Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مقياس نظرية التناص ماستر2
محاضرات في مقياس نظرية التناص ماستر2
على الرغم من وجCود تعريفCات عديCدة للنص ،إال أنCه ليس هنCاك تعريCف جCامع
مCCانع لCCه :فCCالنص TEXTفي اللغCCات األجنبيCCة مشCCتق من االسCCتخدام االسCCتعاري في
الالتينية للفعل TEXTEREالذي يعني :يحوك ،أو ينسج.
في ق CCاموس LAROUSSEالفرنس CCي( :الّنص) مجم CCل المص CCطلحات الخاص CCة
التي نأخذها عن كاتب .وهو عكس التعليقات.
أمCCا عنCCد العلمCCاء األلسCCنيين والبCCاحثين والنقCCاد ،فCCإن (الّنص) عنCCد العCCالم اللسCCاني
هلمس CCليف يع CCني الملف CCوظ اللغ CCوي المحكي أو المكت CCوب ،وعن CCد ت CCودوروف( :الّنص)
إنتاج لغوي منغلق على ذاته ،ومستقل بدالالته ،وقد يكون جملة ،أو كتابًا بأكمله.
وأما في المعجمات العربية القديمCCة ،كمCCا في (لسCان العCCرب) مثًال البن منظCCور؛
فCCإن (نّص ص) تعCCني :رفعCCك الشCCيء .و (نّص ) المتCCاع :جعCCل بعضCCه فCCوق بعض .و
(نّص ) الرج CCل نصًC Cا :إذا س CCأله عن ش CCيء ح CCتى يستقص CCي م CCا عن CCده .و (نّص ) ك CCل
شCCيء :منتهCCاه .وكCCل مCCا ُأظهCCر فقCCد ُنّص ،أي ُو ضCCع على المنصCCة ،فهCCو على غايCCة
الظهور والشهرة.
و (النّص ) في معجم (محيCCط المحيCCط) يطلCCق على الكالم المفهCCوم من الكتCCاب أو
الس CC C C C C C C C Cنة .وه CC C C C C C C C Cذا يع CC C C C C C C C Cني أن (الّنص) ه CC C C C C C C C Cو م CC C C C C C C C Cا ظه CC C C C C C C C Cر واش CC C C C C C C C Cتهر.
وفي معجم (المصCC C C C C C Cطلحات في اللغCC C C C C C Cة واألدب) لمجCC C C C C C Cدي وهبCC C C C C C Cة ،وكامCC C C C C C Cل
المهن CCدس( :الّنص) ه CCو الكلم CCات المطبوع CCة أو المخطوط CCة ال CCتي يت CCألف منه CCا األث CCر
األدبي.
الواقCC C Cع أنCC C Cه ليس هنCC C Cاك من تعريCC C Cف جCC C Cامع لكCC C Cل تعريCC C Cف ،مCC C Cانع لغCC C Cيره من
التعريفCCات .فهنCCاك تعريفCCات للنص األدبي بقCCدر مCCا هنالCCك من األدبCCاء ،ذلCCك أن كCCل
أديب ،حCCتى ضCCمن المدرسCCة األدبيCCة الواحCCدة ،لCCه تعريفCCه الخCCاص للنص األدبي .بCCل
إن األديب الواحCCد قCCد يتغCCير تعريفCCه للنص ،حسCCب المرحلCCة األدبيCCة الCCتي يمCCر بهCCا،
فناقCCد مثCCل روالن بCCارت مثًال تعCCددت تعريفاتCCه للنص األدبي بتعCCدد المراحCCل النقديCCة
الCCتي م ّCر بهCCا ،منCCذ المرحلCCة االجتماعيCCة ،وحCCتى المرحلCCة الحCCرة ،مCCرورًا بالبنيويCCة،
والسيميائية.
يتCC C Cداخل مفهCC C Cوم (النص) مCC C Cع مفهCC C Cوم (الخطCC C Cاب) حCC C Cتى أن محCC C Cرري (المعجم
الموسوعي للسيميائية) يضعانهما في فقرة مشCCتركة .ويCCذهب بعض النقCCاد إلى قصCCر
مفهوم (الّنص) على المظهCCر الكتCCابي ،بينمCCا يقتصCCر مفهCCوم (الخطCCاب) على المظهCCر
الشفوي.
أمCCا (النص) TexteفهCCو التتـابع الجملي الCCذي يحقCCق غرض ًCا اتصـاليًا،
ولكنCCه يتوجCCه إلى متلCCق غCCائب ،وغالب ًCا مCCا يكCCون مدونــة مكتوبــة تمتلــك
الديمومــة .وله CCذا تتع CCدد ق CCراءات النّص ،وتتج CCدد ،بتع CCدد قرائ CCه ،وتع CCدد
وجهات النظر فيه ،وحسب المناهج النقدية المتعددة...
وُيعCC C Cنى (علم النّص ) بوصCC C Cف العالقCC C Cات الداخليCC C Cة والخارجيCC C Cة لألبنيCC C Cة
النّص ية بمستوياتها المختلفة ،وبشCرح المظCCاهر العديCCدة ألشCكال التواصCCل
واسCC Cتخدام اللغCC Cة ،كمCC Cا يتم تحليلهCC Cا في العلCC Cوم المتنوعCC Cة .ومن هنCC Cا فCC Cإن
علومًC C C Cا عدي CC C Cدة تش CC C Cترك في تك CC C Cوين علم النّص وتحليل CC C Cه ،من أهمه CC C Cا:
األلسنية ،والنحو ،والبالغة ،وعلCوم االتصCال الحديثCة ،والعلCوم اإلنسCانية
واالجتماعية .
يمCCيز بCCارت بين (النّص ) و (العمCCل األدبي) في أن العمCCل األدبي هCCو مCCا
يمكن أن نمسCC C Cكه باليCC C Cد .أو نجCC C Cده على رفCC C Cوف المكتبCC C Cات .أمCC C Cا النّص
فتمسكه اللغCة ،و (دليCل) العمCل األدبي متنCه ،بخالف (دليCل) النّص ،فهCو
مفتوح على آفاق عديدة.
