Professional Documents
Culture Documents
الملكية الخاصة للعقار الفلاحي. حق بين الاطلاق و التقيد
الملكية الخاصة للعقار الفلاحي. حق بين الاطلاق و التقيد
املقدمة
لطاملا كان العقار الفالحي حمور اهتمام الدولة اجلزائرية ،لدوره احليوي يف حتقيق التنمية و مصدرا للثروة الغذائية ،إذ
غري ان يشكل األرضية املناسبة لدعم اإلستثمار املنتج يف جمال الفالحة.
التحوالت االقتصادية و السياسية اليت شهدهتا اجلزائر أثرت على عدم إستقرار السياسات املنتهجة يف تدبري املعامالت
الواقعة علي العقار الفالحي ،ابإلضافة ايل األمناط العديدة من التنظيمات القانونية واليت جتسدت يف األساليب
املختلفة الستغالل األراضي الفالحية متأثرة ابألديوجليات،كانت بدايتها النظام االشرتاكي الذي ميجد امللكية
العامة و اجلماعية فصدرت علي إثره عدة نصوص قانونية جتسد فكرة االشرتاكية و نضام التسري الذايت ،مت أتميم
مجيع األراضي الفالحية للمعمرين و إدماجها يف إطار نضام التسري الذايت مت نضام الثورة الزراعية ،الذي يهدف ايل
توزيع عادل لوسائل اإلنتاج و توسيع امللكية العامة و هيمنة الدولة علي العقار الفالحي علي حساب تقليص
امللكية اخلاصة
لكن رغم اجملهودات اليت سعت من خالهلا الدولة إلصالح القطاع الفالحي ،إال أهنا ابءت ابلفشل خاصة مع
فشل الثورة الزراعي ة مما زاد يف أزمة العقار الفالحي،علي اثر هذا الفشل اقتنعت الدولة ان أزمة العقار الفالحي
هي ازمة ملكية وراجعة لتوسيع متلك الدولة هلذا القطاع مما مل يساهم يف تشجيع الفالحني يف استغالل األراضي
الفالحي
غري انه مع صدور دستور 1989الذي أعطي للملكية اخلاصة أمهيتها ومع التحوالت االقتصادية و السياسية و
دخول اجلزائر القتصاد السوق وصدور دستور 1996املعدل لدستور 1998الذي كرس حق امللكية اخلاصة ،
كل هده التغريات د فعت ابملشرع اجلزائري ايل إعادة النضر يف امللكية العقارية الفالحية ،و فعال صدر القانون رقم
25/90املتضمن التوجيه العقاري الذي أعاد اإلعتبار للملكية العقارية اخلاصة وحرر املعامالت العقارية اليت
كانت حكرا علي الدولة و ذالك مبوجب آليات قانونية ،غري ان هده احلرية مل تكن مطلق بل كانت ضمن قيود
ويف حد ود حتقيق الوظيفة االجتماعية و االقتصادية محاية للعقار الفالحي ،ومن هذا املنطلق تبدو احلاجة ايل
الوقوف علي ابراز حقيقة امللكية العقارية اخلاصة يف العقار الفالحي مابني إعادة اإلعتبار املالك احلرية التصرف
يف ملكه امل ضمون دستوراي و مابني القيود املفروضة عل ي هده امللكية هدا ما سنتطرق إليه يف مقالنا ضمن احملاور
التالية
احملور األول :إعادة االعتبار للملكية اخلاصة للعقار الفالحي
ان إشكالية امللكية العقارية اليت كا نت طيلة اكثر من ثالث عشرايت كانت مطروحة مبفهوم سيطرة الدولة علي
األراضي خاصة ذات الطابع الفالحي غري ان دستور 1 1989الذي كرس ألول مرة حق امللكية العقارية
اخلاصة،مث دستور ،2 1996دفع ابملشرع اجلزائري ايل إعادة النضر يف القوانني اليت حتكم امللكية العقارية خاصة
منها امللكية الفالحية ،فصدر بذالك قانون التوجيه العقاري رقم 25/60الذي يعترب اإلطار املرجعي لتطبيق
