You are on page 1of 12

‫الحاجات اإلنسانية و كيفية إشباعها‬

‫و المشكلة االقتصادية‬
‫‪ ‬تعريف االقتصاد للعالم الفرد مارشال ‪:‬‬
‫االقتصاد هو دراسة استخدام الموارد النادرة لتلبية حاجيات اإلنسان الالمحدودة‪.‬‬

‫‪ ‬الحاجات اإلنسانية ‪:Human needs‬‬


‫‪ ‬تتمثل في شعور بالحرمان مصحوب برغبة ‪ Desire‬معينة لدى الفرد في‬
‫الحصول على وسائل اإلشباع المختلفة إلزالة هذا الحرمان‪.‬‬
‫‪ ‬هي ضروريات الحياة بالنسبة لإلنسان وهي مصطلح ثقافي واجتماعي يتغير‬
‫أ‬
‫من زمان إلى خر‪,‬فهي جزئيين مادي الحتياج اإلنسان لها وثقافي اجتماعي‬
‫أ‬ ‫أل‬
‫نها غير محدودة و النهائية إي متجددة ومتنوعة عكس الموارد االقتصادية‬
‫أ‬
‫‪،‬ل ن مصدرها البيئة االجتماعية فهي متزايدة ومتغيره كلما مر عليها زمن‪.‬‬
‫واستنادًا إلى ذلك يمكن الوقوف على بعض المعطيات والمفاهيم التي‬ ‫‪-‬‬
‫يفترضها التعريفين المذكورين ‪:‬‬
‫أ‬
‫ن الحاجات متعددة وبالتالي تتعدد وسائل إشباعها‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أل‬ ‫أل‬ ‫أ‬
‫ن الحاجات اإلنسانية تتفاوت في ا همية النسبية بالنسبة ل فراد ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫أ‬
‫ن غالبية وسائل إشباع الحاجات غير متوافرة في صورة مباشرة ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫أ‬
‫ن الموارد الالزمة للحصول على هذه الوسائل نادرة ‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫أ‬
‫ن الموارد لها استعماالت بديلة ومتعددة ‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫أ‬
‫ن اإلنسان يسعى إلى تعظيم إشباع حاجاته من خالل محاولة الحصول‬ ‫‪)6‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫على قصى إشباع ممكن من خالل قل قدر من الموارد ‪.‬‬

‫والحاجات اإلنسانية إما فطرية يولد بها اإلنسان ويحتاجها تلقائيًا ‪ ،‬كالحاجة إلى‬
‫أ‬
‫الغذاء والم وى والملبس ‪.‬‬
‫وإما مكتسبة تتطور وتظهر وتختلف مع نمو اإلنسان وتغير ظروفه ‪ ،‬كالحاجة إلى‬
‫أ‬
‫مختلف السلع الكمالية والخدمات ‪ ،‬ويقوم الفرد باستهالك تلك السلع و الخدمات‬
‫أ‬
‫التي تشبع لديه رغبة و حاجة معينة والتي تحقق له منفعة اقتصادية ‪.‬‬
‫تتميز الحاجات والرغبات اإلنسانية بعدد من الخصائص ‪ ،‬نورد أهمها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫التعدد ‪ :‬عند النظر إلى الحاجات والرغبات اإلنسانية التي يسعى الفرد‬ ‫‪‬‬
‫أ‬
‫إلشباعها نجدها غير محدودة العدد ‪ ،‬فهناك الحاجة إلى مختلف نواع‬
‫أ‬
‫الطعام و الشراب إضافة إلى الملبس والمسكن وسلع وخدمات كثيرة‬
‫يصعب حصرها ‪.‬‬
‫التنافس ‪ :‬وهي خاصية تنتج عن محدودية وسائل اإلشباع ‪ ،‬إذ تتنافس‬ ‫‪‬‬
‫الرغبات فيما بينها حول الموارد المحدودة وذات االستعماالت البديلة ‪،‬‬
‫فالرغبة في شرب القهوة قد تنافس الرغبة في شرب الشاي ‪ ،‬والحاجة إلى‬
‫العمل مثًال تتنافس مع الحاجة إلى وقت إضافي للراحة ‪ ،‬والحاجة إلى‬
‫السفر لقضاء العطلة الصيفية مثًال تنافس الحاجة إلى شراء سيارة جديدة‬
‫هذا العام ‪ ...‬وهكذا ‪.‬‬
