Professional Documents
Culture Documents
باب الحج والعمرة
باب الحج والعمرة
ج : 6اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج ،فقيل في سنة خمس ،وقيل في سنة ست ،وقيل في سنة تسع ،وقيل في سنة
عشر ،وأقربها إلى الصواب القوالن األخيران ،وهو أنه فرض في سنة تسع وسنة عشر ،واهلل أعلم.
حكم الحج:
س: 2نوع من الناس يقولون :إن الحج بأبواب منازلهم ،ويزيدون في قولهم بأن كل من ذهب إلى الديار المقدسة فإنه يرجع وقلبه خال
من الرحمة ،بل أشد قسوة ،وهذا الرهط من البشر أغلبيتهم في استطاعتهم أداء الفريضة ولم يفعلوا .ما حكم من قال بهذا ،وهل تطبق
ج : 2الحج ركن من أركان اإلسالم ،فمن جحده أو أبغضه بعد البيان فهو كافر ،يستتاب فإن تاب وإال قتل ،ويجب على المستطيع أن
فضل الحج:
س: 1الحج المبرور هل يغفر كبائر الذنوب؟ ومتى تكون التجارة جائزة في الحج؟
يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه »)(1متفق عليه ،وقال صلى اهلل عليه وسلم« :العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ،والحج المبرور
ليس له جزاء إال الجنة »)(2متفق عليه ،فالحج وغيره من صالح األعمال من أسباب تكفير السيئات ،إذا أداها العبد على وجهها
ال بد لها من توبة؛ لما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ،عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال« :الصلوات الخمس،
والجمعة إلى الجمعة ،ورمضان إلى رمضان ،مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر »)(3وذهب اإلمام ابن المنذر رحمه اهلل وجماعة من
أهل العلم إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب؛ لظاهر الحديثين المذكورين.
ض اال ِم ْن َربِّ ُك ْم )} (4وهو :ال حرج عليكم في الشراء والبيع قبل اإلحرام وبعده (5).
اح أَ ْن تَ ْبتَ غُوا فَ ْ
ُجنَ ٌ
(1) 1أحمد ،494 ،484 ،410 ،248 ،229 / 2والبخاري ( 209 ،141 / 2ط المكتبة اإلسالمية استانبول) ،ومسلم ج 983 / 2برقم ( ، )1350وهذا لفظ
البخاري ،والترمذي 176 / 3برقم ( ، )811وابن ماجه 965 / 2برقم ( ، )2889والدارمي ،31 / 2والدارقطني ،284 / 2وعبد الرزاق 4 / 5برقم ( ، )8800وابن
خزيمة 131 / 4برقم ( ، )2514وابن حبان 7 / 9برقم ( ، )3694والبيهقي .262 ،262-261 ،261 / 5
(2) 2أخرجه مالك في الموطأ ،346 / 1وأحمد ،447 / 3 ،462 ،461 ،246 / 2والبخاري ،198 / 2ومسلم 983 / 2برقم ( ، )1350 ،1349والترمذي / 3
272برقم ( ، )933والنسائي 115 ،113 ،112 / 5برقم ( ، )2629 ،2623 ،2622وابن ماجه 964 / 2برقم ( ، )2888والدارمي ،31 / 2وعبد الرزاق -3 / 5
4 ،4برقم ( ، )8799 ،8798وابن خزيمة 359 ،131 / 4برقم ( ، )3073 ،3072 ،2513وابن حبان 9 / 9برقم ( ، )3696وابن الجارود 115 / 2برقم ()502
(1) 3أخرجه أحمد ،506 ،484 ،414 ،400 ،359 ،229 / 2ومسلم 209 / 1برقم ( )233واللفظ له ،والترمذي 418 / 1برقم ( ، )214وابن ماجه ،196 / 1
،345برقم ( ، )1086 ،598وابن خزيمة 158 / 3 ،162 / 1برقم ( ، )1814 ،314وابن حبان 176 / 6 ،25 / 5برقم ( ، )2418 ،1733والطبراني 155 / 4
برقم ( ، )3989والحاكم 259 / 4 ،120-119 / 1بنحوه ،وأبو عوانة ،20 / 2والبيهقي ،187 / 10 ،467 ،466 / 2والبغوي 177 / 2برقم () .345
