فريق من الفنانين بعمل أرضية فاتحة اللون ‪ ،‬وبدا فريق آخر بارضية قاتمة ‪،‬‬
‫واتبع معظم المصورون اجماال خالل هذه الفترة نفس القواعد العامة عند اتجاههم نحو التصوير الزيتى‬
‫مثال ‪ ..‬استعمل بعض‬ ‫‪ ،‬ويختلف تطبيق القواعد باختالف الفرد ‪ ،‬وفى خالل القرن الثامن عشر‬
‫الفنانين انصاف الدرجات اللونية فى خلفية الصورة وهم اذن يضعون على هذا االساس االضواء والظالل‬
‫وأى ألوان موضوعية الزمة للصورة ‪ ..‬اما بطبقة مزججة رقيقة واما بسطح ناعم شبه شفاف‬
‫‪25‬‬
‫( طبقة خارجية ممتزجة ) ‪ ،‬واما بمساحة جامدة من اللون ‪ ،‬ثم يضعون فى النهاية البقع التى تعكس‬
‫اقصى درجات الضوء بلون سميك غالبا ما يبرز فوق سطح اللوحة بحيث يلتقى الضوء ويعكسه مرة‬
‫اخرى الى اعين المشاهد ‪.‬‬

‫بعد ذلك من تاريخ التصوير ‪ ..‬حوالى بداية القرن التاسع عشر والثورة الصناعية ‪ ،‬اندثرت الصلة‬
‫بالمراسم ‪ ،‬وانهارت تقاليد الرسم القديمة لتاخذ محلها طرق جديدة ‪ ،‬وشجع الميل الشخصى فى التصوير‬
‫بدافع الفردية الرومانتيكية ‪ ،‬فتغير التصوير الزيتى بتطرف ‪ ،‬واخلى استعمال الطبقات المتتالية او‬
‫المزججات من اللون مع االلوان المخففة المعتمة او شبه معتمة الطريق للتصوير المباشر ‪ ،‬فلم يعد‬
‫هناك ارضية ابتدائية ‪.‬‬

‫بنهاية القرن الثامن عشر ‪ ،‬وجد كثير من الفنانين أنفسهم غير قادرين على استعمال طرق فنانى فنيسيا‬
‫( ‪ ) Goya‬من‬ ‫( ‪ ) Venice‬وما تتميز به من شفافية االلوان الفنية المتأللئة ‪ .‬وربما كان جويا‬
‫أبرز الذين استعملوا الطبقات المتتالية فوق لون أرضيته ‪ .‬وظهر فى خالل القرن التاسع عشر – ابتداءا‬
‫من كونستابل ( ‪ ) constable‬حتى التأثيريين فى العشر سنوات التى تبدأ بعام ‪ – 1870‬احساس كبير‬
‫بالحاجة الى السيطرة على تأثير الضوء الطبيعى ‪ ،‬فأدى هذا الى تجارب فى استعمال درجات لونية‬
‫متقطعة بوضع ألوان غير ممتزجة على قماش اللوحة حيث يفترض أن ( تقوم العين بمزجها )‬
‫(‪ ، ) Pointillism‬وهو اسلوب تلقائى فى استعمال الفرشاه للحصول على بريق للضوء ببقع صغيرة‬
‫من اللون لتزيد من صفة التلقائية والضوء المطلوبين‪.‬‬

‫ألوان الطباشير ( الباستل ) ( ‪: ) Pastel‬‬

‫يعتبر الباستل أحيانا وسيلة من وسائل الرسم الى جانب التصوير ‪ ،‬ما دام من الممكن الرسم بواسطته ‪،‬‬
‫وهو اسطوانة صنعت من لون متماسك بقليل من الصمغ مصبوب مع الطباشير ‪ .‬ويقبل التعامل باستخدام‬
‫األصابع وليس من المهم نوع األداة على أى حال ‪ ،‬فان الخامة تمثل ابسط الطرق لوضع اللون على‬
‫سطح مستو ‪ ،‬وبما أن ألوانه تتكون من صبغات تكاد تكون نقية بغير مادة تنقله أو تكسبه سمكا رقيقا‬
‫‪ ،‬فالطباشير يسمح بنتائج من درجات لونية أعلى من نتائج أى وسيلة أو خامة أخرى ‪ ،‬وقد تستعمل‬
‫األلوان على السطح برقة تجعل تأثير الورقة نفسها ظاهرة للعين ‪ ،‬وفى التصوير باأللوان المائية تقريبا‬
‫‪ .‬وللباستل فضائله الخاصة وهو يحتاج فى استعماله الى ان يكون على نهج التصوير الزيتى او اى‬

‫‪26‬‬
‫خامة اخرى ذات امكانية واسعة ‪ ،‬ولقد حقق الباستل هنا امكانيته بتعبيره عن روح الشخص المرسوم فى‬
‫الصورة الشخصية ‪ ،‬وتأتى خاصية الباستل اللونية من الطباشير الذى يستخدم أساسا كمادة تساعد فى‬
‫صب اللون ‪ ،‬وهو احدى صفات الخامة الفريدة ويجعلها تختلف عن اقالم الطباشير الممتزجة بالزيت او‬
‫بالشمع ‪ ،‬وللباستل امكانيات محدودة ناتجة عن عدم وجود اى الصق فعلى لأللوان ‪ ..‬مما يجعله متطاي ار‬
‫وقابال للتلف السريع ‪ ،‬وال ينصح عامة باستعمال المثبتات بعد انتهاء الصورة ‪ ،‬ألن ذلك يغير من طبيعة‬
‫سطح الباستل ‪ ،‬ومما يساعد على حفظ العمل تغطيته بالزجاج ‪ ،‬وقد عمل ديجا ‪ ( Degas‬من بين‬
‫آخرين ) بشدة على ابتكار مثبت يمنع الباستل من التلف ‪ ،‬وكان أحد الحلول هو أن يستعمل‬ ‫فنانين‬
‫الباستل بالتآلف مع خامة أكثر بقاء مثل الزيت أو األلوان المائية ‪.‬‬

‫لوحة ( فردينا جويلماردى ) ‪ ،‬للفنان جويا ‪1798 ( Gioia‬م )‬

‫‪27‬‬
‫المدارس واإل تجاهات الموجودة فى فن التصوير‬

‫بدءا من عصر النهضة بداية النهضة المبكرة و بداية ظهور اللوحة الموقعة على يد األربعة ‪ :‬جيوتو‬
‫‪ ، Masaccio‬فرانجيليكو ‪ ، Franjeliku‬بييرو ديالفرانشيسكا ‪Piero‬‬ ‫‪ ،Giotto‬مازاتشو‬
‫‪Dellafrancesca‬؛ أسسوا النهضة المبكرة فى نهاية القرن ‪ 14‬حيث بدأ يتأصل و يتغير سواء كانت‬
‫اللوحات منفصلة عن األسطح المعمارية وتسمى اللوحة ذات االطار أو متصلة باألسطح المعمارية‬
‫وتسمى ‪ manual painting‬أو التصوير الحائطى ‪.‬‬

‫التوقيع ‪ signature‬الذى بدأ من بعد تعرف اسماء فنانين فى الباروك هناك تحول حدث لمفهوم فن‬
‫التصوير و نفس الشىء فى الروكوكو ثم بعد ذلك تأتى االتجاهات والمدارس الواقعية ‪ ،‬الكالسيكية ‪،‬‬
‫الرومانتيكية وحتى التأثيرية وما بعدها التعبيرية ‪ expression‬والتنقيطية ‪ pointisme‬والتكعيبية‬
‫‪. cubism‬‬

‫ظلت المدارس حتى الوصول الى الحداثة وما بعد الحداثة فى اسماء مدارس الفن وحتى ان نذكر تدخل‬
‫الوسائط الفنية حتى وجود جمع بين النحت والتصوير والعمل المركب أو ‪. object art‬‬

‫لوحة ( شجرة السرو ) ‪ ،‬للفنان فان جوخ ‪ ، Gogh Vincent Van‬المدرسة التأثيرية ‪1889‬م‬

‫‪28‬‬
‫ميكانيكية إحساس العين بلغة الشكل‬

‫التأثير النفسى للون ‪Sycological Effect of Color .‬‬

‫تنقسم التأثيرات السيكولوجية للون الى التأثيرات المباشرة و أخرى غير مباشرة ‪ ،‬التأثيرات المباشرة فهى‬
‫ما تستطيع أن تظهر شيئا ما " عاما " بمظهر المرح أو الحزن أو الخفة أو الثقل ‪ ،‬كما يمكن أن تشعر‬
‫ببرودته و سخونته ‪.‬‬

‫أما التأثيرات الغير مباشرة فهى تتغير تبعاً لألشخاص ‪ ،‬ويرجع مصدرها للترابطات العاطفية ‪،‬‬
‫واالنطباعات الموضوعية ‪ ،‬وغير الموضوعية المتولدة تلقائيا ( منذ الطفولة ) من تأثير اللون ‪ ،‬مثاال‬
‫لذلك ‪ ..‬فاللون البرتقالى يحدث عاطفيا" الح اررة والدفء ويمثل موضوعيا" النار وغروب الشمس التى‬
‫تشع منها هذه التأثيرات السيكولوجية المعبرة عن التأجج واالحتدام المشتعل و هى تلك التأثيرات التى‬
‫تحث على النهضة ‪ ،‬أما األزرق الفاتح فيذكر بالسماء والبحر ويوحى سيكولوجيا بالهدوء والسكينة ‪ ..‬و‬
‫فى حاالت أخرى تكون الهزة السيكولوجية لأللوان متولدة من تمثيل األشياء بألوان عرفت بها من قديم‬
‫الزمن ‪ ..‬فبعض درجات اللون األخضر قد تكون ذات تأثير سيئ وضار لدى بعض األشخاص ‪ ،‬إذ‬
‫أنه يؤدى عندهم الى الوهم والقلق واالضطراب ‪ ،‬فى حين أنه يذكر البعض اآلخر بالطبيعة النباتية‬
‫والحياة والخصوبة ‪ ،‬فيوحى لهم سيكولوجيا بالراحة والصبر والنمو واألمل ‪.‬‬

‫اإلحساس السيكولوجى بالبرودة و السخونة تجاه اللون إحساس موجود ‪ ،‬ولكنه خارج من كل التغيرات‬
‫الح اررية والفسيولوجية للشخص واذا كانت صفتى السخونة والبرودة لأللوان معروفة ألنها سيكولوجيا‬
‫محددة و ظاهرة ‪ ..‬إال أنه يصعب أحيانا" بدور اللون بالنسبة لالحساسات العاطفية ‪ ،‬وقد يكون اإلحساس‬
‫بالسرور أو الضيق جذور فى الالشعور و هى جزء من التكوين المزاجى لكل فرد ‪ ..‬مثل القيم الترابطية‬
‫التى ال عالقة لها بالقيمة الجمالية للون فى حد ذاته ‪ ..‬بالرغم من أنها ترتبط ارتباطا" كبيرا" باستجابة‬
‫شخص معين لعمل فنى ‪.‬‬

‫العالقة الجمالية للون هى أننا نتغلغل بسجيتنا فى طبيعة اللون فنتذوق عمقه أو دفأه أو تدرجه ‪ .‬وبمعنى‬
‫آخر ‪ ..‬صفاته الموضوعية ‪ ،‬ثم نمضى الى المطابقة بين هذه الصفات الموضوعية و بين انفعاالتنا ‪،‬‬
‫كذلك تختلف األلوان فى تأثيرها السيكولوجى بالوزن ‪ ..‬فاألسطح ذات األلوان الباردة الفاتحة تظهر للعين‬
‫أخف وزنا" وأقل أهمية ‪ ،‬فى حين تظهر األلوان الساخنة أو القاتمة أكثر ثقال ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫أللوان لها تأثير سيكولوجى يسبب خداع النظر بالنسبة للمسطحات والحجوم ‪ ،‬فاأللوان الباردة وعلى‬
‫األخص الزرقاء ذات القيم الفاتحة تظهر و كأنها ترتد مما تعطى تأثيرا" باتساع الحيز ‪ ..‬فى حين أن‬
‫األلوان الساخنة تتقدم وتعطى تأثيرا" بقصر المسافة بينها و بين الرائى ‪ ،‬وبالتالى يضيق الحيز ويمكن‬
‫استغالل هذا التأثير بإحداث خداع للنظر ينتج عنه تكبير أو تصغير ظاهرى لألبعاد ‪.‬‬

‫مما سبق يتضح أن سيكولوجية اللون تخاطب العواطف و النفس برمزية قديمة قدم اإلنسان ‪ ،‬ومن‬
‫الصعب قياس التأثير السيكولوجى للون على جمهور المسرح كرد فعل جماعى ‪ ،‬فالمسمى بالمسرحى‬
‫يعتمد على االستجابات الفردية القابلة للقياس على أمل تضاعفها ‪ ،‬فاالستجابة االنفعالية للون لدى الفرد‬
‫مشروطة ومكيفة بتأثير طويل األمد على امتداد العمر تميزه األلوان واإلضاءة الطبيعية ‪.‬‬

‫من األمثلة الواضحة على ذلك الميل الى رفض األلوان القوية التى تحدث رد فعل غير طبيعى للجسم‬
‫‪ ،‬فللون تأثير كبير على اإلنسان ‪ ..‬فيمكن أن ينشط أو يحزن مشاعره ‪ ،‬فمثال" األلوان الحمراء على‬
‫المسرح تسرع من نبضات القلب ‪ ،‬والخضراء تبعث على الراحة ‪ ،‬أما الحيادية فهى قد تبعث على‬
‫االكتئاب ‪/https://kayf.co/how-colors-affects-human-mind-and-body .‬‬

‫( ‪: ) Physiological Effect‬‬ ‫التأثير العضوى للون‬

‫يتعدى تأثير اللون فى بعض األحيان ذلك التأثير السيكولوجى السابق ذكره الى تأثير فسيولوجى ‪ ..‬ينتج‬
‫على جزء أو مجموعة أجزاء من الجسم ‪.‬‬

‫فمثال" حاالت االضطراب التى تحدث من اللون األحمر بالنسبة لبعض األشخاص ‪ ،‬والتأثير المنبه للون‬
‫األصفر ‪ ،‬والتأثير المسكن الناتج عن اللون األخضر ‪ ،‬هى بكل تأكيد تأثيرات فسيولوجية محضة ‪،‬‬
‫وهناك تأثيرات من الصعب تحديدها ‪ ،‬فاإلحساس بالح اررة الذى ينتج عن اللون األحمر هو أساسا" تأثير‬
‫سيكولوجى ‪ ،‬ومع ذلك فان هذا اإلحساس يترتب عليه نتائج فسيولوجية ‪ ،‬كذلك التأثير الحسن المعروف‬
‫للون البرتقالى بالنسبة لعملية الهضم عند اإلنسان ال شك أن مرجعه هو هذا التأثير الفسيولوجى ‪ ..‬حيث‬
‫يزيد من العصارة المعوية ‪ ،‬ويؤثر اللون من الناحية الفسيولوجية أيضا" على الجسم بالنسبة للشعوب‬
‫التى تعيش فى بالد الشمال ‪ ،‬حيث السماء الرمادية القاتمة ‪ ،‬ذو الشعوب التى تعيش حيث السماء‬

‫‪30‬‬
‫الصافية ‪ ،‬والشمس الساطعة فان اإلنسان يبحث عن البحر بمائه األزرق ‪ ..‬كما يبحث عن الريف‬
‫األخضر بتأثيره الباعث على االتزان النفسى والراحة الجسمانية والفكرية ‪.‬‬

‫بعكس ذلك فاألجواء الحمراء حتى بالنسبة لمحبى هذا اللون ال تشكل وسطا" مناسبا" للهدوء النفسى ‪،‬‬
‫نظرا" لقوة هذا اللون الديمانيكيه وتأثيره المحرك ‪ ..‬وقد أدت دراسة التأثيرات الفسيولوجية للون على‬
‫الكائنات الحية الى اكتشاف المعالجة باإلشعاعات الملونة للبحث عن إيجاد عالقات بين البيئة واألمراض‪.‬‬

‫التأثير التشكيلى أو الجمالى ‪:‬‬

‫هو التأثير الذى يمتلكه الفنان فى صياغة العمل الفنى فى مجال التصوير ‪ ،‬بناءًا على إستخدام لغة‬
‫الشكل وما تحققه من إيقاع بين قيم المشغول والفراغ وقيم الضوء والقتامه وقيم المالمس المختلفة ‪ ،‬وما‬
‫يستتبع ذلك من إعماالً إليحاءات لغة الشكل فى إطا اًر من علم التوافق ( ‪ ، ) Harmony‬وال يختلف‬
‫فى ذلك التنوع الكبير الموجود فى األتجاهات والمدارس التى شهدها فن التصوير ‪ ،‬وتظل األكتشافات‬
‫العلمية التى أحدثتها علوم الفيزياء والبصريات صاحبة الفضل الكبير فى الثقافة التشكيلية التى يجب أن‬
‫تأثير كبير على المتلقى ‪ ،‬خاصة ما يتحققه من التأثيرات‬
‫اً‬ ‫يحرص عليها الفنان المصور ‪ ،‬لما لها من‬
‫العضوية ( فسيولوجية ) والنفسية ( سيكولوجية ) فى العطاء التشكيلى للعمل الفنى ‪.‬‬

‫الطبـاعة الفنية‪:‬‬

‫الفرق بين أعمال الطباعة الفنية والصور والرسوم المطبوعة طباعة آلية فى الكتب والمجالت ‪ ..‬هو أن‬
‫االسلوب اآللى فى الطباعة وان كان يستخدم نفس القواعد التكنولوجية التى يستخدمها الفنان ‪ ،‬اال أنها‬
‫تقلل من حيوية الرسم وتنقص من كفاءة الصورة ‪ ،‬باالضافة الى أن القدرات اآللية على االنتاج الغزير‬
‫الذى يصل الى آالف وماليين النسخ يقضى على جانب الندرة فى العمل الفنى ‪ ،‬وهى من الجوانب التى‬
‫تحدد قيمته المادية كسلعة ‪.‬‬

‫هناك مذاق خاص لألعمال المنفذة بأساليب فن الجرافيك ‪ ..‬يجعلها تختلف عن الرسم والتخطيط ‪ ،‬وعن‬
‫اللوحات الملونة أيضا ‪ ،‬فالحفر الملون يتطلب من الفنان أن يدخل العمل الواحد فى مكبس الطباعة عدة‬
‫مرات بعد تغير لوح الطباعة ‪ ،‬أو بعد اجراء تعديالت على المساحات المحفورة فيه كلما أضاف الى‬
‫رسمه لونا اضافيا ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫يوقع الفنان لوحاته ( المطبوعة طباعة فنية ) بالقلم الرصاص خارج منطقة الطباعة ‪ ،‬مع تسجيل رقم‬
‫النسخة وبيان عدد النسخ المطبوعة من نفس اللوحة ثم تاريخ انجازها ‪.‬‬

‫يرجع تاريخ هذا الفن الى ما قبل الميالد فى الصين ‪ ..‬حيث ظهر مع ظهور البوذية فى القرن الخامس‬
‫قبل الميالد ‪ ..‬وكان أول أشكاله هو الطباعة بالحفر على الخشب ‪.‬‬

‫يعتبر فن الجرافيك من أوسع الفنون انتشا ار اآلن ويرجع االقبال الشديد على هذا الفن الى عدة أسباب ‪:‬‬

‫ارتفاع أسعار لوحات فن التصوير الى أرقام خيالية ال تقدر عليها سوى المتاحف ومحترفى تجارة األعمال‬
‫الفنية ‪.‬‬

‫كما توجد مراسم خاصة لهذا الفن مجهزة تجهي از كامال الستقبال الفنانين الراغبين فى تنفيذ لوحاتهم بأيديهم‬
‫‪ ،‬كما ظهر متخصصون فى التنفيذ يتولون ذلك عن الفنان ويستمدون شهرتهم من مقدرتهم على االحتفاظ‬
‫بكل المميزات الفنية فى العمل االصلى الذى يبدعه الفنان ‪.‬‬

‫تعتبر الطباعة الفنية مجاال لنشر العمل الفنى الواحد على نطاق واسع ‪.‬‬

‫فالحصول على عدد من مستنسخات الفنان يجعله يتواجد فى أكثر من مكان فى وقت واحد ‪.‬‬

‫تنقسم األسطح الطباعية الى ثالثة أنواع رئيسية هى فى الحقيقة تمثل الطرق الرئيسية فى الطباعة الفنية‬
‫وهى ‪:‬‬

‫‪ – 1‬الطباعة البارزة ‪ :‬أى يحبر ويطبع الجزء البارز فقط‪.‬‬

‫‪ – 2‬الطباعة الغائرة ‪ :‬أى يحبر ويطبع الجزء الغائر فقط‪.‬‬

‫‪ – 3‬الطباعة المستوية ( أو المسطحة ) ‪ :‬أى يقبل الحبر بعض األماكن المستوية ‪.‬‬

‫وهناك نوع آخر من الطباعة باستخدام الشاشة الحريرية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ – 1‬الطباعة البارزة ( ‪: ) Relief Printing‬‬

‫يعتمد هذا النوع من الطباعة على تحبير المناطق البارزة بحبر الطباعة باستخدام سلندرات التحبير (‬
‫فى الطباعة التجارية ) أو المحدلة ( الرول ) المطاط ( فى الطباعة الفنية ) ‪.‬‬

‫ثم ينقل الحبر العالق بالمناطق البارزة بواسطة الضغط على السطح المراد طباعته – سواء كان ورقا أو‬
‫قماشا أو غير ذلك – أما المناطق المنخفضة فال يصل اليها حبر الطباعة وبالتالى ال تمثل مناطق طبع‬
‫– وتستخدم أسطح الخشب واللينوليوم بكفاءة فى تلك النوعية من الطباعة – حيث يمكن الحصول على‬
‫طبعات بلون واحد فقط ( وغالبا ما يكون األسود ) أو طبعات ملونة بأكثر من لون وهذه يستخدم فيها‬
‫أسلوبان فى األداء ‪:‬‬

‫أ – أسلوب القالب الهالك ‪ :‬وهو الذى يستخدم فى طباعة جميع االلوان وعند االنتهاء من الطباعة ال‬
‫يصلح استخدامه ألننا فى كل مرة نزيل بعض االجزاء من سطح القالب باألزميل الخاص بالحفر ( التولز‬
‫) ‪ ،‬حتى ال يلون باللون الجديد المضاف ‪.‬‬

‫ب – أسلوب الطباعة باستخدام قالب لكل لون – أى أننا نجعل القالب يختص فقط بطباعة لون محدد‬
‫من المجموعة اللونية للعمل الفنى ‪.‬‬

‫عند االنتهاء من الطباعة نحصل على عمل فنى ملون وتبقى األسطح الطباعية صالحة لالستخدام‬
‫عند الحاجة اليها مرة وأخرى ‪.‬‬

‫قد قام كثير من الفنانين المعروفين باستخدام هذا األسلوب أمثال بيكاسو ‪ – Picasso‬فان جوخ ‪Van‬‬
‫‪ – Gogh‬دورر ‪ – Durer‬وآخرون وال زالت هذه الطريقة لها مكانتها وتستخدم حتى اليوم ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ – 2‬الطباعة الغائرة ( ‪: ) Intaglio‬‬

‫هذه الطريقة فى الطباعة عكس فكرة الطباعة من السطح البارز حيث تكون المناطق الطباعية فى هذا‬
‫السطح هى الغائرة عن سطح المعدن – كما أن الحبر المستخدم يكون أكثر سيولة ‪ ،‬حتى يمكن بقاء‬
‫الحبر فى المناطق المحفورة الغائرة ‪ ،‬بعد ازالة الحبر الزائد على السطح الطباعى عن طريق المسح ‪.‬‬

‫لكى تتم الطباعة نحتاج الى مكبس يدار باليد حتى يمكن نقل الحبر من المناطق المحفورة الى سطح‬
‫ورقة الطباعة ‪ ،‬وهذا المكبس عبارة عن اثنين سلندر واحد علوى وآخر سفلى – ويوجد بينهما قاعدة‬
‫حديدية يوضع عليها قطعة المعدن المحفور والمحبر ( سواء زنك أو نحاس ) ثم توضع فوقها ورقة ثم‬
‫توضع فوقها قطعة من اللباد ‪.‬‬

‫يتم حفر المعدن اما باستخدام اليد أو ابرة من الصلب أو يفرش مادة مقاومة للحامض على سطح المعدن‬
‫– ثم ازالتها عن طريق الرسم بابرة من الصلب – ثم يغطى الظهر‪ -‬ثم توضع فى حوض به حامض‬
‫وعادةما يكون حامض نيتريك لمعدن الزنك وحامض كبريتيك لمعدن النحاس ‪.‬‬

‫يطلق على الطباعة الغائرة للمعدن مسميات عديدة مثل ‪:‬‬

‫األكواتنت ( ‪: ) Aquatint‬‬

‫هو عبارة عن رش مادة القلفونية بعد جعلها كالبودرة أو المسحوق الناعم ثم تسخينها فوق سطح المعدن‬
‫‪ ،‬وبعد أن تبرد تغطى بعض أجزاء لتظل بيضاء ثم تتكرر هذه العملية حتى نحصل على المجموعة‬
‫اللونية المطلوبة‬

‫الميزوتينت ( ‪: ) Mezzotint‬‬

‫وهو تخريش السطح بأدوات معدنية حتى نحصل على درجة لونية سوداء تماما ‪ ،‬ثم تعالج األسطح بأداة‬
‫خاصة لكى ( تنعم ) بعض أجزاء من السطح بأداة خاصة ( ‪ ) Scraper‬حتى نحصل على تنعيمات‬
‫وظالل دقيقة جدا ورقيقة ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -3‬الطباعة المسطحة أو المستوية ( ‪: ) Printing Serigraph‬‬

‫يشمل هذا النوع من الطباعة طباعة الليثوغراف التى تطورت بعد ذلك الى طريقة األوفست ‪.‬‬

‫كل طرق الطباعة التى نعرفها هى ميكانيكية اى تعتمد على فعل اليد – أو الحامض ‪ -‬وتؤثر على‬
‫سطح المعدن ثم يقوم الفنان بطبعها ‪.‬‬

‫أما هذه الطريقة فهى طريقة كيميائية –تعتمد على نظرية تنافر المواد الدهنية والماء – حيث ان المناطق‬
‫الطبيعية ( وهى التى سبق رسمها بحبر – أو قلم ليثوغرافى دهنى ) لها خاصية التجاذب مع حبر‬
‫الطباعة الدهنى – بينما المناطق الير مرسومة بالقلم الدهنى والمبللة بالماء تطرد الحبر ‪ ،‬ويمتاز السطح‬
‫الطباعى بالنعومة واالستواء وخلوه من البقع ‪ ،‬ويجب أن يعد بواسطة الفنان ‪.‬‬

‫يحضر هذا الحجر ويجلب من جبال بفاريا – لذلك يسمى ( حجر بفاريا ) وهناك أسطح من المعدن‬
‫كالزنك واأللومنيوم يمكننا استخدامها فى الطباعة‬

‫‪ -4‬الطباعة الحريرية ( ‪: ) Silkscreen‬‬

‫تعتمد على نفس نظرية االستنسل ( أى العزل ) وتعد باحضار شـابلونة من الخشب يشد عليها الحرير‬
‫جيدا بعد بله بالماء ثم تغلق المناطق الغير مرغوب فى طباعتها ‪.‬‬

‫ينفذ الحبر بواسطة مسطرة من المطاط ويطبع بهذه الطريقة كل الخامات التى يستحيل طباعتها بواسطة‬
‫الطرق األخرى من الطباعة ‪ :‬الزجاج – الخشب – البالستيك – الخزف ‪ ..‬الخ والقماش – شارات الراديو‬
‫والتليفزيون كما تطبع به أيضا األشكال المجسمة كالعلب والزجاجات ولها ألوان ذات طبيعة خاصة ‪.‬‬

‫قد تطورت وأصبحت هناك أسطح حريرية مجسمة باستخدام أفالم الفوتوغرافيا ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫التصوير بالزجاج الملون ‪:‬‬

‫عرفت أنواع مختلفة من الزجاج الملون قديماً‪ ،‬وال يزال أثر هذا الفن باقياً في آثار غرناطة حيث " قصر‬
‫الحمراء" المزين بالثريات والقمريات الزجاجية ‪ ،‬كذلك مسجد قرطبة الذي أقيم في عهد الخليفة عبد‬
‫الرحمن بن معاوية ( عبد الرحمن الداخل ) الذي زين بأكثر من ‪ 365‬ثريا ومشكاة وقنديل للزيوت ‪.‬‬

‫حالياً أصبح الزجاج الملون من أكثر المواد عصرية في المباني ‪ ،‬والذي كان يعتبر مجرد زخرفة لمدة‬
‫طويلة من الزمن ‪ ،‬وهو يخضع اليوم لخطوات أكثر ابتكا اًر‪ ،‬وذلك نتيجة االستغالل األمثل لإلمكانيات‬
‫الكبيرة الموجودة في الزجاج وكذلك استغالل التقنيات الحديثة وتطور الفكر اإلبداعي والهندسي ‪.‬‬

‫الزجاج المعشق بالجص ( الجبس ) ‪:‬‬

‫الزجاج المؤلف أو المعشق بالجص ( الشمسيات والقمريات ) ‪ ،‬هو نوع من أنواع الزجاج المعشق ‪،‬‬
‫وهو قطع زجاج ملونة يتم تجميعها بواسطة الجص تؤلف وفق تصميم يضعه فنان الزجاج بالجص‬
‫وتستخدم حشوة الزجاج المعشق بالجص فى أغراض الديكور والتصميم الداخلى بدافع تخفيف حدة الضوء‬
‫فى القصور التى شيدها الخلفاء بالشام ثم أستعملت بالمساجد ذات الصحن المكشوف للغرض نفسه‬
‫وأنتشر هذا النوع من الشبابيك فى العمائر الدينية ‪.‬‬

‫تعرف هذه الشبابيك عادة باسم القمريات إذا كانت مستديرة الشكل وبإسم الشمسيات إذا كانت غير‬
‫مستديرة ‪.‬‬

‫نوع الزجاج المستخدم فى فن الزجاج المعشق بالجص هو الزجاج الباريسى‬

‫الزجاج المؤلف بالرصاص ( ‪: ) Stained Glass‬‬

‫الزجاج المؤلف بالرصاص فن يختلف تماما" عن الفنون األخرى ‪ ،‬و قد انتشر فى الكاتدرائيات الموجودة‬
‫( أواخر القرن الثانى‬ ‫بشمال أوروبا وتطورت صناعته فى أثناء العهد القوطى المبكر ( ‪) Gothic‬‬
‫عشر ) حيث كانت تعمل فتحات كبيرة فى الجدران على نظام العقود المعمارية مدعمة بقوائم أو مدادات‬
‫طائرة أو هوائية بدالً من الحوائط الثقيلة ‪ ..‬وفى القرن الثالث عشر ‪ ..‬كان اإلقبال شديداً على الزجاج‬

‫‪36‬‬
‫المؤلف بالرصاص لدرجة أن صانعى هذا النوع من الفن كانوا يستخدمون نماذج هندسية مرتبة ترتيب ًا‬
‫آلياً فى خلفية التكوين لتوفير الوقت ‪ ،‬وقد بدأ فى القرن الرابع عشر عمل الرسوم على الزجاج بدالً من‬
‫تجهيز التفاصيل الدقيقة لسهولتها ‪ ،‬وقد كان التصوير على الزجاج فى نهاية القرن الخامس عشر هو‬
‫االتجاه الحديث فى الفن ‪.‬‬

‫يتسم الزجاج فى القرون الوسطى القديمة برقة الملمس ‪ ،‬وغنى اإلحساس ‪ ..‬حيث يمر الضوء من خالله‬
‫بتأثير روحى يدخل الروعة على مشاهديه ‪ ،‬كما يبعث على اإلعجاب والدهشة كل من يراه ‪ ،‬ولكون‬
‫الزجاج المؤلف بالرصاص فى القرون الوسطى مرتبا فى مستويات مختلفة فانه يعطى مظه ار متأللئاً ال‬
‫نجده على الزجاج الحديث ‪.‬‬

‫زجاج معشق للعذراء والطفل كتدرائية نوتردام شارتر (‪1194‬م )‬

‫‪37‬‬
‫زجاج معشق من كتدرائية نوتردام شارتر‬

‫الفسيفساء والبالط الخزفى (‪:)Mosaic and Potter Tiles‬‬

‫يعتبر فن الموزاييك من الفنون القديمة ‪ ..‬وقد كان يستخدمه الرومان والمسيحيون القدماء و البيزنطيون‬
‫ومازال يستخدم حتى اآلن‪.‬‬

‫يتشابه البالط مع الموزاييك من حيث اإلستعمال ‪ ..‬وهو عبارة عن قطعة من األحجار الطبيعية أو‬
‫الفخار الخزفى أو من الزجاج المعتم بأشكال هندسية منتظمة منها المربع والمستطيل والمعينات ويشبه‬
‫التصميمات الزخرفية الملونة المنسقة ‪ ،‬ويستخدم عموماً على الجدران واألرضيات ‪ ..‬وقد كانت هذه‬
‫الطريقة يستخدمها البابليون القدماء والرومان واستخدمها البيزنطيون المسلمون وشعوب أسبانيا وأمريكا‬

‫‪38‬‬
‫الالتينية وفنانوا إيطاليا ‪ ..‬وال يزال شائع االستعمال بأوروبا والشرق األوسط ‪ ..‬ويمكن التمييز بين‬
‫أشكال البالط الفنية مثلما يوجد فى الحم ار ) ‪ ) Alhambra‬بغرناطة بأسبانيا وبين األنواع التجارية التى‬
‫تستخدم عادة فى حمامات السباحة و أماكن االستحمام ‪ ،‬ومن اشهر النماذج التى ترجع للعصر البيزنطى‬
‫الفسيفساء الموجودة فى كاتدرائية سان فيتال ( ‪. ) San Vitale .. Ravenna‬‬

‫النحـت ‪: Sculpture‬‬

‫هو التعبير من خالل الكتلة وعالقتها بالفراغ ‪.‬‬

‫هناك نحت يتم استخراج التمثال فيه من داخل الكتلة ‪ ،‬وهناك مقولة ‪ :‬النحات هو الذى يستخرج التمثال‬
‫من داخل الكتلة ‪ ،‬اما المثال فهو الذى يكون التمثال بخامة مؤقتة ثم يقوم بعمل قالب ثم يصب هذا‬
‫التمثال فى ذلك القالب من خامة نهائية قوية ‪.‬‬

‫المواد التى يتم استعمالها فى التمثال بطريقة صب القالب هى الحجر الصناعى واألسمنت ( حاليا )‬
‫والمعادن بأنواعها ( خصوصا البرونز ) والنحاس والحديد والذهب والفضة واخي ار المواد المخلقة مثل‬
‫البوليستر ‪.‬‬

‫النحت المباشر يتم فيه النحت عن طريق الخامة الطبيعية من أنواع األحجار المختلفة سواء جرانيت او‬
‫رخام أو أى احجار أخرى لها صفة الديمومة وال يكون حج ار هشا ‪ ،‬واحيانا يصل صالبة الحجر الى‬
‫درجة فائقة مثل حجر الديورويت ‪ ،‬و األخشاب يمكن النحت فيها بنفس طريقة الحجر وهذه التقنية تبين‬
‫موهبة الفنان الحقيقية أنه يستطيع التعامل مع الكتلة ‪.‬‬

‫النحت له نوعان ‪ :‬متصل ‪ ،‬منفصل ؛ متصل مثل ‪ relief‬والتماثيل المثبتة باألسطح المعمارية ‪ ،‬أو‬
‫يكون متصالً باألرض مثل تمثال أبو الهول ‪.‬‬

‫والمنفصل ‪ ..‬وهو عبارة عن تمثال يتم نقله وتحريكه وقد يكون هذا التمثال صغير أو كبير وكبير جدا‬
‫لدرجة أن هناك نموذج من النحت المنفصل يعتبر معجزة فى تاريخ النحت هو تمثال رمسيس الثانى‬
‫الذى كان يزن ‪ 1000‬طن ( كتلة واحدة ) استخرجها الفنان المصرى القديم من جبل الجرانيت فى جنوب‬
‫أسوان ونقلها عن طريق مركب صنعت خصيصا لهذه الكتلة ‪ ،‬حملها وأنزلها الى المركب على صفحة‬
‫ثم حملها ثانيا من المركب‬ ‫النهر وحملها بعدما وصل الى المحجر الذى ينحت فيه التمثال ‪studio‬‬

‫‪39‬‬
‫الى المحجر و نحت التمثال ثم أنزله المركب و نقله من المحجر بالبر الشرقى الى البر الغربى فى معبد‬
‫الرمسيوم فى غرب األقصر‪ ،‬وهذا التمثال موجود مكانه محطما بعد حدوث زلزال قوى فتهدم ‪ ..‬ولكن‬
‫بقيت أجزاؤه الضخمة فى معبد الرامسيوم غرب األقصر لتبين عظمة المثال المصرى القديم الذى يستطيع‬
‫ان يعمل هذه العبقرية فى كتلة واحدة ويتحدى فيها قوانين الطبيعة ‪.‬‬

‫إذن النحت المتصل ( مرتبط بالعمارة أو باألرض ) والمنفصل ( هو الذى يستطيع االنسان ان ينقله من‬
‫مكان الى آخر ) ‪.‬‬

‫النحت مر ايضا بعالقة متطورة حيث تنوع الخامات التى نحت فيها االنسان بشكل مباشر ومن نماذج‬
‫هذه المنحوتات سواء كانت منحوتات موجودة داخل متاحف العالم أو منحوتات موجودة فى الميادين‬
‫وفى بعض الحدائق العامة ويسمى النحت الميدانى ‪.‬‬

‫تمثال ( كوليونى ) لفيروكيو ‪ ، Verucchio‬القرن الخامس عشر‬

‫‪40‬‬
‫ملخص الفصل األول‬

‫يشتمل مقرر التذوق الفني علي رؤية موجزة للفنون التشكيلية بدءاً من العمارة الداخلية والخارجية كأم ًا‬
‫للفنون المكانية ‪ ،‬والتي تحتوي في داخلها وخارجها وحولها على فن الرسم والخامات المستخدمة فيه‪ ،‬ثم‬
‫فن التصوير بأنواعه وأتجاهاته المختلفة وطرق األداء المستخدمة فيه داخلياً وخارجياً‪ ،‬ثم المدارس‬
‫واألتجاهات الموجودة فيه عبر األمكنة واألزمنة المختلفة ثم التعرف على ميكانيكية أحساس العين بلغة‬
‫الشكل واألثر النفسي والعضوي لأللوان والخطوط واألضواء والظالل والمالمس والمشغول والفراغ وكذلك‬
‫التأثير التشكيلي أو الجمالي والذي يستعرض التصميم وأستخدامات لغة الشكل في التعبير الفني من‬
‫خالل األتجاهات واألساليب المختلفة في لغة الشكل‪.‬‬

