You are on page 1of 14

‫‪ .

‬الضرائب والرسوم‬

‫‪ .I.1‬الضريبة والرسم‬

‫تـمـهـيـد‪:‬‬

‫عرف اإلنسان الضريبة منذ األزل و اختلف في تسميتها عبر العصور إال أن المعنى واحد وذلك نظرا لتغير‬

‫طبيعة ومبررات الضريبة مع تغيير النظم السياسية والظروف االقتصادية والمالية لكل دولة و يمكننا إعطاء تعريف نوعا‬

‫ما شامل للضريبة بالمفهوم الجديد وهـو‪:‬‬

‫‪ .I.1.1‬تعريف الضريبة والرسم‬

‫‪ .I.1.1.1‬تـعـريـف الـضـريـبـة‪:‬‬

‫الضريبة اقتطاع إلزامي ونهائي من المال‪ ،‬محدد سلفا‪ ،‬ودون مقابل يقع على كاهل الذمة المالية لبعض‬

‫الجماعات واألفراد من أجل تحقيق نفعا عاما وتغطية النفقات العامة ومن هذا التعريف نستنتج خصائص الضريبة التالية‪:‬‬

‫الـضـريـبـة اقتطاع مـبـلـغ مـن الـمـال‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تفرض الضريبة في العصر الحديث بصفة أساسية في صورة نقدية وذلك خالفا للنظم الجبائية القديمةـ التي كانت‬

‫فيه الضريبة تدفع بصفة عينية وعيبها راجع إلى األسباب التالية‪.‬‬

‫كـونـهـا تـتـنـافـى مـع مـبـدأ الـعـدالـة فـي الـضـريـبـة بحيث يستلزم وبموجبها على كل ممول تقديم كمية‬ ‫‪‬‬

‫من المحاصيل الزراعية من جهة‪ ،‬ودون تقدير التكاليف بين ممول وآخر من جهة أخرى‪.‬‬

‫تـكـلـف الـدولـة نـفـقـات بـاهـضـة وذلك عن طريق جمع هذه الـمـحاصيل ونقلها وتخزينها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عـدم تـجـانـس اإليـرادات الـعـامـة مـع الـنـفـقـات الـعـامـة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ذلك ألن الدولة الحديثة تجد نفسها مجبرة لصرف مجموعة من األموال قصد تسويق وبيع ما حصلته من جبايات‬

‫بصورة عينية لتولي تقديمها في صورة خدمات متنوعة تبعا الحتياجات األفراد والمواطنين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الـضـريـبـة تـدفــــع جـــبـــرا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تنفرد الدولة بوضع نظام قانوني للضريبة عن طريق تحديدـ وعائها وسعرها‪ ،‬والمكلف بأدائها وكيفية تحصيلها‬

‫دون أن يكون ذلك محل اتفاق مسبق بين الدولة والممولين وهو ما يميز الضريبة عما يدفعه الفرد من ثمن لقاء حصوله‬

‫على سلعة أو خدمة‪.‬‬

‫الضريبة تدفع بصفة نهائية ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تتميز الضريبة عادة عن القرض اإلجباري الذي قد تفرضه الدولة جبرا بأن هذا األخير تلتزم الدولة بإعادته أي‬

‫أن المبلغ المقترض مع مراعاة الفوائد المستحقة الناجمة عنه في الوقت الذي ال تلتزم فيه الدولة برد الضريبة فدافع‬

‫الضريبة يرجى أو ينتظر استيرادها ( رد قيمتها ) حتى لو أثبت عدم اإلنتفاعية بخدماتها‬

‫لـيـس لـلـضـريـبـة مـقـابـل مـعـيـن‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ذلك ألن الممول وهو يدفع الضريبة ال ينتظر من الدولة مقابال أو نفعا خاصا‪ ،‬غير أنه يستفيد بطريقة غير مباشرة‬

‫من الخدمات التي تقدمها الدولة لجميع المواطنين‪ ،‬فالمكلف يقوم بأدائها على أساس مساهمته في المجتمع‪ ،‬وباعتباره‬

‫عضوا في الجماعة وليس باعتباره مموال للضرائب‪ ،‬وعلى هذا فإنه يبدو منطقيا أن يساهم في تغطية أعباء الدولة التي‬

‫تحمي الجماعة وتشرف عليهم‪.‬‬

‫الـغـرض مـن دفـع الـضـريـبـــة ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫يسلم الفكر المالي الحديث بالدور الهام الذي تلعبه الضريبة في تغيير البنيات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬سيما بعد‬

‫التطورات التي طرأت على مفهوم الدولة في حد ذاتها واضمحالل ما يسمى بالدولة الحارسة ليطغى مبدأ الدولة المتدخلة‬

‫التي أخذت على كاهلها التزام الخدمات الضرورية لمجموع المواطنين‪.‬‬

‫الـمـنـفـعـة الـعـامـة ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تعتمد في مفهومها على التقليديين في تغطية النفقات العامة والتي كانت تختصر في النفقات اإلدارية العامة ونفقات‬

‫األمن والدفاع‪ ،‬أما كتاب الدولة المالية المعاصرون فيرون أن الدفع هو أيضا القدرة على التحكم في تسيير وتوجيه السياسة‬

‫االقتصادية واالجتماعية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ – I.2.1.1‬مـفـهـوم الـرسـم ‪:‬‬

‫يـحـمـل مـصـطـلـح الرسم ثالث مـعـانـي مـخـتـلـفـة‪: ‬‬

‫الرسم على بعض األعمال أو البضائع كالرسوم الجمركية و الرسوم اإلنتاجية و الرسوم المحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫الرسم التقليدي والذي يفرض على شكل مقطوع مقابل ما يقدمه مرفق عام ويطلق على هذه الرسوم مصطلح «‬ ‫‪‬‬

‫أجر لخدمة مقابلة » كبعض الرسوم اإلدارية‬

‫الرسوم التي تسمى « بالرسوم الشبه ضريبية » وهي الرسوم التي تفرض مقابل تقديم خدمة أو منفعة خاصة‬ ‫‪‬‬

