Professional Documents
Culture Documents
تعليم اللغة العربية
تعليم اللغة العربية
تعلم اللغة
يقصد بتعلم اللغة تلك العملية الواعية ،املخطط هلا من أطراف عديدة ؛ لتمكني الفرد من
تعلم اللغة الثانية ،أو األجنبية ،وتتم هذه العملية-عادة -يف مرحلة متأخرة من العمر ،بعد مرحلة
الطفولة املبكرة .ومن أهم ما مييز تعلم اللغة عن اكتساب اللغة ما يلي :اختالف الدوافع يف احلالتني ؛
فالفرد يف حاجة إىل اللغة األم ،ألداء وظائف حياته األساسية ،أما بالنسبة للغة األجنبية ،فالدوافع
خارجية ،فقد تكون ثقافية ، ،أو اجتماعية ،أو اقتصادية ،أو سياسية .ومن ناحية أخرى ختتلف البيئة
يف احلالتني :فاكتساب اللغة ،يتحقق يف جمتمع اللغة ،بشكل طبيعي ،حيث يتعرض الطفل بصورة
مستمرة للغة األم ،أما متعلم اللغة ،فيتلقاها يف بيئة مصطنعة ،ويف فرتة قصرية ،ومن معلمني غري
ناطقني باللغة غالبا .وتنعكس تلك االختالفات على الطرائق واألساليب ،واملادة التعليمية.
أهداف تعليم اللغة وتعلمها
يسعى متعلم اللغة العربية إىل حتقيق ثالثة أهداف ،هي:
أوالً :الكفايzzة اللغوية :واملقصzzود هبا سzzيطرة املتعلم على النظzzام الصzzويت للغzzة العربيzzة ،متيzzيزاً وإنتاج zاً،
ومعرفته برتاكيب اللغzة ،وقواعzدها األساسzية :نظريzاً ووظيفيzاً؛واإلملام بقzدر مالئم من مفzردات
اللغة ،للفهم واالستعمال.
ثاني zاً :الكفايzzة االتصzzالية ونعzzين هبا قzzدرة املتعلم على اسzzتخدام اللغzzة العربيzzة بصzzورة تلقائيzzة ،والتعبzzري
بطالقة عن أفكاره وخرباته ،مع متكنه من استيعاب ما يتلقَّى من اللغة يف يسر وسهولة .
ثالثاً :الكفاية الثقافية :ويقصد هبا فهم ما حتمله اللغة العربية من ثقافة ،تعرِّب عن أفكار أصحاهبا
وجتارهبم وقيمهم وعاداهتم وآداهبم وفنوهنم .وعلى مدرس اللغة العربية تنمية هذه الكفايات
الثالث ،لدى طالبه من بداية برنامج تعليم اللغة العربية إىل هنايته ،ويف مجيع املراحل
واملستويات.
تحقيق أهداف متعلم اللغة العربية :
يقوم مدرسو اللغة العربية ،ومع ّدو املادة التعليمية ،ببذل كل مzا لzديهم من مهzارات وطاقzات،
لتمكني املتعلم من إتق zz zان الكفايzz zات الثالث :اللغويzz zة واالتص zz zالية والثقافيzz zة .ومبالحظ zz zة مzz zا حيقق zz zه
الطالب من تعلم ،ظهر أن كثريين منهم يقفون عند حدود الكفاية اللغويzzة ،ويعجzzزون عن اسzzتخدام
zان من الطالب ،حيقzzق مسzzتوى طيبzاً من االتصzzال باللغzzة اللغzzة العربيzzة وسzzيلة اتصzzال .وهنzzاك فريzzق ثٍ z
العربيzzة ،غ zzري أن zzه ي zzرتكب كثzzرياً من األخط zzاء اللغويzzة.وهن zzاك فري zzق ثzzالث من الطالب يلم بكثzzري من
قواعد اللغة العربية ،وميكنzه التواصzل هبا ،غzري أنzه جيهzل الثقافzة العربيzة .وميكن القzول ،بzأن الطوائzف
الثالث من الطالب مل تبلzz zغ الغايzz zة املنشzz zودة من تعلم اللغzz zة العربيzz zة ،وهي إتقzz zان الكفايzz zات الثالث
مبستوى طيب ،وبشكل متوازن .
1
ومدرس اللغة :
بين علم اللغة وتعليم اللغة ،وبين عالم اللغة ِّ
أصzzبح واضzzحاً لzzدى الكثzzريين -اآلن -أن علم اللغzzة شzzيء ،وأن تعليم اللغzzة شzzيء آخzzر ،
رغم ما بينهمzا من صzالت وثيقzzة .وقzد أدرك كثzzري من اللغzzويني أن مهمتهم األساسzية ،هي الوصzzف
العلمي للظzzاهرة اللغويzzة ،وحتليzzل بنيتهzzا .أمzzا تعليم اللغzzة فمجzzال آخzzر ،خيرج عن دائzzرة اختصاصzzهم.
