Professional Documents
Culture Documents
هياكل
هياكل
-1مفهوم التنظيم
يعتبر التنظيم الوظيفة اإلدارية الثانية والعنصر الثاني من العملية اإلدارية الذي يلي
التخليل ،وقد حظي هذا الموضوع .باهتمام زائده من قبل الكتابة والذكرين في مختلف
المدارس اإلدارية إليمانهم بالدور الذي تؤديه وظيفة التنظيم و تحقيق نجاح المنظمة
وفاعليتها ،والتنظيم عبارة عن الشكل الذي توضع فيه الجهود الجماعية لتحقيق
وظيفة أو غرض معين .وهو عملية تحصل ،تحديد األعمال المراد أداؤها وتجميعها
مع تحديد وتفويض السلطة الالزمة ألداء هذه األعمال ،وإقامة العالقات بينها لتمكين
المنظمة من تحقيق األهداف والغايات المحددة مسبقا.
تستخدم كلمة تنظيم أو التنظيم على نطاق واسع ،ليس فة ما بين أوساط المفكرين
والباحثين في اإلدارة والتنظيم ،بل وفي الحياة العامة أيضا ،وأصبحت تستخدم في
العديد من المناسبات والمجاالت الداللة علي مضامين مختلفة.
وكلمة ( )Organizationمشتقة من أصل التيني وتعني أداة يتم بواسطتها إنجاز
العمل .وتستعمل هذه الكلمة في األدب اإلداري المنشور للداللة على معنيين ،هما:
األولى :إن التنظيم أسم معنوي ،مثل منظمة أو وزارة أو جهاز حكومي ،أو
شركة...الخ.
الثاني :إن التنظيم هو عملية تصميم الهيكل التدليمي ،وبهذا فإن الهيكل التنظيمي
هو حصيلة عملية التنظيم ونتاجها ،وهو اآلنية الرسمية التي يتم من خاللها إدارة
التنظيم بنجاح .والمعنى الثاني هو المقصود.
والتنظيم يفترض أساسا وجود مجموعة من األفراد ( شخصين أو أكثر) لديهم
الرغبة التعاون وبذل الجهد لتحقيق الهدفسه المشتركه .ونظرا القدرات المحدودة لكل
فرد على شده ،سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو االجتماعية فإن الفريد يسعى
إلى التعاون مع اآلخرين لتحقيق أهدافهم الشخصية.
تعود أسباب التنظيم إلى أن هنالك العديد من األعمال التي ال يستطيع إنسان بمفرده
أن يقوم بها ،لذا أصبح من الضروري وجود تعاون بين األفراد للقيام بتلك األعمال.
ويتحتم وجود التنظيم إذا اشترك شخصان أو أكثر ألجل القيام بعمل معين ،أو تحقيق
غاية محددة .والتنظيم في مثل هذه الحالة ضروري لتجميع الجهود ،وتوحيدها ألجل
الوصول إلى الهدف المرجو ،وتفادي االرتباك واالرتجال في تصنيف العمل
وتوزيعه ،كما قد يترتب على وجود تنظيم أو خطة للتنظيم أن يتم وضع الرجل
1د .جعفر عبد هللا موسى إدريس(09/10/1439هـ) ،مفهوم التنظيم وأساليب العملّ ،www.sst5.com ،
اطلع عليه بتاريخ
..28/11/2021
المناسب في المكان غير المناسب .كأن نضع مثال بعضى ذوي الكفاءات العالية من
وظائف أقل من الناحية اإلدارية ،والعكس صحيح.
ان كلمة تنظيم تستخدم في كثير من الكتابات اإلدارية بمعنى منظمة والمنظمة قد
تكون تجارية،صناعية ،تعليمية ،سياسية ،رياضية … الخ ،وبناء عليه فإن استخدام
كلمة تنظيم تعني" :جماعة من الناس تربطهم عالقات رسمية ،لتحقيق األهداف التي
من أجلها نشأت المنظمة .ولكن هناك تعريفات كثيرة للتنظيم اختلفت من حيث اللفظ
باختالف نظرة ورؤية المعرف للتنظيم ولكن جميع التعريفات تؤدي إلى نفس المعنى
2
وفيما يلي نسوق عدة تعريفات للتنظيم لعدة باحثين في مجال اإلدارة.
