Professional Documents
Culture Documents
تمثل مؤسسة السجن واحدة من بين هده المؤسسات االجتماعية ،التي لها الكثير من األهمية في
تنفيد العقوبة الجزائية ،لما لها من دور في عملية التأهيل االجتماعي لالفراد الخارجين عن القانون
الجمعي،ومن اكثر المؤسسات فاعلية في ضمان امنه والمحافظة على كيانه واستمرار وجوده.
فما مفهوم السجن؟ وما أنواعه؟
وما هي العناصر األساسية المكونة للسجن؟
-1تعريف السجن
السجن في اللغة هو الحبس ،والحبس معناه المنع ،ومعناه الشرعي هو تعويق الشخص
ومنعنه من التصرف بنفسه ،سواء أكان في بلد أو بيت أو مسجد أو سجن معد للعقوبة أو
غير ذلك.
أما في االصطالح السجن ،هو ذلك المكان المغلق المنعزل عن المجتمع ،يتكون من غرف
و عنابر متعددة المساحة و االحجام ،متواجدة فوق و تحت األرض ،يقيم فيها الشخص
المذنب لتنفيد عقوبة التي أصدرتها المحكمة بقرار من القاضي الرتكابه انتهاكا او جريمة
ما بحق مجتمعه ،بخروجه عن القواعد القانونية واالجتماعية .
تعريف هيئة األمم المتحدة للسجن
" السجون والمؤسسات العقابية أو اإلصالحية" يقصد بها جميع المؤسسات المموّ لة تمويال عاما أو
خاصا التي يجرّ د فيها األشخاص من حريتهم .ويمكن أن تشمل هذه المؤسسات ،على سبيل المثال ال
الحصر ،المرافق العقابية واإلصالحية ومرافق الطب النفساني التابعة إلدارة السجون.
يشترط في السجن أن يكون مكانا الستقبال كل من كان على استعداد ليصل الى التربية والتقويم،
ألنه لن يفقد المحكوم عليه هذه القابلية لالصالح فلن يجدي إيداعه في السجن ،و بالتالي وجب
تسليط الضوء لتطبيق الحكم عليه كبديل اليداع في مؤسسة السجن.
كما قد توجد به بعض المرافق الحيوية والترفيهية للمساجين ،تختلف من سجن آلخر وفق هيكلته ونظام
اإلدارة المتبعة فيه "األماكن المعدة الستقبال األشخاص المحكوم عليهم بعقوبات مقيدة للحرية ،بهدف
إعادة تربيتهم وتأهيلهم والعمل على إدماجهم في الوسط االجتماعي بما يتناسب وسياسة الدفاع
االجتماعي“.
يرتبط بالسجن بعدة مفاهيم منها:
مراكز التأديب
دور اإلصالح والتهذيب
مؤسسات إعادة التربية
- 2أنواع السجون
هناك سجون لألحداث
اي للصغار تحت سن 17و 18ممن يحكم عليهم بعقوبات قانونية و
كل بلد تحدد السن القانونية التي يكون فيها الفرد مسؤوال عن تصرفاته
السجون العسكرية
وهي التي تكون جزءا في المؤسسة العسكرية ،وتتضمن على سجناء
الحرب ،كما يقضي فيها العسكريون مدة عقوبتهم عن جريمة اقترفوها
،باإلضافة الى السجناء المدنيين ممن يضرون باألمن العام للبالد
السجن السياسي
هناك البعض من الدول التي ما زالت تحتفظ بهذه النوعية من السجون
او كان لديها مثل هذه السجون في الماضي ،فالسجناء هنا يطلق عليهم
السجناء السياسيين فهم لم يقترفون جريمة .اخالقية او اجرامية من
السرقة او القتل لكن يقضون عقوبتهم فيها بسبب قضايا تتعلق بأمن
البالد وسياستها
السجون النفسية
هناك بعض المرافق النفسية التي لها سمات وخصائص السجون ،
وتكون مخصصة الحتجاز المرضى الذين يمثلون خطرا على االفراد
المحيطين بهم ،فهم افراد تتوافر لديهم احتمالية اقتراف الجرائم في حق
الغير ،كما تنطبق نوعية السجون هذه على الوحدات النفسية التابعة
للسجون والتي تقوم بعالج السجناء ممن يعانون من امراض نفسية
العناصر األساسية املكونة للسجون
أوال- :المكان البد ان يكون السجن مكانا يقضي فيه المحكوم عليهم بمختلف االحكام القانونية مدة العقوبة
المقررة لهم والبد وان تتوافر فيه المواصفات األمنية وان يشتمل على كافة المرافق االزمة للحياة البشرية
بداخله من حيث المساحة المالئمة والتهوية والمرافق الصحية والخدمات التعليمية والرياضية للمساجين
وغيرها.
- مكان الزيارة وهو المكان المخصص الدي يمكن ان يلتقي السجين فيه افراد عائلته او محاميه او أصدقائه
- وحدات خاصة للسجناء ممن ينتظرون حكم اإلعدام
- مكان مخصص للمراقبة المستمرة لألشخاص الدين يقدمون على االنتحار على سبيل المثال
- أماكن القامة المسؤولين عن إدارة السجن من الضباط ومقدمي الخدمات
ثانيا :االفراد المتواجدون في هدا الحيز المكاني
وهنا ال يتمثل العنصر البشري في السجناء فقط وانما
افراد االمن الدين يقومون بحراسة السجون وادارتها
والقائمين بالخدمات داخلها واألطباء واالخصائيين
االجتماعيين والفنين وغيرها من مختلف
التخصصات التي يتم االحتياج اليها بداخل هذا
المكان.