السياسات العقارية يف البالد ،فجاء القانون بتصنيف للملكية العقارية إيل ثالث أصناف و هي امللكية الوطنية و
امللكية اخلاصة و امللكية الوقفية و بتصنيفه للملك ية اخلاصة فهو اعرتاف من املشرع مبكانتها 3و من أهم املسائل
اليت جاء هبا القانون هي إعادة اإلعتبار للملكية العقارية اخلاصة وذالك عن طريق تفعيل آليات قانونية لتكريس هده
امللكية ورفع القيود علي املعامالت العقارية اليت كانت حكرا علي الدولة ومن بني اآلليات اليت حررت امللكية
العقارية الفالحية اخلاصة وهي :
أوال :إزالة التأميم و تكريس امللكية اخلاصة
صنف املشرع اجلزائري مبوجب قانون التوجيه العقاري ألول مرة امللكية العقارية اخلاصة و تعزيزا لذاك قام إبرجاع
األراضي املؤممة و األراضي املتربع هبا و املوضوعة حتت محاية الدولة ألصحاهبا
-1إرجاع األراضي املؤممة ملالكها
ان اهم ماجاء به قانون التوجيه العقاري وهم إلغاء االمر 73/71املؤرخ يف 1971/11/8املتضمن الثورة الزراعية
و إرجاع األراضي املؤممة ملالكها األصلني وذالك مبوجب املادة4 75اليت حددت شروط االستفادة من إجراءات
االسرتجاع األرض املؤممة ملالكها
- 1املادة 49من دستور 1989املعدل مبوجب دستور "1996امللكية اخلاصة مضمونة "
-املادة 52من دستور 1996املتضمن التعديل الدستوري لسنة "1996امللكية اخلاصة مضمونة " 2
-3املادة 23من قانون رقم 25/90املؤرخ يف 18نوفمرب سنة 1990يتضمن التوجيه العقاري جريدة رمسية عدد49مؤرخة يف 1990/11/18املعدل
و املتمم "تصنف االمالك العقارية علي اختالف انواعها ضمن االصناف القانونية االتية -:االمالك الوطنية ،امالك اخلواص او االمالك اخلاصة ،االمالك
الوقفية ".
-4املادة 75من قانون 25/90املتضمن قانون التوجيه العقاري املعدل و
امل تمم
كما ان الدولة ال تتحمل اي تعويض يف حالة عدم اإلسرتجاع إال اذا تعلق األمر أبراضي حافظت علي طابعها
5 الفالحي و لكن مل تسرتجع ،الن ذالك إخال ل بفعالية املستثمرة الفالحية القائمة اليت تدخل ضمنها األرض
-2إعادة األراضي املتربع هبا لصندوق الثورة الزراعية و األراضي املوضوعة حتت محاية الدولة
نتيجة للنزعات و النقائص اليت كشف عنها تطبيق قانون التوجيه العقاري 25/90وخصوص اسرتجاع األراضي
املؤممة ،دفع ابملشرع ايل تعديل القانون مبوجب األمر رقم 26/95املؤرخ يف 25سبتمرب ، 1995امتد اإلسرتجاع
حيت ايل األراضي املتربع هبا لصندوق الثورة و األراضي اليت وضعت حتت محاية الدولة الن أصحاهبا كانوا قد
إكتسبوها يف اغلب األحيان من املعمرين أثناء الثورة التحريرية أو مباشرة بعد اإلستقالل و هو الشرط املانع لإلسرتجاع
6
الذي ألغاه املشرع ضمن التعديل و ميكن ملالكها األصلني اسرتجاعها ضمن شروط املادة 76املعدلة
اثنيا :إنشاء شهادة احليازة
ان الوضعية القانونية للملكية العقارية اخلاصة املوروثة عن العهد االستعماري ،متثلت يف انعدام سندات رمسية تثبت
امللكية يف العقارات الفالحية ،و لتطهري هده الوضعية اي وضعية العقار يف اجلزائر مت استحداث سند حيازي يسمي
شهادة احليازة مبوجب قانون التوجيه العقاري ، 25/90الذي جاء مبفهوم جديد للملكية العقارية حبيث عامل
صاحب شهادة احليازة معاملة صاحب املالك اذ يتم تع بكافة احلقوق إبستثناء حق التصرف