(3) 5تفسير ابن جرير 162 / 4برقم ( )3761تحقيق أحمد شاكر ،وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور .222 / 1
س :أنا امرأة متزوجة وأريد الحج ،وإنني قد جلست مع زوجي أربعين سنة وقد طلبته الحج فيوافق وإذا جاء الحج أو العمرة منع ال
أمشي عشان عنده غنم وبقر أجلس معها ،وإنه قد حج أكثر من خمس حجج وأنا أريد الحج ،فهل يجوز أن أمشي مع أزواج بناتي؟
ج :إذا كان الواقع من حالك مع زوجك ما ذكرت ،ولم تحجي حج الفريضة ولم تعتمري وجب عليك أن تسافري مع من ذكرت من
المحارم ولو لم يأذن زوجك؛ ألن تركك الحج مع قدرتك على أدائه محرم ،وال طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
حج الكافر:
س : 3هل الذي حج حجة اإلسالم ثم بعدها زنى وتهاون بالصالة؛ فرض يصليه وفرض يتركه ،ثم بعد ذلك تاب ،فهل حجه هذا يكفيه
ج : 3ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال« :بني اإلسالم على خمس :شهادة أن ال إله إال اهلل ،وأن محمدا رسول اهلل،
وإقام الصالة ،وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان ،وحج بيت اهلل الحرام » ) ،(1وشأن الصالة عظيم ،وقد ذكرها اهلل بعد الشهادتين؛ ولهذا
قال صلى اهلل عليه وسلم« :العهد الذي بيننا وبينهم الصالة ،فمن تركها فقد كفر (2) » .فهذا الشخص الذي يصلي فرضا ويترك فرضا
متالعب بدين اهلل عز وجل ،والشخص إذا ترك فرضا واحدا يستتاب ثالثا ،فإن تاب وإال قتل ،وقد ذكرتم أنه تاب ،ومن تاب تاب اهلل
عليه ،وعلى هذا األساس يعيد الحج احتياطا وخروجا من الخالف؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما ال يريبك » )(3وأما
ما ذكرته من أنه زنا بعدما حج فإن كان فعله للزنا استحالال له فهذا كفر محبط لعمله السابق ،ويعيد الحج ،وإن كان يفعله مع اعتقاد
تحريمه فهذا كبيرة من كبائر الذنوب ،وال بد فيها من التوبة ،وحجه صحيح ،وإثم الزنا باق عليه حتى يتوب« .
1صحيح البخاري اإليمان ( ، )8صحيح مسلم اإليمان ( ، )16سنن الترمذي اإليمان ( ، )2609سنن النسائي اإليمان وشرائعه ( ، )5001مسند أحمد بن حنبل () .93/2
2صحيح البخاري اإليمان ( ، )8صحيح مسلم اإليمان ( ، )16سنن الترمذي اإليمان ( ، )2609سنن النسائي اإليمان وشرائعه ( ، )5001مسند أحمد بن حنبل () .93/2
(1) 3أحمد ،153 / 3 ،200 / 1والترمذي 668 / 4برقم ( ، )2518والنسائي 328-327 / 8برقم ( ، )5711والدارمي ،245 / 2وعبد الرزاق 117 / 4برقم
( ، )4984وابن خزيمة 59 / 4برقم ( ، )2348وابن حبان 498 / 2برقم ( ، )722وأبو يعلى 132 / 12برقم ( ، )6762والحاكم ،99 / 4 ،13 / 2والطبراني في
الكبير 76 ،75 / 3برقم ( ، )2711 ،2708وفي الصغير ،102 / 1والطيالسي ص 163برقم ( ، )1178والبيهقي ،335 / 5والبغوي في شرح السنة 17-16 / 8
س : 5لماذا تبدأ الجزائر الصيام بيوم واحد قبل المغرب كل سنة ،وما هي االستطاعة بالنسبة للحج ،وهل ثوابه أكبر عند توجهه إلى
مكة المكرمة أم بعد عودته منها ،وهل أجره عند اهلل أكبر إذا عاد منها إلى وطنه أم إلى هنا حيث عمله أوال؟
ج : 5الوصول إلى حقيقة األمر فيما سئل عنه من تقدم الجزائر على المغرب في صوم رمضان بيوم كل سنة يرجع فيه إلى المسئولين في
الدولتين؛ ليبنى فيه الجواب على واقع الدولتين ،وهما به أعرف ،فليوجه هذا السؤال إليهما بعد التأكد من دوام التقدم كل سنة على ما
ذكره السائل.
