Professional Documents
Culture Documents
صعوبات التعلم
االستاذة :
سناء بوضياف
* هل صعوبات التعلم خاصة بمرحلة عمرية معينة أم أنها تبقى مدى الحياة؟
* هناك العديد من التالميذ يكون أداؤهم األكاديمي منخفضا فهل يدل هذا على وجود صعوبات تعلم؟
*هل ألسرة التلميذ أي دور في عملية التعرف على صعوبات التعلم لدى ابنها؟
.1صعوبات التعلم
هي حاالت يمكن أن تجعل الفرد يواجه مشكالت عند تلقيه للتعلم التقليدي .وقد تؤثر هذه الصعوبات على تنمية مهارات
القراءة والكتابة والرياضيات ويمكن أن يؤثر أيضًا على الذاكرة والقدرة على التركيز والمهارات التنظيمية .قد يحتاج الطفل
أو البالغ الذي يعاني صعوبات في التعلم إلى وقت إضافي إلكمال المهام الدراسية ويمكن في كثير من األحيان أن يستفيد من
بعض الوسائل التعليمية في الفصل أو البيت لتجاوز هذه الصعوبات ،كمواد مطبوعة بخطوط خاصة أو استخدام أجهزة
الحاسوب لتدوين المالحظات ً
مثال.
نظرا ألنه ال يمكن عالج صعوبات التعلم ،فقد تمتد آثارها على أداء الفرد طوال الحياة في النواحي األكاديمية وفي العمل
ً
وفي العالقات االجتماعية والحياة اليومية.
يُشار أحيانًا إلى صعوبات التعلم باسم "معوقات التعلم" أو "إعاقات التعلم" ويختلف تأثير هذه الصعوبات من شخص آلخر
ولكن قد يكون لها آثار على نظرة الفرد الذي يعاني صعوبة التعلم إلى نفسه ،حيث تشير كلمة "اإلعاقة" إلى أن الشخص أقل
قدرة من أقرانه وأنه في حالة حرمان دائمة.
يمكن أن تكون صعوبات التعلم لفظية أو غير لفظية .تؤثر صعوبات التعلم اللفظية على قدرة الفرد على القراءة أو الكتابة أو
معالجة الكلمات المنطوقة أو المكتوبة بطريقة أخرى ،في حين يمكن أن تجعل صعوبات التعلم غير اللفظية من الصعب على
الفرد معالجة المعلومات المرئية أو إتقان المفاهيم المجردة مثل الكسور .وقد تجعل بعض صعوبات التعلم أيضًا من الصعب
1
على الفرد التركيز ،فنسبة ٪20على األقل من األشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم لديهم حالة تؤثر على القدرة
على التركيز
.4أبرز صعوبات التعلم
-عسر القراءة
-اضطراب فرط الحركة وتشتت االنتباه
-عسر الكتابة
-عسر الحساب
-اضطراب التآزر الحركي
.5االشكاليات المطروحة حول صعوبات التعلم :
* ما المقصود بصعوبات التعلم؟
صعوبات التعلم اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية ،وهذا االضطراب يكون في العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل
الذاكرة واإلدراك واالنتباه والتفكير واستراتيجيات التعلم ،وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة ،وغالبا ً تتأثر
القراءة والكتابة (اإلمالء ،والتعبير التحريري ،والخط ) وكذلك الرياضيات بهذه االضطرابات ،كما تتأثر بعض أنواع التعلم
األخرى
لقد الحظ أحد علماء الطب قبل الميالد ،بعض الخصائص التي عرفت اآلن بأنها من خصائص صعوبات التعلم ،ولكن
الدراسة الجادة لهذه المشكلة لم تظهر إال مع التطور العلمي لدراسة المخ ووظائفه ،وذلك في مطلع القرن التاسع
عشر(1800م) .وكان التركيز على القراءة فأعطيت أسماء تدل على ذلك مثل عمى الكلمة عام 1877م والدسلكسيا
(صعوبات القراءة) عام .1887ولكن ظل العلماء يدرسونها ضمن إعاقات أخرى حتى عام 1963م ،حين سميت
".صعوبات التعلم" في الواليات المتحدة األمريكية
لقد تبين من البحوث العلمية أن صعوبات التعلم تظهر لدى األفراد من جميع الثقافات واللغات المختلفة ،وأنها ليست مرتبطة
.بمجتمع أو لغة معينة
* هل صعوبات التعلم خاصة بمرحلة عمرية معينة أم أنها تبقى مدى الحياة؟
صعوبات التعلم تستمر مع الشخص مدى حياته ،وال تقتصر على مرحلة عمرية معينة ،وال تزول مع النمو كما كان يعتقد
