You are on page 1of 4

‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫كارين هورناي‪:‬‬
‫بنية الشخصية‪ ،‬الحاجات والدوافع‪:‬‬
‫لقد حاولت هورناي في اعمالها المبكرة تحديد وحدة بناء الشخصية فأفترضت عشر حاجات او اتجاهات عصابية هي‪:‬‬

‫الحب واالستحسان‪ :‬وتعني محاولة دائمة من الفرد لكسب رضا االخرين واستحس‪..‬انهم‪ .‬والش‪..‬خص المص‪..‬اب به‪..‬ذه‬ ‫‪.1‬‬
‫النزعة العصابية يقوم دائمًا بأي عمل يعرض عليه ولو كلفه جهدًا كبيرًا مادام يؤدي ذلك الى رضا االخرين عنه‪.‬‬
‫االعتماد على شخص اخر‪ :‬وتعني حاجة ذلك الشخص الى شخص اخر يسير امور حياته‪ .‬وتظهر هذه النزعة بين‬ ‫‪.2‬‬
‫النساء بشكل واضح‪.‬‬
‫الحياة الضيقة المحدودة‪ :‬وتعني حاجة الفرد او نزعته الن يحصر نفس‪..‬ه ض‪..‬من ح‪..‬دود ض‪..‬يقة‪ .‬فه‪..‬و يقتن‪..‬ع بالقلي‪..‬ل‬ ‫‪.3‬‬
‫ويفضل ان يبقى غير مشهور‪ .‬ويضع قيمة عالية للتواضع‪.‬‬
‫الحاجة للسلطة والقوة‪ :‬حاجة الفرد للسيطرة على حياته الخاص‪..‬ة وعلى االخ‪..‬رين‪ .‬فه‪..‬و يبحث عن الس‪..‬لطة كغاي‪..‬ة‬ ‫‪.4‬‬
‫وليست وسيلة ويحاول الحصول عليها بغض النظر عن االخرين‪ .‬وهو يمجد القوة ويحتقر الضعف‪.‬‬
‫الحاجة لالستغالل‪ :‬وتعني نزعة الفرد لتقييم االخرين بقدر تعلق االمر بمصلحته الخاصة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الحاجة لالعتراف بالمكانة واالمتياز‪ :‬وتعني حاجة الف‪..‬رد لتق‪..‬ييم الن‪..‬اس واالش‪..‬ياء حيث القيم‪..‬ة االعتباري‪..‬ة‪ ،‬وتق‪..‬ييم‬ ‫‪.6‬‬
‫نفسه طبقًا آلراء االخرين‪ .‬وهو يسعى الى الحصول على اعتراف المجتمع بقدراته وامتداحه على مواهبه‪.‬‬
‫الحاجة لالعجاب الشخصي‪ :‬وتعني رغبة الفرد في الحصول على قبول االخرين‪ ،‬العلى اساس م‪..‬اهو علي‪..‬ه فعًال‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫بل على اساس الصورة المؤثرة التي يحملها عن نفسه‪.‬‬
‫الحاجة للطموح واالنج==از الشخص==ي‪ :‬وتع‪.‬ني حاج‪.‬ة الف‪.‬رد في ان يك‪.‬ون متفوق‪ً.‬ا على االخ‪.‬رين‪ .‬فه‪.‬و يش‪.‬عر بع‪.‬دم‬ ‫‪.8‬‬
‫االطمئنان فيدفع نفسه الى مزيد من االنجاز‪ .‬وكلما حقق انجازًا‪ ،‬يندفع الى تحقيق مزيد من االنجازات‪.‬‬
‫الحاجة لالكتفاء الذاتي واالستقالل‪ :‬وتعني رغبة الفرد الن يكون مكتفيًا ذاتيًا‪ .‬فهو عندما يفشل في ايج‪..‬اد عالق‪..‬ات‬ ‫‪.9‬‬
‫دافئة ومتوازنة مع االخرين فأنه يسحب نفسه منهم ويرفض أن يرتبط ب‪..‬أي ش‪..‬خص او اي ش‪..‬يء‪ ،‬فيص‪..‬بح شخص‪ً.‬ا‬
‫وحيدًا‪.‬‬
