You are on page 1of 18

‫استمارة المشاركة‬

‫خيلف‬ ‫اللقب‪ :‬محدي‬

‫سهيل‬ ‫االسم‪ :‬رمية‬

‫أستاذ مساعد أ‪ ،‬دميغرافيا‬ ‫الرتبة العلمية‪ :‬طالبة دكتوراه‬

‫الوظيفة‪ :‬أستاذة مؤقتة‬

‫المؤسسة‪ :‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قاملة‬

‫‪gmail.com @ orion.rima‬‬ ‫البريد االلكتروني‪:‬‬

‫الهاتف‪0779718595 :‬‬

‫محور المداخلة‪ :‬احملور السادس‬

‫عنوان المداخلة‪ :‬تشخيص األمراض النفسية يف املؤسسات العقابية (السجون)‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫عرف املرض النفسي أو العقلي منذ قدمي الزمان‪ ،‬وظهرت عدة حماوالت لفهم وتأمل أعراضها والتعرف على‬
‫أسباهبا‪ ،‬واليت كانت يف البداية تنسب إىل األرواح الشريرة أو الشياطني اليت تلج إىل جسد االنسان فتسبب له‬
‫اضطرابات عقلية ونفسية‪ ،‬مث أصبح ينظر إليهم باعتبارهم سحرة يودعون يف السجون ويعذبون‪ ،‬وتوالت هذه‬
‫التفسريات عرب التاريخ يف خمتلف احلضارات حىت نادى الطبيب الفرنسي فيليب بينيل ‪ Pinel 1793‬بضرورة‬
‫البحث عن أسباب األمراض العقلية يف البىن البيولوجية والفيسيولوجية للمريض‪.‬‬

‫وتعترب االضطرابات واألمراض النفسية والسلوكية من الظواهر البارزة يف حياتنا اليومية واالجتماعية‪ ،‬ويعترب‬
‫علم النفس املرضي أحد الفروع اليت هتتم بدراسة هذه الظواهر‪ ،‬فهو أحد فروع علم النفس النظرية اليت تعتمد‬
‫عليها الفروع التطبيقية‪ ،‬وهو العلم الذي يهتم بالشق املرضي للظاهرة النفسية ويبحث يف السلوك املضطرب أو‬
‫نواحي العجز يف القدرة على أداء السلوك السوي‪.‬‬

‫ويعرفه ‪ Bergeret‬بأنه دراسة اجلانب النفسي واضطراباته‪ ،‬يهدف إىل تشخيص وتصنيف االضطرابات‬
‫النفسية وأسباهبا وصراعات الشخص الداخلية أو اخلارجية يف سعيه للتكيف‪.‬‬

‫ويشري التشخيص يف علم النفس املرضي إىل تصنيف املعلومات املتعلقة باحلالة السلوكية واالنفعالية‬
‫للشخص‪ ،‬كما ويشري لسريورة اخذ القرار لنسب شخص ما إىل فئة نوزولوجية حمددة وفقا جملموعة من املعايري‬
‫احملددة‪ ،‬فيقوم االخصائي النفساين بتحديد نوعية املرض او االضطراب وتسميتها وتصنيفها وفق نظام تصنيفي‬
‫متعارف عليه‪.‬‬

‫وبالتايل فإن علم النفس املرضي يعرف على أنه العلم الذي يهتم باجلانب املرضي للظاهرة النفسية ‪ ،‬وهو‬
‫دراسة علمية تزيل الغموض عن أسرار هذه األمراض ومناهج البحث وقضية التشخيص وأساليب الكشف عن‬
‫هذه االضطرابات ‪ ،‬فأصبح هلذا العلم دورا بارزا يف تطوير خمتلف البىن واملؤسسات االجتماعية‪ ،‬بالتعرف على‬
‫املشكالت اليت ميكن أن تواجه األفراد يف هذه البىن‪ ،‬واملؤسسات العقابية كنموذج‪ ،‬واليت متثل جتمع غري عفوي‬
‫لفئة معينة من اجملتمع لديها مميزاهتا وخصوصياهتا‪ ،‬واليت من الطبيعي أن تظهر عليها بعض أنواع األمراض‬
‫النفسية‪ ،‬فالعقاب أمر أساسي يف أي نظام اجتماعي‪ ،‬واهلدف منه ردع اجملرم‪ ،‬وإنذار اآلخرين ممن حتدثهم‬
‫نفوسهم بعمل إجرامي‪ ،‬لذلك يعترب العقاب من أهم أسباب استقرار النظام االجتماعي‪.‬‬

‫ولطاملا جلب الوسط العقايب اهتمام العديد من الباحثني والفاعلني واخلرباء يف الصحة النفسية والطب‬
‫العقلي‪ ،‬ففي هذا اجملال وبعد أن كانت توجد تصنيفات تقليدية مثل جمرم مبتدئ وجمرم معتاد أو جمرم حمكوم‬
‫عليه باإلعدام وآخر باألبدي وآخر مبدة قابلة للتقلص‪ ،‬أصبحت التصنيفات احلديثة مثل‪ :‬جمرم سوي وجمرم‬
‫مريض‪.‬‬

‫فالسوي هو الذي ال يعاين من أي مرض عقلي أو نفسي دفعه إىل ارتكاب جرميته‪ ،‬غري أنه إنسان ال حيرتم‬
‫القوانني االجتماعية والدينية والعرف‪ ،‬أما الصنف الثاين فهو جمرم مريض‪ ،‬وهبذا النوع من اجلرمية اهتم العلم‬
‫الذي عادة ال يدرس اجلرمية الناجتة عن جهل القانون أو امهاله‪ ،‬غري أن القانون يعاقب على هذا الفعل‪ .‬فالعلم‬
‫انصب على دراسة دوافع اجلرمية من خالل دراسة السلوك البشري‪ ،‬وحماولة فهمه للوصول إىل األسباب اليت‬
‫جتعل الدوافع تتخطى املوانع واحلواجز القانونية والدينية الرادعة‪ ،‬فيقع اإلنسان يف اجلرمية‪ ،‬كما وأوضح‬
‫الباحثون أن تقييد حرية اإلنسان وبقاءه يف مكان واحد لفرتة طويلة إضافة إال ما قد يتعرض له من تعذيب أو‬
‫اضطهاد قد يؤدي إىل معاناته من األمراض واالضطرابات النفسية‪.‬‬

‫ولكي يتغري وجه املؤسسات العقابية ويتغري مفهومها القدمي إىل مفهوم حديث يتسم بالفعالية ويكتسي‬
‫الطابع اإلنساين‪ ،‬ويصون حقوق األفراد املودعني هبا ويتجسد شعار إعادة الرتبية والتأهيل الذي حيتوي على‬
‫برنامج متنوعة‪ ،‬خيص فتح مدارس للتعليم العام و ورشات للتكوين املهين وجماالت ملمارسة الرياضة والرتفيه‬
‫والتعبري عن الرغبات واملشاعر والنمو السليم من الناحية اجلسمية وإصالح الفرد والنفسية‪ ،‬والسعي إىل عالج‬
‫اجملرم وحماربة اجلرمية بشىت أشكاهلا اجلانح‪ ،‬لكي يكون فردا صاحلا يعاد إدماجه من جديد يف وسطه‪ ،‬ولكي‬
‫يتحقق ذلك ال بد من موظفني مؤهلني من الناحية العلمية واملعرفية لتعزيز ذلك املسعى بانتهاج املنهج العلمي‬
‫يف التعامل مع مشاكل اضطرابات السلوك واألمراض النفسية‪ ،‬فال مناص من التعاون مع النفسانيني للمسامهة‬
‫يف احملافظة على التوازن النفسي والشخصي للنزالء سواء داخل السجن أو بعد اإلفراج عنهم‪ ،‬فكيف يتم‬
‫تشخيص االضطرابات واألمراض النفسية يف املؤسسات العقابية؟ وما هو دور األخصائي النفساين يف هذه‬
‫املؤسسات؟‬

