You are on page 1of 58

‫تحت رعاية معالي رئيس وزراء الجمهورية التركية‬

‫السيد‪/‬رجب طيب أردوغان‬

‫منتدى قضايا الوقف الفقهية الخامس‬

‫الذي تنظمه‬
‫رئاسة الشؤون‪ 2‬الدينية التركية‬
‫والمديرية العامة لألوقاف التركية‬
‫بالتعاون مع‬
‫األمانة العامة لألوقاف بدولة الكويت‬
‫والبنك اإلسالمي للتنمية بجدة‬

‫إسطنبول – الجمهورية التركية‬


‫‪ 15 - 13‬مايو ‪2011‬م الموافق‪ 12 -10 2‬جمادى اآلخر ‪ 1432‬هـ‬

‫بـــحـــــوث المــنـــتـــدى‬
‫والية الدولة‬
‫في‬
‫الرقابة على األوقاف‬

‫د‪ 2.2‬ع‪2‬ص‪2‬ا‪2‬م‪ 2‬خ‪2‬ل‪2‬ف‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬ع‪2‬ن‪2‬ز‪2‬ي‪2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫الحم د هلل رب الع المين والص الة والس الم على أش رف المرس لين‪ ،‬س يدنا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪:‬‬

‫يعتبر الوقف أحد الموارد المالية المهمة للصرف على أوجه الخير والبر مما‬
‫جعل ه مس اهماً رئيس ياً في نهض ة األم ة وتنميته ا ع بر العص ور‪ ،‬يق ول اإلم ام‬
‫النووي –رحمه اهلل‪ :-‬عند شرحه لوقف عمر بن الخطاب ‪ ‬ألرضه في خيبر‪:‬‬
‫وفي ه ذا الح ديث دلي ل على ص حة أص ل الوق ف‪ ،‬وأن ه مخ الف لش وائب‬
‫الجاهلية"(‪ .)1‬أي أن الوقف مما اختص به المسلمون ولم يعهده أهل الجاهلية قبل‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫وم ا ق ام ب ه بعض األم راء والس الطين من محاول ة االس تيالء على الوق ف‬
‫وتحجيم دوره ت ارة بف رض ض رائب على األم وال الوقفي ة‪ ،‬وت ارة بإدخاله ا تحت‬
‫إدارة الدول ة‪ ،‬وت ارة أخ رى بتحوي ل غالته ا للس لطان أو لمن ي رغب دون اعتب ار‬
‫لش روط الواق ف‪ ،‬مم ا ح دى بالن اس الع زوف عن الوق ف لع دم ثقتهم بتل ك‬
‫المؤسسات في إدارة شئون الوقف‪.‬‬

‫إال أن م ا ق ام ب ه بعض العلم اء من التص دي لتل ك الممارس ات‪ ،‬وه و م ا‬


‫نستطيع أن نطل ق علي ه بالرقابة الشرعية التي تولى زمامه ا علم اء أف ذاذ ع ّدلت‬
‫من بعض تلك الممارسات وأعادت الثقة للناس في أوقافهم‪.‬‬

‫ومم ا زاد ثق ة الن اس في الوق ف م رة أخ رى بعض النم اذج المش رقة‬


‫والمتط ورة إلدارات الوق ف كاألمان ة العام ة لألوق اف في الك ويت‪ ،‬ال تي ق دمت‬
‫الوقف بحلة جديدة قام على اإلشراف عليها علماء وسادة أفاضل‪ ،‬حيث واكبوا‬
‫في إدارتهم لش ئون الوق ف تط ور األف راد والمجتمع ات‪ ،‬مم ا س اهم في خدم ة‬
‫أفض ل للمجتم ع‪ ،‬وه ذا اال نم وذج وغ يره جعلن ا نتس اءل عن أهمي ة عم ل الوق ف‬
‫()‬ ‫‪1‬‬
‫شرح صحيح مسلم ‪ ،11/86‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪2‬‬
‫في ظ ل والي ة الدول ة‪ ،‬ألن ه ذا النم وذج لم يكن ليحق ق أهداف ه إال من خالل دعم‬
‫الدولة له‪ ،‬وتقديم التسهيالت الكثيرة له‪ ،‬فمن المهام التي قامت بها الدولة الرقابة‬
‫المالية والقانونية واإلدارية لكي تتأكد من تحقيق الوقف ألهدافه‪.‬‬

‫كم ا أن المتتب ع لت اريخ الوق ف يج د أن الوق ف ك ان ي ؤدي دوره عن دما وج د‬


‫قض اة وعلم اء يراقب ون ويت ابعون ش ئون الوق ف‪ ،‬وكلم ا ض عفت ه ذه الرقاب ة‬
‫والمتابعة ضعف دور الوقف‪ ،‬وكلما قويت قوى دوره ‪ ،‬فما هي الرقابة الشرعية‬
‫المطلوب ة‪ ،‬وكي ف يتم تطويره ا ح تى تك ون س ياجاً منيع اً لحف ظ الوق ف من‬
‫العابثين به‪ .‬وهذا ما حاولنا أن نجيب عليه في هذه الورقات فإن أصبت من اهلل‬
‫وحده‪ ،‬وإ ن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان‪.‬‬

‫والحمد هلل رب العالمية ‪،،،‬‬

‫َأخطَْأنَا َربَّنَا َوالَ حَتْ ِم ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪َ ‬ربَّنَا الَ ُتَؤ اخ ْذنَا ِإن نَّس ينَا َْأو ْ‬
‫ين ِمن َقْبلِنَا َربَّنَا َوالَ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ًرا َكمَا مَحَْلتَهُ َعلَى الذ َ‬ ‫َعلَْينَا ِإ ْ‬
‫ف َعنَّا َوا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْارمَحْنَآ‬ ‫ِ‬
‫حُتَ ِّم ْلنَا مَا الَ طَاقَةَ لَنَا بِ ه َو ْاع ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ين‪‬‬ ‫انص ْرنَا َعلَى الْ َق ْوم الْ َكاف ِر َ‬
‫َأنت َم ْوالَنَا فَ ُ‬
‫َ‬
‫كتبه‬
‫الدكتور عصام خلف العنزي‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪3‬‬
‫ا‪2‬ل‪2‬م‪2‬ط‪2‬ل‪2‬ب‪ 2‬ا‪2‬أل‪2‬و‪2‬ل‪2‬‬
‫و‪2‬ال‪2‬ي‪2‬ة‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬د‪2‬و‪2‬ل‪2‬ة‪ 2‬ع‪2‬ل‪2‬ى‪ 2‬ش‪2‬ئ‪2‬و‪2‬ن‪ 2‬ا‪2‬ل‪2‬و‪2‬ق‪2‬ف‪2‬‬

‫اختلفت نظ رة الفقه اء في م دى والي ة الدول ة على ش ئون الوق ف تبع اً‬


‫لممارس ات الدول ة على الوق ف‪ ،‬ف ذهب بعض الفقه اء إلى أن والي ة الدول ة على‬
‫الوق ف تعت بر من أهم أس باب القض اء على اس تقاللية الوق ف‪ ،‬واس تمراره ب ل‬
‫واالستيالء عليه مما أدى إلى انقطاع هذا المورد الذي كان يمد كثيراً من جهات‬
‫الخير بالنفع‪.‬‬
‫فوالي ة الدول ة على الوق ف حملت من ك انوا يرغب ون في الوق ف على أن‬
‫يمسكوا أيديهم عن حبس األموال‪ ،‬ألنهم يدركون أن الدولة تتص رف في األم وال‬
‫الموقوف ة وريعه ا وف ق م ا تري د ال وف ق م ا يري د الواقف ون‪ ،‬كم ا أن ت دخل الدول ة‬
‫وس يطرتها على ك ل المراف ق أثبت فش له في المحافظ ة على الم ال الع ام وفي‬
‫تحقي ق النم و االقتص ادي وزي ادة ال دخل مم ا اض طرها إلى الخصخص ة‪ ،‬ألن‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫القطاع الخاص أكثر حرصاً على المال وتثميراً له من القطاع العام‬
‫وذهب البعض اآلخر إلى أن والي ة الدولة على الوقف فيه مصلحة للوقف‬
‫حيث يس تفيد الوق ف من ق درات الدول ة وم ا يت اح له ا من خ برات وأدوات إلدارة‬
‫الوقف‪.‬‬
‫وللوق وف على حقيق ة األم ر نق ول إن الوق ف لم يخ ل في الق ديم من والي ة‬
‫الدول ة علي ه س واء أك ان من يم ارس ه ذه الوالي ة الس لطان نفس ه أو أن يعه د به ا‬
‫إلى آخ رين كالقاض ي وغ يره من النظ ار‪ .‬يق ول اإلم ام الم اوردي‪" :‬وأم ا عن‬
‫مش ارفة الس لطان للوق ف فإنه ا على ض ربين‪ :‬عام ة‪ ،‬وخاص ة‪ ،‬فأم ا العام ة فيب دأ‬
‫بتص فحها‪ ،‬وإ ن لم يكن فيه ا متظلم ليجريه ا على س بيلها‪ ،‬ويمض يها على ش روط‬
‫واقفها إذا عرفها من أحد ثالثة أوجه‪ :‬إما من دواوين الحكام المندوبين لحراسة‬
‫األحكام‪ ،‬وإ ما من دواوين السلطنة على ما جرى فيها من معاملة أو ثبت له ا من‬

‫() والية الدولة على الوقف المشكالت والحلول ص‪ 26 ،22‬أ‪ .‬د‪ .‬محمد الدسوقي مقدم لم ؤتمر األوق اف‬ ‫‪1‬‬

‫الثاني – جامعة أم القرى‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪4‬‬
‫ذكر وتسمية‪ ،‬وإ ما من كتب قديمة تقع في النفس صحتها‪ ،‬وإ ن لم يشهد الشهود‬
‫بها‪ ،‬ألنه ليس يتعين الخصم فيها‪ ،‬فكان الحكم أوسع منه في الوقوف خاصة‪.‬‬
‫وأما الوقوف الخاصة فإن نظره فيها موقوف على تظلم أهلها عند التنازع‬
‫فيه ا لوقفه ا على خص وم معي نين‪ ،‬فيعم ل عن د التش اجر فيه ا على م ا ثبت ب ه‬
‫الحق وق عن د الح اكم‪ ،‬وال يج وز أن يرج ع إلى دي وان الس لطنة‪ ،‬وال إلى م ا يثبت‬
‫من ذكرها في الكتب القديمة‪ ،‬إذا لم يشهد بها شهود معدلون" (‪.)1‬‬
‫ويق ول اإلم ام الجوي ني‪" :‬واس تنابة اإلم ام ال ب د منه ا وال غ نى عنه ا‪ ،‬ف إن‬
‫اإلمام ال يتمكن من تولي جميع األمور وتعاطيها‪ ،‬وال يفي نظره لمهمات الخطة‬
‫وال يحويه ا‪ ،‬وه ذه القض ية بين ة في ض رورات العق ول وال يس تريب الل بيب فيه ا‬
‫حتى تكون الخطة بكالءته مربوطة‪ ،‬فهو يرعاهم كأنه يراهم‪ ،‬وإ ن شط المزار‬
‫وتقاصت الديار"(‪.)2‬‬
‫فإذا كان لولي األمر سلطان على نفوس وأموال الرعية الخاص ة‪ ،‬أال يك ون‬
‫ل ه والي ة على أم وال الوق ف ال تي وج دت لل بر والخ ير لعام ة المس لمين‪ .‬ف الوقف‬
‫وإ ن ك ان بدايت ه ق رار ف ردي إال أن نفع ه ع ام على الموق وف عليهم مم ا يمكن‬
‫الدول ة من اإلش راف والرقاب ة علي ه‪ ،‬ونص وص الفقه اء تؤك د أن للدول ة نظ ر‬
‫ووالي ة على الوق ف س واء ك ان الن اظر اإلم ام أو من ينيب ه اإلم ام من قض اة أو‬
‫غيرهم‪.‬‬
‫فاالجته اد اإلس المي ق د أق ر ل ولي األم ر ف رداً ك ان (رئيس دول ة مثالً ) أو‬
‫جماعة (مجلس نيابي مثالً ) أن يحد من شمول بعض األحكام الشرعية وتطبيقها‪،‬‬
‫أو يأمر بالعمل بقول ضعيف مرجوح‪ ،‬أو يمن ع بعض العقود أو األشياء المباح ة‬
‫أصالً إذا اقتضت ذلك مصلحة طارئة‪ ،‬كل ذلك بشرط أن يكون الهدف من هذه‬
‫التص رفات تحقي ق مص الح الجماع ة‪ ،‬بمعاييره ا الش رعية‪ ،‬ألن من القواع د‬
‫( ‪.)3‬‬
‫الشرعية‪ :‬أن التصرف على الرعية منوط بالمصلحة‬

‫() األحكام السلطانية للماوردي ‪ 104-103‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الغياثي للجويني وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‬ ‫‪3‬‬
‫المدخل الفقهي العام مصطفى الزرقا ‪.1/217‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪5‬‬
‫وقد يعترض البعض على هذا بأن الفقهاء اختلفوا فيمن له حق الوالية على‬
‫الوقف ففي ظاهر مذهب الحنفية أن الوالية للواقف ثم لمن يوليه من بعده فإن لم‬
‫يعين أحداً فهي للقاضي (‪.)1‬‬
‫أم ا المالكي ة منع وا الواق ف من الوالي ة بالق در ال ذي يتن افى م ع الحي ازة‬
‫الص حيحة‪ ،‬ثم تك ون الوالي ة لمن يش ترط الواق ف ل ه الوالي ة‪ ،‬ف إن أغف ل الواق ف‬
‫أم ر من يت واله‪ ،‬ف إن ك ان على غ ير معين أو على معين ال يمل ك أم ر نفس ه‪،‬‬
‫فالوالية للقاضي يولي من يشاء‪ ،‬وإ ن كان الموقوف عليه معينا مالكاً أمر نفسه‪،‬‬
‫فالوالية في الوقف إليه وإ لى من يختاره متوليا على الوقف (‪.)2‬‬
‫وأم ا الش افعية ف إن الوالي ة للواق ف ال تثبت إال بالش رط عن د إنش اء الوق ف‪،‬‬
‫فإن لم يشترط وجعله ا لغيره كانت الوالية لمن شرطت له فإن لم يجعلها ألحد‬
‫فق د اختل ف الش افعية‪ :‬فري ق ق ال للواق ف‪ ،‬ألن النظ ر يك ون ل ه بالش رط‪ ،‬ف إذا لم‬
‫يشترط لغيره فهو لم يسقط حقه ألحد ينبغي له النظر‪ ،‬وفريق قال إنه للموقوف‬
‫عليه‪ ،‬ألنه صاحب الغلة فهو صاحب الرعاية عليها‪ ،‬والوالية تابعة لها‪ ،‬وفريق‬
‫قال إنها للحاكم‪ ،‬ألنه يتعلق به حق الموقوف عليه‪ ،‬وحق من ينتقل إليه الوقف‬
‫من بعده‪ ،‬فكان الحاكم أحق بواليته‪ ،‬ألنه الحافظ لحق كل من ال يستطيع حفظ‬
‫حق ه‪ ،‬وألن الوالي ة على الوق ف في ه ذه الح ال ش اغرة والح اكم ولي من ال ولي‬
‫( ‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫له‪ ،‬وهذا هو الراجح في المذهب الشافعي‬
‫ومذهب الحنابلة قريب من مذهب الشافعية‪ ،‬فالوالية لمن شرطه الواقف له‬
‫سواء أكان هو أم غيره‪ ،‬فإذا مات من شرطت له الوالية أو لم تشترط ألح د ف إن‬
‫الوالي ة ال تثبت للواق ف بح ال إال أنهم فرق وا بين م ا يك ون لجه ة عام ة أو على‬
‫غير محصورين فإن الوالية في هذا للحاكم‪ ،‬وبين ما إذا كان الوقف على آدمي‬
‫معين محص ور س واء أك ان ع دداً أم واح داً ف النظر للموق وف علي ه‪ ،‬ألن ه يختص‬
‫بنفعه‪ ،‬فكان نظره إليه كملكه المطلق‪ ،‬وقيل إن النظر يكون للحاكم (‪.)4‬‬

‫رد المحتار على الدر المختار البن عابدين ‪ 634-6/633‬دارالكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪)( 1‬‬

‫الشرح الصغير ‪ 117-4/116‬للدردير‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬عقد الجواهر الثمينة البن شاس ‪ 3/973‬دار الغرب‪.‬‬ ‫‪)( 2‬‬

‫مغني المحتاج للشربيني ‪ 2/393‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬ ‫‪)( 3‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪6‬‬
‫فكالم الفقه اء ه ذا ي بين أن الوالي ة للف رد وليس للدول ة وإ نم ا الدول ة تت ولى‬
‫الوق ف عن د ع دم وج ود الف رد‪ ،‬وبالت الي ف إن والي ة الدول ة والي ة ثانوي ة وليس ت‬
‫أصلية ومما يؤكد هذا أن الفقهاء قد نصوا على أن الوالية الخاصة عن د وجوده ا‬
‫مقدم ة على الوالي ة العام ة‪ ،‬ألنه ا أق وى منه ا‪ ،‬كم ا ج اء في القواع د الفقهي ة‪:‬‬
‫الوالية الخاصة أقوى من الوالية العامة‪.‬‬
‫فمثالً ‪ :‬متولي الوقف ووصي اليتيم وولي الصغير واليتهم خاصة‪ ،‬ووالية‬
‫القاض ي بالنس بة إليهم عام ة‪ ،‬وأعم منه ا والي ة إم ام المس لمين‪ ،‬فوالي ة المت ولي‬
‫والوص ي أق وى من والي ة القاض ي‪ ،‬ووالي ة القاض ي أق وى من والي ة إم ام‬
‫المسلمين‪ ،‬ألن كل ما كان أقل اشتراكا كان أقوى تأثيراً وامتالكاً‪ .‬فكلما كانت‬
‫الوالية المرتبطة بشيء مما فوقها في العموم‪ ،‬فتكون الوالية العامة كأنه ا انفكت‬
‫عم ا خصص ت ل ه الوالي ة الخاص ة‪ ،‬ولم يب ق له ا إال اإلش راف‪ ،‬إذ الق وة بحس ب‬
‫الخصوصية ال الرتبة‪ .‬وبناء على هذا األصل قال الزركشي‪ :‬ولهذا ال يتصرف‬
‫القاضي مع وجود الولي الخاص وأهليته(‪.)1‬‬
‫أق ول إن كالم الفقه اء الس ابق ال ينفي أن األص ل في الوالي ة للدول ة‪ ،‬ألن‬
‫الواقف لو شرط الوالي ة لنفس ه أو لغيره ف إن للح اكم أو للقاضي الح ق في إلغ اء‬
‫ه ذه الوالي ة إذا لم تكن مس توفية الش روط ال تي نص عليه ا الفقه اء ك أن يك ون‬
‫الواقف له أهلية التبرع بأن يكون حرا مالكاً بالغاً عاقالً ‪ ،‬وكذا فيم ا يتعل ق بنظ ار‬
‫الوقف ف إن الدول ة تراقبهم وتحاسبهم لمعرف ة أن تصرفاتهم موافقة لحكم الشرع‬
‫وشرط الواقف أم ال‪.‬‬
‫فالن اظر وإ ن ك ان ل ه والي ة مباش رة على الوق ف إال أن ه ذا ال ينفي أن هن اك‬
‫والية للدولة على هذا الوقف يقول اإلمام البهوتي "وال نظر لحاكم مع الناظر‪ ،‬ويتوجه‬