ويعد التنظيم إحدى وظائف العملية اإلدارية في المنظمة ويتضمن تحديد أوجه
النشاطات المختلفة في المنظمة وتوزيعها على العاملين فهو ترجمة للخطة أو
التخطيط إلى أنشطة تعمل على تحقيق األهداف.
2-تعريف التنظيم:
للتنظيم تعريفات عديدة اشتقت من خالل رؤيا معينة سواء بالنظر إليه كهيكل أو
كعملية إدارية ومن أهم التعاريف نجد:
يعرفه ماكس فيبر M.weberبأنه تنسيق غرضی مستمر لنشاط فرع مميز ،وقد ميز
فيير في كتاباته بين الجماعات المتضامنة وجميع أشكال التنظيم حيث يعرفها بأنها
3
"عالقة اجتماعية تكون مغلقة أو محدودة االنضمام إليها طبقا لقواعد مميزة.
من خالل هذا التعريف تبرز مصطلحات أساسية ينشأ على أساسها التنظيم وهي :
العمل ،األفراد ،أماكن العمل ،العالقات ،والعمل يختلف من أجله التنظيم مما يتطلب
تقسيم هذا العمل إلى أجزاء يمكن إسنادها إلى جماعات تنظيمية محددة ،وبالتالي فان
التنظيم يرتبط بالعمل وبذلك الجهد الجماعي ،وهو من األشياء األساسية في منشأة
صناعية أو غير صناعية ،إذ بدونه ال يمكن للمسؤولين وال للمشرفين القيام بعملهم،
بحيث أن التنظيم يعمل على الجمع بين الموارد البشرية والمادية األساسية لتسير
العمل.
أما براون Braounفيرى أن التنظيم "هو العملية التي تحدد الدور الذي يريد أن يحققه
4
كل عضو في المنظمة ليصبح أكثر كفاية في تحقيق األهداف".
2د.محمد بن علي شيبان العامري (14/6/1434هـ) ،مفهوم التنظيم وأهميتهّ ،www.sst5.com ،
اطلع عليه بتاريخ
..28/11/2021
3محمد علي محمد> علم االجتم اع التنظيم ،دار المعارف الجامعdة ،ط، 3الاسكندرية، 1986 ،ص310
4محمد رسالن الجيوشي .جميلة جاد هللا .االدارة علم و تطبيقـ .دار المسير للنشر ط . 1عمان .2000.ص 87
وفي رأي آلن Alenالتنظيم هو "الهيكل الذي يوضع العمل ويقسمه إلى مجموعات،
والذي يوضح المسؤوليات و السلطات ،وينشئ العالقات التنظيمية ،وذلك لغرض
5
تمكين األفراد من العمل في سبيل تحقيق األهداف.
أما موتیورایلی Moni et Rayliيرون أن التنظيم عبارة عن اتحاد بسبب مجموعة من
األفراد يعملون معا لتحقيق هدف مشترك ،وتترابط وظائفهم داخل المنشأة .
من خالل هذه التعارف يتضح أن األفراد العاملون هم الذين يسعون لتحقيق أهداف
المنشأة بشكل جماعي ،من خالل وجود سلطة ومسؤولية بشكل واضح بين األفراد و
وجود هيكل تنظيمي يظم األفراد العاملون ويوزعهم على مختلف النشاطات في
المنشأة ،مع وجود نظم وإجراءات محددة لتنفيذ األعمال.