بعض العلماء منذ خمسين سنة تقريباً.والطريف أنه تم اكتشافها لدى البالغين قبل دراستها لدى األطفال
نعم ،صعوبات التعلم ليس لها عالج ،ولكن التدخل التربوي المتخصص يساعد من لديه صعوبات تعلم على التغلب على
.آثارها بشكل كبير جداً ،مع أن التحسن يتفاوت بتفاوت طبيعة ودرجة شدة الصعوبة
2
* هل يمكن عالج صعوبات التعلم بالعقاقير؟
صعوبات التعلم ال تعالج مطلقا ً سواء بالعقاقير أو غيرها ،فهي تبقى مدى الحياة فال بد من تدريب من لديه صعوبات تعلم
على استراتيجيات التعلم الفاعلة والتعايش مع المشكالت التي تواجهه
تنتشر صعوبات التعلم ،على وجه العموم ،بين تالميذ المدارس بنسبة حوالي ،%10ولكن عند النظر إلى نسبة من تقدم لهم
الخدمة كمؤشر فقد تختلف النسب باختالف معايير االكتشاف من ناحية ،وباختالف درجة الصعوبة من ناحية أخرى،
فالصعوبات البسيطة قد ال تحال إلى الخدمات .وفي الدول التي سبقت في خدمة هؤالء التالميذ كأمريكا يتراوح معدل نسبة
المخدومين بين %7-5من تالميذ المدارس
الوراثة من األمور الهامة التي لها دور في نقل الخصائص ،ولها دور في وجود صعوبات التعلم لدى بعض الناس .فيظهر
من الدراسات أن صعوبات التعلم ذات ارتباط وراثي كبير ،ولكن نسبة ظهورها تتفاوت من أسرة ألخرى ،فبينما قد توجد
صعوبات التعلم لدى جميع أفراد أسرة ما ،قد تظهر لدى فرد واحد فقط في أسرة أخرى ،حتى ولو كثر عدد أفرادها ،وهذا
يعود إلى طبيعة الوراثة كما هو معروف
ليس هناك أسباب معينة ثابتة علميا ً بجانب الوراثة ،ولكن األسباب التي تؤثر على النمو الطبيعي أثناء فترة الحمل وأثناء
.الوالدة وما بعدها قد يكون لها عالقة بصعوبات التعلم
كان يعتقد في الماضي أنها نتيجة لإلصابات الدماغية ،ولكن مع التقدم العلمي والتقني الحديث لم تثبت هذه الفرضيات حيث
اتضح أن من لديهم صعوبات تعلم ال يوجد لديهم ما يشير إلى اإلصابات الدماغية ،وأن األطفال العاديين في تعلمهم وذوي
صعوبات التعلم يتساوون في نسبة التعرض إلصابات الرأس ،أي أن من لديهم صعوبات تعلم ال يتفردون عن العاديين
باإلصابات الدماغية
* هناك العديد من التالميذ يكون أداؤهم األكاديمي منخفضا فهل يدل هذا على وجود صعوبات تعلم؟
مجرد ضعف األداء األكاديمي قد ال يدل على وجود صعوبات تعلم ،فهناك أسباب كثيرة وراء ضعف التحصيل منها ما
يرتبط بإعاقة معينة كضعف البصر أو السمع ،أو اإلعاقة الفكرية البسيطة أو اضطرابات االنتباه والنشاط الحركي الزائد،
على سبيل المثال ال الحصر .ومنها ما يعود لعدم رغبة التلميذ في الدراسة أو عدم الرعاية األسرية وخاصة في المراحل
المبكرة ،ومنها ما يعود إلى ضعف التدريس نفسه .ولكن ما يعود إلى صعوبات التعلم هو ما يعود إلى وجود االضطرابات
المذكورة في تعريف صعوبات التعلم ،فيشترط في كون المشكلة صعوبات تعلم أال تكون نتيجة مباشرة ألي من اإلعاقات
.األخرى أو عدم الرغبة في الدراسة أو ضعف التدريس وفرص التعلم أو عدم االستذكار أو الرعاية المنزلية
3
*هل التدخل المبكر يقلل من حدوث صعوبات التعلم لدى التالميذ؟
ليس هناك عالقة بين حدوث صعوبات التعلم والتدخل المبكر أو عدمه ،فصعوبات التعلم تحدث لألسباب المذكورة في
اإلجابة على السؤال الخاص باألسباب ( رقم .)12ولكن ربما أن المقصود في السؤال هو ما إذا كان للتدخل المبكر أثر
إيجابي على صعوبات التعلم لدى األطفال أو التالميذ .وهنا يلزم توضيح معنى التدخل المبكر .فقد يقصد بالتدخل المبكر
التدخل الفوري الذي يحدث حال اكتشاف الحالة بدالً من االنتظار أمالً في زوال المشكلة دون تدخل .وهذا يحدث غالبا في
المرحلة االبتدائية حيث إنها المرحلة الدراسية التي تتوافق مع عمر التلميذ الزمني الذي يمكن التأكد فيه من صعوبة التعلم.