أوجبت املادة 30من قانون التوجيه العقاري ، 7على كل حائز مللك عقاري او شاغل إايه ان يكون لديه سند
قانوين يربر هده احليازة ،ان املشرع فرض شرط جديد مل ينص عليه يف القانون املدين اذ اشرتط علي من يدعي
احليازة ان يكون لديه سند حيازي يربرها اي جعل احلائز يف حكم واضع اليد،كما انه ال تسلم هذه الشهادة اال
ضمن شروط و إجراءات
-1شروط احلصول علي شهادة احليازة
تنقسم الشروط اخلاصة بشهادة احليازة ايل شروط متعلقة ابلشخص طالب شهادة احليازة و الشروط املتعلقة ابلعقار
حمل احليازة
-الشروط املتعلقة بطالب احليازة
5 -ليلي زروقي و محدي ابشا عمر ،املنازعات العقارية املرجع السابق ص180
-6املادة 76من قانون رقم 25/90املؤرخ يف 18نوفمرب 1990املعدل و املتمم ابالمر رقم 26/95املؤرخ يف 25سبتمرب 1995جريدة رمسية
95/55النتضمن التوجيه العقاري
-7املادة 30من قانون 25/90املعدل و املتمم املتضم ن التوجيه العقاري "جيب علي كل حائز مللك عقاري او شاغل اايه ان يكون لديه سند يربر
هذه احليازة او هذا الشغل "
لقد نصت املادة 39من قانون التوجيه العقاري 8علي انه جيب ان تتوفر يف احلائز شروط احليازة مبفهوم املادة 823
من القانون املدين وهي تشتمل عنصرين
-العنصر املعنوي :علي احلائز ان يقصد استع مال احلق حلسابه فيتصرف فيه تصرف املالك اما اذا ختلف هدا العنصر
فتعترب احليازة عرضية
-العنصر املادي :ان تكون احليازة هادئة و مستمرة و غري منقطعة او مشوبة بشبهة
-الشروط اخلاصة اب لعقار
-جيب ان يكون العقار من األراضي امللكية اخلاصة وعليه تستثين األمالك الوقفية و األمالك الوطنية العامة و
اخلاصة مبا فيه أراضي العرش
وجتدر االشارة إال ان شهادة احليازة وغريها من االجرءات اليت اعتمدهتا الدولة لتطهري امللكية العقارية اخلاصة و
من بينها عملية مسح األراضي اليت أتخذ وقتا ال يتماشي مع التغريات اجلديدة يف السوق العقارية
لذا جيب تسريع وترية العمل عن طريق جت نيد اإلمكاانت املادية و البشرية لتسريع عملية مسح األراضي و تطهري
امللكية العقارية اخلاصة
-ان ال يكون للعقار املعين بشهادة احليازة عقود ملكية و ذالك طبقا ألحكام املرسوم التنفيذي رقم 254 /91
،هذا ماقضت به احملكمة العليا بقوهلا" إن شهادة احليازة ال حترر اال علي أراضي امللكية اخلاصة اليت مل حترر عقودها
،ومل يتم إعداد سجل مسح األراضي فيها 9 "...
-ان تكون األرض بدون سند مشهر أي اليت مل حترر عقودها ،ومل ختضع إلجراءات عملية املسح
و جتدر اإلشارة إال أن املشرع اجلزائري و حتقيقا لنفس الغرض و هو إعطاء امللكية العقارية مكانتها كان قد
استحدث عقد الشهرة لتوسيع املكية اخلاص ة إال انه أاثر تطبقه مشاكل كثري ة كانت مصدر منازعات قضائية األمر
الذي أدي إيل إلغاءه و استحداث شهادة احليازة
اثلثا :االستصالح و االستثمار آلية خلوصصة العقار الفالحي
-8املادة 39من قانون 25/90السالف الذكر "ميكن كل شخص حسب مفهوم املادة 823من االمر رقم -75املؤرخ يف 26سبتمرب،ميارس يف
اراضي امللكية اخلاصة اليت مل حتررعقودها ،ملكية مستمرة و غري منقطعة و هادئة و عالنية و ال تشوهبا شبهة ان حي صل علي سند حيلزي يسمي
"شهادة احليازة "...
