Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة رقم 1
المحاضرة رقم 1
الضرائب والرسوم
.I.1الضريبة والرسم
تـمـهـيـد:
عرف اإلنسان الضريبة منذ األزل و اختلف في تسميتها عبر العصور إال أن المعنى واحد وذلك نظرا لتغير
طبيعة ومبررات الضريبة مع تغيير النظم السياسية والظروف االقتصادية والمالية لكل دولة و يمكننا إعطاء تعريف نوعا
.I.1.1.1تـعـريـف الـضـريـبـة:
الضريبة اقتطاع إلزامي ونهائي من المال ،محدد سلفا ،ودون مقابل يقع على كاهل الذمة المالية لبعض
الجماعات واألفراد من أجل تحقيق نفعا عاما وتغطية النفقات العامة ومن هذا التعريف نستنتج خصائص الضريبة التالية:
تفرض الضريبة في العصر الحديث بصفة أساسية في صورة نقدية وذلك خالفا للنظم الجبائية القديمةـ التي كانت
فيه الضريبة تدفع بصفة عينية وعيبها راجع إلى األسباب التالية.
كـونـهـا تـتـنـافـى مـع مـبـدأ الـعـدالـة فـي الـضـريـبـة بحيث يستلزم وبموجبها على كل ممول تقديم كمية
من المحاصيل الزراعية من جهة ،ودون تقدير التكاليف بين ممول وآخر من جهة أخرى.
تـكـلـف الـدولـة نـفـقـات بـاهـضـة وذلك عن طريق جمع هذه الـمـحاصيل ونقلها وتخزينها.
ذلك ألن الدولة الحديثة تجد نفسها مجبرة لصرف مجموعة من األموال قصد تسويق وبيع ما حصلته من جبايات
بصورة عينية لتولي تقديمها في صورة خدمات متنوعة تبعا الحتياجات األفراد والمواطنين.
1
الـضـريـبـة تـدفــــع جـــبـــرا : -2
تنفرد الدولة بوضع نظام قانوني للضريبة عن طريق تحديدـ وعائها وسعرها ،والمكلف بأدائها وكيفية تحصيلها
دون أن يكون ذلك محل اتفاق مسبق بين الدولة والممولين وهو ما يميز الضريبة عما يدفعه الفرد من ثمن لقاء حصوله
تتميز الضريبة عادة عن القرض اإلجباري الذي قد تفرضه الدولة جبرا بأن هذا األخير تلتزم الدولة بإعادته أي
أن المبلغ المقترض مع مراعاة الفوائد المستحقة الناجمة عنه في الوقت الذي ال تلتزم فيه الدولة برد الضريبة فدافع
الضريبة يرجى أو ينتظر استيرادها ( رد قيمتها ) حتى لو أثبت عدم اإلنتفاعية بخدماتها
ذلك ألن الممول وهو يدفع الضريبة ال ينتظر من الدولة مقابال أو نفعا خاصا ،غير أنه يستفيد بطريقة غير مباشرة
من الخدمات التي تقدمها الدولة لجميع المواطنين ،فالمكلف يقوم بأدائها على أساس مساهمته في المجتمع ،وباعتباره
عضوا في الجماعة وليس باعتباره مموال للضرائب ،وعلى هذا فإنه يبدو منطقيا أن يساهم في تغطية أعباء الدولة التي
يسلم الفكر المالي الحديث بالدور الهام الذي تلعبه الضريبة في تغيير البنيات االقتصادية واالجتماعية ،سيما بعد
التطورات التي طرأت على مفهوم الدولة في حد ذاتها واضمحالل ما يسمى بالدولة الحارسة ليطغى مبدأ الدولة المتدخلة
تعتمد في مفهومها على التقليديين في تغطية النفقات العامة والتي كانت تختصر في النفقات اإلدارية العامة ونفقات
األمن والدفاع ،أما كتاب الدولة المالية المعاصرون فيرون أن الدفع هو أيضا القدرة على التحكم في تسيير وتوجيه السياسة
الرسم على بعض األعمال أو البضائع كالرسوم الجمركية و الرسوم اإلنتاجية و الرسوم المحلية.
2
الرسم التقليدي والذي يفرض على شكل مقطوع مقابل ما يقدمه مرفق عام ويطلق على هذه الرسوم مصطلح «
الرسوم التي تسمى « بالرسوم الشبه ضريبية » وهي الرسوم التي تفرض مقابل تقديم خدمة أو منفعة خاصة
لألفراد.
