You are on page 1of 1

‫المحور األول‪ :‬الرغبة و الحاجة‬

‫إلطار اإلشكالي للمحور‬


‫يشير مفهوم الحاجة إلى كل ما هو ضروري من أجل الحفاظ على الذات (المأكل ‪ ،‬المشرب ‪ ،‬المسكن‪ )..‬فالرغبة‬
‫فتشير إلى ذلك النزوع الذي يجلب للذات اللذة والسعادة‪ ،‬فهي بهذا المعنى ال تحمل صفة الضرورة ‪ ،‬وال يعتمد‬
‫وجود االنسان على إشباعها ‪ .‬بل إن إشباع بعضها قد يهدد هذا الوجود ‪ .‬فما هي طبيعة العالقة بين الرغبة‬
‫والحاجة ؟ وهل يمكن لهذه األخيرة أن تتحول الى رغبة ؟ وإذا تحولت الى رغبه فما هي خصائصها ومميزاتها ؟‬

‫دراسة نص ميالن كالين صفحه ‪13‬‬


‫أ‪ -‬التعريف بصاحب النص‬
‫ميالني كالين محللة نفسية نمساوية األصل‪ ،‬تعتبر من أهم رواد مدرسه التحليل النفسي في جيلها الثاني اهتمت‬
‫بعلم نفس الطفل‪ ،‬ودراسة األبعاد الطفولية التي تبنى عليها الشخصية‪ .‬من أهم مؤلفاتها ‪ :‬التحليل النفسي للطفل‪.‬‬
‫ب – إشكال النص‬
‫ما الحاجة ؟ وما الرغبة ؟ وما طبيعة العالقة بينهما ؟ هل تتخذ الرغبة طابعا شعوريا أم ال شعوريا ؟ وما هو دور‬
‫الرغبة مشبعة كانت أم محبطة في تكوين شخصية الطفل ؟‬

‫ج – أطروحة النص‬
‫يعتبر ثدي إالم ضروريا ومهما بالنسبة للطفل الرضيع ‪ ،‬حيث يرغب في جعله دائم العطاء‪ ،‬إذ يحقق من خالله‬
‫حاجته ورغباته معا ‪ .‬فالحاجة تتحول إلى رغبة نفسية ال شعورية‪ ،‬فإذا كان إشباع الرغبات بشكل غير مبالغ فيه‬
‫‪ ،‬فان ذلك يؤثر إيجابا على شخصية الطفل ‪ .‬أما إذا كان إشباع الرغبات بشكل مبالغ فيه أو إحباطها كليا فإن ذلك‬
‫يؤثر سلبا على شخصيته‪.‬‬

‫د – البنية المفاهيمية‬
‫وظفت ميالني كالين مجموعه من المفاهيم التي تنتمي إلى الحقل الداللي النفسي ‪ ،‬فالرغبة باعتبارها ميال‬
‫ونزوع الذات نحو موضوع تحقق من خالله اللذة واإلشباع ال شعوريا يؤدي إشباعها بطريقة معتدلة إلى تكوين‬
‫شخصية الطفل في المستقبل ‪ ،‬إذ يتخلص بذلك من دوافعه التدميرية‪ ،‬هذه األخيرة هي بمثابة ميوالت غريزية‬
‫هدفها تحقيق اللذة والشعور بالسعادة‪ ،‬وتجنب األلم ‪ ،‬والتخلص كذلك من القلق االضطهاد باعتباره قلقا ناتجا عن‬
‫توتر نفسي بين طلب اللذة وتجنب األلم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المناقشة‪:‬‬
‫‪1-‬موقف رالف لينتون‬
‫يؤكد رالف لينتون على نفس المعطى الذي ذهبت إليه وهو إمكانية تحول الحاجة إلى رغبة‪ .‬هذه األخيرة تعبر‬
‫عن ما هو سوسيوثقافي ‪ .‬فاللباس مثال قد يدل على المكانة االجتماعية للشخص ‪ .‬هذا باإلضافة إلى كونه مصدرا‬
‫مثيرا للرغبات الجنسية‪ ،‬ومن هنا يتضح على أن الحاجة قد تتحول إلى رغبة مرتبطة بالثقافة السائدة في‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫خالصة تركيبية‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن الحاجة باعتبارها ضرورة بيولوجية ال يمكن االستغناء عنها ‪ ،‬لكنها قد تتحول إلى‬
‫رغبة نفسية ال شعورية كما تؤكد على ذلك ميالني كالين ‪ .‬ويمكن أن تتحول إلى رغبة ثقافية يتحكم المجتمع في‬
‫كيفية إشباعها كما يؤكد على ذلك رالف لينتون‪.‬‬

You might also like