‫ثم يحتوي المقرر على الطباعة الفنية وأنواعها والخامات واألساليب المختلفة في استخدامها ‪.‬‬

‫ثم يتناول المقرر أيضا الفنون المختلفة بالعمارة مثل الزجاج المعشق بالجص والزجاج المعشق بالرصاص‬
‫ودوره في العمارة وفنون التصوير الجداري ‪.‬‬

‫كما يتعرض المقرر إلي فنون الفسيفساء المباشرة والغير مباشرة وتقنيات التصوير بالسيراميك والبالط‬
‫الخزفي ويشتمل المقرر على دراسة فن النحت المباشر والغير مباشر من خالل النحت الحائطي والنحت‬
‫المجسم والخامات واألساليب المستخدمة في فن النحت‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الفنون التطبيقية‬

‫‪42‬‬
‫الفنـون التطبيقية ‪: Applied Arts‬‬

‫هى الفنون التى تستخدم لغة الشكل ‪ ..‬ولها وظيفة ‪ ..‬مثل أعمال الخزف والزجاج والبالط والنسيج‬
‫وأشغال المعادن و األثاث ‪ ،‬ثم األسلحة والمالبس الحربية والحلى وكذلك صناعة الكتب ‪.‬‬

‫ليست هذه األعمال قطع فنية لها تعبير‪ ..‬و لكنها وسيلة من وسائل االستعمال ذات قيمة فنية وتشترك‬
‫الفنون التطبيقية مع العمارة فى القدرة على أن تبقى ذات أهمية جمالية حتى ولو اختفى العنصر النفعى‬
‫‪.‬‬

‫الغرض من هذه الفنون يكون إما نفعيا" ‪ ،‬وإما غرض ًا زخرفياً ‪ ،‬و إما الغرضين معاً ‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫األغراض أقل حيوية بالنسبة إلبراز رغبات اإلنسان وآماله من الفنون التشكيلية ‪ ،‬واذا اعترض أحدهم‬
‫على العمارة ألنها تشترك مع الفنون التطبيقية فى ذلك ‪ ..‬فإننا نالحظ بعض المبانى تحمل معنى رمزيا"‬
‫وتعكس بكل وضوح قيمة تاريخية ‪ ،‬كما يشاهد فى اعمال البازيلكا المسيحية التى على شكل الصليب‬
‫والكتدرائية القوطية ‪ ..‬ذات الطابع الخيالى السماوى المستوحاة من البازيلكا ‪.‬‬

‫الخزف ( ‪: ) Pottery‬‬

‫من طرق األداء الشائعة المستخدمة فى الفن التطبيقى هى ‪ ..‬الطريقة التى يقوم بها الخزاف ‪ ،‬حيث‬
‫يستخدم عجلة اآلنية كجهاز أساسي فى عملية تشكيل خامة الطين ‪ ،‬ولو إن صناعة الخزف تتم فى‬
‫بعض األحيان يدويا" باستخدام األحجار المستديرة الشكل ‪.‬‬

‫عند االنتهاء من تشكيل الطينة يبدأ الخزاف فى عملية الحريق بتعريضها للح اررة داخل الفرن الخاص‬
‫بذلك لتصبح صلبة ‪ ،‬ثم تستكمل عملية الحريق للمرة الثانية فى درجة ح اررة أعلى من المرة السابقة بعد‬
‫عملية الطالء الزجاجى الذى يطبق على معظم المشغوالت الخزفية ‪ ،‬وظيفة هذا الطالء الزجاجى ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬جعل اآلنية بدون مسام ‪.‬‬

‫ثانيا" ‪ :‬يستخدم كتغير لونى على األشكال بناء على التصميم ‪ ..‬أو مجرد لون فقط ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬وأخي اًر إعطاء السطح ملمساً له نعومة خاصة تتجاوب مع كل من حاسة البصر وحاسة‬
‫اللمس ‪https://www.youtube.com/watch?v=oAd7oEUZE0k .‬‬

‫‪43‬‬
‫األواني الزجاجية ( ‪: ) Glassware‬‬

‫الزجاج مادة لينة فى حالة انصهارها ‪ ،‬و يمكن تشكيلها ‪ ،‬و تصنع األلواح الزجاجية عموما" أو زجاج‬
‫النوافذ بطريقة صب الزجاج المنصهر على سطح منضدة معدنية عريضة ‪ ..‬ثم يمرر عليها اسطوانة‬
‫ثقيلة لتسطيحها للحصول على السمك المطلوب ‪ ،‬وقد كان يجهز اللوح الزجاجى ‪ ..‬الى زمن قريب ‪،‬‬
‫بالنفخ على شكل اسطوانة ضخمة ‪ ،‬ثم يقطع أحد جوانبها و تبسط على سطح المنضدة ‪.‬‬

‫الطريقة الشائعة هى مرور الزجاج المنصهر فى آالت خاصة بعمليات النفخ أو داخل قوالب تنتج‬
‫الزجاجات الفارغة أو األشكال األخرى بالطريقة اآللية ‪ ،‬ويصنع الزجاج المصبوب بطريقة صب الزجاج‬
‫المنصهر داخل القالب للحصول على أشكال صلبة غير مجوفة خفيفة كاألواني وغيرها لها ملمس بديع‬
‫شفاف ‪.‬‬

‫قد بدأت صناعة المشغوالت الزجاجية عند المصريين القدماء ‪ ،‬وذلك بعمل األواني الخاصة باالحتفاالت‬
‫والمراسم ذات األلوان الفريدة البديعة وكان الرومان أول من استخدم الزجاج فى األواني لمنزلية ‪.‬‬

‫قد انتقلت صناعة الزجاج من العهد الرومانى الى اإلمبراطورية البيزنطية ‪ ،‬ثم تأثرت بالزخارف اإلسالمية‬
‫بعد هزيمة القسطنطينية عام ‪ ، 1453‬وقد أعيدت صناعة الزجاج بإيطاليا حيث كانت تباع بمحالت‬
‫مورانو بالبندقية ‪ ،‬ثم انتشرت فى بعض أجزاء أخرى من أوروبا ‪ ،‬وتشابه األواني الزجاجية باألواني‬
‫الزخرفى ‪ ،‬و أبسط األمثله من النوع االول‬ ‫الزخرفية لتقارب أشكالها و ملمسها ‪ ،‬وباألخص سطحها‬
‫هو ‪ ..‬الزجاج المقطوع والمشطوف ‪ ..‬حيث كان يقطع على األسطح الى قطع صغيرة لتعكس اإلضاءة‬
‫عليها ولتعطى مظهرها جماالً ‪ ،‬و قد كان هذا النوع من الزجاج شائع ًا خصوصاً فى العهد الفيكتورى ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المنسوجات ( ‪: ) Textiles‬‬

‫تعتبر صناعة المنسوجات وزخرفتها من الفنون التطبيقية التى لها أهمية كبرى إذ ترتبط بشكل ما بحياة‬
‫كل فرد ‪ :‬وكذلك صناعة السجاد و صناعة الستائر ‪ ،‬وأشغال البرودريه وأقمشة التنجيد ‪ ،‬والمالبس‬
‫وغيرها ‪.‬‬

‫خامات النسيج ‪ ،‬أكثر ليونه و أكثر تعرضا" للتلف من خامت الفنون األخرى ‪ ،‬وتنسج هذه الخامات‬
‫عادة فى شكل مالبس رسمية أو أشياء يتكرر استعمالها دائما فى مناسبات مختلفة هامة ‪ ،‬كما يمكن‬
‫نسجه يدويا ( مثل التريكو ) أو يضغط كاللباد ‪ ،‬أو يصنع على شكل أربطة زخرفية ‪ .‬وفى صناعة‬
‫النسيج كما فى التصوير والنحت ‪ ،‬فالخامات األساسية المستخدمة فيها تحدد نوع االنتاج النهائى ‪،‬‬
‫وتستخلص خامات النسيج من الحيوانات والنباتات مثل الصوف والحرير والكتان والقطن ثم الخامات‬
‫المركبة كيماويا" مثل النايلون ‪.‬‬

‫النسيج ‪ ،‬وذلك لتاريخه القديم الذى يمتد الى‬ ‫تعتبر طباعة المنسوجات فرعا" له أهميته فى تصميم‬
‫الماضى فى الهند ومصر قديما ‪ ،‬وقد انتشرت فى الدول الغربية فى نهاية القرن السابع عشر عن‬
‫اإلنجليز والفرنسيين واأللمان وباتصاالت أخرى مع الهند ‪.‬‬

‫مثال للمنسوجات‬

‫‪45‬‬
‫المينا ( ‪: ) Enamel‬‬

‫فن صناعة المينا من الصناعات القديمة ‪ ،‬وقد بدأ تاريخه عند المصريين القدماء ‪ ،‬ثم استمر خالل‬
‫القرون الوسطى – منها العصور البيزنطية والرومانسكية والقوطية – وقد استخدمت أيضا" إبان عصر‬
‫النهضة حتى أواخره ‪ ،‬وتشمل صناعة المينا نوعان أساسيين هما ‪ :‬النوع المعرف بطريقة السلك ‪.‬‬

‫طريقة السلك عبارة عن وضع أسالك معدنية رفيعة على سطح قطعة من المعدن وذلك لتشكل نموذج‬
‫الفراغات الرقيقة ثم تجهز المينا بعد ذلك وتوضع فى األماكن المعدة لذلك مع الضغط علها حسب‬
‫التصميم المطلوب ويصبح كل مكان جزءا" من النموذج التى تفصلها قضبان الرصاص فى النافذة‬
‫المصنوعة من الزجاج المعشق ‪ ،‬وتتم بعد ذلك عملية حرق و إذابة قطعة المينا بعضها فى بعض ‪.‬‬

‫أما طريقة المينا المفتوحة ( وهى طريقة تفريغ المعدن ) فهى عبارة عن إزالة أجزاء من سطح المعدن‬
‫السميك لتكون انخفاضا" على السطح وتمأل هذه االنخفاضات بعجينة المينا ‪ ،‬ثم ينعم السطح وتحرق‬
‫بعد ذلك‪https://www.youtube.com/watch?v=88E9rZ6IKR4 .‬‬

‫لفرق واضح تماماً بين التأثير الجمالى لكل من الطريقين ‪ ،‬فطريقة السلك تعطى نتيجة رقيقة ذات ألوان‬
‫طباشيرية وخطوطها كالخيوط ‪ ،‬أما طريقة المينا المفرغة فتحتوى على درجات داكنة من الظل والنور‬
‫وخطوطها الخارجية سميكة تتخلل المساحات الملونة المختلفة ‪ ..‬كما يمكن استخدام الطريقتين كجزء من‬
‫سطح المعدن ‪ ،‬أو كجزء من أشكال معدنية كبيرة الحجم كشكل الطائر أو فنجان أو إناء أو نحو ذلك ‪.‬‬

‫مثال للمينا‬

‫‪46‬‬
‫ملخص الفصل الثاني‬

‫يتناول الفصل الثاني أستعراض لمفهوم الفنون التطبيقية التي تستخدم لغة الشكل ولها وظيفة‪ ،‬وأنواعها‬
‫عبر العصور القديمة والوسيطة والمعاصرة ‪ ،‬هى فنون الخزف التي تستخدم في حياة اإلنسان منذ‬
‫العصور البدائية وحتى العصر الحديث ‪ ،‬وكذلك فنون المنسوجات و التي تألقت قديماً منذ العصر‬
‫القبطي وخالل فترات العصور الوسطى ‪ ،‬وعصور النهضة والباروك والروكوكو ‪ ..‬ثم العصر الحديث‬
‫‪ ،‬كما يشتمل المقرر على فنون المينا التي كانت ومازالت تتألق في صناعة الحلي منذ العصور الوسطى‬
‫وحتى اآلن ‪ ،‬مع ذكر أمثلة لكل نوع من الفنون التطبيقية السابق ذكرها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫الفنون التعبيرية‬

‫‪48‬‬
‫الفنون التعبيرية ‪Expression Arts‬‬

‫الفنون التعبيرية هى الفنون التى يستخدم فيها االنسان جسده مثل الرقص ‪ ..‬الموسيقى والشعر ‪.‬‬

‫الرقص ‪: Dance‬‬

‫هو تطوير للغة الكالم التى بدأت مع االنسان البدائى حينما يستخدم لغة الجسد ( ‪) body language‬‬
‫فى التخاطب وفى التعبير عن المواقف النفسية واالجتماعية ‪ ..‬بدأ الرقص الدخول الى منطقة االبداع‬
‫منذ العصور البدائية وتأصلت عند شعوب العالم القديم حسب ثقافة كل منطقة ‪ ،‬فنجد الرقص االفريقى‬
‫غير الرقص اآلسيوى غير الرقص فى بالد البحر األسود وغيرها ‪ ،‬وعندما خرجت الموسيقى الكالسيكية‬
‫من الكنيسة الى المجتمع وأصبحت تقدم أجمل وأروع أنمـ ـ ـاط وأشـ ـكال الرقـص فى اطـار رفيـع المسـتوى‬
‫لمفه ـ ـ ـ ـوم (‪ ) body language‬أو لغة الجسد وهو فن الباليه ‪ ( ..‬وسوف نتحدث عنه بالتفصيل فيما‬
‫بعد )‬

‫مثال ألهم الرقصات رقصة (زوربا ) من فيلم زوربا اليوناني ألنتوني كوين إنتاج ‪ 1964‬موسيقى ميكيس‬
‫ثيودوراكيس ‪. https://www.youtube.com/watch?v=KSUf_JuuW-g‬‬

‫أيضا هناك رقصات بدأت من الموسيقى الكالسيكية مثل رقصات الفالس التى بدأت على موسيقات‬
‫ريتشارد شتاروس ‪ Richard Strauss‬ويوهان شتاروس ‪ ، Strauss Johann‬وهما أول من وضعوا‬
‫االيقاع الراقص فى الموسيقى الكالسيكية ‪ ،‬وتحول الرقص الى سلوك راقى ‪.‬‬

‫فن الباليه ال يقلل من شأن الرقصات الخاصة بالشعوب والتى تناولت فيها أهداف التعبير بالجسد ما بين‬
‫المتعة الحسية ـ وهذه هى أبسط المتع ـ والمتعة الذهنية وهى التى تشتمل على الفكرة والمضمون من‬
‫التعبير بالجسد ‪ ،‬والمتعة الروحية وهى التى تصل بالشكل إلى منطقة االبداع ‪ ..‬ليتحول التعبير الجسدى‬
‫من الجمال الظاهرى الذى يرقى فيه أداء الراقص أو الراقصة الى قيم المبدع وكأنه ينحت ويلون ويضع‬
‫المالمس واألضواء والظالل بجسده ‪.‬‬

‫مع ظهور المجتمع الصناعى فى عصر اآللة بدأت الرقصات الحديثة والتى تشكل منها ايضا التعبير‬
‫الحديث فى الرقص كنوع من التعبير الدرامى والذى أصبح خارج اطار الكالسيكية الشهيرة بفن الباليه‬
‫أرفع فنون الرقص و أكثرها بقاءا حتى اآلن ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫( ‪ ) body language‬أو لغة الجسد‬ ‫أما الرقص الشرقى يستطيع أن يجد له مكانا اذا احترم معنى‬
‫الراقية بعيداً عن المفهوم المتدنى للغة الجسد والذى كانت الراقصة فيه بالنسبة للرجل وسيلة ترفيه و اثارة‬
‫فقط ‪.‬‬

‫نرى أحياناً التعبير الجسدى فى الرقص الشرقى فى بعض تجارب محدودة عن طريق راقصات جعلوا‬
‫من الرقص قيمة ترقى الى مستوى التعبير الراقى ‪.‬‬

‫لغة الجسد ) ‪: ( Body Languadge‬‬

‫لغة الجسد تلك الحركات التي يقوم بها بعض األفراد مستخدمين أيديهم أو تعبيرات الوجه أو أقدامهم أو‬
‫طب بشكل أفضل المعلومة التي يريد أن تصل إليه‬
‫نبرات صوتهم أو هز الكتف أو الرأس ‪ ،‬ليفهم المخا َ‬
‫حرصا وأولئك الذين يستطيعون تثبيت مالمح الوجه وأولئك‬
‫ً‬ ‫وهناك بعض األشخاص الحذريين واألكثر‬

‫الذين ال يريدون اإلفصاح عما بداخلهم فهم المتحفظون ولكن يمكن ً‬


‫أيضا معرفة انطباعاتهم من خالل‬
‫وسائل أخرى ‪.‬‬

‫في دراسة قام بها أحد علماء النفس اكتشف أن ‪ %7‬فقط من االتصال يكون بالكلمات و ‪ %38‬بنبرة‬
‫الصوت و ‪ %55‬بلغة الجسد ‪ ،‬لو اختلفت الكلمات ولغة الجسد فإن الفرد يميل إلى تصديق لغة الجسد‬
‫على الرغم من استخدام لغة الجسد على مدى ماليين السنين من تاريخ النشء اإلنساني إال أن مظاهر‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫عمليا على أي مقياس إال منذ الستينيات من القرن الماضي‪،‬‬
‫االتصال غير الشفهي لم تدرس ً‬
‫عندما نشر دجوليوس فاست كتابه عن لغة الجسد عام ‪.1970‬‬

‫تأثير في هذا المجال‪ ،‬وقد‬


‫تقنيا يعد كتاب "التعبير عن العواطف لدى اإلنسان ‪ "1872‬من أكثر الكتب ًا‬ ‫ً‬
‫كتب على إثره الكثير من الدراسات الحديثة لتعبيرات الوجه ولغة الجس كما تم تأييد وإثبات الكثير من‬
‫أفكاره‪ ،‬ومنذ ذلك الحين سجلت البحوث حوالي مليون تلميح وإشارة غير شفهية ‪ ،‬وتوصل البرت مهربيان‬
‫في إحدى دراساته إلى أن مجموع أثر الرسالة يقسم إلى (‪ %7‬كلمات فقط‪ %38 ،‬صوتي أي نبرة‬
‫الصوت‪ %55 ،‬غير شفهي ) ‪ ..‬وقام البروفسور برد هويسل ببعض التقديرات المماثلة وتوصل إلى أن‬
‫الشخص العادي يتحث بالكلمات ما يناهز عشر دقائق في اليوم الواحد وأن الجملة المتوسطة تستغرق‬
‫أساسا لنقل المعلومات‪،‬‬
‫حوالي الثانيتين والنصف‪ .‬ويتفق معظم الباحثين على أن القناة الشفهية تستخدم ً‬

‫‪50‬‬
‫في حين أن القناة غير الشفهية تستخدم للتفاوض في المواقف ما بين األشخاص‪ ،‬وفي بعض الحاالت‬
‫كبديل للرسائل الشفهية ‪.‬‬

‫وسائلها ‪:‬‬

‫احدا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تدرك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل‬ ‫‪-1‬العين ‪ :‬تمنحك و ً‬
‫من أمامك ‪ ،‬فإذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك ًتوا شيئا أسعده‪ ،‬أما إذا‬
‫ضاق بؤبؤ العين فالعكس هو ما حدث‪ ،‬وإذا ضاقت عيناه أكثر أو فركهما ربما يدل على أنك حدثته‬
‫عن شيء ال يصدقه‪.‬‬
‫أو إذا حاول أن يتجنب النظر في عيون الناس ومن حوله فهذا يدل على أنه فاقد الثقة بنفسه ليس دائما‬
‫فأحيانا تجنب النظر في أعين الناس يدل على الخجل او انه يحاول االنسحاب في الحوار الجاري‬

‫احدا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه ال يصدقه أو يراه‬
‫حاجبا و ً‬
‫ً‬ ‫‪-2‬الحواجب ‪ :‬إذا رفع المرء‬
‫مستحيال‪ ،‬أما رفع كال الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة‪.‬‬
‫ً‬

‫ساحبا إياهما بينما يقول لك أنه يفهم ما تريده فهذا‬


‫ً‬ ‫‪-3‬األذنان ‪ :‬فإذا حك أنفه أو مرر يديه على أذنيه‬
‫يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل أنه ال يعلم مطلًقا ما تريد منه أن يفعله أو أنه يشك‬
‫بصحة ما تقوله‪.‬‬

‫‪-4‬جبين الشخص ‪ :‬فإذا قطب جبينه ونظر لألرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو‬
‫أنه ال يحب سماع ما قلته‪ ،‬أما إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه‬
‫منك‪.‬‬

‫‪-5‬األكتاف ‪ :‬عندما يهز الشخص كتفه فيعني أنه ال يدري أو اليعلم ما تتحدث عنه‪.‬‬

‫‪-6‬األصابع ‪ :‬نقر الشخص بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إلى العصبية أو نفاذ‬
‫الصبر‪.‬‬

‫‪-7‬األنف ‪ :‬عندما يلمس البالغ أنفه وهو يتحدث فهو دليالً على أنه يكذب في الحديث الذي يقوله‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪-8‬الفم ‪ :‬حينما يكذب الطفل على والديه فهو يضرب يديه على فمه في إشارة إلى إخفاء ما قاله عن‬
‫والديه‪ ،‬وعندما يكذب المراهق فهو يلمس أو يحك فمه بخفه‪.‬‬

‫دائما ما تتجه إلى موضوع التفكير‬


‫‪-9‬اتجاه االقدام ‪ :‬وقد عرف بالمالحظة الدقيقة أن قدمي الشخص ً‬
‫فمثال الطالب الذي يتعرض للتوبيخ أمام أقرانه من معلمه فعادة ما تشير قدميه إلى مكان جلوسه أو في‬
‫ً‬
‫سوءا إلى خارج الصف‪ .‬أو الضيف غير الراغب في الدخول فيشير بوقفته واتجاه قدميه‬
‫األحوال األكثر ً‬
‫لرغبته في االنصراف ‪.‬‬

‫من الوسائل الهامة األخرى توظيف جغرافية المكان‪ ،‬فالمدير المسيطر الواثق عادة ما يكون مكتبه في‬
‫واجهة المدخل‪ ،‬والشخص الذي يقود سيارته متابطا بابها انما يشيع االلفة في المكان ‪ ..‬والطارق الذي‬
‫يتكئ على الجدار غالبا ما يتهكم أو يزدرى المكان‪ .‬ثم هنالك النظرة من فوق النظارة التي تدل على‬
‫االستصغار وتقليل أهمية اآلخر ‪.‬‬

‫الموسيقى ‪: Music‬‬

‫الموسيقى هى بداية استعمال االنسان للهواء الخارج من رئته وتطوير أصواته وكأنه يحاول أن يحاكى‬
‫األصوات الموجودة فى الكون مثل عالقة الهواء بالشجر والحجر‪ ..‬حتى األصوات التى كانت غريبة أو‬
‫مخيفة كان اإلنسان يستلهم منها التعبير أيضا مثل أصوات الرعد ‪ ،‬وصوت النار ‪.‬‬

‫استطاع اإلنسان أن يستخرج من هذه األصوات الموسيقى ‪ ،‬وقد ساعده فى ذلك اكتشاف أصوات يستطيع‬
‫أن يصنعها من الخامات ‪ ..‬مثل احتكاك بعض القطع النباتية ببعضها ‪ ،‬وعندما يضرب قطع الخشب‬
‫بقطعة أخرى ‪ ..‬انتبه هنا الى آالت الطرق وهى الطبول والدفوف بإستعمال رقائق من جلود بعض‬
‫الحيوانات واألسماك ‪ ،‬وصوت مرور الهواء فى بعض سيقان األشجار المفرغة وهنا انتبه الى اآلالت‬
‫المعروفة بآالت النفخ ‪.‬‬

‫آالت األوركست ار تتكون من ( أسرة اآلالت الوترية _ أسرة آالت الطرق _ أسرة آالت النفخ ) هذه األسر‬
‫الثالثة أضيف اليها أسرة رابعة وهى البيانو الذى تطور من الهاربيسكورد الى األرغن ثم البيانو فى شكل‬
‫الحالى ‪ ،‬ويسمى البيانو ( منفرداً ) أسرة آالت الطرق الوترية ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اآلالت الوترية مثل ‪:‬‬

‫كمان ( فيولينة ) ‪ – violin‬فيوال ( ‪ – ) viola‬تشللو– كونتراباص ‪.‬‬

‫فيولينة‬

‫‪53‬‬
‫اآلالت اإليقاعية مثل ‪:‬‬

‫تمبانى ‪ – timpani‬طبلة كبيرة ‪ – bass drum‬طبلة جانبية ‪ – side drum‬كاستانيت‬


‫‪ – castanet‬كاسات نحاسية ‪. cymbals‬‬

‫شكل تمبانى‬

‫طبلة جانبية ‪side drum‬‬

‫‪54‬‬
‫آالت النفخ الهوائية‬

‫آالت النفخ الهوائية مثل ‪:‬‬

‫خشبية مثل الفلوت ‪ – Flute‬نحاسية مثل البوق ‪horn‬‬

‫الهوائية الخشبية ‪:‬‬

‫آالت النفخ الخشبية هي آالت نفخ يتولد منها الصوت نتيجة للنفخ من خالل ميسم للفم أو نتيجة اهتزاز‬
‫قصبة‪ ،‬ويتحكم بنغمة الصوت الصادر عن طريق فتح وإغالق ثقوب في جسم اآللة‪ .‬وكما يشير االسم‪،‬‬
‫فإن هذه اآلالت صنعت في البدء من الخشب‪ ،‬غير منها اليوم ما يصنع من مواد أخرى‪ .‬تضم هذه‬
‫المجموعة أربع آالت أساسية هي الفلوت أو الناي واألوبوا أو المزمار والكالرينيت أو اليراعة والفاجوت‪.‬‬
‫وأحيانا يضاف إلى هذه األربع آالت إضافية هي الفلوت الصغير والكورنو اإلنجليزي والباص كالرينيت‬
‫وكونت ار فاجوت‪.‬‬

‫فلوت ‪:‬‬

‫يمكن تمييز آلة الفلوت ( ‪ ) Flute‬بسهولة نظ ار ألنها اآللة الوحيدة التي تكون في وضع أفقى عبر‬
‫الوجه‪ .‬وقد كان الفلوت فيما مضى يصنع من خشب األبنوس‪ ،‬وفى كثير من األحيان يصنع من الفضة‬
‫ومركباتها‪ ،‬وفى النادر‬

‫كالرينيت ‪:‬‬

‫الكالرينيت (‪ )Clarinet‬هي آلة نفخ خشبية ذات ريشة واحدة ‪ ،‬وهي تُصنع عادة من خشب األبنوس‪،‬‬
‫وقد تصنع من المعدن‪ ،‬وإن ظلت في جميع األحوال في عداد آالت النفخ الخشبية‪ .‬وفى الوقت الحاضر‬
‫تستخدم آلتى كالرينيت‬

‫فاجوت ‪:‬‬

‫الفاجوت أو الفاجوط ( ‪ ) Bassoon‬هو آلة نفخ خشبية ذات ريشة مزدوجة وهي بالطبع أغلظ صوتا‬
‫من آلة األوبوا ‪ ..‬ونظ ار لتعذر صنعها من قصبة واحدة ‪ ،‬وصعوبة استعمال األصابع على ثقوبها ‪ ،‬فإن‬
‫قصبتها تصنع ملتوية على شكل أنبوبتين متجاورتين مختلفتى الطول ‪ ..‬ويوضع الجزء األسفل منهما‬
‫‪55‬‬
‫في إسطوانة تسمى ( الحذاء ) ‪ ..‬والقصبة مخروطية قليال‪ ،‬وهي أطول وأعرض من قصبة األوبوا‪.‬‬
‫وتنتهى القصبة األمامية بأنبوبة معدنية ُيركب في نهايتها قطعة الفم المثبت فيها الريشة المزدوجة ‪..‬‬
‫وتُحمل آلة الفاجوت أثناء العزف بها مائلة من الناحية اليمنى إلى أسفل‪ ،‬وتعلق بحبل رقيق في الرقبة‪.‬‬
‫الغ ّمازات‬
‫ويصعب استعمال األصابع على ثقوب الفاجوت لبعدها عن بعضها ولذلك يستخدم جهاز َ‬
‫ويغطى غالبية هذه الثقوب ‪ ..‬وبسبب ضيق فتحات ثقوب الفاجوت والتوائها فإن أصواتها تُسمع هادئة‬
‫مكتومة وجافة قاتمة‪ .‬كما أن أصواتها وبخاصة في المنطقة الوسطى تشبه آلة التشيللو ‪ ..‬وتتميز آلة‬
‫الفاجوت بقدرتها على التعبير عن الطابع الهزلى الساخر ‪ ،‬عندما تُعزف نغماتها بشكل متقطع‬
‫( ‪. ) Staccato‬‬

‫آلة نفخ الهوائية النحاسية ‪:‬‬

‫تضم مجموعة آالت النفخ النحاسية أربع آالت هي‪ :‬الترومبيت‪ ،‬الترومبون‪ ،‬المورنو‪ ،‬التوبا ‪.‬‬

‫ترومبيت ( ‪: ) Trumpet‬‬

‫يرجع تاريخ هذه اآللة إلى الممالك القديمة‪ ،‬وقد عثر عليها في الحفريات المصرية باألقصر عام ‪،1923‬‬
‫في مقبرة توت عنخ آمون الذى حكم مصر في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميالد‪.‬‬

‫َح ّد آالت النفخ النحاسية من حيث الطبقة الصوتية‪ .‬وهو ذو صوت حاد ونفاذ‪ .‬وللترومبيت‬
‫الترومبيت هو أ َ‬
‫ثالث صمامات (‪ )Valves‬للحصول على عدد متغير من النغمات ‪ ..‬والضغط على صمام واحد يعطى‬
‫أحد عشر نغمة ‪ ..‬ويضم األوركست ار عادة ثالث آالت ترومبيت ‪ ،‬وأهم ما يميز آالت الترومبيت عن‬
‫سواها من االت النفخ النحاسية ‪ ،‬أنها ذات أنابيب مستقيمة متوازية ‪ ،‬وغالبية األنابيب اسطوانية الشكل‬
‫‪ ،‬وأنبوبتها االخيرة مخروطية الشكل وتنساب في اإلتساع تدريجيا حتى تنتهى بما يشبه الجرس‪.‬‬

‫كورنو ( ‪: ) French Horn‬‬

‫يرجع تاريخ آلة الكورنو إلى المدنيات الشرقية القديمة حيث كانت تصنع من قرن الحيوان أو من العظام‬
‫بعد ثقبها‪ .‬أو من األخشاب ثم من المعادن‪ .‬وانتقلت هذه اآللة إلى البالد العربية ومنها عرفنا البالد‬
‫األوروبية حيث احتفظت باسمها العربى وهو (القرن)‪ .‬وفى منتصف القرن الثامن عشر استطاع الموسيقى‬
‫األلمانى انطوان هامبل ( ‪ ) Anton Hampel‬عام ‪ 1753‬عن طريق تغيير قطع االلتواءات المركبة‬

‫‪56‬‬
‫منها األنابيب للحصول على أصوات أكثر‪ .‬وفى أوائل القرن التاسع عشر أدخل على تلك اآلالت بصفة‬
‫عامة نظام الصمامات وسرعان ما تطورت إلىلة حتى وصلت إلى شكلها الحالى‪ .‬واالت الكورنو ذات‬
‫أنابيب طويلة ضيقة تكثر التواءاتها‪ ،‬وتنتهى بإنبوبة اسطوانية تتدرج في االتساع حتى تنتهى ببوق على‬
‫شكل جرس‪ ،‬وهي ذات ثالثة صمامات ‪.‬‬

‫ترومبون ( ‪: ) Trombone‬‬

‫يمكن تمييز آالت الترومبون بسهولة من شكلها والطريقة التي تعزف بها فهي تتكون من ثالث أنابيب ‪،‬‬
‫ينتهى طرف األنبوبة األولى بالجزء الذى ينفخ فيه العازف ‪ ،‬بينما تنتهى األنبوبة الثالثة المخروطية‬
‫الشكل بما يشبه الجرس ‪ ..‬ويعتمد تغيير النغمات على مدى مهارة العازف ‪ ،‬وتحكمه في قوة النفخ ومدى‬
‫انزالق األنابيب بعضها داخل بعض ‪ ..‬ويضم األوركست ار عادة آلتى ترومبون من طبقة التينور ‪،‬‬
‫وترومبون من طبقة الباص ‪ ..‬وآلة الترومبون تطابق نغماتها المسموعة المكتوبة في المدونة الموسيقية‬

‫بوق (‪Horn) trumpet‬‬

‫‪57‬‬
‫آالت الطرق الوترية ‪:‬‬

‫البيانو ‪:‬‬

‫فعندما نقول االوركست ار السيمفوني فنحن نتحدث عن أكمل وأجمل بناء لألوركست ار ‪ ،‬وبعض كبار النقاد‬
‫قالوا ان أعظم ما أنتجه االنسان فى تاريخه البشرى هى الموسيقى الكالسيكية ألن العظمة الموجودة بها‬
‫لن تموت " بدليل أنها منذ أن بدأت فى القرن الثامن عشر وحتى اليوم موجودة لكن ظلت الطقوس‬
‫الخاصة بها كما هى ال تتغير ‪ ،‬وعاشق الموسيقى الكالسيكية استطاع أن يحقق خاصية أن الحواس‬
‫تتبادل أدوارها ‪ ،‬فالعين تسمع واألذن ترى ‪ ،‬فهو ينفعل و يتجاوب مع اآلداء األوركسترالى الموجود فى‬
‫الموسيقى الكالسيكية بكل حواسه ‪.‬‬

‫إن اإلرتباط الواجب بين الموسيقى الراقية ‪ ..‬وبين القيم والمثل العليا ‪ ..‬يجعلنا نتذكر تعريف الموسيقار‬
‫العظيم بيتهوفن للموسيقى‪..‬حيث يقول ‪:‬‬

‫" الموسيقى احساس يفوق كل علم ‪ ،‬ويسمو فوق كل حكمة إننا ال نستطيع أن نلمسها ألنها تحّلق بنا‬
‫عاليا فى ملكوت هللا ‪ ..‬بعيدا عن دنيانا الحافلة باآلثام " ‪.‬‬

‫القوالب الموسيقية ‪:‬‬

‫القصيد السيمفونى ‪: Line Symphony‬‬

‫هو العمل الموسيقى الذى تؤديه األوركست ار السيمفونى بجميع أسر األالت الموسيقية ‪ ،‬ويتكون القصيد‬
‫السيمفوني من خمس حركات متتالية ويغلب على هذا النوع من القوالب الموسيقية األعمال الدرامية‬
‫والملحمية الكبيرة ‪.‬‬

‫السمفونية ‪: Symphony‬‬

‫هو العمل الموسيقى الذى تؤديه األوركست ار السيمفونى بجميع أسر األالت الموسيقية ( أسرة أالت الطرق‬
‫‪ ،‬أسرة أالت النفخ ‪ ،‬أسرة األالت الوترية ‪ ،‬وأسرة أالت الطرق الوترية ) ‪ ،‬وتتكون السيمفونية من أربع‬
‫حركات متتالية ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الصوناتة ‪: Sonata‬‬

‫تسمية كانتاته ( من فعل " الغناء " ) ويقابلها فى موسيقى اآلالت الصوناتة (من العزف) أى معزوفة ‪،‬‬
‫وظهور هذه التسمية مرتبط بطبيعته بإستقالل أسلوب العزف عن الغناء منذ مستهل القرن السابع عشر‬
‫‪ ،‬وقد عرف عصر الباروك من الصوناتا نوعين ‪ ،‬أولهما الصوناتة الكنسية والصوناتة اإلجتماعية حسب‬
‫مجاالت عزفهما ‪ .‬والنوع الثانى من الصوناتات اإلجتماعية عبارة عن مجموعة من حركات راقصة‬
‫متباينة السرعة واألسلوب يجمعها سلم أو مقام واحد ‪.‬‬

‫صوناتة التريو ( ‪: ) Terio-sanata‬‬

‫كانت أغلبية صوناتات عصر الباروك تكتب آللتى فيولينة يصحبها باص متصل من الهارب سكورد ‪،‬‬
‫ومن هنا أطلقت عليها تسمية صوناتة التريو ( أى الصوناتة الثالثية ) ‪ ..‬غير أن روح عصر الباروك‬
‫كان يسمح بتناول موسيقى اآلالت بكثير من التساهل والتوسع ‪ ،‬فكثي ار ما كان عدد اآلالت فى تلك‬
‫الصوناتات يزاد الى خمس أو ست ‪ ( ،‬ويمكن مضاعفة هذا العدد نفسه ) وبذلك تقترب هذه الموسيقى‬
‫من المجموعة األوركسترالية ‪ ،‬وقد تنقص اآلالت الى فيولينة واحدة ( صوناتة منفردة ) فقط مع الهارب‬
‫سكورد ‪ ،‬فتزداد اقترابا من طابع موسيقى الصالون ‪ ،‬فالصوناتة فى عصر الباروك صيغة شديدة المرونة‬

‫الكونشرتو جروسو ‪: Concerto Grosso‬‬

‫إنه قطعة موسيقية كبيرة آللة منفردة مع أوركست ار ‪ ،‬غير أن الكونشرتو سلك طريقا طويال قبل أن يستقر‬
‫بهذا المفهوم الذى نعرفه به اليوم ‪ ،‬ومر بمرحلة هامة من تطور أسلوب الكونشرتو الذى كان العزف‬
‫اإلنفرادى فيها شركة ومشاعا بين جماعة صغيرة من العازفين المهرة قبل أن يصل الى مرحلة العازف "‬
‫الفرد " ‪ ،‬وهذه المرحلة هى التى أنتجت صيغة من أهم انواع الموسيقى األوركسترالية فى عصر الباروك‬
‫هى " الكونشرتو جروسو‬

‫هذا التعبير ظل مدينا للعالقة العضوية فى الموسيقى منذ خروجها من دور العبادة على يد " يوهان‬
‫سباستيان باخ ‪ ، " Johann Sebastian Bach‬وتالميذه الذين استطاعوا أن يتطوروا ويتفوقوا على‬
‫هذا الدور وهو نشر الموسيقى فى المجتمع ‪ ،‬ومن هؤالء‪ :‬هندل ‪ ، Handel‬وهايدن ‪ ، Haydn‬وفيفالدى‬
‫‪. Vivaldi‬‬

‫‪59‬‬
‫نماذج لبعض كبار الفنانين فى مجال الموسيقى‬

‫يوهان سباستيان باخ ( ‪: ) Johann Sebastian Bach‬‬

‫ولد فى مدينة ايزيناخ عام ‪ ، 1685‬ألب موسيقى ‪ ،‬توفى وهو صبى وكفله بعده أخوه األكبر وهو أيضا‬
‫عازف أرغن متمكن ‪ .‬كانت عائلة باخ يعلم كبارها فنون الموسيقى وصغارها ‪ ،‬وتلقى يوهان سباستيان‬
‫دراسة ثانوية فى مدرسة اسست له ثقافة دينية راسخة نماها فيما بعد بقراءاته فى علم الالهوت وكون‬
‫لنفسه فيه مكتبة طيبة ‪ .‬وفى سن الخامسة عشرة كان على الصبى أن يكسب عيشه فالتحق مغنيا‬
‫بالكورال بأحد المعاهد الدينية القريبة ‪ ،‬وبذلك تعمقت خبرة باخ بالموسيقى الكورالية الدينية ‪.‬‬

