You are on page 1of 16

‫عدد الصفاحات ‪18‬‬ ‫العدد ‪136‬‬ ‫الموافق ‪ 19‬يناير ‪2020‬‬ ‫االخر ‪1441‬‬

‫هجري‬ ‫‪1441‬‬‫األولجماد‬
‫الموافق ‪28‬‬
‫‪ /242020‬جماد‬ ‫األحد ‪ 23‬فبراير‬
‫الخميس‬

‫رئيس التحرير‬
‫علي زبيدة‬
‫العدد‬
‫مئة وسبعة وثالثون‬

‫صحيفة شهرية‬
‫تحتوي الصحيفة على آيآت من القرآن الكريم‬ ‫تصدر عن إدارة العالقات العامة والتعاون بوزارة العدل‬

‫الليبيون يحيون الذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من فبراير‬


‫قراءةيف « نصوص نظام روما االساسي» المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية‬

‫وزيرا العدل والداخلية يناقشان سبل تعزيز التعاون بني الوزارتني‬

‫كــلـــمـــة‬
‫متر علينا هذه األيام الذكرى التاسعه لثورة‬
‫السابع عشر من فبراير املجيدة و التي خرجت‬
‫فيها جموع الشعب الليبي للمطالبة باحلرية‬
‫و العدالة و سيادة القانون‪ .‬الثورة التي ازاحت‬
‫عن كاهل الشعب الليبي نظاما يعد من اعتى‬
‫دكتاتوريات العصر احلديث‪ .‬اننا إذ نبارك‬
‫لشعبنا الكرمي هذه املناسبة السعيدة و نعود‬
‫بالذاكرة الي تلك األيام التي سادت فيها‬
‫روح احملبة و األخوة و اإليثار بني كافة مدن‬
‫و مكونات الشعب الليبي و نحن هذه املرحلة‬
‫الصعبة أحوج ما نكون الستحضار تلك الروح‬
‫الوطنية السامية و لنبذ خطابات العنف و‬
‫الفرقة و الكراهية التي تبث سمومها بني ابناء‬
‫الشعب الواحد‪ .‬و بهذه املناسبة ادعو اجلميع‬
‫الي الوقوف صفا واحدا ضد آلة احلرب التي‬ ‫الخبراء الفنيين واللجان المتخصصة‪.‬‬ ‫كما تم مناقشة خطورة بعض العقاقير الطبية ذات‬ ‫استقبل وزير العدل السيد ‪ /‬محمد لملوم بديوان‬
‫تدعمها دول اخرى و يغذيها خطاب الكراهية‬ ‫هذا وقد االجتماع بحضور مستشاري وزيرالعدل‬ ‫اآلثار المخدرة الضارة بالصحة‪ ،‬وضرورة ضبط‬ ‫الوزارة بمدينة طرابلس في ‪ 27‬يناير ‪ ،2020‬وزير‬
‫‪ ،‬حفاظا على مكتسبات ثورة فبراير و صونا‬ ‫ومدير المكتب القانوني والخبير بمركز البحوث‬ ‫ومراقبة آلية جلبها واستخدامها‪.‬‬ ‫الداخلية السيد ‪ /‬فتحي باشا غا‪ ،‬حيث تم خالل‬
‫لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة‬ ‫والخبرة القضائية عن الوزارة‪ ،‬ومدير اإلدارة العامة‬ ‫وفي ختام االجتماع تم االتفاق على إدراج بعض‬ ‫الزيارة مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الوزارتين‬
‫ألجل السالم و العدالة و الدميقراطية‪.‬‬ ‫لمكافحة المخدرات ومدير إدارة الشؤون القانونية‬ ‫العقاقير الطبية الجديدة إلى الجداول الملحقة‬ ‫وضمان استمرار التنسيق بينهما بما يضمن تحقيق‬
‫ومدير مكتب الشؤون القانونية بإدارة مكافحة‬ ‫بالقانون رقم (‪ )7‬لسنة ‪ 1990‬بشأن قانون المخدرات‬ ‫تطبيق العدالة ويحافظ على أمن الوطن والمواطن‬
‫وزير العدل‪/‬محمد مللوم‬ ‫المخدرات بوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫والمؤثرات العقلية وتعديالته وفقاً لما انتهت اليه آراء‬ ‫وإنفاذ القانون‪.‬‬

‫عدالة االسلم في توزيع امليراث‬ ‫‪2‬‬ ‫مؤسســة صرمــان لإلصــاح والتأهيــل تنجــز أعمــا ًال وتقــدم‬
‫كافــة اخلدمــات فــي ظـ ٍ‬
‫ـروف اســتثنائية‬
‫‪1‬‬ ‫يف هذا العدد‬

‫اللجنــة املشــركة لرصــد وتوثيــق انتهــاكات‬


‫حقــوق اإلنســان تعقــد اجتماعهــا التاســع عشــر‬

‫متابعــة مشــروعات تطويــر امليكنــة اإلداريــة‬


‫بــوزارة العــدل‬
‫وبحث االجتماع آلية ربط منظومة المأذونين‬ ‫عقد في ‪ 11‬فبراير ‪ 2020‬بمقر مركز المعلومات‬
‫الشرعيين بمنظومة السجل المدني ومنظومة‬ ‫والتوثيق التابع لوزارة العدل اجتماع لمناقشة‬
‫المركز الوطني لمكافحة األمراض وتذليل الصعاب‬ ‫عمل مشروعات تطوير الميكنة اإلدارية للوزارة‬
‫أمام تنفيذ وحدة شؤون المأذونين للمهام المناطة‬ ‫مشروع منظومة المأذونين الشرعيين ومنظومة‬
‫بها السيما بعد صدور قرار السيد وزير العدل‬ ‫شؤون أعضاء الهيئات القضائية ومنظومة شؤون‬
‫باعتماد نموذج االقرار السنوي الخاص بأعمال‬ ‫الموظفين بحضور مدير عام مركز المعلومات‬
‫المأذونين‪.‬‬ ‫والتوثيق ومدير إدارة الشؤون اإلدارية والمالية‬ ‫اللجنة بما قام به من أعمال رصد وتوثيق للحوادث‬ ‫عقدت اللجنة المشتركة لرصد وتوثيق انتهاكات‬
‫كما تم مناقشة سير العمل في كل من منظومة‬ ‫بالوزارة ورئيس وحدة المأذونين الشرعيين وأعضاء‬ ‫التي استهدفت المدنيين مؤخراً‪ ،‬كما تناولت اللجنة‬ ‫حقوق اإلنسان اجتماعها التاسع عشر بديوان وزارة‬
‫شؤون الموظفين ومنظومة أعضاء الهيئات‬ ‫عن وحدة شؤون أعضاء الهيئات القضائية ووحدة‬ ‫موضوع التقرير الثالث و التقدم الحاصل في إعداده‬ ‫العدل في ‪ 12‬فبراير ‪2020‬م برئاسة السيد‪ /‬خيري‬
‫و شددت اللجنة على ضرورة أن يتم اتباع المنهجية‬ ‫عبد العالي رئيس اللجنة المكلف وبحضور أعضائها‪.‬‬
‫القضائية وآلية ربطها بين فروع وزارة العدل‪.‬‬ ‫شؤون المأذونين بالوزارة ووحدة البرمجة بمركز‬
‫المعتمدة في إعداد التقارير الحقوقية حياله‪.‬‬ ‫استعرضت اللجنة جدول اعمالها والذي تمثل في ا‬
‫المعلومات والتوثيق‪.‬‬ ‫عتماد محضرها السابق ثم أحاط فريق الرصد المكلف‬
‫‪2‬‬ ‫األخبار‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫جلنة متابعة األحكام الصادرة ضد األصول واألموال الليبية باخلارج تواصل عقد اجتماعاتها‬
‫عقدت لجنة متابعة األحكام الصادرة ضد أصول الدولة‬
‫الليبية بالخارج يوم االثنين الموافق ‪ 11‬فبراير ‪2020‬‬
‫اجتماعها العاشر بديوان وزارة العدل برئاسة السيد‬
‫وزير العدل رئيس اللجنة وحضور عدد من أعضائها ‪.‬‬
‫استعرض االجتماع جدول أعماله بدءاً باعتماد‬
‫المحضر السابق ومتابعة عدد من الدعاوى واألحكام‬
‫الصادرة بالخارج وآلية تنفيذها بما يكفل الحفاظ‬
‫على األصول الليبية بالخارج‪ ،‬و قدم مندوب إدارة‬
‫القضايا في االجتماع جملة من الردود على عدد‬
‫من االستفسارات التي طرحت من أعضاء اللجنة‬
‫بخصوص بعض القضايا و األحكام وانتهى االجتماع‬
‫إلى عدد من التوصيات وتكليف بعض الجهات بموافاة‬
‫اللجنة ببعض الردود حول بعض القضايا المنظورة‬
‫أمامها و عرضها في االجتماع القادم‪.‬‬

‫بحث عمل الهيئات القضائية بنطاق حمكمة استئناف اخلمس‬


‫صدورالعدداألول‬
‫من الجريدة الرسميةلسنة ‪2020‬‬

‫أصدرت وزارة العدل العدد األول من الجريدة الرسمية لسنة ‪ , 2020‬الذي نشرت فيه‬
‫جملة من القرارات المتضمنة لالتي‪- :‬‬
‫* قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني رقم (‪ )1437‬لسنة ‪ 2019‬ميالدية بشأن‬
‫إقرار مذكرتي تفاهم‪.‬‬
‫* قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني رقم (‪ )1535‬لسنة ‪ 2019‬ميالدية بنقل‬
‫تبعية بعض الجهات‪.‬‬
‫* قرار مجلس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني رقم (‪ )25‬لسنة ‪ 2019‬ميالدية بشأن إقرار‬
‫مذكرتي تفاهم‪.‬‬
‫* قرار مجلس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني رقم (‪ )31‬لسنة ‪2019‬م بإصدار الالئحة‬ ‫محكمة زليتن االبتدائية‪ ،‬ورئيس نيابة ترهونة االبتدائية ورئيس‬ ‫عقد في ‪ 6‬فبراير ‪ 2020‬اجتماع بين وزارة العدل ورؤساء‬
‫التنفيذية للقانون رقم (‪ )29‬لسنة ‪ 2012‬بشأن تنظيم األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫محكمة ترهونة االبتدائية وبحضور مدير المكتب القانوني ومدير‬ ‫الهيئات القضائية بنطاق محكمة استئناف الخمس‪ ،‬لبحث‬
‫* قرار وزيري العدل والداخلية رقم (‪ )1‬لسنة ‪2020‬م بشأن إضافة عقار لجدول المواد‬ ‫إدارة الشؤون اإلدارية والمالية ومدير إدارة التخطيط ومدير مكتب‬ ‫الصعاب التي تعترض سير العمل وكيفية تذليلها وتقديم‬
‫المخدرة‪.‬‬ ‫الوزير ومساعد رئيس جهاز الشرطة القضائية لشؤون المؤسسات ‪.‬‬ ‫الدعم واالحتياجات من قبل الوزارة في نطاق المحكمة‪..‬‬
‫* قرار وزيري العدل والداخلية رقم (‪ )2‬لسنة ‪2020‬م بشأن إضافة عقار لجدول المواد‬ ‫وتم مناقشة واستعرض السبل الكفيلة ومعالجة كافة االحتياجات‬ ‫و ضم االجتماع السيد وزير العدل ‪ ،‬و رئيس محكمة استئناف الخمس‬
‫المخدرة‪.‬‬ ‫الضرورية لسير العمل بداخل المقرات القضائية والعدلية في‬ ‫و عضو المجلس األعلى للقضاء عن محكمة استئناف الخمس‬
‫* قرار لجنة محرري العقود رقم (‪ )5‬لسنة ‪2019‬م‪.‬‬ ‫نطاق المحكمة‪ ،‬بالتنسيق مع وزارة العدل‪ ،‬بهدف تقديم الدعم‬ ‫والمحامي العام الخمس ورئيس نيابة الخمس االبتدائية ورئيس‬
‫والخدمات الالزمة التي من شأنها أن ترفع من مستوى األداء ‪.‬‬ ‫محكمة الخمس االبتدائية‪ ،‬ورئيس نيابة زليتن االبتدائية ورئيس‬

‫مذكرة تعاون في مجال االعالم والصحافة‬


‫القانونية والحقوقية عبر الخدمات‬ ‫دأبت وزارة العدل في تطوير ورفع قدرات‬
‫اإلعالمية التي تقدمها اإلذاعات التابعة‬ ‫كوادرها البشرية في كافة المجاالت و‬
‫للهيئة وباقي اإلذاعات لنشر أخبار‬ ‫ادراكا ألهمية دور االعالم في التوعية‬
‫وأنشطة وزارة العدل ومواكبة التطورات‬ ‫بالجوانب القانونية والحقوقية وحرص ًا‬
‫في مجال االعالم وسبل استخدام‬ ‫منها على تبادل الخبرات في مجال‬
‫الوسائل االعالمية الحديثة التي اضحت‬ ‫اإلعالم والصحافة‪ ،‬تم التوقيع في ‪13‬‬
‫اداة اعالمية مهمة‪.‬‬ ‫يناير‪ 2020‬على مذكرة تعاون بين وزارة‬
‫بناء على اجتماع‬
‫جاءت هذه االتفاقية ً‬ ‫العدل والهيئة العامة للثقافة وذلك‬
‫السيد وزير العدل السيد‪ /‬محمد لملوم‬ ‫بتقديم خدمات االستشارة والتدريب‬
‫بمقر الوزارة مع رئيس اللجنة التسييرية‬ ‫من الهيئة في جوانب االعالم المختلفة‬
‫للهيئة العامة للثقافة السيد‪ /‬حسن‬ ‫ودعم قسم االعالم بالوزارة حتى يتسنى‬
‫اونيس في ‪ 16‬ديسمبر ‪2019‬م ‪.‬‬ ‫للقسم من أداء رسالته في نشر الثقافة‬

‫مائدة مستديرة بوزارة العدل حول برنامج اإلرشاد‬ ‫ورشــة عمــل حــول اســاليب التحقيــق اخلاصــة‬
‫بجرائــم اإلرهــاب‬

‫الحديثة في األرشفة اإللكترونية وإدخال الميكنة في العمل القضائي‪.‬‬ ‫تم بإدارة التدريب بوزارة العدل في ‪ 11‬فبراير ‪ 2020‬عقد مائدة‬ ‫أقيمت في ‪ 23‬يناير‪ 2020‬بالعاصمة التونسية ورشة عمل حول أساليب التحقيق‬
‫الحاضرون أكدوا على ضرورة توفير البيئة المناسبة لعملية اإلرشاد‬ ‫مستديرة حول برنامج اإلرشاد بحضور الخبير األكاديمي الليبي في‬ ‫الخاصة بجرائم االرهاب والتي استهدفت عدد ًا من القضاة وأعضاء النيابة العامة‪.‬‬
‫وتفعيل نادي القضاة ألهميته في عقد جلسات حوارية وموائد‬ ‫القانون األستاذ ‪/‬الكوني اعبودة ورابطة ‪ ABA‬للقانونيين لتقديم‬ ‫وتأتي هذه الورشة في إطار برامج التعاون الفني مع بعثة االتحاد األوروبي (اليوبام)‬
‫مستديرة إلثراء حلقات النقاش وأخذ المشورة والتوجيه عن‬ ‫الدعم في عملية اإلرشاد وعدد من أعضاء الهيئات القضائية ‪.‬‬ ‫وبرنامج مكافحة االرهاب في الشرق األوسط وشمال أفريقيا التي تهدف الى رفع‬
‫طريق اإلرشاد من ذوي الخبرة والكفاءة العالية في هذا المجال‪.‬‬ ‫حيث تم طرح عدة بنود للنقاش بشأن تفعيل نظام التأهيل التخصصي‬ ‫قدرات أعضاء الهيئات القضائية في التعامل مع تحديات الجريمة المنظمة واإلرهاب‪.‬‬
‫واستحداث مكاتب لالرشاد بمقار الهيئات القضائية واستخدام التقنية‬
‫‪3‬‬ ‫األخبار‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫الليبيون يحيون الذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من فرباير‬

‫ال فنياً قدمت خالله وصالت لألناشيد‬ ‫الكالسيكية وحف ً‬ ‫بالتزامن مع وصول المشاركين من المدن والقرى الى مكان‬ ‫أحيا الشعب الليبي يوم االثنين الموافق ‪ 17‬فبراير ‪2020‬‬
‫الوطنية من الفعاليات الفنية التي شهدها الميدان‪ .‬وأحيا‬ ‫االحتفال «ميدان الشهداء « بطرابلس‪ .‬كما قدمت الفرق‬ ‫الذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من فبراير بكافة المدن‬
‫الليبيون هذه الذكرى وهم أكثر تمسكاً بأن تظل ليبيا موحدة‬ ‫الفنية للفنون الشعبية وصالت فنية تغنت بالوطن وبالوحدة‬ ‫والقرى واالحياء الليبية حيث زينت الميادين والمباني‬
‫وبمبادئ الثورة واهدافها النبيلة واستكمال مسيرتها من أجل‬ ‫الوطنية وعبرت عن عراقة وأصالة هذا الشعب العظيم‪.‬‬ ‫والمؤسسات والشوارع برفع أعالم االستقالل والزينة‪..‬‬
‫وتضمن االحتفال بشكل تلقائي مشاركة الشباب واالهالي بناء دولة المؤسسات والقانون‪.‬‬ ‫وانطلقت االحتفاالت بإيقاد الشعلة ورفع راية االستقالل‬
‫للفرق الموسيقية وموسيقى الشرطة ونادي السيارات‬ ‫واستعراض للفرق النحاسية لفوج الكشافة والمرشدات‬

‫اجتمــــاع اللجنــــة العليــــا للطفولـــــة للعــــــام ‪2020‬‬


‫عقد يوم االثنين الموافق ‪ / 27‬يناير ‪ 2020/‬االجتماع االول للجنة‬
‫التنسيقيه لمشروع إعداد مسودة قانون شامل للطفل بحضور رئيس‬
‫اللجنة العليا للطفولة وأعضاء اللجنة‪ .‬حيث تم خالل اإلجتماع مناقشة‬
‫مدى أهمية مشروع قانون شامل للطفل يضمن جمع ماتناثر من نصوص‬
‫قانونية تخص الطفل ودمج كافة حقوق الطفل في تشريع متكامل يتواءم‬
‫مع اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة الليبية منذ عام‬
‫‪ 1993‬مع مراعاة عدم اإلخالل بشريعة وثقافة وأعراف المجتمع الليبي ‪.‬‬

‫ورشــة عمــل حــول القانــون الــدويل‬


‫بحــث التعــاون القضائــي بني ليبيــا وأثيوبيــا‬ ‫اإلنســاين لســلطات إنفــاذ القانــون‬
‫قام وفد يمثل الحكومة اإلثيوبية برئاسة مستشار‬
‫الشؤون االجتماعية برئاسة الوزراء ومدير إدارة‬
‫الشؤون األفريقية بالخارجية االثيوبية‪ ،‬بزيارة الى‬
‫ليبيا في ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2019‬عقد خاللها سلسلة‬
‫من االجتماعات مع مسؤولين في وزارتي العدل‬
‫والخارجية ‪ ،‬ومكتب النائب العام‪ ،‬ومركز الخبرة‬
‫القضائية والبحوث‪ ،‬ناقش خاللها عدداً من‬
‫المواضيع ذات االهتمام المشترك وعلى رأسها‬
‫المساعدة في التعرف على جثامين الموتى مجهولي‬
‫الهوية في حرب تحرير مدينة سرت من تنظيم‬
‫الدولة داعش عام ‪ ،« 2016‬و المشتبه في كونهم من‬
‫الرعايا األثيوبيين‪ ،‬الذين قضوا في مذبحة األقباط‬
‫األثيوبيين على أيدي التنظيم عام ‪ 2015‬والذين تم‬
‫انتشالهم عام ‪ 2018‬والبالغ عددهم (‪ )34‬جثة وإجراء‬
‫التحاليل للتأكد من جنس انتمائهم‪ ،‬لغرض استالمهم‬ ‫اقيم في ‪ 16‬يناير ‪ 2020‬بتونس العاصمة فعاليات ورشة عمل القانون‬
‫في إطار تعاون البلدين المتبادل بالطرق القانونية‪.‬‬ ‫الدولي اإلنساني لسلطات إنفاذ القانون في ليبيا والتي أشرفت عليها‬
‫وقام الوفد بزيارة الى وزارة العدل التقى خاللها‬ ‫اللجنة الدولية للصليب األحمر والتي استهدفت عددا من أعضاء‬
‫مع السيد مدير إدارة العالقات والتعاون بالوزارة‬ ‫الهيئات القضائية وعدداً من أعضاء المكتب القانوني و موظفي وزارة‬
‫بحثا خاللها فرص التعاون القضائي بين البلدين‪.‬‬ ‫العدل ‪ ،‬حيث بحثت محاور الورشة جملة من القواعد والعالقات‬
‫كما اجتمع الوفد مع القائم بأعمال النائب العام ووكيل‬ ‫المنظمة للقانون الدولي اإلنساني وارتباطها بالشريعة اإلسالمية‬
‫النيابة العامة المكلف بالتحقيق في القضايا المتعلقة‬ ‫والتشريعات الوطنية واآلليات التنفيذية والعقابية بحسب االتفاقيات‬
‫بالجثامين مجهولة الهوية عقب حرب تحرير المدينة‬ ‫الدولية‪ ،‬ودور القضاء الوطني في احترام وتطبيق القانون الدولي‬
‫من داعش‪ ،‬لبحث آليات التعاون المشترك في أخذ‬ ‫اإلنساني التي قدمها نخبة من المستشارين والمختصين الدوليين ‪.‬‬
‫عينات الحمض النووي من الجثامين ومطابقتها مع‬ ‫واختتمت الورشة أعمالها بتوصيات من شأنها تفعيل قواعد القانون‬
‫تلك المأخوذة في أثيوبيا‪ ،‬وتم االتفاق على أن من‬ ‫الدولي اإلنساني في ليبيا و التوعية به ونشر قواعده ‪.‬‬
‫تطابقت عيناتهم سيتم تسليم جثامينهم إلى الحكومة‬ ‫يذكر أن هذه الفعالية تأتي ضمن خطط التعاون المتبادل بين وزارة‬
‫االثيوبية لتتولى بدورها تسليمها إلى ذويهم‪.‬‬ ‫العدل واللجنة الدولية للصليب األحمر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫دراسات‬ ‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫قــراءة فــي « نصــوص نظــام رومــا االساســي» المنشــئ‬


