You are on page 1of 19

‫د‪ .

‬عبد اهلل حدادي‬


‫المدرسة العليا للتربية والتكوين بني مالل‬

‫ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﺑﻮﻳﻄﻴﻘﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫شغل االهتمام بالقراءة حيزا كبيرا من الكد المنهجي المعاصر‪ ،‬في نظرية‬
‫ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩالنظرية‬
‫مطافات‬ ‫متأخرا من‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻲ‬ ‫مطافا ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻳﺔالغربي‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫في النقد‬ ‫التلقي خاصة‪ ،‬التي عُدت‬
‫ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ‬
‫ميشيل‬ ‫عبارة‬
‫ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫علىﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫قياساﻓﻲ‬ ‫األدبي‪،‬‬
‫ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‬ ‫ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞالصنيع‬
‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫قارئ» في‬ ‫«وظيفة ال‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ‬ ‫النقدية‪ ،‬وأخذت حصةﻣﺮﻛﺰ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ(‪ ،)1‬بحيث‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ‬
‫بالمطالبة بها‬ ‫وحتى‬‫ﻟﻠﻨﺸﺮ‬ ‫وتحظىﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ‬
‫باالعتراف‪،‬‬ ‫ﻭﻣؤﺳﺴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‬
‫تتأكد‬ ‫فوكو «وظيفة المؤلف»‪،‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ في تاريخ النقد األدبي‪ ،‬بالتفاتها إلى عنصر‬ ‫النظرية ﺣﺪﺍﺩﻱ‪،‬‬
‫منعطفا حاسما‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ‬
‫شكلت هذه‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬البداهة على ﻧﻌﻢ‬
‫إقصائه من دائرة االهتمام الفاعل ضمن أقطاب التواصل األدبي‪،‬‬ ‫عملت‬
‫‪2022‬‬
‫االهتمام بالمؤلف وتصرمت حقب أخرى تضخمت فيها حظوة‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬تم فيها‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦمرت حقبة‬
‫لقد‬
‫ﻣﻜﻨﺎﺱ‬
‫ساعة القارئ إذا ما جاز لنا استدعاء عنوان كتاب (خوسيه‬ ‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬النهاية‬
‫لتدق في‬‫ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ‬
‫النص‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪ (Jose 3Castellelt):‬التنبؤي(‪ .)2‬هكذا‪ ،‬جاءت نظرية التلقي ضمن األرضية‬ ‫ﺭﻗﻢ‬
‫كاستيلت)‬
‫مجاوزةﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‬
‫القصور‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬ ‫ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‬
‫بهاجس‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬
‫مسكونة‬ ‫(جماعةﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬
‫كونستانس)‪،‬‬ ‫فيﺍﻟﻤﻮﻟﻰ‬
‫والمتمثلةﻣﺮﻛﺰ‬
‫ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ‬
‫الماهدة لها‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‬
‫الذي اعتور نظريات النقد المتجهة إلى مصدر النص)المؤلف(‪ ،‬أو تلك التي يممت‬
‫ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫شطر النص‪ ،‬في ذاته ولذاته(‪.)3‬‬
‫‪261 - 277‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪1342497‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫(‪ )1‬إمانويل فريس وبرنار موراليس‪ :‬قضايا أدبية عامة‪ :‬آفاق جديدة في نظرية األدب‪ ،‬تــر‪ .‬لطيــف زيتــوني‪ ،‬الكويــت‪،‬‬
‫‪AraBase‬‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬ع‪ ،300 .‬فبراير ‪ ،2004‬ص‪.144 .‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ :‬المجلس الوطني‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫سلسلة عالم المعرفة‪،‬‬
‫المغــرب‪/‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬ ‫الدار البيضــاء‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‪،‬‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺔبنكراد‪،‬‬
‫ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ‪،‬‬ ‫وتقديم سعيد‬
‫ﺍﻷﺩﺑﻲ‪،‬‬‫ترجمة‬ ‫والتفكيكية‪،‬‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺪ‬ ‫ﺍﻷﺩﺑﻲ‪،‬‬ ‫السميائيات‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬عن أمبرتو إيكو‪ :‬التأويل‪ :‬بين‬
‫ﺍﻷﺩﺏ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺺ‬ ‫(‪ )2‬نقال‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2 .‬ص‪.63 .‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1342497‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫(‪ )3‬في هذا الصدد‪ ،‬يقول (أمبرتو إيكو)‪« :‬بيد أنه إبان انطالقة السيميائيات البنيويــة‪ ،‬عنيــت بدايــة الســتينيات‪ ،‬كــان‬
‫االعتقــاد الســائد أن الــنص ينبغــي أن يعــالج فــي صــلب بنيتــه الموضــوعية‪ ،‬كمــا تتبــدى للناقــد فــي ســطحها الــدال‪.‬‬
‫وبالمقابل فقد أهملت مداخلة المرسل إليه )المتلقي( التأويلية‪ ،‬وباتت في الظل‪ ،‬هذا إن لم تلغ كليا‪ ،‬العتبارها لوثــة‬
‫عن التذكير‪ ،‬ومن وجهة بنيوية أكيــدة‪ ،‬بضــرورة اعتبــار الفئــات‪ ،‬مــن مثــل‬ ‫جاكبسن نفسه‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫يكف ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬لمﺟﻤﻴﻊ‬
‫‪ 2023‬وحتى لو‬
‫منهجية‪.‬‬
‫©‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫المرسل والمرسل إليه والسياق‪ ،‬الزمة وضرورية في معالجة مسألة التواصل الجمالي»‪:‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪/‬‬
‫الحكائية‪،‬ﺃﻭتر‪ .‬أنطوان‬ ‫النصوص‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫ﻣﻦفي‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺧﻄﻲيلي‬
‫التعاضد التأو‬ ‫الحكاية‪:‬‬
‫ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫القارئ في‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(‬ ‫إيكو‪:‬ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬ ‫أمبرتو‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،1996 ،‬ص‪.47 .‬‬

‫‪261‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل حدادي‬
‫المدرسة العليا للتربية والتكوين بني مالل‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫شغل االهتمام بالقراءة حيزا كبيرا من الكد المنهجي المعاصر‪ ،‬في نظرية‬
‫خاصة‪ ،‬التي عُدت في النقد الغربي مطافا متأخرا من مطافات النظرية‬ ‫التلقي‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮميشيل‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬ ‫على عبارة‬
‫ﺃﺷﻐﺎﻝ‬‫قياسا‬ ‫األدبي‪،‬‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‪.‬‬ ‫الصنيع‬
‫ﻭﺑﻮﻳﻄﻴﻘﺎ‬ ‫قارئ» في‬
‫ﺍﻷﺩﺑﻲ‬ ‫)‪.(2022‬ال ﺍﻟﻨﺺ‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪«.‬وظيفة‬
‫وأخذت حصة‬ ‫النقدية‪،‬‬
‫ﺣﺪﺍﺩﻱ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ(‪)1‬ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ‬
‫فوكو «وظيفة المؤلف»‪ ،‬تتأكد وتحظى باالعتراف‪ ،‬وحتى بالمطالبة بها ‪ ،‬بحيث‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ‪ ،‬ﻣﻜﻨﺎﺱ‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻣﻦ النقد األدبي‪ ،‬بالتفاتها إلى عنصر‬ ‫تاريخ‬ ‫حاسما في‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬ ‫منعطفا‪.277‬‬ ‫ﻭﺍﻵﺩﺍﺏالنظرية‬
‫ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪- 261 ،‬‬ ‫شكلت هذه‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1342497‬‬
‫عملت البداهة على إقصائه من دائرة االهتمام الفاعل ضمن أقطاب التواصل األدبي‪،‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫حظوة‬ ‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮفيها‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‬ ‫تضخمت‬ ‫أخرى‬
‫ﺃﺷﻐﺎﻝ‬ ‫حقبﻓﻲ‬ ‫وتصرمت‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‪".‬‬ ‫بالمؤلف‬
‫ﻭﺑﻮﻳﻄﻴﻘﺎ‬ ‫االهتمام‬
‫ﺍﻷﺩﺑﻲ‬ ‫فيها "ﺍﻟﻨﺺ‬ ‫حقبة تم‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪.‬‬ ‫لقد مرت‬
‫ﺣﺪﺍﺩﻱ‪،‬‬
‫ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ‬ ‫كتاب ﺇﻟﻰ‬
‫(خوسيه‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻳﺔ‬
‫عنوان‬ ‫ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ‬
‫استدعاء‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻰماﻓﻲ‬
‫جاز لنا‬ ‫ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ‬
‫القارئ إذا‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ‬
‫ساعة‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬‬
‫النهاية‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻱفي‬
‫النص‪ ،‬لتدق‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﻣﻜﻨﺎﺱ‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫نظرية التلقي ضمن األرضية‬ ‫جاءت ﻣﻦ‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬ ‫هكذا‪،‬‬‫‪.277‬‬‫التنبؤي‪.)2(-‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪(Jose ،‬‬
‫)‪261 :(2022‬‬ ‫)‪Castellelt‬‬ ‫كاستيلت)‬
‫ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ‬
‫مسكونة بهاجس مجاوزة القصور‬ ‫‪http://search.mandumah.com/Record/1342497‬‬
‫الماهدة لها‪ ،‬والمتمثلة في (جماعة كونستانس)‪،‬‬
‫الذي اعتور نظريات النقد المتجهة إلى مصدر النص)المؤلف(‪ ،‬أو تلك التي يممت‬
‫شطر النص‪ ،‬في ذاته ولذاته(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬إمانويل فريس وبرنار موراليس‪ :‬قضايا أدبية عامة‪ :‬آفاق جديدة في نظرية األدب‪ ،‬تــر‪ .‬لطيــف زيتــوني‪ ،‬الكويــت‪،‬‬
‫سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬ع‪ ،300 .‬فبراير ‪ ،2004‬ص‪.144 .‬‬
‫(‪ )2‬نقال عن أمبرتو إيكو‪ :‬التأويل‪ :‬بين السميائيات والتفكيكية‪ ،‬ترجمة وتقديم سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضــاء المغــرب‪/‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2 .‬ص‪.63 .‬‬
‫(‪ )3‬في هذا الصدد‪ ،‬يقول (أمبرتو إيكو)‪« :‬بيد أنه إبان انطالقة السيميائيات البنيويــة‪ ،‬عنيــت بدايــة الســتينيات‪ ،‬كــان‬
‫االعتقــاد الســائد أن الــنص ينبغــي أن يعــالج فــي صــلب بنيتــه الموضــوعية‪ ،‬كمــا تتبــدى للناقــد فــي ســطحها الــدال‪.‬‬
‫وبالمقابل فقد أهملت مداخلة المرسل إليه )المتلقي( التأويلية‪ ،‬وباتت في الظل‪ ،‬هذا إن لم تلغ كليا‪ ،‬العتبارها لوثــة‬
‫عن التذكير‪ ،‬ومن وجهة بنيوية أكيــدة‪ ،‬بضــرورة اعتبــار الفئــات‪ ،‬مــن مثــل‬ ‫جاكبسن نفسه‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫يكف ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬لمﺟﻤﻴﻊ‬
‫‪ 2023‬وحتى لو‬
‫منهجية‪.‬‬
‫©‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫المرسل والمرسل إليه والسياق‪ ،‬الزمة وضرورية في معالجة مسألة التواصل الجمالي»‪:‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪/‬‬
‫الحكائية‪،‬ﺃﻭتر‪ .‬أنطوان‬ ‫النصوص‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫ﻣﻦفي‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺧﻄﻲيلي‬
‫التعاضد التأو‬ ‫الحكاية‪:‬‬
‫ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫القارئ في‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(‬ ‫إيكو‪:‬ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬ ‫أمبرتو‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،1996 ،‬ص‪.47 .‬‬