نستنتج من ذلك أن للرسم عدة معاني ،األول هو المعنى المرادف للضريبة والثاني يحمل الصفة التقليدية والثالث هو
المعنى الواسع والحديث والذي يكون مقابل خدمة معينة وهذا النوع هو محور الدراسة .
هو مبلغ مالي إلزامي يدفعه المستفيدون إلى الدولة أو الوالية أو البلدية مقابل خدمة معينة ذات نفع عام أو خاص.
الـصـفـة الـنـقـديـة :مقابل الحصول على الخدمة يجب على طالبها أن يدفع مبلغا من النقود إما أن يكون نسبة مئوية معينة
الـصـفـة اإلجـبـاريـة :أي أنه على طالب الخدمة أن يدفع مبلغ المستحق عليه مقابل حصوله على هذه الخدمة وأن عنصر
-ذو صفة قانونية وهو اإلجبار القانوني أي التزام الفرد بمقتضى القانون مضطرا لطلب الخدمة والحصول عليها وأداء
الرسم المقرر عنها ،وال حرية له في عدم دفع الرسم بل يكون اإلجبار القانوني إلى أقصى مداه عندما يكون الفرد مخاطبا
بقاعدة قانونية آمرة تلزمه بالحصول على الخدمة الخاصة من جانب بعض الهيئات العامة ،وغالبا ما تم تثبيت هذا النوع
من الرسوم بقانون وموافقة السلطة التشريعية وبشكل يشبه الضريبة بل تكون في مستوى موازي لها من حيث القوة
القانونية كرسوم التعليم اإلجباري ورسوم استخراج هوية األحوال المدنيةـ وتبليط الشوارع والتطعيم اإلجباري ......إلخ.
-إما أن يكون فيه إجبار معنوي والذي يلتزم فيه الفرد بدفع الرسم فقط في حالة ما أراد وقرر االنتفاع بالخدمة والذي
يلتزم فيه الفرد بمقتضى القانون بطلب الخدمة وإنما مخيرا وبمحض إرادته في طلب الخدمة ولكن متى قرر الخدمة
واالنتفاع بها .التزم وطبقا للقانون بأداء الرسم المقرر عنها ،ومثال ذلك ما يقدمه من خدمات كاتب العدل في إضفاء صفة
رسمية على عقد البيع أو سند الدين ليتحول من سند عادي إلى سند رسمي ،وتسجيل الملكية العقارية في مفتشية التسجيل
وفي هذا المجال يرى بعض الكتاب أنهم في حالة اإلجبار المعنوي فإن الفرد ال يتمتعـ بحريته في طلب الرسم للحصول
على خدمة وخير مثال على ذلك رسوم التسجيل العقاري ،فإذا لم يدفع الشخص الرسم عنها تعرض لمشاكل قد تنتهي
3
بضياع حقه إذا لم يسجل العقار باسمه .وعلى ذلك فإن عنصر اإلجبار متوفر في كافة الخدمات ،لكن درجة هذا اإلجبار
ويتمثل ذلك بأن يدفع الفرد الرسم مقابل ما يحصل عليه من خدمة ال تقدمها إحدى الهيئات العامة ،فالنفع الخاص
مقابل حصوله على خدمات مرفق القضاء فيتحقق نفع خاص لطالب الخدمة والمتمثل باستقرار الحقوق له عن طريق
القضاء وذلك بتحقيق النفع العام في توفير العدالة ألفراد المجتمع ويقال ذات الشيء عندما يدفع الفرد رسوم التسجيل
العقاري للحفاظ على حقوقه في تثبيت الملكية العائدة له في سجالت التسجيل العقاري فهو نفع خاص بينما يتحقق النفع
أوجه التشابه:
– 1كـالهـمـا عـبـارة عـن اقتطاع نقدي يدفع بصفة نهائية من طرف األفراد أو الشركات لتمويل ميزانية الدولة.
– 3إنـهـمـا يـتحددان دون مشورة من يدفعها فال المستفيد وال المكلف يناقش في مقدار أو طريقة أدائــهـــا.
)1ال يـوجـد مـقـابـل لـلـضـريـبـة فـي حين يوجد هذا المقابل في حالة الرسم وذلك باالستفادة من خدمة معينة.