‫التكرار ‪ :‬تميل معظم الحاجات التي نشعر بها ونرغب في إشباعها إلى‬ ‫‪‬‬
‫آ‬
‫التكرارية ‪ ،‬فبعد كل إشباع نحتاج إلى خر وهكذا ‪ ،‬فالحاجة إلى الطعام‬
‫على سبيل المثال ال تشبع مرة واحدة وإنما تتكرر وبصفة دورية مستمرة ‪،‬‬
‫وكذلك الحاجة إلى المالبس والتعليم وغير ذلك ‪.‬‬
‫أل‬
‫التجدد ‪ :‬تتجدد الحاجات اإلنسانية وتتغير من فترة خرى مع نمو‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسان وتطور رغباته وميوله وذوقه ‪ ،‬وبإشباع حاجات معينة تثور في‬
‫أ‬
‫النفس حاجات خرى جديدة لم يكن يرغب فيها من قبل ‪.‬‬
‫التكامل ‪ :‬هناك رغبات تتماشى مع بعضها البعض ‪ ،‬حيث تسوق كل منها‬ ‫‪‬‬
‫أ أ‬ ‫أل‬
‫إلى الرغبة في ا خرى ‪ ،‬و ن إشباع رغبة ال يحدث إال بإشباع رغبة‬
‫أ‬
‫خرى ‪،‬فالرغبة في الشاي قد ال تشبع بدون وجود سكر ‪ ،‬والحاجة إلى‬
‫السيارة ال تشبع إال بوجود البنزين مثًال ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬القابلية لإلشباع ‪ :‬فالحاجات اإلنسانية عادة قابلة لإلشباع ‪ ،‬وإن كانت‬
‫آل‬
‫الطاقة اإلشباعية تختلف من فرد خر ‪ .‬إذًا تشبع الحاجة بمجرد استعمال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫السلعة و الخدمة المعنية سواء مباشرة ‪ ،‬و باستهالكها لعدة مرات ‪.‬‬
‫‪ ‬النسبية ‪ :‬تتصف الحاجات اإلنسانية بالنسبية لكونها تختلف من شخص‬
‫آل‬ ‫آل‬ ‫آل‬
‫خر ومن مكان خر ومن زمن خر ‪ ،‬فالحاجة إلى المالبس الصوفية قد‬
‫أ‬
‫تكون كثر إلحاحًا في البلدان الباردة منها في الحارة ‪ ،‬وفي فصل الشتاء‬
‫أ‬
‫كثر منها في الصيف ‪ ،‬بل وما يحتاجه شخص منها قد ال يكون كذلك‬
‫آ‬
‫بالنسبة لشخص خر ‪.‬‬
‫تسلسل ماسلو الهرمي لالحتياجات ‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫(تدرج الحاجات) و (تدرج ماسلو للحاجات) و (هرم ماسلو) هي نظرية نفسية‬
‫أ‬
‫ابتكرها العالم براهام ماسلو وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات اإلنسان‬
‫وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية‪:‬‬
‫أل‬
‫‪ .1‬يشعر اإلنسان باحتياج شياء معينة‪ ،‬وهذا االحتياج يؤثر على سلوكه‪،‬‬
‫فالحاجات غير المشبعة تسبب توترًا لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع‬
‫لهذه الحاجات‪.‬‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫‪ .2‬تتدرج الحاجات في هرم يبد بالحاجات ا ساسية الالزمة لبقاء الفرد ثم‬
‫أ‬
‫تتدرج في سلم يعكس مدى همية الحاجات‪.‬‬
‫‪ .3‬الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدى إلى إحباط وتوتر حاد قد‬
‫آ‬
‫يسبب الما نفسية ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ردود فعال يحاول الفرد من خاللها ن يحمي نفسه من هذا اإلحباط‪.‬‬
‫هرم ماسلو‬

‫هرم االحتياج لدى اإلنسان ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫أ‬
‫تتدرج الحاجات حسب هميتها في شكل هرمي ويتكون هذا الهرم من ‪:‬‬
‫الحاجات الفسيولوجية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي الحاجات الالزمة للحفاظ على الفرد وهي‪:‬‬
