1 مقدمة التراث والتتريث

You might also like

You are on page 1of 8

‫‪07/12/2021‬‬

‫مسلك الجغرافيا‬

‫ماستر المدن التراثية والتنمية‬


‫مقدمة‬ ‫•‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري‪ :‬المفاهيم المهيكلة‬ ‫•‬
‫والمقاربة المنهجية‬
‫واحدة ‪ :‬التراث ومسلسل التتريث‪/‬التأصيل‬
‫المحور الثاني‪ :‬أقطاب اقتصاد التراث‬ ‫•‬ ‫‪Patrimoine et processus de Patrimonialisation‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التراث العمراني بالواحات‬ ‫•‬
‫خاتمة‬ ‫•‬ ‫ذ‪َ .‬محمد المولودي‬
‫‪Mouloudimoh@gmail.com‬‬

‫‪• Ministère de la culture, Agence Architecture Héritage et‬‬ ‫التراث ومسلسل التتريث‬
‫‪Design (AAHD), 2010,- Diagnostic de l’économie du‬‬ ‫المراجع‬ ‫•‬
‫‪patrimoine culturel au Maroc: Sa situation présente et les‬‬
‫‪possibilités d’exploitation et de promotion des ressources‬‬ ‫مهداوي عبد الواحد‪ ،2013 ،‬حماية التراث بالمغرب‪ :‬مقاربة تاريخية‬ ‫•‬
‫‪qu’il recèle. Rapport du programme conjoint «Culture et‬‬ ‫وقانونية‪ .‬مطبعة شالة‪ ،‬الرباط‪ 270 ،‬ص‪.‬‬
‫‪développement au Maroc.‬‬ ‫جنان لحسن‪ :2014 ،‬التراث والتنمية‪ :‬مقاربة التنمية من خالل تثمين التراث‪.‬‬ ‫•‬
‫‪• GREFFE X. (1990),- La valeur économique du patrimoine, La‬‬ ‫مجلة دعوة الحق‪ ،‬عدد خاص ‪ ،407‬السنة السابعة والخمسون‪ .‬صص‪-141 .‬‬
‫‪demande et l’offre de monuments, Paris, Anthropos .‬‬ ‫‪.151‬‬
‫جنان لحسن‪ :2002 ،‬التراث والتنمية القروية‪ .‬كتاب السياحة القروية‪،‬‬ ‫•‬
‫‪• PECQUEUR‬‬ ‫‪B. (2004),- Les ressources patrimoniales,‬‬ ‫المدرسة الوطنية للسياحة‪ ،‬مكناس‪.‬‬
‫‪valorisation par les milieux innovateurs ; dans « Ressources‬‬
‫‪naturelles et culturelles, milieux et développement local,‬‬ ‫المولودي َمحمد‪ :2014 ،‬نحو بناء قطب اقتصاد التراث بواحة تافياللت (زيز‬ ‫•‬
‫‪GREMI, Neuchâtel, Editions EDES‬‬ ‫األسفل)‪ .‬مجلة واحات المغرب‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة االولى‪ ،‬صص‪.57-46 .‬‬
‫فجال علي‪ :1992 ،‬تحوالت الصناعة التقليدية بمدينة فاس‪ .‬مجلة الجواهر‪،‬‬ ‫•‬
‫مارس أبريل عدد ‪.25‬‬

‫‪1‬‬
07/12/2021

‫التراث ومسلسل التتريث‬


• FEJJAL (A.), 2002,- L’artisanat au Maroc : contraintes
actuelles et possibilités de développement. Revue
• ADER-FES, 1996 - « Etude de restructuration de Lettres et Sciences Humaines, N° 3., F.L.S.H, Kenitra.
l’artisanat de la médina de Fès et protection de son
environnement ». • FEJJAL (A), 1993- Fès: Héritages et dynamiques urbaines
actuelles, Thèse de Doctorat d’Etat Géographie, TOURS,
• Royaume du Maroc, PNUD, 1992 - Sauvegarde de la 727p.
ville de Fès, FES – PARIS, Groupe Huit, Urbaplan, • VIRASSAMY C. (2002),- Les pôles d'économie du
Sides, rapport phase 1 (203p.), 2 tomes (930 p.), patrimoine. La Documentation Française, Datar, Paris.
rapport final (402p. + Annexes).
• CHOAY Françoise, 1992,- L’Allégorie du patrimoine,
Paris : Seuil.
• Pierre Merlin, Françoise Choay, 1988,- Dictionnaire de
l’urbanisme et de l’aménagement, PUF.