)2الضـريبة إجبارية لها مقدار ووقت محدد يجب التقيد بها بينما الرسم فهو اختياري يكون رغبة في الحصول على
خدمة
تفرض الدولة النظام الجبائي بموجب قوانين وذلك من أجل تغطية أعبائها ونفقاتها في جميع الميادين االقتصادية
واالجتماعية ،السياسية والمالية ويظهر ذلك من خالل األهداف التي ترمي إلى تحقيقها.
4
للهدف المالي دور كبير في تحقيق أهداف الدولة حيث تسيطر على جميع العمليات المالية من خالل الضرائب وذلك
لتحقيق توازن الميزانية وتغطية النفقات العمومية كما تسعى إلى القضاء على إختالالت عجز الميزانية.
فالضريبة يجب أن تؤدي دورها الكامل في تغطية النفقات العامة باعتبارها من أفضل وسائل التمويل ومبرر استعمال
تساعد في تغطية نفقات الهياكل القاعدية بحيث أنها تسخر الموارد التي تحصلها الضريبة لخدمة وتنمية الهياكل
القاعدية الضخمة التي يتهرب األفراد في اإلعالن عن القيام بها ألنها إما عديمة أو ضئيلة األرباح غير أن الدولة
إصالح ومعالجة اإلنتاج حيث أنه يجب على الدول النامية أن تحقق فائض من اإليرادات الضريبية لضمان تغطية
نفقات التجهيز وهذا كله لتضمن للمجتمع توفير المواد الغذائية والصناعية.
معالجة االدخار بما أن تمويل االستثمارات مرتبط بتكوين رؤوس أموال معتبرة التي ال يمكن تحقيقها إال عن طريق
االدخار ،وبما أن نسب االدخار منخفض جدا في الدول النامية مقارنة مع الدول المتقدمة بذلك تلجأ سلطات الدول
النامية إلى تغطية ذلك النقص والعجز بزيادة اإليرادات الضريبية حتى تستطيع تغطية نفقات التجهيز والتسيير.
وبذلك السياسة الضريبية تلعب دور فعال في تشجيع االدخار سعيا منها في دفع معدالت مناسبة من االستثمارات.
تسعى الدولة دائما للوصول إلى حالة االستقرار االقتصادي بعيداـ عن التضخم أو االنكماش وذلك عن طريق
التضخم هو عدم تغطية الكتلة النقدية المعروضة في السوق بما يساويها من السلع والخدمات وهذا راجع لعجز
الجهاز اإلنتاجي مما يرفع في الطلب الكلي على هذه السلع في الوقت الذي تنخفض فيه القيمة الفعلية للنقود ،وللتخفيض
من نسب التضخم تلجأ الدولة إلى رفع معدالت الضرائب المباشرة بصفة تصاعدية.
مـحـاربـة االنكماش:
تسعى الدولة على القضاء على االنكماش اإلقتصادي بتخفيض نسب الضرائب وزيادة اإلعفاءات الضريبية مما
ينتج ادخارا إضافيا وبهذا يكون للضريبة أهمية لعالج مساوئ الدورة االقتصادية.
5
إن التفاوت الكبير في توزيع المداخيل في الدول النامية ،سمح بارتفاع خيالي في معدل االستهالك
واإلنفاق على حساب االستثمارات ،وهذا راجع ألسباب اجتماعية وسلوكية على األخص ،لذلك عملت هذه الدول
على التخفيض من معدل هذا االستهالك بفرض ضرائب تمتص القدرة الشرائية الموجهة لالستهالك وإعادة توجيهها
نحو االستثمار.
إن حجم االستثمارات متعلق بمعدالت االدخار والعالقة التي تجمعها هي عالقة طردية والمعلوم بالنسبة
للدول النامية هو انخفاض مستوى االستثمارات الواجب تواجدها لتغطية نسبة زيادة االدخار.