‫() كشاف القناع للبهوتي ‪ ،269 -4/265‬دار الفكر ‪ ،‬محاضرات في الوقف لإلمام محمد أبو زهرة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،346 -336‬دار الفكر‪.‬‬


‫() الموسوعة الفقهية ‪.158-45/157‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪7‬‬
‫م ع حض وره‪ ،‬لكن للح اكم النظ ر الع ام فيع ترض علي ه‪ ،‬أي على الن اظر الخ اص‪ ،‬إن‬
‫وهذا النظر يسمى نظر اإلحاطة والرعاية (‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫فعل ما ال يسوغ"‬
‫فالوالية كما يقسمها الفقهاء إما والية عامة كاإلمامة الكبرى ووالية القاضي‪،‬‬
‫وإ ما والية خاصة وهي تنقسم إلى والية على النفس ووالية على المال ومنها الوالية‬
‫على نظ ارة الوق ف‪ ،‬إال أن الفقه اء نص وا على أن الوالي ة الخاص ة تنتق ل إلى الوالي ة‬
‫(‪.)3‬‬
‫العامة عند عدم وجود من يقوم بالوالية الخاصة‪ ،‬ألن السلطان ولي من ال ولي له‬
‫ونص اإلم ام البه وتي على أن الواق ف إذا لم يجع ل النظ ر ألح د عن د إنش اء‬
‫الوق ف‪ ،‬وك ان الوق ف على جه ة عام ة أو على غ ير محص ورين كالمس اجد والقن اطر‬
‫والمس اكن‪ ،‬فالوالي ة إلى ح اكم المس لمين‪ ،‬ألن ه ليس ل ه مت ولي معين يش رف علي ه‬
‫ويرعاه‪ ،‬وللحاكم أن ينيب فيه من شاء‪ ،‬ألن الحاكم ال يمكنه تولي النظر بنفسه‪ ،‬لتعدد‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫ما نيط به من واجبات‪ ،‬وألقى في عتقه من تكليفات‬
‫وأم ا م ا يتعل ق ب أن الوالي ة األخص أق وى من الوالي ة األعم‪ ،‬فه ذا ليس على‬
‫إطالقه‪ ،‬ألن للوالية األعم سلطات ونفوذ أقوى من الوالية األخص‪ ،‬فصاحب الوالية‬
‫األعم له القدرة على عزل صاحب الوالية األخص‪ ،‬فالوالية الخاصة قد تكون أقوى‬
‫من وجه‪ ،‬والوالي ة العام ة تك ون أق وى من وج ه آخ ر‪ ،‬فمث ً‬
‫ال ج اء في الم ذهب الحنفي‬
‫ال عن المولى أبي السعود أنه صدر األمر السلطاني بعدم نفاذ وقف المدين في القدر‬
‫نق ً‬
‫الذي يتوقف عليه تسديد الدين من أمواله‪ ،‬قطع ًا لما يلجأ إليه بعض الناس من وقف‬
‫أموالهم لتهريبها من وجه الدائنين‪.‬‬
‫وبناء على األمر صرح الفقهاء من بعده بعدم نفاذ مثل هذا الوقف شرعًا‪ ،‬وقد‬
‫كانت النصوص في أصل المذهب صريحة في نفاذ وقف المدين ولو كان دينه محيط ًا‬
‫بجميع أمواله‪ ،‬ألن الدين إنما يتعلق بذمته ال بعين ماله (‪.)5‬‬

‫() كشاف القناع للبهوتي ‪.4/273‬‬ ‫‪1‬‬

‫() نهاية المحتاج للرملي ‪ ،6/286‬مغني المحتاج للشربيني ‪ ،2/393‬والية الدول ة على الوق ف المش كالت‬ ‫‪2‬‬

‫والحلول‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل النجار بحث مقدم للمؤتمر الثاني لألوقاف‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬شوال ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫() الموسوعة الفقهية ‪.45/157‬‬ ‫‪3‬‬

‫() المغني مع الشرح ‪ ،6/242‬كشاف القناع ‪ ،2/456‬محاضرات في الوقف ‪.346-345‬‬ ‫‪4‬‬

‫()‬ ‫‪5‬‬
‫المدخل الفقهي العام ‪.219‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪8‬‬
‫ومنشأ الخالف في أن هذه الوالية هل هي تفويض أم توكيل‪ ،‬فإذا كان تفويض ًا‬
‫ال‪ ،‬وأفتى السبكي‬
‫فهو بمثابة التمليك‪ ،‬ونازع اإلمام السبكي في ذلك واعتبر ذلك توكي ً‬
‫بأن للواقف والناظر من جهته عزل المدرس ونحوه إذا لم يكن مشروطًا في الوقف‬
‫ول و لغ ير مص لحة‪ ،‬واع ترض الزركش ي وغ يره بأن ه ال يج وز لإلم ام إس قاط بعض‬
‫األجن اد المثب تين في ال ديوان بغ ير س بب‪ ،‬فالن اظر الخ اص أولى‪ ،‬وأجيب ب الفرق ب أن‬
‫ه ؤالء ربط وا أنفس هم للجه اد ال ذي ه و ف رض‪ ،‬ومن رب ط نفس ه بف رض ال يج وز‬
‫إخراجه منه بال سبب بخالف الوقف فإنه خارج عن فروض الكفايات‪.‬‬
‫وفي ش رح المنه اج في الكالم على ع زل القاض ي بال س بب ونف وذ الع زل في‬
‫األمر العام‪ ،‬أما الوظائف الخاصة كاآلذان واإلمامة والتدريس والطلب والنظر ونحوه‬
‫فال ينع زل أربابه ا ب العزل من غ ير س بب كم ا أف تى ب ه كث ير من المت أخرين منهم ابن‬
‫رزين فقال‪ :‬من تولى تدريسًا لم يجز عزله بمثله وال بدونه وال ينعزل بذلك‪ .‬وإ ذا قلنا‬
‫ال ينف ذ عزل ه إال بس بب فه ل يلزم ه بيان س بب العزل‪ ،‬أف تى جمي ع المت أخرين بأن ه ال‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫يلزمه‬

‫تولي وزارات األوقاف شؤون الوقف‬ ‫‪‬‬


‫أصبح من األحكام المقررة في الفقه اإلسالمي أن القاضي هو من يتولى شؤون‬
‫الوق ف وه و من يعين النظ ار ويع زلهم في حال ة خي انتهم أو تض ييعهم للوق ف‪ ،‬إال أن‬
‫الق وانين المعاص رة أوكلت ه ذه المهم ة ل وزارات األوق اف أو لهيئ ات مس تقلة تع ني‬
‫بشؤون الوقف فمن ذلك ما صدر في مصر عام ‪ 1971‬قانون رقم (‪ )80‬الذي أنشأ‬
‫هيئ ة األوق اف المص رية‪ ،‬وفي المملك ة العربي ة الس عودية تم إنش اء وزارة الش ئون‬
‫اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد أسند إليها مهمة اإلشراف على األوقاف‪ ،‬وفي‬
‫الكويت تم تأسيس دائرة األوقاف عام ‪1949‬م‪ ،‬ثم تم إنشاء وزارة لألوقاف في عام‬
‫‪ 1962‬وخصص ت إح دى اإلدارات لألوق اف‪ ،‬ثم تب ع ذل ك المرس وم رقم ‪ 257‬لس نة‬

‫()‬ ‫‪1‬‬
‫تحفة المحتاج بشرح المنهاج مع حواشي الشرواني وابن القاسم ‪ 292-6/291‬دار صادر‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 1993‬لتش كيل مجلس األمان ة العام ة لألوق اف وذل ك كهيئ ة ملحق ة تتمت ع بالشخص ية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫االعتبارية‪ ،‬ولها مجلس خاص‬
‫وهذا األمر ال يتعارض مع ما قرره الفقهاء من أن القاضي هو من يتولى هذه‬
‫المهمة‪ ،‬ألن القاضي إنما هو نائب عن السلطان فله أن يوكل هذه المهمة لمن يشاء‪،‬‬
‫كما أوضحت ذلك من نصوص الفقهاء السابقة‪ ،‬ويقول اإلمام العز بن عبد السالم"ألنه‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫منوط به القيام بمصالح المسلمين‪ ،‬وتعارف المسلمون على أن نوابه بمثابته"‬
‫يقول اإلم ام أبو زهرة‪" :‬ولو أردن ا أن نطبق القواعد الفقهية على ما رأيناه ق د‬
‫أعطى للقضاء الشرعي من حق إقامة النظار وعزلهم‪ ،‬لوجدنا أن سلطانه في ذلك لم‬
‫ال‪ ،‬فبج واره وزارة األوق اف له ا ح ظ من ذل ك الس لطان معل وم إذ أن ه من‬
‫يكن ك ام ً‬
‫المقرر فقهيًا أن حق النظر في األوقاف التي ال يوجد للواقف شرط للنظر فيها للحاكم‬
‫(‪.)3‬‬
‫ومن ينيبه"‬
‫ف العبرة ليس ت فيمن يت ولى ش ؤون الوق ف نياب ة عن اإلم ام أو الس لطان‪ ،‬وإ نم ا‬
‫العبرة في طريقة عمل وتنفيذ المتولي لشؤون الوقف‪ .‬ولذلك كان ال بد من بيان نطاق‬
‫وحدود والية الدولة على الوقف‪.‬‬

‫حدود وضوابط تدخل الدولة في شؤون الوقف‪:‬‬


‫مما ال شك فيه أن تدخل الدولة في شؤون الوقف ينبسط وينقبض حسب تحقيق‬
‫الوق ف ألهداف ه المنش ودة والمش روطة من قب ل ال واقفين‪ ،‬فكلم ا ح دثت تج اوزات‬
‫ومخالف ات في إدارة الوق ف ك ان ت دخل الدول ة أق وى وأك بر‪ ،‬وكلم ا خفت خ ف ت دخل‬
‫الدول ة‪ ،‬ومم ا ينبغي التأكي د علي ه أن ص الحية ت دخل الدول ة في ش ؤون الوق ف مح ددة‬
‫ومقيدة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬فمن هذه الضوابط ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تصرف اإلمام على الرعية منوط بالمصلحة‪:‬‬

‫‪)( 1‬‬

‫فتاوى العز بن عبد السالم ‪.152‬‬ ‫‪)( 2‬‬

‫محاضرات في الوقف ‪.361‬‬ ‫‪)( 3‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪10‬‬
‫وهذه من القواعد ا لمقررة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وتعني أن تصرفات اإلمام‬
‫التي تنعكس آثارها على الرعية ينبغي أن يراعي فيها تحقيق المصلحة حاالً ومآالً‪،‬‬
‫وإ ال لزمت المناقضة مما يؤثر في إبطال التصرف على وجه التحقيق في حالة‬
‫الخروج عن إطار ما رسمته الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما أن التصرفات الصادرة عن‬
‫اإلمام منوطة بتحقيق المصلحة‪ ،‬فرعاية تلك التصرفات لمصالح الرعية تقتضي‬
‫تقديم األهم منها على ما هو دونه‪ ،‬وفق ميزان الشريعة اإلسالمية الذي يوزن فيه‬
‫تفاوت المصالح في األهمية(‪.)1‬‬
‫فال بد من تصرف اإلمام أو من ينوب عنه أن يحقق مصلحة‪ ،‬فال يصدر‬
‫منهم قرارات أو قوانين ال فائدة منها فضالً عن إصدار قرارات تضر بالناس؛‬
‫فمثالً‪ :‬إذا تخير في األسرى بين القتل‪ ،‬والرق‪ ،‬والمن والفداء‪ ،‬لم يكن له ذلك‬
‫بالتشهي بل بالمصلحة‪ ،‬حتى إذا لم يظهر وجه المصلحة حبسهم إلى أن يظهر(‪.)2‬‬
‫ويقول اإلمام ابن نجيم‪" :‬وإ ذا كان فعل اإلمام مبنياً على المصلحة فيما‬
‫يتعلق باألمور العامة لم ينفذ أمره شرعًأ إال إذا وافقه‪ ،‬فإن خالفه لم ينفذ"(‪.)3‬‬
‫وعرف اإلمام الغزالي المصلحة بقوله‪" :‬أما المصلحة فهي عبارة في‬
‫األصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة‪ ،‬ولسنا نعني به ذلك‪ ،‬فإن جلب المنفعة‬
‫ودفع المضرة مقاصد الخلق‪ ،‬وصالح الخلق في تحصيل مقاصدهم‪ ،‬لكننا نعني‬
‫بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع‪ ،‬ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو‬
‫أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم‪ ،‬فكل ما يتضمن حفظ هذه‬
‫يفوت هذه األصول فهو مفسدة ودفعه‬
‫األصول الخمسة فهو مصلحة‪ ،‬وكل ما ّ‬
‫مصلحة"(‪.)4‬‬

‫‪ -2‬عدم مخالفة الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫() محمد محمود طالفحة‪ ،‬قاعدة (تصرف اإلم ام على الرعي ة من وط بالمص لحة)وتطبيقاته ا الفقهي ة‬ ‫‪1‬‬

‫والقانونية في مجال المعامالت المعاصرة‪ ،31 ،‬رسالة ماجستير مقدمة لكلية الشريعة في جامعة اليرموك‬
‫في المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬
‫() السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،121 ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن نجيم‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،124 ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الغزالي‪ ،‬المستصفي‪ ،1/139 ،‬طبعة مصطفى الحلبي‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪11‬‬
‫وهذا الضابط يعتبر مقيداً للضابط األول‪ ،‬فتحقيق المصلحة ال يمكن أن يتم‬
‫عند مخالفة أوامر الشرع الحكيم‪ ،‬فأوامر الشارع هي المصلحة بذاتها‪ ،‬فالدولة في‬
‫إصدار قراراتها إنما تكون في دائرة المصالح التي لم يأت الشارع باعتبارها أو‬
‫إلغائها وهو ما يسمى بالمصالح المرسلة(‪.)1‬‬
‫فاإلمام أو من يمثله إنما وجد لكي يطبق شرع اهلل وليسوس الناس بكتاب‬
‫اهلل وسنة نبيه محمد ‪ ‬فإذا خالفوا ذلك لم تكن لهم طاعة واجبة‪ ،‬ألن ال طاعة‬
‫لمخلوق في معصية الخالق‪ .‬كما قال ‪" ‬فإن أمر بمعصية فال سمع وال طاعة"(‪.)2‬‬
‫فاإلس الم يري د أن يطب ق تش ريعاته‪ ،‬وهي تش ريعات ج اءت لحف ظ البش ر‬
‫وإ سعاده أفراداً وجماعات دافعة عن الناس الحرج والضيق والمشقة‪.‬‬

‫وهذا األمر ال يمكن معرفته إال بطريقتين‪:‬‬


‫إما أن يكون الحاكم نفسه من أهل العلم والتقوى واالجتهاد في الشريعة كما‬ ‫‪-‬‬
‫كان في الصدر األول من العهد اإلسالمي‪.‬‬
‫وإ م ا أن ال يك ون عالم ا مجته داً‪ ،‬وعندئ ذ ال يك ون ألوام ره ه ذه الحرم ة‬ ‫‪-‬‬
‫الش رعية في مخالفته ا إال إذا ص درت بع د مش ورة أه ل العلم في الش ريعة‬
‫وموافقتهم (‪.)3‬‬

‫() الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،76 /6 ،‬وزارة األوقاف الكويتية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مختصر صحيح مسلم‪ /‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب إذا أمر بمعصية فال سمع وال طاعة‪ ،‬رقم ‪.1226‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‬ ‫‪3‬‬
‫المدخل الفقهي العام ‪.222‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫تعريف الرقابة وأنواعها‬

‫إن الرقابة من األمور التي تمس الكيان التنظيمي للدولة‪ ،‬ومن أجل منع‬
‫وقوع الضرر على المجتمع سواء في الجانب االقتصادي أو االجتماعي أو‬
‫السياسي قامت الدولة بإنشاء أجهزة للرقابة للتأكد من سالمة تطبيق القواعد والنظم‬
‫واللوائح التي تحفظ للمجتمع أمواله وروابطه وحرياته‪ ،‬وهذا العلم كسائر العلوم‬
‫قابل للتطوير والتجديد فما نراه اليوم في عالم االقتصاد والمال وحرص الدولة‬
‫والمؤسسات واألفراد على سالمة سير االقتصاد في الطريق الصحيح أدى إلى‬
‫االهتمام بعملية الرقابة سواء من الدولة متمثلة بأجهزتها ومنها البنك المركزي أو‬
‫من المؤسسات التي أوجدت نظام رقابة داخلها للتأكد من عدم التالعب بأموال‬
‫المساهمين أو بوجود مدقق خارجي على أعمالها للتأكد من صحة المعلومات التي‬
‫استثناء من ذلك فقد‬
‫ً‬ ‫تنشرها المؤسسة أو الشركة االستثمارية‪ .‬والوقف ليس‬
‫حرصت الدولة على متابعته ومراقبته‪.‬‬

‫وسوف نسلط الضوء في األوراق اآلتية على الرقابة لتحديد مفهومها‬


‫وأهدافها‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫تعريف الرقابة لغة واصطالحا‬
‫أوالً‪ :‬الرقابة لغة‪:‬‬
‫للرقابة في اللغة معان كثيرة منها‪:‬‬
‫الحفظ فمن أسماء اهلل تعالى الرقيب وهو الحافظ الذي ال يغيب عنه شيء‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وتأتي الرقابة بمعنى االنتظار‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ ":‬ولم ترقب قولي"(‪ )1‬أي لم‬ ‫‪-2‬‬
‫تنتظر قولي‪.‬‬
‫ومن معانيها الحارس ومنه رقيب القوم أي حارسهم الذي يشرف على مرقبة‬ ‫‪-3‬‬
‫والم ْرقََبةُ الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب‪ ،‬وارتقب‬ ‫ب َ‬ ‫والم ْرقَ ُ‬
‫ليحرسهم‪َ .‬‬
‫وارتقبه‪:‬‬
‫ورقوبا‪ ،‬وتََرقَّبهُ‪ْ ،‬‬ ‫ورقََبه َي ْرقُُبه ِر ْقبة ِ‬
‫ورقبانا ُ‬ ‫المكان‪ ،‬عال وأشرف َ‬
‫انتظره ورصده(‪.)2‬‬
‫وهذه المعاني كلها قريبة من بعضها البعض إذ تؤدي في النهاية إلى حفظ‬
‫الشيء‪ ،‬فاإلنسان إنما ينتظر لكي يعلم مآالت األمور مما يمكنه من اتخاذ‬
‫اإلجراءات المناسبة فيحفظ نفسه‪ ،‬وما كلف به‪ ،‬وكذا الحارس إنما يقوم بالحراسة‬
‫لكي يحفظ ما كلف بحراسته‪.‬‬
‫ولذلك عرف مجمع اللغة العربية الرقابة في االقتصاد بأنها‪ :‬تدخل الحكومة‬
‫أو البنوك المركزية للتأثير في سعر الصرف‪ ،‬وتسمى رقابة الصرف(‪.)3‬‬
‫إال أن هذا التعريف قصر الرقابة على نوع واحد‪ ،‬فالرقابة أوسع من ذلك‬
‫بكثير كالرقابة على االئتمان وذلك بتحديد نسبة النقود السائلة التي يجب أن تحتفظ‬
‫بها البنوك مقابل مجموع االئتمان الذي تمنحه لعمالئها‪ ،‬وهناك أيضاً الرقابة على‬
‫الميزانية وهي نظام يتبع للرقابة على اإليرادات والمصروفات الفعلية ومقارنتها‬
‫بالتقديرات المدرجة في الموازنة(‪.)4‬‬