‫لألفراد‪.‬‬

‫نستنتج من ذلك أن للرسم عدة معاني‪ ،‬األول هو المعنى المرادف للضريبة والثاني يحمل الصفة التقليدية والثالث هو‬

‫المعنى الواسع والحديث والذي يكون مقابل خدمة معينة وهذا النوع هو محور الدراسة ‪.‬‬

‫تعــريـف الـــرسم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هو مبلغ مالي إلزامي يدفعه المستفيدون إلى الدولة أو الوالية أو البلدية مقابل خدمة معينة ذات نفع عام أو خاص‪.‬‬

‫‪ I .3.1.1‬خـصـائـص الـرسـم هناك عدة خصائص للرسم و هي ‪:‬‬

‫‪‬الـصـفـة الـنـقـديـة‪ :‬مقابل الحصول على الخدمة يجب على طالبها أن يدفع مبلغا من النقود إما أن يكون نسبة مئوية معينة‬

‫أو مبلغا مقطوعا وثابتا‪.‬‬

‫‪‬الـصـفـة اإلجـبـاريـة‪ :‬أي أنه على طالب الخدمة أن يدفع مبلغ المستحق عليه مقابل حصوله على هذه الخدمة وأن عنصر‬

‫اإلجبار في الرسم إما أن يكون‪:‬‬

‫‪ -‬ذو صفة قانونية وهو اإلجبار القانوني أي التزام الفرد بمقتضى القانون مضطرا لطلب الخدمة والحصول عليها وأداء‬

‫الرسم المقرر عنها‪ ،‬وال حرية له في عدم دفع الرسم بل يكون اإلجبار القانوني إلى أقصى مداه عندما يكون الفرد مخاطبا‬

‫بقاعدة قانونية آمرة تلزمه بالحصول على الخدمة الخاصة من جانب بعض الهيئات العامة‪ ،‬وغالبا ما تم تثبيت هذا النوع‬

‫من الرسوم بقانون وموافقة السلطة التشريعية وبشكل يشبه الضريبة بل تكون في مستوى موازي لها من حيث القوة‬

‫القانونية كرسوم التعليم اإلجباري ورسوم استخراج هوية األحوال المدنيةـ وتبليط الشوارع والتطعيم اإلجباري ‪ ......‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬إما أن يكون فيه إجبار معنوي والذي يلتزم فيه الفرد بدفع الرسم فقط في حالة ما أراد وقرر االنتفاع بالخدمة والذي‬

‫يلتزم فيه الفرد بمقتضى القانون بطلب الخدمة وإنما مخيرا وبمحض إرادته في طلب الخدمة ولكن متى قرر الخدمة‬

‫واالنتفاع بها‪ .‬التزم وطبقا للقانون بأداء الرسم المقرر عنها‪ ،‬ومثال ذلك ما يقدمه من خدمات كاتب العدل في إضفاء صفة‬

‫رسمية على عقد البيع أو سند الدين ليتحول من سند عادي إلى سند رسمي‪ ،‬وتسجيل الملكية العقارية في مفتشية التسجيل‬

‫بإدارة الضرائب‪ .......‬إلخ‪.‬‬

‫وفي هذا المجال يرى بعض الكتاب أنهم في حالة اإلجبار المعنوي فإن الفرد ال يتمتعـ بحريته في طلب الرسم للحصول‬

‫على خدمة وخير مثال على ذلك رسوم التسجيل العقاري‪ ،‬فإذا لم يدفع الشخص الرسم عنها تعرض لمشاكل قد تنتهي‬

‫‪3‬‬
‫بضياع حقه إذا لم يسجل العقار باسمه‪ .‬وعلى ذلك فإن عنصر اإلجبار متوفر في كافة الخدمات‪ ،‬لكن درجة هذا اإلجبار‬

‫تختلف من خدمة ألخرى‪.‬‬

‫‪ I.4.1.1‬الـمـقـابـل فـي الـرسـم‪:‬‬

‫ويتمثل ذلك بأن يدفع الفرد الرسم مقابل ما يحصل عليه من خدمة ال تقدمها إحدى الهيئات العامة‪ ،‬فالنفع الخاص‬

‫مقابل حصوله على خدمات مرفق القضاء فيتحقق نفع خاص لطالب الخدمة والمتمثل باستقرار الحقوق له عن طريق‬

‫القضاء وذلك بتحقيق النفع العام في توفير العدالة ألفراد المجتمع ويقال ذات الشيء عندما يدفع الفرد رسوم التسجيل‬

‫العقاري للحفاظ على حقوقه في تثبيت الملكية العائدة له في سجالت التسجيل العقاري فهو نفع خاص بينما يتحقق النفع‬

‫العام في ضمان واستقرار الملكية في المجتمع‪.‬‬

‫‪ I .5.1.1‬أوجـه الـتـشـابـه واالختالف بـيـن الـرسـوم والـضـريـبـة ‪:‬‬

‫‪ ‬أوجه التشابه‪:‬‬

‫الـضـريـبـة والرسـم يـــشـتركـان فـيـمـا يـلـي‪:‬‬

‫‪ – 1‬كـالهـمـا عـبـارة عـن اقتطاع نقدي يدفع بصفة نهائية من طرف األفراد أو الشركات لتمويل ميزانية الدولة‪.‬‬

‫‪ – 2‬االثنان مـفـروضـان مـن طـرف الـسـلـطـات بـمـوجـب قـــانـــون معد لذلك‪.‬‬

‫‪ – 3‬إنـهـمـا يـتحددان دون مشورة من يدفعها فال المستفيد وال المكلف يناقش في مقدار أو طريقة أدائــهـــا‪.‬‬

‫أوجه االختالف ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )1‬ال يـوجـد مـقـابـل لـلـضـريـبـة فـي حين يوجد هذا المقابل في حالة الرسم وذلك باالستفادة من خدمة معينة‪.‬‬

