You are on page 1of 5

‫المبحث الثاني ‪:‬رضا المتعاقدين ‪:‬‬

‫*عرفنا العقد بأن توافق ارادتين أو أكثر على احداث أثر قانوني معين ‪.‬‬
‫توافق االرادتين هو الركن األساسي في العقد و ال ينعقد اال بوجوده ‪.‬‬
‫*أحكام الفصل ‪ 23‬م ا ع " ال يتم االتفاق اال بالتراضي المتعاقدين على أركان العقد و على أركان العقد‬
‫و على بقية الشروط المباحة التي جعلها المتعاقدان كركن له ‪".‬‬

‫و توافقهما‬ ‫يشترط اذا لقيام العقد وفقا ألحكام الفصل ‪2‬م ا ع ‪ *:‬وجود الرضا ( ال بد من تالقي ارادتين‬
‫على انشاء أثر قانوني ملزم )‬
‫*سالمة الرضا ليقوم العقد صحيحا (رضا سليم من العيوب )‬
‫الفقرة ‪ : 1‬تالقي االرادتين‬
‫يجب أن يكون المتعاقد مدركا لفحوى التصرف الذي يروم ابرامه ولكل النتائج التى ستترتب عن ذلك من‬
‫الناحية القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬ترتبط اإلرادة ارتباطا وثيقا باألهلية و ذلك رغم أن أهلية التعاقد تمثل دون شك ركنا مستقال عن الرضا‬
‫( المجنون و القاصر غير المميز عديما األهلية ) ‪.‬‬
‫‪ -‬أوجب المشرع أن يكون التصريح باالرادة تصريحا معتبرا ( الفصل ‪ 2‬م ا ع ) و يقصد بذلك أن يصدر‬
‫الرضا عن إرادة جادة تتجه الى احداث أثر قانوني ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترط اذا وفقا ألحكام هذا الفصل ‪ :‬وجود الرضا ( شرط لقيام العقد ) ‪.‬‬
‫و يشترط أيضا سالمة الرضا ليقوم العقد صحيحا ( شرط صحة العقد ) ‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 1‬وجود الرضا ‪:‬‬


‫يقصد بذلك اتجاه المتعاقدين الحداث أثر قانوني معين أي االلزام و االلتزام ‪.‬‬
‫ليتحقق الرضا يجب أن تتالقى االرادتان و تتطابقا اال أن هذا التطابق سيطرح بعض الصعوبات في‬
‫الزمان فقد يتم تالقي االرادتين في اطار اتفاقيات تمهد لتكوين العقود ‪.‬‬

‫الفقرة ‪ : 1‬تالقي االرادتين ‪:‬‬

‫‪ -‬أوجب المشرع أن يكون التصريح باالرادة تصريحا معبرا ( الفصل ‪ 2‬م ا ع ) و يقصد بذلك أن يصدر‬
‫الرضا عن إرادة جادة تتجه الى احداث أثر قانوني ‪.‬‬
‫* ان اإلرادة يجب أن تتجه الى االلزام و االلتزام أي الى االرتباط بصفة قانونية بعقد فاذا اتجهت اإلرادة‬
‫مثال الى اعتبار االتفاق في فئة اتفاقيات المجاملة فان العقد ال ينعقد‪.‬‬
‫* يجب أن تكون اإلرادة جادة و غير هازلة ‪.‬‬
‫*نصت أحكام الفصل ‪ 121‬م ا ع أن هذه القاعدة " يبطل االلتزام اذا كان وجوده متوقفا على مجرد رضا‬
‫الملتزم ‪.‬‬

‫*يمكن التعبير عن اإلرادة بصفة صريحة أو ضمنية ‪.‬‬

‫*ال يشترط المشرع التقيد بشكل معين في التعبير و ذلك تطبيقا لمبدأ الرضائية ‪.‬‬
‫*يوجب القانون في بعض الحاالت أن يكون التصريح باالرادة بصفة صريحة (بسبب خطورة النتائج‬
‫المترتبة عن التصريح"‪.‬‬
‫الفصل ‪ 174‬م ا ع " التضامن بين المدينين ال يحمل عليهم بالظن و انما يثبت بصريح العقد أو القانون أو‬
‫بكونه من ضروريات القضية "‪.‬‬
‫* في حالة التنازل عن الحقوق يجب أن يكون التنازل أيضا صريحا وفقا لما اقتضته أحكام الفصل ‪ 522‬م‬
‫ا ع التي اقتضت أنه‪ ":‬ال يتسامح في ما فيه التنازل عن حق بل ينحصر المقصود فيما يقتضيه صريح‬
‫عبارته بغير أن يتوسع فيها بالشرح وما كان في معناه ريب ال ينبني عليه التنازل ‪".‬‬