‫‪261‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل حدادي‬
‫المدرسة العليا للتربية والتكوين بني مالل‬

‫شغل االهتمام بالقراءة حيزا كبيرا من الكد المنهجي المعاصر‪ ،‬في نظرية‬
‫التلقي خاصة‪ ،‬التي عُدت في النقد الغربي مطافا متأخرا من مطافات النظرية‬
‫النقدية‪ ،‬وأخذت حصة «وظيفة القارئ» في الصنيع األدبي‪ ،‬قياسا على عبارة ميشيل‬
‫فوكو «وظيفة المؤلف»‪ ،‬تتأكد وتحظى باالعتراف‪ ،‬وحتى بالمطالبة بها(‪ ،)1‬بحيث‬
‫شكلت هذه النظرية منعطفا حاسما في تاريخ النقد األدبي‪ ،‬بالتفاتها إلى عنصر‬
‫عملت البداهة على إقصائه من دائرة االهتمام الفاعل ضمن أقطاب التواصل األدبي‪،‬‬
‫لقد مرت حقبة تم فيها االهتمام بالمؤلف وتصرمت حقب أخرى تضخمت فيها حظوة‬
‫النص‪ ،‬لتدق في النهاية ساعة القارئ إذا ما جاز لنا استدعاء عنوان كتاب (خوسيه‬
‫كاستيلت) )‪ (Jose Castellelt‬التنبؤي(‪ .)2‬هكذا‪ ،‬جاءت نظرية التلقي ضمن األرضية‬
‫الماهدة لها‪ ،‬والمتمثلة في (جماعة كونستانس)‪ ،‬مسكونة بهاجس مجاوزة القصور‬
‫الذي اعتور نظريات النقد المتجهة إلى مصدر النص)المؤلف(‪ ،‬أو تلك التي يممت‬
‫شطر النص‪ ،‬في ذاته ولذاته(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬إمانويل فريس وبرنار موراليس‪ :‬قضايا أدبية عامة‪ :‬آفاق جديدة في نظرية األدب‪ ،‬تــر‪ .‬لطيــف زيتــوني‪ ،‬الكويــت‪،‬‬
‫سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬ع‪ ،300 .‬فبراير ‪ ،2004‬ص‪.144 .‬‬
‫(‪ )2‬نقال عن أمبرتو إيكو‪ :‬التأويل‪ :‬بين السميائيات والتفكيكية‪ ،‬ترجمة وتقديم سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضــاء المغــرب‪/‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2 .‬ص‪.63 .‬‬
‫(‪ )3‬في هذا الصدد‪ ،‬يقول (أمبرتو إيكو)‪« :‬بيد أنه إبان انطالقة السيميائيات البنيويــة‪ ،‬عنيــت بدايــة الســتينيات‪ ،‬كــان‬
‫االعتقــاد الســائد أن الــنص ينبغــي أن يعــالج فــي صــلب بنيتــه الموضــوعية‪ ،‬كمــا تتبــدى للناقــد فــي ســطحها الــدال‪.‬‬
‫وبالمقابل فقد أهملت مداخلة المرسل إليه )المتلقي( التأويلية‪ ،‬وباتت في الظل‪ ،‬هذا إن لم تلغ كليا‪ ،‬العتبارها لوثــة‬
‫منهجية‪ .‬وحتى لو لم يكف جاكبسن نفسه عن التذكير‪ ،‬ومن وجهة بنيوية أكيــدة‪ ،‬بضــرورة اعتبــار الفئــات‪ ،‬مــن مثــل‬
‫المرسل والمرسل إليه والسياق‪ ،‬الزمة وضرورية في معالجة مسألة التواصل الجمالي»‪:‬‬
‫أمبرتو إيكو‪ :‬القارئ في الحكاية‪ :‬التعاضد التأويلي في النصوص الحكائية‪ ،‬تر‪ .‬أنطوان أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪/‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،1996 ،‬ص‪.47 .‬‬

‫‪261‬‬
‫ضمن هذا األفق‪ ،‬يعد تأكيد دور القارئ في صوغ أدبية النص هو التعديل‬
‫األساسي الذي طـرأ على نظرية األدب بعد منتصف القرن العشرين(‪« ،)1‬فبينما ساد‬
‫في فترة من تاريخ النقد النظر إلى األدب باعتباره صورة لمؤلفه ووسطه االجتماعي‬
‫وبيئته عموما‪ ،‬أو مظهرا من مظاهر العبقرية فيما بعد‪ ،‬نظر اتجاه نقدي آخر إلى‬
‫النص األدبي بإكبار‪ ،‬باعتباره بذاته‪ ،‬يمتلك أدوات اشتغاله‪ ،‬واألدوات الكفيلة بالكشف‬
‫عن معناه دون اللجوء إلى االستعانة بمـا هو خارج عنه حتى ولو كان المؤلف نفسه!‬
‫وبهذا فالنص األدبي بنية مغلقة مكتفية بذاتها‪ .‬وهكذا قوبل تطرف بتطرف أكبر‬
‫منه‪ ،‬إلى أن جـاء اتجاه نقدي ثالث فأنكر التوجهين النقديين السابقين عليه‪ ،‬ونادى‬
‫بضرورة العناية بمن يتوجه إليه النص في أصل الوضع‪ :‬أي القارئ )‪ (...‬نفــــــ] النص‬
‫ال يوجد إال بالقراءة والقراءة وحدها ومن هنا تنبع أهمية القارئ أو المتلقي»(‪.)2‬‬
‫لقد تنبهت نظرية التلقي إلى أن النقاد بتبئيرهم البحث األدبي على الكاتب‬
‫والعمل األدبي قد اختزلوا النسق العالئقي بدون موجب لذلك‪ ،‬إذ يجب على هذا‬
‫النسق أن يأخذ متلقي الرسالة األدبية (الجمهور القارئ) بعين االعتبار‪ ،‬فتلك ضرورة‬
‫ال محيد عنها‪ ،‬ألن األدب والفن ال يصيران صيرورة تاريخية ملموسة إال بواسطة‬
‫تجربة أولئك الذين يتلقون المؤلفات ويتمتعون بها‪ ،‬ويقومونها‪ ،‬ومن ثم يعترفون بها‬
‫أو يرفضونها‪ ،‬يختارونها أو يهملونها(‪.)3‬‬
‫لقد كانت نظرية التلقي بمثابة تغير حقيقي في النموذج النظري لدرجة أن‬
‫الشعرية خالل العقود األخيرة يمكن أن توصف بحق بأنها "شعرية القراءة"(‪ ،)4‬بعد أن‬
‫أصبحت قـراءة النص هي األكـثر استئثارا باالهـتمام واألكثر استحواذا على أسئلة‬
‫النظرية األدبية وافتراضاتها‪ ،‬حيث اكتسبت أهمية كبيرة لم تحظ بمثلها عبر تاريخ‬
‫النقد كله‪ ،‬كما صاحب ذلك ازدياد كبير في تقدير فاعلية دور القراءة والتلقي في‬
‫عملية فهم النص واكتشافه وإنتاجه وتشكيله وتصنيعه‪ ،‬فعد التلقي في أحد أهـم‬
‫مظاهره وأخطرها بمثابة إعادة إنتاج وتصنيع للنص من جديد‪ ،‬وذلك بعد أن تم‬

‫(‪ )1‬جان ستروبنسكي‪ :‬نـحو جمالية للتلقي‪ ،‬ضمن مؤلف جمــاعي‪ :‬نظريــة األدب فــي القــرن عشــرين‪ ،‬ترجمــة وإعــداد‬
‫محمد العمري‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2 .‬ص‪.5 .‬‬
‫(‪ ) 2‬محمد المتقن‪ :‬في مفهــومي القــراءة والتأويــل‪ ،‬مجلــة عــالم الفكــر‪ ،‬الكويــت‪ ،‬المجلــس الــوطني للثقافــة والفنــون‬
‫واآلداب‪ ،‬ع‪ ،2 .‬المجلد ‪ ،33‬أكتوبر – ديسمبر ‪ ،2004‬ص‪.8 .‬‬
‫(‪ )3‬جان ستروبنسكي‪ :‬نـحو جمالية للتلقي‪ ،‬ضمن نظرية األدب في القرن العشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.148 .‬‬
‫(‪ )4‬خوسيه ماريا بوثويلو إيفانكوس‪ :‬نظرية اللغة األدبية‪ ،‬تر‪ .‬حامد أبو أحمد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار غريب‪ ،1992 ،‬ص‪.119 .‬‬