‫الحاجة إلى التنفس‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى الـطعام‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى الماء‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى ضبط التوازن‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى الجنس‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى اإلخراج‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى النوم‬
‫والفرد الذي يعاني لفترات من عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية‪ ،‬قد يرغب في‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المستقبل عندما يصبح قادرًا ن يشبع هذه الحاجات في ن يشبعها بشكل مفرط‪،‬‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫فمثال قد نجد ن الفقير عندما يزداد غنى فإن معظم نفقاته قد تتجه إلى ا كل‬
‫والشرب والزواج‪.‬‬
‫‪ -‬حاجات األمان‪:‬‬
‫وفق هرم ماسلو ‪ ،‬فإنه بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية‪ ،‬تظهر الحاجة إلى‬
‫أل‬
‫ا مان وهي تشمل‪:‬‬
‫السالمة الجسدية من العنف واالعتداء‬ ‫‪‬‬
‫أل‬
‫ا من الوظيفي‬ ‫‪‬‬
‫أ‬
‫من اإليرادات والموارد‬ ‫‪‬‬
‫أل‬
‫ا من المعنوي والنفسي‬ ‫‪‬‬
‫أل أل‬
‫ا من ا سري‬ ‫‪‬‬
‫أل‬
‫ا من الصحي‬ ‫‪‬‬
‫أ‬
‫من الممتلكات الشخصية ضد الجريمة‬ ‫‪‬‬

‫الحاجات االجتماعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫أل‬
‫بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية وا مان‪ ،‬تظهر الطبقة الثالثة وهي الحاجات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬العالقات العاطفية‬
‫أل‬
‫‪ ‬العالفات ا سرية‬
‫أل‬
‫‪ ‬اكتساب ا صدقاء‬
‫والبشر عمومًا يشعرون بالحاجة إلى االنتماء والقبول‪ ،‬سواء إلى مجموعة اجتماعية‬
‫أ‬
‫كبيرة (كالنوادي والجماعات الدينية‪ ،‬والمنظمات المهنية‪ ،‬والفرق الرياضية‪ ،‬و‬
‫أل‬
‫الصالت االجتماعية الصغيرة (كا سرة والشركاء الحميمين‪ ،‬والمعلمين‪ ،‬والزمالء‬
‫آل‬
‫المقربين)‪ ،‬والحاجة إلى الحب (الجنسي وغير الجنسي) من ا خرين‪ ،‬وفي غياب‬
‫هذه العناصر الكثير من الناس يصبحون عرضة للقلق والعزلة االجتماعية‬
‫واالكتائب‪.‬‬
‫الحاجة للتقدير‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫هنا يتم التركيز على حاجات الفرد في تحقيق المكانة االجتماعية المرموقة والشعور‬
‫آل‬
‫باحترام ا خرين له واإلحساس بالثقة والقوة‪.‬‬
‫الحاجة لتحقيق الذات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خالل تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية‬
‫أ‬
‫والمحتملة لتحقيق كبر قدر ممكن من اإلنجازات‪.‬‬
‫تعرضت هذه النظرية لبعض االنتقادات يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‬
‫تفترض النظرية ترتيبًا وتدرجًا للحاجات‪ ،‬إّال ن بعض الناس قد تختلف في ترتيبهم‬
‫أ‬
‫لهذه الحاجات‪ ،‬فمثًال الشخص المبدع قد يبد السلم من الحاجة لتحقيق الذات‪،‬‬
‫آ‬
‫وقد يهتم خرون بالحاجات االجتماعية‪.‬‬
‫قد يصر بعض الناس على مزيد من اإلشباع لحاجة معينة بالرغم من إشباعها‬
‫أ‬
