You are on page 1of 184

‫تأليف‪:‬‬

‫محديــة حـسـن‬
‫التصميم واإلخراج الفين‪:‬‬
‫ديوان آرابيا‬

‫‪www.DiwanArabia.ae‬‬

‫‪ISBN: 978-977-6559-23-3‬‬
‫الطبعة األولى‬
‫‪2018/2/1‬م‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة للمؤلف‬
‫مُينع نسخ أي جزء من الكتاب أو استعماله بأ ّي وسيلة تصويريّة أو إلكرتونيّة أو ميكانيكيّة مبا‬
‫فيه التسجيل الفوتوغرا ّيف‪ ،‬والتسجيل على أشرطة أو أقراص قرائيّة أو أ ّي وسيلة نشر أخرى أو‬
‫حفظ املعلومات‪ ،‬واسرتجاعها إال بعد احلصول على إذن خط ّي من الناشر‬
‫اإلهداء‬

‫إلى أبي وأمي وإخوتي وزوجي وأبنائي وصديقاتي المترجمات‬


‫وزمــالئي المتــرجميـن‪ ،‬أُهــدي ثمــرة جهــدي المتــواضـع‬
‫راجي ًة اهلل تعالى أن ينفع الق ّراء بكل حرف سطرته يدي‪.‬‬

‫حمدية حسن‬
‫((صدقة جارية على روح أبي الغالي))‬
‫نبراس المترجم‬

‫ّ‬
‫المقدمة‬

‫إبداعية‪ ،‬تدفعك إلى أن تقطف‬ ‫ٌ‬ ‫نصا ما تسري في أوردتك ٌ‬


‫طاقة‬ ‫أﻥ ﺗﺠﻠِـﺲ ﻟﺘﻜﺘُﺐ ًّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫من ثمار الخبرة التي غرستها في بساتين المواقف على اختالف مشاربها الحياتية‬
‫ُ‬
‫ﻋﺎلية‬ ‫والعلمية والعملية ﻭبيمينك أقالم ﻣُﻌﺘﻘﺔ بحبر صدﻗـﻚ‪ ،‬إﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ َﺗـﺤـ ٍّﺪ‬
‫الكاتب أنه ال شي َء أﺻﻌﺐ عليه ﻣﻦ‬ ‫ُ‬ ‫رخيـمـة ﺍإلﻳﻘﺎﻉ‪...‬فأحيا ًنا ُ‬
‫يشعر‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮسيقى‬
‫ـﺮﺍﺡ ﻭﺭﻗــﺔ‬ ‫ﺑﻴﺎﺿـﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ قـلـ ِمـه‪ ...‬و ﻟﺘﻘﺘﺤـ َﻢ َﺑ َ‬ ‫ﺸﻬـﺮ َ‬ ‫ُ‬
‫ﻭﺭﻗﺔ ﻋﺬﺭﺍ َﺀ ﺗ ِ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ٍ‬
‫أن تكون ﻣ َ‬
‫ُـﻄــﺮّ ﺯًﺓ‬ ‫زخــاِت ِحــبـرك ْ‬ ‫ناسك مُـتبـتّـل‪...‬و َيـتـ َعـي ُ‬
‫َّـن علي ّ‬ ‫ﺻﺪﻕ ٍ‬ ‫ﻳﻠﺰﻣُﻚ ُ‬
‫بإﻳﻤﺎﻧﻚ ﺑﻤﺎ تكتُب عنه و ب َمن ﺗﻜﺘُﺐ لهم‪.‬‬
‫لبنة ً‬
‫لبنة ؟‬ ‫صرحها ً‬
‫َ‬ ‫فما بالك لو كنت تنوي نقل خبرتك التي عكفت تبني‬
‫إرثا كاألنجم‬ ‫إرثا أشبه بشمس النهار سنا ًء وعطا ًء‪ً ،‬‬ ‫ُ‬
‫األجيال‪ً ،‬‬ ‫كي تترك إرثاً تتناقله‬
‫السـرا ُة في دروبهم‪...‬‬ ‫الزهر ضيا ًء وبها ًء يهتدي بها ُّ‬ ‫ِ‬
‫ولما كان عالمنا عالما في مهب ريح النفعية والمادية إذا بك وأنت حائ ٌر في دروبه‬ ‫ً‬
‫حانية‪ ،‬ي َد العون والنصح واإلرشا ِد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تتلمس أول الطريق تجد من يمد لك يداً‬
‫ُقطرا‪...‬عطا ًء بال انتظار‬ ‫منيرا لك بنبراس خبرته ويُهديك عصير تجاربه شه ًدا م ً‬ ‫ً‬
‫مقابل‪ ...‬عطا ًء بال ٍّ‬
‫من‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عذب َ‬
‫راق‬ ‫مررت بمنهل ٍ‬ ‫َ‬ ‫نفس‪ ...‬فإن‬ ‫عصير خبرته عن طيب ٍ‬ ‫َ‬ ‫وقلما تج ُد من يُهديك‬
‫بستان تجاربه‪...‬ذلك المنهل الذي اسمه (نبراس المُترجمين)‬ ‫ما ُء خبرته‪ ،‬وأينع ُ‬

‫نهال‪...‬واشرب وتضلّع‪.‬‬
‫فانهل منه ً‬
‫تضن بخبرتها إيماناً منها بأن‬ ‫فثم ٌ‬
‫كاتبة قد آلت على نفسها أال تبخل بعلمها وأال َّ‬ ‫َّ‬

‫‪6‬‬
‫ّ‬
‫المقدمة‬

‫عين على كل‬‫فرض ٍ‬ ‫وص ُلة هذه الرحم ُ‬ ‫رح ٌم بين أهلِه‪ِ ،‬‬ ‫نشره وبأن العلم ِ‬ ‫زكاة العلم ُ‬
‫ِ‬
‫تنصح وتوثق‬ ‫راحت في فصول هذا الكتاب تجود وتمنح وترفق حين َ‬ ‫ْ‬ ‫عالِم ومتعلَّ ٍم‬
‫الصدق فجادت وأجادت وأفاضت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أحرفها بوقائع حقيقية‪ِ ...‬مدادها‬
‫يانعات من شجرة خبرتها دائمة الخضرة‬‫ٍ‬ ‫ثمارا‬
‫المؤلفة المعطاءة بمنحنا ً‬ ‫ُ‬ ‫ولم تكتف‬
‫ً‬
‫مساحة من بُستانها لزمالئها وزميالتها في‬ ‫الظالل غزير ِة الثمر‪ ،‬بل أفر َد ْت‬ ‫وارفة‬
‫ِ‬
‫ويقص علينا أخباره ويسر َد قصته مع الترجمة‬‫كل بثماره َّ‬ ‫محراب الترجمة ليجو َد ُّ‬
‫وكيف تميز فيها‪...‬وكيف أحبَّها فأحبته‪...‬وكيف منحها فمنحته‪ ...‬لذا فأنت اآلن‬
‫يأخذك في رحلة إلى بالد الترجمة والمُترجمين وإبداعاتهم‪..‬‬ ‫على سواحل كتاب ُ‬
‫ِ ٍ‬
‫ُ‬
‫يخطون أولى خطواتهم في‬ ‫كتاب يجيب عن كثير من األسئلة التي تدور بخل ِد من ُ‬ ‫ٌ‬
‫اإلبداع؛‬ ‫مرفأ‬ ‫على‬ ‫ُ‬
‫الرحلة‬ ‫رحلة الترجمة ومن لهم بالترجمة اهتما ٌم‪ ،‬لتنتهي بك‬
‫ِ‬
‫أعمال َ‬
‫أبدع المُترجمون فيها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّل باإلمتاع‪ ،‬وبأمثل ٍة من‬ ‫فتحظى بنسيم مُحم ٍ‬ ‫َ‬
‫وجيوب قلبك وعقلك َمألى بشتى الذخائر والنفائس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فتعود من تلك الرحلة ويداك‬

‫دعواتي لكم بقراءة ماتعة نافعة‪...‬‬

‫وتقبلوا تحياتي بليغ حمدي شاعر ومترجم‬

‫‪7‬‬
‫نبراس المترجم‬

‫مدخل‬

‫الحمد هلل حمد الشاكرين‪ ،‬والحمد هلل في كل وقت وحين‪.‬‬


‫الحمد هلل حمداً على كل النعم‪ ..‬والحمد هلل على حمد النعم‪ ..‬والحمد هلل حمداً يليق‬
‫برب النعم‪.‬‬
‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أنا هدانا اهلل‪.‬‬

‫قضيت من سنوات عمري الكثير بين رياحين‬ ‫ُ‬ ‫مما شجعني على هذا العمل أنني‬
‫ُ‬
‫واستفدت أيما استفادة من كتبهم في‬ ‫الكتب والملفات ونهلت من خبرات من سبقونا‬
‫شتى المجاالت‪ ،‬ولهذا فإنني أُقدر ضرورة إثراء المكتبة العربية بما ينفع القارئ‬
‫العربي عامة والمترجمين خاصة؛‬
‫لي الفرصة والتحقت برابطة المترجمين الفريالنسرز وأنا أجد‬ ‫ومنذ أن أتيحت َ‬
‫تساؤالت كثيرة من الطالب وحديثي التخرج الذين لم تسعفهم دراستهم ولم تحدثهم‬
‫عن سوق العمل‪ ،‬فدراسة الكتب األكاديمية وحدها لم تصنع يومًا مترجمًا‪ ،‬وقد‬
‫علمتنا الحياة أن الخبرات الحياتية والممارسة العملية يجب أن تقترن بالقراءة فال‬
‫القراءة وحدها تكفي وال الدراسة األكاديمية تفى بالحاجة دون القراءة وكالهما يفيد‬
‫أيما إفادة عند اقترانه بالخبرة والممارسة العملية‪ .‬ال نُنكر أهمية الدراسة‪ ،‬بالطبع‪،‬‬
‫وال ننكر جهد أساتذة الجامعات المجتهدين المراعين لحاجة الطالب‪ ،‬لكن واقع‬
‫كثيرا عن الدراسة األكاديمية‪،‬‬
‫الحال اقتضى أن سوق العمل في الترجمة يختلف ً‬
‫نتمنى أن تختفي هذه اله ّوة يومًا ما‪.‬‬
‫وجدت ُطالب الترجمة متخبطين مثلما كنت متخبطة في بداية عملي‪ ،‬يتساءلون‬

‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫كلمـــة الكاتبة‬

‫هنا وهناك‪ :‬من أين أبدأ وكيف السبيل إلى دخول هذا المجال وما الذي يُعينني‬
‫على التميز به؟‬
‫ولهذا‪ ،‬اتخذت قراري بأن أدعمهم وأمهد لهم السبيل‪ ،‬قدر استطاعتي وأعلّمهم‬
‫مما علمني اهلل وأستزيد من بحثي وبحثهم ونحقق الفائدة المرجوة معًا بإذن اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬فهم أساس العمل ومن وحي أسئلتهم ُولد!‬

‫في هذا الكتاب‪ ،‬أضع بين أيادي القراء الكرام خبرتي كلها والتي نتجت عن‬
‫االحتكاك المباشر بسوق العمل والتعامل مع العمالء‪..‬جمعت مقاالتي التي كتبتها‬
‫على مجموعة “رابطة المترجمين الفريالنسرز” وعلى موقع “رابطاوي” وعلى‬
‫“لينكدن” وعلى صفحتي الشخصية على “الفيس بوك” عن الترجمة والمترجمين‬
‫وطريق التعامل المهني وحقوق المترجم وواجباته وأنواع شخصيات العمالء‬
‫ُ‬
‫ووضعت‬ ‫والمترجمين من وحي التجربة الفعلية (الفصل األول‪ :‬مقاالت ترجمية)‪،‬‬
‫نفسي في موقف الخريج الجديد وطرحت تساؤالته وأجبت عنها (الفصل الثاني‪:‬‬
‫الترجمة في سؤال وجواب)‪.‬‬

‫وضعت بعض االقتباسات بالمجموعة المذكورة وطلبت من األعضاء ترجمتها‬


‫وانتقيت منها ووضعتها لكم لتتسنى لكم فرصة االطالع على ترجمات مختلفة‬
‫لنص واحد؛ مما يزيد مفرداتكم ويوسع آفاقكم (الفصل الثالث‪ :‬من اجتهادات‬
‫مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرر)‪.‬‬
‫في (الفصل الرابع‪ :‬قالوا عن الترجمة)‪ ،‬وضعت لكم ما كتبه أعضاء الرابطة عن‬
‫ونثرا‪.‬‬
‫شعرا ً‬
‫الترجمة؛ ً‬

‫وفي (الفصل الخامس‪ :‬قصص المترجمين)‪ ،‬تجدون قصص بعض من أنشط‬

‫‪9‬‬
‫ٌ‬
‫شذرات من الذاكرة‬

‫يقصون علينا ما فعلته بهم الترجمة وما فعلوه بها وكيف بدؤوا‬ ‫أعضاء الرابطة ّ‬
‫طريقهم وإلى أين وصلوا‪ .‬والهدف من هذه القصص إعالء همة القارئ وتقديم أمثلة‬
‫يتجسد في أشخاص يعرفهم ويعرفونه‪،‬‬ ‫فعلية من واقع الحال ليرى النجاح أمامه ّ‬
‫فتراه يحادث نفسه قائلاً ‪“ :‬ول َم ال أحذو حذوهم وأصبح مثلهم”!‬
‫بعضا من أدوات المترجم وحدثتكم عن أهمية أدوات‬ ‫وفي مالحق الكتاب‪ ،‬ذكرت ً‬
‫ووضعت لكم روابط لنماذج ثنائية اللغة ألغراض‬‫ُ‬ ‫الترجمة بمساعدة الحاسوب‪،‬‬
‫التدريب الذاتي على الترجمة‪ ،‬باإلضافة إلى نموذج للسيرة الذاتية والخطاب‬
‫التعريفي‪ ،‬لمن مازال يتلمّس طريقه وال دراية له بها‪.‬‬

‫ال شك أننا لن نجد كتابًا جامعًا مانعًا ما حيينا‪ ،‬لكنني بذلت قصارى جهدي ألجيب‬
‫عما يجول بخاطرك أيها القارئ الكريم وما أعجلني إلى إخراج هذا الكتاب إال‬
‫علمي بأن الغاية بعيدة وأن العمر قصير وأن الكمال هلل وحده‪ ،‬وما أغراني إال‬
‫تفاعلي مع المترجمين ورغبتي في أن أترك لهم ً‬
‫خطة بسيطة تسد الفجوة بين ما‬
‫تعلّموه في الجامعة وبين ما ينتظرهم في سوق العمل فتكتمل رؤيتهم بعد الدراسة‬
‫بومضات تنير دربهم وتيسر طريقهم‪.‬‬‫ٍ‬

‫وإن كان هذا الكتاب ليس إال خطوة على طريق تعريف المترجم بما له وما عليه‬
‫ً‬
‫متخبطا تائهًا‪ ،‬فإني‬ ‫وسد الثغرة التي يتركها التعليم األكاديمي لكي ال يخرج للسوق‬
‫بقليل من الغرض ومأل ً‬
‫شيئا من‬ ‫أرجو أن يكون‪ ،‬في حيزه المحدود هذا‪ ،‬قد أوفى ٍ‬
‫بعضا من الحاجة‪.‬‬ ‫الفراغ وسد ً‬

‫وال يسعني في هذا المقام إال أن أشكر كل من م ّد يد العون لي لخروج هذا العمل‬
‫إلى النور‪...‬‬

‫‪10‬‬
‫ُ‬
‫كلمـــة الكاتبة‬

‫وقد تفضل األستاذان الفاضالن‪ /‬محمود حافظ وبليغ حمدي بمراجعة الكتاب‬
‫ُ‬
‫تخففت منها من مشقة‬ ‫وتصحيح كل ما فيه وبهذا فقد عاوناني معاونة مشكورة‬
‫بالغ ٍة‪ ،‬فجزاهما اهلل عني خير الجزاء‪..‬‬
‫واهلل المستعان‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‬

‫مقاالت ترجمية‬

‫واعية‪ ،‬فاقرأ الملف قراء ًة ً‬


‫وافية‪ ،‬ثم ابحث‬ ‫ً‬ ‫ترجمة ً‬
‫دقيقة‬ ‫ً‬ ‫ور َ‬
‫مت‬ ‫وإن َ‬
‫عقدت العزم‪ُ ،‬‬
‫كثيرا من‬
‫عن موضوعه واقرأ فيه‪ ،‬وما إن بدأت الترجمة‪ ،‬ستجد األمر أيسر ً‬
‫الترجمة دون قراءة أو بحث؛ فتُنه العمل وتسلمه ٍ‬
‫بنفس راضية‪.‬‬

‫حمدية حسن‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫بين الجامعة وسوق العمل‬

‫شتّان بين ما ندرسه في الجامعات وبين ما نواجهه في سوق العمل‪.‬‬


‫تخرجه من‬
‫البون شاسع واله ّوة كبيرة وعلى المترجم أن يدرك أن ّ‬ ‫ُ‬
‫الجامعة يمثل بداية الطريق وليس نهايته‪.‬‬
‫في الجامعة ندرس األدب والشعر واللغويات والحضارة والترجمة وغيرها وننتظر‬
‫تخرجنا حتى نقتحم سوق العمل بكل ما تعلمناه وننهل من خيراته كما يصور لنا‬
‫خيالنا أو ً‬
‫وفقا للصورة التي يرسمها لنا أساتذتنا‪ ،‬ثم يصدمنا الواقع مع أول ملف‬
‫نستعد لترجمته‪ .‬هل هذا ما درسته؟ هل هذا ما تعلمته؟ كيف أتعامل مع الفقرات‬
‫وكيف أفك شفرات الجمل؟ كيف أحاسب العميل وما معنى ديدالين ‪deadline‬‬
‫(الموعد النهائي) التي أرسلها العميل في بريده اإلليكتروني؟ ماذا لو لم يعجب‬
‫الملف العميل؟ وما هي معايير رفض الملف؟ وغير ذلك من األسئلة التي تجعلك‬
‫تشعر أنك في حيص بيص‪ ،‬فماذا أنت ٌ‬
‫فاعل إذن؟‬

‫إليك الحل!‬
‫طريق‬
‫ٍ‬ ‫عليك أن تعي جي ًدا أن إتمامك للدراسة األكاديمية يعد أول خطوة على‬
‫طويل‪ ،‬أال وهو طريق إتقان الترجمة وهذا يتطلب‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫قراءة الكتب المتخصصة وغير المتخصصة في اللغتين المنقول منها وإليها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪2‬‬
‫التدرب يوميًا على ‪ 100‬كلمة فقط (تزيد تدريجيًا) وتقييم الترجمة بإعادة ترجمة‬
‫القطعة مرة أخرى (‪ Back Translation‬راجع المقال التالي)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مذاكرة الملفات المزدوجة اللغة من مصادر موثوقة ومأمونة (وضعت لك بعض‬
‫النماذج في مالحق الكتاب)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مصدرا للدخل قبل‬
‫ً‬ ‫االهتمام بالكيف أكثر من الكم وعدم االعتماد على الترجمة‬
‫أن تقضي فترة تدريبية ال تقل عن ستة أشهر (سواء عن طريق الدراسة الذاتية‬
‫‪ ) self-study‬أو عن طريق التدريب في أحد المكاتب أو إحدى الشركات (وهذا‬
‫ما أشجعك عليه‪ ،‬لكن إن لم يتسن لك االلتحاق بمكتب أو شركة فطريق الدراسة‬
‫الذاتية مفتوح)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تقبّل النقد الب َناء مع اإللمام التام بموضوع الملف ومحاوره حتى يتسنى لك مضاهاة‬
‫الحجة بالحجة ومناقشة العميل فيما يقدمه من تعليقات على الملف المترجم‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫عمرا‪ ..‬فقد تصادف مترجمًا‬
‫االستفادة من خبرات اآلخرين وإن كانوا أصغر منك ً‬
‫لم يبلغ من العمر مثلما بلغت ويتفوق عليك بخبرته أو إبداعه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪1‬‬
‫التدريب الذاتي على الترجمة‬

‫أوضحت في المقال السابق أن التدرب على يد مترجم خبير في مكتب‬


‫كثيرا من التدريب الذاتي ألنه يختصر عليك‬ ‫أو شركة ترجمة أفضل ً‬
‫سنوات وسنوات‪ ،‬فمع كل خطأ تقع فيه وتحصل على تعقيب من مُدربك‪ ،‬تزداد‬
‫خبرتك وتعرف كيف تختار الكلمات الصحيحة لتتماشى مع السياق وتزداد ثقتك‬
‫شكرا‪ .‬كل هذا تجده مع المتابعة‪.‬‬
‫بنفسك إن أحسنت وتلقيت ً‬
‫ولكن‪ ،‬إن لم تسمح لك ظروفك بهذا‪ ،‬فإنك لم تفقد الطريق‪ .‬عليك فقط مضاعفة‬
‫صحيحا بعد أن تضع لنفسك ً‬
‫هدفا‬ ‫ً‬ ‫جهودك وتخصيص وقتك وتقسيمه تقسيمًا‬
‫تعليميًا تحققه كل مدة معينة‪.‬‬
‫هناك تقنيتان للتدريب على الترجمة عمومًا وهذا ينطبق على معظم التخصصات‪:‬‬

‫الطريقة األولى‬
‫طريقة الترجمة والترجمة العكسية ‪Back translation‬‬

‫روابطا لنصوص مزودجة في مالحق هذا الكتاب‪ .‬أنصحكم بالبدء‬‫ً‬ ‫ُ‬


‫وضعت لكم‬
‫بالتدريب على النصوص العامة‪ ،‬غير المتخصصة‪.‬‬
‫وإليك هذا الموقع‪ ،‬ففيه من النصوص المترجمة ما فيه‪:‬‬
‫‪www.translatorsavenue.com‬‬

‫‪2017‬‬ ‫ُيسر في الترجمة القانونية‪ ،‬حمدية حسن‪،‬‬


‫‪ 1‬من كتاب‪ :‬الم ّ‬

‫‪17‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫استفد منه ما استطعت‪ ،‬وال تتوقع خلوه من األخطاء‪.‬‬


‫ابدأ الترجمة‪ ،‬فقرة بفقرة‪.‬‬
‫بعد ترجمة أول فقرة إلى العربية‪ ،‬أعد ترجمتها إلى اإلنجليزية‪ ،‬وحدد االختالف‪،‬‬
‫واختبر مصطلحاتك وتركيباتك للجمل‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‬
‫ترجمة النص ومقارنته بالنص األصلي‬

‫بعد قراءة الفقرة باللغتين‪ ،‬ترجمها ثم قارن ترجمتك بالترجمة المقابلة للنص‬
‫األصلي‪.‬‬
‫ستساعدك هذه الطريقة على‪:‬‬
‫فهم الموضوع بلغتك ومن ثم عندما تعيد ترجمته ستستقيم ترجمتك‬
‫إلى حد ما‪.‬‬
‫ستتعرف على مصطلحات جديدة جاءتك في النص اإلنجليزي ووجدتها‬
‫ً‬
‫مترجمة إلى العربية‪ ،‬سجلها‪.‬‬
‫ستعرف كيف يترجم اآلخرون ويمكنك بعد مدة من التدريب أن تتعرف‬
‫على أخطائهم وتتجنبها‪ ،‬فكلنا بشر؛ نصيب ونخطئ‪.‬‬

‫تذكر‬
‫يمكنك الحصول على المزيد من النصوص لترجمتها‪ ،‬فيمكنك ترجمة األخبار‬
‫الصحفية من الجرائد التي تصدر باإلنجليزية‪ ،‬ويمكنك ترجمة التقارير‬
‫أيسر لك األمر‪ ،‬وأتركك بعد ذلك‬ ‫االقتصادية وغير ذلك‪ ،‬لكنني ُ‬
‫عنيت أن ِّ‬
‫تبحث وقد تتوصل لألفضل حسب ما يناسبك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫تذكر ً‬
‫أيضا‬
‫أن نصوص الموسوعة الحرة ليست دقيقة دائمًا وقد تكتشف بها أخطاء‪،‬‬
‫ال ضير‪ ،‬فهي مجرد مُعين وإن توصلت ببحثك وجهدك إلى ما هو أفضل‬
‫فاعتمده‪.‬‬

‫اتبع هذه الطريقة واستمر هكذا عدة أشهر )تحددها حسب قدراتك ومدى استيعابك‬
‫تنس اتباع النصائح‬
‫وغيرها من العوامل التي تختلف من شخص آلخر(‪ ،‬وال َ‬
‫السريعة التالية‪ ،‬عند الترجمة وأخذها بعين االعتبار‪:‬‬

‫اقرأ الملف قراءة وافية‪ ،‬إن أسعفك الوقت‪ ،‬وقراءة سريعة إن لم‬
‫يسعفك‪ .‬ثم اقرأ كل فقرة على حدة قبل البدء في الترجمة‪ .‬بقراءتك‬
‫للفقرة‪ ،‬ستتعرف على فكرتها العامة وتفهم ما قصده الكاتب من كل‬
‫كلمة؛ فلم يكن دور المترجم ‪-‬ولن يكون‪ -‬مجرد نقل الكلمات‪ ،‬أنت‬
‫تنقل من لغة إلى أخرى وهذا يشمل نقل مقصد الكاتب وروحه‪ ،‬قدر‬
‫المستطاع مع مراعاة خصائص اللغة المنقول إليها‪.‬‬
‫ال تثق في أول معنى تجده بالقاموس ألي كلمة يستعصي عليك فهمها‬
‫أو كنت ال تعرف معناها‪ ،‬وليكن بحثك عن الكلمات في إطار فهمك‬
‫للنص المطلوب ترجمته ولتكن ترجمتك لها مرتبطة بالسياق‪ ،‬ال‬
‫ً‬
‫منفصلة عنه‪.‬‬
‫بعد أن تبحث عن الكلمات وتختار ما يناسب النص من القاموس‪ ،‬ابدأ‬
‫الترجمة‪ ،‬وبعد أن تُنهي الترجمة‪ ،‬أعد الصياغة مرة أخرى لتخرج‬
‫ترجمتك سلسة ومستساغة ال ركاكة بها‪ .‬قد تقول‪ :‬ومن أين أجد‬
‫الوقت لكل ذلك؟ وأقول‪ :‬إن اعتدت على الدقة في الترجمة‪ ،‬فستعتد‬

‫‪19‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫هي عليك‪ ،‬ولن يستغرق كل ذلك دقائق معدودة‪ ،‬وسيوفر الوقت بعد‬
‫انتهائك من الملف؛ ألنك ستكون مطمئ ًنا على ترجمة الفقرات ومقتنعًا‬
‫بها‪ ،‬فتأتي مراجعتك النهائية سريعة وبسيطة‪.‬‬
‫الترجمة أمانة وأنت األمين على النص؛ فإياك ثم إياك أن تتعجل‬
‫وتضع أي معنى ال يناسب النص وال تترك أي كلمة تؤثر على روح‬
‫النص ودقة عباراته‪ ،‬وال أقصد بعدم ترك أي كلمة أن تنقل الكلمات‬
‫نقلاً حرفيًّا‪ ،‬لكنني عنيت أن يكون نقلك أمي ًنا وال تستهتر بكلمة قد‬
‫لبسا‪.‬‬
‫يُحدث تركها مشكلة أو ً‬
‫كثيرا في اللغتين المنقول منها وإليها؛ لكي تتعرف على خصائص‬ ‫اقرأ ً‬
‫كل منهما‪ ،‬فهذا سييسر لك اختيار المرادفات المناسبة واتباع األساليب‬
‫الصحيحة عند النقل بينهما لتوصيل ما أراده الكاتب األصلي بما‬
‫يتوافق مع معايير اللغة المنقول إليها‪ ،‬ويتسق معها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫اصقل مؤهالتك!‬

‫يظل الشغل الشاغل للمترجم الحر بعد تخرجه‪ :‬كيف أصل إلى العميل؟‬
‫انتبه عزيزي المترجم!‬

‫قبل أن تبحث عن العميل‪ ،‬عليك أن تتحقق من مؤهالتك وتحدد ما إذا كانت كافية‬
‫لدخول سوق العمل أم ال‪.‬‬
‫فاسمك هو أساس عملك واستمرارك وسمعتك‪.‬‬
‫من حقك أن تحلم وتتمنى وتفكر‪..‬لكن ليكن تفكيرك وحلمك على قدر موهبتك‬
‫وقدرتك وعلمك‪.‬‬
‫ال تخاطر باسمك إن لم تكن على قدر المخاطرة!‬
‫اقض الوقت‬ ‫وال تضيع اسمك وسمعتك باستعجالك في التواصل مع العمالء‪ِ .‬‬
‫الكافي لصقل موهبتك وإتمام دراستك حتى تصبح مؤهلاً لدخول سوق العمل‪،‬‬
‫أساس لغوي نعتمد عليه لنشيّد بناء المترجم‪ .‬بعد‬‫فما ندرسه بالجامعة ما هو إال ٌ‬
‫لينصب هدفك على صقل اللغتين التي ستنقل منهما‬ ‫ّ‬ ‫التخرج أو في أثناء الدراسة‪،‬‬
‫كثيرا لتتعرف‬
‫تنس أن إتقان اللغة ال يعني إتقان قواعدها فقط‪ ،‬فاقرأ ً‬
‫وإليهما‪ ،‬وال َ‬
‫على تراكيب اللغة ويصبح النص طيًّعا لي ًنا بين يديك؛ تُشكله كيف تشاء وتستخدم‬
‫به من المفردات ما أردت‪ ،‬مع الحفاظ على مقصد الكاتب األصلي ورسالته‪.‬‬

‫بعد أن تصقل مهاراتك وتتدرب على الترجمة تدريبًا ذاتيًا (راجع المقالين‬

‫‪21‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫السابقين) أو تحت إشراف خبير (وهذا ما يختصر عليك الوقت) وترى في‬
‫نفسك القدرة على خوض غمار سوق العمل‪:‬‬
‫س ّوق لنفسك بنية السعي!‬

‫خصص لنفسك ساعة أسبوعية تس ّوق فيها ألعمالك‪ ،‬ابحث عن شركات الترجمة‬
‫على االنترنت‪ ،‬اكتب على متصفح “جوجل”‪ :‬شركات الترجمة في اإلمارات أو‬
‫اكتب باإلنجليزية وابحث عن الشركات في أمريكا أو انجلترا أو غيرهما‪ .‬احصل‬
‫على بياناتها من الموقع اإللكتروني وراسل أكبر عدد ممكن‪ .‬ال تمل‪ ،‬وال تكل‪.‬‬
‫من المواقع التي تفيدك في الحصول على عروض العمل يوميًا‪ :‬موقع ‪.Indeed‬‬
‫كل ما عليك أن تدخل الموقع وتمأل بياناتك وتضع سيرتك الذاتية وتتابع البحث‬
‫عليه كل يوم أو تطلب تلقي إشعارات بالوظائف التي تناسبك‪ ،‬ومثله في ذلك موقع‬
‫‪ Bayt‬و ‪ Gulfjobs‬وغيرها‪.‬‬
‫أرسل سيرتك الذاتية للشركات التي تحصل على بياناتها بالطريقة المذكورة أو‬
‫عن طريق الصفحات الصفراء أو لينكدن أو غير ذلك‪ ،‬واكتب خطابًا تعريفيًا‬
‫مختصرا عن مؤهالتك وخبراتك في متن رسالة البريد اإللكتروني‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ً‬
‫تطوعية (راجع مالحق الكتاب لالطالع على نموذج السيرة الذاتية والخطاب‬
‫التعريفي)‪.‬‬
‫جدد النية وال تيأس‪ ،‬وإن لم يرد عليك أحد‪ ،‬ال تفقد الثقة وتقل‪ :‬لم تعجبهم سيرتي‬
‫الذاتية‪ ،‬أو‪ :‬خبراتي غير كافية؛ فخبراتك قد ال تالئم عميلاً ما وتالئم غيره‪.‬‬
‫قد يكون سبب عدم رد الشركات‪:‬‬
‫وقت كانت مشروعاتهم قليلة‪ ،‬فكما تعلم‪ ،‬قد يقل تدفق‬
‫أنك أرسلت في ٍ‬
‫مشروعات الترجمة في بعض األوقات من العام‪.‬‬
‫أنك أرسلت في وقت كان فريق عملهم مكتملاً ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫أن مؤهالتك فعلاً ال تناسبهم‪ ،‬فقد تكون أعلى من المطلوب أو أقل منه‪.‬‬

‫سعي‬
‫ولهذا‪ ،‬فإن عليك أال تقنط وأن تؤمن بأن كل دقيقة تقضيها للتسويق لنفسك‪ٌ ،‬‬
‫وأن السعي يجلب لك الرزق ال محالة؛ فإن لم يأتك رزقك من العميل الذي راسلته‪،‬‬
‫سيأتيك من عميل غيره أو من أي طريق آخر‪.‬‬
‫كل ما عليك أن تسعى‪ ،‬ورزقك لن يأخذه غيرك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫مواقع العمل الحر‬

‫(أبوورك) باإلنجليزية‪( Upwork:‬كمثال على مواقع العمل الحر التي‬


‫تحقق ربحها خصمًا من أجر المترجم)‬
‫وكانت تعرف سابقاً (بإالنس‪ -‬أوديسك) باإلنجليزية‪ )Elance-oDesk( :‬هو منصة‬
‫للعمل الحر على اإلنترنت يتواصل فيه أصحاب العمل مع مقدمي الخدمات‬
‫المستقلين للتعاون عن بعد‪ .‬في ‪ 2015‬غيروا اسم العالمة التجارية من إالنس‪-‬‬
‫أوديسك إلى أبوورك‪.‬‬
‫يضع محللو القوة العاملة (أبوورك ) في فئة سريعة النمو (منصات التوظيف‬
‫عبر اإلنترنت) والعمل بالموقع بالقطعة أو بالساعة أو بعقد‪ .‬وعلى عكس‬
‫المواقع المخصصة للترجمة فقط مثل “بروز” وغيره‪ ،‬نجد أبوورك يتيح العمل‬
‫في تخصصات كثيرة غير الترجمة مثل الكتابة والتأليف والتصميم وغير ذلك‪.‬‬
‫ويقدر هذا السوق للتوظيف عن بعد بمليار دوالر‪ ،‬رغم أنه سوق لم يظهر قبل‬
‫‪ 15‬عامًا‪ .‬ويتوقع في المستقبل ظهور شركات أصغر أو شركات جديدة تأخذ‬
‫حصة من هذا السوق‪ .‬من الشركات التي حصلت على شهرة مقاربة لشهرة لها‬
‫شهرة أبوورك‪ :‬فريالنسر‪.‬كوم) مع وجود شركات أخرى تنمو نم ًوا مطر ًدا مثل‪:‬‬
‫‪ Work Market, Workana, Onforce, NextCrew,While‬وغيرها‪ ،‬ومن المتوقع‬
‫نمو هذا السوق للتوظيف عن بعد إلى خمسة مليارات دوالر في ‪.22018‬‬

‫‪ 2‬ويكيبيديا‬

‫‪24‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫تدير أسواق التوظيف عن بعد الدفع وتحصل على ربحها بفرض رسوم عضوية‬
‫(مثل بروز وترانسليتورز كافيه) أو أخذ نسبة من عقود المتعاقدين ومقدمي‬
‫الخدمة المستقلين (مثل أبوورك وخمسات وفريالنسرز)‪.‬‬

‫آلية العمل على هذه المواقع‬


‫ادخل الموقع‪ www.upwork.com :‬سجل به ببريدك اإللكتروني واسمك األصلي‪،‬‬
‫وإن أردت وضع صورة‪ ،‬فلتكن صورتك الشخصية‪ .‬ال يجوز وضع صورة‬
‫مستعارة ألن هذا قد يؤدي إلى وقف حسابك‪.‬‬
‫سجل ببريدك اإللكتروني الذي ستستخدمه في حساب بايونير ليتسنى لك سحب‬
‫أرباحك‪.‬‬
‫سيطلب الموقع مستندات تثبت هويتك مثل جواز السفر أو بطاقة الهوية أو ما شابه‬
‫وال يستخدم الموقع هذه البيانات إال إلثبات هوية المستخدم فقط‪.‬‬
‫بعد االشتراك وتسجيل الدخول‪ ،‬ستجد ملفك الشخصي مقسمًا‪ ،‬امأل كل المعلومات‬
‫المطلوبة والتي تشمل اسمك وبلدك ومهاراتك والوظائف السابقة التي شغلتها‪.‬‬
‫وفي الخطاب التعريفي‪ ،‬اكتب نبذة مختصرة ومفيدة جامعة مانعة عن خبراتك‬
‫ومهاراتك واحرص على إعطاء انطباع بجديتك ومهنيتك فهذا الخطاب سيطلع‬
‫عليه العمالء الباحثون عن مترجم‪.‬‬
‫بالموقع عدة اختبارات‪ ،‬كلّما اجتزت أحدها‪ ،‬زادت درجة مهنية ملفك فإن كانت‬
‫اختبارا عن الترجمة العامة‪ ،‬قد تصل النسبة إلى‬
‫ً‬ ‫درجة المهنية ‪ %70‬مثلاً واجتزت‬
‫‪( %75‬هذه النسب تقريبية)‪ .‬احرص على اجتياز أكبر عدد ممكن من االختبارات‪.‬‬
‫بعد قبول ملفك الشخصي وتصديقه‪ ،‬يمكنك التقدم بعرض للوظائف المعروضة‬
‫وإن وافق العميل على عرضك‪ ،‬يراسلك ليشرح لك كل شيء عن المشروع‬
‫ويرسل لك عق ًدا يحدد به قيمة المشروع والوقت المحدد إلنجازه وقد أو قد ال يدفع‬