‫‪262‬‬
‫انجازه بصورة أولية مفـتوحة من قبل مؤلفه‪ .‬من هنا‪ ،‬لـيس باإلمكـان تصور النص‬
‫في وجوده المتعـين إال من خالل تحقـقه في التلـقي والقراءة‪ ،‬فأن تعرف ما هو النص‬
‫هو أن تعرف كيف قرئ‪ ،‬وكيف تم تـلقيه في سلـسلة القراءات والتلـقيات المتعاقبة‬
‫والمتداخلة‪ ،‬حيث النص ال يعيش إال من خالل الـقارئ ومن خالل تاريخ اشتغال‬
‫المتلقي به‪ ،‬بل ال معنى لنص حتى يقرأه شخص ما ويمنحه داللة معينة(‪ ،)1‬وبدا‬
‫التحويل المنهجي الذي طرأ على تحليل النص باالستناد إلى نظرية التلقي‪ ،‬ينم عن‬
‫إدراج (فعل الفهم) في القراءة‪ ،‬وجعل نتائجه بنية من بنيات النص‪ ،‬وتمظهر الفهم‬
‫بوصفه القسيم المعرفي للذات‪ .‬وما ينتج عنه من تباين االستـنتاجات لتباين الذوات‬
‫المعرفية(‪ ،)2‬إذ حولت نظرية التلقي «(‪ )...‬مشهد الدراسات األدبـية بإعادتها األدب إلى‬
‫وظيفـته التواصلية التي حجبتها البنيوية النصية»(‪ .)3‬ومنذ سنة ‪ 1973‬أعلن (هنري‬
‫ميشونيك) (‪ ،)Henri Meschonnic‬في كتابه ألجـل الشعرية عن «نهاية الحماقات‬
‫التي تعد أن فعل الكتابة فعل الزم»(‪ ،)4‬فـقد أصبحت الكتابة غير منفصلة عن "قول‬
‫شيء ما لشخص ما"‪ .‬ولذلك سننهي مسيرتنا عبر حقول النقد األدبي محاولين أن‬
‫نستوعب كيف استطاع التبئير النقدي على فعل القراءة أن يحول طريقة التفكير في‬
‫األدب‪ ،‬ويفسر من اآلن فصاعدا اشتغال النص من خالل الدور الذي يلعبه المرسل‬
‫إليه في تكونه‪ ،‬وكذا في فهمه وتأويله؛ ألن األدب يشيد تواصال مؤجال بين كتاب ما‬
‫وقراء ليسوا بالضرورة كلهم معاصرين لبعضهم البعض‪ ،‬وال حاضرين جميعهم في‬
‫المكان نفسه(‪.)5‬‬
‫من منظور جمالية التلقي‪ ،‬ال ينفصل النص الذي يقرأ عن تاريخ تلقيه‪ ،‬فتاريخ‬
‫التلقيات والقراءات الخاص بنص ما‪ ،‬هو الذي يمكننا من فهمه بعد أن أنجز وصار‬
‫ماضيا‪ .‬إن التلقي بهذا المدلول‪ ،‬فرصة يتجاوز فيها كل من النص والمتلقي ذاتهما‬

‫(‪ )1‬نادر كاظم‪ :‬المقامات والتلقي‪ :‬بحث فــي أنمــاط التلقــي لمقامــات الهمــذاني فــي النقــد العربــي الحــديث‪ ،‬بيــروت‪،‬‬
‫المؤسسة العربية للدراسة والنشر‪ ،2003 ،‬ص‪.12 .‬‬
‫(‪ )2‬بشرى موسى صالح‪ :‬نظرية التلقي‪ :‬أصول‪...‬وتطبيقات‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ /‬بيــروت ـ لبنــان‪ ،‬المركــز الثقــافي‬
‫العربي‪ ،2001 ،‬ص‪.53 .‬‬
‫(‪ )3‬آن موريل‪ :‬النقد من منظور القــارئ‪ ،‬تــر‪ .‬إبــراهيم أولحيــان‪ ،‬مجلــة نـــزوى‪ ،‬ســلطنة عمــان‪ ،‬ع‪ ،43 .‬يوليــوز ‪،2005‬‬
‫جمادى األولى ‪1926‬هـ‪ ،‬ص‪.100 .‬‬
‫(‪ )4‬نقال عن‪ :‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )5‬آن موريل‪ :‬النقد من منظور القارئ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100 .‬‬

‫‪263‬‬
‫ليمتدا خارج حدودهما‪ ،‬حيث النص ال يتحقق إال من خالل القارئ‪ ،‬والقارئ ال يحقق‬
‫شرط وجوده إال من خالل فعل القراءة‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬ال يعد التلقي توصيفا لحالة استقبال سلبي لنص قد تم إنجازه‬
‫بصورة تامة ومنتهية‪ ،‬بل هو فاعلية نشطة بها يتحقق النص ويتجسد‪ .‬فالعمل‬
‫الفني‪ ،‬حسبما يرى (أمبرتو إيكو) (‪ ،)Umberto Eco‬حتى ولو كان شكال منتهيا ومغلقا‬
‫ومنظما في غاية الكمال‪ ،‬ومضبوطا بدقة‪ ،‬فإنه مع ذلك يبقى "مفتوحا"‪ ،‬على األقل‬
‫لكونه قابال للتأويل بطرق مختلفة(‪« ،)1‬إن االستمتاع بعمل فني نيقول (أمبرتو إيكو)]‬
‫يرجع إلى إعطائه تأويال وإنجازا‪ ،‬بحيث يعاد إحياؤه من زاوية فريدة»(‪ ،)2‬حيث إن‬
‫النص‪ ،‬من هذا المنظور‪ ،‬وجود ناقص‪ ،‬أو لعله مشروع وجود ال يقتنص من إمكانيات‬
‫النص إال بعضها‪ .‬فالنقص‪ ،‬إذن‪ ،‬هو السمة المشتركة بين النص والقارئ‪ ،‬وفي هذا‬
‫النقص‪ ،‬تحديدا‪ ،‬يكمن سر احتياج كل منهما إلى اآلخر‪.‬‬
‫إن اهتمام نظرية التلقي بالقارئ والقراءة‪ ،‬وعالقتهما بالنص‪ ،‬إنما هو تركيز‬
‫على الجانب التواصلي في نظرية األدب(‪« ،)3‬وذلك ألن الظاهرة األدبية نكما يؤكد‬
‫(ميكائيل ريفاتير) (‪ ])Michael Riffaterre‬ليست في المؤلف‪ ،‬كما ظن النقاد زمنا‬
‫طويال‪ ،‬وال في النص المعزول‪ ،‬بل هي في جدلية بين النص والقارئ»(‪.)4‬‬
‫لقد تضامنت نظرية التلقي مع اتجاهات ما بعد البنيوية في نبذ الشكل الواحد‬
‫للمعنى‪ ،‬وتقويض مبدإ اإليمان بالملفوظ اللساني دليال وحيدا‪ ،‬أو وسيطا وحيدا لبناء‬
‫جمالية للنص ومحاورة بنيته‪ .‬وخطا منهج القراءة ونظرية التلقي خطوات أشد إيغاال‬
‫في تشييد جمالية من نوع خاص‪ ،‬استقت أصولها من الفلسفة الظاهراتية التي تجعل‬
‫من الذات مصدرا أوال للفهم‪ .‬فصارت الذات المتلقية‪ ،‬ضمن هذا األفق‪ ،‬قادرة على‬
‫إعادة إنتاج النص بواسطة فعل الفهم واإلدراك‪ ،‬ومتمكنة بذلك من إفسال تعددية‬
‫المعنى وتشقيق وجوه النهائية من بنيته‪ ،‬مما يجعله قادرا على الديمومة والخلود‬

‫(‪ ) 1‬نقال عن‪ :‬رشيد اإلدريسي‪ :‬سيمياء التأويل‪ :‬الحريري بين العبارة واإلشارة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سلسلة المكتبــة األدبيــة‪،‬‬
‫شركة النشر والتوزيع المدارس‪ ،2000 ،‬ص‪.16 .‬‬
‫(‪ )2‬نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬أحمد بوحسن‪ :‬نظرية التلقــي والنقــد األدبــي العربــي الحــديث‪ ،‬ضــمن مؤلــف مشــترك‪ :‬نظريــة التلقــي‪ :‬إشــكاالت‬
‫وتطبيقات‪ ،‬الرباط‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬سلسلة ندوات ومناظرات رقم ‪ ،1993 ،24‬ص‪.18 .‬‬
‫(‪ )4‬ميكائيــل ريفـاتير‪ :‬دالئليــات الشــعر‪ ،‬ترجمــة ودراســة‪ ،‬محمــد معتصــم‪ ،‬الربــاط‪ ،‬منشــورات كليــة اآلداب والعلــوم‬
‫اإلنسانية‪ ،1997 ،‬ص‪.7 .‬‬