‫‪ -1‬مفهوم السجن والمساجين‪:‬‬

‫‪ -1-1‬مفهوم السجن ‪:‬‬

‫يعترب مفهوم السجن مفهوم قدمي‪ ،‬إذ مت وروده يف الكثري من التناوالت ملا ميثله من ارتباط بواقع احلياة العامة‬
‫للفرد واجملتمع‪ ،‬والسجون هي تلك املؤسسات املعدة خصيصا الستقبال احملكوم عليهم بعقوبات مقيدة للحرية‬
‫وسالبة هلا‪ ،‬وهي تشرتك يف ذلك مع احلكم باألشغال الشاقة واالعتقال‪ ،‬حيث حيرم احملكوم عليهم من اخلروج‬
‫أو متابعة احلياة بشكل عادي ويف أجواء طليقة‪ ،‬واحليلولة دون ممارسة أي نشاط ما‪ ،‬وعادة ما يرتبط بالسجون‬
‫عدة مفاهيم وتسميات مثل مراكز التأديب أو دور اإلصالح والتهذيب أو التقومي أو مؤسسات إعادة الرتبية أو‬
‫غري ذلك من التسميات‪.‬‬

‫كما يعرف النظام القانون اجلزائري السجن أو املؤسسة العقابية على أهنا " مكان للحبس تنفذ فيه وفقا‬
‫لقانون العقوبات السلبة للحرية‪ ،‬واألوامر الصادرة عن اجلهات القضائية‪ ،‬واإلكراه البدين عند االقتضاء‪.‬‬
‫(مصطفى شريك‪ ،2011 ،‬ص‪.)22-21‬‬

‫‪ -‬تصنيف المؤسسات العقابية بالجزائر‪:‬‬

‫املؤسسات‪ :‬تتميز املؤسسة املغلقة بنظام يفرض االنضباط وإخضاع احملبوسني للحضور واملراقبة الدائمة‬
‫وتنقسم املؤسسات إىل‪:‬‬

‫‪ -‬مؤسسة وقاية تستقبل احملبوسني مؤقتا والذين ال تتجاوز مدة عقوبتهم سنتني‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسة إعادة الرتبية تستقبل احملبوسني الذين ال تتجاوز مدة عقوبتهم مخس سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسة إعادة التأهيل وهي خمصصة حلبس احملكوم عليهم ملدة تفوق مخس سنوات واحملكوم عليهم‬
‫معتادي اإلجرام واخلطرين واحملكوم عليهم باإلعدام‪.‬‬

‫ويتعني على احملبوس مبجرد التحاقه باملؤسسة العقابية احرتام النظم والقواعد املعمول هبا‪ ،‬واحرتام قواعد‬
‫االنضباط واحلفاظ على أمن املؤسسة والصحة والنظافة واالمتثال للتفتيش حسب النظام الداخلي‪.‬‬

‫يتم فحص احملبوسني تلقائيا مبجرد التحاقهم باملؤسسة العقابية وكلما دعت الضرورة‪ ،‬ويوضع األفراد الذين‬
‫تثبت لديهم حالة املرض العقلي أو اإلدمان على املخدرات أو املدمن على املخدرات الذي يرغب يف إزالة‬
‫التسمم هبيكل استشفائي متخصص لتلقي العالج‪ ،‬وميارس األخصائيون مهامهم يف املؤسسات العقابية حتت‬
‫سلطة املدير وحتت رقابة قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬وهم مكلفون بالتعرف على شخصية احملبوس ومساعدته على‬
‫(سايل حدة وحيدة‪ ،‬أمحد فاضلي‪ ،2015 ،‬ص‪.)270‬‬ ‫حل مشاكله الشخصية والعائلية‪.‬‬

‫‪ -1-2‬مفهوم السجين‪:‬‬

‫عرف السجني على أنه الشخص الذي منعت حريته ومنع من التصرف بنفسه‪ ،‬سواء كان ذلك من خالل‬
‫وضعه يف قبو كما كان سائدا يف الوقت املاضي أو كان ذلك من خالل وضعه يف بناء مقفل‪ ،‬يوضع فيه‬
‫األشخاص املتهمون يف انتظار حماكمتهم أو تنفيذ األحكان الصادرة ضدهم كما هو سائد ومعمول به يف‬
‫الوقت احلاضر‪.‬‬
‫وهو ما يتوافق مع ما ذهب إليه املشرع اجلزائري يف تعريفه للسجني أو احملبوس‪ ،‬والذي قال عنه أنه الشخص‬
‫الذي ارتكب جرمية أو أكثر‪ ،‬خمالفا بذلك نصا يف القانون عمدا‪ ،‬ومودعا يف إحدى املؤسسات العقابية‪.‬‬
‫(مصطفى شريك‪ ،2011 ،‬ص ‪.)25‬‬

‫‪ -2‬سيكولوجية المساجين‪:‬‬

‫يشكل املساجني يف املؤسسات العقابية وباخلصوص منها إعادة التأهيل والرتبية جمتمعا موازيا للمجتمع‬
‫اخلارجي الذي يتمتع بصفة السوية‪ ،‬واجملتمع العقايب حتكمه ضوابط وقوانني واليت يتعلمها املسجون اجلديد‬
‫تلقائيا عند دخوله السجن‪ ،‬ففي اجلزائر أو يف أي بلد آخر يكتسب النزيل مع مرور األيام شخصية جديدة‬
‫خمالفة لشخصيته األصلية اليت تكون قد ضاعت منه يف متاهات الشوارع وعلى عتبات االحنراف رغم حفاظه‬
‫على بعض مساته الشخصية‪ ،‬حيث جيد نفسه جمربا على التكيف وسط هذا العامل الغريب بعدما عجز عن‬
‫التكيف مع اجملتمع الذي ترعرع فيه‪ ،‬يستخدم تلك الشخصية مؤقتا كطريقة للعيش فيكتسب ‪ ،‬سلوكيات‬
‫تتناسب مع حاجاته ومتطلباته داخل السجن‪.‬‬

‫وتستمر حياته على منط معني وبإيقاع تتحكم فيه الغرائز واحلاجات اليومية ويبقى بني مد وجزر‪ ،‬يستقبل‬
‫األيام وينتظر املواسم ويكرب يف السن‪ ،‬ومع تراكم األيام يتأقلم مع جمتمعه اجلديد‪ ،‬ومعىن ذلك أنه يتخلى عن‬
‫الكثري من الصفات الشخصية والطبائع الذاتية ويذوب يف الشخصية اجلماعية اجلديدة وذلك بتقليد من سبقوه‬
‫إىل السجن‪ ،‬وخيضع تلقائيا لتوجيهاهتم‪ ،‬وبذلك تنتقل عقلية املساجني بني بعضهم البعض ويكونون جمتمعا‬
‫متشاهبا‪.‬‬