‫‪25‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫جز ًءا من األتعاب‪ .‬بعد انتهائك من الترجمة وإرسالها للعميل‪ ،‬قد يطلب بعض‬
‫التعديالت أو ال يطلب ويقبل المشروع وحينها يودع أتعابك في حساب الضمان‬
‫متاحا للسحب بعد عدة أيام‪.‬‬
‫بالموقع ويكون هذا الحساب ً‬
‫أيضا‪ ،‬فبمجرد‬‫يعمل حساب الضمان المذكور على حفظ حق المترجم وحق العميل ً‬
‫موافقة العميل على عرضك وإعالمك ببدء العمل‪ ،‬يودع المبلغ في حساب الضمان‬
‫بأمانة الموقع وبعد تسليم المشروع وقبوله‪ ،‬يصبح من حقك سحب المبلغ بعد المدة‬
‫المحددة لذلك‪ ،‬وبهذا يكون المترجم مطمئ ًنا لضمان الموقع ألمواله ويكون العميل‬
‫أيضا ألنه سيتسلم المشروع ولن يضيع عليه ما دفعه‪.‬‬ ‫مطمئ ًنا ً‬
‫نأتي لسحب األموال‪ :‬بعد االنتهاء من المهمة وتأكدك من إتاحة األتعاب لسحبها‪،‬‬
‫اضغط على (‪ ،)Get paid‬سيعرض لك الموقع رصيدك وطريقة الدفع‪ ،‬اختر‬
‫الطريقة التي تناسبك‪ :‬بايبال أو بايونير‪.‬‬
‫لنأخذ بايونير مثالاً ‪ :‬بنك إلكتروني تُسجل فيه‪ ،‬وبعد اعتماد حسابك لديهم يرسلون‬
‫إليك بطاقة ماستر كارد يمكنك أن تسحب أموالك بها من أي ماكينة تقبلها‪.‬‬
‫يمكنكم التسجيل من هذا الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.payoneer.com/raf/?rid=f0e6778f-5f63-45f9-b7aa-943191ec3980‬‬

‫بعد أن تصلك البطاقة على عنوانك‪ ،‬ادخل على حسابك لتفعيلها واختيار الرمز‬
‫السري المكون من أربعة أرقام والذي ستستخدمه عند سحب األموال من ماكينة‬
‫الصراف اآللى‪.‬‬
‫بالطريقة نفسها‪ ،‬يمكنك االستفادة من مواقع خمسات وفايفر وغيرها‪.‬‬

‫الفرق بين المواقع المذكورة وموقع بروز‬


‫يختلف موقع “بروز” وموقع “ترانسليتورز كافيه” عن المواقع السابقة في أنهما‬
‫مسبقا‪ ،‬ال يعتمدان على الخصم من أجر‬‫باشتراك سنوي أو نصف سنوي يُدفع ً‬

‫‪26‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫العمل بعد أن ينجزه المترجم وال دخل لهما إن استفدت من المبلغ المدفوع أم‬
‫لم تست ِفد‪ .‬ولهذا أنصح من كان في بداية طريقه أن يسجل في أبوورك أو فايفر‬
‫أولاً وبعد أن يصبح حاله أفضل ماديًا‪ ،‬فليجرب “بروز” أو “ترانسليتورز كافيه”‬
‫واللذين ال غنى عنهما ألي مترجم محترف‪.‬‬

‫آلية العمل في بروز” وترانسليترز كافيه”‬


‫بعد تسجيلك في الموقع بالطريقة المتبعة أعاله‪ ،‬سيرسل لك رسائل على بريدك‬
‫اإللكتروني حتى قبل أن تحصل على عضوية مدفوعة‪ ،‬لكن سيكون قد أرسل‬
‫الوظيفة ألصحاب العضوية المدفوعة قبل ساعات‪.‬‬
‫بعد أن تحول األموال (ستجد بيانات التحويل بسهولة على الموقع)‪ ،‬سيرسل لك‬
‫فورا إن كانت‬
‫الموقع الوظائف بمجرد أن يعلن عنها أصحابها‪ ،‬ال تتأخر وقدم ً‬
‫تناسب مؤهالتك‪.‬‬

‫كانت هذه نظرة عامة على بعض مواقع العمل الحر ويمكنك االستزادة بالبحث‬
‫على االنترنت باسم الموقع‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫توصيات العمالء بالمترجم‬

‫من أفضل الطرق التي يحصل بها المترجم على أعماله‪ :‬توصية‬
‫العمالء به لعمال ٍء آخرين ‪ .Recommendation‬وينتج هذا عن جودة‬
‫أعمال المترجم والتزامه بمواعيده ومراعاة معايير المهنية واهتمامه بالتفاصيل‬
‫الدقيقة واتباع ما يُفضله العميل من مصطلحات وأساليب؛ مادامت ال تتعارض‬
‫مع أخالقيات المهنة أو مع معتقداتك‪ ،‬فتجد أفعاله وترجماته تتحدث عنه‪ ،‬وهذا‬
‫نوع من أنواع التسويق غير المباشر لألعمال‪ :‬أن تُتقن العمل‪ ،‬فيرزقك اهلل بمن‬
‫يوصي بك لغيره‪.‬‬
‫“إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه‪“3.‬‬
‫من مميزات هذه الطريقة‪:‬‬

‫يأت إليك إال بعد أن علم سعر ترجمتك من‬ ‫أن العميل الجديد‪ ،‬لم ِ‬
‫العميل الذي أوصى بك‪ ،‬وبالتالي فلن يُجهدك مثل غيره ويمكنك زيادة‬
‫السعر بأن تقول أن اتفاقك مع العميل القديم كان منذ مدة‪ ،‬وأنك رفعت‬
‫أسعارك‪ ،‬وبهذا ستحصل على نفس السعر أو سعر أعلى‪ ،‬ال أقل‪.‬‬
‫لن تضطر لترجمة عينات أو للخضوع لالختبارات؛ فالعميل الجديد‬
‫لم يأتك إال بعد أن علم بمستوى ترجمتك وربما يكون قد اطلع على‬
‫أعمال سابقة‪ ،‬وإن حدث فال ضير‪ ،‬ستقدم العينة بكل ثقة ألن انطباع‬
‫‪ 3‬أخرجه أبو يعلى والطبراني‬

‫‪28‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫العميل عنك إيجابي بسبب توصية عميلك‪.‬‬


‫لن يراودك شعور الخوف من النصب الذي ينتابنا مع كل ترجمة‬
‫جديدة لعميل جديد‪ ،‬ولن ينشغل فكرك بخواطر مثل‪ - :‬هل سينصب‬
‫علي أم سيدفع مستحقاتي أو غيرها ألنه جاءك عن طريق عميل تعرفه‬
‫ّ‬
‫وتعرف تعامالته ويمكنك سؤاله عنه وهذا يبعث في نفسك السكينة‬
‫والطمأنينة‪.‬‬
‫رزقكم اهلل من فضله!‬

‫‪29‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫عن التخصص‬

‫سؤال دار في أذهاننا جميعًا ويدور في أذهان المترجمين وسيظل يتردد‬‫ٌ‬


‫ويتردد‪:‬‬
‫مجال بعينه أم أترجم في كل المجاالت؟‬
‫هل أتخصص في ٍ‬
‫وقبل أن أجيب‪ :‬لنتعرف معًا على تخصصات الترجمة وهل هناك بالفعل ما يدعى‬
‫تخصصات؟ ومن أين جئتم بهذه التسمية؟‬
‫المقصود بالتخصص في السؤال المذكور التخصص في أحد المجاالت التالية أو‬
‫غيرها‪:‬‬
‫الترجمة األدبية‪ :‬ويقصد بها ترجمة الروايات والشعر وما يتصل بها من‬
‫أعمال أدبية أخرى‪.‬‬
‫الترجمة الدينية‪ :‬ترجمة المقاالت الدينية والفتاوى واألحاديث والتفاسير‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫الترجمة القانونية‪ :‬ترجمة العقود واالتفاقيات والشهادات وأوراق التقاضي‬
‫والقوانين والكتب األكاديمية‪ ،‬وما يتصل بها‪.‬‬
‫الترجمة التسويقية‪ :‬ترجمة كتيبات الدعاية واإلعالنات وأدلة التشغيل‬
‫ومواقع الشركات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫هذه بعض التخصصات التي لم أذكرها إال لتعريف القارئ بالتخصص الذي‬
‫نقصده‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وللرد على السؤال المشار إليه أعاله أقول‪:‬‬


‫شك أن المترجم المتميز قاد ٌر على ترجمة العديد من التخصصات‪ ،‬فقد أتقن‬ ‫ال ّ‬
‫اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها إتقا ًنا يمكنه من فهم النص واستيعاب معانيه‬
‫لبس أو غموض‪.‬‬ ‫وتوصيل مقصد الكاتب بال ٍ‬
‫أعرف العديد من المترجمين الذين يتنقلون بين التخصصات؛ فيترجمون في‬
‫المجال القانوني والمالي واالقتصادي وقد يتطرقون ألبعد من ذلك ويترجمون‬
‫في المجال األدبي‪ ،‬لكنني على يقين بأن مستوى إتقانهم لكل تخصص يختلف عن‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫أدبي‪ ،‬كيف لعقله‬
‫نص ٌ‬ ‫نصوصا قانونية‪ ،‬ثم جاءه ٌ‬
‫ً‬ ‫لنفترض مثلاً أن مترجمًا يترجم‬
‫أن يتنقل بين النصين بنفس القدرة إال إذا كان ً‬
‫قارئا جي ًدا ولم يحبس نفسه بين‬
‫ألفاظ الترجمة القانونية الجامدة وسمح لها باإلبحار بين طيّات الكتب والمحسنات‬
‫البديعية؟‬
‫ً‬
‫فرصة أكبر لإلبحار في‬ ‫دعوني أُبسط األمر أكثر وأقول أن التخصص يعطيك‬
‫لغة الملفات والقراءة في مجال تخصصك وبالتالي سيزداد معدل إتقانك وتتحسن‬
‫جودة ترجمتك‪ .‬ولكن‪ ،‬إذا ترجمت في عدة مجاالت‪ ،‬ستقسم وقت االطالع عليها‬
‫وتطول بك السبل وأنت مُشتت‪ ،‬منقسم بين المجاالت‪ ،‬ال تستطيع تصنيف نفسك‬
‫بأنك مترجم قانوني أو أدبي أو غيره‪،‬‬
‫بعض المجاالت مرتبطة ببعضها‪ ،‬فتجد المترجم القانوني يترجم الميزانيات‬
‫والتقارير المالية وغيرها؛ ألن مصطلحات هذه المجاالت مترابطة إلى حد كبير‪،‬‬
‫لكن بعض المجاالت األخرى بعيدة كل البعد عن الترجمة القانونية‪ ،‬فنجد أن‬
‫المترجم القانوني الذي يحاول خوض غمار الترجمة األدبية يعاني في البداية‬
‫نظرا لخلو الترجمة القانونية من البالغة أو المحسنات البديعية أو ما شابه‪ .‬وقد‬ ‫ً‬
‫تع ّود المترجم القانوني على جمود اللغة القانونية وعلى المصطلحات الثابتة ومن‬

‫‪31‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫هنا تأتي الصعوبة‪.‬‬


‫هل يعني ذلك أن من المستحيل على المترجم أن ينتقل من تخصص إلى آخر أو‬
‫أن يجيد عدة تخصصات معًا؟‬
‫لم أقل ذلك من قبل وال يمكنني القول به؛ ألن المترجم المتميز قادر على ترجمة‬
‫أي نص (كما أوضحت أعاله)‪ ،‬لكن عليه أن يتقن كل تخصص على حدة ثم ينتقل‬
‫إلى غيره من التخصصات‪.‬‬

‫في تصوري‪ ،‬على أي مترجم أن يمر بهذه المراحل الثالث‪:‬‬


‫ونظرا لقلة عدد العمالء ونقص خبرة المترجم واحتياجه‬
‫ً‬ ‫في البداية‬
‫للعمل‪ ،‬سيضطر لقبول كل التخصصات؛ ليقطف من كل بستان زهرة‪،‬‬
‫فتجد المترجم في سنوات عمله األولى يترجم في معظم المجاالت‪.‬‬

‫في المرحلة السابقة‪ ،‬سيجد المترجم أنه يفضل مجالاً بعينه‪ ،‬ومعنى‬
‫يفضل‪ :‬أنه ال يحمل هم ترجمته ألنه يحب العمل في هذا المجال ويجده‬
‫حد ما‪ ،‬فيختاره مجالاً لتخصصه‬ ‫سهلاً وال يبحث فيه ً‬
‫كثيرا ألنه أتقنه إلى ِّ‬
‫ويكمل به من السنوات ما أراد‪ ،‬إلى أن يتقنه ويتميز به‪.‬‬

‫بعد أن يتميز المترجم في المجال الذي اختاره ويقرأ كل ما يمت له‬


‫بصلة من كتب ومقاالت ويكون قد دقق في معظم المصطلحات التي‬
‫مرت عليه‪ ،‬يمكنه أن يدرس مجالاً آخر (دراسة ذاتية أو بمساعدة خبير)‬
‫ويتدرب عليه ويخوض غماره ويضيفه إلى تخصصاته‪ ،‬مع االستمرار‬
‫في مجال تخصصه األساسي (راجع النقطة ‪ 2‬أعاله)‬

‫‪32‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وهم االكتفاء الفكري‬

‫من أكثر اآلفات التي تصيب المثقفين بوجه عام والمترجمين بوجه‬
‫خاص الشعور بالكفاءة العلمية واالغتناء الفكري‪.‬‬

‫هذه الكفاءة كاذبة ومدعي االكتفاء واهم!‬


‫ال تكن واهمًا‪ ..‬وال تسمح لنفسك بالشعور بالتشبع من العلم أو أنك بلغت من الناحية‬
‫الفكرية أقصى ما يمكن أن يبلغه المثقف‪ ..‬قد تقرأ الكثير من الكتب وتدرس في‬
‫العديد من المجاالت وتظل تفتقر إلى الدراية الشخصية وحسن التصرف والحكمة‬
‫ومعرفة ما يتطلبه الزمان والمجتمع وحينها لن تنفعك معرفتك العلمية المجردة‪.‬‬
‫ً‬
‫جاهال؛ درس‬ ‫ثمة خطر كبير يحوم حول جهل المترجم؛ فالمترجم قد يكون متعلمًا‬
‫من العلوم ما درس ولم يفطن لطرق التعامل أو صقل موهبته فيظل يطرق أبوابًا‬
‫موصدة‪ ..‬ويضل السبيل!‬
‫عليك عزيزي المترجم أن تفكر وتفكر‪ ..‬وتتساءل أيغنيني علمي؟ هل يشبع ما‬
‫درسته جوعي الفكري؟‬
‫حاشا وكلاّ !‬
‫مهما درست ومهما بلغت من الدرجات‪ ،‬لن يشبع جوعك الفكري إال القراءة‬
‫والتبحر في مجاالت عملك غير مبا ٍه بما وصلت إليه‪ ،‬فإيمانك باستمرار احتياجك‬
‫إلى التعلم ما حييت هو سر نجاحك وسر حفاظك على هذا النجاح أيضاً!‬
‫إنك بحاجة ماسة إلى اإليمان بقدراتك وتنمية وعيك الشخصي واالجتماعي حتى‬

‫‪33‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫ً‬
‫مستهلكا وحتى تصل إلى ما تروم! كن صاحب عقيدة‪ ..‬ستجتاز‬ ‫منتجا ال‬
‫تكون ً‬
‫مرحلة اإليمان بقدراتك وتصنع الحضارة بترجماتك وتُبنى لديك قدرات تزلزل‬
‫العجائب!‬
‫كن فاعلاً ال مفعولاً به!‬

‫قالت‪ :‬ال أحب القراءة!!‬


‫ٌ‬
‫قلت القراءة كالدواء للمريض‪ ،‬يشفيه‪.‬‬
‫قالت‪ :‬وما علتي وجسدي معافى ال شيء به للدواء يداويه‪.‬‬
‫قلت‪:‬ومتى اقتصر الداء على ما تعاني منه األجساد؟‬
‫عللنا كثيرة ومنها ما ال يعلمه إال رب العباد‪.‬‬
‫علتك في بعض حرفك فاقرئي لتصححيه‪ ،‬وقد تكون في نقص علمك‬
‫فبالقراءة زيديه‪.‬‬
‫من خواطر الكاتبة‬

‫‪34‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫النهضة الترجمية واستغالل المترجم‬

‫من يتفقد أحوال “الفيس بوك” والنهضة الترجمية التثقيفية التي ساعدت‬
‫عليها مجموعات الترجمة مثل رابطة المترجمين الفريالنسرز وغيرها‬
‫رجال حريصون ونسا ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫من المجموعات والمؤسسات المخلصة التي يقودها‬
‫حريصات بحق على نفع زمالئهم وإعالء شأن مهنتهم‪ ،‬بالتعاون مع خبراء‬ ‫ٌ‬
‫المترجمين الفاعلين‪ ،‬سيالحظ اآلتي‪:‬‬
‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬ظهر تياران من البشر في مجالنا‪:‬‬
‫الناس واألخذ بأيدي المترجمين‬‫أحدهما رأى أن بيديه كنز عليه استغالله لمساعدة ِ‬
‫الجدد وتفريغ خبرته من قبيل “زكاة العلم نشره”‪ ،‬وألن هذا التواصل ما كان‬
‫َ‬
‫الوقت والجه َد‬ ‫سنوات وألنه أسعد الجميع بذل هؤالء‬‫ٍ‬ ‫ألحد أن يتوقعه منذ عشر‬
‫لتحريك الركود وتحققت على أيديهم إنجازات واضحة جلية ال ينكرها إال جاح ٌد‪،‬‬
‫َ‬
‫المترجمين‬ ‫ومازلنا نرى وسنرى نتاج هذا الجهد في مستوى الجيل الجديد من‬
‫والمترجمات بمشيئ ِة اهلل‪.‬‬
‫ِ‬
‫أيضا‪ ،‬لكن رؤيته جاءت مختلفة‪:‬‬ ‫وأما التيار اآلخر فرأى الكنز ً‬
‫• منهم من استمتع بزهو ِة العرض األول واكتفى؛‬
‫• ومنهم من استمر قليال حتى تشبعت رغبته وقال كفى؛‬
‫شيئا واختفى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫استغل الخلق ولم يقدم لهم ً‬ ‫• ومنهم من‬
‫إلى الجماع ِة األولى أقول‪:‬‬
‫كثيرا بيني وبين ربي وأتمنى لكم الخير وأهديكم‬ ‫أدعو لكم من كل قلبي وأذكركم ً‬

‫‪35‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫خالص تحياتي وتقديري وودي‪.‬‬


‫وأما الجماعة الثانية‪:‬‬
‫فلن َ‬
‫أقول لهم شيئا‪...‬‬
‫َق ْولِي لكم أنتم إلى المترجمين والمترجمات‪:‬‬
‫يغرنكم كثرة المقال‪..‬مع انعدام األفعال‪...‬‬
‫ال ّ‬
‫واتبعوا من أصحاب المقاالت هذا الذي يكتب لكم وألجلكم‪..‬هذا الذي يقتطع من‬
‫ُ‬
‫فطنتك جز ٌء‬ ‫وقته لكم ولم يكن يهدف أبدا الستغالل احتياجكم‪ ...‬عزيزي المترجم‪،‬‬
‫أساسي من عملك‪...‬فكن فط ًنا ال أكثر‪.‬‬

‫ملحوظة مهمة جدا‬


‫عمل مشروع‪..‬‬ ‫االستغالل ال يعني تقديم دورات مدفوعة أو ما شابه فهذا ٌ‬
‫االستغالل المقصود هو أن يعدك أحدهم ويجعل لك من البحر ً‬
‫بيتا ثم يتركك‬
‫بنصفه بعد أن يجمع منك المال‪..‬ويكون استرداده من المحال‪...‬وكثي ٌر ما هم!‬

‫تجد َم ْن يوهمك بأنّه حا ِمي ِحمى الترجم ِة أ ّول َمن‬ ‫ُفارقات الر ِهيبة ْ‬
‫أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن الم‬
‫ُترجمين والمتاجرة بآ َمالهم‪ ،‬أو بتعيين مترجمين غير‬ ‫يُضيّعها؛ باست ْغ ِ‬
‫الل الم ِ‬
‫فتخرج الترجمة‬‫ُ‬ ‫أكفاء وعدم تعيين فريق مراجعين لضمان جودة أعمالهم‪،‬‬
‫ختم من إحدى السفارات‬ ‫دون المستوى‪ ،‬أو باستغالل معارفه والحصول على ٍ‬
‫ووضعه على أي ترجمة مهما كان مستواها وأيًا كانت جودتها‪ ،‬متناسيًا أنها‬
‫أمانة وأن اهلل سيحاسبه على ما آتاه من نفوذ وقوة‪ ،‬تكفل له دعم مهنته‬
‫والحفاظ على األمانة ما استطاع!‬
‫واألمثلة على ذلك كثيرة!‬

‫‪36‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫حوار مع نفسي المترجمة‬

‫أسئمت؟‬
‫ِ‬
‫ال لقد مللت‪.‬‬
‫وما السأم يا بنيتي إال الضحر والملل!‬
‫قولي لنا ل َم؟‬
‫جعلوني مترجمة‬
‫وما الداعي للملل؟‬
‫حديث األسعار كاد يصيبني بالشلل‪.‬‬
‫وبرأيك أنت‪ ،‬ما العمل؟‬
‫العمل في االجتهاد بال نصب وال كلل‪.‬‬
‫واالستعانة باهلل والثقة في تدبيره عز وجل‪.‬‬
‫وكيف لهم التصرف مع العميل المحتمل؟‬
‫قولي لهم وبسطي األمر فما هو بأمر جلل‪.‬‬
‫ال تراسل أي عميل إال وأنت مستعد‪ ،‬فاالطالع والدراسة ليس منهما بد‪.‬‬
‫ثق بنفسك وانطلق وال تهاب المعترك‪.‬‬
‫إياك واالستسهال أو المخاطرة بسمعتك‪.‬‬
‫سرا فاألمر كله لك‪.‬‬ ‫ً‬
‫اختراعا وليس ً‬ ‫ليس‬
‫إن تجتهد‪ ،‬تنحج وتحقق ما حققه من سبقك‪.‬‬
‫وأحسنت‪ ،‬وقد قلت قبل ذلك وأكرر مجد ًدا‪..‬‬
‫ِ‬ ‫صدقت يا نفسي‬‫ِ‬

‫‪37‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫عزيزي المترجم‪ :‬ال تقلل من شأن نفسك فالكرة في ملعبك‪.‬‬

‫يا أيها المترجم!‬


‫أزح األ ِك َنة من على عقلك وقلبك‪ ،‬وتلمّس طريق التميز‪..‬ال َ‬
‫ترض بأقل‬ ‫ِ‬
‫القليل وتقول ال أجد غيره‪....‬‬
‫ْ‬
‫وناقلها‪...‬فكن كما يجب أن تكون‪.‬‬ ‫أنت صانع الحضارات‬
‫الشأو‪،‬‬
‫وليكن لك دور في إعالء شأن مهنتك‪ ،‬وكن بعيد ِ‬
‫علو الهمة خلق رفيع وغاية نبيلة‪..‬فاستثمر همتك وهمة من حولك وابذل‬
‫الكلمة إلصالح ما خربه اآلخرون‪...‬‬
‫ال تستسلم لما حدث وما يحدث وتردد “ال فائدة” فواهلل لو كان نتاج عملك‬
‫تثقيف شخص واحد ووضعه على بداية الطريق‪ ،‬ستجد من البركة ما لم‬
‫ً‬
‫أضعافا مضاعفة‪..‬‬ ‫تتوقعه يومًا‪ ،‬وسيعوضك اهلل عن وقتك وجهدك‬
‫عليك أن تعي فقط أن هذه مسؤوليتك االجتماعية وأنك ال َ‬
‫تتفضل على الخلق‬
‫بما تقدم لهم‪...‬فلله الفضل والمنة‪...‬‬
‫وما إن صدقت القول وأخلصت العمل‪...‬ستُثمر جهودك ال محالة!‬
‫اللهم ارزقنا اإلخالص في القول والعمل‬

‫من خواطر الكاتبة‬

‫‪38‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫الترجمة ليست ً‬
‫حكرا على أحد‬

‫من األمور المثيرة للجدل دائمًا‪ :‬هل يجوز لغير خريجي كليات اللغات‬
‫العمل بالترجمة أم ال؟‬
‫حكرا على أحد”‪ ،‬لكن هذه الجملة ال تؤخذ على‬ ‫أقول دائمًا أن الترجمة “ليست ً‬
‫ظاهرها فبين كلماتها من المعاني ما أود توضيحه في هذا السياق‪.‬‬
‫حكرا على أحد‪ .‬نعم‪ ،‬يجوز لغير خريجي كليات اللغات‪ ،‬بل‬ ‫نعم الترجمة ليست ً‬
‫من حقهم المطلق العمل بالترجمة‪ ،‬شريطة أن يكون مستواهم يؤهلهم لذلك وأن‬
‫نص يُظهر فهمهم‬ ‫يكون إتقانهم للغتين المنقول منها وإليها يسمح لهم بإخراج ٍ‬
‫للنص األصلي واستيعابهم لما قصده الكاتب ويوضح مهارتهم في توصيله باللغة‬
‫المنقول إليها بما ال يعطي للقارئ إحساس “النص المترجم” وبدون ركاكة أو زيادة‬
‫أو نقصان‪.‬‬
‫مترجم لم يتخرج في كليات اللغات وتفوق على خريجي اللغات وجاءت‬ ‫ٍ‬ ‫أكم من‬
‫ترجمته أدق وأفضل!‬
‫ولكن‪:‬‬
‫عليك أن تعي يا من لم تدرس اللغة في الكليات المتخصصة أن عبأك أثقل ومهمتك‬
‫أكبر من هذا الذي درس ألربع سنوات أو أكثر وانصب تركيزه على دراسة اللغة‬
‫وتراكيبها وأسلوبها وآدابها وحضارتها‪.‬‬
‫عليك أن تعمل دائما لتُكمل ما ينقصك وال تعتمد على مجرد قدرتك على التحدث‬
‫باإلنجليزية أو فهم ما تقرأه بها‪ ،‬فالترجمة ال تعتمد على مجرد المعرفة باللغة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫إياك ثم إياك أن تفكر في أن “الترجمة ُ‬


‫مهنة من ال مهنة له” فلم تكن الترجمة ولن‬
‫تكون كذلك!‬
‫ال تفكر في خوض غمار الترجمة ألنها مهنة سهلة ويسيرة ويمكنك العمل بها من‬
‫المنزل وكسب المال بأقل جهد ممكن؛ ألن هذا غير صحيح‪.‬‬

‫حق لكل إنسان‪.‬‬‫الحلم ٌّ‬


‫ولهذا‪ ،‬فليس من حقي أن أمنعك من حلمك بأن تصبح يومًا مترجمًا‪ّ ،‬‬
‫لكن عليك‬
‫أن ال تُتفه األمر وتتخيل أن أي شخص يعرف ً‬
‫“بعضا” من قواعد اللغة اإلنجليزية‬
‫وكلماتها يمكنه أن يصبح مترجمًا من اإلنجليزية إلى العربية أو العكس‪.‬‬
‫ماذا عليك إذن؟‬
‫عليك أن تدرس اللغة التي ستنقل منها واللغة التي ستنقل إليها بكل ما أوتيت من‬
‫قوة‪ ،‬وأن تُذكر نفسك دائمًا أن كل من درس في كلية من كليات اللغات يتميز عنك‬
‫بشيء لم تدرسه وأنك تسعى لتحقيق ما تصبو إليه‪ ،‬ولن تبخل ببذل الغالي والنفيس‬
‫للوصول إليه‪ ،‬وإال فما فائدة الدراسة؟!‬

‫‪40‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫حتى ال تقول‪“ :‬سبق السيف العذل”‬

‫تصفح ملفاتك قبل أن تؤكد للعميل استعدادك لترجمتها‪ ..‬وإياك ثم إياك‬ ‫ّ‬
‫أن تنخدع ببدايات صفحاتها‪..‬فكم من ملف تسلمته وكانت بداياته تروق‬
‫لي‪ ،‬ثم أكتشف ما ال يُحمد عقباه‪ ..‬وحينها ال ينفع الندم‪.‬‬
‫بعض الملفات القانونية (على سبيل المثال) تحتوي في طيات صفحاتها على‬
‫مصطلحات عن اإلنشاءات أو مصطلحات فنية وعرة وصعبة ال تكاد تُفهم وإن‬
‫فهمها المترجم القانوني المتخصص بعد جهد جهيد‪ ،‬ال يستقيم معه المعنى وال‬
‫يرضى عن تلك الفقرات التي تضم مثل هذه األلفاظ والعبارات‪ ،‬فقد اعتاد ترجمة‬
‫ما تخصص به‪ ،‬ومن المعروف أن بعض المترجمين القانونيين‪ ،‬إن لم يكن‬
‫عكفت على ترجمة‬‫ُ‬ ‫أذكر ذات مرة أنني‬
‫معظمهم‪ ،‬ال تروق لهم الترجمة الفنية‪ُ ..‬‬
‫صفحة واحدة عن اإلنشاءات لمدة ساعتين‪ ..‬ورغم ما بذلته فيها من جهد وما‬
‫تكبدته من عناء البحث‪ ،‬سطرت رسالتي للعميل هكذا‪:‬‬
‫“�‪Please check page No.... I have exerted every possible effort to pro‬‬
‫‪”.vide high quality translation of this page, but it was very difficult‬‬
‫وكان بإمكاني االعتذار عنها‪ ،‬إن كنت قد اكتشفتها قبل أن أؤكد تسلم الملف‬
‫وموعده‪.‬‬
‫بالطبع‪ ،‬هناك من يؤمن أن المترجم يجب أن يُتقن كل التخصصات‪ ،‬لكنني لست‬
‫من أنصار هذه المدرسة‪.‬‬
‫أؤمن تماما أن بإمكان المترجم المتخصص في مجال ما أن يترجم في غيره من‬

‫‪41‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫المجاالت بجودة متميزة‪ ..‬إن أراد ذلك وصمم عليه وعكف على دراسة ذلك‬
‫المجال وممارسته‪ ،‬لكنني أرى أيضا أن كل مترجم لديه “فزاعة” من مجال بعينه‪،‬‬
‫ال يمكنه تقبله أو العمل به‪..‬وقد يرتبط األمر بسمات أو ميول شخصية‪.‬‬

‫وتلخيصا لما سبق‪ ،‬تعلّم القراءة السريعة وتصفح الملفات حتى ال تجد نفسك في‬
‫ً‬
‫نفس موقفي وحينها ستقول‪“ :‬سبق السيف العذل”‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫عن الخبرة والممارسة‬

‫سألني أحد المترجمين‪ :‬لماذا أشعر بالحيرة واالرتباك ما إن ُ‬


‫رأيت‬
‫عمل فأين تذهب بين‬‫ترجمة لخبير وتقول لي نفسي‪ ،‬ستظل هكذا دون ٍ‬ ‫ً‬
‫هذا الجمع الغفير؟‬
‫النص يا بُني ضاع‬
‫قلت‪ :‬من قال أن النصوص تسمح بأن يكون لها كبيرٌ‪ ،‬من أ ِمن ّ‬
‫منه الكثير‪.‬‬
‫كبيرا عالمًا ببواطن األمور؟‬
‫خبيرا ً‬
‫قل لي بربك‪ :‬من بدأ ً‬
‫كلنا نتعلّم وسنظل نتعلم أبد الدهر وما إن قلنا “علمنا” فقد جهلنا‪ ،‬هكذا علّمنا من‬
‫سبقونا ومن على نهجهم نسير‪.‬‬
‫قال‪ :‬كيف؟ أليس للخبرة دور؟!‬
‫قلت‪ :‬لم أقل هذا وما كنت يومًا ألقول‪ .‬الخبرة والممارسة تيسران األمور وبعد‬
‫أن كنت تقضي ساعة في البحث يقل الوقت والجهد المبذول‪ ،‬ألنك بمرور الوقت‬
‫تكتسب الكثير من المصطلحات وتتعامل مع مختلف النصوص ويزدد فهمك‬
‫للغتين فيكون استيعابك أسرع وبحثك أسرع وإنتاجك أكبر وأخطاؤك أقل‪.‬‬
‫لكن قولي لك أن ال يُعقدك أمر الخبير وغير الخبير فلو وقفت ها هنا ّ‬
‫وبت تنظر‬ ‫ّ‬
‫تتحسر على مالم تنله ولن‬
‫لنفسك هذه النظرة لن تصل يومًا لمنزلة الخبير وستظل ّ‬
‫شيئا لنيله‪ ،‬فانفض غبار اليأس عن عقلك وقلبك وابذل من الوقت والجهد ما‬ ‫تبذل ً‬
‫تستحقه مهنتك وطور من مهاراتك ودرب نفسك كما أخبرتك في المقاالت السابقة‪،‬‬
‫وستجد كل يوم نتيجة مباشرة لك ّدك ومذاكراتك‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫واعلم أنني صادفت من المبتدئين من استقامت لي ترجمته وشكرته عليها وكانت‬


‫أفضل من ترجمة الكثيرين من ذوي الخبرة الذين اكتفوا بترجمة الملفات ولم‬
‫يقرؤوا ولم يثقفوا أنفسهم‪ ،‬فكانت ترجمتهم أحيا ًنا صحيحة لكنها تفتقد إلى الروح‬
‫وأحيا ًنا مليئة بأخطاء نتجت عن عدم فهم مقصد الكاتب أو عن ثقتهم المفرطة في‬
‫أنفسهم بدعوى “الخبرة”‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬لكل مبتدئ وخبير‪ ،‬ال تأمن النص أب ًدا‪ .‬ولألول أقول‪ :‬ال تعتمد على أنك‬
‫ً‬
‫َ‬
‫وتتعال على‬ ‫مبتدئ وتُبرر أخطاءك وللثاني أقول‪ :‬ال تغتر بعدد سنوات خبرتك‬
‫النص فيخدعك‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫مقدار حرية المترجم “الحر”‬

‫هذه دعوة إلعادة التفكير في نمط الحياة‪:‬‬


‫أيها المترجم‪ ،‬عليك بتنظيم اهتماماتك وأولوياتك وال تجعل الترجمة‬
‫برك بأهلك وواجباتك نحوهم والتزاماتك نحو أبنائك‬ ‫تأخذك إلى عالمها وتُنسيك ّ‬
‫(إن ُوجدوا)‪.‬‬
‫حتمي ال محالة‪ ،‬فما أن تركناها‪ ،‬شعرنا‬
‫إن مفعول الترجمة كالسحر وارتباطنا بها ٌّ‬
‫ً‬
‫رغبة منا في تسلم األعمال‬ ‫بالحنين وأخذنا نتصفح رسائل البريد اإللكتروني‬
‫وترجمتها‪.‬‬
‫ال شك أن عملك مهم وضروري من الناحية المادية والمعنوية‪ ،‬لكن ال تجعله هو‬
‫المحور الوحيد الهتمامك‪ ،‬ن ّوع محاورك‪ ،‬وأعط كل ذي حق حقه‪.‬‬

‫سنأخذ مثالاً ‪ :‬لنفترض أنك تترجم يوميًا ولم تحدد إجازة أسبوعية وال تنام إال بعد‬
‫أن تفقد السيطرة على أعصابك تمامًا‪،‬‬
‫أيضا أن لديك طفلاً أو طفلين‪ ،‬متى ستفرح به‪/‬بهما؟ هل فكرت يومًا في‬ ‫لنفترض ً‬
‫النظر في مالمح أبنائك ومراقبة ما يفعله الزمن بها؟‬

‫هل فكرت يومًا في الحصول على إجاز ٍة مقصودة ورفضت ًّ‬


‫ملفا للتنزه مع عائلتك‬
‫أو زيارة والدك أو والدتك؟‬

‫‪45‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أع ُلم تمام العلم أن إتاحة المترجم رأس ماله ولكن‪ ،‬تذكر دائمًا أنك إنسان وأن‬
‫الخوف من فقدان الرزق ال يؤدي بك إال إلى فقدانه‪،‬‬

‫ُ‬
‫“علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي”‬

‫وكيف أحقق ذلك؟‬


‫إليك بعض النصائح من واقع التجربة‪:‬‬

‫حدد أولوياتك؛‬
‫ضع لنفسك عد ًدا من الكلمات ال تتجاوزه؛‬
‫اجعل لك يوم إجازة أسبوعية (للعائلة) ووزع نصيب هذا اليوم من‬
‫الكلمات على أيام األسبوع‪ :‬لنقل أنك تترجم كل يوم ‪ 2000‬كلمة‪ ،‬ترجم‬
‫‪ 2400‬لتأخذ إجازتك في نهاية األسبوع وأنت مرتاح البال‪.‬‬
‫أخبر العميل الجديد بمواعيد عملك‪ :‬البعض يُنجز أكثر بالنهار والبعض‬
‫اآلخر تكون ساعات إنجازه ليلاً وهذا تحدده أنت‪ .‬صمم عليه وال تقبل‬
‫عملاً في غير هذه األوقات وال تخف‪ ،‬سيأتيك رزقك وسيراعي العميل‬
‫ذلك وهذا ما أفعله‪.‬‬
‫وتعرف‬
‫وقتا في يومك‪ ،‬تحدث معهم ّ‬ ‫إن كان لديك أطفال‪ ،‬خصص لهم ً‬
‫على احتياجاتهم ومهاراتهم وليكن لك دور ولو بسيط في تنميتها‪ ،‬فهذه‬
‫األيام ال تُنسى وسيظل واقعها في أنفسهم مع تقدم العمر‪.‬‬
‫شجع نفسك على اإلنجاز واجعل المشتتات الطبيعية هدايا إنجازك؛ فإن‬
‫صممت على ترجمة صفحة في ساعة مثلاً وحققت ذلك‪ ،‬امنح نفسك‬
‫خمس دقائق لتصفح “الفيس بوك”‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫أدر وقتك وال تتبع هواك وتظل تتصفح “الفيس بوك” أو غيره من‬
‫مُضيعات الوقت بال هدف‪.‬‬
‫وأخيرا‪ :‬أبناؤك هم استثمارك الحقيقي وبرك بأبويك وأهلك سبب رئيسي‬
‫ً‬
‫في البركة في العمر والرزق‪ ،‬فال تستهن بهذه األمور وال تأخذك‬
‫الترجمة منها‪.‬‬

‫خفي يُدنينا نحو المشروعات‪ ،‬فإذا ما‬


‫بجاذب ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫وكلّما قلنا إجازة‪ ،‬شعرنا‬
‫ً‬
‫فريسة لتأنيب الضمير لدقائق أو قل لساعات!‬ ‫ِقبلنا‪ ،‬كنّا‬
‫من خواطر الكاتبة‬