‫‪264‬‬
‫بفعل الحوارية المستمرة بين بنية النص وبنية المتلقي(‪ ،)1‬ولعل هذا ما دفع محمد‬
‫مفتاح إلى اعتبار أن نظرية التلقي تنزع إلى تحليل النص ضمن ما أسماه بـ‬
‫"اإلبستيمولوجية التشييدية"‪ ،‬التي شعارها‪« :‬ال شيء معطى‪ ،‬وإنما كل شيء‬
‫مبني»(‪.)2‬‬
‫يتعارض هذا الطرح‪ ،‬مع ذاك الذي شيدته المقاربات المشدودة إلى النص‪،‬‬
‫والمعنية بتحليل النص األدبي في ذاته ولذاته‪ ،‬كما هو الشأن عند الشكالنيين‬
‫الروس والنقد الجديد والبنيوية وغيرها‪ ،‬حيث كان التأكيد دائما ينصب على النظر‬
‫إلى النص بوصفه )معطى( موضوعيا‪ ،‬يملك وجودا مستقال عن أي أشكال االرتباط‪،‬‬
‫سواء بالقارئ أم بالمجتمع أم بالمؤلف‪ .‬فقد كان النص‪ ،‬بحسب أشهر االستعارات‪،‬‬
‫عبارة عن "جرة حسنة الصنع" أو "أيقونة لفظية"(‪ ،)3‬أي معطى ناجزا ومكتفيا بذاته‪.‬‬
‫لقد كان لهذا التصور األيقوني الشائع عن النص‪ ،‬دور كبير في توجيه النقد‬
‫الحديث إلى االهتمام بالنص في ذاته ولذاته‪ ،‬والوقوف‪ ،‬ضمن أشراط التحليل‬
‫المحايث‪ ،‬عند مستوى الكلمات واألصوات والتراكيب والمقاطع‪ ...‬من ثم‪ ،‬فإن اقتضاء‬
‫دراسة النص‪ ،‬بوصفه معطى موضوعيا‪ ،‬يفترض وصفه بصورة )محايثة(‪ ،‬وبـــ)وفاء(‬
‫تام دونما تدخل من ذات القارئ أو المؤول‪ ،‬حيث ال يتم هذا الوفاء التام للنص إال‬
‫على حساب إمحاء حضور القارئ ومحق وجوده‪ .‬فأي تهاون في الوفاء للنص إنما يقود‪،‬‬
‫حتما‪ ،‬إلى محذور شدد عليه النقاد الجدد بوصفه خطأ في التقويم والتأويل‪ ،‬وهو ما‬
‫عرف بـ "المغالطة التأثيرية" )‪ ،)4((affective fallacy‬أي الخلط بين ما هو للنص‪ ،‬وما‬
‫هو من نتائجه وتأثيراته في القارئ‪ ،‬وهي التأثيرات نفسها التي طالما أكدت نظرية‬
‫التلقي تعذر فهم النص بمبعد عنها‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال‪ ،‬ال تشكل االتجاهات المختلفة التي تنضوي تحت إطار نظرية‬
‫التلقي نقدا موحدا من الناحية المفهومية‪ ،‬بل تمثل مجموعة متباينة من المنطلقات‬
‫والمناهج واألدوات(‪« ،)5‬فـنظرية التلقي ليست نظرية واحدة‪ ،‬وإنما هي نظريات‬

‫(‪ )1‬بشرى موسى صالح‪ :‬نظرية التلقي‪ :‬أصول‪ ...‬وتطبيقات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 .‬‬
‫(‪ )2‬محمد مفتاح‪ :‬من أجل تلق نسقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 .‬‬
‫(‪ )3‬نادر كاظم‪ :‬المقامات والت لقي‪ :‬بحث في أنماط التلقي لمقامات الهمذاني في النقد العربي الحديث‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.24 .‬‬
‫(‪ )4‬نفسه‪ ،‬ص‪.25 .‬‬
‫(‪ )5‬بشرى موسى صالح‪ :‬نظرية التلقي‪ :‬أصول‪ ...‬وتطبيقات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41 .‬‬

‫‪265‬‬
‫كثيرة (‪ ،)1(»)...‬ولعله األمر الذي دفع (رمان سلدن) (‪ )Raman Selden‬إلى أن يؤطر‬
‫الحديث عن نظرية التلقي‪ ،‬ضمن كتابه النظرية األدبية المعاصرة‪ ،‬تحت تسمية‪:‬‬
‫"النظريات المتجهة إلى القارئ‪ :‬نظريات القارئ"(‪ ،)2‬بصيغة الجمع ال اإلفراد‪ .‬غير أن‬
‫هذه النظريات‪ ،‬وإن اختلفت رؤى وأدوات‪ ،‬فإنها تتفق فيما بينها‪ ،‬على األقل‪ ،‬في‬
‫أمرين‪ ،‬حسبما يالحظ محمد المتقن‪ ،‬هما(‪:)3‬‬
‫‪ - 1‬نبذ الدور التقليدي للقارئ‪ ،‬ومنحه دورا حاسما في تحديد المعنى‪.‬‬
‫‪ - 2‬كون النص‪ ،‬في تصور هذه النظريات‪ ،‬ال يحمل معنى جاهزا‪ ،‬فالقارئ هو من‬
‫يمأل فراغات النص ويشغل بياضاته بشكول المعنى‪.‬‬
‫ولعله يجمل التنويه هنا أن مفهوم القراءة قد تجاوز اإلحالة على الفعل‬
‫المسلط على ما هو مكتوب حصرًا‪ ،‬ذلك أنه قد أصبح «(‪ )...‬لفعل "قـرأ" المتعدي‪ ،‬في‬
‫النقد المعاصر‪ ،‬استعماالت كثيرة ومتنوعة (قرأت النص واللوحة والمدينة‬
‫(‪)4‬‬
‫حسبما يؤكد رشيد بنحدو‪ .‬ولعل هذا األمر هو ما جعل من مفهوم‬ ‫والجسد‪»)...‬‬
‫القراءة مفهوما فَلـوتاً ليست له أداوت واضحة وال مرجعية قارة وال موضوع خاص‪،‬‬
‫ويمكن أن يظهر كل مرة ضمن احتمال مفهومي مختلف(‪.)5‬‬
‫وعموما‪ ،‬إن «(‪ )...‬القراءة إذا أطلقت في الدراسات المعاصرة‪ ،‬فإنه يقصد بها‪:‬‬
‫‪ -‬التلقي اإليجابي للنصوص‪ ،‬ال االستسالم لها والوقوع في أسرها‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الطريقة التي كتب بها النص‪ ،‬أي كيفية تشكله‪.‬‬
‫‪ -‬القراءة بناء يحاور النص من أجل التوصل إلى ما يشكل تفرده وتميزه عن‬
‫سواه من النصوص؛ ومن ثم معرفة سر خلوده واالهتمام به على مر‬
‫العصور‪.‬‬
‫القراءة عملية غير محايدة‪ ،‬تقتضي تدخل القارئ بمعارفه المسبقة وذخيرته‬ ‫‪-‬‬
‫المكتسبة من خالل قراءاته السابقة لنصوص مماثلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬خوسيه ماريا بوثويلو ايفانكوس‪ :‬نظرية اللغة األدبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124 .‬‬
‫(‪ )2‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫(‪ )3‬رمان سلدن‪ :‬النظرية األدبية المعاصرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163 .‬‬
‫(‪ )4‬رشيد بنحدو‪ :‬قراءة في القراءة‪ ،‬مجلة الفكر العربي المعاصــر‪ ،‬بيروت‪/‬بــاريس‪ ،‬مركــز اإلنمــاء القــومي‪ ،‬ع‪،4948 .‬‬
‫‪ ،1988‬ص‪.19 .‬‬
‫(‪ )5‬محمد الدغمومي‪ :‬نقد النقد‪ :‬وتنظير النقد العربي المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.273 .‬‬

‫‪266‬‬
‫‪ -‬القراءة تـأويـل»(‪.)1‬‬
‫ليست القراءة‪ ،‬إذن‪ ،‬عند النقاد والباحثين المعاصرين «(‪ )...‬ذلك الفعل البسيط‬
‫الذي يمرر به البصر على السطور؛ وليست هي أيضا بالقراءة التقبلية التي نكتفي‬
‫فيها‪ ،‬عادة‪ ،‬بتلقي الخطاب تلقيا سلبيا اعتقادا منا أن معنى النص قد صيغ نهائيا‬
‫وحدد فلم يبق إال العثور عليه كما هو‪ ،‬أو كما كان نية في ذهن الكاتب‪ )...( .‬إنها فعل‬
‫خالق يقرب الرمز إلى الرموز ويضم العالمة إلى العالمة (‪.)2(»)...‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬يقول (تزفيطان تودوروف) (‪ )Tzvetan Todorov‬إن «(‪)...‬‬
‫القراءة مسار في فضاء النص‪ ،‬مسار ال ينحصر في وصل األحرف بعضها ببعض من‬
‫اليمين إلى اليسار ومن أعلى إلى أسفل (وهو بمفرده المسار الوحيد ولهذا فليس‬
‫للنص معنى مفرد) وإنما هو يفصل المتالحم ويجمع المتباعد وهو على التدقيق‬
‫يشكل النص في فـضائه ال في خطيته (‪.)3(»)...‬‬
‫وبما أن «ال نص يوجد بغير عملية قراءة»(‪ ،)4‬فإن هذه األخيرة تنتصب فاعلية‬
‫تنقل النص‪ ،‬أي نص‪ ،‬من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل‪ ،‬فهي التي تحيل النص‬
‫إلى معنى‪ ،‬وتجعله قوال معلنا عبر فاعليتها الخالقة(‪ ،)5‬تلك القراءة الواعية التي‬
‫تتفاعل مع النص تفاعال كليا‪ ،‬وتتحرك معه من البداية إلى النهاية(‪ .)6‬بهذا‪ ،‬كانت‬
‫نصية النص مرهونة التحقق بفعل القراءة ذاته(‪« ،)7‬إن النص نيقول (جان بول‬
‫سارتر) (‪ ])Jean-Paul Sartre‬خذروف عجيب (‪ )...‬ألجل استعراضه أمام العين البد‬
‫من عملية حسية تسمى‪ :‬القراءة‪ .‬وهو يدوم مادامت القراءة‪ ،‬وفيما عدا هذا ال يوجد‬
‫سوى عالمات سود على الورق»(‪ ،)8‬إن هذه العالمات السود التي يتحدث عنها (سارتر)‬
‫هي‪ ،‬على وجه التحديد‪ ،‬ما يظهر عليه النص قبل أن يطوله فعل القراءة‪ .‬فالنص‬