‫‪ )2‬الضـريبة إجبارية لها مقدار ووقت محدد يجب التقيد بها بينما الرسم فهو اختياري يكون رغبة في الحصول على‬

‫خدمة‬

‫‪ )3‬الـضـريـبـة سـنـويـة بـيـنـمـا يـكـون الـرسـم آنيا أي بـمـجـرد االستفادة بـالــــخـــدمـــة‪.‬‬

‫‪ I.2.1‬أهـداف الـضـريـــبــــة ‪:‬‬

‫تفرض الدولة النظام الجبائي بموجب قوانين وذلك من أجل تغطية أعبائها ونفقاتها في جميع الميادين االقتصادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬السياسية والمالية ويظهر ذلك من خالل األهداف التي ترمي إلى تحقيقها‪.‬‬

‫‪ I 1.2.1‬الهدف المالي ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫للهدف المالي دور كبير في تحقيق أهداف الدولة حيث تسيطر على جميع العمليات المالية من خالل الضرائب وذلك‬

‫لتحقيق توازن الميزانية وتغطية النفقات العمومية كما تسعى إلى القضاء على إختالالت عجز الميزانية‪.‬‬

‫فالضريبة يجب أن تؤدي دورها الكامل في تغطية النفقات العامة باعتبارها من أفضل وسائل التمويل ومبرر استعمال‬

‫الضريبة كوسيلة مالية يرجع إلى كونها ‪:‬‬

‫تساعد في تغطية نفقات الهياكل القاعدية بحيث أنها تسخر الموارد التي تحصلها الضريبة لخدمة وتنمية الهياكل‬ ‫‪‬‬

‫القاعدية الضخمة التي يتهرب األفراد في اإلعالن عن القيام بها ألنها إما عديمة أو ضئيلة األرباح غير أن الدولة‬

‫تقوم بها ألن في ذلك دعم لسياسة التنميةـ‪.‬‬

‫إصالح ومعالجة اإلنتاج حيث أنه يجب على الدول النامية أن تحقق فائض من اإليرادات الضريبية لضمان تغطية‬ ‫‪‬‬

‫نفقات التجهيز وهذا كله لتضمن للمجتمع توفير المواد الغذائية والصناعية‪.‬‬

‫معالجة االدخار بما أن تمويل االستثمارات مرتبط بتكوين رؤوس أموال معتبرة التي ال يمكن تحقيقها إال عن طريق‬ ‫‪‬‬

‫االدخار‪ ،‬وبما أن نسب االدخار منخفض جدا في الدول النامية مقارنة مع الدول المتقدمة بذلك تلجأ سلطات الدول‬

‫النامية إلى تغطية ذلك النقص والعجز بزيادة اإليرادات الضريبية حتى تستطيع تغطية نفقات التجهيز والتسيير‪.‬‬

‫وبذلك السياسة الضريبية تلعب دور فعال في تشجيع االدخار سعيا منها في دفع معدالت مناسبة من االستثمارات‪.‬‬

‫‪ I.2.2.1‬الـهـدف االقتصادي ‪:‬‬

‫تسعى الدولة دائما للوصول إلى حالة االستقرار االقتصادي بعيداـ عن التضخم أو االنكماش وذلك عن طريق‬

‫استخدام الضريبة في مواجهة هذه الحاالت‪:‬‬

‫مـحـاربـة الـتـضـخـم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫التضخم هو عدم تغطية الكتلة النقدية المعروضة في السوق بما يساويها من السلع والخدمات وهذا راجع لعجز‬

‫الجهاز اإلنتاجي مما يرفع في الطلب الكلي على هذه السلع في الوقت الذي تنخفض فيه القيمة الفعلية للنقود‪ ،‬وللتخفيض‬

‫من نسب التضخم تلجأ الدولة إلى رفع معدالت الضرائب المباشرة بصفة تصاعدية‪.‬‬

‫‪ ‬مـحـاربـة االنكماش‪:‬‬

‫تسعى الدولة على القضاء على االنكماش اإلقتصادي بتخفيض نسب الضرائب وزيادة اإلعفاءات الضريبية مما‬

‫ينتج ادخارا إضافيا وبهذا يكون للضريبة أهمية لعالج مساوئ الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬محاربة االستهالك الـتـبـجـجـي ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫إن التفاوت الكبير في توزيع المداخيل في الدول النامية‪ ،‬سمح بارتفاع خيالي في معدل االستهالك‬

‫واإلنفاق على حساب االستثمارات‪ ،‬وهذا راجع ألسباب اجتماعية وسلوكية على األخص‪ ،‬لذلك عملت هذه الدول‬

‫على التخفيض من معدل هذا االستهالك بفرض ضرائب تمتص القدرة الشرائية الموجهة لالستهالك وإعادة توجيهها‬

‫نحو االستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬دعم وتوسيع االستثمارات‪:‬‬

‫إن حجم االستثمارات متعلق بمعدالت االدخار والعالقة التي تجمعها هي عالقة طردية والمعلوم بالنسبة‬

‫للدول النامية هو انخفاض مستوى االستثمارات الواجب تواجدها لتغطية نسبة زيادة االدخار‪.‬‬

‫‪ ‬في جانب االستثمارات المالية ‪:‬‬

‫تقوم الدولة بحث األفراد على االدخار عن طريق الحوافز بمنح إعفاءات للفوائد االدخارية بغية رفع االدخار‬

‫القومي وتوفير رؤوس أموال مناسبة لتحقيق مستويات كافية من االستثمار‪ .‬أما إذا فشلت الدولة في تحقيق حجم مناسب‬

‫من االدخار االختباري فهي تلجأ إلى إجبار األفراد على االدخار عن طريق االدخار اإلجباري لتغطية العجز الناجم عن‬

‫فشل سياستها الضريبية إلى حد ما في جلب رؤوس األموال بواسطة التحفيز‪ .‬أما بالنسبة الدخار المؤسسات فهذا األخير‬