أما الدكتور خالد عبد الرحيم الهيتي يعرف التنظيم على أنه وسيلة لتحقيق أهداف الوحدة
الصناعية ،لذا فانه مفهوم عام ألنه يتضمن الوسائل التنظيمية إلنجاز األهداف،
6
وخاص ألنه يجب أن يتالئم مع خصائص وظروف الوحدة الصناعية ذاتها.
ويذهب البعض إلى تعريف التنظيم على أنه تنسيق للجهد البشري في منظمة عامة
بقصد تحقيق األهداف والسياسات المرسومة بكفاءة عالية و بأقل تكلفة ممكنة ،فهو
عامل اجتماعي مستمر يتم عن طريق وعي وإدراك التنسيق للنشاط البشري في
7
مجال معين من أجل تحقيق هدف متفق عليه.
فمن منطلق التعريفات السابقة الذكر المدلول التنظيم يتبين بأنه لكي يوجد تنظيم ما
البد من توافر مجموعة من األشخاص يتصلون بعضهم البعض ويرغبون في تحقيق
أهداف موحدة داخل إطار العالقات اإلنسانية ،ولهذا يمكن القول بأن هناك عدة أوجه
وجه للتنظيم يجب أن نتحددها من أجل فهم طبيعة التنظيم ووظيفته العملية اإلدارية،
وعلى هذا األساس فان التنظيم ليس عبارة عن شكل رسمي أو مجموعة عالقات
تنظيمية رسمية ،بل كذلك اته تنظيم إنساني اجتماعي ،بحيث تعتبر دراسات
الهاوثورن الشهيرة بداية الدراسة العالقات اإلنسانية التي كانت في بدايتها تهدف إلى
دراسة الظروف القيزيقية للعمل وأثرها على اإلنتاج ،لكن سرعانا ما تحولت إلى
دراسة العوامل النفسية المحددة للسلوكات التنظيمية ،فلقد حاولت هذه الدراسة معرفة
العالقة بين بعض جوانب السلوك التنظيمي مثل الدافعية ،والروح المعنوية وعالقتها
باإلنتاج ،والتي انتهت إلى تأثير الجماعات التي ينتمي إليها العمال على سلوكهم
8
وخاصة جماعات الصداقة وغيرها من الجماعات غير الرسمية
9
-3مبادئ التنظيم:
وهي التي تعبر عن اإلطار الفكري الذي يجب االسترشاد به أثناء عملية التنظيم وهو
ما يعرف بمبادئ التنظيم ويمكن إيجازها فيما يلي:
أ -مبدأ تحديد الهدف :ويعني أن يحدد التنظيم األهداف الجزئية للوحدات التنظيمية
المتخصصة التي توصل بمجملها إلى الهدف العام باعتبار بعملية التحديد تؤدي إلى
تنمية الخطط وتركيز الجهود وتوجيه األعمال والجهود نحو تحقيق هذا الهدف
ب -مبدأ شمولية التنظيم وتكامله :يجب أن يشمل التنظيم كافة األنشطة الواردة في
الوحدات التنظيمية حتى تتمكن تلك الوحدات من تحقيق أهدافها بشكل متكامل
ومتناسق
ج -مبدأ الفاعلية والكفاءة :يعتبر التنظيم كفئا إذا كان تكوينه يسمح بتحقيق األهداف
بفاعلية ونعني بالفاعلية أن يحقق التنظيم أهدافه بأقل جهد وزمن وتكلفة وتقاس هذه
الفاعلية بمعيار الكفاية اإلنتاجية وتفاعل العاملين في التنظيم
د -مبدأ الشرعية :يجب أن تكون األهداف واألساليب والوسائل المعتمدة ال تتعارض
مع القوانين واللوائح والتعليمات وحتى العادات واألعراف والتقاليد المتعارف عليها
وكذا أخالقيات المهنة.