‫(‪ )1‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18 .‬‬
‫(‪ )2‬حسين الواد‪ :‬مناهج الدراسات األدبية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط‪ ،1988 ،4 .‬ص‪.72 .‬‬
‫(‪ )3‬تزفيطان تودوروف‪ :‬الشعرية‪ ،‬تر‪ .‬شكري المبخــوت ورجــاء بــن ســالمة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬دار توبقــال للنشــر‪ ،‬ط‪،2 .‬‬
‫‪ ،1990‬ص‪.22 .‬‬
‫(‪ )4‬فريد الزاهي‪ :‬النص والجسد والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬
‫(‪ )5‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫(‪ )6‬نبيلة ابراهيم‪ :‬القارئ في النص‪ :‬نظرية التأثير واالتصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 .‬‬
‫(‪ )7‬نصر حامد أبو زيد‪ :‬الــنص‪ ،‬الســلطة‪ ،‬الحقيقــة‪ ،‬بيــروت لبنــان‪ /‬الــدار البيضــاء المغــرب‪ ،‬المركــز الثقــافي العربــي‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.11 .‬‬
‫(‪ )8‬جان بول سارتر‪ :‬ما األدب؟ تر‪ .‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.43 .‬‬

‫‪267‬‬
‫قبل القراءة‪ ،‬أي قبل تعلق الوعي به‪ ،‬مجرد هيكل فارغ ال يقدم إال "مظاهر خطاطية"‬
‫جوفاء‪ .‬إذ النص‪ ،‬كما يشير إلى ذلك (تودوروف)‪ ،‬بمكر‪ ،‬هو نـزهة يقوم فيها المؤلف‬
‫بوضع الكلمات ليأتي القراء بالمعنى(‪« ،)1‬إذا‪ ،‬فالنص إن هو إال نسيج فضاءات بيضاء‪،‬‬
‫وفرجات ينبغي ملؤها‪ ،‬ومن يبثه يتكهن بأنها (فرجات) سوف تمأل (‪ )...‬نفـ] النص‬
‫بقدر ما يمضي من وظيفته التعليمية إلى وظيفته الجمالية‪ ،‬فإنه يترك للقارئ‬
‫المبادرة التأويلية‪ ،‬حتى لو غلبت فيه الرغبة بعامة في أن يكون النص مؤوال وفق‬
‫هامش من األحادية كافٍ‪ .‬إن النص غالبا ما يتطلب إعانة أحدهم لكي يتحقق‬
‫عمله»(‪ .)2‬ولعله األمر نفسه الذي دفع (إيزر) إلى التمييز في النص بين جانبين‪)...(« :‬‬
‫جانب فني خاص بالمؤلف‪ ،‬وجانب جماعي تولده عملية القراءة‪ .‬وبهذا يكون العمل‬
‫األدبي أكبر من النص في حد ذاته‪ ،‬ألن النص ال تدب فيه الحياة إال إذا تحقق‪ ،‬كما أن‬
‫عملية تحقيق النص ال تتم إال إذا أحيل النص إلى حركة‪ ،‬عندما تتحول المنظورات‬
‫المختلفة التي يقدمها للقارئ إلى عالقة دينامية بين مخططات النص االستراتيجية‬
‫ووجهات نظر القارئ المخططة كذلك»(‪ .)3‬وهنا يصر (إيـزر) على أنه كما أن للنص‬
‫بناء‪ ،‬فإن القراءة‪ ،‬بما هي «(‪ )...‬جملة اآلليات اإلدراكية والنفسية والثقافية التي‬
‫تحصل عند مواجهة نص ما»(‪ ،)4‬لها بناء كذلك‪ ،‬يقف موازيا لبناء النص ومتحاورا‬
‫معه(‪.)5‬‬
‫إن التفاعل بين النص والقارئ‪ ،‬إذن‪ ،‬هو الشيء األساسي في فعل القراءة من‬
‫منظور (إيـزر)‪ ،‬لكن السؤال الملحاح الذي يطرح نفسه هنا هو‪ :‬كيف يمكننا أن نجعل‬
‫هذا التفاعل موضوعا لدراسة منهجية ملموسة؟ فإذا كان مهما القول إن عملية‬
‫القراءة هي ما يضمن تحقق النص‪ ،‬فإنه من المهم أيضا أن يكون في الوسع تجاوز‬
‫مستوى التوصيف النظري المجرد لفعل القراءة ولماهيته‪ .‬لكن‪ ،‬كيف يتأتى لنا تجاوز‬
‫ذلك لدراسة فعل القراءة أثناء تحققه الفعلي‪ ،‬ثم‪ ،‬ضمن مستوى ثانٍ‪ ،‬كيف يمكن‬
‫تعرف ما يفرزه هذا الفعل من أنماط القراء؟ أسئلة مثل هذه كانت األس الحافز‪،‬‬

‫(‪ )1‬نقال عن‪ :‬أمبرتو إيكو‪ :‬التأويل‪ :‬بين السيميائيات والتفكيكية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫(‪ )2‬أمبرتو إيكو‪ :‬القارئ‪ ،‬في الحكاية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.6364 .‬‬
‫(‪ )3‬نبيلة إبراهيم‪ :‬القارئ في النص‪ :‬نظرية التأثير واالتصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬
‫(‪ )4‬نقال عن‪ :‬محمد الدغمومي‪ :‬نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.272 .‬‬
‫(‪ )5‬نبيلة إبراهيم‪ :‬القارئ في النص‪ :‬نظرية التأثير واالتصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬

‫‪268‬‬
‫لدوائر النقد األدبي‪ ،‬على إنسال تفريعات على قدر كبير من التنوع‪ ،‬بصدد أنماط‬
‫القراءة وصنوف القراء‪.‬‬
‫‪ -1‬أنماط القـراءة‬
‫لعل المتأمل في النتاج النظري المتحصل من تعيين أنماط القراءة‪ ،‬ليندهش‬
‫إزاء العدد الهائل لتفريعاتها‪ ،‬وال بأس في هذا السياق من التأشير على بعض أنماط‬
‫القراءة بما يقرب وضعية التنوع تلك‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عند (ياوس) مثال‪ ،‬نجد تحديدا لنوعين من القراءة هما على التوالي ‪:‬‬
‫‪ -‬القراءة االستعادية التي تعمل على تبرير الدهشة الجمالية التي يخلقها‬
‫النص‪ ،‬عن طريق الفهم والتفسير والتقويم‪.‬‬
‫‪ -‬القراءة التاريخية التي تنبثق عنها ردود أفعال تأويلية‪ ،‬تبرر الدهشة وتبني‬
‫القراءات االستعادية لتجعل منها أجهزة متكاملة لتلقي األثر خالل تاريخه‬
‫الممتد(‪.)2‬‬
‫في حين نجد عند (تزفيطان تودوروف) تمييزا بين ثالثة أنواع من القراءة‪:‬‬
‫اإلسقاطية‪ ،‬والشارحة‪ ،‬ثم الشاعرية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬فـالقراءة اإلسقاطية «ال تركز على النص ولكنها تمر من خالله ومن فوقه‪،‬‬
‫متجهة نـحو المؤلف أو المجتمع‪ ،‬وتعامل النص كأنه وثيقة إلثبات قضية‬
‫شخصية أو اجتماعية أو تاريخية‪.)4(»...‬‬
‫‪ -‬أما القراءة الشارحة‪ ،‬فقراءة تعيد إنتاج المكتوب بلغة مغايرة‪ ،‬وهي تجتر وال‬
‫تبدع(‪.)5‬‬
‫في حين تتم القراءة الشاعرية بقراءة النص من خالل شفرته في ضوء سياقه‬
‫الخاص‪ ،‬في سبيل السعي «(‪ )...‬إلى كشف ما هو باطن في النص ونقراءة] (‪ )...‬أبعد مما هو‬
‫في لفظه الحاضر»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬فولفجانج إيزر‪ :‬فعل القراءة‪ :‬نظرية الوقع الجمالي‪ ،‬ترجمة وتقديم أحمد المديني‪ ،‬مجلة آفــاق‪ ،‬منشــورات اتحــاد‬
‫كتاب المغرب‪ ،‬ع‪ ،1987 ،6 .‬ص‪.29 .‬‬
‫(‪ )2‬نبيلة إبراهيم‪ :‬القارئ في النص‪ :‬نظرية التأثير واالتصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬
‫(‪ )3‬نقال عن‪ :‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫(‪ )4‬عاطف جودة نصر‪ :‬النص الشعري ومشكالت التفسير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار نوبار للطباعة‪ ،1996 ،‬ص‪.152 .‬‬
‫(‪ )5‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫(‪ )6‬عاطف جودة نصر‪ :‬النص الشعري ومشكالت التفسير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.152 .‬‬