مص CC C C Cطلح نق CC C C Cدي ،يرادف CC C C Cه (التفاع CC C C Cل النّص ي) ،و (المتعالي CC C C Cات النّص ية)
TRANSTEXTUALITYوق CCد ول CCد مص CCطلح (الّتن CCاّص ) على ي CCد جولي CCا كريس CCتيفا
عام 1969التي استنبطته من باختين في دراسته لدستويفسكي ،حيث وضع تعدديCCة
األصوات (البوليفونية) ،والحوارية (الديالوج) دون أن يسCتخدم مصCطلح (الّتنCاّص ).
ثم احتض CCنته البنيوي CCة الفرنس CCية ،وم CCا بع CCدها من اتجاه CCات س CCيميائية ،وتفكيكي CCة ،في
كتابات كريستيفا ،وروالن بارت ،وتودوروف ،وغيرهم من رواد الحداثة النقدية.
و(الّتن CCاّص ) تش CCكيل نّص جدي CCد من نص CCوص س CCابقة أو معاص CCرة ،بحيث يغ CCدو
الّنص المتن CCاّص خالص CCة لع CCدد من النص CCوص ال CCتي تمحي الح CCدود بينه CCا ،وأعي CCدت
صCCياغتها بشCCكل جديCCد ،بحيث لم يبCCق من النصCCوص السCCابقة سCCوى مادتهCCا .وغCCاب
(األصل) فال يدركه إال ذوو الخبرة والمران.
جاء في المعجم الموسCCوعي لعلCCوم اللغCCة لديكرو ،وتودوروف :إن كCCل نّص هCCو
امتص CCاص وتحوي CCل لكث CCير من نص CCوص أخ CCرى .ف CCالنّص الجدي CCد ه CCو إع CCادة إنت CCاج
لنص CCوص وأش CCالء نص CCوص معروف CCة ،س CCابقة أو معاص CCرة ،قابع CCة في ال CCوعي والال
وعي ،الفردي والجماعي.
هكCCذا يبCCدو (الّتنCCاّص ) عالقCCة تفاعCCل بين نصCCوص سCCابقة ،ونّص حاضCCر .أو هCCو
تعالق (الدخول في عالقة) نصوص مع نّص ،حدث بكيفيات مختلفة.
وقCCد شCCاع هCCذا المصCCطلح في األبحCCاث األدبيCCة ،والدراسCCات النقديCCة ،وهCCاجر في
بدايCC Cة السCC Cبعينيات إلى أمريكCC Cا .وفي عCC Cام 1976أصCC Cدرت مجلCC Cة (بويطيقCC Cا) عCC Cددًا
خاصًC C Cا عن (الّتن CC Cاّص ) .وفي ع CC Cام 1979أقيمت ن CC Cدوة عالمي CC Cة عن (الّتن CC Cاّص ) في
جامع CCة كولومبي CCا تحت إش CCراف ريف CCاتير ،ونش CCرت أعماله CCا في مجل CCة (األدب) ع CCام
،1981على ال CCرغم من أن كريس CCتيفا نفس CCها ق CCد تخّلت عن مص CCطلح (الّتن CCاّص ) في
عام ،1985وآثرت عليه مصطلحًا آخر هو (التنّق لية) ،إذ تقول" :إن هذا المصطلح
(الّتناّص ية) الذي فهم غالبًا بCالمعنى المبتCذل (لنقCد الينCابيع) في نّص مCا ،نفضCل عليCه
مصطلح التنّقلية".
مفاهيم التناص
-1الّتن ــاّص INTERTEXTULITY :ظهCC Cر كمصCC Cطلح للمCC Cرة األولى على يCC Cد
جولي CCا كريس CCتيفا ع CCام 1966في مجل CCة (ت CCل ك CCل) TEL QUELالفرنس CCية.
وهي ترى أن "كCل نّص هCو عبCارة عن فسيفسCاء من االقتباسCات ،وكCل نّص
هو تشّر ب وتحويل لنصوص أخرى".
-2التفاعل النّص ّي :بين بنيتين :بنية النّص ،والبنيات النّص ية ،ال يكCCون مباشCCرًا
دائمًCا ،فقCCد يكCCون ضCCمنيًا عنCCدما ينتج نّص مCCا حCCامًال صCCور نصCCوص أخCCرى
من خالل تبنين CCه الجدي CCد .و (التفاع CCل النّص ي) مص CCطلح ي CCؤثره بعض النق CCاد
على مصطلح (الّتناّص )(.)13
-3البنيات النّص ية :حيث ينتج كل كCCاتب نصوصCCه ضCCمن بنيCCة نّص ية معاصCCرة
له ،أو سابقة عليه.
-5المن ـ ــاّص PARATEXTEوه CC C Cو م CC C Cا نج CC C Cده في العن CC C Cاوين ،والمق CC C Cدمات،
والخواتم ،وكلمات الناشر ،والصور.
-7الّتناّص ية :هي مجموعCC Cة من العالقCC Cات الCC Cتي نراهCC Cا بين النصCC Cوص .وهي
تتج CC Cاوز قض CC Cية الت CC Cأثر والت CC Cأثير إلى أم CC Cور تتعل CC Cق بالبني CC Cة والنغم والفض CC Cاء
اإلبداعي.
النّص سCCواء كCCانت في ذاكCCرة الكCCاتب أو القCCارئ ،أم في الكتب .وهCCو النّص
الCC Cذي يسCC Cتوعب عCC Cددًا من النصCC Cوص ،ويظCC Cل متمركCC Cزًا من خالل المعCC Cنى
(لCC C Cوران جيCC C Cني) ،بينمCC C Cا ينCC C Cاقش ريفCC C Cاتير الخلCC C Cط السCC C Cائد بين (التنCC C Cاّص ) و
(المتناّص ) ،فيرى أن (المتناّص ) هCCو مجمCCوع النصCCوص الCCتي يمكن تقريبهCCا
من النّص الموج CC Cود تحت أعينن CC Cا ،أو مجم CC Cوع النص CC Cوص ال CC Cتي نج CC Cدها في
ذاكرتنا عند قراءة مقطع معين.