‫علم نفسه بنفسه العزف ( الفيولينة ‪ ،‬الكالفيكورد ‪ ،‬األرغن ) بل التأليف الموسيقى عن طريق االستماع‬
‫والنسخ والتدوين والتجربة والتقليد واالعداد ( ‪. ) Transcription‬‬

‫أهم مؤلفاته لألرغن ‪ " :‬التوكاتة والفوجة فى مقام رى الصغير الباسكاليا فى مقام دو الصغير " ‪.‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=AQYE626UG6c‬‬

‫كونشرتو جروسو ‪ ، Concerto Grosso‬كونشرتو براندنبورج ‪. Brandenburg‬‬

‫توفى عام ‪ 1750‬وقد أدى رسالته االنسانية وكان ختاما مجيدا لعصر البوليفونية بل لعصر الباروك ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫فرانز جوزيف هايدن‬
‫( ‪: ) Franz Joseph Haydn‬‬

‫ولد ‪ 31‬مارس ‪ 1732‬ببلدة روراو بجانب مدينة فيينا ‪ ،‬لقب ب " أبى السيمفونية " و " أبى الرباعية‬
‫الوترية " ‪ ،‬انضم الى فريق الكورال بالكاتدرائية عام ‪ . 1740‬من أهم أعماله ‪ " :‬مسرحية الشيطان‬
‫األحدب ‪ ، Der krumme teufel‬سيمفونية الحربية ‪ military‬وهى السيمفونية رقم ‪. 100‬‬

‫أهم أعماله ‪ 104 :‬سيمفونية ‪ 84 ،‬رباعية وترية ( من الموسيقى المنزلية ) ‪ 52 ،‬صوناته للبيانو ‪،‬‬
‫‪ 31‬ثالثية للبيانو ‪ ،‬عدد ال بأس به من الكونشرتوات لآلالت المختلفة ومن الموسيقى الدينية أوراتوريو "‬
‫الخليقة " ‪ ،‬و أوراتوريو " الفصول " وعدة قداسات وعدة مسرحيات غنائية ومجموعات من األغانى ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫هيندل ( ‪: ) Handel‬‬

‫ألمانى المولد والنشأة ‪ ،‬ايطالى االسلوب ‪ ،‬انجليزى بالتجنس‬

‫انتاج هيندل من األوبرات قد بلغ ستا وأربعين أوب ار ‪ ،‬أما مؤلفات األوراتوريو فقد كتب منها أربعا وثالثين‬
‫‪ ،‬وموسيقاه االوركسترالية ال تقل عنها أهمية اذ كتب منها مجموعة من الكونشرتو جروسو ‪ ،‬توضع مع‬
‫كونشرتوات براندنبورج لباخ ‪ ،‬هذا الى أنه كتب للهاربسكورد مؤلفات قيمة أصبح بعضها اليوم من أصدق‬
‫ما يمثل عصر الباروك الى جانب مؤلفات باخ ‪.‬‬

‫ولد جورج فريدريك هيندل فى ‪ 23‬فبراير ‪ 1685‬فى نفس العام الذى ولد فيه معاصره العظيم يوهان‬
‫سباستيان باخ فى مدينة هاله بسكسونيا فى ألمانيا وكان والده جراحا فى بلدته أو لعله حالق صحة يشبه‬
‫ما نعرفه عندنا فى الريف أما والدته التى كان شديد التعلق بها فكانت ابنة قسيس‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فيفالدى ( ‪: ) Vivaldi‬‬

‫يرجح انه ولد بين عامى ‪ 1678 ، 1675‬فى البندقية بايطاليا وكان والده من عازفى الفيولينة المعروفين‬
‫‪ ،‬وهو الذى تولى تعليمه الموسيقى األول ثم استكمله مع موسيقى كبير ‪ ،‬كان يدرس الفيولينة بمعهد "‬
‫كونسرفتوار فينسيا " ثم أصبح قائدا لألوركست ار ‪ .‬كتب أعماالً اوركسترالية وغنائية عديدة ‪ ،‬كما كان له‬
‫نشاط آخر فى تلحين األوبرات واخراجها ‪ ،‬أشهر مؤلفاته ‪:‬كونشرتو ( الفصول األربعة ) ‪ ،‬توفى عام‬
‫‪. 1741‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Bqkhk5zQ8UQ‬‬

‫‪63‬‬
‫موتسارت ( ‪: ) Mozart‬‬

‫فى السابع والعشرين من يناير عام ‪ 1756‬بمدينة سالزبورج بالنمسا " فولفانج أماديوس موتسارت "‬
‫الطفل االلهى الذى سيظل اسمه رم از لالعجاز الفنى على مر السنين ‪.‬‬

‫فى الثامنة من عمره كتب أول سيمفونياته ‪ ،‬أما أول مسرحياته الغنائية فلحنها وهو فى الثانية عشرة من‬
‫عمره وكانت كل هذه النماذج من المؤلفات الموسيقية على درجة كبيرة من الجودة ‪.‬‬

‫عزف على آلة الكالفير والفيولينة ‪ ،‬كتب أول سيمفونياته فى لندن وهى ( سيمفونية رقم ‪ 1‬من مقام مى‬
‫بيمول كبير ) ‪ ( ،‬والسيمفونية الثانية مقام رى كبير ) ‪ ..‬وفى عام ‪ 1764‬كتب موتسارت سبع صوناتات‬
‫للفيولينة بمصاحبة الكالفير وبالستة األخيرة ‪.‬‬

‫أهم أعماله‪ :‬السيمفونية ‪https://www.youtube.com/watch?v=C6EOb86YdIs 41‬‬

‫‪64‬‬
‫لود فيج فان بيتهوفن ( ‪: ) Ludwig van Beethoven‬‬

‫فى أحد أحياء مدينة ( بون ) األلمانيه فى‪ 16‬ديسمبر عام ‪ ، 1770‬ولد العظيم الذى خطا فى مجال‬
‫الموسيقى خطوات واسعه كانت تسبق عمرة ‪ ..‬وهو ( لودفيج فان بتهوفن ) ‪ ،‬و قد أكتشف والده موهبته‬
‫المبكره ‪ ,‬حيث قدمه إلى الموسيقار العظيم ( موتسارت ‪ ) Mozart‬عندما كانوا يقضون فترة قصيرة فى‬
‫( فيينا ) ‪ ،‬و لكن اللقاء بين ( موتسارت ) و( بيتهوفن ) ‪ ,‬كان عاب ًار و لم يسفر عن أيه نتائج و ذالك‬
‫لصغر سن ( بتهوفن ) حينذالك ‪ ،‬ما رغم ذلك إال أنه قد أتم أول أعماله سنة ‪ ، 1783‬وقد أعاد (‬
‫بتهوفن ) زيارته لـ ( فيينا ) سنه ‪ ، 1792‬ودرس هناك على يد الموسيقار ( هايدن ) ‪ ،‬والذى كان أعظم‬
‫موسيقى فى ( فيينا ) آنذاك ‪ ،‬وذلك بعد وفاة ( موتسارت ) سنه ‪ ، 1791‬وبعد ذهاب ( بيتهوفن ) إلى‬
‫( فيينا ) قرر أن يظل فيها ‪ ,‬النها كانت عاصمه الموسيقى فى العالم كله فى ذالك الوقت ‪ ..‬وحوالى‬
‫سنه ‪ 1798‬بدأت تظهر عليه أعراض الصمم ‪ ،‬إال ان معدن اإلنسان وبخاصه العباقره ‪ ,‬يظهر فى‬
‫األزمات الشديدة ‪ ,‬فقد أستمر ( بيتهوفن ) فى طريقة دون أن يلتف إلى المرض الذى تمكن منه ولكنه‬
‫أخذ ينسحب من الحياة اإلجتماعية شيئ ًا فشيئاً ‪ ،‬وتناسب أنتاجه الفكرى مع أسلوب حياته األجتماعيه‬

‫‪65‬‬
‫تناسباً عكسياً فمع أنسحابه من الميدان األجتماعى أخذت أعماله تتوالى وتتزايد روعه وإتقاناً من عمل‬
‫إلى عمل ‪ ،‬ومع نهاية العقد الرابع من عمرة أصيب( بيتهوفن ) بالصمم التام ‪.‬‬

‫تبعاً لذالك فرض على نفسة عزله شديده و أنعكست أنعكاساً واضحاً فقد أزدادت أعماله الموسيقية صعوبة‬
‫‪ ،‬و أستعصى على الناس فهمها فأصبح ( بيتهوفن ) وكأنه يصنع تلك األعمال لنفسة أو ألجيال قادمة‬
‫وقد قال ذات يوم ألحد النقاد أن موسيقاه ليست من أجله أو من أجل غيره من النقاد بل الجيال من‬
‫بعده ‪.‬‬

‫قد أصبحت أعمال ( بيتهوفن ) التى أبدعها بعدما أصيب بالصمم التام ‪ ,‬تعد من أعظم وأروع من كل‬
‫ما قدم قبل ذلك ‪.‬‬

‫من أعمال ( بيتهوفن ) العظيمه تسع سيمفونيات رائعة ‪ ,‬وخ ــمس كونشرتات على البيانو والكمان ‪ ،‬و‬
‫‪ 32‬سوناتا على البيانو ‪ ،‬ومجموعه كبيرة من الموسيقى المسرحية ‪.‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=s_96-xOrSXE‬‬ ‫أهمهم السيمفونية التاسعة‬

‫يعتبر ( بيتهوفن ) هو واضع أسس الموسيقى الرومانتيكية ‪ ,‬فبصمات ( بيتهوفن ) العبقرية ظهرت على‬
‫آله البيانو بالذات ‪ ,‬فأوضحت إمكانياتة المتعددة والمتنوعة كما اصبحت بصماته العبقرية هى التى نقلت‬
‫الموسيقى الكالسيكية إلى الرومانتيكية ‪ ,‬و كان لـ ( بيتهوفن ) أكبر أثر على كل الموسيقين الذين أتوا‬
‫بعدة مثل ‪ ( :‬برامز ‪ ) Brahms‬و( فاجنر ‪ ) RichardWagner‬و( شوبرت ‪ ) Schubert‬و(‬
‫تشايكوفسكى ‪. ) Tchaikovsky‬‬

‫‪66‬‬
‫ريتشارد فاجنر ( ‪: ) Richard Wagner‬‬

‫ولد بمدينة ليبتسج فى أحد أيام شهر مايو سنة ‪ . 1813‬كان مولد فاجنر قد شهد بداية شعور األمة‬
‫األلمانية بذاتها وبوحدتها فى معركة التحرر من االحتالل ‪ ،‬فان الفترة األخيرة من حياته قد شهدت‬
‫تحقق حلم الوحدة األلمانية ولكن بصورة عسكرية عنيفة على أيدى غالة أنصار القومية العدوانية ‪ ،‬وكان‬
‫هذا الشعور بالقومية األلمانية بمعناها الرجعى الضيق األفق من أهم العوامل التى تحكمت فى تحديد‬
‫مجرى تفكير فاجنر ونظرته الى الفن ‪.‬‬

‫شارك فاجنر فى ثورات سياسية واجتماعية حتى وضع اسمه فى قائمة أخطر الثوار ‪ ..‬اكتسب أكبر قدر‬
‫من الشهرة فى مجال الموسيقى وفى الوقت نفسه كان شاع ار ومؤلفا دراميا ومخرجا مسرحيا وكانت له‬
‫فى كل هذه الميادين مساهمات واضافات لها قيمتها ‪.‬‬

‫مثلما كانت الموسيقى فى نظره خرساء من غير الشعر والمسرح ‪ ،‬كانت الدراما فى رأيه سطحية جوفاء‬
‫من غير الموسيقى ‪ ،‬فلم يكن للحركات التمثيلية عنده أى معنى اال من خالل الموسيقى ‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪ " :‬خاتم النيبلونجن ‪ " ، " Niebelurgenring‬يريستان و ايزولدة " ‪ ،‬لوهنجرين " " أفول‬
‫اآللهة ‪" Geottedaemmerung‬‬

‫‪67‬‬
‫سرجى رحمانينوف ( ‪(Sergei Rachmaninoff‬‬

‫( ‪ ) 1943 – 1813‬كان عازفا بارعا للبيانو ‪ ،‬أحرز من الشهرة فى ميدان العزف بقدر ما أحرز فى‬
‫ميدان التأليف ‪ ،‬كان موسيقيا عالميا ‪ ،‬خلت موسيقاه من ايه نزعة قومية محددة ‪ ،‬واعتاد حياة االنتقال‬
‫‪ ،‬واتخذ لنفسه وطنا ثانيا بعيدا عن وطنه األصلى ‪.‬‬

‫ان موسيقاه تظهر العناصر الرومانسية التقليدية لموسيقى القرن التاسع عشر ‪ ،‬فيما عدا عنصر القومية‬
‫‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫جوزيبى فردى ( ‪: ) Giuseppe Verdi‬‬

‫( ‪ ) 1901 – 1813‬نشأ فردى فى جو ساعده على فهم آمال شعبه وأمانيه اذ كان ينتمى الى أسرة‬
‫ريفية فقيرة وقضى فترة شبابه فى ظروف أكد هو نفسه أنها كانت شاقة بحق ‪.‬‬

‫كان فردى قد أظهر فى صباه قد ار من النبوغ واستطاع أن يتعلم الموسيقى فى أسوأ الظروف ‪ ،‬العمل‬
‫الذى حقق الشهرة لفردى بين يوم وليلة هو أوب ار " بختنصر ‪ 1842 " Nabuco‬التى تتعلق بموضوع‬
‫تاريخى قديم ‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪ :‬ماكبث ‪ ، Macbeth‬لوي از ميلر ‪ ، Luisa Miller‬أوب ار " ريجوليتو ‪ " Rigoletto‬فى‬
‫عام ‪ ، 1851‬أوب ار " الترافياتا ‪ " La Traviata‬المقتبسة من قصة " دوما ‪ " Dumas‬المشهورة "‬
‫غادة الكاميليا " وأعظم أوبرات الفترة قبل األخيرة من لفردى هى" عايدة " ‪ 1871‬الذى كلفه بتأليفها‬
‫الخديو اسماعيل لتعزف فى افتتاح قناة السويس‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=AzhYpUIUxTo‬‬

‫أما أوبرات الفترة األخيرة فهى " عطيل " التى تعد اعظم ما انتج فردى من دراما شكسبير ‪William‬‬
‫‪. Shakespeaer‬‬

‫‪69‬‬
‫تشايكوفسكى ( ‪: ) Tchaikovsky‬‬

‫( ‪ ) 1893 – 1840‬ممثال للتيار‬ ‫كان بيتر اليتش تشايكوفسكى " ‪" P . I . Tchaikovsky‬‬
‫العالمى فى الموسيقى الروسية ‪ ،‬جمع تشايكوفسكى فى موسيقاه عناصر ايطالية وفرنسية وألمانية ‪ ،‬ولم‬
‫يكن قد تمكن من اعادة صياغتها فى اطار روسى ‪ .‬كان يتميز بمزيد من الحساسية العصبية فقد جعل‬
‫من فنه صمام أمن النفجاراته العصبية الداخلية ‪ ،‬بدأ يؤلف الموسيقى بعد وفاة أمه وهو فى الرابعة عشرة‬
‫من عمره ولقد كان صادقا حين قال ‪ " :‬لوال الموسيقى لفقدت عقلى حقا " ‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪ :‬هى السيمفونيات ‪ ،‬صحيح أنه كتب أوبرات روسية تلقى فى بالده اقباال كبي ار أهمها ‪" :‬‬
‫أويجن اونييجن " ‪ " ،‬سيدة الكوتشينة " ‪ ،‬كما ألف قطعا للباليه صادفت على الدوام نجاحا هائال أشهرها‬
‫‪ " :‬بحيرة البجع " ‪https://www.youtube.com/watch?v=3JK06ozBJ2M‬‬

‫التى يعدها النقاد أجمل مؤلفات الباليه على االطالق وكذلك " األميرة النائمة " و " كسارة البندق " ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ايغور سترافنسكى ( ‪: ) Igor Stravinsky‬‬

‫ايغور سترافنسكى ( ‪ )1971-1882‬هو ملحن روسى ‪ ،‬ولد فى اورانينبوم بالقرب من سان بيترسبورج‬
‫وتتلمذ على يد ريمسكى كورساكوف ‪.‬‬

‫عرضت اول أعماله عام ‪ 1909‬فى صاله زيلوتى بحضور دياغيليف ‪ ،‬هذا اللقاء كان بداية التعاون‬
‫بين دياغيليف وسترافنسكى الذى كتب ( العصفور النارى) بناء على طلب دياغيليف ‪.‬‬

‫لم يكتف سترافنسكى بتقديم العصفور النارى للجمهور بل كان له الفضل بفرض الموسيقى الروسية عالميا‬
‫‪ 1913‬بدأ سترافنسكى بتقديم اعمال تمثل رمز للموسيقى الثورية المتجدده فى عمله" ساكر "‪.‬‬

‫عند موت دياغيليف ‪ Sergei Diaghilev‬انتقل سترافنسكى الى كتابة البالية ‪ ,‬و بدأ ينتقل مع عروضه‬
‫فى انحاء روسيا و أوروبا ‪ ,‬حتى استقر اخي ار فى مونتى كارلو فاستطاع عندئذن ان يقيم عالقات مع‬
‫كل من ديبوسى ‪ Debussy‬ورافيل ‪ Ravel‬وساتى ‪ Satie‬وفاال ‪ Falla‬وكازيال ‪. Casella‬‬

‫استدعى عام ‪1940‬الى جامعة هارفارد لتدريس مادة الشعر الموسيقى وقطن فى هوليوود خالل الحرب‬
‫العالمية الثانية وحتى مماتة ‪ ،‬مرت موسيقى سترافنسكى بثالث مراحل ‪ :‬روسية ونيوكالسيكية وتسلسلية‬
‫‪ ،‬توفى سترافنسكى فى نيويورك عام ‪. 1671‬‬

‫‪71‬‬
‫سيرجي بروكوفييف ( ‪: ) Sergei Prokofiev‬‬

‫سيرجيه بروكوفييف ( ‪ ) 1953 – 1891‬يعد أفضل مؤلف فى القرن العشرين ‪ ،‬حافظ على تقاليد‬
‫السيمفونية والكونشرتو وليس معنى هذا أنه كان كالسيكيا بحتا فقد كانت له لمحات أسلوبية فى بناء‬
‫الهارمونية على جانب كبير من الطرافة فى سيمفونيته األولى التى سماها " السيمفونية الكالسيكية " ‪.‬‬

‫أهم األعمال ‪ :‬سيمفونية " رقصة الجافوت ‪ " ، " Aljavot‬أوب ار مادالينا ‪ " ، " Maddalena‬أوب ار‬
‫المارد ‪ " Giant‬كتب سبع سيمفونيات ‪ ،‬كتب للبيانو سبعة كونشرتات ‪ ،‬كتب كونشرتو للفيولينة وآخر‬
‫للتشيللو ‪ ،‬وموسيقى باليه روميو وجولييت‬

‫‪https://www.facebook.com/watch/?v=1780691258841135‬‬

‫‪72‬‬
‫ريمسكى كورساكوف‬

‫( ‪: ) Rimsky Korsakov‬‬

‫كان أعظم الفنانين قدرة على تأليف الموسيقى ذات البرنامج التصويرى والقصصى ‪ ،‬فاتجه الى الشرق‬
‫فى معظم مبتكراته يستمد منه مصادر برامجه التصويرية ‪ ،‬مستلهما كتاب ألف ليلة وليلة الذى كتب له‬
‫موسيقى متتالية تصور مقتطفات من حكاياته ومن أشهرها " شهرزاد " ‪.‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=LgN9ENwgj-0‬‬

‫‪73‬‬
‫الفنون التى ترتبط بالموسيقى الكالسيكية‬

‫التسمية الخاصة بالموسيقى الكالسيكية بدأت تتغير منذ عصر " لود فينج فان بيتهوفن " الذى نادى بأن‬
‫الموسيقى يجب أال تكون قوالب ثابتة لها قوانين تكاد تكون محدودة فى السرعة والبطء وفى العلو‬
‫واالنخفاض ونادى بأن تشتمل هذه اآلداءات الموسيقية على التعبير ‪ ،‬ومن عصر بيتهوفن الى وجود‬
‫التعبير وأصبحت القوالب الموسيقية التى تؤلف يوجد بها موضوع ‪ ..‬هذا الموضوع يستشعره المتذوق‬
‫للموسيقى من خالل التصور لألخيلة والتعبيرات التى تحدثها األصوات وكأنه يرى أشكال وفراغات‬
‫وكائنات ومالمس وأضواء وظالل ‪ ،‬وابتعدت الموسيقى عن دورها التقنى لكى تدخل فى منطقة التعبير‬
‫الدرامى والذى ارتبط اساسا بالفكر الرومانتيكى ‪ ،‬واستمرت تسمية الموسيقى الكالسيكية حتى اليوم‬
‫بالكالسيكية ولكن النقلة الهامة التى حدثت فى تاريخ الموسيقى الكالسيكية هى ما نتحدث عنه من وجود‬
‫التعبير عن الفكر الرومانتيكى والذى قام به " لود فينج فان بيتهوفن ‪.‬‬

‫األوب ار ‪: Opera‬‬

‫فن األوب ار من أحدث فنون الموسيقى ‪ ،‬وهو فن مركب تتعاون فى سبيله مجموعة من الفنون قلما نجدها‬
‫متحدة فى أى عمل فنى آخر ‪ ،‬ففيه تتحد الدراما مع الموسيقى الغنائية واألوركسترالية مع التمثيل والباليه‬
‫واإلخراج والديكور واألزياء واإلضاءة ‪ ،‬وتتضافر كلها على إخراج عمل فنى شامل يبلغ فى تأثيره ماال‬
‫يمكن أن يبلغه المسرح وحده أو الموسيقى والغناء وحدهما ‪.‬‬

‫وأوب ار ( ‪ ) Opera‬كلمة التينية معناها " عمل " ( عمل موسيقى ) وهى إختصار للتسمية الكاملة (‬
‫‪ )opera per musica‬وكانت تسمى كذلك ( ‪ .. ) drama per musica‬وال يطلق إسم أوب ار اليوم‬
‫إال على العمل الدرامى الملحن من أوله آلخره ‪ ،‬وليست األوب ار إكتشافا جديدا تماما على الموسيقى ‪،‬‬
‫فقد عرفت أوروبا قبل ذلك منذ العصور الوسطى عدة صور من األعمال المسرحية الموسيقية ‪ ،‬بعضها‬
‫دينى مثل ( الغوامض ) ( ‪ ) Mystery plays‬والمواعظ ( ‪ ) morality plays‬والبعض اآلخر‬
‫ترفيهى راق مثل الفواصل الموسيقية ( األنترميد ) التى عاشت فى عصر النهضة ‪ ،‬أو المسرحيات‬
‫الريفية (‪ ، ) Pastoral plays‬التى جمعت بين الرقص والغناء والموسيقى ‪ ،‬والبعض اآلخر شعبى‬
‫( ‪. ) Masques‬‬ ‫مثل ( المساخر )‬

‫‪74‬‬
‫تاريخ األوب ار ‪:‬‬

‫المدائحيات‪ ،‬حيث ظهرت جماعات دائمة منظمة بمبادرة من رجال‬


‫ّ‬ ‫يخياً انطالقاً من‬
‫تطورت األوب ار تار ّ‬
‫الدين في الكنيسة الغر ّبية مهمتها إقامة جوقة دينية لكل عيد يقام وفق تقاليد المداحين وسميت هذه‬
‫المدائحيات ) وكان بعضها يحتوي إخراج ًا‬
‫ّ‬ ‫المجموعة من المؤلفات التي تنشدها هذه المجموعة باسم (‬
‫معقداً ومكان العرض المفضل في البدء كان داخل الكنيسة ‪ ،‬ويتم الحفل بأسلوب متعدد النغم‪ ،‬وبعض‬
‫الجوقات‪ ،‬ثم جوقتان متناوبتان‪ ،‬ولضرورة المؤثرات المسرحية تحولت المسرحية إلى باحات الكنائس ثم‬
‫إلى الساحات وفي القرن الخامس عشر ظهرت المنصة بظهور التمثيليات الدينية‪ ،‬وكانت تقسم إلى‬
‫توضح غايتها‪ ،‬وكانت الجنة في األعلى وفي إحدى‬
‫أجزاء يسمى كل منها ( البيت ) وتوضع عليها الفتة ّ‬
‫الزوايا يفغر تنين شدقيه ليكون مدخل الجحيم‪ ،‬وكانوا يستخدمون مقاطع شعرية تتألف من ثمانية أبيات‬
‫ربما وفقاً لفن اإلنشاد الرتيب الذي كان يمارسه "المغنون الشعبيون"‪.‬‬

‫وهنا يمكن الوقوف عند كالم فيتو باندولفي ‪ :‬وفي هذه الحال‪ ،‬قد يجوز لنا أن ننظر إلى المدائحيات‬
‫على أنها أول أشكال المسرح الموسيقي‪ ،‬الذي قدر له أن يتحول إلى "أوراتوريو" ( ابتهالية ) وإلى "أوبرا"‬
‫( مغناة ) ويمكن القول بأن هي أوب ار ذات موضوع ديني تقدم في الكنيسة عوضاً عن المسرح فقد انبثق‬
‫كل من األوب ار ‪ ..‬من جذور واحدة ‪ ،‬كما انبثقت التمثيالت الدينية ( مسرحيات األسرار أو آالم المسيح‬
‫) والمسرحيات الدنيوية من جذور واحدة ‪.‬‬

‫أما في البالط وقصور النبالء في القرن الخامس عشر والسادس عشر فقد ظهرت عروض تتميز بالثياب‬
‫الفاخرة وعجائب الديكور الذي ال يتعلق بالرسم وحسب بل بالنحت والهندسة ‪ ،‬وكذلك بفواصل موسيقية‬
‫بين الفصول ذات مضمون أسطوري أو رمزي ‪ ،‬وقد ساهم أعظم فناني العصر كـ "رافائيل" و"برامانته"‬
‫و"اريوسته" بتنفيذ الديكورات ‪ ،‬التي ترتكز على مؤثرات تحصل بواسطة المنظور ومزيج بين الرسم‬
‫والهندسة ‪ ،‬كما كانت ألوان األزياء تختار بعناية ( على األغلب فاتحة ) كما كانت هناك تعاليم للحركة‬
‫على المنصة ( عدم المشي إال عند الضرورة القصوى ) وتعاليم النطق واللفظ وكذلك دراسة اإلضاءة‬
‫المناسبة للمنظور المرسوم واستخدام المرايا ‪ ،‬كما واستخدمت أوركست ار موسيقية ودرست عالقات دخولها‬
‫مع الكالم أثناء العرض المسرحي ‪.‬‬

‫تعتبر المسرحية األوبرالية دافني ( ‪ ) 1597‬لـ ‪ :‬جاكوبو بيري ‪ ،‬األوب ار األولى ‪ ،‬ولكن المؤلف األول‬
‫العظيم لألوب ار كان كالوديو مونتيفيردي (‪ )1643-1567‬الذي ال تزال أعماله تعرض وتؤدى حتى‬
‫‪75‬‬
‫اليوم‪ .‬ما لبثت األوب ار بعدها إال أن انتشرت من فلورنسا‪ ،‬البندقية وروما‪ ...‬من إيطاليا إلى بقية‬
‫أرجاء أوروبا‪ :‬شوتز في ألمانيا‪ ،‬لولي في فرنسا‪ ،‬وبرسل في إنجلت ار‪ ،‬كل هؤالء ساعدوا في إنشاء‬
‫تواريخهم الوطنية‪ .‬على أية حال‪ ،‬وفي القرن الثامن عشر ‪ ،‬استمرت سيطرة األوب ار اإليطالية على معظم‬
‫أرجاء أوروبا‪ ،‬ما عدا فرنسا‪ ،‬مما ساعد على جذب مؤلفيين أجانب مثل هاندل ‪ ..‬في ذلك الوقت ‪،‬‬
‫الجدية أو الدرامية ‪ ،‬أكثر أنواع األوب ار اإليطالية رفع ًة في المستوى ‪ ،‬حتى‬
‫كانت أوب ار سيريا أو األوب ار ّ‬
‫المعدلة‪ .‬وفي أواخر القرن الثامن عشر‬
‫ّ‬ ‫جاء غلك الذي عاكس اصطناعية األخيرة بمسرحياته األوبرالية‬
‫تأثير على األوب ار آنذاك ‪ ،‬ابتدأ موتسارت بأوب ار سيريا ‪ ،‬ولكنه‬
‫‪ ،‬كان موتسارت من أكثر الشخصيات ًا‬
‫خصوصا لي نوتزي دي فيغارو أو زواج فيغارو ‪ ،‬دون‬ ‫ً‬ ‫اشتهر بمسرحياته األوبرالية الكوميدية اإليطالية ‪،‬‬
‫جوفاني أو السيد جوفاني ‪ ،‬وكوزي فان توتي ‪ ..‬أوب ار داي زوبرفلوت أو المزمار السحري تعد من أشهر‬
‫أيضا من العالمات الواضحة للتاريخ األلماني في الموسيقى ‪.‬‬
‫أعمال موتسارت وتعد ً‬

‫شهد الثلث األول من القرن التاسع عشر ذروة أسلوب بل كانتو ‪ ،‬مع ملحنين أمثال‪ ،‬جواكينو روسيني‬
‫‪ ،‬غايتانو دونيزيتي ‪ ،‬بيليني ‪ ،‬كل هؤالء ألفوا أعماالً ال تزال ذائعة الصيت واألداء حتى اللحظة ‪ ..‬تعتبر‬
‫أواسط القرن التاسع عشر إلى أواخره العصر الذهبي لألوب ار ‪ ،‬حيث كان فاغنر في ألمانيا وفيردي في‬
‫وعبور‬
‫ًا‬ ‫مرور باألوب ار الفرنسية‬
‫ًا‬ ‫إيطاليا ‪ ..‬استمر هذا العصر الذهبي خالل حقبة الفيريسمو في إيطاليا‬
‫إلى بوتشيني وريتشارد شتراوس في مطلع القرن العشرين ‪ ..‬في ذلك األوان ‪ ،‬ولدت طرق أوبرالية جديدة‬
‫عديدة لألوب ار‬
‫ً‬ ‫تحديدا في روسيا وبوهيميا ‪ ..‬شهد حينها القرن العشرين تجارب‬
‫ً‬ ‫في أواسط وشرق أوروبا ‪،‬‬
‫مع أساليب جديدة لملحنين أمثال شوينبيرغ وبيرغ ‪ ،‬سترافينسكي ‪ ،‬وفيليب غالس ‪.‬‬

‫مونتفردى ‪ Montverdi‬واألوب ار ‪:‬‬

‫أشهر أوبراته هى أوب ار أورفيو ( ‪ ) Orfeo‬التى أتمها سنة ‪ ، 1607‬والتى تعتبر بحق أول عمل فنى‬
‫فى ميدان األوب ار اكتملت له أسباب التلحين الغنائى الصادق المنوع ‪ .‬وقد كتب مونتفردى أوب ار أورفيو‬
‫كبيرة ‪ ،‬ووفق بينها وبين الصور الموسيقية البحتة إذ‬ ‫باالسلوب التعبيرى ولكنه شحنه بطاقة عاطفية‬
‫طعمه باآلريا ( األغنية اإلنفرادية ذات اللحن العريض ) ‪ ،‬واألغنية الراقصة والثنائى والفاصل‬
‫األوركسترالى وفقرات اإلنشاد الكورالى ‪ ،‬وغير ذلك من العناصر الموسيقية البحتة التى كانت تعاليم‬
‫الكاميراتا تقضى بتجنبها حرصا على الشعر ‪ ،‬وتتجلى مقدرة مونتفردى فى المالئمة بين القوانين الموسيقية‬
‫لخدمة الدراما ‪ ،‬وهذا ما يرفع أوب ار أورفيو درجات فوق كل المحاوالت األولى التى عانت من ملل‬

‫‪76‬‬
‫الريسيتاتيف ‪ .‬وهى أول أوب ار وضعت تقاليد ذلك الفن واكتملت فيها العناصر التى أصبحت اليوم أساسية‬
‫فى تلحين األوب ار ‪.‬‬

‫بعض نماذج من األوبرات العالمية ‪:‬‬

‫أوب ار عايده ‪:‬‬

‫اوب ار كتبها المصرولوجى الفرنساوى مارييت باشا مدير االثار المصريه ‪ ،‬و صاغها شعرياً الشاعر‬
‫اإليطالى انطونيو جياالنزوى و لحنها الموسيقار الطليانى فيردى عشان تتعرض فى مصر بمناسبة‬
‫افتتاح قناة السويس سنة ‪ 1869‬فى عهد الخديوى اسماعيل ‪.‬‬

‫بتحكى االوب ار قصة انتصار المصريين على االحباش و وقوع قائد الجيش المصرى " راداميس " و‬
‫االميره الحبشيه " عايده " اللى اسرها الجيش المصرى فى الحرب فى غرام بعض فحاولو يهربو على‬
‫الحبشه لكن فرعون مصر اكتشف خطتهم فحكم على راداميس باالعدام‪.‬‬

‫أوب ار عايده ليست عمل فنى مصرى لكن عمل فنى أوروبى ألحانه اوروبيه و كلماته باإليطالى و بتتعرض‬
‫األوب ار فى اماكن كتيره من العالم منها فيرونا فى ايطاليا التى تتعرض فيها االوب ار فى مسرح مكشوف‬
‫بطريقه دوريه ‪.‬‬

‫قصة عمل األوب ار ‪:‬‬

‫يوم ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1869‬افتتحت قناة السويس و كان من مظاهر التحضير لحفلة االفتتاح الكبير للقناه‬
‫تعبيد طريق الهرم و بنا دار االوب ار الخديويه‪ .‬و اتفتح مبنى االوب ار يوم ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ 1869‬بعد ما‬
‫اتبنت بسرعه فى اقل من خمس تشهر واتكلفت ‪ 160‬ألف جنيه بعد ما صممها المهندسين الطالينه "‬
‫بيترو افوسكانى " و " روتيسى "‪ .‬االوب ار كانت بتسع لـ ‪ 850‬متفرج و كان مكانها فى ميدان العتبه‬
‫الحالى فى القاهره ‪.‬‬

‫اسماعيل باشا طلب من عالم االثار الكبير مارييت اللى كان وقتها مدير االثار الفرعونيه انه يختار‬
‫موضوع ينفع يكون روايه ألوب ار مصريه ‪ ،‬فكتب مارييت قصة اوب ار عايده و اتصاغت شعرياً و بعتها‬
‫للموسيقار اإليطالى المشهور جوسيبى فيردى عشان يلحنها وتتعرض على ضيوف مصر فى حفلة‬
‫افتتاح االوب ار المصريه ضمن احتفاالت افتتاح قناة السويس فوافق فيردى مقابل ‪ 150‬ألف فرنك من‬
‫‪77‬‬
‫الدهب الخالص ‪ ،‬و اتعملت االعالنات واتكتب على غالف الترجمه للمصريين ‪ " :‬قطعه تياتريه تشتمل‬
‫على مناظر معجبه ومراقص مستغربه تتخللها أغانى موسيقيه طربيه موزعه على ثالثة فصول وسبعة‬
‫مناظر ومضيفه بأمر سعادة خديو مصر لقصد تصويرها فى تياترو األوب ار بمصر القاهره "‪ .‬لكن فيردى‬
‫مالحقش يخلص التلحين فى ميعاد افتتاح االوب ار يوم ‪ 29‬نوفمبر فاتعرضت بدالها اوب ار ريجيليتو اللى‬
‫برضه من تلحينه يوم ‪ 24‬ديسمبر ‪.1871‬‬

‫اوب ار عايده القت نجاح كبير فى كل العالم و اشتهرت مقاطعها و بالذات بمارش انتصار الجيش المصرى‬
‫اللى بقى موسيقا السالم الوطنى المصرى ‪ ،‬و اتعرضت فى مصر و فى بالد كتيره بديكورات فخمه‬
‫بتعكس عظمة تاريخ مصر و تراثها الحضارى و بأعداد ضخمه من الراقصيين و الكومبارس و ظهرت‬
‫سباع و وحوش فى كذا عرض‪ .‬بتتعرض االوب ار كل سنه على مسرح مكشوف فى فيرونا فى ايطاليا ‪.‬‬

‫أوب ار الترافيتا ‪:‬‬

‫تعد أوب ار الترافياتا إحدى المعالجات الفنية للمسرحية الشهيرة "غادة الكاميليا" التي كتبها المؤلف الفرنسي‬
‫"الكسندر دوما"‪ ،‬وتدور أحداثها أواخر عام ‪ 1840‬في مدينة باريس وضواحيها حول السيدة الجميلة‬
‫"فيوليتا فاليرى" التي تصاب بالملل من الحياة بسبب مرضها الدائم وشعورها بعبثية الحياة‪ ،‬ولذلك تعيش‬
‫حياة ماجنة حتى تلتقي بـ "الفريدو" العاشق المتيم الذي أحبها قبل أن تعرفه‪ ،‬ومنحها اهتماماً لم تره من‬
‫قبل إلى أن يتدخل القدر في صورة رغبة "جيورجيو جيرمونت" والد "الفريدو" في إنهاء تلك العالقة التي‬
‫تسيء ألسم عائلته‪ ،‬وتضحي "فيوليتا" من أجل حبيبها‪ ،‬الذي يظن أنها تركته من أجل رجل آخر‪ ،‬ويرتفع‬
‫إيقاع اإلحداث عندما يلقي أمواله في وجهها ثائ اًر لكرامته‪ ،‬ويشتد عليها المرض ويهجرها كل رفاقها‬
‫باستثناء خادمتها "أنينا"‪ ،‬ويبقى حبها عزاءها الوحيد‪ ،‬ثم يعود إليها حبيبها بعدما يكتشف حيلة أبيه‪ ،‬وأثناء‬
‫احتضارها تعتقد "فيوليتا" أنها عادت للحياة منتشية بأنشودة حبها أللفريدو‪ ،‬لكنها تفارق الحياة بين يديه‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫فن الباليه ‪: Ballet‬‬

‫الباليه هو تصميم لرقصات يستعمل فيها المصمم لغة الجسد لكى تؤدى تعبي ار حركيا يتناغم ويتوافق مع‬
‫الموسيقى السيمفونية فى التعبير ايضا المطلق وغالبا ما تكون لها مضمون أدبى مرتبط ببعض القصص‬
‫األسطورية أو الحكايات‬

‫هناك اختالف واضح بين رقص الباليه الكالسيك وغيره من الرقصات ‪ ،‬فكل نوع له ما يميزه من العناصر‬
‫الحركية التى تثير عدة عواطف مختلفة فى وجدان المشاهدين عن مثيالتها من العناصر الحركية‬
‫للرقصات االخرى لديهم ‪.‬‬