‫() سورة طه آية ‪.94‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،425-424 /1‬دار صادر ودار بيروت‪ ،‬الجوهري الصحاح ‪.208 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫() المعجم الوجيز ‪.273-272‬‬ ‫‪3‬‬

‫() د‪ .‬عبد العزيز فهمي هيكل‪،‬موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪183 ،98‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪14‬‬
‫عالقة التفتيش بالرقابة‪:‬‬
‫يقال فَتَ َش عن الشيء فتشاً‪ :‬سأل عنه واستقصاه‪ ،‬أما في األمور واألعمال‬
‫والمفتّش‪:‬‬
‫فمعناه‪ ،‬فحصها ليعرف مدى ما اتبع في إنجازها من دقة واهتمام‪ُ ،‬‬
‫موظف يقوم بتفتيش أعمال حكومية أو غيرها(‪.)1‬‬
‫وبهذا أيضاً عرفه الكفوي حيث جعل التفتيش مرادفاً للفحص(‪.)2‬‬
‫وبهذا يتضح أن التفتيش مرادف للرقابة‪ ،‬ألن التفتيش يؤدي إلى حفظ‬
‫القواعد والقانون من خالل الفحص في األوراق للتأكد من مدى االلتزام بالقواعد‬
‫والقوانين وهو ما سيتضح أيضاً عند الحديث عن معنى الرقابة اصطالحاً‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة اصطالحاً‪:‬‬


‫جاءت عبارة الرقابة في العديد من الكتب التي تتحدث عن العلوم اإلدارية‬
‫والمالية العامة مما أدى إلى االختالف في تعريفها بسبب نظرة كل كاتب حيث‬
‫نظر بعضهم إلى الرقابة من زاوية تختلف عن اآلخر‪ ،‬فبعض الكتاب نظر إلى‬
‫مفهوم الرقابة على أساس ما تسعى إلى تحقيقه من أهداف‪ ،‬وفي نظر فريق آخر‬
‫تعني الرقابة تلك المجموعات من اإلجراءات والعمليات‪ ،‬وعند فريق ثالث تعني‬
‫األجهزة التي تقوم بعملية الرقابة(‪.)3‬‬
‫وفيما يلي سوف نستعرض بعض التعريفات للرقابة ثم نتبعها بمعنى الرقابة‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫جاء في تعريف الرقابة أنها "مجموعة من عمليات التفتيش والفحص‬ ‫‪-1‬‬
‫والمراجعة يقصد منها الوقوف على أن كل مشروع من المشروعات‬
‫االقتصادية العامة يعمل في الحدود التي تؤكد أنه يحقق الغرض الذي أنشئ‬
‫من أجله‪ ،‬والقتراح الحلول المناسبة التي تقضي على األسباب التي تعوق‬

‫() مجمع اللغة العربية المعجم الوجيز ‪.461‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أبو البقاء الكفوي الكليات ‪.245‬‬ ‫‪2‬‬

‫() د‪ .‬عوف الكفراوي الرقابة المالية في اإلسالم ‪ 24‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬د‪ .‬عوف الكفراوي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الرقابة المالية النظرية والتطبيق ‪.21-16‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪15‬‬
‫تنفيذ هذا الغرض وتحديد المسئول في حالة الخطأ والتالعب وإ حالته إلى‬
‫السلطة القضائية المختصة"(‪.)1‬‬
‫"هي اإلشراف والفحص والمراجعة من جانب سلطة أعلى لها هذا الحق‬ ‫‪-2‬‬
‫للتعرف على كيفية سير العمل داخل الوحدة والتأكد من حسن استخدام‬
‫األموال العامة في األغراض المخصصة لها‪ ،‬ومن أن الموارد تحصل طبقاً‬
‫للقوانين واللوائح والتعليمات المعمول بها‪ ،‬وللتأكد من سالمة تحديد نتائج‬
‫األعمال والمراكز المالية‪ ،‬وتحسين معدالت األداء وللكشف عن المخالفات‪،‬‬
‫واالنحرافات‪ ،‬وبحث األسباب التي أدت إلى حدوثها‪ ،‬واقتراح وسائل‬
‫عالجها لتفادي تكرارها سواء في ذلك وحدات الخدمات أو األعمال"(‪.)2‬‬
‫"منهج علمي شامل‪ ،‬يتطلب التكامل بين المفاهيم القانونية واالقتصادية‬ ‫‪-3‬‬
‫والمحاسبية واإلدارية‪ ،‬ويهدف إلى التأكد من المحافظة على األموال‬
‫العامة‪ ،‬ورفع كفاءة استخدامها‪ ،‬وتحقيق الفعالية في النتائج المحققة‪ ،‬على‬
‫أن يقوم بهذه المهمة جهاز مستقل ينوب عن السلطة التشريعية‪ ،‬وغير‬
‫خاضع للسلطة التنفيذية"(‪.)3‬‬
‫الرقابة التي تستهدف ضمان سالمة التصرفات المالية‪ ،‬والكشف الكامل عن‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلنحرافات‪ ،‬ومدى مطابقة التصرفات المالية مع القوانين والقواعد‬
‫النافذة"(‪.)4‬‬
‫وهذه التعاريف وإ ن كانت كلها متقاربة المعنى إذ أنها تشير إلى مجموعة‬
‫ضوابط يتم بموجبها مطابقة مسيرة تنفيذ العمل مع خطته المقررة‪ ،‬إال أن التعريف‬
‫األخير هو من أخصر وأشمل التعاريف إذ شمل في كلماته أهداف الرقابة وهي‪:‬‬

‫() د‪ .‬سعيد يحيى‪ ،‬الرقابة على القطاع العام مدى تأثيرها على استقالله‪ ،97 ،‬المكتب المصري الحديث‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() د‪ .‬عوف الكفراوي‪ ،‬الرقابة المالية في اإلسالم‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() د‪ .‬حسين راتب ريّان‪ ،‬الرقابة المالية في الفقه اإلسالمي‪ ،18-17 ،‬دار النفائس‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫() فهمي محمود شكري‪ ،‬الرقابة المالية العليا‪ ،17 ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪16‬‬
‫بحث وتحري أسباب القصور في العمل واإلنتاج‪ ،‬والكشف عن عيوب النظم‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلدارية والفنية والمالية التي تعرقل السير المنتظم لألجهزة العامة‪ ،‬واقتراح‬
‫وسائل عالجها‪.‬‬
‫متابعة تنفيذ القوانين‪ ،‬والتأكد من أن القرارات واللوائح واألنظمة السارية‬ ‫‪-2‬‬
‫وافية لتحقيق الغرض منها‪.‬‬
‫الكشف عن المخالفات اإلدارية والمالية‪ ،‬والجرائم الجنائية‪ ،‬التي تقع من‬ ‫‪-3‬‬
‫العاملين أثناء مباشرتهم لواجبات وظائفهم أو بسببها‪.‬‬
‫إمداد جهات اإلدارة العليا بكل ما يطلبونه من بيانات أو معلومات أو‬ ‫‪-4‬‬
‫دراسات تتعلق بسير الجهاز اإلداري‪ ،‬وكافة األجهزة التي تدخل في نطاق‬
‫اختصاصها‪.‬‬
‫التحقق من أن اإلنفاق تم وفقاً لما هو مقرر له‪ ،‬وأن الموارد حصلت كما هو‬ ‫‪-5‬‬
‫مقرر واستخدمت أفضل استخدام(‪.)1‬‬
‫أما كون هذا التعريف لم يتعرض للجهة التي عليها القيام بتنفيذ الرقابة فإن‬
‫هذا ليس من صلب التعريف‪ ،‬إذ أن الرقابة تارة تكون داخلية أي أن المؤسسة أو‬
‫الشركة تحدد أشخاصاً للقيام بهذا الدور‪ ،‬وتارة تكون خارجية كرقابة البنك‬
‫المركزي على المؤسسات والشركات‪ ،‬وتارة ذاتية أي تنبع من داخل الشخص‬
‫نفسه‪.‬‬

‫() د‪ .‬علي محمد حسنين‪ ،‬الرقابة اإلدارية في اإلسالم المب دأ والتط بيق‪ ،23-22 ،‬دار الثقاف ة للنش ر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الرقابة المالية في اإلسالم‪.26-25 ،‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أنواع الرقابة التي تقوم بها الدولة‬

‫تنقسم الرقابة إلى عدة أقسام لعدة اعتبارات فهي تنقسم إلى‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الرقابة المالية‪:‬‬
‫تتمثل الرقابة على العمليات المالية في مجموعة اإلجراءات الالزمة للتحقق‬
‫من أن عمليات الصرف والتحصيل للنفقات واإليرادات العامة تتم طبقاً لما هو‬
‫مقرر في الموازنة من ناحية وفي حدود التعليمات والقواعد واألحكام الموضوعة‬
‫من ناحية أخرى والغرض من ذلك اكتشاف االنحرافات واألخطار أو نقاط‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وهي تنقسم إلى‪:‬‬ ‫الضعف والعمل على عالجها وتفادي تكرار حدوثها‬

‫‪ -1‬الرقابة المالية من حيث الزمن الذي تمارس فيه‪:‬‬


‫ونعني بهذه الرقابة الرقابةَ المتالزمة مع مراحل تنفيذ العمليات المالية‪،‬‬
‫وهي بهذا المعنى تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة المسبقة‪ :‬وهي حق يخوله القانون لشخص للقيام بهذا الدور وذلك‬
‫لتجنب األخطاء قبل وقوعها‪ ،‬ولهذا فقد أطلق عليها اسم "الرقابة الواقية" ألنها‬
‫تعمل على تالفي الوقوع في األخطاء واالنحرافات‪ ،‬فهذه الرقابة تقع في البداية‬
‫قبل اتخاذ اإلجراءات الخاصة بالتصرف المالي‪ ،‬وتتم هذه الرقابة عن طريق‬
‫إصدار القرارات القانونية‪ ،‬واألحكام المتعلقة بجباية اإليرادات قبل تحصيلها‪،‬‬
‫وتدريب الموظفين على كيفية القيام بهذه األعمال مسبقاً قبل تكليفهم بها‪،‬‬
‫وإ صدار القرارات المتعلقة بصرف األموال وإ نفاقها في الوجوه المستحقة قبل‬
‫التنفيذ‪ ،‬وتعيين المسؤولين المشرفين على األعمال وتحديد صالحياتهم‬
‫ومسئولياتهم‪ ،‬والحصول على الموافقات الالزمة من جهات اإلشراف‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫ومن مميزات هذه الرقابة‪:‬‬

‫االتجاهات الحديثة في مجال الرقابة د‪ .‬محمد السيد سرايا ‪ 75‬الدار الجامعية ‪.1986‬‬ ‫‪)( 1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪18‬‬
‫تساعد على التنفيذ السليم للسياسة المالية واالقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تساعد على الدقة في تطبيق وتنفيذ القوانين واللوائح والتعليمات المالية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫آثارها سريعة حيث تقع فوراً قبل وقوع الحدث المالي‪ ،‬ويعتبر هذا من أهم‬ ‫‪-3‬‬
‫مميزات الرقابة المالية‪.‬‬
‫تقلل فرص ارتكاب األخطاء وتمنع وقوع معظمها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ومن عيوب هذه الرقابة‪:‬‬


‫تأخير تنفيذ األعمال بسبب الوقت الذي تتطلبه الرقابة السابقة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تحكم القائمين بالرقابة السابقة في الجهات والمصالح الحكومية مما يزيد من‬ ‫‪-2‬‬
‫نفوذهم‪.‬‬
‫في كثير من األحيان تكون هذه الرقابة شكلية فقط وليست موضوعية(‪.)1‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة أثناء التنفيذ (المرافقة)‪ :‬وهذا النوع من الرقابة تقوم به األجهزة‬
‫واإلدارات المختلفة للتأكد من سالمة ما يجري عليه العمل داخلها‪ ،‬ومن أن‬
‫التنفيذ يسير وفقاً للخطط والسياسات الموضوعة‪ ،‬وتتوزع مسئوليات هذه‬
‫الرقابة على ثالث مستويات رئيسية‪:‬‬
‫المتابعة في داخل الوحدة اإلدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة من قبل الوزارة المشرفة على مثل هذه األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتابعة من قبل األجهزة الرقابية المتخصصة(‪.)2‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهذه الرقابة تساهم في تطوير العمل إذ تؤدي إلى تصحيح األخطاء أوالً‬
‫فأول مما ينعكس على النتائج المرجوة‪ ،‬ومما يميز هذه الرقابة بأنها ما تكاد تكشف‬
‫عن االنحراف وتصحيحه حتى تعود فتتابع العمل للوقوف على مدى ما حققه هذا‬
‫التصحيح من نتائج‪.‬‬

‫() يراجع فيما سبق‪ :‬الرقابة المالية العليا ‪ ،25-23‬الرقابة على القطاع الع ام‪ ،93 ،‬الرقاب ة المالي ة في‬ ‫‪1‬‬

‫الفقه اإلسالمي ‪ ،29‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق ‪.41-40‬‬


‫() الرقابة المالية النظرية والتطبيق‪ ،32 ،‬الرقابة المالية العليا‪.26 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪19‬‬
‫ج‪ -‬رقابة الحقة‪ :‬ويقصد بهذه الرقابة مراجعة العمليات المالية التي تمت فعالً‬
‫للكشف عما وقع من مخالفات مالية في الفترة الالحقة إلتمام عملية التنفيذ‪،‬‬
‫ويتسم هذا النوع من الرقابة بالشمول حيث إنه يشمل فحص الحسابات في‬
‫مجموعها‪ ،‬ويتم ذلك بالرجوع إلى المستندات والسجالت المحاسبية الخاصة‬
‫بصرف األموال وتحصيلها لمعرفة المخالفات واألخطاء التي وقعت بها جهة‬
‫التنفيذ‪ ،‬ومدى مطابقة هذه التصرفات للوائح والنظم والقوانين الواجبة التنفيذ‪.‬‬
‫كما تستهدف هذه الرقابة أيضاً مراجعة النتائج واألهداف التي نتجت عن‬
‫تنفيذه هذه التصرفات المالية‪ .‬ويقوم بالرقابة الالحقة جهات رقابية غير خاضعة‬
‫للجهة المنفذة للعمليات المالية كالمدقق الخارجي الذي يقوم بمراجعة فحص‬
‫السجالت والقيود المحاسبية والتأكد من مدى مطابقتها للواقع‪ ،‬وكذا البنك المركزي‬
‫الذي يقوم بإرسال المفتشين للتأكد من صحة المعلومات المرسلة إليه‪ ،‬والكشف عن‬
‫التجاوزات للنظم واللوائح(‪.)1‬‬
‫وهذه األنواع من الرقابة نجدها مطبقة في المؤسسات الوقفية أو في‬
‫األعمال التي تقوم بها هذه المؤسسات حيث تلتزم المؤسسة بأخذ الموافقات الالزمة‬
‫من جهة اإلشراف‪ ،‬وتحديد شروط وضوابط االستثمار في نشرة االكتتاب وفق ما‬
‫هو مسموح ومصرح لها به‪ ،‬وتدريب الموظفين مسبقاً على العمل في هذا المجال‪،‬‬
‫وعرض العقود على الهيئات الشرعية‪ ،‬وأخذ الموافقة عليها‪ ،‬وهذا كله يدخل في‬
‫الرقابة السابقة‪ ،‬أما الرقابة المرافقة فإنها تتم عن طريق متابعة أعمال الموظفين‪،‬‬
‫ومتابعة تحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬ومحاسبة المقصرين في تنفيذ أعمالهم‪،‬‬
‫وتصحيح األخطاء التي وقعوا فيها‪ ،‬كما يقوم المراقب الشرعي بمتابعة تنفيذ‬
‫قرارات الهيئة الشرعية‪ ،‬وكذا يقوم المدقق الداخلي أو إدارة الرقابة الداخلية‬
‫بمتابعة أعمال المؤسسة ومدى تأثيرها على نتائج المؤسسة الوقفية‪.‬‬
‫أما الرقابة الالحقة فهي متحققة عن طريق وجود مكتب تدقيق محاسبي‬
‫خارجي يقوم بتدقيق عمليات المؤسسة‪ ،‬باإلضافة رقابة جهات اإلشراف األخرى‬
‫كديوان المحاسبة أو غيره من جهات اإلشراف‪ ،‬كما يقوم المدقق الشرعي بأخذ‬

‫() الرقابة المالية العليا‪ ،23-22 ،‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق ‪.45-43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪20‬‬
‫عينات عن المعامالت التي تم إنجازها وفحصها والتأكد من خلوها من المخالفات‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة المالية من حيث الجهة التي تتولى الرقابة‪:‬‬


‫يمكن تقسيم الرقابة المالية من حيث الجهة التي تتولى الرقابة إلى قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬رقابة داخلية‪ :‬وهي رقابة تباشرها الجهة أو المؤسسة على نفسها وذلك من‬
‫خالل إيجاد موظفين متخصصين لتدقيق معامالتها‪ ،‬كما تتم بمحاسبة المدير‬
‫لموظفيه في نفس اإلدارة‪ ،‬وهذه الرقابة يمكن تقسيمها إلى قسمين‪ -1 :‬رقابة‬
‫ذاتية‪ :‬وهي أن يحاسب اإلنسان نفسه عن تقصيره فيما كلف به وهو ما يسمى‬
‫بالوازع الديني في مراقبة اهلل ومخافته‪ ،‬وهذا النوع من الرقابة أواله اإلسالم‬
‫أهمية كبرى‪ ،‬وأشرك فيه الناس جميعاً فال فرق بين ذكر وأنثى أو حاكم‬
‫ومحكوم‪ ،‬واآليات جاءت لتحض المؤمنين على مثل هذه الرقابة ومنها قوله‬
‫تعالى‪" :‬وهو معكم أينما كنتم"(‪ ،)1‬وقوله تعالى‪" :‬إن اهلل ال يخفى عليه شيء في‬
‫األرض وال في السماء"(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬رقابة داخلية بمفهومها السابق وهي الرقابة التي تباشرها المؤسسة على نفسها‪.‬‬
‫ومن أمثلة الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫إدارة الرقابة والمراجعة في المؤسسات المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقابة الشركات القابضة على الشركات التابعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقابة الوزير لإلدارات التابعة له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقابة الهيئات الشرعية على ممارسات المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ -‬رقابة خارجية‪ :‬وهي رقابة تتوالها أجهزة خارجية غير خاضعة لسلطة الجهة‬
‫المنفذة أو القائمة على المشروع‪ .‬ومن أمثلتها مكتب التدقيق الخارجي وهو ما‬
‫تفرضه جهات اإلشراف في الدولة على كافة المؤسسات الخاضعة إلشرافها‪،‬‬