• GREFFE Xavier, 2000,- « Le patrimoine comme ressource • AMIROU Rachid, 2000,- Imaginaire du tourisme culturel,
pour la ville », Les Annales de la recherche urbaine, n°86, pp. Paris : PUF. p. 28.
29-38. • BOURDIN Alain, 1996, «Sur quoi fonder les politiques du
• FAINSTEIN Susan, GLASTONE David, 2005,- «Evaluation du patrimoine urbain? », Les annales de la recherche urbaine,
tourisme urbain», Les Annales de la recherche urbaine, n°97, n°72, pp. 6-13.
pp. 127-135. • Marcello Balbo, 2004,- Le rôle du gouvernement local dans la
• Office international des Musées, Conférence internationale définition des stratégies d’intervention. In « Patrimoine et
d’Athènes sur la restauration des monuments, 1931 Développement Durable dans les Villes Historiques du
• Congrès International d’architecture moderne. Quatrième Maghreb Contemporain : Enjeux, diagnostics et
assemblée tenue à Athènes en 1933, - Charte de l’urbanisme recommandations ». UNESCO, Rabat, p.23.
connue sous le titre de «Charte d’Athènes» rédigée par Le
Corbusier, publiée à Paris en 1941, rééditée en 1957.
• Pierre Merlin, Françoise Choay, 1988,- Dictionnaire de
l’urbanisme et de l’aménagement, PUF.

2
‫‪07/12/2021‬‬

‫التراث ومسلسل التتريث‬


‫‪• Deuxième Congrès International des architectes et‬‬
‫مقدمة عامة‬ ‫‪techniciens‬‬ ‫‪des‬‬ ‫‪monuments‬‬ ‫‪historiques:‬‬ ‫‪Charte‬‬
‫‪Internationale de la restauration, plus connue sous le nom‬‬
‫• يعتبر التراث موضوعا للدراسات االجتماعية منذ أكثر من ثالثة‬ ‫‪de «Charte de Venise», 1964.‬‬
‫عقود‪.‬‬ ‫‪• ICOMOS, Charte Internationale pour la sauvegarde des villes‬‬
‫‪historiques, 6 décembre 1986.‬‬
‫• هذه الدراسات أخضعت التراث لعدة أنواع من التأويالت‪.‬‬ ‫‪• UNESCO,1972,- Convention concernant la protection du‬‬
‫‪patrimoine mondial culturel et naturel, Paris.‬‬
‫• يؤرخ للوعي بالتراث حسب بعض الباحثين إلى الثورة الفرنسية‪،‬‬ ‫‪• UNESCO Nairobi 1976,- Recommandation concernant la‬‬
‫وحسب البعض اآلخر إلى النهضة االيطالية‪ ،‬بينما في الثقافة العربية‬ ‫‪sauvegarde des ensembles historiques ou traditionnels et‬‬
‫‪leur rôle dans la vie contemporaine.‬‬
‫اإلسالمية يؤرخ له بعصر التدوين (القرن الثاني والثالث الهجري)‪.‬‬