أما االستطاعة بالنسبة للحج :فأن يكون صحيح البدن ،وأن يملك من المواصالت ما يصل به إلى بيت اهلل الحرام من طائرة أو سيارة
أو دابة أو أجرة ،ذلك حسب حاله ،وأن يملك زادا يكفيه ذهابا وإيابا ،على أن يكون ذلك زائدا عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع
من حجه ،وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها في سفرها للحج أو العمرة.
أما ثواب حجه فعلى قدر إخالصه هلل ،وما قام به من نسك ،وما تجنب من منافيات لكمال حجه ،وما بذله من مال وتحمله من جهد
سواء رجع أو أقام أو مات قبل تمام حجه ،أو بعده ،واهلل أعلم بحاله ،وهو الذي يتولى جزاءه .وعلى المكلف أن يعمل ويحكم عمله
ويراعي فيه موافقته للشريعة اإلسالمية ظاهرا وباطنا ،كأنه يرى ربه ،فإنه وإن لم يره فاهلل يراه ومطلع عليه ،وال يبحث عما إلى اهلل ،فإنه
سبحانه رحيم بعباده يضاعف لهم الحسنات ،ويعفو عن السيئات ،وال يظلم ربك أحدا ،فعليك بنفسك ودع ما هلل هلل ،الحكم العدل،
الرؤوف الرحيم.
س: 1هل يجوز الحج من مال دية المقتول -أي إذا قتل إنسان وأخذت ديته -فهل يجوز اإلنفاق على الحج من هذا المال؟
ج : 1يجوز الحج من الدية لكل واحد من الورثة من نصيبه الخاص إذا كان مكلفا.
س: 2ما حكم من حج من مال حرام -يعني :فوائد بيع المخدرات -ثم يرسلون تذاكر الحج آلبائهم ويحجون ،مع علم بعضهم أن
تلك األموال جمع من تجارة المخدرات ،هل هذا الحج مقبول أم ال؟
ج: 2كون الحج من مال حرام ال يمنع من صحة الحج ،مع اإلثم بالنسبة لكسب الحرام ،وأنه ينقص أجر الحج ،وال يبطله.
س : 2حينما جاء شهر ذي الحجة كنت أتشوق لزيارة بيت اهلل الحرام ،ولكن الراتب ما زال عليه أسبوع ،ولم يكن معي سوى مصاريف
الشهر ،ولكن إخواني بالعمل أصروا على ذهابي معهم حيث إن العمر غير مضمون ،وقام أحدهم بإعطائي مبلغا من المال يكفي كل
نفقات الحج ،فقلت له :إن القرض والسلف ال يصح بهما الحج ،فقال :إذا كان صاحب القرض أو صاحب الدين أذن للمقترض أو
للمدين فهذا يصح به الحج ،وأنا أعطيتك المبلغ برضائي وبإذني ،وذهبت إلى الحج وبعد عودتي مباشرة في نفس الشهر أعطيته نصف
الشهر الذي حججت فيه قبل سفري للحج ،حيث إنني آخذ راتبي بالشهر اإلفرنجي ،فالمال الذي حججت به أخذته برضا صاحبه
وبرغبة
ج : 2الحج صحيح إن شاء اهلل تعالى ،وال يؤثر اقتراضك المبلغ على صحة الحج.