‫لكن رغم ذلك فإن النفساين وخالفا لباقي موظفي السجون عندما يلقي نظرة على املساجني سواء داخل‬
‫القاعات أو يف أي مكان يتواجدون به يلمس تضارب سلوكهم وتناقض تصرفاهتم واختالف استجاباهتم‬
‫للمؤثرات اليت يتعرضون هلا واختالف نظرهتم لوضعيتهم العقابية أو حاالهتم النفسية أو ظروفهم االجتماعية‬
‫وحىت مكاسبهم الثقافية واملعرفية‪ ،‬وفعال مثلما ختتلف النظرة إىل السجني من لدن أفراد اجملتمع‪ ،‬فالسجناء أيضا‬
‫ختتلف نظرة كل واحد منهم إىل نفسه وتقييمه لذاته ‪ ،‬إذ نفرق بني من حيكم على نفسه بأنه بطل حبكم‬
‫تواجده يف السجن‪ ،‬وعلى من حيكم على نفسه بالنذالة ألنه ينتمي إىل عامل املساجني‪ ،‬وهذا دليل على رفض‬
‫االنتماء والتواجد بالسجن ‪ ،‬فرغم تعايش املساجني بعضهم مع بعض يف نفس الظروف احلياتية إال أنه توجد‬
‫بينهم فروقات عميقة نستخلصها من تصرفاهتم‪.‬‬
‫وسيكولوجية املساجني موضوع مثري لالهتمام‪ ،‬فاحلياة يف السجن مشحونة بالقلق الذي يعترب أساسا‬
‫ملختلف األمراض النفسية األخرى اليت تنتقل بني املساجني يف غالب األحيان باإلحياء‪ ،‬فبمجرد مساع مسجون‬
‫لزميله الذي يتحدث عن القلق أو األرق أو االكتئاب مثال يتأثر هبذا الكالم ويصاب بأحد تلك األمراض‪.‬‬

‫فاألمراض اليت تصيب املساجني جلها أمراض نفسية أو نفسجسدية‪ ،‬علما بأن بعض نزالء السجن يدخلون‬
‫إليه وهم مصابون مسبقا بأمراض نفسية متعددة قد تتطور خالل تواجدهم بالسجن ف ليس كل األمراض من‬
‫عمل احلياة العقابية‪ ،‬بل هذه احلياة نفسها تساعد البعض على إجياد‪ ،‬ذواهتم وتشفي البعض اآلخر من عدة‬
‫(وناس أمزيان‪ ،2010 ،‬ص ‪.)44‬‬ ‫أمراض نفسية‪.‬‬

‫واهلدف األمسى الذي يسعى إليه النفساين مبختلف طرق العالج اليت يطبقها هو الوصول إىل التوافق الذايت‬
‫واالجتماعي للمساجني ومساعدهتم على العيش بأمن وسالم من فتك القلق واحلصر واألرق وخمتلف األمراض‬
‫األخرى‪ .‬وألجل حتقيق اهلدف نفسه تغريت فلسفة الدولة هنائيا يف منطق املعاملة العقابية‪ ،‬فمثال اختيار احلراس‬
‫مل يعد يقتصر فقط على طول القامة و قوة البدن بل أصبح يتطلب اجلانب الثقايف واملستوى الدراسي والتكويين‬
‫لدى احلارس يف حماولة حتويل السجن إىل مؤسسة خمصصة ألن السجن ال يعين أبدا جعل السجني غريبا يف‬
‫موطنه وعن جنسه‪ ،‬فعال إلعادة الرتبية وآدميته ‪.‬‬

‫‪ -3‬األمراض النفسية في المؤسسات العقابية‪:‬‬

‫يعترب السجن جتمع غري عفوي لفئة معينة من اجملتمع لديها خصوصياهتا ومميزاهتا‪ ،‬إذن فمن طبيعي أن تظهر‬
‫عليها بعض أنواع األمراض اخلاصة هبا ومعظمها من فعل مسة االنغالق اليت متيز هذا النوع من املؤسسات‪،‬‬
‫فعلى اعتبار أن جتربة اإلبداع واحلبس جتربة قاسية ومرهقة بإمكاهنا تفجري أمراض نفسية لدى السجني‪ ،‬فقد‬
‫تبني أن نسبة من اجملرمني كانوا يعانون من حالة تعرف هبذيان السجني ‪ ،‬وهي حالة تستلزم التشخيص‬
‫والعالج ليس فقط ملساعدة السجني‪ ،‬وإمنا أيضًا للحيلولة دون استخدامها كحيلة أو مربر إلبعاد مسؤولية اجملرم‬
‫(جابر نصر الدين‪ ،2007 ،‬ص ‪.)59‬‬ ‫بسبب املرض العقلي الذي يوحي به هذا اهلذيان‪.‬‬

‫إضافة إىل ظهور بعض األمراض النفسية لدى املساجني وميكن اإلشارة إىل بعضها على سبيل املثال وليس‬
‫احلصر منها‪ :‬عصاب السجن الذي يسبب يف اضطراب الطبع والتفكري لدى النزيل الذي ال يستطيع التحكم يف‬
‫عواطفه ورغباته ‪ ،‬فيسلك سلوكا منحرفا يسبب له االنزواء‪ ،‬مث جند االكتئاب وحماولة االنتحار الذي يظهر‬
‫على شكل كره للحياة والتربم منها واهلروب من املشاركة‪ ،‬وكذلك االحنرافات اجلنسية‪ ،‬وكذلك بعض‬
‫احلاالت من االستعراضية ‪ ،‬كما جند العدوانية الذاتية‪ ،‬حيث يستعمل املسجون جسمه كوسيلة لدفع القلق‬
‫الذي يصيبه ‪ ،‬فنجده يوجه لنفسه ضربات بأي شيء جيده يف متناول يده‪ ،‬قصد إحلاق الضرر جبسمه‪.‬‬
‫(وناس أمزيان‪ ،2010 ،‬ص ‪.)35‬‬ ‫كما تربز اضطرابات النوم باختالف أنواعه‪ ،‬وأكثرها شيوعا هو األرق‪.‬‬

‫وختتلف االضطرابات النفسية اليت يتعرض هلا السجناء داخل السجن من شخص إىل آخر‪ ،‬وأكثرها شيوعا‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬القلق‪ :‬إن الظروف اليت يعيشها السجني داخل السجن من عزلة عن األسرة‪ ،‬واحلرمان من الكثري مما يرغبه‬
‫السني‪ ،‬واالحباطات املتكررة اليت يعانيها‪ ،‬تؤدي إىل القلق مع شعور بالتوتر والضيق‪ ،‬وهذا ما ينعكس على‬
‫سلوك السجني من خالل خمالفته لتعليمات السجن‪ ،‬والشجار املستمر مع زمالء السجن‪ ،‬وافتعال املشاكل‬
‫والتمارض والتذمر املستمر من الظروف اليت يعيش فيها‪.‬‬