‫يلعب دورا هاما في توسيع االستثمارات لذلك فإن النظام الضريبي يمنح تسهيالت معتبرة للمؤسسات كإمكانية الحفاظ على‬

‫أرباحها إلعادة استثمارها واستفادتها من ترحيل خسائرها نحو األمام‪ ،‬وإمكانية إعفاء األرباح الموجهة نحو االستثمار‪.‬‬

‫‪‬في جانب االستثمارات المادية ‪:‬‬

‫إن زيادة الحصيلة الضريبية متعلق بزيادة توسيع االستثمارات‪ ،‬أي بإيجاد أوعية ضريبة جديدة فالعالقة بذلك‬

‫الضريبية واالستثمار وطيدة حيث ال وجود إلحداهما دون األخرى‪.‬‬ ‫بين‬

‫‪ ‬في جانب االستثمارات الزراعية ‪:‬‬

‫إن الزراعة كقطاع اقتصادي هام تزود وتثري خزينة الدولة كمصدر هام لتغطية الحاجات الضرورية‪ .‬كما أن‬

‫فائضها يوجه إلى قطاع الصناعة لذلك تخضع هذه االستثمارات إلى سياسة اإلخضاع الضريبي التي تجبر‬

‫المزارعين والفالحين على اإلنتاج أكثر لتعويض الجزء المقتطع ضريبيا‪.‬‬

‫‪ I.3.2.1‬الهدف االجتماعي ‪:‬‬

‫تسمح الضريبة بإعادة توزيع الدخل بما يتفق والعدالة االجتماعية وهذا من خالل الضرائب على الدخل المحصلة‬

‫من األشخاص الطبيعيين و المعنويين والتي لها دورا إيجابيا في تحقيق توزيع أكثر عدالة بين مختلف طبقات وشرائح‬

‫المجتمع وهو ما يبرز تطبيقها في كل التشريعات الحديثة على حساب الضريبة النسبية التي تزيد من سعة الفارق بين هذه‬

‫‪6‬‬
‫الطبقات‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى الضرائب على رأس المال حيث هذه األخيرة ال تقل أهمية عن األولى وتفرض‬

‫غالبا بأسعار تصاعدية تمكن من تحقيق نوعا من المساواة حسب المقدرة التكليفية وتمكن من الحد من تمركز الثروات‬

‫والوصول إلى استخدام أمثل للثروات واألموال باإلضافة إلى فرض رسوم على اإلنتاج تكون مرتفعة خاصة على بعض‬

‫المنتوجات المضرة بالصحة كالمشروبات الكحولية والتبغ‪ ،‬حيث يؤدي هذا إلى التقليل من استهالكها وإن تخفيض‬

‫الرسومات على بعض المنتوجات األخرى أو السلع يؤدي بالضرورة إلى الزيادة في استهالكها‪ ،‬وهكذا تسعى الدولة إلى‬

‫تحقيق العدالة االجتماعية من خالل إعادة توزيع الضرائب‪.‬‬

‫‪ I.4.2.1‬الهدف السياسي ‪:‬‬

‫تستطيع الدولة عن طريق الضرائب أن توجه السياسة العامة للبالد وذلك حسب المنهج السياسي‪ ،‬والسياسة‬

‫العامة للبالد االقتصادية والسياسية والمالية التي ترسمها وهكذا فإن الضرائب أداة في يد الدولة تستعملها لتوجيه سياستها‬

‫المعنية فإذا كانت سياسة الدولة اشتراكية تهدف إلى التقليل من الفوارق االجتماعية فتستعمل الضريبة التصاعدية وفرض‬

‫رسومات جمركية على منتجات الدول األخرى‪ ،‬فنستطيع القول أن الدولة تستعمل الضرائب بصورة أو بأخرى لتشجيع‬

‫سياستها االشتراكية‪ ،‬أما الدول الرأسمالية فهي كذلك تستعمل الضرائب كأداة للدفاع عن سياستها سواء كانت داخلية أو‬

‫خارجية وحسب القوانين الرأسمالية فهي تتحكم في زيادة أو نقصان نسب الضرائب أو معدالتها حسب المنهج السياسي أو‬

‫السياسة االقتصادية التي ترسمها‪.‬‬

‫‪ I .3.1‬مـبـادئ الــضــريـــبـة ‪:‬‬

‫تعني دراسة التنظيم الفني للضرائب‪ ،‬التعريف بمختلف القواعد الفنية التي تحكم الضريبة‪ ،‬والتي تعمل في‬

‫تحديدـ وتقدير العناصر الخاضعة لها وتقدير السعر الواجب السريان‪ ،‬ووسائل تحصيل إيراد الضريبة‪.‬‬

‫إن التنظيم الضريبي يتضمن قواعد مشتركة وأساسية صاغها آدم سميت وعرضها في كتابه( ثروة األمم )(‪the‬‬

‫‪ ) wealte of nation‬في الفصل الثاني و كان أول من عرضها‪ ,‬والقصد من وضع هذه القواعد هو ضمان تحقيق‬

‫التوازن بين مصالح األفراد( الممولين ) ومصالح الخزينة العامة ( الدولة ) والتوفيق بين المصلحتين وتلخص القواعد‬

‫األربعة التي تناولها آدم سميت في مؤلفه كما يلي ‪:‬‬

‫‪ I.1.3.1‬قاعدة العدالة (المساواة) ‪:‬‬

‫تعني هذه القاعدة مساهمة أفراد المجتمع جميعا في أداء الضريبة بما يتناسب وقدراتهم المالية‪ ،‬فعلى جميع الخاضعين‬

‫للضريبة كأفراد أن يتحملوا عبئها ويخضعوا لها دون محاباة أو تفضيل ويرجع سبب ذلك الى ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪‬وجوب خضوع الجميع إلى الضريبة دون تمييز بين نوع اإليرادات ومصدرها‪ ،‬وال حتى في المبلغ الضريبي والوقت‬