‫‪47‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫المترجم المتميز‬

‫صادفت من المترجمين من أبهرني بمهنيته وفهمه لمعطيات سوق العمل‬ ‫ُ‬


‫ومتطلبات العمل بمهنة الترجمة؛ بالرغم من حداثة ِسنه؛ ال يترك كتابًا‬
‫يعلم أن به فائدة إال ويطالعه ليتعلم منه ويُضيف لمعلوماته‪ ،‬ال يترك مكا ًنا يتجمع‬
‫به زمالؤه من المترجمين إال ويكون بينهم ينهل من معارفهم ويتبادل خبراته‬
‫ً‬
‫مستودعا ثوابه‬ ‫شيئا جدي ًدا شاركه مع كل من عرف أنه له متطلّع‬‫معهم‪ ،‬وكلمّا تعلم ً‬
‫تتسع للجميع وأن تميزه من تميز غيره وأنه إن ساعد‬ ‫عند اهلل ومؤم ًنا بأن القمّة ّ‬
‫رب الناس وإن نشر علمه سينمو وينداح‪.‬‬ ‫الناس سيساعده ّ‬
‫هذا المُترجم قان ٌع بأن العلم ال حد له وأن عليه ألاّ يترك بابًا فيه فائدة إال ويطرقه‬
‫وعلى يقين بأن الترجمة أمانة وأن ضميره أساس عمله‪ ،‬فال يجوز له االستعجال‬
‫أو االستهتار بالكلمة ألنها قد تودي بحياة األشخاص‪.‬‬
‫من مميزات هذا المترجم أنه يُتقن العمل ألن إتقانه عبادة‪ ،‬يضع نصب عينيه‬
‫إرضاء اهلل في عمله وإن كان اكتساب المال هو ما يصبو إليه كحال كل من‬
‫يعمل‪ ،‬وهذا مشروع ومستحب بالطبع‪ ،‬إال أنه ال يهتم بالكيف أكثر من الكم لكسب‬
‫المزيد من األموال ألنه يعلم أن االستمرار في النجاح أهم من النجاح نفسه وأن‬
‫المحافظة على العميل والوصول من خالله لعمالء أكثر عن طريق التزكية أو‬
‫شهادات الخبرة أو خطابات التوصية أهم من الوصول للعميل واعتماده لترجمته‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬فإن كل من صادفته وكان يتمتع بهذه المميزات لم ينكر أب ًدا فضل معلمه‬ ‫ً‬
‫وكان ينسب الفضل ألهله وال يتعالى على زمالئه بعلم اكتسبه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫كانت تحكمه أخالقياته ومنها استمد أخالقيات المهنة وفرضها ً‬


‫فرضا واستطاع أن‬
‫انتزاعا دون أن يجور على حقوق غيره‪.‬‬‫ً‬ ‫ينتزع حقوقه‬

‫‪49‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫العميل ُ‬
‫المنصف‬

‫من العمالء من إذا تواصل معك طلب منك تحديد السعر الذي ترتضيه‬
‫بلسان‬ ‫لاً‬
‫وإن عال سعر ترجمتك قلي عن ما يستطيع دفعه‪ ،‬تجده يحدثك ٍ‬
‫معتدل ولطيف‪ :‬هلاّ خفضت السعر قليلاً فموازنة شركتي تسمح بدفع (__)‪،‬‬
‫وإن أرسل لك ً‬
‫ملفا بعد االتفاق على السعر وموعد الدفع تجده يسألك‪ :‬أبستطاعتك‬
‫إنهاء هذا الملف في غضون (__) وتجده ال يلح عليك باالتصال كل عدة دقائق‬
‫لالطمئنان على الترجمة؛ ألنه يثق بك وال وساوس لديه توقظه من نومه أو تجعله‬
‫يشك في كل مرة أنك ستتأخر وإن لم تتأخر عليه قط‪.‬‬
‫ال شك أن االطمئنان على سير العمل أمر محبب‪ ،‬لكن زيادته عن الالزم يُربك‬
‫ضغط عصبي قد يؤثر على جودة الترجمة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫المترجم ويجعله يعمل تحت‬
‫من مميزات العميل المُنصف‪:‬‬

‫ال يتأخر في دفع مستحقات المترجم‪ ،‬وإن حدث تأخير لسبب خارج عن‬
‫اإلرادة‪ ،‬تجده يتصل ليعتذر ويوضح هذا السبب‪.‬‬
‫ً‬
‫مشروعا‪ ،‬إن كنت قد‬ ‫ال يقض مضجعك في منتصف الليل ليرسل لك‬
‫أخبرته بأنك ال تعمل ليلاً ‪.‬‬
‫ال ينصب اهتمامه على تصيد األخطاء ويراجع الملفات بعناية وإن وجد‬
‫خطأً‪ ،‬تواصل معك لتوضيحه لتتعلم منه في المرات القادمة ال ليقلل من‬
‫شأنك؛ لثقته في أن الخطأ وارد‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫يُرسل إليك برسالة شكر وتقدير‪ ،‬كلّما أعجبته ترجمتك‪.‬‬


‫ً‬
‫ومكافئا إياك على اجتهادك‬ ‫يوصي بك لعمالء غيره‪ ،‬باغيًا األجر من اهلل‬
‫ومساع ًدا لصديق أو زميل‪.‬‬
‫وأكثر‬
‫قيل لي ذات مرة‪ :‬كل العمالء غير منصفين؛ يجورون على حقوق المترجمين‪،‬‬
‫تج ّب ما قيل؛ فكل فئة فيها الصالح والطالح وهذا ينطبق على‬
‫فقلت‪ :‬آفة التعميم ُ‬
‫العمالء والمترجمين وغيرهم وليس معنى أنك تعاملت مع عميل أو اثنين أو أكثر‬
‫ولم تصل إلى المعاملة المهنية بعد أنها غير موجودة وأن كالمنا عنها محض‬
‫خيال‪.‬‬
‫تذكر‬
‫بعض مما سبق من ُصنع المترجم بعد توفيق من اهلل‪ ،‬فإن تعامل المترجم‬
‫ً‬
‫معاملة مهنية‪ ،‬سيجد رد فعل مهنيًا من العميل‪ ،‬في الكثير الغالب وإن لم‬
‫َ‬
‫يرض لنفسه الدنيّة لن يفرضها أحد عليه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫المترجم ّ‬
‫الطيار‬

‫أحوال الترجمة في مصر وغيرها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إنك يا صديقي ما إن تأملت بعض‬


‫نتاج مباش ٌر لسوء الحال الذي‬‫لوجدتها يُرثى لها‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال ٌ‬
‫أنتج لنا المترجم الطيار!‬
‫فمن هو المترجم الطيار وهل يستمر فيها أم أنه إلى زوال؟‬
‫بالرطل‪ ،‬ال يبذل جه ًدا ويترجم على‬‫ِ‬ ‫الطيار يا ولدي‪ ..‬يزن الترجمة‬ ‫ُ‬ ‫المترجم‬
‫مهتزا وفي عجل‪ ..‬فهو ال يملك ً‬
‫حجة وال‬ ‫جوجل‪..‬وإن ناقشته في أمر ٍ كان رده ً‬ ‫ِ‬
‫العلم!‬ ‫ً‬
‫تجد برأسه شيئامن ِ‬
‫وينجز في َ‬
‫دقائق ما ينجز ُه غيره‬ ‫ُ‬ ‫الملفات‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫‪..‬ويقبل كل‬‫التخصصات‬
‫ِ‬ ‫يترجم في كل‬
‫بتعليقات‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ساعات‪.‬غير آب ٍه بدقة أو‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫فعميله ال يُعلّق‪ ..‬ولن يدقق ترجمته أو يعطيها لمدقق‪..‬‬
‫هذا شغل السوق يا سيدي‪ ..‬ومهمة أو مهمتين وتنقضي‪...‬‬
‫كان حاميها‪ً ..‬‬
‫حافظا لحروفها ومعانيها‪..‬مؤك ًدا على قيمتها‬ ‫ولن يكمل فيها إال من َ‬
‫ومتفانيًا فيها!‬

‫‪52‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫العميل الطماع‪ ،‬جهوده إلى ضياع‬

‫من المواقف التي لم تغب عن ذاكرتي وتعلمت منها الكثير‪ ،‬وأكدت لي‬
‫أن من يقبل الدنية في عمله سيظل في مكانه ولن يتقدم قيد أنملة‪:‬‬
‫في بداية تعرفي على العمل بالترجمة عبر االنترنت ‪ ،2007‬كنت أنشر إعالنات‬
‫عن خدماتي على موقع ‪ Sptechs‬باإلنجليزية والعربية‪ ،‬وكان لهذا الموقع دور‬
‫كبير في انتشاري‪.‬‬
‫اتصل بي عميل من بلد عربي‪ ،‬وأبدى إعجابه بطريقة اإلعالن وطلب سيرتي‬
‫الذاتية ليعرضها على اللجنة (اكتشفت بعدها عدم وجود أي لجنة‪“ ..‬شكليات”)‪.‬‬
‫أرسلت السيرة الذاتية واتفقنا على سعر الصفحة عشرة جنيهات لكل ‪ 220‬كلمة‬
‫وبدأنا العمل‪.‬‬
‫علي في‬
‫معروفا بعد‪ ،‬وكان يعتمد ّ‬ ‫ً‬ ‫كان حديث العهد بالترجمة ولم يكن مكتبه‬
‫ترجمة العينات لكبرى الشركات والهيئات‪ .‬وفي كل مرة يحصل على اعتماد جديد‬
‫فرحا ويقول‪ُ :‬‬
‫“قبلت العينة‪ ..‬المشروع لنا!”‬ ‫من هيئة جديدة‪ ،‬يأتيني ً‬
‫وأفاجأ بأنه لم يرسل المشروع‪ .‬لم أكن أسأل ألنه كان يرسل ملفات أخرى وكانت‬
‫أعماله تكفيني‪.‬‬
‫وذات مرة‪ ،‬أرسل لي عينة من تقارير طبية معقدة للغاية (لم أكن قد تخصصت‬
‫في الترجمة القانونية بعد) وقال أنها عينة لمستشفى إن أخذنا اعتمادهم‪ ،‬فسنحصل‬
‫على مشروع كبير ومستمر‪.‬‬
‫بذلت قصارى جهدي وترجمت العينة‪ ،‬وحصلنا على االعتماد وأصبح المشروع‬

‫‪53‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫مشروعنا!‬
‫بدأ يرسل األعمال يوميًا وكان يغرقني برسائل الشكر كلما جاءته رسالة من‬
‫المستشفى بالثناء على الترجمة‪.‬‬
‫وفجأة‪ :‬توقفت األعمال ولما سألت أحد العاملين بمكتبه‪ ،‬علمت أنه أوكل جز ًءا من‬
‫الترجمة لمترجمة كانت تتقاضى خمسة جنيهات وليس عشرة‪ ،‬بالرغم من تقاضيه‬
‫خمسة وعشرين ريالاً من المستشفى المذكور عن سعر الورقة الواحدة‪ .‬جاءت‬
‫الترجمة معيبة ومفعمة باألخطاء؛ فرفضت المستشفى الترجمة وفقد المشروع‬
‫وأضاع الجهود سدى!‬
‫مشروعا بل قل مشروعات وأغلق مكتبه بعد‬‫ً‬ ‫ألجل حفنة من الجنيهات‪ ،‬أضاع‬
‫سنوات‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫المترجم المستهتر‬

‫وعلى غرار المترجم الطيار‪ ،‬يأتينا المترجم المستهتر الذي ال يبالي‬


‫بموعد ويسلم الملف ليلاً وإن كان الموعد بالنهار‪.‬‬
‫سنوات وسنوات‪ ،‬ويتضح غير ذلك من ترجمته للملفات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يُقسم بأن خبرته تتجاوز‬
‫برر وأسهب وأدخله في متاهات‪.‬‬ ‫وإن سأله العميل‪ّ ،‬‬
‫هذا المترجم بآداب مهنته ال يعلم‪ ،‬وبعمله غير مهتم‪ .‬فإن كان عنده شي ٌء من العلم‪،‬‬
‫ما ادعى غير ما يعرفه فلم يُلَم!‬
‫ملفاتنا تُظهر خبرتنا وتبين مؤهالتنا‪ ،‬فاألمر ليس بعدد السنوات بعد تخرجنا‪ ،‬لكنه‬
‫مرتبط بما مارسناه وأضاف لنا وساعد على تطورنا‪.‬‬
‫ال ت ّدع ما ال تعرفه‪ ،‬وال تبالغ في معرفتك‪ ،‬مهما بلغت من العلم‪.‬‬
‫ال تسرف في الوعود فتُزيد توقعات العميل منك‪ ،‬ثم تصدمه بمستوى ترجمتك‪.‬‬
‫صادقا مع ذاتك؛ فأنت األعلم بما عندك‬ ‫ً‬ ‫من حقك أن تُظهر مهاراتك‪ ،‬ولكن كن‬
‫وأنت األقدر بتمييز ما ينقصك‪.‬‬
‫وأخيرا‪:‬‬
‫ً‬
‫ال تتجاوز حدود معرفتك وال تقلل من شأن نفسك‪ ،‬وأعط نفسك قدرها وال تبالغ‬
‫في تقديرها!‬
‫قل الحق وال تخف‪ ،‬وأكمل ما نقص عندك وال تقف!‬

‫‪55‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫ُ‬
‫وقل “ال”‬

‫من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المترجم‪ :‬أن يعرف متى‬
‫يقول‪”:‬ال”‪.‬‬
‫ال تركن لكل ما يقوله لك العميل وتوافق عليه‪.‬‬
‫العميل‪ :‬الورقة بخمسة جنيهات‪.‬‬
‫ً‬
‫وطاعة سيدي!‬ ‫المترجم‪:‬سمعًا‬
‫العميل‪ :‬سأخفض السعر لثالث جنيهات‪.‬‬
‫المترجم‪ :‬أوافق سيدي!‬
‫العميل‪ :‬سأتصل بك في الواحدة بعد منتصف الليل فإن نمت ال تغلق هاتفك‪.‬‬
‫المترجم‪ :‬افعل ما يحلو لك سيدي!‬
‫العميل‪ :‬ال إجازات للمترجمين الذين يعملون معي‪ ،‬الجمعة والسبت ضمن أيام‬
‫العمل‪ ،‬وإن لم أرسل لك أي عمل‪ ،‬ليس من حقك أن ترفض‪.‬‬
‫المترجم‪ :‬حس ًنا سيدي‪ ،‬أنا متاح في كل األوقات‪.‬‬
‫بقى أن تقول‪ :‬أنا ملك يمينك!‬
‫يا أيها المترجم‪ ،‬بداخلك ألف “ال”‪ ،‬قلها وأجرك على اهلل‪.‬‬
‫ال تقلق على رزقك؛ فاهلل رازقك‪ ،‬وال ترضخ أو تكن ذليلاً بحجة أنك بحاجة إلى‬
‫العمل؛ فكلّنا بحاجة إلى العمل‪ ،‬لكنّك بسعيك واجتهادك وإيمانك بقدراتك‪ ،‬ستصل‬
‫إلى أفضل مما تمنيت يومًا‪ .‬فقط‪..‬أخلص النية وال َ‬
‫تتوان عن تطوير نفسك‪.‬‬
‫إن كانت مهاراتك غير مكتملة‪ ،‬فاعمل بجد واجتهاد وأكملها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫تواصل مع العمالء الذين يعلمون قدرك ويقدرون ما تبذله من جهد في الترجمة‪،‬‬


‫وال تسمح ألحد باستغاللك‪.‬‬

‫رتّب عمالءك!‬
‫َ‬
‫مستحقاتك‬ ‫وقتك ويدفع‬‫قيمتك ويحترم َ‬
‫َ‬ ‫ضع على رأس القائم ِة من يعرف‬ ‫ْ‬
‫في حينها‪.‬‬
‫وضع في آخرها من يرى فيك آلة تصوير ويريد ترجمة ألف كلمة في‬
‫ُلح على عمله مع التزامك الدائم‬ ‫نصف ساعة ويقول هذا ليس بكثير‪ ،‬ي ّ‬
‫بمواعيدك وال يلتزم بموعد الدفع ويخصم منك ما زاد عن المئ ِة وال يُزيدك‪.‬‬
‫ْ‬
‫وكن ودو ًدا مع عميلك؛ فليست القاعدة أن العميل يعاديك‪،‬وال تقبل الدنية في‬
‫عملك؛ ّ‬
‫فإن قبولها يقلل من شأنك ُويرديك‪!”.‬‬

‫من خواطر الكاتبة‬

‫‪57‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫الم ّ‬
‫سوف‬ ‫العميل ُ‬

‫هو العميل الذي كلّما سألته عن موعد إرسال مستحقاتك قال‪“ :‬سوف‬
‫يكف عن هذه “التسويفات” وتظل أعمالك‬ ‫أرسلها غ ًدا أو بعد غ ٍد”‪ ،‬وال ّ‬
‫عفريت وفي كل مرة تشعر أن طاقتك تُستهلك وال تشعر بنتيجة‬ ‫ٍ‬ ‫معه على كف‬
‫جهدك وال تفرح بمردوده ألن االنتظار يقتل الفرحة تدريجيًا بداخلك‪.‬‬
‫الحل في نظري أن تضع قواعد من البداية‪ ،‬وعند االتفاق على سعر الترجمة‪،‬‬
‫تتفق على موعد تحويل المستحقات أو تسلمها‪ .‬وعليك اإلصرار على هذا الموعد‬
‫وإرسال فاتورة بأعمالك قبل هذا الموعد بيوم أو يومين‪ ،‬حسب االتفاق‪ .‬فمثلما‬
‫تلتزم بمواعيدك وترسل ملفاتك في الموعد المتفق عليه‪ ،‬ال تعطه فرصة في تأخير‬
‫مستحقاتك فهذا ليس من حقه وليس من المهنية في شيء!‬
‫أيضا على الوسيط‪ ،‬فمن هو الوسيط؟‬ ‫ينطبق هذا األمر ً‬
‫وكثيرا‬
‫ً‬ ‫الوسيط هو عميلك المباشر الذي يتعامل مع عميل آخر (عميله المباشر)‪،‬‬
‫نظرا لعدم االتفاق على‬
‫ما يحدث أن يتأخر عميل الوسيط في تحويل المستحقات ً‬
‫متراخ في المطالبة بحقوقه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫شروط محددة للتحويل أو ألن الوسيط‬
‫ٍ‬

‫ال تكن مثله!‬


‫واتفق معه على موعد‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬وإن تحجج بتأخر الوسيط‪ ،‬قل‪:‬‬
‫كان اتفاقي معك وال صلة لي بالوسيط وعليك االلتزام بما اتفقنا عليه بما أنني ألتزم‬
‫بمواعيدي وال أؤخر الملفات وأبذل قصارى جهدي إلتقان العمل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫هذه هي المعاملة المهنية‪ ،‬فال تتنازل عنها!‬


‫شك أن علينا مراعاة القوة القاهرة التي تضطر العميل للتأخر عن تحويل‬ ‫ال ّ‬
‫المستحقات‪ ،‬شريطة أن يكون ملتزمًا من البداية وألاّ يكن من الذين يرون أن‬
‫التأخير لمدة يوم أو يومين أو حتى أسبوع أو أسبوعين أمر مقبول‪ ،‬ويتذرعون‬
‫دائمًا بالظروف؛ ألن مثل هذا األخير سيرهقك ولن تشعر بقيمتك أو قيمة ما تقدمه‬
‫من خدمات وما تبذله من جهد‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫ُ‬
‫قيمتك في كلمتك‬

‫عرف نفسه بأنه جاء لنا من‬ ‫عميل ّ‬


‫قابلت أغرب ٍ‬ ‫أذكر ذات مرة‪ ،‬أنني ُ‬ ‫ُ‬
‫“برة”!‬
‫ّ‬
‫كان يعمل بدولة عربية منذ عشر سنوات‪ ،‬وتكونت لديه نظرة دونية لمن خلّفهم‬
‫وراءه من مترجمين ومترجمات‪.‬‬
‫جاء يبحث عن مترجم‪ ،‬وكأنه في سوق عكاظ‪ ،‬ينتقي منهم من شاء ويوهمهم أن‬
‫من سيقع عليه االختيار فقد ظفر وفاز‪.‬‬
‫عيت للقائه‪ ،‬ولم أكن أعرفه؛ ذهبت لتلبية الدعوة التي كنت أعتقد أنّها كريمة‪،‬‬
‫ُد ٔ‬
‫وكان للّقاء في نفسي آثار عظيمة‪.‬‬
‫قال‪ :‬خبرتي عشر سنوات‪ ،‬وال أجد في مصر مترجمين أو مترجمات‪،‬‬
‫لقد أساء المترجمون لسمعة مصر في مكتبنا‪ ،‬وجئت أنتقيكم ألقول أن بمصر‬
‫مترجمين ولو بنصف خبرتنا‪،‬‬
‫سأدفع لكم ضعف ما تتقاضونه‪ ،‬لكنني سأختبركم في الحال للوقوف على مستواكم‪،‬‬
‫وستحققون بعدها مبتغاكم!‬
‫نأت ألداء االختبار‪.‬‬ ‫لت ُ‬
‫وقلت ال‪،‬لم ِ‬ ‫وج ُ‬
‫لت ُ‬‫فص ُ‬
‫راعني ما قال‪ٌ ،‬‬
‫قل لي بربك ماذا تقول؟!‬
‫ما جئنا لتختبرنا‪ ،‬رغم أن االختبار في مجالنا مقبول‪ .‬لالختبار ظروف وشروط‪،‬‬
‫ليتسنى لنا البحث ويتوفر لنا الوقت ونخرج بالمعنى الدقيق والمضبوط‪ .‬وألنني‬
‫كنت مستضافة ال مستضيفة‪ ،‬ما كان بوسعي أن أزيد‪ .‬وافقت على مضض‪ ،‬ولوال‬

‫‪60‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫مقاالت ترجمية‬
‫الفصل األول‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫درسا وأفهمته أن فكرته‬


‫احترام لمن دعاني‪ ،‬ما تركت المكان إال بعد أن علمته ً‬ ‫ٍ‬
‫عن المصريين جاءت قاصرة وأن منهم من ال يباع وال يشترى‪ ،‬وأن المترجم‬
‫المتميز ال يعاني‪.‬‬
‫سطرا واح ًدا‪ ،‬أو قل سطرين‪ ،‬وتركت الحاسوب‪ ..‬ما كنت أريد أن أترجم‬ ‫ترجمت ً‬
‫ً‬
‫متحدثا من برجه العاجي!‬ ‫شيئاً؛ فقد أثر على مزاجي‪ ،‬وجاءني‬
‫انتهى اليوم ومضى‪ ،‬لكنه ترك في نفسي شيئاً ما انقضى‪.‬‬
‫سعرا يراه من أفضل‬
‫ترجمة ويعرض ً‬ ‫ً‬ ‫وهاهو اآلن قد أتى بعد عدة شهور‪ ،‬يطلب‬
‫األجور‪.‬‬
‫وهنا كانت فرصتي‪ ،‬تعاملت معه على غير عادتي‪ ،‬فعالقتي بعمالئي ودية‪ ،‬بعيداً‬
‫عن األمور المادية‪.‬‬
‫أما هو‪ ،‬فلم أنس كلماته‪ ،‬ولم أنس ما قاله أنه جاء بأسعار لم نكن نحلم بها‪ ،‬وها هو‬
‫سعرا لم أتقاضاه منذ سنوات‪ ،‬ولما أخبرته بالسعر الذي أتقاضاه‪ ،‬فغر‬
‫اآلن يعرض ً‬
‫فاه‪ ،‬وأصيب بدوار ولحائط مكتبه استدار‪ ،‬ليس ألنه أعلى سعر على وجه البسيطة‬
‫ولكن ألنه اعتقد أننا نقبل بأسعار زهيدة‪ ،‬وكان الرد كاآلتي بعد أن صممت على‬
‫السعر وقلت له هذا هو الحد األدنى الذي أتقاضاه من العمالء ذوي الموازنات‬
‫المحدودة‪.‬‬
‫قال‪ :‬هذا حقك وهذه قيمة أعمالك‪ ،‬لك كل الحق في تقييمها‪ ،‬ويسعدني ويسرني أن‬
‫أجد مترجمًا يفرض سعره بهذه الثقة‪ ،‬سأضعك على قائمة المترجمين المتميزين‬
‫وستصلك مني مشروعات بماليين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬خذ موع ًدا قبلها بيومين!!!‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الترجمة‬
‫في سؤال وجواب‬

‫ً‬
‫يعاديك‪ ،‬وال تقبل الدنية في‬ ‫ْ‬
‫وكن ودو ًدا مع عميلك؛ فليست القاعدة أن العميل‬
‫عملك؛ ّ‬
‫فإن قبولها يقلل من شأنك ُويرديك”!‬

‫حمدية حسن‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪1‬‬

‫في البداية‪ ،‬أود أن أتطرق لسؤال دار بخلدي ً‬


‫مسبقا ومن المؤكد أنه يدور بخلدكم‬
‫عند تخيل العمل بالترجمة‪:‬‬

‫س‪ :‬هل مجرد دراستي إلحدى اللغات يعني أن بإمكاني أن أصبح مترج ًما بين‬
‫يوم وليلة؟‬
‫ج‪ :‬بالطبع ال‪..‬فليس كل لغوي مترجم‪.‬‬
‫قد تتقن اللغة األجنبية وال تستطيع نقل المعنى وتوضيحه وتكوين جمل وعبارات‬
‫ناقل من لغ ٍة‬
‫سلسة ومرنة توحي للقارئ بأنك أنت الكاتب األصلي ولست مجرد ٍ‬
‫إلى أخرى‪.‬‬
‫أما الترجمة فهي النقل من لغ ٍة إلى أخرى‪ ،‬وتفسير الكالم بما يوصل المعنى باللغة‬
‫المنقول إليها مع الحفاظ على فكر الكاتب وأسلوبه وروحه‪.‬‬
‫بعوامل كثيرة‬
‫ٍ‬ ‫والمترجم هو من يقوم بعملية الترجمة‪ ،‬ويجب أن يكون على دراية‬
‫قبل النقل ليوصل المعنى سليمًا ً‬
‫دقيقا ال إسراف فيه وال تفريط‪ ،‬وهذا ما سنتعرف‬
‫عليه في الرد على السؤال التالي‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪2‬‬

‫س‪ :‬ماذا أفعل بعد التخرج؟ وهل مجرد حصولي على الشهادة يؤهلني للعمل‬
‫بالترجمة؟‬
‫ج‪:‬‬
‫(إجابة هذا السؤال في المقال األول في الفصل األول‪ ،‬لم أرد تكرار ما سبق‬
‫ذكره)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪3‬‬

‫س‪ :‬وبعد أن أُع ّد نفسي وأجتهد وأتدرب‪ ،‬كيف أعمل بالترجمة وكيف أصل إلى‬
‫العميل وكيف أسوق لنفسي؟‬
‫مكتب يختصر عليك الطريق ويحدد‬‫ج‪ :‬نصيحتي لك‪ :‬أن تبدأ العمل بشرك ِة أو ٍ‬
‫لك أخطاءك ويرشدك إلى طريق تصحيحها‪ ،‬فالمراجع الحق‪ ،‬يُعين المترجم على‬
‫التعلم ويُفهمه طرق البحث الصحيحة ويعلمه أدوات الترجمة وغيرها من األمور‬
‫ً‬
‫أضعافا مضاعفة‪.‬‬ ‫التي إن تعلمها المترجم وحده الستغرق من الوقت‬

‫‪67‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪4‬‬

‫س‪ :‬وكيف أجد مثل هذه الشركات؟‬


‫ج‪ :‬ببساط ٍة شديدة‪:‬‬
‫اكتب على محرك البحث “جوجل”‪ :‬الصفحات الصفراء في مصر‪..‬مثال‪..‬أو في‬
‫اإلمارات أو غيرها‪..‬‬
‫ستجد خانة للبحث‪ ،‬اكتُب بها‪“ :‬ترجمة”‪ ،‬سيأتيك بأسماء شركات ومكاتب الترجمة‪،‬‬
‫اضغط على‪“ :‬المزيد عن الشركة” وراسلها‪..4‬‬
‫اكتب أيضا‪ :‬مطلوب مترجم ‪ Translators required -‬وقدم في كل ما تقع عليه‬
‫عينك وتجده يناسب مؤهالتك‬
‫واكتب‪ :‬شركات الترجمة في (حدود الدولة) وادخل على موقع الشركة واحصل‬
‫على بياناتها وراسلها بسيرتك الذاتية وخطابك التعريفي‪.‬‬
‫بعض الشركات تُطالبك بالتسجيل على موقعها‪ ،‬سجل ما استطعت‪ ،‬ال تكل وال‬
‫تمل‪ ،‬كل هذا من قبيل السعي ويومًا ما سترى ثمرة جهدك‪.‬‬
‫سجل في موقع ‪ Indeed‬و ‪ Bayt.com‬و ‪ LinkedIn‬وغيرها وحدث ملفك الشخصي‬
‫(أفردت مقالاً منفصلاً للحديث عن هذه المواقع‬
‫ُ‬ ‫كلّما زادت خبراتك ومهاراتك‪.‬‬
‫وغيرها)‬
‫انتبه!‬

‫‪https://www.yellowpages.com.eg/ar/search/%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9? 4‬‬

‫‪68‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫عليك إعداد سيرة ذاتية احترافية ورسالة تعريفية مخصصة تضعها في متن البريد‬
‫اإللكتروني وتذكر أن االنطباعات األولى تدوم؛ فحذار أن يكون بهذه الرسالة‬
‫وتكرارا لضمان صحتها واشتمالها على كل ما تريد أن‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫أخطاء‪ ،‬راجعها ً‬
‫يعرفه العميل عنك دون تفريط أو إسراف‪( .‬وضعت لكم نموذجا للسيرة الذاتية‬
‫والرسالة التعريفية في مالحق الكتاب)‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪5‬‬

‫كامل أو كانت ظروفي ال تسمح بهذا‪،‬‬ ‫بدوام ٍ‬


‫س‪ :‬وماذا إن لم أجد فرصة للعمل ٍ‬
‫ألن يتسنى لي العمل بالترجمة؟‬
‫ج‪ :‬إن لم تجد فرصتك للعمل بمكتب أو شركة فال تيأس‪ ،‬مازالت لديك الفرصة‬
‫حرا‪ ،‬ولكن‪:‬‬
‫للعمل مترجمًا ًّ‬
‫عام واحد يتطلب منك‬‫اعلم أخي المترجم أن ما يتعلمه المترجم في الشركة في ٍ‬
‫عامين أو مضاعفة جهودك لتعلمه بنفسك‪ ،‬ألن المراجع المسؤول عنك يعطيك من‬
‫خبرات السنين ويعينك على اختيار األلفاظ والمرادفات الصحيحة التي تتسق مع‬
‫السياق وهذا ما قد تفتقده في بداية طريقك ألن اختيار اللفظ الذي يناسب السياق‬
‫يتطلب فراسة أو خبرة وممارسة عملية؛ فعليك أن تعكف على التدريب الذاتي‬
‫ُ‬
‫ذكرت) وال تترك بابًا ال تطرقه لتسأل وتفهم وتز ُدد علمًا‪ ،‬وثق بأنك كلما‬ ‫(كما‬
‫قرأت‪ ،‬زادت مهاراتك وخبراتك‪ ،‬فال تبخل وال تتكاسل‪ ،‬إن أردت تمّيًزا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪6‬‬

‫س‪ :‬وكيف أصل إلى العميل لتسلم األعمال الحرة؟‬


‫ج‪ :‬اتبع الطريقة المذكورة أعاله في البداية‪ ،‬فالصفحات الصفراء مصدر أساسي‬
‫يضم أسماء الشركات في كل المجاالت‪.‬‬
‫راسل ما استطعت من الشركات وال تيأس‪ .‬وإن لم يرد عليك أحد‪ ،‬غيّر طريقة‬
‫خطابك‪ ،‬فربّما لم تجذب العميل‪.‬‬

‫من الطرق األخرى للوصول إلى العمالء‪:‬‬


‫المشاركة في مجموعات الفيس بوك‪ ،‬مثل‪ :‬رابطة المترجمين الفريالنسرز‬
‫وغيرها‪ ،‬وبعد أن تصبح ً‬
‫واثقا من قدراتك‪ ،‬يمكنك اللجوء إلى مواقع العمل الحر‬
‫منشورا كما ذكرت‪.‬‬
‫ً‬ ‫مثل بروز وإيالنس وأب ورك وغيرها‪ ،‬والتي أفردت لها‬

‫‪71‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪7‬‬

‫س‪ :‬كيف أشارك في مجموعات الفيس بوك؟‬


‫مطروحا من أحد وكنت تعرف اإلجابة‪،‬‬‫ً‬ ‫وجدت سؤالاً‬
‫َ‬ ‫إذا‬ ‫ج‪:‬‬
‫فال تبخل‪..‬وبهذا سيثيبك اهلل أولاً ‪ ،‬ثم يعرفك العمالء من‬
‫مشاركاتك‪،‬‬
‫شارك بالترجمة واالرتجال في المسابقات التي تُعقد في‬
‫هذه المجموعات‪ ،‬فكم كانت سببًا في تعرف العمالء على‬
‫المترجمين وعلى مستواهم في اللغة العربية وأسلوب‬
‫كتابتهم‪،‬‬
‫احضر الفعاليات التي تعقدها هذه المجموعة ففيها تتعرف‬
‫على الزمالء وبينهم عمالء‪،‬‬
‫تنس أن السعي أساس الرزق وتقوى اهلل تجلب لك‬ ‫وال َ‬
‫الخير من حيث ال تحتسب‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪8‬‬

‫س‪ :‬هب أنني فعلت كل ما سبق وتوصلت إلى العميل‪ ،‬ما اآللية التي يمكنني‬
‫اتباعها عند الترجمة وما الذي يساعدني على إتقان العمل؟‬
‫ج‪ :‬بادئ َبد ٍء‪ ،‬تع ّود الدقة من البداية لتعتد هي عليك!‬
‫يتسن لك لضيق الوقت‪ ،‬اقرأ بداية الفقرات‬ ‫افتح الملف‪ ،‬اقرأه كاملاً ‪ ،‬وإن لم َّ‬
‫لتتعرف على موضوعه‪.‬‬
‫لنقل أنك تُترجم في موضوع ‪ The greenhouses‬من اإلنجليزية إلى العربية‬
‫موضوع عن االحتباس الحراري‪:‬‬‫ٍ‬ ‫ضمن‬
‫بعد أن تتعرف على الموضوع‪ ،‬اذهب إلى متصفح البحث “جوجل” واكتب‪:‬‬
‫‪ The greenhouses‬وبجانبها “االحتباس الحراري” ستظهر لك في نتائج البحث‬
‫“الغازات الدفيئة”‬
‫تخيل أنك استعجلت ولم تدقق ولم تبحث ما الترجمة التي كان من الممكن أن ترد‬
‫في ذهنك؟‬
‫البيوت الخضراء؟‬
‫نعم فهذه هي الترجمة الحرفية للمصطلح المذكور‪ ،‬لكن ذلك ال عالقة له بالمعنى‬
‫المقصود وهذه فائدة البحث والتدقيق‪.‬‬
‫اآلن‪ ،‬جاء دور القراءة‪ :‬ابحث عن مقال أو بحث باللغة التي ستنقل إليها (هي اللغة‬
‫العربية في حالتنا) واقرأ قدر المستطاع وعلى حسب ما توفر لديك من وقت‪..‬‬

‫‪73‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪9‬‬

‫س‪ :‬ما أثر القراءة وما فائدتها هنا؟‬


‫ج‪ :‬القراءة تُفتّح مداركك وتجعلك تفهم الموضوع أكثر وأكثر وتُطلعك على‬
‫المصطلحات وطريقة استخدامها في ثقافة من تنقل إليهم‪ ،‬وبهذا سيكون نقلك واعيًا‬
‫وعن فهم‪ ،‬ليس مجرد ترجمة حرفية للغة المنقول منها‪.‬‬
‫بالبحث‪:‬‬
‫تثبت المصطلحات في ذهنك وال تنساها بسهولة‪،‬‬
‫تكون قد راعيت ضميرك وأرضيت اهلل في عملك وهذا‬
‫جزاؤه كبير ج ًدا‪:‬‬
‫•سعة في الرزق‬ ‫ ‬
‫•بركة في الوقت‬ ‫ ‬
‫•استمرارية في العمل‬ ‫ ‬

‫تشعر باالطمئنان‪ ،‬ألنك بذلت كل ما في وسعك وصرت‬


‫تقول‪ :‬ليس في اإلمكان أفضل مما كان‪ ،‬وإن جاءتك تعليقات‬
‫من العميل بعد ذلك‪ ،‬لن تشعر بتأنيب الضمير ألنك فعلت كل‬
‫ما عليك وإن أخطأت‪ ،‬سيكون نتاج نقص معرف ٍة فتكملها‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪10‬‬

‫كيف أتخصص ومتى؟‬


‫ج‪ :‬بعد أن تتنقل بين الملفات وتترجم في العديد من المجاالت‪ ،‬يجب أن تختار‬
‫متميزا فتميزك في تخصصك وهذا أساس‬ ‫ً‬ ‫مجالاً لتخصصك‪ ،‬حتى تكون مترجمًا‬
‫الحديث‪.‬‬
‫قد يتساءل أحدهم‪ :‬كيف أعرف مجال تخصصي وأنا أترجم في عدة مجاالت‬
‫وأعمالي مقبولة وال غبار عليها؟‬
‫وهنا أجيب‪ :‬من المؤكد أن هناك مجالاً بعينه ال تمثل ترجمة الملفات المندرجة في‬
‫موضوع من موضوعاته لترجمته وال يشغل‬ ‫ٌ‬ ‫عبئا عليك‪ ،‬تفرح إن جاءك‬‫سياقه ً‬
‫كثيرا‪ ..‬ألنك ببساطة‪..‬تحبه وتُبدع فيه! هذا هو مجال تخصصك! (راجع‬ ‫بالك ً‬
‫مقالة “عن التخصص في الفصل األول)‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪11‬‬