-9المتعاليــات النّص ية TRANS TEXTUALITY :هي ك CCل م CCا يجع CCل نّص ًا
يتع CCالق م CCع نص CCوص أخ CCرى ،بش CCكل ض CCمني أو مباشC Cر .وق CCد خص CCص له CCا
ج CC Cيرار جي CC Cنيت كتابًC C Cا بأكمل CC Cه س CC CماهPALIM PSESTES. SEUIL. :
PARIS 1983حدد فيه أنماط (المتعالقات النّص ية) في خمسة أنواع هي:
النّص ومعم CCاره ،والّتن CCاّص ،والميتانّص ية ،والمناّص ة ،والتعل CCق النّص ي .وه CCذه
األنواع تتداخل فيما بينها.
ع CCدت جه CCود الشــكالنيين الــروس بداي CCة محوري CCة لدراس CCة الّتن CCاص حيث أق CCر
ت ــودوروف في كتابCC Cه (الشCC Cعرية) أن الفضCC Cل في بCC Cدء االعCC Cتراف في هCC Cذه الظCC Cاهرة
التعبيري CCة يع CCود إلى الش CCكالنيين ال CCروس ،فق CCد كتب شيكلوفســكي" :إن العم CCل الف CCني
ُي درك في عالقت CCه باألعم CCال األخ CCرى ،وباالس CCتناد إلى الترابط CCات ال CCتي نقيمه CCا فيم CCا
بينهCCا ،وليس النّص المعCCارض وحCCده الCCذي يبCCدع في تCCواز وتقابCCل مCCع نمCCوذج معين،
بCCل إن كCCل عمCCل فCCني يبCCدع على هCCذا النحCCو" ويCCرى أن بــاختين هCCو أول من صCCاغ
نظريCCة حCCول تعCCدد القيم النّص ية المتداخلCCة ،فهCCو يجCCزم بCCأن عنصCCرًا ممCCا نسCCميه رد
الفعل على األسلوب األدبي السابق ،يوجد في كل أسCCلوب جديCCد… والفنCCان ينمCCو في
عCCالم مليء بكلمCCات اآلخCCرين ،فيبحث في خضCCمها عن طريقCCه… وفكCCره لن يجCCد إال
كلمات قد تم حجزها .ولهذا فإن تودوروف يسّCم ي الخطCCاب الCCذي ال يستحضCCر شCCيئًا
ممCC Cا سCC Cبقه( :أحCC Cادي القيمCC Cة) ،ويس ّC Cم ي الخطCC Cاب الCC Cذي يعتمCC Cد في بنائCC Cه على هCC Cذا
االستحضار بشCكل صCريح (خطابًCا متعCدد القيمCة).و(الّتنCاّص ) تشCكيل نّص جديCد من
نصوص سابقة أو معاصرة.
يعCC Cد التنCC Cاص من أهم القضCC Cايا الّنقديCC Cة الCC Cتي اهتم بهCC Cا الّنقCC Cاد واعتنCC Cوا بهCC Cا عنايCC Cة
قص CCوى ،فه CCو من المف CCاهيم الحداثي CCة ال CCتي ع CCرفت رواج CCا في الس CCاحة الّنقدي CCة ،حيث
يجعCCل التنCCاص الّنص األدبي محCCور اهتمامCCه لصCCلة هCCذا األخCCيّر بالجCCانب اإلبCCداعي،
فذاكرة المبدع تتضمن أقواال وأفعاال عديدة ،ويكمن إبداعه في إعادة تشكيلها إلنتCCاج
خطاب جديد ،وهذا يعني أن الّنص لم ُي خلق من عدم فال يمكن عزله عن الخطابات
والنص CCوص األخ CCرى ،فه CCو م CCزيج من تراكم CCات س CCابقة ،وه CCذا م CCا نقص CCد ب CCه ت CCداخل
النصCCوص فيمCCا بينهCCا وتفاعلهCCا وتقاطعهCCا مCCع نصCCوص متعCCددة متCCأثرة بهCCا ،مضCCفية
عليه CCا الط CCابع الح CCديث المالئم ،وبه CCذا ف CCالّنص ه CCو ملتقى ع CCدد من النص CCوص وه CCو
مCCرآة عاكسCCة لنصCCوص أخCCرى اسCCتبداال وتوالCCدا كمCCا أشCCارت إليCCه الباحثCCة البلغاريCCة
جوليا كرستيفا ،وبالّت الي فالّتنCCاص ليس إّال حCCدوث عالقCCة تفاعCCل بين نصCCين إلبCCداع
نص جديCCد .فهCCو "مسCCار يحكي كيCCف يكتب نص جديCCد من أمشCCاج سCCابقيه فيحتويهCCا
داخCCل فضCCاءاته ويغيرهCCا عن وجهتهCCا ،بامتالكهCCا ،وقCCد يسCCمح لهCCا بCCالتمظهر بشCCكل
واضCCح أو يبتلعهCCا ويعفي على أثرهCCا ،ال يCCدركها سCCوى ذو عين بصCCيرة تقCCوده ثقافCCة
واسعة ،فالمتناص هذا الدخيل الذي يتCأقلم داخCل مكونCات الّنص بشCكل بنCائي ،محCدد
يحرر مجموعة من الّد وال تحمل الجيدة والمعنى الِّبكر ما كCان لCه أن يصCنعها حCتى
في نصCCه األصCCلي ،فهCCو جCCزء من الّنص الجديCCد لكنCCه ينتشCCر ويتشCCتت داخلCCه ليصCCنع
معم CCاره ويوج CCه داللت CCه حس CCب متطلب CCات الّتعب CCير ،ف CCإن ك CCان الّنص نقط CCة اللق CCاء بين
.
المؤلف والمتلقي فهو إذن أداة تحاورية بامتياز"
وقCCد عCCدت جهCCود الشCCكالنيين الCCروس بدايCCة محوريCCة لدراسCCة الّتنCCاص غCCير
أّنهم لم يتمكن CCوا من بل CCورة المص CCطلح وبقّيت رؤاهم مج CCرد تنظ CCيرات لم تق CCف على
مصطلح الّتناص بحد ذاته وإ ّنما أشارت إليه فقط.