النيابة في الح:
س : 2هل الذي يحج عن الميت أو عن شيخ عجوز ولم يسبق له الحج وال مال له إال مال موكله يقدم حجة نفسه أو الذي وكله؟
ج: 2ال يجوز لإلنسان أن يحج عن غيره قبل حجه عن نفسه ،واألصل في ذلك ما رواه ابن عباس رضي اهلل عنهما «أن النبي صلى اهلل
عليه وسلم سمع رجال يقول :لبيك عن شبرمة ،قال" :حججت عن نفسك؟ " قال :ال ،قال" :حج عن نفسك ،ثم عن شبرمة (1) » .
الحج عن الميت:
س : 2رجل مات ولم يقض فريضة الحج ،وأوصى أن يحج عنه من ماله ويسأل عن صحة الحجة ،وهل حج الغير مثل حجه لنفسه؟
ج : 2إذا مات المسلم ولم يقض فريضة الحج وهو مستكمل لشروط وجوب الحج وجب أن يحج عنه من ماله الذي خلفه سواء
أوصى بذلك أم لم يوص ،وإذا حج عنه غيره ممن يصح منه الحج وكان قد أدى فريضة الحج عن نفسه صح حجه عنه وأجزأ في
سقوط الفرض عنه ،وأما تقويم حج المرء عن غيره هل هو كحجه عن نفسه أو أقل فضال أو أكثر؟ فذلك راجع إلى اهلل سبحانه ،وال
شك أن الواجب عليه المبادرة بالحج إذا استطاع قبل أن يموت؛ لألدلة الشرعية الدالة على ذلك ،ويخشى عليه من إثم التأخير.
المواقيت:
س : 5إذا صار فيه موظف مسافر من تبوك إلى مكة المكرمة لعمل رسمي وحكم عليه العمل أن يدخل مكة بدون أن يحرم ،ورجع إلى
جدة لفترة قصيرة وأحرم من جدة ورجع إلى مكة ألداء العمرة فما رأي فضيلتكم في ذلك؟ هل تكتب له عمرة أم ال؟
ج : 5من مر على أي واحد من المواقيت التي ثبتت عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أو حاذاه جوا أو برا أو بحرا وهو يريد الحج
أو العمرة وجب عليه اإلحرام ،وإذا كان ال يريد حجا وال عمرة فال يجب عليه أن يحرم ،وإذا جاوزها بدون إرادة حج أو عمرة ،ثم أنشأ
الحج أو العمرة من مكة أو جدة فإنه يحرم بالحج من حيث أنشأ من مكة أو جدة -مثال -أما العمرة فإن أنشأها خارج الحرم أحرم من
حيث أنشأ ،وإن أنشأها من داخل الحرم فعليه أن يخرج إلى أدنى الحل ويحرم منه للعمرة .هذا هو األصل في هذا الباب ،وهذا
(1) 1أخرجه أبو داود 403 / 2برقم ( ، )1811وابن ماجه 969 / 2برقم ( ، )2903والدارقطني ،270-267 / 2وابن خزيمة 345 / 4برقم ( ، )3039وابن حبان
299 / 9برقم ( ، )3988وأبو يعلى 329 / 4برقم ( ، )2440والطبراني في الكبير 34 / 12برقم ( ، )12419وفي األوسط 182 / 6 ،382 / 4 ،7 / 3برقم
(( )6130 ،4495 ،2300ط :دار الحرمين القاهرة) ،وفي الصغير ،226 / 1وابن الجارود 113 / 2برقم ( ، )499والبيهقي .180 / 5 ،337 ،336 / 4
الشخص المسئول عنه إذا كان أنشأ العمرة من جدة وهو لم يردها عند مروره الميقات فعمرته صحيحة وال شيء عليه.