‫حاوره‪ /‬هاني ابراهيم‬ ‫للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة‬
‫قبل المحكمة والتي يمكن لها أن توجه أوامر‬ ‫جرائم تُصنف باألشد خطراً على البشرية تلك‬ ‫وجريمة العدوان في كل أنحاء العالم بشرط‬ ‫ثم بعد ذلك انتقل التوقيع عليه إلى مقر األمم‬
‫القبض من خالل منظمة الشرطة الجنائية‬ ‫التي تختص بها المحكمة الجائية الدولية‪.‬‬ ‫أن تكون الجريمة محل االتهام قد ارتكبت في‬ ‫المتحدة بنيويورك إلى أن تم قفله بتاريخ‬
‫الدولية‪ ،‬اإلنتربول‪ .‬وهذا األخير بدوره قد يرسل‬ ‫هل عملي ًا تملك المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫إقليم دولة طرف في نظام روما األساسي ‪،‬‬ ‫(‪1‬ديسمبر ‪ .)2000‬وخالل هذه الفترة وقعت‬
‫مذكرات االعتقال ألجهزة الشرطة في كافة دول‬ ‫مقاضاة المسؤولين في الكيان الصهيوني عن‬ ‫أو بمعرفة احد رعاياها ولو كان مكان ارتكاب‬ ‫على النظام األساسي (‪ )139‬دولة من بين (‪)160‬‬
‫العالم‪ ،‬خاصة الدول األطراف في ميثاق روما من‬ ‫جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني؟‬ ‫الجريمة إقليم دولة غير طرف وكذلك أيضا‬ ‫دولة شاركت في مؤتمر روما سنة ‪ ،1998‬وتجدر‬
‫أجل القبض على المتهمين‪ .‬هذا يعني فعليا أن‬ ‫في األول من يناير ‪ ،2015‬أودعت دولة فلسطين‬ ‫تختص المحكمة إذا ارتكبت الجريمة في إقليم‬ ‫اإلشارة إلى أن عدد الدول العربية التي وقعت‬
‫مجرمي الحرب اإلسرائيليين سيكونون مالحقين‬ ‫إعالناً بموجب المادة( ‪ ))3( 12‬من نظام روما‬ ‫دولة غير طرف اتخذت ترتيبا او عقد اتفاقا‬ ‫على النظام األساسي بلغ عدد (‪ )13‬دولة ليس‬
‫ولن يستطيعوا السفر إلى ‪ 122‬دولة في العالم‬ ‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية قبلت بموجبه‬ ‫خاصا مع المحكمة وقبلت بموجبه (الشكوى) من‬ ‫من بينها ليبيا‪ ،‬وهذه الدول هي (البحرين ‪ -‬جزر‬
‫ليتجنبوا جلبهم إلى المحكمة‪ ،‬بما في ذلك معظم‬ ‫اختصاص المحكمة الجنائية الدولية على جرائم‬ ‫مجلس األمن متصرفا بموجب الفصل السابع من‬ ‫القمر ‪ -‬جيبوتي ‪ -‬الجزائر ‪ -‬مصر ‪ -‬األردن ‪-‬‬ ‫حول نظام روما األساسي المنشئ‬
‫الدول األوروبية‪.‬‬ ‫يُ َّدعى بارتكابها في األرض الفلسطينية المحتلة‪،‬‬ ‫الميثاق ‪،‬فانه في هذه الحالة ينعقد االختصاص‬ ‫الكويت ‪ -‬المغرب ‪ -‬عمان ‪ -‬سوريا ‪ -‬اإلمارات‬ ‫للمحكمة الجنائية الدولية أجرت صحيفة‬
‫هل اختصاص المحكمة الجنائية الدولية جاء‬ ‫بما فيها القدس الشرقية‪ ،‬منذ ‪ 13‬يونيو ‪.2014‬‬ ‫للمحكمة بغض النظر عن المكان الذي ارتكبت‬ ‫العربية المتحدة ‪ -‬السودان ‪ -‬اليمن)‬ ‫(العدالة) لقاء مع الدكتور‪ /‬المختار عمر‬
‫بدي ًال عن اختصاص القضاء الوطني للدول؟‬ ‫وفي ‪ 2‬يناير ‪ ،2015‬انضمت حكومة فلسطين إلى‬ ‫فيه الجريمة ألن مجلس األمن في هذا الغرض ال‬ ‫وحتى كتابة هذه السطور‪ ،‬بلغ عدد الدول‬ ‫اشنان ‪ /‬المستشار بوزارة العدل حول‬
‫جاء التأكيد على مبدأ االختصاص التكميلي‬ ‫نظام روما األساسي إثر إيداعها صك االنضمام‬ ‫يتصرف بموجب النظام األساسي ‪،‬وإنما بموجب‬ ‫األطراف في نظام روما األساسي‪ ،‬إما عن طريق‬ ‫المحكمة واختصاصها وذلك بإعطاء فكرة‬
‫للمحكمة في الفقرة العاشرة من ديباجة نظام‬ ‫إليه لدى األمين العام لألمم المتحدة‪ .‬وبدأ نفاذ‬ ‫الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫التصديق أو االنضمام إلى االتفاقية عدد (‪)122‬‬ ‫عامة عنها‪.‬‬
‫روما األساسي‪ ،‬وكذلك نصت المادة األولى‬ ‫نظام روما األساسي فيما يتعلق بدولة فلسطين‬ ‫متى تمارس المحكمة اختصاصها؟‬ ‫دولة‪ ،‬ليس من بينها ليبيا‪ ،‬أما على صعيد الدول‬ ‫نود معرفة االسم الصحيح للمحكمة التي‬
‫من النظام نفسه‪..( :‬وتكون المحكمة مكملة‬ ‫في األول من أبريل ‪ .2015‬وفي ‪ 16‬يناير ‪،2015‬‬ ‫تمارس اختصاصها فيما يتعلق بالجرائم المشار‬ ‫العربية األطراف في نظام روما األساسي فهي‬ ‫أنشئت بموجب نظام روما األساسي إيطاليا‬
‫للواليات القضائية الجنائية الوطنية‪ ،)....‬وقد‬ ‫المدعي العام للمحكمة الجنائية‬ ‫َّ‬ ‫باشر مكتب‬ ‫إليها في المادة (‪ )5‬وفقا ألحكام نظام روما‬ ‫((األردن‪ ،‬تونس‪ ،‬فلسطين‪ ،‬جيبوتي)‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 17‬يوليو ‪1998‬؟‬
‫ال دقيقاً آلليات الوالية التكاملية بين‬‫ورد تفصي ً‬ ‫الدولية‪ ،‬من تلقاء نفسه‪ ،‬دراسة أولية للحالة في‬ ‫األساسي‪ ،‬والتي هي على النحو التالي‪:‬‬ ‫ما تكوين المحكمة الجنائية الدولية؟‬ ‫التسمية الصحيحة بحسب نظام روما األساسي‬
‫القضاء الوطني والمحكمة الجنائية الدولية في‬ ‫فلسطين‪.‬‬ ‫ا ‪ /‬إذا أحالت دولة طرف إلى المدعي العام وفقا‬ ‫تتكون المحكمة من‪ (:‬هيئة الرئاسة ‪ -‬شعبة‬ ‫المنشئ للمحكمة هي‪( :‬المحكمة الجنائية‬
‫المادة( ‪ ) 17‬من نظامها األساسي تحت عنوان‬ ‫ال بالمادتين ‪/13‬‬ ‫وفي ‪ 22‬مايو ‪ ،2018‬وعم ً‬ ‫للمادة (‪ )14‬حالة يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من‬ ‫استئناف‪ ،‬وشعبة ابتدائية‪ ،‬وشعبة تمهيدية ‪-‬‬ ‫الدولية)‪ ،‬حيث جاء النص على ذلك في المادة‬
‫(المسائل المتعلقة بالمقبولية)‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫(أ) و‪ 14‬من نظام روما األساسي‪ ،‬أحالت دولة‬ ‫هذه الجرائم قد ارتكبت‪.‬‬ ‫مكتب المدعي العام ‪ -‬قلم المحكمة)‬ ‫(‪ )1‬من نظام روما األساسي المنشئ للمحكمة‬
‫المحكمة الجنائية الدولية أنشئت لتكون مكملة‬ ‫فلسطين الحالة القائمة فيها إلى المحكمة‬ ‫ب ‪ /‬إذا أحال مجلس األمن‪ ،‬متصرفا بموجب‬ ‫ما هي طبيعة االختصاص الموضوعي والزماني‬ ‫(تنشأ بهذا محكمة جنائية دولية‪ ،‬وتكون‬
‫للواليات القضائية الجنائية الوطنية‪ ،‬أي أنها‬ ‫للتحقيق فيها ملتمس ًة على وجه التحديد من‬ ‫الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬حالة‬ ‫والمكاني للمحكمة؟‬ ‫المحكمة هيئة دائمة لها السلطة لممارسة‬
‫تمثل امتداداً لالختصاص الجنائي الوطني وال‬ ‫المدعية العامة التحقيق‪ ،‬بموجب االختصاص‬ ‫َّ‬ ‫إلى المدعي العام يبدو فيها أن جريمة أو أكثر‬ ‫بوجه عام تُعد المحكمة الجنائية الدولية من‬ ‫اختصاصها على األشخاص إزاء أشد الجرائم‬
‫تتعدى على السيادة الوطنية أو تتخطى القضاء‬ ‫الزمني للمحكمة‪(( ،‬فيما سبق ارتكابه وما‬ ‫من هذه الجرائم قد ارتكبت؛‬ ‫ناحية موضوعية هي هيئة جنائية دولية دائمة‬ ‫خطورة موضع االهتمام الدولي‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫الوطني‪ ،‬طالما كان هذا األخير قادراً وراغباً في‬ ‫ال في كل أنحاء‬‫يجري ارتكابه وما يُرت َكب مستقب ً‬ ‫ج ‪ /‬إذا كان المدعي العام قد بدأ بمباشرة‬ ‫لها السلطة لممارسة اختصاصها على األشخاص‬ ‫المشار إليه في هذا النظام األساسي)‪ .‬وجاءت‬
‫تنفيذ التزاماته القانونية الوطنية منها والدولية‪،‬‬ ‫فلسطين المحتلة من جرائم تدخل في اختصاص‬ ‫تحقيق فيما يتعلق بجريمة من هذه الجرائم وفقا‬ ‫الطبيعيين أثناء ارتكابهم ألشد الجرائم خطورة‬ ‫تسمية المحكمة (باإلنجليزية‪ ،‬والفرنسية) على‬
‫وهي أيضاً تتمتع بالشخصية القانونية المستقلة‬ ‫المحكمة))‪.‬‬ ‫للمادة (‪.)15‬‬ ‫موضع االهتمام الدولي‪ ،‬وهي (جريمة اإلبادة‬ ‫نفس ما تم االشارة إليه آنفاً‪ ،‬ففي االنجليزية‬
‫في ممارسة سلطاتها وتحقيق مقاصدها على‬ ‫واستطراداً لهذا الدور قررت المحكمة الجنائية‬ ‫تعتبر الحالة الليبية التي تم إحالتها إلى المحكمة‬ ‫الجماعية‪ ،‬وجرائم الحرب‪ ،‬وجرائم ضد‬ ‫تُسمى ‪:‬‬
‫النحو المنصوص عليه في النظام األساسي لهذه‬ ‫الدولية مؤخراً فتح تحقيق في جرائم حرب‬ ‫الجنائية الدولية‪ ،‬بموجب قرار مجلس األمن رقم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وجريمة العدوان)‪.‬‬ ‫‪The International Criminal Court‬‬
‫المحكمة‪ .‬وبالتالي فإن المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫قام بها االحتالل اإلسرائيلي على األراضي‬ ‫(‪ )1970‬منذ ‪ 15‬فبراير ‪ ، 2011‬تُعد نموذجا‬ ‫أما من حيث االختصاص الزماني للمحكمة‬ ‫‪ICC‬‬
‫ال للقضاء الوطني بل ُوجدت لتكون‬ ‫ليست بدي ً‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬حيث واصل في وقت سابق مكتب‬ ‫للتطبيق العملي للمادة( ‪/ 13‬ب )من نظام روما‬ ‫فقد نصت المادة (‪ )1/24‬من نفس النظام‬ ‫وفي الفرنسية تُسمى‪La Cour Pénale :‬‬
‫عوناً ورافداً للقضاء الوطني في االضطالع بدوره‬ ‫المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية دراسة‬ ‫األساسي‪ ،‬فبموجب هذه اإلحالة التي احيلت‬ ‫المذكور على أنه‪( :‬ال يسأل الشخص جنائيا‬ ‫‪Internationale CPi‬‬
‫األساس وهو تحقيق العدالة ومحاربة اإلفالت‬ ‫وتحليل المعلومات المتعلقة باختصاص المحكمة‬ ‫من قبل مجلس األمن إلى المحكمة الجنائية‬ ‫بموجب هذا النظام األساسي عن سلوك سابق‬ ‫ما هو السند القانوني إلنشاء المحكمة الجنائية‬
‫من العقاب‪ ،‬من خالل سد الفراغ الذي يمكن أن‬ ‫في دولة فلسطين حول الجرائم التي ارتكبها‬ ‫الدولية يعني أن هناك موجباً قانونياً يفرض‬ ‫لبدء نفاذ النظام)‪ .‬وفي مسألة بدء نفاذ النظام‬ ‫الدولية؟‬
‫يطرأ في منظومة القضاء الوطني للدول‪ ،‬ولهذا‬ ‫الكيان الصهيوني في الضفة الغربية بما في ذلك‬ ‫على الدولة الليبية ضرورة احترامه‪ ،‬لكونها‬ ‫األساسي أجابت المادة (‪ )1 / 126‬من نظام روما‬ ‫الشك أن السوابق القانونية السابقة قد كشفت‬
‫تُسمى المحكمة بمحكمة المالذ األخير‪.‬‬ ‫القدس الشرقية منذ ‪ 13‬يونيو ‪ ،2014‬وهو التاريخ‬ ‫دولة عضو في منظمة االمم المتحدة‪ ،‬بل ملزمة‬ ‫األساسي‪ ،‬وتحت عنوان (بدء النفاذ)‪ ،‬أنه‪( :‬يبدأ‬ ‫عن أهمية إرساء نظام للعدالة الجنائية الدولية‬
‫‪La dernier recours‬‬ ‫الذي احالت فيه دولة فلسطين الحالة منذ ‪13‬‬ ‫بالتعاطي والتعاون مع طلبات المحكمة الجنائية‬ ‫نفاذ هذا النظام األساسي في اليوم األول من‬ ‫بشكل دائم‪ ،‬ومثل تلك المحاوالت (محكمة‬
‫ما طبيعة العالقة بين المحكمة الجنائية‬ ‫يونيو ‪ 2014‬إلى المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬فاإلحالة أمام المحكمة جاءت بموجب‬ ‫الشهر الذي يعقب اليوم الستين من تاريخ إيداع‬ ‫نورمبرج سنة ‪ ،1945‬المحكمة العسكرية‬
‫الدولية واألمم المتحدة؟‬ ‫وفي هذا السياق لعله من أفضل الحسنات التي‬ ‫قرار مجلس االمن استناداً إلى ميثاق األمم‬ ‫الصك الستين للتصديق أو القبول أو الموافقة‬ ‫لمجرمي الحرب في الشرق األقصى سنة ‪1946‬‬
‫ترتبط المحكمة الجنائية الدولية مع األمم‬ ‫تُحسب لرئيس السلطة الفلسطينية محمود‬ ‫المتحدة و وفقاً للمادة( ‪/13‬ب ) من نظام روما‬ ‫أو االنضمام لدى األمين العام لألمم المتحدة)‪.‬‬ ‫في طوكيو‪ ،‬وكذلك المحكمة الجنائية الدولية‬
‫المتحدة بعالقة استقاللية قوامها عدم تبعية‬ ‫عباس ولقادة حركة فتح والنُخب الفلسطينية‬ ‫االساسي‪ ،‬وبالتالي فإن مسألة التعاون حتمية‬ ‫وجاء في المادة (‪ )11‬من نظام روما األِساسي‬ ‫ليوغسالفيا السابقة سنة ‪1993‬والمحكمة‬
‫أي جهاز لآلخر ألنها لم تنشأ ‪ -‬أي المحكمة‬ ‫المختلفة دفعهم لملف انضمام فلسطين‬ ‫وتتطلب قدراً كبيراً من المسؤولية‪ ،‬خشية أن‬ ‫القول‪ /1( :‬ليس للمحكمة اختصاص إال فيما‬ ‫الجنائية الدولية لرواندا سنة ‪ ، 1994‬وغيرها‬
‫‪ -‬بموجب نص في ميثاق األمم المتحدة مثل‬ ‫للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬ألن مثل هذه الخطوة‬ ‫تُعزز طلبات المحكمة في قادم االيام بتدابير‬ ‫يتعلق بالجرائم التي ترتكب بعد بدء نفاذ هذا‬ ‫من المحاكم الخاصة األخرى)‪ ،‬ساهمت جميعا‬
‫محكمة العدل الدولية‪ ،‬أو قرار من مجلس األمن‬ ‫تُعد أفضل أدوات المقاومة المشروعة على‬ ‫يُقّرها مجلس االمن جبراً على الدولة الليبية‪.‬‬ ‫النظام األساسي‪ /2 .‬إذا أصبحت دولة من الدول‬ ‫في التعجيل بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية‬
‫مثل المحكمة الجنائية الدولية ليوغسالفيا‬ ‫الصعيد الدولي ‪ -‬في الوقت الراهن ‪ -‬ألجل‬ ‫ورغم ما تبديه الحكومة الليبية من رغبة واضحة‬ ‫طرفا في هذا النظام األساسي بعد بدء نفاذه‪ ،‬ال‬ ‫الدائمة‪ ،‬ألن مثل هذا النوع من المحاكم المؤقتة‬
‫السابقة أو المحكمة الجنائية الدولية لرواندا‪،‬‬ ‫استرجاع الحقوق التاريخية المغتصبة للشعب‬ ‫في تعزيز نظام قضائي نزيه وشفاف يُالحق كل‬ ‫يجوز للمحكمة أن تمارس اختصاصها إال فيما‬ ‫(‪ )Les tribunaux ad hoc‬كانت تتميز بغلبة‬
‫بل أنشئت بموجب معاهدة دولية تضم في‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ولعل إحدى أهم الوسائل للرد‬ ‫من اشتبه في ارتكابه جرائم أو انتهاكات ترقى‬ ‫يتعلق بالجرائم التي تُرتكب بعد بدء نفاذ هذا‬ ‫الطابع السياسي على الطابع القانوني‪ ،‬باإلضافة‬
‫عضويتها عدداً كبيراً من الدول‪ .‬غير أنه إلى‬ ‫على (صفقة القرن!!) (تلك الصفقة الفاقدة‬ ‫لجرائم خطيرة تختص بها المحكمة‪ .‬فإن إبداء‬ ‫النظام بالنسبة لتلك الدولة‪ ،‬ما لم تكن الدولة‬ ‫إلى الصبغة المؤقتة لمثل هذه المحاكم‪ ،‬فهي لم‬
‫جانب هذه العالقة االستقاللية فإن المحكمة‬ ‫ألدنى معايير المشروعية والشرعية في آن‬ ‫الرغبة في التحقيق والمحاكمة من قبل القضاء‬ ‫قد أصدرت إعالنا بموجب الفقرة ‪ 3‬من المادة‬ ‫تكن في المستوى المطلوب إما بسبب خصوصية‬
‫الجنائية الدولية ترتبط مع األمم المتحدة بعالقة‬ ‫معاً)‪ ،‬والتي جاءت من رئيس (أكبر دولة عظمى‬ ‫الوطني ال يكفي‪ ،‬بل يجب أن تكون هناك قدرة‬ ‫‪ ).12‬وبالتالي يُفهم من هذه النصوص‪ ،‬أن أثر‬ ‫الهدف من إنشائها تارة‪ ،‬أو بسبب تبعيتها‬
‫تعاونية في الوقت ذاته بغية تحقيق الفائدة‬ ‫راعية الزدواجية المعايير الحقوقية والقيمية‬ ‫حقيقية وعمل على األرض يدفع بالقضاء الوطني‬ ‫نظام روما األساسي ال يطبق بأثر رجعي على‬ ‫لجهة أخرى تارة ثانية؛ على الرغم مما شكلته‬
‫القصوى للمحكمة من خالل عالقة التعاون هذه‬ ‫في العالم !!)‪ .‬حيث كان حجم الضغوطات‬ ‫لمكافحة اإلفالت من العقاب و يُجري المالحقة‬ ‫تاريخ دخوله حيز النفاذ في ‪،2002/07 /01‬‬ ‫تلك المحاكم من ترسيخ هام لفكرة المسؤولية‬
‫التي تربطها مع األمم المتحدة‪ .‬وال يعني وجود‬ ‫والتهديد الذي مورس ضد الفلسطينيين من‬ ‫والمحاكمة لكل مرتكبي الجرائم دون استثناء‪،‬‬ ‫وفقاً للضوابط ذات الصلة المشار إليها أعاله‪،‬‬ ‫الجنائية للفرد على المستوى الدولي‪ ،‬ألجل وضع‬
‫العالقة بين األمم المتحدة والمحكمة أن هذه‬ ‫طرف الواليات المتحدة االمريكية وقادة الكيان‬ ‫ويمنع أية تعطيل لمسار العدالة إنصافاً للضحايا‬ ‫وكذلك الحال بالنسبة للدول التي تنضم الحقاً‬ ‫حد لإلفالت من العقاب‪ ،‬إلى جانب أن تلك‬
‫العالقة متميزة أو فريدة من نوعها بل أن هذه‬ ‫الصهيوني كبيراً؛ ألجل ثنيهم عن نية االنضمام‬ ‫أو للمشتبه بارتكابهم للجرائم‪ ،‬كما ينبغي لمثل‬ ‫سيسري عليها نظام روما بأثر الحق وليس رجعياً‬ ‫المحاوالت س ّرعت من انشاء محكمة دولية دائمة‬
‫العالقة لها نماذج مشابهة سبق لألمم المتحدة‬ ‫للمحكمة الجنائية الدولية‪ .‬لكن وبإصرار يستحق‬ ‫تلك المحاكمات أن تجري وفقاً للمعايير الدولية‬ ‫وهو ما فصلته الفقرة (‪)2‬من المادة (‪ )11‬سابق‬ ‫تمثلت في (المحكمة الجنائية الدولية) ومقرها‬
‫أن قامت بإبرامها مع أجهزة دولية أخرى مشابهة‬ ‫اإلشادة‪ ،‬أصبحت فلسطين دولة طرفاً منذ يناير‬ ‫المتعارف عليها في المحاكمات العادلة‪ ،‬والتي‬ ‫اإلشارة إليها‪.‬‬ ‫مدينة الهاي ‪ /‬هولندا‪ .‬وعلى هذا األساس تم‬
‫للطبيعة االستقاللية التي تتميز بها المحكمة‪.‬‬ ‫‪ ،2015‬بعد تقديمها لطلب االنضمام؛ بسبب‬ ‫ورد النص عليها في صكوك دولية كثيرة ‪ ،‬منها‬ ‫وبهذا فإن دخول نظام روما األساسي حيز النفاذ‬ ‫إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الدائمة كمحاولة‬
‫هل يعتد نظام روما األساسي بالصفة الرسمية‬ ‫تلك الخطوة الجريئة المتفهمة لواقع ميزان‬ ‫على سبيل المثال المواد (‪ 9‬و ‪ 14‬و ‪ )15‬من العهد‬ ‫تطلب توافر شرطين‪ :‬أولهما‪ :‬تصديق (‪ )60‬دولة‬ ‫لتالفي تلك العيوب التي اُرتكبت في المحاوالت‬
‫الحصانات للمسؤولين؟‬ ‫الدول اليوم‪ ،‬وصل ((الغضب والجنون للكيان‬ ‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسة‬ ‫علي األقل على النظام األساسي أو انضمامها‬ ‫السابقة‪ ،‬حيث تم إنشاء هذه المحكمة بموجب‬
‫أجابت المادة ( ‪ ) 27‬من نظام روما على أنه‬ ‫الصهيوني إلى ذروته))‪ ،‬والشك أن هذا يُحسب‬ ‫‪،‬وكذلك أيضا المواد (‪ 55‬و‪ 62‬و ‪ )68‬من نظام‬ ‫إليه‪ .‬وثانيهما‪ :‬انقضاء فترة من الزمن تفصل بين‬ ‫معاهدة دولية تمثلت في النظام األساسي لهذه‬
‫ال اعتداد بالحصانة الرسمية للمسؤولين‪،‬‬ ‫ألهمية وجود المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬لكونها‬ ‫روما األساسي‪ .‬لكن الواقع يقول إن تطبيق كل‬ ‫تاريخ ايداع الصك الستين‪ ،‬وتاريخ دخول النظام‬ ‫المحكمة‪ ،‬الذي اعتمد في ‪ ،1998/7/17‬من قبل‬
‫تحت عنوان (عدم االعتداد بالصفة الرسمية)‬ ‫أصبحت أداة لمكافحة اإلفالت من العقاب‬ ‫تلك المعايير الزال صعب المنال‪ ،‬ألسباب كثيرة‪،‬‬ ‫األساسي ح ّيز النفاذ بالفعل‪.‬‬ ‫مؤتمر األمم المتحدة الدبلوماسي للمفوضين‬
‫حيث نصت (‪ /1‬يطبق هذا النظام األساسي‬ ‫او للتقليل منه‪ ،‬فبمثل هذه الخطوة القانونية‬ ‫وهي في واقع االمر ما استندت عليه المحكمة‬ ‫وفي هذا السياق جدير بالذكر‪ ،‬أن النصاب‬ ‫المعني بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية الدائمة‬
‫على جميع األشخاص بصورة متساوية دون أي‬ ‫الجريئة‪ ،‬صار قادة الكيان الصهيوني الضالعين‬ ‫الجنائية الدولية في تبرير حيثيات اختصاصها‬ ‫المطلوب من التصديقات لدخول النظام‬ ‫في روما ‪ /‬إيطاليا‪ ،‬حيث كانت نتيجة التصويت‬
‫تمييز بسبب الصفة الرسمية‪ .‬وبوجه خاص‪،‬‬ ‫في جرائم حرب‪ ،‬مذعورين في جميع تحركاتهم‬ ‫بالوالية التكميلية تُجاه الحالة الليبية ومطالباتها‬ ‫األساسي ح ّيز النفاذ اكتمل في الحادي عشر من‬ ‫عليه على النحو التالي‪- :‬‬
‫فإن الصفة الرسمية للشخص‪ ،‬سواء أكان رئيسا‬ ‫أثناء سفرهم إلى الدول األوربية‪ ،‬ومنهم من يأتي‬ ‫المتكررة بتسليم من صدرت بحقهم آوامرقبض‪.‬‬ ‫الشهر الرابع (ابريل) عام ‪.2002‬‬ ‫(لصالح النظام األساسي (‪ )120‬صوتاً ‪ -‬ضد‬
‫لدولة أو حكومة أو عضوا في حكومة أو برلمان‬ ‫خفية النهم صاروا محل مراقبة ومالحقة جنائية‬ ‫فالمسألة ببساطة شديدة أمام المحكمة الجنائية‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬وتطبيقاً للضوابط التي ورد‬ ‫النظام األساسي (‪ )7‬أصوات ‪ -‬امتناع (‪)21‬‬
‫أو ممثال منتخبا أو موظفا حكوميا‪ ،‬ال تعفيه بأي‬ ‫من قبل حقوقيين ورسل سالم في العالم‪ .‬ودون‬ ‫الدولية إما المحاكمة على الصعيد الوطني وفقاً‬ ‫النص عليها في المادة (‪ )126‬من نظام روما‪،‬‬ ‫صوتاً )‬
‫حال من األحوال من المسؤولية الجنائية بموجب‬ ‫رفع سقف التطلعات واآلمال لهذه المحكمة‪،‬‬ ‫للضوابط والمعايير سابق اإلشارة إليها‪ ،‬أو‬ ‫سابق اإلشارة إليها اعاله‪ ،‬فإن هذا األخير دخل‬ ‫ومن الدول التي صوتت ضد النظام األساسي‬
‫هذا النظام األساسي‪ ،‬كما أنها ال تشكل‪ ،‬في‬ ‫فإن وجود هاجس المالحقة والتنديد األخالقي‬ ‫التسليم إلى المحكمة الجنائية الدولية‪ .‬وال خيار‬ ‫حيز النفاذ بالفعل بتاريخ ‪ ،2002 /07/01‬وال‬ ‫هي (الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬الصين‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫حد ذاتها‪ ،‬سببا لتخفيف العقوبة‪ /2 .‬ال تحول‬ ‫بالجريمة المستمرة لالحتالل الصهيوني‬ ‫ثالث يدور في األفق‪.‬‬ ‫شك أن هذا التاريخ له أهمية كبيرة للمحكمة‬ ‫إسرائيل)‪ ،‬وأما الدول التي امتنعت عن التصويت‬
‫الحصانات أو القواعد اإلجرائية الخاصة التي‬ ‫لفلسطين التاريخية‪ ،‬يُشكل ‪ -‬لوحده ‪ -‬مقصداً‬ ‫هل نظام روما األساسي يأخذ بنظام التقادم‬ ‫كونه سيحدد لها من تاريخ األول من يوليو‬ ‫هي غالبية الدول العربية من بينها ليبيا‪ ،‬مع‬
‫قد ترتبط بالصفة الرسمية للشخص‪ ،‬سواء‬ ‫من مقاصد وجود المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫للجر يمة ؟‬ ‫‪ 2002‬تاريخ النفاذ لنظامها األساسي على‬ ‫مالحظة أن الدولة الليبية كانت مهتمة بحضور‬
‫أكانت في إطار القانون الوطني أو الدولي‪،‬‬ ‫هذا التقدم غاية في األهمية ليس فقط من‬ ‫جاء في نظام روما األساسي التأكيد على مبدأ‬ ‫الجرائم واالنتهاكات التي تختص بها‪ ،‬وهذا‬ ‫كل األعمال التحضيرية في الفترة «من سنة‬
‫دون ممارسة المحكمة اختصاصها على هذا‬ ‫جانب الدبلوماسية وكون فلسطين عضواً ولكن‬ ‫(عدم تقادم الجرائم التي تختص بها المحكمة)‪،‬‬ ‫بمفهوم المخالفة يعني ان نظام روما لن يسري‬ ‫‪ 1994‬حتى سنة ‪ »1998‬لمشروع نظام المحكمة‬
‫الشخص)‪.‬‬ ‫المهم والجديد هو التطور القانوني الذي تمكنت‬ ‫حيث نصت المادة (‪ )29‬من نظام روما االساسي‬ ‫بأثر رجعي على الوقائع التي حدثت قبل هذا‬ ‫وقتها‪ ،‬حيث شاركت في كل الدورات التحضيرية‬
‫هل يسأل القادة عن أعمال مرؤوسيهم وفقاً‬ ‫فلسطين من تحقيقه من خالل المحكمة‪،‬‬ ‫(ال تسقط الجرائم التي تدخل في اختصاصات‬ ‫التاريخ بالنسبة ألية دولة ستنضم إلى المحكمة‬ ‫بوفد سياسي أكاديمي متخصص‪ ،‬لكن حتى كتابة‬
‫لنظام روما األساسي؟‬ ‫فسيصبح ألول مرة المسؤولون االسرائيليون‬ ‫المحكمة بالتقادم أياً كانت أحكامه)‪ .‬وبالتالي‬ ‫مستقب ً‬
‫ال ‪.‬‬ ‫هذه السطور لم تنضم ليبيا إلى المحكمة‪.‬‬
‫اجابت عن هذا السؤال المادة ‪ 33‬من نظام ورما‬ ‫تحت المساءلة والمحاسبة من قبل جهة دولية‬ ‫فإن نظام روما األساسي قد حسم أمره في‬ ‫أما اختصاص المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫ومعلوم أنه قد فتح باب التوقيع على مشروع‬
‫بقولها (أوامر الرؤساء ومقتضيات القانون‪:‬‬ ‫تنتمي لميثاقها ‪ 122‬دولة‪ ،‬وسيتم توجيه أوامر‬ ‫مسألة التقادم بشكلِ نهائي‪ ،‬وال شك أن هذا‬ ‫من حيث المكان يشمل جريمة اإلبادة الجماعية‬ ‫النظام األساسي في (‪ 18‬يوليو حتى تاريخ ‪-17‬‬
‫‪ /1‬ارتكاب أي شخص لجريمة من الجرائم التي‬ ‫إلقاء القبض على المجرمين اإلسرائيليين من‬ ‫المسلك القانوني له ما يسنده؛ ألن موضوعه‬ ‫‪،‬وجرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية‬ ‫أكتوبر ‪ )1998‬في وزارة الخارجية االيطالية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫دراسات‬ ‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫التي يتخذها مجلس األمن بموجب الفصل‬ ‫يكون للمحكمة الجنائية الدولية أية اختصاص‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية ليوغسالفيا السابقة‪،‬‬ ‫النظام األساسي للمحكمة مثل تسهيل إجراءات‬ ‫تدخل في اختصاص المحكمة‪ ،‬ال يعفى الشخص‬
‫السابع من الميثاق وليس بموجب نظام روما‬ ‫عليها في الوقت الراهن على األقل‪ .‬ولهذا فان‬ ‫ورواندا‪ ،‬كان القصد منها حقاً إيجاد محاكم‬ ‫التحقيق‪ ،‬أو تسهيل الكشف والمعاينة لمكان أو‬ ‫من المسؤولية الجنائية إذا كان ارتكابه لتلك‬
‫األساسي‪ .‬ومن هنا جاءت االعتبارات التي دفعت‬ ‫المسؤولية الجنائية محصورة بموجب نظام روما‬ ‫جنائية دولية قادرة على حفظ السلم واألمن‬ ‫موقع الجريمة‪.‬‬ ‫الجريمة قد تم امتثاال ألمر حكومة أو رئيس‪،‬‬
‫الدولة الليبية للتعاون مع المحكمة الجنائية‬ ‫األساسي في مجال المسؤولية الجنائية للفرد‬ ‫الدوليين‪ ،‬وذلك بمعاقبة الذين ارتكبوا جرائم‬ ‫ثانياً‪ :‬تتعهد األمم المتحدة بالتعاون مع المدعي‬ ‫عسكريا كان أو مدنيا‪ ،‬عدا في الحاالت التالية‪:‬‬
‫الدولية في القضايا المفتوحة امام األخيرة‪ ،‬وال‬ ‫فحسب‪ .‬وبالتالي ال تقاضي المحكم ُة الدو َل‬ ‫خطيرة في إقليم يوغسالفيا السابقة‪ ،‬ورواندا‪.‬‬ ‫العام فيما يتعلق بتقديم بعض المعلومات‬ ‫أ‪ .‬إذا كان على الشخص التزام قانوني بإطاعة‬
‫شك أن مثل هذا التعاون قد جاء نتيجة وعي‬ ‫ِ‬
‫الحكومات أو األحزاب السياسية وال يجوز‬ ‫أو‬ ‫لكن في المقابل لماذا لم ينشئ مجلس األمن‬ ‫اإلضافية من الهيئات التابعة لألمم المتحدة عند‬ ‫أوامر الحكومة أو الرئيس المعني‪.‬‬
‫بحجم االلتزامات الدولية التي يفرضها ميثاق‬ ‫لها التحقيق والمقاضاة إال بشأن األشخاص‬ ‫محكمة جنائية دولية لمعاقبة مجرمي الحرب‬ ‫قيامه بمباشرة التحقيقات من تلقاء نفسه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬إذا لم يكن الشخص على علم بأن األمر غير‬
‫منظمة األمم المتحدة على الدولة الليبية بموجب‬ ‫الطبيعيين ممن تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة‪.‬‬ ‫في الكيان الصهيوني‪ ،‬على الرغم من ارتكابهم‬ ‫وعند حاجة المدعي العام لمثل هذه المعلومات‬ ‫مشروع‪.‬‬
‫قرار رقم ‪1970‬لسنة ‪ .2011‬والواقع أن مجلس‬ ‫وتتمثل مهمتها في التحقيق بشأن األشخاص‬ ‫لعديد من الجرائم الدولية الخطيرة بحق الشعب‬ ‫ينبغي عليه توجيه طلب كتابي ي ّبين فيه حاجته‬ ‫ج‪ .‬إذا لم تكن عدم مشروعية األمر ظاهرة‪.‬‬
‫األمن بحكم ما يمتلكه من صالحيات منحه‬ ‫الذين يُ َّدعى بأنهم يتحملون المسؤولية الجنائية‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ولذلك فأن هذه اإلحالة الممنوحة‬ ‫لمثل هذا النوع من المعلومات إلى األمين العام‬ ‫‪ /2‬ألغراض هذه المادة‪ ،‬تكون عدم المشروعية‬
‫إياها ميثاق األمم المتحدة يستطيع أن يجبر‬ ‫الفردية عن ارتكاب جرائم جماعية تدخل في‬ ‫لمجلس األمن سوف تصبح قيداً على هذا األخير‬ ‫لألمم المتحدة‪ ،‬الذي يقوم بدوره بإحالة الطلب‬ ‫ظاهرة في حالة أوامر ارتكاب جريمة اإلبادة‬
‫الدولة الممتنعة على التعاون‪ ،‬إذا ُطلب منه ذلك‬ ‫اختصاصها‪ ،‬ومقاضاتهم إذا لزم األمر‪.‬‬ ‫في المستقبل بحيث تجعله يقلّل من المعالجة‬ ‫إلى رئيس الهيئة المعنية التابعة لألمم المتحدة‬ ‫الجماعية أو الجرائم ضد اإلنسانية)‪.‬‬
‫من قبل المحكمة‪ ،‬خاصة إذا كان امتناع الدولة‬ ‫هل أنشئت المحكمة الجنائية الدولية لكي تكون‬ ‫االنفرادية ألي نزاع على حساب اآلخر‪ ،‬ألن كلمة‬ ‫وعلى الجهات المعنية الرد على هذه المعلومات‬ ‫كيف يشرع المدعي العام للمحكمة الجنائية‬
‫عن التعاون مع المحكمة يشكل تهديداً حقيقاً‬ ‫بدي ًال عن القضاء الوطني للدول؟‬ ‫الفصل في هذا النوع من الجرائم هو للمحكمة‬ ‫إذا تم تحصيلها إلى المدعي العام للمحكمة‪.‬‬ ‫الدولية في التحقيق؟‬
‫لمفهوم السلم واألمن الدوليين‪ ،‬كأن تمتنع الدولة‬ ‫اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليس بديال‬ ‫الجنائية الدولية وليس مجلس األمن‪.‬‬ ‫ثالثاَ‪ :‬يجوز أن تتفق األمم المتحدة مع المدعي‬ ‫‪ /1‬يشرع المدعي العام في التحقيق‪ ،‬بعد تقييم‬
‫المطلوب منها التعاون عن تقديم أشخاص‬ ‫البتة عن االختصاص القضائي الجنائي الوطني‪،‬‬ ‫‪ /4‬بما أن اختصاص المحكمة محصور في‬ ‫العام على أن تقدم األولى مستندات أو معلومات‬ ‫المعلومات المتاحة له‪ ،‬ما لم يقرر عدم وجود‬
‫للمحكمة يحملون جنسيتها متهمين بارتكاب‬ ‫فالعالقة بين هذا األخير وقضاء المحكمة‬ ‫أخطر الجرائم التي تهدد السلم واألمن الدوليين‬ ‫إلى المدعي العام بشرط االلتزام بالسرية‪ ،‬وأن‬ ‫أساس معقول لمباشرة إجراء بموجب هذا‬
‫جرائم دولية خطيرة تختص بها المحكمة‪ ،‬ففي‬ ‫الجنائية الدولية يقوم على أساس مبدأ التكامل‪.‬‬ ‫فأنه من الصواب أن يكون لمجلس األمن دور في‬ ‫يكون الغرض منها هو التوسع في عملية الحصول‬ ‫النظام األساسي‪ .‬وعند اتخاذ قرار الشروع في‬
‫هذه الحالة يشكل ممارسة مجلس األمن لدوره‬ ‫فالقضاء الوطني للدول تكون له دائماً األولوية‬ ‫اإلحالة بموجب النظام األساسي‪ ،‬ألن القول بإلغاء‬ ‫على معلومات إضافية جديدة‪ ،‬شريطة أال يكشف‬ ‫التحقيق‪ ،‬ينظر المدعي العام في‪:‬‬
‫الرقابي أهمية كبيرة للمحكمة‪ .‬‬ ‫أو األسبقية على اختصاص المحكمة الدولية‪،‬‬ ‫دور مجلس األمن في اإلحالة‪ ،‬من شأنه أن ينتج‬ ‫عن هذه المعلومات ألي جهة أخرى‪ ،‬وفي أي‬ ‫أ‪ .‬ما إذا كانت المعلومات المتاحة للمدعي العام‬
‫لماذا ُمنح مجلس األمن صالحيات واسعة‬ ‫وبعكس ما كان عليه الوضع أمام المحاكم‬ ‫نظاماً أكثر تعقيداً للحصول على موافقة الدول‬ ‫مرحلة من مراحل الدعوى أو بعدها ‪،‬ما لم توافق‬ ‫توفر أساسا معقوال لالعتقاد بأن جريمة تدخل‬
‫بموجب نظام روما األساسي‪ ،‬خاصة في المادة‬ ‫الجنائية الدولية المؤقتة‪ ،‬حيث األسبقية تكون‬ ‫في تقديم أي شخص يشتبه في ارتكابه جريمة‬ ‫األمم المتحدة على ذلك‪.‬‬ ‫في اختصاص المحكمة قد ارتُكبت أو يجري‬
‫‪ ،16‬دون غيره من أجهزة األمم المتحدة األخرى‬ ‫دائما للمحكمة الدولية ومنها على سبيل المثال‬ ‫تختص بها المحكمة الجنائية الدولية بالنسبة‬ ‫رابعاً ‪ :‬يجوز للمدعي العام ولألمم المتحدة ‪،‬‬ ‫ارتكابها‪.‬‬
‫كالجمعية العامة‪ ،‬أو محكمة العدل الدولية؟‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية ليوغسالفيا السابقة‬ ‫للدول غير األطراف‪ .‬وال شك أن ذلك يعني عدم‬ ‫أو أحد صناديقها‪ ،‬أو مكاتبها المعنية أن تعقد‬ ‫ب‪ .‬ما إذا كانت القضية مقبولة أو يمكن أن تكون‬
‫إن السند القانوني لمثل هذه الصالحيات ينطلق‬ ‫والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا‪ .‬غير أنه‬ ‫فعالية االعتماد على البرنامج السياسي للدول‬ ‫ما يلزم من ترتيبات لتسهيل التعاون القائم‬ ‫مقبولة بموجب المادة( ‪.)17‬‬
‫أساساً من خالل فهم االختصاصات الممنوحة‬ ‫وفقا لمبدأ التكامل‪ ،‬وتحديداً بموجب المادة‬ ‫منفردة عوضاً عن قرار مجلس األمن الجماعي‬ ‫بينهما ضماناً لسرية المعلومات التي يتسلمها‬ ‫ج‪ .‬ما إذا كان يرى‪ ،‬آخذا في اعتباره خطورة‬
‫لمجلس األمن بموجب الفصل السابع من ميثاق‬ ‫(‪ )17‬من نظام روما االساسي‪ ،‬تستطيع المحكمة‬ ‫لكونه يعمل نائباً عن الدول األعضاء في األمم‬ ‫المدعي العام للمحكمة ‪ ،‬وحماية لموظفي األمم‬ ‫الجريمة ومصالح المجني عليهم‪ ،‬أن هناك مع‬
‫األمم المتحدة في مهمة حفظ السلم واألمن‬ ‫الجنائية الدولية ممارسة اختصاصها في حاالت‬ ‫المتحدة مجتمعة وهو بالتالي يعمل باسم هذه‬ ‫المتحدة ‪ ،‬ولهذا يجوز للمدعي العام للمحكمة أن‬ ‫ذلك أسبابا جوهرية تدعو لالعتقاد بأن إجراء‬
‫الدوليين‪ ،‬وكذلك قمع العدوان‪ ،‬وما يترتب على‬ ‫محددة على سبيل الحصر وهي‪:‬‬ ‫الدول ولصالحها طالما أن كل دول العالم هي‬ ‫يأمر بموجب طلب من األمم المتحدة ‪ -‬بصفة‬ ‫تحقيق لن يخدم مصالح العدالة‪ .‬فإذا قرر‬
‫هذا الدور من تكليف لمجلس األمن من قبل الدول‬ ‫‪ .1‬االنهيار الكلي للنظام القضائي الوطني‬ ‫أعضاء بمنظمة األمم المتحدة ومجلس األمن‬ ‫خاصة ‪ -‬اتخاذ تدابير حماية مالئمة ‪ ،‬كأن يأمر‬ ‫المدعي العام عدم وجود أساس معقول لمباشرة‬
‫األعضاء في األمم المتحدة بالعمل نائباً عنهم‬ ‫للدولة‪ ،‬أي عجز أو عدم قدرة المحاكم الوطنية‬ ‫أحد أبرز أجهزتها‪ ،‬رغم كل ما يمكن أن يُقال‬ ‫بوضع حماية أمن أو مراقبة لمكان إقامة هؤالء‬ ‫إجراء وأن قراره يستند فحسب إلى الفقرة‬
‫في هذا الشأن‪ .‬ولذلك فإن فهم هذه الخلفية‬ ‫عن محاكمة األشخاص المشتبه بهم في ارتكاب‬ ‫في أدائه وتقييمه خاصة من وجهة نظر الدول‬ ‫الموظفين الدوليين ‪ ،‬أو إثناء انتقالهم من مكان‬ ‫الفرعية (ج) أعاله‪ ،‬كان عليه أن يبلغ الدائرة‬
‫القانونية سيقود حتماً لفهم لماذا ُمنح مجلس‬ ‫جرائم وانتهاكات ترتقي ألن تكون جرائم تختص‬ ‫النامية‪.‬‬ ‫آلخر ‪ ،‬ألن مجرد اإلدالء ببعض المعلومات ‪ ،‬أو‬ ‫التمهيدية بذلك‪.‬‬
‫األمن صالحية خطيرة لو استعملها األخير‬ ‫بها المحكمة الجنائية الدولية وفقاً للمادة ‪ 5‬من‬ ‫‪ /5‬إن حق اإلحالة الممنوح لمجلس األمن في‬ ‫تقديم بعض المستندات من قبل هؤالء الموظفين‬ ‫‪ /2‬إذا تبين للمدعي العام‪ ،‬بناء على التحقيق‪،‬‬
‫لعطل بها عمل المحكمة الجنائية الدولية في‬ ‫نظام روما االساسي‪.‬‬ ‫حالة وقوع جريمة العدوان ال تثير إشكالية‬ ‫الدوليين قد يعرضهم لمحاوالت االغتيال ‪ ،‬أو‬ ‫أنه ال يوجد أساس كاف للمقاضاة‪ ،‬كأن مث ً‬
‫ال‪:‬‬
‫أية قضية تنظر فيها األخيرة بموجب المادة ‪16‬‬ ‫ً‬
‫‪ .2‬عند عدم رغبة الدولة حقا في االضطالع‬ ‫قانونية‪ ،‬طالما أن مجلس األمن هو من أحال‬ ‫حتى االختطاف من قبل أشخاص ضالعين في‬ ‫أ‪ .‬ال يوجد أساس قانوني أو وقائعي كاف‬
‫من نظام روما األساسي‪ .‬فالمادة المذكورة آنفاً‬ ‫بالتحقيق أو المقاضاة‪ ،‬كأن تكون المحاكمة أمام‬ ‫هذه الجريمة إلى المحكمة بوصفها الجهاز‬ ‫جرائم تختص بها المحكمة‪.‬‬ ‫لطلب إصدار أمر قبض أو أمر حضور بموجب‬
‫تمنح بموجب نظام روما األساسي مجلس األمن‬ ‫القضاء الوطني غير نزيهة أو مستقلة‪ ،‬أو أنها‬ ‫المختص بالفصل في هذه الجريمة‪ .‬ولكن‬ ‫وال شك أن هذا التعاون مع األمم المتحدة‬ ‫المادة( ‪)58‬؛ أو (ب) ألن القضية غير مقبولة‬
‫(الجهاز السياسي) إرجاء أو أيقاف أية تحقيق او‬ ‫صورية بحيث كان الغرض من اجرائها مجرد‬ ‫وعلى الرغم من كل اإليجابيات التي تترتب‬ ‫يمثل قيمة كبيرة بالنسبة للمدعي العام للمحكمة‬ ‫بموجب المادة( ‪)17‬؛ أو (ج) ألنه رأى بعد‬
‫محاكمة تنظر فيها المحكمة (الجهاز القانوني)‬ ‫تمكين الشخص من اإلفالت من العقاب‪.‬‬ ‫على إعطاء المجلس هذا الحق نجد أن العديد‬ ‫ألنه يتجلى في مسألتين‪ - :‬أولهما حاجة المدعي‬ ‫مراعاة جميع الظروف‪ ،‬بما فيها مدى خطورة‬
‫ألية قضية لمدة ‪ 12‬شهراً قابلة للتمديد‪.‬‬ ‫هل هناك دور رقابي لمجلس األمن على طلبات‬ ‫من وفود الدول عارضت دور مجلس األمن في‬ ‫العام لشهادة موظفي األمم المتحدة‪ ،‬وثانيهما‬ ‫وسن أو اعتالل‬‫الجريمة ومصالح المجني عليهم‪ِ ،‬‬
‫ما هي أبعاد وطبيعة الدور الممنوح لمجلس‬ ‫التعاون التي تحتاجها المحكمة في حالة رفض‬ ‫اإلحالة إبا َن عرض مشروع النظام األساسي‬ ‫التعهد برفع امتيازات األمم المتحدة وحصاناتها‪.‬‬ ‫الشخص المنسوب إليه الجريمة أو دوره في‬
‫األمن بموجب المادة ‪ 16‬من نظام ورما األساسي؟‬ ‫دولة طرف‪ ،‬أو غير طرف التعاون مع المحكمة؟‬ ‫للمحكمة الجنائية الدولية للمناقشة واالعتماد‬ ‫ماهي مبررات منح مجلس األمن حق اإلحالة‬ ‫الجريمة المدعاة‪ ،‬أن المقاضاة لن تخدم مصالح‬
‫ُمنح مجلس األمن هذه الصالحية بموجب المادة‬ ‫أجاز النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬ ‫في مؤتمر روما سنة ‪ ،1998‬فقد عارضت بعض‬ ‫إلى المدعي العام للمحكمة بموجب المادة‬ ‫العدالة؛ وجب عليه أن يبلغ الدائرة التمهيدية‬
‫‪ 16‬من النظام األساسي تحت عنوان مختصر‬ ‫الطلب من أية دولة سواء أكانت دولة طرفاً‪ ،‬أم‬ ‫الدول‪ ،‬ومن بينها ليبيا اإلحالة من قبل مجلس‬ ‫‪/13‬ب من نظام روما األساسي‪.‬‬ ‫والدولة المقدمة لإلحالة بموجب المادة (‪،)14‬‬
‫هو (إرجاء التحقيق أو المقاضاة) وقد جاء في‬ ‫غير طرف‪ ،‬خاصة إذا كان مجلس األمن هو الذي‬ ‫األمن إلى المدعي العام للمحكمة‪ ،‬معتبرة أنها‬ ‫الواقع أن منح مجلس األمن حق إحالة حالة‬ ‫أو مجلس األمن في الحاالت التي تندرج في إطار‬
‫نصها (ال يجوز البدء أو المضي في تحقيق أو‬ ‫أحال الحالة إلى المدعي العام‪ ،‬على سبيل المثال‬ ‫ال تنسجم مع ما تقوم عليه المحكمة من أسس‬ ‫إلى المدعي العام ‪ -‬في تقديرنا ‪ -‬يستند إلى‬ ‫الفقرة (ب) من المادة( ‪ ،)13‬بالنتيجة التي انتهى‬
‫مقاضاة بموجب هذا النظام األساسي لمدة أثنى‬ ‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،2011/1970‬بشأن إحالة‬ ‫قانونية وموضوعية ذات استقالل كامل‪ ،‬فهذه‬ ‫اعتبارات عدة‪ ،‬يمكن إجمالها في االتي‪- :‬‬ ‫إليها واألسباب التي ترتبت عليها هذه النتيجة‪.‬‬
‫عشر شهراً بناء على طلب من مجلس األمن إلى‬ ‫الحالة الليبية إلى المحكمة منذ ‪15‬فبراير ‪2011‬‬ ‫الدول ترى في تخويل مجلس األمن صالحية‬ ‫‪ /1‬إن منح مجلس األمن حق إحالة دعاوى إلى‬ ‫‪ /3‬بناء على طلب الدولة القائمة باإلحالة بموجب‬
‫المحكمة بهذا المعني يتضمنه قرار يصدر عن‬ ‫تُعد أنموذجاً في مسألة التعاون مع المحكمة‬ ‫تحريك الدعوى‪ ،‬تقويضاً لهذه األسس‪ ،‬خاصة‬ ‫المدعي العام للمحكمة من شأنه أن يدعم التعاون‬ ‫المادة( ‪ )14‬أو طلب مجلس األمن بموجب الفقرة‬
‫المجلس بموجب الفصل السابع من ميثاق األمم‬ ‫وتقديم المساعدة المنصوص عليها في الباب‬ ‫حينما يتم الربط بين مجلس األمن الذي هو‬ ‫المطلوب بين المحكمة الجنائية الدولية ومجلس‬ ‫(ب) من المادة( ‪ ،)13‬يجوز للدائرة التمهيدية‬
‫المتحدة‪ .‬ويجوز للمجلس تجديد هذا الطلب‬ ‫التاسع من نظام روما األساسي‪ .‬ففي حالة امتناع‬ ‫جهاز سياسي بطبيعته‪ ،‬وبين جهاز قضائي يقوم‬ ‫األمن‪ ،‬حيث إن هذا األخير بإمكانه أن يقدم‬ ‫مراجعة قرار المدعي العام بموجب الفقرة ‪ 1‬أو‬
‫بالشروط ذاتها)‪.‬‬ ‫هذه الدول ‪ -‬أي الدول األطراف أو غير األطراف‬ ‫على الحيدة والنـزاهة‪ ،‬أو هكذا ينبغي أن يكون‪.‬‬ ‫وثائق ومعلومات للمحكمة أثناء مرحلة التحقيق‬ ‫‪ 2‬بعدم مباشرة إجراء ولها أن تطلب من المدعي‬
‫وبشيء من التعمق في مضمون هذا‬ ‫ ‬ ‫في النظام األساسي ‪ -‬عن تقديم التعاون الذي‬ ‫إال أنه ورغم التسليم جدالً بحقيقة كل ما سلف‬ ‫‪ ،‬أو المحاكمة من خالل ما يتمتع به من سلطات‬ ‫العام إعادة النظر في ذلك القرار؛ (ب) يجوز‬
‫النص يتضح أن هذه الصالحية التي أعطيت‬ ‫قد يُطلب منها من قبل المحكمة‪ ،‬فإنه يجوز لهذه‬ ‫فأنه من الصواب ‪ -‬في نظرنا ‪ -‬إشراك مجلس‬ ‫ووظائف كونه الجهاز التنفيذي الموكل إليه‬ ‫للدائرة التمهيدية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك وبمبادرة‬
‫لمجلس األمن بموجب النظام األساسي‪ ،‬تعد‬ ‫األخيرة أن تخطر بذلك جمعية الدول األطراف‪،‬‬ ‫األمن بإحالة دعاوى إلى المدعي العام للمحكمة‪،‬‬ ‫السهر على مهمة حفظ السلم واألمن الدوليين‪،‬‬ ‫منها‪ ،‬مراجعة قرار المدعي العام بعدم مباشرة‬
‫من أهم وأخطر الصالحيات على اإلطالق‪ ،‬فيما‬ ‫أو مجلس األمن (راجع نص المادة (‪- 5 / 87‬‬ ‫طالما أن الوقائع المتعلقة بهذه اإلحاالت تمس‬ ‫أو من خالل ما يقوم به األفراد العاملون ضمن‬ ‫إجراء إذا كان القرار يستند فحسب إلى الفقرة‪1‬‬
‫يخص عالقة مجلس األمن بالمحكمة الجنائية‬ ‫‪ )7‬من النظام األساسي)‪ ،‬إذا أحال هذا األخير‬ ‫السلم واألمن الدوليين ‪ ،‬ألن وجود هذا الدور‬ ‫قوات حفظ السالم الدولية من تنفيذ للمهام‬ ‫(ج) أو ‪(2‬ج ) وفي هذه الحالة‪ ،‬ال يصبح قرار‬
‫الدولية ألنه بموجب ذلك يستطيع مجلس األمن‬ ‫الحالة إلى المحكمة‪ .‬ومن المهم اإلشارة هنا‬ ‫في سياق مقنن يكون ذا فائدة عملية أكثر من‬ ‫التي يقوم مجلس األمن بتكليفهم بها في مناطق‬ ‫المدعي العام نافذا إال إذا اعتمدته الدائرة‬
‫أن يرجئ البدء أو المضيء في التحقيق أو‬ ‫إن دور مجلس األمن في الرقابة على طلبات‬ ‫أن يكون معضلة قانونية ‪ ،‬خاصة أن هذا الدور‬ ‫النزاعات والكوارث في العالم‪ ،‬مما يعني أن هذه‬ ‫التمهيدية‪.‬‬
‫المحاكمة ألية قضية تنظر فيها المحكمة إذا رأي‬ ‫التعاون المقدمة من المحكمة إلى الدولة المعنية‬ ‫سيؤدي إلى فوائد عملية تنعكس على المحكمة‬ ‫القوات قد تكون شهود عيان على العديد من‬ ‫‪ /4‬يجوز للمدعي العام‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬أن ينظر‬
‫مجلس األمن ان المسألة مربوطة بحفظ السلم‬ ‫المطلوب منها التعاون محصور في الحاالت‬ ‫الجنائية الدولية‪ ،‬فيما يخص موضوع اإلحالة‬ ‫التجاوزات والجرائم الدولية الخطيرة‪ ،‬وهذا يعد‬ ‫من جديد في اتخاذ قرار بما إذا كان يجب‬
‫واألمن الدوليين‪ .‬وتُعد هذه الصالحية التي‬ ‫التي يحيلها مجلس األمن إلى المحكمة الجنائية‬ ‫على وجه التحديد‪ ،‬السيما وإن مجلس األمن‬ ‫سبباً جوهرياً في منح مجلس األمن دون سواه‬ ‫الشروع في التحقيق أو المقاضاة استنادا إلى‬
‫اكتسبها مجلس األمن بموجب النظام األساسي‬ ‫الدولية‪ ،‬دون أن يمس هذا الدور الوقائع التي‬ ‫‪ -‬بموجب النظام األساسي ‪ -‬ال يمتلك مساحة‬ ‫من أجهزة األمم المتحدة األخرى هذا الحق في‬ ‫وقائع أو معلومات جديدة‪.‬‬
‫مرتبطة في األساس بمهمته في حفظ السلم‬ ‫يقوم بتحريكها المدعي العام نفسه‪ ،‬أو اإلحالة‬ ‫واسعة في اإلحالة ألنه مرتبط أساساً بنطاق‬ ‫اإلحالة‪.‬‬ ‫من هي الجهة الممولة لنفقات المحكمة؟‬
‫واألمن الدوليين بموجب الفصل السابع من ميثاق‬ ‫التي تقدمها دولة طرف‪ ،‬أو دولة قبلت باختصاص‬ ‫حددته المادة (‪ )13‬من النظام األساسي ال يمكن‬ ‫‪ /2‬إن منح مجلس األمن حق اإلحالة إلى‬ ‫تتحمل الدول األطراف في النظام األساسي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬التي يستطيع بموجبها أن يرجئ‬ ‫المحكمة بموجب إعالن مسبق‪.‬‬ ‫له أن يتجاوزه ‪.‬‬ ‫المحكمة الجنائية الدولية عن طريق المدعي‬ ‫‪ -‬بصفة أساسية ‪ -‬تمويل المحكمة‪ ،‬إلى جانب‬
‫التحقيق أو المحاكمة في أي قضية تنظر فيها‬ ‫ويُستنبط هذا بوضوح من نص المادة ( ‪/ 87‬‬ ‫ما هي القضايا المفتوحة أمام المحكمة‬ ‫العام‪ ،‬سوف يقلل من إمكانية قيام مجلس األمن‬ ‫األموال التي تقدمها األمم المتحدة‪ ،‬وبعض‬
‫المحكمة لمدة أثني عشر شهراً قابلة للتجديد‪.‬‬ ‫‪ ) 7 - 5‬من النظام األساسي الذي يفيد بأنه‬ ‫الجنائية الدولية؟‬ ‫ال إنشاء محاكم جنائية دولية متخصصة‬ ‫مستقب ً‬ ‫التبرعات التي تقدمها الحكومات‪ ،‬والمنظمات‬
‫وما يمكن قوله في هذا السياق‪ ،‬أن سلطة مجلس‬ ‫يجوز للمحكمة حينما تمتنع دولة عن تقديم‬ ‫المحكمة مهتمة بمتابعة قضايا عدة تنظر‬ ‫ومؤقتة‪ ،‬خاصة بالنسبة للجرائم التي ارتكبت‬ ‫الدولية‪ ،‬والشركات‪ ،‬واألفراد الطبيعيين‪.‬‬
‫األمن في إرجاء التحقيق أو المحاكمة بموجب‬ ‫طلبات التعاون للمحكمة أن يتم إخطار جمعية‬ ‫فيها اآلن وهي‪ :‬أوغندا ‪ -‬جمهورية الكونغو‬ ‫بعد دخول النظام األساسي للمحكمة حيز النفاذ‪،‬‬ ‫ماهي أوجه التعاون بين المدعي العام للمحكمة‬
‫المادة ‪ 16‬من نظام روما األساسي‪ ،‬جاءت تفتقر‬ ‫الدول األطراف بذلك ‪ ،‬أو مجلس األمن إذا كان‬ ‫الديمقراطية ‪ -‬جمهورية افريقيا الوسطى ‪-‬‬ ‫ألن المبرر إلنشاء محاكم جنائية دولية خاصة‬ ‫الجنائية الدولية واألمم المتحدة؟‬
‫إلى السند القانوني المشروع الذي يجيزها‪،‬‬ ‫هو الذي أحال الحالة إلى المحكمة ‪ ،‬مما يعني‬ ‫السودان ‪ -‬كينيا ‪ -‬ليبيا ‪ -‬مالي ‪ -‬جورجيا ‪-‬‬ ‫من قبل مجلس األمن في ظل ممارسة المحكمة‬ ‫انطالقاً من المهام الجوهرية التي يختص بها‬
‫أو يبررها‪ ،‬بالرغم من تسليمنا بحقيقة المهام‬ ‫بمفهوم المخالفة أن القضايا التي لم تحل من‬ ‫بوروندي ‪ -‬أفغانستان ‪ -‬بنغالديش ‪ -‬كولمبيا‬ ‫الجنائية الدولية الختصاصاتها قد انتفى‪ ،‬مما‬ ‫المدعي العام كونه (سلطة االتهام) في المحكمة‬
‫المكلف بها مجلس األمن بموجب ميثاق األمم‬ ‫مجلس األمن إلى المحكمة‪ ،‬وإنما أحالتها دولة‬ ‫‪ -‬غابون ‪ -‬غينيا ‪ -‬العراق ‪ -‬نيجيريا ‪ -‬الفلبين‬ ‫سيسهم بفاعلية في ترسيخ دور هذه المحكمة‬ ‫يستطيع أن يباشر التحقيق في أية واقعة فيما‬
‫المتحدة‪ ،‬ألنه من المفترض أن االستمرار في‬ ‫طرف‪ ،‬أو غير طرف قبلت باختصاص المحكمة‬ ‫‪ -‬اوكرانيا ‪ -‬فنزويال ‪ -‬فلسطين‪.‬‬ ‫عن طريق قيام مجلس األمن بإحالة حاالت‬ ‫يخص الجرائم التي تختص بها المحكمة‪.‬‬
‫التحقيق أو المحاكمة هو بالضرورة يخدم‬ ‫‪ ،‬أو قام بتحريكها المدعي العام ذاته وتمتنع فيه‬ ‫هل ستحاكم المحكمة الجنائية جميع‬ ‫عديدة إلى المحكمة دون أن ينشئ محاكم‬ ‫ومن المؤكد انه لكي يستطيع المدعي العام‬
‫ويلبي الغاية التي يسعى مجلس األمن جاهداً‬ ‫هذه الدولة ال ُمحال إليها طلب التعاون فأنها ال‬ ‫األشخاص‪ ،‬بمن فيهم األشخاص االعتبارية‬ ‫جديدة على غرار (المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫مباشرة التحقيق في الجرائم التي تدخل ضمن‬
‫لتحقيقها‪ ،‬أال وهي حفظ السلم واألمن الدوليين‬ ‫تخضع في هذه الحالة إلى رقابة مجلس األمن‬ ‫الدول أو منظمات أو شركات معينة؟‬ ‫ليوغسالفيا السابقة‪ ،‬والمحكمة الجنائية الدولية‬ ‫االختصاص الموضوعي للمحكمة‪ ،‬فأنه يحتاج‬
‫وقمع العدوان وليس العكس‪ ،‬فالسالم الدولي لن‬ ‫جراء امتناعها عن طلب التعاون ‪ ،‬بل تخضع فقط‬ ‫بالرغم من أن الجرائم التي تدخل ضمن دائرة‬ ‫لرواندا)‪ .‬وال يخفى ما في هذا من فائدة من‬ ‫إلى تضافر جهود كل المنظمات الدولية ذات‬
‫يتحقق من دون عدالة حقيقة‪ ،‬فمفاهيم السالم‬ ‫لرقابة جمعية الدول األطراف‪.‬‬ ‫االختصاص الموضوعي للمحكمة الجنائية‬ ‫شأنها أن تكفل تجنب اإلجراءات التعسفية التي‬ ‫العالقة وعلى رأسها منظمة األمم المتحدة‪ ،‬حيث‬
‫واألمن مرتبطة وجوداً وعدماً بمفهوم العدالة‬ ‫وال شك أن خضوع دولة غير طرف لرقابة سلطة‬ ‫الدولية تعد من أخطر الجرائم على اإلطالق‪،‬‬ ‫يخشى من مجلس األمن اتخاذها‪ ،‬السيما وإن‬ ‫حدد النظام األساسي وكذلك اتفاق العالقة أوجه‬
‫التي هي أولى مقاصد وغايات المحكمة الجنائية‬ ‫مجلس األمن جراء عدم تعاونها مع‬ ‫وأن عدداً منها غالبا ما يرتكب أما بتحريض‬ ‫تجربة تلك المحاكم الدولية المؤقتة قد أوجدها‬ ‫التعاون المطلوب بين األمم المتحدة والمدعي‬
‫الدولية ومجلس األمن كذلك‪.‬‬ ‫المحكمة ينبع من السلطات التي منحه إياها‬ ‫من أشخاص معنوية‪ ،‬أو لمصلحتها (جريمة‬ ‫مجلس األمن بموجب الفصل السابع من ميثاق‬ ‫العام للمحكمة ويمكننا إيجاز ذلك فيما يلي‪- :‬‬
‫وبذلك في الختام رأينا تيسير ًا للفهم وتوسيع ًا‬ ‫ميثاق األمم المتحدة في حفظ السلم واألمن‬ ‫العدوان أنموذجا)‪ ،‬فإن المادة ‪ 1/ 25‬من نظام‬ ‫األمم المتحدة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تتعهد األمم المتحدة (مع مراعاة المهام‬
‫لإلحاطة عرض هذا اللقاء من خالل طرح بعض‬ ‫الدوليين‪ ،‬وليس بموجب نظام روما األساسي‬ ‫روما األساسي نصت على أن‪ (:‬يكون للمحكمة‬ ‫‪ /3‬إن فتح المجال أمام مجلس األمن في إحالة‬ ‫والمسئوليات المكلفة بها بموجب الميثاق)‬
‫األسئلة واإلجابة عنها بشكل مباشر‪ ،‬ونأمل ان‬ ‫وبالتالي فإن هذه الدول ملزمة بالتعاون مع‬ ‫اختصاص على األشخاص الطبيعيين فحسب‪،‬‬ ‫دعاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية يسهم في‬ ‫بالتعاون مع المدعي العام‪ ،‬وأن تقوم بإجراء‬
‫نكون قد تمكنا من اعطاء قراءة وافية حول‬ ‫المحكمة حتى وإن كانت دوالً غير أطراف في‬ ‫عمال ً بهذا النظام األساسي)‪ .‬ويستفاد مما تقدم‪،‬‬ ‫التقليل فيما يمكن أن نسميه (بسياسة مجلس‬ ‫الترتيبات واالتفاقيات الالزمة ‪ -‬حسب‬
‫المحكمة الجنائية الدولية للسادة قراء صحيفة‬ ‫نظام روما األساسي؛ ألن هذه الدول ملزمة‬ ‫أن األشخاص المعنوية جميعها ‪ -‬دول كانت أم‬ ‫األمن في تحقيق العدالة المنتقاة)‪ ،‬ألن القرارات‬ ‫الضرورة ‪ -‬لتسهيل هذا التعاون‪ ،‬خاصة عند‬
‫العدالة‪.‬‬ ‫بموجب ميثاق األمم المتحدة بتنفيذ القرارات‬ ‫هيئات اعتبارية شركات منظمات‪ -‬سوف لن‬ ‫التي اتخذها مجلس األمن فيما يخص إنشاء‬ ‫ممارسة المدعي العام سلطاته التي منحه إياها‬
‫‪6‬‬ ‫ملف العدد‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫الليبيون في التنظيمات الدينية‪..‬‬