تقوم الدولة بحث األفراد على االدخار عن طريق الحوافز بمنح إعفاءات للفوائد االدخارية بغية رفع االدخار
القومي وتوفير رؤوس أموال مناسبة لتحقيق مستويات كافية من االستثمار .أما إذا فشلت الدولة في تحقيق حجم مناسب
من االدخار االختباري فهي تلجأ إلى إجبار األفراد على االدخار عن طريق االدخار اإلجباري لتغطية العجز الناجم عن
فشل سياستها الضريبية إلى حد ما في جلب رؤوس األموال بواسطة التحفيز .أما بالنسبة الدخار المؤسسات فهذا األخير
يلعب دورا هاما في توسيع االستثمارات لذلك فإن النظام الضريبي يمنح تسهيالت معتبرة للمؤسسات كإمكانية الحفاظ على
أرباحها إلعادة استثمارها واستفادتها من ترحيل خسائرها نحو األمام ،وإمكانية إعفاء األرباح الموجهة نحو االستثمار.
إن زيادة الحصيلة الضريبية متعلق بزيادة توسيع االستثمارات ،أي بإيجاد أوعية ضريبة جديدة فالعالقة بذلك
إن الزراعة كقطاع اقتصادي هام تزود وتثري خزينة الدولة كمصدر هام لتغطية الحاجات الضرورية .كما أن
فائضها يوجه إلى قطاع الصناعة لذلك تخضع هذه االستثمارات إلى سياسة اإلخضاع الضريبي التي تجبر
تسمح الضريبة بإعادة توزيع الدخل بما يتفق والعدالة االجتماعية وهذا من خالل الضرائب على الدخل المحصلة
من األشخاص الطبيعيين و المعنويين والتي لها دورا إيجابيا في تحقيق توزيع أكثر عدالة بين مختلف طبقات وشرائح
المجتمع وهو ما يبرز تطبيقها في كل التشريعات الحديثة على حساب الضريبة النسبية التي تزيد من سعة الفارق بين هذه
6
الطبقات ،هذا من جهة ومن جهة أخرى الضرائب على رأس المال حيث هذه األخيرة ال تقل أهمية عن األولى وتفرض
غالبا بأسعار تصاعدية تمكن من تحقيق نوعا من المساواة حسب المقدرة التكليفية وتمكن من الحد من تمركز الثروات
والوصول إلى استخدام أمثل للثروات واألموال باإلضافة إلى فرض رسوم على اإلنتاج تكون مرتفعة خاصة على بعض
المنتوجات المضرة بالصحة كالمشروبات الكحولية والتبغ ،حيث يؤدي هذا إلى التقليل من استهالكها وإن تخفيض
الرسومات على بعض المنتوجات األخرى أو السلع يؤدي بالضرورة إلى الزيادة في استهالكها ،وهكذا تسعى الدولة إلى
تستطيع الدولة عن طريق الضرائب أن توجه السياسة العامة للبالد وذلك حسب المنهج السياسي ،والسياسة
العامة للبالد االقتصادية والسياسية والمالية التي ترسمها وهكذا فإن الضرائب أداة في يد الدولة تستعملها لتوجيه سياستها
المعنية فإذا كانت سياسة الدولة اشتراكية تهدف إلى التقليل من الفوارق االجتماعية فتستعمل الضريبة التصاعدية وفرض
رسومات جمركية على منتجات الدول األخرى ،فنستطيع القول أن الدولة تستعمل الضرائب بصورة أو بأخرى لتشجيع
سياستها االشتراكية ،أما الدول الرأسمالية فهي كذلك تستعمل الضرائب كأداة للدفاع عن سياستها سواء كانت داخلية أو
خارجية وحسب القوانين الرأسمالية فهي تتحكم في زيادة أو نقصان نسب الضرائب أو معدالتها حسب المنهج السياسي أو
تعني دراسة التنظيم الفني للضرائب ،التعريف بمختلف القواعد الفنية التي تحكم الضريبة ،والتي تعمل في
تحديدـ وتقدير العناصر الخاضعة لها وتقدير السعر الواجب السريان ،ووسائل تحصيل إيراد الضريبة.
إن التنظيم الضريبي يتضمن قواعد مشتركة وأساسية صاغها آدم سميت وعرضها في كتابه( ثروة األمم )(the
) wealte of nationفي الفصل الثاني و كان أول من عرضها ,والقصد من وضع هذه القواعد هو ضمان تحقيق
التوازن بين مصالح األفراد( الممولين ) ومصالح الخزينة العامة ( الدولة ) والتوفيق بين المصلحتين وتلخص القواعد
تعني هذه القاعدة مساهمة أفراد المجتمع جميعا في أداء الضريبة بما يتناسب وقدراتهم المالية ،فعلى جميع الخاضعين
للضريبة كأفراد أن يتحملوا عبئها ويخضعوا لها دون محاباة أو تفضيل ويرجع سبب ذلك الى :
7
وجوب خضوع الجميع إلى الضريبة دون تمييز بين نوع اإليرادات ومصدرها ،وال حتى في المبلغ الضريبي والوقت
والنسب المئوية.