ه -مبدأ الوضوح :ينبغي أن تكون األهداف وكل معطيات التنظيم غير غامضة حتى
تصل المنظمة ألهدافها دون انحرافات فمبدأ التحديد الوظيفي لكل مركز أو وحدة
تنظيمية حيث كلما زاد التحديد الواضح للنتائج المتوقعة واألنشطة ،والسلطة و
المسؤولية كلما زادت إمكانية مساهمة األفراد المسؤولين في تحقيق أهداف المنظمة
و -مبدأ تقسيم العمل :إن تقييم العمل يؤدي بال شك إلى االستفادة من مبدأ التخصص
والتكامل بين النشاطات المختلفة من سرعة التنفيذ وتحسين الجودة ويساهم بأكبر
فاعلية نحو تحقيق األهداف.
9شرفاوي عائشة .محاضرات في مدخل إلدارة األعمال .جامعة العقيد آكلي محند أولحاج – البويرة – كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير .الجزائر .2016 /2017 .ص 81-80
ز -مبدأ االلتزام :يجب أن تلتزم اإلدارة بدقة بالتنظيم ويعرف كذا مبدأ ضرورة
التنظيم.
ح -مبدأ الوظائف :ينبغي أن يتم التنظيم حول الوظائف األعمال المطلوبة القيام بها
وليس حول األشخاص حتى يكون التنظيم موضوعيا ،فالهيكل التنظيمي يبنى على
أساس الوحدة الوظيفية وأنشطتها وليس حول األفراد وعالقاتهم.
ط -مبدأ تحديد المسؤولية ?:إن المسؤولية ال تفوض إذ تبقى اإلدارة العليا مسؤولة
عن السلطات التي فوضتها إلى المرؤوسين لذا استوجب تحديد مسؤولية هؤالء
المرؤوسين في ضوء السلطة الممنوحة لهم.
ي -مبدأ الموازنة بين السلطة والمسؤولية ?:يجب أن تكون السلطة معادلة للمسؤولية
حتى يمكن الموظف من
إنجاز أعماله وتحمل المسؤولية المترتبة على ذلك أي "مبدأ تكافؤ السلطة
والمسؤولية".
ك -مبدأ وحدة اإلشراف أو األمر :فبالنسبة ألية منظمة ينبغي أن ترتبط الوحدات
التنظيمية بواسطة مسالك إشرافيه محددة تحديدا واضحا مع تحديد المرجع في تلقي
األوامر حتى ال تحدث مخالفات في العمل لتضارب التعليمات والتوجيهات.
ل -مبدأ نطاق اإلشراف اإلداري :ويعني هذا المبدأ تحديد عدد األفراد الذين
يخضعون إلشراف رئيس إداري واحد وذلك من أجل تحقيق وظيفة الرقابة ووظيفة
التوجيه بشكل رئيسي
م -مبدأ ديناميكية التنظيم :يجب أن يسمح التنظيم بمقابلة التغييرات في المنظمة أي
أن يكون مرنا وشفافا وأن يجيب على متطلبات التغيير ويستمر في تحقيق أهدافه.
ن -الالمركزية ?:تتمحور الالمركزية من الناحية اإلدارية بمعنيين هما:
عدم تركيز السلطة وتفويضها وتحديد المسؤوليات مما يمنح تجمع العمل في -
منظمة معينة.
تعني التنظيم الميداني وتتضمن نوع التكوين الميداني وعالقة الوحدات العاملة -
في الميدان بالمركز الرئيسي
10
-4انواع? التنظيم
أ -التنظيم الرسمي
يطلق على عملية تجميع األعمال في وظائف والوظائف في وحدات والوحدات في
اقسام واألقسام في إدارات بالتنظيم الرسمي ،نسبة إلى أن عملية التجميع تتم بواسطة
إدارة المشروع دون النظر إلى األشخاص أو العالقات القائمة بينهم .
ويتحقق في إطار التنظيم الرسمي ما يأتي :
-1وجود مستويات محددة لالختصاصات ،والسلطة والمسؤوليات في اتخاذ
القرارات ،والبت في المشكالت واإلشراف والتوجيه .