‫• يتباين تعريف التراث حسب المغزى المراد منه‪ ،‬فهو يعني‪:‬‬


‫االهتمام بمعالجة هذا الموضوع يندرج في سياق "تضخم" حقيقي‬ ‫•‬ ‫✓ األشياء الموروثة عن الماضي التي ننقذها وننقلها إلى األجيال‬
‫للتراث [‪.]Choay, 1996 ; Rautenberg, 2003‬‬
‫الالحقة‪،‬‬
‫فكل تعاريف التراث‪( ،‬التراث المادي‪ ،‬التراث غي المادي‪ ،‬التراث‬ ‫•‬ ‫✓ المرجع [‪ :] Davallon, 2009‬لكونه وثيقة تاريخية شاهدة وناطقة؛‬
‫الصغير‪ ،‬التراث الجديد) [‪ ]Rautenberg, 2003‬هي مؤشرات تدل‬
‫✓ المورد الترابي [‪ ]Gumuchian, Pecqueur, 2007‬القابل للتعبئة‬
‫على تطور الحقول واألصناف التي تهم المفهوم‪.‬‬
‫والتثمين؛‬
‫فتعبير "اآلثار“ (‪ )monument‬التي تتخذ ككيان استثنائي وتخصص‬ ‫•‬
‫✓ الهوية [‪ ]Veschambres, 2009‬باعتباره منغرس في المخيال‬
‫لتصنيف المواد التراثية أصبحت متجاوزة بسبب شمولية مفهوم‬
‫االجتماعي والروحي؛‬
‫التراث‪.‬‬
‫✓ االقتصادي [‪ ]Greffe, 1990‬بالنظر إلى األنشطة المرتبطة به ولما‬
‫هذا المفهوم يتسع ليس فحسب ليشمل اآلثار العظيمة الشاهدة‪ ،‬ولكن‬ ‫•‬
‫ليضم موادا عادية‪.‬‬ ‫يدره من عائدات؛‬
‫• كما أن له رهانات مختلفة‪ :‬اقتصادية وسياسية وترابية وهوياتية‬
‫[‪.]Gravari-Barbas, 2003‬‬

‫‪3‬‬
‫‪07/12/2021‬‬

‫إن التعاطي مع مفهوم التراث اليوم أصبح يتجاوز النظرة المتحفية‬ ‫•‬ ‫• لقد انتقلت المواد التراثية من الخاص إلى العام‪ ،‬ومن المقدس إلى غير‬
‫التي سادت خالل القرن ‪20‬م‪ ،‬والتي كان همها هو الحفاظ على معالم‬ ‫المقدس‪ ،‬ومن المادي إلى غير المادي [ ‪Convention sur le‬‬
‫الماضي التاريخية دون نزع القدسية عنها‪.‬‬ ‫‪.]patrimoine culturel immatériel, 2003‬‬

‫النقاش الراهن يكمن في اعتبار التراث رافدا من روافد التجديد‬ ‫•‬ ‫كما أن التوزيع المجالي للتراث أصبح ال يقتصر على تتريث مواد‬ ‫•‬
‫والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬يمكن أن ينهل منه السكان بوصفه‬ ‫معزولة ولكن ليشمل مجاالت ترابية مختلفة ومتنوعة (منتزهات‬
‫طاقة قابلة للتعبئة والتثمين‪.‬‬ ‫طبيعية‪ ،‬مجاالت بحرية‪)..،‬؛ أي إدماج أشياء طبيعية قابلة للتثمين‪.‬‬
‫على هذا األساس‪ ،‬تناسلت عدة مفاهيم جديدة بناء على تصورات‬ ‫•‬ ‫ومن المالحظ‪ ،‬أن هناك تطور تصنيفي (المواد) وجغرافي (األماكن)‪.‬‬ ‫•‬
‫جديدة ومنها على سبيل الحصر‪ :‬رد االعتبار‪ ،‬اإلنقاذ‪ ،‬التأهيل‪،‬‬ ‫لكن السؤال الذي يطرح نفسه براهنية يتعلق بـ‪:‬‬ ‫•‬
‫التجديد‪ ،‬المحافظة‪ ،‬إعادة التوظيف‪ ،‬التنمية التراثية‪،..‬‬ ‫✓ أين نحن من التقدم الزمني للمواد التراثية؟‬
‫هذه المفاهيم تعبر عن ثقافة جديدة وعن إستراتجية تجعل التراث‬ ‫•‬ ‫✓وما مكانة االبتكارات الراهنة في عالم التراث؟‬
‫يعيش ككيان حي ومتحرك ومتفاعل مع المحيط المحلي والدولي‪.‬‬ ‫إذ أن الفن الحالي الذي اشتهر منذ عدة عقود أصبح يندرج في الميادين‬ ‫•‬
‫الثقافية إلى جانب المواد القديمة جدا‪.‬‬