‫‪ -‬االكتئاب‪ :‬إن التواجد داخل السجن ولظروف اليت يعيشها السجني داخله تؤدي إىل الشعور باحلزن واهلم‪،‬‬
‫وتتدىن عنده الروح املعنوية إىل درجة كبرية‪ ،‬قد تبلغ لدى بعض السجناء درجة كبرية حىت تصل إىل حماولة‬
‫االنتحار‪ ،‬وهذا االنتحار يكون بسبب شعوره بأن بقاءه يف السجن قد يؤدي به إىل اخلروج ثانية إىل احلياة‬
‫خارج السجن‪ ،‬وأنه ال جدوى من بقائه داخل السجن ينتظر املوت‪ ،‬مما يعمق هذا التفكري من مشاعر‬
‫السوداوية ويدفعه أكثر لالنتحار‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات النوم‪ :‬يعد النوم حاجة أساسية تعيد له التوازن النفسي واجلسمي‪ ،‬وبيئة السجن ال تساعد‬
‫السجني على النوم اهلادئ الذي حيقق هذا التوازن‪ ،‬بل تساعد على اضطرابات النوم وعدم حصول السجني‬
‫على النوم الكاف‪ ،‬والذي قد يصيب السجني باألرق‪ ،‬حيث يصعب على السجني النوم إال يف أواخر الليل‬
‫نتيجة فقدان الراحة والطمأنينة واألمن داخل السجن‪ ،‬باإلضافة إىل ما يدور يف ذهن السجني من صور ذهنية‬
‫(أمحد حممد الزعيب‪ ،2011 ،‬ص ‪.)289 – 288‬‬ ‫تؤدي إىل ابعاد النوم‪.‬‬

‫كما ويقول البعض أن العزل مصنع األمراض النفسية واجلسدية‪ ،‬ويقول االدعاء الرمسي لسلطات السجون إن‬
‫العزل "يهدف للحفاظ على أمن السجن أو على السجناء أو على السجني املعزول نفسه"‪ ،‬تبنّي اآلثار النفسية‬
‫واجلسدية العميقة واألبدية بغالبيتها أن العزل هو أقسى اإلجراءات العقابية يف نظام السجون على اإلطالق‪.‬‬
‫وهو "إجراء تأدييب وضبطي" يعمل على حمو إدراك السجني للزمان واملكان‪ ،‬ويفقده شعوره بنفسه وهبويته‪،‬‬
‫ومن مث تفاعله مع احمليط‪.‬‬
‫وحبسب تقارير طبية نفسية فإن الضرر النفسي الذي يتسبب به العزل يعترب خطريًا جدًا وغري قابل للشفاء يف‬
‫أحيان كثرية‪ ،‬إذ تبدأ اضطرابات النوم يف األيام األوىل‪ ،‬ويرافقها فيما بعد أعراض متالزمات اكتئابيه تتحول‬
‫الكتئاب مزمن وفقدان الرغبة واإلحساس باألشياء‪.‬‬

‫كما أوضحت التقارير أن العزل خيلق حالة من اخلوف الدائم عند األسري قد يصل حد إصابته باالضطراب‬
‫الذهاين‪ ،‬وهو األمراض النفسية الخطرية يرافقه هلوسات بصرية ومسعية وحاالت حادة من االرتباك والتوتر‪،‬‬
‫واضطرابات مستمرة بالتفكري وفقدان للوعي باملكان والزمان‪ .‬وال تكمن خطورة العزل يف كونه يفاقم حالة‬
‫السجناء الذين يعانون أصًال من أعراض ألمراض نفسية‪ ،‬إمنا يصيب األصحاء املتوازنني نفسيًا هبذه األمراض‬
‫اخلطرية‪ ،‬اليت ال شفاء منها حىت بعد اخلروج من العزل أو نيل احلرية‪.‬‬

‫وللتدليل على ذلك‪ ،‬حبسب تقرير ملؤسسة "عدالة" احلقوقية صدر عام ‪ 2011‬حتت عنوان‪" :‬عزل السجناء‬
‫واملعتقلني يف السجون يف إسرائيل"‪ ،‬فإن األسرى القابعني يف العزل االنفرادي يعانون من اإلصابة بأمراض‬
‫نفسية بشكل مضاعف قياسًا مبن يقبعون يف األقسام العادية للسجن نفسه‪.‬‬

‫ويف حني أن جزءًا من األضرار النفسية اليت يتسبب فيها العزل من شأهنا أن تتالشى بعد انتهاء مدته‪ ،‬فإن‬
‫هناك اضطرابات أخرى ال شفاء منها‪ ،‬أي إن األسرى قد يدخلون العزل أصحاء نفسيًا وخيرجون منه مع عجز‬
‫نفسي مستدمي‪ ،‬قد يصل إىل درجة فقدان القدرة على التعامل مع اجملتمع بعد تسرحيهم وعجزهم عن التعامل‬
‫مع الفضاء الواسع‪.‬‬

‫وال يقتصر الضرر على اجلانب النفسي‪ ،‬ألن العزل االنفرادي‪ ،‬حبسب دراسات وتقارير طبية أثبتت مبا ال‬
‫يقبل التأويل‪ ،‬أنه يصيب األسري بأمراض يف اجلهاز اهلضمي واألوعية الدموية والقلب ويف اجلهاز التناسلي‬
‫وجهاز البول‪ .‬كما يعاين األسرى املعزولون من الرجفة والصداع النصفي واإلرهاق املزمن‪ ،‬واضطرابات دقات‬
‫(مي خلف‪.)2015 ،‬‬ ‫القلب وضيق التنفس والتعرق الشديد‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة إىل أن معظم النزالء قد تناولوا سابقا املخدرات والكحول وأصبحوا مدمنني لذلك يسعى‬
‫كل منهم بشىت الطرق إىل احلصول على كمية من املخدرات الصيدالنية املسببة للسعادة‪ ،‬كما جيب اإلشارة‬
‫إىل الوشم حيث يقوم بعض املساجني برسم أشكال معينة معربة على أوضاعهم وأحواهلم وحتكي قصص‬
‫حياهتم وترتجم مشاعرهم وأحاسيسهم‪ ،‬خياطبون هبا غريهم ويلجئون إليها عندما يعجزون عن التعبري الشفوي‬
‫من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فهم يقلدون بعضهم ويتباهون باخضرار أجسادهم ويفتخرون بعدد احملاكمات‬
‫(وناس أمزيان‪ ،2010 ،‬ص ‪.)36 – 35‬‬ ‫والسنوات اليت قضوها يف السجن‪.‬‬
‫كما وجند يف السجون أفرادا مصابون بأمراض عقلية خطرية‪ ،‬وهذا ما جيعلهم حاملني ملميزات مرضية‬
‫وأتباعه (‬ ‫‪Coté‬‬ ‫وأتباعه (‪ )2010‬وهي تكملة لدراسة‬ ‫‪Dumais‬‬ ‫خاصة‪ ،‬وهذا ما أسفرت عنه دراسة‬
‫‪ )1997‬بأن املساجني من الذكور املصابني هبذه األمراض لديهم بروفيل خمتلف عن ذلك الذي مييز املرضى يف‬
‫املستشفى‪ ،‬يظهر املساجني منهم اضطرابات هذائية واكتئاب أساسي‪ ،‬كما تبني انتشار كبري لالضطرابات‬
‫املرتبطة بتعاطي الكحول واملخدرات وهي نتائج تتماشى مع ما جاء يف دراسات حول العالقة بني تعاطي‬
‫الكحول واملخدرات وسلوكيات العنف‪.‬‬