‫والنسب المئوية‪.‬‬

‫‪‬أن يراعي في فرضها المقدرة المالية لكل مكلف لتحقيق المساواة في تحمل األعباء العامة‪ ،‬حيث تفرض على الجميع بنفس‬

‫المقدار وبما يتناسب مع حجم الدخل الذي يحصل عليه الفرد‪.‬‬

‫إن تحقيق قاعدة العدالة يستند إلى اعتبارات متعددة تهدف إلى المساواة بين األفراد دون تمييز بالصفة‬

‫الشخصية‪ ،‬وأنها تأخذ بعين االعتبار وضع المكلف االجتماعي‪ ،‬فيما إذا كان متزوج أو أعزب فاألول يعامل معاملة‬

‫ضريبة أكثر من الثاني‪ ،‬أي ينظر إلى شخصية الممول ومركزه االجتماعي‪ .‬كما تؤخذ اعتبارات أخرى كاالعتبارات‬

‫السياسية االقتصادية والقانونية لتحقيق التوازن بين مصالح األفراد ( الممولين ) ومصالح الخزينة العامة‪.‬‬

‫‪ I.2.3.1‬قاعدة اليقين‪:‬‬

‫تعني هذه القاعدة أن تكون الضريبة محددة ومعلومة وواضحة بدون غموض أو تحكم بالنسبة للممول‪ .‬وأن يكون‬

‫سعرها ووعاؤها وميعاد دفعها وأسلوب تحصيلها وكل ما يتعلق بأحكامها وإجراءاتها معلوم بصورة مسبقة لدى المكلفين‬

‫بأدائها‪ ،‬بما فيها المسائل الخاضعة للتنظيم الفني للضريبة‪.‬‬

‫‪ I.3.3.1‬قاعدة المالئمة في الدفع ‪:‬‬

‫تقتضي هذه القاعدة أن يكون للضريبة ميعاد دفع مناسبا ومالئما للقدرة المالية للمكلف‪ ،‬والتخفيف قدر المستطاع من‬

‫وقع ثقلها ودفعها‪ ،‬وهذا يعني أن جباية الضريبة وتحصيلها يكون في وقت الحق على حصول الدخل‪ ،‬وبدون تعسف أو‬

‫تحكم‪ ،‬والتخفيف قدر اإلمكان من وطأتها‪.‬‬

‫وهذا المبدأ يقتضي بموجبه تنظيم مواعيد الضريبة وطريقتها وإجراءاتها بالقدر الذي يتالءم مع أحوال الممول‪،‬‬

‫بحيث يستوجب فرض الضريبة وتحصيلها‪ ،‬في الوقت الذي يحصل فيه المكلف على الثروة‪ ،‬وهو ما ذهبت إليه أحكام‬

‫الشريعة اإلسالمية أثناء فرضها مثال للعشور‪.‬‬

‫‪ I.4.3.1‬قاعدة االقتصاد بالتحصيل ‪:‬‬

‫إن قاعدة االقتصاد بالتحصيل يراد بها أن ما يصرف من النفقات يجب أن يكون ضئيال ومتدنيا إلى أقصى حد ممكن‬

‫مقارنة بحصيلتها‪ ،‬فال خير في ضريبة تكلف جبايتها نسبة عالية أو جزء كبير من حصيلتها‪.‬‬

‫‪ – I .4.1‬مراحل تكوين الضريبة ‪:‬‬

‫يمر تكوين الضريبة بثالثة مراحل أساسية وهي‪:‬‬

‫‪ I.1.4.1‬الوعاء الضريبي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫هو الحدث الذي بمثابته تخلق عالقة دائن ومدين بين الخاضع للضريبة والخزينة العمومية‪،‬ـ هذا األخير يختلف‬

‫باختالف أنواع الضريبة‪ .‬و يقصد بالوعاء الضريبي المادة الخاضعة للضريبة ‪ ،‬والتي تفرض على األشخاص وتسمى (‬

‫الضرائب على األشخاص ) أو على الرؤوس وتفرض بسعر موحد وأن كان مختلفا تندرج تبعا للمركز المالي واالجتماعي‬

‫للمكلف‪ ،‬وتسمى بالضرائب على األموال‪ ،‬وهي التي يكون محلها ماال من الثروة أو الدخل‪.‬‬

‫وبذلك تكون المادة الخاضعة للضريبة ليست أشخاص وإنما أموال المكلف فيتم اقتطاع الضريبة بشكل مباشر‬

‫ويطلق عليها « الضريبة المباشرة‪ » ‬أو يتم اقتطاع الضريبة بشكل غير مباشر وتفرض على وقائع وتصرفات األفراد‬

‫أموالهم و يطلق عليها الضريبة غير المباشرة‪.‬‬

‫‪ - I..2.4.1‬تصفية الضريبة‪:‬‬

‫وهي نسبة الضريبة المحددة والمفروضة على عاتق المكلف بها ويتم حسابها باستخدام معدالت ونسب مدروسة‬

‫ومعلومة مسبقا أي المبلغ الذي سوف يدفعه المكلف بالضريبة إلى إدارة الضرائب‪.‬‬

‫‪ I.3.4.1‬تغطية الضريبة ‪:‬‬

‫ونقصد بها الطريقة التي يتم بها دفع الضريبة لدى قابض الضرائب المتخصص إقليميا‪.‬‬

‫مــــــراحـــــل تــــطـــور الـــنـظـــام الـجـــبــــائي‪ ‬في الجزائر‪ ‬‬

‫‪ I .1.3‬المرحلة األولى مرحلة ما قبل االستقالل (قبل ‪: )1962‬‬

‫هذه المرحلة هي فترة االستعمار وما قبلها‪ .‬ففي العهد التركي كانت الضرائب مستمدة من الشريعة اإلسالمية مثل‬

‫الزكاة‪ ،‬العشور‪ ،‬اللذان يفرضان على المحاصيل التجارية والزراعية‪ ،‬وهناك أنواع أخرى بتسميات متعددة كالغرامة التي‬