-2هذا التسلسل يحقق المبدأ للتنسيق فمن خالل التدرج تصبح سلطة التنسيق العليا
قادرة على العمل ،وتمتد فاعليتها إلى كل أجزاء البناء التنظيمي .
-3تقسيم العمل داخل المنشاة على اساس التخصيصي
-4وجود شبكة إتصاالت ممتدة من المركز إلى جميع أجزاء المنشاة مارة
بالمستويات الرئاسية بما يحقق تدفق المعلومات إلى المستويات المختلفة وتكاملها
-5تحقيق العالقات داخل المنشاة بوضوح ،إذ يعلم كل موظف رئيسه ويعلم كل
رئيس مرؤوسيه
-6إمكانية السيطرة على المشكالت أو الخلل الذي يتسرب إلى األجزاء األخرى .
-7تحديد العدد المناسب من العاملين الذين يستطيع رنيم واحد أن يشرف عليهم
ويوجههم وينسق نشاطهم بكفاية في حدود قدرته وجهده ودقته .
ب -التنظيم غير الرسمي
إذ ينظم العاملون أنفسهم في شكل تجمعات من نوع آخر من التنظيم غير الرسمي
والذي من مميزاته :
التنظيمات غير الرسمية ما هي إال تجمعات طبيعية لألفراد في موقع -1
العمل وتظهر كرد فعل طبيعي للحاجة االجتماعية لإلنسان .
أن التنظيمات غير الرسمية محدودة العضوية إذ أن عدد االعضاء لها يتم -2
على أساس التجمع االختيار بين االعضاء لها ذوي مصلحة مشتركة
واتجاهات وميول متقاربة
أن التنظيمات غير الرسمية كسب بها نظام أو هيكل محدد من قبل . -3
محمود حسن الهواسي .حيدر شاكر البرزنجي .مبادئ علم االدارة الحديثة .2014 .ص86-85 10
أن التنظيمات غير الرسمية تحقق ألعضانها اشباع حاجاتهم التي ال -4
تشبعها
التنظيمات الرسمية
) 3 11محمود أحمد فياض-عيسى يوسف قداده-ربحي مصطفى عليان" ،مبادئ اإلدارة (وظائف المدير)" ،دار صفاء للنشر والتوزيع،
األردن .2010 ،ص128-127
-التعاون بين العاملين :يوفر التنظيم الجيد الوسائل التي تمكن األفراد العاملين في
المنظمة من العمل بكفاءة وتنسيق في سبيل تحقيق األهداف وخلق المناخ الوظيفي
الذي يشجع العاملين على التركيز لزيادة إنتاجهم .
ومن أهم خصائص التنظيم نجد:
-مراعاة الظروف الداخلية والخارجية :إن مراعاة الظروف والتغيرات الحاصلة
والمتوقعة للبيئة الداخلية والخارجية من أهم خصائص التنظيم الجيد مع ضرورة
وضع األساليب والطرق لمواجهة هذه الظروف و التغيرات..
-االستقرار الوظيفي :ال يمكن إجراء تعديل أساسي في التنظيم إال ألسباب قوية
ومبررة ،فالتنظيم الجيد يتميز بتوفر االستقرار والثبات للموظفين في أعمالهم.
12
:نظرية النظام التعاوني (:) Chester Bernard
يرى برنارد أن التنظيم عبارة عن نظام تعاوني ،حيث أن األفراد يحاولون التغلب
على القيود الطبيعية والبدنية واالجتماعية التي تؤثر عليهم وعلى الظروف المحيطة
بهم عن طريق التعاون فيما بينهم حيث ينظر برنارد إلى فكرة التنظيم الرسمي على
انه نظام تعاوني يتمكن فيه األفراد من االتصال ببعضهم البعض وتكون عندهم
الرغبة في المساهمة والمشاركة بأعمالهم نحو تحقيق هدف مشتركا ،كما اهتم بدارسة
حاجات األفراد المعنوية منها والمادية وبأسلوب القيادة كأساس لربط العاملين بأهداف
المنظمة وبالتنظيم غير الرسمي والسلطة في التأثير على سلوك العاملين.
