Professional Documents
Culture Documents
الذي تنظمه
رئاسة الشؤون 2الدينية التركية
والمديرية العامة لألوقاف التركية
بالتعاون مع
األمانة العامة لألوقاف بدولة الكويت
والبنك اإلسالمي للتنمية بجدة
بـــحـــــوث المــنـــتـــدى
والية الدولة
في
الرقابة على األوقاف
N.qasem 2011
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحم د هلل رب الع المين والص الة والس الم على أش رف المرس لين ،س يدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
يعتبر الوقف أحد الموارد المالية المهمة للصرف على أوجه الخير والبر مما
جعل ه مس اهماً رئيس ياً في نهض ة األم ة وتنميته ا ع بر العص ور ،يق ول اإلم ام
النووي –رحمه اهلل :-عند شرحه لوقف عمر بن الخطاب ألرضه في خيبر:
وفي ه ذا الح ديث دلي ل على ص حة أص ل الوق ف ،وأن ه مخ الف لش وائب
الجاهلية"( .)1أي أن الوقف مما اختص به المسلمون ولم يعهده أهل الجاهلية قبل
اإلسالم.
وم ا ق ام ب ه بعض األم راء والس الطين من محاول ة االس تيالء على الوق ف
وتحجيم دوره ت ارة بف رض ض رائب على األم وال الوقفي ة ،وت ارة بإدخاله ا تحت
إدارة الدول ة ،وت ارة أخ رى بتحوي ل غالته ا للس لطان أو لمن ي رغب دون اعتب ار
لش روط الواق ف ،مم ا ح دى بالن اس الع زوف عن الوق ف لع دم ثقتهم بتل ك
المؤسسات في إدارة شئون الوقف.
N.qasem 2011
2
في ظ ل والي ة الدول ة ،ألن ه ذا النم وذج لم يكن ليحق ق أهداف ه إال من خالل دعم
الدولة له ،وتقديم التسهيالت الكثيرة له ،فمن المهام التي قامت بها الدولة الرقابة
المالية والقانونية واإلدارية لكي تتأكد من تحقيق الوقف ألهدافه.
N.qasem 2011
3
ا2ل2م2ط2ل2ب 2ا2أل2و2ل2
و2ال2ي2ة 2ا2ل2د2و2ل2ة 2ع2ل2ى 2ش2ئ2و2ن 2ا2ل2و2ق2ف2
() والية الدولة على الوقف المشكالت والحلول ص 26 ،22أ .د .محمد الدسوقي مقدم لم ؤتمر األوق اف 1
N.qasem 2011
4
ذكر وتسمية ،وإ ما من كتب قديمة تقع في النفس صحتها ،وإ ن لم يشهد الشهود
بها ،ألنه ليس يتعين الخصم فيها ،فكان الحكم أوسع منه في الوقوف خاصة.
وأما الوقوف الخاصة فإن نظره فيها موقوف على تظلم أهلها عند التنازع
فيه ا لوقفه ا على خص وم معي نين ،فيعم ل عن د التش اجر فيه ا على م ا ثبت ب ه
الحق وق عن د الح اكم ،وال يج وز أن يرج ع إلى دي وان الس لطنة ،وال إلى م ا يثبت
من ذكرها في الكتب القديمة ،إذا لم يشهد بها شهود معدلون" (.)1
ويق ول اإلم ام الجوي ني" :واس تنابة اإلم ام ال ب د منه ا وال غ نى عنه ا ،ف إن
اإلمام ال يتمكن من تولي جميع األمور وتعاطيها ،وال يفي نظره لمهمات الخطة
وال يحويه ا ،وه ذه القض ية بين ة في ض رورات العق ول وال يس تريب الل بيب فيه ا
حتى تكون الخطة بكالءته مربوطة ،فهو يرعاهم كأنه يراهم ،وإ ن شط المزار
وتقاصت الديار"(.)2
فإذا كان لولي األمر سلطان على نفوس وأموال الرعية الخاص ة ،أال يك ون
ل ه والي ة على أم وال الوق ف ال تي وج دت لل بر والخ ير لعام ة المس لمين .ف الوقف
وإ ن ك ان بدايت ه ق رار ف ردي إال أن نفع ه ع ام على الموق وف عليهم مم ا يمكن
الدول ة من اإلش راف والرقاب ة علي ه ،ونص وص الفقه اء تؤك د أن للدول ة نظ ر
ووالي ة على الوق ف س واء ك ان الن اظر اإلم ام أو من ينيب ه اإلم ام من قض اة أو
غيرهم.
فاالجته اد اإلس المي ق د أق ر ل ولي األم ر ف رداً ك ان (رئيس دول ة مثالً ) أو
جماعة (مجلس نيابي مثالً ) أن يحد من شمول بعض األحكام الشرعية وتطبيقها،
أو يأمر بالعمل بقول ضعيف مرجوح ،أو يمن ع بعض العقود أو األشياء المباح ة
أصالً إذا اقتضت ذلك مصلحة طارئة ،كل ذلك بشرط أن يكون الهدف من هذه
التص رفات تحقي ق مص الح الجماع ة ،بمعاييره ا الش رعية ،ألن من القواع د
( .)3
الشرعية :أن التصرف على الرعية منوط بالمصلحة
() 3
المدخل الفقهي العام مصطفى الزرقا .1/217
N.qasem 2011
5
وقد يعترض البعض على هذا بأن الفقهاء اختلفوا فيمن له حق الوالية على
الوقف ففي ظاهر مذهب الحنفية أن الوالية للواقف ثم لمن يوليه من بعده فإن لم
يعين أحداً فهي للقاضي (.)1
أم ا المالكي ة منع وا الواق ف من الوالي ة بالق در ال ذي يتن افى م ع الحي ازة
الص حيحة ،ثم تك ون الوالي ة لمن يش ترط الواق ف ل ه الوالي ة ،ف إن أغف ل الواق ف
أم ر من يت واله ،ف إن ك ان على غ ير معين أو على معين ال يمل ك أم ر نفس ه،
فالوالية للقاضي يولي من يشاء ،وإ ن كان الموقوف عليه معينا مالكاً أمر نفسه،
فالوالية في الوقف إليه وإ لى من يختاره متوليا على الوقف (.)2
وأم ا الش افعية ف إن الوالي ة للواق ف ال تثبت إال بالش رط عن د إنش اء الوق ف،
فإن لم يشترط وجعله ا لغيره كانت الوالية لمن شرطت له فإن لم يجعلها ألحد
فق د اختل ف الش افعية :فري ق ق ال للواق ف ،ألن النظ ر يك ون ل ه بالش رط ،ف إذا لم
يشترط لغيره فهو لم يسقط حقه ألحد ينبغي له النظر ،وفريق قال إنه للموقوف
عليه ،ألنه صاحب الغلة فهو صاحب الرعاية عليها ،والوالية تابعة لها ،وفريق
قال إنها للحاكم ،ألنه يتعلق به حق الموقوف عليه ،وحق من ينتقل إليه الوقف
من بعده ،فكان الحاكم أحق بواليته ،ألنه الحافظ لحق كل من ال يستطيع حفظ
حق ه ،وألن الوالي ة على الوق ف في ه ذه الح ال ش اغرة والح اكم ولي من ال ولي
( )3
. له ،وهذا هو الراجح في المذهب الشافعي
ومذهب الحنابلة قريب من مذهب الشافعية ،فالوالية لمن شرطه الواقف له
سواء أكان هو أم غيره ،فإذا مات من شرطت له الوالية أو لم تشترط ألح د ف إن
الوالي ة ال تثبت للواق ف بح ال إال أنهم فرق وا بين م ا يك ون لجه ة عام ة أو على
غير محصورين فإن الوالية في هذا للحاكم ،وبين ما إذا كان الوقف على آدمي
معين محص ور س واء أك ان ع دداً أم واح داً ف النظر للموق وف علي ه ،ألن ه يختص
بنفعه ،فكان نظره إليه كملكه المطلق ،وقيل إن النظر يكون للحاكم (.)4
رد المحتار على الدر المختار البن عابدين 634-6/633دارالكتب العلمية. )( 1
الشرح الصغير 117-4/116للدردير ،دار المعارف ،عقد الجواهر الثمينة البن شاس 3/973دار الغرب. )( 2
N.qasem 2011
6
فكالم الفقه اء ه ذا ي بين أن الوالي ة للف رد وليس للدول ة وإ نم ا الدول ة تت ولى
الوق ف عن د ع دم وج ود الف رد ،وبالت الي ف إن والي ة الدول ة والي ة ثانوي ة وليس ت
أصلية ومما يؤكد هذا أن الفقهاء قد نصوا على أن الوالية الخاصة عن د وجوده ا
مقدم ة على الوالي ة العام ة ،ألنه ا أق وى منه ا ،كم ا ج اء في القواع د الفقهي ة:
الوالية الخاصة أقوى من الوالية العامة.
فمثالً :متولي الوقف ووصي اليتيم وولي الصغير واليتهم خاصة ،ووالية
القاض ي بالنس بة إليهم عام ة ،وأعم منه ا والي ة إم ام المس لمين ،فوالي ة المت ولي
والوص ي أق وى من والي ة القاض ي ،ووالي ة القاض ي أق وى من والي ة إم ام
المسلمين ،ألن كل ما كان أقل اشتراكا كان أقوى تأثيراً وامتالكاً .فكلما كانت
الوالية المرتبطة بشيء مما فوقها في العموم ،فتكون الوالية العامة كأنه ا انفكت
عم ا خصص ت ل ه الوالي ة الخاص ة ،ولم يب ق له ا إال اإلش راف ،إذ الق وة بحس ب
الخصوصية ال الرتبة .وبناء على هذا األصل قال الزركشي :ولهذا ال يتصرف
القاضي مع وجود الولي الخاص وأهليته(.)1
أق ول إن كالم الفقه اء الس ابق ال ينفي أن األص ل في الوالي ة للدول ة ،ألن
الواقف لو شرط الوالي ة لنفس ه أو لغيره ف إن للح اكم أو للقاضي الح ق في إلغ اء
ه ذه الوالي ة إذا لم تكن مس توفية الش روط ال تي نص عليه ا الفقه اء ك أن يك ون
الواقف له أهلية التبرع بأن يكون حرا مالكاً بالغاً عاقالً ،وكذا فيم ا يتعل ق بنظ ار
الوقف ف إن الدول ة تراقبهم وتحاسبهم لمعرف ة أن تصرفاتهم موافقة لحكم الشرع
وشرط الواقف أم ال.
فالن اظر وإ ن ك ان ل ه والي ة مباش رة على الوق ف إال أن ه ذا ال ينفي أن هن اك
والية للدولة على هذا الوقف يقول اإلمام البهوتي "وال نظر لحاكم مع الناظر ،ويتوجه
() كشاف القناع للبهوتي ،269 -4/265دار الفكر ،محاضرات في الوقف لإلمام محمد أبو زهرة 4
N.qasem 2011
7
م ع حض وره ،لكن للح اكم النظ ر الع ام فيع ترض علي ه ،أي على الن اظر الخ اص ،إن
وهذا النظر يسمى نظر اإلحاطة والرعاية (.)2 ()1
فعل ما ال يسوغ"
فالوالية كما يقسمها الفقهاء إما والية عامة كاإلمامة الكبرى ووالية القاضي،
وإ ما والية خاصة وهي تنقسم إلى والية على النفس ووالية على المال ومنها الوالية
على نظ ارة الوق ف ،إال أن الفقه اء نص وا على أن الوالي ة الخاص ة تنتق ل إلى الوالي ة
(.)3
العامة عند عدم وجود من يقوم بالوالية الخاصة ،ألن السلطان ولي من ال ولي له
ونص اإلم ام البه وتي على أن الواق ف إذا لم يجع ل النظ ر ألح د عن د إنش اء
الوق ف ،وك ان الوق ف على جه ة عام ة أو على غ ير محص ورين كالمس اجد والقن اطر
والمس اكن ،فالوالي ة إلى ح اكم المس لمين ،ألن ه ليس ل ه مت ولي معين يش رف علي ه
ويرعاه ،وللحاكم أن ينيب فيه من شاء ،ألن الحاكم ال يمكنه تولي النظر بنفسه ،لتعدد
()4
. ما نيط به من واجبات ،وألقى في عتقه من تكليفات
وأم ا م ا يتعل ق ب أن الوالي ة األخص أق وى من الوالي ة األعم ،فه ذا ليس على
إطالقه ،ألن للوالية األعم سلطات ونفوذ أقوى من الوالية األخص ،فصاحب الوالية
األعم له القدرة على عزل صاحب الوالية األخص ،فالوالية الخاصة قد تكون أقوى
من وجه ،والوالي ة العام ة تك ون أق وى من وج ه آخ ر ،فمث ً
ال ج اء في الم ذهب الحنفي
ال عن المولى أبي السعود أنه صدر األمر السلطاني بعدم نفاذ وقف المدين في القدر
نق ً
الذي يتوقف عليه تسديد الدين من أمواله ،قطع ًا لما يلجأ إليه بعض الناس من وقف
أموالهم لتهريبها من وجه الدائنين.