‫بالفعل وهذا خالفًا لما تفترضه النظرية ب نه في حال إشباع حاجة معينة يتم‬
‫أ‬
‫االنتقال إلى إشباع حاجة على منها في السلسلة‪.‬‬
‫أل‬
‫لم تهتم النظرية بتحديد حجم اإلشباع الالزم لالنتقال إلى الحاجة ا على منها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مباشرة‪ ،‬بل إنها افترضت ن هناك إشباع فقط دون ن تحدد مقداره‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تفترض النظرية ننا ننتقل من إشباع إحدى الحاجات إلى إشباع حاجة خرى فور‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أل‬
‫إشباع الحاجة ا دنى‪ ،‬ولكن يمكن المجادلة ب ننا في الواقع نقوم بإشباع كثر من‬
‫حاجة في نفس الوقت‪.‬‬
‫المشكلة االقتصادية( ‪:)the economic problem‬‬
‫ُع ِّر فت المشكلة االقتصادية ‪:‬‬
‫أ‬
‫بعدم إمكانية الموارد االقتصادية المحدودة (المتناقصة عادة‪ ،‬و المتزايد بعضها‬
‫أ أ‬
‫بنسبة حسابية و قل من حسابية)‪ ،‬من تلبية كافة االحتياجات المتزايدة‬
‫باضطراد وفق قانون تزايد الحاجات (بنسب حسابية وهندسية متفاوتة)‪.‬‬
‫أ‬
‫تعريف خر للمشكلة االقتصادية ‪:‬‬
‫أ‬
‫تتمثل المشكلة االقتصادية فيما يمكن ن يعبر عنه بعدم التناسب والتوازن بين‬
‫الموارد المحدودة والحاجات المتعددة ‪00‬والذي ينعكس في صورة ندرة الموارد‬
‫وصالحيتها الستخدامات متعددة بالنسبة لحاجات اإلنسانية التي تتعدد وتتفاوت‬
‫أ‬
‫في هميتها النسبية ‪.‬‬
‫بسبب الندرة النسبية في الموارد االقتصادية " عناصر اإلنتاج " وتعدد حاجات أ فراد‬
‫المجتمع المراد إشباعها تنشا المشكلة االقتصادية‬
‫أ‬
‫التي بدورها وجدت لإلنسان منذ القدم مشكلة االختيار فموارد اإلنسان عادة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫محدودة ومن ثم ال يستطيع ن يلبي كل احتياجاته دفعه واحدة دائما بل علية ن‬
‫أ أ‬
‫يختار عند توزيع موارده بين الحاجات العديدة التي يحتاجها ‪ ،‬وإذا راد ن يشبع‬
‫أ‬
‫رغبته من حاجه معينه فقد يكون ذلك على حساب تضحيته بحاجه و عدة حاجات‬
‫أ‬
‫خرى‪.‬‬
‫أ‬
‫فمثال‪ :‬قد يختار شخص ما ن يشتري سيارة فاخرة جدا ويلبس مالبس فاخره جدا‬
‫أ‬
‫ولكن قد يكون ذلك على حساب ما سينفقه على التعليم و على مسكنه الخاص ‪.‬‬
‫أ‬
‫مع وجود حاجات ورغبات متعددة ومتنوعة يفرض على المجتمع ن يختار بين ماذا‬
‫ينتج من السلع و الخدمات ؟ وكيف ينتج هذه السلع والخدمات ؟ ولمن ينتجها؟‬
‫أ‬
‫وهذه التساؤالت الثالثة هي التي تواجه ي اقتصاد في العالم ‪ .‬ماذا ؟ وكيف؟‬
‫ولمن ؟‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أل‬
‫ويعني السؤال ا ول ‪ :‬ماذا ينتج ؟ ن على المجتمع ن يختار من بين قائمة‬
‫أ‬
‫طويلة جدا من السلع و الخدمات تلك التي ينبغي عليه إنتاجها و ب يه كميه‪.‬‬
‫أ‬ ‫أل‬ ‫أ‬
‫ما السؤال الثاني ‪ :‬وكيف ينتج؟ فعندما تتقرر اإلجابة على السؤال ا ول ‪ ,‬يبد‬
‫أ‬ ‫أل‬
‫المجتمع في اختيار ا سلوب و الوسيلة التي يتم بها إنتاج هذه السلع و‬
‫الخدمات وهي الكيفية التي سيتم عن طريقها مزج واستغالل عناصر اإلنتاج‬
‫المتوافرة بالمجتمع ‪.‬‬
‫أ‬