و يعتبر ChesterBernard من المساهمين في تطوير نظرية التنظيم ،حيث يعرف
المؤسسة على أنه جهازا من التعاون بين الموظفين و بينها و جمهور المستهلكين و
الموردين .كما اعتبر أيضا المؤسسة نظام متكامل ،وطرح من خاللها التنظيمات غير
الرسمية و أبرز العالقة و التفاعل بينها وبين التنظيمات الرسمية.
كما عرف الفعالية بأنها تحقيق أهداف المصلحة عن طريق التعاون بين األفراد و
اإلدارة العليا و التنسيق بين األجزاء.
12شيحخي عائشة .التحفيز و المردودية في المؤسسة .اطروحة تخرج درجة ماجستير جامعة ابي بكر بلقايد تلمسان .الجزائر .
. 2011-2010ص 25
تناول ChesterBernard المشاكل التنظيمية بالتحليل و الدراسة من زاوية كلية و
التي تساعد على فهم تفاعل المؤسسات مع المجتمع .و منه تحديد تأثير مختلف
المتغيرات و العوائق على التنظيم من حيث الحجم و التكنولوجيا و السلطة .إلى
جانب ذلك فإن الفعالية التنظيمية تتحقق عبر التفاعل مع البيئة و متغيراتها من خالل
تحقيق األهداف المسطرة من بقاء و تكيف ،و الذي يضمن لها االستمرارية .و
يعتبر ChesterBernard أن تصميم الهيكل التنظيمي يقوم على مبدأ الالمركزية.
وأقترح تصميم الهيكل التنظيمي المتخصص الذي يأخذ إحدى األشكال التالية:
جغرافي أو زمني أو جغرافي وزمني أو وظيفي أو إجرائي.
وقد عمل Chester Bernard على التمييز بين نوعين من التنظيمات:
األول :هو التنظيم الرسمي الذي يرتبط بالهيكل اإلداري للمؤسسة بشكل ثابت.
الثاني : هو التنظيم غير الرسمي و الذي يكون نتيجة طبيعية لوجود التنظيم األول.
ويطالب Chester Bernard باالعتراف بالتنظيمات غير الرسمية بسبب أن التنظيم
في حد ذاته ما هو إلى أداة اجتماعية تسمح بالتنسيق بين أوجه النشاط اإلنساني من
أجل تحقيق مجموعة من األهداف المسطرة.
ويؤكد أيضا أن التنظيم غير الرسمي يوجد قبل التنظيم الرسمي ،بحيث ال يتم بناء
وتصميم التنظيم دون وجود اتصاالت مسبقة تؤدي إلى تحقيق الروابط بين األفراد
والجماعات داخل المؤسسة .وعليه ينشأ داخل التنظيم الرسمي مجموعة عالقات غير
مرئية و غير مدونة تنمو في كل مؤسسة أساسها االتصال .و من هذا المنطلق يتحول
االتصال إلى عامل مساعد لزيادة الفعالية التنظيمية.
ومن هذا المنطلق فإن الهيكل التنظيمي في رأي ChesterBernard هو عبارة عن
هيكل التخاذ القرارات و التركيز على االتصاالت كعامل يؤدي إلى تماسكه من خالل
الشروط التالية :
أ) تحديد خطوط االتصال و توضيحها لكافة األفراد في التنظيم ،تسمح بمرور
المعلومات في جميع المراكز و االتجاهات بشكل يجعلها مفهومة من قبل أعضاء
التنظيم.
ب) أن تكون خطوط االتصال قصيرة حتى تسمح بسرعة االتصال و عدم حدوث أي
نقص في قيمة المعلومة أثناء انتقالها ألن الوسيلة تؤثر على طبيعة المعلومة.