وبناء على األمر صرح الفقهاء من بعده بعدم نفاذ مثل هذا الوقف شرعًا ،وقد
كانت النصوص في أصل المذهب صريحة في نفاذ وقف المدين ولو كان دينه محيط ًا
بجميع أمواله ،ألن الدين إنما يتعلق بذمته ال بعين ماله (.)5
() نهاية المحتاج للرملي ،6/286مغني المحتاج للشربيني ،2/393والية الدول ة على الوق ف المش كالت 2
والحلول .د .عبد اهلل النجار بحث مقدم للمؤتمر الثاني لألوقاف ،جامعة أم القرى ،شوال 1427هـ.
() الموسوعة الفقهية .45/157 3
() 5
المدخل الفقهي العام .219
N.qasem 2011
8
ومنشأ الخالف في أن هذه الوالية هل هي تفويض أم توكيل ،فإذا كان تفويض ًا
ال ،وأفتى السبكي
فهو بمثابة التمليك ،ونازع اإلمام السبكي في ذلك واعتبر ذلك توكي ً
بأن للواقف والناظر من جهته عزل المدرس ونحوه إذا لم يكن مشروطًا في الوقف
ول و لغ ير مص لحة ،واع ترض الزركش ي وغ يره بأن ه ال يج وز لإلم ام إس قاط بعض
األجن اد المثب تين في ال ديوان بغ ير س بب ،فالن اظر الخ اص أولى ،وأجيب ب الفرق ب أن
ه ؤالء ربط وا أنفس هم للجه اد ال ذي ه و ف رض ،ومن رب ط نفس ه بف رض ال يج وز
إخراجه منه بال سبب بخالف الوقف فإنه خارج عن فروض الكفايات.
وفي ش رح المنه اج في الكالم على ع زل القاض ي بال س بب ونف وذ الع زل في
األمر العام ،أما الوظائف الخاصة كاآلذان واإلمامة والتدريس والطلب والنظر ونحوه
فال ينع زل أربابه ا ب العزل من غ ير س بب كم ا أف تى ب ه كث ير من المت أخرين منهم ابن
رزين فقال :من تولى تدريسًا لم يجز عزله بمثله وال بدونه وال ينعزل بذلك .وإ ذا قلنا
ال ينف ذ عزل ه إال بس بب فه ل يلزم ه بيان س بب العزل ،أف تى جمي ع المت أخرين بأن ه ال
()1
. يلزمه
() 1
تحفة المحتاج بشرح المنهاج مع حواشي الشرواني وابن القاسم 292-6/291دار صادر.
N.qasem 2011
9
1993لتش كيل مجلس األمان ة العام ة لألوق اف وذل ك كهيئ ة ملحق ة تتمت ع بالشخص ية
()1
. االعتبارية ،ولها مجلس خاص
وهذا األمر ال يتعارض مع ما قرره الفقهاء من أن القاضي هو من يتولى هذه
المهمة ،ألن القاضي إنما هو نائب عن السلطان فله أن يوكل هذه المهمة لمن يشاء،
كما أوضحت ذلك من نصوص الفقهاء السابقة ،ويقول اإلمام العز بن عبد السالم"ألنه
()2
. منوط به القيام بمصالح المسلمين ،وتعارف المسلمون على أن نوابه بمثابته"
يقول اإلم ام أبو زهرة" :ولو أردن ا أن نطبق القواعد الفقهية على ما رأيناه ق د
أعطى للقضاء الشرعي من حق إقامة النظار وعزلهم ،لوجدنا أن سلطانه في ذلك لم
ال ،فبج واره وزارة األوق اف له ا ح ظ من ذل ك الس لطان معل وم إذ أن ه من
يكن ك ام ً
المقرر فقهيًا أن حق النظر في األوقاف التي ال يوجد للواقف شرط للنظر فيها للحاكم
(.)3
ومن ينيبه"
ف العبرة ليس ت فيمن يت ولى ش ؤون الوق ف نياب ة عن اإلم ام أو الس لطان ،وإ نم ا
العبرة في طريقة عمل وتنفيذ المتولي لشؤون الوقف .ولذلك كان ال بد من بيان نطاق
وحدود والية الدولة على الوقف.
)( 1
N.qasem 2011
10
وهذه من القواعد ا لمقررة في الفقه اإلسالمي ،وتعني أن تصرفات اإلمام
التي تنعكس آثارها على الرعية ينبغي أن يراعي فيها تحقيق المصلحة حاالً ومآالً،
وإ ال لزمت المناقضة مما يؤثر في إبطال التصرف على وجه التحقيق في حالة
الخروج عن إطار ما رسمته الشريعة اإلسالمية ،كما أن التصرفات الصادرة عن
اإلمام منوطة بتحقيق المصلحة ،فرعاية تلك التصرفات لمصالح الرعية تقتضي
تقديم األهم منها على ما هو دونه ،وفق ميزان الشريعة اإلسالمية الذي يوزن فيه
تفاوت المصالح في األهمية(.)1
فال بد من تصرف اإلمام أو من ينوب عنه أن يحقق مصلحة ،فال يصدر
منهم قرارات أو قوانين ال فائدة منها فضالً عن إصدار قرارات تضر بالناس؛
فمثالً :إذا تخير في األسرى بين القتل ،والرق ،والمن والفداء ،لم يكن له ذلك
بالتشهي بل بالمصلحة ،حتى إذا لم يظهر وجه المصلحة حبسهم إلى أن يظهر(.)2
ويقول اإلمام ابن نجيم" :وإ ذا كان فعل اإلمام مبنياً على المصلحة فيما
يتعلق باألمور العامة لم ينفذ أمره شرعًأ إال إذا وافقه ،فإن خالفه لم ينفذ"(.)3
وعرف اإلمام الغزالي المصلحة بقوله" :أما المصلحة فهي عبارة في
األصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة ،ولسنا نعني به ذلك ،فإن جلب المنفعة
ودفع المضرة مقاصد الخلق ،وصالح الخلق في تحصيل مقاصدهم ،لكننا نعني
بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع ،ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو
أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم ،فكل ما يتضمن حفظ هذه
يفوت هذه األصول فهو مفسدة ودفعه
األصول الخمسة فهو مصلحة ،وكل ما ّ
مصلحة"(.)4
() محمد محمود طالفحة ،قاعدة (تصرف اإلم ام على الرعي ة من وط بالمص لحة)وتطبيقاته ا الفقهي ة 1
والقانونية في مجال المعامالت المعاصرة ،31 ،رسالة ماجستير مقدمة لكلية الشريعة في جامعة اليرموك
في المملكة األردنية الهاشمية.
() السيوطي ،األشباه والنظائر ،121 ،دار الكتب العلمية. 2
() ابن نجيم ،األشباه والنظائر ،124 ،دار الكتب العلمية. 3
N.qasem 2011
11
وهذا الضابط يعتبر مقيداً للضابط األول ،فتحقيق المصلحة ال يمكن أن يتم
عند مخالفة أوامر الشرع الحكيم ،فأوامر الشارع هي المصلحة بذاتها ،فالدولة في
إصدار قراراتها إنما تكون في دائرة المصالح التي لم يأت الشارع باعتبارها أو
إلغائها وهو ما يسمى بالمصالح المرسلة(.)1
فاإلمام أو من يمثله إنما وجد لكي يطبق شرع اهلل وليسوس الناس بكتاب
اهلل وسنة نبيه محمد فإذا خالفوا ذلك لم تكن لهم طاعة واجبة ،ألن ال طاعة
لمخلوق في معصية الخالق .كما قال " فإن أمر بمعصية فال سمع وال طاعة"(.)2
فاإلس الم يري د أن يطب ق تش ريعاته ،وهي تش ريعات ج اءت لحف ظ البش ر
وإ سعاده أفراداً وجماعات دافعة عن الناس الحرج والضيق والمشقة.
() مختصر صحيح مسلم /كتاب اإلمارة ،باب إذا أمر بمعصية فال سمع وال طاعة ،رقم .1226 2
() 3
المدخل الفقهي العام .222
N.qasem 2011
12
المطلب الثاني
تعريف الرقابة وأنواعها
إن الرقابة من األمور التي تمس الكيان التنظيمي للدولة ،ومن أجل منع
وقوع الضرر على المجتمع سواء في الجانب االقتصادي أو االجتماعي أو
السياسي قامت الدولة بإنشاء أجهزة للرقابة للتأكد من سالمة تطبيق القواعد والنظم
واللوائح التي تحفظ للمجتمع أمواله وروابطه وحرياته ،وهذا العلم كسائر العلوم
قابل للتطوير والتجديد فما نراه اليوم في عالم االقتصاد والمال وحرص الدولة
والمؤسسات واألفراد على سالمة سير االقتصاد في الطريق الصحيح أدى إلى
االهتمام بعملية الرقابة سواء من الدولة متمثلة بأجهزتها ومنها البنك المركزي أو
من المؤسسات التي أوجدت نظام رقابة داخلها للتأكد من عدم التالعب بأموال
المساهمين أو بوجود مدقق خارجي على أعمالها للتأكد من صحة المعلومات التي
استثناء من ذلك فقد
ً تنشرها المؤسسة أو الشركة االستثمارية .والوقف ليس
حرصت الدولة على متابعته ومراقبته.
N.qasem 2011
13
المبحث األول:
تعريف الرقابة لغة واصطالحا
أوالً :الرقابة لغة:
للرقابة في اللغة معان كثيرة منها:
الحفظ فمن أسماء اهلل تعالى الرقيب وهو الحافظ الذي ال يغيب عنه شيء. -1
وتأتي الرقابة بمعنى االنتظار ،ومنه قوله تعالى ":ولم ترقب قولي"( )1أي لم -2
تنتظر قولي.
ومن معانيها الحارس ومنه رقيب القوم أي حارسهم الذي يشرف على مرقبة -3
والم ْرقََبةُ الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب ،وارتقب ب َ والم ْرقَ ُ
ليحرسهمَ .
وارتقبه:
ورقوبا ،وتََرقَّبهُْ ، ورقََبه َي ْرقُُبه ِر ْقبة ِ
ورقبانا ُ المكان ،عال وأشرف َ
انتظره ورصده(.)2
وهذه المعاني كلها قريبة من بعضها البعض إذ تؤدي في النهاية إلى حفظ
الشيء ،فاإلنسان إنما ينتظر لكي يعلم مآالت األمور مما يمكنه من اتخاذ
اإلجراءات المناسبة فيحفظ نفسه ،وما كلف به ،وكذا الحارس إنما يقوم بالحراسة
لكي يحفظ ما كلف بحراسته.
ولذلك عرف مجمع اللغة العربية الرقابة في االقتصاد بأنها :تدخل الحكومة
أو البنوك المركزية للتأثير في سعر الصرف ،وتسمى رقابة الصرف(.)3
إال أن هذا التعريف قصر الرقابة على نوع واحد ،فالرقابة أوسع من ذلك
بكثير كالرقابة على االئتمان وذلك بتحديد نسبة النقود السائلة التي يجب أن تحتفظ
بها البنوك مقابل مجموع االئتمان الذي تمنحه لعمالئها ،وهناك أيضاً الرقابة على
الميزانية وهي نظام يتبع للرقابة على اإليرادات والمصروفات الفعلية ومقارنتها
بالتقديرات المدرجة في الموازنة(.)4
() ابن منظور ،لسان العرب ،425-424 /1دار صادر ودار بيروت ،الجوهري الصحاح .208 /1 2
() د .عبد العزيز فهمي هيكل،موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية ،دار النهضة العربية 183 ،98 4
.
N.qasem 2011
14
عالقة التفتيش بالرقابة:
يقال فَتَ َش عن الشيء فتشاً :سأل عنه واستقصاه ،أما في األمور واألعمال
والمفتّش:
فمعناه ،فحصها ليعرف مدى ما اتبع في إنجازها من دقة واهتمامُ ،
موظف يقوم بتفتيش أعمال حكومية أو غيرها(.)1
وبهذا أيضاً عرفه الكفوي حيث جعل التفتيش مرادفاً للفحص(.)2
وبهذا يتضح أن التفتيش مرادف للرقابة ،ألن التفتيش يؤدي إلى حفظ
القواعد والقانون من خالل الفحص في األوراق للتأكد من مدى االلتزام بالقواعد
والقوانين وهو ما سيتضح أيضاً عند الحديث عن معنى الرقابة اصطالحاً.