‫س‪ :‬ماذا أفعل لتستقيم ترجمتي إلى اإلنجليزية‪:‬‬


‫ج‪:‬‬
‫يجب عليك اإللمام بقواعد اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وأحيلك في هذا إلى كتاب‬
‫“مرجعك الدائم في قواعد اللغة اإلنجليزية” للدكتور الفاضل (عز الدين‬
‫نجيب)‪ ،‬وهو كتاب جيد ج ًدا يناسب المستويات جميعًا ومقسم ثالثة أقسام‬
‫على حسب مستوى لغة القارئ‪.‬‬
‫يجب عليك دراسة تركيب الجمل اإلنجليزية وأحيلكم في هذا لكتاب‬
‫‪ English Synatx‬لـ ‪.Jong-Bok Kim and Peter Sells‬‬
‫روايات وكتبًا باللغة اإلنجليزية (أو الفرنسية أو غيرها؛ حسب‬
‫ٍ‬ ‫اقرأ‬
‫تخصصك) حتى تزيد معرفتك بثقافة اللغة المنقول إليها وتزداد حصيلة‬
‫مفرداتك‪.‬‬
‫وأنت تترجم‪ ،‬ركز على الكلمات والعبارات الجديدة واحتفظ بها في دفتر‬
‫خاص‪..‬ويمكنك تكرار هذه الكلمات أو العبارات ثالث مرات حتى ال‬
‫تنساها‪.‬‬
‫تدرب على الترجمة إلى اإلنجليزية من النصوص التي أضفتها لك في‬ ‫ّ‬
‫هذا الكتاب باتباع طريقة مقارنة الترجمة أو طريقة الترجمة العكسية أو‬
‫كلتيهما‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫تذكر أن ترجمتك من اإلنجليزية إلى العربية من المفترض أن تُفيدك في‬


‫إتقان الترجمة إلى اإلنجليزية‪ .‬لينصب تركيزك عند الترجمة إلى العربية‬
‫على النص األصلى لترى تراكيب الجمل واستخدام المرادفات‪ ،‬وعند‬
‫النقل إلى اللغة األخرى لمادة مشابهة‪ ،‬ستجد نفسك معتا ًدا على األسلوب‬
‫والطريقة‪ .‬لنقل أنك ترجمت عقد إيجار من اإلنجليزية إلى العربية ثم‬
‫جاءك عقد إيجار آخر لتترجمه من العربية إلى اإلنجليزية‪ ،‬ألن يكون‬
‫نصا مشابهًا فمن المستحسن‬ ‫األمر أيسر؟ لهذا إن لم تكن قد ترجمت ً‬
‫أن تقرأ في موضوع الملف على االنترنت باللغة التي ستنقل إليها وهذا‬
‫يُعينك ً‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪12‬‬

‫س‪ :‬هل تعتمد جودة الترجمة على السعر؟‬


‫ج‪ :‬بالطبع ال‪.‬‬
‫مهما كان السعر الذي اتفقت عليه مع العميل‪ ،‬فما دمت ارتضيته‪ ،‬بات سعر‬
‫ترجمتك ّ‬
‫وبت متحمال لمسؤولية تسليم الملف بعد أن تبحث عن كل كلمة يساورك‬
‫الشك حولها‪ ،‬وتدقق الترجمة وتبذل كل الجهود الممكنة حتى تقول لنفسك‪“ :‬ليس‬
‫في اإلمكان أفضل مما كان”‬

‫الترجمة أمانة‪..‬فأنت الناقل لما قاله الكاتب بلغة أخرى وقد تكون أنت الوحيد الذي‬
‫يستطيع فك شفرات الملف‪..‬لذا‪ ،‬فأنت تتحمل وزر التهاون أو التغافل أو التجاهل‪..‬‬
‫عند تسليم الملف‪ ،‬ضع نفسك مكان المراجع‪ ،‬وتخيل أنك تراجع ملف مترجم‬
‫آخر‪..‬‬
‫ال ّ‬
‫تطفف‪..‬‬
‫انتقد نفسك بنفسك!‬

‫‪78‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪13‬‬

‫س‪ :‬ما أهم مهارات المترجم؟‬


‫ج‪ - :‬القدرة على البحث على االنترنت والصبر عليه إلى أن يصل إلى النتيجة‬
‫المرجاة‪.‬‬
‫استخدام الحاسب اآللي وبرامجه التي تشمل‪ :‬مايكروسوفت ورد وإكسل‬
‫وغيرها‬
‫إجادة البرامج المساعدة في الترجمة ‪ CAT Tools‬مثل برنامج ترادوس‬
‫وميموكيو وغيرهما‪،‬‬
‫القدرة على فهم النص وتحليله تحليلاً ً‬
‫دقيقا قبل الترجمة لتصل ترجمته‬
‫صحيحة وسلسة ومفهومة‪،‬‬
‫مرونة التعامل والقدرة على التفاوض وتوضيح الرأي‪:‬‬
‫بالطبع لكل م َنا ظروفه والتزاماته التي يحدد وقت عمله بنا ًء‬
‫لكن على المترجم أن يكون مر ًنا في تعامالته ً‬
‫خلوقا في‬ ‫عليها‪ّ ،‬‬
‫ردوده وتفاعله مع العميل‪ ،‬فقد تصادف أن يحتاجك العميل في‬
‫عمل في غير أوقات عملك التي اتفقت معه عليها (إذا كنت‬ ‫ٍ‬
‫حرا)‪ ،‬إن لم تكن هناك صعوبة بالغة‪ ،‬فاقبل العمل‪،‬‬ ‫مترجمًا ًّ‬
‫ً‬
‫مختلفا لقاء هذه الخدمة العاجلة‪،‬‬ ‫سعرا‬
‫ومن حقك أن تفرض ً‬
‫سعرا للترجمة العاجلة‬
‫وهنا يأتي دور التفاوض‪ ،‬فقد تفرض ً‬

‫‪79‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫أعلى من الموازنة التي وضعها العميل للمشروع‪ ،‬تفاوض معه‬


‫سعر يرضيك وال يلوي ذراعه‪.‬‬‫لتصال إلى ٍ‬

‫تعليقات على الترجمة‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫لنفترض أن العميل أرسل للمترجم‬
‫إن لم يتمتع المترجم بالقدرة على اإلقناع وتوضيح الرأي‪،‬‬
‫ً‬
‫مخطئا‪ ،‬ويؤثر هذا بالطبع‬ ‫سينتصر العميل ولو لم يكن المترجم‬
‫ً‬
‫مخطئا‪،‬‬ ‫على سمعته واسمه ألن عدم توضيحه لرأيه يجعله‬
‫ويعطي للعميل فرصة لذكر ذلك أمام العمالء اآلخرين وبهذا‬
‫تتأثر سمعة المترجم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪14‬‬

‫س‪ :‬ما توصيف عالقة المترجم بالعميل؟‬


‫ج‪ :‬هذا سؤال محوري واسمح لي أن أستفيض في الرد عليه‪:‬‬
‫ٌ‬
‫موظف عند العميل وهذا عين الخطأ‪ ،‬فالمترجم‬ ‫يظن البعض أن المترجم الحر‬
‫ً‬
‫موظفا‪.‬‬ ‫الحر مقدم خدمة وليس‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬لنتحدث عن واجبات المترجم نحو العميل وحقوقه عنده‪:‬‬
‫على المترجم أن يبذل قصارى جهده لتسليم الملف خاليًا من األخطاء وأن‬
‫يبحث عن كل كلمة ويشك فيما يعرفه ليسلم الملف وهو مطمئن وموقن‬
‫أن ليس في اإلمكان خي ٌر مما كان!‬
‫أيضا أن يُسلم في الموعد المتفق عليه مع العميل أو قبله‪ ،‬وأن ال‬ ‫عليه ً‬
‫يتحجج بالظروف ألن هذا يقلل من مصداقيته‪ ،‬ومن ثم يؤثر على سمعته‬
‫وكما أشرت قبل ذلك‪ ،‬فإن سمعة المترجم رأس ماله‪.‬‬
‫تعليقات على الملف (أو ما يُعرف في وسط المترجمين‬
‫ٍ‬ ‫وإن أرسل العميل‬
‫بالـ”فيدباك”) فعلى المترجم أن ال يتذمّر أو يشعر بضيق مهما بلغت‬
‫سنوات خبرته‪ ،‬ويتحقق هذا بأن يؤمن ويوقن بأنه على سيظل على طريق‬
‫العلم ما بقى في هذه الدنيا‪ ،‬فقد تكون خبرة العميل أو مراجع العميل أكبر‪،‬‬
‫وربما يكون المراجع قد مر بمثل هذه المصطلحات وتعامل معها بهذه‬
‫الطريقة أو قد تكون هذه سياسة متبعة في الشركة‪( ،‬سنتعرض لموضوع‬

‫‪81‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫تعليقات العميل بمزيد من التفصيل فيما بعد)‪.‬‬

‫وأما حقوق المترجم عند العميل فهي كاآلتي‪:‬‬


‫من حق المترجم أن يحدد ساعات عمله واألوقات التي يجوز للعميل‬
‫االتصال به أو التواصل معه فيها‪،‬‬
‫من حق المترجم أن يرفض األعمال التي ال يرغب في ترجمتها‪ ،‬فقد‬
‫يكون المترجم قد تخصص في المجال القانوني أو غيره‪ ،‬ليس من حق‬
‫العميل وقتئذ أن يفرض على المترجم ترجمة ملفات طبية‪ ،‬وقد ال يرغب‬
‫المترجم في ترجمة ملف ألنه يخالف معتقداته الدينية‪ ،‬فهذا من حقه وال‬
‫يحق للعميل أن يحجر على حق المترجم في اختيار الملفات‪ ،‬فاألصل‬
‫مراعاة حق اهلل وإن وجد المترجم أن ترجمته لملف ما قد تثحمله ذنبًا‬
‫وقرر رفضه‪ ،‬فال تثريب عليه‪ .‬تجدر اإلشارة‪( ،.‬تعلّم كيف تقول “ال”!)‪،‬‬
‫من حق المترجم أن يحدد موع ًدا شهريًا لتسلم مستحقاته‪ ،‬وعلى العميل‬
‫االلتزام بهذا الموعد مثلما التزم المترجم بمواعيد مهام الترجمة‪.‬‬

‫وهل للعميل على المترجم طاعة؟!‬


‫جم بكل براعة‪...‬‬
‫هي خدمة يقدمها المتر ُ‬
‫وقد يقبل أو يرفض في حدود االستطاعة‬
‫حرا!‬
‫عزيزي المترجم الحر‪..‬كن ً‬
‫من خواطر الكاتبة‬ ‫ ‬

‫‪82‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪15‬‬

‫عميل واح ٍد منذ عدة سنوات ولم أحاول التوصل إلى غيره ألن‬
‫س‪ :‬أتعامل مع ٍ‬
‫علي أن أتعامل مع عدة عمالء‪ ،‬ولماذا؟‬
‫أعماله تكفيني‪ ،‬فهل هذا صحيح أم أن ّ‬
‫ج‪ :‬سأُلخص لك الرد في ٍ‬
‫نقاط واالختيار لك في النهاية‪:‬‬
‫عميل واحد ستقبل كل الملفات ألنه هو المصدر الوحيد‬ ‫عندما تتعامل مع ٍ‬
‫المتاح وقد تترجم بعض الملفات على مضض ألنك ال تحب الملفات الفنية‬
‫مثلاً ‪ ،‬لكن رفاهية الرفض ليست عندك‪ ،‬أما التعامل مع عدة عمالء‪،‬‬
‫حرا تختار من الملفات ما تشعر أنك قادر على تسليمه بأعلى جودة‬ ‫يجعلك ًّ‬
‫ممكنة‪ ،‬وبهذا لن تُترجم وأنت مضطر‪،‬‬
‫كما تعلم فإن أعمال الترجمة تتوقف بعض الوقت‪ ،‬فبعض البالد تقل‬
‫أعمال الترجمة بها في شهر مايو وغيرها في شهر سبتمبر وهكذا‪ ،‬فإن‬
‫تعاملت مع عميل واحد ستتوقف عن العمل بعض الوقت‪ ،‬أما إن وسعت‬
‫دائرة عمالئك فإن توقفت األعمال عند أحدهم‪ ،‬ستأتيك من غيره وهكذا‪.‬‬
‫أتفق معك في أن الرزق بيد اهلل‪ ،‬لكن علينا أن نسعى لزيادة الرزق ونأخذ‬
‫باألسباب وسيأتينا رزقنا من عند اهلل ال محالة‪،‬‬
‫عند تعاملك مع عميل واح ِد‪ ،‬ستضطر لتثبيت سعر ترجمتك‪ ،‬وإن زاد‪،‬‬
‫زيادات طفيفة‪ ،‬فليس لديك غيره‪ ،‬أما عندما تسوق لنفسك‪ ،‬وتتسع‬‫ٍ‬ ‫ستكون‬

‫‪83‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫عميل جديد‬
‫قاعدة عمالئك‪ ،‬ستتمكن حينها من فرض سعرك‪ ،‬ومع كل ٍ‬
‫ستزداد ثقتك بنفسك وتحصل على السعر الذي تريد‪.‬‬

‫هذا تصوري وهذه تجربتي ولك حق االختيار‪.‬‬


‫ولكن‪ ،‬إن زاد عدد العمالء‪ ،‬ستزيد الملفات وقد أضطر للرفض‪ ،‬فماذا‬
‫أفعل؟‬
‫ال شك أن إتاحة المترجم عامل جوهري في استمراره وفي اعتماد العميل‬
‫عليه‪ ،‬ولهذا إليك هذه النصيحة البسيطة التي أطبقها منذ زمن بعيد‪:‬‬
‫كن مر ًنا‪ ،‬وإن رفضت اليوم ٍ‬
‫لعميل ال ترفض أعماله غ ًدا‪.‬‬
‫ليكن اسم العميل األول أحمد واسم العميل الثاني محمود‪ :‬إن أرسل أحمد‬
‫عملاً ورفضته اليوم‪ ،‬وقبلت عمل محمود‪ ،‬فارفض لمحمود غ ًدا واقبل‬
‫أعمال أحمد وهكذا‪.‬‬
‫ملفا اليوم ورفضته‪ ،‬فأرسل غيره غ ًدا ورفضته‪،‬‬ ‫أما إن أرسل أحمد ً‬
‫أسبوعا أو أكثر‪ ،‬سيعتمد على غيرك ال محالة ولن‬ ‫ً‬ ‫واستمر الحال كذلك‬
‫تكون عمو َد المكتب‪ .‬نعم سيعود إليك عند ضغط العمل‪ ،‬لكنك لن تكون‬
‫المترجم األساسي الذي يعتمد عليه‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪16‬‬

‫س‪ :‬ماذا أفعل إن جاءتني تعليقات سلبية من العميل على الملف؟ وكيف أُزيل‬
‫هذا الشعور ال ُمقيت الذي يتملكني إن قال العميل أن الملف به خطأ أو أخطاء؟‬
‫ج‪ :‬ال َ‬
‫تخش التعليقات إذا‪:‬‬
‫تصفحت الملف واستوعبت فكرته وموضوعه قبل أن تقبله‪ ،‬ولم تقبله إال‬
‫بعد أن تأكدت أن بإمكانك ترجمته بأعلى مستويات الجودة الممكنة‪،‬‬
‫قرأت عن موضوع الملف على شبكة االنترنت لتستزيد وتترجم عن فهم‬
‫صادرا عن المحكمة الكلية بالكويت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ووعي‪ ،‬لنقل أنك ستترجم حكمًا‬
‫صادرا عن تلك‬‫ً‬ ‫إن كانت هذه هي المرة األولى التي تترجم فيها حكمًا‬
‫المحكمة‪ ،‬فقد يخونك قلمك وتترجمها إلى “‪The Full Jurisdiction Court‬‬
‫أو ‪ ”The Plenary Court‬أو ما شابه‪ ،‬لكنك بالبحث ستصل إلى ترجمتها‬
‫الصحيحة “‪،”The Court of First Instance‬‬

‫(اعلم أخي المترجم أن كل دقيقة تقضيها في البحث والقراءة سيكافئك‬


‫اهلل عليها‪ ،‬فهذا أساس إتقان العمل‪“ :‬إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عملاً‬
‫أن يتقنه”‪).‬‬
‫بعد االنتهاء من ترجمة الملف‪ ،‬عليك بمراجعته‪ ،‬وإن كان لديك متسع من‬
‫الوقت فاتركه لبعض الوقت ثم ابدأ المراجعة‪ ،‬تخيل أنك تقرأ ً‬
‫ملفا لمترجم‬

‫‪85‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫آخر‪ ،‬وضع نفسك في موقف المراجع وانتقد ترجمتك بنفسك‪ ،‬وبعد أن‬
‫تفرغ‪ ،‬سلم الملف واستودعه اهلل‪.‬‬
‫أمرا يمكنك فعله ولم تفعله‪ ،‬وإن‬
‫بهذا‪ ،‬ستشعر باالطمئنان ألنك لم تترك ً‬
‫جاءتك تعليقات سلبية من العميل فإما‪:‬‬
‫• أن تكون نتيجة نقص معرف ٍة‪ ،‬فتكملها‪ ،‬وإما‬ ‫ ‬
‫• يكون العميل متحاملاً عليك فتناقشه وتوضح موقفك‪.‬‬ ‫ ‬

‫لكنها لن تكون ناتجة عن إهمال منك أو تغافل أو تقصير وبهذا لن تشعر بتأنيب‬
‫الضمير وتأتيك التعليقات وأنت هادئ متقبل لكل ما يمكن أن تراه في الملف‪ ،‬فإما‬
‫إضافة جديدة لمعلوماتك أو ٍّ‬
‫تجن من العميل على ترجمتك ترده عنه‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪17‬‬

‫س‪:‬كيف أوفق بين الترجمة وحياتي الشخصية؟‬


‫ج‪ :‬كالعادة‪ ،‬أرد من واقع خبرتي ومن واقع ما صادفته في مجتمع المترجمين‪:‬‬
‫نحن المترجمين‪،‬‬
‫نعيش بين ملفاتنا وننغمس فيها حتى النخاع‪،‬‬
‫نكاد ننسى حياتنا‪ ،‬على كثرة ما بها من احتياجات‪.‬‬
‫ونظل نبحر ونبحر ونخوض غمار الترجمات‪،‬‬
‫تقيدنا المواعيد وال نشعر بمرور الساعات‪،‬‬
‫قالوا عنها حرة‪ ،‬وإن كان بينها وبين الحرية مسافات ومسافات‪،‬‬
‫فإذا ما اتصل العميل‪ ،‬تجدك تترك ما كان يشغلك دون أي مقدمات‪،‬‬
‫ذكرك أحدهم بما فات أو‬‫وتظل تترجم وتترجم وتشتاط غضبًا إن ناداك أحد أو ّ‬
‫بما هو آت‪.‬‬
‫وسؤالي اآلن بعد ما أثرته من حقائق وما كتبت من كلمات‪:‬‬
‫إلى متى تُغرقنا الملفات؟ ومتى نستريح ونقول‪ :‬آن لنا أن نحدد بأنفسنا اإلجازات؟‬
‫متى نجد الوقت وال نشعر بتأنيب الضمير إن خرجنا بنزهة ولم نتصفح اإليميالت؟‪:‬‬

‫الترجمة مهنة جميلة وجاذبة‪..‬لكنك ما إن استسلمت لها استعبدتك وبحبال مواعيدها‬


‫المضغوطة طوقتك؛ فترى العمر يمضي وأنت لها خاض ٌع وما إن أفقت‪ ،‬وزاد‬

‫‪87‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫حنينك لما فقدت وفكرت في كل ما أضعت‪ ،‬نظرت إليك نظرة الشامت وقالت لك‪:‬‬
‫وكنت سيدتك‪ ،‬ظللت أشوقك لما ينتظرك بعد سنوات من العمل‬ ‫“كنت لي عب ًدا ُ‬
‫تر غيري من الجميالت‪،‬‬ ‫الشاق‪ ،‬وصممت أذنك عمن ناداك وأغلقت عينيك ولم َ‬
‫أسيرا ال تستطيع تركي‪،‬‬‫وها هي أجمل سنوات عمرك قد فاتت‪ ،‬ومازلت مقي ًدا ً‬
‫وصار حالك كحال من عبد الدرهم‪ ،‬يظل يلهث وراء مطامعه وتأخذه الدنيا وإذا‬
‫فاق‪ ،‬ندم أشد الند على ما فاته‪ ،‬وقال‪ :‬ياليتني قدمت لحياتي!‬

‫هذه نظرة واقعية لحال المترجم الذي ال يرى في حياته غير‬


‫الملفات‪..‬‬
‫كلنا بحاجة إلى المال‪ ،‬ولكننا بحاجة إلى أن نحيا ً‬
‫أيضا‪..‬‬
‫نعم الترجمة نعمة ال ننكرها‪ ،‬لكن شدة التعلق بها كما نفعل‬
‫تحيلها إلى نقمة ال محالة‪..‬‬

‫“روحوا القلوب ساعة بعد ساعة‪ ،‬فإن القلوب إذا كلّت عميت”!‬

‫‪88‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪18‬‬

‫علي االلتزام بالموعد النهائي أم أن بوسعي التأخر عدة ساعات‬ ‫س‪ :‬هل يتعيّن ّ‬
‫وقت إضافي بكل تأكيد؟‬‫باعتبار أن العميل معه ٌ‬
‫ج‪ :‬بالطبع عليك االلتزام بالموعد النهائي وإن كلفك هذا ً‬
‫مشقة وتعبًا‪ ،‬وإن كان‬
‫لدى العميل متسع من الوقت‪.‬‬
‫مادمت ارتضيت الموعد‪( ،‬يجب) أن تلتزم به وإال سيتأثر اسمك وتضيع سمعتك‬
‫ألن االلتزام بالموعد النهائي من العناصر األساسية في عمل المترجم ويشار إلى‬
‫من ال يلتزم بالموعد النهائي على أنه “مستهتر”‪.‬‬
‫إليك هذه النصائح البسيطة التي تُعينك بإذن اهلل على االلتزام بكلمتك‪:‬‬
‫المضغوطة طوقتك؛ فترى العمر يمضي وأنت لها خاض ٌع وما إن أفقت‪ ،‬وزاد‬
‫مشروع للترجمة إال بعد تصفحه أو االطالع عليه والتأكد‬‫ٍ‬ ‫ال تتسلم أي‬
‫من قدرتك على ترجمته وتقدير الوقت الالزم لذلك‪.‬‬
‫كاف‪ ،‬فاطلب ً‬
‫وقتا أكبر قبل الموافقة‬ ‫إن كان الوقت الذي حدده العميل غير ٍ‬
‫على ترجمة المشروع‪ ،‬فهذا أفضل من المطالبة بتمديد الوقت بعد ال َبدء‬
‫في ترجمة المشروع‪.‬‬
‫لتكن عقيدتك الدائمة أن مهنة الترجمة ال تعترف بالظروف ألن تأخرك‬
‫أضرارا وخسائر طائلة‬
‫ً‬ ‫في ترجمة الملف قد يودي بحياة البشر أو يكلفهم‬
‫ال ِقبل لهم بها‪ .‬بالطبع قد تمر بظروف طارئة تمنعك من تسليم الملف‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫ولكن‪ ،‬عندما تكون عقيدتك بأن عليك أن تبذل قصارى جهدك للتسليم في‬
‫الوقت المحدد‪ ،‬سييسر لك اهلل األمور ويكون العميل انطباعه عنك بأنك‬
‫ملتزم‪ ،‬فإن حدث وتأخرت‪ ،‬سيعذرك ألن التأخير ليس من طبعك‪.‬‬
‫إن ترك لك العميل أمر تقدير وقت الترجمة‪ ،‬فهذه فرصتك‪ ،‬إن كانت‬
‫الترجمة ستستغرق يومًا‪ ،‬اطلب يومين لتجد فرصة للمراجعة والتدقيق‪،‬‬
‫فإن انتهيت قبل اليومين وأرسلت الملف‪ ،‬ستُحسب لك‪ .‬ولكن ال تبالغ‬
‫وتطلب ثالثة أيام مثلاً فقد ال يكون لدى العميل هذا الوقت ويرفض‬
‫وتضيع العمل من يديك‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬إن طلب منك العميل أن تترجم الملف بنفسك‪ ،‬فإياك ثم إياك أن‬
‫ً‬
‫تعطه لزميل‪ ،‬هذه ٌ‬
‫أمانة فال ُ‬
‫تخنها‪ .‬أما إذا لم يحدد ذلك وكان لديك فريق‬
‫عمل تثق فيه فال مشكلة أبدا في تقاسم األعمال معهم‪ ،‬لكنك ستظل في‬
‫النهاية المسؤول أمام العميل عن جودة العمل واتساق تنسيق الملف وعدم‬
‫استخدام مترادفات كثيرة لكلمة واحدة وما شابه‪.‬‬

‫مهنتك تستحق‪ ،‬وأنت واجه ُتها!‬

‫‪90‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪19‬‬

‫س‪ :‬هـل مـن حقـي أن أطـالب العميل بدفـع مسـتحقاتي إن تأخـر عن الموعد‬
‫المتفق عليه؟‬
‫ج‪ :‬هذا عين حقك!‬
‫محتاجا إلى المال‪ .‬افعلها بهدف تعميم المعاملة المهنية‬
‫ً‬ ‫ال تتنازل عنه وإن لم تكن‬
‫وفرضها وستأتيك النتائج أفضل من كل توقعاتك‪.‬‬
‫بما أن عليك ٌ‬
‫واجب يقتضي منك االلتزام وتسليم الملفات في الموعد المتفق عليه‪،‬‬
‫ٌ‬
‫مطالب بااللتزام وتحويل المستحقات في الموعد المتفق عليه‪.‬‬ ‫فالعميل كذلك‬
‫ً‬
‫انطباعا بأنك ملتزم وال‬ ‫واعلم أن مطالبتك ال تنتقص منك بقدر ما تعطي للعميل‬
‫تقبل بالتعامل مع غير الملتزمين‪ ،‬فإما أن يتعلم االلتزام ولو معك أنت فقط‪ ،‬أو‬
‫نبيل وتسعى إلى فرض‬ ‫يغضب ويكررها فتتركه وتبحث عن غيره؛ وألن هدفك ٌ‬
‫لعميل مثله بل أفضل منه!‬
‫معايير التعامل السليم‪ ،‬سيوفقك اهلل ٍ‬

‫جسورا!‬
‫ً‬ ‫فكن‬

‫‪91‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪20‬‬

‫س‪ :‬كيف أحدد سعر ترجمتي؟‬


‫ج‪ :‬هذا السؤال محوري واإلجابة عليه ليست باألمر اليسير؛ فلن أستطيع أن أقول‬
‫دوالرا؛ ألن السعر يعتمد على عدد كبير من العوامل؛ من بينها‪:‬‬
‫ً‬ ‫لك‪ :‬اطلب ___‬
‫مستوى ترجمتك وجودتها وهل يحتاج العميل إلى مراجع لعملك أم أنه‬
‫يعتمد عليك اعتما ًدا كليّا‪.‬‬
‫قدرتك على التسويق لنفسك واختراق حدود المعقول والتوصل إلى العديد‬
‫من العمالء؛ بما يمكنك من فرض السعر الذي تريد‪.‬‬
‫مدى مهنيتك في التعامل‪ ،‬وهل تبذل كل ما في وسعك لتسليم الملفات في‬
‫الموعد المتفق عليه‪ ،‬أم أنك تؤمن باألعذار وتقول‪ :‬ماذا يحدث إن تأخرت‬
‫بضع ساعات؟!‬
‫لباقتك وكياستك وقدرتك على التعامل مع العمالء بكل ود‪ ،‬مما يجعل‬
‫عالقتكما عالقة ناجحة ويجعلك المترجم األول عند العميل‪.‬‬
‫كل هذه العوامل وأكثر منها تؤثر على سعر خدمتك‪.‬‬

‫لنفترض إذن أنك تتمتع بكل ما سبق (أو اسع إلتمامه واكتساب ما فاتك)‪:‬‬
‫كيف تحدد سعرك؟‬
‫سعرا ال أقبل أقل منه) أن أطلب‬
‫من أفضل الطرق التي كنت أتبعها‪( ،‬قبل أن أحدد ً‬

‫‪92‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫منه أن يقدم عرضه وأقول‪.Let my word be the last :‬‬


‫وهذا إذا لم يكن للعميل موقع إلكتروني‪.‬‬
‫عاد ًة‪ ،‬ال أحب الفصال وال أجيده‪ ،‬ولكن سوق الترجمة مليء بالوسطاء الذين‬
‫يريدون الحصول على أقل سعر ممكن من المترجم‪ ،‬وهذا حقهم بكل تأكيد‪ ،‬رزقنا‬
‫حصيفا ويطلب ً‬
‫عرضا من العميل‪ ،‬لربما‬ ‫ً‬ ‫اهلل وإياهم‪ ،‬لكن على المترجم أن يكون‬
‫كان السعر الذي يقدمه العميل أعلى من السعر الذي يقدمه المترجم‪.‬‬
‫وإن لم يحدد‪ ،‬يمكنك أن تسأل زمالءك الذين يتعاملون مع عمالء في نفس البلد‪،‬‬
‫ً‬
‫وسيطا بعد‬ ‫مباشرا أم‬
‫ً‬ ‫فاألسعار تتفاوت على حسب الدولة وما إذا كان العميل‬
‫وسيط‪.‬‬

‫وإن كان للعميل موقع إلكتروني‪ ،‬فسوف يريحك هذا‪.‬‬


‫ادخل على الموقع اإلليكتروني وابحث عن أسعار الترجمة‪ ،‬فبهذا ستعرف كم‬
‫يتقاضى العميل عن الورقة التي ستترجمها‪.‬‬
‫اخصم ‪ 50%‬واطلب الباقي‪ .‬هذه النسبة نخصمها مقابل ما يتحمله العميل من‬
‫خدمات أخرى تشمل المراجعة والتسويق وإيجار الشركة أو المكتب والمراجعة‬
‫ٍ‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫تذكر‬
‫بالرغم من تفاوت أسعار الترجمة‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬فإن عليك أن تضع لنفسك‬
‫ح ًدا أدنى ال تقل عنه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪21‬‬

‫س‪ :‬ماذا أفعل في مشكلة البطء في الترجمة؛ فأنا في بداية مشواري‪ ،‬أدرب‬
‫نفسي بنفسي وأترجم الورقة الواحدة في أربع ساعات؟‬
‫حل تخرج من تصنيف المشكلة بالحل‪.‬‬ ‫ج‪ :‬هذه ليست مشكلة؛ فكل مشكلة لها ٌ‬
‫في بداية الطريق‪ ،‬عليك بالتركيز على الكيف وليس الكم‪ .‬المهم أن تُخرج الترجمة‬
‫دقيقة وأن تطمئن لكل كلمة قبل أن تكتبها وتتأكد من اتفاقها مع السياق الذي تكتب‬
‫فيه‪ .‬وبهذا‪ ،‬ستعتاد على الدقة ويسير عملك بهذه الطريقة ما ترجمت‪.‬‬
‫السرعة تأتي مع الوقت ومع كثرة الممارسة فال يشغلك إال التدريب الصحيح‬
‫واتباع آليات الترجمة المنضبطة والبحث عن كل كلمة والشك في إمكانية اتساق‬
‫معان أخرى للكلمة مع السياق‪ ،‬ألن هذا سيجعلك تقرأ أكثر وتبحث أكثر ولكل هذا‬
‫ٍ‬
‫مردوده اإليجابي على ترجمتك‪.‬‬

‫يا أيها المترجم!‬

‫أزح األ ِكنَّة من على عقلك وقلبك‪ ،‬وتلمّس طريق التميز‪.‬‬


‫ِ‬
‫ال َ‬
‫ترض بأقل القليل وتقول ال أجد غيره‪.‬‬
‫أنت صانع الحضارات وناقلها؛ ْ‬
‫فكن كما يجب أن تكون‪.‬‬
‫الشأو‪.‬‬
‫وليكن لك دور في إعالء شأن مهنتك‪ ،‬وكن بعيد ِ‬
‫علو الهمة خلق رفيع وغاية نبيلة‪..‬فاستثمر همتك وهمة من حولك وابذل‬

‫‪94‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫الكلمة إلصالح ما خربه اآلخرون‪...‬‬


‫ال تستسلم لما حدث وما يحدث وتردد “ال فائدة” فو اهلل لو كان نتاج‬
‫عملك تثقيف شخص واحد ووضعه على بداية الطريق وتغيير عميل‬
‫واحد وإفهامه أسس التعامل المهنية‪ ،‬ستجد من البركة ما لم تتوقعه يوما‪،‬‬
‫ً‬
‫أضعافا مضاعفة‪.‬‬ ‫وسيعوضك اهلل عن وقتك وجهدك‬

‫وما إن صدقت القول وأخلصت العمل‪...‬س ُتثمر جهودك ال محالة!‬

‫اللهم ارزقنا اإلخالص في القول والعمل‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪22‬‬

‫س‪ :‬يراودني شعو ٌر دائم بالرغبة في تغيير المجال وترك الترجمة‪ ،‬وما إن أخذت‬
‫ليوم واحد‪ ،‬ال يتوقف ذهني عن التفكير وأدرك أنه من المستحيل تركها‪،‬‬ ‫إجازة ٍ‬
‫فهل هذا الشعور طبيعي؟‬
‫ج‪ :‬هذا ما أسميته “إدمان الترجمة”‪.‬‬
‫الترجمة ساحر ٌة‪ ،‬ما إن تملكت منك لن تتركك وأنت ٌّ‬
‫حي!‬
‫مرات ومرات‪ ،‬أشعر بغص ٍة في حلقي وأكاد أقسم أنني لن‬ ‫ٍ‬ ‫مررت بما تمر به‬
‫أترجم ورقة بعد اليوم‪ ،‬وما أن تركت الترجمة عدة أيام‪ ،‬أعود أدراجي وأدعو اهلل‬
‫أن يرزقني الملفات‪.‬‬
‫وخصوصا للمترجم الحر‪ ،‬فأنت‬
‫ً‬ ‫تفسيري لذلك‪ ،‬أن الترجمة مهنة جاذبة للغاية‪،‬‬
‫سيد نفسك وسيد قرارك‪ ،‬تقبل من الملفات ما تريد وترفض غيره‪ ،‬ال مدير لك‬
‫مواصالت ترهقك وتقضي على طاقتك قبل أن تصل إلى مكان‬ ‫ٍ‬ ‫داع وال‬
‫يعنفك بال ٍ‬
‫العمل‪.‬‬
‫ال ننكر ما على الترجمة وال ما بها من عيوب‪ ،‬لكنني أرى أن مميزاتها أكبر من‬
‫عيوبها وأحمد اهلل على عملي بها‪ ،‬ومهما بحثت ونقبت‪ ،‬لن أجد ً‬
‫مهنة ترضيني‬
‫ماديًا ومعنويًا مثلها!‬
‫ألجل هذا أقول أن من يُدمن الترجمة‪ ،‬ما هو بتاركها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الترجمة في سؤال وجواب‬


‫الفصل الثاني‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫عزيزتي الترجمة‬
‫أدمنت حبك في ثنايا أضلعي‬
‫ودرست منك الفوري والتتبعي‬
‫األفرع‬
‫ِ‬ ‫والتحريري والمنظور وجميع‬
‫وان ابتعدت عنك سالت أدمعي‬
‫من خواطر الكاتبة‬ ‫ ‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫من اجتهادات المترجمين‬

‫وفي الترجمة مرادك فال تملّي وترجمي‪ ،،‬وإن فصل دماغك فلديك من المنبهات‬
‫ما يوقظه لتُكملي‪ ،،‬خذي منها ما ينفعك وال تكثري بل قللي‪.‬‬
‫ذاكري واقرئي ومن كل الخبرات فانهلي وتعلمي‪ ،‬ومع كل هذا‪ ،‬راعي أحبابك‬
‫واهتمي بحياتك وأطيعي ربك وال تقصري فتندمي!‬

‫حمدية حسن‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫اعتدنا على عقد مسابقات عن الترجمة بمجموعة “رابطة المترجمين الفريالنسرز”‬


‫وأحببتث مشاركتكم بنماذج من ترجمة بعض األعضاء األفاضل للتعرف على‬
‫أساليب مختلفة لترجمة جملة أو فقرة واحدة‪ .‬تُفيدنا هذه الطريقة في محاكاة أسلوب‬
‫الغير والتعلم منهم وربما استطعت بعد قراءتك لعدد من النماذج أن تخرج لنا‬
‫بترجمة أفضل منها جميعًا‪.‬‬
‫بعد تطور األوضاع وازدياد حال االحتقان‪ ،‬جرت موجة اعتقاالت لعدد من‬
‫الناس‪ ،‬وأنا على رغم أنني كنت مهتمًا بشؤوني وبعي ًدا عن المشاكل‪ّ ،‬‬
‫إال أنني‬
‫كنت محسو ًدا من أشخاص معينين‪ ،‬فذكروا اسمي في التحقيق ما تسبّب باعتقالي‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪Don›t judge my story by the chapter you‬‬


‫‪walked in on.‬‬
‫‪ Unknown.‬‬
‫من اجتهادات اجتهادات مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرز‬

‫قادرا على أن تحكم‬


‫تأتيني في فصل واحد من فصول حياتي وتظن نفسك ً‬
‫عليها بأسرها؟‬
‫عزة أحمد‬

‫ال تحكم على حياتي من فصل واحد فيها صدف أنك شهدته!‬
‫هزار إمام‬

‫حياتي كتاب فصوله متعددة فال تحكم عليها من حكاية واحدة‪.‬‬


‫وائل السيد‬

‫ظاهرا‪ ..‬فأنت ال تعرف مكامنها‪.‬‬


‫ال تحكم على حياتي بما تراه ً‬
‫مصطفى فتحي امبابي‬

‫ال تحكم علي من موقف عابر رأيته بل انتظر حتى تعرفني جي ًدا‪.‬‬
‫والء عيد‬

‫‪102‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫ال تحكم على قصتي من لحظة دخولك حياتي‬


‫(القائل غير معروف)‬
‫عماد طه‬

‫ال تقض في أمري علي عجل حتى تري ما آتي وما أذر‪-.‬‬
‫عابرا سبيلاً بات يمقتنا هال أقمت بيننا حي ًنا‪-.‬‬
‫أيا ً‬
‫مصطفى قفطان‬