‫تفرض على القبائل الرحل وأثناء االستعمار بقت التشريعات التركية سارية المفعول دون تغيرات بحجة عدم المساس‬

‫بالتقاليد‪ ،‬كما ادعتها اإلدارة الفرنسية إال أن السبب الحقيقي وراء هذا اإلبقاء على التشريعات التركية هو أن السلطات‬

‫الفرنسية رأت فيها ما يحقق أهدافها وهي وفرة المحاصيل خاصة التي اتخذتها السلطات الفرنسية والتي تهدف إلى دفع‬

‫الضريبة نقدا‪ .‬أما الدولة الجزائرية والتي كانت بقيادة األمير عبد القادر كانت تستمد جزءا هاما من دخلها الوطني من‬

‫القطاع الزراعي وانعكس هذا الهيكل االقتصادي على مكونات التجارة الخارجية وسادت في تلك األوقات الضرائب غير‬

‫المباشرة وخاصة منها الضرائب الحكومية باإلضافة إلى الضرائب المشرعة إسالميا من ذلك يظهر أن النظام الضريبي‬

‫السائد كان شبه موجود في تلك الفترة‪ ،‬غير أن األهداف كانت مختلفة‪ ،‬فمن الجانب الفرنسي كان الهدف إخراج األهالي‬

‫من أراضيهم عند العجز عن الدفع النقدي للمستحقات الضريبية للخزينة الفردية الفرنسية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أما من جانب األمير عبد القادر فكان هدفه الحصول على موارد يغطي بها النفقات العسكرية لضمان واستمرار‬

‫ثورته إلى جانب تلبية النفقات األخرى للدولة واستمر الحال إلى سنة ‪ 1949‬أين أدخلت السلطات الفرنسية عدة إصالحات‬

‫ضريبية أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬الضريبة على األمالك المبنية‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على األرباح واالستغالالت‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على المهن الحرة‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على المرتبات واألجور‪.‬‬

‫‪ -‬الرسم البلدي على المالهي‪.‬‬

‫‪ -‬الضريبة على إيرادات رؤوس األموال المملوكة ‪.‬‬

‫وبهذا توقفت إجراءات العمل بالتشريعات اإلسالمية التركية وبدأت مرحلة جديدة تتسم بسيطرة النظام الضريبي الفرنسي‬

‫بالجزائر‪.‬‬

‫‪ I .2.3‬المرحلة الثانية مرحلة ما بعد االستقالل ‪:‬التطور الضريبي من ‪ 1962‬إلى ‪:1989‬‬

‫لم يعرف التشريع الجبائي في بداية مرحلة االستقالل تحوال كبيرا أو كليا وإنما اتبعت الدولة الجزائرية تمديدـ‬

‫فعالية القوانين الجبائية الفرنسية في كامل جوانبها ماعدا البنود التي تمس بسيادة الدولة‪ ،‬هذا القرار ضروريا في وقته‬

‫وذلك بعدم إمكانية وضع قوانين تحل مباشرة محل القوانين الضريبية للتشريع الفرنسي القديم‪ ،‬ولكن خزينة الدولة كانت‬

‫تعاني من عجز في السيولة النقدية‪ ،‬ولهذه األسباب عملت الدولة على تحسين وسائل وأساليب التحصيل من جهة وإدماج‬

‫بعض القطاعات واألشخاص الذين لم يكونوا خاضعين للضريبة من جهة أخرى وتوسيع مجال تطبيق الضريبة وهكذا كان‬

‫سلم اإلصالحات تصاعديا مع مرور السنوات ويمكن أن يلخص أهم هذه التعديالتـ من سنة ‪ 1962‬إلى سنة ‪ 1989‬كما‬

‫يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬في سنة ‪ :1963‬تم التخلي عن النظام الموقف فيما يخص الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج واستبداله بنظام الدفع أو‬

‫التسديد المجزأ‪ ،‬حيث يتم دفع الرسم عند كل مرحلة يتم فيها تحويل للملكية ويبقى هذا النظام ساري المفعول إلى غاية‬

‫‪ 31‬مارس ‪.1992‬‬

‫‪ ‬في سنة ‪ :1965‬تم إدخال مبدأ االقتطاع من المصدر‪ ،‬بالنسبة للضرائب على األجور مع العلم أنه قبل سنة ‪1965‬‬

‫الضرائب على األجور والضرائب على الدخل بصفة عامة خاضعة للنظام التصريحات في آخر السنة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ : 1970‬تم التخلي عن طريقة اإلهتالك التنازلي مع العلم أنه من سنة ‪ 1970‬إلى سنة ‪ 1989‬الطريقة الوحيدة‬

‫لإلهتالك المعمول بها هي طريقة القسط الثابت‪.‬‬

‫‪ ‬في سنة ‪ :1976‬تمت المصادقة على األوامر التالية المتضمنة قوانين الجباية ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬األمر ‪ 102 / 76‬المؤرخ في ‪ 1976 – 12 – 09‬والمتضمن قانون الرسم على رقم األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬األمر ‪ 103 / 76‬المؤرخ في ‪ 1976 – 12 – 09‬والمتضمن قانون الطابع‬

‫‪ -‬األمر ‪ 104 / 76‬المؤرخ في ‪ 1976 – 12 – 09‬والمتضمن قانون الضرائب غير المباشرة‬

‫‪ -‬األمر ‪ 105 / 76‬المؤرخ في ‪ 1976 – 12 – 09‬والمتضمن قانون التسجيل وفي نفس السنة تم إحداث ما يسمى بال‬

‫مركزية الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية أي أن كل وحدة اقتصادية من وحدات الشركة تقوم في حالة وجود‬

‫أرباح بدفع الضريبة المناسبة بغض النظر إذا كانت الشركة قد نتج عن نشاطها خسارة‪.‬‬