() د .عوف الكفراوي الرقابة المالية في اإلسالم 24مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،د .عوف الكفراوي، 3
N.qasem 2011
15
تنفيذ هذا الغرض وتحديد المسئول في حالة الخطأ والتالعب وإ حالته إلى
السلطة القضائية المختصة"(.)1
"هي اإلشراف والفحص والمراجعة من جانب سلطة أعلى لها هذا الحق -2
للتعرف على كيفية سير العمل داخل الوحدة والتأكد من حسن استخدام
األموال العامة في األغراض المخصصة لها ،ومن أن الموارد تحصل طبقاً
للقوانين واللوائح والتعليمات المعمول بها ،وللتأكد من سالمة تحديد نتائج
األعمال والمراكز المالية ،وتحسين معدالت األداء وللكشف عن المخالفات،
واالنحرافات ،وبحث األسباب التي أدت إلى حدوثها ،واقتراح وسائل
عالجها لتفادي تكرارها سواء في ذلك وحدات الخدمات أو األعمال"(.)2
"منهج علمي شامل ،يتطلب التكامل بين المفاهيم القانونية واالقتصادية -3
والمحاسبية واإلدارية ،ويهدف إلى التأكد من المحافظة على األموال
العامة ،ورفع كفاءة استخدامها ،وتحقيق الفعالية في النتائج المحققة ،على
أن يقوم بهذه المهمة جهاز مستقل ينوب عن السلطة التشريعية ،وغير
خاضع للسلطة التنفيذية"(.)3
الرقابة التي تستهدف ضمان سالمة التصرفات المالية ،والكشف الكامل عن -4
اإلنحرافات ،ومدى مطابقة التصرفات المالية مع القوانين والقواعد
النافذة"(.)4
وهذه التعاريف وإ ن كانت كلها متقاربة المعنى إذ أنها تشير إلى مجموعة
ضوابط يتم بموجبها مطابقة مسيرة تنفيذ العمل مع خطته المقررة ،إال أن التعريف
األخير هو من أخصر وأشمل التعاريف إذ شمل في كلماته أهداف الرقابة وهي:
() د .سعيد يحيى ،الرقابة على القطاع العام مدى تأثيرها على استقالله ،97 ،المكتب المصري الحديث. 1
() د .عوف الكفراوي ،الرقابة المالية في اإلسالم ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفني. 2
() د .حسين راتب ريّان ،الرقابة المالية في الفقه اإلسالمي ،18-17 ،دار النفائس. 3
() فهمي محمود شكري ،الرقابة المالية العليا ،17 ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع. 4
N.qasem 2011
16
بحث وتحري أسباب القصور في العمل واإلنتاج ،والكشف عن عيوب النظم -1
اإلدارية والفنية والمالية التي تعرقل السير المنتظم لألجهزة العامة ،واقتراح
وسائل عالجها.
متابعة تنفيذ القوانين ،والتأكد من أن القرارات واللوائح واألنظمة السارية -2
وافية لتحقيق الغرض منها.
الكشف عن المخالفات اإلدارية والمالية ،والجرائم الجنائية ،التي تقع من -3
العاملين أثناء مباشرتهم لواجبات وظائفهم أو بسببها.
إمداد جهات اإلدارة العليا بكل ما يطلبونه من بيانات أو معلومات أو -4
دراسات تتعلق بسير الجهاز اإلداري ،وكافة األجهزة التي تدخل في نطاق
اختصاصها.
التحقق من أن اإلنفاق تم وفقاً لما هو مقرر له ،وأن الموارد حصلت كما هو -5
مقرر واستخدمت أفضل استخدام(.)1
أما كون هذا التعريف لم يتعرض للجهة التي عليها القيام بتنفيذ الرقابة فإن
هذا ليس من صلب التعريف ،إذ أن الرقابة تارة تكون داخلية أي أن المؤسسة أو
الشركة تحدد أشخاصاً للقيام بهذا الدور ،وتارة تكون خارجية كرقابة البنك
المركزي على المؤسسات والشركات ،وتارة ذاتية أي تنبع من داخل الشخص
نفسه.
() د .علي محمد حسنين ،الرقابة اإلدارية في اإلسالم المب دأ والتط بيق ،23-22 ،دار الثقاف ة للنش ر 1
N.qasem 2011
17
المبحث الثاني
أنواع الرقابة التي تقوم بها الدولة
تنقسم الرقابة إلى عدة أقسام لعدة اعتبارات فهي تنقسم إلى:
أوالً :الرقابة المالية:
تتمثل الرقابة على العمليات المالية في مجموعة اإلجراءات الالزمة للتحقق
من أن عمليات الصرف والتحصيل للنفقات واإليرادات العامة تتم طبقاً لما هو
مقرر في الموازنة من ناحية وفي حدود التعليمات والقواعد واألحكام الموضوعة
من ناحية أخرى والغرض من ذلك اكتشاف االنحرافات واألخطار أو نقاط
()1
،وهي تنقسم إلى: الضعف والعمل على عالجها وتفادي تكرار حدوثها
االتجاهات الحديثة في مجال الرقابة د .محمد السيد سرايا 75الدار الجامعية .1986 )( 1
N.qasem 2011
18
تساعد على التنفيذ السليم للسياسة المالية واالقتصادية واالجتماعية للدولة. -1
تساعد على الدقة في تطبيق وتنفيذ القوانين واللوائح والتعليمات المالية. -2
آثارها سريعة حيث تقع فوراً قبل وقوع الحدث المالي ،ويعتبر هذا من أهم -3
مميزات الرقابة المالية.
تقلل فرص ارتكاب األخطاء وتمنع وقوع معظمها. -4
ب -الرقابة أثناء التنفيذ (المرافقة) :وهذا النوع من الرقابة تقوم به األجهزة
واإلدارات المختلفة للتأكد من سالمة ما يجري عليه العمل داخلها ،ومن أن
التنفيذ يسير وفقاً للخطط والسياسات الموضوعة ،وتتوزع مسئوليات هذه
الرقابة على ثالث مستويات رئيسية:
المتابعة في داخل الوحدة اإلدارية. -
المتابعة من قبل الوزارة المشرفة على مثل هذه األعمال. -
المتابعة من قبل األجهزة الرقابية المتخصصة(.)2 -
وهذه الرقابة تساهم في تطوير العمل إذ تؤدي إلى تصحيح األخطاء أوالً
فأول مما ينعكس على النتائج المرجوة ،ومما يميز هذه الرقابة بأنها ما تكاد تكشف
عن االنحراف وتصحيحه حتى تعود فتتابع العمل للوقوف على مدى ما حققه هذا
التصحيح من نتائج.
() يراجع فيما سبق :الرقابة المالية العليا ،25-23الرقابة على القطاع الع ام ،93 ،الرقاب ة المالي ة في 1
N.qasem 2011
19
ج -رقابة الحقة :ويقصد بهذه الرقابة مراجعة العمليات المالية التي تمت فعالً
للكشف عما وقع من مخالفات مالية في الفترة الالحقة إلتمام عملية التنفيذ،
ويتسم هذا النوع من الرقابة بالشمول حيث إنه يشمل فحص الحسابات في
مجموعها ،ويتم ذلك بالرجوع إلى المستندات والسجالت المحاسبية الخاصة
بصرف األموال وتحصيلها لمعرفة المخالفات واألخطاء التي وقعت بها جهة
التنفيذ ،ومدى مطابقة هذه التصرفات للوائح والنظم والقوانين الواجبة التنفيذ.
كما تستهدف هذه الرقابة أيضاً مراجعة النتائج واألهداف التي نتجت عن
تنفيذه هذه التصرفات المالية .ويقوم بالرقابة الالحقة جهات رقابية غير خاضعة
للجهة المنفذة للعمليات المالية كالمدقق الخارجي الذي يقوم بمراجعة فحص
السجالت والقيود المحاسبية والتأكد من مدى مطابقتها للواقع ،وكذا البنك المركزي
الذي يقوم بإرسال المفتشين للتأكد من صحة المعلومات المرسلة إليه ،والكشف عن
التجاوزات للنظم واللوائح(.)1
وهذه األنواع من الرقابة نجدها مطبقة في المؤسسات الوقفية أو في
األعمال التي تقوم بها هذه المؤسسات حيث تلتزم المؤسسة بأخذ الموافقات الالزمة
من جهة اإلشراف ،وتحديد شروط وضوابط االستثمار في نشرة االكتتاب وفق ما
هو مسموح ومصرح لها به ،وتدريب الموظفين مسبقاً على العمل في هذا المجال،
وعرض العقود على الهيئات الشرعية ،وأخذ الموافقة عليها ،وهذا كله يدخل في
الرقابة السابقة ،أما الرقابة المرافقة فإنها تتم عن طريق متابعة أعمال الموظفين،
ومتابعة تحقيق األهداف المرجوة ،ومحاسبة المقصرين في تنفيذ أعمالهم،
وتصحيح األخطاء التي وقعوا فيها ،كما يقوم المراقب الشرعي بمتابعة تنفيذ
قرارات الهيئة الشرعية ،وكذا يقوم المدقق الداخلي أو إدارة الرقابة الداخلية
بمتابعة أعمال المؤسسة ومدى تأثيرها على نتائج المؤسسة الوقفية.
أما الرقابة الالحقة فهي متحققة عن طريق وجود مكتب تدقيق محاسبي
خارجي يقوم بتدقيق عمليات المؤسسة ،باإلضافة رقابة جهات اإلشراف األخرى
كديوان المحاسبة أو غيره من جهات اإلشراف ،كما يقوم المدقق الشرعي بأخذ
() الرقابة المالية العليا ،23-22 ،الرقابة المالية النظرية والتطبيق .45-43 1
N.qasem 2011
20
عينات عن المعامالت التي تم إنجازها وفحصها والتأكد من خلوها من المخالفات
الشرعية.
N.qasem 2011
21
وكذا قيام البنك المركزي بفحص ومراجعة أوراق الشركة والتأكد من سالمتها،
ومن أمثلتها أيضا رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية(.)1
وقد يدخل من ضمن هذه الرقابة الرقابة الشعبية وهي رقابة أصحاب
المصلحة الحقيقية المباشرة في النشاط المالي الذي يقوم به البنك أو المؤسسة
المالية أو المؤسسات الوقفية وهم المساهمون والمودعون والواقفون(.)2
ويعت بر دي وان المحاس بة في دول ة الك ويت من أهم األجه زة الداعم ة لج ودة
الرقابة المالية للسلطة التشريعية في الدولة.
وتغطي الرقابة المالية لديوان المحاسبة الكويتي كافة الجهات من وزارات
وإ دارات ومصالح عامة وبلديات وهيئات ومؤسسات ذات الشخصية المعنوية
العامة ،وقد نصت المادة رقم ( )7من قانون إنشاء ديوان المحاسبة رقم ( )30لسنة
،1964على أن لديوان المحاسبة حق ممارسة نوعين أساسيين من الرقابة هما
كالتالي:
رقابة مسبقة أو وقائية: أ)
وهي ذلك النوع من أنواع الرقابة التي تتم قبل االرتباط بمصروف معين،
أو قب ل إج راءات عملي ات الص رف الفعلي ة ،وهي ن وع من أن واع الرقاب ة
االحترازية أو الوقائية.
رقابة الحقة: ب)
وهي ذل ك الن وع من أن واع الرقاب ة ال تي تتم بع د االرتب اط أو الص رف وه ذا
النوع من أنواع الرقابة من الديوان يعتبر هو األصل أو القاعدة (.)3
ثانياً :الرقابة القضائية والقانونية:
تعتبر الرقابة القضائية من أهم صور الرقابة ،إذ يعد القضاء أكثر األجهزة
القادرة على حماية مبدأ المشروعية والدفاع عن الحقوق والحريات الفردية ،إذا
() الرقابة المالية العليا ،29-28الرقابة المالية النظرية والتطبيق ،25 ،الرقاب ة المالي ة في اإلس الم، 1
،34د.علي محمد حسنين ،الرقابة اإلدارية في اإلسالم المبدأ والتطبيق ،94 ،دار الثقافة.
() د .عبد الحميد البعلي ,االستثمار والرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية اإلس المية ،مكتب ة 2
وهبة.
الرقابة في المنظمات واألجهزة العامة د .فضل الفضلي .151-150 )( 3
N.qasem 2011
22
م ا ت وافرت ل ه الض مانات الض رورية ال تي تكف ل ل ه االس تقالل في أداء وظيفت ه
حتى يمكن أن تتحقق بشأنه الحيدة المطلقة وبالتالية يمكنه أن يقوم بالرقابة على
أكمل وجه.
فالرقابة القضائية من أقوى أنواع الرقابة وخصوص اً فيما يتعلق بالوقف ،ألن
القاض ي في الس ابق ه و من ك ان ين وب عن اإلم ام في ش ئون الوق ف ،وه و األق در
على رعاي ة ش ئون الوق ف بم ا يملك ه من س لطة وق وة ونف وذ .فه و يق وم بتوثي ق
وتس جيل وث ائق الوق ف ،وه و من يعين ويعتم د النظ ار ويحاس بهم على تقص يرهم،
وه و من يش رف على توزي ع غل ة الوق ف على مس تحقيها ،وه و من يفص ل في
منازعات الوقف ،وغيرها من مهام ومسئوليات .ومن أهم ما يقوم به القاضي في
وقتنا الحاضر أنه عند التنازع يتأكد القاضي من تطبيق القوانين واللوائح المنظمة
للوقف.
فالرقاب ة القانوني ة على الوق ف هي تل ك النظم والل وائح ال تي فرض تها الجه ات
الرسمية في الدولة لتنظيم الوقف.
الرقابة على أعمال اإلجارة د .محمود سامي جمال الدين 245-246مؤسسة دار الكويت. )( 1
N.qasem 2011
23
فالدول ة تق وم باإلش راف على مؤسس ة الوق ف من خالل أجهزته ا المتنوع ة
للتأك د من قيامه ا بتط بيق النظم والل وائح ال تي وض عتها حفاظ اً على س المة ه ذه
المنشأة وحماية ألموال الواقفين ،والتأكد من أن هذه المنشأة تؤدى دورها وتحقق
األهداف التي من أجلها أنشئت هذه المؤسسة .ولذلك فرضت قوانين خاصة تنظم
الوقف ،ووضعت جهات إشرافية كديوان المحاسبة وغيره لمراقبة عملها.