‫* مسألة االختالف بين اإلرادة الباطنة و اإلرادة الظاهرة‪:‬‬


‫يمكن أن تكون اإلرادة المعلنة أو التي تظهر الى العالم الخارجي مطابقة لإلرادة الباطنة‪/‬الحقيقية لكن‬
‫يمكن أن تكون اإلرادة الظاهرة مخالفة لإلرادة الحقيقة ‪.‬‬

‫نظرية اإلرادة الباطنة ‪ /‬الحقيقية‪ :‬هي وحدها التي يقوم عليها العقد و تحدد مدى التزام المتعاقد‪.‬‬
‫(تأخذ بهذه النظرية التشريعات الالتينية )‪.‬‬
‫‪ -‬تبرير تاريخي ‪ :‬التطور التاريخي للعقد أدى الى تخليص اإلرادة من الشكليات و الى اعتبار الرضا‬
‫جوهرا للعالقة التعاقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬تبرير منطقي ‪ :‬العقد ال يقوم اال باتفاق ارادتين ‪ :‬ال يجوز منطقيا أن نجبر شخصا على االلتزام بغير‬
‫ارادته الحقيقية ‪.‬‬
‫نظرية اإلرادة الظاهرة ( التشريعات الجرمانية ) ‪:‬‬
‫تقف عند التعبير الخارجي عن اإلرادة ‪ .....‬اإلرادة الظاهرة ‪ .......‬العبرة بكل ما هو محسوس ‪.‬‬
‫التبرير ‪ :‬يصعب التعرف عن النوايا و عن كل ما هو باطن و في المقابل يسهل التعرف على اإلرادة‬
‫التي تم اإلعالن فيها ‪.‬‬
‫‪-‬الحفاظ على استقرار المعامالت و الثقة المشروعة بين المتعاقدين ‪........‬ال يمكن العدول عن اإلرادة‬
‫المصرح بها و التعلل بالكشف عن اإلرادة الباطنة ‪.‬‬

‫موقف المشرع التونسي ‪:‬‬


‫يأخذ المشرع التونسي بنظرية اإلرادة الباطنة كما يأخذ بنظرية اإلرادة الظاهرة نظرا لما يفرضه استقرار‬
‫المعامالت فعند تفسير العقود مثال كرست أحكام الفصل ‪ 515‬م ا ع صراحة نظرية اإلرادة الباطنة‪.‬‬
‫اال أن الفصل ‪513‬م ا ع يأخذ باالرادة الظاهرة (مراجعة أحكام الفصلين المذكورين )‪.‬‬

‫طرق التعبير عن االرادة ‪:‬‬


‫قد يكون التعبير عن االرادة صريحا ( بالقول أو باالشارة ‪ :‬قبلت ‪..‬موافق ‪...‬هز الرأس أفقيا عموديا ‪)...‬‬
‫أو ضمنيا ( مراجعة التصريح الضمنى والتعمق فيه)‬
‫‪ -1‬االيجاب ‪:‬‬
‫هو "تعبير عن اإلرادة يعرض فيه شخص على اخر ( معين أو غير معين ) التعاقد وفقا لشروط معينة ‪".‬‬

‫أ ‪ :‬خصائص االيجاب ‪:‬‬


‫**االيجاب تعبيربات عن اإلرادة ‪:‬‬
‫يحب أن يمثل االيجاب عرضا حازما تتضح فيه النية الباتة في ابرام العقد و اذا اتضح أن تلك النية غير‬
‫متوفرة فاننا ال نكيف التعبير ايجابا و انما دعوة الى التعاقد‪.‬‬
‫‪ ......‬من يقدم عرضا للتعاقد و يحتفظ لنفسه بإمكانية تعديل شروطه يعد قد قدم عرضا فحسب ‪ ---‬ليس‬
‫هناك ايجاب ‪.‬‬
‫**‪ : -‬يجب أن يتضمن االيجاب الشروط األساسية للعقد ‪:‬‬
‫يكون دقيقا و متضمنا لكافة العناصر األساسية للعقد المزمع ابرامه ‪.‬‬
‫اذا توفرت كل الشروط الجوهرية فان العقد ينعقد بمجرد اقترانه بالقبول ( الفصل ‪ 32‬م ا ع ‪ :‬يعتبر‬
‫الجواب موافقا لاليجاب ان اكتفى المجيب بقوله قبلت أو أجرى العمل بالعقد بدون شرط ) ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬اذا تعلق األمر بعقد تسويغ فان االيجاب يجب أن يتضمن وصفا للعقار المزمع تسويغه وتحديدا‬
‫لمعينات الكراء‪.‬‬
‫اذا اقتصر العقد على وصف العقار دون تحديد معينات الكراء فانه يعد عرضا للتعاقد و ال يعتبر إيجابا ‪.‬‬
‫يصح نفس المثال بالنسبة لعقد البيع (وصف المبيع مع بيان الثمن ‪)...‬‬