‫وبينت العديد من الدراسات اليت أجريت يف الوسط العقايب بأن أغلبية املنحرفني لديهم شخصية مضادة‬
‫للمجتمع‪ ،‬كما تبني يف كندا "كبيك" أنه يوجد ½ من املساجني يعانون من أمراض عقلية و ‪ 1/3‬منهم‬
‫استفادوا من عالج باألدوية بسبب هذه املشكالت‪.‬‬

‫وبينت دراسات متعددة العالقة بني االحنراف والصحة العقلية لألفراد‪ ،‬ويتعلق األمر بـ‪:‬‬

‫‪ -‬اضطرابات الشخصية (الشخصية املضادة للمجتمع‪ ،‬البينية والنرجسية)‪.‬‬

‫‪ -‬سوء استعمال الكحول واملخدرات‬

‫‪ -‬االكتئاب واالضطرابات ثنائية القطب‪.‬‬

‫‪ -‬اضطراب االندفاعية والتحكم‪.‬‬

‫‪ -‬إشعال احلرائق واللعب املرضي واالعتداء اجلسدي واجلنسي‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرابات اجلنسية‪.‬‬

‫‪ -‬الفصام ‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات السرية وعجز االنتباه أو اضراب النشاط احلركي‪.‬‬

‫وغريها من االضطرابات املدرجة يف التصنيف االحصائي املراجع لألمراض للجمعية السيكاترية األمريكية‬
‫‪ DSM IV‬واملرتبطة بالسلوك االحنرايف أو هي يف ذاهتا فعل إجرامي‪.‬‬

‫واستنادا لـ )‪ Dubret (2013‬تنتشر يف السجون أربع أنواع من االضطرابات العقلية‪:‬‬


‫اليت حتمل تعقيدات قد تشكل خطر‬ ‫‪Troubles anxieux dépressifs‬‬ ‫‪ -‬االضطرابات احلصرية االكتئابية‬
‫االنتحار بالسجون (بنسبة ‪ 7‬مرات أكثر مقارنة باجملتمع) وهي اضطرابات ثانوية تابعة للحبس وتظهر لدى‬
‫حمبوسني ليس لديهم سوابق مرضية وال تشكل هذه االضطرابات سبب حبسهم‪.‬‬

‫يشكل اإلدمان على الكحول أو املؤثرات العقلية إىل جانب‬ ‫‪Conduites addictives‬‬ ‫‪ -‬السلوكيات االدمانية‬
‫استعمال املواد السامة مصدرا للسلوكيات االحنرافية‪ ،‬وينتشر عدد املساجني من هذا النوع بكثرة يف السجون‪،‬‬
‫ومبجرد دخوهلم السجن يتعرضون إىل االنسحاب بإكراه‪.‬‬

‫يرتكبها أفراد وتكون سبب حبسهم وهم ال يطلبون‬ ‫‪Les agressions sexuelles‬‬ ‫‪ -‬االعتداءات اجلنسية‬
‫الفحص والعالج‪ ،‬ترتبط هذه االعتداءات باضطرابات خطرية للشخصية وكذا اضطرابات يف التوجه اجلنسي‪.‬‬

‫مثل الفصام املنتشر بنسبة ‪ %7‬يف الوسط العقايب‬ ‫‪Troubles confusionnels‬‬ ‫اضطرابات اخللط العقلي‬
‫(سايل حدة وحيدة‪ ،‬أمحد‬ ‫واالضطرابات الذهانية املنتشرة بنسبة ‪ %7‬و األمراض العقلية األخرى بنسبة ‪.%14‬‬
‫فاضلي‪ ،2015 ،‬ص‪.)271‬‬

‫‪ -4‬دور األخصائي النفساني في المؤسسات العقابية‪:‬‬

‫يعمل األخصائي النفساين يف مراكز خمتلفة‪ ،‬حيث يقوم مبهمات التشخيص والعالج والبحث‪ ،‬ومن ضمن‬
‫هذه املراكز إصالح املسجونني‪ ،‬ومؤسسات األحداث واملنحرفني‪ ،‬واليت تعتمد على األخصائي النفساين يف‬
‫دراسة حاالت اجلاحنني مثال وإجراء املقابالت معهم ملعرفة دوافعهم‪ ،‬وفهم مشكالهتم وأنواع الصراعات اليت‬
‫يعانون منها‪ ،‬ليقوم األخصائي النفساين بكتابة التقارير اخلاصة بتلك احلاالت‪.‬‬

‫أما بالنسبة لدور األخصائي النفساين حسب قانون تنظيم السجون إعادة الرتبية‪ ،‬و السيما املواد رقم ‪76‬عادة‬
‫وما يليها منه‪ ،‬واليت تنص على وضع األخصائي النفساين حتت سلطة مدير املؤسسة‪ ،‬كما يكلف مبا يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬متابعة جمموعة من النزالء من الناحية النفسية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على شخصية كل واحد من النزالء‪.‬‬

‫‪ -‬السعي إىل التأثري يف النزالء إجيابيا‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة النزالء على حل مشاكلهم الشخصية والعائلية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشراف على التعليم والتكوين املهين وكل األنشطة الثقافية والرياضية‪.‬‬


‫‪ -‬العمل على تكييف مجيع التدابري االرمية إىل إعادة تأديب احملكوم عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام حبضور اجتماعات جلنة الرتتيب والتأديب‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي التفسريات الالزمة بشأن أي نزيل ميكن أن يتم االستفسار حوله‪.‬‬

‫‪ -‬إمكانية تقدمي اقرتاحات باإلفراج املشروط‪ ،‬أو االلتحاق بورشة خارجية‪ ،‬أو االستفادة من عطلة لصاحل أي‬
‫نزيل يرى بأن ذلك من مصلحته‪.‬‬

‫(القص صليحة‪ ،‬عطية دليلة‪ ،2014،‬ص‪.)5‬‬ ‫‪ -‬مسك ملف شخصي لكل نزيل قدم له العالج النفسي‪.‬‬

‫وتزداد أمهية االخصائي النفساين ودوره يوما بعد يوم يف جمال العمل اجلنائي‪ ،‬حيث يعد هذا اجملال من‬
‫اجملاالت املهمة يف احلياة‪ ،‬وذلك باعتبار أن اجملال القضائي هو املعين حبماية حقوق األفراد وحرياهتم‪ ،‬وحتقيق‬
‫العدالة يف اجملتمع‪ ،‬وحتقيق األمن واالستقرار‪ ،‬وهلذا يكمن دور االخصائي النفساين بتقدمي املساعدة من حيث‬
‫فحص حاالت املتهمني‪ ،‬وتقدير األمراض واالضطرابات النفسية والعقلية اليت يعاين منها املساجني‪ ،‬للتمكن من‬
‫العالج والتأهيل هلذه احلاالت‪.‬‬

‫وأهم األدوار اليت يقوم هبا األخصائي النفساين يف جمال الفحص والتشخيص ما يلي‪:‬‬

‫‪ -5‬التكفل النفسي التشخيصي في المؤسسات العقابية‪:‬‬

‫قبل التطرق لكيف يتم تشخيص األمراض واالضطرابات النفسية سنقوم بطرح بعض املفاهيم واليت تعترب‬
‫ضرورية يف جمال علم النفس املرضي‪.‬‬