لم يعد دور الرقابة مقتصراً على الجهات الحكومية ،بل تطور علم الرقابة
ليشمل أطرافاً أخرى ،كمكاتب التدقيق المحاسبي الخارجي ،وإ دارة التدقيق الداخلي
في المؤسسات ،باإلضافة إلى نوع جديد من الرقابة في المؤسسات المالية
اإلسالمية التي ألزمت نفسها بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في معامالتها ،وذلك
من خالل هيئة الرقابة الشرعية للتأكد من سالمة المعامالت من الناحية الشرعية.
وتجربة المؤسسات اإلسالمية وإ ن كانت قصيرة مقارنة بالمؤسسات التقليدية
إال أنها خطت خطوات كبيرة في عملها مما استدعى تطوير عمل الهيئات الشرعية
لتواكب في مراقبتها تطور هذه األعمال .فكما ُوجدت معايير محاسبية دقيقة تكشف
وتبين عملية التدقيق المحاسبي ،فكذلك نحتاج إلى معايير تبين وتفصل طريقة
التدقيق الشرعي.
وهذا الجانب الرقابي سواء القانوني منه أو الشرعي أصبح له أهمية كبيرة
في عصرنا الحاضر إذ هو سبب رئيسي في كسب ثقة المستثمرين وجذب رؤوس
األموال للمشاريع المراد إنشاؤها ،كما أنه أحد األسباب الرئيسية لثقة الناس في
حثهم على وقف أموالهم ، .كما وجد معاهد وكليات متخصصة تقوم بتدريس
التدقيق المحاسبي.
فالرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية وإ ن كانت حديثة مقارنة
مع أنواع الرقابة األخرى ،وتحتاج إلى تطوير أعمالها إال أنها خطت خطوات
واسعة وكبيرة يمكن لمؤسسات الوقف أن تستفيد منها وتعمل على تطويرها فيما
N.qasem 2011
24
يتعلق بالوقف ،ألن الوقف في حقيقته يعتبر من المسائل المالية وإ ن كان فيه جانب
تعبدي ،فهو تقرب إلى اهلل في الجانب المالي.
كمـا أن الرقابة الشرعية على الوقف ليست بدعا من القول فقد قام علماؤنا
–رحمهم اهلل -بهذا الدور في العصور السابقة ،وقيامهم بذلك يعتبر رقابة شرعية،
فلم يسمحوا لألمراء والسالطين باالستيالء على األوقاف ،مما كان سبباً رئيسياً في
الحفاظ على الوقف .والمالحظ أن السالطين واألمراء لم يتمكنوا من االستيالء
وتضييع األوقاف إال بعد أن ضعفت الرقابة الشرعية من قبل العلماء على الوقف
وسوف أسرد حادثة واحدة للداللة على ذلك وهو ما حدث مع اإلمام النووي –
رحمه اهلل -مع الظاهر بيبرس كما نقلها اإلمام أبو زهرة عن السيوطي:
فقد سجل السيوطي في حسن المحاضرة طائفة كبيرة من المكاتبات التي
جرت في هذا المقام بين الشيخ وهو بدمشق ،والسلطان وهو بالقاهرة ،فالسلطان
يحتج لفرض الضرائب بضيق الحال ،وخشية المآل ،والشيخ يحتج بفقر الرعية
وضيق األمر عليها ،ويقول في إحدى رسائله "إن أهل الشام في هذه السنة في
ضيق وضعف حال بسبب قلة األمطار وغالء األسعار ،وقلة الغالت والنبات،
وهالك المواشي ،وأنتم تعلمون أنه تجب الشفقة على الرعية ،ونصيحته (أي ولي
األمر) في مصلحته ومصلحتهم".
والعلماء كانوا من وراء النووي يؤازرونه ويؤيدونه ،وقد رد السلطان هذه
وعيرهم بموقفهم يوم كانت البالد تحت سنابك الخيل في عهدالنصيحة رداً عنيفاًّ ،
التتار ،وسكوتهم على الذل ،وأنه كان أولى بهم أن يهبوا لمقاومتهم أو مناقشتهم.
ولكن الشيخ ال يستخذي إزاء هذا التهديد ،فيرد رداً قوياً مؤكداً نصحه،
ومبيناً أنه ميثاق اهلل الذي أخذه على العلماء ليبينه ،ويقول في ذلك "وأما ما ذكر
من كوننا لم ننكر على الكفار كيف كانوا في البالد ،فكيف يقاس ملوك اإلسالم
وأهل األيمان وأهل القرآن – بطغاة الكفار ،وبأي شيء كنا نذكر طغاة الكفار،
وهم ال يعتقدون شيئاً من ديننا ..وأما أنا في نفسي فال يضرني التهديد ،وال يمنعني
علي وعلى غيري ،وما ترتب ذلك من نصيحة السلطان ،فإني أعتقد أن هذا واجب ّ
على الواجب فهو خير وزيادة عند اهلل ..وأفوض أمري إلى اهلل،إن اهلل بصير
N.qasem 2011
25
بالعباد ،وقد أمرنا رسول اهلل أن نقول الحق حيثما كنا ،وأال نخاف في اهلل لومة
الئم ،ونحن نحب السلطان في كال األحوال ،وما ينفعه في آخرته ودنياه".
وقد توالت الكتب على هذا النحو ،والشيخ ثابت في قول الحق كالطود،
والسلطان ال ينتصح ،ألن الضرائب ضرورية في نظره ،ولقد اتجه إلى العلماء
أنفسهم بدمشق مطرحا وراء ظهره شيخهم أوال .فجمع فتاويهم في تأييد فرض
الضرائب ،وقد حضر إلى دمشق لذلك المقصد ،ولكن الشيخ اشتد استمساكه ،وندد
بإكراهه العلماء ،وقد أحضره الظاهر في مجلسه بدمشق ،ليكرهه كما أكره غيره،
ولكنه في هذه المرة كان عنيفاً جداً ،فقد قال للسلطان في قوة الحق العنيف غير
الرقيق" :أنا أعرف أنك كنت في الرق لألمير بندقدار ،وليس لك مال ،ثم من اهلل
عليك وجعلك ملكاً ،وسمعت أن عندك ألف مملوك ،وكل مملوك له حياصة من
ذهب ،وعندك مائة جارية ،لكل جارية ُح ٌّ
ق من الحلي ،فإن أنفقت ذلك كله ،وبقيت
المماليك بالبنود الصوف بدالً من الحوائص ،وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي
أفتيتك بأخذ المال من الرعية".
فغضب الظاهر غضباً شديداً ،وقال للشيخ ناهراً" :اخرج من بلدي (أي
دمشق) فقال الشيخ :السمع الطاعة" .وخرج إلى نوى بالشام ،فقال العلماء :هذا من
كبار علمائنا وصلحائنا ،وممن يقتدى بهمِ ،
فأع ْده إلى الشام ،فرسم برجوعه ،فامتنع ُ
الشيخ ،وقال :ال أدخل والظاهر بها فمات الظاهر بعد شهر.
وفي هذه الدراسة سوف نحاول أن نسلط الضوء على بعض النقاط التي
نرى أن لها أثراً تطبيقياًّ في عمل الوقف ،وسوف نفصل الكالم عن الرقابة
الشرعية ألهميتها ،وألنها هي العصب الذي قام عليه الوقف.
N.qasem 2011
26
تعريف الرقابة الشرعية:
فالرقابة الشرعية يقصد منها " :متابعة وفحص وتحليل كافة األعمال
والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها األفراد والجماعات والمؤسسات والوحدات
وغيرها ،للتأكد من أنها تتم وفقًا ألحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية ،وذلك باستخدام
الوسائل واألساليب المالئمة المشروعة ،وبيان المخالفات واألخطاء وتصويبها
فورًا ،وتقديم التقارير إلى الجهات المعنية متضمنة المالحظات والنصائح
واإلرشادات وسبل التطوير إلى األفضل"(.)1
() حسن يوسف داود ،الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية 15 ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي. 1
() د .حسين راتب ريّان ،الرقابة المالية في الفقه اإلسالمي ،17 ،دار النفائس. 2
N.qasem 2011
27
ومما سبق يتبين أن مفهوم الرقابة الشرعية أو االقتصادية متقارب إذ
كالهما مبني على قواعد يجب تطبيقها وكشف االنحرافات ومعالجتها وذلك عن
طريق ا لتأكد من اتباع القواعد والضوابط المحددة سابقًا.
نظراً لتشعب عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية فقد اختلف في تكييفها
الشرعي اختالفاً كثيراً ،فهي أحياناً تقوم بدور اإلفتاء ،وأحياناً أخرى تقوم بدور
التحكيم بين المتخاصمين ،كما تقوم بدور المحتسب وذلك من خالل مراجعة
ومراقبة عمل المؤسسة وتصحيح أخطائها إن وجدت ،وسوف نفصل القول في هذه
اآلراء ،إال أننا أوالً سوف نذكر تعريف الفتوى والرقابة الشرعية فقد تم تعريفها
بأنها" :جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت ،ويعهد إليها
N.qasem 2011
28
بتوجيه نشاطات المؤسسة ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزامها بأحكام
ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وتكون فتاواها وقراراتها ملزمة للمؤسسة"(.)1
وقريب من هذا التعريف تعريف معيار المراجعة للمؤسسات المالية
اإلسالمية "جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في فقه المعامالت ،ويجوز أن
يكون أحد األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون من المتخصصين في مجال
المؤسسات المالية اإلسالمية وله إلمام بفقه المعامالت ،ويعهد لهيئة الرقابة
الشرعية توجيه نشاطات المؤسسة ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزامها
بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،وقراراتها ملزمة للمؤسسة"(.)2
أما التكييف الشرعي لعالقة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بالمؤسسة المالية
اإلسالمية فاختلف فيه إلى اآلتي:
-1عقد وكالة:
ذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن العالقة التي تحكم هيئة الفتوى
والرقابة الشرعية بالمؤسسة المالية اإلسالمية هي عالقة الوكالة ،أي أن المساهمين
في إنشاء المؤسسة أو الصندوق االستثماري قاموا بتوكيل الهيئة لكي تضطلع
بمهمة ومسئولية مراقبة جميع أعمال المؤسسة والحكم عليها من الناحية الشرعية،
فمجلس إدارة المؤسسة أو الصندوق الوقفي لما كان مفوضاً في اإلدارة وفقاً لقواعد
الشريعة اإلسالمية وممنوعاً من إجراء أي معاملة تخالفها ،ولما كان أيضاً من
المتعذر عملياً وغير المرغوب فيه نظرياً بأن يتولى الفتوى والرقابة الشرعية ،وما
تتطلبه من المراجعة والفحص والتدقيق الشرعي كل مساهم على انفراد فوضت
جماعة الواقفين والمساهمين هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لتنوب عنهم في
اإلشراف على جميع معامالت المؤسسة للتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة
اإلسالمية ،ومنحتها حق االعتراض على المخالف منها وطلب تصحيحه ،فبالنص
على الهيئة الشرعية في النظام األساسي ،وباعتماد الجمعية العمومية له أ بإقرار
() د .أحمد محيي الدين ،حدود الهيئات الشرعية وإدارات المؤسسات المالي ة اإلس المية في التأك د من 1
االلتزام باألحكام الشرعية 4 ،بحث مقدم للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية.
() معيار المراجعة للمؤسس ات المالي ة اإلس المية رقم ( )4ص ادر عن هيئ ة المحاس بة والمراجع ة 2
N.qasem 2011
29
القانون لها ،فإن الهيئة تصبح لها قوة قانونية وتكون قراراتها حينئذ نافذة وملزمة
للكافة سواء مجلس اإلدارة أو العاملين في المؤسسة ذاتها.
وسواء تم هذا التوكيل من قبل الجمعية العمومية أو مجلس اإلدارة فإن هذا
ال يقدح في أن الهيئة وكيل عن جماعة المساهمين أو الواقفين ،فكأن جماعة
المساهمين أو الواقفين فوضت مجلس اإلدارة في تعيين الهيئة بدليل أن المساهمين
قد وقعوا على النظام األساسي وعقد التأسيس وكل منهما ينص على وجود هيئة
الفتوى والرقابة الشرعية(.)1
إال أن هذا الرأي يعترضه بعض األمور ،منها :أن عقد الوكالة كما هو
معلوم شرطه صحة مباشرة الموكل لما وكل فيه ،فال يجوز التوكيل في شيء إال
ممن يصح تصرفه فيه( .)2والمساهمون في المؤسسة ال يستطيعون مباشرة الفتوى
والرقابة في المسائل االقتصادية أو الوقفية فكيف يكون لهم الحق في توكيل هيئة
الفتوى والرقابة الشرعية وهم ليس لديهم األهلية لإلفتاء والنظر في هذه المسائل.