( إن جzzل مzzا يسzzتطيع اللغويzzون ،بصzzفتهم لغzzويني تقدميه لنzzا من مسzzاعدة ،ينحصzzر يف وصzzف اللغzzة ،
ومقارنتها فقط .قلما يكون اللغويون مدربني ،خارج نطاق علم اللغة ،األمر الذي جيعzzل اللغzzوي يف
حديث zzه عن ت zzدريس اللغ zzة ،أو تعلمه zzا ،ال يعكس أي zzة خ zzربة ،ب zzل رمبا ق zzال ،أو كتب أش zzد األم zzور
سzzخفا ،وأقلهzzا واقعيzzة ،وهzzذا مzzا حzzدث بالفعzzل يف املاضzzي ،وسzzوف يتكzzرر حدوثzzه ،مzzا دمنzzا حنيzzط
اللغويني هبالة من احلكمة الشاملة ) .
ذلك هو علم اللغة تعريفا وموضوعا وجماال ،فإذا انتقلنا إىل موضوع تعليم اللغة وجماالته ،
فيجب القول بأن موضوع تعليم اللغة ينحصر يف حماولة الوصول إىل أفضل املناهج والطرائق ،
وأحسن األساليب اليت يتم هبا تعليم اللغة ،وهبذا فهو يتناول الكيفية اليت يتعلم هبا اإلنسان اللغة ،
سواء أكانت لغة ُّأما أم أجنبية ( .تدريس اللغة جهد منظم ،يقوم به املدرس ؛إلحداث تعلم اللغة
لدى تلميذ ،أو أكثر من الناطقني بلغات أخرى غري اللغة هدف التعلم . . .فإن تدريس اللغة ميكن
أن يكون كما نريد له حنن ،أن يكون على أسس وقواعد خنتارها حنن ،ملناسبتها ملوضوعنا
ومقاصدنا).
يتضzzح لنzzا مما سzzبق أن دراسzzة اللغzzة غzzري تعليم اللغzzة ،كمzzا أن عzzامِل اللغzzة خيتلzzف عن مzzدرس
اللغ zzة .وإذا ك zzان ع zzامِل اللغ zzة يس zzتطيع أن يق zzوم بعمل zzه ،وه zzو مس zzتقل متامz zاً عم zzا حيدث يف جمال تعليم
1
نعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا يف ضوء املناهج احلديثة ،د .خمتار الطاهر حسني ص ص 116 - 114
اللغة ،فإن مثل هذه االسـتقالل ،ال سبيل إليه بالنسبة ملدرس اللغة .ومن جهة أخرى ،فعامل اللغة له
جماله اخلاص ،ويتم إعzداده وفzق خطzة معينzة .ومzدرس اللغzة هzو اآلخzر لzه جمالzه اخلاص ،ويتم إعzداده
وفق خطة معينة ،ختتلف عن اخلطة السابقة .وليس مطلوبا من مدرس اللغzة ،أن يكzون عاملا يف اللغzة
متعمقا يف نظرياهتا ،وإن حدث هzذا ،فقzد يضzر أكzثر مما ينفzع .إن املطلzوب من مzدرس اللغzة أن يلم
بأساس zzيات علم اللغ zzة احلديث ،م zzع الرتك zzيز على اجلوانب ذات الطبيع zzة الوظيفي zzة من zzه .وال يفهم من
كالمنzzا هzzذا ،أن عzzامل اللغzzة حُم ّرم عليzzه القيzzام بتعليم اللغzzة ،وإمنا لzzه ذلzzك ،إذا تzzوفرت لديzzه املوهبzzة ،
وتلقى تدريبا مالئما يف جمال تعليم اللغة( .وكل هذا يعين أن عامل اللغzة -تارخييzا– كzzان ،أو وصzzفيا ،
أو جغرافيzzا – ليس بطبيعتzzه ذا موهبzzة لتعليم اللغzzات املتكلمzzة ؛ وإن كzzان يوجzzد بينهم من حيمzzل هzzذه
املوهبة .إن معلم اللغzة ،ليس يف حاجzة إىل أن يكzون عzzامل لغzة ،بzأي معzىن من املعzاين الثالثzة ،وعzzامل
اللغة ليس يف حاجة كذلك ،إىل أن يكون معلم لغة ) .