-4سوسيولوجيا السجن والعالقات داخله
ان حضور المجال من الناحية السوسيولوجية ليس هو النظر للسجن في جغرافيته فقط ،بل يتعدى
تحديد مفهوم المجال في السوسيولوجيا ،الى ابعاد اخرى ،تتمثل في البعد المؤسساتي ،والتفاعلي لتلك
الحياة االجتماعية من جهة اخرى.
مقاربة السجن مقاربة سوسيولوجية موضوعية رهينة بتشريح العين السيسيولوجيا لمختلف تلك البنية
العالئقية ،ترص بها وعليها تلك الحياة السجنية المعاشة بذلك المجال الجغرافي المتخذ من قبل الضمير
الجمعي للمجتمع ,على انه مؤسسة عقابية وتهذيبية و إصالحية.
عالقة السجين بالخارج اي عائلته و أصحابه ،وهي عالقة افقية كذلك ،اما عالقة السجين
بالحارس االمني او مكونات السجن فهي عالقة تارة عمودية وتارة افقية.
حسب عالمة االجتماع الفرنسية كورين فترى ان العالقات بين السجين واحارس االمن ،
حوارية و تواصلية ،هدفها خلق رابط تشاركي بين السجين والحارس ،وهو على العكس
عندما تكون العالقة بين السجين والحارس عالقة عمودية فيغلب عليها طابع اداري قانوني
جاف من كل روح إنسانية .
التناقض بين هاته العالقات انها عندما تكون عالقة عمودية تنمي في السجين دافع الجرم
والعنف واالنتقام.
نجد عالقات متعددة داخل السجن ،اهمها عالقة الصراع بين السجناء ،اما فرادى او جماعات ،
وهناك العالقات الجنسية ،وتمثل رد فعل على القهر والتعدي والحط من كرامة السجين ،
وهناك عالقة المقايضة والمصارفة التي من خاللها تتم العملية التبادلية للمنتوجات العينية بين
السجناء.
السجن كمؤسسة ،رغم القول بذلك اال انه ما زال مؤسسة للعنف والظلم والصراع وحضور
قانون الغاب واالعتداءات و السلوكات المشينة بمختلف أنواعها
ما يتعرض له السجين من كل اشكال التعذيب والحط من كرامته تفقد السجن صفة التهذيب
واالصالح رغم انه مؤسسة ،بل هو يزرع في فاعليه الجنح واالنتقام ،ونخص بالذكر كذلك
العالقات من داخل السجن المتمثلة في عالقة السجين بالسجناء الخرين وهي عالقة افقية.
-5دور السجن
كثيرة هي المرات التي ترن في مسامعنا عبارات متطايرة من أمثال عبارة السجن اصالح وتهديب
،والتي تعني من ضمن ما تعنيه ان هدا الفضاء الدي يمنع على السجناء مغادرته قبل انقضاء المدة
المحكوم بها عليهم
يجب ان يكون مدرسة بما تحمله الكلمة ،من معنى من اجل إعادة تربية السجين بعد ان فشل والداه
والجهات المسؤولة عن جهله مواطنا صالح.
ولكن الواقع يبرهن العكس ،اد ان جميع المعطيات تشير الى ان المؤسسة السجنية قد فشلت في أداء
دورها ،او على األقل ضعف فاعليتها.
السجن اصبح فضاء لتفريخ المجرمين ،بل أصبحت نوعا من الشر تعلمه حيث يدخل المجرمون و
يلتقون مع مجرمين سابقين يلقنونهم احدث األساليب ووسائل الجريمة ،ومن ثم يخرج السجين وهو
يفكر في االنتقام من المجتمع.
من بين المؤشرات على ذلك ،أساليب المعاملة والعقاب التي تستهدف النزيل ،فال تؤدي الدور
اإلصالحي بل العكس ،بسبب انضباطها لخلفية امنية قوامها القمع والممارسات المشينة فتصبح أداة
لتكريس االنحراف وتجديره .
خامتة
وخالصة القول أن السجن،مكان مغلق يتجه إلى تجريد الشخص من حريته الخاصة بفعل قرارالعدالة،
فهو مؤسسة كاملة وصارمة ونظام عقابي حديث النشأة .وقد تشكل خارج الجهاز القضائي،ويعد لحظة
مهمة في تاريخ العدالة الجزائية مجسدا وصولها إلى اإلنسانية واستند تصوره على أنه عقوبة مثلى
فمثلت والدة السجن عقوبة المجتمعات المتحضرة.
المراجع
-مصطفى شريك :اجتماعية مؤسسات السجون :بين اتجاه الدفاع االجتماعي والشريعة االسالمية ،جامعة سوق اهراس
.2015
-عرض حول سوسيولوجيا السجن ماستر الجريمة والمجتمع السداسي الثالث،جامعة موالي اسماعيل،
كلية اآلداب والعلوم االنسانية السنة الجامعية. 2013/2014
https://www.hespress.com/opinions/22590.htmlhttp://w.-
eedo.net/society/socialills/crime/Prison.htm-
http://alwaei.com/topics/view/article_new.php?sdd=3122&issue