‫ال تتسرع بالحكم على كتاب حياتي لمجرد أنك مررت بأحد فصوله‪.‬‬
‫شيماء ياقوت‬

‫ال تصدر حكمك على قصتي من الفصل الذي دخلت فيه حياتي‪.‬‬
‫مروة العزازي‬
‫تعجلن في ُحكمك على َر ُج ِل‬ ‫َّ‬ ‫ال‬
‫فر ُع أنا ِة وليس بال َع َج ِل‬‫فالح ْك ُم ْ‬
‫ُ‬
‫انظ ْر َ ُ ً ُ‬ ‫ُ‬
‫أوراق ُه ط َّرا تحك ْم بال َع ِ‬
‫دل‬
‫بليغ حمدي‬

‫‪103‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪It›s not about how hard you can hit; it›s about‬‬
‫‪how hard you can get hit and keep moving‬‬
‫»‪forward.‬‬
‫‪ -Rocky Balboa-‬‬
‫من اجتهادات اجتهادات مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرز‬

‫ال تكمن قوتك في قوة ضربتك‪ ،‬ولكن في مدى تحملك الضربات القوية‬
‫برأس مرفوعة ونفس أبية‪.‬‬
‫أمل جمعة‬

‫ليس الفتي من قوي ساعده‪ ،‬ولكن الفتي من ظفر مناله رغم سواعد‬
‫المكيلين‪.‬‬
‫مصطفى السايس‬

‫وما القابض علي السوط كالصابر علي الجلد‪ ،‬تجمل بالصبر واتبعه‬
‫بإقدام‪.‬‬
‫آيات جمال‬

‫‪104‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫ليست العبرة بمدى غلبتك على اآلخرين‪ ،‬إنما العبرة في صمودك أمام‬
‫ضربات اآلخرين‪.‬‬
‫سلمى مدني‪.‬‬

‫ـاح‬
‫ونج ُ‬
‫نصـ ٌر َ‬ ‫تـم مُرا ُدهُ‪َ ،‬‬
‫وث َّـم ْ‬ ‫إن َص َّح َع ْـز ُم ٍ‬
‫امرئ َّ‬ ‫ْ‬
‫اح‬
‫ـر ُ‬ ‫ـر ُّدهُ‪ ،‬ولن تـكـ َبـح ُخ َ‬
‫ـطـا ُه ِج َ‬ ‫ــوك َس ْـوف َي ُ‬‫وال َش ْ‬
‫بليغ حمدي‬

‫‪105‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪A mother›s love for her child is like nothing else‬‬


‫‪in the world. It knows no law, no pity. It dares‬‬
‫‪all things and crushes down remorselessly all‬‬
‫‪that stands in its path.‬‬
‫‪ Unknown.‬‬
‫من اجتهادات اجتهادات مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرز‬

‫ليس كمثل حب األم لولدها في الكون حب فال قانون يعرفه وال شفقة في‬
‫ذاك القلب حين يقف في طريقه عثرة تحول بينه وبين من يحب**** بال‬
‫هوادة أو شفقة يجتاح كل شيء من الدرب‪.‬‬
‫سناء فودة‬

‫ال يضاهي حب األم لولدها شئ في هذا العالم‪ ،‬فهو حب ال يقيده قانون‬


‫وال تبعثه شفقة وإنما حب يقهر كل شيء ويحطم كل ما يعرقل مسار‬
‫بقائه‪ .‬أجاثا كريستي‬
‫هند موسى‬

‫محبة األم لطفلها ال تقبل المنافسة؛ فال قانون يحكمها وتهون أمامها كل‬
‫شكوى‪ ،‬وال شئ يكبح جماحها‪ ،‬وتعصف بال ندم بكل ما يعترض طريقها‬
‫شروق سالمة‬

‫حب األم ألبنائها ال يضاهيه حب في العالم أجمع‪ ،‬حب منزه من كل‬

‫‪106‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫قانون أو شفقة‪.‬وال يستطيع أن يجاري تحدياته أي شئ وإال تحول هشيمًا‬


‫أماني أحمد‬

‫حب األم لطفلها ال يدانيه أي حب آخر في العالم‪ ،‬وال يعترف هذا‬


‫الحب بأي قوانين وال يعرف الشفقة فهو يتحدى كل شيء ويحطم كل ما‬
‫يعترض طريقه بال شفقة‪.‬‬
‫هالة مجدي‬

‫ومن مثلها في حبها البنها‬


‫فال قانون يعرف وال جزع‬
‫ال يخاف شي ًئا‬

‫وال يعرف معنى الفزع‬


‫وهو فتاك بكل عقبة في طريقه قد‪ ..‬تقع‪...‬‬
‫حمدية حسن‬

‫‪107‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪I try to be a nice person, but sometimes, mu‬‬


‫‪mouth doesn›t want to cooperate.‬‬

‫من اجتهادات اجتهادات مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرز‬

‫أحاول أن أصبح ً‬
‫دمثا ً‬
‫لطيفا‪ ،‬لكن فلتات لساني تمنعني من ذلك أحيانا‬
‫شيماء ياقوت‬

‫احاول أن أكون ً‬
‫لطيفا ولكن لساني ‪ -‬أحيا ًنا ‪ -‬ال يطاوعني‪.‬‬
‫مي مقلد‬

‫الـشــان‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫لطيــف‬ ‫حاولـت أن ُأكــون‬
‫ُ‬ ‫َو َ‬
‫لــكـ ْم‬
‫فكثيرا ما ت َم َّر َد َّ‬
‫علي لِساني‬ ‫َولكن وا أسفا ُه ! ً‬
‫بليغ حمدي‬

‫‪108‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪You should never get nervous about anything.‬‬


‫‪What today seems important tomorrow isn›t‬‬
‫»‪so any more.‬‬
‫‪- Tito Vilanova‬‬
‫من اجتهادات اجتهادات مترجمي رابطة المترجمين الفريالنسرز‬

‫نفسا إذا حكم القضا ُء‬‫دع األيام تفعل ما تشاء‪ ..‬وطب ً‬


‫لحوادث الدنيا بقا ُء‬
‫ِ‬ ‫وال تجزع لنازلة الليالي‪ ..‬فما‬
‫محمد محمود‬
‫ال تقلق أبداً‬
‫فما يهمك اليوم‬
‫لن يحرك لك ساكناً غ ًدا‬
‫أحمد رفعت الشريف‬
‫ال تشغلن البال بحوادث األيام‬
‫وارفق بنفسك فدوام الحال محال‬
‫وما تراه اليوم خطب جلل‬
‫يمسي غ ًدا غير ذي بال‬
‫ناهد أحمد‬
‫حنقك لن يفيد‪ ،‬فما أهمّك اليوم‪ ،‬ليس غ ًدا بشديد‪.‬‬
‫‪-‬لغيظك كن من الكاظمين‪ ،‬فعظيم اليوم غ ًدا يهون‪.‬‬
‫حمدية حسن‬

‫‪109‬‬
tO
M ‫ش‬
‫ ب‬A
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

«You will get all what you want in life if you


help other people get what they want»

َ ‫آتيك؛ فمساعدتك لغيرك‬


!‫تكفيك‬ َ ‫كل ما ترومه‬
‫حمدية حسن‬

A bird sitting on a tree is never afraid of the


branch breaking, because her trust is not on
the branch but on it›s own wings.

‫شجة الفرع؛ أعلى جناحيه ارتكز أم على مُكن ِة‬


ّ ‫ما خاف طي ٌر يومًا من‬
!‫الشجر؟‬
ِ
‫حمدية حسن‬

110
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫من اجتهادات المترجمين‬


‫الفصل الثالث‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫‪A true friend sees the first tear.... Catches the‬‬


‫‪second and stops the third.‬‬

‫هو الصديق ً‬
‫حقأ من إذا لمح عبر ًة على وجنتك‪ ،‬أدرك الثانية وحال دون‬
‫جريان الثالثة!‬
‫حمدية حسن‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫قالوا عن الترجمة!‬

‫التزامك بالموعد المحدد لتسليم الملف اليقل أهمية عن جودة الملف!‬


‫ال تُبرر لنفسك وكن عند عهدك ومادمت ارتضيت الموعد‪ ،‬التزم به أو م ْ‬
‫ُت وأنت‬
‫تحاول!‬

‫حمدية حسن‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قالوا عن الترجمة!‬
‫الفصل الرابع‬
‫‪OA‬‬ ‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫مــــهــنـــتــك مــهــنــة عــظــيــمـــة‬ ‫ ‬


‫أنت متــــــرجم ذو قــــــيـــمــــــة‬
‫لمن‪ ..‬لشخصك ال يحترم‬ ‫وال تركن ْ‬ ‫ ‬
‫فــــافرض شــروطـــك واستقـــــم‬
‫فــــالــــــود لـــــــيس مــــنـــــه بـــد‬ ‫ ‬
‫عاــمل عــــميلــك بــــــكــــــل ود‬
‫يـــــأتـــــك الخـــيــــر وال تـــكــــــد‬ ‫ ‬
‫وأد عمـــــلــك بــــكـــــل جــــــــد‬
‫هــــو طـــالـــب خــدمة كمـستــجــير‬ ‫ ‬
‫ليــــــــس الــعمــيـــــل بـــالــمدير‬
‫يعطــــك مــــن الـــملفات كثـــيـــراً‬ ‫ ‬
‫كـــــــــن لــه عونـــــــا كبـــــــيرا‬

‫ويــــــرزقك ربــــك رزقـــــا وفــيرا‬


‫حمدية حسن‬

‫مـــا َ‬ ‫ً‬
‫ــــقل‬
‫ـــقل وذي ال َع ِ‬ ‫بين ال َع ِ‬ ‫ترج ْم يا َهمْـــزا لـل َو ْص ِ‬
‫ــــل ‬ ‫ِ‬
‫ـــك في ال َب ْ‬
‫ـــذ ِل‬ ‫راع َ‬ ‫َمن ِم ُ‬
‫ــثل َي ِ‬ ‫بالفـكـــــر ‬‫ُقــــ ْم شيِّ ْد ج ْسراً ْ‬
‫ِ‬
‫ــــــل‬
‫كــــــاألص ِ‬
‫ْ‬ ‫أص ً‬
‫ــــال‬ ‫ي َب ُدو ْ‬ ‫نصاً مــِـــن ألَ ٍ ‬
‫ــــق‬ ‫ُق ْم بيــّ ْن َّ‬
‫كـــــالنح ِل‬
‫ْ‬ ‫ُخـــــرج َعسـَ ً‬
‫ــــال‬ ‫يْ‬ ‫نش ْط في َطلب لل ِع ْ‬
‫ــــلم ‬ ‫َمن َي َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـــــل‬ ‫ــــــــرز ْق‬
‫َ‬ ‫تُ‬ ‫الكتُ ِب‬‫زو ْج َعقلك ِمن أُ َسر ُ‬
‫النس ِ‬ ‫خــــــير ْ‬
‫َ‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ْل‬ ‫ِّق قــــولَ َ‬
‫ـــك بـــــالفع ِ‬ ‫َوصـــَد ْ‬ ‫الصـَـ ْدق ‬ ‫ُل ّ‬ ‫هيَّا اسلُك ُســــب َ‬
‫البخ ِس َجزا ًء عن ُش ْغ ِل‬ ‫بـالثمن ْ‬ ‫ ‬ ‫ُص ْن ما َء الوج ِه وال ْ‬
‫تقــبل‬
‫ِ‬
‫هـل‬ ‫َّ‬
‫ُكــــــــل‬ ‫َ‬
‫وقبـــــــل البـــَ ْد ِء اقــــــرأ‬
‫النــــص عـلـى َم ِ‬‫ِّ‬ ‫ ‬
‫قل‬ ‫َّ‬
‫كــــل الفـــِكـــَ ِر عـــلى اــل َع ِ‬ ‫ ‬‫اطـر ْح‬
‫ــــــل الفـــه ِْم َ‬ ‫وألج ِ‬ ‫ْ‬
‫القـــو ِل‬
‫ْ‬ ‫لح ٍن أو لـ َغ ٍط في‬‫ِمـــن ْ‬ ‫ ‬ ‫قواميس تســــلَ ْم‬
‫ٍ‬ ‫ُخذ نُ ْص َح‬
‫ْ‬
‫بالشــــك ِل‬ ‫واضب ْط إنتاجك‬‫ِ‬ ‫َر ّق ْم‬ ‫ ‬ ‫النص وأعـ ْـ ِرب ُه‬ ‫ق ّو ْم ِع َو َج ِّ‬
‫ْـل‬
‫الجـــــــع ِ‬
‫لك فــِي ُ‬ ‫بُـــــورك َ‬
‫ِ‬ ‫ ‬ ‫يحن ال َم ْـو ِع ُد َسلّـــــ ْم ُه‬ ‫إن ِ‬ ‫ْ‬
‫بليغ حمدي‬

‫‪115‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫‪#‬الترجمة_غزال شارد‬

‫سيادتك علمًا بأني ألجلك تركت راحتي‪،‬‬


‫ِ‬ ‫أيها الغزال‪ :‬أحيط‬
‫وعشقا وليس ً‬
‫تكلفا؛ ً‬
‫فهنيئا لك مهجتي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهذا نهمًا‬
‫وفي عرض الصحراء ووسط الوحوش واألوغاد ألقيت بنفسي غير عابئة بمآلي‬
‫أو عقبى داري‪.‬‬
‫ولطالما تحملت صعابًا ألفسح لنفسي مكا ًنا وسط المتسابقين ِ‬
‫إليك‪.‬‬
‫وألنك من الطبيعة‪ ،‬فأنت المعراج الرئيس الذي به أرتقي‪.‬‬
‫ِ‬
‫ولتعلمي!‬

‫متمرس لعلي أهتدي‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫ولتعلمي أني ألجلك أتلمس العلم في مظانه وألزم كل‬
‫أتعبت قبلي من نواصي!!!‬
‫رضاك فكم ِ‬
‫ِ‬ ‫وليت شعري أعلم كيف أنال‬
‫إلي أم انتقام‬
‫ال أعلم هل ستكو ِنين معجزتي أم عجزي! وال أعلم أأنت هدية األقدار َ‬
‫األقدار مني!‬

‫حال‪ ،‬أبداً لن أرفع عقيرتي ولن يهن أبداً جأشي‪،‬‬


‫على أي ٍ‬
‫منك‪...‬‬
‫بل أتسلح بكل ما أوتيت من قوة ألظفر بنافحة المسك ِ‬
‫فلعلك يومًا تعلمي ما يمور بجوانحي‪...‬‬
‫فتجبري خاطري‪....‬وتسعدي سريرتي‪ ...‬وتقيمي رايتي‪....‬وتزكي صنيعي‪..‬‬
‫فأنت حبي األول عزيزتي‪.‬‬

‫شيرين جمال‬

‫‪116‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قالوا عن الترجمة!‬
‫الفصل الرابع‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫الصعوبات‪ ،‬لكنني جئتكم‬


‫ِ‬ ‫ملفات‪ ،‬وال أعرف ما واجهتم من‬
‫ال أعلم كم لديكم من ٍ‬
‫آت‪:‬‬
‫بوصي ِة تنفعكم فيما هو ٍ‬

‫الصدقات؛فلن تنفعكم‬
‫ِ‬ ‫باإلجازات‪ ،‬واعبدوا ربكم وأدوا‬
‫ِ‬ ‫نظمّوا أوقاتكم واستمتعوا‬
‫العبادات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ترجماتكم إن انشغلتم بها عن‬

‫حمدية حسن‬

‫الترجمة كبئر عسل يصيب باإلدمان من ذاقه‪ ،‬ربما تالقي اللسعات والصعوبات‬
‫حتى تصل إليه لكن ما إن تذوق حالوته ستظل جائعًا إلى المزيد‪ ،‬مجال يأتيك بكل‬
‫جديد دائمًا‪ ،‬فالجديد غالبا ما يمر من خاللنا‪ ،‬فالمترجم هو الجندي المجهول الذي‬
‫يتيح لبني لغته استخدام المنتج الجديد والتعرف على الدواء الجديد واالستفادة من‬
‫بحث جديد‪ ،‬ال أستطيع أن أصف نشوتي باألمس حينما قرأت على موقع أجنبي‬
‫مؤخرا وكنت قد شاركت في ترجمة الموافقات‬ ‫ً‬ ‫عن إجازة دواء جديد للسرطان‬
‫على المشاركة في إحدى الدراسات اإلكلينيكية التي تمت إلجازته وشرح تلك‬
‫ترسا صغيًار ج ًدا ج ًدا في ماكينة العمل الهائلة التي‬
‫الدراسة‪ ،‬بالطبع لست إال ً‬
‫أنتجت هذا الدواء‪ ،‬ولكني شعرت بالفخر والسعادة‪ ،‬فالكلمات المتراصة على‬
‫الشاشة تتحول في النهاية إلى واقع ملموس بين يدي البشر‪.‬‬

‫هبة شوقي‬

‫‪117‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫الملف َف َ‬
‫ترجـــ َمه‬ ‫خذ َّ‬ ‫رجـــــ ٌم أَ َ‬ ‫َو ُم َت ِ‬ ‫ ‬
‫ُراجع َقيَّ َمه‬ ‫ُّ‬
‫المـــــلف إِلـــى الم ِ‬ ‫اح‬‫َر َ‬ ‫ ‬
‫ميـــــل َت َسلَّ َمــــه‬
‫ُ‬ ‫وإلى ال ُم َد ِّقق َفال َع‬ ‫ ‬
‫كل مــا ْ‬
‫سلف‬ ‫كنــت َّ‬
‫يـــــا حبذا إن َ‬ ‫ ‬
‫قق ال َت ْ‬
‫خف‬ ‫وراجــــــع ثم َد ْ‬
‫ترجم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫ْ‬
‫بالهــدف‬ ‫علن أخي زواج األصل‬ ‫أَ ْ‬ ‫ ‬

‫محمد هاشم الشعراوي‬

‫وانصب فإن لذيذ العيش في النصـب‬ ‫سافر تــجد عوضـاً عمـن تفارقـــه‬

‫ولكنني مترجم فأقول‪:‬‬

‫ترجم ترى مجدا أنت صانعــه‬


‫وأقرأ فإن القراءة أول الــدرب‬
‫إني رأيت المترجم فنار معرفـة‬
‫في بحر علم بين الشرق والغرب‬
‫مهندس كلمات على أسس يشيدها‬
‫يكاد يصبـح أسطــورة في األدب‬
‫تبرا على األرض‬
‫قاموس خير ينثر ً‬
‫فكأنما حيزت له جبال من الذهب‬

‫وائل السيد‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫قصص المترجمين‬

‫الملفات‪،‬ول ْم يقل‪ :‬مالكم‬


‫ِ‬ ‫بالهمزات وتنسيقـ‬
‫ِ‬ ‫مترجمًا ل ْم يهزأ ْ‬
‫بمن يهتم‬ ‫حم اللهّ‬
‫ر َ‬
‫ِ‬
‫التفاهات!‬
‫ِ‬ ‫بمثل هذه‬
‫تتحذلقون وتنشغلون ِ‬

‫حمدية حسن‬
‫يع‬
‫خ ك‪t‬‬
‫‪MG‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫أحمد عبدالله محمد الجندي‬


‫مترجم حر ومؤسس مكتب غرناطة للترجمة‬

‫بدأت بفضل اهلل العمل في الترجمة من عام ‪ 2004‬تدريبًا وبعد التخرج‬


‫مارست العمل في مهنة الترجمة وحاليًا أترجم في أكثر من مجال كانت‬
‫البداية فعلاً صعبة وشاقة بدأت التعامل مع مترجمة لمدة سنة ولكن لم أحصل‬
‫على فيد باك طيلة العام لذلك قررت أن أعتمد على نفسي وأبحث عن األعمال‬
‫المترجمة وأبحث عن األخطاء الشائعة ومن ثم أقيم نفسي بنفسي كان األمر في‬
‫غاية الصعوبة ولكن بعد فترة بسيطة بدأت أشعر بفارق في المستوي‪.‬‬
‫واآلن بفضل اهلل أترجم في المجال القانوني والتقني واألدبي والسياسي والمالي”‬
‫وأعكف اآلن على دورة تسويقية لعل بها فائدة للجميع إن شاء اهلل‪.‬‬
‫كان هناك حلم أصبو إليه‪ :‬أن أجتاز الصعاب وأن أصل إلى المستحيل بدافع حبي‬
‫للمهنة وللترجمة لذلك فكرت في أن يكون لدي مكتب ترجمة خاص أستطيع أن‬
‫أشارك بكل ما أملك في رقي مهنة الترجمة‪.‬‬
‫وبفضل اهلل سبحانه وتعالي وبتوفيق من اهلل وبمساعدة زوجتي التي ما حييت لن‬
‫أستطيع أن أرد لها جز ًءا من الجميل والعرفان على المساعدة الجليلة التي حظيت‬
‫بها‪.‬‬
‫بدأت انطالقة غرناطة للترجمة في عام ‪ 2014‬بمشاركة مع أستاذ فاضل األستاذ‬
‫عمرو عثمان وكنا في البداية نواجه صعوبات جمة في العمل للخروج به بصورة‬
‫مشرفة وال أنكر وجود الكثير من المشكالت التي كانت ستنهي هذا األمر ولكن‬
‫بفضل اهلل أصبحنا أفضل‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫وها نحن اآلن نستمر ونقدم خدمة نحسبها جيدة في مجاالت مختلفة ونحاول دائمًا‬
‫الوصول لألفضل وإن كان الطريق شاق وصعب ولكن” لكل مجتهد نصيب”‬
‫الهدف من هذه الكلمات هو التشجيع والدافع للوصول إلى األفضل‪.‬‬
‫في طريق الترجمة‪ ،‬سوف تقابل الكثير والكثير من الصعوبات والمشاحنات بينك‬
‫وبين بعض العمالء ولكن دائمًا كن على ثقة من نفسك ومن عملك وإن كان هناك‬
‫خطأ فالبد من االعتراف به ومحاولة عدم تكراره قدر المستطاع ومن تجده من‬
‫العمالء يقدم لك إضافة باحترام فعليك به؛ انهل من علمه ومن عمله وال تأخذك‬
‫العزة واعلم أن هذا به منفعة عظيمة لك‪.‬‬
‫على مدار الوقت تعرفت على أفاضل في مهنة الترجمة منهم من يعمل لمصلحة‬
‫المهنة وهذه الكلمات لهم‬
‫“”تطالعنا دومًا نجوم براقة” “ال يغيب عنا نورها طرفة عين” “نترقب ظهورها‬
‫بين الحين والحين”‬
‫وشكرا لعطائكم‪.‬‬
‫ً‬ ‫فشكرا لكم‬
‫فكلمات الثناء ال توفيكم حقكم ً‬

‫‪122‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫مهندس‪ /‬حسين سيد حسن‬


‫مشواري على درب الترجمة‬

‫تعج بها كليات اآلداب‪ ،‬وال في‬


‫لم أتخرج في قسم من أقسام اللغات التي ّ‬
‫إحدى كليات اللغات والترجمة وال في إحدى كليات األلسن التي تمتلئ‬
‫بها الساحة الجامعية اآلن‪ ،‬ولكني أزعم أن ممارستي للترجمة ال تقل عن ممارسة‬
‫أي شخص في مثل عمري للترجمة‪ ،‬من خريجي هذه األقسام أو هذه الكليات‪.‬‬
‫فلقد عايشت الترجمة منذ وعيت على الدنيا وخبرت مهمتها وأهميتها منذ كنت في‬
‫يدق على آلته الكاتبة ومن حوله عدة قواميس‬‫العاشرة‪ .‬وعيت على الدنيا وأبي ّ‬
‫كبيرة الحجم؛ كان أشهرها القاموس العصري لألخوين إلياس بإصداريه من‬
‫اإلنجليزية إلى العربية والعكس‪ ،‬وقاموس للتعابير االصطالحية من اإلنجليزية‬
‫تخرج أبي‬
‫إلى العربية إلسماعيل مظهر‪ ،‬وعدة قواميس أخري إنجليزية خالصة‪ّ .‬‬
‫في قسم اللغة اإلنجليزية في كلية اآلداب بجامعة عين شمس‪ ،‬وكان ــ إلى جانب‬
‫عمله في تدريس اللغة اإلنجليزية في مدارس التعليم الثانوي ــ ذا باع طويل في‬
‫الترجمة‪ .‬وشارك أبي في ترجمة عدة كتب للهيئة العامة لالستعالمات المصرية‪،‬‬
‫أذكر منها كتاب الحركة النقابية؛ الذي ما زلت أحتفظ ببعض نسخ منه‪ .‬ومع الوقت‬
‫بدأ والدي يضيق بآلته الكاتبة المرهقة والمزعجة ألهل البيت والجيران‪ ،‬وبخاصة‬
‫كثيرا ما يعمل عليها حتى الساعات األولى من الصبح‪ ،‬واستغنى عنها في‬ ‫أنه كان ً‬
‫مآل األمر وراح يخط ترجماته بيده‪ .‬وسعيًا وراء سرعة اإلنجاز‪ ،‬التفت أبي إلى‬
‫تفوقي في دراسة اللغة العربية وإلى حسن خطي في كتابتها؛ وكنت وقتها في ّ‬
‫سن‬
‫العاشرة‪ ،‬في المرحلة االبتدائية‪ ،‬وبدأ يستعين بي‪ .‬كان أبي يقرأ النص اإلنجليزي‪،‬‬

‫‪123‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫علي ما تجود به قريحته في سرعة وتدفق‪ .‬وبعد أن يفرغ من الترجمة‬ ‫ثم يملي ّ‬
‫الحرفية للنص‪ ،‬يأخذ األوراق التي كتبتها ويخط عليها بالحبر األحمر بعض‬
‫علي اإلمالء بعد التعديل ً‬
‫وفقا لمقتضيات‬ ‫التعديالت وبعض اإلشارات‪ ،‬ثم يعيد ّ‬
‫اللغة العربية وقواعدها النحوية والصرفية واستقامة المعنى وسالسة األسلوب‪.‬‬
‫واكتسبت الكثير من المهارات اللغوية في العربية نتيجة لهذا‪.‬‬
‫وبعدها بعدة سنوات‪ ،‬بعد أن اشتد عودي في دراسة اللغة اإلنجليزية في المرحلة‬
‫اإلعدادية وتعلمت كيفية البحث في المعاجم‪ ،‬بدأت في مساعدة أبي في البحث‬
‫في المعاجم والقواميس؛ وأكسبني هذا خبرة مبكرة في التعامل معها واستشعار‬
‫أهميتها للترجمة والمترجم‪.‬‬
‫أتشرب كل يوم المزيد من اإلحساس باللغتين؛ العربية‬ ‫واستمر األمر هكذا‪ ،‬وأنا ّ‬
‫واإلنجليزية‪ ،‬وينساب في داخلي روي ًدا روي ًدا حب الترجمة وعالمها المثير‪ ،‬حتى‬
‫التحاقي بكلية الهندسة‪ ،‬الذي كان نقلة نوعية كبيرة بالنسبة لي‪ .‬فقد كانت الدراسة‬
‫هناك باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وبدأت في اقتناء مجموعة كبيرة من المعاجم العلمية‬
‫والهندسية؛ أذكر منها معجم أحمد شفيق الخطيب والمعجم الفني للقوات المسلحة‬
‫المصرية ومجموعة المعاجم التخصصية الفنية الصادرة عن دار ليبزج األلمانية‬
‫تحت إشراف الدكتور أنور محمود عبد الواحد‪ ،‬بل وسارعت أيضا إلى شراء‬
‫قاموس المورد للبعلبكي؛ وكان قد نال وقتها شهرة كبيرة‪ .‬كان أبي يرقب نهمي‬
‫إلى شراء تلك القواميس والمعاجم في سعادة وكان يشجعني‪ ،‬بل وأذكر أنه في‬
‫النصف الثاني من أولى سنوات دراستي في الكلية‪ُ ،‬كلّف أبي بترجمة موضوع‬
‫هندسي من اإلنجليزية إلى العربية‪ ،‬فإذا به يعهد لي ــ دون تردد ــ بهذا العمل‪.‬‬
‫وراجع أبي ترجمتي‪ ،‬وأجرى بعض التعديالت البسيطة‪ ،‬ولكنه أثنى على جهدي‪.‬‬
‫ومن هذه اللحظة‪ ،‬بدأت شهيتي للترجمة تتفتح وأخذت ثقتي بنفسي تزداد وتنمو‪.‬‬
‫بل ومن هذه اللحظة‪ ،‬بدأت مع أبي العمل في الترجمة مكونين فريق عمل‪ .‬ومن‬

‫‪124‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وقتها زاد معدل ترددي‪ ،‬بمفردي غالبا وفي صحبة أبي أحيا ًنا‪ ،‬على المكتبات‬
‫لمتابعة كل جديد واستيفاء كل نقص في مكتبتنا الخاصة من معاجم وقواميس‪.‬‬
‫ورحت أبحث بشغف كبير عن أي كتب تتناول بالدراسة والتنظير فن الترجمة‪.‬‬
‫وقد كانت شحيحة وقتها في الثمانينيات‪ ،‬وبخاصة العربية منها؛ فلم أعثر إال‬
‫على بضعة كتب‪ ،‬كان من أبرزها “الترجمة ومشكالتها” للدكتور إبراهيم زكي‬
‫خورشيد وكتابين عن “فن الترجمة” لألستاذ محمد عبد الغني حسن والدكتورة‬
‫صفاء خلوصي‪.‬‬
‫ومع كل يوم كان يمر بي وكل عمل كنت أشارك أبي فيه‪ ،‬كنت أزداد خبرة‬
‫بالترجمة ودراية بدروبها وتمرًّسا على حل معضالتها‪.‬‬
‫ثم كانت النقلة الثانية حين وفقت في االنضمام إلى فريق العمل في الهيئة العربية‬
‫مهندسا في أحد مصانعها الكبيرة‪ ،‬فور تأديتي للخدمة العسكرية‪ .‬نعم‬ ‫ً‬ ‫للتصنيع‪،‬‬
‫كانت نقلة كبيرة بالنسبة لي في إتقان اإلنجليزية والترجمة لسببين‪:‬‬
‫أولهما؛ إنني قد ترشحت ــ بعد اختبار لتحديد المستوى في الجامعة األمريكية‬
‫بالقاهرة ــ لمنحة دراسية للغة اإلنجليزية لمدة ستة شهور في نفس الجامعة‪.‬‬
‫وتصادف أن كان مدرسي في الدورتين ً‬
‫أستاذا للترجمة في كلية اللغات والترجمة‬
‫بجامعة األزهر‪ ،‬ونشأت بيننا صداقة حين شعر بشغفي بالترجمة‪ ،‬وكم دارت بيننا‬
‫حوارات بخصوصها خارج قاعة الدرس أو عبر الهاتف‪ .‬نعم كان الدكتور محمد‬
‫محمود رضوان يرحب بأي سؤال أو استفسار من جانبي‪ ،‬واستفدت كثيًرا من‬
‫توجيهاته في دراسة اإلنجليزية والترجمة‪.‬‬
‫وثانيهما؛ اشتغالي في إدارة عمرة المحركات التوربينية األمريكية‪ ،‬حيث التعامل‬
‫مع العشرات من “كتب التعليمات” باإلنجليزية‪ ،‬وبلغة فنية راقية‪ ،‬وقد استفدت‬
‫كثيرا من هذا في مجال الترجمة الفنية والهندسية‪.‬‬
‫ً‬
‫ونصل إلى المحطة الثالثة أو النقلة الثالثة واألخيرة من رحلة تجربتي مع الترجمة‬

‫‪125‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫في حياة أبي‪ ،‬والتي أؤثر أن أسميها “ تجربتي مع الترجمة بالمعايشة”‪ .‬كانت‬
‫هذه المحطة مسك الختام في رحلة امتدت لما يزيد عن ربع قرن قضيتها مع أبي‬
‫في الترجمة‪ .‬وهي رحلة طويلة اتسمت بكثير من مكابدة الصبر والمثابرة وكثير‬
‫من تذ ّوق المتعة واإلثارة‪ .‬بدأت هذه المرحلة حين صادفت ذات يوم إعال ًنا على‬
‫صفحة كاملة بجريدة األهرام عن مشروع لترجمة موسوعة “الكتاب العالمي”‬
‫األمريكية إلى العربية بدعم وتمويل من صاحب السمو الملكي األمير‪ /‬سلطان بن‬
‫عبد العزيز‪ ،‬وتحت إشراف وإدارة مكتب الشويخات بالرياض‪ .‬كان هذا المشروع‬
‫ومراجع‬ ‫مترجم‬ ‫ً‬
‫عمالقا وكان أول مشروع يستعان فيه بأكثر من ثالثمئة‬ ‫بحق‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫من كافة أرجاء الوطن العربي؛ عبر التواصل معهم بالبريد السريع مع االستعانة‬
‫موحد اشترطته إدارة المشروع على‬ ‫بالحاسوب في الكتابة والتنسيق ً‬
‫وفقا لنظام ّ‬
‫المترجمين المشاركين فيه‪ .‬كان أبي وقتها قد أتم الخامسة والسبعين وكان مرض‬
‫الربو قد أنهكه وأقعده في فراش المرض وبخاصة بعدما بدأ يعاني من بعض‬
‫فتورا وعدم‬
‫المشكالت في القلب وضيق في شرايينه‪ ،‬فلم يكن غريبًا أن أجد منه ً‬
‫توقع مني ــ حين عرضت عليه األمر‪.‬‬ ‫حماس ــ على غير عادته وعلى غير ّ‬
‫وصدمت لرفض أبي‪ ،‬فقد كنت أرى في المشروع وثبة كبرى للحاق بالغرب في‬
‫مجال الموسوعات الذي فاتنا نحن العرب منه الكثير‪ ،‬رغم أن الحضارة العربية‬
‫اإلسالمية كان لها الريادة والسبق في هذا المضمار عن غيرها من الحضارات‪.‬‬
‫نعم كنت أرى في هذا المشروع وثبة حضارية ونهضوية كبرى ألنه يبدأ من حيث‬
‫انتهى اآلخرون ويعطي فرصة كبير النتعاش حركة الترجمة في العالم العربي‬
‫بعد طول خمول‪ ،‬وألنه يبدأ بفكر جديد يقوم على االستفادة من التقنيات الحديثة‪،‬‬
‫وكنت كذلك أعلق عليه آمالاً شخصية كبيرة‪ .‬ورغم رفض أبي فقد ترك لي‬
‫بصيصا من األمل حين قال لي في نهاية حديثه معي‪“ :‬أنت اآلن يمكنك أن تشارك‬
‫ً‬
‫في هذا المشروع كأي مترجم محنّك‪ ”.‬وكانت لكلمات أبي وقع السحر على قلبي‬

‫‪126‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وعقلي وروحي جميعًا‪ ،‬ولكنني عدت واصطدمت بواقع أنه ليس لي سجل مثبت‬
‫أو موثّق في الترجمة يزكيني لدى الهيئة الموقرة المشرفة على المشروع؛ فقد‬
‫كانت كل أعمالي في الترجمة تتم من خالل أبي‪ ،‬ولم تكن هناك أعمال مترجمة‬
‫منشورة تحمل اسمي‪ .‬ووجدتني بعد طول تفكير أذهب لتصوير غالف الكتاب‬
‫الوحيد الذي مازال موجودا لدينا في البيت‪ ،‬من بين الكتب التي ترجمها أبي‪،‬‬
‫وهو كتاب “الحركة النقابية‪ ”.‬ورحت أكتب نبذة عن أبي ومؤهالته وخبراته في‬
‫مجال الترجمة‪ ،‬وأصيغ هذا في صورة طلب للمشاركة في المشروع ً‬
‫مرفقا به‬
‫صورة غالف الكتاب‪ .‬وق ّدمت الطلب إلى أبي ليراجعه ّ‬
‫ويوقع عليه‪ ،‬فاندهش‬
‫من إصراري على إشراكه في هذا العمل رغم علمي بظروفه الصحية وبرفضه‬
‫وأكدت له أنني سأقوم بالعمل‬‫للمشاركة‪ .‬وأوضحت ألبي أسبابي ووجهة نظري ّ‬
‫ووقع على الطلب‬‫كاملاً على أن يتولى هو فقط المراجعة إذا أحب‪ .‬فاقتنع أبي ّ‬
‫داعيًا لي بالتوفيق‪.‬‬
‫لم يمر شهر على إرسالي الطلب‪ ،‬إال وفوجئت بمظروف كبير من مكتب الشويخات‬
‫يصلنا على البيت وبه ما يقرب من ‪ 40‬صفحة من صفحات الموسوعة األمريكية‬
‫مع بعض التعليمات والنماذج التي سيتم العمل ً‬
‫وفقا لها‪.‬‬
‫لم يكن الحاسوب وقتها (عام ‪ )1993‬قد انتشر بعد هذا االنتشار الكبير الذي نعهده‬
‫اآلن‪ ،‬وكنت على غير دراية بهذا العالم الجديد‪ ،‬فعهدت إلى مكتب لصديق لي‬
‫قريب من سكني بكتابة األوراق المترجمة أولاً بأول‪ .‬فكنت أدفع إليه في كل ليلة‬
‫في وقت متأخر باألوراق التي فرغت من ترجمتها وأتسلم منه مسودة باألوراق‬
‫التي كتبت على الحاسوب‪ .‬وفي نهاية كل أسبوع كنت أدفع إليه بأوراق المسودة‬
‫بعد تصحيح األخطاء الكتابية وإجراء التنسيق المطلوب على النص باستخدام‬
‫األلوان الفوسفورية؛ فمثال اللون األصفر للحروف المائلة واألخضر للحروف‬
‫البارزة واألحمر للكلمات التي تحتها خط‪ ،‬وكنت غالبا أجلس بجوار الشخص القائم‬

