Professional Documents
Culture Documents
1bac 221004 210646
1bac 221004 210646
تتمحور مجزوءة ما اإلنسان حول المحددات األساسية للوجود اإلنساني واألبعاد المختلفة التي يحملها هذا
الوجود.إن اإلنسان يشترك مع باقي الحيوانات في االعتماد على إشباع الحاجات األساسية (البيولوجية
أساسا) لضمان البقاء .إذا سلمنا بأن الفروق بين الحاجات اإلنسانية والحاجات الحيوانية هي فروق درجة ال
فروق نوع ،فإنه ال يمكننا التسليم بهذا فيما يخص الرغبات ،فالرغبة هي خاصية إنسانية محضة.وهنا يكمن
تميز الرغبة اإلنسانية عن الحاجة الحيوانية ،فاإلنسان يرغب في أكثر مما يحتاج ،وحياته هي مغامرة
كبرى لتخطي سياج الضروريات فقط.قد يصعب التمييز بين الرغبة و الحاجة لوجود تداخل بين المفهومين
و هذا االمر يرتبط بكون االنسان كائن بيوثقافي متعدد االبعاد اذن فما مصدر كل من الرغبة و الحاجة ؟ و
ما الفرق بينهما ؟ و ما العالقة الرابطة بينهما ؟
موقف كالين
تميز المحلل النفسيه "ميالني كالين" بين الرغبه والحاجه ،وتؤكد على ان الطفل الرضيع يرغب في جعل
ثدي امه دائم العطاء ،ودائم الحضور ،فهو من جهه يحتاج الى الطعام ،ومن جهه اخرى يحتاج الى حضور
االم ليتخلص من الدوافع التدميريه ومن القلق االضطهادي ،وهكذا تتحول الحاجه الى رغبه ال شعوريه.
موقف لينتون
يرى صاحب النص ان عالقه الرغبه بالحاجه يتحكم فيها دور المجتمع وثقافته؛ فهذه االخيره تقوم بتحويل
الحاجه البيولوجيه الى رغبه اجتماعيه.
__________________________________________________________
لبناء هذه األطروحةقامت صاحبة النص بتعريف ''الرغبة'' بكونها تحويل الحاجه الى ميل يتصل بموضوع
يفتقده االنسان ،ويرغب في الحصول عليه ،او ميل نحو التخلص من شيء.و المقصود ب''الحاجة'' هنا انها
ضروره منبعها االصلي هو الطبيعة ( األكل .الشرب .النوم ).اذ ذكرت صاحبة النص مصطلح ''الدوافع
التدميريه'' و التي ترتبط بميواليات غريزيه هدفها االشباع وتحقيق اللذه وكذا ''االحباط'' وهوقمع الرغبه
وتحويلها إلى الالشعور .بالنسبة ''الإعالء'' فهو تحويل الرغبه الى مجال اخر يدل اشباعها بشكل مباشر
و''األنا'' يدل على الذات ،وفي التحليل النفسي المكون الثاني في الجهاز النفسي .اما ''الشخصيه'' فمي
مجموعه من الخصائص التي تميز الفرد عن غيره .في ما يخص القلق االضطهادي فهو قلق ناتج عن
توتربين طلب اللذه وتجنب االلم وهو لسفة اإلرادة رغبات الطفل تهديد .للدفاع عن اطروحتها اعتمدت
صاحبه النص على بنيه حجاجيه قائمه على العرض والتفسير ويبدو ذلك في قولها ( :عند تحليلنا .لتالحظ -
اكرر هذا االمر ...كما وظفت اسلوب االستشهاد حين قالت :لقد سمعت من بعض الراشدين ...ونجد
المقارنه ايضا حاضره في نصها حين قارنت بين طرق اإلرضاع.
___________________________________________________________
فعالقه الطفل بثدي امه عالقه مزدوجه؛ فمن ناحيه يحتاج الى اشباع حاجته الى الطعام ،ومن ناحيه اخرى
يرغب في حضورامه بجانبه ليتخلص من قلقه االضطهادي و دوافعه التدميريه و عندما تلتزم االم بأوقات
محددة لالرضاع ال تتمكن من إزاله القلق والدوافع التدميريه الرضيعها ،اما االم التي ترضع طفلها كلما
بكى وطلب ثديها تجعله يدرك الشعوريا قلقها فيتعمق لديه نفس القلق.فاحباط رغبه الطفل بشكل معقول
يعمل على إغناء شخصيته ،ومواجهه قلقه وذلك بالبحث عن حلول من خالل انشطه ابداعيه.