‫• المغرب اليوم‪ ،‬يعيش على ايقاعات السياق الكوني‪ ،‬حيث استوعب‬


‫في ظل هذه االكراهات‪ ،‬لم تتوحد الرؤى والتصورات حول صيغة‬ ‫•‬ ‫هذا التوجه‪ ،‬وذلك بالنظر إلى كونه‪:‬‬
‫كفيلة لتدبير وصيانة هذا الرصيد‪ ،‬وذلك بسبب تعدد المتدخلين والذي‬
‫✓يملك رصيد تراثيا تاريخيا ذو حمولة حضارية وثقافية (أكثر من‬
‫نتج عنه تعدد في المقاربات وتداخال في االختصاصات‪ ،‬في وقت‬
‫‪ 30‬مدينة عتيقة‪ ،‬القصور والقصبات بالمجال الصحراوي وشبه‬
‫تستمر فيه أزمة التراث بشقيه المادي وغير المادي‪.‬‬
‫الصحراوي‪)..‬؛‬
‫نحن إذا أمام إشكالية عويصة تتعلق بالبحث عن البدائل واقتراح‬ ‫•‬
‫✓يحتضن تراثا طبيعيا واركيولوجيا ناذرا يتوزع على المستوى‬
‫مناهج جديدة لحل مختلف اإلشكاالت التي يطرحها التراث بصفة‬
‫الوطني‪.‬‬
‫عامة‪.‬‬
‫✓يتوفر على تراث ال مادي يعكس الغنى والتنوع الثقافي (لغة‪،‬‬
‫ففهم التراث‪ ،‬يحتم علينا التعاطي مع جملة من المفاهيم والمعطيات‬ ‫•‬
‫عادات‪ ،‬تقاليد‪ ،‬مهارات‪ ،‬خبرات‪ ،‬فنون‪ ،‬موسيقى‪ ،‬آداب‪،‬‬
‫التاريخية والجغرافية واالقتصادية والمعمارية والقانونية؛‬
‫علوم‪.)..‬‬
‫وهذه المعطيات هي بمثابة وثائق لفهم السياسة المعتمدة في مجال‬ ‫•‬
‫• هذا الرصيد التراثي‪ ،‬يعاني إكراهات شتى ما فتئت تهدده وتجعله‬
‫المحافظة على التراث عموما‪.‬‬
‫أسيرا لمسلسل التدهور والتالشي والتي تفوق سرعته سرعة مبادرات‬
‫اإلصالح‪ ،‬اإلنقاذ‪ ،‬رد االعتبار‪،‬التجديد‪ ،‬التأهيل‪ ،‬المحافظة‪.،..‬‬

‫‪4‬‬
‫‪07/12/2021‬‬

‫• على صعيد آخر‪ ،‬يمكن أن نشير إلى مختلف الدراسات التي تناولت‬
‫بعض جوانب إشكاالت المدن العتيقة بالمغرب نوردها كما يلي‪:‬‬
‫• لمقاربة موضوع التراث ومسلسل التتريث‪ ،‬سنحاول أن نتناوله وفق‬
‫✓ الدراسات التاريخية‪ :‬وهي دراسات شملت مختلف مظاهر التاريخ‬
‫الحضري واالقتصادي واالجتماعي‪ ...‬للمدن العتيقة‪ ،‬وأسهمت في‬ ‫المحاور التالية‪:‬‬
‫فهم حاضرها واستشراف مستقبلها؛‬
‫✓ المحور االول‪ :‬اإلطار النظري والمقاربة المنهجية‪.‬‬
‫✓ الدراسات المعمارية‪ :‬وهي دراسات أنجزها كل من طلبة المدرسة‬
‫الوطنية للهندسة المعمارية أو طلبة المعهد الوطني للتهيئة‬ ‫✓ المحور الثاني‪ :‬أقطاب اقتصاد التراث والتنمية‪.‬‬
‫والتعمير‪ .‬وتركز على إبراز الجانب المعماري والتقني‪ ،‬ثم هناك‬
‫دراسات المعهد لعلوم الوطني اآلثار والتراث والتي تركز على‬ ‫✓ المحور الثالث‪ :‬التراث العمراني بالواحات (حاالت ونماذج)‪.‬‬
‫الجانب االثري‪.‬‬
‫✓ الدراسات الجغرافية‪ :‬وهي من إنجاز باحثين في جغرافية المدن‪،‬‬
‫وقد أسهمت في تشخيص واقع حال المدن العتيقة في مختلف‬
‫أبعادها وتجلياتها‪ ،‬ووفرت قاعدة من المعطيات للمتدخلين‬
‫والباحثين في هذا المجال‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬اإلطار النظري‪ :‬المفاهيم المهيكلة والمقاربة المنهجية‬