‫‪269‬‬
‫ضمن مستوى آخر‪ ،‬يقترح (ميكائيل ريفاتير) (‪ )Michael Riffaterre‬ضربين‬
‫من القراءة‪ ،‬تشكالن مرحلتين مختلفتين في االقتراب من الكون النصي للعمل‬
‫األدبي‪ ،‬ولكنهما تتكامالن بحيث تمهد أوالهما للثانية؛‬
‫‪ - 1‬القراءة االستكشافية‪ ،‬وفيها يتم االحتكاك األولي بالنص وخاللها يجري‬
‫التفسير األول لـه(‪.)1‬‬
‫‪ - 2‬القراءة االسترجاعية‪ ،‬وهي قراءة تأويلية يعمد خاللها القارئ إلى "استرجاع"‬
‫ما قرأه واستحضاره أثناء محاولة فهم النص وتأويلـه(‪.)2‬‬
‫أما عند (روالن بارت) (‪ )Roland Barthes‬فنلفي تحديدات ألنماط أخرى‬
‫للقراءة‪ ،‬يمكن تعرفها كاآلتي(‪:)3‬‬
‫‪ -‬قراءة مهووسة تتلذذ بإنتاج خطاب ميتا‪-‬نصي يـوازي ويناظـر خطاب النص‬
‫األدبي‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة عصابية تندفع منجذبة إلى كون النص واالنغمار في التباساته‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة انفصامية (بارونية) تنتج نصا استيهاميا على هامش النص األدبي‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة ملتذة أو فيتيشية تتحسس مناطق من جسد النص وتتلذذ بها‪.‬‬
‫في خطاب النقد العربي الحديث يورد كل من فاضل ثامر ورشيد بنحدو‬
‫مصطلحات قرائية عديدة‪ ،‬بحيث نجد عند األول مصطلح القراءة العمودية والقراءة‬
‫األفقية والقراءة االستنساخية(‪ ،)4‬أما الثاني فيورد مصطلح القراءة العارفة والقراءة‬
‫المستهلكة(‪ ،)5‬ونجد عند سعيد علوش مصطلح القراءة الجمعية‪ ،‬وهي تأويالت‬
‫متعددة لنص عبر مستويات مجازية غالبا(‪ ،)6‬ويطرح الدكتور محمد عبد المطلب‬
‫أنماطا ثالثة من القراءة للنص األدبي هي القراءة الجمالية‪ ،‬والقراءة التأويلية والقراءة‬

‫(‪ )1‬نقال عن‪ :‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫(‪ )2‬نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )3‬نقال عن‪ :‬محمد الدغمومي‪ :‬نقد النقد‪ :‬وتنظير النقد العربي المعاصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.270271 .‬‬
‫(‪ )4‬فاضل ثامر‪ :‬من سلطة النص إلى ســلطة القــراءة‪ ،‬مجلــة الفكــر العربــي المعاصــر‪ ،‬بيروت‪/‬بــاريس‪ ،‬مركــز اإلنمــاء‬
‫القومي‪ ،‬ع‪ ،1988 ،4849 .‬ص‪.94 .‬‬
‫(‪ )5‬نقال عن‪ :‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫(‪ )6‬سعيد علوش‪ :‬معجم المصطلحات األدبية المعاصرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100 .‬‬

‫‪270‬‬
‫اإلسترجاعية(‪ ،)1‬ونجد محمد بنيس يتحدث عن القراءة العاشقة‪ ،‬ضمن دوائر خطاب‬
‫النقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬داخل مرحلة سبعينيات القرن المنصرم‪ ،‬وعند إدريس‬
‫بلمليح نلفي مصطلح القراءة التفاعلية(‪ ،)2‬وعند صالح بوسريف نجد القراءة‬
‫العارفة(‪ ،)3‬ونتعرف على القراءة الداللية مع منذر عياشي(‪.)4‬‬
‫تأسيسا على ما تقدم‪ ،‬يغدو من البدهي اإلقرار بأن التعدد الواسم لمفهوم‬
‫القراءة وأنوعها‪ ،‬سيطول‪ ،‬بالتبعية‪ ،‬أنماط الذوات الممارسة لها‪ ،‬تعدد ال يني يؤكد‬
‫دور القارىء في رسم قسمات القراءة والنص على حد سواء‪ ،‬فبدونه ال تحقق القراءة‬
‫حضورها األنطولوجي‪ ،‬مثلما ال يتاح للنص العبور من الوجود بالقوة إلى الوجود‬
‫بالفعل‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع القــراء‬
‫لقد اجتهدت النظرية النقدية المعاصرة اجتهادات ثرة باتجاه محاولة تحديد‬
‫هذه الذات القارئة‪ ،‬حتى تتمكن تاليا من فهم مختلف أفعالها‪ .‬فقد أدى «(‪ )...‬االهتمام‬
‫المتزايد بالقراءة وأنماطها نيقول محمد المتقن] إلى كثير من التفريع فيما يتعلق‬
‫(‪)5‬‬
‫دور كبير في تعدد أنواع القراء‪.‬‬ ‫بالقارئ‪ ،‬وقد كان لعامل الترجمة المضاعفة‬

‫(‪ )1‬محمد عبد المطلب‪ :‬قراءات أسلوبية في الشعر الحــديث‪ ،‬القــاهرة‪ ،‬الهيئــة المصــرية العامــة للكتــاب‪ ،‬د‪.‬ط‪،1995 ،‬‬
‫تنظر الصفحات ‪ 23 22 15 14 13‬و‪.50‬‬
‫(‪ )2‬إدريس بلمليح‪ :‬القراءة التفاعلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 .‬‬
‫(‪« )3‬إن ما نسميه بالقراءة العارفة نيقول صالح بوســريف]‪ ،‬هــي تلــك القــراءة التــي تكــون ذات صــلة بــالنص‪ ،‬قــراءة‬
‫وتأمال‪ ،‬كما أنها‪ ،‬في تقصيها‪ ،‬تكون محكومة بشرطها المعرفي الذي تتخذه وسيلة عمل‪ ،‬وبه‪ ،‬أو مــن خاللــه تبــرر مــا‬
‫تصل إليه من نتائج‪ ،‬ال بما تخوض فيه من نزوات ذات مشغولة بالتمجيد فقط‪ .‬القراءة العارفة‪ ،‬بهــذا المعنــى‪ ،‬تخــدم‬
‫المعرفة‪ ،‬وتساهم في بناء التصورات والمفاهيم‪ ،‬كما تقترح أفق التحوالت الممكنة التي يكون النص مالذها»‪:‬‬
‫صالح بوسريف‪ :‬القراءة العارفة‪ ،‬الملحق الثقافي لجريدة العلم‪ ،‬السبت ‪ 19‬نونبر ‪ ،2005‬ص‪.7 .‬‬
‫(‪« )4‬القراءة الداللية هي تلك القراءة التي ينفــتح فيهــا التأويــل علــى تعــدد المعــاني بتعــدد الممكنــات النحويــة التــي‬
‫ينتظم بها الكالم‪ ،‬موضوع القراءة‪ ،‬جملة ونصا‪ .‬ويجب أن نعلم أن هذه القــراءة ال تــأتي مــن لــبس فــي الكــالم فقــط‬
‫على نحو مخصوص‪ ،‬ولكنها تأتي من ممكنات توليدية يقوم عليها الكالم في أصل بنائه»‪:‬‬
‫منذر عياشي‪ :‬التعــدد النحــوي‪ :‬بــين القــراءة الدالليــة والبنيــة اللغويــة‪ ،‬مجلــة ثقافــات‪ ،‬البحــرين‪ ،‬كليــة اآلداب جامعــة‬
‫البحرين‪ ،‬ع‪ ،78 .‬صيف‪/‬خريف ‪ ،2003‬ص‪.18 .‬‬
‫(‪ )5‬يبين المتقن ما يعنيه بهذا المصطلح بقوله‪« :‬أعني بالترجمة المضاعفة‪ ،‬ترج مة نص ما مــن لغتــه األم إلــى لغــة‬
‫أخرى ثانية أو ثالثة‪ ،‬ثم ترجمته إلى اللغة العربية‪ ،‬وكتــاب إيــزر فعــل الترجمــة نمــوذج لهــا‪ ،‬حيــث تــرجم الكتــاب مــن‬
‫األلمانية إلى اإلنجليزية ثم إلى الفرنسية فالعربية (‪:»)...‬‬
‫محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 .‬‬

‫‪271‬‬
‫فاالختالف في ترجمة المصطلح يوهم بأننا إيزاء مفاهيم متعددة‪ ،‬ولكن عند التمعن‪،‬‬
‫ينجلي األمر‪ ،‬لنجد أنفسنا أمام مصطلح واحد بتسميات مختلفة»(‪.)1‬‬
‫غير أن الترجمة سواء أكانت بسيطة أم مضاعفة‪ ،‬ليست السبب الرئيس "ذي‬
‫الدور الكبير" ‪ -‬حسب تعبير المتقن‪ -‬المفسر لهذا التفريع الشديد في أنماط القراء‪،‬‬
‫ذلك أن في داخل تعقد فعل القراءة في ذاته‪ ،‬وتعدد مستوياته وأبعاده‪ ،‬ينتصب‬
‫السبب األهم المولد لهذا القدر من التفريع في أنماط القراء‪.‬‬
‫فقول محمد المتقن اآلنف وإن أشّر إلى جانب من تجليات الظاهرة‪ ،‬فإنه مع‬
‫ذلك لم يوفق إلى تحديد أصلها‪ .‬ويكفي تدليال على ذلك أننا نلفي‪ ،‬حتى في ظل‬
‫اللغة المصدر‪ ،‬تفريعات ألنماط القراء ال حصر لها‪ ،‬مما سينعكس بداهة على‬
‫ترجمتها إلى اللغة‪/‬اللغات الهدف‪.‬‬
‫وإذا كان الحال على ما قدمنا‪ ،‬فإن االسترسال في استقصاء جميع أنواع القراء‬
‫مطلب ليس هاهنا مقامه‪ .‬وعليه‪ ،‬سوف يتم االكتفاء‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬بالوقوف عند بعض‬
‫من أهم أنواع القراء وأكثرها شيوعا‪ ،‬كما أفرزتها اجتهادات النظرية النقدية‬
‫المعاصرة‪ ،‬أنواع نُجمل الحديث عنها في أربعة أساسية‪.‬‬
‫أ‪ -‬القارئ النموذجي‬
‫إنه عند (إيـزر) «القارئ الذي نرجع إليه في الغالب‪ ،‬والذي يصعب جدا تحديد‬
‫جوهره‪ ،‬بل إننا نستطيع أن نذهب إلى حد اعتبار الناقد األدبي أو فقيه اللغة بمنزلة‬
‫جوهر لهذا التجريد»(‪ .)2‬وهو عند (ميكائيل ريفاتير) مجموعة من المخبرين الذين‬
‫يلتقون دائما عند النقط المحورية في النص‪ ،‬وبالتالي يؤسسون وجود "واقع‬
‫أسلوبي" عبر ردود أفعالهم المشتركة‪ ،‬والقارئ النموذجي مثل أداة استطالع لمنبهات‬
‫النص والكتشاف كثافة المعنى الكامن المسنن فيه(‪ ،)3‬فضال عن كونه معيارا يساهم‬
‫في إقصاء الذاتية من ردود أفعال القراء مما يجعله أداة لتحقيق قراءة موضوعية –‬
‫حسب (ريفاتير) دائما‪ -‬تستند إلى المؤشر األسلوبي باعتباره حافزا نصيا وعنصرا‬