‫ما السؤال الثالث ‪ :‬لمن ينتج ؟ فيقصد به على من يتم توزيع السلع و الخدمات‬
‫التي تم اتخاذ القرار بإنتاجها‪.‬‬
‫أ‬
‫ولكن اإلسالم يقرر ن المشكلة االقتصادية‪ :‬هي مشكلة اإلنسان نفسه وهذا ما‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫يقرره القر ن الكريم في ياته ففي سورة إبراهيم يقول هللا تعالى ( هللا الذي خلق‬
‫أ‬ ‫أل أ‬
‫السموات وا رض و نزل من السماء ماء ف خرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫لكم الفلك لتجري في البحر ب مره وسخر لكم ا نهار وسخر لكم الشمس والقمر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫دائبين وسخر لكم الليل والنهار و تاكم من كل ما س لتموه و ن تعدوا نعمة هللا ال‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫آل‬
‫تحصوها إن اإلنسان لظلوم كفار)‪ .‬فهذه ا ية القر نية تبين ن نعم هللا كثيرة ولكن‬
‫اإلنسان هو الذي يسبب لنفسه المشاكل ‪ ....‬فالمشكلة االقتصادية تحدث نتيجة‬
‫أل‬
‫لظلم اإلنسان خيه اإلنسان وكفرانه لنعم هللا‪ ،‬قال تعالى (إن اإلنسان لظلوم‬
‫كفار)‪ .‬وظلم اإلنسان على الصعيد االقتصادي يتجسد في سوء التوزيع وجعل‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫ا موال دولة بين ا غنياء والتعامل بالربا واالحتكار وانتشار الفقر والحرمان ‪،‬‬
‫وكفران اإلنسان للنعمة يتجسد في إهماله الستثمار الطبيعة وعدم االستفادة من‬
‫أ‬ ‫أل‬ ‫أ‬
‫الخيرات وقعود اإلنسان عن عمار هذه ا رض حيث ضاع الوقت في اللهو‬
‫والعبث بعيدا عن مجال العمل واإلنتاج ‪.‬‬

‫خصائص المشكلة االقتصادية‪:‬‬


‫أ أ‬
‫وًال ‪ :‬ن المشكلة االقتصادية مشكلة عامة‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫تعني العمومية ن المشكلة االقتصادية موجودة قديما وحديثا وتعني خيرا نها‬
‫أ‬ ‫أل‬
‫ذات بعد مكاني بحيث تمتد إلى كل ا ماكن وال ينفرد بها مكان دون خر كما ال‬
‫آ‬
‫يفتقر إليها مكان دون خر ‪.‬‬
‫أ‬
‫ثانيًا ‪ :‬إن المشكلة االقتصادية مشكلة بدية دائمة‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫وهو ما يتفق مع تفسير العمومية ب نها تنطبق على كل العصور وا زمنة وبيان ذلك‬
‫أ‬
‫ن اإلنسان منذ خلقه هللا تعالى وما ينتج عن ذلك من مجتمعات تواجه وستواجه‬
‫مستقبال هذه المشكلة طالما تنوعت حاجاته وتطورت وتجددت ‪.‬‬
‫أ‬
‫ثالثا‪ :‬ن المشكلة االقتصادية مشكلة اختيار وتخصيص‬
‫تظهر هذه التخصيص بسبب محدودية الموارد وعدم محدودية الحاجات بحيث‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تظل دائما الحاجات كثر من الموارد وهو ما يترتب عليه وجوب تضحية الفرد و‬
‫أل أ‬ ‫أل‬
‫المجتمع ببعض الحاجات مقابل إشباعه لبعض الحاجات ا خرى وا كثر همية‬
‫وعملية التضحية هذه تستوجب المقارنة والمفاضلة بين الحاجات المختلفة‬
‫أ‬
‫لترتيب ولويتها بالنسبة له وبعد ترتيب الحاجات يقوم بتخصيص الموارد المتاحة‬
‫ليتمكن بعد ذلك من استخدام بعض الموارد التي قام بتخصيصها إلشباع بعض‬
‫الحاجات التي قام بترتيبها ‪.‬‬
‫أ‬
‫و المشكلة االقتصادية ال تظهر بشكل كبير في البلدان المتقدمة صناعيًا و في‬