المحاضرة الرابعة :التناص عند ميخائيل باختين (الحوارية)
يتصCC C Cل مباشCC C Cرة بالروايCC C Cة وفي نمطهCC C Cا الحCC C Cواري (أي تعCC C Cدد األصCC C Cوات)
خصوصCC Cا عنCC Cدما درس (تولسCC Cتوي) و(دستوفسCC Cكي) كمCC Cا يشCC Cير إلى ذلCC Cك
منهCCا جنسCCا أدبيCCا ،يضCCمر خطابCCات متعCCددة ،ولم يقCCدم اسCCم الّتنCCاص بCCل كCCان
مفهــوم الحواريــة :تمثــل الحواريــة رد فعــل على انغالق الّنص الــذي طالمــا
كرسته البنيوية ورفضت انفتاحه ،استعملها باختين في تعريف العالقة الجوهريــة
الــتي تربــط كــل تعبــير بتعبــير آخــر أي العالقــة الجوهريــة الــتي تربــط أي تعبــيرات
أخرى ،فكل خطاب في رأيه يعود إلى فاعلين ومن ثمــة إلى حــوار محتمــل ،فمهمــا
كان موضوع الكالم فإنه قد قيل بصيغة أو بأخرى ،ومن المســتحيل تجنب االلتقـاء
بالخطاب الذي تعلق سابقا بالموضوع "
-وهCCذا يعCCني أن كCCل تعبCCير حسCCب بCCاختين هCCو أخCCذ من تعبCCير آخCCر وتفاعCCل
معه ،فالمبدع يعيش في عالم مليء بملفوظCات اآلخCرين .ومن هنCا ،يقCر بCاختين أن
الحوارية أمر ضروري ال غنى عنه في جميCCع الخطابCCات حيث تلعب دورا مركزيCCا
في تكوين الّتناص وتبين ذلك من خالل "كتابيه الوصفيين (عمCCل فرنسوا رابــولي و
شعرية ديستوفسكي .
-الحواري CCة أم CCر ض CCروري في ك CCل الخطاب CCات " "ال يوج CCد تعب CCير ال تربط CCه
عالقة بتعبير آخر.
-الصCC Cلة بين الخطCC Cابين المتحCC Cاورين غCC Cير واضCC Cحة بCC Cل هي غامضCC Cة ألن
المب CCدع خالل تحري CCر خطاب CCه الجدي CCد يق CCوم بإخف CCاء مرجعيات CCه فال يس CCتطيع وال يمكن
للمتلقي فهمها إال بعد تفكيك ومحاورة ذلك النص.
أ -التهجين : :أي المCزج بين لغCتين اجتمCاعيتين داخCل ملفCوظ واحCد والحCال
أنهما تنتميان إلى حقCتين أو وسCطين اجتمCاعيين متبCاينين ،ويسCتخدم هCذا النمCط عCادة
في مجال السخرية والهجاء الشعبيين.
ب -العالقة الحوارية المتداخلة بين اللغات :وتتجسد على سCCبيل المثCCال في
الحوارات اإليديولوجية الثقافية غير المباشرة.
ج -الحوارات الخاصة :ويقصد بها الحوار العادي بين الشخصيات الحكائية
سواء في الرواية أو المسرح.
لقCCد شCCهد النقCCاد بCCأن نظريCCة بCCاختين في الملفCCوظ هي أسCCاس مركCCزي لتكCCون مفهCCوم
الّتناص فكل ملفوظ بالنسبة لباختين (سواء أكCCان ينتمي لألدب أم ال) هCCو متجCCذر في
سياق اجتماعي يسمه بعمق كما أنه موجه ألفق اجتماعي .
-1مفهوم النص
أخCC Cذ النص عنCC Cد الباحثCC Cة البلغاريCC Cة جوليCC Cا كريسCC Cتيفا مفهومCC Cا مغCC Cايرا يتجCC Cاوز
الخطCCاب أو القCCول ،فهCCو في نظرهCCا موضCCوع للعديCCد من الممارسCCات السCCيمولوجية،
التي تشكل ظواهر عCCبر لغويCCة مكونCCة بواسCطة اللغCCة .إن النص بهCCذا المعCCنى "جهCCاز
عبر لساني ،يعيCCد توزيCCع نظCCام اللسCان بواسCطة الربCCط بين كالم تواصCCلي يهCCدف إلى
اإلخبCCار المباشCCر وبين أنمCCاط عديCCدة من الملفوظCCات السCCابقة عليCCه أو المتزامنCCة معCCه
"فالنص إذن عملية إنتاجية مما يعني أمرين:
• عالقته باللغة التي يتموقع فيها تصبح من قبيل إعCادة التوزيCع ،ممCا يجعلCه صCالحًا
ألن يعالج بمقوالت منطقية ورياضCCية أكCCثر من صCCالحية المقCCوالت اللغويCCة الصCCرفة
له.
• يمثCCل النّص عمليCCة اسCCتبدال من نصCCوص أخCCرى ،أي عمليCCة (تنCCاّص ) ،ففي فضCCاء
النّص تتقCCاطع أقCCوال عديCCدة مCCأخوذة من نصCCوص أخCCرى ،ممCCا يجعCCل بعضCCها يقCCوم
بتحييد بعضها اآلخر ونقضه.
إن ه CCذا التص CCور للنص جع CCل كريس CCتيفا "تق CCترح رؤي CCة نقدي CCة جدي CCدة ،تؤك CCد انفتاحي CCة
النص األدبي على عناصCCر لغويCCة ،وغCCير لغويCCة (إشCCارات ورمCCوز) متجCCاوزة بCCذلك
التصور البنيوي".
وهذا يعني أن النص يعرف انطالقا من عالقته بنصوص أخرى متداخلCCة فيمCCا بينهCCا
،حيث تتق CC C C C C Cاطع النص CC C C C C Cوص وتت CC C C C C Cداخل مش CC C C C C Cكلة فسيفس CC C C C C Cاء من االقتباس CC C C C C Cات
واالستشهادات ،وكل نص من هذه النصوص يستدعي مجموعة من النصوص التي
يعيد تشكيلها عن طريق التحويل أو الهدم أو إعادة البناء.
رك CCزت جولي CCا كريس CCتيفا في مفهومه CCا للنص على العالق CCة ال CCتي تجم CCع الملفوظ CCات
والنصوص وتجعل كل نص يأخCCذ من نص آخCCر ويعيCCد تCCركيب وتشCCكيل المعلومCCات
وفق نظام مختلف .وانطالقا من هذا كان النص امتصاص أو تحويل أو اقتطاع من
نص آخر.إذن ال وجود لنص مستقل ذاتيا.