‫انتحار على أسوار المجهول‬
‫تكرار نفس العملية والتفاوض ألجل اإلفراج‬ ‫ثم انتقلت إلى افغاستان عام ‪ 1996‬التي تشهد‬ ‫وبعد أسبوع أخبروني أنه جاء دوري لنيل‬ ‫درجات الحماسة‪ ،‬وكنت أعاني من ظروف‬ ‫شهدت نهاية العشرية األولى من هذا القرن‪،‬‬
‫عن عمر‪ ،‬ولكن حدث الذي لم يكن بالحسبان‪.‬‬ ‫هي األخرى حاالت الصراع والنزاع المسلح‬ ‫الشهادة‪ ،‬وسألني األمير إذا كنت مستعداً‬ ‫عائلية سيئة أحاول الفرار منها وأشعر بأنه‬ ‫موجة من انضمام شباب ليبيين إلى حركات‬
‫وبعد اشتعال فتيل الحرب التي دامت أكثر من‬ ‫بكافة أشكاله وأنواعه‪ ،‬وفي طريقي إلى كابول‬ ‫لنيل هذا الشرف ولكنني في الحقيقة كنت‬ ‫غير مرغوب في وجودي‪ ،‬فقد كنت عاط ً‬
‫ال‬ ‫جهادية للزج بهم في أعمال انتحارية في‬
‫عشر سنوات أعلنت الواليات المتحدة مقتل‬ ‫انفجر بي لغم نجم عنه بتر رجلي اليمنى وبقيت‬ ‫متردداً ومرتبكاً وخائفاً من العقاب فكل الذين‬ ‫عن العمل ورسبت في الشهادة الثانوية لمدة‬ ‫عدة دول مثل العراق وافغانستان‪ ،‬ومن أبرز‬
‫بن الدن دون إظهار صورته فأجابنا بأن ذلك‬ ‫شبه مقعد حتى أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪2001‬‬ ‫يرفضون القيام بهذه المهمة تتم تصفيتهم‬ ‫عامين‪ ،‬وأنا االبن الرابع من بين ستة أبناء‬ ‫تلك الحركات ما يعرف بتنظيم القاعدة‪،‬‬
‫حقيقة وان كان الفضل في تحديد مكانه يعود‬ ‫حيث حادثة تفجير أبراج التجارة فأحسست‬ ‫فال حاجة لوجودهم في التنظيم وال يمكن‬ ‫(أربعة أوالد وبنتان) انفصل والداي بالطالق‪،‬‬ ‫وهو منظمة متعددة الجنسيات تأسست في‬
‫للمخابرات الباكستانية ال األمريكية‪ .‬أسامة‬ ‫بخطر يحدق بي ورجعت للباكستان قبل الغزو‬ ‫إعادتهم إلى بلدانهم بعد أن اكتشفوا أسرار‬ ‫تزوج والدي وتركنا مع والدتي في ظروف‬ ‫الفترة من ‪ 1988‬إلى ‪1990‬م‪ ،‬تدعو إلى الجهاد‬
‫بن الدن له أسرة تقيم بالسعودية وأسرة تقيم‬ ‫األمريكي بخمسة عشر يوما وفي ذلك المكان‬ ‫ومواقع التنظيم لذلك لم استطع الرفض‬ ‫مالية سيئة‪ ،‬تورط أخي األكبر في قضية‬ ‫الدولي‪ ،‬وهاجمت القاعدة أهدافا مدنية‬
‫معه بالباكستان بالقرب من ثانوية عسكرية‬ ‫قبضت علينا القوات األمريكية وتم ترحيلنا‬ ‫ولكنني فكرت في الهرب‪ ،‬وفي الصباح فوجئنا‬ ‫مخدرات أدخلته السجن‪ ،‬وتعثرت أنا في‬ ‫وعسكرية في مختلف الدول‪ ،‬أبرزها هجمات‬
‫زارت َح ِّيهم لجنة مكافحة األمراض إلجراء‬ ‫لمعتقل غوانتانامو‪ ،‬وكان المفترض أن يتم‬ ‫بهجوم كاسح على مقرنا من القوات العراقية‬ ‫الدراسة حاولت العمل في محل لبيع الخضار‬ ‫‪ 11‬سبتمبر ‪2001‬م نجم عن ذلك إعالن أمريكا‬
‫تطعيمات لألطفال وتأخذ ِخفي ًة عينات‬ ‫اإلفراج عني سنة ‪ 2007‬وفق قوائم تدريجية‬ ‫مدعومة بقوة دولية‪ ،‬وقام األمراء بمحاولة‬ ‫لكن المرتب كان قلي ً‬
‫ال فتركته‪ .‬ولهذا طلبت من‬ ‫بشن الحرب على اإلرهاب‪.‬‬
‫من هؤالء األطفال فوجدت تطابق البصمة‬ ‫وبعد اإلفراج عن بعض األشخاص وإخالء‬ ‫صد الهجوم‪ ،‬كانت معركة عنيفة سقط فيها‬ ‫(أبو عبداهلل) اإلسراع‬
‫الوراثية لطفل مع بصمة ابناء بن الدن‬ ‫سبيلهم التحقوا بجماعات متطرفة بالعراق‬ ‫الكثير من األعضاء‪ ،‬وقتل األمير أبو أيوب‬ ‫في سفري إلى العراق‬
‫بالسعودية‪ ،‬فوضع هذا الطفل تحت المراقبة‬ ‫وغيرها من الدول كردة فعل عن سجنهم‪،‬‬ ‫وأصبت أنا بجراح وشظايا في الكتفين‬ ‫فوعدني بتسهيل ذلك‬
‫إلى أن ُحدد مسكنه وأُبلغت به المخابرات‬ ‫مما أدى إلى إيقاف اإلفراج حتى عام ‪،2016‬‬ ‫والساق بعدها اقتحمت القوات العراقية‬ ‫وبعد أيام قدم لي‬
‫األمريكية فقامت باستهداف البيت ومن فيه‬ ‫وطوال هذه المدة كنا نتعرض لسوء المعاملة‬ ‫المكان ونقلوني مع بعض الجرحى إلى‬ ‫جواز سفر باسمي‬
‫فمات حتى األطفال والنساء‪.‬‬ ‫والتعسف حتى دخلنا بإضرابات ألجل نيل‬ ‫مستشفى اليرموك‪ ،‬وقاموا بالتحقيق معي ثم‬ ‫وتذكرة سفر إلى‬
‫أبسط الحقوق وعندما قررت السلطات‬ ‫وضعوني في السجن نهاية عام ‪ 2008‬وكانت‬ ‫سوريا‪ ،‬هناك التقيت‬
‫الخاتمة‪..‬‬ ‫األمريكية إخالء سبيلي ألزموني بالعودة إلى‬ ‫المعاملة سيئة جداً ونتعرض للتعذيب بهدف‬ ‫بأمير التنظيم في‬
‫هذه هي نهاية التطرف والمغاالة في‬ ‫ليبيا فرفضت كون البلد يعيش حالة انقسام‬ ‫الحصول على المعلومات واالعترافات‪ ،‬وفي‬ ‫حلب فقام باحتجازي‬
‫دين الوسطية ال ُمنزّل من رب رحيم على‬ ‫ونزاعات مسلحة فتعرضت للضغوطات ألجل‬ ‫عام ‪ 2010‬تم تسليمي إلى القوات األمريكية‬ ‫في بيت مع أشخاص‬
‫الموافقة ونزعوا مني الرجل االصطناعية‬ ‫وبعد أن تأكدت المخابرات األمريكية من عدم‬ ‫من ليبيا والمغرب‬
‫نبي الرحمة‪ ،‬رحمة للعالمين ال لتكفيرهم‬
‫وكل ذلك ألجل الموافقة على عودتي إلى‬ ‫تورطي في أي عمل إرهابي وخاصة أن سجلي‬ ‫وتونس لمدة أسبوعين‬
‫وترهيبهم وتفجيرهم ‪ .‬فإن راجعنا‬
‫ليبيا‪ ،‬رفضت ذلك بشدة حتى نقلوني للسنغال‬ ‫يقول بأن قضيت وقتاً قصيراً جداً في العراق‬ ‫وكان في كل يوم‬
‫القرآن والسنة لم نجد لما ذكرنا أص ً‬
‫ال‬ ‫وأقمت فيها مفرجاً‬ ‫إلى العديد من‬
‫يوجه ّ‬
‫عليه يستند وال به يقوم ‪ .‬هذه القاعدة‬ ‫عني بشروط فكونت‬ ‫األسئلة حول ظروفي‬
‫وما زامنها من تنظيمات دالت وزالت وما‬ ‫فيها عالقات طيبة‬ ‫االجتماعية وأسماء‬
‫تالها قد زال‪ ،‬بعدما َسخّ رته المخابرات‬ ‫شركة‬ ‫وأسست‬ ‫عائلتي وأقاربي وأصدقائي‪ ،‬فهمت فيما بعد‬ ‫وتعتمد القاعدة على الهجمات االنتحارية‬
‫األجنبية وفق مصالحها حتى انقضت‬ ‫وقررت‬ ‫تجارية‬ ‫تقصي عني يقوم بها أعضاء‬‫أن هنالك عملية ّ‬ ‫والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة‬
‫فقضت عليهم‪.‬‬ ‫فاتصلت‬ ‫الزواج‪،‬‬ ‫التنظيم في ليبيا قبل وثوقهم بي‪ ،‬ثم بعد ذلك‬ ‫يقوم بها أعضاء التنظيم بعض خضوعهم‬
‫ومن خالل هذا التقرير ندعوا جهات‬ ‫بي السفارة الليبية‬ ‫انتقلنا إلى مدينة الرقة متجهين إلى العراق‬ ‫لتدريبات في بعض الدول من بينها افغانستان‬
‫وطلبت مني زيارتها‬ ‫وسلموني بطاقة هوية مزورة تحمل اسم‬ ‫والسودان ومناطق أخرى‪ ،‬وتهدف القاعدة‬
‫اإلختصاص من تعليم وشؤون إجتماعية‬
‫وكذلك طلب مني‬ ‫توفيق ودخلنا إلى العراق عن طريق مهرب في‬ ‫وبعض الحركات المنبثقة عنها إلى إنشاء‬
‫وأوقاف وثقافة للنظر بإمعان حول‬
‫العودة إلى ليبيا‬ ‫شاحنة بضائع أنا وثالثة أشخاص مع السائق‪.‬‬ ‫خالفة إسالمية وتصنف كمنظمة إرهابية‬
‫أسباب إنجرار بعض الشباب خلف هذه‬ ‫هذا‬ ‫استغربت‬ ‫كان بانتظارنا شخصان أحدهما من اليمن‬ ‫من قبل مجلس األمن وعديد من دول العالم‪.‬‬
‫التيارات وإيجاد السبل الكفيلة لمواجهة‬ ‫اإلصرار ورفضته‬ ‫واآلخر عراقي‪ ،‬أخذوا منا جوازات سفرنا‬ ‫وعقب العدوان األمريكي على العراق عام‬
‫هذه الظاهرة الناسفة بأمن المجتمع‬ ‫ألكثر من مرة حتى أنه‬ ‫ومشينا سيرا على األقدام طوال الليل حتى‬ ‫‪ ،2003‬تواترت الكثير من األخبار عن تفجير‬
‫وسالمة المواطن ‪.‬‬ ‫تم اقتيادي إجبارياً‬ ‫وصلنا إلى مكان قريب من األنبار حيث‬ ‫شباب ليبيين أنفسهم في العراق‪ ،‬واختفاء‬
‫وكذلك نهيب بالحكومة االهتمام بملف‬ ‫بإخالء‬ ‫ووعدوني‬ ‫أخذتنا سيارة إلى بغداد‪ ،‬كنت أتوقع أنه سيتم‬ ‫شباب آخرين ممن انقطعت أخبارهم عن ذويهم‬
‫المعتقلين الليبيين بالخارج ‪ ،‬المقبوض‬ ‫سبيلي بمجرد نزولي‬ ‫تدريبنا على القتال لكي نقاتل األمريكان‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬وتباينت المعلومات حول كيفية‬
‫عليهم على خلفية دخولهم للعراق بطرق‬ ‫إلى أرض المطار‪.‬‬ ‫الغزاة وندافع عن أنفسنا وعن بغداد‪ ،‬وكنت‬ ‫التحاقهم بهذه التنظيمات وظروف سفرهم‪،‬‬
‫هبطت الطائرة بمطار طرابلس واستلمني‬ ‫ولم أشارك في أي أعمال وبهذا قرروا إرسالي‬ ‫بانتظار أن يضعوننا في معسكر تدريب‪ ،‬ولكن‬ ‫وفي هذا التقرير كانت لنا محاورات مع بعض‬
‫غير شرعية‪ ،‬إذ تذكر تقارير حقوقية‬
‫األمن وبقيت رهن الحبس حتى أواخر شهر‬ ‫إلى ليبيا وتمت مخاطبة السفارة الليبية في‬ ‫األمير الذي استضافنا في أول يوم وكان اسمه‬ ‫ممن اقتادتهم الظروف لخوض هذه التجربة‪،‬‬
‫وإعالمية أن عدد الليبيين المفقودين‬
‫ديسمبر من العام‬ ‫العراق من أجل تسليمي إليهم‪ ،‬وتمت إعادتي‬ ‫أبو أيوب طلب من رفيقي المغربي أن يستعد‬ ‫وتشير الكثير من التقارير والدراسات إلى أن‬
‫‪».2019‬‬ ‫إلى ليبيا لقضاء عقوبتي في السجون الليبية‬ ‫في صباح اليوم التالي لتنفيذ مهمة وكان شابا‬ ‫هناك دوافع نفسية واجتماعية واقتصادية‬
‫حديثه‬ ‫وبمعرض‬ ‫إلى أن تم اإلفراج عني خالل العام ‪.2011‬‬ ‫متعلماً وقال لي برحلتنا في الشاحنة أنه‬ ‫ومشاعر اإلحباط واليأس التي تدفع بالشباب‬
‫عن تفجيرات أبراج‬ ‫ويتحدث (م‪ .‬ح‪ .‬أ) ‪ 52‬عاماً عن تجربة‬ ‫مهندس ويتحدث ثالث لغات‪ ،‬وسمعته يجادل‬ ‫إلى قرار االنضمام إلى الحركات الجهادية‬
‫التجارة بنيويورك‪،‬‬ ‫أخرى مشابهة تمتد على مدى ربع قرن مابين‬ ‫األمير ويقول له أنه ال يرغب في تفجير‬ ‫المتطرفة إضافة إلى ما تنتهجه وسائل‬
‫سألناه عن تدبير‬ ‫تنظيمات جهادية وسجن غوانتنامو‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫نفسه في مكان فيه أبرياء ولكنه يفضل قتال‬ ‫اإلعالم من لعب على أوتار الدين والقومية‪.‬‬
‫وعلم‬ ‫العملية‬ ‫«في سنة ‪ 1995‬كانت وجهتي إلى اليمن للتفقه‬ ‫األمريكان في جبهة الحرب لكن األمير هدده‬ ‫( ن‪.‬أ‪ .‬م) البالغ من العمر ‪ 36‬عاما‪ ،‬شاب ليبي‬
‫المخابرات األمريكية‬ ‫بأحكام الشريعة اإلسالمية وكانت نقطة‬ ‫بإطالق الرصاص عليه وفهمنا أنه يجب علينا‬ ‫تورط في االنضمام إلى حركة تنظيم القاعدة‬
‫بها مسبقاً فنفى‬ ‫العبور لليبيين عن طريق السودان لالستقرار‬ ‫تنفيذ األوامر وال مجال للتراجع‪ ،‬في صباح‬ ‫فرحل إلى العراق خالل العام ‪ ،2008‬كان يبلغ‬
‫ذلك ُمجيباً بأنه من‬ ‫بعض الوقت ثم الرحيل إلى اليمن بجوازات‬ ‫اليوم التالي نفذ الشاب المغربي المهمة‬ ‫من العمر وقتئذ ‪ 24‬عاما‪ ،‬وساهمت بعض‬
‫وقوعهم‬ ‫المتوقع‬ ‫سفر مغربية‪ ،‬أقمنا بمسجد الصافية عند‬ ‫بتفجير نفسه في مفترق طرق بحي الدورة‬ ‫الظروف في تسهيل عودته‪ ،‬بدأت تجربته‬
‫ضحية خدعة‪ ،‬فربما‬ ‫الشيخ مقبل الذي يتوافد إليه الليبيون بكافة‬ ‫في بغداد‪.‬‬ ‫عبر رحلة طويلة من ليبيا إلى سوريا ومنها‬
‫المخابرات‬ ‫تعلم‬ ‫في‬ ‫معتقداتهم‪.‬‬ ‫إلى العراق لتلقي به األقدار في سجونها‪،‬‬
‫بتخطيط التنظيم‬ ‫ذلك الوقت مارست‬ ‫ثم اإلفراج عنه وإعادته إلى ليبيا ليبدأ حياة‬
‫الختطاف طائرة أو‬ ‫الليبية‬ ‫السلطات‬ ‫طبيعية ويتحدث عما شهده بكثير من األسف‬
‫أكثر ولكنها تجهل‬ ‫ضغوطات قوية على‬ ‫ذهبت إلى‬
‫ُ‬ ‫والندم‪ ،‬فيقول حول هذه التجربة‪:‬‬
‫بالعراق يقدر بنحو ‪ 46‬شخصاً من‬ ‫خطة التفجير‪ ،‬إذ دارت األحاديث بالمعتقل‬ ‫السودان لتسليم كافة‬ ‫العراق قاصداً الجهاد ومقاتلة المحتلين بعد‬
‫مختلف المدن و ‪ 19‬شخصاً بسجون‬ ‫عن تقدم مسؤول ملف التنظيم بالسي آي‬ ‫رعاياها المتواجدين‬ ‫شاهدت في القنوات ما يحدث هناك من‬‫ُ‬ ‫أن‬
‫إي بتقرير عن ذلك إلدارته فعملت على‬ ‫باألراضي السودانية‬ ‫بحثت عبر شبكة االنترنت‬
‫ُ‬ ‫احتالل‪ ،‬كنت قد‬
‫الناصرية والسليمانية وسوسة والتاجي‬
‫تسخير الخطة لمصلحتها‪َ ،‬فبِوقت سابق‬ ‫السودان‬ ‫وأنكرت‬ ‫عن المواقع الجهادية‪ ،‬وكتبت إليهم رسائل‬
‫والرصافة وبغداد والكاظمية والموصل‬
‫قبضت السلطات الهندية على (مسعود أزهر)‬ ‫ذلك فأرسلت ليبيا‬ ‫حول رغبتي في الذهاب للجهاد‪ ،‬وطلبوا مني‬
‫بينهم ‪ 5‬محكوم عليهم باإلعدام‪ ،‬كما‬ ‫فقامت حركة األنصار باختطاف طائرة هندية‬ ‫فرق تفتيش‪ ،‬في‬ ‫اللقاء مع شخص اسمه أبو عبداهلل حيث‬
‫أن المتعتقلين اليزال موضع جدال في‬ ‫وأنزلتها بقندهار‪ ،‬متفاوض ًة مع السلطات‬ ‫غضون ذلك وضعتنا‬ ‫التقيت به وحدثني عن الجهاد وقدم لي « سي‬
‫الحكومة األمريكية ويقيد به ‪ 13‬معتق ً‬
‫ال‬ ‫الهندية حتى أخلت سبيله واستُرجعت‬ ‫الحكومة السودانية‬ ‫ديهات» عن فضل الجهاد وأقوال المشايخ‬
‫ليبياً اعتقلوا بعد هجمات ‪ 11‬سبتمبر‬ ‫الطائرة‪ ،‬فهكذا ظن األمريكان الذين قبضوا‬ ‫أمام خيارين إما‬ ‫والعلماء وأحاديث الرسول وعن الشهادة‬
‫‪. 2001‬‬ ‫على (عمر عبدالرحمـٰن) القيادي بالتنظيم‬ ‫السفر قسراً إلى‬ ‫والفوز بالجنة ونساء الجنة‪ ،‬وقتها لم أكن‬
‫فتهيئوا لزرع مخبرين بالطائرات ليتعرفوا‬ ‫الباكستان أو أوروبا‬ ‫أعرف شيئا عن الدين وكل ما قاله لي ترسخ‬
‫إعداد‪ /‬علي زبيدة‬ ‫على مواطن التنظيم وأفراده وقواته من خالل‬ ‫فاخترت الباكستان‪،‬‬ ‫في عقلي وصدقته وأصبحت في أقصى‬
‫‪7‬‬ ‫دراسات واستشارات‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫َديـن النفقـة‬ ‫ضمانـــات اإلثبـــات بالبصمـــة الوراثيـــة فـــي التشـــريع الليبـــي‬