‫البلدان الخليجية البترولية ذات الدخل المرتفع على الفرد الواحد من السكان‪ .‬في‬
‫حين تبدو المشكلة بشكل واضح لدى غالبية السكان في البلدان قليلة الموارد‪،‬‬
‫المكتظة بالسكان الراغبين باالستهالك رغم عدم توفر لديهم اإلمكانيات الالزمة‪،‬‬
‫أل‬
‫وهنا تظهر مشكلة ارتفاع ا سعار نتيجة نقصان العرض عن الطلب‪ ،‬كما‬
‫أ‬
‫للمنتجات المحلية‪ ،‬و رغم توفر العرض من المستوردات وكذلك كثرة الحاجة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أل‬
‫لها‪ ،‬ولكن ارتفاع ا سعار بسبب ارتفاع تكلفة المستوردات و جشع البعض و‬
‫كليهما معًا يحول دون تلبيتها ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫أ‬
‫وتتضخم المشكلة عندما يكون الدخل العام و الخاص قليًال وعدد السكان كبيرًا ‪،‬‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫فتكون حصة الفرد قليلة نتيجة لذلك‪( ،‬هذا مع العلم ن حصص ا فراد من‬
‫الدخل الوطني غير متساوية‪ ،‬حيث قد يكون هنالك مواطن يكسب المليون في‬
‫اليوم الواحد‪ ،‬ولكن في نفس الوقت قد يكون هنالك مليون مواطن ال يتجاوز‬
‫دخل الواحد منهم دوالرًا واحدًا في اليوم الندرة النسبية للسلع والخدمات بالنسبة‬
‫أ أ‬ ‫أل‬
‫للحاجات هي المشكلة ا ساسية‪ ،‬ي ن عدم كفاية السلع والخدمات للحاجات‬
‫المتجددة والمتعددة عند اإلنسان هي المشكلة االقتصادية للمجتمع‪.‬‬
‫أ‬
‫وذلك ن لإلنسان حاجات تتطلب اإلشباع فال بد من وسائل إلشباعها ووسائل‬
‫اإلشباع هذه هي السلع والخدمات‪،‬‬
‫فالسلع وسائل اإلشباع لما يسمى عندهم بالحاجات المادية وهي الحاجات‬
‫أ‬
‫المحسوسة الملموسة‪ ،‬مثل كل الرغيف ولبس الثوب وسكنى الدار‪.‬‬
‫والخدمات وسائل اإلشباع لما يسمى عندهم بالحاجات المعنوية وهي الحاجات‬
‫المحسوسة غير الملموسة مثل خدمة الكهرباء ‪.‬‬
‫أ‬
‫لذلك كانت مهمة االقتصادي هي توفير السلع والخدمات‪ ،‬ي توفير وسائل‬
‫أ‬
‫اإلشباع من جل إشباع حاجات اإلنسان‪.‬‬
‫وبناء على هذا إنما يبحث االقتصادي في توفير وسائل اإلشباع لحاجات اإلنسان‪.‬‬
‫أل‬
‫ولما كانت السلع والخدمات محدودة فإنها ال تكفي لسد حاجات اإلنسان‪ .‬ن هذه‬
‫أل‬
‫الحاجات غير محدودة‪ ،‬فهناك الحاجات ا ساسية التي ال بد لإلنسان من إشباعها‬
‫أ‬
‫بوصفه إنسانًا وهي الم كل والملبس والمسكن‪ ،‬وهناك عدد من الحاجات التي‬
‫أ‬
‫تزداد كلما ارتقى اإلنسان إلى مرتبة على من مراتب المدنية‪ ،‬وهذه تنمو وتزداد‬
‫أ‬
‫فتحتاج إلى إشباعها إشباعًا كليًا ‪ ،‬وهذا ال يت تى مهما كثرت السلع والخدمات‪ .‬لذلك‬
‫أأ‬
‫نش ساس المشكلة االقتصادية وهو كثرة الحاجات وقلة وسائل إشباعها‪ ،‬يعني‬
‫عدم كفاية السلع والخدمات إلشباع جميع حاجات اإلنسان إشباعًا كليًا ‪ ،‬فتواجه‬
‫المجتمع حينئذ المشكلة االقتصادية وهي مشكلة الندرة النسبية للسلع‬
‫أ‬
‫والخدمات‪ ،‬والنتيجة الحتمية لهذه الندرة هي ن تظل بعض الحاجات إما مشبعة‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫إشباعًا جزئيًا فقط‪ ،‬و غير مشبعة إطالقًا ‪ ،‬وما دام ا مر كذلك فال بد من قواعد‬
‫تقرر كيفية توزيع الموارد المحدودة على الحاجات غير المحدودة‪.‬‬