‫فن الباليه هو لون من الوان الرقص ‪ ،‬ورغم تأثره وتفاعله مع الظروف االجتماعية واالقتصادية التى‬
‫واكبت تأسيسه ‪ ،‬اال انه منذ البداية مالت حركاته الى المحافظة على توازن الجسد والتقيد بالعناصر‬
‫الحركية العديدة ‪.‬‬

‫اذا كان الدافع الى الرقص دافعا قديما حيث عرف االنسان األول الرقص كمحاكاه للطبيعة فى التعبير‬
‫عن مظاهر الحياه المختلفة ‪ ،‬فظهر رقص الحروب ‪ ،‬ورقص يعبر عن شتى مظاهر الزراعة ‪ ،‬والرقص‬
‫الدينى ‪ ..‬الخ‬

‫يعتبر فن الباليه فن الرقص الراقى الوحيد الذى تم وضع مبادئه واسسه فى العصر الحديث من الهواة‬
‫المنحدرين من األسر الملكية ‪ ،‬ثم الهواة من عامة الشعب ‪ ،‬وقد كان البالط الفرنسى سببا جوهريا فى‬
‫ظهور وانتشار فن الباليه ‪ ،‬حيث كان للملوك واالمراء دور فى تاسيس هذا الفن ‪.‬‬

‫إيطاليا وميالد فن الباليه ‪:‬‬

‫ان النشأة االولى لفن الباليه ترجع الى ايطاليا وخاصة فى عصر النهضة كما أطلق عليه فى القرن‬
‫الرابع عشر والخامس عشر ‪ ،‬وقد ظهر الباليه فى تلك الفترة عن طريق حفالت البالط وتنافس الملوك‬
‫واالمراء فى مجال الفن ‪.‬‬

‫وكلمة " ‪ " Ballet‬هى كلمة ايطالية مشتقة من كلمة " ‪ " Ballare‬وتعنى " رقص " ومن هنا يرجع‬
‫الفضل الى ايطاليا فى ظهور أول تقنية لهذا النوع من الرقص ‪ ،‬على الرغم من أنه فى تلك المرحلة لم‬
‫يكن هو األساس الذى يقوم عليه الرقص ‪ ،‬بل كانت النواحى الجمالية فى الخطوات والتشكيالت الجماعية‬
‫‪79‬‬
‫‪ ،‬والمالبس واالكسسوارات المبهرة هى الطابع الغالب على هذه الحفالت ‪ ،‬ولم تكن الموهبة الفنية تعنى‬
‫شيئا فى ذلك الوقت ‪ ،‬ويمكن أن نرجع ذلك الى صعوبة التحرك بحرية كبيرة مع ارتداء المالبس الطويلة‬
‫والثقيلة واالكسسوارات الكثيرة التى كانت سمة من سمات تزيين الملوك واألمراء فى تلك الحفالت‪.‬‬

‫انتقال فن الباليه الى فرنسا ‪:‬‬

‫ثم نقل الباليه من ايطاليا الى فرنسا عن طريق الملك " فرانسوا األول ‪ " François Ler‬حيث كانت‬
‫عالقته وثيقة مع معظم شخصيات عصر النهضة ‪ ،‬وحيث كان يؤمن باألفكار الفنية والنواحى الجمالية‬
‫‪ ،‬فعمل على اقامة الكثير من هذه الحفالت الفنية الراقصة ‪ ،‬حتى جاء ولى العهد " هنرى الثانى ‪Henry‬‬
‫‪ " ll‬وتزوج من " كاترين ديمودتش " ‪ Catherina de Medici‬والتى يرجع لها الفضل فى نشأة الباليه‬
‫فى فرنسا ‪ ،‬وهى ايطالية االصل وقد جلبت معها هذا الفن من ايطاليا الى فرنسا ‪.‬‬

‫من أشهر الباليهات ‪:‬‬

‫بحيرة البجع ‪:‬‬

‫هي إحدى روائع الموسيقي الرومانتيكي الروسي تشايكوفسكي الموسيقية التي ألفها عام ‪1887‬والتي‬
‫تضاف إلى تراثه الموسيقي العالمي في الجمال النائم‪ ،‬كسارة البندق واألميرة النائمة‪.‬‬
‫تتضمن بحيرة البجع أربعة فصول استعراضية موسيقية راقصة في باليه درامي من أربعة فصول‪ ،‬وكتب‬
‫كلماتها بالروسية المؤلفان في‪ .‬بي‪ .‬بيغتشينوفاستلي جلتزر‪ ،‬وعرضت ألول مرة على مسرح‬
‫البولشوي بموسكو في ‪ 4‬مارس ‪ 1887‬وقام بتصميم رقصات الباليه ماريوس بيتيبا‪.‬‬

‫القصة ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪:‬‬

‫تقول الرواية ان حفال اقيم في الذكرى ‪ 21‬لميالد األمير سيجفريد حيث يحتفل بهذه المناسبة في حديقة‬
‫شبان المناطق المجاورة الذين جاءوا‬
‫قصره الذي ورثه عن عائلته ويشاركه في هذه المناسبة عدد من ّ‬
‫لتحيته وتهنئته‪ .‬ويتحدث بنيو صديق األمير إلى مجموعة تتألف من اثني عشر شابا‪ ،‬ويأتي ولفجانج‬
‫معلم األمير وهو رجل متقدم في السن مبتهجا‪ ،‬وعلى الفور تجذبه زجاجات الخمر‪ ،‬ويسود جو من‬

‫‪80‬‬
‫الترقب وتعلن آالت الترومبت قدوم شخصية مهمة‪ ،‬ويدخل صاحب الحفل‪ ،‬وهو أمير متواضع وسيم‬
‫غير متعجرف ‪ ،‬وال يتخطى حدود اللياقة ‪ ،‬وتبدو عليه السعادة لرؤية أصدقائه ‪.‬‬
‫وبينما ينهمك غالبية الضيوف المجتمعين في مشاهدة الرقص‪ ،‬يقوم المعلم كبير السن خلسة باالحتفال‬
‫بالعام الجديد من عمر األمير ويحتسي كمية كبيرة من الخمور‪ .‬وبينما يستمتع الجميع باالحتفال ‪ ،‬تدخل‬
‫األميرة األم وبصحبتها وصيفاتها األربع مما يعكر صفو الحفل ويتوقف المرح ‪ ،‬وهنا يتجه األمير الشاب‬
‫إلى أمه ويصطحبها إلى الحديقة وتبدي غضبها من هؤالء األصدقاء حوله‪ ،‬ويحاول من جانب آخر‬
‫اخفاء زجاجات الخمر ‪ ..‬ولكن األم تشير إلى ابنها موضحة ان المرحلة المقبلة من حياته يجب أن‬
‫تختلف عن هذا العبث ‪ ،‬وأن عليه ان يختار عروسا له من اآلن‪ ،‬وتقترح عليه في صيغة أمر ‪ ،‬وان‬
‫االحتفال الرسمي لعيد ميالده سيكون ليلة الغد في حفل راقص ببالط القصر ‪ ،‬ويتعين عليه ان يختار‬
‫زوجة المستقبل من بين أجمل الفتيات الموجودات الراقيات ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫يخيم الليل ‪ ،‬ويدرك بينو بأنه يجب ابعاد األمير سيجفرايد من هذه االمسية التي تعدها األميرة األم ‪،‬‬
‫ويسمع صوت أجنحة ترفرف فوق رأسه‪ ،‬فيرفع ناظريه ليرى سربا كامال من البجع البري الجميل في‬
‫السماء ‪ ،‬وفي مقابل صوت آلة الهاربوا ألوتار ينطلق صوت المزمار بنعومة معب ار عن اللحن الخاص‬
‫بهذه الطيور الساحرة ‪ ،‬ويقترح بينو على األمير ان يكون فريقا لصيد البجع والذهاب بعيدا ‪.‬‬
‫يدخل فريق الصيد بقيادة بينو وهم يحملون جميعا النبال ‪ ،‬وينظر الرجال إلى أعلى من خالل األشجار‬
‫وبحثا عن البجع ‪ ،‬ويصابون بالدهشة عندما يرون ان البجع قد استقر على البحيرة الموجودة على بعد‬
‫عدة أقدام قليلة ‪ ،‬حيث يوجد هناك طائر أبيض جميل يقود مجموعة البجع ‪ ،‬وتبدو البحيرة وكأنها‬
‫مملكته‪.‬‬

‫يقوم األمير بتوجيه الرجال إلى اإلسراع بطول جانب البحيرة أمام البجع ‪ ،‬وبينما هو على وشك ان يتبعهم‬
‫يرى شيئا عن بعد يجعله يتوقف على مقربة من جانب البحيرة ‪ ،‬ثم يتراجع مسرعا عبر األرض والفضاء‬
‫ليخفي نفسه ‪ ،‬فقد رأى شيئا شديد الغرابة لدرجة انه ظل يراقبه عن كثب س ار ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫بمجرد ان اختبأ األمير‪ ،‬تدخل األرض الفضاء أجمل فتاة رآها من قبل وال يستطيع ان يصدق عينيه‪،‬‬
‫فالفتاة تبدو وكأنها بجعة وفتاة في نفس الوقت ‪ ،‬فوجهها الجميل محاط بريش البجع األبيض الملتصق‬
‫بشعرها تماما‪ ،‬وتعتقد الفتاة الشابة أنها بمفردها‪ ،‬وينبهر األمير بهذا المخلوق الساحر الجميل ‪ ،‬مما يدفع‬
‫به لدخول األرض الفضاء متحركاً بهدوء خشية أن يسبب لها إزعاجاً ‪.‬‬
‫تصاب الفتاة الجميلة بالذعر ‪ ،‬وترتجف أوصالها ‪ ،‬وتضم ذراعيها إلى صدرها في محاولة ضعيفة للدفاع‬
‫عن نفسها‪ ،‬وتتراجع إلى الخلف مبتعدة عن األمير ‪ ،‬وتتحرك في اضطراب شديد ومحاولة يائسة لالندفاع‬
‫بعيداً عن األرض ‪ ،‬وهنا يرجوها األمير أال تبتعد ‪ ،‬وال تذهب ‪ ،‬فقد وقع في غرامها وأعجب بها وأحبها‬
‫‪ ،‬وعليها أال تطير بعيداً ‪.‬‬

‫تنظر الفتاة إليه معبرة عن خوفها ‪ ،‬ويحاول من جانبه أن يزيل عنها هذا الخوف ويحاول أن يبعث‬
‫االطمئنان في قلبها ‪ ،‬ولكنها تشير إلى القوس الذي يحمله ‪ ،‬وتنكمش من الخوف ‪ ،‬وهنا يعدها األمير‬
‫بأنه لن يؤذيها لن يطلق سهامه عليها ‪ ،‬ألنه أحبها ‪ ،‬وأن سهامها هي التي أصابت قلبه منذ الوهلة‬
‫األولى التي وقع فيه بصره عليها ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫يستمر األمير سيغفرايد في محاوالته التقرب إلى الفتاة ‪ ،‬ويحاول أن يتعرف عليها ‪ ،‬من هي ؟ ولماذا‬
‫هي موجودة في هذا المكان؟ ويعرف أنها أوديت ملكة البجع ‪ ،‬فيحبها ويخبرها أنه سيعاملها باحترام‬
‫وحب ‪ ،‬ويسألها ‪ :‬كيف أصبحت ملكة للبجع ؟ إال أنها تطلب منه أن يكون جسو اًر وتشير إلى البحيرة التي‬
‫تكونت من دموع والدتها التي أمعنت في بكائها بسبب الساحر الشرير فون روتبارت الذي نجح في تحويل‬
‫إبنتها إلى ملكة للبجع ‪ ،‬وأنها ستظل بجعة إلى األبد ما عدا الفترة الواقعة ما بين منتصف الليل وطلوع‬
‫الفجر ‪ ،‬حتى يحبها رجل ويتزوجها ‪ ،‬وال يحب غيرها على اإلطالق ‪ ،‬عندئذ يتحمس األمير العاشق‬
‫النقاذها ويؤكد لها أنها لن تصبح بجعة بعد ذلك ‪.‬‬

‫يضم سيكفريد كلتا يديه إلى قلبه ‪ ،‬ويؤكد حبه وعشقه لها ‪ ،‬وأنه لن يستطيع العيش بدونها ‪ ،‬وأنه سوف‬
‫يتزوجها ‪ ،‬ولن يحب غيرها على اإلطالق ويقسم على اخالصه لها ويطلب معرفة مكان الساحر الشرير‬
‫فون روتبات ‪ ،‬وفي نفس اللحظة يظهر الساحر على جانب من البحيرة مرتدياً قناع البومة ‪ ،‬ويمد مخالبه‬
‫‪82‬‬
‫آم اًر أوديت بالعودة اليه ‪ ،‬ويأخذ في تهديد ووعيد األمير العاشق ‪ ،‬وتتحرك أوديت بينهما ‪ ،‬وترجو من‬
‫الساحر الرحمة ‪ ،‬فيمسك األمير بقوسه الذي كان قد أتى به ليصطاد البجع ويجلس على ركبتيه وينال‬
‫من الساحر الشرير ‪ ،‬وسحره ‪ ،‬لينال ويفوز في النهاية بقلب معشوقته الجميلة أوديت لينتصر الحب‬
‫ويقهر السحر في النهاية ‪.‬‬

‫كسارة البندق ‪:‬‬

‫كسارة البندق هي إحدى روائع المؤلف الموسيقي تشايكوفسكي والتي بدأ في تأليفها في العام ‪ 1891‬م‬
‫وأنهاها في عام ‪1892‬م ‪ ،‬وهي عبارة عن باليه من فصلين مأخوذ عن قصة أقتبسها الكاتب‬
‫الفرنسي ألكسندر دوماس األب والتي أقتبسها من قصة كسارة البندق وملك الفئران ألرنست هوفمان ‪.‬‬

‫يعتبر باليه كسارة البندق من أكثر األعمال الكالسيكية أرتباطا بأجواء الشتاء واحتفاالت الكريسماس‪،‬‬
‫وقد وضع تصميم الرقصات أحد أشهر مصممي الباليه وهو ماريوس بتيبا واستكمله تلميذه ليف إيفانوف‪،‬‬
‫وقدم العرض األول في ديسمبر من عام ‪1892‬م بمدينة سان بطرسبرج على مسرح مارينسكى ولكنه لم‬
‫يلق استقباال كبي ار لدى الجمهور الذي لم يكن معتادا على هذا اللون األوركسترالى الغريب آنذاك‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬
‫فترة الستينات من القرن العشرين بدأ باليه كسارة البندق يالقي أقباال جماهيريا كبي اًر‪ ،‬وأصبح أحد الركائز‬
‫األساسية في ريبرتوار أي فرقة باليه ‪.‬‬
‫القصة ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪:‬‬

‫يقام احتفال كبير في منزل والد كال ار بمناسبة أعياد الميالد ‪ ،‬ويقوم صديق العائلة دروسلماير بتقديم‬
‫عرض ألعاب سحرية يمتع الصغار والكبار ‪ ،‬يقوم دروسلماير بإهداء كال ار دمية على شكل كسارة البندق‬
‫فيشعر أخاها فريتز بالغيرة ويحاول أن ينزعها من يدها فتتحطم الدمية ‪ ،‬وتحزن كال ار لذلك فيصلحها لها‬
‫دروسلماير وينتهى الحفل ويخلد الجميع للنوم ‪.‬‬

‫تذهب كال ار لرؤية دميتها كسارة البندق فترى فجأة وجه دروسلماير ثم تشعر بأن الحجرة بكل محتوياتها‬
‫تزداد اتساعا فيتضاعف حجم شجرة الميالد والهدايا الموجودة بجانبها ‪ ،‬ويظهر فجأة جيش من الفئران‬
‫التي تهاجم كال ار وتدور معركة بين الدمى بقيادة كسارة البندق وبين جيش الفئران بقيادة ملكهم تنتهى‬
‫‪83‬‬
‫بفوز الدمى ‪ ،‬وتتحول الحجرة إلى غابة جليدية وتتحول معها دمية كسارة البندق إلى أمير شاب ويصطحب‬
‫كال ار التي أصبحت بدورها فتاة جميلة في رحلة األحالم ويرقصان بسعادة مع المجموعة‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫يظهر دروسلماير متابعا لرحلة كال ار مع األمير كسارة البندق وهما يركبان قاربا جميال مسحو ار في‬
‫طريقهما إلى مدينة الحلوى التي بها مختلف أنواع الحلوى المحببة للصغار حيث نجد الشيكوالته وتمثلها‬
‫الرقصة األسبانية‪ ،‬والبن وتمثله الرقصة الشرقية‪ ،‬والشاى وتمثله الرقصة الصينية‪ ،‬والماتروشكا ( مجموعة‬
‫العرائس الروسية ) وتمثلها الرقصة الروسية‪.‬‬

‫ثم يعقب ذلك لحن فالس جميل‪ ،‬وتشارك كال ار واألمير المجموعة في رقصة فالس الزهور ورقصاتها‬
‫الثنائية ‪ ،‬وتدق أجراس الساعة معلنة الصباح ليختفي األمير وتبذل كال ار جهدها في البحث عنه دون‬
‫جدوى لتجد أمامها دروسلماير أما األمير فقد تحول مرة أخرى إلى دمية كسارة البندق ‪ ،‬وفي هذه اللحظة‬
‫تكتشف كال ار أنها عاشت حلما جميال ‪.‬‬

‫باليه روميو وجولييت ( سيرغى بروكوفييف ) ‪:‬‬

‫باليه" روميو وجولييت" ‪ ،‬من ثالثة فصول مصنف ‪ 64‬على إحدى روائع ويليام شكسبير المسرحية‪،‬‬
‫والتي قدمت عام ‪ .1595‬يعتبر باليه روميو وجولييت من أهم أعمال بروكوفييف‪ ،‬والذي حاول فيه‬
‫الجمع بين أسلوبه الجديد في بداية الثالثينات والذي يميل للغنائية والبساطة ليقترب من جمهور المستمعين‬
‫‪ ،‬وبين أسلوبه السابق المتميز بإيقاعاته الحيوية النابضة وخطوطه اللحنية المتشابكة التي ال تخلو من‬
‫التنافر ‪ ..‬وعلى الرغم من هذا فعلى عكس باقي الباليهات التي أبدعها بروكوفييف القى هذا الباليه‬
‫بعض المشكالت في العرض األول ؛ فبعد استقرار بروكوفييف في روسيا عام ‪ 1933‬كلف بتأليف باليه‬
‫لفرقة مسرح كيروف التي رفضت نص روميو وجولييت كقصة للباليه بقول إن " األحياء يرقصون أما‬
‫األموات فال " إشارة إلى النهاية التراجيدية لقصة شكسبير ‪ ..‬لذا رأى بروكوفييف تغيير نهاية القصة إلى‬
‫نهاية سعيدة ووقع عقدا مع مسرح البولشوي الذي رفض بدوره موسيقى بروكوفييف لصعوبة الرقص‬
‫عليها وعدم قدرة الراقصين على فهمها‪ ،‬كما لم يتقبل تغيير النهاية األصلية للقصة‪ .‬وفي النهاية قدم‬
‫بروكوفييف العرض األول للباليه في برنو بتشيكوسلوفاكيا ‪ 1938‬بالختام التراجيدي األصلي للقصة ‪..‬‬
‫وفي هذه األثناء أعد بروكوفييف موسيقى هذا الباليه في ثالث متتابعات أوركسترالية عام ‪،1937، 1936‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ 1946‬وكذلك في مقطوعات للبيانو وكلها القت نجاحا واضحا عندما قدمها في موسكو ‪ ..‬كما كان‬
‫النجاح حليف العرض األول للباليه ما دعا فرقتي كيروف والبولشوى إلعادة النظر فيه‪ ،‬ليقدم عام‬
‫‪ 1940‬لفرقة كيروف ‪ ،‬وعام ‪ 1946‬على مسرح البولشوي بنجاح كبير ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المشهد األول ‪" :‬السوق"‬

‫يالحق روميو محبوبته روزالين في شوارع فيرونا ‪ ،‬ومع ضوء النهار يبدأ أهل فيرونا في الظهور بالسوق‬
‫‪ ،‬وفجأة يحدث شجار بين العائلتين الكابوليت والمونتاجيو ‪ ..‬ولكن يظهر دوق فيرونا ويأمرهم بوقف‬
‫القتال ‪.‬‬

‫المشهد الثاني ‪" :‬حجرة جولييت"‬

‫تلهو جولييت في حجرتها في سعادة وفرح مع صديقاتها والمربية ‪ ،‬وعندئذ تدخل والدتها الحجرة لتقدم‬
‫إليها خطيبها الكونت باريس ولتريها فستان الزفاف ‪.‬‬

‫المشهد الثالث ‪" :‬بهو قصر كابوليت"‬

‫تقيم عائلة كابوليت حفالً لألصدقاء في القصر‪ ،‬ويتسلل روميو إلى الحفل رغبة في التقرب ومالحقة‬
‫روزالين ‪ ،‬وهناك يرى جولييت ‪ ،‬ويقع االثنان في الحب من أول نظرة ‪ ..‬يثير وجود روميو غضب تيبالت‬
‫ولكن تتمكن السيدة كابوليت من تهدئة تيبالت وتستمر الحفلة ‪.‬‬

‫المشهد الرابع ‪" :‬الشرفة"‬

‫تجلس جولييت في غرفتها وفجأة تشعر بوجود أحد في الحديقة ‪ ،‬فتخرج للشرفة حيث تجد روميو‪ ،‬يعترف‬
‫كل منهما بحبه لآلخر ‪ ،‬ويتعاهدان على اإلخالص إلى األبد ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثانى ‪:‬‬

‫المشهد األول ‪" :‬الميدان"‬

‫خطابا من جولييت‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقيم أهل فيرونا إحتفاالً بالعيد ‪ ،‬وتظهر المربية وهي تبحث عن روميو لتسلمه‬

‫المشهد الثانى ‪" :‬دير األب لورانس"‬

‫تنتظر جولييت وصول روميو لدير األب لورانس ‪ ،‬وبمجرد وصوله يعقد األب زواجهما‪.‬‬

‫المشهد الثالث ‪:‬‬

‫يستمر اإلحتفال في الميدان ‪ ،‬وفجأة ينشب صراع بين تيبالت ومركتسيو ‪ ،‬وينتهي بمقتل مركتسيو ‪ ،‬ثم‬
‫مضطر للخوض في مبارزة تنتهي بمقتل تيبالت ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫يتدخل روميو في األمر ويجد نفسه‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫المشهد األول ‪" :‬حجرة نوم جولييت"‬

‫يترك روميو زوجته جولييت بعد أن قضى ليلته األخيرة في مخدعها ‪ ،‬ثم يدخل إليها والدها كابوليت‬
‫ويصر على زواجها من الكونت باريس الذي ترفضه هي ‪.‬‬

‫المشهد الثانى ‪" :‬دير لورانس"‬

‫مخدر حتى تتظاهر بالموت ‪ ،‬فال يتم زواجها من الكونت‬


‫ًا‬ ‫تلجأ جولييت إلى األب لورانس يائسة‪ ،‬فيعطيها‬
‫باريس ‪.‬‬

‫المشهد الثالث ‪" :‬حجرة نوم جولييت"‬

‫تتناول جولييت المخدر ‪ ،‬ويعتقد الجميع أنها ماتت ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المشهد الرابع ‪" :‬روميو في المنفى"‬

‫يائسا في المنفى ‪ ،‬وفجأة يدخل عليه صديقه بنفوليو ليخبره بموت زوجته الحبيبة ‪ ..‬المشهد‬
‫يبقى روميو ً‬
‫اغبا في إلقاء النظرة‬
‫الخامس ‪" :‬مدافن الكابوليت" يصل روميو إلى مدافن الكابوليت حيث ترقد جولييت ر ً‬
‫معتقدا أنها ماتت ‪ ،‬وعندئذ يتناول السم لينهي حياته ‪ ..‬تستيقظ جولييت بعد إنتهاء تأثير‬
‫ً‬ ‫األخيرة عليها‬
‫المخدر ‪ ،‬لتجد روميو قد مات ‪ ،‬فتأخذ خنجره وتقتل نفسها ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الشعر ‪: Poetry‬‬

‫الشعر هو االبداع المسموع لعلم الكالم ‪ ،‬كيف يستطيع المبدع فى مجال الشعر أن يجعل من الكلمات‬
‫وكأنها معزوفة موسيقية من خالل الجرس الذى تحدثه الكلمة من صور وأخيلة ‪ ..‬تجعل المستمع الى‬
‫هذا الشعر يرى فى معانى الكلمات أعلى مما ترصد الكلمات من معانى مباشرة ‪ ..‬خاصة بلغة الكالم ‪،‬‬
‫فالشعر دائما من أكثر الفنون تأثي ار على الوجدان ‪ ،‬وينقسم فى التصنيف الى شقين ‪:‬‬

‫الشعر المقفى ( الكالسيكى ) ‪ -‬الشعر المرسل ( الحديث ) ‪.‬‬

‫الشعر الكالسيكى برع فى كل شعوب العالم منذ التاريخ القديم ولو رجعنا الى المصريين القدماء سنجد‬
‫كلمات فى منتهى الرقى والنبل يصنع منها الشاعر منظومة وحكمة تقترب من الكلمات المقدسة التى‬
‫توجد فى الكتاب المقدس لدى المصريين القدماء ‪ ،‬وأيضا فى معظم حضارات العالم القديم‪.‬‬

‫ومن الشعر المصرى القديم ‪:‬‬

‫نجد " أمن – ام – أوبة " ينصح ابنه بأن يلزم جانب القصد يقول له ‪:‬‬

‫اذا استمعت الى حديث‬

‫فتدبر ما فيه من خير أو شر‬


‫ثم أذع خيره بلسانك‬
‫وأخف شره فى صدرك‬
‫ال تهجع فى فراشك وأنت خائف من غدك‬
‫فما تدرى ما سيطالبك به هذا الغد‬
‫فما أجهل االنسان بما سيحمله اليه غده‬
‫الكمال هلل وحده‬
‫والعجز من صفة االنسان‬
‫كن رزينا ثابت الجأش‬
‫وال يكن لسانك منك مثل سكان السفينة‬
‫فاذا كان لسان االنسان كذلك‬
‫فال تنس أن رب الجميع هو ربان السفينة‬

‫‪88‬‬
‫مقتطفات من الشعر القديم ‪:‬‬

‫يا من حوى ورد الرياض بخده‬


‫وحكى قديم الخيزران بقده‬
‫ما أنجز السيف الذى جردته‬
‫عيناك أمضى من مضارب حده‬
‫كل السيوف قواطع ان جردت‬
‫وحسام لحظك قاطع فى غمده‬
‫ان شئت فاقتلنى فأنت محكم‬
‫من ذا يطالب سيدا فى عبده‬

‫قصيدة حب ‪:‬‬
‫اذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا‬
‫لكى يحسبوا أن الهوى حيث تنظر‬
‫اذا كان ذنبى أن حبك سيدى‬
‫فكل ليالى العاشقين ذنوب‬
‫أتوب الى ربى وأنى لمرة‬
‫يسامحنى ربى اليك ‪ ..‬اتوب‬
‫يا شقيق الروح من جسدى‬
‫أهوى بى منك أم ألمى‬
‫أيها الظبى الذى شرد‬
‫تركتنى مقلتاك سدى‬
‫زعموا أنى أراك غدا‬
‫وأظن الموت دون غدى‬
‫أين منى اليوم ما زعموا‬
‫حامل الهوى تعب‬
‫يستخفه الطرب‬
‫إن بكى يحق له‬

‫‪89‬‬
‫ليس ما به لعب‬
‫كلما انقضى سبب‬
‫منك عاد لى سبب‬
‫تعجبين من سقمى؟‬
‫صحتى هى العجب‬
‫تضحكين الهية‬
‫والمحب ينتحب‬
‫لو تعلمين بما أجن‬
‫لعذرت أو ال ظلمت ان لم تعتذرى‬
‫ال تحسبى أنى هجرتك طائعا حدث‬
‫لعمرك رائع أن تهجرى‬
‫ما أنت والوعد الذى تعديننى‬
‫اال كبرق سحابة لم تمطر‬
‫بيضاء الكد ار يشوب صفاءها‬
‫كالياسمين نقاوة وعبي ار‬
‫ألوت علي فضمنى من شعرها ليل‬
‫رأيت البدر فيه مني ار‬
‫وسكرت من خمرين خمر لحاظها‬
‫ورضاب ثغر قد تألق نو ار‬
‫وشعرت لم مس كفى كفها‬
‫أنى أذوب صبابة وحبو ار‬
‫ونسيت أن العمر حلم زائل‬
‫وشعرت أنى قد حييت دهو ار‬
‫رميت بجرح ليس يشفيه الدوا‬
‫فكانت سهام القتل من جانب الدوى‬
‫فرحت لقاضى الغرام أحكى قصتى‬

‫‪90‬‬
‫ليحكم بينى وبين أحبابى بالسوى‬
‫فأجابنى قاضى الغرام وقال لى‬
‫يا فتى كم من شهيد مات قتلى بالهوى‬
‫أنا قاضى العشق والعشق قاتلى‬
‫وقاضى قضاة العشق قاتله الهوى‬

‫ابيات من الشعر الجاهلي‬

‫الشعر الجاهلي في الغزل‬

‫االعشى‬
‫ول ِجَناِب َها‬ ‫ط ِ‬ ‫الحْب ِل ِم ْن ‪َ ...‬سْل َمى ِل ُ‬ ‫ص ْرَم َ‬ ‫صْل َت ُ‬ ‫َأو َ‬
‫الش ْي ِب تَْبـ ‪ِ ....‬غي ُوّد َها‬ ‫َوَرَج ْع َت َب ْع َد ّ‬
‫إع َجاِب َها‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِطالِبها أ ْق ِ‬
‫طاَل َما ‪ ....‬أُوض ْع َت في ْ‬ ‫ص ْر‪َ ،‬ف ّإن َك َ‬ ‫َ‬
‫صاِب َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْد ُع َها بع َ‬ ‫الزَجا ‪َ ....‬جة َ‬ ‫الح َم في ّ‬ ‫َأوَل ْن ُي َ‬
‫الزْب ِر َبَيـ ‪َ ...‬ـن ًة ِب ُح ْس ِن ِكتَاِب َها‬
‫أوَل ْن تَ َرى في ُّ‬
‫َ‬
‫إن الُق َرى ِي ْوم ًا َستَ ْهـ ‪ِ ...‬ـل ُك َقْب َل َح ّق َع َذاِب َها‬ ‫ّ‬
‫ـأم ِر َخ َارِب َها‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ير َب ْع َد ع َم َارة ‪َ ...‬ي ْوماً ل ْ‬ ‫َوتَص ُ‬
‫‪..............‬‬
‫الر ُج ُل؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق َوداعاً ّأي َها ّ‬ ‫مرتَح ُل‪َ .... ،‬و َه ْل تُط ُ‬ ‫الرْك َب ْ‬ ‫إن َّ‬ ‫ع ُه َرْي َرَة ّ‬ ‫َوّد ْ‬
‫الو ِح ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجي َ‬ ‫ضها‪ .... ،‬تَمشي ال ُـه َوينا كما َيمشي َ‬ ‫ول َع َو ِار ُ‬ ‫صُق ٌ‬ ‫اء َم ْ‬ ‫اء َف ْرَع ُ‬
‫َغ ّر ُ‬
‫الس َح َاب ِة‪ ،‬ال َرْي ٌث َوال َع َج ُل‬ ‫جارت َها ‪َ .....‬م ُّر ّ‬
‫أن ِم ْشَيتَها ِم ْن َب ْي ِت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َك ّ‬
‫ِق َزِج ُل‬ ‫يح ِعشر ٌ‬ ‫بر ٍ‬ ‫ان ِ‬ ‫كما استَ َع َ‬ ‫ص َرَف ْت ‪َ ....‬‬ ‫لي َو ْس َواساً إذا ان َ‬ ‫للح ِ‬
‫سم ُع َ‬ ‫تَ َ‬
‫الج ِار تَ ْختَِت ُل‬‫اها لس ّر َ‬
‫طلعتَها‪ .... ،‬وال تَر ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ان َ َ َ‬ ‫الجير ُ‬
‫َ‬ ‫يكرهُ‬
‫كم ْن َ‬ ‫يست َ‬ ‫َل ْ‬
‫وم إلى َج َارِات َها َ‬
‫الك َس ُل‬ ‫صرُعها‪َ ،‬ل ْوال تَ َش ّد ُد َها‪ ...... ،‬إذا تَُق ُ‬ ‫كاد َي َ‬ ‫َي ُ‬
‫الكَف ُل‬
‫تن َو َ‬ ‫وب الم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫إذا تُعال ُج ق ْرناً َساع ًة َفتَ َر ْت‪َ ..... ،‬واهتَّز منها َذ ُن ُ َ‬
‫ص ُر َي ْن َخ ِزُل‬ ‫الو ِ ِ‬ ‫ِملء ِ‬
‫الخ ْ‬
‫كاد َ‬ ‫هكن ٌة ‪ .....‬إذا تَأتّى َي ُ‬ ‫الد ْرِع َب َ‬ ‫شاح َوصْف ُر ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بل من تَص ُل؟‬ ‫ٍ‬
‫ص ّد ْت ُه َرْي َرةُ َعّنا ما تُ َكّل ُمَنا‪َ ..... ،‬ج ْهالً بأ ُّم ُخَل ْيد َح َ‬ ‫َ‬
‫‪91‬‬
‫إمرؤ القيس‬
‫فأج ِملي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْرمي ْ‬ ‫أزمعت َ‬
‫ض هذا التَّدلل ‪َ ...‬وإن ُكنت قد ْ‬ ‫أفاط َم َم ْهالً َب ْع َ‬
‫قاتلي ‪ ...‬و ّأن ِك مهما تأْمري القلب يْف ِ‬
‫عل‬ ‫أغر ِك مني أن حب ِك ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُّ‬ ‫َّ‬
‫فسّلي ثيابي من ثياِب ِك تَن‬ ‫ِْ‬
‫ساءتك مني َخليَق ٌة ‪ُ ...‬‬ ‫تك قد‬ ‫إن ُ‬ ‫َو ْ‬
‫‪..............‬‬
‫مهفهفة بيضاء غير مفاضة ‪ ...‬ترائبها مصقولة كالسجنجل‬
‫كبكرة المقاناة البياض بصفرة ‪ ...‬غذاها نمير الماء غير المحلل‬
‫تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ‪ ...‬بناظرة من وحش وجرة مطفل‬
‫وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش ‪ ...‬إذا هي تصته وال بمعطل‬
‫وفرع يزين المتن أسود فاحم ‪ ...‬أثبت كقنو النخلة المتعثكل‬
‫غدائره مستشزرات إلى العال ‪ ...‬تضل المدارى في مثنى ومرسل‬
‫وتعطو برخص غير شثن كأنه ‪ ...‬أساريع ظبى أو مساويك اسحل‬
‫وتضحى فتبت المسك فوق فراشها ‪ ...‬نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل‬
‫تضئ الظالم بالعشاء كأنها ‪ ...‬منارة ممسى راهب متبتل‬
‫إلى مثلها يرنو الحليم صبابة ‪ ...‬إذا ما اسبكرتت من درع ومجول‬

‫الشعر الجاهلي في الرثاء ‪:‬‬

‫عبد يغوث‬

‫ير َوال ِليا‬


‫وم ما ِبيا = َوما َل ُكما في الَلو ِم َخ ٌ‬
‫أال ال َتلوماني َكفى الَل َ‬
‫َن المالم َة َنفعها = َقليل وما َلومي أَخي ِمن ِ‬
‫شماليا‬ ‫َ‬ ‫أََلم تَعَلما أ َّ َ َ ُ‬
‫اكباً ِإما عرضت َفبَّل َغن = نداماي ِمن نجران أَن ال تَ ِ‬
‫القيا‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َفيا ر ّ َ َ َ َ‬
‫يهما = وَقيساً ِبأَعلى حضر موت الي ِ‬
‫مانيا‬ ‫ين ِكَل ِ‬
‫َيهم ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أَبا َكرب وَ األ َ َ‬
‫المو ِاليا‬
‫ين َ‬‫اآلخر َ‬
‫يح ُهم َو َ‬
‫صر َ‬‫الم ًة = َ‬
‫َللا َقومي ِب ُ ِ‬
‫الكالب َم َ‬ ‫َجزى َ ُ‬
‫ياد تَو ِاليا‬ ‫هدةٌ = تَرى َخ َلفها الحَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َ‬ ‫ُ‬ ‫ئت َن َّجتني م َن الَق ْو ِم َن َ‬
‫َوَلو ش ُ‬
‫‪92‬‬
‫الرماح يختَ ِطفن الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاميا‬ ‫َ ُ‬ ‫كان ِ ُ َ‬ ‫َبيكم = َو َ‬ ‫مار أ ُ‬ ‫َوَلكّنني أَحمي ذ َ‬
‫بش ِمَّي ٌة = َكأَن َلم تَرى َقبلي أَسي اًر ي ِ‬
‫مانيا‬ ‫يخ ٌة َع َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ضح ُك مّني َش َ‬‫َوتَ َ‬
‫يث معدواً عَل َّي و ِ‬ ‫َوَقد َعِل َمت َعرسي ُمَل َ‬
‫عاديا‬ ‫يك ُة أََّنني = أنا الَل ُ َ ُ ّ َ َ‬
‫َطلقوا عن ِل ِ‬
‫سانيا‬ ‫عشر تَي ٍم أ ِ‬ ‫أَقول وَقد شدوا ِلساني ِبِن ٍ‬
‫َ‬ ‫َم َ َ‬
‫سعة = أ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫َخاكم َلم َي ُكن ِمن َبو ِائي‬
‫َسجحوا = َفِإ َّن أ ُ‬ ‫عشر تَي ٍم َقد مَلكتُم َفأ ِ‬
‫َ‬ ‫َم َ َ‬
‫أَ‬
‫طلقوني تَحربوني ِب ِ‬
‫ماليا‬ ‫قتلوا ِبي سِيداً = وِإن تُ ِ‬ ‫َفِإن تَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قتلوني تَ ُ َ َ ّ‬
‫يف الَقناة َبن ِانيا‬
‫و ُكنت ِإذا ما الخيل َش َّمصها الَقنا =لبيق ِبتَصر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫عزبين الم ِ‬
‫تاليا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَحّقاً ِعباد ِ‬
‫الم َ َ‬ ‫الرعاء ُ‬ ‫شيد ُ‬
‫ست سامعاً = َن َ‬ ‫َللا أَن َل ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الحي ماضيا‬ ‫ـمطي وأمضي حيث‬ ‫زور وم ِ‬
‫عم َل الـ =‬ ‫الج ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫نت َن ّح َار َ‬ ‫َوَقد ُك ُ‬
‫ين ِر ِ‬
‫دائيا‬ ‫ين الَق َينتَ ِ‬ ‫لش ِ ِ ِ ِ‬ ‫َنح ُر ِل َ‬
‫َصدعُ َب َ‬
‫رب الك ار ِم مطيَّتي = َوأ َ‬ ‫َوأ َ‬
‫العو ِاليا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َنحوا إَل َّي َ‬
‫الجراد َوَزعتُها =ب َكّفي َوَقد أ َ‬
‫وم َ‬‫َوعادَية َس َ‬
‫=ل َخ ِيلي ُكري َنِّفسي عن ِر ِ‬
‫جاليا‬ ‫َركب جواداً وَلم أَُقل ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َكأَّن َي َلم أ َ َ َ‬
‫ضوء ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِق َ ِ‬‫َسبِإ الز َّ‬
‫ناريا‬ ‫الرو َّي َوَلم أَُقل =ألَيسار صدق أَعظموا َ َ‬ ‫َوَلم أ َ‬