أن يراعي في فرضها المقدرة المالية لكل مكلف لتحقيق المساواة في تحمل األعباء العامة ،حيث تفرض على الجميع بنفس
إن تحقيق قاعدة العدالة يستند إلى اعتبارات متعددة تهدف إلى المساواة بين األفراد دون تمييز بالصفة
الشخصية ،وأنها تأخذ بعين االعتبار وضع المكلف االجتماعي ،فيما إذا كان متزوج أو أعزب فاألول يعامل معاملة
ضريبة أكثر من الثاني ،أي ينظر إلى شخصية الممول ومركزه االجتماعي .كما تؤخذ اعتبارات أخرى كاالعتبارات
السياسية االقتصادية والقانونية لتحقيق التوازن بين مصالح األفراد ( الممولين ) ومصالح الخزينة العامة.
I.2.3.1قاعدة اليقين:
تعني هذه القاعدة أن تكون الضريبة محددة ومعلومة وواضحة بدون غموض أو تحكم بالنسبة للممول .وأن يكون
سعرها ووعاؤها وميعاد دفعها وأسلوب تحصيلها وكل ما يتعلق بأحكامها وإجراءاتها معلوم بصورة مسبقة لدى المكلفين
تقتضي هذه القاعدة أن يكون للضريبة ميعاد دفع مناسبا ومالئما للقدرة المالية للمكلف ،والتخفيف قدر المستطاع من
وقع ثقلها ودفعها ،وهذا يعني أن جباية الضريبة وتحصيلها يكون في وقت الحق على حصول الدخل ،وبدون تعسف أو
وهذا المبدأ يقتضي بموجبه تنظيم مواعيد الضريبة وطريقتها وإجراءاتها بالقدر الذي يتالءم مع أحوال الممول،
بحيث يستوجب فرض الضريبة وتحصيلها ،في الوقت الذي يحصل فيه المكلف على الثروة ،وهو ما ذهبت إليه أحكام
إن قاعدة االقتصاد بالتحصيل يراد بها أن ما يصرف من النفقات يجب أن يكون ضئيال ومتدنيا إلى أقصى حد ممكن
مقارنة بحصيلتها ،فال خير في ضريبة تكلف جبايتها نسبة عالية أو جزء كبير من حصيلتها.
I.1.4.1الوعاء الضريبي:
8
هو الحدث الذي بمثابته تخلق عالقة دائن ومدين بين الخاضع للضريبة والخزينة العمومية،ـ هذا األخير يختلف
باختالف أنواع الضريبة .و يقصد بالوعاء الضريبي المادة الخاضعة للضريبة ،والتي تفرض على األشخاص وتسمى (
الضرائب على األشخاص ) أو على الرؤوس وتفرض بسعر موحد وأن كان مختلفا تندرج تبعا للمركز المالي واالجتماعي
للمكلف ،وتسمى بالضرائب على األموال ،وهي التي يكون محلها ماال من الثروة أو الدخل.
وبذلك تكون المادة الخاضعة للضريبة ليست أشخاص وإنما أموال المكلف فيتم اقتطاع الضريبة بشكل مباشر
ويطلق عليها « الضريبة المباشرة » أو يتم اقتطاع الضريبة بشكل غير مباشر وتفرض على وقائع وتصرفات األفراد
- I..2.4.1تصفية الضريبة:
وهي نسبة الضريبة المحددة والمفروضة على عاتق المكلف بها ويتم حسابها باستخدام معدالت ونسب مدروسة
ومعلومة مسبقا أي المبلغ الذي سوف يدفعه المكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب.
ونقصد بها الطريقة التي يتم بها دفع الضريبة لدى قابض الضرائب المتخصص إقليميا.