ج) أن يتوفر لدى أعضاء التنظيم مستوى مالئم من الكفاءة ،تمكنهم من فهم المعلومة
و نقلها لمختلف الجهات المعنية بها بصورة فعالة دون تشويه.
د)أن يكون تواجد األفراد بشكل مستمر لكي يضمن صيرورة عملية االتصال دون
توقف.
ه) ومن خالل ذلك تبين لنا دور الفرد في العملية التنظيمية باعتباره وسيلة االتصال
األساسية التي تعطي للتنظيم معنى و حيوية و منه إبراز أهمية التنظيمات غير
الرسمية.
كذلك يجب أن تتوازى السلطة مع حجم المسؤولية و يمكن قياسها بوسائل قانونية و
تنظيمية محددة إلى جانب مقاييس أخالقية .إلى جانب ذلك تجدر اإلشارة إلى أن
المسؤولية ال تفرض كما هو الشأن بالنسبة للسلطة باعتبارها واجب يلتزم به
المرؤوس تجاه رئيسه و في حالة التقاعس فإن الرئيس .هو الذي يتحمل النتيجة.
والنتيجة أن توفر هذه العوامل تسمح بالوصول إلى الفعالية .باعتبار أن السلطة في
التنظيم هي في يد األفراد ،ليس باعتبارهم مصدرا التخاذ القرار و إنما باعتبارهم
يملكون قرار تقبل أو عدم تقبل ما يصدر من أوامر .وهذا ما عبر عنهChester
" Bernardبنظرية القبول 13و التي تتشكل من العناصر التالية :
-إن الرغبة في التعاون هي من المطالب اإلنسانية للتنظيم.
-القبول يعني أن الفرد يجب أن يتخلص من أنانيته.
-يجب أن تكون األوامر الصادرة من داخل منطقة عدم اهتمام الفرد.
-إن الميزات و اإلسهامات هي التي تحدد درجة اتساع منطقة عدم االهتمام.
-2القيادة :
) 2( 13جاك دنكان ،أفكار عظيمة في اإلدارة ،ترجمة ،محمد الحديدي ،الدار الدولية للنشر ،القاهرة ،1991 ،ص.260
يشكل الهيكل التنظيمي للمؤسسة اإلطار الذي يتم فيه تحديد الوحدات التنظيمية بشكل
متوازن ومنسق ،و كثيرا ما تحدث الصراعات التنظيمية وعدم التعاون كنتيجة لخلل
في توازن التنظيم كالتشابه في تخصصات الوحدات التنظيمية التي تعيق الفعالية
التنظيمية.
والمدير بصفته قائدا داخل المؤسسة يسعى إلى تحقيق ما
يسميها ChesterBernard بالتعاون والتنسيق واالتصال "Corporation,
"Coordination, communicationانطالقا من استخدام عناصر اإلنتاج
المعروفة (األموال ،المعدات ،األفراد ،أساليب العمل) عن طريق بناء هيكل تنظيمي
يجسد فيه :
-تقسيم العمل و التخصص.
-حدود السلطة و المسؤوليات و اتخاذ القرارات.
-الفعالية و التي من خاللها تتحقق االستمرارية.
ونجاح األعمال القيادية للمدير تتوقف على تواجد شبكة اتصال فعالة لنقل المعلومات
بين مختلف المستويات اإلدارية بما يحقق أهداف المؤسسة من جهة النظر اإليجابية
في القابلية للتعاون .هذا يتوقف على البرامج التدريبية المقترحة من قبل المدير القائد
تجاه مرؤوسيه ،من خالل اإلرشاد ومتابعة التنفيذ أنظمة التحفيز و الفرص المتاحة و
إدراك أهمية العنصر البشري في المعادلة التنظيمية .حيث أن هذه األخيرة ال تتحقق
إال من خالل اآلخرين ،كما يخشى Chester Bernard على ضياعه لشخصية
المدير في المؤسسة بذوبانه في التنظيم الرسمي و إهماله للعالقات غير الرسمية و
التي تنعكس سلبا على مستوى الفعالية التنظيمية.