ج : 7ميقات العمرة لمن بمكة الحل؛ ألن عائشة رضي اهلل عنها لما ألحت على النبي صلى اهلل عليه وسلم أن تعتمر عمرة مفردة بعد
أن حجت معه قارنة أمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب معها إلى التنعيم لتحرم منه بعمرة ،وهو أقرب ما يكون من الحل إلى مكة ،وكان
ذلك ليال ،ولو كان اإلحرام بالعمرة من مكة أو من أي مكان من الحرم جائز لما شق النبي صلى اهلل عليه وسلم على نفسه وعلى عائشة
وأخيها بأمره أخاها أن يذهب معها إلى التنعيم لتحرم منه بالعمرة ،وقد كان ذلك ليال وهم على سفر ،ويحوجه ذلك إلى انتظارهما،
واإلذن لها أن تحرم من منزلها معه ببطحاء مكة ،وعمال بسماحة الشريعة
اإلسالمية ويسرها؛ وألنه ما خير بين أمرين إال اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ،فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ،وحيث لم يأذن لها في
اإلحرام بالعمرة من بطحاء مكة دل ذلك على أن الحرم ليس ميقاتا لإلحرام بالعمرة ،وكان هذا مخصصا لحديث« :وقت رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم ألهل المدينة ذا الحليفة ،وألهل الشام الجحفة ،وألهل نجد قرن المنازل ،وألهل اليمن يلملم ،هن لهن ولمن أتى
عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج والعمرة ،ومن كان دون ذلك فمهله من أهله ،حتى أهل مكة من مكة (1) » .
باب اإلحرام:
س :لما بلغت الخامسة عشرة من عمري ،طلبت من والدي أن أحج معه ،مظهرا له أن قصدي أداء فريضة الحج ،ولكن لم يكن
قصدي ونيتي أداء الفريضة ،بل كان قصدي حب االستطالع ورؤية مكة المكرمة ،والمدينة المنورة ،ومشاهدة المشاعر المقدسة وغير
ذلك ،أما الفريضة فسأقضيها فيما بعد إن شاء اهلل ،علما أني قضيت ذلك الحج على ما يرام رغم شكوكي نقص في رمي إحدى
الجمرات ،فهل أعيد الفريضة؟ علما أني حريص على إعادتها احتياطا.
(1) 1صحيح البخاري الحج ( ، )1524صحيح مسلم الحج ( ، )1181سنن النسائي مناسك الحج ( ، )2654مسند أحمد بن حنبل ( ، )238/1سنن الدارمي المناسك
() .1792
ج :إن كان األمر كما ذكرت من أنك أديت الحج على ما يرام ،فقصدت الحج عند اإلحرام ،وأديت جميع فرائضه ،فحجك صحيح
إن شاء اهلل ،يسقط به عنك حج الفريضة ،وال تأثير لقصدك ابتداء مشاهدة مكة والمدينة وغيرهما من األماكن على صحة حجك ،وهو
قريب في الحكم من قصد التجارة مع الحج ،غير أن له تأثيرا على مقدار ثوابك عن الحج ،حيث نويت ابتداء نية أخرى ،وصاحب
محظورات اإلحرام:
س :إنني في عطلة الربيع الماضية اصطحبت أهلي وأوالدي بنية زيارة أختي في الطائف ،ونأخذ عمرة والعالج في جدة ،هذه هي النية
أساسا .الذي حصل أننا أقمنا في الطائف يوما ثم ذهبنا إلى جدة مارين بمكة ولم نحرم من السيل ،حيث كنت أعتقد أن ما في ذلك
شيء ،فأخرنا العمرة حتى العودة من جدة ،وفعال بعد انتهائنا من جدة أحرمنا بالعمرة ونسينا أيضا لم نصل ركعتين بعد اإلحرام ،وكان
يدور في نفسي بأن فيه ميقاتا فيما بين جدة ومكة ،فلم نجد ميقاتا ،وواصلنا حتى الحرم وأخذنا عمرة .وعند العودة للعمل قصيت ذلك
على بعض مدرسي المعهد العلمي ،فقالوا :إن علينا دما ،وإنه كان يجب علينا أال نمر مكة حتى نأخذ العمرة .فأرجو من سماحتكم
ج :الواجب على من نوى العمرة ثم مر بالميقات أن يحرم منه ،وال يجوز له مجاوزته بدون إحرام ،وحيث لم تحرموا من الميقات فإنه
يجب على كل منكم دم ،وهو ذبح شاة تجزئ في األضحية تذبح بمكة المكرمة ،وتقسم على فقرائها ،وال تأكلوا منها شيئا ،أما ترك
س: 3رجل يريد الحج وحلق لحيته في 2ذي الحجة وهو لم يعلم ،وذهب بعد ذلك في اليوم الخامس .فهل يجوز عليه فدي أم ال؟
ج : 3إذا كان حلقه للحيته قبل اإلحرام فهو عاص بحلق لحيته ،وعليه أن يستغفر اهلل ويتوب إليه ،وال فدية عليه ،ولكن يجب عليه
إعفاء لحيته وعدم العودة إلى حلقها أو قصها؛ ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم أمر بإعفاء اللحى وإرخائها ،وأمر بقص الشوارب.