هذه المرحلة هي فترة االستعمار وما قبلها .ففي العهد التركي كانت الضرائب مستمدة من الشريعة اإلسالمية مثل
الزكاة ،العشور ،اللذان يفرضان على المحاصيل التجارية والزراعية ،وهناك أنواع أخرى بتسميات متعددة كالغرامة التي
تفرض على القبائل الرحل وأثناء االستعمار بقت التشريعات التركية سارية المفعول دون تغيرات بحجة عدم المساس
بالتقاليد ،كما ادعتها اإلدارة الفرنسية إال أن السبب الحقيقي وراء هذا اإلبقاء على التشريعات التركية هو أن السلطات
الفرنسية رأت فيها ما يحقق أهدافها وهي وفرة المحاصيل خاصة التي اتخذتها السلطات الفرنسية والتي تهدف إلى دفع
الضريبة نقدا .أما الدولة الجزائرية والتي كانت بقيادة األمير عبد القادر كانت تستمد جزءا هاما من دخلها الوطني من
القطاع الزراعي وانعكس هذا الهيكل االقتصادي على مكونات التجارة الخارجية وسادت في تلك األوقات الضرائب غير
المباشرة وخاصة منها الضرائب الحكومية باإلضافة إلى الضرائب المشرعة إسالميا من ذلك يظهر أن النظام الضريبي
السائد كان شبه موجود في تلك الفترة ،غير أن األهداف كانت مختلفة ،فمن الجانب الفرنسي كان الهدف إخراج األهالي
من أراضيهم عند العجز عن الدفع النقدي للمستحقات الضريبية للخزينة الفردية الفرنسية.
9
أما من جانب األمير عبد القادر فكان هدفه الحصول على موارد يغطي بها النفقات العسكرية لضمان واستمرار
ثورته إلى جانب تلبية النفقات األخرى للدولة واستمر الحال إلى سنة 1949أين أدخلت السلطات الفرنسية عدة إصالحات
وبهذا توقفت إجراءات العمل بالتشريعات اإلسالمية التركية وبدأت مرحلة جديدة تتسم بسيطرة النظام الضريبي الفرنسي
بالجزائر.
لم يعرف التشريع الجبائي في بداية مرحلة االستقالل تحوال كبيرا أو كليا وإنما اتبعت الدولة الجزائرية تمديدـ
فعالية القوانين الجبائية الفرنسية في كامل جوانبها ماعدا البنود التي تمس بسيادة الدولة ،هذا القرار ضروريا في وقته
وذلك بعدم إمكانية وضع قوانين تحل مباشرة محل القوانين الضريبية للتشريع الفرنسي القديم ،ولكن خزينة الدولة كانت
تعاني من عجز في السيولة النقدية ،ولهذه األسباب عملت الدولة على تحسين وسائل وأساليب التحصيل من جهة وإدماج
بعض القطاعات واألشخاص الذين لم يكونوا خاضعين للضريبة من جهة أخرى وتوسيع مجال تطبيق الضريبة وهكذا كان
سلم اإلصالحات تصاعديا مع مرور السنوات ويمكن أن يلخص أهم هذه التعديالتـ من سنة 1962إلى سنة 1989كما
يلي :
في سنة :1963تم التخلي عن النظام الموقف فيما يخص الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج واستبداله بنظام الدفع أو
التسديد المجزأ ،حيث يتم دفع الرسم عند كل مرحلة يتم فيها تحويل للملكية ويبقى هذا النظام ساري المفعول إلى غاية
31مارس .1992
في سنة :1965تم إدخال مبدأ االقتطاع من المصدر ،بالنسبة للضرائب على األجور مع العلم أنه قبل سنة 1965
الضرائب على األجور والضرائب على الدخل بصفة عامة خاضعة للنظام التصريحات في آخر السنة.
10
في سنة : 1970تم التخلي عن طريقة اإلهتالك التنازلي مع العلم أنه من سنة 1970إلى سنة 1989الطريقة الوحيدة
في سنة :1976تمت المصادقة على األوامر التالية المتضمنة قوانين الجباية ونذكر منها:
-األمر 102 / 76المؤرخ في 1976 – 12 – 09والمتضمن قانون الرسم على رقم األعمال.
-األمر 105 / 76المؤرخ في 1976 – 12 – 09والمتضمن قانون التسجيل وفي نفس السنة تم إحداث ما يسمى بال
مركزية الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية أي أن كل وحدة اقتصادية من وحدات الشركة تقوم في حالة وجود
أرباح بدفع الضريبة المناسبة بغض النظر إذا كانت الشركة قد نتج عن نشاطها خسارة.