إن كل نص كما تقول كريستيفا "هو امتصاص وتحويل نص آخر "
فالنص ليس حلقة مغلقCCة معدومCCة االنفتCCاح على النصCCوص األخCرى بCCل حلقاتCCه مرنCCة
إلى درجة ضرورة التداخل والتقاطع ال نتاج ماهو جديد.
هك CCذا تنفتح النص CCوص المتناص CCة –حس CCب كريس CCتيفا _ ليك CCون النص حم CCاال ألفك CCار
وإ يديولوجيات ويضمر أنساقا ثقافية متعددة ،فالنص خطاب يخترق حاليCCا وجCه العلم
واإلي CCديولوجيا ويتنط CCع لمواجهته CCا وفتحه CCا وإ ع CCادة ص CCهرها ،من حيث ه CCو خط CCاب
متعدد اللسان أحيانا ومتعدد األصوات غالبا".
االنتاجية النصية: -2
تطرح كريسCCتيفا فكCCرة التنCCاص من خالل خاصCCية اإلنتCCاج أو االنتاجيCCة
وه CCذه الخاص CCية تتول CCد ع CCبر التحوي CCل واالمتص CCاص .ومن هن CCا ترتك CCز
االنتاجية على نقطتين بارزتين هما:
-عالقته باللسان الذي يتموقع داخله هي عالقة إعادة توزيع.
-ترحCC Cال النصCC Cوص والتCC Cداخل النصCC Cي ،ففي فضCC Cاء نص معين تتقCC Cاطع
ملفوظات عديدة .
يرتب CCط مفه CCوم اإلنتاجي CCة النص CCية عن CCد كريس CCتيفا ب CCالنص المول CCد ال CCذي يهتم
بالكيفيCCة الCCتي يتم بهCCا توالCCد النصCCوص وفCCق عمCCل منبن على بنCCاء سCCابق أو
مس CCبق ،وله CCذا ف CCإن النص الش CCعري بالنس CCبة إليه CCا إنم CCا ينتج ض CCمن حرك CCة
معقدة ومركبة من إثبات النصوص األخرى ونفيها في آن"
من هنا حددت كريستيفا مستويين للنص:
التمظهCCر اللغCCوي كمCCا يCCتراءى النص الظCCاهر Phono-texte: -1
في بنية الملفوظ المادي وهو مجال التواصلية.
مCC C C C C Cايتعلق بالعمليCC C C C C Cات Géno-texte النص المولCC C C C C Cد -2
المنطقية التي تفسر السيرورة التي تقطعها الداللة.
إذن العمليCC C C Cة االنتاجيCC C C Cة للنص تكCC C C Cون من خالل االنتقCC C C Cال من المسCC C C Cتوى
الظCCاهري إلى مسCCتوى أعمCCق .وهي تسCCتدعي تCCداخل النصCCوص وتحاورهCCا
وتقاطعهCC Cا .فكCC Cل نص يحمCC Cل داخلCC Cه مجموعCC Cة من الكتابCC Cات والنصCC Cوص
واالستشهادات المختزنة وكل نص هو نص متناص.
وفي إشCCارتها لمفهCCوم الّتنCCاص نجCCدها اعتمCCدت على تكوينيCCة الّنص الCCتي تCCرى أنCCه "
يمثل جهاز غير لساني ،قCادر على إعCادة توزيCع نظCام اللغCة ،وتصCل كريسCتيفا إلى
تقديم مفهوم للنص بوصفه إنتاجية وهو ما يعني:
أن عالقتCC Cه بالّلغCC Cة الCC Cتي يتموقCC Cع فيهCC Cا هي عالقCC Cة تقCC Cوم على إعCC Cادة توزيCC Cع -1
الّلغة ..
إن الّنص هCC Cو عبCC Cارة عن اسCC Cتبدال للنصCC Cوص أي الّتنCC Cاص :ذلCC Cك في حCC Cيز -2
مجموعCCة من العبCCارات مCCأخوذة ( مسCCروقة باالصCCطالح العCCربي القCCديم) من
نص CCوص أخ CCرى تتالقى لتغت CCدي محاي CCدة بق CCدرتها على اإلفالت من الت CCأثير
الواق CCع عليه CCا من تل CCك النص CCوص فيق CCع م CCا يمكن أن نطل CCق علي CCه " ال CCذوبان
.
النصي" وذلك بتالشي النصوص السابقة في النص الراهن"
وبه CCذا ف CCالّنص لم يخل CCق من ع CCدم ب CCل ه CCو منفتح على نص CCوص عدي CCدة وه CCو
مج CCرد م CCرآة ،إذن ه CCو اج CCترار لمجموع CCة من النص CCوص وإ ع CCادة تش CCكيلها في نص
جديCCد أو بمقصCCود آخCCر هCCو عبCCارة عن لوحCCة من االقتباسCCات وكCCل نص هCCو تشCCرب
وتحويل لنصوص أخCCرى سCCابقة ،فجوليCCا نفت وجCCود نص خCCال من صCCدى نصCCوص
أخرى " إن كل نص هCCو عبCCارة عن لوحCة فسيفسCائية من االقتباسCات وكCCل نص هCCو
تشرب وتحويل من نصوص أخرى "
والّنص حسب ما ذكCCرت جوليCCا هCCو " :قCCانون جCCوهري إذن هي نصCCوص تتم
ص CC Cناعتها ع CC Cبر امتص CC Cاص وفي ال CC Cوقت نفس CC Cه ه CC Cدم الّنص CC Cوص األخ CC Cرى للفض CC Cاء
المتداخل نٍّص يا ويمكن التعبير عن ذلك بأنه ترابطات متناظرة ذات طابع خطابي.
وهذا يعني أن الّتناص هو ذلك التداخل الّنصي ،الذي ينتج النص الواحد ،وهCCو هCCدم
وبنCCاء ،فكCCل نص جديCCد يولCCد من رحم نصCCوص سCCابقة عليCCه وبهCCذا "اقCCترحت رؤيCCة
نقدي CCة جدي CCدة تؤك CCد على انفتاحي CCة النص األدبي على عناص CCر لغوي CCة وغ CCير لغوي CCة،
متجاوزة التصور البنيوي الذي يلح على مفهوم البنية".