كما أن عقد الوكالة من العقود الجائزة التي يستطيع أحد طرفي العقد فسخه
من غير الرجوع للطرف اآلخر ،ويمكن للموكل أن يعزل وكيله وأن يبطل بعض
التصرفات التي ال يريدها الموكل ،فهل يستطيع المساهمون أو الواقفين إبطال
فتوى للهيئة الشرعية لكون أن في هذه المسألة خالفاً بين الفقهاء وأن الواقفين
قرروا األخذ برأي آخر خالف رأي الهيئة .وهذا مما ال يمكن وقوعه ألن رأي
هيئة الفتوى والرقابة الشرعية ملزم للمؤسسة المالية وكذلك لمساهميها مما يدل أن
للهيئة سلطة أكبر من سلطة الموكل نفسه.
ثم كيف نقول :إن الهيئة وكيلة عن المساهمين ولها سلطة في رفض قرار
الجمعية العمومية ،ومن المعلوم أن في عقد الوكالة يلتزم الوكيل بأوامر وشروط
الموكل.
() د .عجيل النشمي ،تطوير كيان وآلية الهيئات الشرعية لمواكبة احتياجات المؤسسات المالية اإلسالمية، 1
بحث مقدم للمؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلس المية ،د .عب د الس تار الخويل دي
االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئات الشرعية 5 ،بحث مقدم للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية
للمؤسسات المالية ا إلسالمية.
() اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف ،355 /5دار إحياء التراث العربي ،حواش ي الش رواني 2
والعبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج البن حجر الهيتمي ،295 /5دار الفكر.
N.qasem 2011
30
.2عقد إجارة:
ذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن العالقة التي تحكم هيئة الفتوى
والرقابة الشريعة بالمؤسسة هي عقد اإلجارة ،ألن عقد اإلجارة عبارة عن بيع
المنافع ،فالمؤسسة تشتري منافع هيئة الفتوى والرقابة الشرعية ،والمتمثلة في
النظر في العقود والمعامالت التي تعرض عليها ،وإ بداء الرأي الشرعي فيها،
وكذلك تدقيق ومراجعة وفحص المعامالت التي تم إجراؤها ،والتأكد من خلوها
مما يخالف األحكام الشرعية ،كما أن هيئة الفتوى والرقابة الشرعية تستحق لقاء
هذا العمل مكافأة سنوية أو شهرية ،وهي أجرتها لقاء تلك األعمال.
والهيئة تكون بمثابة األجير الخاص إذا اشترطت المؤسسة عليها عدم العمل
في مؤسسات أخرى ،وتكون بمثابة األجير المشترك إذا لم يوجد هذا الشرط ،وهذا
هو الغالب إذ أعضاء الهيئة يقبلون العمل من أكثر من مؤسسة مالية( . )1إال أن
هذا التكييف تثور حوله عدة مسائل:
-1إن القول بأن الهيئة تتفق مع المؤسسة أو الصندوق على عقد إجارة يكون
العمل فيه تقديم المشورة ينقصه الدقة ،إذ أن المحل المتعاقد عليه ليس مجرد
العمل وإ بداء الرأي على سبيل االستشارة ،فأحياناً إذا قالت الهيئة عن بعض
المعامالت بأنها ال تجوز فإن المؤسسة تمتنع عن ذلك ،وإ ن كانت بعض
الهيئات األخرى ترى الجواز مما يدل على أن المحل المتعاقد عليه يشوبه
عناصر تنفيذية وإ ن لم تكن على صفة اتخاذ قرارات مالية أو إدارية .وأحياناً
يتم التعاقد مع الهيئة ليس ألجل العمل بل للسمعة والشهرة التي اكتسبها
األعضاء مما يسبب اطمئنان المساهمين والمتعاملين مع المؤسسة المالية (.)2
-2إن الغالب العام لعالقة الهيئة مع المؤسسة أو الصندوق ليس عالقة تعاقدية
يحكمها عقد اإلجارة بدليل أن األجرة التي يأخذها أعضاء هيئة الفتوى والرقابة
الشرعية غير متفق عليها مسبقاً في الغالب ،كما أنها غير محددة عندما يقبل
() د .محمد علي القرى ،االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئ ات الش رعية ،7-6 ،بحث مق دم 1
للمؤتمر الثالث للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية ،د .محمد داود بك ر ،اس تقاللية أعض اء
الهيئات الشرعية ،17-13 ،بحث مقدم للمؤتمر الثاني للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية.
() د .محمد علي القرى ،االختصاص القانوني والحماية الجنائية للهيئات الشرعية.7 ، 2
N.qasem 2011
31
أعضاء الفتوى العمل ،مما يؤدي إلى جهالة األجرة ،فما يتقاضاه أعضاء هيئة
الفتوى والرقابة عبارة عن مكافآت مالية قد تزيد وقد تنقص وفق معطيات
عمل المؤسسة.
.3الحسبة:
نظر بعض الفقهاء إلى عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية على أنه
تصحيح ألعمال المؤسسة ،وإ رجاعها في حالة مخالفتها إلى جادة الصواب وهو
ما يقوم به المحتسب ،فالحسبة هي األمر بالمعروف إذا ظهر تركه ،والنهي عن
المنكر إذا ظهر فعله( .)1فالمحتسب ينزل إلى السوق ويراقب أعمال الناس
وتجارتهم ،ويقوم بنصحهم وإ رشادهم حتى يرجع الناس إلى أمر اهلل وشرعه.
إال أن اعتبار عالقة الهيئة مع المؤسسة قائمة على االحتساب غير صحيح
واهلل أعلم ،وإ ن كانت الهيئة تقوم بهذا الدور داخل المؤسسة أو الصندوق ،ألن
المحتسب موظف عام يتقاضى مرتبه من بيت المال يراقب مدى التزام أصحاب
السوق بأحكام الشريعة وبأوامر ولي األمر االستصالحية المتصلة بالسوق ،فعمله
قائم على األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فله سلطة تنفيذية إلصالح الخلل
وإ لزام أصحاب السوق بما يقرره ،وبمعاقبتهم إن اقتضى األمر .فالمحتسب ليس له
صفة اإلفتاء ألهل السوق وإ لزامهم بفتواه.
.4اإلفتاء:
ذهب البعض إلى أن عمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية قريب من عمل
المفتي ،إذ أنها تصدر الحكم الشرعي فيما يعرض عليها ،وتساعد اإلدارة في
المؤسسة المالية على تطوير العقود بما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية .وهذا
األمر وإ ن كان صحيحاً إال أن عمل الهيئة ال يقتصر على اإلفتاء فقط بل هي تقوم
بأدوار عديدة منها:
مراجعة نماذج العقود واالتفاقيات واللوائح للتثبت من عدم مخالفتها ألحكام -1
الشريعة اإلسالمية.
إصدار الفتاوى في الموضوعات التي تعرض عليها. -2
N.qasem 2011
32
مراجعة ومراقبة العمليات المنفذة ،والتأكد من أن التطبيق متفق مع القرارات -3
الصادرة من قبل الهيئة الشرعية.
تدريب الموظفين وتثقيفهم في المعامالت المالية ،والمساهمة في تنمية الوعي -4
لدى العاملين.
تقديم البدائل الشرعية للمنتجات التقليدية المخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية. -5
تقديم تقرير للجمعية العمومية على صحة المعامالت ومطابقتها ألحكام الشريعة -6
اإلسالمية.
-7القيام بحل المنازعات التي تقع بين المؤسسة وبين عمالئها أو أي أطراف
أخرى.
ومن هذا يتضح أن هناك فرقاً بين اإلفتاء وعمل هيئة الفتوى والرقابة
الشرعية ،ومما يزيد هذا وضوحاً أن األصل في الفتوى ال يرتبط بها إلزام ،لذلك
قيل إن المفتي أقرب إلى السالمة من القاضي ،ألنه ال يلزم بفتواه ،وإ نما يخبر بها
من استفتاه ،فإن شاء قبل قوله ،وإ ن شاء تركه .وأما القاضي فإنه يلزم بقوله،
فيشترك القاضي والمفتي في أن كالً منهما يخبر عن الحكم ،ويتميز القاضي
باإللزام والقضاء ،فمن هذا الوجه خطره أشد(.)1
وبهذا يتضح الفرق بين عمل اإلفتاء وعمل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية،
فرأي هيئة الفتوى في المؤسسة المالية ملزم كما هو منصوص عليه في النظام
األساسي.
N.qasem 2011
33
وكشف األخطاء ومعالجتها ،وهي بهذا التصور تعتبر والية دينية معاصرة ليس
لها مثال فقهي سابق في شكلها ومضمونها ،فالهيئة لها والية شرعية تنص عليها
أو يجب أن تنص عليها الوثائق الرسمية للمؤسسة من عقد التأسيس والنظام
األساسي وغيرهما.
يقول الدكتور رياض الخليفي" :ولذا فإنه يمكننا القول بأنه مع إقرارنا بكون
تعد والية دينية تنطوي على مزيج من أصول الواليات الدينية الهيئة الشرعية ّ
كاإلفتاء والقضاء والحسبة ،وجماعها منصب االجتهاد في تحقيق مصالح الدين
والدنيا ،إال أنها مع ذلك كله تعتبر والية دينية ذات طبيعة مستقلة تباين الواليات
الدينية المذكورة في الشكل والمحتوى واألهمية واألثر"(.)1
() د .رياض الخليفي ،أعمال الهيئات الشرعية بين االستشارة الفردية والمهنية المؤسسية ،24 ،د .عب د 1
الحميد البعلي ،تقنين أعمال الهيئات الشرعية معالمه وآلياته 45 ،بحثان مقدمان للمؤتمر الثالث للهيئ ات
الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية.
N.qasem 2011
34
دراسة حالة عملية للرقابة الشرعية
من واقع األمانة العامة لألوقاف
N.qasem 2011
35
أوالً :الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف من خالل النظم واللوائح المقرة
فيها:
تش كيل اللجن ة الش رعية :يوج د في األمان ة العام ة لألوق اف لجن ة ش رعية .1
مشكلة بقرار مجلس شئون األوق اف في اجتماعه الثالث والعشرين المنعقد
في 21رمض ان 1420هـ المواف ق 29ديس مبر 1999م مكون ة من خمس ة
أعض اء من المتخصص ين في العل وم الش رعية حيث تم تع يينهم لم دة س نتين
قابلة للتجديد.
نطاق عمل اللجنة :تم تحديد عمل اللجنة الشرعية بأمور عديدة منها: .2
أنه ا تختص بإب داء الحكم الش رعي في جمي ع المس ائل ال تي تع نى به ا أ-
األمان ة العام ة لألوق اف من أعم ال وتص رفات بص فتها قائم ة بأعم ال
النظ ارة على الوق ف .س واء ك انت ه ذه األعم ال أو االستفس ارات ت رد
إليه ا من مجلس ش ئون الوق ف أو األمين الع ام أو أح د نواب ه أو
الص ناديق والمش اريع الوقفي ة أو وح دات العم ل في األمان ة .أو أي
مواضيع تراها اللجنة.
تق وم اللجن ة ب التثبت من ش رعية م ا تق وم ب ه األمان ة والص ناديق ب-
والمشاريع الوقفية من أعمال في المجاالت الوقفية .
نص نظ ام الرقاب ة الش رعية على األعم ال المتعلق ة ب الوقف على أن ت-
هناك أعمال ال يجوز مباشرتها إال من قبل اللجنة الشرعية وهي:
-دراس ة الموض وعات ذات الطبيع ة الش رعية وإ ب داء الحكم الش رعي
بها.
-دراسة التقارير التي يرفعها لها المراقب الشرعي وإ بداء الرأي فيها.
الرقابة الشرعية :تنص اللوائح على أن للجنة الشرعية صالحية واسعة في .3
الرقابة الشرعية حيث تهدف الرقابة الشرعية التي تمارسها اللجنة إلى ما
يلي:
التأكد من مطابقة العمل للقواعد واألحكام الشرعية. أ-
N.qasem 2011
36
بي ان الحكم الش رعي في القض ايا والمس ائل المس تحدثة في ض وء ب-
القواع د والض وابط الش رعية ،ولتحقي ق ه ذه األه داف يح ق للجن ة
الشرعية ما يلي:
أ -الرقابة المسبقة:
للجنة أن تمارس الرقابة المسبقة في الحاالت التالية:
مش روعات الق وانين المتعلق ة ب الوقف ال تي تع دها األمان ة أو يس تطلع رأيه ا .1
فيها.
اللوائح المتعلقة بالوقف وأي قرارات خاصة به تتضمن قواعد عامة تزمع .2
األمانة إصدارها.
التصرفات الناقلة لملكية عقارات الوقف. .3
أي تص رف أو عم ل ي ترتب علي ه إس قاط ح ق من حق وق الوق ف ،أو أي .4
تص رف أو عم ل ي ؤدي إلى تحمي ل الوق ف بالتزام ات على خالف النظم
واللوائح التي سبق أن أقرتها اللجنة.
العق ود ال تي تن وي األمان ة إبرامه ا المتعلق ة ب الوقف باس تثناء العق ود النمطي ة .5
التي سبق للجنة الموافقة عليها.
قواعد تحديد األولويات في اإلنفاق من ريع الوقف وفقاً لشروط الواقفين. .6
N.qasem 2011
37
ب -الميزانيات التقديرية والحسابات الختامية وتقارير مراقبي الحسابات.