‫الحاجة للكمال‪ :‬وتعني محاولة الفرد تجنب االخطاء من اجل الوصول الى التمام والكمال في سلوكه وافعاله‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫استنتجت هورناي بان الشخص يمتلك ثالثة بدائل او اساليب في طبيعة عالقته باالخرين هي‪:‬‬
‫التحرك نحو االخرين‬ ‫‪-‬‬
‫التحرك ضد االخرين‬ ‫‪-‬‬
‫االبتعاد عن الناس‬ ‫‪-‬‬
‫حاجات االمان والرضا‪:‬‬
‫اعتقدت هورناي بان الطفولة تتميز بحاجتين اثنتين‪ :‬حاجة االمان‪ ،‬وحاجة الرضا‪ ،‬كالهم‪..‬ا مهم ج‪..‬دًا إال ان االم‪..‬ان‬ ‫‪.1‬‬
‫في نظر هورناي اكثر اهمية‪.‬‬
‫ان االنسان ال يستطيع البق‪.‬اء لف‪.‬ترة طويل‪..‬ة ب‪..‬دون االش‪..‬باع او الرض‪..‬ا لمتطلب‪..‬ات الطع‪..‬ام‪ ،‬الم‪..‬اء‪ ،‬النش‪..‬اط الجنس‪..‬ي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫النوم‪...‬الخ‪ .‬لكن هذه الحاجات ليست ذات اهمية اساسية في تكون الشخصية‪.‬‬
‫العامل الحاسم في تحديد الشخصية بالنسبة لـ هورناي‪ ،‬الحاج‪..‬ة الى االم‪..‬ان والس‪..‬المة أي التح‪..‬رر من الخ‪..‬وف‪ ،‬ان‬ ‫‪.3‬‬
‫الشعور باالمان (عدم الخوف) وعدم الشعور به هو الذي يحدد مدى "سوية" نمو شخصية الطفل الالحقة‪.‬‬
‫يعتمد امان الطفل على المعاملة التي يتلقاها من والديه‪ ،‬والطريقة الرئيسية التي يستطيع بها الوال‪..‬دان ان يض‪..‬عفا او‬ ‫‪.4‬‬
‫يمنعا االمان كليًا هو ان يظهرا نقص في الحب والحنان للطفل‪.‬‬
‫هناك تصرفات لالباء من ش‪..‬أنها تقلي‪..‬ل االمن وغ‪.‬رز الكراهي‪..‬ة في الطف‪.‬ل منه‪..‬ا‪ :‬التفض‪..‬يل الواض‪..‬ح لالخ‪ ،‬العقوب‪..‬ة‬ ‫‪.5‬‬
‫غيرر المنصفة‪ ،‬السلوب الشاذ‪ ،‬عدم االيفاء بالوعود‪ ،‬االستهزاء‪ ،‬التحقير‪ ،‬عزل الطفل عن االخرين‪.‬‬
‫الكراهي‪..‬ة المتول‪..‬دة في الطف‪.‬ل للوال‪..‬دين يمكن ان تكبت‪ ،‬ام‪..‬ا بس‪..‬بب الش‪..‬عور بالض‪..‬عف او الخ‪..‬وف من الوال‪..‬دين‪ ،‬او‬ ‫‪.6‬‬
‫الحاجة لالفصاح عن الحب‪ ،‬او الشعور بالذنب‪ ،‬فالطفل يكبت عداءه من اجل ان يتجنب تدمير عالقته م‪..‬ع والدي‪..‬ه‪،‬‬
‫فالطفل اما ان يحتاجهم او ان يخافهم او يخاف ان يخسر ما يقدمانه له من الحب‪.‬‬
‫هذه الكراهية المكبوتة اطلقت عليها هورناي اسم‪" :‬القلق االساسي"‬

‫القلق االساسي‪:‬‬

‫توصلت هورناي من خالل الحقائق المتعلقة بعلم النفس المراة الى اس‪..‬تنتاج ه‪..‬و ان العوام‪..‬ل الحض‪..‬ارية وليس البايولوجي‪..‬ة‬
‫هي المسوؤلة عن الفروق بين الجنسين وترى ان الحضارة بجميع مؤسساتها هي حضارة رجالي‪..‬ة ال تمي‪..‬ل بالض‪..‬رورة الى‬
‫تطور المراة‪.‬‬