‫‪127‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫شخصا مهذبًا دمث الخلق‪ ،‬وتعلمت منه‬‫بالكتابة خالل المراجعة والتنسيق؛ وكان ً‬
‫الكثير عن الحاسوب وكيفية تشغيله والكتابة عليه خالل هذه الجلسات األسبوعية‬
‫التي استمرت تقريبًا على مدى شهرين أو ثالثة‪.‬‬
‫وفي بداية العمل‪ ،‬كان أبي يراجع ما أترجم‪ ،‬ولكنه بعد أسبوعين تقريبًا أبى ــ‬
‫رحمة اهلل عليه ــ إال أن يشاركني في ترجمة بعض مواد الموسوعة‪ ،‬رغم ما كان‬
‫يمثّله هذا عليه من إرهاق‪.‬‬
‫مصدقا نفسي وأنا أسلّم المواد المترجمة إلى أحد مكاتب البريد السريع‬
‫ً‬ ‫لم أكن‬
‫لشحنها إلى مكتب الشويخات‪ .‬وبعدها بعدة شهور‪ ،‬وصلنا خطاب كريم من رئيس‬
‫تحرير الموسوعة؛ الدكتور‪ /‬صالح الدين الطيب‪ ،‬يثني فيه على المشاركة وعلى‬
‫الترجمة ومرفق به صك بمبلغ مجز نظير العمل‪ .‬وبعدها بشهور قليلة توفى أبي‬
‫بعد أن حفر اسمه بحروف من نور ضمن قائمة مترجمي الموسوعة العربية‬
‫العالمية‪ ،‬وبعدها بعدة أشهر وصلني ظرف آخر به دليل فخم للتعريف بالموسوعة‬
‫وقائمة بأسماء المشاركين فيها من مترجمين ومحررين ومراجعين‪ .‬وشعرت‬
‫وقتها –وأنا أرى اسم أبي‪ -‬أن أبي مازال بجواري يؤنسني ويشد من أزري‪.‬‬
‫كانت الموسوعة مرتبة ترتيبًا أبجديًا‪ ،‬ومن ث ّم تعرضت خالل الترجمة لمواد في‬
‫كافة مناحي المعرفة والعلوم واآلداب والفنون‪ ،‬فخرجت من هذه التجربة بنتائج‬
‫جمّة الفائدة عظيمة األثر‪:‬‬
‫أوالها؛ إنها جعلتني كالمضطر إلى ركوب الصعب‪ ،‬فاندفعت إلى تزويد مكتبتنا‬
‫بكل ما أجده في المكتبات من مراجع في تصنيف النباتات والحيوانات وغيرها‬
‫ومن معاجم وقواميس؛ كالمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة والمغني‬
‫األكبر لحسن الكرمي والمعجم الثقافي لثروت عكاشة والقاموس الطبي ليوسف‬
‫حتّي‪ ،‬وغيرها وغيرها‪ ،‬حتى صارت لدينا ذخيرة هائلة من المراجع والقواميس‬
‫العامة والمعاجم التخصصية في كافة ألوان المعرفة والثقافة‪ ،‬مازلت أنهل منها‬

‫‪128‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫حتى اآلن وأضيف إليها‪.‬‬


‫قسطا كافيًا من الدراية والخبرة بتشغيل الحاسوب وكيفية‬ ‫وثانيها؛ إنني تلقيت ً‬
‫التعامل معه واالستفادة منه في كتابة المستندات وتنسيقها وحفظها؛ ومن ث ّم كان هذا‬
‫دافعًا لي إلى شراء أول مجموعة متكاملة اشتملت على حاسوب شخصي وطابعة‬
‫كثيرا على االرتقاء بترجمتي وتقديمها إلى‬‫وماسحة ضوئية‪ .‬وقد ساعدنى هذا ً‬
‫العميل في صورة طيبة يسهل التعامل معها؛ وبخاصة بعد انتشار األقراص المرنة‬
‫ثم األقراص المدمجة‪ ،‬وغير ذلك من وسائط‪ ،‬وبعد انتشار البريد اإللكتروني‪.‬‬
‫وثالثها وأهمها؛ إنها بعد ما كابدته من مشقة وتعب في ترجمة بعض موادها‬
‫المتنوعة‪ ،‬لفتت نظري إلى نقطة غالبًا ما تغيب عن بال كثرة كبيرة من المترجمين‪،‬‬
‫أال وهي أن المترجم الكفء ال يكفيه فقط إتقان اللغتين؛ المترجم منها والمترجم‬
‫إليها‪ .‬فالترجمة ليست فقط نقل مفاهيم ومعان من لغة إلى أخرى؛ بل هي عملية‬
‫بالغة التعقيد لنقل العلم والثقافة وأساليب الحياة‪ .‬لذا يلزم لها السباحة المتأنية‬
‫في بحور الفكر والمعرفة والثقافة‪ ،‬من خالل القراءة المستمرة واالطالع الدائم‬
‫على المجالت القيّمة والمراجع والموسوعات ودوائر المعارف‪ ،‬ومواكبة أخبار‬
‫االختراعات واألبحاث الحديثة وما يستجد معها من مصطلحات‪.‬‬
‫كانت مشاركتي مع أبي في ترجمة بعض مواد الموسوعة العربية العالمية خير‬
‫ختام لقصة تجربتي الشخصية مع الترجمة والتي أوثر أن أطلق عليها كما أشرت‬
‫آنفا “تجربة التعلّم بالمعايشة‪ ”.‬فهل انتهت عند هذا الحد عالقتي بالموسوعة؟ لقد‬‫ً‬
‫كان للقدر جولة أخرى معي في دفعي دفعًا نحو المزيد من اإلبحار في عالم ترجمة‬
‫الموسوعات وتحريرها‪.‬‬
‫بعد فترة الحداد والحزن على أبي واالنتهاء من بعض اإلجراءات ذات الصلة‬
‫ً‬
‫عارضا عليها‬ ‫بوفاته‪ ،‬بدأت في االتصال بالجهات والهيئات المعنية بالترجمة‬
‫خدماتي‪ .‬وكانت أول تجربة لي مع مجلة “الثقافة العالمية” الكويتية‪ ،‬حيث نشرت‬

‫‪129‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫لي في مارس ‪1995‬مقالة مترجمة تحت اسم “مسافرون يتسمّون بالجمال” عن‬
‫هجرات الطيور والحيوانات واألسماك‪ .‬وكان لي الشرف في أن من قام بمراجعة‬
‫مقالتي هو أستاذ الترجمة المشهور الدكتور عبد الغفار مكاوي‪ .‬ثم توالت ترجماتي‬
‫للمقاالت في عدد من المجالت الثنائية اللغة التي تصدر في مصر؛ مثل مجلة األم‬
‫والطفل ‪ ”Mother & Child‬ومجلة “ركن الطهاة ‪ ”Chef’s Corner‬ومجلة “باشن‬
‫‪ ”Pashion‬المهتمة باألزياء وأساليب الحياة العصرية‪ .‬وتوالت كذلك أعمالي مع‬
‫بعض الهيئات الدولية مثل هيئة اللحوم والماشية األسترالية (‪)MLA‬؛ حيث ترجمت‬
‫لها عدة نشرات ترويجية وبعض الكتيبات‪ ،‬ومع برنامج إصالح التعليم والتدريب‬
‫الفني والمهني في مصر (‪ ،)TVET Reform program‬الممول من االتحاد‬
‫برنامجا دراسيًا كاملاً ّ‬
‫يدرس في أقسام الخدمة الفندقية‬ ‫ً‬ ‫األوربي؛ حيث ترجمت له‬
‫بالمعاهد الفنية التخصصية‪.‬‬
‫كثيرا في اتصاالتي بكثير من هذه الجهات وفي تسلمي‬ ‫وقد أفادتني شبكة اإلنترنت ً‬
‫األعمال المطلوبة وتسليمها بعد ترجمتها‪ .‬وكذلك استفدت منها في اإلبحار عبر‬
‫المواقع المتخصصة في الترجمة والمعاجم والقواميس ونهلت منها الكثير‪ .‬وخالل‬
‫تطوافي على شبكة اإلنترنت‪ ،‬عرفت مصادفة بأول موسوعة عربية مؤسسية‬
‫شاملة صدرت في الستينيات عن مؤسسة فرانكلين األمريكية في مصر (التي‬
‫آلت فيما بعد إلى الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية)‪ ،‬وكان يرأس‬
‫تحريرها المؤرخ الكبير الدكتور محمد شفيق غربال‪ ،‬وأعيد طبعها في عام ‪2000‬‬
‫وعام ‪ .2008‬وسارعت على التو إلى مقر الجمعية ألشترى نسخة من الموسوعة‬
‫العربية الميسرة‪ ،‬وحين عرضت عليهم في الجمعية سابقة أعمالي وخبراتي في‬
‫الترجمة‪ ،‬رحبوا بي عض ًوا في الجمعية‪ ،‬وق ّدمت بالفعل يومها طلبًا لالنضمام إلى‬
‫فرحا بنسختي من الموسوعة الميسرة‪ ،‬باكورة‬ ‫ً‬
‫مسرعا‪ً ،‬‬ ‫الجمعية‪ .‬وعدت إلى البيت‬
‫موسوعاتنا العربية الشاملة في العصر الحديث‪ .‬وأخذت في تصفحها والوقوف‬

‫‪130‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫عند بعض موادها وقراءتها بعناية‪ ،‬والمقارنة بينها وبين عملي في الموسوعة‬
‫العربية العالمية ال تغيب عن ذهني‪.‬‬
‫ووجدتني أمسك بالقلم وأدخل بعض التعديالت على بعض موادها وما ورد بها‬
‫موضحا عبر هذه‬
‫ً‬ ‫من مصطلحات وأضيف بعض اإلضافات إلى بعضها اآلخر‪،‬‬
‫األمثلة بعض مقترحاتي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫إقران عنوان كل مادة بالمكافئ اإلنجليزي‪ ،‬وكذلك األمر مع كل مصطلح‪ ،‬ليتجمع‬
‫آخر األمر مسر ٌد ٌ‬
‫ثنائي من اإلنجليزية إلى العربية والعكس؛‬

‫‪2‬‬
‫إقران أسماء األعالم األجانب باألسماء مكتوبة بالحروف الالتينية حسب الشكل‬
‫اإلنجليزي لكل اسم‪ ،‬وأن يكون تعريب االسم حسب النطق اإلنجليزي له؛‬

‫‪3‬‬
‫التمييز بين الحروف الالتينية المتشابهة في النطق مثل (‪ )b&p‬و (‪ )f&v‬بكتابتها‬
‫بالشكل الذي اتفقت عليه معظم المجامع العربية‪ :‬ب ‪ – b‬پ ‪ – p‬ف ‪ – f‬ڤ ‪v‬؛‬

‫‪4‬‬
‫التمييز في الكتابة بين الياء المهملة ى (مثل‪ :‬فتى وهوى) والياء الالزمة ي (مثل‪:‬‬
‫المحامي والساعي)؛‬

‫‪5‬‬
‫إقران أسماء األعالم العرب باألسماء مكتوبة بالحروف الالتينية حسب النطق‬

‫‪131‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫المحرف ألسماء األعالم العرب‪،‬‬


‫ّ‬ ‫العربي لكل اسم‪ ،‬مع إضافة االسم الالتيني‬
‫وبخاصة في عصور النهضة العربية؛ مثل ابن سين ا ‪( Ibn-Sina‬أڤيسينا �‪Avi‬‬
‫‪ )cenna‬وابن رشد ‪( Ibn-Rushd‬أڤيروس ‪ )Averroes‬وابن باجة ‪Ibn-Paga‬‬
‫(أڤينپيس ‪)Avenpace‬؛‬

‫‪6‬‬
‫إقران أسماء الهيئات والمنظمات واالتفاقيات والمؤتمرات‪ ،‬وما إليها‪ ،‬باألسماء‬
‫اإلنجليزية لها؛‬

‫‪7‬‬
‫المحرفة‬
‫ّ‬ ‫عدم تعريب أسماء األعالم العربية أو اإلسالمية نقلاً عن األسماء األجنبية‬
‫لها (مثل محاضر محمد وليس مهاتير محمد) وكذلك الحال مع أسماء األماكن‬
‫والمدن العربية‪ ،‬وبخاصة التي في فلسطين المحتلة وتلك التي كانت في األندلس‬
‫والبندقية وصقلية وغيرها؛‬

‫‪8‬‬
‫إقران أسماء أفراد المملكة الحيوانية والمملكة النباتية بأسمائها العلمية الالتينية‪،‬‬
‫الحي؛‬
‫وذكر الرتبة والفصيلة التي ينتمي إليها الكائن ّ‬

‫‪9‬‬
‫اإلشارة في كل مادة إلى المواد المشابهة أو التي لها صلة بموضوع المادة‪.‬‬
‫ويوضح الجدول التالي أمثلة للتعديالت التي أدخلتها على هذه المواد واإلضافات‬
‫التي أضفتها إليها‪:‬‬

‫‪132‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫المادة حسبما هي واردة في الموسوعة‬

‫المادة بعد إدخال التعديالت واإلضافات‬ ‫المادة حسبما هي واردة في الموسوعة‬

‫إبادة جماعية ‪ :genocide‬محاولة‬ ‫إبادة الشعوب‪ :‬محاولة إبادة طائفة أو‬


‫إبادة جماعة أو طائفة أو شعب على‬ ‫شعب قومي أو ساللي أو عرقي أو‬
‫أساس انتماء سياسي أو ديني أو عرقي‬ ‫ديني أو سياسي‪ُ .‬جعلت هذه اإلبادة‬
‫أو قومي‪ ،‬وقد اعتبرتها األمم المتحدة‬ ‫جريمة دولية في اتفاقية وافقت األمم‬
‫جريمة دولية ‪ .1948‬انظر االتفاقية‬ ‫المتحدة عليها باإلجماع ‪.1949‬‬
‫الدولية لمنع اإلبادة الجماعية‬ ‫و ُوضعت موضع التنفيذ ‪ 1951‬بعد أن‬
‫‪International Convention on‬‬ ‫صدقت عليها عشرون دولة‪.‬‬
‫‪.Prevent Genocide‬‬
‫برز هذا المصطلح في أثناء الحرب‬
‫العالمية الثانية على خلفية ما أشيع‬
‫عن خطط ألمانية للقضاء على شعوب‬
‫معينة مثل اليهود‪ .‬انظر أيضا تطهير‬
‫عرقي ‪.ethnic cleansing‬‬

‫المادة بعد إدخال التعديالت واإلضافات‬ ‫المادة حسبما هي واردة في الموسوعة‬

‫أبارتهيد‪ :‬نظام من التفرقة العنصرية (فصل عنصري)‪ :‬نظام مارسته‬


‫تمارسه جمهورية جنوب أفريقيا‪ .‬جمهورية جنوب أفريقيا التي سبق أن‬
‫أقرت التمييز العنصري وتف ّوق الجنس‬
‫ّ‬ ‫أقرت حكومة جنوب أفريقيا التفرقة‬

‫‪133‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أمرا طبيعيًا ومنطقيًا‪.‬‬


‫األبيض باعتباره ً‬ ‫العنصرية وتف ّوق الرجل األبيض‬
‫والمصطلح مأخوذ من اللغة األفريقانيّة‬ ‫باعتباره شيئاً طبيعياً ومنطقياً‪ .‬ولم تكن‬
‫‪ .Afrikaans‬ولم يكن التمييز العنصري‬ ‫التفرقة العنصرية قضية سياسية مطلقاً‬
‫ملحوظا على نحو حاد حتى ‪1948‬‬ ‫ً‬ ‫حتى ‪ 1948‬حين أدخل دانيل فرانسوا‬
‫حين أدخل دانيل فرانسوا ماالن‬ ‫ماالن سياسة األبارتهيد ضمن البرنامج‬
‫‪Daniel‬‬ ‫‪François‬‬ ‫‪Malan‬‬ ‫السياسي‪..........................‬‬
‫سياسة األپارتهيد ضمن البرنامج‬
‫السياسي‪..........‬‬

‫المادة بعد إدخال التعديالت واإلضافات‬ ‫المادة حسبما هي واردة في الموسوعة‬

‫ابن سينا ‪Ibn-Sina: 980 - 1036‬‬ ‫ابن سينا‪ ،1036 - 980 :‬أبو على‬
‫الحسين بن عبد اهلل بن سينا‪ ،‬فيلسوف يعرف في الدراسات الالتينية‬
‫وطبيب مسلم‪ ،‬يلقب بالشيخ الرئيس‪ .‬باسم أڤيسينا ‪ ،Avicenna‬أبو‬
‫على الحسين بن عبد اهلل بن سينا‪،‬‬ ‫ولد في‪....................‬‬
‫فيلسوف‪................‬‬

‫المادة بعد إدخال التعديالت واإلضافات‬ ‫المادة حسبما هي واردة في الموسوعة‬

‫حمار الزرد ‪zebra: Equus zebra‬‬ ‫حمار الزرد‪ :‬حيوان أفريقى من جنس‬
‫الحصان إيكواس ‪ ،Equus‬منظره حيوان أفريقى من رتبة ذوات الحافر‬
‫العام شبيه بحصان صغيرمخطط له وفصيلة الخيل‪ ،‬ومن أسمائه أيضا‬
‫أرجل رفيعة وحوافر صغيرة‪ .‬ويختلف حمار عتابي وحمار وحشي مخطط‪،‬‬

‫‪134‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وهو متوسط الحجم شبيه بحصان‬ ‫لون الخطوط التي عليه باختالف النوع‬
‫صغيرمخطط بلونين حسب النوع؛‬ ‫(تارة سوداء أو بيضاء أو بنية) كما‬
‫األبيض واألسود أو البني‪ ،‬كما يختلف‬ ‫يختلف اتساعها ونظامها‪ .‬وحمار‬
‫اتساع الخطوط ونظامها حسب النوع‪.‬‬ ‫الزرد آخذ في االنقراض‪ .‬ومن أسمائه‬
‫يعيش حمار الزرد في جماعات صغيرة‬ ‫الحمار العتابى‪.‬‬
‫ً‬
‫مختلطا في كثير من األحيان‬ ‫أو كبيرة‬
‫ببعض الظباء أو البقر الوحشي‪ ،‬وهو‬
‫آخذ في االنقراض‪.‬‬

‫وذهبت إلى الجمعية في يوم آخر وق ّدمت للسيدة الفاضلة المدير التنفيذي للجمعية‪،‬‬
‫مقترحاتي بخصوص المواد الموجودة بالفعل‪ .‬كما أوضحت لها ضرورة تحديث‬
‫الموسوعة ً‬
‫تحديثا شاملاً لتستوعب األحداث الساخنة التي شهدها العالم علي مدى‬
‫خمسين عامًا منذ أول إصدار للموسوعة والتطورات الهائلة التي حدثت في الفكر‬
‫والدراسات اإلنسانية والعلوم‪ ،‬لكي تواكب االختراعات واالكتشافات الجديدة‬
‫والتقنيات الحديثة من حاسوب وإنترنت وهندسة وراثية وخاليا جذعية واستنساخ‬
‫وغير ذلك‪ ،‬وما أحدثته هذه التقنيات من تغييرات جذرية في مناحي الحياة المختلفة‬
‫وتحديات قوية أمام األمة العربية للحاق بركب الحضارة‪ .‬ويبدو أنها قد عرضت‬
‫مقترحاتي على األستاذ الدكتور‪ /‬حسين نصار؛ العميد األسبق لكلية آداب القاهرة‬
‫والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية ورئيس الجمعية‪ ،‬ألنها بعد ذلك هيأت‬
‫للقاء يجمعنا‪ .‬وتصادف وقتها أنهم كانوا في الجمعية يفكرون جديًا في إعادة إصدار‬
‫الموسوعة مع تحديثها‪ ،‬فحظيت مقترحاتي بقبول طيب‪ .‬وما هي إال شهور قليلة‬
‫إال وكنت أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية في أول انتخابات أجريت بها‪ ،‬بتزكية‬
‫طيبة لي من أستاذي الدكتور حسين نصار لدى األعضاء‪ .‬وشرعنا منذ منتصف‬

‫‪135‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫عام ‪ 2010‬في إعداد دراسة شاملة لهذا اإلصدار الجديد واألشخاص الالزمين‬
‫للمشاركة فيه ووضع موازنة مالية للوفاء بمتطلباته وإصداره‪ ،‬مع التفكير جديًا في‬
‫نشر الموسوعة إلكترونيًا على اإلنترنت‪ ،‬وطبع نسخ ورقية منها بالطلب‪ ...‬ولكن‬
‫بكل أسف يعاني عملنا في هذا المشروع الكبير من بعض البطء نتيجة قلة الموارد‬
‫الذاتية للجمعية وغياب الممولين المتحمسين لهذا المشروع القومي الكبير بسبب ما‬
‫مرت به منطقتنا العربية من أحداث سياسية عنيفة وتقلبات اقتصادية قوية‪ .‬ولكننا‬
‫رغم كل الصعاب ما زلنا نواصل العمل‪ ،‬يحدونا األمل في أن تتحسن الظروف‬
‫بإذن اهلل وأن يرى هذا المشروع القومي الكبير النور ويخرج إلى الوجود قريبًا‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫حمدية حسن‬

‫بدأت العمل في الترجمة من دون أن أُرتب لذلك أو ّ‬


‫أتوقعه في هذا‬ ‫ُ‬
‫الوقت؛ فما كان يشغلني حينها إال مذاكرتي ومتابعة دروسي واالجتهاد‬
‫في التحصيل‪ .‬كان أحد المترجمين المجتهدين في قريتي (دملو‪-‬بنها‪ -‬قليوبية)‬
‫يُترجم رسائل الماجستير والدكتوراه ألساتذة جامعة بنها‪ ،‬وإذ به يتخذ قراره لترك‬
‫فطلَبت منه أستاذة جامعية أن يوصي لها بمترجم يثق‬ ‫الترجمة والتفرغ للتدريس؛ َ‬
‫به‪ ،‬فاختارني لثقته في تفوقي فكانوا في القرية يعرفون عني اجتهادي وتميزي‬
‫في دراستي منذ االبتدائية ومسابقات القرآن والحديث وغيرها‪ ،‬وكانوا قد اعتادوا‬
‫على إعالن أسماء الفائزين في مذياع المسجد‪ ،‬وصولاً إلى تفوقي في الثانوية‬
‫األزهرية وحصولي على المركز األول على مستوى المحافظة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫كثيرا وأخبرته أنني لم‬ ‫ُ‬
‫فترددت ً‬ ‫جاءني المترجم المذكور وعرض علي األمر‪،‬‬
‫أتدرب على الترجمة ولم أُترجم غير الفقرات البسيطة التي تُعهد إلينا بالجامعة‬
‫أنت لها وأنا‬
‫وأخشى أن أخذله وأن ال تخرج ترجمتي بالجودة المطلوبة‪ .‬قال‪ :‬بل ِ‬
‫سرا‪ ،‬لم يكن األمر‬‫على ثقة من ذلك‪ .‬ترجمي هذا البحث وسنرى‪ .‬ال أُخفيكم ًّ‬
‫يسيرا‪ .‬أخذت أقرأ البحث ألفهم محتواه وكان يتحدث عن الذكاء الوجداني وتقدير‬
‫ً‬
‫تعثرت في نقل الكثير من المصطلحات إلى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أحببت الموضوع‪،‬نعم لكنني‬ ‫الذات‪،‬‬
‫ميسرا كحاله اآلن‪:‬‬
‫اللغة العربية‪ .‬كان هذا في عام ‪ 2003‬ولم يكن أمر البحث ً‬
‫نصل إلى كل معاني الكلمات في سياقاتها المختلفة بضغطة زر واحدة‪ .‬أخذت‬
‫األمر على محمل الجد وشجعت نفسي وأيقظت همتي وكانت كلمة المترجم تتردد‬

‫‪137‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫على مسامعي‪“ :‬أنت لها”‪ .‬لم أترك كلمة شككت في أن معناها الظاهر لي قد‬
‫يختلف إن بحثت في قاموسي الورقي وقارنت المعاني المختلفة ألرى ما يتماشى‬
‫منها مع السياق الحاضر إال ودققتها‪ .‬انتهيت من ترجمة الملف وأرسلته للمترجم‬
‫ليرسله لألستاذة المذكورة وانتظرت النتيجة على أحر من الجمر‪ ،‬يومًا كاملاً ‪ .‬ثم‬
‫جاءني المترجم قائال‪“ :‬الترجمة ممتازة”‪ .‬ابتهجت أساريري وزادت ثقتي بنفسي‬
‫بعد أن بذلت الجهد الالزم واستودعت تعبي عند اهلل فلم يردني خائبة ومن هذا‬
‫اليوم لم أكف عن الترجمة وأذكر أن أكبر إجازاتي لم تتع ّد أسبوعين‪ .‬أصبحت‬
‫المترجمة األساسية للدكتورة المذكورة وأوصت بي لغيرها من أساتذة الجامعة‬
‫فبت أترجم وأذاكر في الوقت نفسه إلى أن انقضت سنوات الدراسة وبدأت رحلة‬ ‫ّ‬
‫البحث عن العمل‪.‬‬
‫كانت جريدة “الوسيط” تُوزع مجا ًنا وكان زوج عمتي يأتيني بها؛ فكنت أنتظرها‬
‫بلهفة مع جورنال الجمعة ألبحث بهما عن وظائف المترجمين وكلّما وجدت طلب‬
‫الجتماع تركت كل ما‬‫ٍ‬ ‫توظيف‪ ،‬سارعت باالتصال وإن دعوني إلى شركتهم‬
‫يشغلني وسافرت إلى القاهرة وأجريت المقابلة وعدت أدراجي أنتظر وأبحث من‬
‫جديد‪ ،‬دون كلل أو ملل‪.‬‬
‫لم تطل مدة انتظاري بعد التخرج وإذ بي أتلقى مكالمة هاتفية من إحدى شركات‬
‫االستيراد والتصدير بمصر الجديدة أن سيرتي الذاتية قد ُقبلت وأنني أصبحت‬
‫“رسميًا” مترجمة بشركتهم‪.‬‬
‫صغيرا مع‬
‫ً‬ ‫شعرت وكأنه يوم سعدي‪ ،‬ككل حلم رادوني وتحقق ثم صار بعد ذلك‬
‫كل حلم يكبره جه ًدا أو ً‬
‫قدرا‪.‬‬
‫كثيرا في الشركة المذكورة ألسباب كثيرة‪ ،‬من بينها أنني لم أكن أترجم‬
‫لم أستمر ً‬
‫مبروكا لضآلة ما أترجمه من رسائل‬‫ً‬ ‫شيئا يذكر وكنت أشعر أن راتبي لن يكون‬‫ً‬
‫أو كتالوجات أو أدلة استخدام ولكثرة وقت الفراغ الذي كنت أقضيه بين جدرانها‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫لم أكف عن البحث‪ ،‬وفي أثناء عملي بالشركة‪ ،‬وجدت إعال ًنا لمكتب استشارات‬
‫اقتصادية‪ ،‬فتوجهت إليه بعد أن اتصلت ورحب صاحبه بي‪ .‬اجتزت االختبار‬
‫بسهولة ويسر وقبلني المدير وتركت الشركة األولى ألبدأ رحلتي الحقيقية في‬
‫رقاني المدير وزاد راتبي وجعلني‬ ‫ترجمة الكتب المالية واالقتصادية وما لبث أن ّ‬
‫أراجع كتبه السابقة بعد عدة شهور‪ .‬وفي هذا المكتب‪ ،‬تعلّمت الكثير والكثير‬
‫ورأيت من التعاون بين فريق العمل ما افتقدته في أماكن أخرى بعدها‪.‬‬
‫في أثناء عملي في مكتب االستشارات‪ ،‬عثرت صديقتي بالصدفة على مكتب‬
‫ترجمة في “بنها” وكان أول مكتب ترجمة في محافظتي وعلمنا بعدها أن‬
‫صاحب الفكرة كان أحد المصممين المصريين الذي اقترح على صاحب مكتب‬
‫ترجمة وطباعة سعودي فكرة إنشاء مكتب ترجمة بمصر حيث األسعار القليلة‬
‫مديرا للمكتب ويعود من السعودية إلى‬ ‫والمترجمين الماهرين آملاً في أن يعينه ً‬
‫يف بوعده كما علمنا بعد ذلك‪.‬‬
‫جوار أهله ببنها‪ ،‬لكنه لم ِ‬
‫بادئ بدء‪ ،‬كانت صديقتي تعرض علي العمل بالقطعة ووافقت وترجمت لهم مرة‬
‫أو مرتين‪ ،‬ثم جاءتني بطلب أفضل وهو أن أدير المكتب معها في وظيفة ثابتة‬
‫براتب ثابت‪ .‬كان هذا من دواعي سروري‪ ،‬فقد كنت أعمل بالقاهرة واآلن أتتني‬
‫فرصتي للعمل بالقرب من بيتي فال أجد مشقة كبيرة في السفر واالنتقال‪.‬‬
‫وافقت وانتقلت بعد مدة‪،‬كنت قد اتفقت مع صاحب مكتب االستشارات عليها‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬فقد كنت مسؤولة عن تسلم‬ ‫في هذا المكتب (‪ ،)2007‬تعلمت الكثير والكثير ً‬
‫الملفات وتوزيعها على المترجمين ومراجعتها وإعادة إرسالها للعميل السعودي‬
‫باهرا أنا وصديقتي‬‫نجاحا ً‬
‫وإدراج بياناتها في ملف حساب لكل مترجم‪ .‬حققنا ً‬
‫أرباحا ممتاز ًة من الترجمة والطباعة‪ ،‬إلى أن جاءنا‬‫ً‬ ‫وحقق صاحب المكتب‬
‫وصدقا‪ ،‬لكنه استكثر رواتب مُدخلي‬ ‫ً‬ ‫محاسب‪ ،‬لم يكن لوجوده أي فائدة‪ً ،‬‬
‫حقا‬
‫البيانات والمترجمين وتواصل مع صاحب المكتب وأخبره أن أسعار الترجمة‬

‫‪139‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫كثيرا عما يدفعه وكنت قد وضعت نسبة لكل مدخل بيانات‬ ‫والطباعة هنا منخفضة ً‬
‫أو مترجم تشجيعًا لهم على اإلنجاز وكانوا ال يضيعون أي دقيقة أملاً في إنجاز ما‬
‫يمكنهم إنجازه فلغاها بسبب ذلك المحاسب‪.‬‬
‫اعترضت واعترض كل فريق العمل معي وضغطنا على صاحب العمل وكان قد‬
‫أوشك على االقتناع بما أبثه إليه من أن أرباحه بطريقة التحفيز تزيد وال تقل وأن‬
‫إعطاء اإلحساس للمترجم أو مدخل البيانات أو أي موظف عمومًا أن له نصيب‬
‫من إنتاجه يجعله ينتج أكثر‪ ،‬لكن التدخل والضغط من الناحية األخرى كان أقوى‬
‫وكان ذك المحاسب وصوليا للغاية وكان هدفه الرئيس أن يتودد لصاحب المكتب‬
‫وأن ال يصل راتب المترجم أو مدخل البيانات لمبلغ يفوق راتبه بالرغم من عدم‬
‫جدوى وجوده بيننا فقد كنا نجمع حسابات المترجمين ونعطيها له وكان كل ما عليه‬
‫أن يدرجها في ملف “إكسل”‪.‬‬
‫وبهذا تركنا المكتب ولألبد‪.‬‬
‫وهنا بدأت رحلتي للبحث عن مهام الترجمة عبر االنترنت والتي لم تكن منتشرة‬
‫وسع آفاقي وساءلت نفسي‪:‬‬ ‫كحالها في هذه األيام‪ ،‬لكن عملي في المكتب األخير ّ‬
‫“لماذا ال أبحث عن مكاتب خارج مصر وأراسلهم وأعمل معهم؟!” وحدث‪.‬‬
‫بحثت على “جوجل”‪ ،‬فهداني بحثي في إحدى المرات إلى موقع “‪ ”Sptechs‬وكان‬
‫عليه إعالنات لشركات تطلب مترجمين من مصر وغيرها‪ .‬تابعت كل اإلعالنات‬
‫وراسلت الشركات وإذا بي أفكر‪“ :‬لماذا ال أعلن عن خدماتي فتراسلني الشركات‬
‫وبهذا أفرض السعر الذي أريد؟” بحثت عن مكان اإلعالن وأعلنت عن خدماتي‬
‫باإلنجليزية والعربية وتواصلت معي الكثير من الشركات من دول مختلفة وكانت‬
‫هذه هي بداية عملي الحر‪.‬‬
‫استحسنت العمل الحر وأخذت أراسل الشركات من شتى بقاع العالم عن طريق‬
‫الصفحات الصفراء وبيت دوت كوم وإنديد وغيرها وكان ومازال أفضل العمالء‬

‫‪140‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫الذين تعاملت معهم هم من جاءوني بتوصية من عميل لي أوصى بجودة ترجمتي‬


‫ومهنيتي فيأتيني العميل الجديد وهو على علم بما عندي فلم يرهقني بالمفاوضات‬
‫ولم يُطل اختباري ويرهقني بالعينات‪ .‬وعلى مدار هذه المدة‪ ،‬عملت مرتين بدوام‬
‫كامل عبر االنترنت ولم تطل مدة عملي‪ ،‬فمن اعتاد الحرية ال يبرحها‪.‬‬
‫منشورا على الفيس بوك من مجموعة “رابطة المترجمين‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫صادفت‬ ‫في عام ‪،2013‬‬
‫الفريالنسرز”‪ .‬كانت أول ما عرفت من مجموعات الترجمة وكم أسعدني ج ًدا أن‬
‫أجد مكا ًنا يجمع بين المترجمين ويتشاركون فيه أفكارهم وهمومهم‪.‬‬
‫تابعت المجموعة في صمت عدة أيام وكانت أكثر األسئلة التي تُطرح بها‪“ :‬كيف‬
‫أبدأ طريق الترجمة؟” و”كيف أصل إلى العمالء” و”كيف أدرب نفسي وأحسن‬
‫جودة ترجمتي وسعرها؟”‪.‬‬
‫منشورا ر ًدا على سؤال طرحه أحد الزمالء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫في يوم من األيام‪ ،‬وجدتني أكتب‬
‫قصصت عليهم قصتي وكيف بدأت وكيف تمكنت من فرض سعر ترجمتي بعدما‬
‫أثبتت مهارتي واجتهادي‪ .‬كان تفاعل الناس مع المنشور رائعًا وتناقله المترجمون‬
‫بين المجموعات ونشره بعضهم على صفحاتهم الشخصية‪ ،‬ومن هنا بدأت أشعر‬
‫أن لدي ما أقدمه للناس ألنفعهم به من واقع خبرتي في السنوات العشر التي سبقت‬
‫دخولي الرابطة‪ ،‬وكنت قبلها قد أنشأت صفحة على الفيس بوك وأسميتها “ريناد‬
‫للترجمة” وكنت أنشر عليها ولكن لم أكن أجد نفس القدر من التفاعل ولم أشعر‬
‫بتأثير الكلمة على الناس كما حدث في الرابطة‪.‬‬
‫أخذت أنشر وأنشر وبات الناس ينتظرون منشوراتي وبدأت أحسن من طريقة‬
‫النشر بما يضمن للمنشور االستمرار ويضمن للمترجمين تحقيق استفادة أكبر؛‬
‫فتعلمت طريقة إنشاء الفيديوهات وأنشأت فيديوهات عن بداية الطريق وآلية‬
‫التسويق وانبهر الناس بها (كحال كل جديد) بالرغم من أنني اآلن أراها بدائية ج ًدا‬
‫لكن عدم وجود مثل هذه الطريقة وقتها جعلها مميزة وفريدة بالنسبة لهم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫زاد إيماني بفائدة ما أقدمه وأخذ يزيد يومًا بعد يوم‪ ،‬فأعطيت من وقتي كل ما‬
‫أمكنني وقللت ساعات نومي ألجد الوقت الكافي وال أقصر في بيتي أو عملي‬
‫من علي بعد هذه السنوات من التفاعل مع الناس ودراسة‬ ‫علي أن ّ‬
‫ومن فضل اهلل ّ‬
‫احتياجاتهم أن وضعت كتابين أحدهما عن ترجمة أوراق التقاضي‪“ :‬دليلك العملي‬
‫ُيسر في الترجمة‬ ‫إلى ترجمة الوثائق القضائية” واآلخر عن ترجمة العقود “الم ّ‬
‫ّ‬
‫القانونية”تمخضا عن العديد من الدورات التدريبية التطوعية والتفاعل المباشر‬
‫مع المترجمين مما جعلهما يخرجان بإجابات محددة ألسلة طالما دارت بخلدي‬
‫وخلدهم‪ .‬وهاهو الكتاب الثالث “نبراس المترجم” الذي انبثق كذلك عن حاجة‬
‫علي في ورش العمل التي عقدناها وألقيتها‬ ‫المترجمين وأسئلتهم التي طرحوها ّ‬
‫بنفسي أو ألقاها أحد األساتذة المتطوعين اآلخرين وكنت حاضرة معهم لرعايتها‬
‫ودعهمها‪.‬‬
‫لكن حسبي أن أجدد النية بأن تكون في سبيل اهلل ولخير‬ ‫شاقة‪ ،‬ال أنكر‪ّ ،‬‬‫رحلة ٌ‬
‫ٌ‬
‫الناس وأقول‪“ :‬لعلّها المنجية”‪.‬‬
‫أسأل اهلل العلي العظيم أن يكلل هذه الجهود بالنجاح واإلفادة لعموم المترجمين في‬
‫مصر والعالم العربي وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم‪.‬‬

‫بنها‪ ،‬األربعاء ‪22/11/2017‬‬

‫‪142‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫سناء فودة‬
‫مترجمة حرة‬