في سنة : 1979المصادقة على القانون 07 / 79المؤرخ في 1979 – 07 – 21والمتضمن قانون الجمارك.
في سنة 1989إن قانون المالية لسنة 1989أحدث تغيرات وتعديالت هامة في ميدان الجباية ويعد كمؤشر لبداية
اإلصالحات الجبائية أين تم إلغاء الفرق بين القطاع العام والقطاع الخاص ،أي أن الصيغة القانونية للشركة لم يعد لها
أي وزن بل طبيعة النشاط الممارس هو الذي يحث الفرق وهذا القانون أباح ثالث( )3طرق لإلهتالك هي :
وفي نفس السنة تم إنشاء الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية أي إلغاء الالمركزية ،كذلك إعطاء إمكانية
استرجاع( تصفية ) العجز على مدة خمسة سنوات عوضا عن ثالثة سنوات في السابق أي قانون المالية لسنة 1989
تمت صياغته عليه بعد المصادقة على القوانين األساسية لإلصالحات االقتصادية أال وهي القوانين من 01/88إلى
غاية .05/88
في هذه المرحلة شهد االقتصاد الجزائري إصالحات وتطورات عديدة وحاسمة في جميع جوانبه ،نتيجة ضغوطات
خارجية حيث أن انتفاضة 1988م واالتفاقية التي أجريت مع صندوق النقد الدولي ألزمت السلطات إجراء إصالحات
جذرية في جميع القوانين االقتصادية والمالية وخاصة التي تمس مباشرة المؤسسات االقتصادية واألفراد.
11
وقد كانت هذه اإلصالحات والتدابير الجبائية مواكبة لإلصالحات البنكية،ـ ( قانون القرض ،والنقد 01أفريل ) 1990
ونقصد به التغير الجدري للقوانين الجبائية بغية تكييفها مع المعطيات االقتصادية الجديدة بهدف خلق مردودية جبائية
حيث تغير المسار التنموي في الجزائر بشكل أوسع في شروط ممارسة التعامل اإلقتصادي بأنواع نشاطاته
االقتصادية ولمسايرة هده التغيرات وضع المشروع جملة من القواعد الجبائية الجديدة وذلك تفاديا للسلبيات السابقة ،وقد تم
وضع برنامج إصالحي محدد بجملة من النصوص القانونية وقد مس الضرائب المباشرة و الضرائب غير مباشرة .
إن نظام الضرائب المباشرة السابق تميز بنوع من التعقيد والذي يعود أساسا إلى كثرة الرسوم وبالتالي يكون على
عاتق المكلف بالضريبة التزامات عديدة ومن هنا جاءت اإلصالحات الضريبية لتدارك هذه المساوئ من هنا االنتقال من
نظام جبائي معقد إلى نظام عصري وبسيط تجسد في مشروع قانون المالية لسنة 1992بإحداث نوعين من الضرائب :
لقد جاءت نصوص مشروع الرسم على القيمة المضافة TVAفي قانون المالية لسنة 1992وهذا تعويضا
للنظام المعمول به سابقا والمتضمن الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج ( ) TUGPوالرسم الوحيد على تأدية الخدمات
( ) TUGPSوتجدر اإلشارة في هذا الصدد أن االستغناء عن النظام السابق كان نتيجة ثالثة أسباب هي :
– 1عجز النظام السابق على إمكانية مسايرة األهداف االقتصادية المسطرة التي تتطلب موارد تمويلية إضافية.
– 2كثرة الثغرات في النظام السابق التي كانت تعمل على عرقلة التنمية االقتصادية عوض أن تكون دافعة لها.
– 3نتيجة اجتياح العولمة االقتصادية والمالية والجبائية لمعظم البلدان العالم و انضمام الجزائر لها كان البد عليها من
إجراء تغييرات جذرية للضرائب غير المباشرة ،وهكذا ألغي النظام السابق واستبدل بنظام جديد ينص بفرض ضريبة
واحدة على القيمة المضافة ،خلفا للرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات و الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج فإن
الرسم على القيمة المضافة ال يمس اإلنتاج ولكن القيمة المضافة فقط.
إن قانون المالية لسنة 1992نص على إحداث الرسم على القيمة المضافة ويتمحور حول ثالثة محاور أساسية.