ج : 2إذا فعل ذلك قبل اإلحرام فال حرج في ذلك ،إال أن يكون أراد أن يضحي وقد دخل شهر الحجة فال يجوز له ذلك؛ ألن
الرسول صلى اهلل عليه وسلم نهى عن ذلك ،وأما فعل ذلك بعد اإلحرام أي بعد نية الدخول في اإلحرام فال يجوز مطلقا؛ ألن المحرم
ليس له أن يقلم أظفاره أو يأخذ شيئا من شعره إال إذا فرغ من طوافه وسعيه للعمرة ،فإنه يتحلل من إحرامه بالحلق أو التقصير ،وهكذا
في الحج إذا رمى جمرة العقبة ،فإنه يشرع له أن يحلق أو يقصر ،والحلق أفضل ،ثم يتحلل سواء كان ذلك قبل الذبح أو بعده ،وكونه
س :قد حج والدي في سنة ماضية ،وكان مريضا مرضا شديدا ولم يقدر على اإلحرام فما الواجب عليه؟
ج :إذا أحرم الحاج بمالبسه لدعاء الحاجة إلى ذلك بسبب برد ومرض ونحو ذلك فهو مأذون له في ذلك شرعا ،والواجب عليه
بالنسبة إلى لبس المخيط صيام ثالثة أيام ،أو إطعام ستة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد ،أو ذبح شاة تجزئ
أضحية ،وكذلك الحكم إذا غطى رأسه ،ويجزئه الصيام في كل مكان ،أما اإلطعام والشاة فإن محلها الحرم المكي.
س :لقد سبق لي أن اشتريت من منطقة جيزان ظبيا رضيعا ،وأحضرته إلى مكة المكرمة في مقر سكني .واآلن كبر وتأذينا منه ،فهل
يجوز لي أن أنقله من مكة إلى الطائف ،أو جدة وأبيعه ،أو أخرج به إلى الحل وأذبحه وأستفيد من لحمه؟ أفتوني.