‫( وضـــع املشـــكلة و احللـــول املقترحـــة )‬
‫كانت هذه اإلجراءات تشكل مساساً بالحياة‬
‫الخاصـة لألفراد أراد المشرع أن يحيطها‬ ‫د ‪ ٫‬الشارف الوحيشي‬
‫بقدر من الحماية ويفرد لها قواعد خاصة‬ ‫قاضي بمحكمة شمال طرابلس االبتدائية‬
‫تميزها عن باقي إجراءات التحقيق من حيث‬
‫استشارة ‪ /‬علي أوحيده‬ ‫السلطة المختصة باتخاذها‪ ،‬وجعلها مناط‬ ‫قد تكون غير ذات جدوى في الواقعة محل‬ ‫الحديثة بما فيها البصمة الوراثية في مجاالت‬
‫رئيس محكمة شمال بنغازي اإلبتدائية‬ ‫تقدير القاضي الجزئي دون غيره‪ ،‬آخذاً في‬ ‫البحث‪ ،‬مما يتسبب ذلك في انتهاك للحقوق‬ ‫البحث والتحري عن الجناة‪ ،‬ومصلحة المتهم‬
‫اإلعتبار أن هذه اإلجراءات – نظراً لسهولتها‬ ‫دونما مبرر‪ .‬لذا يتعين على المشرع الليبي‬ ‫في أال تنتهك حرماته وحقوقه األساسية‬
‫دين النفقة بوجه عام يعتبر من الديون الممتازة التي تسمو على‬ ‫وفاعليتها‪ -‬قد تغري الضبطية القضائية أو‬ ‫ضرورة التدخل السريع وإفراد نصوص خاصة‬ ‫وأن تصان كرامته بعدم المساس بجسمه‬
‫باقي الديون حتى ديون الدولة العامة ونتيجة لذلك خصص له‬ ‫النيابة العامة في تتبع األدلة وتحصيلها فتقوم‬ ‫تنظم أحكام البصمة الوراثية يسند فيها‬ ‫واالطالع على أسراره الجينية‪ .‬ولمالئمة هذا‬
‫المشرع مقدار النصف عند التزاحم مع الديون األُخرى بحيث‬ ‫بالمبالغة في اتخاذها دون تقدير أو اعتبار‬ ‫سلطة إصدار قرار االستئصال الجيني لجهة‬ ‫التعارض‪ ،‬وتحقيق التوازن بين المصلحتين‪،‬‬
‫يخصص نصف مقدار الدين للنفقة والنصف اآلخر لباقي الديون‬ ‫للحقوق األساسية لألفراد‪ ،‬ما يتزايد معه‬ ‫قضائية‪ ،‬ليتحقق نوع من المالئمة بين خطورة‬ ‫اتجهت الكثير من التشريعات المقارنة إلى‬
‫مثل مؤخر الصداق أو أجرة سكن أو حضانة والمقصود بالنصف‬ ‫احتماالت انتهاك حرمة الحياة الخاصة دون‬ ‫هذا اإلجراء والجهة التي تأمر به‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫وضع بعض الضمانات والقيود القانونية التي‬
‫هنا هو نصف ربع المرتب المحجوز عليه وفقا لمفهوم المادة‬ ‫مبرر حقيقي يقتضي ذلك‪.‬‬ ‫السلطة القضائية هي الوحيدة التي يمكنها‬ ‫يجب مراعاتها عند اإلستعانة بخبراء البصمة‬
‫‪ 401‬مرافعات فلو كان مرتب الملزم بالنفقة ‪ 600‬دينار فيكون‬ ‫ولعل الحكمة التي دفعت المشرع إلى هذا‬ ‫تقدير مدى ضرورة هذا اإلجراء وصالحيته‬ ‫الوراثية؛ وذلك ضماناً لعدم تعسف السلطات‬ ‫الشك أن اختبارات البصمة الوراثية تتضمن‬
‫الحجز على ‪ 150‬ديناراً باعتباره ربع المرتب حيث يخصص نصفه‬ ‫الحكم الخاص‪ ،‬تكون أيضاً متوافرة في‬ ‫في الدعوى من عدمه‪ ،‬وال شك أن في ذلك‬ ‫العامة في اتخاذ هذا اإلجراء‪ ،‬وصيان ًة للحد‬ ‫مساساً بجسم اإلنسان عن طريق استقطاع‬
‫وهو ‪ 75‬ديناراً للنفقة والنصف اآلخر لباقي الديون األخرى ومن‬ ‫اختبارات البصمة الوراثية‪ ،‬بل أن هذه‬ ‫ضمانة للمتهم في عدم انتهاك حقوقه بسبب‬ ‫األدنى للحقوق األساسية لألفراد ‪ .‬ولم‬ ‫حيوية من جسده لغرض إخضاعها‬ ‫ٍ‬ ‫عينة‬
‫هنا أطلق عليه اسم الدين الممتاز والمشمول بالنفاذ ولكن هناك‬ ‫األخيرة أولى بالرعاية‪ ،‬باعتبار أن انتهاك‬ ‫سوء في تقدير الوقائع ونهيب بالمشرع أن‬ ‫تكتف هذه التشريعات بوضع قيود إجرائية‬ ‫للتحاليل الجينية بغية استظهار بصمتها‬
‫محضرين يخالفون ذلك ويقوم البعض منهم بالحجز على كامل‬ ‫حرمة الحياة الخاصة باالطالع على الرسائل‬ ‫يسند هذه الصالحية للقاضي الجزئي‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل لجأت إلى فرض حماية جنائية‬ ‫الوراثية‪ ،‬والشك أن هذه التحاليل تشكل –‬
‫المرتب عند وجود دين النفقة ويخصصون نصف كامل المرتب‬ ‫والخطابات ومراقبة المكالمات؛ تكون أخف‬ ‫وبالتالي ال يجوز للنيابة العامة – والضبطية‬ ‫بوضع نصوص صريحة تجرم كل األفعال التي‬ ‫أيضاً – مساساً كبيراً بالحق في الخصوصية‪،‬‬
‫لدين النفقة والباقي للديون األخرى وهو أمر ال يستقيم مع‬ ‫وطأة من انتهاك حرمة الخصوصية الجينية‬ ‫القضائية من باب أولى‪ -‬أن تقرر إحالة المتهم‬ ‫من شأنها المساس بالخصوصية الجينية‬ ‫إذ أنها تتضمن الكشف عن بيانات شخصية‬
‫األحوال المعيشية للمحجوز عليه إذ قد يكون لديه زوجة وأوالد‬ ‫التي تكشف خـفايا جـسم اإلنسـان وما‬ ‫إلى الخبرة الستئصال عينات منه وإخضاعها‬ ‫لألفراد‪ ،‬وإساءة استخدام المعلومات الوراثية‬ ‫غاية في الدقة والسرية بل أنها قد تَخْ فَى‬
‫آخرون بالتالي فإن المشرع حرص على ذلك وقرر أن الحجز‬ ‫يحـمله مـن أسـرار متعلـقة بـه وعائلـته‪ ،‬وأن‬ ‫للتحاليل المخبرية الستظهار البصمة الوراثية‬ ‫الناتجة عن اختبارات البصمة الوراثية‬ ‫عن صاحبها نفسه‪ ،‬مثل القابلية لإلصابة‬
‫يكون علي ربع المرتب حتي يكفل حياة كريمة له وأفراد أسرته‬ ‫فـي إفشائـها أو االطالع عليها قد يكون أشد‬ ‫إال بعد عرض األوراق على القاضي الجزئي‬ ‫ألغراض أخرى ال يسمح بها القانون ‪ .‬ومن‬ ‫باألمراض الوراثية الخطيرة‪ ،‬كما أنه من‬
‫الجديدة وربما لن يكفل لهم الباقي وهو ‪ 450‬ديناراً تلك الحياة‪...‬‬ ‫خطراً من شيوع تلك األسرار المتكشفة عن‬ ‫ليأذن بذلك ويصدر قراراً مسبباً بإجراء‬ ‫التشريعات التي سكتت عن ذلك – ولم تنظم‬ ‫المتصور أن تثير اختبارات البصمة الوراثية‬
‫ومن ناحية أخرى فقد حدد المشرع عدة طرق الستيفاء دين‬ ‫ضبط الخطابات والرسائل ومراقبة الهواتف‬ ‫الفحوصات الوراثية متى تَ َرأى له ذلك‪ ،‬أو أن‬ ‫أصال أحكام البصمة الوراثية بنصوص خاصة‬ ‫مشكالت بالكشف عن أمور غير مقصودة من‬
‫النفقة حيث أجاز لمستحق النفقة المطلقة أو غيرها فتح ملف‬ ‫وتسجيل األحاديث الخاصة ‪ .‬وحيث أنه‬ ‫يرفضه إذا تبين له عدم ضرورة هذا اإلجراء‪،‬‬ ‫‪ -‬التشريع الليبي‪ ،‬والتي تخضع فيها أحكام‬ ‫البداية‪ ،‬كما لو أدت إلى التشكيك في نسب‬
‫تنفيذ في المحكمة حيث يتم انذار الملزم بالنفقة بضرورة الدفع‬ ‫لما كانت العلة واحدة‪ ،‬ينبغي أن يتحد معها‬ ‫أو أن شروطه القانونية لم تكتمل بعدم وجود‬ ‫البصمة الوراثية للقواعد العامة للخبرة‪ ،‬ما‬ ‫المتهم إلى والديه‪ ،‬لذا فإن االلتزام بسرية‬
‫خالل عشرة أيام وإذا لم يتم الدفع خالل هذه المدة يصدر رئيس‬ ‫الحكم ويتدخل المشرع ويسند اختصاص‬ ‫دالئل كافية تفيد تورط المتهم محل اإلجراء‬ ‫يعني إمكانية صدور قرار استئصال العينات‬ ‫هذه المعلومات الخاصة بالبصمة الوراثية‬
‫المحكمة االبتدائية الكائن بها موطن المحكوم له أو محل التنفيذ‬ ‫إصدار قرار اختبارات البصمة الوراثية‬ ‫في الجريمة محل الدعوى‪ ،‬أو أن الجريمة‬ ‫بمعرفة مأموري الضبط القضائي أثناء جمع‬ ‫يتعين أن يتخذ أبعاداً أقوى من المعلومات‬
‫أمر بحبسه لمدة عشرين يوماً أما إذا قام بالدفع او أحضر كفيل‬ ‫للقاضي الجزئي‪ .‬ويتعين على القاضي قبل‬ ‫المرتكبة لم تكن على قدر من الجسامة التي‬ ‫االستدالالت بموجب المادة (‪ )19‬إجراءات‬ ‫السرية األخرى التي يتضمنها التحقيق‪ .‬ولعل‬
‫مقتدر فانه يخلي سبيلة ولكن البد من التحقق من قدرة المطلوب‬ ‫إصدار القرار اإلطالع على وقائع الدعوى‪،‬‬ ‫يحددها القانون كشرط للقيام بإجراءات‬ ‫ليبي‪ ،‬فهذه المادة تجيز لمأموري الضبط‬ ‫في إفشاء هذه األسرار وشيوعها يسبب ضرراً‬
‫ضده على الدفع‪ ..‬كذلك أجاز المشرع في المادة ‪ 398‬مكرر ‪1‬‬ ‫ليقدر مدى فاعلية هذه االختبارات في ظهور‬ ‫تحاليل البصمة الوراثية ‪ .‬ولعل في إعطاء‬ ‫القضائي االستعانة بالخبراء الستيضاح‬ ‫بالغاً للشخص ينعكس على أسلوب حياته‬
‫من قانون العقوبات لصاحب النفقة التقدم بالشكوى لدى النيابة‬ ‫الحقيقة من عدمها‪ ،‬وإذا ما تبين له ضرورة‬ ‫هذه السلطة للقاضي الجزئي يحقق ضمانة‬ ‫بعض المسائل أثناء جمـع االسـتدالالت وذلك‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬وإذا كان‬
‫العامة بإعتبار إن الفعل يشكل جريمة اإلمتناع عن تنفيذ حكم‬ ‫هذا اإلجراء؛ يصدر قراره بذلك‪ ،‬على أن‬ ‫أكبر للمتهم في مواجهة هذا اإلجراء من‬ ‫ينسحب بدون دون أدنى شك على خبراء‬ ‫من حق اإلنسان أن يخفي عن اآلخرين ما قد‬
‫قضائي بالنفقة سواء للزوجة أو أصوله أو فروعه أو أخوته أو‬ ‫يكون قراراً مسبباً حتى يتسنى مراقبته من‬ ‫جهة‪ ،‬ويحقق نوعاً من التناسق واالنسجام بين‬ ‫البصمة الوراثية ‪ .‬ولعل في ذلك توسعاً ال‬ ‫يكون بحوزته من أشياء مادية‪ ،‬فكيف يتسنى‬
‫أجرة حضانة أو رضاعة أو مسكن وذلك بعد التنبيه لمدة شهر‬ ‫حيث جديته وتوافر شروطه القانونية ‪ .‬وال‬ ‫نصوص قانون اإلجراءات الجنائية من جهة‬ ‫يتفق مع خطورة هذه االختبارات التي تتضمن‬ ‫الدخول إلى أعماق تكوينه الحيوي والكشف‬
‫حيث قرر المشرع عقوبة للممتنع عن الدفع الحبس لمدة ال تزيد‬ ‫يُنَـفَّذ هذا القرار فور صدوره‪ ،‬وإنما يتعين‬ ‫أخرى‪ ،‬حـيث أنـه مـن المالحـظ علـى المشـرع‬ ‫مساساً بالحـقوق األساسـية لألفراد‪ ،‬والتـي‬ ‫عن سماته الوراثية إستجابة لتـحريات جنـائية‪.‬‬
‫على سنة‪ ،‬وشدد العقوبة إذا حكم عليه في دعوى نفقة أخرى‪،‬‬ ‫على النيابة العامة إعالنه للمتهم ليتسنى له‬ ‫الليبي عندما يتعلق اإلجراء بانتهاك حرمة‬ ‫ينبـغي أن تكـون فـي أضـيق الحـدود دون‬ ‫وأمام هذا الوضع فإن االستعانة بتحاليل‬
‫إال أن ذلك يتم إذا ثبت بأنه قادر على الدفع‪ ،‬أما إذا ثبت عدم‬ ‫الطعن في مدة معينة يحددها القانون‪ ،‬وإذا لم‬ ‫الحياة الخاصة يسند أمر إتخاذه للقاضي‬ ‫توسـع أو تفريط‪ ،‬وأن في إعطاء هذه ال ُمكنة‬ ‫البصمة الوراثية في مجاالت اإلثبات الجنائي‬
‫قدرته فال يشكل امتناعه جريمة يعاقب عليها القانون‪ ،‬والطريق‬ ‫يستأنف المتهم القرار في المدة المحددة‪ ،‬أو‬ ‫الجزئي‪ ،‬على النحو المقرر في المواد (‬ ‫لمأموري الضبط قد تتزايد معه احتماالت‬ ‫يثير إشكاالً حول كيفية تحقيق التوازن بين‬
‫اآلخر للحصول على النفقة‪ ،‬هو الحجز على ربع المرتب لدى جهة‬ ‫أيدت الهيئة االستئنافية هذا القرار‪ ،‬يتعين بعد‬ ‫‪ 180 ،79‬إجراءات ليبي) التي أسندت سلطة‬ ‫انتهاك حرمة الجسد وخصوصيته‪ ،‬حيث إن‬ ‫اعتبارات العدالة وكشف الحقيقة من جهة‪،‬‬
‫العمل‪ ،‬بعد فتح ملف تنفيذ في المحكمة‪ ،‬حيث تقوم جهة العمل‬ ‫ذلك إحالة المتهم للخبرة الستئصال العينات‬ ‫إصدار القرار بضبط الخطابات والرسائل‬ ‫كثيراً ما يسيء مأمورو الضبط تقدير الوقائع‬ ‫والحق في السالمة الجسدية والخصوصية‬
‫باستقطاع ربع مرتب المحجوز عليه‪ ،‬وتحيله إلى خزينة المحكمة‬ ‫المطلوبة وإخضاعها لتحاليل البصمة الوراثية‬ ‫والمطبوعات والطرود ومراقبة الهواتف‬ ‫– رغبة منهم في جمع االستدالالت أياً كانت‬ ‫الجينية من جهة أخرى في ظل مصلحتين‬
‫لتسليمه لمستحقها‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ومن امتياز دين النفقة‪،‬‬ ‫وفق القرار الصادر من القاضي الجزئي ‪.‬‬ ‫وتسجيل المحادثات الخاصة للقاضي الجزئي‬ ‫الوسيلة ومهما كانت خطورتها ‪ -‬ومدى فاعلية‬ ‫متعارضتين‪ ،‬مصلحة المجتمع في الدفاع عن‬
‫وتعدد طرق التنفيذ عليه‪ ،‬إال أن الحصول عليه أصبح يواجه عدة‬ ‫دون غيره ‪ .‬وحيث أنه لما‬ ‫هذه االختبارات في بلوغ الحقيقة‪ ،‬حيث إنها‬ ‫نفسه باستخدام الوسائل العلمية‬
‫صعوبات‪ ،‬سيما إذا كان الملزم بالنفقة من ذوي الدخل المحدود‬
‫ولديه زوجة أخرى وأوالد آخرون ‪.‬‬
‫ستون دينار في غير االحوال المصرح بها قانوناً وعلى النحو‬ ‫ملخص الحكم رقم ‪ 2018 / 1036‬الصادر عن دائرة الجنائية‬
‫سالفة الذكر في غير االحوال المصرح بها قانوناً ‪.‬‬ ‫الثابت باألوراق ‪.‬‬ ‫الخامسة بمحكمة إستئناف طرابلس بتاريخ ‪ 2019/1/7‬م ضد‬
‫فلهذه االسباب‬ ‫وقدم إلى غرفة االتهام بقرار طلبت فيه إحالته إلى محكمة‬ ‫‪ -‬حاز بقصد اإلتجار المواد المخدرة سالفة الذكر في غير‬ ‫أسامة على صالح عبد اهلل مواليد ‪ 1980‬ويقيم في مدينة‬
‫الجنيات لمعاقبته بالمواد ‪ 1-1‬مكرر‪ 1/35 ، 1/2،7 ،‬بند ‪، 1‬‬ ‫األحوال المصرح بها قانونا ُ وقد ارتكبت هذه الجريمة لذات‬ ‫طرابلس منطقة عين زارة ومهنته موظف بمعهد التمريض ابو‬
‫حكمت المحكمة حضوري ًا ‪:‬‬ ‫الغرض اإلجرامي من ارتكاب الجريمتين السابقتين وهذا الفعل‬ ‫سليم ‪.‬‬
‫‪ 64 ،42 ، 37‬من القانون رقم ‪ 7‬لسنة ‪1990‬م بشأن المخدرات‬
‫والمؤثرات العقلية والمواد ‪ 1/169 ،77 ،1/76‬من قانون‬ ‫والفعلين السابقين قد تكررا منه عدة مرات في أوقات مختلفة‬ ‫التهامه من قبل النيابة العامة ألنه بتاريخ ‪2018 .02 .22‬‬
‫‪ .1‬براءة المتهم من تهمتي حيازة وبيع المواد المخدرة المسندة‬ ‫تنفيذاً لدافع إجرامي واحد وعلى النحو الثابت باألوراق ‪.‬‬ ‫بدائرة مكتب تحريات وسط طرابلس ‪.‬‬
‫إليه ‪.‬‬ ‫العقوبات والغرفة قررت ذلك لجلسة ‪. 2018 .09 .17‬‬
‫والمحكمة بعد أن تفحصت الدعوى وأحاطت بوقائعها تبين لها‬ ‫‪ -‬اشترى بقصد التعاطي واالستعمال الشخصي المواد المخدرة‬ ‫‪ -‬اشترى بقصد االتجار المواد المخدرة نوع حشيش وترامادول‬
‫‪ .2‬بإدانته بتهمة تعاطي وحيازة المواد المخدرة بقصد التعاطي‬ ‫في غير االحوال المصرح بها قانوناً وعلى النحو الثابت باألوراق‬ ‫المبينة نوعاً ووصفاً في تقرير الخبرة رقم ( ‪ ) 2018/269‬في‬
‫ومعاقبته عنها بالسجن لمدة سنتين كاملتين ونصف السنة‬ ‫بجالء أن التهمتين األولى والثانية المقدم بهما المتهم من حيازة‬
‫وبيع المواد المخدرة غير ثابتة بحقه وذلك من خالل تناقض‬ ‫‪.‬‬ ‫غير األحوال المصرح بها قانوناً وعلى النحو الثابت باألوراق ‪.‬‬
‫مع الشغل والنفاذ وأمرت المحكمة بمصادرة المواد المضبوطة‬ ‫ال المواد المخدرة سالفة الذكر في غير االحوال‬ ‫‪ -‬تعاطى فع ً‬ ‫‪ -‬باع بقصد االتجار المادة المخدرة نوع ترامادول المبينة‬
‫واتالفها ‪ ،‬ونشر ملخص الحكم مرتين متتالتين على نفقة‬ ‫أقوال مأمور الضبط القضائي بمرحلة التحقيق وكذلك بطالن‬
‫إجراءات القبض والتفتيش مع إنكار المتهم لتهمة االتجار‬ ‫المصرح بها قانوناً وعلى النحو الثابت باألوراق ‪.‬‬ ‫نوعاً ووصفاً ووزناً في تقرير للخبرة سالف الذكر وذلك بأن‬
‫المحكوم عليه بجرائد فبراير والعدالة وبال مصاريف جنائية ‪.‬‬ ‫‪ -‬حاز بقصد التعاطي واالستعمال الشخصي المواد المخدرة‬ ‫باع للمصدر « المكافحة « شريط ترامادول بمقابل مالي وقدره‬
‫بجميع مراحل الدعوى مع اعترافه بتعاطي مخدر الحشيش ‪.‬‬

‫املجلس األعلى للقضاء يعتزم عقد مؤمتر عن العدالة االنتقالية‬


‫فعاليات المؤتمر‬
‫تمر الدول والمجتمعات بظروف صعبة ومراحل‬
‫استثنائية من صراعات سياسية ودينية وأنظمة‬
‫استبدادية ‪ ،‬وحروب تؤدي إلى إزهاق األرواح اليوم األول ‪ :‬المجتمع المدني والعدالة االنتقالية‪ :‬المحور األول ‪ :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة والمبادئ التوجيهية‪ .‬المحور الثاني ‪ :‬القانون الدولي ومبدأ عدم اإلفالت من العقاب‬
‫المحور الثالث ‪ :‬المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية الخاصة وإنصاف الضحايا و ( لجان تقصي الحقائق ‪ /‬القضاء المخالط )‬ ‫وتُلحق الضرر بالسكان والبنى التحتية وهي‬
‫ظروف ومراحل صعبة ينجم عنها خلق حاالت‬
‫لجان الحقيقة ‪ ،‬النجاحات واإلخفاقات ( تجربة جنوب أفريقيا ‪ /‬المغرب ‪/‬سيراليون )‬ ‫اليوم الثاني ‪ :‬الدروس المستفادة من تجارب بعض الدول في العدالة االنتقالية المحور األول ‪:‬‬
‫من الظلم وعدم االستقرار األمني والمجتمعي‬
‫المحور الثالث ‪ :‬جبر االضرار بين انصاف الضحايا وامكانيات الدولة ‪ ،‬تجارب (المانيا ‪ /‬بولندا )‬ ‫تتطلب المعالجة ‪ ،‬وتسعى الدول والمجتمعات المحور الثاني ‪ :‬المالحقة القضائية والعفو ( تجربة روندا ‪ /‬البرازيل ‪ /‬لبنان )‬
‫المحور الرابع ‪ :‬االصالح المؤسسي ( االهداف والتحديات )‬ ‫والمنظمات الدولية واإلقليمية إلى معالجتها‬
‫معلومات مهمة حول المؤتمر‬ ‫بالبحث عن أدوات غير تقليدية بهذه الحاالت‬
‫ ‬ ‫تعدو غير قادرة على استيعاب المطالب الصعبة الجهة المنظمة والمشرفة على المؤتمر ‪ /‬المجلس االعلى للقضاء‬
‫والمعقدة التي تقود إليها تلك المراحل ‪.‬‬
‫يقدم ممن يرغب المشاركة بورقة بحثية في المؤتمر « ملخص عن بحثه مرفق بسيرته الذاتية إرسال‬ ‫يحاول هذا المؤتمر إلقاء نظرة جديدة على يعقد المؤتمر في تونس يومي االثنين والثالثاء الموافق ‪ 31-30‬مارس ‪. 2020‬‬
‫عملية العدالة االنتقالية في ليبيا ‪ ،‬من خالل المحور المراد تغطيته أثناء المؤتمر إلى العنوان االلكتروني المرفق لهذه المطوية في موعد أقصاه ‪ . 2020 .02 .15‬تتكفل الجهة المنظمة للمؤتمر بتغطية نفقات السفر واالقامة طيلة‬
‫تحليل القوانين السارية وما صدر عن تشريعات‬
‫فترة انعقاد المؤتمر للمشاركين والمدعوين للمؤتمر ‪.‬‬
‫تهم العدالة االنتقالية مع التركيز على التجارب‬
‫المقارنة ‪ ،‬من أجل النجاح في نظام عدالة انتقالية آخر موعد لقبول البحوث المقدمة إلى المؤتمر ‪ 2020 .02 .28‬م ‪ ،‬يتم الرد على من يُقبل منها في ‪ 2020 .03 .15‬م ويُرسل ملخص البحث على العنوان التالي‪TUC@itcadel.gov.ly:‬‬
‫يناسب ليبيا‬
‫‪8‬‬ ‫استطالعات‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫رغم قلة اإلمكانيات وتضرر بعض مرافقها ‪..‬‬


‫مؤسســة صرمــان لإلصــاح والتأهيــل تنجــز أعمالهــا‬
‫ـروف اســتثنائية‬
‫وتقــدم خدماتهــا فــي ظـ ٍ‬
‫بناء على رأي األطباء باإلذن للخروج إلى المستشفيات‬
‫تحويل الحاالت المرضية الطارئة والحرجة ً‬
‫العامة للعالج وأحيان ًا إلى المستشفيات الخاصة لبعض الحاالت التي تحتاج عناية فائقة‬

‫في إطار اهتمام وزارة العدل بدعم مؤسسات اإلصالح والتأهيل ومتابعة الدور الذي‬
‫تقوم به في تأهيل النزالء وإصالحهم من جهة ‪,‬وتقديم الرعاية الصحية والنفسية‬
‫واالجتماعية من جهة أخرى‪ ,‬للوقوف على حالة النزالء ومعرفة أوضاعهم ‪,‬وضمان‬
‫حقوقهم التي كفلها القانون لهم‬

‫قام فريق العمل بصحيفة العدالة صحبة العقيد أحمد أبوكراع مدير إدارة العالقات العامة‬
‫والتعاون بجهازالشرطة القضائية ‪ ,‬بزيارة مؤسسة اإلصالح والتأهيل صرمان للوقوف على‬
‫سير العمل ‪,‬بعد تفعيل عدد من المرافق والمباني التي تعرضت للتخريب في فترة األحداث‬
‫‪ 2011‬التي التزال ظاهرة على بعض مبانيها أثناء تجوالنا‪ ,‬حيث التزال أعمال الصيانة‬
‫والتحديث جارية على قدم وساق لبقية مرافقها المتضررة لدخولها حيزالعمل بشكل‬
‫سريع الستقبال أعداد الموقوفين المتزايد‪ ,‬استطاعت المؤسسة القيام بمهامها رغم قلة‬
‫اإلمكانات والتجهيزات للوحدات العاملة بها لتقديم كافة الخدمات والرعاية للنزالء بما هو‬
‫يتم عالج بعض الحاالت خارج الوحدة بمركز‬ ‫متاح ‪ ,‬إضافة إلى تقديم الدعم لمؤسسة اإلصالح والتأهيل النساء التابعة للفرع التي تم‬
‫نقلها داخل مؤسسة صرمان بشكل مؤقت ومستقل نظر ًا لتهالك المبنى القديم‪ ,‬إضافة إلى‬
‫الرازي للعالج النفسي نظر ًا لقلة اإلمكانات‬ ‫وجود قسم األحكام داخل المؤسسة المستحدث مؤخر ًا ‪ ,‬ولمعرفة تفاصيل أكثرحول كيفية‬
‫إدارة المؤسسة واألعمال المنجزة للعام المنصرم قمنا بإجراء أولى اللقاءات ‪.‬‬
‫المتعلقة باألدوية النفسية والعصبية‬ ‫تصوير‪ :‬حسين براق‬ ‫تحرير‪ :‬طارق الكيالني‬

‫إجراء المسح الطبي لها تقارب ‪ 290‬ملف ًا‪ ,‬وجدنا حالتان‬ ‫موضح ًا أن عالقة الوحدة بالنيابات جيدة جد ًا من حيث‬ ‫ومبنى األقسام الخارجية المتكون من طابقين األول خاص‬
‫مصابتان بالسيدا و‪ 6‬حاالت التهاب الكبد الوبائي وثالث‬ ‫التواصل وجلب النزالء للجلسات من تنفيذ أوامر النيابة‬ ‫بالقتل والثاني بالجرائم البسيطة قيد التنفيذ من تحديث‬
‫حاالت‪ c‬وأربع حاالت ‪ B‬وال وجود ألي أمراض خطيرة أخرى‬ ‫بالجلب أو ًال باول ‪ ،‬شاكر ًا كل األجهزة األمنية بالمدينة على‬ ‫وتحوير مضيف ًا قيام المؤسسة بالتعاقد مع شركة تموينية‪,‬‬
‫تم رصدها أثناء قيامنا بهذا المسح الميداني ‪ ،‬وقدعلى‬ ‫مساعدتنا في تأمين نقل النزالء إلى الجلسات وعودتهم‬ ‫تقوم بتقديم وجبات صحية للنزالء‪.‬‬
‫إثرها بفصل هذه الحاالت ونقلها من العنابر إلى قسم‬ ‫للمؤسسة بسبب قلة التجهيزات والتسليح الجيد ألعضاء‬ ‫وأكد الحماد فى ختام حديثه على عدم وجود أية اختراقات‬
‫بناء على توصيات‬ ‫العزل الصحي منع ًا النتشار العدوى ً‬ ‫الشرطة القضائية بالمؤسسة في تأمين ذلك‬ ‫أمنية أو حاالت هروب منذ وقت طويل بسبب الوضع األمني‬
‫األطباء الذين يقومون بمتابعة حاالتهم ‪.‬‬ ‫الجيد لمدينة صرمان وتكاثف األجهزة األمنية ‪ ،‬وقيام‬
‫وفي ختام حديثه طالب الخضراوي بإنشاء عيادة أو‬ ‫رئيس الفرع بالزاوية ورئيس الجهاز بالتواصل المستمر‬
‫مستشفى صغير متكامل داخل المؤسسة لتقديم الخدمات‬ ‫معنا لتذليل الصعاب كافة وتوفيراالحتياجات وإن كانت‬
‫الطبية وإجراء المسح الطبي الميداني بحيث تحوي‬ ‫شحيحة حسب ماهو متاح لهم التي ال تلبي متطلبات‬
‫تخصصات األسنان ـ أذن وأنف وحنجرة – باطنة – قلب –‬ ‫المؤسسة ‪ ،‬استطعنا توفير بعض ًا منها بمجهوداتنا الخاصة‬
‫طبيب عيون ‪,‬إضافة إلى طبيب تغذية خاص بمتابعة تغذية‬ ‫عبر الجهات الحكومية بالمدينة والمؤسسات األهلية ‪.‬‬
‫النزالء بصفة عامة والحاالت المرضية بصفة خاصة مع‬ ‫عبد اهلل الثابث حماد ‪ -‬مدير مؤسسة‬
‫ضرورة التعاقد مع طاقم طبي متكامل عن طريق وزارة‬ ‫راشد مصطفى ‪ -‬مساعد ضابط أول – املكلف‬ ‫اإلصالح والتأهيل صرمان‬
‫الصحة ‪ ،‬مع ضرورة توفير سيارة إسعاف وثالجة لحفظ‬ ‫بوحدة شؤون النالء‬
‫األدوية من التلف ‪.‬‬ ‫تقوم الوحدة بإداء مهامها بالشكل المطلوب منها باستقبال‬ ‫‪.‬تقوم المؤسسة بعملها اليومي بشكل طبيعي واعتيادي‬
‫عبد الرزاق محمد العجيلي املكلف –‬ ‫النزالء وعرضهم على النيابة العامة بشكل سلس ويومي‬ ‫بتقديم الخدمات للنزالء واستقبال الموقوفين بناء على‬
‫بوحدة الشؤون االجتماعية والنفسية‬ ‫بعدد ‪ 13‬موظف ًا اثنان خبراء وثالثة منسبون والباقي من‬ ‫أوامر النيابة العامة والقضاء فقط يتم تحويلهم إلى وحدة‬
‫حقيقة تعمل الوحدة في ظروف استثنائية بعدد ثمانية‬ ‫ً‬ ‫ضباط وضباط صف من الشرطة القضائية ‪ ,‬حيث قامت‬ ‫شؤون النزالء التخاذ اإلجراءات الالزمة بالخصوص ‪،‬‬
‫اخصائيين‪ ،‬و ‪ 6‬اجتماعيين‪ ،‬و ‪ 2‬نفسيين وهذا العدد غير‬ ‫لعقيد طارق اخلضراوي – املكلف واملنسق‬ ‫الوحدة السنة الماضية إلى غاية شهر نوفمبر بعرض ‪350‬‬ ‫تحت حراسة وتأمين أعضاء الشرطة القضائية من ضباط‬
‫كاف ألداء مهامه بسبب العدد الكبير لنزالء المؤسسة ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بوحدة الرعاية الصحية‬ ‫نزي ًال على النيابة العامة بأوامر جلب ‪ ،‬حيث يشرف المكتب‬ ‫وضباط صف ومنتسبي الجهاز البالغ عددهم ‪ ، 203‬حيث‬
‫األمر الذي يصعب علينا إجراء دراسات وأبحاث اجتماعية‬ ‫على عدد ‪ 484‬نزي ًال مسجلين بملفات تم فتحها وبلغو‬ ‫يبلغ عدد نزالء المؤسسة حوالي ‪ 477‬نزي ًال منهم ‪347‬‬
‫ونفسية وتحديد الحاالت التي تحتاج عالج ًا نفسي ًا‬ ‫تعمل الوحدة في ظل افتقارها إلى أغلب المعدات واألجهزة‬ ‫األرقام حيث يبلغ عدد الموقوفين ‪ 359‬منهم ‪ 331‬ليبي ًا ‪ ,‬ومن‬ ‫محكوم ًا و ‪ 130‬محبوس احتياطي ًا ‪.‬‬
‫واجتماعي ًا وإيجاد حلول لها ‪ ،‬إضافة إلى ضعف تجهيز‬ ‫الطبية ‪ ،‬باستثناء أجهزة قياس الضغط والسكر إضافة‬ ‫العرب ‪ 17‬واالفارقة ‪ ، 11‬وعدد المحكومين ‪ 115‬منهم ‪109‬‬ ‫ابتداء من مكتب‬ ‫ً‬ ‫كما تقوم وحدات ومكاتب المؤسسة‬
‫الوحدة باألثاث المكتبي وأجهزة الحاسب اآللي وتوفر‬ ‫إلى افتقارها إلى األدوية الالزمة لعالج جل الحاالت التي‬ ‫ليبيين ومن العرب ‪ 12‬واالفارقة ‪ ، 4‬أما األحداث فعددهم‬ ‫الشؤون اإلدارية ووحدات شؤون النزالء والرعاية الصحية‬
‫القرطاسية الالزمة للقيام بواجباتنا ‪.‬‬ ‫ترد إلى القسم من النزالء للقيام بإجراء فحوصات طبية‬ ‫‪ 8‬كلهم ليبيون‪ ،‬أما من حيث أنواع قضايا الموقوفين فهي‬ ‫واالجتماعية والنفسية باإلضافة إلى منظومة الكاميرات‬
‫ورغم ذلك قمنا بإعطاء محاضرات توعوية وتثقيفية‬ ‫‪ ،‬فالوحدة يعمل بها طبيب عام وعدد أربعة أطباء منهم‬ ‫تختلف بين قتل وسرقة وزنى وتجارة السالح وحيازته كذلك‬ ‫ونقطة الحراسة بأعمالها ‪ ،‬في ظل نقص اإلمكانات‬
‫للنزالء ‪,‬إضافة إلى محاضرات ودروس دينية وأنشطة‬ ‫طبيبان عامان وصيدلي وآخر طبيب أسنان ‪ ،‬هذا العدد غير‬ ‫تهريب المخدرات وجرائم الحرابة‪.‬‬ ‫والتجهيزات المطلوبة إضافة إلى الرقعة الجغرافية الكبيرة‬
‫رياضية وترفيهية تتزامن مع المناسبات واألعياد الدينية‬ ‫كاف لتقديم الخدمات الطبية بالشكل المطلوب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كاف‬
‫فيما يتعلق بعدد القوة العاملة بالوحدة فهو غير ٍ‬ ‫لفرع الزاوية التي تستوجب تطوير وتوسيع مؤسسة صرمان‬
‫‪ ،‬كما قمنا بإجراء دراسات اجتماعية على عدد كبير من‬ ‫حيث قمنا بتحويل الحاالت المرضية الطارئة والحرجة‬ ‫إلدارتها نظر ًا للعدد الهائل لنزالء المؤسسة البالغ عددهم‬ ‫بشكل عاجل إليواء الموقوفين نظر ًا لتزايد أعدادهم‬
‫النزالء ‪,‬وتم التوصل إلى نتائج أهمها عجز بعض األسرعن‬ ‫بناء على رأي األطباء باإلذن للخروج إلى المستشفيات‬ ‫قرابة ‪ 500‬نزيل نقوم بعرضهم على النيابة العامة في‬ ‫أما مسألة عرض النزالء على النيابة العامة فهى تتم‬
‫القيام بواجباتهم بسبب تفكك الروابط األسرية والحالة‬ ‫العامة للعالج وأحيان ًا إلى المستشفيات الخاصة لبعض‬ ‫ظروف تحسنت في الفترة األخيرة بسبب تحسن الوضع‬ ‫بشكل آمن من مجمع المحاكم والنيابات بالزاوية إلى‬
‫االقتصادية الصعبة وانتشار حاالت القتل والجريمة‬ ‫الحاالت التي تحتاج عناية فائقة ‪ ،‬أما فيما يتعلق بتوفير‬ ‫األمني بالمدينة ولكن ما يقلقنا هو قلة المركبات اآللية‬ ‫نيابة زلطن غربا ‪ ،‬بالتنسيق مع الجهات األمنية العاملة‬
‫المنظمة والحرابة إضافة إلى بعض حاالت الزنى والخطف‬ ‫األدوية والمستلزمات الطبية بالوحدة نقوم بالتعاون‬ ‫الخاصة بنقل الموقوفين والمجهزة بمواصفات خاصة لهذا‬ ‫بالمنطقة الغربية أي في نطاق اختصاص فرع وزارة العدل‬
‫‪.‬‬ ‫مع وزارة الصحة وبعض المستشفيات العامة بالمدينة‬ ‫الغرض ‪ ,‬كما أضاف بضرورة تزويده باإلمكانات من نقص‬ ‫الزاوية ‪ ،‬بسبب انتشار السالح والظروف األمنية الصعبة‬
‫كما أشار الطبيب النفسي إلى وجود ثالث حاالت مرضية‬ ‫بتوفيرها ‪,‬باإلضافة إلى بعض الجهات غير الحكومية‬ ‫أجهزة الحاسب اآللي ولوازمها وافتقارها لألثاث المكتبي‬ ‫وإن تحسنت في الفترة األخيرة ‪ ،‬إضافة الى ضعف التسليح‬
‫يتم عالجها خارج الوحدة بمركز الرازي للعالج النفسي‬ ‫كمؤسسات المجتمع المدني والهالل األحمر الليبي عند‬ ‫الجيد والمتكامل وخزانة خاصة لحفظ اآلمانات بالوحدة‬ ‫والتجهيز الالزم ألعضاء الشرطة القضائية للقيام بالمهام‬
‫نظر ًا لقلة اإلمكانات المتعلقة باألدوية النفسية والعصبية‬ ‫زيارتهم للمؤسسة‪.‬‬ ‫األمر الذي يلزمنا باستعمال خزانة فرع وزارة العدل‬ ‫المطلوبة منهم‬
‫واألجهزة الالزمة لمتابعة حالتهم مطالب ًا بزيارة الوحدة‬ ‫كما إستطعنا إجراء مسح طبي شامل للنزالء مؤخراً‬ ‫الزاوية ‪ ،‬مضيف ًا بضرورة إقامة دورات تدريبية متخصصة‬ ‫ً‬
‫وفي سياق حديثه قدم مدير المؤسسة حلوال ومقترحات‬
‫من قبل الجهات الحكومية كوزارتي الصحة والعدل بصفة‬ ‫بالتعاون مع مركز مكافحة الدرن واألمراض المعدية بوزارة‬ ‫في عمل شؤون النزالء مثل كيفية اجراءات استقبال النزالء‬ ‫عاجلة تسهم فى قيام المؤسسة بدورها الطبيعي قائ ًال‬
‫عامة‪ ،‬لتقديم كافة االحتياجات والتجهيزات الالزمة‬ ‫الصحة فرع صرمان الذي أساسه ثمرة جهود وزارة العدل‬ ‫وإجراءات كيفية تمديد واحتساب مدة الحكم أيض ًا تدريب‬ ‫بضرورة استكمال مرافق المؤسسة التي تعرضت إلى‬
‫لتقديم الخدمات اإلجتماعية والنفسية والصحية للنزالء‬ ‫مع وزارة الصحة للتأكد من عدم وجود حاالت مصابة بوباء‬ ‫بعض الموظفين على اتباع نظام األرشفة اإللكترونية‬ ‫التدمير والتخريب في فترة األحداث ‪ 2011‬بشكل كامل‪ ،‬وتم‬
‫طبق ًا للمعايير الدولية والمحلية لحقوق النزالء‬ ‫الدرن عن طريق التصوير وتم تحديد الحاالت المصابة‬ ‫التي ترغب الوحدة في استخدامها لتوفير الجهد والوقت‬ ‫ترميم بعض مرافقها بشكل عاجل إلعادة تفعيلها الستقبال‬
‫ومعالجتها ‪ ,‬فالعدد اإلجمالي للملفات الصحية التى تم‬ ‫واستبدالها بالنظام التقليدي المستخدم ‪.‬‬ ‫الموقوفين على ذمة القضايا بينما مبنى األقسام الرئيسي‪,‬‬
‫‪9‬‬ ‫استطالعات‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫نطالب بالتجهيز اجليد ألفراد الشرطة القضائية‬


