Professional Documents
Culture Documents
إﻋﺪاد اﻟﺪراﺳﺔ/
ﻋﺎﺑﺪة ﺣﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﺳﻒ
إﺷﺮاف/
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺜﻤﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ ﯾﺤﻰ إدرﯾﺲ
1436ﻫـ 2015-م
أ
اﻵﯾﺔ
اﻹھﺪاء
إﻟﻰ أﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪر ﻋﻄﻔﺎ ً وﺗﺮﻣﻲ ﺑﻘﻄﺮة ﻧﺪى ...
ب
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن وﻣﺎزال ﻧﺒﻌﺎ ً ﯾﻔﯿﺾ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎن إﻟﻰ اﻟﺬي ﺗﻌﺬب وﺑﺬل ﻛﻞ ﻏﺎﻟﻲ
وﻧﻔﯿﺲ وﺗﺤﻤﻞ اﻟﺼﻌﺎب ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﻠﯿﻤﻲ ...
ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻤﺮء ﯾﮭﺪي ﻗﺪرة ﻟﻜﺎن ﻣﻘﺪارك أﺳﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ .
إﻟﻰ أﺑﻲ اﻟﺸﻤﻮخ واﻟﻌﻄﻮف ،،،
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻮاد اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﺪوﻧﮫ وﯾﺨﻔﻰ اﻟﻘﻤﺮ ﺑﻨﻮره وﺗﺮﺳﻢ اﻷﻗﻼم ﻋﯿﻮﻧﮭﻢ وﺗﻨﻄﻖ اﻟﺤﯿﺎة
ﺑﻮﺟﻮدھﻢ ...
إﻟﻰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ،،،
اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن
اﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ أﻓﺻﺢ اﻟﻔﺻﺣﺎء ،وﺳﯾد اﻟﺑﻠﻐﺎء
ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻل اﷲ ﻋﻠﯾﻪ ،وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﺔ وﻣن ﺗﺑﻌﻪ ﺑﺈﺣﺳﺎن إﻟﻰ ﯾوم اﻟدﯾن .
ج
أﻣﺎ ﺑﻌد :
ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ ):وﻣن ﺷﻛر ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺷﻛر ﻟﻧﻔﺳﻪ( اﻟﻧﻣل ٤٠ :وﻗول رﺳول اﷲ
ﺻل اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ) :ﻣن ﻻ ﯾﺷﻛر اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﺷﻛر اﷲ( .
ﻓﺎﻟﺷﻛر ﻷﺳﺗﺎذي اﻟدﻛﺗور ﻋﺛﻣﺎن إﺑراﻫﯾم ﯾﺣﯾﻰ إدرﯾس ،وأﺧص ﺑﺷﻛري أﯾﺿﺎً
اﻟدﻛﺗور أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻋﻣر اﻟﺷرﯾف ،وأﺗﻘدم ﺑﺧﺎﻟص ﺷﻛري وأﻣﻧﯾﺎﺗﻲ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس
ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳودان ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺗﻲ اﻟﻠﻐﺎت واﻟﺗرﺑﯾﺔ .
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ )اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة
دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ (.
د
وﻗد ﻫدﻓت إﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وﻣن ﺛم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة واﻟﺗﻲ ﺗطورت ﺣدﯾﺛﺎً .واﺗﺑﻌت ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ،وﺗوﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﺗوﺻﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ :
-أن اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻣؤﺷر ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾوﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ .
-ﻫﻧﺎﻟك ﺑﻌض اﻷﻟﻔﺎظ ﺗطورت دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟواﺣد ،وأﻟﻔﺎظ أﺧرى ﺗطورت
دﻻﻟﺗﻬﺎ ﺑﯾن ﻣﻌﺟم وآﺧر .
Abstract:
This study (semantic evolution of the colloquial word in the
)northern area of the island statistical study tag
ه
The statement aimed to some aspects of the semantic evolution
and then to identify the ancient words in the northern area of the
island and the newly evolved. I stood in the study on the
analytical approach, and reached a set of findings and
recommendations, including:
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
و
أ اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ
ب اﻵﯾﺔ
ج اﻹﻫداء
د اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن
ھ ﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟﺑﺣث
و Abstract
4-1 اﻟﻣﻘدﻣﺔ
5 ﺗﻣﻬﯾد
اﻟﻔﺻل اﻻول :ﻣﻔﺎﻫﯾم )اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ – اﻟدﻻﻟﺔ – اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ(
7-6 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎً
11-8 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻔﻬوم اﻟدﻻﻟﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ
15-12 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ و أﻧواﻋﻪ وﻣظﺎﻫرﻩ
19-16 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ
23-20 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧواع اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ
27-24 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ
36-28 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺗطورة دﻻﻟﯾﺎً ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة
39-37 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗراﻛﯾب
40 ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟدراﺳﺔ
41 ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ
42 اﻟﺗوﺻﯾﺎت
52-43 اﻟﻣراﺟﻊ
ز
اﻟﻣﻘدﻣﺔ :
اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن ،وﻋﻠﻣﻪ اﻟﺑﯾﺎن ،واﻟﺻﻼة ،واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﯾدﻧﺎ
ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم اﻟذي أوﺗﻰ ﺟواﻣﻊ اﻟﻛﻠم ،ﻓﻛﺎن أﻓﺻﺢ اﻟﻌرب ﻟﺳﺎﻧﺎً ،
وأﺳﻣﺎﻫم ﺑﯾﺎﻧﺎً و ﻋﻠﻰ آﻟﻪ اﻷطﻬﺎر وﺻﺣﺑﻪ اﻷﺧﯾﺎر ،وﻣن دﻋﺎ ﺑدﻋوﺗﻪ ،واﻫﺗدى
ﺑﻬدﯾﻪ إﻟﻰ ﯾوم اﻟدﯾن .
ﻓﻬذا اﻟﺑﺣث ﺑﻌﻧوان ) :اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة
دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ( ،وﻗد ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎً ،
وﻣﻔﻬوم اﻟدﻻﻟﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ ،واﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ .ﺛم ﺗﺣدﺛت ﻋن أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ
وأﻧواﻋﻪ وﻣظﺎﻫرﻩ .
1
أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع :
اﻟﺳﺑب اﻟذي ﺟﻌل اﻟدارﺳﺔ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛﺷف
ﻋن ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋن اﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة ،وﯾﻌﺗﺑر ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ طرﯾق إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ أﺳرار اﻟﻠﻐﺔ وطراﺋﻘﻬﺎ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟذي ﯾﺗﻛﻠم ﺑﻬﺎ وﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻔﻛﯾرﻩ .
.2ﻣﻌرﻓﺔ أﺷﻛﺎل اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة .
ﺗﻘف اﻟدارﺳﺔ ﻓﻲ ﺣدﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة .
-اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺻﺎر ﻓﻛﻧت اﻧﺗﻘل ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﺟم وﻛﺗب اﻟﻧﺣو وﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ .
وأﺧﯾراً ﻻ ﯾﺳﻌﻧﻲ وأﻧﺎ أﻗدم ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ إﻻ أن أدﻋﻪ ﯾﻌرب ﻋن ﺟﻬدي
وطﻣوﺣﻲ وﻗﺻوري اﻟﺑﺷري ﻓﻲ آن واﺣد .
ﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟدراﺳﺎت أﺧرى ﺗﻧﺎوﻟت ﺟﺎﻧﺑﺎً ﻣن ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،
ﻫﻧﺎﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﻧﻬﺎ :
.1دراﺳﺔ اﻟدﻛﺗور ﻋون اﻟﺷرﯾف ﻗﺎﺳم ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻗﺎﻣوس اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ
اﻟذي أورد ﻓﯾﻪ دﻻﻟﺔ ﻣﻔردات اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ،وأﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺗراﻛﯾب اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ وﺑﻌض
اﻟظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻣن ﺣذف وﻗﻠب وز ﯾﺎدة .
.2دراﺳﺔ ﻓﺎﺋزة اﻟداﯾﺔ )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ( )اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق( وﻧﺷرﺗﻬﺎ دار اﻟﻔﻛر
1405ﻫ 1985 -م اﻫﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺑدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺿﻣﻧﻬﺎ ﺣدﯾﺛﺎً ﻋن اﻟﺗطور
اﻟدﻻﻟﻲ وأورد ﻟﻪ ﻧﻣﺎذج وﺷواﻫد وﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻣن ﻛﺗب اﻟﺗراث اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ .
3
.3دراﺳﺔ ﻗﻲ ﺿوء ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺣدﯾث ﻟﻠدﻛﺗور ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود ﻗد ﺧﺻص
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ )ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ( ﻓﻛﺎن
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻗد ﺗﻌرض ﻟﻠﺗﻌرف ﺑﺎﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وﻋرض أﺳﺑﺎﺑﻪ واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ واﻟﻧﻣو اﻟدﻻﻟﻲ ( وأﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻬو ﻣﺑﺣث ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن
ﻋﻠﻣﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ واﻟدﻻﻟﺔ .
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة دراﺳﺔ دﻻﻟﯾﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ .
ﺗﻣﻬﯾد :
4
ﺗﻘﻊ وﻻﯾﺔ اﻟﺟزﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺗﻘﻰ طرﯾق اﻟﺧرطوم ﻣدﻧﻲ وﻣدﻧﻲ ﺑورﺗﺳودان وﺳﻧﺎر
واﻟدﻣﺎزﯾن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﺑﻌواﺻم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ﻣﺛل
ﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗل واﻟﻛﺎﻣﻠﯾن واﻟﺣﺻﺎﺣﯾﺻﺎ وأم اﻟﻘرى وﻏﯾرﻫﺎ وﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺧدﻣﺎت ﺣدﯾﺛﺔ
ﻟﻺﺗﺻﺎﻻت ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد إذاﻋﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻠﻔزﯾون وﺗﺗﻣﯾز ﺑوﺟود اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑرى ﻣﺛل
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟزراﻋﯾﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزﯾرة وﺗﺗوﻓر ﺧدﻣﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﺑﺎﻟﻣدن واﻟﻘرى ﻣن
اﻟﻣدن اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺟزﯾرة )اﻟﺣﺻﺎﺣﯾﺻﺎ – رﻓﺎﻋﺔ – اﻟﻛﺎﻣﻠﯾن – ﻣدﻧﻲ( .ﻣﺣﻠﯾﺔ
اﻟﻛﺎﻣﻠﯾن ﺗﺿم ﻋدد ﻣن اﻟﻘرى )اﻟﺣﻠﯾﻠﺔ ،ﺣﻠﺔ ﺣﻣد ،اﺑر وس ،اﻟﻛﺳﻣﺑر ،اﻟﺗراﺑﻲ،
اﻟﺗﻛﻠﺔ ،اﻣﻐد ،اﻟﻣﺳﯾد ،ﺟﯾﺎد ،اﻟﻣﺳﻌودﯾﺔ( .
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺗطور ﻟﻐﺔ ) :ذﻛر أﺑو ﻋودة أن اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻫو أﻣر ﺣﺗﻣﻲ ﯾﺷﺑﻪ أن
ﯾﻛون وﺟﻬﺎً ﻣن وﺟوﻩ ﺗطور اﻟﺣﯾﺎة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﻫو ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺑﺳﯾط ) :اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي
ﯾطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ ﺳواء ﻓﻲ أﺻواﺗﻬﺎ أو دﻻﻟﺔ ﻣﻔرداﺗﻬﺎ أو ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ
،أو اﻟﻧﻘﺻﺎن اﻟذي ﯾﺻﯾﺑﻬﺎ ،وذﻟك ﻛﻠﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋواﻣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺗرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎًوﺛﯾﻘﺎً
ﺑﺣﯾﺎة اﻷﻣم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ (. 1
.1أﺑو ﻋودة ﺧﻠﯾل أﺑو ﻋودة )اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﺑﯾن ﻟﻐﺔ اﻟﺷﻌر وﻟﻐﺔ ﻟﻘرن( ،ط ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎر ،ص. 45
5
وﺑﯾن ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم ) :أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗطور ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﺎﺳﺗﻣرار
اﻟﺣﯾﺎة وﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ اﻟﺣﺿﺎري(. 1
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻘد ﺟﺎء أن اﻟﺗطور ) :ﻫو اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن
طور إﻟﻰ آﺧر ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻷول . 2ﻛﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وﻗد ﺧﻠﻘﻛم أطوار( 3أي ﺿروﺑﺎً
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وأﺣواﻻً ﻣﺗﻐﯾرة( .
ﯾﻘول إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس) :إن اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻧﺎل ﻛﺛﯾراً ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت وﻫﻲ ﻓﻲ
ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻻ ﺗﺧرج ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﺗﻐﯾﯾراً ﯾطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔردات واﻟﺗراﻛﯾب وﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر
ﯾﻛون ﺗدرﯾﺟﯾﺎً ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث دﻻﻻت ﺟدﯾدة وﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘدﯾﻣﺔ (. 4
اﻟﺗطور اﺻطﻼﺣﺎً ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻪ ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن :ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛﺷف ﻋن
اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺣدوث اﻟظواﻫر ،وﺗؤدي إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺟدﯾد
،ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ظواﻫرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﺛﺎﺑﺗﺔ ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻗدر ﻫذﻩ اﻟظواﻫر أن ﺗﻬب
ﻋﻠﯾﻬﺎ رﯾﺎح اﻟﺗﺑدل واﻟﺗﻐﯾر ،وأن ﯾﻛون ﻟﻠزﻣن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺎن ﻻ ﯾﻘﻬر ،ﻓﺈن ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺧﺎً
ﻓﻬﻲ ﻣﻧذ ظﻬورﻫﺎً إﻟﻰ وﻗت زواﻟﻬﺎ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن ﺣﺎل إﻟﻰ ﺣﺎل ﺟدﯾدة(. 5
ﻋرﻓﻪ ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود ) :ﻫو اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟذي ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻔردات أو
اﻟﺗراﻛﯾب ،وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث دﻻت ﺟدﯾدة واﻟﺑﺣث ﻓﻲ
أﺳﺑﺎب ذﻟك اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻧﺎﺋﺟﻪ وﻣظﺎﻫرﻩ(. 6
.1ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم )وﺳﺎﺋل ﺗطوﯾر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ( ط ﻋﻣﺎن -اﻷردن ،ص. 1
.2ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود )ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( ،ط ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ص. 176-175
.3ﻧوح اﻻﯾﺔ . 14 :
.4إﺑراﻫﯾم اﻧﯾس )دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ( ،ط اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ص. 123
.5ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ط ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻷزارﯾطﺔ – اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص. 193
.6ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود )ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( ،ص. 176
6
وأﻣﺎ اﻟﻣﺣدﺛون ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺑﺣث اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﺑﺣﺛوا اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻋن طرﯾق
ﻣﺻطﻠﺢ ﺣدﯾث ﻫو :ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ "ﺑﺎﻟﻣر" ﺑﺄﻧﻪ ) :ﯾﻌﻧﻰ ﺑدراﺳﺔ
ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻋﺑر اﻟزﻣن(. 1
وﻣن دلّ ﻣﺎدة دﻟل اﻟﺷﻲء ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻹرﺷﺎد إﻟﻰ اﻟﺷﻲء واﻟﺗﻌرف ﺑﻪ وﻣن ذﻟك
دﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق ،أي ﺳردﻩ إﻟﯾﻪ. 3
وﻋرﻓﻬﺎ ﺟﺎﺳم ﺑﻘوﻟﻪ :اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ؛ ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻣﺎدة )د/ل/ل( وﻣﻧﻪ دلَ
ﯾدل دﻻﻟﺔ وﻣﻧﻪ دال وﻣدﻟول ودﻟﯾل .
ﺗﻌﻠق ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ ﺑﻌﻠوم أﺧرى ﻏﯾر اﻟﻠﻐﺔ واﻵداب ﻣﺛل أﺻول اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﻧﻔس ...إﻟﺦ .وﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺳﻣﯾﻪ
اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﻟﺗﻔﺳﯾر أو اﻟﺗﺄوﯾل أو اﻟرﻣز ...إﻟﺦ ﻣن اﻟﻣﺳﻣﯾﺎت اﻷﺧرى .
.1اﻟدﻻﻟﺔ :ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻛل ﻧﺎظر أن ﯾﺳﺗدل ﺑﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻣﺛل ذﻛر اﻟﺧﻠق
واﻹﺑداع .دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﻟق .
ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺄﻧﻪ )دراﺳﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ( أو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻣﻌﻧﻰ أو ذﻟك اﻟﻔرع
ﻣن ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟذي ﯾﺗﻧﺎول )ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ( أو ذﻟك اﻟﻔرع اﻟذي ﯾدرس اﻟﺷروط اﻟواﺟب
ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟرﻣز ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ ﺣﻣل اﻟﻣﻌﻧﻰ. 3
.1اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ :أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺻرف اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣﻧﻬم اﺑن ﺟﻧﻲ
وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺻرف اﻟﻠﻔظ ﻛﻘوﻟﻧﺎ ﻣﺛل :رﺟﻊ ﻋﻠﻰ وزن ﻓﻌل ،ﻓﺎﻟﻔﻌل ﺗﺗﻐﯾر
دﻻﻟﺗﻪ ﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﻰ وزن ﻓﻌل .ﻓﺎﻟﻔﻌل ﺗﺗﻐﯾر دﻻﻟﺗﻪ ﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﻰ أﻓﻌل – أي ،أرﺟﻊ
...إﻟﺦ .
وﻋرﻓﻬﺎ ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود ) :ﻫﻲ اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻋن طرﯾق اﻟﺻﯾﻎ
وأﺑﻧﯾﺗﻬﺎ ،وﺗﺗﻐﯾر ﺗﻠك اﻷﺑﻧﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ دﻻﻟﺗﻬﺎ واﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻻﺷﺗﻘﺎق ،
واﻟﺗﺻرﯾف واﻷﺑﻧﯾﺔ وﺗﻣﯾزﻫﺎ ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﻫو اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑﻌﻠم اﻷﺑﻧﯾﺔ. 2
.2اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻوﺗﯾﺔ ) :و ﻫﻲ ﺗﺳﻣﻰ اﻟدﻻﻟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﯾن اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ
ﺑوﺟود ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ( واﻟﻔﺿل ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻔﻬم ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ إﯾﺛﺎر ﺻوت أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﺻوات ﻋﻠﻰ أﺧرى . 3(...
.3اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ) :وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ
وﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ،وﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗؤﺧذ اﻟدﻻﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣن اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب
ﻧﺣوي ﻣﻌﯾن دون آﺧر(. 4
.4اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ) :وﻫﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺷﺗرك ﻋﻧد ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ
اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ وﯾﺗﺳﺎوون ﻓﻲ إدراك اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻫﻲ ﺗﺗﺻل اﺗﺻﺎﻻً وﺛﯾﻘﺎً ﺑﺄﻫم وظﺎﺋف
اﻟﻠﻐﺔ وﻫﻲ اﻹﺑﻼغ(. 2
اﻷول :ﻋﻣق ﻫذﻩ اﻟدﻻﻟﺔ وأﺻﺎﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗراﺛﻧﺎ ،اﻟذي ﺗطورت إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻻن،
وﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻐوﯾون اﻟﻣﺣدﺛون ﻣن ﻋرب وأﺟﺎﻧب .
واﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌدد أﺳﻣﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺣدﺛون ﻣﺛل اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷول واﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﻣرﻛزي واﻟرﻣزي ...إﻟﺦ .وأﺻل ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت ﺟﻣﯾﻌﺎً وﺻﻔﻬﺎ اﻟﻠﻐوﯾن
اﻟﻘداﻣﻰ ...
إذن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻘل ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،ﻫﻲ ﺗﺳﻣﯾﺎت ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ
أو اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗداوﻟﻬﺎ اﻟﻠﻐوﯾون اﻟﻌرب اﻟﻘداﻣﻰ ﻛﺛﯾر أو ﻟﯾس اﻟﻠﻐوﯾون
اﺳﺗﺧدﻣوﻫﺎ ﻓﻘط ،وا ٕ ﻧﻣﺎ اﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻷﺻوﻟﯾون وﻣﻧﻬم اﻟﺳرﺧﺳﻲ اﻟذي ﯾﻘول )ﻓﺈن
3
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻌﻣﻼً ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻪ واﻟﻣﺟﺎز ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌدوﻻً ﺑﻪ ﻋن ﻣوﺿوﻋﻪ(
.
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ )ﻋمﱠ ( اﻟﺷﻲء ) ﺷﻣﻠﻪ وﯾﻘﺎل ﻋم اﻟﻣطر أي ﺷﻣل وﻋم اﻟﻧﺎس
ﺑﺧﯾرة وﻣﻌروﻓﻪ ﻓﻬو ﻣﻌم (. 2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺻطﻼح :ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟواﺣد واﻓﻲ )ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺋؤﻧﻧﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،وﯾﺟرى ﺑﻬﺎ ﺣدﯾﺛﻧﺎ اﻟﯾوﻣﻲ (. 1
وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ ﺑدﻗﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟواﺣد واﻓﻲ )ﺑﺄﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ اﻟﺣدﯾث اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ
اﻟﺳواد اﻷﻋظم ﻣن اﻟﻧﺎس ،وﺗﺟري ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬم اﻟﻛﻼﻣﯾﺔ ،وﻫﻲ ﻋﺎدة ﻟﻐوﯾﺔ
ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدة ﺻوﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن (. 3
-اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺟﻐراﻓﻲ :ﻓﻘد ﺗﺗﺳﻊ اﻟرﻗﻌﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻛﻠﻣﯾن ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ،وﺗﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬم
اﻟﺟﺑﺎل واﻷﻧﻬﺎر وﯾﻘل اﻟﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺗﺄﺧذ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎً ﻓﺷﯾﺋﺎً وﯾﺳﻠك اﻟﻣﺗﻛﻠﻣون
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻣﺳﻠﻛﺎً ﻣﺧﺗﻠﻔﺎً ﻋن ﻏﯾرﻫم ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث ﻟﻬﺟﺔ ﺟدﯾدة .
-اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :ﯾﺳﺎﻋد اﻧﻔﺻﺎل ﻗﺑﯾﻠﺔ أو دوﻟﺔ واﻋﺗﻧﺎق اﻟﻣذاﻫب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو
اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ دﺧول أﻟﻔﺎظ واﺻطﻼﺣﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ .
.1اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾﺔ ﻣﺗطورة ،وﺗﻐﯾر ﻧﺣو اﻷﻓﺿل .ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﺻف ﺑﺈﺳﻘﺎط
اﻹﻋراب ،وﺑﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣﺄﻟوف واﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ اﻟﻔﺣﺻﻰ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻬﺎ .
ﻓﺎﻟﻔﺻﺣﻰ ﻟدى أﻧﯾس ﻓرﯾﺣﺔ ﻟﯾﺳت ﻟﻐﺔ اﻟﻛﻼم :ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﺣﻼوﺗﻬﺎ وﻗﺳوﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﻔﻌل اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ودﻟﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑواﺳطﺔ
اﻟﻔﺻﺣﻰ ،ﺑﻧﻔس اﻟطﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣﺎ ﻧرﯾد. 2
اﻟﻔﺻﺣﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﻣن ﻓﺻﺢ ﯾﻔﺻﺢ ﻓﺻﺣﺎً .وﯾﻘﺎل ﻓﺻﺣﺔ اﻟﺻﺑﺢ ﻓﺻﺣﺎً ،أي
ﻏﻠب ﺿوءﻩ وﻓﺻﺢ اﻟﻠﺑن ﻓﺻﺣﺎً أي ﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﯾﺷوﺑﻪ ﻓﺄﺧذت ﻋﻧﻪ رﻏوﺗﻪ وﺑﻘﻲ
ﺧﺎﻟﺻﻪ. 3
)وﻓﺻﺢ ،ﯾﻔﺻﺢ ﻓﺻﺎﺣﺔ ﻓﻬو ﻓﺻﯾﺢ ،ﻓﺻﺢ اﻟرﺟل ﺟﺎدت ﻟﻐﺗﻪ ،إﻧطﻠق ﻟﺳﺎﻧﻪ
ﻓﻛﺎن ﻛﻼﻣﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎً واﺿﺣﺎً (. 4
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺻطﻼح :ﺗﻌرف اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدون ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت
واﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت ،وﺷؤون اﻟﻘﺿﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ وﯾؤﻟف ﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌر واﻟﻧﺛر اﻟﻔﻧﻲ
وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺗﻌرﯾﻔﺎً ﻣﺷﺎﺑﻬﺎً ﻟﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف وﻗﺎل ) :ﻫﻲ ﻟﻐﺔ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﻟﻐﺔ اﻷداب اﻟﺗﻲ ﺗدون ﺑﻬﺎ اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت واﻟﺗﺷرﯾﻊ وﯾدون ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻔﻛري وﯾؤﻟف ﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌر واﻟﻧﺛر اﻟﻔﻧﻲ وﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺧطﺎﺑﺔ واﻟﺗدرﯾس واﻟﻣﺣﺎﺿرات
وﻓﻲ ﺗﻔﺎﻫم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﻔﺎﻫم اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎﻧوا ﺑﺻدد ﻣوﺿوع ﯾﻣت ﺑﺻﻠﺔ إﻟﻰ اﻵداب
واﻟﻌﻠوم. 2
ﻓﺄورد ﻛﻣﺎل ﺑﺷر ﺗﻌرﯾﻔﺎً ﻟﻠﻔﺻﺣﻰ ﯾﻘول :إﻧﻬﺎ ﺻﯾﻐﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
ﻓﻲ اﻷﻏﻠب اﻷﻋم ﻓﻬﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف اﻟﺟﯾد ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﻣﺟﺎﻻﺗﻪ وﻓﻧوﻧﻪ. 3
.1ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﻣﺋﺔ ﻣﻠﯾون ﻣن اﻟﻌرب وﻟﻐﺔ اﻟﻔﻛر واﻟﻌﻘﯾدة ﻷﻟف ﻣﻠﯾون ﻣن
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن .
.1ﻣﺟد اﻟﺑرازي )ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة( ط 1ﻋﻣﺎن ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ 1989 ،م ،ص. 55
.2ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟواﺣد واﻓﻲ ،ص. 119
.3ﻛﻣﺎ ﺑﺷر )دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( ط1998م ،دار ﻏرﯾب ،ص. 27
.4ﻧور اﻟﺟﻧدي )اﻟﻔﺻﺣﻰ ﻟﻐﺔ اﻟﻘران( ﺑﯾروت دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ 1982 ،م ،ص. 15-9
14
ﺑﻣﺎ أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﻠﻬﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ ﻣن أﺻول ﻋرﺑﯾﺔ ﻓﻼﺑد أن ﯾﻛون
ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺻﻧﻊ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋرﺑﻲ اﻟﻠﺳﺎن واﻟﺗﺻﻣﯾم. 1
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺷؤوﻧﻧﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻔﺻﺣﻰ ﻓﻬﻲ ﻟﻐﺔ ﻓﻘﯾرة
ﻛل اﻟﻔﻘر ﻓﻲ ﻣﻔرداﺗﻬﺎ وﻻ ﯾﺷﺗﻣل ﻣﺗﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺣدﯾث
اﻟﻌﺎدي. 3
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
.1ﻣﺣﻣود ﺗﯾﻣور )ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب 1956م ،ص. 198-197
.2أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر )ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر( اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ، 1970ص. 20
.3ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟواﺣد واﻓﻲ )ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ( ،ص. 123-122
.4طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 52
15
وﻗﺎل ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻘول أﻧﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ وواﺳﻌﺔ :إذن ﻫﻲ أﺳﺑﺎب ذات
ﺻﻼت واﺳﻌﺔ ﺑﻌﻠوم أﺧرى ﻟﻬذا ﯾﻛون اﻟﺗطور ﺷﺎﻣﻼً وﺳرﯾﻌﺎً . 1
وﻗد ﻋدّ اﻟﻣﺣدﺛون أن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟدﻻﻟﺔ ﻫﻲ :
إن ﺣﯾﺎة اﻷﻟﻔﺎظ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻧﺗﺷﺎر دﻻﻻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺎس وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ
اﻟﻘدﻣﺎء ﻣﺛل اﻟﻣﻌﺗﻣد اﻟذي ﻗﺎل ) :ﻓﺈن أﻣﻛﻧك أن ﺗﺑﻠﻎ ﻣن ﺑﯾﺎن ﻟﺳﺎﻧك ،وﺑﻼﻏﺔ
ﻗﻠﻣك ،وﻟطف ﻣداﺧﻠك ،واﻗﺗدارك ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك إﻟﻰ أن ﺗﻔﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ
وﺗﻛﺳوﻩ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟواﺳﻌﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻠطف ﻋﻧد اﻟدﻫﻣﺎء وﻻ ﺗﺟﻔو ﻋﻧد اﻷﻛﻔﺎء ،ﻓﺄﻧت
اﻟﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﺎم. 2
ﺗﻣﺛل اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻋﻧﺻراً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺷﻌب اﻟﻠﻐﺔ
ﺑﺗوﺳﻊ اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻔردات ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذﻟك اﻟﺗوﺳﻊ وﻫو ذو أوﺟﻪ
ﻣﺗﻌددة ﻓﻬﻧﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺟد ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺎس ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺎت وﻣﺑﺗﻛرات وﻫذا ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﻪ اﺑن
ﺟﻧﻲ )اﺧﺗراع اﻟﺻﻧﺎع ﻻﻻت ﺻﻧﺎﺋﻌﻬم ( ﻓﻛﻠﻣﺎ اﻛﺗﺷف اﻹﻧﺳﺎن ﺷﯾﺋﺎً أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ
ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة .
إن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﻟﻐﺎت أو ﻟﻬﺟﺎت ﻋدﯾدة وﻟﻛن ﻟﻐﺔ ﻗرﯾش ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو اﻟﺳﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌت أﻟﺳﻧﺔ اﻟﻌرب وﺗﻛﻠﻣوا ﺑﻬﺎ .
أﻣﺎ أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ﻓﻘد اﺗﻔق ﻣﻊ ﺟﺎﺳم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺳﺑﺎب واﺧﺗﻠف ﻣﻌﻪ ﻓﻲ
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻘد اﺗﻔق ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ظﻬور اﻟﺣﺎﺟﺔ واﻟﺗطور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﺧﺗﻠف ﻣﻌﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺟﺎزي. 3
)ﺗﺣظر اﻟﻠﻐﺎت ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﯾﺣﺎءات ﻣﻛروﻫﺔ ،أو
ﻟدﻻﻟﺗﻬﺎ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻩ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻹﻣﺳﺎس وﻻ ﯾؤدي اﻻﻣﺳﺎس إﻟﻰ
ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻟﻛن ﯾﺣدث ﻛﺛﯾراً أن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺑدﯾل ﯾﻛون ﻟﻪ ﻣﻌﻧﻰ ﻗدﯾم( .
.1ﻋواﻣل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻓﻣدﻟول اﻟﺣﻛﻣﺔ ﯾﺗﻐﯾر ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺛر
ﻓﯾﻬﺎ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺣﺞ ،واﻟﺻﻼة ،واﻟﺻوم ،واﻟﻣؤﻣن ،واﻟﻛﺎﻓر ،واﻟﻣﻧﺎﻓق ...
إﻟﺦ . 2ﻓﺎﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟدﻋﺎء ﺛم ﺷﺎع اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻼم اﻟﻌﺑﺎدة اﻟﻣﻌروﻓﺔ
ﻻﺷﺗﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻻﺳﻼم واﻟﺣﺞ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻗﺻد اﻟﺷﻲء واﻻﺗﺟﺎﻩ
إﻟﯾﻪ ﺛم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺻد اﻟﺑﯾت اﻟﺣرام ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻣدﻟوﻟﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻘﺻوراً ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﺷﻌﯾرة ...وﻫﻛذا .