إن جمال تعليم اللغ zzة ش zzديد الص zzلة مبج zzال الدراس zzة اللغوي zzة ،وذل zzك ألن اللغ zzة هي املوض zzوع
ال zzذي سzzنقوم بتعليم zzه .وه zzذا يع zzين ض zzرورة معرف zzة م zzدرس اللغzzة باللغ zzة :حقيقته zzا وطبيعته zzا .وتل zzك
املعرفة ،إمنا تتحقق عن طريق علم اللغة ،الذي ال ميكن معرفzzة اللغzة معرفzzة علميzة دون االسzتعانة بzه .
( تقتضzzي عمليzzة تعليم اللغzzة ،إملامzzا أوليzzا بقضzzايا اللغzzة ،وذلzzك ألن من يzzرغب يف أن يعلم اللغzzة ،ال
يكzzون مبقzzدوره zالقيzzام بعملzzه على حنو فعzzال ،مzzا مل تكن لzzه اخلربة الكافيzzة باللغzzة وبطzzرق حتليلهzzا .من
هذه الزاوية ،بإمكاننا التكلم عن العالقة بني األلسنية ،أو علم اللغة احلديث ،وبني عملية تعليم اللغة
.وهzzذه العالقzzة تبzzدو واضzzحة وطبيعيzzة بالنسzzبة ألسzzتاذ اللغzzة ،املطلzzع على جماالت األلسzzنية املتنوعzzة .
وبطبيعة احلال ،ال يدرك أستاذ اللغة ،الذي مل يطلع بعد على هذه اجملاالت أمهية هذه العالقة ) .
ال يستطيع مدرس اللغة أداء عمله بشكل صحيح ،إذا مل تكن لديه دراية علمية باللغة ،وإال
كان عليه أن يعلم شيئا جيهله .ومن ناحية أخzzرى ،جيب على مzzدرس اللغzzة االطالع على اجلهzzود الzzيت
يقوم هبا علماء اللغة ،واالنتفاع هبا يف جمال عمله ،وإال اتسم عمله بالقصور والنقص .وهzzذا اجلانب
اللغzzوي أحzzد اجلوانب الرئيسzzة يف إعzzداد مzzدرس اللغzzة وتأهـيله ( .ولكن معلم اللغzzة ،ال بzzد أن يكzzون
مzz z zؤهال ،لتلقي إرشzz z zادات عzz z zامل اللغzz z zة ،وراغبzz z zا يف تطبيقهzz z zا على تzz z zدريس اللـغة .ومهمzz z zا ك zz zانت
الـمعلومات ،اليت يقدمها لـه عامل اللغة ،فهي مفيدة يف وظيفته .
ومما ال شك فيه أن معرفة مدرس اللغة باللغة ِّ ،
تشكل الطرائق واألساليب اليت يستخدمها يف
تعليمها .فالذي ينـظر إىل اللغة نظرة تقليدية ،خيضع طريقته يف تعليم اللغة إىل تصورات تلك النظرة
التقليدية ،وهكذا … ( وجتدر اإلشارة هنا ،إىل أن فهمك لعناصر اللغة ،سيتحكم بدرجة كبرية
يف الطريقة اليت تعلّمها هبا .فإذا كنت – على سبيل املثال– تعتقد أن االتصال الشفوي ،ميثل مفتاحا
للنجاح يف تعلم اللغة الثانية ،فسوف تركز االهتمام على األنظمة الشفوية .وإذا كنت ترى أن اللغة
ظاهرة يف اإلمكان حتليلها إىل آالف من األجزاء الصغرية ،وأن هذه األجزاء ميكن تعليمها على
حدة ،فسوف تركز االهتمـام على هذه األجـزاء ،وتقدمها بـطريقة منـفصلة ) . . .
2
دور علم اللغة في تعليم اللغة :
أخذ علم اللغة يؤدي دوراً مهما يف جمال تعليم اللغات األجنبية ،وبصورة فعالة بعد احلرب
العاملية الثانية ،وقد اختذ هذا الدور صورا منظمة ،حيث طبق املدرسون كثريا من نتائجه يف ميدان
عملهم ( .لقد بدأ األثر الكبري لعلوم اللغة على تعليم اللغات األجنبية ،منذ احلرب العاملية الثانية ،
وخباصة يف الواليات املتحدة األمريكية ) .