‫• دراسات الهيئات والدولية‪ :‬وتهم دراسات رد االعتبار لمدينة فاس‬
‫‪ -1‬مفهوم التراث‬ ‫على الخصوص والتي أسهم فيها كل من الهيئات الدولية والمحلية‬
‫(البنك الدولي‪ ،‬برنامج االمم المتحدة االنمائي‪ ،‬جامعة هارفد‪،‬‬
‫• يعرف مفهوم التراث تباينا واختالفا أثناء تحديد ماهيته‪ ،‬حيث لم يتم‬
‫المجموعة الثمانية‪ ،..‬وكلها دراسات للجدوى ومشاريع مندمجة لرد‬
‫االتفاق على تعريف موحد ما بين الباحثين والدارسين‪ .‬فكل تخصص‬ ‫االعتبار‪.‬‬
‫يعرفه من الزاوية الذي ينظر منها إليه‪.‬‬ ‫• دراسات التخطيط الحضري‪ :‬وتتمثل في الدراسات المتعلقة بإعداد‬
‫تصاميم رد االعتبار للمدن العتيقة‪ ،‬والمخططات التوجيهية للتهيئة‬
‫❖ الداللة اللغوية واالصطالحية‬ ‫العمرانية‪ .‬وتهتم هذه الدراسات بتشخيص واقع حال المدن العتيقة‪،‬‬
‫الكلمة‬ ‫من‬ ‫مشتقة‬ ‫التراث‬ ‫اللغوية‪:‬‬ ‫▪ الداللة‬ ‫وتركز باالساس على الجانب المعماري والعمراني‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫تقارير تقنية ليس إال‪.‬‬
‫الالتينية »‪ « patrimonium‬وتعني "األشياء الموروثة والمنحدرة‬
‫–حسب القانون‪ -‬من اآلباء واألمهات إلى األبناء [‪.]Littré‬‬