-9القرار املؤرخ يف ، 2006/01/18ملف رقم ،333/629عن امحد خالدي ،احليازة بني الشريعة و القانون املدين ،دار هومة للطباعة و النشر
2014،ص.306
للحد من متلك الدول ة للعقار الفالحي مت اصدار القانون رقم 18/83املتعلق حبيازة امللكية العقارية الفالحية 10و
الذي نص يف أحكامه علي إمكانية اكتساب امللكية العقارية الفالحية التابعة للدولة عن طريق االستصالح و
يعترب كذريعة خل وصصة جزء من األمالك العامة وهي إشارة ال ميكن إخفاءها عن اإلستصالح و الذي ما هو إال
11
خوصصة مقنعة
ان اإلستصالح معروف يف الكثري من التشريعات و منها الشريعة اإلسالمية و يسمي ابإلحياء ملا جاء يف حديث
الرسول صلي هللا عليه وسلم "من أحيا أرض مويت فهي له "،وهو جعل األرض البور صاحلة للزراعة إبزالة العوائق و
استخراج املاء و هتيئة الرتبة
-10قانون رقم 18-86املؤرخ يف 13اوت 1983املتضمن حيازة امللكية العقارية الفالحية ،اجلريدة الرمسية عدد ،34لسنة ،1983صفحة
2045
-عجة اجلياليل ،ازمة العقار الفالحي و مقرتحات تسويتها ،دار اخللدونية للنشر و التوزيع،سنة ، 2005ص11 123
-قرار رقم 228753الصادر بتاريخ 2002/04/24عن نبيل صقر ،العقار الفالحي نصا و تطبيقا ،دار اهلدي للنشر و التوزيع 2008
ص 17112
مكانتها اليت ضمنها الدستور ،إال ان هذا احلق اي حق امللكية مل يكن مطلق بل قيده املشرع مبجموعة من القيود
مت توظيفها للنفع العام عن طريق حتقيق نوع من التوازن بني حرية املالك يف االستعمال و االستغالل و التصرف يف
ملكه وما بني الوظيفة االجتماعية 13و االقتصادية للعقار الفالحي مبجموعة من األعباء و القيود
-13الوضيفة االجتماعية هي "توجيه امللكية اخلاصة ل تحقيق مصلحة اجملتمع ،فاملالك كانت كائن اجتماعي يعيش يف يعيش يف جمتمع يسوده مبدأ
التضامن و التكافل االجتماعي "ماخود عن حممد علي حيبولة ،الوضيفة االجتماعية للملكية اخلاصة ،دراسة وقارنة بني القوانني الوضعية و الشريعة
االسالمية ،دار بور سعيد للطباعة و النشر القاهرة ،1973ص.417
-عجة اجلياليل ،ا زمة العقار الفالحي و مقرتحات تسويتها ،املرجع السابق ص
24214
15 -بن رقية ين يوسف ،شرح قانون املستثمرات الفالحية ،الديوان الوطين لالشغال الرتبوية ،الطبعة االويل ، 2001،ص.206
-16املادة 48من قانون التوجيه الع قاري السالف الذكر "تعد ارض غري مستثمرة يف مفهوم هذا القانون كل قطعة ارض فالحية تثبت بشهرة علنية اهنا
مل تستغل استغالل فالحيا فعليا مدة مومسني فالحني متعاقبني علي االقل "
-مفهوم عدم االستغالل
مل يعرف املشرع اجلزائري ضمن قانون التوجيه العقاري مفهوم األرض الغري م ستغلة و امنا أسس هذا الفعل علي
التعسف يف استعمال احلق نضرا للوظيفة االجتماعية و االقتصادية املنوطة هبذه األرض طبقا املادة 48فقرة 1من
قانون التوجيه العقاري
ان أساس نضرية التعسف يف استعمال احلق اليت تبناه املشرع اجلزائري ضمن قانون التوجيه العقاري وهي ان عدم