ت -محاض ر اجتماع ات مجلس ش ئون األوق اف ومج الس إدارات الص ناديق
والمشاريع الوقفية واللجان العاملة في األمانة.
ث -التقاير المالية التي يعدها قطاع االستثمار.
ج -المش اريع واألنش طة واألعم ال ال تي تزم ع الص ناديق والمش اريع الوقفي ة
واللجان القيام بها.
ح -المطبوعات والنشرات واألفالم والتسجيالت الصوتية وغيرها.
يحق للجنة أن تكلف عضواً أو أكثر من أعضائها ،أو أن تكلف المراقب .2
الش رعي أو أح د معاوني ه بزي ارة إدارات ومك اتب ووح دات العم ل في
األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة واللج ان للتأك د من مطابق ة العم ل
فيه ا للقواع د واألحك ام الش رعية ،وترف ع اللجن ة تق ارير بنت ائج ه ذه
الزيارات.
للجن ة أن ت دعو لحض ور اجتماعاته ا من ت رى من المس ئولين والم وظفين .3
في األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة ،واللج ان للحص ول منهم على
المعلوم ات ال تي تعين اللجن ة في مباش رة المه ام المنوط ة به ا ،والتع رف
على رؤيتهم وآرائهم في الموضوعات التي تدرسها.
تعين األمان ة بن اء على اق تراح اللجن ة ،مراقب اً ش رعياً أو أك ثر وذل ك وفق اً .4
الحتياجات العمل.
وعلى المراقب الشرعي مباشرة المهام التالية:
االطالع على الوثائق والمستندات المتعلقة بمجاالت العمل الوقفي أ)
ال تي تح ددها ل ه اللجن ة فحص ها ،ورف ع تق ارير إلى اللجن ة بنت ائج
هذا الفحص.
زي ارة وح دات العم ل في األمان ة والص ناديق والمش اريع الوقفي ة ب)
واللجان وذلك وفق اً لبرنامج توافق عليه اللجنة الشرعية ،ويرفع
تقارير إلى اللجنة بنتائج هذه الزيارات.
N.qasem 2011
38
يك ون حلق ة االتص ال بين اللجن ة واألمان ة في األم ور المتعلق ة ت)
بالرقابة الشرعية التي تمارسها اللجنة.
نش ر ال وعي الش رعي بين الع املين في األمان ة والص ناديق ث)
والمشاريع الوقفية واللجان.
اجتماعات اللجنة:
ي رأس جلس ات اللجن ة عض و يعين ه مجلس ش ئون األوق اف من أعض اء .1
المجلس ويح ق ل ه التص ويت ،وص وته ي رجح في حال ة تس اوي
األصوات ،وفي حالة غيابه يتولى رئاسة الجلسة أكبر األعضاء سناً.
يعين األمين الع ام مق رراً للجن ة ومس اعدا ل ه عن د الحاج ة لتلقي وحف ظ .2
جميع الوثائق ومستندات اللجنة وتنظيم اجتماعاتها .ويعد مقرر اللجنة
محاض ر اجتماعاته ا ويض منها أس ماء الحاض رين والموض وعات ال تي
نظرتها والقرارات التي خلصت إليها بالنسبة لكل موضوع.
ينشأ باللجنة سجل يدون فيه المقرر جميع الموضوعات المحالة إليها .3
أو التي تقرر اللجنة النظر فيها خالل اجتماعاتها.
يعد مقرر اللجنة باالتفاق مع رئيسها جدول أعمال كل اجتماع. .4
تجتمع اللجنة ست مرات في السنة على األقل أو كلما اقتضت الحاجة، .5
بناء على طلب من رئيسها أو عضوين من أعضائها أو األمين العام.
توج ه ال دعوة لحض ور اجتم اع اللجن ة مرفق اً به ا الم ذكرات والوث ائق .6
المتعلقة بالموضوعات التي ستنظرها اللجنة قبل وقت كاف من موعد
االجتماع.
يشترط لصحة اجتماعات اللجنة حضور ثالثة من أعضائها الشرعيين. .7
تعتم د محاض ر اجتماع ات اللجن ة بتوقيعه ا من قب ل ك ل من رئيس .8
االجتم اع ومق رر اللجن ة وجمي ع األعض اء الحاض رين بع د التص ديق
عليها في الجلسة التالية ،وترسل صورة عنها إلى األمين العام.
يق وم األمين الع ام بتوزي ع نس خ من محاض ر اجتماع ات اللجن ة بع د .9
اعتمادها على رئيس وأعضاء شئون الوقف.
N.qasem 2011
39
إصدار القرارات:
للجن ة أن تط رح على مجلس ش ئون األوق اف رأيه ا في أس اليب تط بيق .1
االجتهادات الشرعية المستحدثة التي تراها محققة لمصالح الوقف.
تصدر اللجنة توصياتها بأغلبية األعضاء الحاضرين. .2
ُيعد االمتناع عن التصويت رفضاً للموضوع محل التصويت. .3
تُع د اللجن ة تقري راً عن ك ل موض وع من الموض وعات المحال ة إليه ا .4
وذل ك خالل مهل ة ال تتج اوز ش هرين من ت اريخ إحالته ا عليه ا .ويجب
أن يتض من تقري ر اللجن ة بيان اً ب الحكم الش رعي ال ذي ت راه ،ويوق ع ك ل
تقرير من قبل األعضاء المشاركين في نظر الموضوع.
للق رارات ال تي تص در عن اللجن ة ص فة اإلل زام ،وعلى األمان ة .5
والصناديق والمشاريع الوقفية أن تتقيد بها ،ولألمين العام أن يطلب من
اللجنة إعادة النظر في أي مما يصدر عنها بكتاب مسبب ،وللجنة في
هذه الحالة إعادة بحث الموضوع أو تأكيد ما صدر عنها.
N.qasem 2011
40
واقع الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف:
من خالل م ا تم ذك ره في النظم والل وائح المنظم ة للعم ل في األمان ة العام ة
لألوقاف نرغب بذكر واقع األمانة العامة لألوقاف في تطبيق تلك النظم واللوائح.
تجتم ع اللجن ة الش رعية بش كل ش به أس بوعي لمناقش ة المواض يع ال تي تط رح .1
عليها قبل إقدام األمانة على تنفيذها ،فتصدر اللجنة الشرعية قراراً بخصوص
الموضوع الذي تم مناقشته ،ثم يرسل القرار إلى األمين العام لألمانة فيصدر
بقرار منه إلى الجهة المعنية بالموضوع.
تقوم اللجنة الشرعية بدور الرقابة المسبقة بحيث يعرض على اللجنة الشرعية .2
كل األمور التي ترغب األمانة بعملها وتنفيذها.
يوج د للجن ة مق رر يق وم بالتنس يق م ع رئيس اللجن ة بإع داد ج دول األعم ال .3
وإ عداد المحاضر ومتابعة التصديق عليها من قبل اللجنة الشرعية .
تص در اللجن ة الش رعية تقري راً س نوياً عن جمي ع المش اريع والطلب ات ال تي تم .4
عرض ها على اللجن ة الش رعية مذيل ة بق رارات اللجن ة ،إال أن ه ذا التقري ر ال
يتم فيه ذكر المخالفات التي وقعت فيها األمانة.
يق وم األمين الع ام برف ع تقري ر اللجن ة الش رعية إلى مجلس ش ئون األوق اف .5
لالطالع عليه.
ال تق وم اللجن ة الش رعية باختي ار أعض اء منه ا أو من خارجه ا لمتابع ة مهم ة .6
الت دقيق والرقاب ة الش رعية ،وإ نم ا يتم تش كيل فري ق الت دقيق والرقاب ة الشرعية
بقرار وزاري قد يتم فيه اختيار أعضائه من اللجنة الشرعية أو من خارجها.
م ع وج ود الئح ة وض وابط لص رف ري ع الوق ف إال أن اللجن ة الش رعية ال .7
تس تطيع التأك د من أن الص رف تم في طريق ه الص حيح ،فمثالً يتم الموافق ة
على ص رف مبل غ لجه ة معين ة ،ويتم تس ليمها المبل غ ،وال يعلم بع د ذل ك ه ل
قامت هذه الجهة بصرف المبلغ وفق ما أقرته اللجنة الشرعية أم ال ،وغالبية
المخالف ات ال تي يتم اكتش افها تتم بمعرف ة شخص ية من أح د أعض اء اللجن ة
الشرعية أم من خارجها.
N.qasem 2011
41
غالبي ة اجتماع ات اللجن ة الش رعية تك ون لمناقش ة ص رف ري ع الوق ف على .8
جهات مختلفة ،والنظر في مدى انطباق ضوابط الصرف على هذه الجهات
أم ال.
ال توج د إدارة متخصص ة في الرقاب ة الش رعية في األمان ة العام ة لألوق اف .9
وإ نم ا يوج د قس م داخ ل اإلدارة القانوني ة ،يتب ع ل ه موظف ان لمتابع ة األم ور
الشرعية ،والسيطرة الكاملة في هذه اإلدارة لإلدارة القانونية.
ال يوجد في األمانة العامة لألوقاف مراقبين شرعيين مؤهلين لعملية التدقيق .10
الش رعي على أعم ال األمان ة العام ة ،حيث ص در الق رار ال وزاري بتكلي ف
بعض األشخاص بمهمة التدقيق الشرعي على أعمال األمانة لعامة لألوقاف ،
وتم تكليف الفريق من األمين العام بتأسيس قسم للرقابة الشرعية ،وكان من
صالحيات هذا الفريق الرقابة على قطاع األمين العام ،إال أن هذا الفريق كان
تابعاً إلدارة الرقابة والتدقيق التي تتبع لألمين العام أيضاً.
وقد قام هذا الفريق بجهد مشكور حيث بدء بقطاع االستثمار حيث تم اآلتي:
مراجع ة أدل ة اإلج راءات في قط اع االس تثمار الم الي والعق اري ،وت بين .1
صدور دليل إجراءات االستثمار من دون موافقة اللجنة الشرعية ،وتم رده
للجنة الشرعية واعتمد منها.
ع دم متابع ة االس تثمارات من الناحي ة الش رعية ،حيث ق ام قط اع االس تثمار .2
باالس تثمار في بعض الش ركات المتوافق ة من الناحي ة الش رعية إال أن ه ذه
الش ركات ق د تتغ ير أحواله ا فتخ رج من قائم ة الش ركات المتوافق ة وتس تمر
األمانة في مساهمتها في هذه الشركات.
بعض الشركات المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية قد يكون لها إيرادات .3
محرم ة فتحت اج إلى متابعته ا لكي تتخلص األمان ة من ه ذه اإلي رادات
المحرمة.
N.qasem 2011
42
وق د ق ام الفري ق بمتابع ة ه ذه المس ائل وإ عط اء توص ية مختص رة في م دى
االس تمرار في ه ذا االس تثمار من عدم ه ،وبي ان م ا إذا ك ان ه ذا االس تثمار في ه
إيرادات محرمة أم ال.
وهذه التجربة في األمانة العامة لألوقاف لم يكتب لها االستمرار حيث انتهت
بإحال ة ه ذا الفري ق من إدارة الرقاب ة والت دقيق إلى إدارة التخطي ط ،وق دم الفري ق
على إثر ذلك اعتذاره عن االستمرار بعد أن أمضى سنتين ونصف في عمله.
ثم صدر القرار الوزاري بإناطة مهمة الت دقيق والرقاب ة الشرعية إلى اللجنة
الش رعية حيث يتم اختي ار ثالث ة أعض اء من اللجن ة الش رعية يقوم ون به ذه المهم ة
حيث تس تغرق م دة الت دقيق ش هرين بواق ع ي ومين في األس بوع تق وم من خالل ه
بالتدقيق على جميع أعمال األمانة العامة لألوقاف.
N.qasem 2011
43
مقارنة عن الرقابة الشرعية بين وجودها في النظم واللوائح وتطبيقه ا على
أرض الواقع وأهم المقترحات لتطويرها:
إن الرقابة الشرعية في النظم واللوائح قد صيغت صياغة متقنة وجيدة ،حيث
أعطت اللوائح للجنة الشرعية صالحيات واسعة ،وألزمت األمانة العامة لألوقاف
بقراراتها إال أن لنا بعض المالحظات على هذه النظم واللوائح تتمثل بالتالي:
إن وجود اللجنة الشرعية في الهيكل التنظيمي لألمانة العامة لألوقاف تم وفق .1
المرس وم األم يري ،إال أن اختي ار أعض اء اللجن ة الش رعية يتم وف ق ق رارات
مجلس شئون األوقاف ،وكما ذكرنا سابقاً بأن اللجنة الشرعية لها حق االطالع
على محاض ر مجلس ش ئون األوق اف ،وبالت الي له ا ح ق االع تراض على ق رار
مجلس ش ئون األوق اف إذا تم اتخ اذ بعض الق رارات ال تي يوج د فيه ا مخالف ات
ش رعية ،ألن ق رارات اللجن ة الش رعية كم ا ج اء في النظم والل وائح ملزم ة
لألمانة العامة لألوقاف ،ولذلك يفترض أن يتم تشكيل اللجنة الشرعية من نفس
الجهة التي تشكل مجلس شئون األوقاف لسببين:
أن تك ون اللجن ة الش رعية له ا اس تقالليتها التام ة ،فال تت أثر بمجلس ش ئون أ-
األوق اف ال ذي له ا س لطة على الرقاب ة علي ه ،فكي ف ت راقب على مجلس
شئون األوقاف وهو الذي يقوم بتعيينها.