‫عنترة ‪:‬‬

‫من ُمتَ َـرَّد ِم‬‫اء ْ‬ ‫ُّ‬


‫َه ْل َغ َاد َر الش َع َر ُ‬
‫بعد تََو ُّهـ ِم‬
‫الد َار َ‬ ‫أم َه ْل َع َرْف َت َّ‬
‫الجو ِاء تَ َكَّل ِمـي‬ ‫ِ‬
‫َيا َد َار َعْبلـ َة ب َ‬
‫عبل َة واسَل ِمي‬ ‫صَباحاً َد َار ْ‬
‫ِِ‬
‫َوع ّمي َ‬
‫وك َّأن َهـا‬
‫ـت فيها َناَقتي َ‬ ‫َف َوَّقْف ُ‬
‫المَتَل ِّـو ِم‬
‫اج َة ُ‬ ‫َف َـد ٌن ألَْقضي َح َ‬
‫َهُلَنـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َواء وأ ْ‬
‫وتَ ُح ُّـل َعبَل ُة ب َ‬
‫المتََثَّلـ ِم‬ ‫َف َّ ِ‬
‫الص َمـان َف ُ‬
‫بالحـزِن‬
‫َ‬
‫قاد َم َع ْه ُـدهُ‬
‫تَ َ‬ ‫ُحِّي ْي َت ِم ْن َ‬
‫طَل ٍل‬

‫‪93‬‬
‫اله ْيثَـ ِم‬
‫ُم َ‬‫عد أ ِّ‬ ‫أَْقـوى وأَْقَف َـر َب َ‬
‫َصَب َح ْت‬ ‫حَّلت ِبأَرض َّ ِ‬
‫ين َفأ ْ‬
‫الزائر َ‬ ‫َ ْ‬
‫ابن َة َم ْخ َـرِم‬ ‫عس اًر َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫علي طالَُبك َ‬
‫تل َق ْو َم َهـا‬ ‫ِ‬
‫ُعّلْقتُ َهـا َع ْرضاً وأ ْق ُ‬
‫يس ِب َم ْزَعـ ِم‬
‫أبيك َل َ‬
‫مر َ‬ ‫لع ُ‬
‫زعماً َ‬
‫ولقـد ن ْزل ِت َفال تَ ُ ِ‬
‫ظّني َغ ْيـرهُ‬ ‫ََ‬
‫الم ْك َـرِم‬ ‫ِبم ْن ِـزَل ِة ِ ِ‬ ‫ِمّنـي‬
‫المح ّب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َهُل َهـا‬
‫وقد تَربَّع أ ْ‬ ‫المزُار‬
‫ـيف َ‬
‫َك َ‬
‫َهُلَنـا ِب َ‬
‫الغْيَلـ ِم‬ ‫ِب ُعَن ْي َـزتَْي ِـن وأ ْ‬
‫اق َفِإَّن َمـا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ُك ْنت ْأزَم ْعت الفر َ‬ ‫ْ‬
‫َزَّمـت ِرَك ِائ ُب ُك ْم ِبَلْي ٍل ُم ْ‬
‫ظِلـ ِم‬
‫َهِل َهـا‬ ‫َّ‬
‫اعنـي إال َحمول ُة أ ْ‬ ‫َمـا َر َ‬
‫الخ ْم ِخ ِم‬
‫ف ح َّب ِ‬ ‫وس َ ِ‬
‫الدَي ِار تَ ُس ُّ َ‬ ‫ط ّ‬ ‫ْ‬
‫يهـا ا ْثَن ِ‬ ‫ِ‬
‫تان وأ َْربعو َن َحُل َ‬
‫وبـ ًة‬ ‫فَ‬
‫َس َحـ ِم‬ ‫خافية ُ ِ‬ ‫سوداً ك ِ‬
‫الغ َراب األ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫اض ٍح‬ ‫روب و ِ‬ ‫إ ْذ تَستَِب ْي َك ِب ِذي ُغ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط َعـ ِم‬
‫الم ْ‬ ‫ٍ‬
‫َعـ ْذب ُمَقَّبُل ُـه َلذي ُذ َ‬
‫اج ٍر ِبَق ِس ْي َم ٍـة‬
‫َن َفارَة تَ ِ‬
‫وكـأ َّ َ‬
‫َ‬
‫إليك ِمن َ‬
‫الف ِم‬ ‫ضها َ‬ ‫عو ِار َ‬
‫َسَبَق ْت َ‬
‫ض َّم َن َن ْبتَ َهـا‬‫روضـ ًة أ ُُنفاً تَ َ‬
‫ْأو ْ‬
‫ليس ِب َم ْعَلـ ِم‬
‫من َ‬ ‫الد ِ‬
‫قليل َّ‬ ‫َغ ْي ٌث ُ‬
‫كر ُحـ َّ ٍرة‬ ‫يه ُك ُّل ِب ٍ‬‫جـادت عَل ِ‬
‫َ َْ‬
‫َفتَرْكن ُك َّل َقر ٍ ِ‬
‫الد ْرَهـ ِم‬
‫ارة َك ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫َس ّحـاً وتَ ْسكاباً َف ُك َّل َع ِشَّي ٍـة‬
‫ص َّـرِم‬
‫اء َلم َيتَ َ‬ ‫َي ْجـرِي َعَليها َ‬
‫الم ُ‬
‫‪94‬‬
‫يس ِبَب ِ‬
‫ـارٍح‬ ‫و َخَلى ُّ‬
‫الذَب ِ‬
‫اب ب َها َفَل َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المتَ َرّنـ ِم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َغرداً َكف ْعل الشارب ُ‬
‫اع ِـه‬
‫ـك ِذراعه ِبذر ِ‬
‫َه ِزجـاً َي ُح ُّ َ ُ‬
‫َجـ َذ ِم‬ ‫َقدح الم َك ِب على ِّ ِ‬
‫الزَناد األ ْ‬ ‫َْ ُ ّ‬
‫شي ٍة‬
‫ظ ْه ِر َح ّ‬‫صِب ُح َف ْو َق َ‬ ‫ِ‬
‫تُ ْمسي وتُ ْ‬
‫سرِاة ْأد َه َم ُمْل َجـ ِم‬ ‫وأَِب ُ‬
‫يت َف ْو َق َ‬
‫وح ِشيَّتي س ْرٌج على َعْب ِل َّ‬
‫الش َوى‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫الم ْح ِـزِم‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬
‫َن ْهـد َم َراكُل ُـه َنبيل َ‬
‫َهـل تُْبِل َغِّنـي َد َارَها َش َدِنَّيـ َة‬
‫ص َّـرِم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُلعَن ْت ب َم ْح ُرو ِم الشراب ُم َ‬
‫ـارةٌ ِغ َّب ُّ‬
‫الس َرى َزيَّاَفـ ٌة‬ ‫َّ‬
‫َخط َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ف ِم ْيثَ ِم‬ ‫ِ‬
‫ام ِب َوخذ ُخ ّ‬ ‫ِ‬
‫ـس اإل َك َ‬
‫تَط ُ‬
‫ام َع ِشَّيـ ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكأََّن َما تَط ُ‬
‫ـس اإل َك َ‬ ‫َ‬
‫صَّلـ ِم‬ ‫ين ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الم ْنس َم ْين ُم َ‬ ‫بَقـريب َب َ َ‬
‫الن َعا ِم َكما أ ََو ْت‬‫ص َّ‬ ‫تَأ ِْوي َل ُه ُقُل ُ‬
‫َع َج َم ِط ْم ِطـ ِم‬ ‫ِ‬
‫ح َـز ٌق َي َمانَّي ٌة أل ْ‬
‫ِ‬

‫َي ْتَب ْع َـن ُقَّلـ َة أر ِْس ِـه وكأََّن ُـه‬


‫ش َل ُه َّن ُم َخَّيـ ِم‬‫َح َـرٌج على َن ْع ٍ‬
‫ضـ ُة‬ ‫ود ِب ِذي الع َش ِ‬
‫يرة َب ْي َ‬ ‫يع ُ‬ ‫ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫ص ْعل ُ‬
‫َ‬
‫َصَل ِم‬ ‫َّ ِ‬
‫الف ْرو الطويل األ ْ‬ ‫الع ْب ِد ِذي َ‬
‫َك َ‬
‫َصَب َح ْت‬ ‫حر ِ‬ ‫َشرب ْت ِب ِ‬
‫ماء ُّ‬
‫ضين َفأ ْ‬ ‫الد ُ‬ ‫ََ‬
‫اض َّ‬
‫الدْيَلـ ِم‬ ‫حي ِ‬ ‫َزور ِ‬
‫اء تَْنف ُر عن َ‬
‫ْ َ‬
‫ـانب َدَّفها الـ‬
‫وكأََّنما ي ْنأَى ِبج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الع ِش ِي ُم َـؤَّو ِم‬ ‫وح ِشي ِمن ه ِزج‬
‫َ ْ ِّ ْ َ ِ َ ّ‬
‫ِه ٍـر ج ٍ‬
‫نيب ُكَّلما َع َ‬
‫طَف ْت ل ُـه‬ ‫ّ َ‬
‫‪95‬‬
‫ين َوِب َ‬
‫الفـ ِم‬ ‫قاها ِب َ‬
‫الي َد ِ‬ ‫ض َب اتَّ َ‬ ‫َغ َ‬
‫الرَد ِاع َكأََّنـما‬
‫نب ِّ‬ ‫برَك ْت َعَلى ج ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ض ِم‬‫ش ُم َه َّ‬‫َج َّ‬ ‫برَك ْت َعَلى َق ٍ‬
‫صب أ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫وكـأ َّ‬
‫َن ُربًّا أ َْو ُك َح ْيالً ُمْق َعـداً‬ ‫َ‬
‫ود ِب ِه َج َو ِان َب ُق ْمُقـ ِم‬
‫الوُق ُ‬
‫َحش َ‬
‫َّ‬
‫ضوب ج ٍ‬
‫سرة‬ ‫من ِذ ْفرى َغ ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َي ْنَباعُ ْ َ‬
‫الم ْك َـد ِم‬
‫ـق ُ‬ ‫َزيَّاَف ٍـة ِمث َـل َ‬
‫الفني ِ‬
‫ناع فِإَّنِنـي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإ ْن تُ ْغدفي ُدوِني الق َ‬
‫الم ْسَتْلِئـ ِم‬ ‫َخذ َ ِ‬ ‫ـب ِبأ ِ‬
‫الفارس ُ‬ ‫ط ٌّ‬
‫َ‬
‫أَ ْثِنـي َعَل َّي ِب َما َعِل ْم ِت فِإَّنِنـي‬
‫ظَلـ ِم‬‫ـح ُم َخالَقتي ِإ َذا لم أُ ْ‬ ‫َس ْم ٌ‬
‫ظْل ِمي ب ِ‬
‫اس ٌـل‬ ‫ظِل ْم ُت فِإ َّن ُ‬
‫وِإ َذا ُ‬
‫َ‬
‫العْلَقـ ِم‬
‫طع ِم َ‬ ‫ُم ٌّـر َم َذاَقتُ ُـه َك َ‬
‫ولَقد شربت ِمن المد ِ‬
‫امة َب ْع َدمـا‬ ‫َ ْ ُ َ َُ‬
‫الم ْعَلـ ِم‬ ‫ِ‬ ‫رَك َد الهو ِ‬
‫اجر بالمشوف ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِبزجاج ٍـة صْفراء ِ‬
‫ذات أ َِس َّ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫الش ِ‬
‫مال ُمَق َّـد ِم‬ ‫ُق ِرَن ْت ِبأ َْزَهر في َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فِإ َذا َش َـرْب ُت فِإَّنني ُم ْستَ ْهل ٌ‬
‫ـك‬
‫وع ْرضي و ِافٌر َلم ُيكَلـ ِم‬ ‫مالـي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عن َن َد ًى‬
‫ص ُر ْ‬ ‫وت َفما أََق ّ‬
‫ص َح ُ‬ ‫وِإ َذا َ‬
‫مائلي وتَ َك ُّرمـي‬ ‫لمت َش ِ‬
‫وكما ع ِ‬
‫َ َ‬
‫ـيل غ ِان ٍ‬
‫ية تَ َرْك ُت ُمج َّـدالً‬ ‫وحِل ِ َ‬
‫َ‬
‫صتُ ُه َك َش ْد ِق األ ْ‬
‫َعَلـ ِم‬ ‫مكو َفري َ‬
‫تَ ُ‬
‫ط ْعَن ٍـة‬
‫عاج ِل َ‬
‫له ِب ِ‬
‫داي ُ‬
‫َسَبَق ْـت َي َ‬
‫ورش ِ ِ ٍ‬
‫ـاش نافـ َذة َكَل ْو ِن َ‬
‫الع ْن َـد ِم‬ ‫ِ‬
‫‪96‬‬
‫مال ٍـك‬
‫الخيـل يا ابن َة ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َهال سأَْلت َ َ‬
‫إن ُكن ِت ِ‬
‫جاهَل ًة ِب َـما َلم تَ ْعَل ِمـي‬ ‫ْ ْ‬
‫ال َعَلى ِرَحال ِـة َساِب ٍـح‬ ‫ِ‬
‫إ ْذ ال َأز ُ‬
‫الكمـاةُ ُم َكَّلـ ِم‬
‫ـاوُرهُ ُ‬ ‫ٍ‬
‫َن ْهـد تع َ‬
‫ـارًة‬ ‫طـو اًر يـج َّرد َّ‬
‫للط ِ‬
‫عان وتَ َ‬ ‫َْ ُ َ ُ‬
‫الق ِس ِي َع َرْم ِـرِم‬‫ص ِد ِ‬ ‫يأ ِْوي إلى ح ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قيع َة َّأنِنـي‬ ‫الو َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُي ْخبـرك َم ْن َش َه َد َ‬
‫الم ْغَنـ ِم‬ ‫َغشى الوغى وأَ ِع ُّ ِ‬
‫ف ع ْند َ‬ ‫ََ‬ ‫أْ‬
‫الكماةُ ِن َازَل ُـه‬
‫وم َّـد ِج ٍج َك ِـرَه ُ‬
‫ُ‬
‫الم ْمع ٍـن َه َـرباً وال ُم ْستَ ْسِلـ ِم‬
‫ُ‬
‫ط ْعن ٍـة‬ ‫له َكِّفي ِب ِ‬
‫عاج ِل َ‬ ‫ـاد ْت ُ‬‫َج َ‬
‫الكع ِ‬ ‫ِ َّ ٍ‬
‫وب ُمَق َّـو ِم‬ ‫ص ْد ِق ُ ُ‬ ‫ب ُمثَقـف َ‬
‫َص ِّم ِثياب ُـه‬ ‫ـت ِب ُّ‬
‫الرْم ِح األ َ‬ ‫َف َش َك ْك ُ‬
‫يم على الَقنا ِب ُم َح َّـرِم‬ ‫الكر ُ‬
‫ـس َ‬‫لي َ‬
‫ـاع َيَن ْشَن ُـه‬ ‫ِ‬
‫السَب ِ‬
‫ـركتُ ُه َج َزَر ّ‬
‫فتَ ْ‬
‫صـ ِم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َيْقض ْم َـن ُح ْس َن َبنانه والم ْع َ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫و ِم َش ّك سابغة َهتَ ْك ُت ُف َ‬
‫روجهـا‬
‫الحقيَقة ُم ْعِلـ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِب َّ‬
‫عن َحامي َ‬ ‫السيف ْ‬
‫رِب ٍـذ يـداه ِ‬
‫بالق َـداح ِإ َذا َشتَـا‬ ‫َ ََ ُ‬
‫ـاك غاي ِ‬
‫ـات التَّج ِ‬
‫ـار ُمَل َّـو ِم‬ ‫َهتَّ ِ َ‬
‫ِ‬
‫ـت أُري ُـدهُ‬ ‫ل َّـما َرآني َق ْـد َن َزل ُ‬
‫اجـ َذهُ ِل َغي ِـر تََب ُّسـ ِم‬
‫أ َْب َـدى َنو ِ‬
‫ـار َكأََّنمـا‬ ‫النه ِ‬ ‫َعه ِـدي ِب ِه م َّد َّ‬
‫َ‬
‫ظَلـ ِم‬
‫الع ْ‬ ‫ور ِ‬ ‫ِ‬
‫ُس ُه ب َ‬ ‫ان َأ ُ‬ ‫البَن ُ‬‫ـب َ‬ ‫ُخض َ‬
‫طعنتُ ُـه ِب ُّ‬
‫الرْم ِـح ثُ َّـم َعَل ْوتُ ُـه‬ ‫َف ْ‬
‫‪97‬‬
‫ديد ِة ِم ْخـ َذ ِم‬
‫الح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ب ُم َهَّنـد صافي َ‬
‫ـاب ُه في َس ْرج ٍـة‬ ‫بطـل كأ َّ ِ‬
‫َن ثي َ‬ ‫َ ٌ‬

‫إمرؤ القيس‬

‫قفا نبك من ِذكرى حبيب ومنزل معلقة‬

‫قفا نبك من ِذكرى حبيب ومنزل‬


‫الدخول فحو ِ‬
‫بين َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫مل‬ ‫َْ‬ ‫بسقط الّلوى َ‬
‫عف رسمهاَ‬ ‫فتوضح فالمقراة لم َي ُ‬
‫ِ‬
‫وشمال‬ ‫نسجتها من َج ُنوب‬
‫ْ‬ ‫لما‬
‫ترى بعر األرآ ِم في عر ِ‬
‫صاتها‬ ‫ََ‬ ‫َََ ْ‬
‫حب فلفل‬
‫وقيعانها كأنه َّ‬
‫الب ْي ِن َي ْوَم تَ َح َمّلوا‬
‫كأني َغداةَ َ‬
‫ِ‬
‫حنظل‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ّي ناق ُ‬ ‫لدى َس ُمرات َ‬
‫َّه ْم‬ ‫وقوفاً بها صحبي ع َّ ِ‬
‫لي َمطي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫وتجمل‬
‫ّ‬ ‫يُقولون ال ْ‬
‫تهلك أسىً‬
‫و َّ‬
‫إن شفائي عبرةٌ مهراقة‬
‫عو ِل‬
‫س من ُم َّ‬‫دار ٍ‬
‫فهل عند َرس ٍم ِ‬
‫ٌ ْ‬
‫أم الحوي ِ‬
‫رث قبلها‬ ‫بك من ِّ‬
‫َ‬ ‫كدأ َ‬
‫وجارتها َّأم الر ِ‬
‫باب بمأسل‬
‫ففاضت ُدموعُ العين مني صبابة‬ ‫ْ‬
‫المحم ِل‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫العياب‬ ‫ول اليماني ذي‬ ‫نز َ‬
‫ُ‬
‫رب يو ٍم لك ِم ْن ُه َّن صالح‬
‫أال َّ‬
‫بدارةِ ُجْل ُج ِل‬
‫سيما يو ٍم َ‬
‫وال ّ‬
‫رت للعذارى مطيتي‬ ‫ويوم عق ُ‬
‫‪98‬‬
‫المتَ َح َّم ِل‬ ‫ِ‬
‫فيا َع َجباً من كورها ُ‬
‫فظل العذارى ير َ‬
‫تمين بلحمها‬ ‫َّ‬
‫وشح ٍم كهداب الدمقس المفتل‬
‫ِ‬
‫الخدر خدر عنيزة‬ ‫دخلت‬
‫ُ‬ ‫ويوم‬
‫إنك ُمرجلي‬
‫فقالت لك الويالت َ‬
‫ط بنا معاً‬
‫الغبي ُ‬
‫مال َ‬
‫تقول وقد َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫فانزل‬ ‫عقرت بعيري يام أر القيس‬
‫ِ‬
‫لت لها سيري و ْأرخي ز َ‬
‫مام ُه‬ ‫فُق ُ‬
‫ِ‬
‫المعلل‬ ‫وال تُبعديني من جناك‬
‫ضع‬
‫وم ْر ٍ‬ ‫ِ‬
‫فم ِثل ِك ُحْبلى قد َ‬
‫ط َرْق ُت ُ‬
‫تمائم محول‬
‫فألهيتُها عن ذي َ‬
‫له‬
‫ص َرَف ْت ُ‬‫إذا ما بكى من خلفها ْان َ‬
‫بش ٍّق َوتحتي ِشُّقها لم ُي َحَّو ِل‬
‫ِ‬

‫تعذرت‬‫الكثيب َّ‬
‫ِ‬ ‫ويوماً على ظهر‬
‫َعلي َوآَل ْت َحْلَفةً لم تَ َحَّل ِل‬
‫ّ‬
‫أفاط ُم مهالً بعض هذا التدلل‬ ‫ِ‬

‫كنت قد أزمعت صرمي فأجملي‬ ‫وإن ِ‬


‫ِ‬
‫ساءتك مني َخليَقةٌ‬ ‫تك قد‬
‫إن ُ‬ ‫َو ْ‬
‫فسّلي ثيابي من ثياِب ِك تَْن ُس ِل‬
‫ُ‬
‫قاتلي‬‫أغر ِك مني أن حب ِك ِ‬
‫ّ ُّ‬ ‫َّ‬
‫و ِ‬
‫أنك مهما تأمري القلب يفعل‬
‫ض ِربي‬ ‫ِ‬
‫وما َذ َرَف ْت َع ْيناك إال لتَ ْ‬
‫َ‬
‫لب ُمَقَّت ِل‬
‫أعشار َق ٍ‬
‫ِ‬ ‫بسهم ِ‬
‫يك في‬ ‫َ َ‬
‫و بيضةِ خدر ال ير ُام خباؤها‬
‫عج ِل‬ ‫عت من َل ْه ٍو بها َ‬
‫غير ُم َ‬ ‫تَ َمتّ ُ‬
‫‪99‬‬
‫وم ْع َش اًر‬
‫أحراساً إَليها َ‬
‫تجاوز ُت ْ‬
‫ْ‬
‫سرون مقتلي‬ ‫ِ‬
‫علي حراساً لو ُي ّ‬ ‫ّ‬
‫إذا ما الثريا في السماء تعرضت‬
‫المفص ِل‬
‫َّ‬ ‫تعرض أثناء الوشاح‬ ‫َ‬
‫ثيابها‬ ‫ِ‬
‫فج ْئ ُت وقد َن َّ‬
‫ض ْت َلن ْو ٍم َ‬
‫ِ‬
‫ض ِل‬ ‫لدى ِ ِ َّ ِ‬
‫المتََف ّ‬
‫الستر إال ل ْب َسةَ ُ‬
‫ّ‬
‫لك حيلة‬
‫فقالت يمين هللا ما َ‬
‫ٌ وما إن أرى عنك الغوايةَ تنجلي‬
‫اءنا‬
‫َخ َر ْج ُت بها أمشي تَ ُج ّر َور َ‬
‫على أثَ َرْينا َذْي َل ِم ْر ٍط ُم َرَّح ِل‬
‫الحي وانتحى‬ ‫أجزنا ساحة‬‫فلما ْ‬
‫ِّ‬
‫قاف َعَق ْنَق ِل‬‫بنا بطن خب ٍت ذي ِح ٍ‬
‫ُ َْ‬

‫نماذج من الشعر العربى ‪:‬‬

‫اإلمام الشافعى ‪:‬‬

‫دع األيام تفعل ما تشاء‬

‫دع األيام تفعل ما تشاء‬


‫وطب نفسا اذا حكم القضاء‬
‫وال تجزع لحادثة الليالى‬
‫فما لحوادث الدنيا بقاء‬
‫وكن رجال على األهوال جلدا‬
‫وشيمتك السماحة والوفاء‬

‫‪100‬‬
‫مكارم األخالق‬

‫أحب مكارم األخالق جهدى‬


‫وأكره أن أعيب وأن أعابا‬
‫وأصفح عن سباب الناس حلما‬
‫وشر الناس من يهوى السبابا‬
‫سليم العرض من حذر الجوابا‬
‫ومن دارى الورى فقد الصوابا‬
‫ومن هاب الرجال له حقوقا‬
‫ومن يعصى الرجال فما أصابا‬

‫أفضل الناس‬

‫الناس بالناس ما دام الحياء بهم‬


‫والسعد ال شك تارات وهبات‬
‫وأفضل الناس من بين الورى رجل‬
‫تقضى على يده للناس حاجات‬
‫ال تمنعن يد المعروف عن أحد‬
‫ما دمت مقتد ار فالسعد تارات‬
‫واشكر فضائل صنع هللا اذ جعلت‬
‫اليك ال لك عند الناس حاجات‬
‫قد مات قوم وما ماتت مكارمهم‬
‫وعاش قوم وهم فى الناس أموات‬

‫‪101‬‬
‫الفرج‬

‫ولرب نازلة يضيق لها الفتى‬


‫درعا وعند هللا منها المخرج‬
‫ضاقت فلما استحكمت حلقاتها‬
‫فرجت ‪ ،‬وكنت أظنها ال تفرج‬

‫النصائح الغالية‬

‫اذا أردت أن تحيا سليما من األذى‬


‫وحظك موفور وعرضك صين‬
‫لسانك ال تذكر به عورة امرئ‬
‫فكلك عورات وللناس ألسن‬
‫وعينك ان أبدت اليك معايبا‬
‫فصنها ‪ ،‬وقل‪ :‬يا عين للناس أعين‬
‫وعاشر بمعروف‬
‫وسامح من اعتدى‬
‫وفارق ولكن‬
‫بالتى هى أحسن‬

‫المتنبى ‪:‬‬
‫واحـر قلباه مـمن قلبه شبم‬
‫ومن بجسمي وحالي عنده سقم‬
‫مالي أكتم حبا قد برى جسدي‬
‫وتدعي حب سيف الدولة األمم‬
‫إن كـان يجمعنا حب لغرتـه‬
‫فليـت أنا بقدر الحب نقتسـم‬

‫‪102‬‬
‫قد زرته وسيوف الهند مغمدت‬
‫وقد نظرت اليه والسيـوف دم‬
‫فكـان أحسن خلق هللا كلهـم‬
‫وكان أحسن مافي األحسن الشيم‬
‫فوت العدو الذي يـممته ظفـر‬
‫فـي طيـه أسف في طيه نعـم‬

‫قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت‬


‫لك الـمهابة ماال تصنع البهـم‬
‫ألزمت نفسك شيئا ليس يلـزمها‬
‫أن ال يواريهـم أرض وال علـم‬
‫أكلما رمت جيشا فانثنـى هرب‬
‫تصـرفت بك في آثاره الهمـم‬
‫عليـك هزمهم في كل معتـرك‬
‫وما عليك بهم عار إذا انـهزموا‬
‫أما ترى ظف ار حلوا سوى ظفـر‬
‫تصافحت فيه بيض الهند واللمـم‬
‫يا أعـدل الناس إال في معاملتـي‬
‫فيك الخصام وأنت الخصم والحكم‬
‫أعيـذها نظرات منك صادقـة‬
‫أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم‬
‫وما انتفـاع أخي الدنيا بناظـره‬
‫إذا استوت عنده األنوار والظلـم‬
‫أنا الذي نظر األعمى إلى أدبـي‬
‫وأسـمعت كلماتي من به صمم‬
‫أنام ملء جفوني عن شـواردها‬
‫ويسهر الخلق جراها ويختصـم‬

‫‪103‬‬
‫وجاهل مده في جهله ضحكـي‬
‫حتـى أتتـه يد ف ارسـة وفـم‬
‫إذا نظـرت نيوب الليث بارزة‬
‫فال تظنـن أن الليـث مبتسـم‬
‫ومهجة مهجتي من هم صاحبهـا‬
‫أدركتهـا بـجواد ظهره حـرم‬
‫رجاله في الركض رجل واليدان يد‬
‫وفعلـه ما تريد الكف والقـدم‬
‫ومرهف سرت بين الجحفلين بـه‬
‫حتى ضربت وموج الموت يلتطـم‬
‫فالخيل والليل والبيـداء تعرفنـي‬
‫والسيف والرمح والقرطاس والقلم‬
‫صحبت في الفلوات الوحش منفردا‬
‫حتـى تعجب مني القور واألكم‬
‫يا من يعـز علينا أن نفارقهـم‬
‫وجداننا كل شيء بعدكم عـدم‬
‫ما كان أخلقنا منكم بتكرمـة‬
‫لو أن أمـركم من أمرنا أمـم‬
‫إن كان سركم ما قال حاسدنا‬
‫فما لـجرح اذا أرضاكم ألـم‬
‫وبيننـا لو رعيتم ذاك معرفـة‬
‫إن المعارف في أهل النهى ذمم‬
‫كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكـم‬
‫ويكـره هللا ما تأتون والكـرم‬
‫ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي‬
‫أنا الثريا وذان الشيب والـهرم‬
‫‪104‬‬
‫ليت الغمام الذي عندي صواعقه‬
‫يزيلهـن إلـى من عنده الديـم‬
‫أرى النوى تقتضيني كل مرحلـة‬
‫ال تستقل بـها الوخادة الرسـم‬
‫لئن تركن ضميـ ار عن ميامننـا‬
‫ليحدثـن لـمن ودعتهم نـدم‬
‫إذا ترحلت عن قوم وقد قـدروا‬
‫أن ال تفارقهـم فالراحلون هـم‬
‫شر البـالد مكان ال صديق بـه‬
‫وشر ما يكسب اإلنسان ما يصم‬
‫وشر ما قنصتـه راحتي قنـص‬
‫شهب الب ازة سواء فيه والرخـم‬
‫بأي لفـظ تقول الشعر زعنفـة‬
‫تجوز عندك ال عرب وال عجـم‬
‫هـذا عتابـك إال أنـه مقـة‬
‫قد ضمـن الدر إال أنه كلـم‬

‫أبى فراس الحمدانى ‪:‬‬


‫الص ْب ُر‬
‫شيمتُ َك َّ‬ ‫عصي َّ‬
‫الد ْم ِع َ‬ ‫َّ‬ ‫اك‬
‫أر َ‬
‫أم ُر؟‬
‫عليك و ال ْ‬ ‫َ‬ ‫أما ِلْل َهوى َن ْهي‬
‫ٌ‬
‫وعندي َل ْو َع ٌة‬
‫َ‬ ‫تاق‬
‫َبلى‪ ،‬أنا ُم ْش ٌ‬
‫له ِس ُّر!‬
‫ولكن م ْثلي ال ُيذاعُ ُ‬
‫َّ ِ‬

‫ط ُت َي َد الهوى‬ ‫َضواني َب َس ْ‬ ‫يل أ ْ‬


‫إذا الّل ُ‬
‫الئق ِه ِ‬
‫الك ْب ُر‬ ‫وأ ْذَلْلت دمعاً من خ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫النار بين َجو ِانحي‬ ‫ِ‬
‫كاد تُض ْي ُء ُ‬
‫تَ ُ‬
‫‪105‬‬
‫صباب ُة و ِ‬
‫الف ْك ُر‬ ‫إذا هي أ ْذ َك ْتها ال َّ َ‬
‫دون ُه‬
‫وت َ‬ ‫الم ُ‬ ‫معِّلَلتي بالو ِ‬
‫صل‪ ،‬و َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ‬
‫ط ُر!‬
‫ظ ْمآناً فال َن َزَل الَق ْ‬ ‫إذا ِم ُّت َ‬
‫الم َوَّد َة ْبيننا‬ ‫ظت وضي ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعت َ‬ ‫َحف ْ ُ َ َ ْ‬
‫الع ْذ ُر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الوفاء لك ُ‬
‫أح َس ُن من بعض َ‬ ‫وْ‬
‫حائف‬
‫ص ٌ‬ ‫األيام إالّ َ‬
‫ُ‬ ‫وما هذه‬
‫ف ِ‬
‫كاتِبها ِب ْش ُر‬ ‫ِ‬
‫ألح ُرِفها من َك ّ‬
‫ِ ْ‬
‫غاد ًة‬
‫الحي َ‬ ‫الغادين في‬ ‫ِبَنْفسي من‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫وب ْه َجتُها ُع ْذ ُر‬
‫ذن ٌب‪َ ،‬‬‫اي لها ْ‬
‫َهو َ‬
‫إن لي‬ ‫في‪ ،‬و َّ‬
‫اشين َّ‬
‫تَروغُ إلى الو َ‬
‫كل و ِاشَي ٍة َوْق ُر‬‫ِ‬
‫ألُ ْذناً بها عن ّ‬
‫ألنني‬ ‫بدوت‪ ،‬وأهلي ِ‬
‫حاضرو َن‪ّ ،‬‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫لست من ِ‬
‫أهلها‪َ ،‬قْف ُر‬ ‫أن دا ًار‪ِ ،‬‬
‫أرى َّ‬
‫وحاربت َقومي في هو ِ‬
‫اك‪ ،‬و َّإن ُه ْم‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫الخ ْم ُر‬ ‫ِ‬
‫الماء و َ‬
‫اي‪ ،‬لو ال ُحبُّك ُ‬ ‫و ّإي َ‬
‫ولم َي ُك ْن‬
‫الوشاةُ ْ‬
‫يك ما قال ُ‬ ‫فإن ُ‬
‫ْ‬
‫الكفر‬
‫اإليمان ما َشَّي َد ُ‬‫ُ‬ ‫فقد َي ْه ِد ُم‬
‫ْ‬
‫وَفيت‪ ،‬وفي بعض الو ِ‬
‫فاء َم َذَّل ٌة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫الغ ْدر‬ ‫ٍ‬
‫شيمتُها َ‬ ‫الح ِّي َ‬ ‫إلنسانة في َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الصبا َي ْستَِف ُّزها‪،‬‬
‫عان ّ‬ ‫ورْي ُ‬
‫قور‪َ ،‬‬
‫َو ٌ‬
‫الم ْه ُر‬ ‫ِن‬ ‫َفتَأ َْرُن‪ْ ،‬‬
‫أحياناً كما‪ ،‬أَرَ ُ‬
‫ليم ٌة‬
‫أنت؟ وهي َع َ‬ ‫تُسائُلني من َ‬
‫حال ِه ُن ْك ُر؟‬
‫وهل ِبَفتى ِم ْثلي على ِ‬
‫ً‬
‫وشاء لها الهوى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫شاء ْت‬
‫فقلت كما َ‬
‫ُ‬
‫ُّهم؟ َف ُه ْم ُك ْث ُر‬ ‫ِ‬
‫َقتيُلك! قالت‪ :‬أي ْ‬
‫فقلت لها‪ :‬لو َش ْئ ِت لم تَتَ َعَّنتي‪،‬‬‫ُ‬
‫‪106‬‬
‫ِ‬
‫وعندك بي ُخ ْب ُر!‬ ‫ولم تَ ْسألي َعّني‬
‫بك َّ‬
‫الد ْه ُر َبعدنا‬ ‫فقالت‪ :‬لقد أ َْزرى َ‬
‫ْ‬
‫الدهر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فقلت‪ :‬معا َذ هللا بل أنت ال ّ‬ ‫ُ‬
‫الك‪َ ،‬م ْسَل ٌك‬ ‫وما كان ِلألحزان‪ ِ،‬لو ِ‬
‫ْ‬
‫لكن الهوى ِلْلِبلى ِج ْسر‬ ‫إلى ِ‬
‫القلب‪َّ ،‬‬
‫الج ِّد ُم ْه َج ٌة‬
‫وتَهِل ُك بين اله ْزِل و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اله ْج ُر‬ ‫َّ‬
‫الب ْي ُن َعذبها َ‬ ‫إذا ما َعداها َ‬
‫عاش ٍق‪،‬‬ ‫فأيَق ْنت أن ال ِع َّز بعدي ِل ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫صْف ُر‬‫به ِ‬‫و أن يدي مما عِلْقت ِ‬
‫ّ َ ُ‬ ‫ّ َ‬
‫اح ًة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وقل ْب ُت أَمري ال أرى‬
‫لي ر َ‬ ‫َ‬
‫اله ْج ُر‬
‫بي َ‬ ‫الب ْي ُن ْأنساني أل َّح‬
‫إذا َ‬
‫َ َ‬
‫مان وح ِ‬
‫كمها‬ ‫الز ِ ُ‬ ‫َف ُع ْد ُت إلى ُحكم ّ‬
‫الع ْذ ُر‬ ‫لها ال ّذنب ال تجزى ِ‬
‫ولي ُ‬
‫َ‬
‫به‬ ‫ْ ُ ُْ‬
‫ظ ْبَي ًة‬
‫ثاء َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫َكأَّني أُنادي دو َ َم ْي َ‬
‫ظمياء جَّلَلها ُّ‬
‫الذ ْع ُر‬ ‫ٍ‬
‫على َش َرف َ ْ َ َ‬
‫تَ َجَّف ُل حيناً‪ ،‬ثُ ّم تَ ْرنو ّ‬
‫كأنها‬
‫ض ُر‬ ‫ِ‬ ‫تُنادي َ ًّ‬
‫الح ََ ْ‬
‫أع َج َزهُ ُ‬
‫طال بالواد ْ‬
‫الع ّمِ‪ّ ،‬إن ُه‬ ‫ِ‬
‫يابَن َة َ‬
‫فال تُْنكريني‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫ض ُر‬
‫الح ْ‬
‫الب ْد ُو و َ‬ ‫َلَي ْع ِر ُ‬
‫ف من ْأن َك ْرته َ‬
‫غير ُم ْن َك ٍر‬ ‫ِ‬
‫وال تُْنكريني‪ّ ،‬إنني ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ص ُر‬ ‫استُْن ِزَل ّ‬
‫الن ْ‬ ‫دام‪ ،‬و ْ‬
‫إذا َزلت األ ْق ُ‬
‫تيب ٍة‬ ‫ِ ِ‬
‫و ّإني َل َج ّرٌار ل ُك ّل َك َ‬
‫م َعَّوَد ٍة أن ال ُي ِخ َّل بها َّ‬
‫النصر‬ ‫ُ‬
‫كل َمخوَف ٍة‬ ‫ِ‬
‫ال ِب ّ‬
‫و ّإني َلَن َّز ٌ‬
‫ظر َّ‬
‫الش ْزُر‬ ‫ثير إلى ُن َّزِالها َّ‬
‫الن َ ُ‬ ‫َك ٍ‬
‫البيض والَقنا‬
‫ُ‬ ‫ظ َمأُ حتى تَ ْرتَوي‬
‫َفأَ ْ‬
‫‪107‬‬
‫شب َع ال ِّذ ْئ ُب و َّ‬
‫الن ْس ُر‬ ‫َس َغ ُب حتى َي َ‬
‫وأ ْ‬
‫ف ٍ‬
‫بغارة‬
‫الخُلو َ َ‬ ‫الح َّي ُ‬
‫ًصَب ُح َ‬ ‫وال أ ْ‬
‫الج ْي َش ما لم تأِْت ِه َقْبِلي ُّ‬
‫الن ْذ ُر‬ ‫و ال َ‬
‫َ‬
‫نيع ًة‬
‫دار‪ ،‬لم تَ َخْفني‪َ ،‬م َ‬ ‫ويا ُر َّب ٍ‬
‫الف ْجر‬
‫بالردى‪ ،‬أنا و َ‬ ‫طَل ْع ُت عليها َّ‬‫َ‬
‫الخْي َل حتّى َمَل ْكتُ ُه‬
‫وح ٍّي َرَد ْد ُت َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ورَّد ْتني الَبراق ُع و ُ‬
‫الخ ْم ُر‬ ‫َهزيماً َ‬
‫يال َن ْحوي‪َ ،‬لقيتُها‬ ‫وساحب ِة األ ْذ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫قاء وال َو ْع ُر‬ ‫فَلم يْلَقها جافي الِّل ِ‬
‫َ‬
‫ش ُكَّل ُه‬ ‫الج ْي ُ‬
‫حازهُ َ‬
‫َو َه ْب ُت لها ما َ‬
‫ورحت ولم ي ْك َشف ألب ِ‬
‫ياتها ِس ْتر‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ُْ ُ‬
‫طغيني بأثواِب ِه ِ‬
‫الغنى‬ ‫اح ُي ْ‬
‫وال ر َ‬
‫الفْق ُر‬
‫الك َرِم َ‬
‫بات َي ْثنيني عن َ‬ ‫وال َ‬
‫ِ‬
‫فورهُ‬
‫حاجتي بالمال أ َْبغي ُو َ‬
‫وما َ‬
‫الوْف ُر‬ ‫ِ ِ‬
‫إذا لم أَف ْر ع ْرضي فال َوَف َر َ‬
‫الوغى‪،‬‬ ‫أ ُِسر ُت وما صحبي ٍ‬
‫بع ْزل َلدى َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ُّه ُغ ْم ُر‬
‫وال َف َرسي ُم ْهٌر‪ ،‬وال َرب ُ‬
‫ضاء على امرٍئ‬
‫ولكن إذا ُح َّم الَق ُ‬
‫ْ‬
‫فليس َله بٌّر ي ِ‬
‫قيه‪ ،‬وال َب ْح ُر‬ ‫َْ َُ َ‬
‫الردى؟‬ ‫وقال أُصيحابي‪ِ :‬‬
‫الفرُار أو َّ‬ ‫َْ‬
‫الهما ُم ُّر‬
‫أح ُ‬‫ان‪ْ ،‬‬ ‫فقلت‪:‬هما أمر ِ‬
‫ُ‬
‫عيبني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َمضي لما ال َي ُ‬‫ولكنني أ ْ‬
‫ّ‬
‫َسر‬
‫يرهما األ ْ‬
‫َخ ُ‬ ‫َم َر ِ‬
‫ين‬ ‫وح ْس ُب َك من أ ْ‬
‫َ‬
‫بالردى‬
‫َّ‬ ‫الم َة‬
‫الس َ‬ ‫َيقولو َن لي‪ِ :‬ب ْع َت َّ‬
‫فُقْل ُت‪ :‬أما و هللاِ‪ ،‬ما نالني ُخ ْس ُر‬
‫ساع ًة‬
‫الم ْو ُت َ‬
‫وهل َيتَجافى َعّن َي َ‬
‫ْ‬
‫‪108‬‬
‫األس ُر و ُّ‬
‫الض ُّر؟‬ ‫إذا ما تَجافى َعّن َي ْ‬
‫هو الموت‪ ،‬فاختَر ما عال ِ‬
‫لك ذ ْك ُرهُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫اإلنسان ما َحِيي ال ِّذ ْك ُر‬ ‫ُ‬ ‫فلم َي ُم ِت‬
‫َ‬
‫الردى ِب َم َذَّل ٍة‬
‫وال َخ ْي َر في َد ْف ِع َّ‬
‫كما َرَّدها‪ ،‬يوماً‪ِ ،‬ب َس ْوَءِت ِه َع ْم ُرو‬
‫َي ُمُّنو َن أن َخُّلوا ِثيابي‪ ،‬و ّإنما‬
‫علي ِثياب‪ ،‬من ِد ِ‬
‫مائ ِه ُم ُح ْم ُر‬ ‫َّ ٌ‬
‫صُل ُه‪،‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫وقائ ُم َس ْيف فيه ُم ْان َد َّق َن ْ‬
‫الص ْد ُر‬
‫ط َم َّ‬ ‫فيه ُم ُح ِّ‬
‫قاب ُرْم ٍح ُ‬ ‫أع ُ‬
‫وْ‬
‫َسَي ْذ ُك ُرني قومي إذا َج َّد ِج ُّد ُه ْم‪،‬‬
‫الب ْد ُر‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وفي الّليلة الظْلماء ُيْفتََق ُد َ‬
‫ط ْع ُن الذي َي ْع ِر َ‬
‫فون ُه‬ ‫فإن ِع ْش ُت فال ِّ‬‫ْ‬
‫الض َّمر ُّ‬ ‫وِتْل َك الَقنا و ُ‬
‫الشْق ُر‬ ‫و ُّ ُ‬ ‫البيض‬
‫َمِّي ٌت‬ ‫الب َّد‬
‫سان ُ‬ ‫إن ُم ُّت ْ‬
‫فاإلن ُ‬ ‫وْ‬
‫الع ْم ُر‬
‫األيام‪ ،‬و ْانَف َس َح ُ‬
‫ُ‬ ‫إن طاَل ِت‬
‫وْ‬
‫ولو س َّد غيري ما سددت ا ْكتفوا ِ‬
‫به‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الصْف ُر‬ ‫وما كان ي ْغلو ِ‬
‫التّْب ُر لو َنَف َق ُّ‬ ‫َ‬
‫ط عندنا‪،‬‬ ‫ُناس‪ ،‬ال تََو ُّس َ‬
‫ون ْح ُن أ ٌ‬
‫َ‬
‫العالمين أو الَق ْب ُر‬
‫َ‬ ‫الص ْد ُر دو َن‬
‫لنا َّ‬