وإن كان هذا ال ينفي أن عدداً من احلقائق اليت أنتجها هذا العلم ،قد وجدت طريقها إىل
جمال تعليم اللغات األجنبية قبل ذلك التاريخ .ومن ناحية أخرى ،ميكن القول إن كثريا من
النتائج ،اليت حققتها الدراسات اللغوية احلديثة ،ال زالت مبنأى عن جماالت تعليم اللغة األجنبية .وملا
كانت فرتة ازدهار علم اللغة هي منتصف القرن العشرين ،كان من الطبيعي أن تكون تلك الفرتة
أكثر تأثرياً يف جمال تعليم اللغات األجنبية من غريها .ومما يوضح تأثري علماء اللغة يف جمال تعليم اللغة
األجنبية ،ما حدث يف القرن التاسع عشر ،الذي شهد تطوراً كبرياً يف جمال الدراسة الصوتية … ( .
غري أنه يف العقد التاسع من القرن التاسع عشر ،استطاع بعض علماء اللغة من ذوي النزعة العلمية
من أمثال هنري سويت يف بريطانيا ،وفلهام فيتور يف أملانيا ،وبول باسـي يف فرنسا ،توفري الريادة
الفكرية ،اليت منحت أفكار أولئك املصلحني املصداقية والقبول الواسع .لقد قام هؤالء العلماء
بتجديد علم اللغة ،ونفخوا فيه روحا جديدة ،وأسسوا علم األصوات ،وقدموا آراء ثاقبة عن
عمليات الكالم .وأكد اللغـويون أن الكالم ،وليست الكتابة ،هو الشكل األساسي للغة ) .
وجه مدرسو اللغة عناية كبرية انعكس ذلك التطور على جمال تعليم اللغة األجنبية ،حيث َّ
لتقومي النطق وإصالحه يف اللغة األجنبية ،وكان هدفهم يف تلك الفرتة ،الوصول إىل دارس يؤدي
اللغة األجنبية بطريقة مقاربة ألداء أهل اللغة ،إن مل تكن مطابقة هلا .وهذا التوجه التطبيقي الذي
حدث ،إمنا كان بتأثري من أفكار علماء اللغة يف تلك الفرتة .واشتد التأثري بصورة عامة خالل القرن
العشرين ،عندما منت الدراسات اللغوية وتطورت ،ونشأت هلا فروع عديدة ( .أما الدراسات
اللغوية احلديثة ،فقد أعطت تعليم اللغة أمثن ما يعتز به يف الوقت احلاضر ،من تغلغل النـظرة يف
املادة ،ومشول النظرة ،والكشف عن البنية ،ووضوح األقسام ،ودقة املصطلحات .وقد تبدى كل
ذلك ألول وهلة يف الدراسات الصوتية ،اليت مل يكن لتعليم اللغة عهد هبا ،مث توالت النتائج الباهرة ،
يف فروع الدراسات اللغوية األخرى ) .
2
نعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا يف ضوء املناهج احلديثة ،د .خمتار الطاهر حسني ص ص 117 - 116
خنلص مما تقدم إىل أن مهمة علم اللغة األساسية ،هي أن يزيد معرفتنا بطبيعة اللغة وماهيتها،
وهدفه النهائي تقدمي الوصف اللغوي األمثل ،وهو ال يضع يف اعتباره غاية تعليمية ،غري أن الوصف
اللغوي الذي يطرحه يستفاد منه يف ميدان تعليم اللغة .وهذه املالحظة تعين أن علم اللغة ال يعىن
بتقدمي املساعدة ملدرسي اللغة األجنبية بشكل مباشر ،كما أن التطورات اليت تصيب علم اللغة ،ال
تؤدي بالضرورة إىل تطورات مماثلة يف ميدان تعليم اللغة األجنبية ( .ال ترمي دراسة علم اللغة إىل
أغراض عملية ،فالباحث اللغوي يدرس اللغة لغرض الدراسة نفسها ،فهو يدرسها دراسة
موضوعية ،تستهدف الكشف عن حقيقتها ،فليس من موضوع دراسته ،أن حيقق أغراضا تربوية
مثال ،أو أية أغراض عملية أخرى .فهو ال يدرسها بغرض االرتقاء هبا مثال ،أو تصحيح جوانب منها
،أو القضاء على عـوج فيها ،فإن عملـه جيب أن يقـتصر على وصفها وحتليلها ،بطريقة
موضوعية ) .
ينحصر دور علماء اللغة إذن يف دراسة الظاهرة اللغوية . .وصفا وحتليال ،وال يضzzعون يف
اعتبzzارهم أغراضzzا تعليميzzة .ويبzzدأ دور مدرسzzي اللغzzة عنzzد النقطzzة الzzيت ينتهي فيهzzا دور علمzzاء اللغzzة .