‫وترى ان الحضارة الحديثة قائمة على مبدأ اقتصادي ه‪.‬و التنن‪.‬افس ال‪.‬ذي يق‪.‬ود الى انت‪.‬اج العص‪..‬اب وك‪.‬ل مكون‪.‬ات‬ ‫‪-‬‬
‫القلق االساسيوالعزلة والعجز في عالم عدائي‪.‬‬
‫والتنافس الذي يعني نقيض التعاون يقود الى ان يجع‪..‬ل الف‪..‬رد منع‪..‬زًال عن االخ‪..‬رين‪ ،‬ب‪..‬ل يقات‪..‬ل من اج‪..‬ل مص‪..‬لحته‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫ان العيش في حضارة تنافسية كهذه ال يؤدي فق‪.‬ط الى االحس‪..‬اس ب‪..‬الخوف والعزل‪..‬ة والع‪..‬داء‪ ،‬ب‪..‬ل ايض‪ً.‬ا الى خ‪..‬وف‬ ‫‪-‬‬
‫مستديم من الفشل بكل انواعه‪ ،‬كالفشل في االنجاز او القبول او الحب‪.‬‬
‫القلق االساسي‪ :‬شعور بالوحدة والعجز ينمو بشكل خفي ويتزايد ويتنشر في عالم عدائي‪ ،‬فيكون اس‪..‬اس ك‪..‬ل العالق‪..‬ات‬
‫التي كونها الفرد او التي سيكونها مع االفراد االخرين‪ .‬مما يتوجب على الفرد ان يحمي نفسه ضد هذا النوع من القل‪..‬ق‪.‬‬
‫وت‪..‬رى ان الحض‪..‬ارة تف‪..‬رض على الف‪..‬رد اربع‪..‬ة س‪..‬بل يحمي به‪..‬ا الف‪..‬رد نفس‪..‬ه هي‪ :‬الحص‪..‬ول على الحب‪ ،‬الخض‪..‬وع‪،‬‬
‫الحصول على السلطة‪ ،‬والعزلة‪.‬‬
‫الحصول على الحب‪ :‬يعمل الفرد أي شيء يطلبه االخرون حتى لو كان ذلك يكلف‪..‬ه جه‪..‬دًا كب‪..‬يرًا به‪..‬دف الحص‪..‬ول على‬
‫عطفهم‪.‬‬
‫الخضوع‪ :‬ان الفرد يستسلم لرغبات أي شخص من أجل حماية نفسه وكانه يقول‪" :‬اذا استسلمت فلن يؤذيني احد"‪.‬‬
‫التوجه نحو السلطة والقوة‪ :‬فإن الفرد هنا يري‪..‬د الس‪..‬لطة كغاي‪..‬ة وليس‪..‬ت وس‪..‬يلة‪ ،‬ويس‪..‬عى اليه‪..‬ا دون أي اعتب‪..‬ار يتعل‪..‬ق‬
‫باالخرين‪ ،‬لكي يعوض عن شعوره بالعجز ويحصل على االمان معتبرًا انه اذا كانت لدي‪..‬ه س‪..‬لطة فلن يس‪..‬تطيع اح‪..‬د أن‬
‫يؤذيه‪.‬‬
‫االنعزال‪ :‬هي االبتعاد عن االخرين بالمعنى النفسي وليس الجسمي‪ .‬فيحاول ان يص‪..‬بح مس‪..‬تقًال ومعتم‪..‬دًا على نفس‪..‬ه في‬
‫اشباع حاجاته‪.‬‬
‫ولحل مشكلة القلق االساسي يتجه الفرد في اتجاهات مختلفة ازاء االخرين‪:‬‬
‫التحرك نحو االخرين‪ :‬كحاجة العص‪..‬ابية الغ‪..‬ير المعقول‪..‬ة لحب واالستحس‪..‬ان من خالل استرض‪..‬اء االخ‪..‬رين واخض‪..‬اع‬
‫الرغبات الشخصية من اجل تحقيق رغبات االخرين الذين يقول لهم‪" :‬انظر الي كم انا ضعيف وعاجز فيجب عليك ان‬
‫تحميني وتحبني"‪.‬‬
‫التحرك ضد االخرين‪ :‬القائم على القوة والعداء وعمل اي شيء لتحقيق الشعور بالتفوق والتسلط والحفاظ عليهما‪.‬‬
‫االبتعاد عن االخرين‪ :‬الذي يتجنب التورط في اقامة اي عالقات مهما كانت نوعها‪.‬‬