‫تَهو ُن علينا في المعالي ُن ُ‬


‫فوسنا‬
‫الم ْه ُر‬ ‫ِ‬
‫ناء لم ُي ْغلها َ‬ ‫الح ْس َ‬
‫ط َب َ‬ ‫ومن َخ َ‬

‫أعلى َذوي ُ‬
‫العال‪،‬‬ ‫أع ُّز َبني ُّ‬
‫الدنيا و ْ‬ ‫َ‬
‫وأ ْكرم م ْن َفو َق التُّر ِ‬
‫اب وال َف ْخ ُر‬ ‫َُ َ‬

‫‪109‬‬
‫رباعيات الخيام ( ترجمة أحمد رامى ) ‪:‬‬
‫السحر‬
‫سمعت صوتاً هاتفاً في َ‬
‫ُ‬
‫فاة البشر‬
‫نادى من الغيب ُغ َ‬
‫ُهبوا امألوا كاس المنى قبل أن‬
‫كف القدر‬ ‫ِ‬
‫العمر ُّ‬ ‫كأس‬
‫تمأل َ‬
‫ال تُ ِ‬
‫شغل البال بماضي الزمان‬
‫ِ‬
‫العيش قبل األوان‬ ‫وال بآتي‬
‫الحاضر َل ّذ ِ‬
‫اته‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫اغن ْم َ‬
‫و َ‬
‫طبع الليالي األمان‬
‫فليس في ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بظهر الغيب‪ ،‬واليوم لي‬ ‫غداً‬
‫الظن في المْق ِ‬
‫بل‬ ‫يخيب ُّ‬ ‫وكم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالغافل حتى أرى‬ ‫ولست‬
‫ُ‬
‫دنياي وال أجتلي‬
‫َ‬ ‫جمال‬
‫َ‬
‫عشق الجمال‬
‫ُ‬ ‫القلب قد أضناه‬
‫ُ‬
‫الصدر قد ضاق بما ال ُيقال‬
‫و ُ‬
‫يا رب هل يرضيك هذا الظمأ‬
‫ينساب أمامي زالل‬‫ُ‬ ‫الماء‬
‫و ُ‬
‫أولى بهذا القلب أن َي ْخ ِفقا‬
‫حرقا‬ ‫ِ‬
‫الحب أن ُي َ‬
‫ّ‬ ‫وفي ض ار ِم‬
‫مر بي‬‫اليوم الذي َّ‬
‫أضَي َع َ‬ ‫ما ْ‬
‫من غير أن أهوى أو أعشقا‬
‫السحر‬
‫الظل هذا َ‬
‫ِ‬
‫خفيف ّ‬
‫َ‬ ‫ِأفق‬
‫وناغ الوتر‬
‫النوم ِ‬‫دع َ‬
‫نادى ِ‬
‫النوم عم اًر وال‬
‫أطال ُ‬‫َ‬ ‫فما‬
‫ِ‬
‫األعمار طول السهر‬ ‫قصر في‬
‫َ‬
‫بعد النهار‬
‫الليل‪َ ،‬‬
‫فكم توالى ُ‬
‫‪110‬‬
‫باألنج ِم هذا المدار‬
‫ُ‬ ‫وطا َل‬
‫إن هذا الثرى‬
‫الهوينا‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫فامش َ‬
‫أعين ساحرِة ْ‬
‫اإلح ِورار‬ ‫من ٍ‬
‫ِ‬
‫بخوف الظنون‬ ‫النفس‬ ‫ال ِ‬
‫توح ِ‬
‫ش َ‬
‫أمن اليقين‬
‫اغنم من الحاضر َ‬
‫و ْ‬
‫فقد تساوى في الثرى ر ٌ‬
‫احل‬
‫ٍ‬
‫وماض من ألوف السنين‬ ‫غداً‬
‫ِ‬
‫بشهد الرضاب‬ ‫أطفئ لظى القلب‬
‫فإنما األيام مثل السحاب‬
‫فنل‬
‫طيف خيال ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وعيشنا‬
‫حظك منه قبل ِ‬
‫فوت الشباب‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫شر‬‫ثوب العيش لم أُستَ ْ‬ ‫لبست َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحرت فيه بين شتَّى الف ْ‬
‫كر‬ ‫ُ‬
‫ولم‬ ‫َّ‬
‫وب عني ْ‬ ‫وسوف أنضو الث َ‬
‫َ‬
‫أين المفر‬
‫جئت َ‬ ‫أِ‬
‫ُدر ْك لماذا ُ‬
‫الفهم في قدرِت ْك‬
‫يحار ُ‬‫يا من ُ‬
‫طاعتك‬
‫ْ‬ ‫النفس حمى‬
‫وتطلب ُ‬
‫ُ‬
‫اإلثم ولكنني‬
‫أسكرني ُ‬
‫ِ‬
‫رحمت ْك‬ ‫صحوت واآلمال في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫طاعتك‬ ‫أخلصت في‬ ‫إن لم أكن‬
‫ُ‬
‫أطمع في رحمتك‬
‫ُ‬ ‫فإنني‬
‫وإنما يشفع لي أنني قد‬
‫ِ‬
‫وحدت ْك‬ ‫ك في‬ ‫عشت ال أ ِ‬
‫ُشر ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫طلعتك‬ ‫ِ‬
‫الناس سنى‬ ‫تخفى عن‬
‫وكل ما في الكو ِن من صنعتك‬
‫ُّ‬
‫فأنت مجالهُ وأنت الذي‬
‫َ‬
‫‪111‬‬
‫الصنع في آيتك‬
‫ِ‬ ‫ترى َ‬
‫بديع‬
‫ِ‬
‫تفصل القطرَة من بحرها‬ ‫إن‬
‫ففي مداهُ منتهى ِ‬
‫أمرها‬
‫رب ما بيننا‬
‫بت يا ُّ‬
‫تقار ْ‬
‫البعد على قدرها‬ ‫مساف ُة ِ‬

‫عالم األسرِار ِعْل َم اليقين‬


‫يا َ‬
‫الضر عن البائسين‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫وكاشف‬
‫قابل األعذار عدنا إلى‬ ‫يا َ‬
‫فاقبل توب َة التائبين‬ ‫ِّ‬
‫ظل َك‬
‫ْ‬

‫رلكه ( ‪: ) Rilka‬‬

‫أغنية البحر‬

‫نسمات البحر األبدية‬


‫يا ريح الليل البحرية‬
‫تقبلين دون أن تقصدى أحدا‬
‫من يفق فعليه‬
‫ان يكون مستعدا‬
‫كى ينجو منك‬
‫نسمات البحر األبدية‬
‫يا من تهبين على الصخور العتيقة‬
‫آلالف العصور‬
‫انت الفضاء الخالص‬
‫مقبال من مجاهيل بعيدة‬
‫آه ‪ ،‬كم تحس قدومك‬
‫شجرة تين مثقلة بالثمار‬
‫تنمو على التل تحت نور القمر‬
‫‪112‬‬
‫الكسندر بوشكين ‪:‬‬
‫من سلسلة " محاكاة القرآن "‬
‫أقسم بالشفع و بالوتر ‪،‬‬
‫أقسم بالسيف و بمعركة الحق ‪،‬‬
‫أقسم بنجمة الصبح ‪،‬‬
‫أقسم بصالة العصر ‪.‬‬
‫كال ‪ ،‬أنا ما هجرتك ‪.‬‬
‫شملت برعايتي ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فمن إذن‬
‫َ‬
‫و أنزلت السكينة عليه ‪،‬‬
‫و حميته من المطاردة القاسية ‪.‬‬
‫ألست أنا الذي سقيتك‬
‫ُ‬
‫من ماء الصحراء في يوم العطش ؟‬
‫ألست أنا الذي وهبت لسانك‬
‫سلطاناً عظيم ًا على العقول ؟‬
‫ُك ْن شجاعاً إذن ‪ ،‬احتقر الخداع ‪،‬‬
‫اتبع درب الحق بهمة عالية ‪،‬‬
‫أحبب اليتامى ‪ ،‬و بشر بقرآني‬
‫للمخلوقات الضعيفة‬

‫‪113‬‬
‫القوقاز‬
‫القوقاز تحتي ‪ .‬وحيداً أقف في القمة‬
‫فوق ركام الثلوج عند حافة التيار المندفع‬
‫و نسر ‪ ،‬قد انطلق عن قمة مقابلة ‪،‬‬
‫راح يحّلق بموازاتي في مكانه بثبات ‪.‬‬
‫من هنا أرى والدة الجداول‬
‫و أولى حركات االنهيارات الثلجية الرهيبة‬
‫الغيوم هنا تمشي تحتي بوداعة ؛‬
‫و من خاللها ‪ ،‬و هي تتساقط ‪ ،‬تضج الشالالت ؛‬
‫و تحتها كتل هائلة لجالميد عارية ؛‬
‫و هناك في األسفل طحالب هزيلة و شجيرات جرداء ؛‬
‫و هناك أيض ًا أدغال ‪ ،‬ظالل خضراء ‪،‬‬
‫حيث تزقزق عصافير و تجري أيائل ‪.‬‬
‫و هناك أيض ًا يعشعش أناس في الجبال ‪،‬‬
‫و تزحف نعجات في التيارات الداهمة ‪،‬‬
‫و يهبط الراعي إلى الوديان البهيجة ‪،‬‬
‫حيث يعدو أراغفا بين الضفاف الظليلة ‪،‬‬
‫فارس بائس ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫و يختبئ في ثغرٍ‬
‫حيث يعبث تيريك بفرح عارم ؛‬
‫يعبث و يئن ‪ ،‬كما الوحش الفتي ‪،‬‬
‫عندما يرى الطعام و هو في قفص من حديد‬
‫الشاطئ بعدائية عبثية‬
‫َ‬ ‫و يضرب‬
‫و يلحس الصخور بأمواجه الجائعة ‪...‬‬
‫عبثاً ! ال طعام يوجد له و ال سلوى ‪:‬‬
‫فالجالميد الضخمة الصماء‬
‫تضيق الخناق عليه بشراسة ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أحمد شوقى ‪:‬‬

‫ولد الهدى‬

‫ُوِلـد اُلهدى ‪ ،‬فالكائنات ضياء‬


‫وثناء‬
‫ُ‬ ‫وفـ ـ ــم الزمان تََب ُّس ٌم‬
‫الروح والمأل المالئـك حـوله‬
‫للــديـ ــن والدنيا به ُبشـراء‬
‫والعيش يزهو‪ ،‬والحظيرة تزدهي‬
‫السـدرة العصماء‬ ‫ِ‬
‫والمنتهى و ّ‬
‫والوحي يقطر سلسالً من َسْل َس ٍل‬
‫واللوح والقلم البديع ُرواء‬
‫يا خير من جاء الوجود تحية‬
‫من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا‬
‫ـاحه‬
‫يوم يتيه على الزمان صب ُ‬ ‫ٌ‬
‫ـاء‬
‫ومســاؤه بمحمــد وض ـ ُ‬
‫فزلزلت‬ ‫ِ‬
‫ُذعرت عروش الظالمين ُ‬
‫وعلـت على تيجانهم أصـداء‬
‫نعـم اليتيم بدت مخايل ِ‬
‫فضله‬
‫واليـتم رزق بعضه و ذك ــاء‬
‫يا من له األخالق ما تهوى العال‬
‫منها وما يتعشق الكبـراء‬
‫دينا ‪ ،‬لقامت وحدها‬ ‫لو لم ُيقم ً‬
‫دينا تضــيء بنوره اآلنـ ــاء‬
‫شمائل‬
‫ٌ‬ ‫الخُلق العظيم‬
‫زانتك في ُ‬
‫ُيغري بهن ُ‬
‫ويولع الكـرماء‬
‫فإذا سخوت بلغت بالجود المدى‬
‫وفعلت ما ال تفعل األنواء‬
‫وإذا عفوت فقـادرا‪َّ ،‬‬
‫ومقد ًار‬
‫‪115‬‬
‫ال يستهين بعفوك الج ـهـ ــالء‬
‫أب‬
‫وإذا رحمــت فـأنت ٌّأم أو ٌ‬
‫هـذان فـي الدنيا هما الرحماء‬
‫وإذا غضبت فإنما هي َغضبة‬
‫في الحب‪ ،‬ال ضغن وال بغضاء‬
‫وإذا خطبت فللمنابر هـزة‬
‫تعرو ِ‬
‫الند َّي وللقـ ـل ــوب بكــاء‬
‫تياب كأنما‬
‫وإذا قضيت فال ار َ‬
‫قضاء‬
‫ُ‬ ‫الخصوم من السـماء‬
‫َ‬ ‫جاء‬
‫ورْد‪ ،‬ولو‬
‫وإذا حميـت الماء لم ُي َ‬

‫أن القياصر والملوك ظماء‬


‫وإذا أجرت فأنت بيـت هللا‪ ،‬لـم‬
‫يدخل عليه المسـتجير عـداء‬
‫وإذا أخذت العهد أو أعطيـته‬

‫فجميـع عهدك ذمـة و وف ـ ــاء‬


‫يا أيها األمي‪ ،‬حســبك رتـب ًة‬

‫فـي العلم أن دانت بك العلماء‬


‫الذكـر ربك الكبرى التي‬

‫فيها لباغي المعجـزات غنـ ــاء‬


‫صدر البيان له إذا التقت ُّ‬
‫اللغى‬

‫وتقـدم البلغـ ــاء والفصـحاء‬


‫شاعر أو ساحر‬
‫ٌ‬ ‫حسدوا فقـالوا‬

‫ومن الحســود يكون االستهزاء‬

‫دي ـ ــن ِّ‬


‫يشيد آيـة فــي آيـة‬

‫‪116‬‬
‫لبناته الس ـ ــورات واألضـواء‬
‫الحق فيه هو األساس ‪ ،‬وكيف ال‬

‫ـاء‬ ‫وهللا جـل جالله َ َّ‬


‫البــن ـ ـ ُ‬

‫مضناك‬

‫مضناك جفاه مرقده‬


‫عوده‬
‫وبكاه ورحم ّ‬
‫حيران القلب معذبه‬
‫مسهده‬
‫مقروح الجفن ّ‬
‫يستهوى الورق ّ‬
‫تأوهه‬
‫تنهده‬
‫ويذيب الصخر ّ‬
‫ويناجى النجم ويتعبه‬
‫ويقيم الليل ويقعده‬
‫الحسن حلفت بيوسفه‬
‫والسورة أنك مفرده‬
‫وتمنت كل مقطعة‬
‫يدها لو تبعث تشهده‬
‫جحدت عيناك زكى دمى‬
‫خدك يجحده‬‫أكذلك ّ‬
‫قد عز شهودى إذ رمتا‬
‫فأشرت لخدك أشهده‬
‫بينى فى الحب وبينك‬
‫ما ال يقدر واش يفسده‬
‫ما بال العازل يفتح لى‬

‫باب السلوان وأوصده‬


‫ويقول تكاد تجن به‬
‫فأقول وأوشك أعبده‬
‫‪117‬‬
‫موالى وروحى فى يده‬

‫قد ضيعها سلمت يده‬


‫ناقوس القلب يدق له‬
‫وحنايا األضلع معبده‬

‫حافظ إبراهيم ‪:‬‬


‫مصر تتحدث عن نفسها‬
‫وقف الخلق ينظرون جميعا‬
‫وبناة األهرام في سالف الدهر‬
‫أنا تاج العالء في مفرق الشرق‬
‫إن مجدي في األوليات عريق‬
‫أنا إن قدر اإلله مماتي‬
‫ما رماني رام وراح سليم ًا‬
‫كم بغت دولة علي وجارت‬
‫ّ‬
‫إنني حرة كسرت قيودي‬
‫أتراني وقد طويت حياتي‬
‫أمن العدل أنهم يردون الماء‬
‫أمن الحق أنهم يطلقون‬
‫نظر هللا لي فارشد أبنائي‬
‫إنما الحق قوة من قوى الديان‬
‫قد وعدت العال بكل أبي من رجالي‬
‫وارفعوا دولتي على العلم واألخالق‬

‫نحن نجتاز موقفاً تعثر اآلراء فيه‬

‫فقفوا فيـه وقـفة حزم‬

‫‪118‬‬
‫إبراهيم ناجى ‪:‬‬

‫األطالل‬
‫يا فؤادي ال تسل اين الهوى ‪ ..‬كان صرحاً من ٍ‬
‫خيال فهوى‬
‫اسقني واشرب على أطالله ‪ ..‬و ِ‬
‫ارو عني طالما الدمع روى‬
‫كيف ذاك الحب أمسى خب اًر ‪ ..‬وحديثاً من أحاديث الجوى‬
‫قيق‬
‫لست أنساك وقد أغريتني ‪ ..‬بف ٍم عذب المناداة ر ْ‬
‫كيد ‪ ..‬من خالل الموج مدت لغريقْ‬ ‫ويد تمتد نحوي ٍ‬
‫ٍ‬
‫وبريقاً يظمأ الساري له ‪ ..‬أين في عينيك ذياك البريقْ‬
‫يا حبيباً زرت يوماً أيكه ‪ ..‬طائر الشوق أغني ألمي‬
‫لك إبطاء المدل المنعم ‪ ..‬وتجني القادر المحتك ٍم‬
‫وحنيني لك يكوي أضلعي ‪ ..‬والثواني جمرات في دمي‬
‫شي‬
‫يدي ‪ ..‬إنني أعطيت ما استبقيت َّ‬
‫أعطني حريتي أطلق َّ‬
‫علي‬
‫آه من قيدك أدمى معصمي ‪ ..‬لم أبقيه وما أبقى َّ‬
‫لدي‬ ‫ٍ‬
‫بعهود لم تصنها ‪ ..‬وإالم األسر والدنيا َّ‬ ‫ما احتفاظي‬
‫ساحر ‪ ..‬في نبل وجالل وحياء‬
‫ٌ‬ ‫حبيب‬
‫ُ‬ ‫أين من عيني‬
‫واثق الخطوة يمشي ملكاً ‪ ..‬ظالم الحسن شهي الكبرياء‬
‫عبق السحر كأنفاس الربى ‪ ..‬ساهم الطرف كأحالم المساء‬
‫اين مني مجلس أنت به ‪ ..‬فتن ٌة تمت سناء وسنى‬
‫حائر منك دنا‬
‫وخيال ٌ‬‫ٌ‬ ‫هائم ‪..‬‬
‫وقلب ُ‬
‫حب ٌ‬‫وأنا ٌ‬
‫رسول بيننا ‪ ..‬وندي ُم قدم الكأس لنا‬
‫ٌ‬ ‫ومن الشوق‬
‫هل رأى الحب سكارى مثلنا ‪ ..‬كم بنينا من ٍ‬
‫خيال حولنا‬
‫ومشينا فى طريق ٍ‬
‫مقمر ‪ ..‬تثب الفرحة فيه قبلنا‬
‫وعدونا فسبقنا ظلنا‬
‫ّ‬ ‫وضحكنا ضحك طفلين مع ًا ‪..‬‬
‫وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ‪ ..‬وأفقنا ليت ّأنا ال نفيق‬
‫يقظة طاحت بأحالم الكرى ‪ ..‬وتولى الليل والليل صديق‬

‫‪119‬‬
‫مطل كالحريق‬
‫طالع ‪ ..‬وإذا الفجر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫نذير‬
‫وإذا النور ٌ‬
‫كل في طريق‬
‫وإذا الدنيا كما نعرفها ‪ ..‬وإذا األحباب ٌّ‬
‫أيها الساهر تغفو ‪ ..‬تذكر العهد وتصحو‬
‫جد بالتذكار جرُح‬
‫وإذا ما التأم جرح ‪ّ ..‬‬
‫فتعّلم كيف تنسى ‪ ..‬وتعّلم كيف تمحو‬
‫يا حبيبي كل ٍ‬
‫شيئ بقضاء ‪ ..‬ما بأيدينا خلقنا تعساء‬
‫ربما تجمعنا أقدارنا ‪ ..‬ذات يوم بعد ما عز اللقاء‬
‫فإذا أنكر خل خله ‪ ..‬وتالقينا لقاء الغرباء‬
‫َّ‬
‫الحظ شاء‬ ‫ومضى كل إلى غايته ‪ ..‬ال تقل شئنا فإن‬

‫كامل الشناوى ‪:‬‬

‫لست ادرى‬

‫جئت ال أعلم من أين ولكنى أتيت‬


‫وقد أبصرت للدنيا فمشيت‬
‫وسأبقى سائ ار ان شئت هذا أم أبيت‬

‫كيف جئت ‪ ،‬كيف أبصرت طريقى‬


‫أنا ال أذكر شيئا عن حياتى الماضية‬
‫أنا ال أعلم شيئا عن حياتى اآلتية‬
‫لى ذات غير أنى لست أدرى ما هى‬
‫فمتى تعرف ذاتى كونه ذاتى‬

‫‪120‬‬
‫ظمأ وجوع‬

‫أحببتها ‪ ...‬وظننت أن لقلبها نبض كقلبى ال تقيده الضلوع‬


‫أحببتها ‪ ...‬فاذا بها قلب بال نبض ‪ ..‬سراب خادع ‪ ..‬ظمأوجوع‬
‫فتركتها ‪ ...‬لكن قلبى لم يزل طفال يعاوده الحنين الى الرجوع‬
‫واذا مررت وكم مررت ببيتها ‪ ..‬تبكى الخطى منى ‪ ..‬وترتعد الدموع‬

‫شعراء المهجر‬

‫جبران خليل جبران ‪:‬‬

‫قصيدة اعطني الناي‬


‫ِ‬
‫الناس مصنوعٌ اذا ُجبروا‬ ‫الخير في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الناس ال يفنى وِإن ُقبروا‬ ‫الشر في‬
‫و ُّ‬

‫آالت تحركها‬ ‫ِ‬


‫الناس ٌ‬ ‫أكثر‬
‫و ُ‬
‫تنكسر‬
‫ُ‬ ‫أصابع الدهر يوماً ثم‬
‫ُ‬
‫علم‬ ‫َّ‬
‫تقولن هذا عالم ٌ‬ ‫فال‬
‫الوُق ُر‬ ‫َّ‬
‫تقولن ذاك السيد َ‬ ‫وال‬
‫قطعان يسير بها‬
‫ٌ‬ ‫فأفضل الناس‬
‫صوت الرعاة و من لم ِ‬
‫يمش يندثر‬
‫ليس في الغابات ر ٍاع‬
‫القطيع‬
‫ْ‬ ‫ال وال فيها‬

‫فالشتا يمشي و لكن‬


‫بيع‬ ‫ِ‬
‫ال ُيجاريه الر ْ‬
‫لق الناس عبيداً‬
‫ُخ َ‬
‫ع‬
‫للذي يأْبى الخضو ْ‬

‫‪121‬‬
‫هب يوماً‬
‫فإذا ما َّ‬
‫الجميع‬
‫ْ‬ ‫سائ اًر سار‬
‫الناي و ِّ‬
‫غن‬ ‫أعطني َ‬
‫العقول‬
‫ْ‬ ‫فالغنا يرعى‬

‫أنين الناي أبقى‬


‫و ُ‬
‫ذليل‬ ‫ٍ‬
‫من مجيد و ْ‬
‫و ما الحياةُ سوى نو ٍم تراوده‬
‫يأتمر‬ ‫ِ‬
‫أحالم من بمراد النفس ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫السر في النفس حز النفس يسترهُ‬ ‫و ُّ‬
‫يستتر‬
‫ُ‬ ‫اح‬ ‫فِإن َّ‬
‫تولى فباألفر ِ‬
‫يحجبه‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العيش‬ ‫غد‬ ‫ِ‬
‫العيش ر ُ‬ ‫السر في‬
‫و ُّ‬
‫الكدر‬
‫ُ‬ ‫حجبه‬
‫ُ‬ ‫فِإن أُزيل َّتولى‬
‫غد وعن ِ‬
‫كدر‬ ‫فإن ترفعت عن ر ٍ‬
‫َ‬
‫الفكر‬ ‫ِ‬
‫ظل الذي حارت به ُ‬ ‫جاورت َّ‬
‫َ‬
‫ليس في الغابات حزٌن‬
‫الهموم‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬
‫نسيم‬
‫هب ٌ‬ ‫فإذا ّ‬
‫السموم‬
‫ْ‬ ‫تجىء معه‬
‫ْ‬ ‫لم‬
‫ليس حزن النفس االَّ‬
‫يدوم‬
‫ظل وه ٍم ال ْ‬
‫ُّ‬
‫و غيوم النفس تبدو‬
‫النجوم‬
‫ْ‬ ‫من ثناياها‬

‫أعطني الناي و ِّ‬


‫غن‬
‫المحن‬
‫ْ‬ ‫فالغنا يمحو‬
‫و أنين الناي يبقى‬
‫الزمن‬
‫ْ‬ ‫بعد أن يفنى‬
‫قل في األرض َمن يرضى الحياة كما‬ ‫و َّ‬
‫الضجر‬ ‫تأتيه عفواً و لم يحكم ِ‬
‫به‬ ‫ِ‬
‫ُ‬

‫‪122‬‬
‫حولوا نهر الحياة الى‬
‫لذاك قد َّ‬
‫أكواب وه ٍم اذا طافوا بها خدروا‬

‫كأنهم‬
‫ُ‬ ‫فالناس إن شربوا ُس َّروا‬
‫وعلى التخدير قد ُفطروا‬ ‫هن الهوى‬
‫رُ‬
‫َ َ‬
‫صلى و ذاك إذا‬ ‫فذا يعربد إن َّ‬
‫ُ ُ‬
‫يختمر‬
‫ُ‬ ‫أثرى و ذلك باألحالم‬
‫فاألرض خمارةٌ و الدهر صاحبها‬
‫و ليس يرضى بها غير األلى سكروا‬

‫فإن أرَيت أخا صح ٍو ْ‬


‫فقل عجباً‬
‫قمر‬ ‫ٍ‬
‫ممطر ُ‬ ‫استظل بغيم‬
‫َّ‬ ‫هل‬
‫سكر‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫من خيال أو مدام‬

‫فالسواقي ليس فيها‬


‫الغمام‬
‫ْ‬ ‫غير إكسير‬

‫ثدي‬
‫إنما التخديرُ ٌ‬
‫لالنام‬
‫ْ‬ ‫حليب‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫فإذا شاخوا و ماتوا‬
‫الفطام‬
‫ْ‬ ‫‪.‬بلغوا سن‬

‫الناي و ِّ‬
‫غن‬ ‫أعطني َ‬
‫اب‬
‫فالغنا خير الشر ْ‬
‫و أنين الناي يبقى‬
‫بعد أن تفنى الهضاب‬
‫عه‬
‫حقل ليس يزر ُ‬ ‫ِ‬
‫الناس ٌ‬ ‫الدين في‬
‫و ُ‬
‫وطر‬ ‫ِ‬
‫لهم في زرعه ُ‬
‫غير األلى ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مبتشر‬ ‫ِ‬
‫الخلد‬ ‫من ٍ‬
‫آمل بنعي ِم‬
‫تستعر‬ ‫النار‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫يخاف َ‬
‫ُ‬ ‫جهول‬ ‫و من‬

‫‪123‬‬
‫ِ‬
‫البعث ما عبدوا‬ ‫عقاب‬ ‫فالقوم لوال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب المرتجى كفروا‬ ‫و‬ ‫الث‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫رباًّ‬
‫ُ‬
‫تهم‬
‫ضرب من تجار ْ‬‫ٌ‬ ‫الدين‬
‫كأنما ُ‬
‫ِإن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا‬
‫دين‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫القبيح‬
‫ْ‬ ‫ال وال الكفر‬
‫فاذا البلبل غنى‬
‫الصحيح‬
‫ْ‬ ‫يقل هذا‬
‫لم ْ‬
‫َّ‬
‫إن دين الناس يأْتي‬
‫ٍ‬
‫ظل و يرو ْح‬
‫مثل ّ‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫خير الصالة‬
‫فالغنا ُ‬
‫أنين الناي يبقى‬
‫و ُ‬
‫الحياة‬
‫ْ‬ ‫بعد أن تفنى‬
‫ِ‬
‫األرض ُيبكي َّ‬
‫الجن لو سمعوا‬ ‫العدل في‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ِ‬
‫به و يستضح ُك االموات لو نظروا‬
‫الموت للجانين إن صغروا‬
‫ُ‬ ‫فالسجن و‬
‫ُ‬
‫اء إن كبروا‬
‫الفخر و اإلثر ُ‬
‫ُ‬ ‫المجد و‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫محتقر‬
‫ٌ‬ ‫مذموم و‬
‫ٌ‬ ‫فسار ُق الزهر‬
‫الخطر‬
‫ُ‬ ‫الباسل‬
‫ُ‬ ‫و سارق الحقل ُيدعى‬
‫ِ‬
‫بفعلته‬ ‫مقتول‬ ‫قاتل الجس ِم‬
‫ٌ‬ ‫و ُ‬
‫البشر‬ ‫و قاتل الرو ِح ال تدري ِ‬
‫به‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عدل‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫العقاب‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬
‫فاذا الصفصاف ألقى‬
‫ظله فوق التر ْ‬
‫اب‬
‫السرو هذي‬
‫ُ‬ ‫ال يقول‬
‫الكتاب‬
‫ْ‬ ‫بدع ٌة ضد‬

‫‪124‬‬
‫ثلج‬ ‫ِ‬
‫الناس ُ‬ ‫عدل‬
‫ان َ‬ ‫َّ‬
‫ذاب‬
‫أته الشمس ْ‬‫إن ر ُ‬ ‫ْ‬
‫أعطني الناي و ِ‬
‫غن‬
‫القلوب‬
‫ْ‬ ‫عدل‬
‫فالغنا ُ‬
‫و أنين الناي يبقى‬
‫الذنوب‬
‫ْ‬ ‫بعد أن تفنى‬
‫قويت‬
‫الحق للعزِم و أالرواح ان ْ‬
‫ُّ‬ ‫و‬
‫ير‬ ‫ِ‬
‫ضعفت حلت بها الغ ُ‬
‫ْ‬ ‫سادت و إن‬
‫ْ‬
‫به‬
‫يح ليس يقر ُ‬
‫ففي العرينة ر ٌ‬
‫األسد أم حضروا‬ ‫غاب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫بنو الثعالب َ‬
‫و في الز ارزير ُجبن و هي طائرة‬
‫و في البزِاة شمو ٌخ و هي تحتضر‬
‫حق ليس ينكره‬
‫العزم في الرو ِح ٌ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫الناس أم نكروا‬
‫شاء ُ‬ ‫عزم السواعد َ‬
‫ُ‬
‫أيت ضعيفاً سائداً فعلى‬‫فإن ر َ‬
‫قوم إذا ما أَروا أشباههم نفروا‬
‫عزم‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫الضعيف‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬
‫ُسد صاحت‬
‫فاذا ما األ ُ‬
‫المخيف‬
‫ْ‬ ‫تقل هذا‬
‫لم ْ‬
‫ظل‬ ‫َّ‬
‫ان عزم الناس ٌّ‬
‫يطوف‬
‫ْ‬ ‫في فضا الفكر‬
‫و حقوق الناس تبلى‬
‫يف‬‫مثل اوراق الخر ْ‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫النفوس‬
‫ْ‬ ‫عزم‬
‫فالغنا ُ‬
‫أنين الناي يبقى‬
‫و ُ‬
‫الشموس‬
‫ْ‬ ‫بعد أن تفنى‬

‫‪125‬‬
‫بان َّأولها‬ ‫ِ‬
‫الناس ُس ْـب ٌـل َ‬ ‫العلم في‬
‫و ُ‬
‫القدر‬
‫فالدهر و ُ‬‫ُ‬ ‫اما أواخرها‬
‫َّ‬
‫و أفضل العلم حلم إن ظفرت ِ‬
‫به‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫سرت ما بين أبناء الكرى سخروا‬
‫و َ‬
‫أيت أخا األحالم منفرداً‬
‫فان ر َ‬
‫محتقر‬ ‫عن ِ‬
‫قومه و هو منبوٌذ و‬
‫ُ‬
‫يحجبه‬
‫ُ‬ ‫الغ ّد‬
‫رد َ‬‫النبي و ُب ُ‬
‫فهو ُّ‬
‫تأتزر‬ ‫ِ‬ ‫ُمة ِ‬ ‫عن أ ٍ‬
‫األمس ُ‬ ‫برداء‬
‫ِ‬
‫وساكنها‬ ‫يب عن الدنيا‬
‫وهو الغر ُ‬
‫الم الناس أو عذروا‬
‫المهاجر َ‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫وهو الشديد و إن أبدى مالين ًة‬
‫البعيد تدانى الناس أم هجروا‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫علم‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫الجهول‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬

‫مالت‬
‫األغصان ْ‬
‫ُ‬ ‫فاذا‬
‫الجليل‬
‫ْ‬ ‫تقل هذا‬
‫لم ْ‬
‫طر‬
‫علم الناس َّا‬
‫ان َ‬‫ّ‬
‫الحقول‬ ‫ٍ‬
‫كضباب في‬
‫ْ‬
‫أطلت‬
‫ْ‬ ‫فاذا الشمس‬
‫يزول‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫آألفق‬ ‫من و ار‬
‫الناي ِّ‬
‫وغن‬ ‫أعطني َ‬
‫العلوم‬
‫ْ‬ ‫فالغنا خير‬