‫‪ -1‬السيميولوجيا أو األعراضية ‪ :La sémiologie‬يعترب البحث عن األعراضية أول خطوة يقوم‬


‫هبا املختص أثناء املقابلة‪ ،‬وقد اقرتح مصطلح سيميولوجيا يف جمال العلوم اإلنسانية حيت مييز بينه وبني السيميائية‬
‫اليت تساعد على وصف االضطرابات‬ ‫‪Signes‬‬ ‫‪ Sémiologie‬يف علم اللغات‪ ،‬ويرتكز البحث عن اإلشارات‬
‫من خالل املالحظة الدقيقة لإلشارات واألعراض يف احلاالت الباتولوجية والتظاهرات اإلكلينيكية خللل التنظيم‪،‬‬
‫ويتم خالل الفحص السيميولوجي البحث عما خيتربه الفرد ذاتيا وما يتظاهر خارجيا من خالل سلوكه‪ ،‬ويقوم‬
‫املختص بإعطاء معىن للمالحظات السيميولوجية مع األخذ بعني االعتبار قصة املريض وإدماج اإلشارات‬
‫واألعراض يف إجراء دينامي‪ ،‬مع العلم أن كل حالة هي حالة فريدة يف حقيقتها ومعاشها النفسي والذايت‪.‬‬

‫‪ -‬يشري العرض ‪ Symptôme‬إىل اإلنتاج العفوي املستثار عند املريض‪ ،‬يعرب عن اجلانب املالحظ من‬
‫االضطراب‪ ،‬واالشارات إىل الظواهر الواضحة (العرض) اليت متكننا من معرفة ما هو كامن‪.‬‬
‫وهناك من الباحثني من مييز بني العرض ‪ Symptôme‬واإلشارة ‪ ،Signe‬حيث يشري هذا األخري إىل املظهر‬
‫املوضوعي امللموس حلالة مرضية أو باثولوجيه‪ ،‬أما العرض فتشري إىل الشكاوى الشخصية الذاتية اليت يتقدم هبا‬
‫املفحوص‪ ،‬وهو ما أكد عليه مؤلفو (‪ )DSM‬اللذين يرون بأن "العرض حيدد يف الشكاوى الذاتية ويشمل‬
‫اإلشارات املوضوعية حلالة باثولوجيه‪.‬‬

‫‪ -‬أما زملة األعراض أو التناذر ‪ Syndrome‬فتشري إىل جمموع اإلشارات واألعراض املتالزمة اليت تسري جنبا‬
‫إىل جنب‪ ،‬ويشكل تالزمها واقرتاهنا مع بعضها البعض تظاهرة مرضية خاصة قائمة بذاهتا‪.‬‬

‫ولغموض األسباب املؤدية لالضطرابات النفسية والعقلية حيث تشرتك جمموعة أسباب جمهولة مع السبب‬
‫املباشر‪ ،‬نتحدث عن أنواع االضطرابات النفسية والعقلية والسيما عند تشخيصها وتصنيفها وتبويبها من حيث‬
‫صورها االكلينيكية على أهنا تالزمات مع ضرورة إعادة النظر فيها بصفة دورية يرجع الختالف كل حالة‬
‫مرضية عن األخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬االتيولوجبا أو السببية ‪ : Etiologie‬يبحث عن أصل االضطراب يف احلياة اخلاصة للمريض‪ ،‬أي البحث‬
‫عن مسار ظهور االضطراب‪ ،‬وباخلصوص البحث عن قصة الفرد النفس نشوئية‪.‬‬

‫‪ -3‬النزوغرافيا ‪ :La nosographie‬وصف امربيقي لألعراض اليت تؤدي إىل االضطرابات ألجل تصنيفها من‬
‫خالل خصائصها الوصفية‪ ،‬فهو عبارة عن تسجيل لألعراض يف منظمة الفهم العامل لالضطرابات‬
‫النفسومرضية‪.‬‬

‫أي علم التصنيف أو التبويب‪ ،‬ويشري إىل نظام‬ ‫‪Taxonomie‬‬ ‫‪ -4‬النزولوجيا ‪ :La nosologie‬وتسمى أيضا‬
‫تصنيف اإلشارات الباتولوجية بإعطاء مرجعية لالضطرابات يف علم النفس املرضي وتبويبها‪ ،‬يستدعي مرجعية‬
‫(حافري زهية غنية‪ ،2016 ،‬ص‪.)17-16‬‬ ‫نظرية عن أسباب االضطراب والتغيريات الباتولوجية اليت متيز املرض‪.‬‬

‫‪ -5‬التشخيص‪ :Le diagnostic‬دخل مفهوم التشخيص إىل ميدان اإلكلينيكي من علم الطب ويقصد به‬
‫فحص األعراض املرضية واستنتاج األسباب‪ ،‬مث نسبها إىل مرض معني‪ ،‬فالتشخيص يف امليدان الطيب يعين‬
‫التصنيف ‪ ،classification‬أما التشخيص يف علم النفس اإلكلينيكي والطب النفسي يعين تقومي خصائص الفرد‬
‫من حيث قدراته‪ ،‬ومساته‪ ،‬وأعراضه املرضية‪ ،‬مبينًا األسباب املباشرة لالضطراب ‪.‬‬
‫ويشري التشخيص يف علم النفس املرضي إىل تصنيف املعلومات املتعلقة باحلالة السلوكية واالنفعالية للشخص‬
‫والتحديد التايل لذلك ( باالسم ‪ /‬البطاقة )‪.‬‬
‫توجد عدة صور للتكفل النفسي باملساجني أثناء إيداعهم وبعد اإلفراج عنهم‪ ،‬وميكن تلخيص هذه الصور‬
‫كالتايل‪:‬‬

‫‪ -5-1‬التكفل النفسي التمهيدي‪:‬‬


‫من أهم صور التكفل النفسي التمهيدي مساعدة السجني على التخلص من التوترات النفسية واملشاعر‬
‫السلبية اليت تسيطر عليه نتيجة عمليات الضبط واحملاكمة واإلبداع بالسجن‪ ،‬فالسجني عادة تسيطر عليه أفكار‬
‫ومشاعر سلبية من أنه شخص مرفوض ومغضوب عليه وأنه قام بارتكاب خطيئة ضد اجملتمع‪ ،‬وبسبب ذلك‬
‫يقع فريسة للقلق والتوتر واإلحساس باخلوف واالغرتاب‪.‬‬
‫أيضًا ويف أحيان أخرى‪ ،‬قد يشعر السجني بأنه شخص مظلوم وال يرى نفسه مذنبًا‪ ،‬إذ يقّيم سلوكه تقييمًا‬
‫مغايرًا‪ ،‬هذا حسب نظريته الشخصية للحقوق والواجبات‪ ،‬ويؤدي به الشعور بالرباءة إىل العناد والتصلب يف‬
‫الرأي‪ ،‬ومقاومة النظام‪ ،‬ورفض التعامل مع القائمني بأمر إصالحه وعالجه‪.‬‬
‫ويتدخل األخصائي النفسي يف هذه الفرتة احلرجة لتهيئة السجني لتقبل بيئة السجن اجلديدة‪ ،‬وحماولة التأقلم‬
‫معها من خالل استخدام خربته ومهاراته‪ ،‬أثناء احملادثة واحلوار للتعرف على حاجاته والعمل على إزالة هذه‬
‫(سيف الدين قدي‪.)2009 ،‬‬ ‫التوترات النفسية واملشاعر واألفكار السلبية اليت تسيطر عليه عند دخوله السجن‪.‬‬