هكCC Cذا اسCC Cتطاع اّلتنCC Cاص تقCC Cويض البنيويCC Cة الCC Cتي طالمCC Cا كرسCC Cت فكCC Cرة البنيCC Cة
والّنظام،واالنفتاح خارجها
وفي هذا الصدد تقول كريستيفا " أن كCCل نص هCCو امتصCCاص وتحويCCل وإ ثبCCات ونفي
لنصوص أخرى ".
-1الّنفي الكلي :يقCCوم المبCCدع في هCCذا المسCCتوى بنفي الّنصCCوص الCCتي يستحضCCرها
نفيCC Cا كليCC Cا دالليCC Cا ،وذلCC Cك عن طريCC Cق محCC Cاورة تلCC Cك الّنصCC Cوص المسCC Cتترة ،وهCC Cذا مCC Cا
يستحضCCر ذكCCاء القCCارئ الCCذي يفCCك شCCفرات الّنصCCوص ،وهCCذا مCCا وضCCحته كرسCCتيفا
بمث CC Cال من قCC Cول باس ــكال " :وأن CC Cا أكتب خCC Cواطري تنفلت م CC Cني أحيان CC Cا ،إال أن ه CC Cذا
يCC Cذكرني بضCC Cعفي الCC Cذي أسCC Cهو عنCC Cه طCC Cوال الCC Cوقت والّش يء الCC Cذي يلّقنCC Cني درسCC Cا
بالقدر ...يلقنني إياه ضعفي الّنفسي ،ذلك أنني ال أتوق سوى إلى معرفة عدمي ".
وهCCذا الّنص يحCCاوره " لوتاريامون " يقلب داللتCCه بطريقCCة تنفي الّنص األصCCلي الCCذي
يب CC Cدو خفي CC Cا إذ يق CC Cول " :حين أكتب خ CC Cواطري فإّنه CC Cا ال تنفلت مّني ،ه CC Cذا ي CC Cذكرني
بمقولتي الّتي أسهو عنها طوال الوقت ،فأنا أتعلم بمقدار ما يحييCCه لي فكCCري المقيCCد،
وال أتوق إال إلى معرفة تناقض روحي مع العدم".
-2النفي المتوازي :يستحضر هذا المسCCتوى الّنصCCوص الغائبCCة مCCع المحافظCCة على
بنيCC Cة تلCC Cك النصCC Cوص وهCC Cو شCC Cبيه بمصCC Cطلحي "التضCC Cمين" و"االقتبCC Cاس" في البالغCC Cة
العربية وقد مثلت له "كرستيفا" بمقطع نصي لـ" اآلشفوكو " إذ يقول" :إنه دليل على
وهم الصCداقة عCدم االنتبCاه النطفCاء صCداقة أصCدقائنا" ،هCذا المقطCع يكCاد يكCون نفسCه
ال CCذي نجCCده ل CCدى " لوتاريــامون " في قول CCه " :إن CCه ل CCدليل على الص CCداقة ع CCدم االنتب CCاه
لتنامي صداقة أصدقائنا".
-3الّنفي الج ــزئي :يستحضCC Cر فيCC Cه المبCC Cدع بعض أجCC Cزاء النص الغCC Cائب مثلت لCC Cه
كرستيفا بقول "باسكال"" :حين نضيع حياتنا فقط نتحCدث عن ذلCك" استحضCره بعض
أج CCزاءه " لوتاري CCامون " عن CCدما ق CCال " :نحن نض CCيع حياتن CCا ببهج CCة المهم أال نتح CCدث
عن ذلك قط .
يعـد جـيرار جيـنيت من أهم النقـاد الـذين اهتمـو بالتنـاص من خالل كتاباتـه
وإ بداعات ــه األدبي ــة ال ــتي اعت ــبرت "من أعم ــق التأص ــيالت الّنظري ــة ال ــتي عرفته ــا
الّنظرية" .فهو قام بتوسيع مفهوم التناص ،بــل يمكن القــول أنــه تجــاوزه واعتــبره
فرع لما أطلق عليه المتعاليات النصية حيث " قام بمراجعة شاملة لمفهوم التناص
اعتمــادا على تصــور جديــد للشــعرية لم تعـد مرتبطـة بجـامع النص أي التميــيز بين
أصناف الخطابات واألنواع األدبية المختلفة بل أضحت متصــلة بإطــار أعم وأشــمل
هو "المتعاليات النصية" هذا المفهوم الذي يتجاوز "جامع الّنص" إلى كــل مــا يجعــل
النص في عالقة ظاهرة أو ضمنية من نصوص أخرى.
-بمعــنى االهتمــام بــالنص من حيث تعاليــه النصــي أي معرفــة كــل مــا يجعــل
النص الحاضر في عالقة خفية مع مختلف النصوص األخرى أو السابقة واعتــبره
مظهر من مظاهر الّنصية وإ ن الشعرية تكمن في هذه العالقات .
-1التناص :وهو يحمل معنى التناص كما حددته جوليا كرستيفا وهو خاص عند
جنيت بحضور نص في آخر .
-2الَم ناص :Para texte :ونجده حسب تعريف جينيت في العناوين والعنــاوين
الفرعية والمقدمات والذيول والصور وكلمات الناشر.
-3الميتاص :Méta texteوهي عالقة التعليق الذي سيربط نصا بآخر يتحــدث
عنه دون أن يذكره أحيانا.
-4النص الالح ــق :ويكمن في العالق ــة ال ــتي تجم ــع النص "ب" ب ــالنص "أ" كنص
سابق وهي عالقة تحويل أو محاكاة.
- 5معمارية النص :إنه النمط األكثر تجريدا وتضمنا ،إنه عالقة صماء تأخذ بعدا
مناصيا وتتمثل بالنوع :شعر ،رواية ،بحث"
ومم ــا س ــبق يت ــبين أن ج ــنيت جع ــل من الّتن ــاص واح ــد من األنم ــاط وليس
عنصــرا مركزيــا أي حصــر الّتنــاص وأضــاف أشــكال مختلفــة من التــداخل والتعــالق
النصي وجعل من المتعاليات نظاما.