‫‪ ‬في سنة ‪ : 1979‬المصادقة على القانون ‪ 07 / 79‬المؤرخ في ‪ 1979 – 07 – 21‬والمتضمن قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪ ‬في سنة ‪ 1989‬إن قانون المالية لسنة ‪ 1989‬أحدث تغيرات وتعديالت هامة في ميدان الجباية ويعد كمؤشر لبداية‬

‫اإلصالحات الجبائية أين تم إلغاء الفرق بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬أي أن الصيغة القانونية للشركة لم يعد لها‬

‫أي وزن بل طبيعة النشاط الممارس هو الذي يحث الفرق وهذا القانون أباح ثالث(‪ )3‬طرق لإلهتالك هي ‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة القسط الثابت‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة اإلهتالك التنازلي‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة اإلهتالك المتزايد‪.‬‬

‫وفي نفس السنة تم إنشاء الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية أي إلغاء الالمركزية‪ ،‬كذلك إعطاء إمكانية‬

‫استرجاع( تصفية ) العجز على مدة خمسة سنوات عوضا عن ثالثة سنوات في السابق أي قانون المالية لسنة ‪1989‬‬

‫تمت صياغته عليه بعد المصادقة على القوانين األساسية لإلصالحات االقتصادية أال وهي القوانين من ‪ 01/88‬إلى‬

‫غاية ‪.05/88‬‬

‫‪ I .3.3‬المرحلة الثالثة مرحلة اإلصالحات ‪:‬‬

‫في هذه المرحلة شهد االقتصاد الجزائري إصالحات وتطورات عديدة وحاسمة في جميع جوانبه‪ ،‬نتيجة ضغوطات‬

‫خارجية حيث أن انتفاضة ‪ 1988‬م واالتفاقية التي أجريت مع صندوق النقد الدولي ألزمت السلطات إجراء إصالحات‬

‫جذرية في جميع القوانين االقتصادية والمالية وخاصة التي تمس مباشرة المؤسسات االقتصادية واألفراد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وقد كانت هذه اإلصالحات والتدابير الجبائية مواكبة لإلصالحات البنكية‪،‬ـ ( قانون القرض‪ ،‬والنقد ‪ 01‬أفريل ‪) 1990‬‬

‫والتطهير المالي للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬تم اإلصالح الجبائي‪1991‬‬

‫ونقصد به التغير الجدري للقوانين الجبائية بغية تكييفها مع المعطيات االقتصادية الجديدة بهدف خلق مردودية جبائية‬

‫كافية وبدأت المرحلة الثالثة حيز التنفيذ ‪ 01‬أفريل ‪.1992‬‬

‫حيث تغير المسار التنموي في الجزائر بشكل أوسع في شروط ممارسة التعامل اإلقتصادي بأنواع نشاطاته‬

‫االقتصادية ولمسايرة هده التغيرات وضع المشروع جملة من القواعد الجبائية الجديدة وذلك تفاديا للسلبيات السابقة‪ ،‬وقد تم‬

‫وضع برنامج إصالحي محدد بجملة من النصوص القانونية وقد مس الضرائب المباشرة و الضرائب غير مباشرة ‪.‬‬

‫‪I.1.3.3‬إصالح الضرائب المباشرة ‪:‬‬

‫إن نظام الضرائب المباشرة السابق تميز بنوع من التعقيد والذي يعود أساسا إلى كثرة الرسوم وبالتالي يكون على‬

‫عاتق المكلف بالضريبة التزامات عديدة ومن هنا جاءت اإلصالحات الضريبية لتدارك هذه المساوئ من هنا االنتقال من‬

‫نظام جبائي معقد إلى نظام عصري وبسيط تجسد في مشروع قانون المالية لسنة ‪ 1992‬بإحداث نوعين من الضرائب ‪:‬‬

‫‪‬الضريبة على الدخل اإلجمالي ‪. IRG‬‬

‫‪‬الضريبة على أرباح الشركات ‪IBS‬‬

‫‪ I.2.3.3‬إصالح الضرائب غير مباشرة ‪:‬‬

‫فيما يخص الرسم على القيمة المضافة ‪: TVA‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد جاءت نصوص مشروع الرسم على القيمة المضافة ‪ TVA‬في قانون المالية لسنة ‪ 1992‬وهذا تعويضا‬

‫للنظام المعمول به سابقا والمتضمن الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج ( ‪ ) TUGP‬والرسم الوحيد على تأدية الخدمات‬

‫( ‪ ) TUGPS‬وتجدر اإلشارة في هذا الصدد أن االستغناء عن النظام السابق كان نتيجة ثالثة أسباب هي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬عجز النظام السابق على إمكانية مسايرة األهداف االقتصادية المسطرة التي تتطلب موارد تمويلية إضافية‪.‬‬

‫‪ – 2‬كثرة الثغرات في النظام السابق التي كانت تعمل على عرقلة التنمية االقتصادية عوض أن تكون دافعة لها‪.‬‬

‫‪ – 3‬نتيجة اجتياح العولمة االقتصادية والمالية والجبائية لمعظم البلدان العالم و انضمام الجزائر لها كان البد عليها من‬

‫إجراء تغييرات جذرية للضرائب غير المباشرة‪ ،‬وهكذا ألغي النظام السابق واستبدل بنظام جديد ينص بفرض ضريبة‬

‫واحدة على القيمة المضافة‪ ،‬خلفا للرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات و الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج فإن‬

‫الرسم على القيمة المضافة ال يمس اإلنتاج ولكن القيمة المضافة فقط‪.‬‬

‫إن قانون المالية لسنة ‪ 1992‬نص على إحداث الرسم على القيمة المضافة ويتمحور حول ثالثة محاور أساسية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫توسيع مجال التطبيق‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عمل المشرع الجبائي على أن الرسم على القيمة المضافة ال يكتفي فقط بالعمليات ذات الطابع الصناعي بل أنه يتعداها‬

‫الي مس جميع القطاعات االقتصادية‪ ،‬نالحظ من هذا أن الرسم على القيمة المضافة يكتسي طابع حيوي في المجال‬