‫‪5‬‬
‫‪07/12/2021‬‬

‫راث‪ .‬نقول ت ََركََ ت ُ َراثاً؛ أي ِإ ْرثا‪ .‬وهو ما يُ َخلِفه‬


‫اإل ُ‬
‫• الت ُراث‪ :‬اسم‪ ،‬يعني ِ‬
‫▪ الداللة االصطالحية‪:‬‬ ‫الميت لورثته؛‬
‫ِ‬
‫• كل ما أثمره العقلُ البشري في مختلف مناحي الحياة الفكرية‬
‫• والت َُر ُ‬
‫اث هو كل‪:‬‬
‫والمادية والمعنوية‪ ،‬وذلك من خالل التفاعل والحراك الفكري‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وصار ميراثًا لألبناء من اآلباء‪ ،‬سواء أكان ميراثًا‬ ‫ُون) ويَنْت َ ِق ُل مِ نْ ِجيل إِلَى‬ ‫ب‪ُ َ،‬علُ ٍَ‬
‫وم‪ ،‬فُن ٍَ‬ ‫• َما لَ َهُ قِي َمة بَاقِيَة (عادَا ٍ‬
‫ت‪ َ،‬آدَا ٍ‬
‫عمرانيًّا وماديًّا‪ ،‬أم كان لغ ًةً أو ً‬
‫فكرا‪ ،‬أو عادات وتقاليد‪ ،‬أو تجارب‬
‫وخبرات‪ ،‬أو عالقات اجتماعية‪.،..‬‬ ‫اث األَدَبِ َُّ‬
‫ي) ؛‬ ‫اث الحضاري‪ ،‬الت َُّر ُ‬
‫ي‪ ،‬الت َُّر ُ‬ ‫اث اإل ْن َ‬
‫سانِ ُّ‬ ‫ِجيل (الت َُّر ُ‬
‫• على هذا األساس‪ ،‬يمكن اعتبار التراث‪:‬‬ ‫ماديَّة (الكتب‬ ‫• ما خلفه ال َّ‬
‫سلف من آثار علمية وفنية وأدبية‪ ،‬سواء ِ‬
‫✓مكونا أساسيا للتراب‪ ،‬ورمزا للتعبير عن هوية المجال وقاطنيه‪.‬‬
‫يضم أشياء مادية وغير مادية والتي ترتبط بخصوصية مجال‬ ‫واآلثار وغيرها)‪ ،‬أم معنوية (اآلراء واألنماط والعادات الحضاريَة‬
‫معين دون غيره عبر تعاقب األجيال [ ‪]De Wall.V, 1987‬؛‬ ‫الً بعد جيل)‪ ،‬مما يعتبر نفيسا بالنسبة لتقاليد العصر‬
‫المنتقلة جي َ‬
‫الحاضر وروحه (الت ُّراث اإلسالميَ ‪ /‬الثَّقافيَ ‪ /‬ال ََّ‬
‫شعبيَ)‪.‬‬

‫يمكن أن يلعب التراث دور المعبئ والمحرك للطاقات المنتجة من أجل‬ ‫•‬ ‫• هو كل األشياء المادية وغير المادية المنقولة من األجيال السالفة‬
‫تنمية محلية وجهوية مندمجة ومستديمة‪.‬‬ ‫إلى األجيال الالحقة‪ ،‬حيث يترك كل مجتمع بصمته على المجال‬
‫والتي تغني تنوع نسق التراث وتقوي رمزية التراب وهويته‬
‫التراث هو مجموع المواد الثقافية الحاملة لتاريخ وهوية جماعة‬ ‫•‬
‫[‪]Chiva .I, 1994‬؛‬
‫بشرية والتي تتطلب الحفاظ باعتبارها تدل على الهوية؛‬
‫• هو كل األشياء الفنية والتاريخية واالركيولوجية‪ ،..‬وكل األشياء‬
‫ترتكز المحافظة على التراث على أربعة عناصر تهم التاريخ‪،‬‬ ‫•‬
‫التي تطبع المجال فنيا أم علميا أم تاريخيا أم حضاريا [ ‪Greffe.X,‬‬
‫والنماذج‪ ،‬والجمالية‪ ،‬والهوية؛‬ ‫‪.]1999‬‬
‫يتوفر التراث على بعد اقتصادي يطابق قيم التبادل وإنتاج المنافع‪.‬‬ ‫•‬ ‫• من هنا‪ ،‬يمكن تحديد مفهوم التراث من منطلقات عدة تحظى‬
‫في هذا المنظور‪ ،‬تشكل المواقع السياحية والمشاهد المرتبطة بها‬ ‫•‬ ‫بالراهنية في دينامية المجاالت الترابية‪:‬‬
‫والصناعة التقليدية‪ ،..‬موارد ثمينة باعتبارها منتجات قابلة للتبادل‬ ‫• يعتبر التراث مرجعية تاريخية وثقافية حاسمة في تركيز دعائم‬
‫في سياق رأسمالي‪.‬‬ ‫ومقومات الشخصية المحلية والوطنية‪ ،‬وتقوية الشعور باالنتماء‪،‬‬
‫وكعامل اطمئنان وسكينة في خضم تيار العولمة الجارف‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪07/12/2021‬‬