‫تقوم النقطة بمهامها في تأمين المؤسسة ومرافقها وضبط األمن بها من قبل ضباط وضباط صف من‬
‫أعضاء الشرطة القضائية والبالغ عددهم (‪ )19‬شرطي ًا ‪ ,‬إضافة الى تنفيذ األوامر واألحكام القضائية‬
‫بمساعدة ومساندة األجهزة األمنية بالمدينة ‪ ,‬وذلك نظر ًا لقلة التسليح الجيد والتجهيز الالزم لألفراد‬
‫وانتشار السالح الذي يهدد سالمة النزالء والموقفين عند عرضهم على النيابة العامة ‪.‬‬
‫منوه ًا خالل حديثه عن افتقار النقطة إلى أجهزة التخابر الالسلكي واألسلحة والذخائر مع ضرورة عودة‬
‫عالوة الخطر نظر ًا لخطورة طبيعة عمل أعضاء الشرطة القضائية ‪ ,‬وطالب في ختام حديثه بدعم نقطة‬ ‫ت‬
‫الحماية بالتجهيزات الالزمة ألفراد الحراسة‪ ,‬شاكرين جهود رئيس الجهاز ورئيس الفرع في دعمنا بما‬
‫هو متاح لديهم لتذليل كافة الصعاب ألداء مهامنا بالشكل المطلوب‬
‫عبد احلكيم املختار التريكي ‪ /‬ضابط شرطة قضائية بنقطة حماية املؤسسة‬

‫الغفارة التي أيض ًا يتناوب بها ضباط الغفارة من‬


‫الشرطة القضائية ‪ ،‬إذ إن القدرة االستيعابية‬

‫مسألة عرض النزالء على النيابة العامة‬


‫للمبنى ‪ 15‬نزيلة وكحد اقصى ‪ 20‬حيث يبلغ عدد‬
‫النزيالت حاليا ‪ 10‬وطفلين ‪ ,‬تتنوع قضاياهم‬
‫بين ‪ 3‬حاالت قتل وواحدة تجارة مخدرات و‪5‬‬
‫زنى ومواقعة ‪ ،‬وجنسياتهم تتنوع بين ليبيين‬
‫تتم بشكل آمن من المؤسسة إلى المحاكم‬ ‫وعرب وأفارقة وال وجود ألجانب ومحكومة‬
‫واحدة مدتها ‪ 10‬سنوات والحمد هلل ال وجود‬
‫ألي حالة هروب منذ تفعيلها ‪ ،‬يعمل ‪ 23‬شرطي ًا‬

‫والنيابات المختصة‬ ‫منسب منهم ‪ 7‬من عنصر النساء يقومون بإدارة‬


‫هذه المؤسسة حيث نقوم بعرض النزيالت على‬
‫النيابة العامة حسب أوامر الجلب ‪.‬‬
‫كما أشار إلى ضرورة االلتفات إلى المؤسسة التي‬ ‫محمد عبد السالم التائب رئيس مؤسسة‬
‫تعاني عديد الصعوبات وقلة االحتياجات في‬ ‫اإلصالح والتأهيل النساء‬
‫مقدمتها ضرورة صيانة مؤسسة النساء الزاوية‬
‫القديم ومرافقها بشكل عاجل باعتبار أن المبنى‬ ‫توجهنا فيما بعد إلى مؤسسة اإلصالح‬
‫الحالي غير مؤهل لطبيعة عمل السجون حسب‬ ‫والتأهيل النساء فى أخر جولتنا‬
‫المعايير المحلية والدولية لحقوق النزالء ‪ ،‬كما‬ ‫حيث استقبلنا برحابة صدر المقدم محمد عبد‬
‫بإجراء دراسات اجتماعية على عدد كبير من‬ ‫يحتاج إلى سياج خارجي وصيانة طفيفة لبعض‬
‫الحجرات ودورات المياه وتجهيزه بالشكل الالئق‪،‬‬
‫السالم التائب مدير هذه المؤسسة قائ ًال‪ " :‬تم‬
‫تفعيل المؤسسة للقيام بدورها من خالل تحوير‬
‫مع ضرورة توفير مستلزمات األم والطفل بأعتبار‬ ‫وتحديث مبنى متهالك داخل مؤسسة صرمان‬

‫النزالء توصلنا إلى نتائج أهمها عجز بعض األسر‬ ‫لوجود طفلين مرافقين ألمهاتهم من حليب‬
‫وحفاظات وأدوية أطفال ‪ ،‬إضافة الى احتياجات‬
‫أخرى لنزيالت حوامل داخل القسم مع التأكيد‬
‫فتمت صيانته بشكل سريع وعاجل الستيعاب‬
‫بعض القضايا الموجودة بمراكز الشرطة‬
‫بناء على طلب السيد المحامي العام‬
‫والنيابات ً‬

‫عن القيام بواجباتهم بسبب التفكك األسري‬


‫على جلب طبيب تغذية لمتابعة بعض الحاالت‬ ‫والسادة أعضاء الهيئات القضائية بالخصوص" ‪.‬‬
‫ممن لديهم على سبيل المثال مرض الضغط‬ ‫وأضاف ‪ " :‬إن مؤسسة النساء ال تعمل بكامل‬
‫والسكر والحوامل ‪ ،‬مطالب ًا بضرورة التعاقد‬ ‫وحداتها ومرافقها كما في السابق ‪ ،‬اذ نقوم‬
‫مع شركة تموينية تتختص بتقديم الوجبات‬ ‫بالتعاون مع مؤسسة صرمان في توفير كافة‬
‫الصحية المالئمة لجميع جنسيات النزالء‬ ‫الخدمات للنزيالت ‪ ،‬حيث يتكون المبنى من‬
‫وتلبي التغذية الصحية الجيدة‪.‬‬ ‫حجرتين للنزيالت وحجرة غفارة ومناولة كذلك‬
‫نقوم بتسييرأعمال إدارة القسم بنفس حجرة‬
‫‪10‬‬ ‫متابعات‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫االختصاص الوالئي للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‬


‫ال ومسودة )) فنخصص‬ ‫هذه النافذة املطلة على مشروع الدستور (( تأسيساً وتشكيالً وانتخاباً واعما ً‬
‫هذا العدد للحديث عن نشأة الهيئة املكلفة بصياغته وطبيعة قراراتها واألحكام القضائية الصادرة‬
‫بشأنها ‪.‬‬
‫أنشأت من أجله وهو التأسيس ملشروع دستور‬ ‫السبب‪ ،‬إذ لم يكن هناك ما يبرر للهيئة اتخاذه ال‬ ‫لوصفها بالتأسيسية‪ .‬ومبا أن تاريخ النظام‬ ‫أن الوالية تأتي قبل االختصاص‪ .‬فانعدام الوالية‬
‫جديد سيكون إن قدر له الصدور من أهم مصادر‬ ‫من حيث الواقع وال من حيث القانون‪ ،‬ولم تكن‬ ‫القانوني الليبي لم يعرف وجود هيئة دستورية‬ ‫يعنى بالضرورة انعدام االختصاص‪ ،‬دون أن يعنى‬
‫املشروعية يف حينه مبا ال يسوغ معه إخضاع هذه‬ ‫يف حاجة لإلخالل بعيداً التوافق الذي هو من‬ ‫منتخبة مباشرة من الشعب‪ ،‬كان من الواجب على‬ ‫عدم االختصاص عدم الوالية‪ ،‬وأن احلكم الذي‬ ‫باإلعالن الدستوري الصادر عن املجلس الوطني‬
‫القرارات لرقابة املشروعية اإلدارية‪.‬‬ ‫ال عن صدوره باملخالفة‬ ‫أهم سمات عملها‪ ،‬فض ً‬ ‫القضاة الليبيني دراسة التجارب املقارنة‪ ،‬من أجل‬ ‫تصدره احملكمة يف إطار واليتها وخارج اختصاصها‬ ‫االنتقالي يف ‪ 2011/03/08‬وما تاله من تعديالت‬
‫وترتيبا على ما تقدم ومن غير إخالل باختصاص‬ ‫لألحكام القضائية الباتة مبا يجعله مخالفاً للقانون‬ ‫فهم الطبيعة القانونية احلقيقية للهيئة التأسيسية‬ ‫هو حكم مشوب بعيب عدم االختصاص يقبل‬ ‫والذي ينص يف مادته ‪ 30‬على إسناد االختصاص‬
‫الدائرة الدستورية باحملكمة العليا يف شأن ما‬ ‫‪ ،‬وإذ لم يراع احلكم املطعون فيه ما سبق فإنه يكون‬ ‫والسوابق القضائية املقارنة لفهم أسس التمييز بني‬ ‫الطعن‪ ،‬ويصبح حكماً باتاً باستعمال طرق الطعن‬ ‫باختيار الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع‬
‫تصدره الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‬ ‫مخطئاً يف تطبيق القانون مستوجب النقض‪.‬‬ ‫السلطة التأسيسية وغيرها من السلطات‬ ‫أو باستنفاذها‪ ،‬أما حكمها خارج واليتها فهو حكم‬ ‫الدستور للمؤمتر الوطني العام وذلك طبقاً لآلتي‬
‫من قرارات باملخالفة لإلجراءات املبينة يف املادة‬ ‫وبتاريخ ‪ 2018/02/14‬أصدرت احملكمة العليا‬ ‫حكم احملكمة الدستورية العليا املصرية‬ ‫‪ .1‬‬ ‫منعدم ال يتطهر من عيوبه مهما طال الزمن‪ ،‬وتتم‬ ‫(((‪ ..‬اختيار هيئة تأسيسية لصياغة مشروع‬
‫(‪ )30‬من اإلعالن الدستوري سالفة البيان فإن‬ ‫حكمها بالدعوى وفق ًا لآلتي ‪-:‬‬ ‫رقم ‪ 34 /166‬ق دستورية‬ ‫مواجهته بدفع أمام قاضي املوضوع أو بدعوى‬ ‫دستور البالد تسمى الهيئة التأسيسية لصياغة‬
‫القرارات التي تصدرها الهيئة املذكورة يجب النظر‬ ‫حكم محكمة القضاء االداري يف مصر‬ ‫‪ .2‬‬ ‫مبتدأه دون ميعاد محدد‪.‬‬ ‫الدستور‪ ))...‬أما عن مدة إجناز هذه الهيئة‬
‫إليها من حيث طبيعتها وموضوعها فمتى ما دار‬ ‫وحيث أن هذا النعي يف جميع وجوهه غير سديد‪،‬‬ ‫يف الدعوى رقم ‪ 72326‬لسنة ‪67‬ق‬ ‫ال بني السلطات الثالث ينظمه‬ ‫فكما أن هناك فص ً‬ ‫للمشروع فقد نصت ذات املادة على أن (( تنتهي‬
‫القرار يف مضمونه وفحواه حول مسألة تتصل‬ ‫ذلك أنه من املقرر يف قضاء هذه احملكمة أن‬ ‫حكم احملكمة اإلدارية بتونس رقم‬ ‫‪ .3‬‬ ‫الدستور كأساس الستجابة الدستور ملعايير النظام‬ ‫من تقدمي مشروع الدستور للمؤمتر يف مدة ال‬
‫بصياغة وإعداد مشروع الدستور اجلديد املكلفة‬ ‫االختصاص الوالء بني احملاكم من النظام العام‬ ‫‪26/2013‬م حتت عدد ‪415903‬‬ ‫الدميقراطي الرشيد‪ ،‬هناك‪-‬أيضاً ‪ -‬فصل سابق‬ ‫تتجاوز ستني يوماً من انعقاد اجتماعها األول ‪))...‬‬
‫به فإنه يكون واحلال هذه ذا طبيعة تأسيسية‬ ‫‪ ،‬ويتعني على احملكمة قبل اخلوض يف موضوع‬ ‫ومبا أن وضع مشروع الدستور هو اختصاص‬ ‫له هو الفصل بني السلطات الثالث من جهة‬ ‫أما عن آلية اعتمادها فقد وردت بالبند األخير من‬
‫وليس له مقومات القرار اإلداري وال صفاته وال‬ ‫الدعوى ‪ ،‬أن تتبني مدى اختصاصها بنظر النزاع‬ ‫حصري للهيئة فوضت به مباشرة من الشعب‪ ،‬فال‬ ‫والسلطة التأسيسية من جهة أخرى‪ .‬ففي مقابل‬ ‫ذات الفقرة كالتالي (( يعتمد مشروع الدستور من‬
‫يدخل ضمن املسائل التي تختص دائرة القضاء‬ ‫باعتبار ان ذلك من املسائل األولية‪ ،‬كما جرى قضاء‬ ‫يجوز املساس به أو تعديله‪ ،‬وإال عد ذلك انقالباً‬ ‫تعدد السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)‪،‬‬ ‫قبل املؤمتر الوطني العام ويطرح لالستفتاء عليه‬
‫اإلداري بالفصل فيها والتي حددتها املادة الثانية‬ ‫هذه احملكمة على أن القرار اإلداري هو إفصاح‬ ‫على اإلرادة العامة التي عبر عنها الشعب يف‬ ‫هناك وحدة السلطة التأسيسية التي تعلو على‬ ‫بنعم أو ال خالل ثالثني يوماّ من تاريخ اعتماده من‬
‫من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 1971‬يف شأن القضاء‬ ‫جهة اإلدارة يف الشكل الذي يحدده القانون عن‬ ‫انتخاب عام وإفساداً للمسار الدستوري‪.‬‬ ‫غيرها من السلطات باعتبارها املنشئة لها‪.‬‬ ‫قبل املؤمتر فإذا وافق الشعب الليبي على الدستور‬
‫االداري ومن ثم تنحسر عنه رقابة القضاء اإلداري‬ ‫إرادتها امللزمة مبا لها من سلطة عامة مبقتضى‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فما تضعه الهيئة التأسيسية يجب أن‬ ‫مبعنى أن نظرية الفصل بني السلطات املنظم‬ ‫بأغلبية ثلثي املقترعني تصادق الهيئة التأسيسية‬
‫ويعد غير مختص والئياً بنظره‪.‬‬ ‫القوانني واللوائح وذلك بقصد إحداث اثر قانوني‬ ‫يعرض دون أي مساس به على الشعب يف استفتاء‬ ‫دستورياً تقود بالضرورة الي نظرية السلطة‬ ‫على اعتباره دستور البالد ويعتمده املؤمتر الوطني‬
‫ملا كان ذلك وكان احلكم املطعون فيه قد تعلق‬ ‫معني ممكن وجائز قانوناً ‪ ،‬ابتغاء حتقيق مصلحة‬ ‫عام‪ .‬ويقتصر دور السلطة التشريعية على إصدار‬ ‫التأسيسية القادرة على تنظيم السلطات والفصل‬ ‫العام‪ ،‬إذا لم يوافق الشعب الليبي على الدستور‬
‫بقرار الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‬ ‫عامة ‪.‬‬ ‫قانون االستفتاء‪ ،‬الذي هو التزام دستوري وفق‬ ‫بينها‪ .‬ذلك ألن مثل هذا الفصل ال ميكن إدراكه‬ ‫تكلف الهيئة التأسيسية بإعادة صياغته وطرحه‬
‫رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2017‬القاضي ‪ (( :‬بتشكيل جلنة‬ ‫وحيث أن احلكم املطعون فيه تعلق بقرار أصدرته‬ ‫نص املادة الثالثني من اإلعالن الدستوري املؤقت‬ ‫بدون القبول بسلطة أعلى من السلطات التي‬ ‫مرة أخرى لالستفتاء خالل مدة ال تتجاوز ثالثني‬
‫تسمى جلنة التوافقات الدستورية تختص بالوصول‬ ‫الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‪ ،‬فتعني‬ ‫وتعديالته‪ ،‬دون أن يكون لها خيار يف ذلك‪.‬‬ ‫يفصل بينها‪.‬‬ ‫يوماً‪.))..‬‬
‫إلى توافقات إجرائية دستورية من خالل تقريب‬ ‫لذلك بحث طبيعتها القانونية وطبيعة القرارات‬ ‫ال للنقاش داخل السلطة‬ ‫فما ميكن أن يكون مح ً‬ ‫ومن هنا يأتي التمييز بني السلطات املنشأة‬ ‫ومن ثم قام املؤمتر الوطني بتشكيل جلنة إلعداد‬
‫وجهات النظر بني كافة األعضاء وحتديد وتضييق‬ ‫التي تصدرها‪ ،‬وما إذا كانت هي قرارات إدارية مما‬ ‫التشريعية ليس إصدار أو عدم إصدار قانون‬ ‫بالدستور والسلطة التي تنشئ الدستور‪.‬‬ ‫قانون الهيئة وذلك وفقاً للقرار الصادر عنه‬
‫مواطن اخلالف وإيجاد صيغ بديلة عنها وصوالً‬ ‫يجوز الطعن فيها باإللغاء ‪ -‬ومن ثم يختص القضاء‬ ‫االستفتاء‪ ،‬بل هو مضمون قانون االستفتاء‬ ‫ومن نتائج ذلك‪ ،‬أن أعمال السلطة التأسيسية ال‬ ‫رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 2013‬وبعدما أعدت هذه اللجنة‬
‫لنصوص دستورية توافقية )) فإنه يكون قد تعلق يف‬ ‫اإلداري والئياً بنظرها ‪ -‬أو أنها ليست كذلك‪.‬‬ ‫واخليارات التي ميكن أن تطرح يف كيفية بناء‬ ‫تخضع للسلطة التشريعية‪ ،‬ألن من أعمال األولى‬ ‫مشروع القانون مت اعتماده مبدينة البيضاء‬
‫مضمونه وفحواه مبسائل تتصل بصلب عمل الهيئة‬ ‫وإذ إنه بالرجوع إلى اإلعالن الدستوري‪ ،‬فإن الهيئة‬ ‫أحكامه‪ ،‬دون أن يكون لها أي اختصاص يف‬ ‫إنشاء الثانية وتنظيمها‪ ،‬ولو خضعت السلطة‬ ‫بتاريخ ‪ 2013/07/20‬وبنا ًء عليه مت انتخاب هيئة‬
‫التأسيسية يف إعداد وصياغة مشروع الدستور‬ ‫التأسيسية لصياغة مشروع الدستور هي هيئة‬ ‫التعقيب على عمل الهيئة أو تقييمه‪ ،‬ألن ذلك يعد‬ ‫التأسيسية ملا يصدر من السلطة التشريعية من‬ ‫الصياغة وباشرت أعمالها بتاريخ ‪، 2014/04/22‬‬
‫الدائم للبالد أال وهي الوصول إلى صياغة نصوص‬ ‫منتخبة أنشأت إلجناز مهمة محددة خالل زمن‬ ‫مبثابة سلب لوصف التأسيسية منها‪ .‬مع مالحظة‬ ‫قوانني النتفى عنها‪ -‬بالضرورة‪ -‬وصف التأسيسية‪،‬‬ ‫وبعد هذا السرد التوضيحي ملخاض الهيئة‪ ،‬نستهل‬
‫دستورية توافقية وبذلك يكون ذا طبيعة تأسيسية‬ ‫محدد‪ ،‬فهي ال متارس أي عمل تشريعي مما يدخل‬ ‫أن التزام السلطة التشريعية بإصدار قانون‬ ‫ولوجب نقل الوصف للسلطة التشريعية‪ ،‬باعتبار‬ ‫واليتها مبقال لعضو جلنتها الدكتور الهادي بو‬
‫وليس له صفات القرار اإلداري ومقوماته الذي‬ ‫يف اختصاص السلطة التشريعية‪ ،‬وال تختص بإنفاذ‬ ‫االستفتاء ال يرتبط بإخطار الهيئة التأسيسية لها‬ ‫أنها ميكن أن تتحكم يف التأسيس بالتعديل يف‬ ‫حمرة بعنوان ‪:‬‬
‫يقبل الطعن فيه باإللغاء مبا ينتفي معه اختصاص‬ ‫القانون‪ ،‬وال تتمتع بسلطة إدارية تنفيذية متكنها‬ ‫بإكمال مشروع الدستور وغير معلق على أي شروط‬ ‫اختصاص السلطة التأسيسية أو تقييده مبا‬ ‫مقدمة يف الهيئة التأسيسية الليبية‬
‫القضاء االداري والئياً بنظره‪.‬‬ ‫من ممارسة أي عمل من أعمال اإلدارة التي هي‬ ‫مسبقة‪.‬‬ ‫تصدره من قوانني‪ .‬وهو أمر ال يستقيم باملطلق‪،‬‬
‫وحيث إن احلكم املطعون فيه وقد قضى بعدم‬ ‫من اختصاص السلطة التنفيذية وهيئاتها العامة‬ ‫ومبا أن االعالن الدستوري حدد موعداً إلجراء‬ ‫ألنه ال ميكن لسلطة تنظم بالدستور أن تتحكم فيه‪.‬‬ ‫الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور هي‬
‫اختصاصه والئياً بنظر الطعن مؤسسا قضاءه على‬ ‫األخرى التي حتتاجها الدولة يف تنظيم وإدارة‬ ‫االستفتاء ولم يحدد وقتاً إلصدار قانون االستفتاء‪،‬‬ ‫فالدستور هو عمل السلطة التأسيسية وليس عمل‬ ‫أول هيئة تأسيسية منتخبة يف تاريخ ليبيا‪ ،‬هذه‬
‫ما حاصله (( أن القرار املطعون فيه هو مجرد‬ ‫مرافقها العامة املختلفة‪ ،‬وإمنا تضطلع مبهمة‬ ‫كان من املمكن اصدار قانون االستفتاء قبل بداية‬ ‫السلطات التي يحكمها الدستور‪.‬‬ ‫الهيئة كان عليها التزام بتحقيق نتيجة تتمثل يف‬
‫مقترحات وال يرقى إلى مرتبة القرار اإلداري‬ ‫واحدة واضحة ومحددة‪ ،‬ال لبس فيها وال غموض‪،‬‬ ‫الهيئة لعملها أو مع إصدار قانون تنظيم انتخاب‬ ‫والقول بخضوع السلطة التأسيسية لسلطة سوف‬ ‫وضع مشروع دستور يعرض على الشعب لالستفتاء‬
‫القابل للطعن فيه باإللغاء فإنه ولئن كان قد‬ ‫أال وهي إعداد وصياغة مشروع دستور دائم للبالد‪،‬‬ ‫الهيئة‪.‬‬ ‫تكون من إنشائها‪ ،‬ينفى عنها موجبات االستقالل‬ ‫عليه‪ .‬هذا التكييف اللتزامها يأتي من أن االعالن‬
‫خالف فيما تأسس عليه ما قررته هذه احملكمة يف‬ ‫وهو بال شك عمل ال أثر له على أي سلطة أو‬ ‫فالفرق واضح بني إصدار قانون االستفتاء‪ ،‬الذي‬ ‫ومتطلبات التأسيس التي فوضت به مباشرة من‬ ‫الدستوري‪ ،‬الذي انتخبت بناء عليه الهيئة‪ ،‬لم يضع‬
‫أسبابها مبا يجعله مجانباً لتطبيق صحيح القانون‬ ‫نظام قانوني قائم يف البالد يف هذه املرحلة‬ ‫هو التزام دستوري وفق نص املادة الثالثني من‬ ‫قبل الشعب‪ ،‬وينفى مبرر وجودها‪ ،‬ويحول عملية‬ ‫أي احتمال يف عدم اجنازها للمهمة التي انتخبت‬
‫إال أنه وقد انتهى إلى ذات النتيجة وهى القضاء‬ ‫االنتقالية‪ ،‬كما ال يكمن وصفه بأنه عمل إداري من‬ ‫اإلعالن الدستوري املؤقت وتعديالته ‪ ،‬دون أن‬ ‫االنتخاب احلر السري املباشر ألعضائها إلى‬ ‫ال حلالة رفض‬ ‫من أجلها‪ .‬ففي حني أنه وضع ح ً‬
‫بعدم اختصاص القضاء اإلداري والئياً بنظر‬ ‫أعمال السلطة التنفيذية وإمنا هو عمل ذو طبيعة‬ ‫يكون لها خيار يف ذلك ‪.‬‬ ‫مجرد عملية عبثية‪.‬‬ ‫املشروع يف االستفتاء‪ ،‬فهو لم يضع احتمالية‬
‫الطعن وكان قضاء هذه احملكمة جرى على أنه‬ ‫تأسيسية لتعلقه بإعداد وصياغة مشروع الدستور‬ ‫ويقع يف هذا االطار وضع السلطة التأسيسية‬ ‫عدم متكن الهيئة من اجناز عملها‪ .‬هذا التكييف‬
‫ال تثريب على محكمة النقض إذا ما أتضح لها‬ ‫الدائم الذي يؤسس لقيام الدولة الليبية احلديثة‬ ‫لالئحتها الداخلية‪ ،‬والتي ال ميكن إحداث أي‬ ‫الذي كان واضحاً منذ بداية عمل الهيئة‪ ،‬والذي‬
‫ويف خضم الوالية سبق وأن رفعت دعوى‬ ‫ظهر بوضوح فهم أعضاء الهيئة له عند وضعهم‬
‫سالمة احلكم املطعون فيه من حيث النتيجة أن‬ ‫يف املرحلة الدائمة من تاريخها‪ ،‬والتي ينتظرها‬ ‫مقاربة بينها وبني اللوائح التي تصدر من جهة‬
‫تؤيده يف قضائه على أن تبني األسباب القانونية‬ ‫الشعب الليبي بفارغ الصبر‪ ،‬ويتطلع أن يحقق‬ ‫إدارية أمام دائرة القضاء اإلداري مبحكمة‬ ‫االدارة‪ ،‬حيث ال ميكن إخضاعها للتدرج الهرمي‬ ‫لالئحتها الداخلية‪ ،‬يستبعد بشكل مطلق أي عمل‬
‫التي فات على احملكمة املطعون يف حكمها ذكرها‬ ‫خاللها طموحاته يف حكم وطنه وإدارة دولته‪ ،‬وبناء‬ ‫استئناف البيضاء حتت رقم ‪ 81‬لسنة ‪2017‬‬ ‫التي تخضع له هذه اللوائح يف املسائل التي تتصل‬ ‫يهدف إلى تعطيل عمل الهيئة‪ .‬ومسألة مقاطعة‬
‫تبريراً لذلك القضاء فإنه لذلك ال جدوى من نقض‬ ‫مؤسساته مبا يكفل له صون حقوقه‪ ،‬واحلفاظ على‬ ‫للطعن بقرار الهيئة رقم لسنة ‪ 2017‬بشأن تشكيل‬ ‫بكيفية إعداد املواد الدستورية‪.‬‬ ‫أعمالها‪ ،‬أو انتهاء عضوية أياً من األعضاء باإلقالة‬
‫احلكم املطعون فيه وتكون من ثم مناعي الطاعنة‬ ‫مقدراته‪ ،‬وحماية حرياته ورعاية أمنه واستقراره‪،‬‬ ‫جلنة التوافقات من خالل تقريب وجهات النظر بني‬ ‫ألن الغاية هي وضع تنظيم دستوري جديد‪ ،‬والذي‬ ‫أو االستقالة أو الوفاة‪ ،‬واستبعد احتمالية املقاطعة‬
‫عليه غير قائمة على أساس جديرة بالرفض‪.‬‬ ‫وحتقيق ما يراه صاحلاً لدينه ودنياه‪.‬‬ ‫كافة األعضاء وحتديد وتضييق مواطن اخلالف‬ ‫ال ميكن‪ -‬بهذا الوصف‪ -‬أن يكون مقيداً مبا تضعه‬ ‫ملخالفتها اللتزام كل االعضاء بتحقيق نتيجة‪ ،‬حيث‬
‫وحيث أنه ولئن كان فيما انتهت إلية هذه احملكمة‬ ‫وإذ كان ذلك‪ ،‬وكان اإلعالن الدستوري‪ ،‬وفيما عدا‬ ‫وإيجاد صيغة بديلة وصوالً لنصوص دستورية‬ ‫السلطة التشريعية القائمة مؤقتاً من قوانني‪ .‬ولو‬ ‫ال احتمال يف عدم إجناز املهمة‪ ،‬وال احتمال يف عدم‬
‫من أسباب يؤدي إلى القضاء برفض الطعن وما‬ ‫تلك النصوص اإلجرائية املبينة باملادة (‪ )30‬منه‬ ‫توافقية وانتهت الطاعنة إلى طلب إلغاء هذا القرار‬ ‫كان األمر غير ذلك ملا صحت تسمية التأسيسية‪.‬‬ ‫عرض املشروع على االستفتاء‪ .‬فكل االحتمال يكمن‬
‫فيه من داللة على تأييد احلكم املطعون فيه يف‬ ‫املتعلقة بعدد أعضاء الهيئة ومدة عملها ونصاب‬ ‫وبصفة مستعجلة وقف تنفيذه فيما قضت احملكمة‬ ‫ولكي يكون األمر أكثر وضوحاً‪ ،‬يجب التمييز‬ ‫يف عرض املشروع على االستفتاء وعدم حصوله‬
‫نتيجة (عدم االختصاص الوالئي ) إال أنها من‬ ‫إصدار قراراتها بأغلبية ثلثي األعضاء زائد واحد‬ ‫بتاريخ ‪ 2017/05/22‬لعدم اختصاصها والئياً‬ ‫بني اللوائح التي تصدرها جهات االدارة مبختلف‬ ‫على ثلثي االصوات الصحيحة من املقترعني‬
‫األنسب ولكي يتطابق فصلها يف الدعوي مع ما‬ ‫وإجراءات طرح مشروع الدستور لالستفتاء عليه‬ ‫بنظر الدعوى‪.‬‬ ‫تصنيفاتها والالئحة التي تصدرها الهيئة‬ ‫‪ .‬ومن خالل ذلك‪ ،‬يسقط قياس مهمة الهيئة‬
‫أقامته من أسباب جديدة تصلح حلمل قضائها غير‬ ‫( بنعم أو ال )‪ ،‬والنصاب املطلوب ملوافقة الشعب‬ ‫هذا احلكم الذي لم يلق قبوالً لدى احملكوم ضدها‬ ‫التأسيسية‪.‬‬ ‫التأسيسية مبهمة السلطة التشريعية‪ ،‬وتسقط‬
‫تلك التي أستند عليها احلكم املذكور أن تفصح عن‬ ‫عليه‪ ،‬وكذلك إجراءات املصادقة وإصداره أو‬ ‫فقررت الطعن عليه بطريق النقض امام احملكمة‬ ‫فهذه األخيرة ال تتقيد إال بالتنظيم االجرائي‬ ‫محاوالت مقاربة سبل العمل داخلها بسبل العمل‬
‫ذات النتيجة مبنطوق حكمها‪.‬‬ ‫إعادته للهيئة يف حال عدم املوافقة إلعادة‬ ‫العليا حتت رقم ‪64 / 182‬ق لألسباب األتية‪-:‬‬ ‫املسبق للمسار الدستوري‪ ،‬دون أن تتقيد بأي‬ ‫يف البرملانات أو املجالس التي اجتمعت فيها صفتا‬
‫صياغته وطرحه مجدداً لالستفتاء‪ ،‬واملواعيد‬ ‫‪ ...‬حيث تنعى الطاعنة على احلكم املطعون فيه‬ ‫أحكام موضوعية متس مبسائل دستورية أو بكيفية‬ ‫التشريعي والتأسيسي‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬كان يجب‬
‫فلهذه االسباب‬ ‫املقررة لذلك‪ ..‬الخ فإنه لم يقيد الهيئة املذكورة‬ ‫اخلطأ يف تطبيق القانون وتفسيره وتأويله‪ ،‬ذلك‬ ‫مناقشتها أو تبنيها‪ .‬إنطالقاً من أنه ال متلك‬ ‫على كل عضو من أعضائها مواجهة كل التحديات‬
‫وهي تصوغ مشروع الدستور اجلديد بأي قيد‪ ،‬ولم‬ ‫انه أخطأ يف القضاء بعدم اختصاصه والئياً بنظر‬ ‫أي جهة تقييد هذه املهمة التي فوضت السلطة‬ ‫ومناقشة كل التصورات التي قد تكون متعارضة يف‬
‫حكمت احملكمة بقبول الطعن شكال ويف الدعوى‬ ‫الطعن تأسيساً على أن ما قامت به اللجنة هي‬ ‫بناء ليبيا اجلديدة‪ ،‬واستنتاج حلول جتتمع عليها‬
‫اإلدارية ‪ 81‬لسنة ‪ 2017‬استئناف البيضاء بعدم‬ ‫يلزمها بأي شرط‪ ،‬ولم يفرض عليها إتباع أي نص‬ ‫التأسيسية بإجنازها من الشعب مباشرة ‪.‬‬
‫الئح ‪ ،‬ولم يجعل تبعيتها‬
‫دستوري‪ ،‬أو قانوني ‪ ،‬أو ِ‬ ‫اقتراحات لسير عمل الهيئة خارجة وهى أمور‬ ‫وبالرجوع إلي الهيئة التأسيسية الليبية‪ ،‬جند أنها‬ ‫غالبية األعضاء لكي تطرح على االستفتاء‪ .‬مبعنى‬
‫اختصاص القضاء اإلداري والئياً بنظر الطعن‪.‬‬ ‫خارجية عما نصت عليه املادة الثانية من القانون‬ ‫أن القبول بدخول انتخابات الهيئة التأسيسية شكل‬
‫ألي سلطة‪ ،‬وذلك حماية لها من أي توجيه أو تدخل‬ ‫تشكل الركن األول للسلطة التأسيسية‪ ،‬باعتبارها‬
‫وكانت هذه القضية متزامنة مع الدعوى املدنية‬ ‫حتى تتمكن من القيام باملهمة املوكلة إليها‪ ،‬وال‬ ‫رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 1971‬بشان القضاء اإلداري ‪ ،‬وبيان‬ ‫تضع مشروع دستور وليس دستوراً‪ .‬فألنها هيئة‬ ‫التزاما على كل عضو بإيجاد احلل‪ ،‬دون اي حتديد‬
‫املرفوعة أمام الدائرة املدنية األولى مبحكمة جنوب‬ ‫سلطان عليها يف ذلك‪ ،‬إال مراقبة العلي القدير‪،‬‬ ‫ذلك ‪-:‬‬ ‫منتخبة تضع مشروعاً للدستور‪ ،‬فهي تختلف‪-‬‬ ‫مسبق لنوعية هذا احلل‪ .‬فكما أن لكل عضو أن‬
‫بنغازي االبتدائية املسجلة حتت رقم ‪877/2017‬‬ ‫وما ميليه عليها واجب حملها لألمانة التي قبلتها‪،‬‬ ‫طبقاً ملا عرفت به احملكمة العليا‬ ‫‪ .1‬‬ ‫أوالً‪ -‬عن هيئة منتخبة تضع دستوراً‪ ،‬وتتميز‪-‬‬ ‫يطرح ما يراه مناسباً من تصورات‪ ،‬فإن عليه‪ -‬يف‬
‫التي قضت فيها بتاريخ ‪ 2018/01/07‬مسبب ًة‬ ‫ثم رقابة الشعب صاحب السلطات عبر استفتاء‬ ‫القرار اإلداري فإن القرار املطعون فيه قد تضمن‬ ‫ثانياً‪ -‬عن أي جلنة لم تنتخب من الشعب تتولى‬ ‫املقابل‪ -‬أن يضع يف ذهنه وجوب ايجاد حل مع‬
‫حكمها بعدم واليتها بنظر الدعوى يف مواجهة‬ ‫عام حول مشروع الدستور الذي اجنزته‪ ،‬فله وحده‬ ‫بوضوح إفصاح الهيئة التأسيسية عن إرادتها يف‬ ‫إعداد مشروع دستور‪ .‬فهي من ناحية فوضت دون‬ ‫غالبية أعضاء الهيئة‪ ،‬دون الوقوف عند مسلمات‬
‫املدعي عليه الثالث " رئيس الهيئة التأسيسية‬ ‫أن يقبله أو يرده عليها‪ ،‬وال يغير مما تقدم أن‬ ‫اتخاذ املصدر الرابع من مقترح التوافق ( توافق‬ ‫غيرها من الشعب بوضع مشروع الدستور‪ ،‬ما يعنى‬ ‫قد ال يراها غيره من االعضاء من املسلمات‪.‬‬
‫لصياغة مشروع الدستور بصفته "‬ ‫يكون القانون رقم ‪ 17/2013‬بشأن انتخاب الهيئة‬ ‫صاللة) من ضمن املصادر التي تعتمد عليها جلنة‬ ‫أن مشروع الدستور هو اختصاص حصري لها‪.‬‬ ‫فرفض أي حل تقبله االغلبية‪ ،‬ينشئ التزاما بإيجاد‬
‫وتفصيل ذلك أن الهيئة التأسيسية ككيان أنشيء‬ ‫التأسيسية لصياغة مشروع الدستور قد نص على‬ ‫التوافقات الدستورية يف عملها‪ ،‬يف حني ان هذا‬ ‫ال تأسيساً ال‬‫ومن ناحية اخرى‪ ،‬يعتبر عملها عم ً‬ ‫بديل له يحوز موافقة أغلبية بديلة‪ ،‬لكي تتمكن‬
‫تنفيذاً ألحكام اإلعالن الدستوري املنظم بالقانون‬ ‫بعض املسائل يف مواده (‪ ) 2،3،45،46،47‬املتعلقة‬ ‫املقترح قد صدر حكم بإلغائه من محكمة استئناف‬ ‫يكتمل إال باملوافقة عليه يف استفتاء عام‪.‬‬ ‫الهيئة من حتقيق النتيجة التي التزم بها أعضاؤها‬
‫رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2013‬هي هيئة يناط بها التأسيس‬ ‫بتحديد أعضائها ومتتعها بالشخصية االعتبارية‬ ‫البيضاء يف الطعن اإلداري رقم ‪ 65‬لسنة ‪، 2016‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإن انطباق وصف السلطة التأسيسية‬ ‫عن تقدمهم لالنتخابات‪ .‬من ناحية‬
‫لسلطات الدولة وهياكلها بإعداد مشروع الدستور‬ ‫والذمة املالية املستقلة بتحديد مقرها وأن تتولى‬ ‫كما صدر حكم من ذات احملكمة يف الطعن اإلداري‬ ‫بشأنها ال لبس فيه‪ ،‬ووصفها بالهيئة العامة هو‬ ‫أخرى‪ ،‬الهيئة التي فوضت باالنتخاب احلر السري‬
‫وطرحه لالستفتاء وأعضاء هذه الهيئة منتخبون‬ ‫دون غيرها وضع الئحتها الداخلية وأن يكون عمل‬ ‫رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 2016‬بإلغاء تعديل املادة (‪ )60‬من‬ ‫وصف ال يستقيم مع طبيعتها وفق كل املعايير‪.‬‬ ‫املباشر هي الركن األول للسلطة التأسيسية التي‬
‫من الشعب بشكل مباشر وبهذا التوصيف تخرج‬ ‫أعضائها على سبيل التفرغ إذ هي ال تشكل مساساً‬ ‫الالئحة الداخلية للهيئة املذكورة‪...‬الخ‪ ،‬ومتى كان‬ ‫وهو نتاج لكون القائم به لم يتأقلم مع وجود سلطة‬ ‫يكتمل ركنها الثاني باالستفتاء على الدستور من‬
‫قراراتها عن والية القضاء وبهذا يتعني احلكم مبا‬ ‫ال يف عملها التأسيسي يف إعداد صياغة‬ ‫أو تدخ ً‬ ‫ذلك وكان واضحاً ان القرار املطعون فيه قد جاء‬ ‫تأسيسية منفصلة عن السلطات الثالث وإمنا ظل‬ ‫الشعب الليبي‪ .‬فهي ليست سلطة تشريعية وال‬
‫سيرد إثباته يف املنطوق ‪ ...‬فلهذه األسباب حكمت‬ ‫مشروع الدستور وإمنا هي من قبيل الترتيبات التي‬ ‫مخالفاً ملضمون احلكمني القضائيني مبا يجعله‬ ‫حبيس الوضع القائم قبل انشائها‪ ( .‬فكما يتبني‬ ‫سلطة تنفيذية وال قضائية وعملها ليس عم ً‬
‫ال‬
‫احملكمة‬ ‫متتلكها من الشروع يف العمل‪.‬‬ ‫مخالفا ُ للقانون ومن ثم ال يكون مبعزل عن رقابة‬ ‫من حيثيات حكم دائرة القضاء االداري مبحكمة‬ ‫تشريعياً وال تنفيذياً وال إدارياً ومن باب أولى ليس‬
‫باسم الشعب‬ ‫حيث أن القضاء اإلداري النافذة على نحو ما سلف‬ ‫القضاء اإلداري‪.‬‬ ‫استئناف البيضاء الصادر يف ‪2016 / 09/05‬م‪،‬‬ ‫قضائيا‪ ،‬وإمنا هو عمل تأسيسي‪ ،‬ويجب أن يبنى‬
‫أوالً ‪ :‬بعدم االختصاص والئياً بنظر الدعوى يف‬ ‫من بيان وبالتالي فإن الرقابة القانونية للقضاء‬ ‫أن القرار املطعون فيه قرار إداري‬ ‫‪ .2‬‬ ‫أنه لم يطرح احتماالت التكييف للهيئة منذ بداية‬ ‫استنباط احكامه على هذا االساس‪.‬‬
‫مواجهة املدعى عليه الثالث ‪..‬‬ ‫اإلداري على قراراتها ذات الصلة لبحث مدى‬ ‫تنظيمي قابل للطعن فيه باإللغاء لتعلقه بالنظام‬ ‫عملهم إلى اليوم‪ ،‬ألن الفكر الذي وضع احلكم لم‬ ‫ومن ذلك‪ -‬على سبيل املثال ال احلصر‪ -‬انعدام‬
‫انتهينا بهذا العدد من التعريج على مراحل إنشاء‬ ‫مشروعيتها من حيث مطابقتها أو عدم مطابقتها‬ ‫الداخلي للهيئة‪ ،‬الذي ينظم سير عملها اليومي‪..‬‬ ‫يستوعب التحول الذي مت بإيجاد سلطة تأسيسية‬ ‫والية القضاء االداري بشأن عمل الهيئة التي‬
‫الهيئة وواليتها املثبتة قضا ًء لنسري بالعدد القادم‬ ‫للقانون تغدو غير ذات موضوع ألنها قرارات ال‬ ‫وجاء مخالفا للقانون وألحكام القضاء ولالئحة‬ ‫واحدة مهمتها انشاء بقية السلطات وتنظيمها‪ ،‬وأن‬ ‫انتخبت من أجله‪ .‬مبا يف ذلك املسار اإلجرائي الذي‬
‫نحو أبواب املشروع املنجز من قبل اللجنة ‪.‬‬ ‫تهدف إلى تطبيق القوانني واللوائح النافدة ‪،‬‬ ‫الداخلية للهيئة التأسيسية ‪.‬‬ ‫هذه السلطة ال ميكن إال أن تكون واحدة ومنفصلة‬ ‫تضعه الهيئة للوصول إلى صياغة مشروع الدستور‬
‫وإمنا تصدرها الهيئة ابتغاء حتقيق الهدف الذي‬ ‫أن القرار املطعون فيه جاء معيباً بعيب‬ ‫‪ .3‬‬ ‫عن غيرها من السلطات‪ ،‬لكي يكون هناك معنى‬ ‫واملوافقة عليه واملسائل املتصلة بذلك‪ .‬مع مالحظة‬
‫إعداد‪ /‬علي زبيدة‬
‫‪11‬‬ ‫متابعات‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫الطعن املدين رقم ‪ 64 /254‬ق‬