إعطاء الدعم الكافي والكامل للجنة الشرعية ،إذ أن لها نفس القوة التي ب-
لمجلس شئون األوقاف.
ج اء في النظم والل وائح إن مجلس ش ئون األوق اف يق وم باختي ار رئيس اللجن ة .2
الشرعية ،فقد جاء في النظام الداخلي للجنة الشرعية المادة ( )9ما يلي:
"يرأس جلسات اللجنة عضو يعينه مجلس شئون األوقاف من أعضاء المجلس
ويح ق ل ه التص ويت ،وص وته ي رجح في حال ة تس اوي األص وات ،وفي حال ة
غيابه يتولى رئاسة الجلسة أكبر أعضاء اللجنة سناً"
ب ل ج اء في موق ع األمان ة العام ة لألوق اف ( )www.awqaf.orgفيم ا يتعل ق
بمجلس شئون األوقاف ما يلي:
N.qasem 2011
44
"يشكل المجلس من بين أعضائه ومن غيرهم اللجان الدائمة التالية التي تمارس
االختصاصات المبينة قرين كل منها كما جاء في نص المادة ( )12من النظام
الداخلي لمجلس شئون الوقف:
"اللجنة الشرعية :تختص بإبداء الرأي الشرعي في أعمال األمانة".
كما جاء في الموقع نفسه بأن أعضاء مجلس شئون الوقف يتشكل من كل:
رئيساً. وزير األوقاف والشئون اإلسالمية .1
عضواً. أمين عام األمانة العامة لألوقاف .2
عضواً. وكيل وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية .3
عضواً. مدير عام مؤسسة التأمينات االجتماعية .4
عضواً. مدير عام بيت الزكاة .5
ممث ل عن وزارة المالي ة ال تق ل درجت ه عن وكي ل وزارة مس اعد يخت اره .6
عضواً. الوزير المختص
عضواً. ممثل عن الهيئة العامة لالستثمار .7
ثالث ة أعض اء من ذوي الخ برة واالختص اص يص در بتع يينهم لم دة ثالث .8
سنوات قابلة للتجديد قرار من مجلس الوزراء بناء على ترشيح من وزير
األوقاف والشئون اإلسالمية.
N.qasem 2011
45
إن اللجن ة الش رعية له ا ح ق المراقب ة والت دقيق على أعم ال مجلس ش ئون ب)
الوقف ،وبالتالي هناك تعارض في عمل رئيس اللجنة الشرعية ،فكيف يكون
هو من يصدر القرار وهو الذي يراقب عليه.
إن انضواء اللجنة الشرعية تحت كنف مجلس شئون الوقف بحيث هو من ت)
يق وم بتش كيلها ،وهي من ت راقب علي ه ي ؤثر في اس تقاللية اللجن ة الش رعية
ككيان مستقل له حق المراقبة والتدقيق.
قلن ا إن الل وائح والنظم المنظم ة لعم ل اللجن ة الش رعية أعطت الح ق للجن ة .3
الشرعية بمراقبة وتدقيق أعمال األمانة لألوقاف ،إال أن األمانة العامة لألوقاف
تفتقر إلى وجود إدارة خاصة للرقابة الشرعية ،إذ أن حجم األموال التي تديرها
األمان ة العام ة لألوق اف يعت بر ض خماً مقارن ة ببعض المؤسس ات المالي ة
اإلس المية ،ال تي تل زم هيئ ات الفت وى والرقاب ة الش رعية في تل ك المؤسس ات
إداراتها بضرورة وجود مراقبين شرعيين يتابعون أعمال المؤسسة من الناحية
الشرعية ،ويقدمون تقارير عن أعم الهم لهيئة الفتوى والرقابة الش رعية ،علم اً
بأن عمل المؤسسات المالية اإلسالمية يقتصر على استثمار األموال وتنميتها،
فكي ف إذا أض يف إلى ه ذا النش اط ص رف ري ع الوق ف ،والتأك د من أوج ه
الص رف بأنه ا مطابق ة لش روط الواق ف ،وللسياس ات العام ة في الص رف في
األمانة العامة ،فهذا بحاجة إلى جهاز إداري كامل لمتابعة مثل هذه األم ور ،فال
يكفي أن تق وم اللجن ة الش رعية ب إجراء الرقاب ة والت دقيق الش رعي لم دة ش هرين
فقط ،بل ال بد أن تكون الرقابة بشكل دائم ومستمر حتى تتجنب األمانة الوقوع
في األخط اء والمخالف ات الش رعية ،وال أدل على ض رورة وج ود ه ذا الجه از
من حجم المخالفات التي قام برصدها ديوان المحاسبة حيث تنوعت بين صرف
مب الغ في غ ير م ا خص ص له ا ،وع دم ال تزام األمان ة بالش روط التعاقدي ة م ع
جه ات أخ رى ،وس وف أس تعرض بعض ه ذه المالحظ ات لتعلقه ا بالج انب
الش رعي ،وخصوص اً الرقاب ة الش رعية للتأكي د على أهمي ة وج ود إدارة للرقاب ة
الشرعية في األمانة العامة لألوق اف ،حيث جاء في تقريره عن أعمال األمانة
العامة لألوقاف فيما يتعلق بميزانية 2009-2008ما يلي:
N.qasem 2011
46
هن اك مآخ ذ ش ابت تنفي ذ االتفاقي ة المبرم ة بين األمان ة العام ة لألوق اف ا-
ووزارة األوق اف والش ئون اإلس المية بش أن مص رف المس اجد ،حيث لم
تلتزم وزارة األوقاف بإرسال تقارير ربع سنوية حسب االتفاقية المبرمة
بين الط رفين ،كم ا أن ال وزارة ق امت بص رف بعض المب الغ من غ ير
االلتزام باالتفاقية الموقعة (.)1
ع دم اتخ اذ اإلج راءات الرقابي ة الكافي ة للتأك د من س المة ص رف مب الغ ب-
()2
المنح والدعم المالي التي تقدمها األمانة لبعض الجهات.
عدم تقيد األمانة ببعض أحكام الئحة ضوابط استثمار األموال الوقفية. ج-
ع دم وج ود الئح ة داخلي ة معتم دة تنظم أعم ال وإ ج راءات النظ ارة د-
المشتركة .وتحدد سلطات ومسؤوليات القائمين عليها.
فهذه المالحظات وغيرها وإ ن كان لألمانة العامة لألوقاف ردود عليها ،إال أنه ا
توض ح م دى أهمي ة وج ود إدارة مس تقلة للرقاب ة الش رعية تت ابع أم ور الوق ف
بشكل يومي ،فإذا كان ديوان المحاسبة كجهة خارجية استطاع أن يرصد هذه
المالحظ ات ،فكي ف بجه از ت دقيق ش رعي يش رف وي راقب بش كل ي ومي على
أعمال األمانة العامة لألوقاف.
وض رورة إنش اء مث ل ه ذه اإلدارة يتأك د من خالل تقلي ل ه ذه المالحظ ات مم ا
يعزز ثقة الواقفين بدور األمانة واطمئنانهم على أوقافهم وعدم تشويش صورة
األمانة من قبل من يريد سوءاً بها.
إن الرقابة الشرعية أصبحت علما له قواعده وضوابطه ،بل أصبح علم اً يدرس .4
وين ال طالب ه ش هادة عن د اجتي ازه له ذا العلم ،كم ا ه و ح ادث وواق ع في هيئ ة
المحاس بة والمراجع ة للمؤسس ات المالي ة اإلس المية ،حيث اس تفادت من مهم ة
م دقق الحس ابات الخ ارجي وأض افت إلي ه م ا يتعل ق بج انب الرقاب ة الش رعية،
فوجود إدارة الرقابة الشرعية في األمانة العامة لألوقاف مهم؛ ولكن األهم منه
وجود مراقبين شرعيين مؤهلين لهذه المهمة العظيمة.
() قامت األمانة العامة لألوقاف بالرد على هذه المالحظة بأن هذه المآخذ سبق للديوان أن وجهها في تقاريره الس ابقة وتم 1
أخذ مالحظاته والعمل بها ،وأنها لم تأل جهدا في حث الوزارة على تنفيذ االتفاقية كما هي ،وتمت مخاطبتها به ذا الش أن
مرات عديدة.
() أفادت األمانة في ردها بأنه تم الحصول على تقارير مفصلة من بعض الجهات وبانتظار ب اقي التق ارير م ع األخ ذ 2
باالعتبار إيقاف صرف أي دفعات تالية لحين تسلم تقارير الدفعات السابقة والتدقيق عليها.
N.qasem 2011
47
الئحة مقترحة لعمل
هيئة الفتوى والرقابة الشرعية
لألمانة العامة لألوقاف
المادة األولى
اسم الهيئة:
هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لألمانة العامة لألوقاف ،ويطلق عليها في هذه
الالئحة "الهيئة".
المادة الثانية
تعريف الهيئة:
هي جهاز مستقل من الفقهاء المتخصصين في شئون الوقف يقوم بتوجيه
نشاطات األمانة العامة لألوقاف ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزام اإلدارة
بأحكام ومبادئ الشريعة فيما يتعلق بالوقف التي تجريها األمانة العامة لألوقاف.
المادة الثالثة
الجهة المختصة بتعيين الهيئة:
ُيعتمد تعيين الهيئة ممن له سلطة تشكيل األمانة العامة لألوقاف أو بموجب
توصية من مجلس األمناء باختيار أعضاء الهيئة.
تشكيل الهيئة:
هيئة الفتوى والرقابة الشرعية مكونة من ثالثة أعضاء على األقل من
المتخصصين في فقه الوقف ،ويختار أعضاء هيئة الفتوى والرقابة الشرعية من بينهم
رئيساً لهم ،ويشترط لصحة اجتماعات الهيئة حضور كامل أعضائها إذا كان عدد
أعضاء الهيئة ال يجاوز ثالثة أعضاء.
المادة الرابعة
مهام الهيئة:
النظر في مرسوم تشكيل األمانة العامة لألوقاف ونظامها األساسي واللوائح )1
المتبعة في عمل األمانة والتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية.
إبداء الرأي الشرعي في معامالت األمانة واالستفسارات التي تحال إلى الهيئة )2
من قبل األمين العام أو المراقب الشرعي أو الواقفين.
N.qasem 2011
48
مراجعة واعتماد نماذج العقود واالتفاقيات والعمليات العائدة لجميع معامالت )3
األمانة مع الواقفين وغيرهم ،واإلشتراك في تعديل وتطوير النماذج المذكورة
عند االقتضاء ،والمشاركة في إعداد العقود التي تزمع األمانة إبرامها – مما
ليس له نماذج موضوعة من قبل -وذلك بقصد التأكد من خلو العقود واالتفاقيات
والوقفيات والعمليات المذكورة من المحظورات الشرعية.
متابعة عمليات األمانة ،ومراجعة أنشطتها من الناحية الشرعية ،والتحقق من أن )4
المعامالت المبرمة كانت لمنتجات معتمدة من قبل الهيئة.
تقديم واقتراح الحلول الشرعية الممكنة لمشكالت الوقف التي ال تتفق مع مبادئ )5
وأحكام الشريعة اإلسالمية.
تقديم التوجيه واإلرشاد والتدريب للموظفين المعنيين بالنظارة بما يعينهم على )6
تحقيق االلتزام بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
التأكد من تجنيب المكاسب التي تحققت من مصادر أو بطرق تتعارض مع )7
أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية وصرفها في وجوه البر.
التأكد من تحصيل غلة الوقف ومتابعة صرفها على المستحقين وفق ما جاء في )8
وثائق الوقف وشروط الواقفين.
تقديم تقرير سنوي يعرض على مجلس األمانة تبدى فيه الهيئة رأيها في )9
المعامالت التي أجرتها األمانة ومدى التزام اإلدارة بالفتاوى والقرارات
واإلرشادات التي صدرت عنها.
تمثيل األمانة في المجاالت الشرعية من المؤتمرات والندوات والمشاركة في )10
اللقاءات المتعلقة بشئون الوقف.
اإلشراف على تجميع الفتاوى ،وإ قرار ما يتم نشره منها باعتبارها مرجعاً )11
شرعياً ومستنداً رسمياً ،يتعين على األمانة التقيد بها وعدم مخالفة شيء منها إال
ما يتم الرجوع عنه من قبل الهيئة.
اعتماد تعيين المراقبين الشرعيين المرشحين من قبل األمين العام. )12
N.qasem 2011
49
المادة الخامسة
منهاج عمل الهيئة:
تدرس الهيئة الموضوع المستفسر عنه دراسة وافية للوقوف على حقيقته )1
مستعينة بمقدم االستفسار وبمن ترى حاجة إلى االستعانة به من المتخصصين.
دونه
تبحث الهيئة عن الحكم الشرعي للموضوع المستفسر عنه مستعينة بما ّ )2
دونوه في أصول التشريع من قواعد الستنباط
العلماء من األحكام الفقهية وما ّ
األحكام.