‫() سورة الحديد‪ ،‬آية ‪.4‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سورة آل عمران‪ ،‬آية ‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪21‬‬
‫وكذا قيام البنك المركزي بفحص ومراجعة أوراق الشركة والتأكد من سالمتها‪،‬‬
‫ومن أمثلتها أيضا رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية(‪.)1‬‬
‫وقد يدخل من ضمن هذه الرقابة الرقابة الشعبية وهي رقابة أصحاب‬
‫المصلحة الحقيقية المباشرة في النشاط المالي الذي يقوم به البنك أو المؤسسة‬
‫المالية أو المؤسسات الوقفية وهم المساهمون والمودعون والواقفون(‪.)2‬‬
‫ويعت بر دي وان المحاس بة في دول ة الك ويت من أهم األجه زة الداعم ة لج ودة‬
‫الرقابة المالية للسلطة التشريعية في الدولة‪.‬‬
‫وتغطي الرقابة المالية لديوان المحاسبة الكويتي كافة الجهات من وزارات‬
‫وإ دارات ومصالح عامة وبلديات وهيئات ومؤسسات ذات الشخصية المعنوية‬
‫العامة‪ ،‬وقد نصت المادة رقم (‪ )7‬من قانون إنشاء ديوان المحاسبة رقم (‪ )30‬لسنة‬
‫‪ ،1964‬على أن لديوان المحاسبة حق ممارسة نوعين أساسيين من الرقابة هما‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫رقابة مسبقة أو وقائية‪:‬‬ ‫أ)‬
‫وهي ذلك النوع من أنواع الرقابة التي تتم قبل االرتباط بمصروف معين‪،‬‬
‫أو قب ل إج راءات عملي ات الص رف الفعلي ة‪ ،‬وهي ن وع من أن واع الرقاب ة‬
‫االحترازية أو الوقائية‪.‬‬
‫رقابة الحقة‪:‬‬ ‫ب)‬
‫وهي ذل ك الن وع من أن واع الرقاب ة ال تي تتم بع د االرتب اط أو الص رف وه ذا‬
‫النوع من أنواع الرقابة من الديوان يعتبر هو األصل أو القاعدة (‪.)3‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرقابة القضائية والقانونية‪:‬‬
‫تعتبر الرقابة القضائية من أهم صور الرقابة‪ ،‬إذ يعد القضاء أكثر األجهزة‬
‫القادرة على حماية مبدأ المشروعية والدفاع عن الحقوق والحريات الفردية ‪ ،‬إذا‬

‫() الرقابة المالية العليا ‪ ،29-28‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق‪ ،25 ،‬الرقاب ة المالي ة في اإلس الم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،34‬د‪.‬علي محمد حسنين‪ ،‬الرقابة اإلدارية في اإلسالم المبدأ والتطبيق‪ ،94 ،‬دار الثقافة‪.‬‬
‫() د‪ .‬عبد الحميد البعلي‪ ,‬االستثمار والرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية اإلس المية‪ ،‬مكتب ة‬ ‫‪2‬‬

‫وهبة‪.‬‬
‫الرقابة في المنظمات واألجهزة العامة د‪ .‬فضل الفضلي ‪.151-150‬‬ ‫‪)( 3‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪22‬‬
‫م ا ت وافرت ل ه الض مانات الض رورية ال تي تكف ل ل ه االس تقالل في أداء وظيفت ه‬
‫حتى يمكن أن تتحقق بشأنه الحيدة المطلقة وبالتالية يمكنه أن يقوم بالرقابة على‬
‫أكمل وجه‪.‬‬

‫خصائص الرقابة القضائية‪:‬‬


‫تتميز الرقابة القضائية بالخصائص التالية‪:‬‬
‫الرقاب ة القض ائية على خالف الرقاب ة السياس ية واإلداري ة ‪ ،‬ال تتح رك‬ ‫‪.1‬‬
‫من تلق اء نفس ها‪ ،‬وإ نم ا ال ب د من رف ع دع وى أم ام القض اء من ذوي‬
‫الشأن‪ ،‬لكي يستند إليها القاضي في ممارسته للرقابة‪.‬‬
‫دور القاضي فحص التصرف مح ل ال نزاع من حيث مطابقته أو ع دم‬ ‫‪.2‬‬
‫مطابقت ه للقواع د القانوني ة‪ ،‬دون أن تمت د ه ذه الرقاب ة إلى بحث م دى‬
‫مالءمة هذا التصرف‪.‬‬
‫ال يمكن ألحكام القضاء بعد أن تصبح نهائية أن تكون محالً للمنازعة‬ ‫‪.3‬‬
‫بل تنفذ بالقوة إذا دعت الحاجة (‪.)1‬‬

‫فالرقابة القضائية من أقوى أنواع الرقابة وخصوص اً فيما يتعلق بالوقف‪ ،‬ألن‬
‫القاض ي في الس ابق ه و من ك ان ين وب عن اإلم ام في ش ئون الوق ف‪ ،‬وه و األق در‬
‫على رعاي ة ش ئون الوق ف بم ا يملك ه من س لطة وق وة ونف وذ‪ .‬فه و يق وم بتوثي ق‬
‫وتس جيل وث ائق الوق ف‪ ،‬وه و من يعين ويعتم د النظ ار ويحاس بهم على تقص يرهم‪،‬‬
‫وه و من يش رف على توزي ع غل ة الوق ف على مس تحقيها‪ ،‬وه و من يفص ل في‬
‫منازعات الوقف‪ ،‬وغيرها من مهام ومسئوليات‪ .‬ومن أهم ما يقوم به القاضي في‬
‫وقتنا الحاضر أنه عند التنازع يتأكد القاضي من تطبيق القوانين واللوائح المنظمة‬
‫للوقف‪.‬‬
‫فالرقاب ة القانوني ة على الوق ف هي تل ك النظم والل وائح ال تي فرض تها الجه ات‬
‫الرسمية في الدولة لتنظيم الوقف‪.‬‬

‫الرقابة على أعمال اإلجارة د‪ .‬محمود سامي جمال الدين ‪ 245-246‬مؤسسة دار الكويت‪.‬‬ ‫‪)( 1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪23‬‬
‫فالدول ة تق وم باإلش راف على مؤسس ة الوق ف من خالل أجهزته ا المتنوع ة‬
‫للتأك د من قيامه ا بتط بيق النظم والل وائح ال تي وض عتها حفاظ اً على س المة ه ذه‬
‫المنشأة وحماية ألموال الواقفين‪ ،‬والتأكد من أن هذه المنشأة تؤدى دورها وتحقق‬
‫األهداف التي من أجلها أنشئت هذه المؤسسة‪ .‬ولذلك فرضت قوانين خاصة تنظم‬
‫الوقف‪ ،‬ووضعت جهات إشرافية كديوان المحاسبة وغيره لمراقبة عملها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الرقابة الشرعية‪:‬‬

‫لم يعد دور الرقابة مقتصراً على الجهات الحكومية‪ ،‬بل تطور علم الرقابة‬
‫ليشمل أطرافاً أخرى‪ ،‬كمكاتب التدقيق المحاسبي الخارجي‪ ،‬وإ دارة التدقيق الداخلي‬
‫في المؤسسات‪ ،‬باإلضافة إلى نوع جديد من الرقابة في المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية التي ألزمت نفسها بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في معامالتها‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل هيئة الرقابة الشرعية للتأكد من سالمة المعامالت من الناحية الشرعية‪.‬‬
‫وتجربة المؤسسات اإلسالمية وإ ن كانت قصيرة مقارنة بالمؤسسات التقليدية‬
‫إال أنها خطت خطوات كبيرة في عملها مما استدعى تطوير عمل الهيئات الشرعية‬
‫لتواكب في مراقبتها تطور هذه األعمال‪ .‬فكما ُوجدت معايير محاسبية دقيقة تكشف‬
‫وتبين عملية التدقيق المحاسبي‪ ،‬فكذلك نحتاج إلى معايير تبين وتفصل طريقة‬
‫التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫وهذا الجانب الرقابي سواء القانوني منه أو الشرعي أصبح له أهمية كبيرة‬
‫في عصرنا الحاضر إذ هو سبب رئيسي في كسب ثقة المستثمرين وجذب رؤوس‬
‫األموال للمشاريع المراد إنشاؤها ‪ ،‬كما أنه أحد األسباب الرئيسية لثقة الناس في‬
‫حثهم على وقف أموالهم‪ ، .‬كما وجد معاهد وكليات متخصصة تقوم بتدريس‬
‫التدقيق المحاسبي‪.‬‬
‫فالرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية وإ ن كانت حديثة مقارنة‬
‫مع أنواع الرقابة األخرى‪ ،‬وتحتاج إلى تطوير أعمالها إال أنها خطت خطوات‬
‫واسعة وكبيرة يمكن لمؤسسات الوقف أن تستفيد منها وتعمل على تطويرها فيما‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪24‬‬
‫يتعلق بالوقف‪ ،‬ألن الوقف في حقيقته يعتبر من المسائل المالية وإ ن كان فيه جانب‬
‫تعبدي‪ ،‬فهو تقرب إلى اهلل في الجانب المالي‪.‬‬
‫كمـا أن الرقابة الشرعية على الوقف ليست بدعا من القول فقد قام علماؤنا‬
‫–رحمهم اهلل‪ -‬بهذا الدور في العصور السابقة‪ ،‬وقيامهم بذلك يعتبر رقابة شرعية‪،‬‬
‫فلم يسمحوا لألمراء والسالطين باالستيالء على األوقاف‪ ،‬مما كان سبباً رئيسياً في‬
‫الحفاظ على الوقف‪ .‬والمالحظ أن السالطين واألمراء لم يتمكنوا من االستيالء‬
‫وتضييع األوقاف إال بعد أن ضعفت الرقابة الشرعية من قبل العلماء على الوقف‬
‫وسوف أسرد حادثة واحدة للداللة على ذلك وهو ما حدث مع اإلمام النووي –‬
‫رحمه اهلل‪ -‬مع الظاهر بيبرس كما نقلها اإلمام أبو زهرة عن السيوطي‪:‬‬
‫فقد سجل السيوطي في حسن المحاضرة طائفة كبيرة من المكاتبات التي‬
‫جرت في هذا المقام بين الشيخ وهو بدمشق‪ ،‬والسلطان وهو بالقاهرة‪ ،‬فالسلطان‬
‫يحتج لفرض الضرائب بضيق الحال‪ ،‬وخشية المآل‪ ،‬والشيخ يحتج بفقر الرعية‬
‫وضيق األمر عليها‪ ،‬ويقول في إحدى رسائله "إن أهل الشام في هذه السنة في‬
‫ضيق وضعف حال بسبب قلة األمطار وغالء األسعار‪ ،‬وقلة الغالت والنبات‪،‬‬
‫وهالك المواشي‪ ،‬وأنتم تعلمون أنه تجب الشفقة على الرعية‪ ،‬ونصيحته (أي ولي‬
‫األمر) في مصلحته ومصلحتهم"‪.‬‬
‫والعلماء كانوا من وراء النووي يؤازرونه ويؤيدونه‪ ،‬وقد رد السلطان هذه‬
‫وعيرهم بموقفهم يوم كانت البالد تحت سنابك الخيل في عهد‬‫النصيحة رداً عنيفاً‪ّ ،‬‬
‫التتار‪ ،‬وسكوتهم على الذل‪ ،‬وأنه كان أولى بهم أن يهبوا لمقاومتهم أو مناقشتهم‪.‬‬
‫ولكن الشيخ ال يستخذي إزاء هذا التهديد‪ ،‬فيرد رداً قوياً مؤكداً نصحه‪،‬‬
‫ومبيناً أنه ميثاق اهلل الذي أخذه على العلماء ليبينه‪ ،‬ويقول ‪ ‬في ذلك "وأما ما ذكر‬
‫من كوننا لم ننكر على الكفار كيف كانوا في البالد‪ ،‬فكيف يقاس ملوك اإلسالم‬
‫وأهل األيمان وأهل القرآن – بطغاة الكفار‪ ،‬وبأي شيء كنا نذكر طغاة الكفار‪،‬‬
‫وهم ال يعتقدون شيئاً من ديننا‪ ..‬وأما أنا في نفسي فال يضرني التهديد‪ ،‬وال يمنعني‬
‫علي وعلى غيري‪ ،‬وما ترتب‬ ‫ذلك من نصيحة السلطان‪ ،‬فإني أعتقد أن هذا واجب ّ‬
‫على الواجب فهو خير وزيادة عند اهلل ‪ ..‬وأفوض أمري إلى اهلل‪،‬إن اهلل بصير‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪25‬‬
‫بالعباد‪ ،‬وقد أمرنا رسول اهلل ‪ ‬أن نقول الحق حيثما كنا‪ ،‬وأال نخاف في اهلل لومة‬
‫الئم‪ ،‬ونحن نحب السلطان في كال األحوال‪ ،‬وما ينفعه في آخرته ودنياه"‪.‬‬
‫وقد توالت الكتب على هذا النحو‪ ،‬والشيخ ‪ ‬ثابت في قول الحق كالطود‪،‬‬
‫والسلطان ال ينتصح‪ ،‬ألن الضرائب ضرورية في نظره‪ ،‬ولقد اتجه إلى العلماء‬
‫أنفسهم بدمشق مطرحا وراء ظهره شيخهم أوال‪ .‬فجمع فتاويهم في تأييد فرض‬
‫الضرائب‪ ،‬وقد حضر إلى دمشق لذلك المقصد‪ ،‬ولكن الشيخ اشتد استمساكه‪ ،‬وندد‬
‫بإكراهه العلماء‪ ،‬وقد أحضره الظاهر في مجلسه بدمشق‪ ،‬ليكرهه كما أكره غيره‪،‬‬
‫ولكنه في هذه المرة كان عنيفاً جداً‪ ،‬فقد قال للسلطان في قوة الحق العنيف غير‬
‫الرقيق‪" :‬أنا أعرف أنك كنت في الرق لألمير بندقدار‪ ،‬وليس لك مال‪ ،‬ثم من اهلل‬
‫عليك وجعلك ملكاً‪ ،‬وسمعت أن عندك ألف مملوك‪ ،‬وكل مملوك له حياصة من‬
‫ذهب‪ ،‬وعندك مائة جارية‪ ،‬لكل جارية ُح ٌّ‬
‫ق من الحلي‪ ،‬فإن أنفقت ذلك كله‪ ،‬وبقيت‬
‫المماليك بالبنود الصوف بدالً من الحوائص‪ ،‬وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي‬
‫أفتيتك بأخذ المال من الرعية"‪.‬‬
‫فغضب الظاهر غضباً شديداً‪ ،‬وقال للشيخ ناهراً‪" :‬اخرج من بلدي (أي‬
‫دمشق) فقال الشيخ‪ :‬السمع الطاعة"‪ .‬وخرج إلى نوى بالشام‪ ،‬فقال العلماء‪ :‬هذا من‬
‫كبار علمائنا وصلحائنا‪ ،‬وممن يقتدى بهم‪ِ ،‬‬
‫فأع ْده إلى الشام‪ ،‬فرسم برجوعه‪ ،‬فامتنع‬ ‫ُ‬
‫الشيخ‪ ،‬وقال‪ :‬ال أدخل والظاهر بها فمات الظاهر بعد شهر‪.‬‬

‫وفي هذه الدراسة سوف نحاول أن نسلط الضوء على بعض النقاط التي‬
‫نرى أن لها أثراً تطبيقياًّ في عمل الوقف‪ ،‬وسوف نفصل الكالم عن الرقابة‬
‫الشرعية ألهميتها‪ ،‬وألنها هي العصب الذي قام عليه الوقف‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪26‬‬
‫تعريف الرقابة الشرعية‪:‬‬

‫إن العمل االقتصادي المعاصر وضع قواعد وضوابط وشروطًا للعمل‬


‫المالي متمث ً‬
‫ال بالقواعد المحاسبية والنظم واللوائح تفرضها الجهات المختصة‬
‫بالنظام المالي للدولة وذلك للحفاظ على استقرار االقتصاد في البالد وتجنبيه‬
‫األزمات والمشاكل االقتصادية مما ينعكس على وضع البلد والمجتمع فكذلك وضع‬
‫اإلسالم قواعد وضوابط تضبط حياة المسلم وعليه عدم مخالفتها وتنفيذ ما أمر به‪،‬‬
‫فهناك دائرة الحرام والواجب والمكروه والمستحب والمباح‪ ،‬كما أن هناك دائرة‬
‫الضروريات والحاجيات والتحسينيات‪ ،‬وهذه الدوائر إما نصت عليها النصوص‬
‫الشرعية أو مستنبطة منها‪ ،‬وولي األمر أو من ينوب عنه إنما وجد للتأكد من‬
‫صحة تطبيق هذه القواعد والضوابط لكي تستقيم حياة المسلم‪.‬‬

‫فالرقابة الشرعية يقصد منها‪ " :‬متابعة وفحص وتحليل كافة األعمال‬
‫والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها األفراد والجماعات والمؤسسات والوحدات‬
‫وغيرها‪ ،‬للتأكد من أنها تتم وفقًا ألحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫الوسائل واألساليب المالئمة المشروعة‪ ،‬وبيان المخالفات واألخطاء وتصويبها‬
‫فورًا‪ ،‬وتقديم التقارير إلى الجهات المعنية متضمنة المالحظات والنصائح‬
‫واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل"(‪.)1‬‬

‫كما عرفت الرقابة الشرعية بأنها "مجموعة األسس الثابتة المستقرة‬


‫المستنبطة من مصادر الفقه اإلسالمي‪ ،‬التي تستخدم دستورًا للمحاسب المسلم في‬
‫عمله سواء في مجال التسجيل والتحليل والقياس‪ ،‬أو في مجال إبداء الرأي عن‬
‫الوقائع المعينة التي حدثت لبيان ما إذا كانت تتفق مع أحكام الشريعة أم ال"(‪.)2‬‬

‫() حسن يوسف داود‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ 15 ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() د‪ .‬حسين راتب ريّان‪ ،‬الرقابة المالية في الفقه اإلسالمي‪ ،17 ،‬دار النفائس‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪27‬‬
‫ومما سبق يتبين أن مفهوم الرقابة الشرعية أو االقتصادية متقارب إذ‬
‫كالهما مبني على قواعد يجب تطبيقها وكشف االنحرافات ومعالجتها وذلك عن‬
‫طريق ا لتأكد من اتباع القواعد والضوابط المحددة سابقًا‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن تعريف الرقابة الشرعية بأنها " اإلشراف والفحص‬


‫والمراجعة التي تستهدف ضمان سالمة التصرفات المالية‪ ،‬والكشف الكامل عن‬
‫االنحرافات‪ ،‬ومدى مطابقة التصرفات المالية مع أحكام الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬

‫هيئات الفتوى الرقابة الشرعية‪:‬‬


‫قد يعتقد البعض أن دور هيئات الرقابة الشرعية مقتصر على فتاوى‬
‫وقرارات محدودة متناثرة‪ ،‬وأن عملها إنما هو ثانوي‪ ،‬وحقيقة األمر إن دورها‬
‫أكبر من ذلك إذ أصبحت هيئات الرقابة الشرعية مصنعًا لتطوير العقود الشرعية‬
‫لكي تواكب حاجة الناس وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وليس هذا فقط بل‬
‫أصبحت هيئات الرقابة الشرعية هي المسئولة أمام المساهمين والواقفين عن صحة‬
‫معامالت المؤسسة الوقفية ومدى موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬وهذا األمر‬
‫يستدعي من هيئة الرقابة الشرعية االستعانة ببعض األشخاص ممن لهم حصيلة‬
‫علمية شرعية لكي يقوموا بتدقيق هذه المعامالت ورفع تقريرها لهيئة الرقابة‬
‫الشرعية واتخاذ ما تراه مناسبًا‪ ،‬وفيما يلي سنتطرق إلى عمل وتطوير هيئة الرقابة‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫التكييف الشرعي لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية‬