‫أ‬
‫فالمشكلة عندهم إذن هي الحاجات وليس اإلنسان‪ ،‬ي هي توفير الموارد إلشباع‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫الحاجات وليس إشباع حاجات كل فرد من ا فراد‪ .‬ولما كان ا مر كذلك كان ال بد‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ن تكون القواعد التي توضع هي القواعد التي تضمن الوصول إلى رفع مستوى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ممكن من اإلنتاج حتى يت تى توفير الموارد‪ ،‬ي حتى توفر السلع والخدمات‬
‫لمجموعة الناس ال لكل فرد منهم‪ ،‬ومن هنا كانت مشكلة توزيع السلع والخدمات‬
‫أل‬
‫مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشكلة إنتاجها‪ ،‬وكان الهدف ا سمى للدراسات االقتصادية‬
‫هو العمل على زيادة ما يستهلكه مجموع الناس من السلع والخدمات‪ ،‬ولهذا كانت‬
‫أل‬
‫دراسة العوامل التي تؤثر على حجم اإلنتاج ا هلي تحتل مكان الصدارة بين جميع‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫الموضوعات االقتصادية عندهم‪ ،‬ن البحث في زيادة اإلنتاج ا هلي هو عندهم‬
‫أ‬ ‫أ أل‬
‫هم ا بحاث لمعالجة المشكلة االقتصادية ال وهي الندرة النسبية للسلع‬
‫والخدمات بالنسبة للحاجات‪.‬‬
‫أ‬ ‫أل‬
‫فزيادة اإلنتاج هو ا ساس للمشكلة االقتصادية وليس عيش كل فرد من فراد‬
‫الناس‪ ،‬ولذلك صارت تقدر ثروة البالد جملة بغض النظر عن مالكيها‪ ،‬فتقسم على‬
‫أ‬
‫عدد فراد الشعب ويقال معدل دخل الفرد كذا ولو كان الذي يملك هذه الثروة هو‬
‫عشر هذا الشعب وتسعة أ عشاره ال يكاد يجد القوت والكساء وال يكاد يجد بيتًا‬
‫أ‬ ‫أل‬ ‫أ‬
‫ي وي إليه‪ .‬نهم يعتقدون نه ال يمكن معالجة الفقر والحرمان في البلد إال عن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫طريق زيادة اإلنتاج فيه‪ ،‬وترك الحرية للناس ي خذون من هذا اإلنتاج ي من‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الثروة بمقدار ما ينتجون للبلد‪ ،‬ي بمقدار ما يستطيعون من خذ‪ ،‬فيعالج الفقر‬
‫أل‬
‫والحرمان في البلد‪ ،‬وبمعالجته يعالج الفقر والحرمان في ا فراد بإقبالهم على‬
‫اإلنتاج لمعالجة فقرهم وحرمانهم‪ .‬فعالج المشكلة االقتصادية التي تواجه‬
‫المجتمع عندهم إنما يكون بزيادة اإلنتاج‪ .‬ومن هنا يفهم سر انصباب الجهود على‬
‫زيادة اإلنتاج والتنمية االقتصادية ووضع التخطيط االقتصادي لزيادة اإلنتاج‪.‬‬

‫أ أ أ‬
‫وتعتبر المشكلة االقتصادية حد هم بعاد مشكلة التنمية في مجتمعنا‪ ،‬ومن هنا‬
‫أ أ‬
‫ت تي همية دراسة الدور الذي يقوم به هذا اإلعالم في التصدي لمشكالت التنمية‪،‬‬
‫أ‬
‫وما الذي ينبغي ن يفعله اإلعالم االقتصادي في التصدي لمشكالت التنمية‪ ،‬وما‬
‫أ‬ ‫أل‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫الذي ينبغي ن يفعله اإلعالم من جل ن يؤدي هذه ا دوار بصورة فضل‪،‬‬
‫أ‬
‫واإلعالم االقتصادي هو نوع من نواع اإلعالم الذي يهتم بالمضمون االقتصادي‬
‫أ‬
‫بكل قضاياه الرئيسية والفرعية‪ ،‬ويركز عليه بشكل مباشر وعلى ت ثيراته المختلفة‬
‫على جوانب الحياة ‪.‬‬

You might also like