فالتدخل في هذه الحالة يكون موجها لصعوبة التعلم لدى التلميذ ،وبإذن هللا تتحقق الفائدة بشكل أكبر مما لو أجل التدخل
وأصبح لهذا التأجيل مضاعفات كتراكم المهارات والمشاكل النفسية واالجتماعية لدى التلميذ .وقد تبين من الدراسات أن
التدخل قبل نهاية السنة التاسعة من عمر التلميذ أكثر فاعلية على المدى الطويل (المراحل الدراسية الالحقة) من التدخل الذي
.يحدث بعد ذلك العمر
أما المعنى اآلخر للتدخل المبكر فقد يكون التدخل الذي يحدث قبل المرحلة االبتدائية .فإذا كان هذا هو المقصود من السؤال
فالجواب هو أنه ال يمكن التأكد من صعوبات التعلم في هذه المرحلة ،فهناك الكثير من االضطرابات في هذه المرحلة التي ال
تنتهي بصعوبات تعلم ،حيث قد يكون بعضها تأخرا نمائيا ً يتالشى فيما بعد ،بينما قد ينتهي البعض اآلخر بإعاقات أخرى
غير صعوبات التعلم ،ومنها ما قد يكون مؤشرا على إمكانية ظهور صعوبة تعلم عندما يكون التلميذ في المرحلة االبتدائية.
وفي هذه الحال تكون استراتيجيات التدخل -في الغالب -غير تصنيفية ،فهي تبنى على حاجة التلميذ وأسرته ال على
تصنيف اإلعاقة .فمثالً إذا كان لدى الطفل تأخر لغوي فإن التدخل سيوجه نحو تنمية اللغة دون تصنيف الحالة حيث إن
التأخر اللغوي في هذه المرحلة قد يكون ظاهرة طبيعية تعود لتأخر النمو اللغوي ،أو ظاهرة مشتركة بين عدد من اإلعاقات.
وفي جميع األحوال فإن اكتشاف المشكلة في هذه الفترة والتدخل أمران في غاية األهمية .فالتدخل في هذه المرحلة العمرية
يدعم النمو الفكري والمعرفي واللغوي واالجتماعي لدى األطفال كما أنه يقلل من المشاكل السلوكية عندهم .وبما أن التدخل
في هذه المرحلة يشمل األسرة فإنه يهيئ للطفل بيئة منزلية فاعلة تساعده على النمو واالستقرار النفسي .وكل ذلك يساعد
التالميذ على التعلم في المراحل الالحقة
لتعرف على صعوبات التعلم ال بد من جمع معلومات متنوعة من مصادر مختلفة ،فيجب معرفة تاريخ المشكلة بإجراء
مقابلة شخصية مع الوالدين والمعلمين الذين يدرسون التلميذ أو الحصول على معلومات منهم عن طريق إجاباتهم على أسئلة
مكتوبة ،كم يلزم مالحظة التلميذ في مواقف التعلم ،وإعطاء التلميذ اختبارات مبنية على المنهج ودراسة أعماله األكاديمية
الصفية والمنزلية .وبعد جمع هذه المعلومات وتحليلها قد يتبين أن ثمة حاجة إلى اختبارات أخرى ،أو يتضح أن لدى التلميذ
صعوبة تعلم أو أن المشكلة التي لفتت نظر المتخصصين ليس إعاقة .ورغم استخدام طرق عديدة في الماضي تعتمد في
األساس على حساب التباين بين قدرات التلميذ وتحصيله الدراسي إال أن االتجاه المعاصر في التعرف على صعوبات التعلم
يميل إلى استخدام التدريس الفاعل ومراقبة تقدم التلميذ ،وهذا ما يعرف باالستجابة للتدخل ،وله إجراءات دقيقة ليس هذا
مكان شرحها .فبالتحديد ليس هناك مقياس أو مقاييس تعتبر هي األفضل
4
*هل ألسرة التلميذ أي دور في عملية التعرف على صعوبات التعلم لدى ابنها؟
الوالدين مصدر أساسي لكثير من المعلومات الهامة عن التلميذ وسلوكه خارج المؤسسة التربوية ،فمالحظة المؤشرات
الواردة في اإلجابة على السؤال السابع والعشرين تفيد فريق التعرف على صعوبات التعلم ،وكذلك المعلومات عن سلوكه
غير األكاديمي مع أفراد أسرته وأصدقائه ،وتاريخه الصحي منذ الحمل إلى دخول المدرسة .هذا بجانب كون الوالدين هم
من يعطي األذن للقيام بعملية التعرف ،فمساهمة األسرة في هذه الجوانب ضرورية لنجاح عملية التعرف على صعوبات
.التعلم
5