‫نظراً لتشعب عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية فقد اختلف في تكييفها‬
‫الشرعي اختالفاً كثيراً‪ ،‬فهي أحياناً تقوم بدور اإلفتاء‪ ،‬وأحياناً أخرى تقوم بدور‬
‫التحكيم بين المتخاصمين‪ ،‬كما تقوم بدور المحتسب وذلك من خالل مراجعة‬
‫ومراقبة عمل المؤسسة وتصحيح أخطائها إن وجدت‪ ،‬وسوف نفصل القول في هذه‬
‫اآلراء‪ ،‬إال أننا أوالً سوف نذكر تعريف الفتوى والرقابة الشرعية فقد تم تعريفها‬
‫بأنها‪" :‬جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت‪ ،‬ويعهد إليها‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪28‬‬
‫بتوجيه نشاطات المؤسسة ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزامها بأحكام‬
‫ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتكون فتاواها وقراراتها ملزمة للمؤسسة"(‪.)1‬‬
‫وقريب من هذا التعريف تعريف معيار المراجعة للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية "جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت‪ ،‬ويجوز أن‬
‫يكون أحد األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون من المتخصصين في مجال‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية وله إلمام بفقه المعامالت‪ ،‬ويعهد لهيئة الرقابة‬
‫الشرعية توجيه نشاطات المؤسسة ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزامها‬
‫بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقراراتها ملزمة للمؤسسة"(‪.)2‬‬
‫أما التكييف الشرعي لعالقة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بالمؤسسة المالية‬
‫اإلسالمية فاختلف فيه إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد وكالة‪:‬‬
‫ذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن العالقة التي تحكم هيئة الفتوى‬
‫والرقابة الشرعية بالمؤسسة المالية اإلسالمية هي عالقة الوكالة‪ ،‬أي أن المساهمين‬
‫في إنشاء المؤسسة أو الصندوق االستثماري قاموا بتوكيل الهيئة لكي تضطلع‬
‫بمهمة ومسئولية مراقبة جميع أعمال المؤسسة والحكم عليها من الناحية الشرعية‪،‬‬
‫فمجلس إدارة المؤسسة أو الصندوق الوقفي لما كان مفوضاً في اإلدارة وفقاً لقواعد‬
‫الشريعة اإلسالمية وممنوعاً من إجراء أي معاملة تخالفها‪ ،‬ولما كان أيضاً من‬
‫المتعذر عملياً وغير المرغوب فيه نظرياً بأن يتولى الفتوى والرقابة الشرعية‪ ،‬وما‬
‫تتطلبه من المراجعة والفحص والتدقيق الشرعي كل مساهم على انفراد فوضت‬
‫جماعة الواقفين والمساهمين هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لتنوب عنهم في‬
‫اإلشراف على جميع معامالت المؤسسة للتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومنحتها حق االعتراض على المخالف منها وطلب تصحيحه‪ ،‬فبالنص‬
‫على الهيئة الشرعية في النظام األساسي‪ ،‬وباعتماد الجمعية العمومية له أ بإقرار‬

‫() د‪ .‬أحمد محيي الدين‪ ،‬حدود الهيئات الشرعية وإدارات المؤسسات المالي ة اإلس المية في التأك د من‬ ‫‪1‬‬

‫االلتزام باألحكام الشرعية‪ 4 ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫() معيار المراجعة للمؤسس ات المالي ة اإلس المية رقم (‪ )4‬ص ادر عن هيئ ة المحاس بة والمراجع ة‬ ‫‪2‬‬

‫للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪29‬‬
‫القانون لها‪ ،‬فإن الهيئة تصبح لها قوة قانونية وتكون قراراتها حينئذ نافذة وملزمة‬
‫للكافة سواء مجلس اإلدارة أو العاملين في المؤسسة ذاتها‪.‬‬
‫وسواء تم هذا التوكيل من قبل الجمعية العمومية أو مجلس اإلدارة فإن هذا‬
‫ال يقدح في أن الهيئة وكيل عن جماعة المساهمين أو الواقفين‪ ،‬فكأن جماعة‬
‫المساهمين أو الواقفين فوضت مجلس اإلدارة في تعيين الهيئة بدليل أن المساهمين‬
‫قد وقعوا على النظام األساسي وعقد التأسيس وكل منهما ينص على وجود هيئة‬
‫الفتوى والرقابة الشرعية(‪.)1‬‬
‫إال أن هذا الرأي يعترضه بعض األمور‪ ،‬منها‪ :‬أن عقد الوكالة كما هو‬
‫معلوم شرطه صحة مباشرة الموكل لما وكل فيه‪ ،‬فال يجوز التوكيل في شيء إال‬
‫ممن يصح تصرفه فيه(‪ .)2‬والمساهمون في المؤسسة ال يستطيعون مباشرة الفتوى‬
‫والرقابة في المسائل االقتصادية أو الوقفية فكيف يكون لهم الحق في توكيل هيئة‬
‫الفتوى والرقابة الشرعية وهم ليس لديهم األهلية لإلفتاء والنظر في هذه المسائل‪.‬‬
‫كما أن عقد الوكالة من العقود الجائزة التي يستطيع أحد طرفي العقد فسخه‬
‫من غير الرجوع للطرف اآلخر‪ ،‬ويمكن للموكل أن يعزل وكيله وأن يبطل بعض‬
‫التصرفات التي ال يريدها الموكل‪ ،‬فهل يستطيع المساهمون أو الواقفين إبطال‬
‫فتوى للهيئة الشرعية لكون أن في هذه المسألة خالفاً بين الفقهاء وأن الواقفين‬
‫قرروا األخذ برأي آخر خالف رأي الهيئة‪ .‬وهذا مما ال يمكن وقوعه ألن رأي‬
‫هيئة الفتوى والرقابة الشرعية ملزم للمؤسسة المالية وكذلك لمساهميها مما يدل أن‬
‫للهيئة سلطة أكبر من سلطة الموكل نفسه‪.‬‬
‫ثم كيف نقول‪ :‬إن الهيئة وكيلة عن المساهمين ولها سلطة في رفض قرار‬
‫الجمعية العمومية‪ ،‬ومن المعلوم أن في عقد الوكالة يلتزم الوكيل بأوامر وشروط‬
‫الموكل‪.‬‬

‫() د‪ .‬عجيل النشمي‪ ،‬تطوير كيان وآلية الهيئات الشرعية لمواكبة احتياجات المؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بحث مقدم للمؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلس المية‪ ،‬د‪ .‬عب د الس تار الخويل دي‬
‫االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئات الشرعية‪ 5 ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية‬
‫للمؤسسات المالية ا إلسالمية‪.‬‬
‫() اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف ‪ ،355 /5‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬حواش ي الش رواني‬ ‫‪2‬‬

‫والعبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج البن حجر الهيتمي ‪ ،295 /5‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ .2‬عقد إجارة‪:‬‬
‫ذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن العالقة التي تحكم هيئة الفتوى‬
‫والرقابة الشريعة بالمؤسسة هي عقد اإلجارة‪ ،‬ألن عقد اإلجارة عبارة عن بيع‬
‫المنافع‪ ،‬فالمؤسسة تشتري منافع هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫النظر في العقود والمعامالت التي تعرض عليها‪ ،‬وإ بداء الرأي الشرعي فيها‪،‬‬
‫وكذلك تدقيق ومراجعة وفحص المعامالت التي تم إجراؤها‪ ،‬والتأكد من خلوها‬
‫مما يخالف األحكام الشرعية‪ ،‬كما أن هيئة الفتوى والرقابة الشرعية تستحق لقاء‬
‫هذا العمل مكافأة سنوية أو شهرية‪ ،‬وهي أجرتها لقاء تلك األعمال‪.‬‬
‫والهيئة تكون بمثابة األجير الخاص إذا اشترطت المؤسسة عليها عدم العمل‬
‫في مؤسسات أخرى‪ ،‬وتكون بمثابة األجير المشترك إذا لم يوجد هذا الشرط‪ ،‬وهذا‬
‫هو الغالب إذ أعضاء الهيئة يقبلون العمل من أكثر من مؤسسة مالية(‪ . )1‬إال أن‬
‫هذا التكييف تثور حوله عدة مسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬إن القول بأن الهيئة تتفق مع المؤسسة أو الصندوق على عقد إجارة يكون‬
‫العمل فيه تقديم المشورة ينقصه الدقة‪ ،‬إذ أن المحل المتعاقد عليه ليس مجرد‬
‫العمل وإ بداء الرأي على سبيل االستشارة‪ ،‬فأحياناً إذا قالت الهيئة عن بعض‬
‫المعامالت بأنها ال تجوز فإن المؤسسة تمتنع عن ذلك‪ ،‬وإ ن كانت بعض‬
‫الهيئات األخرى ترى الجواز مما يدل على أن المحل المتعاقد عليه يشوبه‬
‫عناصر تنفيذية وإ ن لم تكن على صفة اتخاذ قرارات مالية أو إدارية‪ .‬وأحياناً‬
‫يتم التعاقد مع الهيئة ليس ألجل العمل بل للسمعة والشهرة التي اكتسبها‬
‫األعضاء مما يسبب اطمئنان المساهمين والمتعاملين مع المؤسسة المالية (‪.)2‬‬
‫‪ -2‬إن الغالب العام لعالقة الهيئة مع المؤسسة أو الصندوق ليس عالقة تعاقدية‬
‫يحكمها عقد اإلجارة بدليل أن األجرة التي يأخذها أعضاء هيئة الفتوى والرقابة‬
‫الشرعية غير متفق عليها مسبقاً في الغالب‪ ،‬كما أنها غير محددة عندما يقبل‬

‫() د‪ .‬محمد علي القرى‪ ،‬االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئ ات الش رعية‪ ،7-6 ،‬بحث مق دم‬ ‫‪1‬‬

‫للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬محمد داود بك ر‪ ،‬اس تقاللية أعض اء‬
‫الهيئات الشرعية‪ ،17-13 ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫() د‪ .‬محمد علي القرى‪ ،‬االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئات الشرعية‪.7 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪31‬‬
‫أعضاء الفتوى العمل‪ ،‬مما يؤدي إلى جهالة األجرة‪ ،‬فما يتقاضاه أعضاء هيئة‬
‫الفتوى والرقابة عبارة عن مكافآت مالية قد تزيد وقد تنقص وفق معطيات‬
‫عمل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬الحسبة‪:‬‬
‫نظر بعض الفقهاء إلى عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية على أنه‬
‫تصحيح ألعمال المؤسسة ‪ ،‬وإ رجاعها في حالة مخالفتها إلى جادة الصواب وهو‬
‫ما يقوم به المحتسب‪ ،‬فالحسبة هي األمر بالمعروف إذا ظهر تركه‪ ،‬والنهي عن‬
‫المنكر إذا ظهر فعله(‪ .)1‬فالمحتسب ينزل إلى السوق ويراقب أعمال الناس‬
‫وتجارتهم‪ ،‬ويقوم بنصحهم وإ رشادهم حتى يرجع الناس إلى أمر اهلل وشرعه‪.‬‬
‫إال أن اعتبار عالقة الهيئة مع المؤسسة قائمة على االحتساب غير صحيح‬
‫واهلل أعلم‪ ،‬وإ ن كانت الهيئة تقوم بهذا الدور داخل المؤسسة أو الصندوق‪ ،‬ألن‬
‫المحتسب موظف عام يتقاضى مرتبه من بيت المال يراقب مدى التزام أصحاب‬
‫السوق بأحكام الشريعة وبأوامر ولي األمر االستصالحية المتصلة بالسوق‪ ،‬فعمله‬
‫قائم على األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬فله سلطة تنفيذية إلصالح الخلل‬
‫وإ لزام أصحاب السوق بما يقرره‪ ،‬وبمعاقبتهم إن اقتضى األمر‪ .‬فالمحتسب ليس له‬
‫صفة اإلفتاء ألهل السوق وإ لزامهم بفتواه‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلفتاء‪:‬‬
‫ذهب البعض إلى أن عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية قريب من عمل‬
‫المفتي‪ ،‬إذ أنها تصدر الحكم الشرعي فيما يعرض عليها‪ ،‬وتساعد اإلدارة في‬
‫المؤسسة المالية على تطوير العقود بما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬وهذا‬
‫األمر وإ ن كان صحيحاً إال أن عمل الهيئة ال يقتصر على اإلفتاء فقط بل هي تقوم‬
‫بأدوار عديدة منها‪:‬‬
‫مراجعة نماذج العقود واالتفاقيات واللوائح للتثبت من عدم مخالفتها ألحكام‬ ‫‪-1‬‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إصدار الفتاوى في الموضوعات التي تعرض عليها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫() األحكام السلطانية للماوردي‪ ،299 ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪32‬‬
‫مراجعة ومراقبة العمليات المنفذة‪ ،‬والتأكد من أن التطبيق متفق مع القرارات‬ ‫‪-3‬‬
‫الصادرة من قبل الهيئة الشرعية‪.‬‬
‫تدريب الموظفين وتثقيفهم في المعامالت المالية‪ ،‬والمساهمة في تنمية الوعي‬ ‫‪-4‬‬
‫لدى العاملين‪.‬‬
‫تقديم البدائل الشرعية للمنتجات التقليدية المخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تقديم تقرير للجمعية العمومية على صحة المعامالت ومطابقتها ألحكام الشريعة‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بحل المنازعات التي تقع بين المؤسسة وبين عمالئها أو أي أطراف‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ومن هذا يتضح أن هناك فرقاً بين اإلفتاء وعمل هيئة الفتوى والرقابة‬
‫الشرعية‪ ،‬ومما يزيد هذا وضوحاً أن األصل في الفتوى ال يرتبط بها إلزام‪ ،‬لذلك‬
‫قيل إن المفتي أقرب إلى السالمة من القاضي‪ ،‬ألنه ال يلزم بفتواه‪ ،‬وإ نما يخبر بها‬
‫من استفتاه‪ ،‬فإن شاء قبل قوله‪ ،‬وإ ن شاء تركه‪ .‬وأما القاضي فإنه يلزم بقوله‪،‬‬
‫فيشترك القاضي والمفتي في أن كالً منهما يخبر عن الحكم‪ ،‬ويتميز القاضي‬
‫باإللزام والقضاء‪ ،‬فمن هذا الوجه خطره أشد(‪.)1‬‬
‫وبهذا يتضح الفرق بين عمل اإلفتاء وعمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪،‬‬
‫فرأي هيئة الفتوى في المؤسسة المالية ملزم كما هو منصوص عليه في النظام‬
‫األساسي‪.‬‬

‫التكييف الشرعي لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪:‬‬


‫بعد أن نظرنا إلى التكييف الشرعي لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية عند‬
‫بعض العلماء المعاصرين نجد أن عمل الهيئة عبارة عن خليط مما ذكر فهي‬
‫تمارس دور الوكيل نيابة عن المساهمين في مراقبة القرارات والتأكد من سالمتها‬
‫من الناحية الشرعية‪،‬كما أنها تمارس دور اإلفتاء من خالل اإلجابة على ما يعرض‬
‫عليها من أسئلة‪ ،‬وتمارس أيضاً دور الحسبة من خالل التدقيق على المعامالت‬
‫() أعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬البن قيم الجوزية ‪ ،36 /1‬دار الجيل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪33‬‬
‫وكشف األخطاء ومعالجتها‪ ،‬وهي بهذا التصور تعتبر والية دينية معاصرة ليس‬
‫لها مثال فقهي سابق في شكلها ومضمونها‪ ،‬فالهيئة لها والية شرعية تنص عليها‬
‫أو يجب أن تنص عليها الوثائق الرسمية للمؤسسة من عقد التأسيس والنظام‬
‫األساسي وغيرهما‪.‬‬
‫يقول الدكتور رياض الخليفي‪" :‬ولذا فإنه يمكننا القول بأنه مع إقرارنا بكون‬
‫تعد والية دينية تنطوي على مزيج من أصول الواليات الدينية‬ ‫الهيئة الشرعية ّ‬
‫كاإلفتاء والقضاء والحسبة‪ ،‬وجماعها منصب االجتهاد في تحقيق مصالح الدين‬
‫والدنيا‪ ،‬إال أنها مع ذلك كله تعتبر والية دينية ذات طبيعة مستقلة تباين الواليات‬
‫الدينية المذكورة في الشكل والمحتوى واألهمية واألثر"(‪.)1‬‬

‫() د‪ .‬رياض الخليفي‪ ،‬أعمال الهيئات الشرعية بين االستشارة الفردية والمهنية المؤسسية‪ ،24 ،‬د‪ .‬عب د‬ ‫‪1‬‬

‫الحميد البعلي‪ ،‬تقنين أعمال الهيئات الشرعية معالمه وآلياته‪ 45 ،‬بحثان مقدمان للمؤتمر الثالث للهيئ ات‬
‫الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪34‬‬
‫دراسة حالة عملية للرقابة الشرعية‬
‫من واقع األمانة العامة لألوقاف‬