‫(‪ )1‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 .‬‬
‫(‪ )2‬فولفجانج إيزر‪ :‬فعل القراءة‪ :‬نظرية الوقع الجمالي‪ ،‬ترجمة وتقديم أحمد المديني‪ ،‬مجلــة آفــاق‪ ،‬منشــورات اتحــاد‬
‫كتاب المغرب‪ ،‬ع‪ ،1987 ،6 .‬ص‪.29 .‬‬
‫(‪ )3‬ميكائيل ريفاتير‪ :‬معايير تحليل األسلوب‪ ،‬ترجمة وتقديم وتعليقــات حميــد لحميــداني‪ ،‬منشــورات دراســات ســال‪،‬‬
‫‪ ،1993‬ص‪.42 .‬‬

‫‪272‬‬
‫هاما في خلق التفاعل بين النص والقارئ‪ .‬إال أن (ريفاتير) يعتبر القارئ النموذجي‬
‫معيارا محكوما بالمحدودية‪ ،‬لذلك يأتي السياق متمما ومصححا لكفايته‪ ،‬ألن اإلجراء‬
‫األسلوبي الذي يحدده القارئ النموذجي «يمتلك كسياق خلفية ملموسة دائمة‪ ،‬وكل‬
‫من اإلجراء األسلوبي والخلفية ال يوجد أحدهما بدون اآلخر»(‪.)1‬‬
‫أمـا القـارئ النموذجي الذي يتحدث عنه (أمبرتو إيكو) في كتابه القـارئ في‬
‫الحكاية ‪(lector in‬‬
‫(‪ .Fabula‬فإنه ال يحضر بصفته القارىء الذي يشارك ويتفاعل مع النص‬
‫فحسب‪ ،‬بل إنه يولد إلى حد كبير من النص نفسه(‪ .)2‬يقول (إيكو) في سبيل توضيح‬
‫ما يعنيه بمفهوم القارئ النموذجي‪« :‬إن القارئ النموذجي في قصة ما ليس هو‬
‫القارئ الفعلي‪ ،‬إن القارئ الفعلي هو أي كان‪ ،‬نـحن جميعا‪ ،‬أنت وأنا ونـحن نقرأ‬
‫النص‪ ،‬فهذا القارئ‪ ،‬قد يقرأ بطرق مختلفة‪ ،‬فال وجود لقانون يفرض عليه طريقة‬
‫معينة في القراءة‪ ،‬وعادة ما يتخذ النص وعاء ألهوائه الخاصة‪ ،‬وهي أهواء مصدرها‬
‫عالم آخر غير عالم النص‪ ،‬وال يقوم النص سوى بإثارتها بشكل عرضي‪ .‬قد يكون‬
‫فيكم من جرب رؤية فيلم كوميدي وهو في أقصى حاالت الحزن‪ ،‬ولذلك فأنتم‬
‫تعرفون كم هو صعب االستمتاع بشيء ما في لحظة كهذه‪ ،‬هناك ما هو أكثر من‬
‫هذا‪ .‬قد تشاهدون هذا الفيلم سنوات بعد ذلك دون أن تنجحوا في االبتسام ألن كل‬
‫صورة تذكركم بحزن التجربة األولى‪ ،‬فباعتباركم قراء فعليين‪ ،‬فإن قراءتكم هذه‬
‫هي قراءة خاطئة‪ ،‬لكنها خاطئة بالنسبة لماذا؟ إنها كذلك في عالقتها بنوعية‬
‫المتفرج الذي كان المخرج يفكر فيه‪ ،‬ذاك المتفرج الذي يجب أن يبتسم ويتابع قصة‬
‫ال تعنيه بشكل مباشر‪ .‬أطلق على هذا المتفرج (أو القارئ) القارئ النموذجي‪ ،‬إنه‬
‫قارئ نوعي يتوقعه النص باعتباره محفال للتعاون‪ .‬فإذا استهل نص ما بـ"حدث ذات‬
‫يوم‪ "...‬فإنه يرسم عالمة تقود إلى انتقاء مباشر لقارئه النموذجي الذي سيكون‬
‫بالضرورة طفال أو شخصا مستعدا لقبول قصة ال تكثرت للحس المشترك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬نفسه‪ ،‬ص‪.54 .‬‬


‫(‪ )2‬أمبرتو إيكو‪ :‬القارئ في الحكاية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬
‫(‪ )3‬أمبرتو إيكو‪ :‬ست نزهات في غابة السرد‪ ،‬ترجمة وتقديم‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضاءالمغرب‪/‬بيروتلبنان‪ ،‬المركز‬
‫الثقافي العربي‪ ،2005 ،‬ص‪ .‬ص‪.2728 .‬‬

‫‪273‬‬
‫ب ‪ -‬القارئ الخبير أو المؤهل‬
‫طور (ستانلي فيش) (‪ )Stanley Fish‬هذا المفهوم(‪ ،)1‬وهو عنده يحيل إلى‬
‫ذلك «(‪ )...‬القارئ الحقيقي الذي يفعل كل شيء من أجل أن يكون خبيرًا»(‪ .)2‬إن هذا‬
‫القارئ‪ ،‬حسب توصيفٍ إلدريس بلمليح «(‪ )...‬يسعى باستمرار إلى إخصاب مضامين‬
‫النصوص وتوسيع دائرة المعلومات التي تنطوي عليها‪ ،‬هادفا إلى اعتبار النص‬
‫وثيقة لألفكار واألحاسيس التي تنقلها اللغة‪ ،‬وتمررها عبر مسالكها الوعرة ومساربها‬
‫الضيقة»(‪ ،)3‬وهو األمر الذي دفع ناقدا مثل (خوسيه ماريا بوثويلو ايفانكوس) ( ‪José‬‬
‫‪ )Maria Pozuelo Yvancos‬إلى اإللماع إلى أن القارئ المؤهل عند (ستانلي فيش)‬
‫موصول بمعنى القراءة المتخصصة أو القراءة النقدية(‪.)4‬‬
‫القارئ المقصـود‬
‫يحيل هذا المفهـوم على تـلك «الذات الجماعية التي عاشت األوضاع التاريخية‬
‫للمبدع‪ ،‬فتوجه إليها النص حين ظهوره المبدئي‪ ،‬ثم الذات القادرة على أن تعيد‬
‫تصورات المقصد المباشرة لهذا النص‪ ،‬في إطار نوع من التكامل بينها وبين‬
‫المقصد‪ ،‬أي أنها استمرار له‪ ،‬وتقـمص جديد لفعله»(‪ .)5‬هكذا‪ )...(« ،‬فالقارئ المقصود‬
‫باعتباره قاطنا تخيـيليا في النص ال يمكن أن يجسد‪ ،‬فحسب‪ ،‬مفاهـيم وتقاليد‬
‫الجمهور المعاصر‪ ،‬بل أيضا رغبة المؤلف سواء في االرتباط بهذه المفاهـيم أو‬
‫االشتغال عليها»(‪.)6‬‬
‫القارئ الضمني‬
‫يذهب (فولفجانج إيـزر) في كتابه فعـل القـراءة إلى أن مفهوم "القارئ‬
‫الضمني" يحيل على «بنية نصية تتوقع حضور متلق دون أن تحدده بالضرورة»(‪ ،)7‬إن‬

‫(‪ )1‬نقال عن‪ :‬محمد المتقن‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 .‬‬
‫(‪ )2‬حسن ناظم‪ :‬مفاهيم الشعرية‪ :‬دراسة مقارنة في األصول والمنهج والمفاهيم‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪/‬بيروتلبنان‪،‬‬
‫المركز الثقافي العربي‪ ،1994 ،‬ص‪.137 .‬‬
‫(‪ )3‬إدريس بلمليح‪ :‬القراءة التفاعلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫(‪ )4‬خوسيه ماريا بوثويلو إيفانكوس‪ :‬نظرية اللغة األدبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141 .‬‬
‫(‪ )5‬إدريس بلمليح‪ :‬القراءة التفاعلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫(‪ )6‬فولفجانج إيزر‪ :‬فعل القراءة‪ :‬نظرية جمالية التجاوب في األدب‪ ،‬تر‪ .‬حميد لحميــداني والجاللــي الكديــة‪ ،‬منشــورات‬
‫مكتبة المناهل‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.2728 .‬‬
‫(‪ )7‬فولفجانج إيـزر‪ :‬فعل القراءة‪ :‬نظرية جمالية التجاوب في األدب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 .‬‬