.2ﯾﻣﺛل اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻠﻐﺔ ﻣن اﻟﺳﻠف إﻟﻰ اﻟﺧﻠف ﻋﺎﻣﻼً ﻣن ﻋواﻣل اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﺛل
اﻟﻘطﺎر واﻟﺑرﯾد واﻟﺳﯾﺎرة ...إﻟﺦ ﻓﻬل ﯾﺧطر ﺑﺄذﻫﺎﻧﻧﺎ أن اﻟﻘطﺎر ﻛﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺑل ﯾﺳﯾر ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ وراء اﻵﺧر ،واﻟﺑرﯾد ﻋﻠﻰ اﻟداﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل
اﻷﺧﺑﺎر واﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺳﺎﯾرة. 3
.3اﺧﺗﻼف اﻟﻠﻐﺎت ﻓﺗﻧﺗﻘل اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﻟﻐﺔ إﻟﻰ أﺧرى ﻣﺛل )ﻣروة( )ﻣرﻓت( . 4
ﯾﻘول طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل ﯾﻣﻛﻧﺎ إﺟﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ )ﻋواﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ وﺻوﺗﯾﺔ وﻋواﻣل أﺧرى ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﻛﺛرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗطور ﻣدﻟول ﺑﻌض
)ﻓﻛﻠﻣﺎﻛﺎن ﻣدﻟول اﻟﻛﻠﻣﺔ واﺿﺣﺎً ﻗل ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﺗﻐﯾر وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺑﻬﻣﺎً ﻏﺎﻣﺿﺎً ﺿﻌﻔت
ﻣﻘﺎوﻣﺗﻪ ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺣراف( .
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت دﻻﻟﺗﻬﺎ ﺗﻌد
ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ رﻓﯾﻌﺔ ﺛم ﺗﺣوﻟت ﻫذﻩ اﻟدﻻﻻت ﻓﺻﺎرت دون ذﻟك ﻣرﺗﺑﺔ أو
أﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ ارﺗﺑﺎطﺎت ﺗزدرﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ. 2
أﻣﺎ ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن ﻓﻘد اﺗﻔﻘت ﻣﻊ اﻟﺳﻌران ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻐﯾر اﻻﻧﺣطﺎطﻲ أو
)اﻟﺧﺎﻓض( واﺧﺗﻠﻔت ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ ﺟرﺛوﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻧﻲ )أﺻل( أي
أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو اﻟﺗطور اﻟﻣﺗﺳﺎﻣﻲ :وﻗد ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺗﺻﻌﯾد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻠﻣوس إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﻣﻲ ﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﻌﻘل( اﻟﺗﻲ ﻫﻲ
ﻣن اﻟﻌﻘﺎل أو اﻟﺣﺑل اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗرﺑط ﺑﻪ رﺟل اﻟداﺑﺔ وﻏﯾرﻫﺎ . 3ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﺳم ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾت اﻟﺿﺧم
اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻣﺗﻌدد اﻟﻣﺳﺎﻛن اﻟذي ﻧﻌﻬدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣدن. 4
اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣن أﻧواع اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وﻫو اﻟﺗطور ﻧﺣو اﻟﺗﺧﺻﯾص وﻫو ن ﯾﺿﯾق
ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟزﻣﺎن ﻓﺗﺗﺣول دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻛﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﺟزﺋﻲ أو ﯾﻘﻠل
ﻋدد اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻬﺎ أي أن اﻟﻛﻠﻣﺔ أﺻﺑﺣت ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل . 5ﻓﻣن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻠﻣﺔ )اﻟرﻛﻌﺔ( ﻛﺎﻧت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻗوﻣﺔ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺛم اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ اﻟﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺧﺻوﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة. 6
وﯾظﻬر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ ﻟﻬﺟﺎت اﻟﺧطﺎب ﻣﺛل اﻟﺣرﯾم ﻛﺎﻧت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻣﺣرم أﺻﺑﺣت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء. 7
.1ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 256
.2ﻋوض ﺣﯾدر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 85
.3ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 207
.4ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻌران )ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( ،ص. 230
.5ﻋوض ﺣﯾدر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 75
.6ﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 246
.7ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 207
20
أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟراﺑﻊ :وﻫو اﻟﺗﻐﯾر ﻧﺣو اﻟﺗﻌﻣﯾم :
أو ﻫو ﻋﻛس اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺧﺻﯾص وﻫو اﻟﺗﺣوﯾل اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟزﺋﻲ إﻟﻰ
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻲ وﺗﺻﺑﺢ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ
ﻣن ﻗﺑل أو ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ أﻋم ﻣن ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻷول وﻣن ذﻟك ﻛﻠﻣﺔ )اﻟورطﺔ( ﺑﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻬﻼك وأﺻل ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ )اﻟوﺣل( ﺗﻘﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻐﻧم ﻓﻼ ﺗﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠص. 1
اﻟﺗطور ﻧﺣو اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻧﻼﺣظﻪ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ﻓﺎﻟطﻔل ﯾطﻠق ﻛﻠﻣﺔ دﺟﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻛل طﺎﺋر. 2
ذﻛر اﻟﺳﻌران أن ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻫذا ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻓﻛﻠﻣﺎ رأﯾﻧﺎ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﺗدل
ﻋﻠﻰ أﻓراد ﻛﺛﯾرﯾن ﯾﻧﺣﺻر ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻓﺗدل ﻋﻠﻰ ﻓرد واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻛذﻟك ﯾطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت
اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻣﺿﺎد ﻓﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻓرد ﻣﺛﻼً ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻓراد
ﻛﺛﯾرﯾن أو ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺔ )ﺑﺄﺳرﻫﺎ(. 3
وﻫو أن ﯾﺿﯾق ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟزﻣﺎن ﻓﺗﺣول دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻛﻠﻲ
إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﺟزﺋﻲ أو ﯾﻘﻠل ﻋدد اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻬﺎ أي أن اﻟﻛﻠﻣﺔ أﺻﺑﺣت
ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ. 4
واﻟﺗﺣول ﻧﺣو اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺿﺎدة ﺣدث ﻓﻲ أﻟﻔﺎظ ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎن ﻣﺛﺑﺗﺔ ،
ﺛم أﺻﺑﺣت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎن ﻣﻧﻔﯾﺔ . 5ﻓﻣن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻠﻣﺔ )اﻟرﻛﻌﺔ( ﻛﺎﻧت
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ :أن ﻟﺗطور ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع وﻫﻲ :
اﻟﻧوع اﻷول :ﺗطور ﯾﻠﺣق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑوظﺎﺋف اﻟﻛﻠﻣﺎت وﺗرﻛﯾب اﻟﺟﻣل وﺗﻛوﯾن
اﻟﻌﺑﺎرة ﻛﻘواﻋد اﻻﺷﺗﻘﺎق واﻟﺻرف واﻟﺗﻧظﯾم ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﺳﻘوط ﻋﻼﻣﺎت اﻹﻋراب ﻓﻲ
اﻟﻠﻬﺟﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة وﺗﺄﻧﯾث ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت وﺗذﻛﯾر ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻵﺧر ﻧﺣو )رأس
ﻛﺑﯾر ،وﺑطن ﻛﺑﯾرة( .
أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗطور ﯾﻠﺣق اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻧﺣو ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻟﻐﺎت اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ
ﻋن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺣدث ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﺿر ،ﻓﺗﻐﯾرت ﻋن اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ إﺛر اﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻻﺣﺗﻛﺎك ﺑﺎﻵداب اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ورﻗﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر وﻏﯾرﻫﺎ .
اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻟث :وﻫو ﺗطور ﯾﻠﺣق ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻧﻔﺳﻪ وﻫذا ﯾظﻬر ﻓﻲ ﻣظﺎﻫر ﻋدة
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ )ﺗﺿﯾق اﻟدﻻﻟﺔ ،ﺗوﺳﯾﻊ اﻟدﻻﻟﺔ ،اﻧﺣطﺎط اﻟدﻻﻟﺔ ،رﻗﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ،اﻧﺗﻘﺎل
اﻟدﻻﻟﺔ (. 2
وﻫو اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎص إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎم ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻛﻠﻣﺔ
)اﻟﺑﺄس( وﺗﻌﻧﻲ ﻗدﯾﻣﺎً )اﻟﺣرب( ﺛم ﺗطورت ﻟﺗطﻠق ﻋﻧد ﻛل ﺷدة وﺗﺧﺻﯾص ﻛﻠﻣﺔ
اﻟﺣرﯾم ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺣرم. 1
اﻟﻣظﻬر اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺧﺻﯾص اﻟدﻻﻟﺔ )وﻫو إطﻼق اﻟﻛﻠﻣﺔ ذات اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧﺎص ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﯾﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘداﻣﻰ اﻷﻟﻔﺎظ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣﺿوﻫﺎ ﺑدراﺳﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺣﯾث ﺑﯾﻧوا أﺛر اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر دﻻﻻت ﺑﻌض
اﻷﻟﻔﺎظ ﻣن اﻟدﻻﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟدﻻﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛل اﻟﺻﻼة واﻟرﻛوع واﻟﺳﺟود
وﻏﯾرﻫﺎ ...إﻟﺦ (. 4
وﻗد ذﻛرت ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن ﺑﺄن ﺗﺿﯾﯾق اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣوﯾل اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟزﺋﻲ وﻗد ﻋرﻓﻪ ﺑﻌﺿﻬم )ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت وﺗﻘﻠﯾﻠﻬﺎ
ﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ )اﻟطﻬﺎرة( أﺻﺑﺣت ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺧﺗﺎن(. 5
.1أﺣﻼم ﻓﺎﺿل ﻋﺑود )ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻟﺣن اﻟﻌﺎﻣﺔ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑل ،ص. 158-156
.2ﻣﺟدي إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم )ﺑﺣوث ودراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( :ط ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ص. 209
.3طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( :ط ﻛﻧوز اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،ص. 50
.4طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ(ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘرآﻧﻲ و اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ،ص. 49
.5ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 246
24
اﻟﺳﻔر إﻟﻰ أي ﻣﻛﺎن ،ﻓﻛﺎﻧت ﻟﻔظﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﺛم ﺗﺣوﻟت إﻟﻰ دﻻﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻔر إﻟﻰ ﺣﺞ
ﺑﯾت اﷲ اﻟﺣرام )ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ(. 1
ﻣﻼﺣظﺔ :ﻫﻧﺎﻟك اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﺗﺧﺻﯾص اﻟدﻻﻟﺔ اﻟذي ورد ﺑﯾن ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن
وﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرت ﺳﺎﺑﻘﺎً .
أﻣﺎ اﻟﻣظﻬر اﻟﺛﺎﻟث :ﻓﻬو ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟدﻻﻟﻲ وﯾﻛون اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺗﻌﺎدل اﻟﻣﻌﻧﯾﺎن أو إذا ﻛﺎﻧﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔﺎن ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻣوم واﻟﺧﺻوص ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺣل أو ﻣن اﻟﻣﺳﺑب إﻟﻰ اﻟﺳﺑب أو ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟداﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺷﻲء
اﻟﻣدﻟول ﻋﻠﯾﻪ ...إﻟﺦ واﻟﻌﻛس .
ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻐﯾرت دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻘل ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﺷﻧب( ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻧﻲ
ﺻﻔﺎء اﻷﺳﻧﺎن وﺟﻣﺎل اﻟﺷﻌر ،واﺳﺗﻌﻣﻠت ﺣدﯾﺛﺎً ﺑﻣﻌﻧﻰ )اﻟﺷﺎرب(. 2
ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ﻣﺟدي إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم )اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻷﺻﻠﻲ
إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ ﻋﻼﻗﺔ وﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧوﻋﯾن :أﻣﺎ
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﻟوﻟﯾن )اﻻﺳﺗﻌﺎرة( ﻣﺛل ﻋﯾن اﻹﺑرة ﻧﻛون ﻗد اﺳﺗﻌﻣﻠﻧﺎ اﻟﻠﻔظ
اﻟدال ﻋﻠﻰ ﻋﯾن اﻹﻧﺳﺎن .
و اﻷﺧر :وﻫو ﻋﻼﻗﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﻟوﻟﯾن )اﻟﻣﺟﺎز اﻟﻣرﺳل( وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ
)ﻣﻛﺗب(. 3
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ أﺣﻼم ﻓﺎﺿل أن ﺗﻐﯾر ﻣﺟﺎل اﻟدﻻﻟﺔ ﻫو اﻧﺗﻘﺎل دﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ ﻣن
ﻣﺟﺎل إﻟﻰ آﺧر ﻣﺛل ﻗوﻟﻧﺎ )ﺗﺣﯾﺔ ﻋطرة ( أو )اﺳﺗﻘﺑﺎل ﺑﺎرد(. 1
وﻣن أﺷﻛﺎل اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﺳم اﻧﺣطﺎط اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﺑﺗزاﻟﻪ وﻋﻛﺳﻪ
)رﻗﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ( .
أﻣﺎ رﻗﻲ اﻟدﻻﻟﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺻﯾب اﻷﻟﻔﺎظ ﻣن ﻗوة دﻻﻟﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﻌد ان
ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎنِ ذات دﻻﻟﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ و أﺻﺑﺣت ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن دﻻﻟﺔ ﻗوﯾﺔ .
وذﻛر طﺎﻟب إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟرﻗﻲ ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﺣﺎﺟب( اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدل ﻋﻠﻰ
اﻟوزﯾر أو رﺋﯾس دﯾوان اﻟﺧﻼﻓﺔ. 4
.1أﺣﻼم ﻓﺎﺿل )ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻟﺣن اﻟﻌﺎﻣﺔ( ،ص. 156
.2ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 247
.3ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود )ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( ،ص. 188
.4طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 51
26
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ
ﺗﻌرﯾف اﻻﺳم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﻗد اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﺳم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ أﻫو ﻣن ﻣﺎدة "ﺳﻣﺎ" أم
ﻣن "وﺳم" ،وأواﻓق اﻟرأي اﻟذي ﯾﻘول ﻣن ﻣﺎدة "ﺳﻣو" "ﺳﻣﺎ". 1