‫عندما طلبت مني األستاذة حمدية أن أروي قصة مشواري مع الترجمة‬


‫رت في أمري هل أبدأ مما انتهيت إليه أم من البداية‪ ،‬من الحلم‪.‬‬ ‫ِح ُ‬
‫فقررت أن أبدأ من الحلم‪ ،‬فكل شيء يبدأ بمجرد حلم في مخيلة صاحبه يسعى أيما‬
‫سعي لتحقيقه ويبذل في سبيله الغالي والنفيس‪ .‬وهو ما حدث‪ .‬كان حلمًا راودني‬
‫في الصف الثالث الثانوي بأنألتحق بكلية األلسن‪ .‬ومن أجل ذلك الحلم بذلت ما‬
‫في وسعي وكلل اهلل جهدي بالنجاح والتفوق وحزت المركز األول على مستوى‬
‫اإلدارة التعليمية التي تتبعها مدرستي‪ .‬وعندما التحقت بالكلية التي حلمت بها‬
‫وجدتني مع العشر األوائل لطالب الثانوية العامة في تلك السنة‪ .‬وكان علي أن‬
‫أشحذ الهمة وأبذل أقصى جهد ألحافظ على تفوقي وأقف على قدم المساواة مع‬
‫أقراني من المتفوقين‪.‬‬
‫وتخرجت في كليتي وكانت هذه بداية لحلم أخر‪ .‬لم تكن الدراسة الجامعية كافية‪.‬‬
‫فقررت أن ألتحق بالدراسات العليا وقد كان ألحصل على درجة الماجستير في‬
‫يرو ذلك ظمئي للعلم والمعرفة فالتحقت بالجامعة‬‫الترجمة من كلية األلسن‪ .‬ولم ِ‬
‫ونظرا لتميزي في الترجمة الفورية‪،‬‬‫ً‬ ‫األمريكية ألدرس الترجمة بها وقد كان‪.‬‬
‫حصلت على منحة مجانية لمدة ‪ 3‬أشهر لدراسة الترجمة بالجامعة األمريكية‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬التحقت بالعمل في إحدى المصالح الحكومية‪ .‬ولكن لم أجد‬
‫الوظيفة مرضية لطموحي المهني‪ .‬فالتحقت بالعمل بمكاتب الترجمة‪ .‬وكأي فتاة‬
‫علي أن‬‫مصرية كان حلم تكوين األسرة يراودني وتحقق بفضل اهلل‪ .‬وكان لزاما ً‬

‫‪143‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أنحي طموحي جانبًا لتلبية نداء األمومة فتركت الدراسة في الجامعة األمريكية‬
‫وتوقفت تماما عن العمل لمدة عامين حتى أعتني بأسرتي الصغيرة‪ .‬وما أن بدأ‬
‫عود صغيرتي يشتد قليلاً ‪ ،‬شمرت عن ساعدي ونزلت ميدان العمل مرة أخرى‬
‫وبدأت أعمل عبر اإلنترنت‪ .‬وما أن بدأت حياتي المهنية في االنطالق رزقني‬
‫اهلل بطفلتي الثانية‪ .‬فاضطررت للتوقف مجددا‪ .‬وبعد أن شبت صغيرتي الثانية‬
‫هي األخرى عن الطوق بدأت العمل مجد ًدا مع مكاتب الترجمة‪ .‬وكان أجري‬
‫حينها ال يتعدى ‪ 7‬جنيهات في الصفحة‪ .‬وبعد أن تركت الدراسة ‪ 6‬سنوات عدت‬
‫مجد ًدا الستئناف دبلومة الترجمة في الجامعة األمريكية‪ً .‬‬
‫ونظرا لظروفي األسرية‬
‫والمهنية كنت أدرس مادة واحدة كل ‪ 3‬أشهر‪ .‬وبعد ثالث سنوات من الجهد‬
‫المضني كـأم ومترجمة وطالبة‪ ،‬نجحت في االنتهاء من الدبلومة التي بدأتها منذ‬
‫‪ 11‬عامًا‪ .‬لم ينتابني اليأس خاللها لحظة واحدة‪ ،‬ولم أتراجع عن تحقيق حلمي‬
‫لحظة رغم كل العقبات التي كان يمكن أن تدفعني للتخلي عن حلمي‪ .‬ولكن كما‬
‫يقول الشاعر محمود درويش “قف على ناصية الحلم وقاتل”‪ ،‬وقفت على ناصية‬
‫الحلم مدافعة بكل ما أوتيت من قوة وبكل شراسة‪ .‬ربما أكون قد حققت جز ًءا من‬
‫حلمي ولكن المشوار ما يزال طويلاً ‪...‬‬

‫سناء فودة‬

‫‪144‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫شيرين جمال‬
‫حكايتي مع فيوتشر‪...‬واسم اهلل اللطيف!‬

‫حسن ظن‪...‬توكل‪ ...‬سعي‪ ،‬أمرنا اهلل تعالى بتلك الثالثة‪ ،‬ووعدنا‬


‫بالتيسير لما فيه الخير‪.‬‬
‫أوال‪ ،‬والسعي ثانياً‪ ،‬ثم الرضا بقضاء اهلل وقدره‪.‬‬ ‫فالثقة باهلل ً‬
‫على مدار عامين‪ ،‬ال يلوح اسم فيوتشر في األفق إال بعد لحظات من الترقب‬
‫وحبس األنفاس‪ ،‬تكتنفها روح تعلقت باهلل اللطيف‪.‬‬
‫منذ عامين‪ ،‬وتحدي ًدا في اإلجازة الصيفية لعامي الثالث بكلية األلسن‪ ،‬تاقت نفسي‬
‫إلى االلتحاق بتدريب في شركة فيوتشر؛ لما سمعته عن تميُّز تلك الشركة في‬
‫مجال الترجمة والتعريب‪ .‬وكنت قد علمت بتسلُّم الشركة من الكلية قائمة بأسماء‬
‫المرشحين من أوائل الفرقة الثالثة والفرقة الرابعة لتدريبهم في الشركة؛ ولم أكن‬
‫منهم! فتواصلت مع رئيسة القسم بغية إلحاق اسمي بقائمة المرشحين للتدريب‬
‫درسوا‬
‫في الشركة‪ ،‬مع تعهدي لها بإحضار خطابات توصية من الدكاترة الذين ّ‬
‫لي على مدار أعوام دراستي السابقة في الكلية ً‬
‫دليال على إثبات اجتهادي‪ ،‬لكنها‬
‫لدي معايير معينة للترشيح ال يمكنني الخروج عنها”!!‬ ‫رفضت‪ ،‬وقالت لي‪ّ ”:‬‬
‫رفضت رئيسة القسم ترشيحي لهذه الفرصة‪ ،‬التي طالما تطلعت إليها؛ لعدم‬
‫حصولي على التقدير المنشود‪ ،‬وما كان رفضها إال ً‬
‫باعثا لمزيد من التحدي‬
‫واإلصرار‪ .‬وفتحت لي الرعاية الربانية نافذة األمل؛ فارتفعت في داخلي راية‬
‫)كلاَّ إ َّن َم ِع َي َربِّي َس َي ْه ِدين(‪ .‬وحدثتني نفسي ً‬
‫قائلة‪ :‬ال تضيقي ً‬
‫ذرعا‬ ‫مكتوب عليها َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بما يقولون‪ ،‬وال تتركي روح اليأس تتسرب إلى أوصالك؛ فأفضل العبادة السعي‪،‬‬

‫‪145‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أمرا‪ .‬وإن عب ًدا يجيد فن الدعاء حري‬‫ثم انتظار الفرج؛ فلعل اهلل يحدث بعد ذلك ً‬
‫ألاَّ يهتم وال يغتم؛ فكل األسباب تنقطع إال سببه‪ ،‬وكل األبواب توصد إال بابه‪...‬‬
‫لم أعبأ بما قالته لي رئيسة القسم‪ ،‬واتصلت مباشرة بمدير الترجمة في الشركة‪،‬‬
‫الذي طلب مني إرسال السيرة الذاتية إلى مسئول الموارد البشرية في الشركة‪...‬‬
‫فأرسلت إليه ومر يومان ولم يرد علي‪ ،‬فعاودت الحديث إلى مدير الترجمة في‬
‫رسالة فيسبوكية‪ ،‬فوضعني برسالة بريد إلكتروني مع المختصين الذين سرعان‬
‫ما حددوا موع ًدا لالختبار‪ .‬وذهبت إلى االختبار‪ ،‬وكنت أعلم أني لست بأفضل‬
‫من األوائل الذين رشحتهم الكلية أكاديميًّا‪ ،‬ولكني كنت على يقين من أنني أكثر‬
‫تمرسا في الترجمة‪ ،‬ودراية بأسرار بحرها الزاخر‪ ،‬من خالل مجموعات‬ ‫منهم ً‬
‫إلي‪ ،‬والتي تابعت منشوراتها بشغف منذ التحاقي للدراسة‬ ‫الترجمة التي ساقها اهلل ّ‬
‫بكلية األلسن‪ ،‬ونهلت ُج َّل ما َي ِر ُد فيها من معلومات قيّمة‪.‬‬
‫سرا‪ ،‬ذهبت إلى االختبار وفي رأسي خواطر يموج بعضها فوق‬ ‫وال أخفيكم ًّ‬
‫علي رهبة االمتحان ومشقة الطريق‪ .‬أما عن رهبة االختبار؛‬ ‫بعض؛ فقد اجتمعت َّ‬
‫قط التقدم إلى اختبار في أي من شركات الترجمة‪ ،‬وزاد من رهبتي‬ ‫فلم يسبق لي ُّ‬
‫ما قرأته من منشورات األصدقاء؛ عن محاولتهم إعادة التقدم لالختبار بعد عام أو‬
‫عامين من رسوبهم في اختبار تلك الشركة‪.‬‬
‫أما عن مشقة الطريق؛ فلم يسبق لي القدوم إلي منطقة المهندسين ذات الطبيعة‬
‫الهادئة‪ ،‬التي قلما تجد مشاة يمكن أن تسألهم عن ضالتك‪ ،‬وكذلك يستلزم الطريق‬
‫تنقلي بين أربع مركبات‪ ،‬ناهيك عما يفصل بينهم من مشي! وما حملني على كل‬ ‫ُّ‬
‫هذه المشقة إال إنها فرصة مميزة مجانية للتدريب على أيدي مترجمين متمرسين‬
‫في عدة مجاالت وبرامج‪ ،‬يدفع فيها مترجمون مئات الجنيهات ليتعلموها‪ ،‬وهذا‬
‫أيضا يمنحني أولوية في التعيين عقب التخرج (وهو ما حدث)؛ فصبرت‬ ‫التدريب ً‬
‫محتسبة األجر‪ .‬وكان من المحتمل بعد كل هذا أن أرجع بخفي حنين؛ لكننا‬ ‫ً‬

‫‪146‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬ ‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫مأمورون بالسعي والتوكل على اهلل‪ ،‬ثم الرضا بقضائه‪...‬‬


‫وعندما جاءني خبر قبولي بمنحة التدريب‪ ،‬سعدت حتى كدت أطير من الفرح‪،‬‬
‫والتمعت عيناي كأني حزت الدنيا بحذافيرها؛ إذ تذكرت حينها قول المولى‪﴿ :‬إَِنّا‬
‫الرِحي ُم ﴾ يا اهلل‪ ،‬كم أنت لطيف بي؛ وما كان نجواي‬ ‫ُك َنّا ِم ْن َقب ُْل َن ْد ُعو ُه إَِنُّه ُه َو ْال َب ُّر َّ‬
‫إليك إال ذوب عاطفة تضطرم باإلخالص في طلب العلم؛ وقد صدق من قال‪ :‬من‬
‫داوم قرع الباب يوشك أن يُفتح له‪ .‬وبلغت سعادتي ُرباها عندما وجدت نفسي‪ ،‬مع‬
‫األول على دفعتي‪ ،‬ونخبة من األوائل‪ ،‬جالسين حول طاولة واحدة في التدريب‬
‫بعد تصفية عدد المرشحين من األوائل إلى النصف تقريبًا!‬
‫قصدت برواية قصتي ال إثبات ما أسمى اهلل به نفسه؛ فحاشاي أن يكون هذا هو‬
‫المقصد‪ ،‬بلبث األمل في نفوس زمالئي الجدد‪ ،‬وحثهم على السعي واليقين في اهلل‬
‫اللطيف‪.‬‬
‫وفي النهاية أشكر كل من قرأ قصتي‪ ،‬ودعا لي إن وجد منها نفعًا‪ ،‬وأشكر أساتذتي‬
‫الذين بدعمهم ارتقيت‪ ،‬وبإرشادي إلى مصادر العلم اهتديت‪ .‬ولتع ْلم أخي المترجم‬
‫رام!‬ ‫ً‬
‫أن السماء ال تمطر ذهبًا‪ ،‬واألرض ال تنضح عسال؛ فليس هناك رمية بغير ٍ‬
‫واس َع بنفسك إلى الفرصة وال تنتظرها حتى ترؤف بك؛ فالرخاوة‬ ‫فتوكل على اهلل‪ْ ،‬‬
‫عود نفسه التصبر‬ ‫وامض في طريقك‪ ،‬وال تخف المعاناة؛ فمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال تمسك صي ًدا‪،‬‬
‫وصد أمامك‬ ‫ُ‬ ‫المزعجات‪َّ ،‬‬
‫وخفت عليه األزمات‪ .‬وحتى إذا أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتجلد هانت عليه‬
‫باب علم أو رزق قد تطلعت إليه‪ ،‬فاعلم أن اهلل ما أغلق عليك باب علم إال ليفتح لك‬
‫خيرا منه؛ أنت من تستطيع تحويل المحن إلى منح‪ ،‬ف ِث ْق في الملَكات التي‬ ‫بابًا آخر ً‬
‫منحك اهلل إياها‪ ،‬وحاول ألاَّ تطيل عثرتك‪ ،‬وانهض سريعًا‪ ،‬وتعلَّم من أخطائك؛‬
‫فثروة اإلنسان الحقيقية‪ :‬الفطنة واالجتهاد والصبر‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫عمرو عبدالعظيم حسانين‬


‫نبذة مختصرة عن دراستي وامتهاني مهنة الترجمة‬

‫المرحلة قبل الجامعية‪:‬‬


‫نظرا لدراستي في األزهر وعدد‬ ‫كثيرا ً‬
‫هذه المرحلة أخذت من عمري ً‬
‫السنين الزائدة عن التعليم العام آنذاك‪...‬فحينما أردت االلتحاق بالمرحلة اإلبتدائية‬
‫كان عمري حينها ‪ 6‬سنين ونصف‪ ،‬لكن نظام األزهر حينها كان صارمًا حيث ال‬
‫يقبلون الطالب إال إذا كان عمره ‪ 7‬سنين فاضطررت إلى أن أنتظر سنة أخرى‬
‫من عمري والتحقت بالسنة األولى في المرحلة اإلبتدائية عن عمر يناهز ‪ 7‬سنين‬
‫ونصف وكان األزهر حينها يطبق نظام ‪ 6‬سنين في المرحلة اإلبتدائية على عكس‬
‫التعليم العام الذي كان ‪ ٥‬سنين فقط‪...‬وأمضيت ‪ 3‬سنين في المرحلة اإلعدادية‪ ،‬ثم‬
‫أردت دخول القسم العلمي في المرحلة الثانوية إذ كنت أحب مادة الرياضيات ج ًدا‬
‫–لدرجة العشق‪ -‬وكذلك بقية المواد العلمية التي تتطلب فهمًا أكثر من الحفظ‪...‬‬
‫ً‬
‫متفوقا –الحمد هلل‪ -‬أثناء دراستي منذ البداية وغالبية المدرسين يشهدوا لي‬ ‫كنت‬
‫بذلك‪...‬في حقيقة األمر‪ ،‬كانت أمنيتي دخول كلية صيدلة حتى لو حصلت على‬
‫مجموع يؤهلني لدخول طب بشري أو أسنان‪ ،‬وكان كل هدفي الحصول على‬
‫مجموع كبير وتحقيق حلمي‪ ،‬لكن شاء المولى ‪-‬عز وجل‪ -‬أن أتعثر في المذاكرة‬
‫بعض الشيء واضطررت إلى تأجيل مادتي األحياء والفيزياء للدور الثاني كي‬
‫يتسنى لي مذاكرتهما جي ًدا واالنتظار لمعرفة نتيجة بقية المواد وأحدد إن كنت أود‬
‫دخول هاتين المادتين أو أتغيب عن االمتحان فيهما وبذلك أستطيع إعادة السنة‬
‫الثالثة التي تحدد المجموع حينها‪...‬ثم ظهرت النتيجة وبعد حساب إني سأحصل‬

‫‪148‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫على الدرجة النهائية في هاتين المادتين وجدت إنني ربما يتسنى لي دخول كلية‬
‫هندسة حسب تنسيق السنة الماضية وليس صيدلة فقررت أن أتعمد عدم حضور‬
‫امتحان هاتين المادتين ومن ثم الرسوب أملاً في تحسين المجموع ودخول الكلية‬
‫التي أرغب فيها‪...‬في سنة اإلعادة الثانية كانت مذاكرتي بسيطة ج ًدا ولم أحضر‬
‫كثيرا إال إنني حصلت ‪-‬الحمد هلل‪ -‬على مجموع ال بأس به من الدور األول وهو‬ ‫ً‬
‫بنسبة “‪ ”%93.9‬وهذا المجموع كان يقارب درجة تنسيق كلية صيدلة حسب تنسيق‬
‫السنة الماضية‪ ،‬لكن لألسف حدثت مفاجأة كبرى وهي إن تنسيق األزهر ارتفع‬
‫في هذه السنة بطريقة جنونية فكان أقل تنسيق لكلية الصيدلة بأسيوط من مجموع‬
‫‪ ،%96.3‬وهندسة القاهرة كان تنسيقها ‪ ،%94.5‬أما هندسة قنا فكان تنسيقها ‪%94‬‬
‫بفارق واحد من عشرة بالمئة (نصف درجة عادية) فقط عن مجموعي فكان هذا‬
‫علي ج ًدا‪ ،‬السيَّما بعد ضياع كلية هندسة‪....‬لكن الحمد هلل ربنا له‬
‫األمر صعبًا ّ‬
‫حكمة من ذلك بالتأكيد وأنا كنت واثق من ذلك فحتى أصدقائي وأساتذتي نصحوني‬
‫بإعادة تصحيح مادة أو ‪ 2‬أملاً في نيل نصف درجة تؤهلني لدخول كلية هندسة‬
‫على أقل تقدير‪ ،‬لكنني رفضت ذلك وقلت كل شيء نصيب وإحساسي كان يخبرني‬
‫بأن ربنا أكيد أراد لي ما هو أفضل من ذلك‪...‬وهي مهنة الترجمة‪...‬فوضعت‬
‫رغباتي في التنسيق وكانت أول رغبة أضعها بعد كلية الهندسة هي كلية اللغات‬
‫والترجمة تخصص عام ثم شعبة الترجمة الفورية ألنني كنت أسمع عنها في ذلك‬
‫الوقت وتغاضيت عن بقية الكليات مثل علوم أو تربية أو تجارة أو هندسة زراعية‬
‫أو أي كلية غير لغات إلن لغات بعد هندسة مباشرة في التنسيق وأعلى كلية بالنسبة‬
‫للقسم األدبي فكان من الطبيعي أن أختارها بعد هندسة مع علمي بأن الدراسة‬
‫ستكون في القاهرة وليس في أسيوط‪...‬‬
‫المرحلة الجامعية‪:‬‬
‫ظهرت نتيجة التنسيق الخاص بي بالتحاقي بكلية اللغات والترجمة‪ ،‬تخصص‬

‫‪149‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫عام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬قسم ألماني‪ ،‬ألنه كان أعلى قسم في التخصص العام في ذلك الوقت‬
‫وال يوجد تخصص اللغة اإلنجليزية في هذا القسم وكان التحويل بين األقسام‬
‫قد انتهى‪ ...‬لكن لحسن الحظ‪ُ ،‬فتح التحويل مرة أخرى‪ ،‬فعلى الفور أجريت‬
‫التحويل إلى شعبة الترجمة الفورية باإلنجليزية‪...‬وبعض الزمالء القدامى في‬
‫الكلية نصحوني بالتحويل إلى قسم صيني أو شعبة الترجمة الفورية‪ ،‬لكنني كنت‬
‫كثيرا عن شعبة الترجمة الفورية لذا اتخذت قراري بالتحويل إليها‪...‬وكانت‬
‫أسمع ً‬
‫الدراسة بها عبارة عن سنة تمهيدية في البداية ثم ‪ ٤‬سنين بعدها‪...‬‬
‫امتهان مهنة الترجمة وخوض غمارها‪:‬‬
‫بدأت في امتهان هذه المهنة وممارستها من خالل سوق العمل حينما كنت في‬
‫السنة الثانية بعد التمهيدية‪ .‬كان حضوري المحاضرات بالكلية ً‬
‫بسيطا ج ًدا في هذه‬
‫السنة عن رغبة مني ألني رأيت أن الدراسة بالكلية ال تزودني بما آمل إليه من‬
‫اكتساب الخبرات العملية في هذا المجال‪ ،‬لكن لو أردت حضور المحاضرات مع‬
‫ممارسة المهنة والتوفيق بينهما لكان ذلك ممك ًنا‪...‬بدأت بصحبة أحد زمالئي في‬
‫البحث عن مكتب أو شركة ترجمة للتدريب فيها وبالفعل وجدنا شركة في مدينة‬
‫نصر آنذاك واشتغلنا بها فترة قصيرة‪ ،‬لكن لألسف لم يكن بها تدريب أو مراجعون‬
‫تعليقا على ترجمتنا‪...‬ثم ذهبنا إلى مكتب ترجمة آخر في المهندسين‬ ‫كي نتلقى ً‬
‫ولألسف لم يكن به مراجعون كذلك فاضطررنا نشتغل على أنفسنا معتمدين‬
‫كثيرا‪ ،‬بل كنا نقبل أعمالاً عبر‬
‫على الممارسة الذاتية ولم نذهب إلى هذا المكتب ً‬
‫اإليميل ونسلمها بأسعار زهيدة آنذاك‪...‬كانت أسعار الصفحة حينها تتراوح ما‬
‫بين ‪ 8-10‬جنيهات‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬كان كل مشواري حتى اآلن واكتسابي‬
‫بعض الخبرات المتواضعة عن طريق الممارسة الذاتية فقط‪...‬وكنت قد التحقت‬
‫أيضا ببعض شركات ومكاتب الترجمة بعد التخرج‪ ،‬لكن في النهاية فضلت العمل‬ ‫ً‬
‫خصوصا بعد ما رأيت من استغالل الشركات والمكاتب‬
‫ً‬ ‫الحر إلني أحب ذلك‪،‬‬

‫‪150‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫حرا وأتلقى أعمالاً وأبذل فيها قصارى‬


‫الجدد‪...‬وأعمل حاليًا مترجمًا ً‬
‫للخريجين ُ‬
‫جهدي وأسلمها‪ ،‬والحمد هلل تنال إعجاب من أتعامل معهم‪...‬وآمل أن أستطيع‬
‫ً‬
‫محترفا إن شاء اهلل وأن يكون لي‬ ‫تحقيق شيء في هذه المهنة وأن أصبح مترجمًا‬
‫كيان خاص بي عما قريب إن شاء اهلل‪...‬‬
‫كثيرا وأن‬
‫وفي النهاية‪ ،‬أنصح كل من ينتوي خوض غمار هذه المهنة أن يقرأ ً‬
‫يسلك مسلك الممارسة الذاتية والتدريب الذاتي إن لم يستطع االلتحاق بإحدى‬
‫الشركات أو المكاتب التي يوجد بها من يراجع على ترجمته ويقدم له تعليقات‬
‫عليها حتى يستفيد ويكتسب مزي ًدا من الخبرات‪...‬وأتمنى التوفيق للجميع إن شاء‬
‫اهلل ‪J‬‬

‫‪151‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫عيد جمعة أبو ناصر‬

‫الحمد هلل الذي علم بالقلم‪ ،‬علم اإلنسان مالم يعلم‪ ،‬فشرفه بالعلم وبه كرمه‬
‫وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على المالئكة وأصلي وأسلم على‬
‫نبي بعده‪ ،‬محمداً صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين‪ ،‬ومن‬ ‫من ال َّ‬
‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬ثم أما بعد؛‬
‫إخواني وأخواتي‪:‬‬
‫لما رأيت منشوراً لألستاذة الفاضلة‪ /‬حمدية حسن على صفحتها على موقع‬
‫الفيسبوك تطلب فيه أن يرسل لها من يرغب ويرى أن في مسيرته ما يستحق أن‬
‫يُعرف‪ -‬وإن كنت أرى أن مسيرتي هذه ال ترتقي ألن يكون بها من اإلنجازات‬
‫ُجوِّز لي أن تحظى بشرف النشر على صفحات كتابها القيم هذا– إال أنني‬ ‫ما ي َ‬
‫وددت أن أشارككم هذه المسيرة القصيرة مع الترجمة حيث تخرجت في العام‬
‫‪2009‬م من قسم اللغة األلمانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة بجامعة األزهر‪،‬‬
‫ومن ثم ُطلِبت ألداء الخدمة العسكرية والتحقت بالجيش في ‪2009/10/1‬م وحتى‬
‫‪2010/12/1‬م‪ ،‬ثالثة عشر شهراً ونصف كانت كفيلة أن أنسى كثيراً مما تعلمته‬
‫في مرحلة الدراسة حيث ال وجود لمؤهلك أنت عسكري تخدم حيثما يراد منك‪ ،‬ثم‬
‫خاصا بأسرة وإمام‬
‫مدرسا ً‬
‫أتيحت لي فرصة للسفر إلى المملكة العربية السعودية ً‬
‫يكون نفسه‬
‫وخطيب للبلدة التي أعمل بها‪ ،‬وكأي شاب في مقتبل العمر يسعى أن ِّ‬
‫وال يسعه إال السفر‪ ،‬أعددت العدة وسافرت فقضيت عاماً ونصف بالمملكة خلت‬
‫من أي تعامل باللغة األلمانية تماماً‪ ،‬اللهم إال تدريس اللغة اإلنجليزية ألبناء المنزل‬

‫‪152‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫وهم في مراحل دراسية مختلفة‪ ،‬ثم عدت إلى مصر وفي قرية من قرى الصعيد‬
‫– قريتي قرية شارونة بمركز مغاغة محافظة المنيا حيث استقريت ألتزوج وليكن‬
‫لي أسرة‪ -‬وعملت فيها مدرساً للغة اإلنجليزية للمرحلة االبتدائية واإلعدادية لمدة‬
‫ثالثة أعوام خلت هي األخرى من أي تعامل باأللمانية واقتصرت اإلنجليزية‬
‫على بعض القواعد التي أدرسها لطالب المرحلة اإلعدادية والكلمات التي أعلمها‬
‫لتالميذ الصفوف االبتدائية األولى حتى الصف الثالث‪ ،‬ثم جئت إلى المملكة مرة‬
‫أخرى ألبحث عن فرصة عمل بمؤهالتي الدراسية التي نسيت أنها لن تسمن ولن‬
‫تأهيال مناسباً حيث مجال األلمانية ال يذكر وكل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مؤهال‬ ‫جوع مالم أكن‬
‫تغني من ٍ‬
‫من اهلل علي بالعمل في مجال الترجمة بالرياض‬ ‫العمل يتطلب اللغة اإلنجليزية‪ ،‬ثم َّ‬
‫فاضال له باع مع الترجمة هو األستاذ‪ /‬جمال ريان والذي كنت‬ ‫ً‬ ‫وجدت فيه ً‬
‫أخا‬
‫ذرعا من تدريبي وتعليمي بل كان‬ ‫أرجع إليه في كثير من األمور والذي ما ضاق ً‬
‫كثيرا‪ ،‬إال إنني لما زاد احتكاكي بالمجال حيث‬
‫يصوب الخطأ دائمًا وهو ما أفادني ً‬
‫أغلب الترجمة كانت ترجمة قانونية‪ -‬عقود‪ -‬أو طبية أو مالية وهو ما يصعب حتى‬
‫على المتخصصين التمرس فيه‪ ،‬فكيف بي وقد كانت دراستي بقسم اللغة األلمانية؛‬
‫معاناة شديدة‪ ،‬عملت فيها لساعات كانت تصل إلى ست عشرة ساعة متواصلة من‬
‫العمل مع إنتاج قليل من حيث الترجمة أو المادة حيث كانت المصطلحات كثيرة‬
‫والكلمات غريبة عني جداً لذا كنت بحاجة إلى إتقانها‪ ،‬ومن هنا اضطررت أن‬
‫أعود أدراجي إلى مصر في إجازة (صيف ‪ )2016‬عقدت العزم أن أعود منها على‬
‫غير الحال التي نزلت بها وقد كان‪.‬‬
‫قضيت أربعة أشهر ونصف عاكفاً على مواقع اإلنترنت وعلى رأسها موقع‬
‫“أكاديمية الدارين” وكتب قواعد اإلنجليزية وعلى رأسها‬
‫“‪ ”English Grammar In Use‬وكتب خاصة بالترجمة وبين يدي أخي ومعلمي‬
‫األستاذ علي عبد العظيم؛ مدرس اللغة اإلنجليزية بقريتي وعكفت على مدارسة‬

‫‪153‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫محاضرات الدكتور خالد توفيق في الترجمة العامة ومحاضرتين لألستاذة الفاضلة‬


‫تحسن مستواي وشعرت بذلك ووجدت الفارق‬ ‫عزة أحمد في الترجمة القانونية حتى َّ‬
‫حين عدت إلى مكتبي مرة أخرى والحظ ذلك األستاذ‪ /‬جمال وأشاد بمستواي بعد‬
‫العودة من اإلجازة‪ ،‬ولقد كان لالحتكاك السابق بالملفات ما بين الطبية والقانونية‬
‫والعامة والمالية بالغ األثر في ثقل مستواي وتحسينه حتى غدوت قادراً على‬
‫نصا ترجمته‪.‬‬ ‫الترجمة بأسلوب أرضى عنه ويرضى من يقرأ أو يرى ً‬
‫لم تكن هذه الرحلة بالبساطة المتصورة لدى البعض فكونك تبلغ الثالثة والثالثين‬
‫وتبدأ كطالب في الثامنة عشر من عمره وتعيد ما درسه غيرك وتحصله في‬
‫إجازة تحرم فيها من نفسك وأهلك وأبنائك الذين عدت من أجلهم ليس باألمر‬
‫الهين اليسير ولكن رأيت أن الترجمة تستحق مني أكثر من ذلك بعد وهو إني‬
‫الزلت أطور من نفسي وأثقل من مهاراتي يوماً بعد يوم وأبحر بين كتب الترجمة‬
‫المختلفة أنهل من مناهلها العذبة وبعد كل هذا قررت أن تكون الترجمة القانونية‬
‫هدفا لي فأخذت أتعلم وأُ ِج ُّد مرة أخرى في رحلتي القصيرة الثانية إلى مصر في‬ ‫ً‬
‫الصيف الفائت (صيف ‪ )2017‬التي لم تتجاوز الخمسين يوماً دارست فيها كتابي‬
‫الفاضلة‪ /‬حمدية حسن “دليلك العملي إلى ترجمة الوثائق القضائية” و “”الميسر‬
‫في الترجمة القانونية” وحضرت الدورة التي أعدتها لشرح كتابها الثاني مما زاد‬
‫من ثقل خبرتي مرة أخرى والتي فتحت مداركي إلى الكثير مما كنت أجهله في‬
‫بحور الترجمة القانونية‪.‬‬
‫تعلمت من هذه الرحلة القصيرة مع بحر الترجمة أنه مهما كان مستواك فليس‬
‫مستحيال أن تصبح مترجماً كبيراً يوماً ما وما فرق بيني وبين غيري إال الجد‬‫ً‬
‫والمثابرة فغيري ثابر وجد واجتهد وسعى فكان له ما أراد وأنا إن سعيت وسلكت‬
‫سبيل العلم رزقت خيره وبركته وسهل اهلل لي به طريقاً إلى الجنة‪.‬‬
‫مدني بمعلومة أو أجابني‬ ‫أسأل اهلل العظيم رب العرش العظيم أن يجازي كل من َّ‬

‫‪154‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫على سؤال أو فهمني مسألة لم أكن أفهمها أو صبر على تعليمي وتعلمي خير‬
‫الجزاء وقبل كل هذا أشكر األستاذة الفاضلة‪ /‬حمدية حسن والتي سمحت لهذه‬
‫سطر على صفحات كتابها فجزاها اهلل خير الجزاء وجعل ما‬ ‫الكلمات البسيطة أن تُ َّ‬
‫تقدمه من مساعدة لغيرها في ميزان حسناتها‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫مايسة محمد‬
‫مترجمة حرة‬

‫اسمي مايسة محمد‪ ،‬خريجة كلية اللغات األوروبية وآدابها والترجمة‬


‫الفورية – جامعة األزهر‪ ،‬دفعة ‪ .2011‬فور تخرجي راودني حلم العمل‬
‫في مهنة تالئم مجال دراستي‪ ،‬ولكني أفقت من هذا الحلم على واقع مغاير تمامًا‪.‬‬
‫ففي المحافظة التي أقطن بها –محافظة السويس‪ -‬لم أجد مكاتب أو شركات ترجمة‬
‫أستطيع العمل فيها‪ .‬فبدأت أبحث عن شركات تعمل في مجاالت أخرى وأعرض‬
‫عليها مؤهالتي‪ ،‬ولألسف قابلتني مشكلة أخرى وهي أن الشركات تشترط حصول‬
‫المتقدم على شهادة ‪ .ICDL‬وهنا‪ ،‬كان البد لي من وقفة لمراجعة حساباتي‪ ،‬فليس‬
‫لدي سوى خيارين ال ثالث لهما؛ إما الحصول على دبلومة تربوي للعمل مُدرسة‬
‫وإما الحصول على شهادة ‪ ICDL‬للعمل في مجاالت أخرى‪ .‬واخترت الحصول‬
‫على شهادة ‪ .ICDL‬وفي هذه األثناء كنت أتابع مجموعات الترجمة على فيسبوك‬
‫وأحاول المشاركة فيها بقدر اإلمكان‪ ،‬وكنت أطلب أحيا ًنا من المسؤول عن إحدى‬
‫المجموعات أن يضع في منشور منفصل قطعة ترجمة ألتدرب عليها‪ ،‬وكنت‬
‫أضع ترجمتي وأنتظر تعليق هذا المترجم القدير عليها‪ .‬وهكذا مرت بي األيام وأنا‬
‫على هذا الحال‪ ،‬أتنقل من مجموعة ألخرى وأترجم ما يسمح لي وقتي بترجمته‪.‬‬
‫منشورا لمترجم يطلب مترجمين للعمل معه وال يشترط‬ ‫ً‬ ‫وفي أحد األيام‪ ،‬وجدت‬
‫خبرة معينة‪ ،‬فقدمت له سيرتي الذاتية واجتزت االختبار بنجاح‪ ،‬وبدأت العمل‪.‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬لم يكن السعر المعروض لترجمة الصفحة مجديًا‪ ،‬ولكن ال أنكر أن‬
‫عملي مع هذا المترجم قدم لي الكثير؛ فكان يراجع ترجمتي بدقة ويرسل لي‬

‫‪156‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫تعليقاته باستمرار‪ ،‬واستمر بي الحال هكذا حتى وثق في ترجمتي وفي تطور‬
‫مستواي فأصبح يرسلها إلى العميل مباشرة‪ ،‬وكانت هذه هي االنطالقة‪ .‬ما إن‬
‫وثقت في قدراتي حتى بدأت أسعى إلى عمالء بسعر أفضل‪ ،‬وبدأت الترشيحات‬
‫علي من مشاركاتي في مجموعات الترجمة‪ ،‬ولكني لم أركن لهذا‪ ،‬فبدأت‬ ‫تنهال ّ‬
‫االشتراك في مواقع عالمية للترجمة بعد أن استوثقت من قدرتي على تقديم ترجمة‬
‫مقبولة أستطيع بها مواكبة المنافسة الشديدة على هذه المواقع‪ .‬وأنا اآلن إذ أنظر‬
‫إلى ما حققته في حياتي المهنية أشعر بالرضا‪ ،‬نعم أمامي الكثير والكثير ألحققه‬
‫فالعلم بحر مترامي األطراف كلما أبحرنا فيه تراءى لنا مدى اتساعه‪ ،‬لكني وهلل‬
‫ً‬
‫مفروشا‬ ‫الحمد استطعت في فترة وجيزة أن أحقق الكثير‪ .‬لم يكن طريقي ممه ًدا أو‬
‫بالورود‪ ،‬بل قابلتني عثرات وصعوبات كثيرة؛ فوقتي مُوزع بين واجباتي األسرية‬
‫تجاه أسرتي وبين عملي‪ .‬وال أنكر أن التحدي كبير ويتطلب بذل مجهود مستمر‪،‬‬
‫لكن الهدف يستحق‪ .‬وأنا حاليًا عند كتابتي لهذه السطور أضع اللبنة األولى لحلم‬
‫قديم أرجأته بسبب ظروفي األسرية لكني لم أنسه أو أتنازل عنه‪ ،‬حلم التدريس‬
‫في الجامعة‪ .‬لكن هل يعني هذا أنني سأتنازل عن مهنة الترجمة التي أحبها وأعتز‬
‫وخلَِقت لي‪.‬‬
‫لقت لها ُ‬
‫بها؟ كال‪ ،‬لن أتنازل عنها فقد ُخ ُ‬

‫‪157‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫محمد عثمان‬
‫مترجم حر‬

‫أنا محمد عثمان سيد‪ ،‬مترجم قانوني من العربية إلى اإلنجليزية والعكس‪.‬‬
‫تخرجت في كلية التربية قسم اللغة اإلنجليزية عام ‪ .2010‬صدِّق أو‬
‫ال تُصدِّق‪ ،‬أنا لم أعمل في مجال التدريس مطلقاً رغم ُّ‬
‫تخرجي في كلية التربية‪.‬‬
‫علي زوج أختي “المهندس‪ /‬عبد الرحمن سالم‬ ‫تخرجي بقترة قصيرة‪ ،‬عرض َّ‬ ‫بعد ُّ‬
‫عارف” العمل مع مكتب ترجمة في السعودية عن طريق المراسلة عبر اإلنترنت‪،‬‬
‫وطمأنني بأنه سوف يدبر كل شيء بما في ذلك االتفاق مع أحد مكاتب الترجمة‬
‫في السعودية لكي أعمل معهم‪ .‬ال أتذكر أنني ترددت لحظة في قبول هذا العرض‬
‫ألنني ‪ -‬منذ صغري –أكره فكرة العمل لدى شخص بشكل مباشر وأحب أن أكون‬
‫أنا مُدير نفسي‪ ،‬ولعل هذا ما منعني من التقدم لشغل الوظائف التي كانت متاحة‬
‫في حينها‪ .‬لم أكن أعرف ما هو نظام العمل الحر أو “الفريالنسنج” من األساس‪،‬‬
‫لحسن الحظ‬ ‫ويمكنني القول بأنني لم أتخيل حتى وجود عمل بهذه المواصفات‪ ،‬لكن ُ‬
‫كان هذا النوع من العمل متاحاً في ذلك الوقت‪.‬‬
‫بدأت التعامل مع أحد مكاتب الترجمة – بعد أن اتفق زوج أختي معهم على كل‬
‫شيء ‪ -‬وكانوا يرسلون لي األوراق عبر البريد اإلليكتروني وكنت أترجمها‬
‫بدوري ثم أرسل ترجمتها إليهم‪ ،‬ولم أكن قلقاً على مستحقاتي المالية ألنني كنت‬
‫أعلم أن زوج أختي سوف يتسلمها منهم يداً بيد‪ .‬كان العمل يسير بشكل جيد لوال‬
‫أنه كان متقطعاً بشكل ملحوظ‪.‬‬
‫أتبحر وأتعمق في هذا المجال طالما أنه‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فكرت وسألت نفسي لماذا ال َّ‬