‫الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف في دولة الكويت‪:‬‬


‫تعتبر األمانة العامة لألوقاف من المؤسسات القليلة التي مارست الوقف وقدمته‬
‫للناس بشكل حضاري جديد‪ ،‬ولذلك سوف نتخذ األمانة العامة لألوقاف في الكويت‬
‫نموذجاً لدراسة واقع الرقابة الشرعية في مؤسسات الوقف‪ ،‬وسبب اختياري لألمانة‬
‫العامة لألوقاف يعود لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫كما قلنا تعتبر األمانة العامة لألوقاف في الكويت من الجهات التي لها دور‬ ‫‪)1‬‬
‫ب ارز في خدم ة الوق ف‪ ،‬وم ا ينطب ق عليه ا س وف ينطب ق على مؤسس ات‬
‫كث يرة لألوق اف‪ ،‬فهي تعت بر مرجع اً لعم ل مؤسس ات الوق ف في الع الم‬
‫اإلسالمي حيث تم اختيار دولة الكويت ممثلة باألمانة العامة لألوقاف لتكون‬
‫المنس قة لجه ود ال دول اإلس المية في مج ال الوق ف على مس توى الع الم‬
‫اإلس المي بم وجب ق رار وزراء األوق اف في ال دول اإلس المية ال ذي انعق د‬
‫بالعاصمة اإلندونيسية "جاكرتا" في أكتوبر من سنة ‪1997‬م‪..‬‬
‫اهتم ام دول ة الك ويت بتط وير وحماي ة الوق ف‪ ،‬والس يما في الج انب الرق ابي‬ ‫‪)2‬‬
‫س واء الش رعي أو الم الي أو اإلداري‪ ،‬ويتض ح ذل ك من خالل المراس يم‬
‫الصادرة بهذا الشأن‪ ،‬كما وجد جهات رقابية متعددة تراقب أعمال الوقف‬
‫كديوان المحاسبة ومجلس األمة والهيئة الشرعية وغيرها من الجهات‪.‬‬
‫الحجم الض خم لألم وال الوقفي ة في األمان ة العام ة لألوق اف مم ا س اهم في‬ ‫‪)3‬‬
‫تن وع وتوس ع األعم ال ال تي تق وم به ا بين أنش طة أوق ف أص حاب األم وال‬
‫أم والهم عليه ا‪ ،‬وبين أنش طة اس تثمارية لتنمي ة أم وال الوق ف مم ا يجع ل‬
‫األمانة العامة لألوقاف نموذجاً للدراسة‪.‬‬
‫وجود لوائح واضحة ومحددة فيما يخص االستثمار والصرف وغيرها من‬ ‫‪)4‬‬
‫األنشطة التي تزاولها األمانة العامة للوقف‪.‬‬
‫تعاون األخوة في األمانة العامة لألوقاف مما مكنني من اإلطالع والحصول‬ ‫‪)5‬‬
‫على كثير من الوثائق المعتمدة لدى األمانة العامة لألوقاف‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪35‬‬
‫أوالً ‪ :‬الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف من خالل النظم واللوائح المقرة‬
‫فيها‪:‬‬
‫تش كيل اللجن ة الش رعية‪ :‬يوج د في األمان ة العام ة لألوق اف لجن ة ش رعية‬ ‫‪.1‬‬
‫مشكلة بقرار مجلس شئون األوق اف في اجتماعه الثالث والعشرين المنعقد‬
‫في ‪ 21‬رمض ان ‪1420‬هـ المواف ق ‪ 29‬ديس مبر ‪1999‬م مكون ة من خمس ة‬
‫أعض اء من المتخصص ين في العل وم الش رعية حيث تم تع يينهم لم دة س نتين‬
‫قابلة للتجديد‪.‬‬
‫نطاق عمل اللجنة‪ :‬تم تحديد عمل اللجنة الشرعية بأمور عديدة منها‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أنه ا تختص بإب داء الحكم الش رعي في جمي ع المس ائل ال تي تع نى به ا‬ ‫أ‪-‬‬
‫األمان ة العام ة لألوق اف من أعم ال وتص رفات بص فتها قائم ة بأعم ال‬
‫النظ ارة على الوق ف‪ .‬س واء ك انت ه ذه األعم ال أو االستفس ارات ت رد‬
‫إليه ا من مجلس ش ئون الوق ف أو األمين الع ام أو أح د نواب ه أو‬
‫الص ناديق والمش اريع الوقفي ة أو وح دات العم ل في األمان ة ‪ .‬أو أي‬
‫مواضيع تراها اللجنة‪.‬‬
‫تق وم اللجن ة ب التثبت من ش رعية م ا تق وم ب ه األمان ة والص ناديق‬ ‫ب‪-‬‬
‫والمشاريع الوقفية من أعمال في المجاالت الوقفية ‪.‬‬
‫نص نظ ام الرقاب ة الش رعية على األعم ال المتعلق ة ب الوقف على أن‬ ‫ت‪-‬‬
‫هناك أعمال ال يجوز مباشرتها إال من قبل اللجنة الشرعية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬دراس ة الموض وعات ذات الطبيع ة الش رعية وإ ب داء الحكم الش رعي‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التقارير التي يرفعها لها المراقب الشرعي وإ بداء الرأي فيها‪.‬‬
‫الرقابة الشرعية‪ :‬تنص اللوائح على أن للجنة الشرعية صالحية واسعة في‬ ‫‪.3‬‬
‫الرقابة الشرعية حيث تهدف الرقابة الشرعية التي تمارسها اللجنة إلى ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫التأكد من مطابقة العمل للقواعد واألحكام الشرعية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪36‬‬
‫بي ان الحكم الش رعي في القض ايا والمس ائل المس تحدثة في ض وء‬ ‫ب‪-‬‬
‫القواع د والض وابط الش رعية‪ ،‬ولتحقي ق ه ذه األه داف يح ق للجن ة‬
‫الشرعية ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة المسبقة‪:‬‬
‫للجنة أن تمارس الرقابة المسبقة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫مش روعات الق وانين المتعلق ة ب الوقف ال تي تع دها األمان ة أو يس تطلع رأيه ا‬ ‫‪.1‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫اللوائح المتعلقة بالوقف وأي قرارات خاصة به تتضمن قواعد عامة تزمع‬ ‫‪.2‬‬
‫األمانة إصدارها‪.‬‬
‫التصرفات الناقلة لملكية عقارات الوقف‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أي تص رف أو عم ل ي ترتب علي ه إس قاط ح ق من حق وق الوق ف‪ ،‬أو أي‬ ‫‪.4‬‬
‫تص رف أو عم ل ي ؤدي إلى تحمي ل الوق ف بالتزام ات على خالف النظم‬
‫واللوائح التي سبق أن أقرتها اللجنة‪.‬‬
‫العق ود ال تي تن وي األمان ة إبرامه ا المتعلق ة ب الوقف باس تثناء العق ود النمطي ة‬ ‫‪.5‬‬
‫التي سبق للجنة الموافقة عليها‪.‬‬
‫قواعد تحديد األولويات في اإلنفاق من ريع الوقف وفقاً لشروط الواقفين‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة الالحقة‪:‬‬


‫تكون رقابة اللجنة الحقة في غير الحاالت الواردة في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫أدوات الرقابة الشرعية‪:‬‬


‫يحق للجنة أن تكلف عضواً أو أكثر من أعضائها أو المراقب الشرعي أو‬ ‫‪.1‬‬
‫أح د معاوني ه ب أن يطل ع على الوث ائق والمس تندات المتعلق ة ب أموال الوق ف‬
‫وأنش طته‪ ،‬كم ا أن للجن ة أن تطلب ص وراً من ه ذه الوث ائق والمس تندات‪.‬‬
‫وله ا على وج ه الخص وص‪ ،‬ح ق االطالع وطلب ص ورة من الوث ائق‬
‫والمستندات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬خطط وبرامج العمل‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪37‬‬
‫ب‪ -‬الميزانيات التقديرية والحسابات الختامية وتقارير مراقبي الحسابات‪.‬‬
‫ت‪ -‬محاض ر اجتماع ات مجلس ش ئون األوق اف ومج الس إدارات الص ناديق‬
‫والمشاريع الوقفية واللجان العاملة في األمانة‪.‬‬
‫ث‪ -‬التقاير المالية التي يعدها قطاع االستثمار‪.‬‬
‫ج‪ -‬المش اريع واألنش طة واألعم ال ال تي تزم ع الص ناديق والمش اريع الوقفي ة‬
‫واللجان القيام بها‪.‬‬
‫ح‪ -‬المطبوعات والنشرات واألفالم والتسجيالت الصوتية وغيرها‪.‬‬

‫يحق للجنة أن تكلف عضواً أو أكثر من أعضائها‪ ،‬أو أن تكلف المراقب‬ ‫‪.2‬‬
‫الش رعي أو أح د معاوني ه بزي ارة إدارات ومك اتب ووح دات العم ل في‬
‫األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة واللج ان للتأك د من مطابق ة العم ل‬
‫فيه ا للقواع د واألحك ام الش رعية‪ ،‬وترف ع اللجن ة تق ارير بنت ائج ه ذه‬
‫الزيارات‪.‬‬
‫للجن ة أن ت دعو لحض ور اجتماعاته ا من ت رى من المس ئولين والم وظفين‬ ‫‪.3‬‬
‫في األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة‪ ،‬واللج ان للحص ول منهم على‬
‫المعلوم ات ال تي تعين اللجن ة في مباش رة المه ام المنوط ة به ا‪ ،‬والتع رف‬
‫على رؤيتهم وآرائهم في الموضوعات التي تدرسها‪.‬‬
‫تعين األمان ة بن اء على اق تراح اللجن ة‪ ،‬مراقب اً ش رعياً أو أك ثر وذل ك وفق اً‬ ‫‪.4‬‬
‫الحتياجات العمل‪.‬‬
‫وعلى المراقب الشرعي مباشرة المهام التالية‪:‬‬
‫االطالع على الوثائق والمستندات المتعلقة بمجاالت العمل الوقفي‬ ‫أ)‬
‫ال تي تح ددها ل ه اللجن ة فحص ها‪ ،‬ورف ع تق ارير إلى اللجن ة بنت ائج‬
‫هذا الفحص‪.‬‬
‫زي ارة وح دات العم ل في األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة‬ ‫ب)‬
‫واللجان وذلك وفق اً لبرنامج توافق عليه اللجنة الشرعية‪ ،‬ويرفع‬
‫تقارير إلى اللجنة بنتائج هذه الزيارات‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪38‬‬
‫يك ون حلق ة االتص ال بين اللجن ة واألمان ة في األم ور المتعلق ة‬ ‫ت)‬
‫بالرقابة الشرعية التي تمارسها اللجنة‪.‬‬
‫نش ر ال وعي الش رعي بين الع املين في األمان ة والص ناديق‬ ‫ث)‬
‫والمشاريع الوقفية واللجان‪.‬‬

‫اجتماعات اللجنة‪:‬‬
‫ي رأس جلس ات اللجن ة عض و يعين ه مجلس ش ئون األوق اف من أعض اء‬ ‫‪.1‬‬
‫المجلس ويح ق ل ه التص ويت‪ ،‬وص وته ي رجح في حال ة تس اوي‬
‫األصوات‪ ،‬وفي حالة غيابه يتولى رئاسة الجلسة أكبر األعضاء سناً‪.‬‬
‫يعين األمين الع ام مق رراً للجن ة ومس اعدا ل ه عن د الحاج ة لتلقي وحف ظ‬ ‫‪.2‬‬
‫جميع الوثائق ومستندات اللجنة وتنظيم اجتماعاتها‪ .‬ويعد مقرر اللجنة‬
‫محاض ر اجتماعاته ا ويض منها أس ماء الحاض رين والموض وعات ال تي‬
‫نظرتها والقرارات التي خلصت إليها بالنسبة لكل موضوع‪.‬‬
‫ينشأ باللجنة سجل يدون فيه المقرر جميع الموضوعات المحالة إليها‬ ‫‪.3‬‬
‫أو التي تقرر اللجنة النظر فيها خالل اجتماعاتها‪.‬‬
‫يعد مقرر اللجنة باالتفاق مع رئيسها جدول أعمال كل اجتماع‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تجتمع اللجنة ست مرات في السنة على األقل أو كلما اقتضت الحاجة‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫بناء على طلب من رئيسها أو عضوين من أعضائها أو األمين العام‪.‬‬
‫توج ه ال دعوة لحض ور اجتم اع اللجن ة مرفق اً به ا الم ذكرات والوث ائق‬ ‫‪.6‬‬
‫المتعلقة بالموضوعات التي ستنظرها اللجنة قبل وقت كاف من موعد‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫يشترط لصحة اجتماعات اللجنة حضور ثالثة من أعضائها الشرعيين‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫تعتم د محاض ر اجتماع ات اللجن ة بتوقيعه ا من قب ل ك ل من رئيس‬ ‫‪.8‬‬
‫االجتم اع ومق رر اللجن ة وجمي ع األعض اء الحاض رين بع د التص ديق‬
‫عليها في الجلسة التالية‪ ،‬وترسل صورة عنها إلى األمين العام‪.‬‬
‫يق وم األمين الع ام بتوزي ع نس خ من محاض ر اجتماع ات اللجن ة بع د‬ ‫‪.9‬‬
‫اعتمادها على رئيس وأعضاء شئون الوقف‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪39‬‬
‫إصدار القرارات‪:‬‬
‫للجن ة أن تط رح على مجلس ش ئون األوق اف رأيه ا في أس اليب تط بيق‬ ‫‪.1‬‬
‫االجتهادات الشرعية المستحدثة التي تراها محققة لمصالح الوقف‪.‬‬
‫تصدر اللجنة توصياتها بأغلبية األعضاء الحاضرين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ُيعد االمتناع عن التصويت رفضاً للموضوع محل التصويت‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تُع د اللجن ة تقري راً عن ك ل موض وع من الموض وعات المحال ة إليه ا‬ ‫‪.4‬‬
‫وذل ك خالل مهل ة ال تتج اوز ش هرين من ت اريخ إحالته ا عليه ا‪ .‬ويجب‬
‫أن يتض من تقري ر اللجن ة بيان اً ب الحكم الش رعي ال ذي ت راه‪ ،‬ويوق ع ك ل‬
‫تقرير من قبل األعضاء المشاركين في نظر الموضوع‪.‬‬
‫للق رارات ال تي تص در عن اللجن ة ص فة اإلل زام‪ ،‬وعلى األمان ة‬ ‫‪.5‬‬
‫والصناديق والمشاريع الوقفية أن تتقيد بها‪ ،‬ولألمين العام أن يطلب من‬
‫اللجنة إعادة النظر في أي مما يصدر عنها بكتاب مسبب‪ ،‬وللجنة في‬
‫هذه الحالة إعادة بحث الموضوع أو تأكيد ما صدر عنها‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪40‬‬
‫واقع الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف‪:‬‬
‫من خالل م ا تم ذك ره في النظم والل وائح المنظم ة للعم ل في األمان ة العام ة‬
‫لألوقاف نرغب بذكر واقع األمانة العامة لألوقاف في تطبيق تلك النظم واللوائح‪.‬‬
‫تجتم ع اللجن ة الش رعية بش كل ش به أس بوعي لمناقش ة المواض يع ال تي تط رح‬ ‫‪.1‬‬
‫عليها قبل إقدام األمانة على تنفيذها‪ ،‬فتصدر اللجنة الشرعية قراراً بخصوص‬
‫الموضوع الذي تم مناقشته‪ ،‬ثم يرسل القرار إلى األمين العام لألمانة فيصدر‬
‫بقرار منه إلى الجهة المعنية بالموضوع‪.‬‬
‫تقوم اللجنة الشرعية بدور الرقابة المسبقة بحيث يعرض على اللجنة الشرعية‬ ‫‪.2‬‬
‫كل األمور التي ترغب األمانة بعملها وتنفيذها‪.‬‬
‫يوج د للجن ة مق رر يق وم بالتنس يق م ع رئيس اللجن ة بإع داد ج دول األعم ال‬ ‫‪.3‬‬
‫وإ عداد المحاضر ومتابعة التصديق عليها من قبل اللجنة الشرعية ‪.‬‬
‫تص در اللجن ة الش رعية تقري راً س نوياً عن جمي ع المش اريع والطلب ات ال تي تم‬ ‫‪.4‬‬
‫عرض ها على اللجن ة الش رعية مذيل ة بق رارات اللجن ة‪ ،‬إال أن ه ذا التقري ر ال‬
‫يتم فيه ذكر المخالفات التي وقعت فيها األمانة‪.‬‬
‫يق وم األمين الع ام برف ع تقري ر اللجن ة الش رعية إلى مجلس ش ئون األوق اف‬ ‫‪.5‬‬
‫لالطالع عليه‪.‬‬
‫ال تق وم اللجن ة الش رعية باختي ار أعض اء منه ا أو من خارجه ا لمتابع ة مهم ة‬ ‫‪.6‬‬
‫الت دقيق والرقاب ة الش رعية‪ ،‬وإ نم ا يتم تش كيل فري ق الت دقيق والرقاب ة الشرعية‬
‫بقرار وزاري قد يتم فيه اختيار أعضائه من اللجنة الشرعية أو من خارجها‪.‬‬
‫م ع وج ود الئح ة وض وابط لص رف ري ع الوق ف إال أن اللجن ة الش رعية ال‬ ‫‪.7‬‬
‫تس تطيع التأك د من أن الص رف تم في طريق ه الص حيح‪ ،‬فمثالً يتم الموافق ة‬
‫على ص رف مبل غ لجه ة معين ة‪ ،‬ويتم تس ليمها المبل غ‪ ،‬وال يعلم بع د ذل ك ه ل‬
‫قامت هذه الجهة بصرف المبلغ وفق ما أقرته اللجنة الشرعية أم ال ‪ ،‬وغالبية‬
‫المخالف ات ال تي يتم اكتش افها تتم بمعرف ة شخص ية من أح د أعض اء اللجن ة‬
‫الشرعية أم من خارجها‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪41‬‬
‫غالبي ة اجتماع ات اللجن ة الش رعية تك ون لمناقش ة ص رف ري ع الوق ف على‬ ‫‪.8‬‬
‫جهات مختلفة‪ ،‬والنظر في مدى انطباق ضوابط الصرف على هذه الجهات‬
‫أم ال‪.‬‬
‫ال توج د إدارة متخصص ة في الرقاب ة الش رعية في األمان ة العام ة لألوق اف‬ ‫‪.9‬‬
‫وإ نم ا يوج د قس م داخ ل اإلدارة القانوني ة‪ ،‬يتب ع ل ه موظف ان لمتابع ة األم ور‬
‫الشرعية‪ ،‬والسيطرة الكاملة في هذه اإلدارة لإلدارة القانونية‪.‬‬
‫ال يوجد في األمانة العامة لألوقاف مراقبين شرعيين مؤهلين لعملية التدقيق‬ ‫‪.10‬‬
‫الش رعي على أعم ال األمان ة العام ة‪ ،‬حيث ص در الق رار ال وزاري بتكلي ف‬
‫بعض األشخاص بمهمة التدقيق الشرعي على أعمال األمانة لعامة لألوقاف ‪،‬‬
‫وتم تكليف الفريق من األمين العام بتأسيس قسم للرقابة الشرعية‪ ،‬وكان من‬
‫صالحيات هذا الفريق الرقابة على قطاع األمين العام‪ ،‬إال أن هذا الفريق كان‬
‫تابعاً إلدارة الرقابة والتدقيق التي تتبع لألمين العام أيضاً‪.‬‬