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح :ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﻻﺳم ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﺟرﺟﺎﻧﻲ )ﻣﺎ دل ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻏﯾر ﻣﻘﺗرن ﺑﺄﺣد اﻷزﻣﻧﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ( .
.1ﻋﺻﺎم ﻧور اﻟدﯾن ،ﻣﻌﺟم ﻧور اﻟدﯾن اﻟوﺳﯾط ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ 2009 ،م ،ص. 731
27
و ﻫو ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ اﺳم ﻋﯾن ،وﻫو اﻟدال ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﯾﻘوم ﺑذاﺗﻪ ﻛزﯾد وﻋﻣرو
وا ٕ ﻟﻰ اﺳم ﻣﻌﻧﻰ وﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘوم ﺑذاﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻌﻧﺎﻩ وﺟودﯾﺎً ﻛﺎﻟﻌﻠم أوﻋدﻣﯾﺎً
ﻛﺎﻟﺟﻬل. 1
.1اﻟﺗﻛل "اﻟﻣطﺑﺦ" اﻟﺗﻛل ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣطﺑﺦ ﻷﻧﻪ ﻋﺎدة ﯾﻛون ﻣﺗﻛوﻻً أي ﻣﺳﻧوداً إﻟﻰ اﻟﺑﯾت
،وﯾﻐﻠب اﻟظن ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻌﺎرة ﻣن ﺗﻛل اﻟﺣﺑﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺿرب. 2
.2اﻻﺑرﯾق إﻧﺎء ﻟﻪ ﻋروة وﻓم ﻟﻠﻣﺎء 3وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط وﻋﺎء ﻟﻪ أذن
.1اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﯾف ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،اﻟطﺑﻌﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ص. 28
.2ﻋون اﻟﺷرﯾف ﻗﺎﺳم ،ﻗﺎﻣوس اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟدار اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗب ،ص. 158
.3اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 26
.4إﺑراﻫﯾم ﻣﺻطﻔﻰ وآﺧرون ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ص. 2
28
.3أدﺑﺧﺎﻧﻪ )ﻣﺳﺗراح( اﻟﻣرﺣﺎض )اﻟﺣﻣﺎم ،ﺑﯾت اﻷدب( اﻷدﺑﺧﺎﻧﺔ "ﻣرﺣﺎض" وﻫﻲ
ﻣن اﻟﺗرﻛﯾﺔ آب ﺧﺎﻧﺔ وآب ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺎء وﺧﺎﻧﺔ ﻣﻛﺎن أي دورة اﻟﻣﯾﺎة وﻗد ﺗﻛون ﻣن آدب
.4دوﻛﺔ اﻟﻔﺧﺎر )ﺻﺎج اﻟﺗﯾﻔﺎل( ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﺧﺑز اﻟﻛﺳرة وﻫﻲ ﻣن اﻟﻧوﺑﯾﺔ دوﻧﻛﺔ وﻗد
.5اﻟطﺎﺑوﻧﺔ "اﻟﻔرن" ،اﻟﻣﺧﺑز اﻟطﺎﺑوﻧﺔ ﻣﺣل اﻟﺧﺑز اﻟطﺎﺑوﻧﺔ ﺣﻔرة ﺗطﺑن أي ﺗﺣﻔظ
.6اﻟﻣﻧﺿدة "اﻟﺗرﺑﯾزة" اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ ذات اﻟﻘواﺋم اﻷرﺑﻊ ،طرﺑﯾزة "ﻣﻧﺿدة"
اﻟذي ﯾﺣرز ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺗﺎع وﯾﻘﺎل :ﻣﺎ أودﻋت ﺗﺎﺑوﺗﻲ ﺷﯾﺋﺎً ﻓﻘدﺗﻪ. 2
.9اﻟﺗﯾﺑﺎر "اﻟزﯾر" وﻫو ﺟرة ﻛﺑﯾرة ﻟﺣﻔظ اﻟﻣﺎء وﻫو ﻣن اﻟﻔﺧﺎر وﻣن وظﯾﻔﺗﻪ ﺗﺑرﯾد
اﻟﻣﺎء. 4
.10اﻟﻣﻘطف "اﻟﺳﺑت" ﺳﺑت ﻓﺎرﺳﯾﺔ )ﻣﻘطف ﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻘش وﻋﺎء ﻛﺎﻟﺟواﻟق ﯾوﺿﻊ
وﻗﺎل أﺣﻣد رﺿﺎ :أن اﻟﺳﺣﺎرة ﺷﻲء ﯾﻠﻌب ﺑﻪ اﻟﺻﺑﯾﺎن ،وﻓﻲ اﻟﺷﺎم )ﺳﺣﺎرة
ﺻﻧدوق ،ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ( وﻣن وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﺗﺣﻔظ ﺑﻬﺎ اﻟﺟدات ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﺧزاﻧﺎت
ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة واﻟﺗﻲ ﺗطورت ﺣدﯾﺛﺎً ﻓﻲ اﻷﺳﻣﺎء
ﻓِﻌﻼ ،ﻓﺎﻻﺳم ﻣﻛﺳور واﻟﻣﺻدر ﻣﻔﺗوح ،وﻓﻌﻠﻪ وﺑﻪ واﻻﺳم اﻟﻔِﻌ ْ ل واﻟﺟﻣﻊ اﻟﻔِﻌﺎل.1
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح :ﻫو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻣؤﺛر ﻓﻲ ﻏﯾرﻩ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺄﺛﯾر أوﻻً ﻛﺎﻟﻬﯾﺋﺔ
.1ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن أﺑﻲ اﻟﻔﺿل ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻣﻧﺻور اﻻﻧﺻﺎري اﻷﻓرﯾﻘﻲ ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،اﻟطﺑﻌﺔ 2009م ،ص. 629
32
وﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻧﺣﺎة :ﻣﺎ دل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻘﺗرن ﺑﺎﺣدى اﻷزﻣﻧﺔ
اﻟﺛﻼﺛﺔ. 1
.1ﺑﺎن "ظﻬر" ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم "ﺑﺎن ظﻬر ﻓﻬو ﺑﯾّن وﺑﺎﯾن ﺗﺑﯾن اﻟوﻟﻲ " ظﻬرت
ﺻورﺗﻪ أو ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن آﺧر ﺑﻌد ﻣوﺗﻪ وﻣن أﻣﺛﺎﻟﻬم "اﻟﺣراﻣﻲ ﺑﻼ ﺑﯾّ ﻧﻪ
.2ﻟﺑﻊ "ﺿرب" ﻟﺑﻌﻪ ،ﺿرﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻩ ﺑﻛﻔﻪ ،ﻟﺑﻊ :ﺟرى ﯾﺿرب اﻷرض ﺑرﺟﻠﯾﻪ.1
.1اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﯾف ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ص. 170
.2ﻋون اﻟﺷرﯾف ﻗﺎﺳم ،ﻗﺎﻣوس اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان ،ص. 133
33
.3ﻧﺿم "ﺗﻛﻠم" ﻧﺿم :ﺗﻛﻠم وﻫﻲ ﻣن ﻧظم اﻟﻛﻼم او ﻣن ﻟدم ﻟدﻣت اﻟﺛوب رﻗﻌﺗﻪ. 2
.4ﺷﻔﻰ "طﺎب" طﺎب ،ﺷﻔﻰ طﺑﯾب ﺟﻌﻠﻪ طﯾﺑﺎً ﺷﻔﺎﻩ طﯾب ﺧﺎطرﻩ. 3
.5ﻧﺷف "ﺟف" ﻧﺷف اﻟﺛوب ﺟف ﻋن ﺑﻠل ﻧﺷف رﯾﻘﻪ ذﻫب ﻟﻌﺎﺑﻪ ﻧﺎﺷف ﺑﺧﯾل.4
.6ﺣﻣﻠﻪ "ﺷﺎﻟﻪ" ﺷﺎل اﻟﺷﻲء ﯾﻘوﻟون ﺷﻠت اﻟﺷﻲء وﺣﻣل اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ ظﻬرﻩ رﻓﻌﻪ
واﺳﺗﻘﻠﻪ. 5
.7ﻫﺎك "ﺧذ" ﺧذﻩ ﻓﻲ ﺣدﯾث اﻟرﺑﺎ ،اﻟذﻫب ﺑﺎﻟذﻫب رﺑﺎ إﻻ ﻫﺎ وﻫﺎ أي ﺧذ وﺧذ أي
.9ﺣﺑت "ﺣﻔر" ﺑﺣت ﺣﻔر اﻟﺗراب ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ وﺑﺣت ﻓﻲ اﻷرض ﺣﻔرﻫﺎ. 3
.10ﻧﺎح "ﺑﻛﻰ" ﻧﺎح )ﻧﯾﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾت ﺑﻛﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺻﯾﺎح وﻋوﯾل وﺟزع. 4
ﻣﻼﺣظﺔ :ﻧﺟد أن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗطورت ﺣدﯾﺛﺎً ﻟم ﯾذﻛرﻫﺎ ﻋون
اﻟﺷرﯾف ﻗﺎﺳم ﻣﻧﻬﺎ :داﯾر :ﻋﺎﯾز ،ﻋﻘب :ﺑﻌد ،أرح :ﻫﯾﺎ ،أﻗﻌد :أﺟﻠس وﻏﯾرﻫﺎ
ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﺟﺎء ﺗﻌرﯾف اﻟﺗرﻛﯾب ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب )ﺗراﻛب اﻟﺳﺣﺎب وﺗراﻛم ﺻﺎر
ﺑﻌﺿﻪ ﻓوق ﺑﻌض( ،ورﻛب اﻟﺷﻲء :وﺿﻊ ﺑﻌﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﻗد ﺗرﻛب وﺗراﻛب. 1
ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح :اﻟﺗرﻛﯾب ﺟﻣﻊ اﻟﺣروف اﻟﺑﺳﯾطﺔ وﻧظﻣﻬﺎ ﻟﺗﻛون ﻛﻠﻣﺔ. 2
أي أن اﻟﺟﻣل ﻻ ﯾرى رﻗﺑﺗﻪ ﻣﻌوﺟﻪ وﯾﺿرب ﻫذا اﻟﻣﺛل ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟذي
ﻻﯾرى ﻋﯾوب ﻧﻔﺳﻪ .
.1ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن أﺑﻲ اﻟﻔﺿل ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻣﻧﺻور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ص. 503
.2اﻟﺷرﯾف ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ص. 60
36
.2ﻣد رﺟﻠك ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻟﺣﺎﻓك :
اﻟﻠﺣﺎف وﻫو اﻟﻐطﺎء واﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﻣﺛل ﻫو أن ﺗﻌﯾش ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺣﺎﻟك ﻓﻲ
ﺣدود ﺣﺎﻟك ﻓﻲ ﺣدود دﺧﻠك وﻻ ﺗﻘﻠد ﻣن ﻫم أﻛﺛر ﻣﻧك دﺧﻼً ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺣﺎف
اﻟﺧﻔﯾف.
اﻟﻣﻘﺻود أن اﻟﻣﻧﻔذ اﻟذي ﺗﺄﺗﯾك ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺷﺎﻛل أﻏﻠﻘﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎً واﺳﺗرﯾﺢ ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺷﺎﻛل.