‫من الخيال‪ ،‬فال يمكن تأسيسها على قواعد‬ ‫تتصدى لألسباب القانونية الصرفة أو التي‬ ‫الدعوى‪ ،‬فاستأنفت الشركة الطاعنة هذا‬ ‫‪ .1‬رئيس مجلس الوزراء بصفته‬ ‫بتاريخ يوم الثالثاء الموافق‬
‫العدالة المجردة وأن الدولة ملزمة بتوفير‬ ‫يخالطها واقع إذا كانت عناصر الفصل فيها‬ ‫‪ .2‬رئيس اللجنة الرئيسية لألشراف على الحكم أمام محكمة استئناف طرابلس‪ ،‬التي‬ ‫‪ 2020 .01 .14‬صدر عن الدائرة المدنية‬
‫الحماية واألمن في جميع الظروف لكل فرد‬ ‫مطروحة أمام محكمة الموضوع وكانت هذه‬ ‫ال وفي الموضوع‬ ‫التعويض عن المنقوالت خالل فترة حرب قضت بقبول االستئناف شك ً‬
‫السابعة بالمحكمة العليا الطعن المدني‬
‫مواطن أو أجنبي في ليبيا‪ ،‬لما في ذلك من‬ ‫األسباب تتعلق بالنظام العام ‪.‬‬ ‫برفضه ‪.‬‬ ‫التحرير بصفته ‪.‬‬
‫رقم ‪ 64 /254‬ق القاضي بعدم مسؤولية‬
‫خطورة تقع على كاهل خزينة الدولة بأعباء‬ ‫وحيث إنه من المقرر أن المسؤولية ال‬ ‫‪ .3‬رئيس اللجنة الوزارية لإلشراف على وهذا هو الحكم المطعون فيه‬
‫مالية تؤدي بها إلى البوار‪ ،‬وال يمكن تأسيسها‬ ‫تتقرر إال بنص صريح في القانون ينشئها‪،‬‬ ‫التعويضات بصفته ‪.‬‬ ‫الدولة بتعويض األضرار الالحقة‬
‫االجراءات‬
‫على نظرية تحمل التبعة ألن ذلك ينطوي على‬ ‫ويفرضها‪ ،‬ويوفر لها الحماية القانونية وإال‬ ‫‪ .4‬وزير المالية بصفته ‪.‬‬ ‫باألشخاص الناتجة عن األعمال‬
‫إنشاء نوع من المسؤولية لم يقرها المشرع‬ ‫كانت معدومة‪ ،‬وكان المشرع قد حدد في‬ ‫صدر الحكم المطعون فيه بتاريخ ‪.11 .18‬‬ ‫تنوب عنهم إدارة القضايا‬ ‫الحربية وذلك لعدم وجود نص قانوني‬
‫في القانون المدني ولم يردها‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫الباب األول من الكتاب األول من القانون‬ ‫عن الحكم الصادر من محكمة استئناف ‪ 2016‬م‪ ،‬وال يوجد باألوراق مايفيد إعالنه‪،‬‬
‫يلزم الدولة بهذا االلتزام وهذا هو‬
‫الدولة غير مسؤولة عن هذه االضرار متى‬ ‫المدني مصادر اإللتزام تحديداً حصرياً وهي‬ ‫وبتاريخ ‪2017 .1 .19‬م قرر محامي الشركة‬ ‫طر ا بلس‬
‫بتاريخ ‪ 2016 .11 .28‬م في ‪ :‬االستئناف رقم الطاعنة الطعن عليه بالنقض بتقرير لدى قلم‬ ‫الحكم ‪:‬‬
‫لم يقع منها ممثلة في تابعيها خطأ ومن ثم ال‬ ‫العقد‪ ،‬اإلرادة المنفردة والعمل غير المشروع‪،‬‬
‫كتاب المحكمة العليا‪ ،‬مسدداً الرسم مودعاً‬ ‫المحكمة العليا‬
‫يوجد سبباً إللزامها ‪.‬‬ ‫اإلثراء بال سبب‪ ،‬القانون بمعناه الخاص في‬ ‫‪2016 /20‬‬
‫لما كان ذلك وكان الواقع في الدعوى‪ ،‬أن‬ ‫غير حالة التفويض ويراد به االلتزامات التي‬ ‫بعد االطالع عل االوراق وتالوة تقرير الكفالة وأودع مذكرة بأسباب الطعن‪ ،‬ومذكرة‬ ‫« الدائرة المدنية السابعة «‬
‫الشركة الطاعنة أقامت دعواها على أساس‬ ‫تنشأ عن القانون وحده مباشرة‪ ،‬ومن ثم ال‬ ‫التلخيص ‪ ،‬وسماع المرافعة الشفوية ‪ ،‬ورأي شارحة وصورة من الحكم المطعون فيه ومن‬ ‫بجلستها المنعقدة علناً صباح يوم الثالثاء ‪19‬‬
‫القرارات الصادرة من مجلس الوزراء ذات‬ ‫يمكن إضافة أسباب أخرى إليها لتعلق ذلك‬ ‫الحكم االبتدائي‪ ،‬وسند وكالته‪ ،‬ثم أودع بتاريخ‬ ‫نيابة النقض ‪ ،‬وبعد المداولة‬ ‫جماد االول ‪ 1441‬هـ الموافق ‪2020 .01 . 14‬‬
‫األرقام ‪ ،668 ،372 ،112‬لسنة ‪ 2013‬م بشأن‬ ‫بالنظام العام والحكومة مثل األفراد ال تكون‬ ‫‪ 2017 .1 .22‬م أصل ورقة إعالن الطعن‬ ‫الوقائع‬ ‫م بمقر المحكمة العليا بمدينة طرابلس‬
‫تشكيل لجان تختص بحصر األضرار التي‬ ‫مسؤولة إال إذا ثبت أن الضرر ناشيء عن‬ ‫أقامت الشركة الطاعنة الدعوى رقم ‪ 817‬المعلنة بتاريخ ‪ 2017 .1. 19‬م إلى الجهات‬ ‫برئاسة المستشار األستاذ‪ :‬أبو جعفر عياد‬
‫لحقت االفراد والشركات بسبب األحداث‬ ‫خطئها وترفع عنها المسؤولية إذا ثبت أن‬ ‫لسنة ‪2014‬م أمام محكمة طرابلس االبتدائية المطعون ضدها‪ ،‬وبتاريخ ‪2017 .2 .8‬م أودع‬ ‫سحاب « رئيس الدائرة «‬
‫التي صاحبت ثورة ‪ 17‬فبراير ‪ 2011‬م وكانت‬ ‫الضرر كان بسبب خارجي عن إرادتها وهو‬ ‫‪ ،‬عل الجهات المطعون ضدها قالت بياناً لها أحد أعضاء إدارة القضايا مذكرة بدفاع‬ ‫وعضوية المستشارين األساتذة ‪ :‬مفتاح‬
‫هذه القرارات ليس من شأنها أن تنشيء‬ ‫ما يوصف في حكم المادة ‪ 168‬من القانون‬ ‫‪ :‬إنها من الشركات الوطنية المتخصصة في الجهات المطعون ضدها ‪ ،‬وبتاريخ ‪.3 .6‬‬ ‫محمد الخويلدي‬
‫مصدراً من مصادر المسؤولية ألن ذلك من‬ ‫المدني بالسبب األجنبي كحادث مفاجيء أو‬ ‫انتاج كتاكيت لحوم الدجاج والبيض ‪ ،‬وبسبب ‪ 2017‬م أودع محامي الشركة الطاعنة مذكرة‬ ‫عبد الحميد علي الزيادي‬
‫اختصاص السلطة التشريعية ومن ثم يبقى‬ ‫قوة قاهرة أو خطأ من المضرور‪ ،‬أو خطأ‬ ‫االعمال الحربية أثناء أحداث فبراير تعرضت تعقيب على دفاع الجهات المطعون ضدها‪،‬‬ ‫وبحضور ‪ :‬عضو النيابة بنيابة النقض األستاذ‬
‫أثرها أدبياً قاصراً على الجهة التي أصدرته‬ ‫من الغير ما لم يوجد نص في القانون ينص‬ ‫لخسائر مادية ‪ ،‬بإعدام أعداد كبيرة من تلك وأودعت نيابة النقض مذكرة‪ ،‬أبدت فيها رأيها‬ ‫‪ :‬مصباح نصر الجدي‬
‫( وهي شأنها والناس ) ومن ثم ال تصلح سبباً‬ ‫ال‪ ،‬وفي الموضوع برفضه‪.‬‬ ‫بقبول الطعن شك ً‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬وباللزوم ال سبيل للتعويض‬ ‫الطيور واستناداً منها إلى قرار مجلس الوزراء‬ ‫السجل الدائرة السيد ‪ :‬أيمن جمعة عبد‬
‫لإللزام ترفع على أساسها دعوى أمام القضاء‬ ‫عن األضرار التي تخلفها الثورات مثل‬ ‫بتشكيل لجان لحصر األضرار الناجمة عن وقررت دائرة فحص الطعون المدنية بهذه‬ ‫القادر‬
‫وتكون الدعوى التي رفعت بها قائمة على غير‬ ‫ثورة ‪ 17‬فبراير أو ثورة فجر ليبيا أو هذه‬ ‫تلك األحداث‪ ،‬وتقدير االضرار والتعويض المحكمة بجلسة ‪ 2019 .12 .3‬م إحالة الطعن‬ ‫أصدرت الحكم اآلتي ‪:‬‬
‫أساس من القانون ‪.‬‬ ‫الحروب الطاحنة في ليبيا وما ترتب عليهم‬ ‫عنها وصرفها إلى مستحقيها ‪ ،‬فقد تقدم إلى هذه الدائرة وبالجلسة المحددة لنظر‬ ‫في قضية الطعن المدني رقم ‪ 64 / 254‬ق‬
‫من أضراراً إال بصدور قانون ينص صراحة‬ ‫بطلب إلى اللجنة المختصة أرفق به الطعن تمسكت نيابة النقض برأيها ‪.‬‬ ‫المقدم من ‪ :‬لمصلحة الممثل القانوني للشركة‬
‫فلهذه األسباب‬ ‫عليها ويفرضها فرضاً على سبيل االستثناء‬ ‫المستندات المؤيدة لطلبه ولكنها لم تلق قبوالً األسباب‬ ‫الذهبية لتربية الدواجن وانتاج وتفريغ البيض‬
‫حكمت المحكمة بقبول الطعن شك ً‬
‫ال وفي‬ ‫من مصادر االلتزام المذكورة على أساس‬ ‫مما اضطرها إلى رفع الدعوى الماثلة وطلبت حيث إن الطعن استوفى كافة أوضاعه المقررة‬ ‫المساهمة‬
‫الموضوع برفضه وإلزام الشركة الطاعنة‬ ‫في القانون فإنه يكون مقبوالً شك ً‬
‫ال ‪.‬‬
‫التكافل والضمان االجتماعي والقول بها من‬ ‫الحكم لها بالتعويض عن األضرار المالية ‪،‬‬ ‫يمثله المحامي ‪ :‬يوسف نصر ناجي‬
‫المصروفات ‪.‬‬ ‫غير نص في القانون بمعناه الخاص هو ضرب‬ ‫وما فاتها من كسب وقضت المحكمة برفض وحيث إنه من المقرر أنه لمحكمة النقض أن‬ ‫ضد ‪:‬‬

‫هذا الحكم الذي آثار نقاشات واسعة باألوساط الحقوقية والقانونية فتناولته األقالم بالتعليق ‪ ،‬ولكل قلم رأي قد شاهد الحكم من زاوية مغايرة‬
‫لغيره‪ ،‬ولكل حجته وأسانيده ‪ ،‬نسرد منها رأيان األول للمحامي عبد الحفيظ مناع والثاني للدكتور الكوني عبودة وذلك وفق ًا لآلتي ‪:‬‬

‫القاهرة أو فعل الغير غير المشروع ) تنطبق‬ ‫‪ ،2013-668-372‬وإنما تجسد ذلك أساساً‬ ‫القضاء والقدر القضائي‬
‫كما قالت المحكمة ‪-‬وهو ما يحتاج إلى تدقيق‬ ‫في قانون العدالة االنتقالية الذى لم يشر‬ ‫للدكتور ‪ :‬الكوني عبودة‬ ‫تعليق على الطعن المدني رقم ‪ 64 / 254‬ق‬
‫الوقائع كما عرضت أمام محكمة الموضوع‬ ‫إليه الحكم وبالعودة إلى هذا القانون نجد‬ ‫عندما صدر حكم الدائرة الدستورية في‬ ‫لألستاذ ‪ :‬عبدالحفيظ السنوسي مناع محامي‬
‫وال يتوافر في حكم المحكمة العليا ما يساعد‬ ‫أن السلطة التشريعية بوضعها القانون رقم‬ ‫موضوع جلسة النواب عام ‪ 2014‬وردود الفعل‬
‫على ذلك‪ ،‬خاصة وأن المحكمة الموقرة ذكرت‬ ‫‪ 2013-29‬الذى حل محل القانون رقم ‪-17‬‬ ‫التي أثارها توقعت أن المحكمة العليا البد‬ ‫الرافضين تسليمة للجهات المختصة تجدد‬ ‫يحق للمواطن طلب تعويضه قضائيا من الدولة‬
‫عبارات غريبة(ثورة فبراير أو ثورة فجر ليبيا‬ ‫‪ 2012‬بشأن العدالة االنتقالية أقر بمسؤولية‬ ‫أن تولي القضايا التي تهم المجتمع بأسره‬ ‫وتنشر دورياً في وسائل اإلعالم وتعمم على‬ ‫عن األضرار التي لحقت به نتيجة الحروب‬
‫أو هذه الحرب الطاحنة في ليبيا (!! وأخيراً‬ ‫الدولة من حيث المبدأ عن تعويض الضحايا‬ ‫اهتماماً خاصاً ألنها ليست نزاعات ذات طابع‬ ‫الجهات الحكومية بوصفهم يشكلون خطراً‬ ‫واالشتباكات المسلحة‪ ,‬وذلك تأسيسا على‬
‫‪ ،‬إن البحث عن أساس لتأصيل الدعوى هنا‬ ‫والمضرورين ومهما كان نطاق تطبيقه فإن‬ ‫فردي ومحدود تنتهي بمجرد صدور الحكم‬ ‫على األمن القومي ) مفاد ذلك ولكي ثبتت‬ ‫الطعن المدني رقم ‪ 64/ 254‬ق الصادر‬
‫ال يجب أن يقف عند التشريع الداخلي ‪،‬بل‬ ‫القياس في نطاقه جائز بحسبان أن األمر‬ ‫النهائي عادة ؛غير أن األمور طرحت من‬ ‫الدولة عدم مسؤوليتها ‪-‬السبب االجنبي ‪ -‬عن‬ ‫بجلسة ‪14/01/2020‬م ‪ .‬اساس ذلك‪ -:‬لقد‬
‫يجب أن يشمل االتفاقيات التي صادقت عليها‬ ‫ال يتعلق بشأن عقابي أو ضريبى! ومن جهة‬ ‫جديد ‪ ،‬وعلى خالف ما توقعت ‪ ،‬بمناسبة‬ ‫استخدام تلك األسلحة أن تنشر قوائم بأسماء‬ ‫أقرت المحكمة العليا بذلك الطعن هذا‬
‫ليبيا بالنظر إلى المبدأ الذى وضعته الدائرة‬ ‫أخرى ‪ ،‬وعلى افتراض أن ما ذكره الحكم‬ ‫مسألة تعويض أضرار الحرب التي صاحبت‬ ‫األشخاص الذين يحوزون تلك األسلحة وانهم‬ ‫الحق في التعويض عندما قالت في أسبابه‬
‫الدستورية في شأن سمو االتفاقية على‬ ‫من عدم وجود نص خاص كان صحيحاً ‪،‬ألن‬ ‫انتفاضة فبراير ‪ .‬ففي حكمها الصادر في‬ ‫هم من استخدموها في تلك المعارك فإن لم‬ ‫( الحكومة مثل االفراد ال تكون مسؤولة إال‬
‫التشريع ! وغني عن البيان أن عدداً من تلك‬ ‫القواعد العامة يمكنها تأسيس هذا النوع‬ ‫قضية الطعن المدني رقم ‪64-254‬بتاريخ‬ ‫تفعل فأنها تعد مسؤولة لعدم إثبات السبب‬ ‫إذا ثبت أن الضرر ناشئ عن خطئها وترفع‬
‫االتفاقيات تحمى حق الملكية وتقرر الحق‬ ‫من المسؤولية خاصة وأن المادة األولى من‬ ‫‪ 2020-1-14‬رفضت المحكمة الطعن‬ ‫األجنبي‪ .‬كما أن عدم قيامها ‪-‬الدولة‪ -‬بتوفير‬ ‫عنها المسؤولية إذا ثبت ان الضرر ناشئ عن‬
‫في األمن ‪ ،‬وبالتالي فإن التعويض ليس طلبا‬ ‫القانون المدني في تحديدها ألصول القانون‬ ‫المرفوع من شركة تربية كتاكيت لحوم الدجاج‬ ‫األمن وحماية مواطنيها وممتلكاتهم وعدم‬ ‫ال بالمادة ‪ 168‬من القانون‬‫سبب أجنبي عم ً‬
‫عارياً عن كل أساس ‪.‬‬ ‫كانت من المرونة بما كان يسمح للقاضي‬ ‫والبيض ضد الدولة عن الخسائر التي لحقتها‬ ‫تحديد حائزي األسلحة ومستخدميها فتكون‬ ‫المدني ما لم يوجد نص في القانون ينص‬
‫خالصة القول ‪.‬أن التعويض عن أضرار‬ ‫بإيجاد الحل العادل ولو في حالة غياب‬ ‫نتيجة «إلعدام أعداد كبيرة من تلك الطيور»‪،‬‬ ‫قد قصرت في واجبها القانوني واتخدت‬ ‫على خالف ذلك ) فهذا الطعن وضع قاعدة‬
‫الحرب مسألة ال تهم أطراف الدعاوى‬ ‫النص التشريعي ومبادئ الشريعة والعرف‬ ‫وبذلك أيدت قضاء محكمة االستئناف المؤيد‬ ‫قراراً سلبياً موجب للتعويض ‪ ,‬فإمتناع اإلدارة‬ ‫إعفاء الدولة من مسؤولية التعويض عن تلك‬
‫المرفوعة أو التي سترفع‪ .‬وإنما تتعداهم‬ ‫وذلك بإستلهام مبادئ القانون الطبيعي‬ ‫لحكم محكمة الدرجة األولى الذى رفض‬ ‫عن قيامها بواجبها يعتبر قرار سلبي موجب‬ ‫األضرار إذا اثبتت الدولة أن الضرر لم يكن‬
‫إلى المجتمع بأسره ولعل قراءة مواثيق‬ ‫وقواعد العدالة ! ومن جهة ثالثة ‪ ،‬إن اجتهاد‬ ‫دعوى الشركة ؛ وبنت المحكمة حكمها على‬ ‫للتعويض ‪ ,‬حيث تنص الفقرة األخيرة من‬ ‫نتيجه خطئها أو تقصيرها أو ناشئ عن‬
‫المصالحات المحلية تؤكد هذا األمر‪ ..‬وهو‬ ‫المحكمة العليا السابق وما خوله لها قانونها‬ ‫أساس عدم وجود نص خاص وال تكفى قواعد‬ ‫المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪1971‬م‬ ‫اشخاص ال يتبعونها وذلك هو السبب أجنبي‪.‬‬
‫ما يتطلب من المحاكم عموماً والمحكمة‬ ‫من صالحية وضع المبادئ الملزمة في حالتي‬ ‫العدالة المجردة لتبرير تلك المسؤولية ‪ ،‬كما‬ ‫بشأن القضاء اإلداري على ( ويعتبر في‬ ‫ونحن سنثبت أن الدولة قد اخطأت وقصرت‬
‫العليا على وجه خاص وزن األمور بدقة كافية‬ ‫الفراغ التشريعي أو الغموض التشريعي كفيل‬ ‫أن نظرية تحمل التبعة‪ -‬أو الغرم بالغنم ‪ -‬ال‬ ‫حكم القرارات اإلدارية رفض السلطات‬ ‫على النحو التالي‪ :‬تنص المادة ‪ 2‬من قرار‬
‫ومن مختلف الزوايا للوصول إلى الحل العادل‬ ‫بسد الفراغ المزعوم ‪ :‬فإذا كان المبدأ هو‬ ‫تصلح لتأسيسها ألن هذا النوع من المسؤولية‬ ‫اإلدارية أو امتناعها عن إتخاذ قرار أو إجراء‬ ‫مجلس الوزراء رقم ‪ 145‬لسنة ‪2012‬م بشأن‬
‫السيما في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا‬ ‫قيام المسؤولية المدنية على الخطأ واجب‬ ‫لم يقره المشرع ولم يرده!! وهكذا حاولت‬ ‫كان من الواجب عليها اتخاده وفق القوانين‬ ‫تنظيم وتحديد اختصاصات وزارة الداخلية‬
‫‪.‬وذلك يتطلب من المحامين القيام بمهامهم‬ ‫االثبات(مادة ‪166‬مدنى )‪،‬فإن من صور‬ ‫المحكمة قفل كل األبواب أمام طالبي العدالة‬ ‫واللوائح) وقد أرست المحكمة العليا بدوائرها‬ ‫على ( تتولى وزارة الداخلية تنفيذ التشريعات‬
‫بكل مسؤولية وأمانة أليس الحق يعلو وال‬ ‫المسؤولية ما يقوم على خطأ مفترض؛ من‬ ‫في هذا النوع من الدعاوى‪ :‬وال أعتقد أن‬ ‫المجتمعة مسؤولية اإلدارة عن التعويض عن‬ ‫والقوانين واللوائح والقرارات وما يلزم من‬
‫يعلى عليه وأن ليس بعده إال الضالل! ولحسن‬ ‫ذلك ما يهمنا هنا مسؤولية المتبوع عن أعمال‬ ‫الشركة ‪-‬وال المواطن العادي‪ -‬قد اقتنعوا‬ ‫قراراتها السلبية المعيبة ‪ ,‬حيث جاء في‬ ‫تدابير واإلجراءات التي تكفل أمن البالد‬
‫الحظ أن هذا الحكم هو من أحكام الوقائع‬ ‫تابعه ( مادة ‪177‬مدنى)ومن المشاركين في‬ ‫بهكذا نهاية لنزاع قضائي استغرق أكثر من‬ ‫الطعن للمحكمة العليا بدوائرها المجتمعة رقم‬ ‫وحماية األرواح واألعراض والممتلكات )‪.‬‬
‫وليس من أحكام المبادئ وهو ما ينحصر‬ ‫الحرب من هو تابع للدولة حقيقة أو حكماً‬ ‫خمس سنوات ‪ .‬من جهة إن التعويض عن‬ ‫‪ 52/ 258‬قضائية (يختص القضاء المدني‬ ‫وهو بطبيعة الحال التزام بتحقيق نتيجة‪ .‬كما‬
‫في القضية التي صدر فيها كما أن إمكانية‬ ‫وهو شأن ما يسمى «القوات المساندة‬ ‫أضرار الحرب المعنية كانت محل اهتمام‬ ‫بالتعويض عن الضرر الناشئ عن القرارات‬ ‫ان على الدولة اثبات حيازة األسلحة الثقيلة‬
‫العدول عن هكذا موقف متاحة بمناسبة‬ ‫«ومجموعات الثوار « وهي مسألة لم يتطرق لها‬ ‫المشرع على كافة المستويات وال يقف األمر‬ ‫اإلدارية المعيبة دون أن تشترط إلغاء تلك‬ ‫والمتوسطة التي استخدمت وتستخدم في‬
‫طعون قادمة ‪.‬وهو ما يمنع تكرار «القضاء‬ ‫الحكم! وعلى افتراض أن المادة ‪(168‬المتعلقة‬ ‫عند القرارات التي أشار إليها الحكم و التي‬ ‫القرارات من الدائرة المختصة عم ً‬
‫ال بما جاء‬ ‫تلك الحروب ألشخاص مدنيين باسمائهم‬
‫والقدر القضائي» ‪.‬‬ ‫بدفع المسؤولية لوجود سبب أجنبي مثل القوة‬ ‫استندت إليها الشركة وهي القرارات ‪-112‬‬ ‫في الطعن رقم ‪ 45 / 284‬قضائية‪ .‬والطعن‬ ‫غير تابعين ألجهزة الدولة حتى تعفى من‬
‫‪ 50 / 93‬قضائية ) خالصة ما تقدم على‬ ‫المسؤولية وذلك عم ً‬
‫ال بالمادة ‪ 13‬من القانون‬
‫الدولة بوصفها بمثابة األفراد أن تثبت السبب‬ ‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪2014‬م بشأن تقرير بعض األحكام‬
‫في خضم ذلك نظمت إدارة المحاماة العامة فرع الزاوية • ‬
‫تجاهل الحكم لقانون العدالة االنتقالية ‪.‬‬ ‫األجنبي المتمثل في أنه ال أحد من تابعيها‬ ‫في شأن حظر األسلحة والذخائر والمفرقعات‬
‫تجاهل الحكم لقواعد المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬ ‫•‬
‫ورشة عمل بخصوص هذا الحكم تحت عنوان الطعن المدني رقم ‬ ‫قد استخدم تلك األسلحة أو شارك في تلك‬ ‫‪ ,‬حيث نصت هذه المادة على ( تتولى الدولة‬
‫‪ 4/254‬ق بين اإليجاب والسلب‪ ،‬وقد إلتئمت هذه الورشة بمقر • ‬
‫تجاهل الحكم ألحكام اإلرادة المنفردة ‪.‬‬ ‫الحروب وأن تنشر قوائم أسماء من يحيزون‬ ‫عبر أجهزتها التنفيذية المختصة دون غيرها‬
‫الفرع بتاريخ يوم الثالثاء الموافق ‪ ،2020 .02 .18‬هذا وقد شارك‬ ‫تلك األسلحة وانهم هم من استخدموها في‬ ‫استيراد األسلحة بمختلف أنواعها والمفرقعات‬
‫وخلصت الورشة إلى مجموعة من النتائج بالخصوص ‪.‬‬ ‫فيها عدد من أعضاء الهيئات القضائية ونخبة من االكاديميين‬ ‫تلك المعارك حتى يمكن للمواطن المتضرر‬ ‫والذخائر ) ونصت المادة ‪ 15‬من نفس القانون‬
‫وقد نوقشت بالورشة االوراق المتعلقة بالحكم وتركزت باآلتي ‪:‬‬ ‫مقاضاتهم ‪ ,‬وإن لم تفعل فإن مسؤوليتها تبقى‬ ‫على ( تتولى وزارة الداخلية اعداد قوائم دورية‬
‫قائمة إلي حين إثبات العكس‪.‬‬ ‫تحدد فيها حائزي السالح الثقيل والمتوسط‬
‫‪12‬‬ ‫مقاالت‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫االبتزاز اإللكتروني‬

‫عندما تصبح التقنية وسيلة لإلجرام‬

‫مبــــادئ‬ ‫«إدارة أبحاث ودراسات مكافحة الجرائم‬


‫االلكترونية» تبعيتها إلدارة الخبرة القضائية‪.‬‬
‫كما يوجد بجهاز المباحث العامة بوزارة‬
‫الداخلية لحكومة الوفاق «إدارة مكافحة‬
‫جرائم تقنية المعلومات» إال أن جهود هذه‬
‫أكانت الضحية شخصاً طبيعياً أم اعتبارياً‪،‬‬
‫لتحقيق أهداف غير مشروعة‪ ،‬ومن تم يعد‬
‫هذا العمل االجرامي أحد صور االرهاب‪،‬‬
‫أطلق عليه ((اإلرهاب المعلوماتي))‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح أن جريمة االبتزاز‬
‫بقلم ‪ :‬ايناس العزابي‬