-نجده في كتابه مــدخل لجــامع النص يقــول "ال يهمــني النص حاليــا إال من
حيث تعاليه الّن صي أي أن أعرف كل ما يجعله في عالقة خفية أم جليـة مـع غـيره
من الّنصــوص :هــذا مــا أطلــق عليــه "التعــالي النصــي" وأضــمنه "التــداخل النصــي"
بالمعنى الدقيق والكالسيكي منذ جوليا كرستيفا".
لم يرد لفظ التناص في النقد القديم لكن ورد مCا أشCار إليCه من السCرقة والمحاكCاة
واالقتبCCاس وغيرهCCا ولعCCل أبرزهCCا السCCرقات األدبيCCة الCCتي ظهCCرت بوصCCفها من
أهم القضCCايا النقديCCة الCCتي عرفهCCا الخطCCاب النقCCدي القCCديم حيث تنبCCه العCCرب إلى
موضوع التناص حينما عرضو قضية السرقات وخصو بالذكر سرقة المعCCاني
وس CCجلو بأن CCه ب CCاب لم يس CCلم من CCه أح CCد ،وه CCذا إق CCرار منهم ب CCأن النص تن CCاص م CCع
نص CCوص كث CCيرة مهم CCا ح CCاول ص CCاحبه أخ CCذ الحيط CCة والح CCذر ،ولكنهم غ CCزو ه CCذا
التنCCاص إلى هCCذا المصCCطلح السCCلبي السCCرقات ،ويبCCدو أن النقCCاد العCCرب القCCدامى
أحس CCوا قص CCور فهم الس CCرقة وأن CCه اليع CCبر بح CCال من األح CCوال عن النم CCاذج ال CCتي
توقف CC Cو عن CC Cدها ،وهم يرص CC Cدون ت CC Cأثير الش CC Cعراء بعض CC Cهم ببعض ،وله CC Cذا راح CC Cو
يص CCنعون الس CCرقات ويض CCعون له CCا مص CCطلحات كث CCيرة متدرج CCة وه CCذا اع CCتراف
صريح بقصور مصطلح السرقات.
وهذا يدل على امتداد ظاهرة السرقة وعدم دقة المصطلح الدال عليها ،ذلCCك
أنها ظاهرة نقدية الزمة اليمكن إغفالها او إنكارها وفي هذا الصدد يCCرى يCCرى أبCCو
هالل العس CCكري في كتاب CCه الص CCناعتين أن CCه" :ليس ألح ٍCد من أص CCناف الق CCائلين ِغ
نًى
عن تناول المعاني مَّم ْن تقَّد مهم ،والصّب على قوالب َم ْن َس َبَقُهم"
وع CC Cرض الجاح CC Cظ -قب CC Cل أبي هالل -لظ CC Cاهرة الس CC Cرقات األدبي CC Cة /ت CC Cداول
المعCCاني ،وإ ن لم يتحCCدث عنهCCا بنفس المصCCطلح الCCذي اسCCتخدمه الحقCCه ،حيث يCCرى
أن CCه" :ال ُيعلم في األرض ش CCاعٌر تق CCدم إلى تش CCبيٍه ص CCيٍب ت CCا ،وفي معَن غ CCريٍب
ًى ٌم ُم
عجيب ،أو في معَنى شCC Cريف كCC Cريم ،أو في بCC Cديٍع ُم خَت رع ،إال وك ُّC Cل َم ْن جCC Cاَء من
الشCC Cعراء من بعCC Cده أو معCC Cه ،إن هCC Cو لم يع ُC Cد على لفظCC Cه فيسCC Cرَق بعضCC Cه أو يدعيCC Cه
بأْس ره ،فإنه ال يدع أن يستعين بالمعَنى ،ويجعل نفسه شريًك ا فيه".
فتــداول المعــاني/الســرقة عنــد الجاحــظ يعــد من طبيعــة الخلــق الفــني ،فض ـًال
على أنــه أمــر مالزم بين كــل ســابق والحــق ،على أنCCه في نصCCه السCCابق يشCCير إلى
حCCدود التCCداول ومعالمCCه ،فالتCCداول ال يعCCني النقCCل المباشCCر بقCCدر مCCا يعCCني االسCCتيحاء
الذي ال ُي عاب عند الجاحظ ،وال عند غيره ،فالمعاني العامة واستيحاء الشCاعر لهCا
.
في بنائه الفني الجديد أمر مألوف ،ويدخل في عملية اإلبداع الفني
إن موضCCوع التنCCاص –يقCCول الزعCCبي -ليس جديCCدا تمامCCا في الدراسCCات النقديCCة
المعاص CCرة كم CCا ي CCرى معظم الب CCاحثين في ه CCذا المج CCال وإ نم CCا ه CCو موض CCوع ل CCه
جCC Cذوره في الدراسCC Cات النقديCC Cة شCC Cرقا وغربCC Cا بتسCC Cميات ومصCC Cطلحات أخCC Cرى،
فاالقتبCCاس ،التضCCمين ،االستشCCهاد ،القرينCCة ،التشCCبيه والمجCCاز والمعCCنى ومCCا شCCابه
ذل CCك في النق CCد الع CCربي الق CCديم هي مس CCائل أو مص CCطلحات ت CCدخل ض CCمن مفه CCوم
التناص في صورته الحديثة .
وعلى هCC Cذا األسCC Cاس نCC Cدرك أن العCC Cرب لم يسCC Cتعملو مصCC Cطلح التنCC Cاص لكنهم
عرفCو هCذه الظCاهرة وعCبروا عنهCا بمصCطلحات أخCرى ،فالتنCاص ظCاهرة جديCدة
قديمة.