استغالل األراضي الفالحية هو خطأ مدين و هو صورة من صور اخلطأ التقصريي يشكل تعسفا يف استعمال احلق
و لكن جزاءه ليس جرب الضرر 17بل جزاءات أخري
-جزاء عدم االستغالل
ان عدم االستثمار الفعلي تقوم مبعاينته هيئة معتمدة خاصة تسمي جلنة إثبات عدم استغالل األراضي الفالحية
18 ،ختطر اللجنة الديوان الوطين لألراضي الفالحية الذي يقوم بتوقيع أحد اجلزاءات التالية على
املسثتمر بعد إنذاره وهي
-وضع االرض حيز االستثمار حلساب وعلي نفقة املالك او احلائز الضاهر اذا كان املالك احلقيقي غري معروف وال
19
يتخذ هذا اإلجراء إال اذا كان املالك ألسباب قاهرة ،عاجزا عجزا مؤقتا عن استغالل أرضه
-عرض األرض للتأجري
-بيع األرض اذ كانت خصبة او خصبة جدا و هو اشد صور اجلزاء املرتتب عن التعسف و يف هذه احلالة متارس
األرض 20 الدولة حق الشفعة لشراء هده
وجتدر اإلشارة إال ان الطبيعة القانونية لألراضي املعنية هبذا احلكم هي األمالك العقارية الفالحية اخلاصة الن
األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية او األمالك الوقفية تطبق عليها جزاءات تتمثل يف فسخ العقد مبجرد ثبوت
خمالفة ،اللتزامات دفرت الشروط من ضمنها واجب االستغالل
ص17 .279 -ليلي زروقي و محدي ابشا ،املنازعات العقارية ،املرجع السابق
املرسوم التنفيذي 484/97املؤرخ يف 15دبسمرب 1997الذي يضبط تشكيلة اهليئة اخلاصة و كذالك اجرءات اثبابت عدم استغالل االراضي
الفالحية 18
الذكر 19
-املادة 52من قانون التوجيه العقاري السالف
-املادة 52فقرة 3من قانون التوجيه العقاري 20
يلتزم مالك االرض الزراعية مبوجب القانون ان ال يقوم بتصرفات تضر ابألرض ومن بني هده االلتزامات املفروضة
وهي :
لألرض 21 -عدم تغري الوجهة الفالحية
وضع املشرع علي عاتق مالك األرض الفالحية و ذوي احلقوق العينية التبعية ،االلتزام ابحملافظة علي الطابع
الفالحي لألراضي وخاصة املصنفة ضمن األراضي اخلصبة او اخلصبة جدا أبن ال تلحق املعامالت العقارية اليت
تنصب علي األراضي الفالحية إيل تغري وجهتها الفالحي ،ومينع
22 تغري الوجهة الفالحية لألرض عند نقلها للغري سواء مت نقل امللكية مبقابل او دون مقابل
24 املرسوم التنفيدي 490-97املؤرح يف 20ديسمرب 1997املتعلق بشروط جتزئة االراضي الفالحية
املادة 55و 56من قانون التوجيه العقاري 25
26
اصدرت املديرية العامة لالمالك الوطنية مذكرة متنع احملافضني العقارين ايل االمتناع عن اشهار مثل هذه العقود
للطعن قضائية دعاوي برفع منازعات عدة املذكرة هده تطبيق عن افرز وقد
يف قررات احملافض العقاري الرامية ايل رفض االشهار
-1القيودالواردة علي املعامالت الناقلة للملكية
ان حق التصرف القانوين الناقل للملكية هو األخر مل يسلم من من التقيد ابعتباره عنصر من عناصر امللكية و من
ب ني هده القيود هي الرمسية و حق الشفعة
-إشرتاط الرمسية يف املعامالت الواردة علي العقار الفالحي
نصت املادة 55من قانون التوجيه العقاري علي ان مجيع املعامالت العقارية الواردة علي الراضي الفالحية جيب ان