‫أنين الناي يبقى‬


‫و ُ‬
‫النجوم‬
‫ْ‬ ‫بعد أن تطفى‬
‫والح ُّر في األرض يبني من مناز ِ‬
‫عه‬ ‫ُ‬
‫فيؤتسر‬
‫ُ‬ ‫له و هو ال يدري‬
‫سجناً ُ‬

‫‪126‬‬
‫ِ‬
‫بجدته‬ ‫تحرر من ِ‬
‫أبناء‬ ‫فان َّ‬
‫يفتكر‬
‫ُ‬ ‫يظل عبداً لمن يهوى و‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫تصلبه‬ ‫فهو األريب و لكن في‬
‫البطر‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫للحق ُبط ٌل بل هو‬ ‫حتى و‬
‫تسر ِ‬
‫عه‬ ‫الطليق و لكن في ُّ‬ ‫و هو‬
‫ُ‬
‫غر‬ ‫ٍ ٍ ِ‬
‫حتى الى أو ِج مجد خالد ص ُ‬
‫حر‬
‫ليس في الغابات ٌّ‬
‫الدميم‬
‫ْ‬ ‫ال وال العبد‬

‫سخف‬
‫ٌ‬ ‫األمجاد‬
‫ُ‬ ‫انما‬
‫تعوم‬
‫فقاقيع ْ‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫فاذا ما اللوز ألقى‬
‫الهشيم‬
‫ْ‬ ‫زهره فوق‬
‫حقير‬‫يقل هذا ٌ‬‫لم ْ‬
‫وأنا المولى الكر ْيم‬
‫أعطني الناي و غني‬
‫أثيل‬
‫مجد ْ‬‫فالغنا ٌ‬
‫و أنين الناي ابقى‬
‫جليل‬
‫من زني ٍم و ْ‬
‫نعمت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الناس أصداف و إن‬ ‫اللطف في‬
‫و ُ‬
‫الدرر‬
‫ُ‬ ‫أضالعها لم تكن في جوفها‬
‫ٍ‬
‫فمن خبيث له نفسان واحدةٌ‬
‫الحجر‬
‫ُ‬ ‫من العجين و أُخرى دونها‬
‫خفيف و من مستأنث ِ‬
‫خنث‬ ‫ٍ‬ ‫ومن‬
‫اإلبر‬ ‫ِ‬
‫تكاد تُدمي ثنايا ثوبه ُ‬
‫ُ‬
‫للنذل درع يستجير ِ‬
‫به‬ ‫ُ‬ ‫اللطف ِ ٌ‬
‫و ُ‬
‫الخطر‬
‫ُ‬ ‫هاله‬
‫وجل او ُ‬
‫اعه ٌ‬‫ان ر ُ‬

‫‪127‬‬
‫فان لقيت قوياًّ ليناً ِ‬
‫فبه‬ ‫َ‬
‫البصر‬
‫ُ‬ ‫فقدت أبصارها‬ ‫أل ٍ‬
‫َعين ْ‬
‫لطيف‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الغاب‬ ‫ليس في‬
‫الجبان‬
‫ْ‬ ‫لينه لين‬
‫ُ‬
‫فغصو ُن البان تعلو‬
‫السنديان‬
‫ْ‬ ‫في جوار‬
‫الطاووس أُعطي‬
‫ُ‬ ‫واذا‬
‫ان‬
‫حل ًة كاالرجو ْ‬
‫أحسن‬
‫ٌ‬ ‫فهو ال يدري‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه ام فيه افتتان‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫الوديع‬
‫ْ‬ ‫لطف‬
‫فالغنا ُ‬
‫وأنين الناي ابقى‬
‫ضليع‬ ‫ٍ‬
‫ضعيف و‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫أبغضه‬
‫ُ‬ ‫تمويه و‬
‫ٌ‬ ‫الظرف في الناس‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ظرف األولى في فنون االقتدا مهروا‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بأمور وهو يجهلها‬ ‫من م ٍ‬
‫عجب‬ ‫ُ‬
‫ضرر‬
‫ُ‬ ‫نفع وال‬
‫و ليس فيها له ٌ‬
‫عتي يرى في ِ‬
‫نفسه ملكاً‬ ‫و من‬
‫ٍّ‬
‫نغم في لفظها ُس َوُر‬
‫في صوتها ٌ‬
‫آته فلكاً‬
‫و من شمو ٍخ غدت مر ُ‬
‫يزدهر‬
‫ُ‬ ‫ظله قم اًر يزهو و‬
‫و ُ‬
‫ِ‬
‫الغاب ظريف‬ ‫ليس في‬
‫الضئيل‬
‫ْ‬ ‫فه ضعف‬ ‫ظر ُ‬
‫فالصبا و هي‪...‬عليل‬
‫َّ‬
‫العليل‬
‫ْ‬ ‫سقم‬
‫ما بها ُ‬
‫ان في االنهار طعماً‬
‫ّ‬
‫السلسبيل‬
‫ْ‬ ‫مثل طعم‬

‫‪128‬‬
‫عزم‬
‫هول و ٌ‬ ‫و بها ٌ‬
‫الثقيل‬
‫ْ‬ ‫الصلد‬
‫َ‬ ‫يجرف‬
‫ُ‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫يف‬
‫ظرف الظر ْ‬
‫ُ‬ ‫فالغنا‬

‫وأنين الناي ابقى‬


‫وكثيف‬
‫ْ‬ ‫من رقيق‬
‫أشكال و أكثرها‬
‫ٌ‬ ‫الحب في الناس‬
‫ُّ‬ ‫و‬
‫ثمر‬
‫هر وال ُ‬
‫كالعشب في الحقل ال ز ٌ‬
‫ِ‬
‫مثل الراح أيسرهُ‬
‫الحب ُ‬ ‫ّ‬ ‫أكثر‬
‫و ُ‬
‫الخطر‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫للمدمن‬ ‫ُيرضي و أكثرهُ‬
‫موكبه‬ ‫االجسام‬ ‫الحب ان ِ‬
‫قادت‬ ‫ُّ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ينتحر‬
‫ُ‬ ‫الى فراش من الل ّذات‬
‫معتقل‬
‫ٌ‬ ‫ملك في األسر‬
‫كأنه ٌ‬‫ُ‬
‫يأبى الحياة و أعوان له غدروا‬
‫خليع‬
‫ليس في الغاب ٌ‬
‫َّيدعي ُن َ‬
‫بل الغر ْام‬
‫خارت‬
‫ْ‬ ‫فاذا الثيران‬
‫الهيام‬
‫ْ‬ ‫تقل هذا‬
‫لم ْ‬
‫داء‬
‫حب الناس ٌ‬ ‫إن َّ‬‫َّ‬
‫عظام‬
‫ْ‬ ‫بين حل ٍم و‬
‫شباب‬ ‫ولى‬‫فاذا َّ‬
‫ٌ‬
‫السقام‬
‫ْ‬ ‫يختفي ذاك‬
‫الناي و ِّ‬
‫غن‬ ‫أعطني َ‬
‫صحيح‬
‫ْ‬ ‫حب‬
‫فالغنا ٌّ‬
‫أنين الناي ابقى‬‫و ُ‬
‫ومليح‬
‫ْ‬ ‫من جميل‬
‫لقيت محباً هائماً كلف ًا‬ ‫وإن َ‬
‫الصدر‬ ‫وعه شبع في ِو ِ‬
‫رده‬ ‫في ج ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫هو المجنو ُن ماذا عسى‬
‫الناس قالوا َ‬
‫و ُ‬
‫فيصطبر‬ ‫ِ‬
‫الحب او يرجو‬ ‫يبغي من‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪129‬‬
‫أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ‬
‫يعتبر‬
‫و ليس في تلك ما يحلو و ُ‬
‫البهم ماتوا قبل ما ُولدوا‬
‫هم ُ‬ ‫فقل ُ‬
‫ْ‬
‫كنه من يحيي و ما اختبروا‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫در‬ ‫َّأنى‬
‫عذل‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫قيب‬
‫ال و ال فيها الر ْ‬
‫الن ُجّن ْت‬
‫فاذا الغز ُ‬
‫المغيب‬
‫ْ‬ ‫اذ ترى وجه‬

‫النسر واهاً‬
‫ُ‬ ‫يقول‬
‫ال ُ‬
‫عجيب‬
‫ْ‬ ‫شيء‬
‫ٌ‬ ‫إن ذا‬
‫إنما العاقل يدعى‬
‫يب‬‫عندنا األمر الغر ْ‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫خير الجنون‬
‫فالغنا ُ‬
‫و أنين الناي ابقى‬
‫رصين‬ ‫ٍ‬
‫حصيف و‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫الفاتحين و ما‬
‫َ‬ ‫فخار‬
‫و قل نسينا َ‬
‫الغمر‬
‫ُ‬ ‫ننسى المجانين حتى يغمر‬

‫قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ‬


‫وقر‬ ‫ِ‬
‫حشاشة ِ‬
‫هيكل ُ‬
‫ٌ‬ ‫قيس‬ ‫و في‬
‫خفيت‬
‫ْ‬ ‫ففي انتصارات هذا غلب ٌة‬
‫الظفر‬ ‫الفوز و‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫و في انكسارات هذا ُ‬
‫فه‬
‫الحب في الروح ال في الجسم نعر ُ‬‫ُّ‬ ‫و‬
‫ينعصر‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫للسكر‬ ‫ِ‬
‫كالخمر للوحي ال‬
‫ليس في الغابات ِذ ْكٌر‬
‫العاشقين‬
‫ْ‬ ‫غير ذكر‬
‫فاألُلى سادوا ومادوا‬
‫و طغوا في العالمين‬

‫‪130‬‬
‫ٍ‬
‫حروف‬ ‫أصبحوا مثل‬
‫المجرمين‬
‫ْ‬ ‫في أسامي‬
‫فالهوى ّ‬
‫الفضاح يدعى‬
‫المبين‬
‫ْ‬ ‫عندنا الفتح‬
‫غن‬
‫أعطني الناي و ّ‬
‫و انس ظلم األقوياء‬

‫كأس‬
‫إنما‪...‬الزنبق ٌ‬
‫للندى ال للدماء‬
‫و ما السعادة في الدنيا سوى ٍ‬
‫شبح‬
‫البشر‬
‫ُ‬ ‫مله‬
‫صار جسماً ُ‬
‫ُيرجى فإن َ‬
‫كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً‬
‫يعتكر‬
‫ُ‬ ‫جاءهُ يبطي و‬
‫حتى اذا َ‬
‫قهم‬
‫تشو ْ‬
‫الناس اال في ُّ‬
‫لم يسعد ُ‬
‫الى المنيع فان صاروا ِ‬
‫به فتروا‬
‫منصرف‬
‫ٌ‬ ‫لقيت سعيداً و هو‬
‫فإن َ‬
‫العبر‬ ‫ِ‬
‫عن المنيع فقل في ُخلقه ُ‬
‫رجاء‬
‫ليس في الغاب ٌ‬
‫الملل‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيه‬
‫كيف يرجو الغاب جزءا‬
‫اشتمل‬
‫ْ‬ ‫وعلى الكل‬
‫خفيت‬
‫ْ‬ ‫طي الروح قد‬
‫وغاي ُة الروح َّ‬
‫الصوُر‬
‫َ‬ ‫المظاهر تبديها و ال‬
‫ُ‬ ‫فال‬
‫بلغت‬
‫فذا يقول هي األرواح إن ْ‬
‫الخبر‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حد الكمال تالشت و انقضى‬
‫نضجت‬
‫ْ‬ ‫كأنما هي‪ ...‬أثمار إذا‬
‫الشجر‬
‫ُ‬ ‫مر ِت الريح يوماً عافها‬
‫و َّ‬
‫و ذا يقول هي األجسام ان هجعت‬
‫سمر‬
‫تهويم و ال ُ‬
‫ٌ‬ ‫يبق في الروح‬
‫لم َ‬

‫‪131‬‬
‫ظل في الغدير إذا‬
‫كأنما هي ٌّ‬
‫االثر‬
‫ومحى ُ‬ ‫الماء وّلت َّ‬
‫تعكر ُ‬
‫الذرات في ٍ‬
‫جسد‬ ‫ضل الجميع فال َّ ُ‬
‫َّ‬
‫تحتضر‬
‫ُ‬ ‫تُثوى و ال هي في االرواح‬
‫ٍ‬
‫عاقلة‬ ‫شمأل أذيال‬ ‫طوت‬ ‫فما‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫فتنتشر‬
‫ُ‬ ‫ومر بها الشرقي‬
‫إال َّ‬
‫أجد في الغاب فرقاً‬
‫لم ْ‬
‫جسد‬
‫بين نفس و ْ‬
‫ماء تهادى‬
‫فالهوا ٌ‬
‫ركد‬
‫ماء ْ‬
‫و الندى ٌ‬
‫هر تمادى‬
‫و الشذا ز ٌ‬
‫‪.‬جمد‬
‫ْ‬ ‫و الثرى ز ٌ‬
‫هر‬
‫حور‬
‫الحور ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ظالل‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ظن ليالً فر ْقد‬‫َّ‬
‫الناي و ِّ‬
‫غن‬ ‫أعطني َ‬
‫جسم وروح‬
‫فالغنا ٌ‬
‫أنين الناي ابقى‬
‫و ُ‬
‫من غبوق وصبو ْح‬
‫تستكن ِ‬
‫به‬ ‫ُّ‬ ‫رحم‬
‫الجسم للروح ٌ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ينغمر‬
‫ُ‬ ‫حتى البلوِغ فتستعلى و‬
‫الجنين وما يوم الحمام سوى‬
‫ُ‬ ‫فهي‬
‫عسر‬ ‫ِ‬
‫ط و ال ُ‬ ‫عهد المخاض فال سق ٌ‬
‫لكن في الناس أشباحاً يالزمها‬
‫وتر‬
‫شدها ُ‬‫القسي التي ما َّ‬ ‫عقم‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫فهي الدخيل ُة واألرواح ما ُولدت‬
‫المدر‬
‫ُ‬ ‫من القفيل و لم يحبل بها‬
‫و كم عَلى االرض من ٍ‬
‫نبت بال أَرٍج‬ ‫َ‬
‫مطر‬
‫غيم ما به ُ‬ ‫األفق ٌ‬
‫َ‬ ‫و كم عال‬
‫‪132‬‬
‫عقيم‬
‫ليس في الغاب ٌ‬
‫الدخيل‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬
‫َّ‬
‫إن في التمر نو ًاة‬
‫النخيل‬
‫ْ‬ ‫حفظت سر‬
‫رمز‬
‫و بقرص الشهد ٌ‬
‫حقول‬
‫ْ‬ ‫عن فقير و‬
‫العاقر لفظ‬
‫ُ‬ ‫انما‬
‫الخمول‬
‫ْ‬ ‫صيغ من معنى‬
‫أعطني الناي و ِّ‬
‫غن‬
‫يسيل‬
‫ْ‬ ‫جسم‬
‫فالغنا ٌ‬
‫أنين الناي أبقى‬
‫و ُ‬
‫نغول‬
‫ْ‬ ‫من مسوخ و‬
‫الموت في األرض البن االرض خاتم ٌة‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫الظفر‬
‫ُ‬ ‫و لألثير ّي فهو ُ‬
‫البدء و‬
‫ِ‬
‫أحالمه سح ًار‬ ‫فمن يعانق في‬
‫يندثر‬
‫نام كل الليل ُ‬ ‫يبقى و من َ‬
‫ِ‬
‫يقظته‬ ‫حال‬
‫يالزم ترباً َ‬
‫ْ‬ ‫و من‬
‫هر‬
‫الترب حتى تخمد الز ُ‬
‫َ‬ ‫يعانق‬
‫ُ‬
‫فالموت كالبحر ‪َ ,‬م ْن خّفت عناصره‬
‫ُ‬
‫ينحدر‬
‫ُ‬ ‫يجتازه ‪ ,‬و أخو االثقال‬
‫موت‬
‫ليس في الغابات ٌ‬
‫القبور‬
‫ْ‬ ‫ال و ال فيها‬
‫ولى‬
‫فاذا نيسان َّ‬
‫السرور‬
‫ْ‬ ‫معه‬
‫يمت ُ‬‫لم ْ‬
‫وهم‬
‫هول الموت ٌ‬ ‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫الصدور‬
‫ْ‬ ‫طي‬
‫ينثني َّ‬
‫فالذي عاش ربيعاً‬
‫الدهور‬
‫ْ‬ ‫كالذي عاش‬

‫‪133‬‬
‫أعطني الناي ِّ‬
‫وغن‬
‫سر الخلود‬
‫فالغنا ُّ‬
‫و أنين الناي يبقى‬
‫‪.‬بعد أن يفنى الوجود‬
‫أعطني الناي ِّ‬
‫وغن‬
‫قلت‬
‫قلت و َ‬
‫انس ما ُ‬
‫و َ‬
‫هباء‬
‫النطق ٌ‬
‫ُ‬ ‫انما‬
‫فعلت‬
‫فأفدني ما َ‬
‫تخذت الغاب مثلي‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫القصور‬
‫ْ‬ ‫منزالً دون‬
‫فتتبعت السواقي‬
‫َ‬
‫الصخور‬
‫ْ‬ ‫تسلقت‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ٍ‬
‫بعطر‬ ‫تحممت‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫‪.‬بنور‬
‫ْ‬ ‫و تنشفت‬

‫و شربت الفجر خم اًر‬


‫أثير‬
‫كؤوس من ْ‬‫في ُ‬
‫هل جلست العصر مثلي‬
‫العنب‬
‫ْ‬ ‫بين جفنات‬

‫تدلت‬
‫و العناقيد ْ‬
‫الذهب‬
‫ْ‬ ‫كثريات‬

‫فهي للصادي عيو ٌن‬


‫الطعام‬
‫ْ‬ ‫و لمن جاع‬

‫عطر‬
‫شهد و هي ٌ‬ ‫وهي ٌ‬
‫المدام‬
‫ْ‬ ‫شاء‬
‫و لمن َ‬
‫فرشت العشب ليالً‬
‫َ‬ ‫هل‬
‫تلحفت الفضا‬
‫َ‬ ‫و‬

‫‪134‬‬
‫زاهداً في ما سيأْتي‬
‫ناسياً ما قد مضى‬

‫بحر‬
‫و سكوت الليل ٌ‬
‫مسمعك‬
‫ْ‬ ‫موجه في‬
‫ُ‬
‫قلب‬
‫وبصدر الليل ٌ‬
‫مضجعك‬
‫ْ‬ ‫خافق في‬
‫ٌ‬

‫أعطني الناي و ِّ‬


‫غن‬
‫انس دْا ًَ و دواء‬
‫و َ‬
‫سطور‬
‫ٌ‬ ‫إنما‪...‬الناس‬
‫كتبت‪...‬لكن بماء‬
‫ليت شعري أي ٍ‬
‫نفع‬
‫وزحام‬
‫ْ‬ ‫في اجتماع‬
‫ضجيج‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جدال و‬ ‫و‬
‫وخصام‬
‫ْ‬ ‫احتجاج‬
‫ٍ‬ ‫و‬
‫كلها أنفاق ُخ ٍلد‬
‫العنكبوت‬
‫ْ‬ ‫و خيوط‬
‫ٍ‬
‫بعجز‬ ‫فالذي يحيا‬
‫يموت‬
‫ْ‬ ‫فهو في ٍ‬
‫بطء‬
‫العيش في الغاب و األيام لو ُنظمت‬
‫ُ‬
‫تنتثر‬
‫في قبضتي لغدت في الغاب ٌ‬
‫َرب‬
‫الدهر في نفسي له أ ٌ‬
‫ُ‬ ‫لكن هو‬
‫يعتذر‬
‫ُ‬ ‫قام‬
‫رمت غاباً َ‬
‫فكلما ُ‬
‫سبل ال تغيرها‬
‫و للتقادير ٌ‬
‫و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا‬

‫‪135‬‬
‫إيليا ابو ماضى ‪:‬‬

‫يك‬ ‫يء في ِ‬
‫العيد أُهدي ِإَل ِ‬ ‫َي َش ٍ‬
‫أ ُّ‬
‫يك‬ ‫يء في ِ‬
‫العيد أُهدي ِإَل ِ‬ ‫َي َش ٍ‬
‫أ ُّ‬ ‫يا مالكي و ُك ُّل َش ٍ‬
‫يء َلد ِ‬
‫يك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ َِسوا اًر أَم ُدملجاً ِمن ُن ٍ‬
‫ضار‬ ‫ُح ُّب الُقيود في ِمعصم ِ‬
‫يك‬ ‫َ‬
‫ال أ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬

‫مر‬ ‫يس في األ ِ‬


‫َرض َخ ٌ‬ ‫َمخمو اًر َوَل َ‬
‫أ ُ‬
‫ظ ِ‬
‫يك‬ ‫بين ِمن َلح َ‬
‫سك َ‬‫َك َّالتي تَ ُ‬

‫َجمُل ُه ِعندي‬
‫رد أ َ‬
‫الو ُ‬
‫أَم ُوروداً َو َ‬
‫َّالذي َقد ن َشقت ِمن خ َّد ِ‬
‫يك‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫ظى‬
‫هجتي َيَتَل ّ‬ ‫والعقيق الثَمين في َشَفتَ ِ‬
‫أَم َعقيقاً َك ُم َ‬ ‫يك‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬

‫َع ُّز ِم َن الرو ِح‬ ‫ِ‬ ‫وروحي مرحون ٌة في يد ِ‬


‫يء أ َ‬
‫يس عندي َش ٌ‬
‫َل َ‬ ‫يك‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫‪136‬‬
‫فؤاد حداد‬

‫المسحراتي‬
‫مقطع ( ‪) 1‬‬
‫القدس‬
‫اصحى يانايم وحد الدايم‬
‫وقول نويت‬
‫بكره ان حييت‬
‫الشهر صايم‬
‫والفجر قايم‬
‫اصحى يانايم‪ ،‬وحد الرزاق‬
‫رمضان كريم‬
‫مسحراتى يامؤمنين‬
‫منقراتى مد األنين‬
‫هللا على رعشة الحنين‬
‫عمره ماكان األمل ضنين‬
‫ياقدس يانوارة السنين‬
‫كأن عينى فى ميتمى‬
‫ياقدس مايحتمل دمى‬
‫اال أشوفك وأرتمى‬
‫وابوس ترابك المريمى‬
‫أبويا وابنى على فمى‬
‫ماأتوهش ياقدس فى المطال‬
‫ياعاصره مهجة الرجال‬

‫‪137‬‬
‫سقاك من دمعته الهالل‬
‫ياقدس ياسبحة الشقا‬
‫األعمى فى سجدتك رأى‬
‫والفجر من صخرتك سقى‬
‫ياقدس تتفجر الجراح‬
‫والصبر حرب وأيوب صالح‬
‫ياأخت من مكه والبطاح‬
‫قلبى انضرب للعرب وصاح‬
‫البد من فتح فى الصباح‬
‫المشى طاب لى‬
‫والدق على طبلى‬
‫ناس كانوا قبلى‬
‫قالوا فى األمثال‬
‫الرجل تدب مطرح ماتحب‬
‫وانا صنعتى مسحراتى فى البلد جوال‬
‫حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال‬
‫وكل شبر وحته من بلدى‬
‫حته من كبدى‬
‫حته من موال‬
‫لما تقول أجمل مافى الدنيا‬
‫الميه للعطشان‬
‫يعرفوك عربى‬
‫أما للراوى ريحة البرتقان فى مداخل يافا‬
‫يعرفوك عربى‬
‫لما تقول ابنى اتولد الجئ‬
‫يعرفوك عربى‬

‫لما تقول يارب‬

‫‪138‬‬
‫يعرفوك عربى‬
‫لما تباشر جهادك ‪ ،‬ترمى أوتادك‬
‫فى قلب دابح والد‬
‫يعرفوك عربى‬
‫اصحى يانايم وحد الدايم‬
‫السعى للصوم خير من النوم‬

‫دى ليالى سمحه‬


‫دى نجومها سبحه‬
‫اصحى يانايم‬
‫يانايم اصحى‬
‫وحد الرزاق‬

‫رمضان كريم‬

‫‪139‬‬
‫أخي‬ ‫ميخائيل نعيمة ‪:‬‬
‫ِ‬
‫بأعمال ْه‬ ‫ِ‬
‫الحرب َغ ْرِب ٌّي‬ ‫بعد‬
‫ض َّج َ‬
‫إن َ‬
‫أخي ! ْ‬
‫ِ‬
‫أبطال ْه‬ ‫ط َش‬ ‫وَق َّدس ِذ ْكر من ماتوا وع َّ‬
‫ظ َم َب ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫تشمت ِب َم ْن َد َانا‬
‫ْ‬ ‫فال تهزْج لمن سادوا وال‬
‫بقلب ِ‬
‫خاش ٍع دا ٍم‬ ‫بل اركع صامتاً مثلي ٍ‬
‫ْ‬
‫لنبكي ح َّ‬
‫ظ موتانا‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ألوطان ْه‬ ‫ندي‬ ‫ِ‬
‫الحرب ُج ٌّ‬ ‫بعد‬
‫عاد َ‬
‫إن َ‬‫أخي ! ْ‬
‫أحضان ِخالِّن ْه‬
‫ِ‬ ‫المنهوك في‬
‫َ‬ ‫جسم ُه‬
‫َ‬ ‫وألقى‬
‫ِ‬
‫لألوطان خالَّنا‬ ‫تطلب إذا ما ُع ْد َت‬‫ْ‬ ‫فال‬
‫ص ْحَباً نناجيهم‬ ‫يترك لنا َ‬
‫ع لم ْ‬ ‫َّ‬
‫ألن الجو َ‬
‫سوى ْ‬
‫أشَباح َم ْوتَانا‬
‫ع‬
‫يزر ْ‬
‫الفالّ ُح أو َ‬ ‫أرض ُه َ‬ ‫عاد يحرث َ‬ ‫إن َ‬ ‫أخي ! ْ‬
‫ول الهج ِر ُكوخاً ه َّده ِ‬
‫الم ْدَف ْع‬ ‫ط ِ‬
‫بعد ُ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ويبني َ‬
‫فقد َجَّف ْت َس َو ِاقينا َو َه َّد ال ّذ ُّل َمأ َْوانا‬
‫اضينا‬ ‫ولم يترك لنا األعداء َغرساً في أر ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫ْ‬
‫أجَياف َم ْوتَانا‬ ‫سوى ْ‬
‫أخي ! قد تَ َّم ما لو لم َن َشأْهُ َن ْح ُن َما تَ َّما‬
‫البالء ولو أ ََرْدَنا َن ْح ُن َما َع َّما‬
‫ُ‬ ‫وقد َع َّم‬
‫ص ِغي ِل َش ْك َو َانا‬‫تندب فأُ ْذن الغيرِ ال تُ ْ‬
‫فال ْ‬
‫الم ْع َول‬ ‫شوِ‬ ‫بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرْف ِ‬
‫نواري فيه َم ْوتَ َانا‬
‫َه ٌل وال َج ُار‬
‫ط ٌن وال أ ْ‬ ‫نحن ؟ ال َو َ‬ ‫أخي ! َم ْن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إذا ن ْمَنا ‪ ،‬إذا ُق ْمَنا ِرَد َانا الخ ْز ُي و َ‬
‫الع ُار‬
‫لقد َخ َّم ْت بنا الدنيا كما َخ َّم ْت ِب َم ْوتَ َانا‬

‫‪140‬‬
‫الزجل ‪:‬‬

‫هو نمط من الشعر يخرج مثل الفنون الشعبية التى ترتبط بثقافات الشعوب ورغم أن ذلك هو المجال‬
‫الذى يخرج منه الزجل اال أن مبدعيه يكونوا من كبار الشعراء‬

‫بيرم التونسى ‪:‬‬

‫بنت البلد‬

‫بعصبتها‬
‫بنت البلد ‪ ..‬يا ولد ‪ ..‬محلى إيافتها ‪ ..‬هوليود على بدعها ‪ ..‬تحلف ْ‬
‫وال بنات لندن روخرين ‪ ..‬يتلفوا لّفتها ‪ ..‬والخياطين فى باريس تحسد ماليتها‬
‫تحبكها أو تخنصرها ‪ ..‬يسحر الدنيا حسن منظرها‬
‫تقصرها ‪ ..‬أو ّ‬
‫طولها أو ّ‬
‫لو ت ّ‬
‫دى بنت البلد يا واد‬
‫أحب بنت البلد من حسن عشرتها ‪ ..‬اذا اشتكيت الفلس ترهنلى حّلتها‬

‫وال حنانها على ‪ ..‬وال غيرتها‬

‫دانا اذا خاصمت العدو ‪ ..‬تفرش ماليتها‬


‫هتجن ياريت يا اخوانا‬
‫هتجنن يا ريت يااخوانا ‪ ..‬ماروحتش لندن وال باريس‬
‫دى بالد تنظيم ونضافة وذوق ولطافة وحاجة تغيظ‬
‫وال شفت جدع متعافى وحافى وماشى يقشر خس‬
‫وال شحط مشمرخ أفندى معاه عود خلفة ونازل مص‬
‫وال لب أسمر وسودانى وحمص وانزل يا تأزئيز‬
‫هتجن ياريت ياخواننا ماروحتش لندن وال باريس‬
‫وال صايع طالع يجرى وصايع تانى بيجرى وراه‬
‫ويقوله هههع حصلتك يابن األبصر ايه عماله‬
‫ال الشارع غيط يا جماعة وال احنا بداره وال احنا معيز‬
‫هتجن ياريت ياخواننا ماروحتش لندن وال باريس‬
‫‪141‬‬
‫تبرطع مالية الدنيا صوات‬
‫وال واحدة فى وش الفجر ْ‬
‫قال ايه ‪ ..‬جوز خالة ام أحمد سلفة أخوها السيد ‪ ..‬مات‬
‫سبحانك ‪ ..‬ما اعظم شانك ‪ ..‬وهللا الموت دة مفيد ولذيذ‬
‫هتجن ياريت ياخواننا ماروحتش لندن وال باريس‬
‫وال دة اللى يبيعلك حاجة يقول بريال وتاخدها بصاغ‬
‫ياخواننا دى حتى االبرة تاخدها بدوشة وقلب دماغ‬
‫والداهية ان احنا أالشوة ونكتة وفالحين فى التأليس‬
‫هتجن ياريت ياخواننا ماروحتش لندن وال باريس‬

‫أحمد فؤاد نجم ‪:‬‬

‫توت حاوى حاوى توت‬

‫هرج فوت‬‫خش الملعب ّ‬ ‫توت حاوى حاوى توت‬


‫الحق طيرك قبل ما يلعب‬ ‫زاحم الحم فاضل ناضل‬

‫دانتا هتضحك لما تموت‬ ‫جوه الملعب‬


‫واحشر نفسك ّ‬
‫توت حاوى حاوى توت‬
‫لعبة جديدة يا حضرات‬ ‫توت حاوى سبع ّ‬
‫مرات‬
‫طة والبهارات‬
‫هات الش ّ‬ ‫الكرات‬
‫هات الفول ويا ّ‬
‫حضر طاسة وكب الزيت‬‫شخبط لخبط ّ‬
‫وّلع تلقى ريحة مريحة فى جو البيت‬
‫ال تقول تينة وال بروتينة‬ ‫تلقى عجينة عجيبة متينة‬
‫كل ماهو لسة الفول قناطير‬ ‫كل يا صنايعى كل يا فقير‬
‫تفضل تاكل لما تموت‬ ‫آه يا سالم لو عود جرجير‬
‫توت حاوى حاوى توت‬
‫هرج فوت‬
‫خش الملعب ّ‬ ‫توت حاوى حاوى توت‬

‫‪142‬‬
‫حكاية البيضة والكتكوت‬ ‫قاعدة فكيهة هتسمع فيها‬
‫وكان ياما كان‬ ‫يحكى أن والزم يحكى‬
‫وبيضة كمان‬ ‫قبل البيضة كان فى فرخة‬
‫قامت البيضة طأت شرخة‬ ‫طبت صرخة‬‫دبحوا الفرخة دى ّ‬
‫يصرخ ويهّلل ويصيح‬ ‫طأشت فأشت فرخ فصيح‬
‫يفضل يصرخ لما يموت‬ ‫حتى ان كان على وش دبيح‬
‫توت حاوى حاوى توت‬

‫بقرة حاحا‬

‫على بقرة حاحا النطاحة‬ ‫النواحة‬


‫ناح النواح و ّ‬
‫لكن مسلوب ‪ ..‬من أهل الدار‬ ‫والبقرة حلوب ‪ ..‬تحلب قنطار‬
‫غير السراديب ‪ ..‬وبحور التيه‬ ‫والدرب سهار وحداشر باب‬
‫وببان الدار ‪ ..‬واقفين زنهار وفى يوم معلوم ‪ ..‬عملوها الروم‬
‫دخلوا الخواجات ‪ ..‬شفطوا اللبنات‬ ‫زقوا الترباس ‪ ..‬هربوا الحراس‬
‫والبقرة تنادى ‪ ..‬وتقول يا والدى ووالد الشوم ‪ ..‬رايحين فى النوم‬
‫وقعت فى البير ‪ ..‬طب وقعت ليه‬ ‫البقرة انقهرت ‪ ..‬فى القهر انصهرت‬
‫وقعت من الخوف ‪ ..‬والخوف ييجى ليه ‪ ..‬من عدم الشوف‬
‫طاحة‬
‫وقعت من الجوع ومن الراحة ‪ ..‬البقرة السم ار الن ّ‬
‫النواحة ‪ ..‬على حاحا وعلى بقرة حاح‬
‫ناحت مواويل ّ‬

‫بديع خيرى ‪:‬‬

‫يا افندى‬

‫يافندى ياللى أبوك باعتك تتعلم طب‬


‫وفايت العلم وداير تعشق وتحب‬
‫سبع سنين فاتت وانت تغطس ما تقب‬
‫خليت ابوك من مصروفك يكفر ويسب‬
‫‪143‬‬
‫سيبك بأة من دى الغربة وارجع بيع لب‬
‫وان شفت فى مصر بطالة ‪ ..‬اقعد بطال‬
‫دى مصر عايزة رجالة مش لعب عيال‬
‫وحضرتك ياللى بتدرس فى أوروبا حقوق‬
‫بتعط من قهوة لقهوة سكران ما تفوق‬
‫ان كان قانونك يسكتلك ‪ ..‬دة قانون محروق‬
‫وهللا اللى جابك من ضهره ما خد اال خازوق‬
‫رجعت له افندى بقصة وشنب محلوق‬
‫وتنجعصله فى الصالة تق ار الجورنال‬
‫دى مصر عايزة رجالة مش عايزة عيال‬

‫صالح جاهين ‪:‬‬


‫مرغم عليك يا صبح ‪ ..‬مغصوب يا ليل‬
‫ال دخلتها برجلية ‪ ..‬وال كان لى ميل‬
‫شايلنى شيل دخلت أنا فى الحياة‬
‫وبكرة هخرج منها شايلنى شيل …… عجبى‬
‫أنا اللى باألمر المحال اغتوى‬
‫شفت القمر نطيت لفوق فى الهوى‬
‫طلته ما طولتوش ايه أنا يهمنى‬
‫وليه مادمت بالنشوة قلبى ارتوى ؟……‪ .‬عجبى‬
‫بحر الحياة مليان بغرقى الحياة‬
‫طش الموج فى حلقى ‪ ..‬ماله‬
‫صرخت ‪ّ ..‬‬
‫قارب نجاه ‪ ..‬صرخت ‪ ..‬قالوا مفيش غير بس هو الحب‬
‫قارب نجاه …… عجبى‬
‫ـــــ‬
‫ليه يا حبيبتى ما بيننا دايما سفر‬
‫دا البعد ذنب كبير ‪ ..‬ال يغتفر‬
‫ليه يا حبيبتى ما بيننا دايما بحور‬
‫‪144‬‬
‫أعدى بحر االقى غيره اتحفر؟…‪ ..‬عجبى‬
‫ـــــ‬
‫أنا قلبى كورة ‪ ..‬والفراودة أكم‬
‫ياما اتنطح واتشاط ‪ ..‬وياما اتعكم‬
‫واقوله كله هينتهى فى المعاد‬
‫يقولى ساعتك وال ساعة الحكم ؟…‪ ..‬عجبى‬
‫ـــــ‬
‫غمست سنك فى السواد يا قلم‬
‫عشان ما تكتب شعر يقطر ألم‬
‫مالك ؟‪ ..‬جرالك ايه ؟‪ ..‬يا مجنون‬
‫وليه رسمت وردة وبيت وقلب وعلم ؟‪ .....‬عجبى‬
‫السما ‪ ...‬طظ فيك‬
‫يا طير يا عالى فى ّ‬
‫ماتفتكرش رّبنا مصطفيك‬
‫طين تعود‬
‫ْبردك بتاكل دود ‪ ..‬ولل ّ‬
‫تمص فيه يا حلو ‪ ..‬ويمص فيك …… عجبى‬
‫ـــــ‬
‫جوة المحيط‬
‫مية ّ‬
‫سمعت نقطة ّ‬
‫بتقول لنقطة ‪ ..‬ماتنزليش فى الغويط‬
‫أخاف عليكى من الغرق‬
‫قلت انا ‪ ..‬داللى يخاف من الوعد يبقى عبيط …‪ ..‬عجبى‬
‫ـــــ‬
‫مع ان كل الخلق ‪ ..‬من أصل طين‬
‫وكلهم بينزلوا مغمضين‬
‫بعد الدقايق والشهور والسنين‬
‫تالقى ناس أشرار وناس طيبين ‪ ......‬عجبى‬

‫‪145‬‬
‫الدراما ‪Drama‬‬

‫المسرح ‪: Theater‬‬

‫المسرح أحد األماكن الهامة جدا فى البنية الثقافية ألى دولة فى التاريخ القديم وتألق فى العصور الوسطى‬
‫على يد الرومان والبيزنطيين وفى عصور النهضة والباروك والروكوكو ‪.‬‬

‫فى عصر القومية المصرية فى اوائل القرن العشرين شاهدنا التمصير الذى حدث للروايات العالمية والتى‬
‫قدمها جورج أبيض ‪ ،‬زكى طليمات ‪ ،‬يوسف وهبى ‪ ..‬وهذا الجيل الرفيع من عمالقة المسرح المصرى‬
‫فى أوائل القرن العشرين‬

‫كان استمرار المسرح رغم وجود التقنيات الحديثة لعلوم ال ‪ visual communication‬تجعل دائما‬
‫التفاعل المباشر بين المتلقى والفنان ‪ ..‬حالة ممتعة من طزاجة التعبير التى ال يمكن أن تضاهى بأى‬
‫تقنية فيها تكنولوجيا أو فيها وسائط حديثة ‪ ،‬فالمباشرة جزء من عظمة وبقاء ونجاح المسرح ‪.‬‬