‫وقد قام هذا الفريق بجهد مشكور حيث بدء بقطاع االستثمار حيث تم اآلتي‪:‬‬
‫مراجع ة أدل ة اإلج راءات في قط اع االس تثمار الم الي والعق اري‪ ،‬وت بين‬ ‫‪.1‬‬
‫صدور دليل إجراءات االستثمار من دون موافقة اللجنة الشرعية‪ ،‬وتم رده‬
‫للجنة الشرعية واعتمد منها‪.‬‬
‫ع دم متابع ة االس تثمارات من الناحي ة الش رعية‪ ،‬حيث ق ام قط اع االس تثمار‬ ‫‪.2‬‬
‫باالس تثمار في بعض الش ركات المتوافق ة من الناحي ة الش رعية إال أن ه ذه‬
‫الش ركات ق د تتغ ير أحواله ا فتخ رج من قائم ة الش ركات المتوافق ة وتس تمر‬
‫األمانة في مساهمتها في هذه الشركات‪.‬‬
‫بعض الشركات المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية قد يكون لها إيرادات‬ ‫‪.3‬‬
‫محرم ة فتحت اج إلى متابعته ا لكي تتخلص األمان ة من ه ذه اإلي رادات‬
‫المحرمة‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪42‬‬
‫وق د ق ام الفري ق بمتابع ة ه ذه المس ائل وإ عط اء توص ية مختص رة في م دى‬
‫االس تمرار في ه ذا االس تثمار من عدم ه‪ ،‬وبي ان م ا إذا ك ان ه ذا االس تثمار في ه‬
‫إيرادات محرمة أم ال‪.‬‬
‫وهذه التجربة في األمانة العامة لألوقاف لم يكتب لها االستمرار حيث انتهت‬
‫بإحال ة ه ذا الفري ق من إدارة الرقاب ة والت دقيق إلى إدارة التخطي ط ‪ ،‬وق دم الفري ق‬
‫على إثر ذلك اعتذاره عن االستمرار بعد أن أمضى سنتين ونصف في عمله‪.‬‬
‫ثم صدر القرار الوزاري بإناطة مهمة الت دقيق والرقاب ة الشرعية إلى اللجنة‬
‫الش رعية حيث يتم اختي ار ثالث ة أعض اء من اللجن ة الش رعية يقوم ون به ذه المهم ة‬
‫حيث تس تغرق م دة الت دقيق ش هرين بواق ع ي ومين في األس بوع تق وم من خالل ه‬
‫بالتدقيق على جميع أعمال األمانة العامة لألوقاف‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪43‬‬
‫مقارنة عن الرقابة الشرعية بين وجودها في النظم واللوائح وتطبيقه ا على‬
‫أرض الواقع وأهم المقترحات لتطويرها‪:‬‬
‫إن الرقابة الشرعية في النظم واللوائح قد صيغت صياغة متقنة وجيدة‪ ،‬حيث‬
‫أعطت اللوائح للجنة الشرعية صالحيات واسعة‪ ،‬وألزمت األمانة العامة لألوقاف‬
‫بقراراتها إال أن لنا بعض المالحظات على هذه النظم واللوائح تتمثل بالتالي‪:‬‬
‫إن وجود اللجنة الشرعية في الهيكل التنظيمي لألمانة العامة لألوقاف تم وفق‬ ‫‪.1‬‬
‫المرس وم األم يري‪ ،‬إال أن اختي ار أعض اء اللجن ة الش رعية يتم وف ق ق رارات‬
‫مجلس شئون األوقاف‪ ،‬وكما ذكرنا سابقاً بأن اللجنة الشرعية لها حق االطالع‬
‫على محاض ر مجلس ش ئون األوق اف‪ ،‬وبالت الي له ا ح ق االع تراض على ق رار‬
‫مجلس ش ئون األوق اف إذا تم اتخ اذ بعض الق رارات ال تي يوج د فيه ا مخالف ات‬
‫ش رعية‪ ،‬ألن ق رارات اللجن ة الش رعية كم ا ج اء في النظم والل وائح ملزم ة‬
‫لألمانة العامة لألوقاف‪ ،‬ولذلك يفترض أن يتم تشكيل اللجنة الشرعية من نفس‬
‫الجهة التي تشكل مجلس شئون األوقاف لسببين‪:‬‬
‫أن تك ون اللجن ة الش رعية له ا اس تقالليتها التام ة‪ ،‬فال تت أثر بمجلس ش ئون‬ ‫أ‪-‬‬
‫األوق اف ال ذي له ا س لطة على الرقاب ة علي ه‪ ،‬فكي ف ت راقب على مجلس‬
‫شئون األوقاف وهو الذي يقوم بتعيينها‪.‬‬
‫إعطاء الدعم الكافي والكامل للجنة الشرعية ‪ ،‬إذ أن لها نفس القوة التي‬ ‫ب‪-‬‬
‫لمجلس شئون األوقاف‪.‬‬
‫ج اء في النظم والل وائح إن مجلس ش ئون األوق اف يق وم باختي ار رئيس اللجن ة‬ ‫‪.2‬‬
‫الشرعية‪ ،‬فقد جاء في النظام الداخلي للجنة الشرعية المادة (‪ )9‬ما يلي‪:‬‬
‫"يرأس جلسات اللجنة عضو يعينه مجلس شئون األوقاف من أعضاء المجلس‬
‫ويح ق ل ه التص ويت‪ ،‬وص وته ي رجح في حال ة تس اوي األص وات‪ ،‬وفي حال ة‬
‫غيابه يتولى رئاسة الجلسة أكبر أعضاء اللجنة سناً"‬
‫ب ل ج اء في موق ع األمان ة العام ة لألوق اف (‪ )www.awqaf.org‬فيم ا يتعل ق‬
‫بمجلس شئون األوقاف ما يلي‪:‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪44‬‬
‫"يشكل المجلس من بين أعضائه ومن غيرهم اللجان الدائمة التالية التي تمارس‬
‫االختصاصات المبينة قرين كل منها كما جاء في نص المادة (‪ )12‬من النظام‬
‫الداخلي لمجلس شئون الوقف‪:‬‬
‫"اللجنة الشرعية ‪ :‬تختص بإبداء الرأي الشرعي في أعمال األمانة"‪.‬‬
‫كما جاء في الموقع نفسه بأن أعضاء مجلس شئون الوقف يتشكل من كل‪:‬‬
‫رئيساً‪.‬‬ ‫وزير األوقاف والشئون اإلسالمية‬ ‫‪.1‬‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫أمين عام األمانة العامة لألوقاف‬ ‫‪.2‬‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫وكيل وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية‬ ‫‪.3‬‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫مدير عام مؤسسة التأمينات االجتماعية‬ ‫‪.4‬‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫مدير عام بيت الزكاة‬ ‫‪.5‬‬
‫ممث ل عن وزارة المالي ة ال تق ل درجت ه عن وكي ل وزارة مس اعد يخت اره‬ ‫‪.6‬‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫الوزير المختص‬
‫عضواً‪.‬‬ ‫ممثل عن الهيئة العامة لالستثمار‬ ‫‪.7‬‬
‫ثالث ة أعض اء من ذوي الخ برة واالختص اص يص در بتع يينهم لم دة ثالث‬ ‫‪.8‬‬
‫سنوات قابلة للتجديد قرار من مجلس الوزراء بناء على ترشيح من وزير‬
‫األوقاف والشئون اإلسالمية‪.‬‬

‫ولنا على هذا األمر عدة مالحظات منها‪:‬‬


‫مع احترامن ا لألشخاص ال ذين يش غلون هذه المناص ب سواء الحاليين منهم أو‬ ‫أ)‬
‫الس ابقين‪ ،‬فإن ه ال يص ح أن ي رأس اللجن ة الش رعية عض و من مجلس ش ئون‬
‫الوقف‪ ،‬إذ أن هذه اللجنة شرعية‪ ،‬وقد ال يوجد من بين أعضاء مجلس شئون‬
‫الوق ف من ه و متخص ص بالمس ائل واألم ور الش رعية‪ ،‬كم ا ه و واض ح من‬
‫قرار تشكيل مجلس شئون الوقف فضال عن رئاسته للجنة الشرعية‪ ،‬مما أدى‬
‫لصحة عقد اجتماعات اللجنة الشرعية حضور ثالثة من أعضائها الشرعيين‪،‬‬
‫وهذا يعني أنه يحق لغير الشرعيين االشتراك في اللجنة‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪45‬‬
‫إن اللجن ة الش رعية له ا ح ق المراقب ة والت دقيق على أعم ال مجلس ش ئون‬ ‫ب)‬
‫الوقف‪ ،‬وبالتالي هناك تعارض في عمل رئيس اللجنة الشرعية‪ ،‬فكيف يكون‬
‫هو من يصدر القرار وهو الذي يراقب عليه‪.‬‬
‫إن انضواء اللجنة الشرعية تحت كنف مجلس شئون الوقف بحيث هو من‬ ‫ت)‬
‫يق وم بتش كيلها‪ ،‬وهي من ت راقب علي ه ي ؤثر في اس تقاللية اللجن ة الش رعية‬
‫ككيان مستقل له حق المراقبة والتدقيق‪.‬‬
‫قلن ا إن الل وائح والنظم المنظم ة لعم ل اللجن ة الش رعية أعطت الح ق للجن ة‬ ‫‪.3‬‬
‫الشرعية بمراقبة وتدقيق أعمال األمانة لألوقاف‪ ،‬إال أن األمانة العامة لألوقاف‬
‫تفتقر إلى وجود إدارة خاصة للرقابة الشرعية‪ ،‬إذ أن حجم األموال التي تديرها‬
‫األمان ة العام ة لألوق اف يعت بر ض خماً مقارن ة ببعض المؤسس ات المالي ة‬
‫اإلس المية‪ ،‬ال تي تل زم هيئ ات الفت وى والرقاب ة الش رعية في تل ك المؤسس ات‬
‫إداراتها بضرورة وجود مراقبين شرعيين يتابعون أعمال المؤسسة من الناحية‬
‫الشرعية‪ ،‬ويقدمون تقارير عن أعم الهم لهيئة الفتوى والرقابة الش رعية‪ ،‬علم اً‬
‫بأن عمل المؤسسات المالية اإلسالمية يقتصر على استثمار األموال وتنميتها‪،‬‬
‫فكي ف إذا أض يف إلى ه ذا النش اط ص رف ري ع الوق ف‪ ،‬والتأك د من أوج ه‬
‫الص رف بأنه ا مطابق ة لش روط الواق ف‪ ،‬وللسياس ات العام ة في الص رف في‬
‫األمانة العامة‪ ،‬فهذا بحاجة إلى جهاز إداري كامل لمتابعة مثل هذه األم ور‪ ،‬فال‬
‫يكفي أن تق وم اللجن ة الش رعية ب إجراء الرقاب ة والت دقيق الش رعي لم دة ش هرين‬
‫فقط‪ ،‬بل ال بد أن تكون الرقابة بشكل دائم ومستمر حتى تتجنب األمانة الوقوع‬
‫في األخط اء والمخالف ات الش رعية‪ ،‬وال أدل على ض رورة وج ود ه ذا الجه از‬
‫من حجم المخالفات التي قام برصدها ديوان المحاسبة حيث تنوعت بين صرف‬
‫مب الغ في غ ير م ا خص ص له ا‪ ،‬وع دم ال تزام األمان ة بالش روط التعاقدي ة م ع‬
‫جه ات أخ رى‪ ،‬وس وف أس تعرض بعض ه ذه المالحظ ات لتعلقه ا بالج انب‬
‫الش رعي‪ ،‬وخصوص اً الرقاب ة الش رعية للتأكي د على أهمي ة وج ود إدارة للرقاب ة‬
‫الشرعية في األمانة العامة لألوق اف‪ ،‬حيث جاء في تقريره عن أعمال األمانة‬
‫العامة لألوقاف فيما يتعلق بميزانية ‪ 2009-2008‬ما يلي‪:‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪46‬‬
‫هن اك مآخ ذ ش ابت تنفي ذ االتفاقي ة المبرم ة بين األمان ة العام ة لألوق اف‬ ‫ا‪-‬‬
‫ووزارة األوق اف والش ئون اإلس المية بش أن مص رف المس اجد‪ ،‬حيث لم‬
‫تلتزم وزارة األوقاف بإرسال تقارير ربع سنوية حسب االتفاقية المبرمة‬
‫بين الط رفين‪ ،‬كم ا أن ال وزارة ق امت بص رف بعض المب الغ من غ ير‬
‫االلتزام باالتفاقية الموقعة (‪.)1‬‬
‫ع دم اتخ اذ اإلج راءات الرقابي ة الكافي ة للتأك د من س المة ص رف مب الغ‬ ‫ب‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المنح والدعم المالي التي تقدمها األمانة لبعض الجهات‪.‬‬
‫عدم تقيد األمانة ببعض أحكام الئحة ضوابط استثمار األموال الوقفية‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ع دم وج ود الئح ة داخلي ة معتم دة تنظم أعم ال وإ ج راءات النظ ارة‬ ‫د‪-‬‬
‫المشتركة‪ .‬وتحدد سلطات ومسؤوليات القائمين عليها‪.‬‬
‫فهذه المالحظات وغيرها وإ ن كان لألمانة العامة لألوقاف ردود عليها‪ ،‬إال أنه ا‬
‫توض ح م دى أهمي ة وج ود إدارة مس تقلة للرقاب ة الش رعية تت ابع أم ور الوق ف‬
‫بشكل يومي‪ ،‬فإذا كان ديوان المحاسبة كجهة خارجية استطاع أن يرصد هذه‬
‫المالحظ ات‪ ،‬فكي ف بجه از ت دقيق ش رعي يش رف وي راقب بش كل ي ومي على‬
‫أعمال األمانة العامة لألوقاف‪.‬‬
‫وض رورة إنش اء مث ل ه ذه اإلدارة يتأك د من خالل تقلي ل ه ذه المالحظ ات مم ا‬
‫يعزز ثقة الواقفين بدور األمانة واطمئنانهم على أوقافهم وعدم تشويش صورة‬
‫األمانة من قبل من يريد سوءاً بها‪.‬‬
‫إن الرقابة الشرعية أصبحت علما له قواعده وضوابطه‪ ،‬بل أصبح علم اً يدرس‬ ‫‪.4‬‬
‫وين ال طالب ه ش هادة عن د اجتي ازه له ذا العلم‪ ،‬كم ا ه و ح ادث وواق ع في هيئ ة‬
‫المحاس بة والمراجع ة للمؤسس ات المالي ة اإلس المية‪ ،‬حيث اس تفادت من مهم ة‬
‫م دقق الحس ابات الخ ارجي وأض افت إلي ه م ا يتعل ق بج انب الرقاب ة الش رعية‪،‬‬
‫فوجود إدارة الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف مهم؛ ولكن األهم منه‬
‫وجود مراقبين شرعيين مؤهلين لهذه المهمة العظيمة‪.‬‬

‫() قامت األمانة العامة لألوقاف بالرد على هذه المالحظة بأن هذه المآخذ سبق للديوان أن وجهها في تقاريره الس ابقة وتم‬ ‫‪1‬‬

‫أخذ مالحظاته والعمل بها‪ ،‬وأنها لم تأل جهدا في حث الوزارة على تنفيذ االتفاقية كما هي‪ ،‬وتمت مخاطبتها به ذا الش أن‬
‫مرات عديدة‪.‬‬
‫() أفادت األمانة في ردها بأنه تم الحصول على تقارير مفصلة من بعض الجهات وبانتظار ب اقي التق ارير م ع األخ ذ‬ ‫‪2‬‬

‫باالعتبار إيقاف صرف أي دفعات تالية لحين تسلم تقارير الدفعات السابقة والتدقيق عليها‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪47‬‬
‫الئحة مقترحة لعمل‬
‫هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‬
‫لألمانة العامة لألوقاف‬
‫المادة األولى‬
‫اسم الهيئة‪:‬‬
‫هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لألمانة العامة لألوقاف‪ ،‬ويطلق عليها في هذه‬
‫الالئحة "الهيئة"‪.‬‬
‫المادة الثانية‬
‫تعريف الهيئة‪:‬‬
‫هي جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في شئون الوقف يقوم بتوجيه‬
‫نشاطات األمانة العامة لألوقاف ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزام اإلدارة‬
‫بأحكام ومبادئ الشريعة فيما يتعلق بالوقف التي تجريها األمانة العامة لألوقاف‪.‬‬
‫المادة الثالثة‬
‫الجهة المختصة بتعيين الهيئة‪:‬‬
‫ُيعتمد تعيين الهيئة ممن له سلطة تشكيل األمانة العامة لألوقاف أو بموجب‬
‫توصية من مجلس األمناء باختيار أعضاء الهيئة‪.‬‬

‫تشكيل الهيئة‪:‬‬
‫هيئة الفتوى والرقابة الشرعية مكونة من ثالثة أعضاء على األقل من‬
‫المتخصصين في فقه الوقف‪ ،‬ويختار أعضاء هيئة الفتوى والرقابة الشرعية من بينهم‬
‫رئيساً لهم‪ ،‬ويشترط لصحة اجتماعات الهيئة حضور كامل أعضائها إذا كان عدد‬
‫أعضاء الهيئة ال يجاوز ثالثة أعضاء‪.‬‬