ج :إذا كان الواقع كما ذكرت ،فلك أن تذبح الظبي بمكة أو تبيعه فيها ،وأن تخرج به إلى الطائف أو جدة أو غيرهما من الحل؛
لتذبحه أو تبيعه بالحل على الصحيح من أقوال العلماء في ذلك؛ ألن النص ورد في تحريم الصيد على المحرم ،ولو كان في غير
الحرم ،وتحريم الصيد على من في الحرم ،ولو كان غير محرم ،وما سألت عنه ليس من هذين األمرين ،وال في معناهما ،فيبقى ما ذكرت
ش ْي ٍء
آمنُوا لَيَبْ ل َُونَّ ُك ُم اللَّهُ بِ َ ِ
على األصل من اإلباحة اقتناء وذبحا؛ ألنك ملكته خارج الحرم وأنت حالل ،قال اهلل تعالى{ :يَا أَيُّ َها الَّذ َ
ين َ
ِ ك فَلَه َع َذ ِِ َم اللَّهُ َم ْن يَ َخافُهُ بِالْغَْي ِ ِ ِ ِمن َّ ِ
آمنُوا َال يم{ ) ( }يَا أَيُّ َها الَّذ َ
ين َ اب أَل ٌ ب فَ َم ِن ا ْعتَ َدى بَ ْع َد ذَل َ ُ الص ْيد تَ نَالُهُ أَيْدي ُك ْم َوِرَم ُ
اح ُك ْم ليَ ْعل َ
1
ٌ َ
س: 1هل يجوز خلع مالبس اإلحرام بعد أداء العمرة مع العلم بأنني متمتع؟
ج : 1يشرع لمن حج متمتعا أن يحل اإلحرام بعد أداء العمرة ،كالطواف والسعي والحلق أو التقصير ،ويلبس مالبسه العادية ،كما أمر
النبي صلى اهلل عليه وسلم أصحابه بذلك ،الذين لم يسوقوا الهدي في حجة الوداع ،ثم يحرم بالحج في اليوم الثامن.
العمرة:
س :هل العمرة واجبة على أهل مكة أم ال؟ وإذا كانت واجبة أرجو الدليل من الكتاب والسنة ،وإذا كانت غير واجبة ألهل مكة أرجو
الدليل أيضا ،وإذا كانت واجبة عليهم هل يذهبون إلى التنعيم أم ال؟ أفيدونا أفادكم اهلل.
ج :العمرة في اإلسالم واجبة مرة في العمر على أهل مكة وغيرهم؛ لعموم أدلة الوجوب.
وأما اإلحرام بالعمرة لمن كان داخل الحرم فمن الحل كالتنعيم ،والجعرانة ،ونحوهما.
بدع الحج:
س: 4ما حكم التلبية الجماعية للحجاج؟ حيث أحدهم يلبي واآلخرين يتبعونه.
س : 4إن الحجاج عند رجوعهم من البقاع المقدسة إلى بلدانهم يلزمون بيوتهم أسبوعا ال يخرجون ،ال لقضاء حوائجهم ،وال إلى
ج : 4ليس ذلك بسنة ،بل هو بدعة ،ومن ادعى أنه سنة فقد أخطأ .وأما جلوسهم في بيوتهم عن أداء الصالة في الجماعة في المسجد
فال يجوز ،إال لعذر شرعي ،وليس ما ذكر بعذر ،فهم آثمون في تخلفهم عن الصالة.
س :يقع حوادث سقوط بعض الحجاج أثناء صعودهم لجبل النور ونزولهم من الغار ،ويقترح بعض الناس القيام بعمل درج يؤدي إلى
موقع الغار مع قفل جميع الجهات بشبك حديدي يمنع دخول أي أحد إال من الطريق المخصص للصعود والنزول.
ج :الصعود إلى الغار المذكور ليس من شعائر الحج ،وال من سنن اإلسالم ،بل إنه بدعة ،وذريعة من ذرائع الشرك باهلل ،وعليه ينبغي أن
يمنع الناس من الصعود له ،وال يوضع له درج وال يسهل الصعود له؛ عمال بقول النبي صلى اهلل عليه وسلم« :من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد » )(1متفق على صحته وقد مضى على بدء نزول الوحي وظهور اإلسالم أكثر من أربعة عشر قرنا ،ولم نعلم أن
أحدا من خلفاء رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وال صحابته ،وال أئمة المسلمين الذين ولوا أمر المشاعر خالل حقب التاريخ الماضية
أنه فعل ذلك ،والخير كل الخير في اتباعهم والسير على نهجهم؛ حسبة هلل تعالى ،ووفق منهاج رسوله صلى اهلل عليه وسلم ،وسدا
لذرائع الشرك.
1صحيح البخاري الصلح ( ، )2697صحيح مسلم األقضية ( ، )1718سنن أبو داود السنة ( ، )4606سنن ابن ماجه المقدمة ( ، )14مسند أحمد بن حنبل () .256/6