‫‪158‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫يناسب طموحي ويروقني! وبالفعل بدأت البحث عن فرص عمل أخرى في نفس‬
‫المجال وهو مجال الترجمة الحرة عبر اإلنترنت‪ .‬وفي يوم من األيام صادفت‬
‫إعالناً يطلب مترجمين للعمل من المنزل وتقدمت وقبلوني‪ .‬عملت معهم لمدة شهر‬
‫كامل بكل ج ٍد واجتهاد وكنت في غاية الحماس بسبب ثنائهم على جودة ترجمتي‪.‬‬
‫لكن “يا فرحة ما تمت”فوجئت بعد مرور شهر من العمل معهم وانتظار تحويل‬
‫مستحقاتي بأنني قد تعرضت لعملية نصب وأن أصحاب العمل أشخاص وهميون‬
‫واختفت آثارهم من اإلنترنت دون سابق إنذار! اُصبت بإحباط شديد َّ‬
‫جراء هذا‬
‫األمر وتوقفت أحالمي لفترة ما إلى أن أمدني اهلل بالقوة من عنده لكي أواصل‬
‫طريقي‪.‬‬
‫استجمعت قواي وما بقي من طموحي بعد فترة الكآبة واإلحباط التي مررت بها‬
‫وتقدمت للعمل مرة أخرى مع مكتب آخر‪ ،‬لكن هذه المرة دفعوا لي مستحقاتي‬
‫والحمد هلل‪ .‬ثم واصلت البحث عن فرص أفضل إلى أن عملت مع أحد مكاتب‬
‫الترجمة لفترة طويلة في مجال الترجمة القانونية على وجه التحديد وشعرت‬
‫بشيء من االستقرار بعد الشتات‪.‬‬
‫بعد مروري بهذه التجارب‪ ،‬التي أوجزت أحداثها لكم‪ ،‬قلت في قرارة نفسي لماذا‬
‫ال يوجد في هذا المجال مُعين وال مرجع لالستعانة به حتى يمكن تقصير الطريق‬
‫على من يرغب في الدخول لهذا المجال الذي كان غامضاً في حينها!‬

‫من هذا المُنطلق فكرت ملياً وسألت نفسي لماذا ال آخذ زمام األمر وأبدأ بنفسي‬
‫في تكوين كيان يكون عوناً لجميع الراغبين في فهم هذا المجال! وبالفعل أنشأت‬
‫مجموعة “رابطة المترجمين الفريالنسرز” على الفيس بوك وهي أول مجموعة‬
‫عربية مخصصة للمترجمين األحرار على الفيس بوك‪ ،‬والتي كان نشاطها محدوداً‬
‫ً‬
‫متمثال في تجميع الوظائف المتاحة للمترجمين والتعريف بالمجال‬ ‫في بداية األمر‬

‫‪159‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫ومساعدة بعضنا بعضاً وحتى الترفيه عن طريق عمل “كوميكس” خاصة بمجال‬
‫الترجمة وغيرها من األنشطة “الفيسبوكية”‪ .‬بدأت الرابطة تكبر وتزداد أنشطتها‬
‫خصوصاً بعد انضمام كثير من األساتذة الكبار في مجال الترجمة الذين أسهموا‬
‫بشكل كبير في تذليل العقبات أمام جيل المبتدئين في عالم الترجمة الحرة وأفاضوا‬
‫علينا من واسع خبرتهم في هذا المجال‪ ،‬ولم تقتصر الفائدة على المبتدئين إذ كان‬
‫هناك تبادل للخبرات بين المترجمين أنفسهم على اختالف خبراتهم وتخصصاتهم‪.‬‬
‫لم تتوقف أنشطة الرابطة على ما ذكرته بل توسعت بشكل ملحوظ ‪ -‬بفضل اهلل ‪-‬‬
‫وشملت لقاءات على أرض الواقع ومحاضرات ودورات مجانية للمترجمين سواء‬
‫على أرض الواقع أو عبر اإلنترنت وأنشأنا مواقع خدمية لخدمة المترجم ولتجميع‬
‫كل ما يحتاجونه في مكان واحد بقدر اإلمكان‪ .‬كل هذه الجهود تطوعية ولم ينتظر‬
‫أي أحد من المشاركين فيها أي أجر غير الثواب من اهلل‪.‬‬
‫يرجع الفضل في كل هذا إلى اهلل سبحانه وتعالى في المقام األول ثم أعضاء‬
‫الرابطة األفاضل الذين لم يبخلوا بعلمهم ووقتهم إلفادة باقي الزمالء‪ .‬لن أستطيع‬
‫أن أذكر أسماءهم بالطبع ألنني حتماً سوف أنسى ً‬
‫كثيرا منهم فهم أكثر من أن‬
‫أحصيهم‪ .‬ال تكفيهم عبارات الشكر والثناء لكن اهلل وحده هو من يستطيع أن‬
‫ٌ‬
‫صوت‬ ‫يجزيهم عنا خير الجزاء‪.‬لم يتوقف الحلم بعد ألنني أطمح أن يكون لنا‬
‫مسموع بصفتنا أصحاب مهن حرة وأن يكون لنا دو ٌر ٌ‬
‫فعال في مجتمعنا بعد أن‬ ‫ٌ‬
‫خرجنا إلى النور‪.‬‬
‫أدعوا اهلل أن يُديم علينا نعمة النجاح والتوفيق‪ ،‬ولصاحبة هذا الكتاب أستاذتنا‬
‫القديرة “حمدية حسن” كل الشكر والتقدير على كل ما قدمته وما زالت تقدمه‬
‫لخدمة هذه المهنة الراقية‪ .‬أدعو اهلل أن يبارك لها ويوفقها وأن يجزيها خير الجزاء‪.‬‬

‫أخوكم محمد عثمان‬

‫‪160‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫محمد علي حسن‬


‫مترجم حر‬

‫ً‬
‫“تطبيقا‪/‬‬ ‫ً‬
‫“نظرية” والترجمة‬ ‫في البداية كان أول صدام بين الترجمة‬
‫ً‬
‫مهنة” بعد التخرج عام ‪1995‬؛ إذ فوجئت أنه من المفترض أن أتعامل مع‬
‫جميع النصوص‪ ،‬بعد االقتصار على التراجم األدبية والصحفية في فترة الدراسة‪،‬‬
‫لدي “قناعة شخصية” بأن الترجمة تحد ذهني مثلها مثل حل األلغاز‪ ،‬والبد‬ ‫وكان ّ‬
‫من حل كل لغز بسرعة‪ ،‬فالتحدي األساسي يتمثل في سرعة االنتهاء من ترجمة‬
‫النص أيًا كان حجمه أو نوعه‪ ،‬ولم يتطرق األمر نهائيًا إلى موضوع الجودة‪ ،‬إذ‬
‫إن االختالف بين ترجمات النص الواحد هو فرق في األسلوب؛ بمعنى أن هناك‬
‫ترجمة بأسلوب فصحى‪/‬ركيك‪ ،‬وترجمة بأسلوب أكثر فصاحة‪/‬ركاكة‪ .‬سرت على‬
‫ً‬
‫طويال ألن كل من تعاملت معهم من “العمالء” كانوا مجرد أفراد‬ ‫هذا المبدأ زم ًنا‬
‫عاديين‪ ،‬واألمر برمته كان “ماشي بالحب”‪ ،‬بمعنى أن االتفاق على موعد التسليم‬
‫بالحب‪ ،‬واالتفاق على المقابل المادي ‪ -‬إن وجد ‪ -‬بالحب كذلك‪.‬‬
‫وأذكر أن من أصعب المواقف التي تعرضت إليها عندما طلب مني قريب لي‬
‫يعمل في دار نشر ترجمة كتاب عن الطهي‪ ،‬ووجدته مملو ًءا بأسماء أصناف‬
‫من الخضروات والفاكهة أو المكونات الغريبة بالنسبة لي‪ ،‬وكان كل ما أملك هو‬
‫المورد للبعلبكي‪ ،‬وقاموس هانز فير‪ .‬فكنت كلما بحثت عن معنى كلمة ال أجدها‬
‫أشك في أنها مكتوبة خطأ أو أن هناك خطب ما في هذا الكتاب فأترك ترجمته‬
‫ألعود إليه بعد مدة فتستوقفني كلمة أخرى ال أعثر لها على معنى‪ ،‬وهكذا حتى‬
‫اعتذرت عن ترجمة هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫مدرسا‪ ،‬وأكبر خطأ وقعت فيه وقتها هو أني تركت‬ ‫ً‬ ‫وفي هذا الوقت كنت أعمل‬
‫مراجعة قواعد اللغة العربية‪ ،‬واالكتفاء بقراءة الصحف فحسب‪.‬‬
‫وتلقيت أول صدمة كهربية عندما التحقت للعمل بأول مكتب في ‪ ،2005‬فكان‬
‫أول معرفة لي بما يسمى “الفيد باك”‪ ،‬وتميز صاحب الفيد باك بأسلوب فظ للغاية‬
‫لدرجة أنني اعتقدت أنه يدفعني لترك المجال‪ .‬وكان أبرز ما يردده أمامي عبارة‬
‫“الكسل الذهني”‪ ،‬ويقصد بها التقصير في البحث عن المعنى الصحيح أو عدم‬
‫صياغة الجملة المترجمة بشكل مفيد‪ .‬وأبرز ما تعلمته منه كذلك أن ‪attitude‬‬
‫المترجم هو العامل األساسي المؤثر في أن ترجمته تخرج بشكل الئق أو ال‪ ،‬ومن‬
‫كثرة ما كانت كلمة ‪ attitude‬تتردد أمامنا‪ ،‬كنا نحيي بعضنا كزمالء في هذا‬
‫المكتب بعبارة‪ :‬هل أخذت دواء الـ‪ attitude‬اليوم؟‬

‫وفي نفس المكتب كان أول تعارف مع السيد “ترادوس”‪ ،‬وتم التعامل معه بعد عدة‬
‫محاوالت فاشلة سببها عدم توافق البرنامج مع جهاز الكمبيوتر “مشكلة تقنية”‪.‬‬
‫وأهم ما تعلمته في المكتب كذلك هو أهمية تنسيق الملفات وإخراجها بصورة طبق‬
‫األصل‪ .‬وكان فضل زميل لي أن وجهني لقراءة الكتب والمقاالت الثنائية اللغة‪،‬‬
‫وهي من وجهة نظري أهم ما يمكن أن يطلع عليه المترجم‪.‬‬

‫انتقلت بعد عام تقريبًا لشركة جديدة‪ ،‬أهم ما يميزها كان كثرة عدد المترجمين‬
‫الشباب‪ ،‬وانتشار روح المنافسة والتعاون في آن واحد‪ .‬فكان الشباب – في غرفة‬
‫خاصة بهم مستقلة عن غرفة المترجمات – يتناقشون‪ ،‬من باب التحدي تارة وبدافع‬
‫التعاون مع بعضهم البعض تارة أخرى – حول معاني المصطلحات التخصصية‬
‫في أوقات كثيرة‪ ،‬ولعل أبرز مصطلح تمت مناقشته بشكل علني ومتكرر كان‬
‫كلمة ‪ .Counter claim‬ويمكن أن تعد هذه المناقشات هي بديل “الفيدباك”‪ .‬كما‬

‫‪162‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫سادت روح التعاون كذلك عندما كان مترجم يعرض على زميله المساعدة في‬
‫إنهاء ترجمة الجزء المخصص له حتى يتسنى إنهاء الترجمة في الموعد المحدد‪.‬‬
‫يقسم ً‬
‫ملفا‬ ‫وكان من أثر تنوع الملفات التي ترد إلى هذا المكتب أنه أحيا ًنا كان ّ‬
‫على عدد من المترجمين‪ ،‬لكن ربما ود كل مترجم أن يستأثر بترجمة الملف كله‬
‫لما يحصل عليه من استفادة‪ .‬وفي تلك المدة زاد تعاملي مع برنامجي الرسام‬
‫إلي بإجراء التنسيق لكل الملفات تقريبًا التي تحتاج إلى‬
‫والفوتوشوب حتى عهد ّ‬
‫ضبط الصور والجداول والفهارس‪.‬‬

‫انتقلت بعد ‪ 7‬سنوات إلى شركة تعريب‪ ،‬أبرز ما تعلمته منها كان عدة برامج‬
‫للترجمة‪ ،‬وإن كنت نسيت معظمها حاليًا‪ ،‬ومنها البرامج التي ترصد أخطاء‬
‫الترجمة بشكل آلي‪ ،‬وأهمية تقسيم العمل بشكل احترافي‪ ،‬وزيادة شبكة العالقات‬
‫مع الشباب الذين يعملون في مجال الترجمة‪ .‬واكتشفت صدق المقولة التي ترى‬
‫أن “الترجمة غرفة وصالة”‪ ،‬والتي زاد منها انتشار صفحات الترجمة على مواقع‬
‫التواصل ولعل من أشهرها رابطة المترجمين‪ .‬ولكن ما يعيب هذه الشركات هو‬
‫أن المترجم أصبح مجرد ترس في آلة‪ ،‬مطلوب منه عدد كلمات ثابت كل يوم‪،‬‬
‫من نصوص جافة‪ ،‬في وقت مضغوط دومًا‪ ،‬السيما تحت إمرة مديري مشروع‬
‫“مبرمجين”‪ .‬وفي ظل تقلبات سياسية واقتصادية تمر بها البالد وجدت من السالمة‬
‫كثيرا من معارفي ممن اختاروا العمل‬
‫تحمل الضغط‪ ،‬خاصة وإن ً‬ ‫أن أستمر في ّ‬
‫الحر هربًا من ضغوط الشركات كانوا دائمي الشكوى إما من قلة معدل الشغل أو‬
‫من كثرة سلبيات التعامل مع أفراد والسيما في جزئية الماديات‪.‬‬

‫ولكن ما إن مرت ‪ 4‬سنوات ونصف تقريبًا‪ ،‬هي إجمالي المدة التي قضيتها في‬
‫شركة التعريب‪ ،‬وجدت أن كل األحداث تدفعني لطلب الرحيل إلى العمل الحر‬

‫‪163‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫وقد كان بفضل اهلل‪ ،‬وإن المني البعض لتأخر هذا القرار‪ ،‬والذي كان من آثار‬
‫تأخيره عدم االهتمام ً‬
‫مسبقا بتحديث البيانات الشخصية على مواقع الترجمة التي‬
‫يعنى المترجمون بتسويق أنفسهم من خاللها كبروز ولينكد إن‪ ،‬واالكتفاء بشبكة‬
‫العالقات والسوق المحلي‪.‬‬
‫وختامًا فالترجمة مجال شيق وله واجهته التي تنبع من اقتناع المترجم بما يؤديه‪،‬‬
‫وزاد من تيسيرها وفرة المراجع وموارد البحث على اإلنترنت‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫مي حسن‬
‫مترجمة حرة‬

‫تخرجت في كلية اآلداب قسم اللغة اإلنجليزية عام ‪ 2006‬وأنا أص ّوب‬


‫نظري ناحية الترجمة وال شيء غيرها‪ .‬قررت ألاّ أضيّع وقتي‪ .‬بمجرد‬
‫التخرج وقبل حتى ظهور نتيجة الكلية بدأت دورة متخصصة في الحاسب اآللي‬
‫(الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر ‪)ICDL‬؛ وبالفعل أتممت الدورة وحصلت‬
‫على الشهادة قبل انتهاء فترة اإلجازة‪ .‬وبعدها بدأت رحلة البحث عن عمل عبر‬
‫اإلنترنت‪ .‬لم أكن أعرف مكاتب ترجمة متخصصة حيث أنني أعيش في إحدى‬
‫القرى قليلة الخدمات‪.‬‬
‫بحثت على محرك البحث (جوجل) عن مواقع توظيف فوجدت مواقع مثل‬
‫‪ Bayt‬و ‪ Sptechs‬وبدأت في وضع اإلعالنات واح ًدا تلو اآلخر موضحة أنني‬
‫حديثة التخرج وليست لدي أي خبرات سابقة في مجال الترجمة وكنت أوضح‬
‫أنني حاصلة على شهادة ‪ ICDL‬من باب (الصيت وال الغنى) وكنت أتابع بريدي‬
‫اإللكتروني كل يوم؛ بل كل ساعة‪ ،‬وأجدد اإلعالنات كلما انتهت صالحيتها؛ إلى‬
‫فرحا حين وجدت على الجانب اآلخر‬ ‫أن أتى أول اتصال من رقم دولي‪ ..‬وطرت ً‬
‫شخصا يتحدث بلكنة سعودية ويخبرني أنه صاحب مكتب ترجمة من السعودية‬ ‫ً‬
‫شاهد أحد إعالناتي ويريد أن يتعاون معي؛ شعرت أنني سأصبح من األثرياء‬
‫وراودتني أحالم الشهرة؛ حتى عندما أخبرني أن الورقة سعرها أربعة جنيهات؛‬
‫كنت كمن لم يسمع السعر أو أي من التفاصيل؛ مجرد التفكير في أنني على أعتاب‬
‫العمل في المجال الذي عشقته طوال عمري كان كفيلاً بتخدير كل حواسي‪ .‬إال أن‬

‫‪165‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أحالمي تحطمت جميعها عندما الحظت أسلوب الرجل المستفز كمن يمتلك عب ًدا‬
‫ضرا وال نفعًا فقررت ألاّ أستسلم ألحالمي وأن أنتبه للقواعد‬ ‫ال يملك من أمره ًّ‬
‫خضع كل من يتعامل معي لها‪ .‬قررت أن أعتذر عن العمل مع هذا‬ ‫ُ‬
‫التي البد أن أ ِ‬
‫ُستعبد دون رجعة‪ .‬وظللت بعدها أتابع البريد اإللكتروني دون ملل حتى أتتني‬ ‫الم ِ‬
‫مديرا ألحد مكاتب الترجمة السعودية‪ .‬راسلته‬ ‫رسالة من رجل مصري يعمل ً‬
‫شخصا محترمًا ملتزمًا ويتبع السلوك‬ ‫بترقب ألتبين إن كان مثل السابق؛ فوجدته ً‬
‫الالئق‪ .‬أرسل لي أول اختبار ولن أنساه ما حييت‪ ..‬ورقتين في اللغة العربية‬
‫المتخصصة يغلب عليهما الطابع الديني من العربية إلى اإلنجليزية‪ ..‬حاولت‬
‫جهدي وبذلت ما في وسعي حتى أخرجت العمل في ميعاده تمامًا لكنه كان دون‬
‫عمل‬
‫(مشكورا) أن ذلك أول ٍ‬‫ً‬ ‫المستوى من وجهة نظري إال أن صاحب العمل ق ّدر‬
‫لي وأوكل لي مهمة أخرى من اللغة االنجليزية إلى اللغة العربية في مجال آخر‬
‫أيضا لكن هذه المرة بعد عنا ٍء شديد؛ إذ ّ‬
‫تعطل النت قبل ميعاد‬ ‫وسلمته في الميعاد ً‬
‫التسليم بساعات قليلة واضطررت أن أسافر إلى مدينة بجانب قريتي وأبحث عن‬
‫مركز من مراكز النت وبالفعل سلمت العمل وجاءني رد العميل بالموافقة على‬
‫العمل واتفقنا على ستة جنيهات للورقة (لم أكن أعلم حينها أن الورقة تساوي ‪250‬‬
‫كلمة) فكانت الورقة كما هي زادت أو نقصت؛ ولم تنقص أب ًدا‪...‬‬
‫استمر بي الحال على هذا المنوال حتى عام ‪2011‬؛ وحاولت أن أرفع السعر‬
‫إلى ‪ 10‬جنيهات قبل ذلك بعام أو أكثر قليلاً ؛ وقد كان‪ .‬تعلمت كيف أتعامل مع‬
‫أتلق أي تعليق سيء على عملي وكنت في كل‬ ‫الورقة وكيف أبحث عن الكلمة‪..‬لم َّ‬
‫وأتيقن أنني على الدرب أسير‪.‬‬‫مرة أتسلم مهمة جديدة أفرح بش ّدة ّ‬
‫قررت بعد ذلك أن أوسع دائرة عمالئي وبدأت أتقدم ألكثر من جهة وصادف‬
‫الحظ أن أعمل مع (ليدي لينجوا) في أعمال قليلة‪ .‬وبعدها توقفت عن العمل‪.‬‬
‫اضطررت أن أتوقف عن العمل لمدة سنتين أو يزيد قليلاً لظروف البيت‬

‫‪166‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫قصص المترجمين‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪OA‬‬
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫واألوالد؛ ورغم أن ذلك كان ً‬


‫خطئا مهنيًّا جسيمًا؛ إال أنه فادني في شيء لم أنتبه‬
‫له طوال الخمس سنوات التي عملت فيها مع المكتب السابق ذكره‪ .‬حين قررت أن‬
‫أعود إلى الترجمة تقدمت إلى (ليدي لينجوا) مرة ثانية وفي هذه المرة كانت لديهم‬
‫سياسة جديدة في اختيار المترجمين وخضعت لالختبار ألكتشف أنني طوال الفترة‬
‫السابقة لم أكن أعلم كيف تُكتب الهمزة وكيف تكتب الهاء والتاء المربوطتين؛‬
‫واكتشفت أن هناك الكثير الذي أخفاه عني صاحب المكتب أو لم ينبهني له؛ تعجبت‬
‫من التعليقات الممتازة التي كانت تأتيني بعد كل ملف وعبارات الشكر والثناء التي‬
‫علي‪ ،‬وهنا قررت أن أعيد ترتيب أوراقي‪.‬‬ ‫كانت تنهال ّ‬
‫بدأت البحث في جروبات الترجمة والتعرف إلى المترجمين القدامي والجدد‪.‬‬
‫قابلت إحدى المترجمات المتميزات (هالة مجدي) التي دلتني على رابطة‬
‫المترجمين الفريالنسرز ألجد نفسي أقف على ناصية الحلم‪.‬‬
‫قررت أن أبدأ الطريق من البداية للمرة الثانية لكن تلك المرة كانت البداية‬
‫صحيحة‪ .‬استمعت إلى الكثير والكثير من الفيديوهات التعليمية الخاصة بالترجمة‬
‫وكيفية التعامل مع العمالء وكان ذلك في فيديوهات األستاذ أشرف عامر وتعرفت‬
‫على كثير من األساتذة المحترمين أمثال األستاذة لبنى المصرية واألستاذ طارق‬
‫الشربيني لكن أكثر من أثر في حياتي المهنية كانت األستاذة عزة أحمد التي‬
‫أوقعت بي في شرك الترجمة القانونية عنوة بعد أن رأت في ترجمتي ما يوحي‬
‫بأنني سوف أتميز في ذلك النوع من الترجمات‪ ..‬وخطوت أولى خطواتي في‬
‫الترجمة القانونية على يديها بعد أن كان ذلك من المستحيالت بالنسبة لي‪.‬‬
‫أما اإلنجاز األهم في ذلك الطريق الطويل أنني أتقنت والحمد هلل العمل على‬
‫برنامج ترادوس بعد أن كان هو اآلخر من المستحيالت‪..‬ويرجع الفضل في ذلك‬
‫بعد اهلل لألستاذ إبراهيم محمد الذي علمني إياه واألستاذ محمد علي حسن الذي‬
‫أسمّيه (حلاّ ل االمشكالت) إذ يعي كل خبايا ذلك البرنامج الوعر في ظاهره شديد‬

‫‪167‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫اليسر في الواقع‪.‬‬
‫ومن المجاالت الترجمية التي ظللت أطاردها حتى ملكت زمامها والحمد هلل‬
‫كانت الترجمة التسويقية؛ وهي اآلن تُعد أحب المجاالت إلى قلبي بجانب الترجمة‬
‫األدبية‪.‬‬
‫قابلتني بعض العقبات والعثرات على فترات متفاوتة؛ مثل الفيدباك السيئ‪،‬‬
‫أو توقف فترات العمل‪ ،‬أو المقابل غير المجزي وكلها أمور واردة الحدوث ألي‬
‫الحر؛ والبد أن نتعلم جميعًا‬
‫شخص في مجال العمل الحر‪ ،‬أو حتى العمل غير ّ‬
‫كيف نتعامل مع مثل هذه العقبات حتى نتخطاها ونتعلم منها ونتفاداها بعد ذلك‪.‬‬
‫أهدافي كثيرة وطريقي ما يزال طويلاً وأشعر أنني غاية في الضآلة حتى أنني‬
‫ال يحق لي أن أكتب عن نفسي اآلن؛ إال أنني لم أستطع أن أتوانى لحظة عن طلب‬
‫الحبيبة إلى قلبي صاحبة الكتاب التي تعلمت الكثير من منشوراتها الرائعة والمفيدة‬
‫والتي كانت مرشد ًة لي في كثير من األوقات والمواقف‪.‬‬

‫أتمنى لها ولكم كل التوفيق واليسر والسداد‬

‫‪168‬‬
‫المالحق‬
‫يع‬
‫خ ك‪t‬‬
‫‪MG‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الملحق (‪)1‬‬ ‫‪OA‬‬‫ة‬


‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫المالحق‬

‫نماذج للتدريب الذاتي على الترجمة‬


‫الملحق (‪)1‬‬

‫‪1‬‬
‫روابط مباشرة لملفات ثنائية اللغة‬
‫‪www.translatorsavenue.com‬‬

‫‪2‬‬
‫به نماذج عامة وقانونية وأخرى لألمم المتحدة‬
‫‪www.un.org/ar/documents/index.html‬‬ ‫ ‬
‫رابط لوثائق األمم المتحدة باللغة العربية‬
‫وللحصول على النسخة اإلنجليزية اضغط فقط على ‪English‬‬
‫أعلى الصفحة كما في الصورة‬

‫‪3‬‬
‫‪www.al7kma.com/?p=3663‬‬
‫رابط لتحميل روايات ثنائية اللغة‬
‫ولالستزادة‪ ،‬تفضلوا بزيارة صفحة مكتبة المعهد العالي للغات جامعة دمشق‬
‫على فيسبوك‬
‫‪www.facebook.com/LibraryofHIL‬‬

‫‪171‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫أدوات المترجم‬
‫الملحق (‪)2‬‬

‫القواميس‬
‫قاموسا‬
‫ً‬ ‫للتعرف على المعنى الدقيق للكلمات في لغتها األصلية‪ ،‬يستخدم المترجم‬
‫أحادي اللغة مثل‪:‬‬

‫أكسفورد‬
‫‪/https://en.oxforddictionaries.com‬‬
‫كامبريدج‬
‫‪/http://dictionary.cambridge.org‬‬
‫كولينز‬
‫‪www.collinsdictionary.com‬‬
‫ون لوك‬
‫‪www.onelook.com‬‬

‫بعد أن يعرف المترجم معنى الكلمة وأصلها‪ ،‬يحب أن يتعرف عليها في سياقات‬
‫مختلفة وهنا يمكنه االستعانة بأي من القواميس المدعمة بذاكرة ترجمة مثل‪:‬‬

‫‪Reverso‬‬ ‫ريفرسو ‪-‬‬


‫‪www.reverso.net/text_translation.aspx?lang=EN‬‬
‫‪Glosbe‬‬ ‫جلوسب ‪-‬‬
‫‪/http://glosbe.com‬‬

‫‪172‬‬
‫يع‬
‫‪MG‬‬
‫خ ك‪t‬‬
‫ب‬ ‫شقملت ‪s‬ع‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

‫الملحق (‪)2‬‬ ‫‪OA‬‬


‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
‫‪r‬‬

‫المالحق‬

‫الترجمة من جوجل‬
‫‪https://translate.google.com.eg/?hl=ar‬‬

‫يقول البعض‪“ :‬هذا مترجم جوجل” قاصدين أن ترجمته غير صحيحة ألنه وضعها‬
‫على قاموس “جوجل” ولم يدققها‪ .‬ومن هنا‪ ،‬ساءت سمعة “جوجل للترجمة”‬
‫لدرجة أنك تجد المترجمين يعزفون عن استخدامه ً‬
‫خوفا من اتهامهم بهذه التهمة‪.‬‬
‫لي رأي طالما عبرت عنه في هذا األمر‪ :‬كل األدوات قد تساعدنا وقد تضرنا‪،‬‬
‫والعبرة في النهاية بطريقة تطويعنا لها واعتمادنا عليها‪ .‬ال يجوز بأي حال من‬
‫األحوال وضع النص في “جوجل للترجمة” وإرساله للعميلـ‪ ،‬بل ال يجوز االعتماد‬
‫على هذه األداة كأداة ترجمة؛ هي أداة ((مساعدة)) على الترجمة‪ ،‬فإن استخدمتها‬
‫بهذه الصفة ستجد بها من الفائدة ما بها‪.‬‬
‫كانت هذه بعض األمثلة على القواميس التي تُعين المترجم على الوصول لمعاني‬
‫أيضا قاموس المعاني وغيره من القواميس‬ ‫المفردات والمصطلحات وال ننسى ً‬
‫المفيدة‪ ،‬ويبقى السياق هو الحكم!‬

‫أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب‬


‫(‪)Computer Assisted Translation – CAT Tools‬‬
‫تتنوع أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب لتشمل‪ :‬ترادوس‬
‫(‪ )SDL Trados Studio‬وميموكيو (‪ )MemoQ‬وورد فاست (‪ )Wordfast‬وغيرها‪،‬‬
‫وهي أدوات تساعدك على توفير الوقت؛ بحفظ ترجماتك وجلب المشابه منها لك‬
‫في المرة القادمة وال تُترجم من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫آلية العمل‪ :‬بعد تثبيت البرنامج الذي تود العمل عليه‪ ،‬تدرج الملف المراد ترجمته‬

‫‪173‬‬
‫‪tO‬‬
‫ش ‪M‬‬
‫‪ A‬ب‬
‫ب‬
‫ة‬

‫نبراس المترجم‬

‫وتُنشيء ذاكرة ترجمة تحتفظ لك بترجمتك هذه المرة والمرات القادمة وفي كل‬
‫مرة تجد أن التشابه يزيد وفي بعض األوقات تجد ما يقرب من (‪ )%80-60‬من‬
‫ً‬
‫وخاصة إن كنت تعمل في تخصص بعينه‪.‬‬ ‫مكررا‬
‫الملف ّ‬
‫لنفترض مثلاً أنك ترجمت عقد عمل على برنامج “ترادوس” وحفظت ترجمتك‬
‫في الذاكرة‪ ،‬ثم جاءك عقد عمل آخر بعد وقت ما‪ .‬عندما تفتح البرنامج لتُترجم‪،‬‬
‫ستجد العبارات المشابهة أو المماثلة تظهر أمامك في الجانب المخصص للترجمة‬
‫ومعها نسبة التشابه‪ ،‬فما كانت نسبته (‪ )%100‬ال تُراجعه وما قلت نسبته عن ذلك‬
‫يحتاج منك إلى مراجعة بسيطة لمطابقة المصدر مع الترجمة‪ ،‬وبهذه الطريقة‬
‫تُوفر الوقت والجهد‪.‬‬
‫لتتعلّم هذه البرامج‪ ،‬تابع مجموعة ‪ Wearabize‬على الفيس بوك والتي أسسها‬
‫مشكورا لهذا الغرض‪.‬‬
‫ً‬ ‫األستاذ محمد شلبي‬

‫‪174‬‬
‫يع‬
MG
t‫خ ك‬
‫ب‬ ‫ع‬s ‫شقملت‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

)3( ‫الملحق‬ OA
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
r

‫المالحق‬

‫نموذج السيرة الذاتية‬


)3( ‫الملحق‬

Hamdiya Hasan Abd-Alaty Taha


English-Arabic-English Legal Translator,
Writer and Translators’ Trainer
E-mail: hamdeya2212@gmail.com
Proz profile: www.proz.com/profile/2135182
Linkedin profile: www.linkedin.com/in/hamdeya-Hasan-51a77a68/
YouTube Channel: www.youtube.com/
channelUCdeomC8qy1AmGZCr9_3ybw
Mobile No.:
Landline:

Profile
English-Arabic-English Legal Translator; Native Arabic Speaker, BA
in English Language, Literature and Simultaneous Interpretation, with
extensive experience in Legal Translation from 2008; preceded by
five years working in political, educational, occupational and safety
domains.

Daily Capacity:
2000-2500 words.

Key projects
Psychological PhD papers of 100,000 words.
Master papers on Emotional Intelligence of about 50,000
words.

175
tO
M ‫ش‬
‫ ب‬A
‫ة‬

‫ب‬

‫نبراس المترجم‬

Previous Experience

Tarjamat Translation Office, Riyadh: Main projects:


Marketing, Medical, Educational and other projects.
Sakhr Translation, India, Main projects: Translating legal
contracts, passports, IDs..etc
Wostob Legal Translation, Abu Dhabi: Main projects:
Legal contracts, court-related documents..etc, for several
companies like: Damac, Amlak, Nakheel and Emaar and
others.
Al Sayed Legal Translation, Abu Dhabi, Main projects:
Legal contracts, court-related documents..etc
Talal Abu Ghazalah, Jordan, main projects: Translating
various correspondences, tender papers..etc
Qualifications and Education
Bachelor’s Degree in European Languages, Literature and
Simultaneous Translation – Al-Azhar University (2005).
• Grade: Very Good
• Sub-major: English Language.

Cat Tools
SDL Trados (2014 Version)

My books
Daleelak Al Amali to Translation of Court-related Documents
‫دليلك العملي إلى ترجمة الوثائق القضائية‬, deposit No. 2027/2017
Al Moyassar in Legal Translation ‫ُيسر في الترجمة القانونية‬ ّ ‫الم‬,
Deposit No. 10562/2017
Voluntary work:
Volunteer Manager of Association of Freelance Translators
from 2013 to date; writing articles to guide translators
to the right path, with regard to “Marketing, dealing with
clients..etc”

176
‫يع‬
MG
t‫خ ك‬
‫ب‬ ‫ع‬s ‫شقملت‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

)3( ‫الملحق‬ OA
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
r

‫المالحق‬

A project for Al Amal Hospital, in Riyadh, KSA, through


Tarjamat Office of about 40,000 words.
A Book; titled “Prospective Customers” of about 20,000
words for Tarjamat Office, in Riyadh.
A research on Education of about 150.000 words.
Daily contracts from “Wostob Legal Translation, Abu Dhabi,
and other offices around the world, of about 2,000,000
words or more.
Daily court-related documents from Orient Consulting
and Legal Translation, Dubai, Revin Legal Translation,
Sharjah, Arab American Translation Center, Abu Dhabi,
Cedar Translation Office, Kuwait and others.
Translating Omani, Qatari and UAE Laws, decrees..etc
into English, of about 100,000 words.

Professional Experience
Currently and from 2007: A Freelance English- Arabic-
English Translator; working for several offices and
companies around the world, including but not limited to:
Orient Consulting and Legal Translation, Dubai, Revin
Legal Translation, Sharjah, Arab American Translation
Center, Abu Dhabi, Cedar Translation Office, Kuwait, other
providers from the USA, India..etc.
Al-Salam Translation Office, Banha, Egypt; Manager
(2006-2007)
The Arab Centre for Banking and Financial Studies and
Consultations: Economic Translator (2005-2006).
I participated in the translation The GAT and WTO and The
Globalization and the Future of the Arab World books.
Victoria Company for Importing Electronic Machines:
Translator (for 4 months in 2005).
Banha University: Main Projects: PhD and Masters papers
from English into Arabic.

177
‫نبراس المترجم‬

‫الفهرس‬

‫‪5‬‬ ‫ ‬
‫اإلهداء‬
‫‪6‬‬ ‫ ‬
‫المقدمة‬
‫‪8‬‬ ‫ ‬‫مدخل‬

‫الفصل األول‬
‫‪13‬‬ ‫ ‬
‫مقاالت ترجمية‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪63‬‬ ‫ ‬
‫الترجمة في سؤال وجواب‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪99‬‬ ‫ ‬
‫من اجتهادات المترجمين‬
‫الفصل الرابع‬
‫‪113‬‬ ‫ ‬
‫قالوا عن الترجمة‬
‫الفصل الخامس‬
‫‪119‬‬ ‫قصص المترجمين ‬
‫المالحق‬
‫‪171‬‬ ‫ ‬‫الملحق األول‪ :‬نماذج للتدريب الذاتي على الترجمة‬
‫‪172‬‬ ‫الملحق الثاني‪ :‬أدوات المترجم ‬
‫‪175‬‬ ‫ ‬ ‫الملحق الثالث‪ :‬نموذج السيرة الذاتية‬

‫‪178‬‬
‫يع‬
MG
t‫خ ك‬
‫ب‬ ‫ع‬s ‫شقملت‬
‫ط‬

‫ع‬‫ة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫ن‬
‫ض‬

)3( ‫الملحق‬ OA
‫ة‬
‫ز‬
‫ض‬
r

‫المالحق‬

Volunteer Trainer for legal and other translators through my


Facebook page (www.facebook.com/hamdeyah?fref=ts)
and my Youtube Channel https://www.youtube.com/
channel/UC-deomC8qy1AmGZCr9_3ybw
Volunteer Writer and Manager of Rabtawi Website for
translators: www.rabtawy.com/

Personal skills
Ability to work independently and also as a team
Good communication skills.
Understanding the implications of new information for both
current and future problem-solving and decision-making.
Understanding written sentences and paragraphs in work
related documents.
Pro-active
References
Available upon request!

179
‫نبراس المترجم‬

‫مالحظات‬
‫مالحظات‬
‫تم بحمد الله‬

You might also like