( أمzzا وظيفzzة علم اللغzzة الوصzzفي ،فهي أساسzzا وضzzع األسzzس واملعzzايري ،الzzيت تقبzzل التطzzبيق على مzzادة
اللغzz zة كلهzz zا ،وكzz zذلك وصzz zف اللغzz zات كzz zل على حzz zدة بدقzz zة .ومن املمكن أن نسzz zتخلص من هzz zذه
الدراسzzات الوصzzفية أسسzzا مفيzzدة ،ومنzzاهج تسzzاعد يف تعليم اللغzzة وتعلمهzzا ،إذا أريzzد توجيzzه األعمzzال
الوصzz zفية للنفzz zع بدقzz zة وذكzz zاء ،ولكن مهمzz zة عzz zامل اللغzz zة تنتهي مبجzz zرد أن يقzz zدم لنzz zا بكzz zل دقzz zة أعمال zzه
حيول عzzامل اللغzzة الوصzzفي نفسzzه إىل معلـم لغzzة " وهzzو غالبzzا غzzري الوصzzفية .وفيمzzا وراء ذلzzك ،فإمzzا أن ّ
مؤهل لذلك " أو أن يرتك امليدان ملعلم اللغة املؤهل ) .
وإذا كان عامل اللغة – كما سبق – يعمل دون أن يضع يف اعتباره ،ما سيقوم به مدرس اللغة من
عمل ،فإن مدرس اللغة ال يستطيع أداء عمله بفاعلية ،إذا مل يستعن مبا يطرحه عامل اللغة من
يدرس اللغة ،وهو مبعزل عن هذا العلم .وليس نظريات وآراء .ومن الصعب أن نتصور مدرسا ّ
املطلوب – كما ذكرنا -أن حييط مدرس اللغة هبذا العلم ،وأن يكون خمتصا فيه ،فذلك ميدان له
رجاله .ويكفي مدرس اللغة أن يكون على صلة وثيقة ،مبا يقدمه أولئك الرجال … ( .ومعلم اللغة
– أكثر من غريه – حباجة ملثل هذه املعرفة ،حبيث تتكون لديه خلفية قوية من اللغة وطبيعتها .هل
يستطيع معلمو اللغة األجنبية تدريسها – على سبيل املثال – بطريقة فعالة ،إذا مل يكونوا على دراية
– ولو عامة – بشيء من العالقة بني اللغة واملعرفة ،وأنظمة الكتابة ،واالتصال غري اللغوي ،وعلم
اللغة االجتماعي ،واكتساب اللغة األوىل ؟ واملعلمون – على كل حال – ليسوا مطالبني بأن يكونوا
خرباء متخصصني يف علم اللغة ،ولكنهم ال يستطيعون تدريس جزء ( لغة معينة ) دون أن يكون
لديـهم تصور واضح عن الكل املتمثل بالظاهرة اللغوية ) .
مهارات اللغة
للغة أربع مهارات ،هي :االستماع والكالم والقراءة والكتابة .والوسيلة اليت تنقل مهارة
الكالم هي الصوت عرب االتصال املباشر بني املتكلم واملستمع.أما مهارتا القراءة والكتابة ،فوسيلتهما
احلرف املكتوب .ويتحقق االتصال هباتني املهارتني ،دون قيود الزمان واملكان .ومن ناحية أخرى
يتل ّق ى اإلنسان املعلومات واخلربات ،عرب مهاريت االستماع والكالم ،ومن هنا تعدان مهاريت استقبال،
ويقوم اإلنسان عرب مهاريت الكالم والكتابة ببث رسالته ،مبا حتويه من معلومات وخربات ،وهلذا
السبب ،مسِّيَتا مهاريت إنتاج .ويالحظ أن اإلنسان حيتاج إىل رصيد لغوي أكرب ،وهو ميارس
االستماع والقراءة ،على حني أنه حيتاج إىل رصيد أقل من اللغة ،وهو ميارس الكالم والكتابة.
اكتساب اللغة
يقصد باكتساب اللغة العملية غري الشعورية ،وغري املقصودة z،اليت يتم هبا تعلم اللغة األم،
ذلك أن الفرد يكتسب لغته األم ،يف مواقف طبيعية ،وهو غري واع بذلك ،ودون أن يكون هناك
تعليم خمطط له ،وهذا ما حيدث لألطفال ،وهم يكتسبون لغتهم األوىل ،فهم ال يتلقون دروساً منتظمة
يف قواعد اللغة ،وطرائق استعماهلا ،وإمنا يعتمدون على أنفسهم ،يف عملية التعلم ،مستعينني بتلك
القدرة ،اليت زودهم هبا اهلل تعاىل ،واليت متكنهم من اكتساب اللغة يف فرتة قصرية ،ومبستوى رفيع .