‫يشتمل المسرح على النص األدبى الذى يمكن أن يحتوى على شعر أو موسيقى أو لوحات تشكيلية فى‬
‫الخلفية وفى أجناب المسرح ‪ ،‬والمعالجة الدرامية الموجودة فى االضاءة ‪ lighting‬واستعماالته ‪ ،‬الفكرة‬
‫الموجودة فى العمل المسرحى والذى يجب أن يكون فى النهاية تعامل مع الرأى والرؤية ووجهات النظر‬
‫‪ ،‬يصل المسرح بمنطقة التمتع الحسى للثقافة البصرية الى منطقة االدراك والوعى واالستنارة التى يؤديها‬
‫مثل الفلسفة والرياضيات والفنون التشكيلية وغيرها ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫السينما ‪: Cinema‬‬

‫السينما تعتبر من أكثر الفنون أث ار فى المتلقى ألنها تشتمل على كل مفردات المسرح باالضافة الى بعد‬
‫جديد تستطيع الكامي ار أن تصحب المشاهد الى تفاصيل دقيقة جدا وتتنوع فيها األحداث من مكان ثابت‬
‫الى أمكنة متعددة بال حدود‬

‫واسود ) وكانت صامتة الى ان تم تطويرها‬ ‫السينما بدأت فى ارهاصاتها القرن التاسع عشر( ابيض‬
‫وأصبحت ناطقة ثم بعد ذلك أصبحت ملونة ‪ ،‬وكانت الواليات المتحدة االمريكية هى اول دولة تبدأ فى‬
‫صناعة السينما وتالها بعدها لسنوات بسيطة مصر ‪ ،‬وفى االسكندرية وفى حى " باكوس " كان اول‬
‫ستوديو للتصوير السينمائى بدأ فى مصر على يد فنان مجتهد يسمى " محمد بيومى " كانت صناعة‬
‫السينما فى مصر هى المصدر الثانى للثروة بعد القطن فى مجال االقتصاد ‪ ،‬وكان هذا التطور الرائع‬
‫بسبب الغنى الذى صحب فكرة القومية المصرية فى أوائل القرن العشرين والذى كانت السينما وسيط‬
‫رائع يقدم من خالل قصص عالمى وقصص محلى وتقنية متقدمة جدا ‪ ،‬ال نغفل أبدا الرعيل األول فى‬
‫مصر الذى قدم لنا عظمة االخراج السينمائى وعظمة التصوير وعظمة التمثيل ولنذكر منهم أمثلة مثل‬
‫‪ :‬بركات ‪ ،‬محمد كريم ‪ ،‬يوسف شاهين ‪ ،‬صالح أبو سيف ‪ ،‬كمال الشيخ ‪ ،‬تتلمذوا فى البداية على يد‬
‫أجانب مثل ‪ :‬توجو مزراحى و ‪ ،‬وظهلر بعدهم فى مجال التصوير مثل العظيم عبد الحليم نصر ‪.‬‬

‫فهناك كوكبة بدأت من فنانى المسرح مثل يوسف وهبى وزكى طليحات وأضيف اليهم العرب مثل نجيب‬
‫الريحانى الذى جاء من العراق ‪ ،‬وهناك كوكبة اخرى التى بدأت فى السينما مباشرة مثل كوكا ‪ ،‬بدر الما‬
‫‪ ،‬حتى وصلنا الى خمسينات القرن العشرين وظهر عمالقة امثال ‪ :‬زكى رستم ‪ ،‬محمود المليجى ‪،‬‬
‫ستيفان روستى ‪ ،‬عبد السالم النابلسى ‪ ،‬زينات صدقى ‪ ،‬امينة رزق ‪ ..‬وغيرهم ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫السينما العالمية ‪:‬‬

‫فيديريكو فلـّـيني ‪: Federico Fellini‬‬

‫ولد فليني في مدينة ريميني و تأثر منذ طفولته بعروض السيرك وفناني المسرحيات الهزلية التي كانت‬
‫تعرض في مدينته ‪ ،‬وتأثرت أعماله بما تلقنه من تعليم في المدارس الكاثوليكية التي انتقدها كثي ار عبر‬
‫أفالمه التي حملت فيها نظرًة كاثوليكية روحانية قوية بنفس الوقت ‪.‬‬

‫بعد عمله بوظائف مختلفة كصحفي لصفحة الجرائم ورسام للكاريكاتير‪ ،‬بدأ فليني مسيرته الفنية بالعمل‬
‫ككاتب كوميدي لصالح الممثل ألدو فابريزي‪ ،‬وحظي في العام ‪ 1945‬على نجاحه السينمائي األول‬
‫حين ُدعي للمشاركة في كتابة سيناريو فيلم‪ ، Open City‬وهو من أهم أعمال المخرج روبيرتو روسيليني‬
‫ضمن الحركة الواقعية ‪.‬‬

‫شهد فيلم ‪ Variety Lights‬عام ‪ 1950‬المحاولة اإلخراجية األولى لفليني ‪ ،‬وذلك بتعاونه مع المخرج‬
‫الشهير ألبيرتو التودو‪ ،‬ويعرض الفيلم تفاصيل بعض الحركات السحرية لمجموعة من االستعراضيين‬
‫المتنقلين‪.‬‬

‫أعماله ‪ :‬أضواء حفل المنوعات ‪ ، 1950‬الشيخ األبيض ‪ ، 1952‬فيتولوني ‪ ،1953‬الطريق ‪1954‬‬


‫‪ ،‬المحتالون ‪ ،1955‬ليالي كابيريا ‪ ، 1957‬الحياة الحلوة ‪1960‬حاز عنه جائزة السعفة الذهبية‬
‫لمهرجان كان في دورة ‪ ،1960‬بوكاشيو ‪ ، 1962 70‬ثمانية ونصف ‪ ، 1963‬كازانوفا فلليني‬
‫‪ ،1976‬السفينة تبحر ‪ ، 1983‬صوت القمر ‪. 1990‬‬

‫ستيفن سبيلبرج ‪: Steven Spielberg‬‬

‫ستيفن سبيلبرغ أصبح من أنجح مخرجي السينما في التاريخ ‪ ،‬وهو في سن السادسة والثالثين ‪ ،‬فقد أخرج‬
‫ـ بالفعل ـ أربعة من بين أعظم عشرة أفالم حققت أعلي إيرادات ‪ ،‬ومنها‪ :‬إت‪ .‬تي ‪ ،‬أو كائن من الفضاء‬
‫الخارجي ‪ ،‬وهو الفيلم الذي حقق أعلي إيرادات في التاريخ ‪ ،‬كانت بداية سبيلبيرغ الحقيقية في مجال‬
‫‪ ،‬فيلم الرعب الشهير عن أسماك القرش الذي يعرف في أغلب الدول‬ ‫اإلخراج مع فيلم ‪1975 Jaws‬‬

‫‪148‬‬
‫العربية باسم الفك المفترس ‪ ،‬ترشح الفيلم ألربع جوائز أوسكار أخذ ثالثا منها وخسر أهمها وهي جائزة‬
‫‪.https://www.youtube.com/watch?v=RSptpkkJM4U‬‬ ‫أفضل فيلم‬

‫في عام ‪ 1997‬أخرج سبيلبيرغ فيلم ‪ Amistad‬الذي يتحدث عن قصة حقيقية عن اختطاف أفارقة من‬
‫أفريقيا لبيعهم كعبيد في الغرب ‪ ،‬لكن الفيلم لم ينل حظه من النجاح الجماهيري رغم إعجاب النقاد به ‪،‬‬
‫واستمر سبيلبيرغ الذي ال يعرف الفشل في العمل في السينما كمخرج ومنتج وأخرج للعالم فيلمه الناجح‬
‫جدا جماهيريا ونقديا ‪ Private Ryan Saving‬عام ‪ 1998‬الذي يدور حول الحرب العالمية الثانية‬
‫والذي ترشح إلحدى عشرة جائزة أوسكار من بينها أفضل فيلم وخرج بخمسة جوائز من ضمنها أوسكاره‬
‫الثاني كأفضل مخرج ‪ ،‬رغم صداقتهما إال أن سبيلبيرغ وتوم كروز لم يعمال معا في فيلم مشترك حتى‬
‫عام ‪ 2002‬حيث اشتركا في فيلم ‪ Minority Report‬من إخراج وإنتاج سبيلبيرغ وتمثيل توم كروز ‪،‬‬
‫حقق هذا الفيلم نجاحا جماهيريا ساحقا ونقدا طيبا رغم أن بعض النقاد لم يرحمه ‪.‬‬

‫ستانلي كوبريك ‪: Stanley Kubrick‬‬

‫كان مخرجا ومنتجا سينمائيا أمريكيا حائز على جائزة األوسكار ‪ ،‬أصبح كوبريك مهتما بالتصوير‬
‫الفوتوغرافي منذ أن كان صبيا ‪ ،‬وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية عمل لحساب مجلة لوك الفوتوغرافية‬
‫‪ ،‬ثم قرر أن يغزو عالم السينما وأخرج العديد من األفالم الدعائية والوثائقية القصيرة ‪.‬‬

‫أول فيلم وثائقي له من ‪ 16‬دقيقة بعنوان ‪ Day of the Fight‬وباع كوبريك هذا الفيلم بمبلغ ‪100‬‬
‫دوالر لشركة ‪ RKO‬التي مولت فيلمه الوثائقي الثاني ‪ Flying Padre‬ومن ثم أنجز كوبريك فيلمه الثالث‬
‫‪The Seafarers‬وهو أول فيلم ملون له ‪.‬‬

‫بعد ذلك أخرج كوبريك في عام ‪ 1955‬فيلم ‪ Killer's Kiss‬وهو فيلم قصير يحكي قصة مالكم شاب‬
‫متورط في عالقة حب مع فتاة ينافسه عليها عضو في شبكة جريمة منظمة ‪.‬‬

‫انتقل كوبريك في عام ‪ 1962‬إلى إنجلت ار لتصوير فيلم لوليتا ‪ ،‬وكانت القوانين الرقابية المتساهلة هناك‬
‫هي السبب الرئيسي النتقاله إلى إنجلت ار مقرنة بأسباب أخرى جعلته يقيم بشكل دائم في إنجلت ار ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫لوليتا كان أول أفالم كوبريك إثارة للجدل‪ ,‬وهو مقتبس من رواية للكاتب الروسي األمريكي فالديمير‬
‫نابوكوف وأشهر أعماله أودسا الفضاء‪.‬‬

‫‪https://www.facebook.com/watch/?extid=SEO----‬‬
‫‪&v=637689340241938‬‬

‫إن أسطورة ستانلي كوبريك تصوره على أنه عبقري سينمائي حاد التركيز هادئ مبغض للبشر وشديد‬
‫العناية بالتفاصيل ‪ ،‬يعيش حالة وجودية اعتكافية وقلما يسافر وتستحوذ عليه المخاوف العصبية الرهابية‬
‫‪ ،‬ويعتبر أعظم مخرج سينمائي ما زال اسمه منقوشا في تاريخ السينما العالمية ‪.‬‬

‫رولمان بوالنسكي ‪: Rolman Polański‬‬

‫من مواليد ‪ 18‬أغسطس ‪ 1933‬ممثل ومخرج بولندي يهودي ‪ ،‬هربت عائلته من نزعة معاداة السامية إلى‬
‫بولندا ‪ ,‬وبعد احتالل النازيين لبولندا تم اعتقال امه في معسكر اوسشفايتس حيث ماتت هناك وتمكن‬
‫والده من النجاة بشق االنفس أما هو فقد سلمه أهله لعائلة فالحية بولونية وكان عليه أن ينام في اصطبل‬
‫االبقار خشية االعتقال النازي ‪ ،‬بعد الحرب عمل كممثل في الخمسينات وكانت هذه بدايته مع عالم‬
‫التمثيل ‪ ،‬أخرج الكثير من األفالم باللغة اإلنجليزية ‪ ،‬ويعتبر من أهم المخرجين السينمائيين في القرن‬
‫العشرين‪.‬‬

‫األوسكار ‪ :‬أفضل نص مقتبس عام ‪ 1969‬عن فيلم ‪ ، Rosemary's Baby‬أفضل مخرج عام ‪1975‬‬
‫‪، https://www.youtube.com/watch?v=Cm61EW9ffks‬‬ ‫عن فيلم‪Chinatown‬‬
‫أفضل مخرج عام ‪ 1981‬عن فيلم‪ ، Tess‬أفضل فيلم عام ‪ 2003‬عن فيلم‪. The Pianist‬‬

‫‪150‬‬
‫السينما المصرية ‪:‬‬

‫شادى عبد السالم ‪:‬‬

‫فيلم المومياء العظيم لـ " شادى عبد السالم " الذى كان منسقا للمناظر ومهندسا للديكور ثم قدم أفالما‬
‫تسجيلية شديدة الموهبة الى أن أصبح مخرجا فى فلمه الوحيد المومياء‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=zDaDFQgHXQo‬‬

‫الذى وضع فى تاريخ السينما العالمية كواحد من اعظم األفالم فى تاريخ السينما ‪ ..‬شادى عبد السالم‬
‫مهندس معمارى خريج كلية الفنون الجميلة وهو يعد أضخم انتاج في السينما لالسف لم ينفذ وهو اخناتون‬

‫صالح أبو سيف ‪:‬‬

‫ولد فى ‪ 12‬مايو ‪ 1915‬فى حى بوالق ‪ ،‬يعتبر رائد الواقعية فى السينما المصرية ‪ ،‬والواقعية عند‬
‫صالح أبو سيف تعنى أن ترى الواقع وأن تنفذ ببصرك وبصيرتك فى اعماقه وأن تدرك وتعى جذور‬
‫الظاهرة ‪ ،‬ال أن تكتفى برصد مالمحها فقط ‪ ،‬وهذا بالضبط ما نفذه فى أفالمه ‪.‬‬

‫أهم أعماله ‪ " :‬عنتر وعبلة " ‪ ،‬االسطى حسن ‪ ،‬شباب امرأة ‪ ،‬الفتوة ‪ ،‬ال أنام ‪ ،‬بين السما واألرض‬
‫‪. https://www.youtube.com/watch?v=kiZRzLN7G-A‬‬ ‫والزوجة الثانية‬

‫حسين كمال ‪:‬‬

‫ولد سنة ‪ 1934‬وهو واحد من أهم مخرجى السينما المصرية وله حوالى ‪ 30‬فيلما هذا اضافة الى أنه‬
‫نموذج للفنان الشامل ‪ ..‬فانتاجه الفنى تجاوز السينما ‪ ،‬عندما ذهب الى المسرح واالذاعة والتليفزيون ‪،‬‬
‫وكانت موضوعاته متنوعة ‪ ،‬ما بين الدراما النفسية واالستعراضية والسياسية واالجتماعية ولم يحبس فنه‬
‫فى نمط معين ‪ ،‬دخل مجال السينما واالخراج عام ‪ 1965‬بفلمه األول ( المستحيل ) أهم أعماله ‪:‬‬
‫البوسطجى ‪ ، 1968‬أبى فوق الشجرة ‪ ،‬أنف وثالث عيون ‪،‬شيء من الخوف ‪. 1969‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=RA0k0cizDqw‬‬

‫‪151‬‬
‫كمال الشيخ ‪:‬‬

‫مخرج سينيمائى مصرى عرف فى الخمسينيات وأوائل الستينات بأنه " هيتشكوك مصر " بسبب تأثره‬
‫بسينما المخرج " ألفريد هيتشكوك " واهتمامه باألفالم البوليسية التى تعتمد على الحبكة الدرامية ‪ ،‬من‬
‫مواليد ‪ 5‬فبراير عام ‪ 1919‬ولم يحصل سوى على الثانوية العامة ‪ ..‬بدأ حياته الفنية فى غرفة المونتاج‬
‫عام ‪ ، 1943‬وأخرج أول فيلم له بعنوان " المنزل رقم ‪ " 13‬عام ‪ ، 1952‬كون شركة انتاج سينيمائى‬
‫باالشتراك مع الفنان " رأفت الميهى " وباكورة انتاجها فيلم " على من نطلق الرصاص " ‪ ،‬توفى كمال‬
‫الشيخ فى يناير عام ‪. 2004‬‬

‫أهم أعماله ‪( :‬المنزل رقم ‪ ، 13‬حياة أو موت ‪ ،‬مالك وشيطان ‪ ،‬الشيطان الصغير) ‪.‬‬

‫يوسف شاهين ‪:‬‬

‫مخرج سينيمائي مصري ذو شهرة عالمية ‪ ،‬معروف بأعماله المثيرة للجدل ‪ ،‬وبرباعيته السينيمائية التى‬
‫تتناول سيرته الذاتية ‪.‬‬

‫أهم افالمه ‪ :‬ابن النيل ‪ ، 1951‬سيدة القطار ‪ ، 1952‬صراع فى المينا ‪ ، 1956‬جميلة الجزائرية‬
‫‪ ، 1958‬الناصر صالح الدين ‪ ، 1963‬حدوتة مصرية ‪ ، 1982‬اسكندرية كمان وكمان ‪، 1990‬‬
‫‪. https://www.dailymotion.com/video/x6zs3jf‬‬ ‫والمصير‪ ،‬األرض‬

‫‪152‬‬
‫بعض التعاريف الفنية الخاصة بالفنون التعبيرية‬

‫الدراما ‪: drama‬‬

‫هو العمل المتكامل الذى يحتوى على بداية ومشكلة وحبكة ونهاية ‪ ،‬وممكن أن تكون كوميدى أو تراجيدى‬
‫‪ ..‬العمل الدرامى الكوميدى هو نفس الحبكة الموجودة ولكن فى قالب فيه سخرية و طارفة ‪ ،‬أما التراجيدى‬
‫فهو الدراما التى تتعامل مع إثارة المشاعر والمأساه فى صور مبالغ فيها حتى يعطى للمتلقى جرعة فيها‬
‫اإلنفعال التأثر الذى نسميه الشجن ‪.‬‬

‫الشجن ‪:‬‬

‫هو التأثر بانفعال فليس هو الضعف أو الحزن ‪ ،‬فاإلنسان الشجى هو الذى ينفعل متأث ار بعمل قد يكون‬
‫تراجيدياً أو كوميدياً ‪.‬‬

‫لقطة بزاوية ‪: Angle shot‬‬

‫هى اللقطة الناتجة عن وضع الكامي ار فى أى زاوية غير الزاوية القائمة بالنسبة لموضوع التصوير ‪ .‬وهى‬
‫كذلك اللقطة التى تؤخذ من زاوية مخالفة للزاوية التى أخذت منها لقطة سابقة فى المشهد نفسه ‪.‬‬

‫اضاءة خلفية ‪: Back lighting‬‬

‫إضاءة عن طريق ضوء اضافى خلف الجسم الذى يجرى تصويره ‪.‬‬

‫لقطة قريبة ‪: Close shot‬‬

‫اللقطة التى تقترب فيها الكامي ار من الجسم بقصد تأكيد ناحية تفصيلية معينة ‪.‬‬

‫لقطة مكبرة ‪: Close – up‬‬

‫اللقطة التى تظهر تفصيلية بحيث تمأل الشاشة أو تكاد ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫قطع متقاطع ‪: Crosscut‬‬

‫هو القطع أو االنتقال الفورى من مشهد آلخر لتقديم حدث يجرى فى الوقت نفسه ‪ ،‬ويكون القصد فى‬
‫الغالب اطالة التوجس ‪.‬‬

‫تسجيلى ‪: Documentary‬‬

‫فيلم ال يعتمد على القصة والخيال بل يتخذ موضوعا له العالم الواقعى مثل الجريدة السينيمائية وأفالم‬
‫الرحالت ‪ ،‬ذو موضوع وذو مضمون درامى ‪.‬‬

‫صورة مزدوجة ‪: Double Exposure‬‬

‫طبع لقطة فوق أخرى ‪.‬‬

‫حركة سريعة ‪: Fast Motion‬‬

‫حركة تبدو على الشاشة أسرع من الحركة العادية نظ ار ألن الفيلم كان قد تحرك خالل الكامي ار حركة‬
‫أبطأ من المعتاد ‪.‬‬

‫ارتداد ‪: Flash Back‬‬

‫مشهد يقاطع القصة ليعرض فعال حدث فى الماضى ‪.‬‬

‫كادر ( اطار ) ‪: Frame‬‬

‫هو الصورة الفوتوغرافية الواحدة التى تنطبع على الفيلم ‪ .‬فى كل قدم من الفيلم مقاس ‪ 35‬مم ‪.‬‬

‫لقطة متوسطة ‪: Full Shot‬‬

‫لقطة تكون فيها الكامي ار أقرب الى موضوع التصوير منها فى اللقطة البعيدة وبنفس المعنى ‪Middle‬‬
‫‪.shot_ Medium shot‬‬

‫‪154‬‬
‫لقطة طويلة ‪: Long shot‬‬

‫لقطة تكون فيها الكامي ار بعيدة بحيث تصور من ‪ 15‬الى ‪ 20‬شخصا فى مساحة تتسع لحركتهم مع‬
‫مكان خال فى المقدمة ‪.‬‬

‫لقطة منخفضة ‪: Low shot‬‬

‫اللقطة التى يجرى فيها تصوير الجسم من أسفل ‪.‬‬

‫مونتاج ‪: Montage‬‬

‫ترتيب اللقطات بحيث توحى بفكرة مخالفة لالفكار التى توحى بها هذه اللقطات ‪ ،‬ومن بين معانى‬
‫المونتاج ترتيب اللقطات ‪.‬‬

‫صورة مهزوزة ‪: Out – Of – Focus‬‬

‫لقطة تكون فيها الخطوط الخارجية لألجسام غير واضحة ‪.‬‬

‫تصوير مسرحى ‪: Photoplay‬‬

‫نقل المسرحية الى الشاشة نقال يكاد يكون حرفيا ‪ .‬ووقتئذ تظل الكامي ار ثابتة فى مكانها كما لو كانت فى‬
‫مكان متفرج يجلس فى وسط الصفوف األمامية ‪.‬‬

‫لقطة االنفعال ‪: Reaction shot‬‬

‫لقطة تظهر األثر الذى يتركه على شخصية أو أكثر شىء يرى أو يسمع‪.‬‬

‫سيناريو ‪: Scenario‬‬

‫خطة الفيلم بما فى ذلك الحوار ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫متتالية ‪: Sequence‬‬

‫مجموعة لقطات أو مشاهد ‪ ،‬القصد منها احداث أثر معين ‪.‬‬

‫حركة بطيئة ‪: Slow motion‬‬

‫حركة تبدو على الشاشة أبطأ من الحركة العادية نظ ار ألن الفيلم كان قد تحرك خالل الكامي ار حركة‬
‫أسرع من المعتاد ‪.‬‬

‫صورة ثابتة ‪: Still‬‬

‫صورة فوتوغرافية مأخوذة من كادر واحد ‪ .‬وكذلك سلسلة كادرات متشابهة تعطى صورة غير متحركة‬
‫على الشاشة ‪.‬‬

‫عنوان فرعى ‪: Suptitle‬‬

‫عنوان يستخدم فى االفالم الصامتة لطبع الكالم ‪ ،‬أو لتفسير الفعل او سرده ‪ ،‬أو لتمييز المكان ‪.‬‬
‫وتستخدم الكلمة االنجليزية أحيانا للتعبير عن الكالم وحده تميي از لها عن كلمة ‪ Title‬التى هى أعم‬
‫وأشمل ‪.‬‬

‫طبع صورة فوق أخرى ‪:Superimposition‬‬

‫المزج الذى ال تتغير فيه شدة الضوء فى المشاهد المتداخلة ‪.‬‬

‫لقطة انقضاض ‪: Zoom shot‬‬

‫لقطة تتحرك فيها الكامي ار ‪ ،‬أو يبدو أنها تتحرك بسرعة نحو الجسم ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفن بين الحـالل والحـرام‬

‫كانت الديانات اليهودية والمسيحية واالسالمية تختلف دائما أمام تحليل الفن أو تحريمه ‪ ،‬وتعددت‬
‫االتجاهات فى مسألة التحليل والتحريم ولكن من خالل اإلجتهادات التى وجدت من علماء الدين‬
‫المستنيرين ‪ ،‬استطعنا أن نأتى بآراء من القرآن الكريم و بعض األحاديث النبوية ‪ ..‬تبدأ من ضرورة‬
‫إعمال الفكر فى حياتنا " ولقد انزلنا عليك الكتاب والحكمة " الكتاب هو القرآن والحكمة هى أن نعقل ما‬
‫فى القرآن ‪ ،‬هذه قضية ايمانية تجعل عالقتنا بالتدين ‪ ..‬يجب فيها إعمال العقل لكى نصل الى فطرة‬
‫االنسان فى التعامل مع القيم والمثل العليا ‪.‬‬

‫" افال يتدبرون القرآن ‪ "........‬فال يصح ان أق أر القرآن فقط ‪ ..‬يجب أن أفهمه وأتأمله ‪.‬‬

‫" فسألوا أهل الذكر ان كنتم ال تعلمون " ‪ ،‬يجب أن أسأل وأتفحص اآلراء‪. .‬‬

‫" قل هل يستوى الذين يعلمون والذين ال يعلمون " تساؤل ّ‬


‫يكرم أهل العلم ‪.‬‬

‫" خلق االنسان علمه البيان " " ومن يؤتى الحكمة فقد اوتى خي ار كثي ار " "وال تزر وازرة وزر أخرى "‬
‫تلك الحكمة الجليلة لعدم سيادة النص " ال نكلف نفسا اال وسعها " " ال تكلف نفسا اال وسعها " " ال‬
‫يكلف هللا نفسا اال وسعها ‪ .‬هذا التأكيد عل إحترام طاقة األنفس وقدراتها ‪.‬‬

‫ناتى الى مناقشة تحريم الفن ؛ " قل من حرم زينة هللا التى أخرج لعباده ‪ "....‬هذا التكريم لنعمة من خلق‬
‫هللا ‪.‬‬

‫يا بنى آدم "خذوا زينتكم عند كل مسجد " وهذا أمر زينتكم فى الوقت الذى تعيشون فيه ولكل عصر‬
‫زينته ‪ ،‬ولم يقل ياأيها المؤمنون او المسلمون ‪ ،‬انما قال يا بنى آدم ‪ ،‬وهذه تعنى أنه منذ بدأ الخليقة‬
‫حتى قيام الساعة ‪ ..‬التزّين فضيلة ‪.‬‬

‫" يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " آل داوود كانوا يعملون لسيدنا سليمان تماثيل ولم تكن تعبد‬
‫‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫فالوسيلة ال يمكن أن تكون غاية ‪ ،‬من غير المنطقى أن نحرم السكين التى قتل بها انسان انسان آخر‬
‫‪ ،‬ألن السكين ممكن نستعمله فى حياتنا ألغراض أخرى ‪ ،‬فمن غير المنطقى أن نقول أن السكين حرام‪.‬‬

‫وألن الكذب حرام ‪ ،‬فال يستقيم أن أقوم بقطع كل ألسنة البشر خوف ًا من أن يكذبوا‪ ،‬فمن غير المنطقى‬
‫أحرم التمثال أو الصورة ألنها عبدت يوم ما ‪ ،‬ونخشى على القادمين أن يعبدوها ‪ ،‬فالشمس عبدت‬
‫أن ّ‬
‫من قبل ‪ ،‬هل من الواجب أن نعيش بعيدا عن الشمس ألنها عبدت ؟؟ والنار عبدت ‪ ،‬فمعنى ذلك أنه‬
‫ال يجب أن نأكل شىء معالج بالنار ؟؟ وهكذا ‪.‬‬

‫هناك حديث شريف يقول " أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " اوال المصور هو النحات ألن هللا‬
‫قال " وصوركم فأحسن صوركم " وهللا يخلق ‪ form‬مجسم ‪ ،‬و بالتالى أشد الناس عذابا يوم القيامة‬
‫المصور الذى يصنع تمثاال لكى يعبد ‪ ،‬وليس على االطالق ‪ ،‬فهنا يجب ادراك المعنى الذى فى النص‬

‫من آراء علماء الدين المستنيرين نخلص الى ذلك من ان الفنون بشكل عام اذا صنعت من أجل أن تعبد‬
‫فهى حرام ‪ ،‬واذا صنعت من أجل أن تستعبد فهى حالل ‪ ،‬تعبد أى تتخذ من دون هللا شريكا ‪ ،‬تستعبد‬
‫أى نستخدمها فى الزينة أو فى التعبير أوغير ذلك‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ملخص الفصل الثالث‬

‫يتناول الفصل الثالث استعراض للفنون الزمانية والتي يطلق عليها أحياناً الفنون التعبيرية ‪ ،‬مثل لغة‬
‫الجسد وما يحتويها من فنون الرقص منذو العصور البدائية حتى العصر الحديث‪ ،‬مع التركيز على‬
‫رقص الباليه خاص ًة نشأته وأنواعه وعالقته الدائمة بالموسيقى الكالسيكية مع ذكر أهم رواد فن الباليه‬
‫ومؤلفي الموسيقات الخاصة بها مع شرح الخلفية الفكرية لبعضها‪.‬‬

‫ثم استعراض الموسيقى الكالسيكية وأنواعها والقوالب الخاصة بها ثم شرح عناصر األوركست ار السيمفوني‬
‫واآلسر المكونة لهم مع ذكر بعض األمثلة من الموسيقى الكالسيكية والموسيقى الرومانتيكية وأهم روادها‬
‫وأشهر أعمالهم ‪.‬‬

‫كذلك استعراض فن األوب ار منذ نشأته وأهم األوبرات العالمية وأهم المؤلفين لها منذ عصر الباروك وحتى‬
‫اآلن‪.‬‬
‫ثم يستعرض المقرر فنون المسرح منذ الحضارات القديمة وحتى العصر الحديث عالمياً‪ ،‬ويعقب ذلك‬
‫تتبع نشأت السينما ودورها على المستوى العالمي والمحلي ‪ ،‬مع التركيز على األفالم العالمية والمصرية‬
‫وأهم المخرجين على المستويين الدولي والمحلي‪ ،‬وأخي اًر يستعرض المقرر فنون الشعر والزجل عالمي ًا‬
‫وعربياً مع ذكر األمثلة لكبار الشعراء والزجلين‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫مصطلحــات المقـرر‬

‫‪Back lighting‬‬ ‫اضاءة خلفية‬

‫‪Surfaces architecture‬‬ ‫األسطح المعمارية‬

‫‪Fresco‬‬ ‫اإلفرسك‬

‫‪Aquatint‬‬ ‫األكواتنت‬

‫‪Psychological effects‬‬ ‫التأثيرات السيكولوجية‬

‫‪Physiological effects‬‬ ‫التأثيرات الفسيولوجية‬

‫‪Oil-Painting‬‬ ‫التصوير الزيتى‬

‫‪water color‬‬ ‫التصوير المائى‬

‫‪Tempera‬‬ ‫التمب ار‬

‫‪Pottery‬‬ ‫الخزف‬

‫‪Stained Glass‬‬ ‫الزجاج المؤلف بالرصاص‬

‫‪Surrealism‬‬ ‫السريالية‬

‫‪Cinema‬‬ ‫السينما‬

‫‪Relief‬‬ ‫الطباعة البارزة‬

‫‪Silkscreen‬‬ ‫الطباعة الحريرية‬

‫‪Printing art‬‬ ‫الطباعة الفنية‬

‫‪160‬‬
‫‪Serigraph printing‬‬ ‫الطباعة المسطحة‬

‫‪Architecture‬‬ ‫العمارة‬

‫‪Architecture‬‬ ‫العمارة‬

‫‪-object art-Installation‬‬ ‫العمل المركب‬

‫‪void‬‬ ‫الفراغ‬

‫‪Mosaic‬‬ ‫الفسيفساء‬

‫‪Plastic Arts‬‬ ‫الفنون التشكيلية‬

‫‪Applied Arts‬‬ ‫الفنون التطبيقية‬

‫‪Expression Arts‬‬ ‫الفنون التعبيرية‬

‫‪Fine Arts‬‬ ‫الفنون الجميلة‬

‫‪Impressionism‬‬ ‫المدرسة التأثيرية‬

‫‪Expressionism‬‬ ‫المدرسة التعبيرية‬

‫‪Cubism‬‬ ‫المدرسة التكعيبية‬

‫‪School pointism‬‬ ‫المدرسة التنقيطية‬

‫‪Romantic‬‬ ‫المدرسة الرومانتيكية‬

‫‪Classic‬‬ ‫المدرسة الكالسيكية‬

‫‪Realism‬‬ ‫المدرسة الواقعية‬

‫‪161‬‬
‫‪Theater‬‬ ‫المسرح‬

‫‪Seascape‬‬ ‫المنظر البحرى‬

‫‪pigments‬‬ ‫المواد الملونة‬

‫‪Mezzotint‬‬ ‫الميزوتنت‬

‫‪sculpture‬‬ ‫النحت‬

‫‪Purism‬‬ ‫النقائية‬

‫‪Renaissance‬‬ ‫النهضة‬

‫‪Pastel‬‬ ‫ألوان الطباشير‬

‫‪Media art‬‬ ‫الوسائط الفنية‬

‫‪function‬‬ ‫الوظيفة‬

‫‪Half-Tones‬‬ ‫أنصاف الدرجات‬

‫‪Primitive‬‬ ‫بدائى‬

‫‪frame‬‬ ‫برواز‬

‫‪Shining‬‬ ‫بريق‬

‫‪Under painting‬‬ ‫تحضير التصوير‬

‫‪Shading‬‬ ‫تظليل‬

‫‪Detail‬‬ ‫تفصيل‬

‫‪162‬‬
Presentation ‫تقديم‬

Harmony ‫توافق‬

Civilization ‫حضارة‬

material ‫خامة‬

Outline ‫خط خارجى‬

Background ‫خلفية‬

Sketch ‫دراسات سريعة‬

Tone ‫درجة‬

Drawing ‫رسم‬

Illustration ‫رسومات توضيحية‬

Figurative ‫رمزى‬

Ornament ‫زخرفة‬

Script writer ‫سيناريست‬

Character ‫شخصية‬

Form ‫شكل‬

Figure ‫ رمز‬- ‫شكل هندسى‬

Profile ‫صورة جانبية‬

163
‫‪Portrait‬‬ ‫صورة فنية للوجه‬

‫‪Sonata‬‬ ‫صوناته‬

‫‪Still life‬‬ ‫طبعة صامتة‬

‫‪Layers‬‬ ‫طبقات‬

‫‪Model‬‬ ‫طراز‬

‫‪Landmark‬‬ ‫عالمة مميزة‬

‫‪Materialism‬‬ ‫علم أصول الخامة‬

‫‪Technology‬‬ ‫علم أصول الصناعة‬

‫‪Landscaping‬‬ ‫علم تنسيق الموقع‬

‫‪Client‬‬ ‫عميل‬

‫‪Non figurative‬‬ ‫غير التصويرية‬

‫‪Pre-history‬‬ ‫قبل التاريخ‬

‫‪Collage‬‬ ‫كوالج‬

‫‪Zoom shot‬‬ ‫لقطة انقضاض‬

‫‪Hazy‬‬ ‫مبهم ‪ -‬ضبابى‬

‫‪Abstract‬‬ ‫مجردة‬

‫‪Monochrome‬‬ ‫مجموعة أحادية اللون‬

‫‪164‬‬
Location ‫مشهد‬

Ancient Egypt ‫مصر القديمة‬

Artificial ‫مصطنع‬

Foreground ‫مقدمة‬

Introduction ‫مقدمة‬

Scale ‫مقياس‬

Colored ‫ملونة‬

Landscape ‫منظر طبيعى‬

Perspective ‫منظور‬

Editor ‫مونتير‬

Metaphysics ‫ميتافيزيقية‬

Copy ‫نسخة مقلدة‬

Skeleton ‫هيكل‬

165
‫المراجع المستخدمة‬
‫ألفريد لوكاس ‪ ،‬المواد والصناعات عند قدماء المصريين ‪ ،‬دار الكتاب المصرى ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬سيريل بومون ‪ ،‬روائع الباليه وأعالمه ‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪.1966 ،‬‬
‫محيط الفنون ‪ ،‬مجموعة من الباحثين ‪ ،‬مطابع دار المعارف بمصر‪.1970 ،‬‬
‫‪ -‬محيط الفنون ‪ ، 2‬الموسيقى ‪ ،‬مجموعة من الباحثين ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ثروت عكاشة ‪ ،‬الزمن ونسيج النغم ( من نشيد أبوببو إلى أوليفية ميسيان ) ‪.‬‬
‫‪ -‬عزيز الشوان ‪ ،‬الموسيقى تعبير نغمى ومنطق ‪.‬‬
‫‪ -‬نعيمة الشيشينى ‪ ،‬فاروق شحاته ‪ ،‬محمد شاكر ‪ ،‬التربية الجمالية والتذوق الفنى ‪.‬‬
‫‪ -‬محمود بسيونى ‪ ،‬محمود النبوى ‪ ،‬نعمت إسماعيل عالم ‪ ،‬لطفى محمد زكى ‪ ،‬طرق تدريس التربية‬
‫الفنية ‪.‬‬
‫‪ -‬آالن كاسبر ‪ ،‬التذوق السينيمائى ‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪The Encyclopedia Of Visual Art‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪The New Encyclopedia Britannica , 1768‬‬

‫‪166‬‬
‫تصميم وإنتاج‬

‫وحدة الإلبتكارات التربوية والتعلم عن بعد بالكلية باشراف من‬


‫مركز اإلبتكارات التربوية والتعلم عن بعد بجامعة اإلسكندرية‬

‫‪Fine.Arts.ADIP@alexu.edu.eg‬‬
‫‪Fine.Arts.E.Book@alexu.edu.eg‬‬

‫‪167‬‬
‫تذوق فني‬

‫د‪ .‬محمد شاكر‬


‫‪ -‬ولد بالمنصورة ‪ 29‬أبريل ‪. 1947‬‬
‫تخرج في كلية الفنون الجميلة باإلسكندرية ( بكاليريوس ‪ -‬ماجستير ‪ -‬دكتوراه )‪.‬‬
‫‪ -‬أقام ( ‪ ) 51‬معرض خاص محليا ً و ( ‪ ) 50‬تمثيل لمصر على المستوى الدولى ‪.‬‬
‫( ‪ ) 26‬جائزة محلية ودولية و( ‪ ) 204‬شهادة تقدير وميدالية ودرع وأوسكار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أشرف وشارك فى لجان المناقشة والحكم على عدد ( ‪ ) 283‬رسالة علمية لدرجتى الدكتوراه والماجستير قام بالعديد من‬
‫األعمال الفنية المرتبطة بالعمارة وتجميل المدن على المستويات المحلية والدولية ‪.‬‬
‫له العديد من المقتنيات العامة والخاصة فى مصر ومعظم دول العالم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العميد األسبق لكلية الفنون الجميلة بجامعة اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تبرع بمرسمه الخاص بمنطقة سابا باشا بطريق الكورنيش ليصبح متحفا ً ألعمال سيادته تديره مكتبة اإلسكندرية إهداءا ً‬
‫منه إلى وطنه الحبيب‪.‬‬
‫‪168‬‬

You might also like