‫االدارة تقتصر على جرائم تزوير الوثائق‬ ‫اإللكترونية هي نتاج االستخدام السلبي‬
‫طعن جنائي رقم ‪ 27/186‬جلسة‬ ‫والبيانات الشخصية دون إجراءات واضحة‬ ‫لثورة التكنولوجيا‪ ،‬وهي أثر من اآلثار غير‬ ‫متحضر من تحقيق األمن ألفراده‪ ،‬وشعورهم‬
‫‪ 1982/03/07‬من الشروط األساسية‬ ‫اتجاه جريمة االبتزاز االلكتروني‪.‬‬ ‫المرغوبة لهذا التقدم العلمي المذهل‪،‬‬ ‫باألمان في حياتهم‪ ،‬ولعل جوهر وسبب‬
‫ثالثاً ‪ :‬مخاطر االبتزاز االلكتروني ‪:‬‬ ‫الذي جعل المجرم يختبئ خلف شاشة‬ ‫تجريم جريمة االبتزاز اإللكتروني هو‬ ‫احت ّل التق ّدم في مجال المعلومات‬
‫لقيام جريمة خيانة األمانة حصول‬ ‫يؤدي انتشار هذا النوع من الجرائم إلى‬ ‫ال اجرامياً باالعتداء على‬ ‫ما‪ ،‬ويمارس عم ً‬ ‫التهديد واالبتزاز‪ ،‬والضغط الذي يمارس‬ ‫واالتّصاالت جانباً كبيراً و ُمه ّماً في حياة‬
‫تسليم المال محل الجريمة إلى‬ ‫الكثير من المخاطر والتهديدات‪ ،‬بعضها‬ ‫مصلحة يحميها النظام للضحية‪ ،‬وتتم‬ ‫على الضحية‪ ،‬بتهديده بإفشاء سرِ يرى في‬ ‫النّاس وتعامالتهم؛ فصار أساساً للتّعامل‬
‫يمس االقتصاد واألمن الوطني وتهديده‪،‬‬ ‫الجريمة عن طريق قيام الجاني بالضغط‬ ‫كشفه معرة له وتعييباً‪ ،‬مما يضطر معه إلى‬ ‫والشركات والمؤسسات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بين األشخاص‬
‫الجاني ويلزم لتوافر الظرف المشدد‬ ‫وبعضها اآلخر يمس العالقات األسرية‬ ‫على المجني عليه المحتمل بالتهديد تارة‪،‬‬ ‫االنصياع واالذعان لرغبة الجاني‪ ،‬وتحقيق‬ ‫التوجه نحو استخدام شبكات‬ ‫ّ‬ ‫وقد ازداد‬
‫الخاص باساءة عالقة العمل أن يكون‬ ‫وتشكيل الخالفات بين أفراد األسرة‪ ،‬مما‬ ‫والوعيد تارة أخرى‪ ،‬وذلك بنشر معلومات أو‬ ‫مطالبه المشروعة أو غير المشروعة تحت‬ ‫المعلومات اإللكترون ّية في اآلونة األخيرة‬
‫يؤدي إلى التفكك األسري‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫صور أو تسجيالت ال يرغب المجني عليه‬ ‫االكراه خوفاً من الفضيحة‪ ،‬وفي هذا‬ ‫بص َفتها أداة اتّصال دولية في ُمختلف مناحي‬ ‫ِ‬
‫المال قد سلم للعامل من رب العمل‬ ‫الكثير من النتائج التي تسببها بعض أنواع‬ ‫في اظهارها على المأل‪ ،‬فاالبتزاز اإللكتروني‬ ‫المقال نسلط الضوء على هذا السلوك غير‬ ‫وفر ًة بذلك الكثير من ّ‬
‫السرعة‬ ‫الحياة‪ُ ،‬م ِ ّ‬
‫ويعتبر المال مسلما من رب العمل إذا‬ ‫الجرائم االلكترونية كالتشهير ببعض‬ ‫أسلوب من أساليب الضغط واالكراه على‬ ‫السوي‪ ،‬وسنتناول فيه ماهية جريمة االبتزاز‬ ‫والمسافات والجهد على اإلنسان‪ .‬مقابل‬
‫األفراد ونشر األخبار واالشاعات‪ .‬مما دفع‬ ‫المجني عليه‪ ،‬يمارسه الجاني لتحقيق مآربه‬ ‫االلكتروني وصورها وآلية مكافحتها‪:‬‬ ‫ذلك أفرز استخدامها الخاطيء العديد من‬
‫كان العامل مكلفا من قبله بتحصيله‬ ‫بالكثيرين من الوقوع ضحايا هذا الجرم‪،‬‬ ‫االجرامية‪ ،‬وذلك للوصول إلى هدفه الذي‬ ‫أوالً‪ :‬مفهوم االبتزاز االلكتروني‪:‬‬ ‫المشكالت والمخاطر‪.‬‬
‫من الغير‪.‬‬ ‫عدد من الشباب‬ ‫الذي كان سبباً في انتحار ٍ‬ ‫قد يكون هدفاً مادياً أو معنوياً‪ ،‬وفي حال‬ ‫جريمة االبتزاز اإللكتروني هي إحدى صور‬ ‫حيث شهد العالم ثورة مذهلة في مجال‬
‫في مدينة البيضاء‪ ،‬هروباً من واقع مؤلم‬ ‫عدم استجابته للجاني فإن األخير سيقوم‬ ‫الجرائم اإللكترونية(‪)Cyber-crimes‬‬ ‫التكنولوجيا واالتصاالت وتقنية المعلومات‪،‬‬
‫وضغوطات يمارسها عليهم المبتز‪ ،‬وهذا ما‬ ‫بنشر المعلومات السرية على المأل‪ ،‬وهو ما‬ ‫وهي تتكون من مقطعين هما الجريمة‬ ‫حتى أن مقولة أن العالم أصبح قرية‬
‫أكد عليه تقرير اللجنة المشكلة من مركز‬ ‫يضع المجني عليه في مأزق إما بالرضوخ‬ ‫(‪ ،)Crime‬والمقطع اآلخر ( ‪ ) Cyber‬وهي‬ ‫صغيرة‪ ،‬مقولة قاربت الصواب في معظمها‪،‬‬
‫الخبرة القضائية والبحوث–البيضاء‪.‬‬ ‫للجاني وتحقيق مطالبه‪ ،‬وإما بعدم الرضوخ‬ ‫السيبرانية أو الفضاء‪ ،‬ويستخدم مصطلح‬ ‫وهذه الثورة في التقنية‪ ،‬كان من أهم أوجه‬
‫الطعن اإلداري رقم ‪ 41/52‬جلسة‬ ‫وتزداد خطورة هذا النوع من الجرائم في ظل‬ ‫والتعرض للفضيحة‪.‬‬ ‫انتفاضتها‪ ،‬التقدم المذهل في مجال‬
‫اإللكترونية لوصف فكرة أن الجريمة تتم‬
‫‪ 2007/03/04‬إن التفرقة بين‬ ‫غياب النص القانوني الذي يدين هذا الجرم‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المجني عليه في جريمة االبتزاز‬ ‫من خالل التقنية الحديثة‪ ،‬أما الجريمة‬ ‫الحواسيب اآللية وملحقاتها‪ ،‬والبرامج‬
‫حيث استغل المبتزون الفراغ التشريعي في‬ ‫ا ال لكتر و ني‬ ‫فهي تلك األفعال المخالفة للقانون‪ ،‬ويقصد‬ ‫التي تلحق بها‪ ،‬فأصبح االعتماد على هذه‬
‫دعاوى اإللغاء ودعاوى التسوية تقوم‬ ‫القانون الليبي الذي يضع حداً رادعاً لهذه‬ ‫تقسم جرائم االبتزاز االلكتروني حسب‬ ‫التكنولوجيا واضحاً جلياً في كل الجهات‬
‫باالبتزاز االلكتروني هو القيام بالتهديد‬
‫على أساس النظر إلى المصدر الذي‬ ‫الجريمة‪ ،‬متمسكين بقاعدة (ال جريمة وال‬ ‫شخصية المجني عليه باعتباره الضحية‬ ‫بكشف معلومات معينة عن شخص أو فعل‬ ‫الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬حتى بات العنصر‬
‫عقوبة إال بنص) ‪ .‬وهذا تقصير واضح من‬ ‫في الجريمة‪ ،‬فقد يكون المجني عليه‬ ‫شيء لتدمير الشخص المهدد‪ ،‬إن لم يقم‬ ‫البشري يشكو من إحالل األجهزة الذكية من‬
‫يستمد منه الموظف حقه فإذا كان‬ ‫قبل المشرع الليبي في تأخره بتشريع مثل‬ ‫شخصية اعتبارية في الدولة‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫حواسيب وبرامج محل الجهد البشري‪ ،‬وحل‬
‫الشخص المهدد باالمتثال لطلبات المبتز‪،‬‬
‫هذا الحق مستمد مباشرة من قاعدة‬ ‫هكذا قوانين‪ ،‬على الرغم من محاوالت‬ ‫في الحكومات والشركات والمؤسسات‬ ‫وعاد ًة تكون هذه المعلومات محرجة أو ذات‬ ‫الذكاء االصطناعي محل الذكاء البشري‪ ،‬على‬
‫البعض في إعداد مشروع قانون يجرم‬ ‫ذات الشخصية االعتبارية‪ ،‬وتتم عن طريق‬ ‫طبيعة مدمرة اجتماعياً‪.‬‬ ‫الرغم من أن هذه التكنولوجيا هي صناعة‬
‫تنظيمية ملزمة كانت الدعوى دعوى‬ ‫االبتزاز االلكتروني‪ ،‬ولكنها تعتبر مجرد‬ ‫الحصول على معلومات سرية لها خصوصية‬ ‫بشرية في األساس‪ ،‬وأصبحت الدول يقاس‬
‫كما ورد تعريف االبتزاز االلكتروني في‬
‫تسوية وتكون القرارات الصادرة من‬ ‫محاوالت لعلها تحرك الماء الراكد الذي‬ ‫خاصة بالضحية كمؤسسة أو وزارة حكومية‪،‬‬ ‫الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) بأنه عملية‬ ‫مدى تقدمها بقدرتها على امتالك والتعامل‬
‫قد يدفع بالسلطة التشريعية التخاذ ما‬ ‫والتهديد باإلعالن عنها‪ ،‬ونشرها لآلخرين‪،‬‬ ‫مع التكنولوجيا الحديثة في شتى مناحي‬
‫جهة اإلدارة في هذا الشأن مجرد‬ ‫يلزم اتخاذه لصدور هذا القانون‪ ،‬وخاصة‬ ‫أو تتم من خالل اختراق الموقع االلكتروني‬
‫تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد‬
‫الحياة‪ ،‬وبالرغم من هذه النعمة الكبيرة التي‬
‫فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص‬
‫إجراءات تنفيذية تهدف إلى مجرد‬ ‫أن هناك العديد من المحاضر المقدمة‬ ‫للمؤسسة عن طريق قراصنة غالبا ما يكون‬ ‫الضحية‪ ،‬مقابل دفع مبالغ مالية أو استغالل‬ ‫حلت بالجنس البشري‪ ،‬إال أن هذه النعمة‬
‫من قبل ضحايا هذا النوع من اإلجرام‪ ،‬وال‬ ‫هدفهم من االختراق هو أهداف سياسية‪.‬‬ ‫صاحبتها نقمة‪ ،‬تمثلت في االستخدام غير‬
‫تطبيق القانون على حالة الموظف‬ ‫يوجد النص الذي يطبق على هذه الواقعة‬ ‫فاالبتزاز في هذه الحالة ال يكون إال في‬
‫الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح‬
‫القانوني لهذه التكنولوجيا‪ ،‬حتى أصبحت‬
‫المبتزين كاإلفصاح بمعلومات سرية خاصة‬
‫وحمل ما نص عليه القانون إليه – أما‬ ‫إال وصفها بأنها جريمة التشهير المنصوص‬ ‫حاالت التأزم واستغالل الفوضى في البالد‬ ‫بجهة العمل أو غيرها من األعمال غير‬ ‫هذه التكنولوجيا تستخدم كمعول هدم ال‬
‫عليها في المادة ‪ 439‬من قانون العقوبات‬ ‫وانعدام الخيارات‪ ،‬ولهذا فكل من لديه‬ ‫للبناء‪ ،‬في أيدي الخارجين عن القانون‪ ،‬ذوو‬
‫إذا استلزم األمر صدور قرار إداري‬ ‫الليبي‪ ،‬حيث تنص على اآلتي‪:‬‬ ‫أجندات ومصالح ومنافع ال يمكن تحقيقها‬
‫القانونية‪ .‬وعادة ما يتم تصيد الضحايا‬
‫الصفات الخاصة‪ ،‬صاحبو االجرام الناعم‪،‬‬
‫عن طريق البريد اإللكتروني أو وسائل‬
‫يستند على سلطة اإلدارة التقديرية‬ ‫(يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة‬ ‫في ظل األحوال الهادئة والمستقرة‪ ،‬ينتهز‬ ‫التواصل االجتماعي المختلفة كـ ( الفيس‬ ‫الذي ال يراق فيه نقطة دم ‪ ،‬وبالرغم من‬
‫أو بغرامة ال تجاوز خمسين جنيهاً كل من‬ ‫فرصة خروج الظروف عن المجرى العادي‬ ‫خطورة هذه الجرائم‪ ،‬نجد صعيداً آخر‬
‫يخول هذا المركز للموظف فالدعوى‬ ‫اعتدى على سمعة أحد بالتشهير به لدى عدة‬ ‫لألمور فيدفع بمصالحه وأجنداته ومنافعه‬
‫بوك‪ ،‬تويتر‪ ،‬وإنستغرام) وغيرها من وسائل‬
‫أنه نظرا ألن هذه الجريمة عابرة للحدود‪،‬‬
‫التواصل االجتماعي نظ ًرا النتشارها الواسع‬
‫في هذه الحالة تكون دعوى إلغاء‪.‬‬ ‫أشخاص‪ ،‬وذلك في غير األحوال المنصوص‬ ‫إلى بؤرة الحدث الذي يجري في ظل ظروف‬ ‫واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات‬ ‫فإن هذا السلوك االجرامي الذي يستخدم‬
‫عليها في المادة السابقة‪.‬‬ ‫غير عادية تعصف بالواقع‪ ،‬كي يتم حشرها‬ ‫المجتمع‪ .‬وتتزايد عمليات االبتزاز اإللكتروني‬ ‫شبكات المعلومات والتكنولوجيا الحديثة‪،‬‬
‫واذا وقع التشهير بإسناد واقعة معينة‬ ‫في واقع مأزوم ليتم إغراقه إن لم يستطع‬ ‫في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل‬ ‫يسهل التهرب من العقاب‪ ،‬حيث ترتكب كثير‬
‫تكون العقوبة الحبس الذي ال تجاوز مدته‬ ‫استيعابها‪ ،‬وتوصف هذه الحالة من حاالت‬ ‫التواصل االجتماعي والتسارع المشهود في‬ ‫من هذه الجرائم من على بُعد دولي‪.‬‬
‫دعوى الطرد التوجه اال الي الغاصب‬ ‫السنتين أو الغرامة التي ال تجاوز السبعين‬ ‫االبتزاز السياسي‪.‬‬ ‫أعداد برامج المحادثات المختلفة‪.‬‬ ‫وقد انتشرت في اآلونة األخيرة وأصبحت‬
‫جنيهاً ‪.‬‬ ‫وقد يكون المجني عليه فرداً أو مجموعة‬ ‫ويعرف البعض اإلبتزاز اإللكتروني بأنه‬ ‫ظاهرة جديرة بالنظر واالعتبار‪ ،‬واالجرام‬
‫الذي ال سند له في شغل العقار‬ ‫واذا حصل التشهير عن طريق الصحف‬ ‫أفراد وفي الغالب تكون (أنثى)‪ ،‬ويعد ابتزاز‬ ‫المخالفات التي ترتكب ضد األفراد أو‬ ‫المستحدث‪ ،‬الذي يتم عن طريق التكنولوجيا‬
‫المطلوب طرده منه فأن كان شاغل‬ ‫أو غيرها من الطرق اإلعالنية أو في وثيقة‬ ‫النساء أكثر أنواع االبتزاز اإللكتروني شهرة‬ ‫مجموعة من األفراد‪ ،‬أو بعض ممثلي‬ ‫ويرتكب بواسطة تقنية المعلومات‪ ،‬وقد‬
‫عمومية تكون العقوبة الحبس الذي ال يقل‬ ‫وانتشاراً‪ ،‬حيث يقوم المبتز بالضغط على‬ ‫مؤسسات الدولة بدافع الجريمة‪ ،‬وبقصد‬ ‫بذلت الدول العديد من الجهود إلقرار‬
‫العقار يستند الي سبب قانوني في‬ ‫عن ستة أشهر أو الغرامة التي تتراوح بين‬ ‫الضحية وتهديده بنشر معلومات شخصية‬ ‫إيذاء سمعة الضحية أو أذى مادي أو‬ ‫تشريعات تجرم هذا السلوك االجرامي الذي‬
‫شغله له يعطيه الحق في دخوله‬ ‫عشرين جنيهاً ومائة جنيه‪.‬‬ ‫أو صوره أو تسجيل مرئي أو محادثات على‬ ‫معنوي سواء أكان بشكل مباشر أو غير‬ ‫يرتكب بواسطة شبكات المعلومات واألجهزة‬
‫واذا وجه التشهير إلى هيئة سياسية‬ ‫مواقع الدردشة‪ ،‬أو أية مادة‪ ،‬عن واقعة‬ ‫مباشر باستخدام شبكات االتصاالت مثل‬ ‫الحديثة‪ ،‬وباتت تعرف بالجرائم اإللكترونية‪،‬‬
‫والبقاء فيه فأنه اليجوز القضاء‬ ‫أو إدارية أو قضائية أو إلى من يمثلها أو‬ ‫أو وقائع يكون من شأنها تشويه سمعته‬ ‫االنترنت وغرف الدردشة والبريد االلكتروني‬ ‫فهي الوجه اآلخر لإلجرام التقليدي‪ ،‬الذي‬
‫بطرده منه‪ ،‬إذ اليعتبر في هذه‬ ‫إلى هيئة منعقدة انعقاداً صحيحاً فتزاد‬ ‫وتدميره اجتماعياً‪ .‬ويتم الحصول على تلك‬ ‫والهواتف الذكية‪.‬‬ ‫يرتكب في وسط مادي‪ ،‬ومسرح جريمة‬
‫العقوبات بمقدار ال تجاوز الثلث‪.‬‬ ‫المعلومات إما مباشر ًة من الضحية أو بطريق‬ ‫كما عرف أيضا بأنه محاولة الحصول‬ ‫تقليدي‪ ،‬حتى بات الوسط الذي ترتكب فيه‬
‫الحالة غاصبا‪ ،‬وأن القول بأن زوال‬ ‫وباستقراء النص نالحظ أن هذه العقوبة‬ ‫غير مباشرة من خالل الدخول غير المشروع‬ ‫على مكاسب مادية أو معنوية‪ ،‬عن طريق‬ ‫الجريمة اإللكترونية هو ومضات كهربائية‬
‫السندالذي كان صحيحا من شأنه أن‬ ‫ال تتناسب مع اآلثار الناتجة عن االبتزاز‬ ‫للحسابات االلكترونية (التهكير) والوصول‬ ‫االكراه وابتزاز شخص أو أشخاص أو‬ ‫ومغناطيسية‪ ،‬ورموز‪ ،‬وشفرات‪ ،‬ولم يعد‬
‫االلكتروني‪.‬‬ ‫لتلك المعلومات من خاللها‪ ،‬وتهديدهم بها‬ ‫حتى مؤسسات للحصول على أهداف غير‬ ‫مسرح الجريمة إال مسرحا افتراضياً‪ ،‬كما‬
‫يجعل بقاء شاغل العقار فيه متسما‬ ‫ومن خالل ما تقدم نوصي بإقامة ندوات‬ ‫إلجبارهم على القيام بأعمال غير أخالقية‬ ‫اهتم المجتمع الدولي بإقرار اتفاقات دولية‬
‫مشروعة‪.‬‬
‫بصفة الغصب اليفترض‪ ،‬وإنما ينبغي‬ ‫توعوية لبيان مخاطر االبتزاز االلكتروني‬ ‫ولغايات دنيئة‪.‬‬ ‫وبهذا يصنف االبتزاز من ضمن الجرائم‬ ‫لتوحيد التشريعات‪ ،‬ومازالت الجهود تبذل‬
‫وكيفية االستخدام الصحيح لحسابات‬ ‫ومن هنا أصبحت هذه الجريمة ظاهرة‬ ‫السيبرانية حسب وصف التقرير الصادر‬ ‫حثيثاً في هذا الشأن وخاصة من قبل منظمة‬
‫أن يتقرر ذلك الزوال وفق إجراءات‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬والعمل على إصدار‬ ‫خطرة دقت ناقوس الرهبة والرعب في‬ ‫االمم المتحدة كما سيتم بيانه‪.‬‬
‫عن مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات‬
‫القانون‪ .‬طعن مدني (‪506/64‬ق)‬ ‫قانون بشأن الجرائم االلكترونية وأن تكون‬ ‫المجتمع الليبي‪ ،‬كون أن هذا الفعل قد‬ ‫والجريمة والمعنون بـــــ (( استخدام االنترنت‬ ‫ومن هنا أصبحت جريمة االبتزاز‬
‫العقوبة رادعة لمرتكبي هذه الجرائم‪ ،‬لئال‬ ‫استهدف النسيج االجتماعي العائلي اآلمن‪،‬‬ ‫في أغراض ارهابية)) ‪ .‬وذلك باعتبار أن‬ ‫اإللكتروني إحدى صور الجريمة اإللكترونية‬
‫جلسة ‪2019/06/25‬‬ ‫تبقى هناك ثغرة قانونية يستطيع من خاللها‬ ‫مما دفع وزير العدل بالحكومة المؤقتة إلى‬ ‫ظاهرة تخترق المجتمع وتهدد دعائمه‪،‬‬
‫جريمة االبتزاز االلكتروني تهدف إلى زرع‬
‫المبتز أن يفلت من الجزاء القانوني العادل ‪.‬‬ ‫اصدار القرار رقم ‪ 29‬لسنة ‪2016‬م بإنشاء‬ ‫الخوف والرهبة في نفس الضحية سواء‬ ‫وتضرب في مقتل أهم أهداف أي مجتمع‬
‫‪13‬‬ ‫مقاالت‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫العدالة االنتقالية في ليبيا‬ ‫األستاذ‪ /‬مروان الطشا ‬


‫ين‬
‫القاضي بمحكمة شمال‬
‫مسارات متعثرة مع غياب الرؤية المجتمعية واإلرادة السياسية‬ ‫بنغازي االبتدائية‬
‫للوقوف على الحقائق‪ ،‬كما اقتصر االتفاق على‬ ‫ضد االنسانية وركز على المزايا والتعويضات ‪.‬‬ ‫تشريعات المؤتمر الوطني العام «استمرار الفوضى»‬ ‫الحقائق والمصالحة إال أن تشكليها الذي جاء‬
‫المطالبة بتفعيل قانون العدالة االنتقالية رقم‪29‬‬ ‫تشريعات مجلس النواب «تشريعات في ظل االنقسام‬ ‫وحتى مع تغير السلطة التشريعية وانتخاب المؤتمر‬ ‫قضائياً خالصاً ولم تمثل فيه المرأة وال الشباب وال‬ ‫تمهيد‪:‬‬
‫لسنة ‪ 2013‬م ولم يتحدث عن صياغة مشروع جديد‬ ‫السياسي»‬ ‫الوطني العام في ‪ 2012/07/07‬استمرت ذات‬ ‫األقليات وال الضحايا مما جعل الهيئة تولد عاجزة‬ ‫من الصعب الحديث عن العدالة االنتقالية ومساراتها‬
‫نظراً لعيوب القانون‪ ،‬ولتغير الظروف وتطور االحداث‬ ‫وحتى مجلس النواب المنتخب في ‪ 2014.06.25‬لم‬ ‫السياسة التشريعية المرتبكة فكانت البداية مع‬ ‫ومكبلة وغير قادرة على التعاطي مع واقع معقد‪.‬‬ ‫في بلد مثل ليبيا مر بعدة بنزاعات مسلحة وعلى‬
‫المصاحبة له‪.‬‬ ‫يكن مختلفاً عن سابقيه في انعدام السياسة التشريعية‬ ‫القانون رقم ‪ 29‬لسنة ‪ 2013‬بشأن العدالة اإلنتقالية‬ ‫وبالفعل لم يكن للقانون تأثيراً حقيقياً ولم يساهم‬ ‫فترات مختلفة وتتعدد فيها الحكومات والسلطات‬
‫واستحدث اإلتفاق هيئات من دون تعريف دقيق‬ ‫وغياب الرؤية والتي تجسدت بصدور القانون رقم ‪6‬‬ ‫والمصالحة الوطنية‪.‬‬ ‫في الدفع نحو استقرار الدولة ودعم التحول‬ ‫التشريعية والمجموعات المسلحة ‪ ،‬بالرغم أن‬
‫الختصاصاتها كهيئة لكشف الحقائق‪ ،‬وهيئة لحقوق‬ ‫لسنة ‪ 2015‬بشأن العفو الذي نص على عفو مشروط‬ ‫وقد وضع هذا النص أن مفهوم العدالة اإلنتقالية‬ ‫الديموقراطي ومعالجة الشرخ المجتمعي‪ ،‬كونه لم‬ ‫ليبيا لم تعرف النزاع المسلح الداخلي وال الحرب‬
‫اإلنسان‪ ،‬وهيئة لرصد االنتهاك‪ .‬ومن شأن هذا األمر‬ ‫عن جميع الليبيين الذين ارتكبوا جرائم معينة خالل‬ ‫يشمل بعض آثار ثورة السابع عشر من فبراير وهي‬ ‫ال وجاء بصفة استعجالية‬ ‫ال ومتكام ً‬
‫يكن قانوناً شام ً‬ ‫االهلية في تاريخها الحديث منذ استقاللها سنة‬
‫أن يسبب بدون شك إرباكاً في أداء هذه الهيئات‬ ‫الفترة من ‪ 15‬فبراير ‪ 2011‬وحتى صدور القانون‪،‬‬ ‫تحديداً (مواقف وأعمال أدت إلى شرخ في النسيج‬ ‫ولم يخضع الستشارات مجتمعية أو نقاشات مفتوحة‪.‬‬ ‫‪1951‬م‪ ،‬ورغم الطابع المسلح الذي صاحب عملية‬
‫والتداخل غير المنضبط‪ ،‬وغياب التنسيق وقد‬ ‫معلناً انقضاء الدعاوى الجنائية بشأنها وسقوط‬ ‫االجتماعي وأعمال كانت ضرورية لتحصين الثورة‬ ‫بل أن السلطة التشريعية نفسها التي أصدرته قامت‬ ‫التغيير والثورة في ليبيا سنة ‪2011‬م وما بعدها‪ ،‬إال‬
‫افتقر االتفاق السياسي لتحديد آلية تفعيل العدالة‬ ‫العقوبات المحكوم بها واآلثار المترتبة عليها‪.‬‬ ‫وشابتها بعض السلوكيات غير الملتزمة بمبادئها)‪.‬‬ ‫بإصدار تشريعات الحقة بعده‪ ،‬منها ما جاء لمعالجة‬ ‫أن هذا لم يمنع في البداية أن تكون هناك عملية‬
‫االنتقالية والمصالحة وتقصي الحقائق وتوثيقها‪.‬‬ ‫ومن أبرز الشروط التي وضعها القانون لإلستفادة‬ ‫وقد وسع هذا النص تعريف مفهوم العدالة اإلنتقالية‬ ‫أحداث محددة‪ ،‬لم يتمكن هذا القانون من معالجتها‬ ‫تحول ديموقراطي مبشرة ‪ ،‬ففي سنة ‪ 2012‬أقيمت‬
‫كما أهمل اإلتفاق تحديد الخطوات واآلليات‬ ‫من العفو‪ ،‬التعهد المكتوب بالتوبة ورد المال محل‬ ‫في الحالة الليبية‪ ،‬فجعله يشمل الجرائم واإلنتهاكات‬ ‫منها العفو عن بعض الجرائم ومسألة إالفراج عن‬ ‫أول انتخابات ديموقراطية في ليبيا أسست سلطة‬
‫األساسية والعملية في ملفات حيوية‪ .‬من أبرز تلك‬ ‫الجريمة والتصالح مع المجني عليه وتسليم األسلحة‬ ‫التي ارتكبها الث ّوار أو المقاتلون تحت راية المجلس‬ ‫السجناء التي تمت بشكل عشوائي أثناء وبعد النزاع‬ ‫تشريعية وتنفيذية وبدأت األمور تتجه نحو اإلستقرار‬
‫الملفات ملف المحتجزين والمفقودين والسجناء‬ ‫واألدوات التي استعملت في ارتكاب الجريمة‪ ،‬وإعادة‬ ‫الوطني اإلنتقالي‪ .‬وبذلك لم يقتصر القانون على‬ ‫المسلح سنة ‪2011‬م مما تطلب معالجة تشريعية‬ ‫‪ ،‬إال أن المسار الديموقراطي تعثر لمصلحة المسار‬
‫والنازحين والمهجرين ‪.‬‬ ‫الشيء إلى أصله في جرائم االعتداء على العقارات‬ ‫معالجة انتهاكات النظام السابق‪ ،‬ولكن بقيت مفاعليته‬ ‫خاصة فصدر القانون رقم ‪35‬لسنة ‪2011‬م بشأن‬ ‫العسكري مما نتج عنه أزمة دستورية في البالد‬
‫مستقبل العدالة اإلنتقالية في ليبيا‬ ‫والممتلكات المنقولة‪.‬‬ ‫معدومة نسبياً‪.‬‬ ‫العفو ‪.‬‬ ‫وازدواجية السلطة التشريعية والتنفيذية فيها ‪.‬‬
‫كما أتضح من رصد مسار العدالة االنتقالية في ليبيا‬ ‫كما أن القانون ال يسري على كل الجرائم‪ .‬فقد‬ ‫فلم تنشر نتائج التحقيقات رغم تشكيل هيئة تقصي‬ ‫وبالتزامن معه أصدر المجلس الوطني اإلنتقالي‬ ‫ومن الطبيعي أن أي مرحلة تحول ديمقراطي أو‬
‫ومتابعة تفاصيله‪ ،‬يتجلى بوضوح أنه ال يكفي أن تكون‬ ‫استثنى من انطباق العفو جرائم االرهاب وجرائم‬ ‫الحقائق هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى عمدت‬ ‫تشريعاً جديداً يحمل رقم ‪ 38‬لسنة ‪ 2012‬بشأن‬ ‫تغيير في النظام السياسي يستلزم بالضرورة أن‬
‫السلطة منتخبة لضمان نجاح قانون العدالة االنتقالية‬ ‫جلب المخدرات واإلتجار فيها‪ ،‬وجرائم المواقعة‬ ‫السلطة التشريعية لتفريغه من محتواه من خالل‬ ‫بعض اإلجراءات الخاصة بالمرحلة اإلنتقالية يعزز‬ ‫يكون هناك مساراً تشريعياً ومجتمعياً وسياسياً‬
‫دون عقد مشاورات واسعة مع المجتمع المدني‬ ‫وهتك العرض وجرائم القتل على الهوية واالختطاف‬ ‫إصدار تشريعات موازية يفترض أن تكون في صلب‬ ‫مفهوم اإلفالت من العقاب‪ ،‬ويعطي الفرصة لمن‬ ‫للعدالة االنتقالية‪ ،‬التي تساهم في دعم التحول‬
‫وممثلي الضحايا لخلق إرادة مجتمعية‪ ،‬وأن أغفال‬ ‫والتعذيب‪ ،‬وجرائم الحدود والفساد (المادة الثالثة‬ ‫عمل العدالة اإلنتقالية سواء كانت هذه القوانين قبل‬ ‫ارتكب انتهاكات اإلفالت من دائرة المحاسبة حيث‬ ‫الديموقراطي من خالل الكشف عن الحقيقة وجبر‬
‫الطبيعة التشاركية للعدالة االنتقالية يؤدي بالنهاية‬ ‫منه)‪.‬‬ ‫صدوره ومهدت إلفشاله أو بعد صدوره فأفرغته من‬ ‫ورد في نص المادة الرابعة من هذا القانون‪« :‬ال‬ ‫الضر والمحاسبة واالصالح المؤسسي وصوالً إلى‬
‫إلى فشل المسار أو على أقل تقدير تعثره‪.‬‬ ‫وما زاد هذا القانون قابلية للنقد هو أنه جاء في وقت‬ ‫محتواه ‪.‬‬ ‫عقاب على ما استلزمته ثورة السابع عشر من فبراير‬ ‫مصالحة وطنية حقيقة تساهم في معالجة التصدع‬
‫كما أن مسار العدالة االنتقالية لن ينجح في ظل‬ ‫انقسام سياسي ونزاع عسكري وأنه كان من الحري‬ ‫ال ت ّم إصدار قانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 2013‬بشأن‬ ‫فمث ً‬ ‫من عمليات عسكرية أو أمنية أو مدنية قام بها الثوار‬ ‫المجتمعي وتدفع البالد باتجاه اإلستقرار والتنمية‪.‬‬
‫استغالل السلطات التشريعية األوضاع والظروف في‬ ‫في فترة كهذه البحث عن إعادة صياغة وتفعيل‬ ‫العزل السياسي واإلداري والذي أقصى كثيراً‬ ‫بهدف إنجاح الثورة وحمايتها»‪ .‬فمثل هذا النص‬ ‫لكن في ليبيا عجزت السلطات المتعاقبة عن تبني‬
‫تبني تشريعات لخدمة اتجاهات سياسية بعينها‪ ،‬مما‬ ‫مشروع العدالة االنتقالية بالكامل‪ ،‬ال أن يصدر قانون‬ ‫ممن شغل في ظل نظام القذافي مناصب سياسية‬ ‫يفتح الباب على مصراعيه أمام اإلفالت من العقاب‬ ‫مشروع حقيقي للعدالة االنتقالية قائم على ركائز‬
‫سينحرف بها عن اهدافها الحقيقية ويؤدي بالضرورة‬ ‫عفو يعتريه جدل كبير حول مدى نجاعته وتوقيت‬ ‫وسيادية‪ .‬وقد أحدث هذا القانون إنقساماً عميقاً في‬ ‫ويعطي غطا ًء قانونياً لفئة محددة من المجتمع يسمح‬ ‫ثابتة وان برزت بعض المحاوالت الخجولة التي لم‬
‫لتحول هذه القانون ألليات للثأر واالنتقام وتصفية‬ ‫صدوره‪.‬‬ ‫المجتمع وكان المفترض أن يُترك هذا الشأن لبند‬ ‫لها بارتكاب اإلنتهاكات من دون محاسبة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫تنجح في وضع العجلة على السكة وكانت العشوائية‬
‫الحسابات‪.‬‬ ‫العدالة االنتقالية في مشروع الدستور‬ ‫اإلصالح المؤسسي وهو ركيزة أساسية في العدالة‬ ‫معايير تطبيق النص القانوني بهكذا صياغة تعد مرنة‬ ‫والتخبط وغياب اإلرادة السياسية من أبرز مسار‬
‫يضاف لكل ما سبق العامل األساسي وهو ضعف‬ ‫وقد حاولت الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع‬ ‫االنتقالية الذي من خالله يتم إبعاد الفاسدين ومن‬ ‫وفضفاضة وتخضع للتفسيرات والتأويالت المختلفة‬ ‫العدالة االنتقالية‪.‬‬
‫مؤسسات الدولة وهشاشتها وعدم قدرتها على‬ ‫الدستور التعاطي مع مسألة العدالة االنتقالية‬ ‫أضروا بالمال العام كما أنه جاء بصورة إنتقائية ولم‬ ‫مما يسهل استغاللها ‪.‬‬ ‫تشريعات المجلس اإلنتقالي المؤقت» بداية متعثرة»‬
‫العمل بانتظام‪ ،‬إضافة لتردي الخدمات وحالة عدم‬ ‫والمصالحة الوطنية في باب التدابير االنتقالية في‬ ‫يستند على معايير موضوعية وفشل في وضع ألية‬ ‫وقد اعتبر د‪ .‬وحيد الفرشيشي أن االعتراف بشرعية‬ ‫فقد كانت البداية مع المجلس الوطني اإلنتقالي‬
‫االستقرار االقتصادي واالنفالت األمني وتكرار‬ ‫المواد من ‪ 197‬الى ‪ ،200‬ويتضح من هذه النصوص‬ ‫لتطبيقه وانتهك حقوق االفراد المدنية والسياسية‬ ‫الثوار في عمليات التتبع الجنائي يمثل تهديداً لمسار‬ ‫المؤقت وهو أول سلطة سياسية توافقية بعد الثورة‬
‫االشتباكات العسكرية من حين ألخر يساهم في‬ ‫أن هذه التدابير غير مرتبطة بحقبة زمنية معينة‪،‬‬ ‫وكرس التمييز بين المواطنين بمعايير فضفاضة ‪.‬‬ ‫العدالة االنتقالية قد ينحرف بها نحو عدالة انتقامية‪.‬‬ ‫وإن كانت غير منتخبة لكنها كان لها سبق المبادرة‬
‫عرقلة المسار ويؤدي لفشل االرادة السياسية أو‬ ‫وأنها وردت بشكل عام لتشمل كل إنتهاكات حقوق‬ ‫ولم يخالف المؤتمر الوطني العام عادات سابقه‬ ‫واستمراراً لسياسة العبث التشريعي وغياب‬ ‫وفي مرحلة مبكرة جداً في إصدار أول تشريع للعدالة‬
‫لعجزها على أقل تقدير‪.‬‬ ‫االنسان والتعويض عنها‪ ،‬ونظمت ألية رد الحقوق‬ ‫التشريعية في التمييز بين الضحايا وإصدار‬ ‫استراتيجية محددة تبين غاية المشرع منها ‪,‬أصدر‬ ‫االنتقالية بتاريخ ‪2011..2.26‬م وهو القانون رقم ‪17‬‬
‫وختاماً رغم تعدد السلطات وتنوع الخلفيات‬ ‫العقارية والمنقولة لكنها لم تلزم السلطة التشريعية‬ ‫التشريعات لحاالت انتهاك محددة دون غيرها‪ ،‬فقد‬ ‫المجلس االنتقالي قانوناً جديداً أفرغ قانون العدالة‬ ‫لسنة ‪2012‬م في شأن إرساء قواعد المصالحة‬
‫السياسية وتعاقب الحكومات لكنها اتفقت جميعها‬ ‫باصدار قانون للعدالة االنتقالية‪.‬‬ ‫أصدر القرار رقم ‪ 59‬لسنة ‪ 2013‬م بشأن واقعة‬ ‫االنتقالية من محتواه ورسخ مفهوم جديداً وهو‬ ‫الوطنية والعدالة اإلنتقالية والذي جاء في ‪ 18‬مادة‬
‫في انعدام االرادة السياسية لديها في تبني مشروع‬ ‫العدالة االنتقالية في االتفاق السياسي الليبي‬ ‫مذبحة بوسليم وحيث ميز هذه الجريمة عن غيرها‬ ‫التمييز بين الضحايا إذ خص السجناء السياسيين‬ ‫وكان عبارة عن مقترح من وزارة العدل عبر لجنة‬
‫متكامل للعدالة االنتقالية فالسياسيات التشريعية‬ ‫وحتى االتفاق السياسي الموقع في ‪ 17‬ديسمبر‪2015‬م‬ ‫من الجرائم واعتبرها جريمة بقرار وليس بقانون‪،‬‬ ‫بتشريع خاص بهم رغم أن قانون العدالة اإلنتقالية‬ ‫خبراء ولم يعرض للمناقشة على المجتمع المدني‬
‫عشوائية ومرتبكة ومبنية على ردود أفعال سياسية‪،‬‬ ‫في الصخيرات لم يجيد التعامل مع ملف العدالة‬ ‫وأعطى اختصاص التحقيق للجنة خاصة ومنحها‬ ‫يشملهم فصدر القانون رقم ‪ 50‬لسنة ‪2012‬م بشان‬ ‫وال الضحايا وحقيق ًة كان قانوناً عاجزاً غير قادر‬
‫وكل السلطات االنتقالية ال تملك إرادة سياسية‬ ‫االنتقالية وتعاطى معها بطريقة غير سوية‪،‬‬ ‫وصف جريمة اإلبادة الجماعية وركز القرار على‬ ‫السجناء السياسيين ‪ ،‬حيث خص القانون من حجزت‬ ‫على مواجهة التركة الثقيلة من اإلنتهاكات التي‬
‫حقيقة وحاسمة لتبني المشروع وفي ظل تغييب‬ ‫فالمالحظ عموماً تقليص جوهر «العدالة االنتقالية»‬ ‫التعويضات والمزايا المالية‪.‬‬ ‫حريتهم في السجون والمعتقالت الخاصة بسبب‬ ‫أورثها النظام السابق وأيضاً لم يتمكن من معالجة‬
‫رأي وإرادة المجتمع والضحايا وعدم إشراكهم في‬ ‫الذي هو «جبر الضرر» لصالح فكرة «التسوية بأي‬ ‫ولم يكتف المؤتمر الوطني بتمييز هذه الجريمة بقرار‬ ‫معارضتهم للنظام السابق سواء عسكريين أو مدنيين‬ ‫اإلنتهاكات الحديثة التي عاصرت مرحلة الثورة‬
‫المشاورات العامة وفتح حوار مجتمعي حقيقي يخلق‬ ‫ثمن» والتي جرى تضخميها في االتفاق على الرغم‬ ‫صادر منه بل عزز ذلك بالقانون رقم ‪ 31‬لسنة ‪2013‬م‬ ‫من تاريخ ‪ 1969.09.01‬وحتى ‪ 2011.02.15‬وقد‬ ‫والتغيير إضافة لتجاوزه مسألة االصالح المؤسسي‬
‫إرادة مجتمعية قوية تساهم في بناء مشروع متكامل‬ ‫من أنه ال مصالحة بال عدالة‪.‬‬ ‫في شأن تقرير بعض االحكام الخاصة بمذبحة‬ ‫رسخ هذا القانون صدور تشريعات لحاالت انتهاك‬ ‫وعدم النص عليها مطلقاً ‪.‬‬
‫ومتوازن للعدالة االنتقالية وقابل للتطبيق‪.‬‬ ‫ومنها غياب التعويضات‪ ،‬وغياب جلسات استماع‬ ‫بوسليم حيث ألغى القرار السابق واعتبرها جريمة‬ ‫محددة ‪.‬‬ ‫وكان مهماً في هذا القانون إنشاء هيئة تقصي‬