‫‪ -2‬كيفية تكوين مفهوم التراث‬


‫• عملية تكوين مفهوم التراث‪ ،‬ومن ثمة التعرف على ما يمكن اعتباره‬
‫▪ ال يمكن تكوين مفهوم التراث إال انطالقا من‪:‬‬ ‫ملكا تراثيا تشكالن آليتان أساسيتان في تكوين الهوية الجماعية‪.‬‬
‫• المجال االجتماعي‪ :‬التراث هو مفهوم عمومي؛ إذ يوجد التراث‬ ‫• يظل دور الدولة ذو أهمية قصوى‪ ،‬وال سيما في ظل سياسة‬
‫الالمركزية الجاري بها العمل حاليا‪ ،‬حيث يتعين االضطالع‬
‫حينما تكون الجماعة‪ ،‬سواء كانت وطنية أم محلية‪ ،‬تعترف به‬
‫بمسؤولية أكبر في تعريف التراث والنهوض به‪.‬‬
‫كتراث‪ .‬ولذلك‪ ،‬فالتراث هو ملك مشترك‪ ،‬يتضمن قيما متقاسمة‬ ‫• ولذا فالدولة مدعوة اليوم إلى لعب دور رئيسي في‪:‬‬
‫من لدن المجتمع ويتعرف المجتمع من خاللها على هويته‪.‬‬ ‫✓تكوين "وعي تراثي جماعي" بأهمية التراث على الصعيد‬
‫االجتماعي واالقتصادي؛‬
‫• االكتشاف‪ :‬يساهم اكتشاف موقع أو نسيح مبني أو أحد المعالم‬
‫✓اتخاذ اإلجراءات المفيدة لتوعية المجتمع المحلي بدور التراث‬
‫بواسطة السياحة‪ ،‬ورفعه إلى قيمة تراثية‪ ،‬في هذا التكوين‪ ،‬بمعنى‬ ‫في بناء الهوية المحلية‪.‬‬
‫أن االعتراف من لدن الفاعل الخارجي (السائح)‪ ،‬قد يؤدي إلى‬
‫االعتراف بهذه القيمة واعتمادها من طرف المجتمع المحلي؛‬

‫• المستعملون (السكان)‪ :‬يفيد تعريف التراث من قبل مجموعة‬


‫محدودة من المستعملين من وضع أسس تكوين "قيم تراثية‬ ‫• دور الفاعل العمومي‪ :‬في سياق الالمركزية الجاري العمل بها حاليا‪،‬‬

‫مشتركة"‪ .‬وبدون تبني المفهوم من طرف معظم السكان‪ ،‬فإن هذه‬ ‫حيث تضطلع الدولة والجماعات الترابية بمسؤولية أكبر في التعريف‬

‫األسس تظل هشة وغير مستدامة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن أي سياسة‬ ‫بالتراث والنهوض به‪ ،‬فأن السلطات العمومية تتوفر على قدرة‬

‫للمحافظة يمكن تأويلها كعائق أمام التنمية والعصرنة‪.‬‬ ‫للتعبئة أكثر من الفاعلين اآلخرين‪ .‬ولهذا‪ ،‬فهي مدعوة إلى لعب دور‬

‫• بناء ثقة متبادلة‪ :‬بدون مشاركة كاملة للسكان‪ ،‬تكون المحافظة‬ ‫رئيسي في‪:‬‬

‫على التراث صعبة جدا‪ .‬ولهذا تتطلب عمليات المحافظة وإعادة‬ ‫✓ تكوين "وعي تراثي جماعي"‬
‫التأهيل –في نقط معينة‪ -‬بناء ثقة متبادلة ما بين السكان‬ ‫✓ اتخاذ إجراءات توعية المجتمع المحلي بأهمية التراث على‬
‫والسلطات العمومية‪ ،‬ومن ثمة اكتساب مشروعية التدخل‪ .‬وهذه‬ ‫الصعيد االجتماعي واالقتصادي وبناء الهوية‪.‬‬
‫المشروعية ال يمكن تحقيقا إال بشرطين هما‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪07/12/2021‬‬

‫✓ أن تكتسب السلطات العمومية اعترافا كفاعل رئيسي في‬


‫المحافظة قادرة على إعداد سياسة إعادة التأهيل (تحسين‬
‫ظروف عيش السكان القاطنين)؛‬

‫✓ أن تكون السلطات العمومية قادرة على تعبئة الفاعلين‬


‫اآلخرين بما فيهم السكان‪ ،‬حيث تظل الموارد دونهم غير‬
‫كافية‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like