حترر يف الشكل الرمسي اال انه جند هناك تناقض بني املادة 55و املادة 53من قانون التوجيه العقاري اليت مسحت
بتحرير عقود اإلجيار يف شكل عقود عرفية
-الشفعة قيد علي سلطة التصرف
تعترب الشفعة من التصرفات ا لناقلة للملكية و نضرا خلصوصية العقار الفالحي حبكم وضيفته االجتماعية و االقتصادية
لتحقيق الصاحل العام ،فان املالك ليست له احلرية يف اختيار من سيحل حمل املشرتي يف بيع العقار فهو مقيد حبق
الشفع ة للدولة وللمالك اجملاورين و تنقسم الشفعة ايل مدنية و ايدارية
-الشفعة املدنية
عرفت املاد 794من القانون املدين الشفعة ابهنا رخصة جتيز احللول حمل املشرتي يف بيع العقار ضمن اآلجال و
العقار 27
الشروط املنصوص عليها ،حيق ممارسة حق الشفعة يف بيع
-ملالك الرقبة اذا بيع الكل او البعض من حق االنتفاع املناسب للرقبة
-للشريك يف الشيوع اذا بيع جزء من العقار املشاع ايل اجنيب
-صاحب حق االنتفاع اذا بيع ت الرقبة كلها او بعضها
-الشفعة اإلدارية
إن الشفعة علي الع قار الفالحي تعترب قيد علي حرية التصرف القانوين يف نقل امللكية ،لذا جيب علي البائع و
املشرتي استصدار رخصة من املصاحل الفالحية الواقع يف دائرهتا لعقار
حيق للدولة ممارسة حق الشفعة عند بيع العقار الفالحي عن طريق هيئتها املخولة قانونو دالك ما نصت عليه املادة
52فقرة 3من قانون التوجيه العقاري املتمثلة يف الديوان الوطين لالراضي الفالحية 28مع احرتام الرتتيب الوارد
مذكرة صرة عن رية امالك الدولة حتت رقم 4270بتاريخ 21افريل 201426
و املتمم 27
-املادة 795من القانون املدين املعدل
28 -املادة 5من املرسوم التنفيدي 87/69املؤرخ يف 1996/02/24املتضمن انشاء الديوان الوطين لالراضي الفالحية
يف القانون املدين فبعد اخطار الديوان الوطين من طرف البائع ابلتصرف يف العقار حيق للديوان اما قبول الشفعة و
حلول حمل املشرتي او عدم قبوهلا
كما ميكن اعتبار من التصرفات املادية اليت تؤدي ايل تغري الوجهة الفالحية لألراضي الفالحية وهو عندما يعمد
املالك ايل عدم إستغالل األرض و تركها بورا ،مما يؤثر علي خصوبتها و جيعلها غري صاحلة للزراعة و ، 31هذا خيرج
األرض م ن إعداد األراضي الزراعية وينتهي هبا احلال ايل أراضي للبناء
اخلامتة
ان أزمة ال عقار الفالحي اليت شهدهتا اجلزائر و أتثريها علي واقع االقتصاد دفعت ابملشرع ايل إعادة النضر يف
السياسات املنتهجة ابعتبار ان السبب الرئيسي لتدهور اإلنتاج و القطاع الزراعي راجع ملشكل امللكية وخاصة ملكية
الدولة هلذا القطاع ،بناءا علي هذه احلجج ابدر املشرع ايل التخلي عن السياسات املنتهجة و إعادة للملكية
العقارية اخلاصة قداستها بعد إقصاء و هتميش دورها هبيمنة الدولة علي هذا القطاع
ان بصدور قانون التوجيه العقاري الذي يعترب مكسبا و منعرجا هاما و جديد يف التنظيم العقاري و خاصة العقار
الفالحي ،مت رد االعتبار للمكية اخلاصة و حتريرر املعامالت الواردة عليها ليساير بذالك الدستور الذي ضمن