تلتزم الهيئة باألحكام المتفق عليها بين الفقهاء ،وعند االختالف تختار الهيئة ما )3
تراه محققاً للمصلحة ،وإ ذا لم يكن في الموضوع حكم سابق للفقهاء أفتت الهيئة
فيه باجتهادها .
ليس من خطة الهيئة تطويع أحكام الشريعة اإلسالمية لتساير ما عليه العمل في )4
المؤسسات الوقفية ،وإ نما خطتها تطويع أعمال األمانة لتساير الشريعة
اإلسالمية ،وتعديل ما يخالفها إذا كان قابالً للتعديل وتقديم البديل اإلسالمي لما
يحقق مصلحة حقيقية.
تسترشد الهيئة بقرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات والندوات والهيئات )5
الشرعية المتخصصة في شئون الوقف.
المادة السادسة
نظام االجتماعات:
تجتمع الهيئة في مقر األمانة بصفة دورية منتظمة ال تقل عن أربع اجتماعات )1
في السنة على األقل ،ويجوز لها عقد بعض اجتماعاتها خارج األمانة أو في أحد
فروعها إن وجد.
في الحاالت التي ترى األمانة أو الهيئة الحاجة للبت في موضوع طارئ فيتم )2
دعوة الهيئة إلى اجتماع غير عادي عن طريق المراقب الشرعي.
ينعقد اجتماع الهيئة بحضور أكثرية أعضائها ،وتصدر الهيئة قراراتها بأكثرية )3
األعضاء الحاضرين ،وحين تعادل األصوات يرجح الجانب الذي فيه الرئيس،
ويحق للعضو غير الموافق إثبات رأيه في المحضر ،وال يشار إلى االختالف
في نص الفتوى.
N.qasem 2011
50
للهيئة أن تدعو الجتماعها من تراه من مديري األمانة ومنسوبيها وخبرائها )4
ومستشاريها الستيضاح ما تحتاج إليه من بيانات ومعلومات تتعلق بالمسائل
المعروضة عليها ،وليس لهم حق التصويت.
يجوز أن تصدر قرارات الهيئة بالتمرير في القضايا المستعجلة شريطة اتفاق )5
الرأي من جميع األعضاء .ويجب إثبات القرار في محضر أول اجتماع الحق.
يقوم المراقب الشرعي بإعداد جدول أعمال اجتماعات الهيئة ،واستيفاء )6
المعلومات والبيانات والمستندات الالزمة لعمل الهيئة.
يتم تبليغ قرارات الهيئة عن طريق المراقب الشرعي إلى الجهات المعنية. )7
المادة السابعة
مسئولية الهيئة:
تكون الهيئة مسؤولة أمام مجلس األمانة في حالة وجود قصور في مستوى )1
الرقابة الشرعية بشرط قيام األمانة العامة لألوقاف بجميع مسؤولياتها المحددة
في هذه الالئحة.
تجتهد الهيئة بإبداء الرأي الشرعي في كل ما يعرض عليها من اإلدارات )2
التنفيذية ،وتعد الهيئة تقريراً سنوياً يعرض على مجلس األمانة لبيان مدى التزام
األمانة بأحكام الشريعة اإلسالمية.
تحضر الهيئة أو بعض أفرادها اجتماع مجلس األمانة أو بعض أفرادها لإلجابة )3
على االستفسارات إن وجدت.
يكون عضو الهيئة مسئوال عن إفشاء أسرار األمانة أو نشر معلومات تعود )4
بالضرر على األمانة.
المادة الثامنة
مسئولية األمانة نحو الهيئة:
تعتبر قرارات الهيئة ملزمة ،ويجب على األمانة التقيد بها. )1
توفير جميع المعلومات التي تعين الهيئة على تكوين الرأي الشرعي في شئون )2
الوقف التي تمارسها األمانة.
التزام اإلدارات المختلفة بالرجوع إلى الهيئة قبل إصدار أي نموذج أو عقد )3
ويستلزم ذلك تعميم اشتراط الموافقة الشرعية قبل العمل بأي نموذج أو عقد
جديد.
N.qasem 2011
51
عدم استخدام أي نموذج أو عقد ُأبديت عليه مالحظات شرعية إال بعد تعديله أو )4
تبديله واعتماده مجدداً من قبل الهيئة.
قيام اإلدارات المختلفة بإطالع الهيئة على أية عملية يراد الدخول فيها بصورة )5
مبكرة ،أي منذ أن تكون فكرة مقبولة مبدئياً لدى األمانة ثم إرسال كل ما يتعلق
بها من أوراق ومستندات ،وعدم إجراء العملية أو االرتباط بها مع األطراف
األخرى إال بعد إبداء الرأي الشرعي بمشروعيتها كما هي أو بالشروط
المطلوب مراعاتها.
أن تعرض على الهيئة جميع المستندات والعقود واالتفاقيات الواردة إلى األمانة )6
قبل االرتباط بها ،ولو كانت هذه المستندات والعقود واالتفاقيات من قبل إحدى
الجهات الوقفية أو المصارف أو المؤسسات المالية اإلسالمية وموافقة هيئة
الرقابة الشرعية لتلك الجهة أو المصرف على المستندات والعقود واالتفاقيات.
تقديم أي توضيحات تطلبها الهيئة وال سيما بشأن العمليات التي تظن الهيئة أنها )7
وقعت مخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية.
تنظيم لقاءات توعية ومذاكرة في القضايا الشرعية المتعلقة بالوقف سواء ما هو )8
عام ،أو ما يخص كل إدارة على حدة ،بهدف تنمية الوعي الشرعي بطبيعة
العمليات والتطبيقات على وجه اإللمام ،تمهيداً للتعرف إلى حكمها الشرعي ،أو
كونها مندرجة في النمطي من العقود والنماذج.
تهيئة وسائل المراجعة الدورية لمستندات العمليات من خالل التقارير )9
والميزانيات الدورية ،للوصول بسهولة في نهاية العام إلى نتائج السنة كلها من
الناحية الشرعية بما يتيح تقرير مشروعيتها بعد البحث والتدقيق الالزم.
في حالة قيام اإلدارة التنفيذية لألمانة بمخالفة فتاوى وقرارات الهيئة ،ينبغي على )10
الهيئة أن تنبه اإلدارة التنفيذية كتابياً بوقوع المخالفة ،وبطريقة تصحيحها ،وفي
حالة عدم قيام األمانة بالتصحيح المطلوب ،فعلى الهيئة أن تضمن الواقعة في
التقرير الذي ترفعه لمجلس األمانة مبرئة ذمتها بذلك.
المادة التاسعة
صالحيات الهيئة:
للتأكد من سالمة التطبيق الشرعي تتمتع الهيئة بالصالحيات التالية:
N.qasem 2011
52
حق االطالع على جميع نماذج العقود واالتفاقيات والوثائق التي تبرمها األمانة. )1
حق االطالع على كل أعمال األمانة والفروع التابعة لها إن وجدت للتحقق من )2
موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية ،ولها بذلك عقد اللقاءات وترتيب الزيارات
لتحقيق هذا الهدف.
حق المتابعة واالطالع على كل أعمال الصناديق الوقفية للتأكد من التزامها بأحكام )3
الشريعة اإلسالمية.
المخاطبة المباشرة لمجلس األمانة ورفع التقارير إليهم وتزويدهم بآراء الهيئة في )4
الموضوعات ذات العالقة.
حق االتصال والمخاطبة المباشرة لكل الجهات ذات العالقة في األمانة عن طريق )5
األمين العام بما يسهل للهيئة أداء مهامها.
المادة العاشرة
انتهاء عضوية عضو الهيئة:
تنتهي عضوية عضو الهيئة بواحد مما يلي:
استقالة عضو الهيئة أو عجزه أو وفاته. ا-
قرار من مجلس األمانة أو من له سلطة تعيين الهيئة. ب-
غيابه عن أربعة اجتماعات متتالية دون عذر يقبله الرئيس. ج-
وإ ذا شغر منصب عضو من أعضاء الهيئة فللهيئة أن ترشح بديالً عنه ،ويعرض
هذا الترشيح على مجلس األمانة العتماده.
المادة الحادية عشر
اختيار المراقب الشرعي:
تختار الهيئة مراقباً شرعياً أو أكثر من أهل العلم والتخصص الشرعي والثقافة العامة
في شئون الوقف ،وذلك لمتابعة تنفيذ فتاوى وقرارات الهيئة ،واإلشراف على سالمة
تطبيقها ،واستقبال االستفسارات وعرضها على هيئة الفتوى ،باإلضافة إلى القيام بمهام
مقرر الهيئة.
المادة الثانية عشر
مهام المراقب الشرعي:
متابعة ما يصدر عن الهيئة من فتاوى وقرارات. )1
ترتيب اللقاءات بين األمانة والهيئة ،وعقد االجتماعات الخاصة بالهيئة. )2
N.qasem 2011
53
التثبت من شرعية التطبيق ،وذلك بالمراجعة المنتظمة للخطوات العملية وتدقيق )3
المستندات والوثائق من وجهة نظر شرعية من خالل مواعيد دورية ،يتم
تحديدها من قبل الهيئة بالتنسيق مع األمانة ،وذلك لالطالع على حاالت عشوائية
للمعامالت المختلفة ألعمال األمانة.
مناقشة المالحظات والنتائج األولية التي توصل إليها مع األطراف اإلدارية )4
المعنية قبل إصدار تقاريره النهائية.
تقديم تقارير دورية للهيئة الشرعية واألمين العام عما يقوم به ،وعن أعمال )5
األمانة ،من حيث التدقيق الشرعي ونحوه.
تنفيذ الدورات الفقهية والعملية المتعلقة بالوقف تحت إشراف وتوجيه الهيئة )6
بالتنسيق مع األمانة والموارد البشرية ،والمساهمة في نشر الوعي والمبادئ
الشرعية واألخالق اإلسالمية.
المشاركة في دراسة مشروعات العقود والوثائق والمنتجات المتعلقة بأعمال )7
وأنشطة األمانة وعرضها على الهيئة قبل التوقيع عليها ،للتأكد من عدم
تعارضها مع األحكام الشرعية.
المشاركة في إعداد الدراسات التفصيلية حول القضايا واألنشطة ذات األهمية، )8
والتي تتطلب عناية خاصة من النواحي الشرعية ،ومراجعة ذلك في كتب الفقه.
العمل على تجميع الفتاوى والقرارات الصادرة عن الهيئة ،ثم عرضها على )9
الهيئة لتقرر ما يتم نشره منها باعتبارها مرجعاً شرعياً ومستنداً رسمياً ،يتعين
على األمانة التقيد بها وعدم مخالفة شيء منها ،إال ما يتم الرجوع عنه من قبل
الهيئة.
المادة الثالثة عشر
مسئولية المراقب الشرعي:
يكون المراقب الشرعي مسئوالً أمام الهيئة في حال وجود قصور في مستوى )1
الرقابة الشرعية في البنك ،ولكي يقوم المراقب بمسئولياته على األمانة إخطار
المراقب الشرعي بجميع العمليات التي تقوم بها لكي يقوم بفحصها وإ بداء الرأي
فيها.
تختص الهيئة دون غيرها بالفصل في أي خالف في الرأي ينشأ بين األمانة )2
والمراقب الشرعي بشأن الجوانب الشرعية المتعلقة بالوقف.
N.qasem 2011
54
المادة الرابعة عشر
ما يصدر عن الهيئة من بحوث أو إجابات أو قرارات حق لألمانة.
N.qasem 2011
55
الخاتمة وأهم التوصيات
N.qasem 2011
56
ضرورة أن ينص في النظام األساسي لألمانة العامة للوقف بأن قرارات الهيئة .5
الشرعية ملزمة وليست استشارية.
أن تقوم الدولة بتغليظ العقوبة وتجريم كل من يتعدى على الوقف ،على اعتبار .6
أن الوقف يحقق مصلحة عامة للدولة ،ويساهم في تنمية قطاعات مختلفة في
الدولة.
أن يتم إنشاء جهاز رقابي شرعي في األمانة العامة لألوقاف يقوم بمتابعة تنفيذ .7
قرارات الهيئة ،والتدقيق على شئون الوقف وأن يرفع تقارير بصورة دورية
لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية.
لكي يحقق عضو الهيئة الشرعية االستقاللية المنشودة عليه االبتعاد عن .8
عضوية اللجان اإلدارية أو تلك التي لها صالحيات تنفيذية.
ال بد ألحد أعضاء الهيئة الشرعية من حضور مجلس شئون الوقف كمراقب، .9
فقد يتخذ هذا المجلس قرارات تؤثر في مسيرة المؤسسة الوقفية.
على الهيئة أن تنص في الئحتها على منهج واضح التخاذ القرارات والفتاوى، .10
وهذا قبل شروع الهيئة في نظر الموضوعات التي تطرح عليها من قبل
المؤسسة.
أن تهتم المؤسسة بجانب التدريب والتثقيف الشرعي للموظفين ،وأن يساهم .11
أعضاء هيئة الفتوى في هذا التدريب.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف
المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
كتبه
د .عصام خلف العنزي
N.qasem 2011
57