12
توسيع مجال التطبيق:
عمل المشرع الجبائي على أن الرسم على القيمة المضافة ال يكتفي فقط بالعمليات ذات الطابع الصناعي بل أنه يتعداها
الي مس جميع القطاعات االقتصادية ،نالحظ من هذا أن الرسم على القيمة المضافة يكتسي طابع حيوي في المجال
االقتصادي والمالي.
لقد وضع المشرع الجبائي أسلوب التخفيضات وهذا بدفع الضريبة على القيمة المضافة ،ال على القيمة الكلية ،ولم
يستثني أي قطاع من القطاعات مثل القطاع اإلداري والتجاري في عملية الحسم ،عكس النظام السابق.
كما أن الرسم على القيمة المضافة يسمح بخصم الرسم المتعلق بالعمليات الخاصة بتأدية الخدمات المرتبطة بالنشاط
لقد جاء الرسم على القيمة المضافة كما أشرنا له سابقا لتصحيح الوضع السابق الذي امتاز بكثرة المعدالت والنسب
المعمول بها وتعددـ إجراءات اإلعفاء الممنوحة لبعض قطاعات النشاط اإلقتصادي وذلك بإدخال بعض المبادئ
الجديدة.حيث تم تقليص عدد المعدالت إلى أربعة معدالت في بداية تطبيقه ثم تم تخفيضه إلى معدلينـ حاليا.
نظرة عن نظام الرسوم على رقم األعمال قبل 1992 I .4
بعد االستقالل قامت الجزائر بإتباع نظام الرسوم على رقم األعمال بهدف تطوير اقتصادها و لكن هذا النظام لم
ينجح في تحقيق الهدف المسطر له باعتبار انه يتضمن عدة سلبيات نذكر منها أن مجال تطبيقه محدود باإلضافة إلى وجود
رسمين الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج ( ) .T.U.G.Pو الرسم الوحيد على تأدية الخدمات ( )T.U.G.P.Sو عليه
و يتعلق بعمليات البيع ،انجاز السليمات لذات الواردات المسلمة للخاضعين للرسم الوحيد اإلجمالي عند اإلنتاج
(منتجين ،مقاولين) و ينتج في هذا عيب جوهري يتمثل في أن تطبيق هذه الضريبة يبقى صعبا ومحدودا.
13
إن وعاء الضريبة يتطلب استعمال عدد هام من النسب( 17نسبة) تتراوح ما بين النسبة المنخفضة %7إلى النسبة
الخصوصية %80هذه النسب ال تعكس الثقل الضريبي الحقيقي الذي يقع على كاهل المستهلك.
مجال تطبيقه واسع جدا يشمل الخدمات بصفة عامة و عمليات البيع و االستهالك الفوري و كذلك أدوات الفن و
العروض و األلعاب و الترفـيهات من كل أنواع الخدمات األخرى كالبنوك و التأمينات و يتضمن هذا الرسم عدد هام من
لكنه رسم جامع دون إمكانية الخصم حيث انه يحسب و يحصل على مبلغ كل إيراد خاضع للرسم و بالفعل فان
الخدمات المتتالية المنجزة تكون خاضعة للرسم بمناسبة إنجاز كل واحدة منها مع إمكانية المكلف الذي يد فع الرسم على
كما أن الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج و الرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات هما نظامان معقدان و أن
هذا دليل على أن نظام الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج والرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات كان غير واقعي
حيث يحسب الرسم على السعر الكامل .بحيث أن النسبة الحقيقية هي معدل الرسم القانوني أما بالنسبة للشبه قانونية فهي
تمثل النسبة الزائدة ،فعوض ان تقوم بضرب النسبة الحقيقية (معدل الرسم القانوني xسعر خارج الرسم) فان العكس هو
إذا فالفرق يكمن في أن المبلغ اإلضافي نسبة شبه قانونية و مثال على ذلك:
إذا كانت لد ينا سلعة كاملة الرسم مقدرة بـ 1000دج و معدل الرسم الوحيد على اإلنتاج يقدر بـ .%10
إذا فالنسبة الحقيقية للرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج تقدر بـ:
أما بالنسبة للشبه القانونية فتكمن في أن حساب الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج كان على أساس السعر المتضمن الرسم
(900دج 90 = )x 10%دج إذا فالنسبة الشبه قانونية فهي الفرق بين :
14