حق امللكية اخلاصة ،اال ان اإلطالق والتحرير مل يكن علي أخره بل قيد بضوابط جيب علي املالك للعقار الفالحي
االلتزام هبا ،فلم يعد هذا األخري حرا يف تسري ملكيته بل هو ملزم بقيود تضمن االستغالل األمثل لألراضي
الفالحية إلرتباطها ابلوظيفة االجتماعية و االقتصادية و الصاحل العام ،أصبح مبوجبها االستثمار يف العقار ألفالحي
هو احد الرهاانت اليت تعول عليها الدولة لالستثمار خارج جمال احملروقات
امساعيل شامة،النضام القانوين اجلزائري للتوجيه العقاري،دار هومة للنشر و التوزيع ص 28929
-املادة 34و 25من قانون التوجيه العقاري
30
-حممد حسن قاسم ،امللكية الزراعية –االجيار الزراعي ،دار اجلامعة اجلديدة ،القاهرة سنة ،1997ص 2731
إذا كان املشرع قد وفق ايل حد ما يف محاية العقار الفال حي ،بفرض القيود علي املليكة اخلاصة و وفصل ملكية
االرض عن ملكيةاالستغالل و إعطاء أمهية ابلغة ملسألة استغالل األرض الفالحية إال ان بعض هده القيود قد
مست حبق دستوري عندما يصل اجلزاء فيها ايل حد البيع اجلربي للعقار الفالحي و جتريد املالك من ملكه ،الذي
يشكل هتديد صارخ حلق امل لكية ويتشابه ايل حد كبري مع افكار الثورة الزراعية اليت أممت أراضي املالك املتغيبني،
فيكون املشرع بذالك قد أعاد نفس املشكل الذي أدي ايل فشل الثورة الزراعية
ان تقيد امللكية اخلاصة يف ال عقار الفالحي هو ضرورة اجتماعية فرضتها مصلحة اجملتمع ولكن ال جيب التمادي يف
استغالل هذااملربر علي حساب امللكية اخلاصة املضمونة دستوراي
قائمة املراجع
امحد خالدي ،احليازة بني الشريعة و القانون املدين اجلزائري ،دار هومة للنشر و التوزيع -2014،
-امساعيل شامة،النضام القانوين اجلزائري للتوجيه العقاري،دار هومة للنشر و التوزيع،طبعة 2004
بن رقية بن يوسف ،شرح قانون املستثمرات الفالحية ،الديوان الوطين لالشغال الرتبوية ،الطبعة األويل 2001،
-عجة اجلياليل ،ازمة العقار الفالحي و مقرتحات تسويتها ،دار اخللدونية للنشر و التوزيع،سنة 2005
ليلي زروقي و عمر محدي ابشا ،املنازعات العقارية يف ضوء أخر تعديالت ،دار هومة للنشر و التوزيع
طبعة جديدة 2015،
-حممد حسن قاسم ،امللكية الزراعية – االجيار الزراعي ،دار اجلامعة اجلديدة ،القاهرة سنة 1997
-حممد علي حنبولة ،الوضيفة االجتماعية للملكية اخلاصة ندراسة مقارنة بني القوانني الوضعية و الشريعة االسالمية
،دار بور سعيد للطباعة و النشر انلقاهرة ن1973
-نبيل صقر ،العقار الفالحي نصا و تطبيقا ،دار اهلدي للنشر و التوزيع 2008
الدساتري
دستور 1996املعدل لدستور 1989
النصوص التشريعية و التنضيمية
األوامر
أمر رقم 25/90املؤرخ يف 25سبتمرب 1995يعدل و يتمم القانون رقم 25-90املؤرخ يف 18نوفمرب
1990و املتضمن التوجيه العقاري
القوانني
-القانون املدين لسنة 1975املعدل و املتمم
-قانون رقم 18-86املؤرخ يف 13اوت 1983املتضمن حيازة امللكية العقارية الفالحية ،اجلريدة الرمسية
عدد ،34لسنة1983