‫**ال يشترط توجيه االيجاب الى شخص معين ‪:‬‬


‫ال يشترط توجيه االيجاب الى شخص معين بذاته ‪.‬‬
‫يمكن اذا أن يوجه االيجاب الى أشخاص غير معينين ‪ (.‬التاجر الذي يعرض بضاعته في محل تجاري و‬
‫يحدد أسعار البضاعة للعموم يصدر عنه ايجاب‪).‬‬
‫يتميز االيجاب عن الدعوة الى التعاقد أو التفاوض و يبقى معيار التمييز بينهما هو وجود أو غياب النية‬
‫الحازمة في التعاقد ‪.‬‬

‫يمكن أن يصدر االيجاب دون أن تسبقه مفاوضات بين الطرفين ( عقود بسيطة ومألوفة نبرمها في حياتنا‬
‫اليومية )‬
‫اال أن أهمية و طبيعة بعض العقود تتطلب التفاوض ‪.‬‬
‫يمكن أن يؤدي هذا التفاوض الى صدور ايجاب يتبعه قبول ‪.‬‬
‫قد تقطع المفاوضات دون أن تفضي الى االيجاب ‪.‬‬
‫ال تترتب مبدئيا مسؤولية عن قطع المفاوضات لكن اذا اقترن ذلك القطع بخطأ رتب ضررا للطرف‬
‫تقوم المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬ ‫االخر‬

‫ب‪ :-‬اثار االيجاب ‪:‬‬

‫‪-‬أحكام الفصل ‪ 30‬م ا ع ‪ ":‬يسوغ الرجوع في االيجاب مادام العقد لم يتم القبول أو الشروع في العمل‬
‫بمقتضاه من طرف اخر "‬
‫يطرح الفصل مسألة القوة الملزمة لاليجاب‪ :‬هل يكون الموجب ملزما باالبقاء على ايجابه مادام لم يقترن‬
‫بالقبول ‪.‬‬
‫هل يحق للموجب أن يعدل عن االيجاب طالما لم يقترن به قبول من الطرف االخر ؟‬
‫اذا عدل الموجب عن االيجاب و الحال أنه قد اقترن به القبول ( الطرف الذي قبل يجهل أنه تم العدول عن‬
‫االيجاب ) فهل ينعقد العقد ؟‬

‫نميز بين االيجاب المقيد بأجل وااليجاب المجرد‬


‫*االيجاب المقيد بأجل ‪ :‬الموجب ال يمكنه العدول عن ايجابه قبل انقضاء األجل ‪.‬‬
‫مراجعة أحكام الفصل ‪ 33‬م ا ع ‪.‬‬
‫‪ -‬يطرح التساؤل حول العدول عن االيجاب الملزم قبل انقضاء االجل الصريح أو الضمني‪:‬‬
‫هل يمكن أن نعتبر أن العقد قد نشأ اذا صدور قبول من الطرف الثاني قبل انقضاء االجل ؟‬
‫ال يمكن أن تتالقى‬ ‫اختالف فقهي ‪:‬رأي أول ‪ :‬يعتبر أن العدول يحول دون نشأة العقد‬
‫يقتصر حق الطرف الذي وجه اليه االيجاب في طلب‬ ‫االرادتان ‪ .....‬القبول لن يقترن باإليجاب‪.‬‬
‫التعويض ‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬العدول ال يرتب أثرا ‪.‬‬
‫‪ .......‬إذا قبل من وجه اليه االيجاب ابرام العقد قبل انقضاء األجل ووصل العلم بذلك الى الموجب نشأ‬
‫العقد صحيحا ‪.‬‬

‫*االيجاب المجرد ‪ :‬الفصل ‪ 27‬م ا ع " اذا عرض شخص على شخص اخر بنفسه عقدا من العقود و لم‬
‫يعين به أجال لقبوله أو رفضه فال يترتب عن ذلك شئ ان لم يقبله في الحين و هذا الحكم يجري في ما‬
‫يعرضه شخص على اخر بواسطة الهاتف"‪.‬‬

‫‪ ----‬يستنتج من هذا الفصل أن االيجاب الذي يصدر من الموجب الى شخص اخر ال يترتب عنه أي أثر‬
‫اذا ثم يتم قبوله في الحين ‪.‬‬
‫اشترط المشرع اذا الفورية في القبول ‪......‬تأثر المشرع بالتشريع اإلسالمي (وفقا للمذهب الحنفي يمكن‬
‫قبول االيجاب مادام المجلس لم ينفض بعد )‪.‬‬

You might also like