‫القلق االساسي‪ :‬هو المفهوم الرئيسي في نظرية هورناي في الشخص‪..‬ية عرفت‪..‬ه بأن‪..‬ه‪ :‬الش‪..‬هور بالوح‪..‬دة والعج‪..‬ز‪ ،‬ينم‪..‬و‬
‫بشكل خفي‪ ،‬يتزايد وينتشر في عالم عدائي‪.‬‬
‫يكون هذا القلق اساس كل العالقات التي كونها وسيكونها الفرد مع االشخاص االخرين‪ .‬وه‪..‬و االس‪..‬اس ال‪..‬ذي يب‪..‬نى‬ ‫‪-‬‬
‫عليه العصاب الالحق‪.‬‬
‫فحالة الشعور بالقلق االساسي‪ ،‬هي نفسها لدى كل االفراد‪ ،‬فالطفل يشعر انه "ض‪..‬ئيل ال قيم‪..‬ة ل‪..‬ه‪ ،‬ع‪..‬اجز‪ ،‬مهم‪..‬ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرض للخطر في عالم يظلم ويغش ويهاجم ويهين ويخوف‪"...‬‬
‫بينت هورناي بأن هناك اربعة مسائل يحمي الفرد نفسه من خاللها من الشعور بالقلق االساسي وهي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬الحصول على الحب‬
‫‪ .2‬الخضوع‬
‫‪ .3‬الحصول على السلطة‬
‫‪ .4‬العزلة‬
‫هذه العمليات النفسية (الميكانيزم‪..‬ات) االربع‪..‬ة لحماي‪..‬ة النفس‪ ،‬له‪..‬ا اه‪..‬داف ال‪..‬دفاع ض‪..‬د القل‪..‬ق‪ ،‬وهي موجه‪..‬ة نح‪..‬و‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على االمان وإعادة الطمأنينة‪ ،‬وهي اكثر شدة من الحاجات الجنسية والجس‪..‬مية االخ‪..‬رى من وجه‪..‬ة نظ‪..‬ر‬
‫هورناي‪.‬‬
‫ولحل مشكلة القلق االساسي فالفرد يتحرك باتجاهات مختلفة ازاء االخرين فإما‪ :‬يتحرك نحو االخرين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫او يتحرك ضد االخرين‬
‫او يتحرك بعيدًا عن االخرين‬
‫وسمت هورناي هذه االصناف الثالثة في اتجاه تحرك بالنزعات او اتجاهات عصابية فالفرد العص‪..‬ابي يج‪..‬بر على‬
‫ان يسلك وفقًا مع واحدة منها على االقل في اغلب المواقف‪.‬‬
‫مفهوم هورناي عن الطبيعة البشرية‪:‬‬
‫‪ .1‬هي اثر تفاؤًال من فرويد وتعتقد باننا غير محكوم علينا من قبل قوى البايولوجية بالصراع والقلق والعصابية‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتقدت هورناي انه اذا توافرت للطفل ظروف الطفولة المناسبة (االمانة‪ ،‬الثقة‪ ،‬حب‪ )....‬فانه سينمو ويتط‪..‬ور‬
‫ليصبح شخصية كبيرة متكاملة وموحدة في المستقبل‪.‬‬
‫‪ .3‬كل فرد يملك االمكانيات الموروثة لتحقيق الذات (الدافع الفطري للنمو) الشيء الوحيد الذي يعرق‪..‬ل نم‪.‬و الف‪.‬رد‬
‫هو احباط الحاجة االساسية لالمن في الطفولة‪.‬‬
‫‪ .4‬آمنت بالتغير نحو االحسن بالنسبة للفرد والمجتمع وأكدت على أهمية معرف‪..‬ة النفس ال‪..‬تي هي طريق‪..‬ة لتحري‪..‬ر‬
‫قدراتنا نحو النمو التلقائي‪.‬‬

You might also like