‫فتنظم مقابالت استكشافية لصاحل احملبوسني مبجرد التحاقهم باملؤسسة العقابية رغم كوهنا تلقائية ولكنها‬
‫تساعد على احلث على طلب املساعدة اليت هي أساس العقد العالجي املوايل‪ ،‬كما تسمح املقابالت األوىل‬
‫بالتعبري عن املشاعر العدوانية أو االكتئابية ومنع املرور إىل الفعل عن طريق احملاولة االنتحارية اليت تثريها صدمة‬
‫احلبس‪ ،‬وقد يضاف اإلعالن عن مرض جسدي خطري وغالبا ما يتفاعل احملبوسني مع األخصائي النفساين‬
‫(سايل حدة وحيدة‪ ،‬أمحد فاضلي‪،‬‬ ‫ويستجيبون إىل انتظاراته وبالتايل يشكل السجن بالنسبة للبعض فرصة لالتقاء مبعاجل‪.‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.)272‬‬

‫ولتمكني السجني من التأقلم والتكيف مع واقع وطبيعة احلياة داخل السجن يعمل األخصائي النفسي على‬
‫تبصريه وتعريفه بنظم املعاملة باملؤسسة (السجن)‪ ،‬وبرسالتها الرتبوية ويزوده مبعلومات وشروح حول لوائحها‬
‫وطبيعة النظام املطبق هبا‪ ،‬وغريها من املعلومات اليت يتعني االطالع عليها ملعرفة حقوقه وواجباته‪ ،‬وقد تأخذ‬
‫الزمن‪( .‬سيف الدين قدي‪.)2009 ،‬‬ ‫هذه العملية (تكييف السجني) فرتة من‬
‫‪ -5-2‬التكفل النفسي التشخيصي والعالجي‪:‬‬

‫يتضمن التكفل النفسي التشخيصي يف املؤسسات العقابية إجراء فحوص واختبارات قصد التعرف على‬
‫األمراض النفسية واجلسدية اليت قد تكون لدى السجني‪ ،‬على اعتبار أن جتربة اإليداع يف احلبس جتربة قاسية‬
‫ومرهقة بإمكاهنا تفجري أمراض نفسية لدى السجني‪ ،‬فقد تبني أن نسبة كبرية من اجملرمني كانوا يعانون من‬
‫حاالت تعرف هبذيان السجني‪ ،‬وهي حالة تستلزم التشخيص والعالج ليس فقط ملساعدة السجني‪ ،‬وإمنا أيضًا‬
‫للحيلولة دون استخدامها كحيلة أو مربر إلبعاد مسؤولية اجملرم بسبب املرض العقلي الذي يوحي به هذا‬
‫اهلذيان‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمرضى العقليني يتعني توجيههم للعالج يف مصلحة الطب العقلي‪ ،‬ويف هذا السياق وبالنسبة‬
‫لعالج االضطرابات العقلية اخلطرية‪ ،‬أشار )‪ Dubret (2013‬أن السجن ال يشكل مكانا مناسبا له خاصة إذا‬
‫رفض املريض تناول األدوية النفسية واالمتثال للعالج هلذا ينبغي حتويله إىل مؤسسة استشفائية متخصصة يكون‬
‫(سايل حدة‬ ‫هبا عمل املختصني مكثف ومتحكم فيه‪ ،‬فالسجن ال يعد مكانا لعالج األمراض العقلية اخلطرية‪.‬‬
‫وحيدة‪ ،‬أمحد فاضلي‪ ،2015 ،‬ص ‪.)273‬‬

‫يشمل التكفل النفسي املالحظة وإجراء مقابالت عياديه متعددة وتطبيق االختبارات النفسية قصد تشخيص‬
‫وتقييم حاالت النزالء (دراسات لتاريخ احلالة) ودراستها دراسة شاملة من النواحي النفسية والعقلية والتعليمية‬
‫(سيف الدين قدي‪.)2009 ،‬‬ ‫تسهيًال لرسم طرق عالجهم وتوزيعهم على نشاطات الربنامج التمهيدي املسيطر هلم‪.‬‬

‫وتستعمل دراسة احلالة جلمع البيانات حسب ما تستدعيه احلالة وتدل على الوضع القائم للحالة‪ ،‬حيث جند‬
‫أهنا تغطي مدى واسعا من البيانات يشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬البيانات األولية‪ :‬كالنوع والعمر واحلالة التعليمية (أو املهنية) والعنوان ‪.....‬‬

‫‪ -‬الشكوى احلالية‪ :‬وتتضمن وصفًا دقيقًا لألعراض اليت يشكو منها السجني وتطورها حىت الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪ -‬التاريخ الشخصي‪ :‬ظروف احلمل والوالدة والرضاعة ووقت الفطام والتسنني وضبط اإلخراج‪ ،‬بداية املشي‪،‬‬
‫ومنو اللغة‪ ،‬السلوك الطفلي‪ ،‬العادات واهلويات‪.‬‬

‫‪ -‬خربات املراهقة ووقت البلوغ‪.‬‬

‫‪ -‬التاريخ التعليمي ‪ :‬من بداية الدراسة‪ ،‬املستوى العام‪.‬‬

‫‪ -‬أمراض الطفولة األخرى‪.‬‬

‫‪-‬األمراض العائلية‪ :‬سواء أكانت جسمية أو نفسية أو عقلية‪.‬‬

‫‪ -‬احلالة االجتماعية لألسرة ‪ :‬بيانات عن األب واألم ‪ ،‬وهل كان احلمل مرغوبًا فيه أم ال ‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص النفسي والعقلي ‪ :‬ويشمل السلوك‪ ،‬املزاج‪ ،‬االنفعالية‪ ،‬السلوك احلركي‪.‬‬

‫‪ -‬املعلومات اإلضافية‪ :‬أي معلومة أخر ذات عالقة‪.‬‬

‫وتتم املقابلة وجهًا لوجه أي يكون األخصائي موجودًا حبيث يسمح بالتفاعل‪ ،‬تعتمد املقابلة على اللغة واحلوار‬
‫بشكل أساسي لذلك هي شفاهية‪ ،‬وتتضمن املقابلة طرفني أساسيني األول هو األخصائي والطرف الثاين هو‬
‫املفحوص‪ ،‬البد من وجود خطة معينة حبيث تشمل املكان والزمان واهلدف منها هتيئة أفضل لدراسة‬
‫التشخيص‪.‬‬

‫وميكن مجع بعض املعلومات عن طريق املالحظة اليت قد تكون مالحظة عابرة وعارضة أو مالحظة مقصودة‬
‫فتتيح دراسة السلوك الفعلي يف املواقف الطبيعية‪.‬‬