‫االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫توسيع مجال عملية الحسم ( الخصم ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد وضع المشرع الجبائي أسلوب التخفيضات وهذا بدفع الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬ال على القيمة الكلية‪ ،‬ولم‬

‫يستثني أي قطاع من القطاعات مثل القطاع اإلداري والتجاري في عملية الحسم‪ ،‬عكس النظام السابق‪.‬‬

‫كما أن الرسم على القيمة المضافة يسمح بخصم الرسم المتعلق بالعمليات الخاصة بتأدية الخدمات المرتبطة بالنشاط‬

‫الخاضع للرسم في حين أنه لم يكن قابال للخصم في النظام السابق‪.‬‬

‫التقليص في المعدالت ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد جاء الرسم على القيمة المضافة كما أشرنا له سابقا لتصحيح الوضع السابق الذي امتاز بكثرة المعدالت والنسب‬

‫المعمول بها وتعددـ إجراءات اإلعفاء الممنوحة لبعض قطاعات النشاط اإلقتصادي وذلك بإدخال بعض المبادئ‬

‫الجديدة‪.‬حيث تم تقليص عدد المعدالت إلى أربعة معدالت في بداية تطبيقه ثم تم تخفيضه إلى معدلينـ حاليا‪.‬‬

‫نظرة عن نظام الرسوم على رقم األعمال قبل ‪1992‬‬ ‫‪I .4‬‬

‫نظام الرسوم على رقم األعمال المعمول به سابقا‪:‬‬ ‫‪I .1.4‬‬

‫بعد االستقالل قامت الجزائر بإتباع نظام الرسوم على رقم األعمال بهدف تطوير اقتصادها و لكن هذا النظام لم‬

‫ينجح في تحقيق الهدف المسطر له باعتبار انه يتضمن عدة سلبيات نذكر منها أن مجال تطبيقه محدود باإلضافة إلى وجود‬

‫رسمين الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج (‪ ) .T.U.G.P‬و الرسم الوحيد على تأدية الخدمات ( ‪ )T.U.G.P.S‬و عليه‬

‫نقدم عرضا موجزا للنظام المعمول به‪.‬‬

‫‪ I .2.4‬الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج"‪"T.U.G.P.‬‬

‫و يتعلق بعمليات البيع ‪ ،‬انجاز السليمات لذات الواردات المسلمة للخاضعين للرسم الوحيد اإلجمالي عند اإلنتاج‬

‫(منتجين‪ ،‬مقاولين) و ينتج في هذا عيب جوهري يتمثل في أن تطبيق هذه الضريبة يبقى صعبا ومحدودا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إن وعاء الضريبة يتطلب استعمال عدد هام من النسب(‪ 17‬نسبة) تتراوح ما بين النسبة المنخفضة ‪ %7‬إلى النسبة‬

‫الخصوصية ‪ %80‬هذه النسب ال تعكس الثقل الضريبي الحقيقي الذي يقع على كاهل المستهلك‪.‬‬

‫‪ I.3.4‬الرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات ‪T.U.G.P.S‬‬

‫مجال تطبيقه واسع جدا يشمل الخدمات بصفة عامة و عمليات البيع و االستهالك الفوري و كذلك أدوات الفن و‬

‫العروض و األلعاب و الترفـيهات من كل أنواع الخدمات األخرى كالبنوك و التأمينات و يتضمن هذا الرسم عدد هام من‬

‫النسب (‪ )08‬تتراوح ما بين ‪ %2‬إلى ‪.%50‬‬

‫لكنه رسم جامع دون إمكانية الخصم حيث انه يحسب و يحصل على مبلغ كل إيراد خاضع للرسم و بالفعل فان‬

‫الخدمات المتتالية المنجزة تكون خاضعة للرسم بمناسبة إنجاز كل واحدة منها مع إمكانية المكلف الذي يد فع الرسم على‬

‫اإليراد من خصم الرسم الذي يد فعه مؤدي الخد مات السابق‪.‬‬

‫كما أن الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج و الرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات هما نظامان معقدان و أن‬

‫أ) نسبة حقيقية‪.‬‬ ‫كل نسبة تنقسم بدورها إلى نسبتين‪:‬‬

‫ب) نسبة شبه قانونية‪.‬‬

‫هذا دليل على أن نظام الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج والرسم الوحيد اإلجمالي على تأدية الخدمات كان غير واقعي‬

‫حيث يحسب الرسم على السعر الكامل‪ .‬بحيث أن النسبة الحقيقية هي معدل الرسم القانوني أما بالنسبة للشبه قانونية فهي‬

‫تمثل النسبة الزائدة‪ ،‬فعوض ان تقوم بضرب النسبة الحقيقية (معدل الرسم القانوني ‪x‬سعر خارج الرسم) فان العكس هو‬

‫الذي يحدث أي أن في هذا النظام نضرب النسبة الحقيقية في السعر الكامل‪.‬‬

‫إذا فالفرق يكمن في أن المبلغ اإلضافي نسبة شبه قانونية و مثال على ذلك‪:‬‬

‫إذا كانت لد ينا سلعة كاملة الرسم مقدرة بـ ‪ 1000‬دج و معدل الرسم الوحيد على اإلنتاج يقدر بـ ‪.%10‬‬

‫إذا فالنسبة الحقيقية للرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج تقدر بـ‪:‬‬

‫(‪ 1000‬دج ‪ 100= )x 10%‬دج ‪ :‬و هي تمثل النسبة الحقيقية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشبه القانونية فتكمن في أن حساب الرسم الوحيد اإلجمالي على اإلنتاج كان على أساس السعر المتضمن الرسم‬

‫عوضا أن يكون سعر السلع خارج الرسم ويكون كالتالي‪:‬‬

‫(‪900‬دج ‪ 90 = )x 10%‬دج إذا فالنسبة الشبه قانونية فهي الفرق بين ‪:‬‬

‫‪ 100‬دج – ‪ 90‬دج = ‪ 10‬دج ‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like