أنواع السرقات:
ال تأخCC Cذ السCC Cرقات األدبيCC Cة شCC Cكال واحCC Cدا ،وإ نمCC Cا تتخCC Cذ في شCC Cكلها جملCC Cة من
المظهرات على مستوى اللفظ والمعنى (سرقات لفظية/سرقات معنوية)
السـرقات اللفظيـة :وهCCو سCCرقة احCCد المتCCأخرين لشCCعر شCCاعر من المتقCCدمين، -1
وتكون اإلعارة على مستوى الروي مثال :لطرفة بن العبد
الســرقات المعنويــة :وي CCراد به CCا أخ CCذ المع CCنى دون اللف CCظ ذل CCك بس CCبب ت CCآلف -2
المعCCنى وشCCيوعه بين النCCاس ،وقCCد أثCCار ابن أثCCير على هCCذا في قولCCه :أعلم أن
علم CCاء البي CCان ق CCد تكلم CCوا في الس CCرقات الش CCعرية ف CCأكثروا ،وكنت ألفت حينه CCا
كتابCCا وقسCCمته إلى ثالثCCة أقسCCام ،نسCCخا وسCCلخا ومسCCخا أمCCا النسخ فهCCو :أخCCذ
اللفCCظ والمعCCنى برمتCCه من غCCير زيCCادة عليCCه مـأخوذا ذلCCك من نسCCخ الكتCCاب،
وأمCCا السلخ فهCCو أخCCذ بعض المعCCنى ،مCCأخوذا ذلCCك من سCCلخ الجلCCد الCCذي هCCو
بعض الجلد المسCCلوخ ،وأمCCا المسخ فهCCو إحالCCة المعCCنى إلى مCCا دونCCه ،مCCأخوذا
ذلك من مسخ اآلدميين قردة .
والسCCرقات المعنويCCة أكCCثر شCCيوعا عنCCد الشCCعراء وأقCCل اكتشCCافا وهCCذا مايؤكCCد قCCول
هالل العسCCكري السCCالف حين تحCCدث عن حسCCن األخCCذ فقCCال << :ليس ألحCCد من
أصCCناف القCCائلين غCCنى عن تنCCاول المعCCاني ممن تقCCدمهم والصCCب على قCCوالب من
س CC Cبقهم لكن عليهم إن أخ CC Cذوها أن يكس CC Cوها ألفاظ CC Cا من عن CC Cدهم ،ويبرزوه CC Cا في
مع CCارض من ت CCأليفهم ،ويوردوه CCا في غ CCير حلته CCا األولى ،ويزي CCدوها في حس CCن
تأليفهCا ،وجCودة تراكيبهCا وكمCال حليتهCا ومعرضCها فCإذا فعلCوا ذلCك فهم أحCق بهCا
ممن سبق إليها .
وهنCCا يشCCترط العسCCكري أن يأخCCذ الشCCاعر المعCCنى ويتصCCرف في األلفCCاظ من
عنده ،ليعطيها من ذاته وأسلوبه .
ق CCد يأخ CCذ الش CCاعر بيت ش CCاعر آخ CCر ويكتب على منوال CCه ويحاكي CCه مثال ق CCول
جرير:
بأحسابنا إني إلى اهلل راجع بيت الفرزدق :أتعدل أحسابا لئاما حماتها
وهذا يسمى القلب "إذ يأخذ الشاعر قول اآلخر فيحاكيه ".
ينظ CCر للنص الق CCديم بوص CCفه النم CCوذج األص CCل والمنب CCع األص CCيل ال CCذي وجب
اتباعه والكتابة على منواله
أول من أشار إلى قضCCية السCرقات هCCو عبCCد السCالم الجمحي ( طبقCCات فحCول -
الشعراء) ،قال << كان قراد بن حنش من شعراء غطفان تغCير على شCعره
فتأخذه فتدعيه ،منهم زهير بن أبي سلمى ادعى هذه األبيات:
مالحظة:
السرقات في العصــر الجـاهلي :كCCانت محCCدودة رغم ذكCCر العديCCد من النمCCاذج -
لكن لم تبرز كظاهرة فنية لها خصائصها المميزة والسبب هو قلة الروايات.
السرقات في العصر الجاهلي :يمكن تقسيمها إلى ثالثة نواع: -
سرقات الشعراء المشهورين من شعراء القبائل المغمورين :سCCرقة زهCCير بن
قراد والنابغة و بن الحارث.
الن CCوع الث CCاني يش CCمل س CCرقات الش CCعراء من ام CCرئ القيس ال CCذي يع CCد في نظ CCر
النقاد أول من كتب الشعر.
الس CCرقات ال CCتي ترج CCع إلى اختالف رواي CCة الش CCعر بمع CCنى أن الش CCاعر ينتح CCل
شعر غيره انتحاال وقد ظهر نوع من السرقة المكشوفة يسمى اجتالبا.
<< أصCCبح الشCCعر الجCCاهلي تراثCCا جماعيCCا ينتمي إلى األمCCة كجماعCCة ممCCيزة ،وعلى
هذا األساس أصبح قسCرا على الشCاعر أن يقCCدم نّص ه على النسCق المعهCCود كي يلCCبي
ذائقCCة الجماعCCة أو حCCتى ال يحتCCاج الجمهCCور إلى مشCCقة التأويCCل ،الCCذي قCCد يبCCدد معCCنى
النص ويذهب بالفهم المشترك للعمل اإلبCCداعي ،فهCCو يجCCد في ذلCCك النص مCCا يعرفCCه
ويألف CCه ويع CCثر على المع CCاني ال CCتي يط CCرب له CCا إذا م CCا تمت بقراب CCة لمع CCاني س CCابقيه،
فيشكل مع هذا داخل الذاكرة أرصدة مختلفة تكون نظاما معياريا وهCو بمثابCة ذاكCرة
النصCCوص الدالCCة على إجمCCاع أدبي رمCCزي ال يحCCق للمنشCCئ أن يخترقCCه ،وال يرجCCو
الجمهCCور منCCه ،إال أن يعمCCل على حفظهCCا وتكراراهCCا لتلCCبي بهCCذا ذائقتCCه ومCCا اختزنتCCه
ذاكرته ،فيطرب النقاد لها .
الســرقة في عصــر صــدر الســالم :أصCCبحت أكCCثر شCCيوعا خاصCCة مCCع اعتمCCاد -
الشعر على رواية وتناشد الشعر في األسواق وهذا مCا جعCل حسCان بن ثCابت
يقول:
السرقات في العصر األمــوي :احتلت مكانCCة كبCCيرة في هCCذا العصCCر وهCCذا سCCبب <<
التطCCور الكبCCير الCCذي حCCدث في الحيCCاة العربيCCة بسCCبب تعCCدد البيئCCات وتغCCير األوضCCاع
السياسية ،وكل هذه األمور كانت تشد الشعراء إليها وتدعوهم إلى القول وقCCد تCCورط
فيها حتى أشهر الشعراء ،منهم الفرزدق .