‫المادة الرابعة‬
‫مهام الهيئة‪:‬‬
‫النظر في مرسوم تشكيل األمانة العامة لألوقاف ونظامها األساسي واللوائح‬ ‫‪)1‬‬
‫المتبعة في عمل األمانة والتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إبداء الرأي الشرعي في معامالت األمانة واالستفسارات التي تحال إلى الهيئة‬ ‫‪)2‬‬
‫من قبل األمين العام أو المراقب الشرعي أو الواقفين‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪48‬‬
‫مراجعة واعتماد نماذج العقود واالتفاقيات والعمليات العائدة لجميع معامالت‬ ‫‪)3‬‬
‫األمانة مع الواقفين وغيرهم‪ ،‬واإلشتراك في تعديل وتطوير النماذج المذكورة‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬والمشاركة في إعداد العقود التي تزمع األمانة إبرامها – مما‬
‫ليس له نماذج موضوعة من قبل‪ -‬وذلك بقصد التأكد من خلو العقود واالتفاقيات‬
‫والوقفيات والعمليات المذكورة من المحظورات الشرعية‪.‬‬
‫متابعة عمليات األمانة‪ ،‬ومراجعة أنشطتها من الناحية الشرعية‪ ،‬والتحقق من أن‬ ‫‪)4‬‬
‫المعامالت المبرمة كانت لمنتجات معتمدة من قبل الهيئة‪.‬‬
‫تقديم واقتراح الحلول الشرعية الممكنة لمشكالت الوقف التي ال تتفق مع مبادئ‬ ‫‪)5‬‬
‫وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تقديم التوجيه واإلرشاد والتدريب للموظفين المعنيين بالنظارة بما يعينهم على‬ ‫‪)6‬‬
‫تحقيق االلتزام بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫التأكد من تجنيب المكاسب التي تحققت من مصادر أو بطرق تتعارض مع‬ ‫‪)7‬‬
‫أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية وصرفها في وجوه البر‪.‬‬
‫التأكد من تحصيل غلة الوقف ومتابعة صرفها على المستحقين وفق ما جاء في‬ ‫‪)8‬‬
‫وثائق الوقف وشروط الواقفين‪.‬‬
‫تقديم تقرير سنوي يعرض على مجلس األمانة تبدى فيه الهيئة رأيها في‬ ‫‪)9‬‬
‫المعامالت التي أجرتها األمانة ومدى التزام اإلدارة بالفتاوى والقرارات‬
‫واإلرشادات التي صدرت عنها‪.‬‬
‫تمثيل األمانة في المجاالت الشرعية من المؤتمرات والندوات والمشاركة في‬ ‫‪)10‬‬
‫اللقاءات المتعلقة بشئون الوقف‪.‬‬
‫اإلشراف على تجميع الفتاوى‪ ،‬وإ قرار ما يتم نشره منها باعتبارها مرجعاً‬ ‫‪)11‬‬
‫شرعياً ومستنداً رسمياً‪ ،‬يتعين على األمانة التقيد بها وعدم مخالفة شيء منها إال‬
‫ما يتم الرجوع عنه من قبل الهيئة‪.‬‬
‫اعتماد تعيين المراقبين الشرعيين المرشحين من قبل األمين العام‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪49‬‬
‫المادة الخامسة‬
‫منهاج عمل الهيئة‪:‬‬
‫تدرس الهيئة الموضوع المستفسر عنه دراسة وافية للوقوف على حقيقته‬ ‫‪)1‬‬
‫مستعينة بمقدم االستفسار وبمن ترى حاجة إلى االستعانة به من المتخصصين‪.‬‬
‫دونه‬
‫تبحث الهيئة عن الحكم الشرعي للموضوع المستفسر عنه مستعينة بما ّ‬ ‫‪)2‬‬
‫دونوه في أصول التشريع من قواعد الستنباط‬
‫العلماء من األحكام الفقهية وما ّ‬
‫األحكام‪.‬‬
‫تلتزم الهيئة باألحكام المتفق عليها بين الفقهاء‪ ،‬وعند االختالف تختار الهيئة ما‬ ‫‪)3‬‬
‫تراه محققاً للمصلحة‪ ،‬وإ ذا لم يكن في الموضوع حكم سابق للفقهاء أفتت الهيئة‬
‫فيه باجتهادها ‪.‬‬
‫ليس من خطة الهيئة تطويع أحكام الشريعة اإلسالمية لتساير ما عليه العمل في‬ ‫‪)4‬‬
‫المؤسسات الوقفية‪ ،‬وإ نما خطتها تطويع أعمال األمانة لتساير الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتعديل ما يخالفها إذا كان قابالً للتعديل وتقديم البديل اإلسالمي لما‬
‫يحقق مصلحة حقيقية‪.‬‬
‫تسترشد الهيئة بقرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات والندوات والهيئات‬ ‫‪)5‬‬
‫الشرعية المتخصصة في شئون الوقف‪.‬‬
‫المادة السادسة‬
‫نظام االجتماعات‪:‬‬
‫تجتمع الهيئة في مقر األمانة بصفة دورية منتظمة ال تقل عن أربع اجتماعات‬ ‫‪)1‬‬
‫في السنة على األقل‪ ،‬ويجوز لها عقد بعض اجتماعاتها خارج األمانة أو في أحد‬
‫فروعها إن وجد‪.‬‬
‫في الحاالت التي ترى األمانة أو الهيئة الحاجة للبت في موضوع طارئ فيتم‬ ‫‪)2‬‬
‫دعوة الهيئة إلى اجتماع غير عادي عن طريق المراقب الشرعي‪.‬‬
‫ينعقد اجتماع الهيئة بحضور أكثرية أعضائها‪ ،‬وتصدر الهيئة قراراتها بأكثرية‬ ‫‪)3‬‬
‫األعضاء الحاضرين‪ ،‬وحين تعادل األصوات يرجح الجانب الذي فيه الرئيس‪،‬‬
‫ويحق للعضو غير الموافق إثبات رأيه في المحضر‪ ،‬وال يشار إلى االختالف‬
‫في نص الفتوى‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪50‬‬
‫للهيئة أن تدعو الجتماعها من تراه من مديري األمانة ومنسوبيها وخبرائها‬ ‫‪)4‬‬
‫ومستشاريها الستيضاح ما تحتاج إليه من بيانات ومعلومات تتعلق بالمسائل‬
‫المعروضة عليها‪ ،‬وليس لهم حق التصويت‪.‬‬
‫يجوز أن تصدر قرارات الهيئة بالتمرير في القضايا المستعجلة شريطة اتفاق‬ ‫‪)5‬‬
‫الرأي من جميع األعضاء‪ .‬ويجب إثبات القرار في محضر أول اجتماع الحق‪.‬‬
‫يقوم المراقب الشرعي بإعداد جدول أعمال اجتماعات الهيئة‪ ،‬واستيفاء‬ ‫‪)6‬‬
‫المعلومات والبيانات والمستندات الالزمة لعمل الهيئة‪.‬‬
‫يتم تبليغ قرارات الهيئة عن طريق المراقب الشرعي إلى الجهات المعنية‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫المادة السابعة‬
‫مسئولية الهيئة‪:‬‬
‫تكون الهيئة مسؤولة أمام مجلس األمانة في حالة وجود قصور في مستوى‬ ‫‪)1‬‬
‫الرقابة الشرعية بشرط قيام األمانة العامة لألوقاف بجميع مسؤولياتها المحددة‬
‫في هذه الالئحة‪.‬‬
‫تجتهد الهيئة بإبداء الرأي الشرعي في كل ما يعرض عليها من اإلدارات‬ ‫‪)2‬‬
‫التنفيذية‪ ،‬وتعد الهيئة تقريراً سنوياً يعرض على مجلس األمانة لبيان مدى التزام‬
‫األمانة بأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تحضر الهيئة أو بعض أفرادها اجتماع مجلس األمانة أو بعض أفرادها لإلجابة‬ ‫‪)3‬‬
‫على االستفسارات إن وجدت‪.‬‬
‫يكون عضو الهيئة مسئوال عن إفشاء أسرار األمانة أو نشر معلومات تعود‬ ‫‪)4‬‬
‫بالضرر على األمانة‪.‬‬
‫المادة الثامنة‬
‫مسئولية األمانة نحو الهيئة‪:‬‬
‫تعتبر قرارات الهيئة ملزمة‪ ،‬ويجب على األمانة التقيد بها‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫توفير جميع المعلومات التي تعين الهيئة على تكوين الرأي الشرعي في شئون‬ ‫‪)2‬‬
‫الوقف التي تمارسها األمانة‪.‬‬
‫التزام اإلدارات المختلفة بالرجوع إلى الهيئة قبل إصدار أي نموذج أو عقد‬ ‫‪)3‬‬
‫ويستلزم ذلك تعميم اشتراط الموافقة الشرعية قبل العمل بأي نموذج أو عقد‬
‫جديد‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪51‬‬
‫عدم استخدام أي نموذج أو عقد ُأبديت عليه مالحظات شرعية إال بعد تعديله أو‬ ‫‪)4‬‬
‫تبديله واعتماده مجدداً من قبل الهيئة‪.‬‬
‫قيام اإلدارات المختلفة بإطالع الهيئة على أية عملية يراد الدخول فيها بصورة‬ ‫‪)5‬‬
‫مبكرة‪ ،‬أي منذ أن تكون فكرة مقبولة مبدئياً لدى األمانة ثم إرسال كل ما يتعلق‬
‫بها من أوراق ومستندات‪ ،‬وعدم إجراء العملية أو االرتباط بها مع األطراف‬
‫األخرى إال بعد إبداء الرأي الشرعي بمشروعيتها كما هي أو بالشروط‬
‫المطلوب مراعاتها‪.‬‬
‫أن تعرض على الهيئة جميع المستندات والعقود واالتفاقيات الواردة إلى األمانة‬ ‫‪)6‬‬
‫قبل االرتباط بها‪ ،‬ولو كانت هذه المستندات والعقود واالتفاقيات من قبل إحدى‬
‫الجهات الوقفية أو المصارف أو المؤسسات المالية اإلسالمية وموافقة هيئة‬
‫الرقابة الشرعية لتلك الجهة أو المصرف على المستندات والعقود واالتفاقيات‪.‬‬
‫تقديم أي توضيحات تطلبها الهيئة وال سيما بشأن العمليات التي تظن الهيئة أنها‬ ‫‪)7‬‬
‫وقعت مخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫تنظيم لقاءات توعية ومذاكرة في القضايا الشرعية المتعلقة بالوقف سواء ما هو‬ ‫‪)8‬‬
‫عام‪ ،‬أو ما يخص كل إدارة على حدة‪ ،‬بهدف تنمية الوعي الشرعي بطبيعة‬
‫العمليات والتطبيقات على وجه اإللمام‪ ،‬تمهيداً للتعرف إلى حكمها الشرعي‪ ،‬أو‬
‫كونها مندرجة في النمطي من العقود والنماذج‪.‬‬
‫تهيئة وسائل المراجعة الدورية لمستندات العمليات من خالل التقارير‬ ‫‪)9‬‬
‫والميزانيات الدورية ‪ ،‬للوصول بسهولة في نهاية العام إلى نتائج السنة كلها من‬
‫الناحية الشرعية بما يتيح تقرير مشروعيتها بعد البحث والتدقيق الالزم‪.‬‬
‫في حالة قيام اإلدارة التنفيذية لألمانة بمخالفة فتاوى وقرارات الهيئة‪ ،‬ينبغي على‬ ‫‪)10‬‬
‫الهيئة أن تنبه اإلدارة التنفيذية كتابياً بوقوع المخالفة‪ ،‬وبطريقة تصحيحها‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم قيام األمانة بالتصحيح المطلوب‪ ،‬فعلى الهيئة أن تضمن الواقعة في‬
‫التقرير الذي ترفعه لمجلس األمانة مبرئة ذمتها بذلك‪.‬‬

‫المادة التاسعة‬
‫صالحيات الهيئة‪:‬‬
‫للتأكد من سالمة التطبيق الشرعي تتمتع الهيئة بالصالحيات التالية‪:‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪52‬‬
‫حق االطالع على جميع نماذج العقود واالتفاقيات والوثائق التي تبرمها األمانة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫حق االطالع على كل أعمال األمانة والفروع التابعة لها إن وجدت للتحقق من‬ ‫‪)2‬‬
‫موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولها بذلك عقد اللقاءات وترتيب الزيارات‬
‫لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫حق المتابعة واالطالع على كل أعمال الصناديق الوقفية للتأكد من التزامها بأحكام‬ ‫‪)3‬‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫المخاطبة المباشرة لمجلس األمانة ورفع التقارير إليهم وتزويدهم بآراء الهيئة في‬ ‫‪)4‬‬
‫الموضوعات ذات العالقة‪.‬‬
‫حق االتصال والمخاطبة المباشرة لكل الجهات ذات العالقة في األمانة عن طريق‬ ‫‪)5‬‬
‫األمين العام بما يسهل للهيئة أداء مهامها‪.‬‬
‫المادة العاشرة‬
‫انتهاء عضوية عضو الهيئة‪:‬‬
‫تنتهي عضوية عضو الهيئة بواحد مما يلي‪:‬‬
‫استقالة عضو الهيئة أو عجزه أو وفاته‪.‬‬ ‫ا‪-‬‬
‫قرار من مجلس األمانة أو من له سلطة تعيين الهيئة‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫غيابه عن أربعة اجتماعات متتالية دون عذر يقبله الرئيس‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫وإ ذا شغر منصب عضو من أعضاء الهيئة فللهيئة أن ترشح بديالً عنه‪ ،‬ويعرض‬
‫هذا الترشيح على مجلس األمانة العتماده‪.‬‬
‫المادة الحادية عشر‬
‫اختيار المراقب الشرعي‪:‬‬
‫تختار الهيئة مراقباً شرعياً أو أكثر من أهل العلم والتخصص الشرعي والثقافة العامة‬
‫في شئون الوقف‪ ،‬وذلك لمتابعة تنفيذ فتاوى وقرارات الهيئة‪ ،‬واإلشراف على سالمة‬
‫تطبيقها‪ ،‬واستقبال االستفسارات وعرضها على هيئة الفتوى‪ ،‬باإلضافة إلى القيام بمهام‬
‫مقرر الهيئة‪.‬‬
‫المادة الثانية عشر‬
‫مهام المراقب الشرعي‪:‬‬
‫متابعة ما يصدر عن الهيئة من فتاوى وقرارات‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ترتيب اللقاءات بين األمانة والهيئة‪ ،‬وعقد االجتماعات الخاصة بالهيئة‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪53‬‬
‫التثبت من شرعية التطبيق‪ ،‬وذلك بالمراجعة المنتظمة للخطوات العملية وتدقيق‬ ‫‪)3‬‬
‫المستندات والوثائق من وجهة نظر شرعية من خالل مواعيد دورية‪ ،‬يتم‬
‫تحديدها من قبل الهيئة بالتنسيق مع األمانة‪ ،‬وذلك لالطالع على حاالت عشوائية‬
‫للمعامالت المختلفة ألعمال األمانة‪.‬‬
‫مناقشة المالحظات والنتائج األولية التي توصل إليها مع األطراف اإلدارية‬ ‫‪)4‬‬
‫المعنية قبل إصدار تقاريره النهائية‪.‬‬
‫تقديم تقارير دورية للهيئة الشرعية واألمين العام عما يقوم به‪ ،‬وعن أعمال‬ ‫‪)5‬‬
‫األمانة‪ ،‬من حيث التدقيق الشرعي ونحوه‪.‬‬
‫تنفيذ الدورات الفقهية والعملية المتعلقة بالوقف تحت إشراف وتوجيه الهيئة‬ ‫‪)6‬‬
‫بالتنسيق مع األمانة والموارد البشرية‪ ،‬والمساهمة في نشر الوعي والمبادئ‬
‫الشرعية واألخالق اإلسالمية‪.‬‬
‫المشاركة في دراسة مشروعات العقود والوثائق والمنتجات المتعلقة بأعمال‬ ‫‪)7‬‬
‫وأنشطة األمانة وعرضها على الهيئة قبل التوقيع عليها‪ ،‬للتأكد من عدم‬
‫تعارضها مع األحكام الشرعية‪.‬‬
‫المشاركة في إعداد الدراسات التفصيلية حول القضايا واألنشطة ذات األهمية‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫والتي تتطلب عناية خاصة من النواحي الشرعية‪ ،‬ومراجعة ذلك في كتب الفقه‪.‬‬
‫العمل على تجميع الفتاوى والقرارات الصادرة عن الهيئة‪ ،‬ثم عرضها على‬ ‫‪)9‬‬
‫الهيئة لتقرر ما يتم نشره منها باعتبارها مرجعاً شرعياً ومستنداً رسمياً‪ ،‬يتعين‬
‫على األمانة التقيد بها وعدم مخالفة شيء منها‪ ،‬إال ما يتم الرجوع عنه من قبل‬
‫الهيئة‪.‬‬
‫المادة الثالثة عشر‬
‫مسئولية المراقب الشرعي‪:‬‬
‫يكون المراقب الشرعي مسئوالً أمام الهيئة في حال وجود قصور في مستوى‬ ‫‪)1‬‬
‫الرقابة الشرعية في البنك‪ ،‬ولكي يقوم المراقب بمسئولياته على األمانة إخطار‬
‫المراقب الشرعي بجميع العمليات التي تقوم بها لكي يقوم بفحصها وإ بداء الرأي‬
‫فيها‪.‬‬
‫تختص الهيئة دون غيرها بالفصل في أي خالف في الرأي ينشأ بين األمانة‬ ‫‪)2‬‬
‫والمراقب الشرعي بشأن الجوانب الشرعية المتعلقة بالوقف‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪54‬‬
‫المادة الرابعة عشر‬
‫ما يصدر عن الهيئة من بحوث أو إجابات أو قرارات حق لألمانة‪.‬‬

‫المادة الخامسة عشر‬


‫ال يحق ألي عضو من أعضاء الهيئة أن يصدر فتوى أو بحث باسم عضويته‬
‫في الهيئة الشرعية لألمانة‪.‬‬
‫المادة السادسة عشر‬
‫يفوض مجلس األمانة في تقرير ما يتعلق بالجانب المالي للهيئة‪.‬‬

‫المادة السابعة عشر‬


‫يعمل بهذه الالئحة بعد إقرارها من الهيئة ومجلس األمانة‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪55‬‬
‫الخاتمة وأهم التوصيات‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف المرسلين‪ ،‬سيدنا‬


‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫إن المالمح الناجحة لتجربة األمانة العامة لألوقاف في الكويت لتدعو إلى‬
‫الفخر وإ لى تعميم هذه التجربة مع تطويرها وحمايتها‪ ،‬ومن أهم ما يعين على‬
‫تطوير الوقف الحرص على تطوير الرقابة الشرعية عليه‪ ،‬فإن الناس يثقون‬
‫بعلمائهم في متابعة األمور الشرعية لكي يتأكدوا من أنها تسير وفق ما يريده اهلل‬
‫عز وجل‪ ،‬فما أوقف الناس أموالهم إال ابتغاء رضى اهلل ‪ ،‬والسيما بعد نقل‬
‫اإلشراف على الوقف من القضاء إلى وزارات الدولة‪.‬‬
‫كما أن من مما يعين على تطوير الوقف االستفادة من إمكانات الدولة لخدمة‬
‫الوقف سواء في الجانب اإلداري واإلشرافي والرقابي‪ ،‬لكي يحصل الوقف على‬
‫تسهيالت ال تحصل عليها كثير من المؤسسات‪ ،‬لكونها منطوية تحت جناح الدولة‪.‬‬
‫وإ ن من أهم النتائج التي توصلنا إليها‪:‬‬
‫أن تعترف الدولة بالرقابة الشرعية كمهنة تحتاج إلى رعاية وتطوير‪ ،‬فتقرر‬ ‫‪.1‬‬
‫في المناهج الدراسية الجامعية هذا التخصص لتخريج دفعات من الطالب‬
‫تحتاج إليهم المؤسسات على اختالف أنواعها‪.‬‬
‫من الضروري تعيين هيئة للفتوى والرقابة الشرعية من العلماء الموثوق بهم‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تشرف وتراقب على أعمال الوقف‪ ،‬وتصدر تقريراً يبين مدى التزام أمانة‬
‫الوقف باألحكام الشرعية مما يعطي الثقة للناس بأن أوقافهم تحقق الهدف‬
‫المقصود منها‪.‬‬
‫ال بد أن تكون هيئة الفتوى والرقابة الشرعية مستقلة عن الموظفين التنفيذيين‬ ‫‪.3‬‬
‫تتبع أعلى الهرم اإلداري للوقف‪ ،‬ويتم تعيينها من الجهة التي تعين مجلس‬
‫شئون الوقف‪.‬‬
‫أن تستفيد الرقابة الشرعية في عملها من مهنة المدقق المحاسبي‪ ،‬إذ أن هناك‬ ‫‪.4‬‬
‫شبهاً كبيراً في أهداف كل منهما‪.‬‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪56‬‬
‫ضرورة أن ينص في النظام األساسي لألمانة العامة للوقف بأن قرارات الهيئة‬ ‫‪.5‬‬
‫الشرعية ملزمة وليست استشارية‪.‬‬
‫أن تقوم الدولة بتغليظ العقوبة وتجريم كل من يتعدى على الوقف‪ ،‬على اعتبار‬ ‫‪.6‬‬
‫أن الوقف يحقق مصلحة عامة للدولة‪ ،‬ويساهم في تنمية قطاعات مختلفة في‬
‫الدولة‪.‬‬
‫أن يتم إنشاء جهاز رقابي شرعي في األمانة العامة لألوقاف يقوم بمتابعة تنفيذ‬ ‫‪.7‬‬
‫قرارات الهيئة‪ ،‬والتدقيق على شئون الوقف وأن يرفع تقارير بصورة دورية‬
‫لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪.‬‬
‫لكي يحقق عضو الهيئة الشرعية االستقاللية المنشودة عليه االبتعاد عن‬ ‫‪.8‬‬
‫عضوية اللجان اإلدارية أو تلك التي لها صالحيات تنفيذية‪.‬‬
‫ال بد ألحد أعضاء الهيئة الشرعية من حضور مجلس شئون الوقف كمراقب‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫فقد يتخذ هذا المجلس قرارات تؤثر في مسيرة المؤسسة الوقفية‪.‬‬
‫على الهيئة أن تنص في الئحتها على منهج واضح التخاذ القرارات والفتاوى‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫وهذا قبل شروع الهيئة في نظر الموضوعات التي تطرح عليها من قبل‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫أن تهتم المؤسسة بجانب التدريب والتثقيف الشرعي للموظفين‪ ،‬وأن يساهم‬ ‫‪.11‬‬
‫أعضاء هيئة الفتوى في هذا التدريب‪.‬‬

‫هذا وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف‬
‫المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين‪.‬‬

‫كتبه‬
‫د‪ .‬عصام خلف العنزي‬

‫‪N.qasem 2011‬‬

‫‪57‬‬

You might also like