اﻟﻌﯾن ﻣﺎ ﺑﺗﻌﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺟب وﯾﻘﺎل ﻫذا اﻟﻣﺛل ﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔﻠس ﺟداً .
37
ﻓﻣﺎ داﻣت اﻟﺳﺎﻗﯾﺔ ﺗﺳوق وﺗدور ،وﻟم ﺗﺗوﻗف ﻟﺣظﺔ ﻓﺈﯾن ﻫو ﻣﺣﺻوﻟﻬﺎ
وﻣﻧﺗوﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﺣﺑوب وﻫو ﻣﺛل ﯾﺿرب ﻟﻠذي ﯾﺗﻌب وﯾﺷﻘﻰ ﺑﻼ ﻓﺎﺋدة .
اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﺑﻧﻌﻣﺗﻪ ﺗﺗم اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت ﻟﻘد اﻧﺟزت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﻌون اﷲ ،وﻣﺎ ﺣﻔزﻧﻲ
إﻻ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أن أﻧﻬض ﺑواﺟﺑﻲ ﺗﺟﺎﻩ ﺑﻠدي ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻠﻔظﺔ
اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﺟزﯾرة .
ﻟﻘد اﺗﺑﻌت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻋن اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘدﯾﻣﺔ دراﺳﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ
ﻗﺎﻣوس اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ د .ﻋون اﻟﺷرف ﻗﺎﺳم ...
ﻟﻘد ﻗﺳﻣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺻول ،وﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﻔﻬوم
اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ ،ﻣﻘﺳﻣﺎً ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﺑﺎﺣث ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗطور ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎً و ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟدﻻﻟﺔ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وأﻧواﻋﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﺻﺣﻰ .
39
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ وأﻧواﻋﻪ وﻣظﺎﻫرﻩ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول أﺳﺑﺎب اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ،اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻧواع اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ،
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ .
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث واﻷﺧﯾر ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻣﻘﺳﻣﺎً إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﺑﺎﺣث .اﻟﻣﺑﺣث اﻷول اﻷﺳﻣﺎء ،اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻷﻓﻌﺎل ،اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺗراﻛﯾب
.ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﺗوﺻﯾﺎت واﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣر اﺟﻊ .
.2إن اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ﺗﺧرج ﻛل ﯾوم ﺑﺎﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟدﻻﻻت .
.3إن ﺗطور دﻻﻻت اﻷﻟﻔﺎظ ﻟﯾس أﻣراً ﺣﺎدﺛﺎً ﻓﻲ اﻟﻔﺣﺻﻰ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑل ﻛﺎﻧت اﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺎ زاﻟت ﻓﻲ ﺣر ﻛﺔ ﺗطورﯾﺔ داﺋﺑﺔ .
.4وﯾﻌد اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺛروة اﻟﻠﻐوﯾﺔ وﻟﻌل أﺑرز ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب دراﺳﺔ
اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ .
.5ﻫﻧﺎﻟك ﺑﻌض اﻷﻟﻔﺎظ ﺗطورت دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟواﺣد وأﻟﻔﺎظ أﺧرى ﺗطورت
دﻻﻟﺗﻬﺎ ﺑﯾن ﻣﻌﺟم وآﺧر .
40
.6ﯾﺷﻛل ﻣوﺿوع اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﺣﻘﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺻل ﺑﯾن اﻟدرس اﻟﻠﻐوي واﻟدرس
اﻟدﻻﻟﻲ وﺣﯾﺎة ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ وﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾﯾر وﺗطور .
اﻟﺗوﺻﯾﺎت :
.1ﻟﻠﻌرﺑﯾﺔ ﻣﯾزة ﺗﻔردت ﺑﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻠﻐﺎت أﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﻘرآن اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ واﻟﻣﺣﻔوظﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ أﻧﻬﺎ وﻋﺎء ﻟﻣورﺛﺎﺗﻧﺎ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ أن ﯾﻌﻛف ﻋﻠﯾﻬﺎ .وﻫﻲ
دراﺳﺔ ﺗﻌﯾﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﻘرآن .
.2إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗطوﯾرﻫﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣدﯾث وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ
ﺗﻧظﯾﻣﺎً ﺟﯾداً .
41
اﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﺻﺎدر :
.1إﺑراﻫﯾم اﻧﯾس )دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ( ،ط اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ .
.2أﺑو ﻋودة ﺧﻠﯾل أﺑو ﻋودة )اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﺑﯾن ﻟﻐﺔ اﻟﺷﻌر وﻟﻐﺔ ﻟﻘرن( ،ط ﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻣﻧﺎر .
.3أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر )ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر( اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ .1970
.4أﺣﻼم ﻓﺎﺿل ﻋﺑود )ﻣظﺎﻫر اﻟﺗطور اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻟﺣن اﻟﻌﺎﻣﺔ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑل.
.5أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( .
.6اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﯾف ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت،
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
42
.6ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺳن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ط ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻷزارﯾطﺔ – اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ .
.7اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم .
.8اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط.
.9أﻧﯾس ﻓرﯾﺣﺔ )ﻧﺣو ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﯾﺳرة( ط :ﺑﯾروت دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ 1973م .
.10ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود )ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( .
.11ﺟﺎﺳم ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﻌﺑود )ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( .
.12ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن أﺑﻲ اﻟﻔﺿل ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻣﻧﺻور اﻷﻧﺻﺎري اﻷﻓرﯾﻘﻲ ،ﻟﺳﺎن
اﻟﻌرب ،اﻟطﺑﻌﺔ 2009م .
.13ﺣﺳن ظﺎظﺎ )ﻛﻼم اﻟﻌرب ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( ط 1971م ،ﻣﺻر .
.14ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﺑداﻟﻛرﯾم )وﺳﺎﺋل ﺗطوﯾر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ( ط ﻋﻣﺎن -اﻷردن .
.15د .ﻋون اﻟﺷرﯾف ﻗﺎﺳم )ﻗﺎﻣوس اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ( ،ط اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟدار
اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗب .
16طﺎﻟب ﻣﺣﻣد اﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ ( .
.17طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( :ط ﻛﻧوز اﻟﻣﻌرﻓﺔ .
.18طﺎﻟب ﻣﺣﻣد إﺳﻣﺎﻋﯾل )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘرآﻧﻲ
واﻟﻧص اﻟﺷﻌري .
.19ﻋﺻﺎم ﻧور اﻟدﯾن ﻣﻌﺟم ﻧور اﻟدﯾن اﻟوﺳﯾط ،اﻟطﺑﻌﺔ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ .2009
.20ﻋﻠﻲ ﺣﻣﯾد ﺧﺿﯾر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( .
.21ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟواﺣد واﻓﻲ )ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ ( ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر ﺑﺎﻟﻔﺟﺎﻟﺔ .
.22ﻋﻠﻲ ﻋﺑداﻟواﺣد واﻓﻲ )ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ( ط ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر .2008
. 23ﻋوض ﺣﯾدر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( .
43
.24ﻓﺎﯾز اﻟداﯾﺔ )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻌرﺑﻲ( .
.25ﻛﻣﺎل ﺑﺷر )دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( ط1998م ،دار ﻏرﯾب .
.26ﻣﺟد اﻟﺑرازي )ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة( ط 1ﻋﻣﺎن ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،
1989م
.27ﻣﺟدي إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم )ﺑﺣوث ودراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( .
.28ﻣﺟدي إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم )ﺑﺣوث ودراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ( :ط ﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ .
.29ﻣﺣﻣود اﻟﺳﻌران ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ )ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﻌرﺑﻲ( ،ط ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ .
. 30ﻣﺣﻣود ﺗﯾﻣور )ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ( اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب 1956م .
. 31ﻣﺧﺗﺎر ﻋﻣر )ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ( ،ص. 246
.32ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة .
.33ﻧور اﻟﺟﻧدي )اﻟﻔﺻﺣﻰ ﻟﻐﺔ اﻟﻘران( ﺑﯾرو ت دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ 1982 ،م .
.34ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ص. 207
.35ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺳن )ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻠﻐوي( ،ط ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻷزارﯾطﺔ – اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ .
44