‫‪274‬‬
‫األمر ال يمكن أن يتعلق بقارئ ملموس‪ ،‬تاريخي أو معاصر‪ ،‬بل إن القارئ المقصود‬
‫عند (إيـزر) هو بالضرورة «(‪ )...‬تجريد‪ ،‬وحادث عارض تبنى خصائصه قبليا باستقالل‬
‫(‪)1‬‬
‫كما يوضح (إلرود إبـش)‪ .‬على هذا النحو‪ ،‬يبين (إيـزر)‬ ‫عن كل وجود حقيقي»‬
‫مفهومه للقارئ الضمني داخل فعـل القـراءة‪« :‬هكذا عندما يتعلق األمر بالقارئ في‬
‫الفصول التالية من هذا الكتاب‪ ،‬فإنه يجب أن نفهم بنية القارئ الضمني القائمة‬
‫داخل النصوص (‪ )...‬فالقارئ الضمني ال يملك وجودا حقيقيا ألنه يجسد مجموع‬
‫التوجهات األولية التي يقترحها نص تخييلي على قرائه الممكنين والتي هي شروط‬
‫تلقيه‪ .‬نتيجة لذلك فإن القارئ الضمني ليس منغرسا في جوهر تجريبي‪ ،‬بل هو‬
‫متجذر داخل بنية النصوص نفسها»(‪.)2‬‬
‫أما عند (أمبرتو إيكو) في كتابه القـارئ في الحكـاية فالقـارئ الضمنـي هو‬
‫قـارىء «(‪ )...‬يوصله نشـاطه التعـاوني إلى أن يستخرج من النص مـا ال يقولـه‪ ،‬وإنمـا‬
‫يفترضه‪ ،‬ويعدنـا به‪ ،‬ينطوي عليه أو يتضمنه‪ ،‬وكذا إلى ملء الفضاءات الفارغة‪،‬‬
‫وربط ما يوجد في النص بغيره مما يتناص معه‪ ،‬حيث يتولد من هذا التناص ويذوب‬
‫فيه»(‪ .)3‬إن القارئ الضمني‪ ،‬حسبما توضحه نبيلة إبراهيم‪« ،‬قارئ ذو قدرات خيالية‪،‬‬
‫شأنه شأن النص‪ .‬وهو ال يرتبط مثله بشكل من أشكال الواقع المحدد‪ ،‬بل يوجه‬
‫قدراته الخيالية للتحرك مع النص‪ ،‬باحثا عن بنائه‪ ،‬ومركز القوى فيه‪ ،‬وتوازنه‪،‬‬
‫وواضعا يده على الفراغات الجدلية فيه فيمألها باستجابات اإلثارة الجمالية التي‬
‫تحدث له‪ .‬وهو منتج بقدر ما هو مدرك ألسرار األساليب اللغوية للنص الذي يقرأه‪،‬‬
‫وعندما ينتهي من قراءة النص يكون قد حقق ما تطلبه القراءة الظواهرية‪ .‬أي أن‬
‫األنا المفكرة ال تكون إال عندما تدخل دخوال فعليا في عالقات وارتباطات مع اللغة‬
‫وحركتها»(‪.)4‬‬
‫ومهما يكن من أمر تعدد توصيفات الجهد القرائي ومسميات فعل القراءة‪،‬‬
‫وأنماط الذوات القائمة به‪ ،‬فإن هذا الفعل‪ ،‬ضمن األفق النظري الذي رسمته جمالية‬

‫(‪ )1‬إلرود ابش‪ :‬التلقي األدبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 .‬‬


‫(‪ )2‬فولفجانج إيـزر‪ :‬فعل القراءة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60 .‬‬
‫(‪ )3‬أمبرتو إيكو‪ :‬القارئ في الحكاية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 .‬‬
‫(‪ )4‬نبيلة إبراهيم‪ :‬القارئ في النص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬

‫‪275‬‬
‫التلقي خاصة‪ ،‬صار ينأى بنفسه عن الوصفية الساذجة‪ ،‬ليستعلن‪ ،‬في مقابل ذلك‪،‬‬
‫جهدا مخصبا يخلق النص أنطولوجيا ويسهم في تحققه‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫أبو زيد (نصر حامد)‪ :‬النص‪ ،‬السلطة‪ ،‬الحقيقة‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ /‬الدار البيضاء‪ -‬المغرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المركز الثقافي العربي‪.1997 ،‬‬
‫اإلدريسي (رشيد)‪ :‬سيمياء التأويل‪ :‬الحريري بين العبارة واإلشارة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سلسلة‬ ‫‪-‬‬
‫المكتبة األدبية‪ ،‬شركة النشر والتوزيع المدارس‪.2000 ،‬‬
‫إيزر (فولفجانج)‪ :‬فعل القراءة‪ :‬نظرية جمالية التجاوب في األدب‪ ،‬تر‪ .‬حميد لحميداني‬ ‫‪-‬‬
‫والجاللي الكدية‪ ،‬منشورات مكتبة المناهل‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫إيفانكوس (خوسيه ماريا بوثويلو)‪ :‬نظرية اللغة األدبية‪ ،‬تر‪ .‬حامد أبو أحمد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫غريب‪.1992 ،‬‬
‫إيكو (أمبرتو)‪ :‬ست نزهات في غابة السرد‪ ،‬ترجمة وتقديم‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬الدار البيضاء‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫المغرب‪/‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪.2005 ،‬‬
‫إيكو (أمبرتو)‪ :‬التأويل‪ :‬بين السيميائيات والتفكيكية‪ ،‬ترجمة وتقديم سعيد بنكراد‪ ،‬الدار‬ ‫‪-‬‬
‫البيضاء‪ -‬المغرب‪ /‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪.2004 ،2 .‬‬
‫إيكو (أمبرتو)‪ :‬القارئ في الحكاية‪ :‬التعاضد التأويلي في النصوص الحكائية‪ ،‬تر‪ .‬أنطوان‬ ‫‪-‬‬
‫أبو زيد‪ ،‬الدار البيضاء‪ -‬المغرب‪ /‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪.1996 ،‬‬
‫بنحدو (رشيد)‪ :‬قراءة في القراءة‪ ،‬مجلة الفكر العربي المعاصر‪ ،‬بيروت‪/‬باريس‪ ،‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنماء القومي‪ ،‬ع‪.1988 ،48-49 .‬‬
‫بوحسن (أحمد)‪ :‬نظرية التلقي والنقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬ضمن مؤلف مشترك‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية التلقي‪ :‬إشكاالت وتطبيقات‪ ،‬الرباط‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫سلسلة ندوات ومناظرات رقم ‪.1993 ،24‬‬
‫بوسريف (صالح)‪ :‬القراءة العارفة‪ ،‬الملحق الثقافي لجريدة العلم‪ ،‬السبت ‪ 19‬نونبر ‪.2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫تودوروف (تزفيطان)‪ :‬الشعرية‪ ،‬تر‪ .‬شكري المبخوت ورجاء بن سالمة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫توبقال للنشر‪ ،‬ط‪.1990 ،2 .‬‬
‫ثامر (فاضل)‪ :‬من سلطة النص إلى سلطة القراءة‪ ،‬مجلة الفكر العربي المعاصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪/‬باريس‪ ،‬مركز اإلنماء القومي‪ ،‬ع‪.1988 ،49-48 .‬‬
‫ريفاتير (ميكائيل)‪ :‬دالئليات الشعر‪ ،‬ترجمة ودراسة‪ ،‬محمد معتصم‪ ،‬الرباط‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.1997 ،‬‬

‫‪276‬‬
‫ريفاتير (ميكائيل)‪ :‬معايير تحليل األسلوب‪ ،‬ترجمة وتقديم وتعليقات حميد لحميداني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منشورات دراسات سال‪.1993 ،‬‬
‫سارتر (جان بول)‪ :‬ما األدب؟ تر‪ .‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ستروبنسكي (جان)‪ :‬نـحو جمالية للتلقي‪ ،‬ضمن مؤلف جماعي‪ :‬نظرية األدب في القرن‬ ‫‪-‬‬
‫عشرين‪ ،‬ترجمة وإعداد محمد العمري‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬ط‪.2004 ،2 .‬‬
‫عياشي (منذر)‪ :‬التعدد النحوي‪ :‬بين القراءة الداللية والبنية اللغوية‪ ،‬مجلة ثقافات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحرين‪ ،‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة البحرين‪ ،‬ع‪ ،8-7 .‬صيف‪/‬خريف ‪.2003‬‬
‫فريس (إمانويل) وموراليس (برنار)‪ :‬قضايا أدبية عامة‪ :‬آفاق جديدة في نظرية األدب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تر‪ .‬لطيف زيتوني‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪ ،‬ع‪ ،300 .‬فبراير ‪.2004‬‬
‫كاظم (نادر)‪ :‬المقامات والتلقي‪ :‬بحث في أنماط التلقي لمقامات الهمذاني في النقد‬ ‫‪-‬‬
‫العربي الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسة والنشر‪.2003 ،‬‬
‫المتقن (محمد)‪ :‬في مفهومي القراءة والتأويل‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلس‬ ‫‪-‬‬
‫الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬ع‪ ،2 .‬المجلد ‪ ،33‬أكتوبر – ديسمبر ‪.2004‬‬
‫موريل (آن)‪ :‬النقد من منظور القارئ‪ ،‬تر‪ .‬إبراهيم أولحيان‪ ،‬مجلة نـزوى‪ ،‬سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ع‪ ،43 .‬يوليوز ‪.2005‬‬
‫موسى صالح (بشرى)‪ :‬نظرية التلقي‪ :‬أصول‪...‬وتطبيقات‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ /‬بيروت‬ ‫‪-‬‬
‫ـ لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪.2001 ،‬‬
‫ناظم (حسن)‪ :‬مفاهيم الشعرية‪ :‬دراسة مقارنة في األصول والمنهج والمفاهيم‪ ،‬الدار‬ ‫‪-‬‬
‫البيضاء‪ -‬المغرب‪/‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪.1994 ،‬‬
‫نصر (عاطف جودة)‪ :‬النص الشعري ومشكالت التفسير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار نوبار للطباعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1996‬‬
‫الواد (حسين)‪ :‬مناهج الدراسات األدبية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط‪،4 .‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1988‬‬

‫‪277‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like