ومن الوظائف التي يقوم بها و التي لها األثر اإليجابي على مستوى الفعالية تظهر
في:
أ -وضع و تحديد أهداف النظام و تعريف العاملين بها.
ب-وضع نظام االتصال يساعد على خلق التعاون بين أطراف التنظيم.
ج -دوره في اإلشراف على عملية التفاعل من خالل الجهود الالزمة لتسيير حركة
النظام.
14كوردغلي محمد الغزالي .اثر االدارة بالمشاركة على اداء االفراد مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر جامعة عبد الحميد ابن باديس
مستغانم .الجزائر . 2015-2014 .ص 51
لقد ذهب برنارد إلى األهمية القصوى للفرد في نظامه المعروف تحت تسمية النظام
التعاوني بمثابة سياسة فعالة يمكن للمؤسسة تبنيها لبلوغ أهداف واضحة المعالم و
مخطط لها مسبقا ،ففي رأيه الفرد الذي يؤدي أعماله أو مهامه داخل مجموعة تتعاون
فيما بينها إنما يدفعه و يحفزه على األداء العالي و على النقيض من ذلك،فالمؤسسة
التي تشجع األعمال االنفرادية ال يمكن لها في أي حال من األحوال بلوغ أهدافها،
فظاهرة السينرجية أثبتت نجاعتها خاصة في األعمال التي تؤدي جماعيا ،وكذا
عاصفة األفكار ( )Brain stomingالتي أثبتت هي األخرى كفاءتها في المؤسسة
إن العمل الجماعي يعود بالمنفعة في أخر المطاف على المؤسسة و الفرد ،كنقل
الكفاءات ،المعارف و خاصة الخبرات من فرد إلى جماعة أفراد مما يسمح لهم في
األخير من رفع أدائهم و بالتالي تحقيق مستويات عالية من الجودة و النوعية .
ابراهيم المنيف ،تطور الفكر االداري المعاصر ،دار أفاق االبداع للننشر و االعالم ،الرياض ، 2000 ،ص . 308 15
• إن كفاءة النظام االقتصادي لبلد ما هو نتيجة لكفاءة مؤسساته .
• إن الكفــاءة العامــة للمؤسســة تعتمــد علــى فعاليــة اإلدارة و التنظــيم هــذه
األخــيرة هــي المحــددة للكفاءة اإلنتاجية لتلك المؤسسة .
• إن فعالية اإلدارة العليا تتوقف على كفاءة التفاعل اإليجابي بين عناصر العملية
اإلدارية .
• إن فعالية المؤسسة ككل تتوقف على األثر الذي تحدثه البيئة بشكل إيجـابي أو
سـلبي علـى عناصـر العملية اإلدارية .
• تتوقـف درجـة الفعاليـة علـى مسـتوى تـوفر العناصـر البيئيـة المطلوبـة لتحقيقهـا و
انطالقـا مـن هـذه الدراسات تبين أن العائق األساسي للتنميـة االقتصـادية في الـدول
الناميـة تتجسـد في عناصـر غـير اقتصادية تمثل أساس في عامل اإلدارة و التنظيم .
ومـن االنتقـادات الموجهـة لنمـوذج ، Richman & Farmerاعتبـار أن عناصـر
البيئـة الخارجيــة هــي وحــدها المــؤثرة .علــى العمليــة اإلداريــة غــير كــافي .إذ
يــرى Negendhiأن الفلســفة اإلدارية من سـلوك و وجهـات نظـر لهـا تـأثير في
تنفيـذ العمليـات اإلداريـة إلى جانـب العناصـر البيئيـة في تحديد الفعالية التنظيمية
.18محاضرة . 8التنظيم واتخاذ القرار .مدخل الداارة االعمال –.كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة الجلفة.
الجزائر .2020 /2019 .ص 5