‫واالعتماد على االختبارات النفسية والتب تعرف بأهنا مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك ‪ ،‬وتصنف‬
‫االختبارات واملقاييس النفسية على أساس عدد من احملاور منها اللفظية ( اليت تعتمد على اللغة بشكل أساسي)‬
‫يف مقابل أدائية أو عملية ( اليت تعتمد على األداء اليدوي واملهارة احلركية أو تعتمد على الصور ) واالختبارات‬
‫الفردية ( تطبيق على فرد واحد) واالختبـ ـ ــارات اجلمعيـ ــة ( تطبيق على جمموعات ) واختبارات عقلية (تقيس‬
‫الذكاء والتفكري واالنتباه ) ومقاييس الشخصية ( سواء اليت تقيس األبعاد أو اليت تقيس السمات )‪ ،‬وتتعدد‬
‫االختبارات اليت تصلح يف جمال األمراض النفسية واالضطرابات السلوكية‪ ،‬وتعد االختبارات واملقاييس النفسية‬
‫أداة مهمة من حيث أهنا تكمل املعلومات اليت حنصل عليها بطرق خمتلفة‪ ،‬وقد تلقى عليها أضواء جديدة‪،‬‬
‫فتكشف عن تركيب شخصية الفرد ومشاعره وقيمه ودوافعه وخصائصه التوافقية وبذلك يكشف ال إراديا عن‬
‫(حسام الدين عزب‪.)2012 ،‬‬ ‫مسات كامنة حتت السطح الظاهري من شخصيته‪.‬‬

‫فتصف خلفية الشخص وظروفه احلالية وأعراضه‪ ،‬كما أهنا تصف أيضًا تطبيق ونتائج عالج معني‪،‬‬

‫‪ -5-3‬التكفل النفس الوقائي أو االندماجي‪:‬‬

‫نعين بالتكفل النفسي الوقائي واالندماجي ذلك التأهيل النفسي الذي يعمل على تبصري السجني بطبيعة اجلرم‬
‫الذي ارتكبه وبعواقبه وأضراره‪ ،‬فضًال عن التدخل إلعداد السجني وهتيئته‪ ،‬من خالل اخلدمات التعليمية‪،‬‬
‫واملهنية‪ ،‬والرتفيهية‪ ،‬واجللسات اإلرشادية ملواجهة املرحلة االنتقالية ما بني حياة السجن‪ ،‬والعودة إىل احلياة‬
‫العادية للتقليل من ظاهرة العودة‪.‬‬
‫وهتدف خدمات وبرامج التأهيل النفسي معاونة ومساعدة السجني ومتّك ينه من مواجهة خمتلف املشاكل‬
‫النفسية اليت يعانيها والتغلب عليها‪ ،‬مثل فقدان الثقة بالنفس‪ ،‬واخلوف من الوصم والعار‪ ،‬والشعور باالكتئاب‪،‬‬
‫والقلق‪ ،‬واخلوف وامليول العدوانية اليت غالبًا ما يكون السجني مصابًا هبا‪.‬‬

‫كما يهتم التأهيل النفسي بإعادة بناء الشخصية‪ ،‬وحتقيق توازهنا النفسي وإذا تبني أن السجني يعاين من مرض‬
‫(سيد الدين قدي‪.)2009 ،‬‬ ‫االكتئاب أو اهلوس فإنه حيول إىل أخصائي الطب العقلي‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن اإليداع بالسجون ميثل عبئًا نفسياً على السجني ويؤدى ذلك اىل العديد من الضغوط النفسية‪ ،‬هذه‬
‫الضغوط خيتلف تأثريها باختالف قدرة النزالء من حيث قدرهتم على حتمل الضغوط النفسية‪ ،‬وتشكل هذه‬
‫البيئة الضاغطة مع الظروف اخلاصة بالسجني من الناحية النفسية واالجتماعية واالقتصادية عوامل مرسبه وبيئة‬
‫خصبه لإلصابة بأشكال عديدة من االضطرابات النفسية‪.‬‬

‫فإىل جانب العالج الطيب اجلسدي والعالج الطيب العقلي‪ ،‬تتوافر مبؤسسات إعادة الرتبية جمموعة من اخلدمات‬
‫النفسية يقوم هبا أخصائيون مؤهلون ومدربون على األساليب العلمية احلديثة يف عالج وتأهيل املساجني‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن عملية التشخيص هتدف إىل تكوين صورة واضحة عن الفرد قصد تقدمي املساعدة أو اخلدمة‬
‫النفسية ووضع برنامج عالجي وهو بذلك يعترب الركن األساسي لعملية املساعدة سواء كانت بسيطة إرشادية‬
‫أو متقدمة وعميقة عالجية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أمحد حممد الزعيب (‪ :)2011‬أسس علم النفس الجنائي‪ ،‬دار الزهران للنشر والتوزيع‪ ،‬اململكة األردنية‪.‬‬

‫جابر نصر الدين(‪ :)2007‬السلوك األغراض والجريمة‪ ،‬خمرب التطبيقات النفسية والرتبوية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫حافري زهية غنية (‪ :)2016‬علم النفس المرضي ‪ ،‬مطبوعة الدعم البيداغوجي موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس علم النفس‪ ،‬قسم علم النفس‬
‫وعلوم الرتبية واألرطفونيا‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫حسام الدين عزب (‪ :)2012‬علم النفس المرضي‪ ،‬حماضرات يف علم النفس املرضي‪ ،‬جملموعة طلبة الدكتوراه بقسم الصحة النفسية‪ ،‬جامعة عني‬
‫مشس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫سايل حدة وحيدة‪ ،‬أمحد فاضلي (‪ :)2015‬مجاالت تدخل األخصائي العيادي في المؤسسة العقابية‪ ،‬العدد الثالث اخلاص بفاعليات املؤمتر‬
‫الدويل املؤسسة بني اخلدمة العمومية وإدارة املوارد البشرية‪ ،‬الذي عقد يومي ‪ 18-17‬نوفمرب ‪ ،2015‬خمرب التنمية التنظيمية وإدارة املوارد البشرية‪،‬‬
‫جامعة البليدة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫سيف الدين قدي (‪ :)2009‬الرعاية والخدمات النفسية واالجتماعية في مجال االنحـراف و الجريمة‪ ،2009-11-02 ،‬من املوقع‪:‬‬
‫‪.alwatanvoice.com‬‬

‫جمدي أمحد حممد عبد اهلل (‪ :)2000‬علم النفس المرضي دراسة في الشخصية بين السواء واالضطراب‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬

‫مصطفى شريك (‪ :)2011‬نظام السجون في الجزائر‪ :‬نظرة على عملية التأهيل كما خبرها السجناء‪ ،‬أطروحة دكتورا ختصص علم اجتماع‬
‫االحنراف واجلرمية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة باجي خمتار عنابة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫مي خلف (‪ :)2015‬العزل االنفرادي قبور لألحياء ومصنع لألمراض النفسية‪ ،2015-08-11 ،‬بتاريخ ‪ ،2018-10-12‬من املوقع‬
‫‪. alkhaleejonline.net‬‬

‫وناس أمزيان (‪ :)2010‬أي دور لألخصائي النفساني في المؤسسات العقابية؟‪ ،‬جملة أحباث نفسية وتربوية‪ ،‬العدد‪ ،3‬خمرب التطبيقات النفسية‬
‫والرتبوية جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

You might also like