‫عدالة اإلسالم في توزيع الميراث بين الرجل والمرأة‬


‫الثالثة أعمام في الثلث الباقي‪.‬‬ ‫الربع‪ ،‬والزوجة على النصف من ذلك فإن مات‬ ‫‪ .4‬ميراث اإلخوة ألم اثنان فأكثر سواء أكانوا‬
‫وبالمحصلة فإن ماسقناه من األمثلة يثبت أن‬ ‫ولم يكن له فرع وارث أخذت الربع وهو نصف‬ ‫ذكوراً أو إناثاً فقط أو ذكوراً وإناثاً‪ ،‬فإنهم‬ ‫بقلم ‪ :‬أ‪.‬عفاف فرج الشرفي‬
‫اإلسالم ال يحابي جنساً على جنس إنما هي‬ ‫النصف وإذا كان له فرع وارث أخذت الثمن‬ ‫يشتركون في الثلث ويقسم بينهم بالتساوي‬
‫اعتبارات في كل من الرجل والمرأة يقتضي‬ ‫وهو نصف الربع‬ ‫إن الشائع لدى العديد من المتناولين لموضوع‬
‫للذكر مثل األنثى قال اهلل عز وجل‪َ (( :‬و ِإ ْن َكا َن‬
‫الميراث هو أن مسألة المواريث محكومة‬
‫الحق والعدل والمنطق مراعاتها‪ ،‬فالمرأة‬ ‫ف َما تَ َر َك أَ ْز َو ُ‬
‫اج ُك ْم ِإ ْن‬ ‫قال تعالى ‪َ (( :‬ولَ ُك ْم ن ْ‬
‫ِص ُ‬ ‫بقاعدة (( للذكر ضعف نصيب األنثى )) َر ُج ٌل يُو َرثُ َك َللَ ًة أَوِ ا ْم َرأَةٌ َولَ ُه أَ ٌخ أَ ْو أُخْ ٌت َف ِل ُكلِّ‬
‫لها حق واجب في مال زوجها وليس للرجل‬ ‫لَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه َّن َولَ ٌد َف ِإ ْن َكا َن لَ ُه َّن َولَ ٌد َفل َ ُك ُم ال ُّربُ ُع‬
‫مثل هذا الحق في مال زوجته واإلسالم يحث‬ ‫ِك‬‫س َف ِإ ْن َكانُوا أَ ْكثَ َر مِ ْن َذل َ‬ ‫اح ٍد مِ نْ ُه َما ُّ‬
‫الس ُد ُ‬ ‫واعتبارها القاعدة األصل‪ ،‬إال أن هذه القاعدة َو ِ‬
‫وصي َن ِب َها أَ ْو َديْ ٍن‬ ‫مِ َّما تَ َر ْك َن مِ ْن بَ ْعدِ َو ِص َّي ٍة يُ ِ‬ ‫هي مجرد صورة لوضعية شرعية معينة ال‬
‫على الزواج فهو بهذا يضيف إلى المرأة رج ً‬
‫ال‬ ‫َف ُه ْم ُش َر َكاءُ فِ ي الثُّل ُ ِث)) ‪.‬‬ ‫تسري على كافة حاالت الميراث‪،‬‬
‫ويعطيها به حقا جديدا فإن هي ساوت أخاها‬ ‫َولَ ُه َّن ال ُّربُ ُع مِ َّما تَ َر ْكتُ ْم ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَ ُك ْم َولَ ٌد َف ِإ ْن‬ ‫إذ بالرجوع إلى أحكام الميراث في اإلسالم والكاللة‪ :‬ماخال الوالد والولد‪.‬‬
‫في الميراث مع هذه الميزة التي انفردت بها‬ ‫َكا َن لَ ُك ْم َولَ ٌد َفل َ ُه َّن الثُّ ُم ُن مِ َّما تَ َر ْكتُ ْم مِ ْن بَ ْعدِ‬ ‫نجد أن للمرأة حالة تتساوى فيها مع الرجل الحاالت التي ترث فيها المرأة نصف الرجل‬
‫انعدمت المساواة في الحقيقة فتزيد وينقص‬ ‫في الميراث وحالة ترث فيها المرأة أقل من ولهذه الحالة صور‪:‬‬
‫ُوصو َن ِب َها أَ ْو َديْ ٍن‪.))..‬‬ ‫َو ِص َّي ٍة ت ُ‬ ‫الرجل وحالة ترث فيها المرأة أكثر‬
‫إذ لها حق الميراث وحق النفقة وليس له إال‬ ‫‪ .1‬ميراث البنت مع االبن وبنت االبن مع ابن‬ ‫ِس ِم َّ ِ‬
‫الل ال َّر ْح َمنِ ال َّر ِح ِ‬
‫يم‬ ‫ب ْ‬
‫مثل حقها في الميراث إذا تساويا‪.‬‬ ‫الحاالت التي يفوق فيها ميراث المرأة ميراث‬ ‫االبن وهى المنصوص عليها‬ ‫من الرجل‪.‬‬
‫الرجل ولها صور‪:‬‬ ‫وصي ُكم َّ‬ ‫يب مِ َّما تَ َر َك الْ َوا ِل َدانِ َو ْالَ ْق َربُو َن الحاالت التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل‬
‫((لِل ِّر َجالِ نَ ِص ٌ‬
‫ثم إن هناك حكمة سامية وهى أن المرأة ال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اللُ فِ ي أَ ْو َلدِ ُك ْم‬ ‫في قوله تعالى ‪(( :‬يُ ِ ُ‬ ‫ولِلنِّساءِ نَ ِصيب مِ ما تَر َك الْوا ِل َدانِ و ْالَ ْقربو َن في الميراث ولهذه الحالة صور منها‪:‬‬
‫تدع نصف حقها في الميراث ألخيها إال لتعين‬ ‫‪ .1‬إذا توفى شخص وترك بنتا وأما وأبا ‪،‬‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َّ َ‬ ‫َ َ‬
‫فستأخذ األم سدس الميراث‪ ،‬لكن هذا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِلذكرِ مِ ثل َحظ النْث َييْنِ ‪))..‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل َّ‬ ‫نصيب‬ ‫فإن‬ ‫‪ .1‬إذا توفى شخص وترك بنتاً وأباً‪،‬‬
‫بهذا العمل في البناء االجتماعي إذ تترك ما‬ ‫وضا))‬‫مِ َّما َق َّل مِ نْ ُه أَ ْو َكثُ َر نَ ِصي ًبا َم ْف ُر ً‬
‫السدس لن يخفض من نصيب البنت شيئاً‬ ‫البنت هو نصف الميراث بينما نصيب األب ‪ .2‬ميراث األخت الشقيقة مع األخ الشقيق‬
‫تتركه على أنه المرأة أخرى هي زوج أخيها‬ ‫هو سدس الميراث مع باقي الميراث أي ما واألخت ألب مع األخ ألب وهي المنصوص‬ ‫المرأة‬ ‫إلى‬ ‫نزلت هذه اآلية لتزف البشرى‬
‫بل سيخفض من نصيب األب‪ ،‬وعليه فسيكون‬
‫فتكون قد أعانت أخاها على القيام بواجبه‬
‫نصيب بنت المتوفى نصف الميراث ونصيب‬ ‫باستحقاقها الميراث مثل الرجل وأن اإلسالم مجموعه النصف اآلخر من التركة ففي هذه‬
‫ال آخر أسمى منه‬ ‫لألمة‪ ،‬وأسدت لألمة عم ً‬ ‫قد جاء بنوره وعدله ليرفع عنها ما لحق بها من الصورة تأخذ بنت المتوفى مثل نصيب والد عليها في قوله تعالى‪َ (( :‬و ِإ ْن َكانُوا ِإخْ َو ًة رِ َج ًال‬
‫األم سدس الميراث ونصيب األب سدس‬
‫بتيسير زواج امرأة من النساء‪ ،‬فمزية اإلسالم‬ ‫الميراث مع باقي الميراث وهو في هذه الحالة‬ ‫ِلذ َكرِ مِ ثْ ُل َح ِّظ ْالُنْثَ َييْنِ ‪.))....‬‬ ‫ِسا ًء َفل َّ‬ ‫َون َ‬ ‫البغي واإلجحاف‪ ،‬وليقرر أنها إنسان كالرجل المتوفى‪.‬‬
‫ً‬ ‫وينهي تلك الحقبة الظلماء التي لم تكن تورث‬
‫الكبرى أنه واضح وواقعي بكل ما فيه ويراعي‬ ‫السدس فقط أي ما مجموعة ثلث التركة ففي‬ ‫‪ .2‬إذا توفى شخص وترك بنتا وابن ابن ‪ .3 ،‬ميراث األم مع األب بشرط انفرادهما‬
‫فيها النساء ‪ ،‬بل كانت المرأة جزءاً من التركة‬
‫الفطرة دائما واليصادمها أو يحيد عنها‪ ،‬وهو‬ ‫هذه الصورة نرى أن بنت المتوفي قد أخذت‬ ‫فإن نصيب البنت هو نصف الميراث وابن في اإلرث وخلوهما من الفرع الوارث المذكر‬
‫كذلك يسير في مسألة الرجل والمرأة فيسوي‬ ‫أكثر من نصيب جدها‪.‬‬ ‫فإذا توفي الرجل كان ابنه أحق بامرأته‪ ،‬فمنع االبن هنا عاصب (عصبة المتوفى هم أبوه والمؤنث ومن عدد من اإلخوة اثنين فصاعداً‬
‫اإلسالم هذا الظلم حين نزل‬
‫بينهما حيث تكون المساواة وهي منطق الفطرة‬ ‫‪ .2‬إذا توفى شخص وترك بنتاً وعشرة إخوة‬ ‫وجده ألبيه وأبناؤه وإخوته األشقاء وألب وأبناء فيكون ميراث األب في هذه الحالة مثل نصيب‬
‫فإن نصيب البنت هو نصف الميراث واإلخوة‬ ‫قوله تعالى‪(( :‬يَا أَ ُّي َها ا َّلذِ ي َن آ َمنُوا َل يَ ِح ُّل لَ ُكم إخوته وأعمامه) والعاصب يأخذ ما بقي من‬
‫الصحيح ويفرق بينهما حيث تكون التفرقة‬ ‫ْ التركة إن بقي منها شيء وباقي التركة في األنثى‪ ،‬قال اهلل عزوجل ‪َ (( :‬ف ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه َولَ ٌد‬
‫أيضا وهي منطق الفطرة الصحيح‪.‬‬ ‫العشرة هنا عصبة فسيأخذون الباقي أي أن‬ ‫أَ ْن تَرِ ثُوا الن َِّسا َء َك ْرهً ا‪))...‬‬
‫العشرة سيشتركون في نصف الميراث وهذا‬ ‫ل ِّمهِ الثُّلُثُ ))‬ ‫هذه الحالة هو النصف‪ ،‬وهكذا نرى هنا أن َو َورِ ثَ ُه أَبَ َواهُ َف ِ ُ‬
‫فاإلسالم قرر مبدأ المساواة بين الرجل‬
‫يعني أن بنت المتوفى وحدها ستأخذ نصف‬ ‫وكفى بهذا إنصافاً للمرأة حين قرر اإلسالم بنت المتوفى قد أخذت مثل نصيب ابن ابن‬
‫والمرأة في استحقاق الميراث وقرر مبدأ‬ ‫أي ولألب الثلثان الباقيان‪.‬‬ ‫مبدأ المساواة بينها وبين الرجل في استحقاق المتوفى‪.‬‬
‫التركة‪.‬‬ ‫‪ .3‬إذا توفى شخص وترك بنتاً وأخاً واحداً ‪ .4‬وهذه الصورة تكون في الزوجية بشرط‬ ‫الميراث‪.‬‬
‫العدالة بينهما في توزيع الميراث‪ ،‬فتشريعات‬ ‫‪ .3‬إذا توفى شخص وترك بنتين وثالثة أعمام‬
‫اهلل سبحانه تصب في مصلحة اإلنسان أساساً‬ ‫فإن نصيب البنت هو نصف الميراث‪ ،‬واألخ موت أحدهما والميراث من تركته فالزوج‬ ‫حاالت ميراث المرأة ‪:‬‬
‫فإن نصيب البنتين هنا هو الثلثان من الميراث‬ ‫أراد اهلل عز وجل أن تكون قسمة الميراث هنا عاصب فسيأخذ باقي الميراث والباقي يأخذ من تركة الزوجة المتوفاه قبله مثلي‬
‫إذا ما قام بمراعاتها وتطبيقاتها ‪.‬‬ ‫واألعمام الثالثة هنا عصبة فسيأخذون الباقي‬ ‫من عنده ال دخل للعباد فيما فتوالها سبحانه في هذه الحالة هو النصف‪ ،‬فبنت المتوفى ما تأخذ من تركته إذا مات قبلها فإذا توفيت‬
‫هذا واهلل أعلم‪.‬‬ ‫أي أن األعمام سيشتركون في الثلث أي أن‬ ‫الزوجة ولم يكن لها فرع وارث فإنه يأخذه من‬
‫كل بنت للمتوفى ستأخذ الثلث‪ ،‬بينما يشترك‬ ‫برحمته وحكمته وعدله ليحقق العدالة قد أخذت مثل نصيب أخ المتوفى‪.‬‬
‫تركتها النصف وإن كان لها فرع وارث يأخذ‬ ‫والتوازن بين الورثة‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫سطور من التاريخ‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫هكذا تكلم الليبيون‬


‫نسميها تجارب‪.‬‬ ‫عصور من الجهد والتجريب والتطوير حتى‬ ‫الماثلة التي تكون قد سبقتها‪ ،‬ومن المسلم‬ ‫ورسومات الليبيين القدماء وضمنه انبهاره‬ ‫تتوارى في قلب السالسل الجبلية الكبيرة‬
‫وبالرجوع إلى تفسيرات موري التي‬ ‫وصلت إلى ذلك المستوى من اإلتقان‪ .‬فإذا‬ ‫به أن قدمها غير مبالغ فيه لو قورنت‬ ‫وحيرته مما وصل إليه أولئك األقوام من‬ ‫من الصحراء الليبية مناجم الفن الصخري‬
‫أعطيت للصور الحائطية في العصر‬ ‫كانت أقدم النقوش قد أنجزت في عصر‬ ‫زمنياً بكبرى األعمال األوربية من العصر‬ ‫سمو وتطور‪.‬‬ ‫التي خلفها قو ٌم وهبوا قدرات فنية رفيعة‪،‬‬
‫القديم حسب مبدأ‪" :‬الفن من أجل الفن"‬ ‫الصيادين هو الذي يعرف بدور الحيوانات‬ ‫الحجري األسبق أي الباليوليتيك"‪.‬‬ ‫الليبيون ومنذ ما يزيد على عشرة آالف‬ ‫وتصل هذه النقوش في أكاكوس وتادرارت‬
‫اعتب َر بعض األعمال الجمالية أنها تخفي‬ ‫الوحشية وهو الزمن الذي يسبق األلف‬ ‫هذه األعمال المتناهية في القدم التي‬ ‫سنة يتركون رسائل على جدران الكهوف‬ ‫إلى مستويات متقدمة من الجمال‬
‫وظيفة وبنية ثقافية أكثر تعقيداً من ذلك‪،‬‬ ‫الثامنة قبل الميالد‪ ،‬فهنا يتحتم السؤال‪:‬‬ ‫لم يتيسر العثور على ما هو أقدم منها‪،‬‬ ‫يقولون فيها أنهم ترفعوا عن التقاط الثمار‬ ‫واإلدهاش‪.‬‬
‫وأن تلك الصور هي شواهد متبقية حتى‬ ‫كم من الزمن الذي قضاه إنسان أكاكوس‬ ‫تأت هكذا فجأة‪ ،‬ولكنها كانت سلسلة‬ ‫لم ِ‬ ‫وواجهوا بضراوة الحيوانات الوحشية‬ ‫حين أنشد هوميروس في األوديسا قائ ً‬
‫ال‪:‬‬
‫نفهم القليل من شذرات وعي اإلنسان‬ ‫حتى وصل إلى هذا المستوى من التطور‬ ‫طويلة من الصناعة الفنية تواصلت على‬ ‫العمالقة‪ ،‬ثم تحولوا من صيادين إلى‬ ‫"ليبيا حيث تلد النعاج الخراف ناضجة‬
‫آنذاك باألداة الجديدة(الرمزية)‪ ،‬فاإلنتاج‬ ‫الفكري والمادي الذي يؤهله إلى إنتاج هذه‬ ‫مدى عشرات آالف أخرى من السنين‪،‬‬ ‫يدجنون الماشية ويحلبون‬
‫رعاة متحضرين َّ‬ ‫بقرونها"‪ ،‬كان مبهوراً بحضارة الليبيين‬
‫الفني هو أقدم صورة للخلق الرمزي‪،‬‬ ‫المشاهد الحضارية؟‬ ‫حيث يوضح في مكان آخر‪" :‬إن التقنية‬ ‫البقر ويزعون أشجار الفاكهة‪ ،‬ويصففون‬ ‫القدماء التي تبدو أقدم األعمال الفنية‬
‫وحين اكتشف اإلنسان الرمزية أخذ‬ ‫ويقول أيضا‪" :‬أن جميع األجناس البشرية‬ ‫المستخدمة من أصحاب النقوش تبدو في‬ ‫شعورهم الطويلة الناعمة بأنفسهم أو‬ ‫فيها وكأنها تظهر فجأة كقفزة مهولة من‬
‫وبنفس البطء يكتشف إمكانية جعلها‬ ‫تملك نفس الطاقات العضوية الكامنة‬ ‫أعين الفنان المعاصر شيئا خارقاً حيث أن‬ ‫بمساعدة رفاقهم‪ ،‬وأنهم كانوا يعيشون في‬ ‫حيث الجودة وسط آثار النشاط الثقافي‬
‫منقولة إلى غيره من أعضاء مجموعته‬ ‫لخلق ثقافة وتلقّي القدرة التعبيرية‪ ،‬لذا‬ ‫أخاديد النقوش عميقة ومتقنة‪ ،‬مما يدل‬ ‫منظمة يقيمون حفالت العبادة‬ ‫ّ‬ ‫تجمعات‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وحين قال هيرودوتس ‪" :‬من‬
‫معان‬
‫ٍ‬ ‫بواسطة إشارات موصلة لمعنى أو‬ ‫فإن األحداث التطورية التي تساعد على‬ ‫على أنها حفرت بجهد وصبر وهي دليل‬ ‫راكعين أو رافعين أيديهم إلى أعلى تضرعاً‬ ‫ليبيا يأتي الجديد" ما كان ليخطر على‬
‫كثيرة‪ ،‬وأوجب االعتراف بأن تلك األعمال‬ ‫اكتساب الثقافة واللغة‪  ‬ترجع للسلف كما‬ ‫على حنكة ومقدرة‪ ،‬فبعض النقوش نجد‬ ‫والتماساً للسكينة‪ ،‬وأنهم كانوا يعشقون‬ ‫باله أن اكتشاف المومياء الصغيرة بـ (وان‬
‫الفنية التي تؤثث صحراء فزان كانت‬ ‫هو الحال لدى جميع األجناس البشرية‬ ‫أنها ثمرة سلسلة طويلة من الخبرات أي‬ ‫الرقص ويقدسون الحياة الزوجية ويؤمنون‬ ‫موهاج) سيقلب موازين تأصيل الحضارة‪،‬‬
‫بدون مراء حبلى بفوائد وأبعاد إضافية‬ ‫مما يعني أن قدم اللغة ال يقل عن ‪30,000‬‬ ‫نتاج (مدرسة) أما في األعمال المدهونة‬ ‫بفكرة البعث‪ ،‬ولهم طقوس في السحر‬ ‫وينسف االعتقاد بأن الفراعنة هم من‬
‫خارجة عن نطاق الفن وتقع في نطاق نقل‬ ‫أو ‪ 50,000‬سنة وهذا االفتراض ليس من‬ ‫فنجد أن الدهان مكون من المعادن‬ ‫والشعوذة والطب والتحنيط‪.‬‬ ‫أوجدوا فن التحنيط‪ ،‬وما كان ليخطر على‬
‫األفكار غير الشفوية واإليمائية‪ ،‬ويعتبرها‬ ‫دراسة السالالت فقط‪ ،‬ولكن الثقافات‬ ‫المطحونة ومواد عضوية ممزوجة ببعضها‬ ‫لكن الحيرة التي لحقت بموري ليست من‬ ‫باله أن صحراء فزان الليبية ليست فقط‬
‫من المراحل الكبرى التي مهدت مسيرة‬ ‫المرتبطة بتلك الحقب تبرهن عن وجود‬ ‫بما يثـ ِ ّبـتها ويمنع تالشيها‪ ،‬ليبقى أثرها‬ ‫فحوى الرسائل أو مضامينها‪ ،‬أنها شيء‬ ‫الموطن األصلي للفنون ولكنها الموطن‬
‫حياتنا نحو تعلم اللغة‪ ،‬فهي ال تختلف عن‬ ‫أداة رمزية مختلفة عن اللغة أال وهي‪:‬‬ ‫ليس فقط في المجموعة بل إلى األجيال‬ ‫أبعد من ذلك بكثير‪ ،‬شيء أخطر وأدعى‬ ‫األصلي للغة والموطن األصلي لآللهة‬
‫اكتشاف النار وعن تعلم الزراعة واستئناس‬ ‫اإلشارة الخطية"‪.‬‬ ‫الالحقة‪ ،‬ولذا ال نحتاج لجهد بالغ لتخيل‬ ‫إلى أن يقلب موازين تأصيل الحضارة‪ ،‬لقد‬ ‫والتدين وفكرة البعث والتحنيط والموطن‬
‫الحيوان‪.‬‬ ‫هذه األداة الرمزية هي نفسها (الدالالت)‬ ‫توالي المحاوالت واألخطاء التي سبقت‬ ‫أوحى موري في بحوثه وبتحفظ شديد بأن‬ ‫األصلي للدهشة والغموض‪.‬‬
‫ويؤكد أن األعمال الفنية الصخرية قد‬ ‫التي تحدث عنها الفيلسوف األلماني‬ ‫العثور على وصفة‪  ‬المزج المناسبة‪ .‬وقد‬ ‫صحاري فزان كانت هي الموطن األصلي‬ ‫"فبريزيو موري" عالم اآلثار اإليطالي‬
‫مثلت أول واسطة للتعبير الخطي الدائم‬ ‫(هانس غادامير) عند تفسيره للغة‪ ،‬مشيراً‬ ‫أسفرت التحاليل التي أجريت على المواد‬ ‫للغة‪ ،‬وهو ال يعني باللغة ذلك المستوى‬ ‫الذي زار ليبيا في سبع رحالت استكشافية‬
‫عن المعلومات واألحاسيس وتجارب‬ ‫إلى أن اللغة ليست الكلمات أو األصوات‪،‬‬ ‫العضوية عن كشف مواد عضوية لها‬ ‫المتطور من الخطاب الذي يعتمد على‬ ‫ألكاكوس ما بين األعوام ‪ 1955‬إلى ‪1964‬‬
‫ادخرتها المجموعات لتنفذ منها إلى‬ ‫بل هي الفكرة التي تترجم التجربة أو‬ ‫خاصية مثـ ِ ّبـتة‪ ،‬لذا فإن الوصفة تدل وبال‬ ‫الكلمات المنطوقة‪ ،‬ولكنها اللغة منذ أن‬ ‫واتخذ‪  ‬موقعاً ما بين منطقتي (تين الالن)‬
‫حيز اللغة ولذا تعتبر شواهد الفن لما‬ ‫الخبرة لنقلها إلى اآلخرين‪ ،‬وهذا يتفق‬ ‫أدنى ريب على مستوى الوعي العالي الذي‬ ‫كانت مجرد رموز تشكل بداية اإلدراك‬ ‫ووادي (تشوينت)‪ ،‬في مكان ال يبعد كثيراً‬
‫قبل التاريخ أولى ظاهرة اللغة المرسومة‬ ‫أيضا مع‪  ‬الوصف األرسطي الذي يؤكد‬ ‫بلغه أولئك الفنانون‪ ،‬وهذا برهان قاطع‬ ‫الواعي للبحث عن وسيلة للتخاطر ونقل‬ ‫عن كهوف تضم رسوم ورواسب (وان‬
‫وتتضاءل الشكوك بأن الكتابة نشأت منها‬ ‫أن اللغة ال تنصب على تعلم الكالم بل‬ ‫على اإلرادة األكيدة بجعلها غير قابلة‬ ‫األفكار والخبرات‪.‬‬ ‫موهجاج) و(وان ميل)‪ .‬حين نشر‪  ‬نتائج‬
‫وأخذت مختلف األشكال التي اكتسبتها‬ ‫على إكساب المفاهيم الكونية القدرة على‬ ‫للفناء لعوامل الجو فهو إثبات لعمل نظري‬ ‫ينطلق موري من فكرة‪" :‬أن الفنون‬ ‫أبحاثه في كتابه (تادرارت أكاكوس‪-‬‬
‫أثناء تطورها‪.‬‬ ‫االحتفاظ ‪ -‬أي الذاكرة ‪ -‬التي تجعلنا‬ ‫طويل أعقبه التطبيق"‪ ،‬هذا يعني أن تلك‬ ‫الصخرية بأكاكوس هي أقدم ما وجد على‬ ‫الفن الصخري وثقافات الصحراء قبل‬
‫نتعرف على شيء ما باعتباره مشابهاً‬ ‫النقوش أنجزت على هذا النحو من الدقة‬ ‫سطح األرض من آثار فنية‪ ،‬ولم يتيسر‬ ‫التاريخ) ض ّمنه معلومات عن أدوار الفنون‬
‫عائشة إبراهيم‬
‫بعد عملية التجريد فتبرز معرفة متراكمة‬ ‫والثبات بعد خبرة زمنية طويلة وانقضت‬ ‫حتى اليوم العثور على (متن) من األعمال‬ ‫الصخرية والمخابئ التي تحوي أهم نقوش‬

‫صور من بالدي‬
‫مــــــن أعــــالم الـــــقضاء‬
‫توفي في مدينة طرابلس يوم الجمعة الخامس من شهر المحرم‬ ‫القاضي عبدالرحمـان الصنهاجي البوصيري‬
‫سنة ‪ 1354‬هـ الموافق ‪ 19‬إبريل ‪1935‬م ودفن بمقبرة سيدي‬ ‫ينحدر من قبيلة أمازيغية تدعى صنهاجة وولد في مدينة‬
‫منيذر بطرابلس ‪ .‬ومن مؤلفاته ‪ :‬فاكهة اللب المصون على‬ ‫غدامس يوم ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1258 1862‬هـ‪ ،‬حفظ القرآن وتلقى‬
‫جواهر المكنون‪ .‬الدرر المجنية من حديث خير البرية على‬ ‫مباديء العربية والدروس الدينية على شيوخ عصره ‪ ،‬والزم‬
‫الجتمع الصغير لإلمام السيوطي ‪ .‬نزهة الثقلين في رياض‬ ‫شيخه محمد كامل بن مصطفى في الدروس والمطالعة‬
‫إمام الصالحين ‪ .‬الجواهر الزكية في حديث خير البرية‪ .‬شرح‬ ‫ومراجعة الفتاوي ‪ ،‬كان شغوفاً باقتناء الكتب ‪ ،‬تولى التدريس‬
‫ألفية العراقي في مصطلح الحديث ‪ .‬مبتكرات الآلليء والدرر‬ ‫وتخرج علي يديه جماعة كثيرة من أهل العلم ‪ ،‬تولى الوظائف‬
‫في محاكمة بيني العيني وابن حجر‪.‬‬ ‫العامة مثل سجالت العقود ورئاسة كتبة المحكمة الشرعية‪،‬‬
‫وبعد ذلك تولى القضاء في النواحي األربعة‪ ،‬وفي سنة ‪1328‬‬
‫هـ تولى القضاء في الزاوية الغربية إلى سنة ‪ 1329‬هـ ‪ .‬وقد‬

‫ميثــــاق الحرابــــي‬
‫ال لمساعي األمة ومث ّبطاً لجهادها‬ ‫معرق ً‬ ‫هذا التعهد أننا ندعو أصحاب الحقوق‬
‫جالو‬ ‫ّ‬
‫الذي نرجو أن يُكلل بالنجاح التام في‬
‫إحراز الحرية واالستقالل إن شاء اهلل‪.‬‬
‫إلى التنازل عن حقوقهم‪ ،‬ولكننا نطالبهم‬
‫بإيقاف المطالبة بها مؤقتاً ليتفرغوا‬
‫ولما كانت هذه القرارات قد اتُّخذت‬ ‫للمطالبة بحق األمة العام الذي له من‬
‫باإلجماع فإننا نوقع على هذه الوثيقة‬ ‫المنعقد بمركز جمعية عمر المختار بدرنة األهمية الكبرى مايجعله أح َّق بالتقديم‬ ‫بإيحاءٍ جلي من النفيس المناضل الملك‬
‫بإمضاءاتنا اآلتية ‪:‬‬ ‫يوم الخميس ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 1365‬الموافق على حقوق األفراد والعائالت والقبائل‪.‬‬ ‫إدريس الفاضل‪ ،‬رحمه اهلل لسادة قبائل‬
‫التوقيعات‬ ‫‪ 18‬إبريل ‪ 1946‬لدرس الموقف الحاضر قد خامساً‪ :‬كل من يخالف هذا التعهد يعتبر‬ ‫الشرق الذين تجلت فيهم روح الحكمة كان‬
‫قررنا ما يأتي‪ :‬أوالً‪ :‬إقرار الميثاق الوطني‬ ‫هذا الميثاق ‪..‬‬
‫الذي أبرمته الهيئة التأسيسية بمدينة‬ ‫إرث أليم تركه الطليان فترة اإلحتالل‬ ‫من ٍ‬
‫بنغازي بموافقة الوفد الدرناوي بالنيابة عن‬ ‫التي دامت لعقود ثالث وما ضمنها من‬
‫ال بنداء‬ ‫منطقة ليبيا الشرقية‪ .‬ثانياً‪ :‬عم ً‬ ‫إعتقاالت واعدامات وانتهاك حقوق ومصادرةٍ‬
‫سمو األمير المعظم السيد محمد إدريس‬ ‫لألمالك إنعكست سلباً على نفوس األهالي‬
‫المهدي السنوسي‪ ،‬نتعهد جميعنا بإيقاف كل ّ‬ ‫‪ ..‬ولج جيش التحرير البالد بعد اإلنتهاء من‬
‫خصومة وكل نزاع مهما كان نوعه فيما بيننا‪،‬‬ ‫الجهاد األصغر ضد الغزاة ليشحذ سيف‬
‫فال نسمح بإثارة فتنة قديمة أو جديدة وال‬ ‫الحكمة وإعالن الجهاد األكبر ضد النفس‬
‫نسمح بالمطالبة بحق قديم سوا ًء كان ثأراً أو‬ ‫بهذه الظروف الحرجة واألبواب ُمشرعة‬
‫دية جرح أو ح ّقاً عقاريا أو غير ذلك‪ ،‬رغبة‬ ‫للفتن التي ان اشتعل فتيلها سيحرق كل‬
‫منا في جمع الكلمة وتأليف القلوب وتوحيد‬ ‫شيء ‪ ..‬عندها سادت الحكمة ُ‬
‫وش ِّرع هذا‬
‫المجهودات وتوجيهها متظافرة متحدة إلى‬ ‫الميثاق الذي اتكئ عليه الناس فهشوا على‬
‫قضية البالد السياسية وحدها‪ ،‬حتى يتقرر‬ ‫الفتن فنعموا باألمن والسالم الضامن لوحدة‬
‫مصير البالد وتؤسس فيها حكومة وطنية‬ ‫األمة وقيام الدولة‪ ،‬ونصه كالتالي ‪ :‬بسم اهلل‬
‫جادو القديمة‬ ‫ٍ‬
‫عندئذ‬ ‫وتنظم أمورها وتستقر أحوالها‪ .‬ثالثاً‪:‬‬ ‫الرحمن الرحيم صلى اهلل على سيدنا محمد‬
‫فقط يجوز لكل صاحب حق مشروع أن‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد‪ ،‬فإننا‬
‫يطالب بحقه بالوسائل المشروعة وبواسطة‬ ‫نحن ُعمد ومشايخ قبائل الحرابى وأعيان‬
‫حكومة البالد الشرعية‪ .‬رابعاً‪ :‬ليس معنى‬ ‫مدينة درنة المجتمعين في المؤتمر الوطني‬
‫‪15‬‬ ‫قطوف القلم‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫ذنب )‬‫وجود ّك ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تراءت لنا ألوانُ ها‬


‫ُم َّنم َنمةَ‬ ‫أكبر‬
‫من العطر ُ‬ ‫وأمشي على َم ْه ٍل‬ ‫تخطر‬
‫ُ‬ ‫ألنك في بدء األحاديث‬
‫وأكثر‬
‫ُ‬ ‫بصير‬
‫ُ‬ ‫يا‬ ‫نتحي ُر‬‫ّ‬ ‫اإلنسان‬
‫ِ‬ ‫يعيد إن‬ ‫شاعر‬
‫ًّ‬ ‫مر‬‫كما َّ‬ ‫النص‬
‫ّ‬ ‫ختام‬ ‫ُ‬ ‫وحتى‬
‫ّ‬
‫أنت‬‫شيء إال ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫العش ُ‬
‫اق‬ ‫ّ‬ ‫هنا علّق‬ ‫ميزان عدله‬ ‫َ‬ ‫األرض‬ ‫يقول ّ ّ‬ ‫بأن‬ ‫يعب ُر‬
‫عنك ّ‬
‫غيرك ال ُيرى‬ ‫ُ‬ ‫أسرار بوحهم‬ ‫َ‬ ‫فيهدم جدران الفروق ويعبر‬ ‫تشع ُر‬
‫مثلك َ‬ ‫يحاصرني معناك‬
‫شيء‬
‫ُ‬ ‫وكيف ُيرى الال‬ ‫حبر‬ ‫ٌ‬ ‫ليحيا بها‬ ‫الكف‬
‫َّ‬ ‫تضيء به في‬ ‫بأن أودع ِس ّره‬ ‫يقول ّ‬ ‫ُ‬ ‫في كل فكرة‬
‫ور ؟!‬ ‫تص ُ‬ ‫أو ُي ّ‬ ‫دفتر‬
‫ُ‬ ‫ويعظم‬ ‫ُ‬ ‫سنابل‬
‫ٍ‬ ‫سبع‬
‫ُ‬ ‫قلب‬ ‫لدى ك َّل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ويصعد بي‬
‫التيه الطويل ضبابه‬ ‫ُ‬ ‫إذا َم ّد لي‬ ‫شهدت تبريزُ‬ ‫ُ‬ ‫هنا‬ ‫حتى‬
‫ِّ‬ ‫وتزداد‬
‫ُ‬ ‫التكب ُر‬
‫ُّ‬ ‫لم َيزُ ْر ُه‬ ‫الحصار المفكّ ُر‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫باب َستُ ِ‬
‫سف ُر‬ ‫الض ِ‬‫ان خلف ّ‬ ‫تيقنت ْ‬
‫ُ‬ ‫إشراق شمسها‬ ‫َ‬ ‫بيدر‬
‫ُ‬ ‫الجوع‬
‫َ‬ ‫يقهر‬ ‫جراح ُه‬
‫َ‬ ‫يخب ُئ في عطر النهار‬ ‫ّ‬ ‫ألنك ما بيني وبيني تعيدني‬
‫أوقعت عيني‬ ‫ْ‬ ‫وإن‬ ‫رومي )‬
‫ِّ‬ ‫وشوهد (‬ ‫دموع ُه‬
‫َ‬ ‫اليباس‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األرض‬ ‫وتستثمر‬
‫ُ‬ ‫ينشرها في الليل‬ ‫الدهشة األولى‬‫ِ‬ ‫إلى‬
‫ونها‬‫أرتداد ُجفُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ويسكر‬
‫ُ‬ ‫يدرو‬
‫ُ‬ ‫لتجرف أعوام الرمادة أنهر‬ ‫ّ‬ ‫وعنبر‬
‫ُ‬ ‫ِم ْس ُك‬ ‫وأبصر‬
‫ُ‬ ‫فأصغي‬
‫تنظر‬
‫ُ‬ ‫نحوك‬
‫ِ‬ ‫العين‬
‫ّ‬ ‫بأن‬‫ُ ّ‬ ‫علمت‬ ‫هنا قال ( ما أذنبت‬ ‫الشغف العالي‬ ‫ُ‬ ‫هو‬ ‫بي َن وردةٌ‬
‫الم ِح ّ‬
‫كف ُ‬ ‫الح ُّب في َّ‬ ‫هو ُ‬ ‫يدها‬ ‫الرتاب ِة َق َ‬
‫َ‬ ‫حبس‬ ‫في‬ ‫أكسر‬
‫ّ‬
‫قالت مجيبةّ‬ ‫ٌ‬
‫منمنمة إذا‬ ‫يقاضى بها معنى ً‬ ‫التكس ُر‬
‫ُّ‬ ‫القيود‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫شيء‬‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وأجمل‬
‫بقلم د ‪ -‬محمد المزوغي‬ ‫ُ‬

‫صمته المطبق ‪ ...‬وفي أول فرصة الحت له‬


‫أخذ نفساً عميقاً ورفع رأسه وشد عضالت‬
‫كتفيه كأنه يستعد إللقاء خطبة عصماء‬
‫ونظر إلى الدكتور محمد الذي كان يحدثني‬
‫بريد من مغترب " السفارة "‬
‫الكتاب االزرق على شاشة هاتفي النقال وساد‬ ‫راقياً في تعامله وليبيا أصيال في كرمه ‪- ..‬‬
‫وتوجه إليه بالحديث‪ - :‬أنا عبدالرؤوف‪...‬‬ ‫صمت طويل قطعه المواطن الليبي الثالث‬ ‫تفضل يا دكتور شرحت سبب زيارتي وطبيعة‬ ‫بقلم د ‪ /‬موسى عبدالسالم ابومحلولة‬
‫هل تذكرني ‪ ...‬لم نلتق منذ ثالثة وأربعين‬ ‫الذي دفع للتو باب قاعة االستقبال وألقى‬ ‫المعاملة االدارية التي جئت من أجلها ودون‬
‫برنس جاردنز الجانبي والذي يقع في نهايته‬
‫عاما أذهلت المفاجأة الدكتور محمد وصمت‬ ‫تحية قصيرة ووقف في منتصف القاعة دون‬ ‫عناء وجهني في الحال إلى القسم المختص‬
‫مبنى أبيض من أربعةأدوارهو مقر الملحقية‬
‫برهة طويلة وهو ينظر بتمعن وتفصيل إلى‬ ‫أن يتحرك أو يتكلم أو يخرج يديه من جيبي‬ ‫الذي وصلت إليه في أقل من لمح البصر ألجد‬
‫الثقافية والقنصلية الليبية ويعتبر بذلك قطعة‬
‫السيد عبدالرؤوف قبل أن يفتح ذراعيه‬ ‫معطفه األزرق الطويل‪.‬‬ ‫االخ محمود في إستقبالي وبادرني هو اآلخر‬
‫من ليبيا وفقاً لألعراف والتقاليد الدبلوماسية‬
‫ويصيح‪ :‬عبدالرؤف ‪ ...‬عبدالرؤوف إنهمك‬ ‫أنهى الرجل الوقور ملء النماذج وسلمها‬ ‫بإبتسامة عريضة ودودة مرحبة‪ - :‬تفضل‬
‫واالتفاقيات الدولية ‪ ...‬كنت أغوص في أحالم‬
‫الرجالن في عناق طويل وسالم حار وسؤال‬ ‫لمحمود الذي كان طوال الوقت يتواصل مع‬ ‫‪ ...‬كيف يمكنني أن أساعدك شرحت له‬
‫يقظتي وفي هدوء الشارع وقد أخذت أصوات‬
‫عن أحوال بعضهما ووقفت انا كاالطرش في‬ ‫الجميع بمهنية عالية وأدب جم ويسهل كل‬ ‫األمر وقدمت له األوراق المطلوبة التي سبق‬
‫ضجيج طابور أطفال المدارس أمام متحف‬
‫الزفة اتامل الموقف وسرحت بخيالي وجمحت‬ ‫الصعاب ويوضح كل التفاصيل وأخرج القادم‬ ‫لي إعدادها بعناية ‪ -‬تفضل بالجلوس ‪...‬‬ ‫صباح األمس ذهبت إلى سفارة بالدي في لندن‬
‫العلوم تبتعد وتتالشى تدريجياً وعادت أشعة‬
‫بتسآءولي متعجبا لحالنا نحن الليبيين ‪...‬‬ ‫الجديد يداه من جيبيه بعد أن أحس بدفء‬ ‫دقائق قليلة واُنجر لك المعاملة ‪ ...‬كنت أول‬ ‫لقضاء أمر روتيني ‪ ...‬كانت عقارب الساعة‬
‫شمس خجولة لكنها ذهبية هذه المرة ‪-‬وقد‬
‫يجمعنا الود والحب والعشرة الطيبة واألخوة‬ ‫المكان وشعر بالدفء واألمان في سفارة بالده‬ ‫الواصلين وكانت صالة اإلستقبال الصغيرة‬ ‫تقترب من الحادية عشرة صباحاً وكانت‬
‫انقشعت السحابة الرمادية ولو إلى حين‪-‬‬
‫والعناق كلما التقينا في ديار الغربة ولو بعد‬ ‫لكنه إستمر صامتاً ال ينبس ببنت شفة وربما‬ ‫نظيفة ومرتبة وبها ثالثة كنبات جلدية متباعدة‬ ‫شمس الضحى تمأل شارع إكزيبيشن رود‬
‫لتنعكس على الحوائط البيضاء األنيقة فيما‬
‫اكثر من أربعين سنة‪ ،‬وتفرقنا في بالدنا أهواء‬ ‫فضل اإلنتظار حتى يكمل كالنا ما جئنا من‬ ‫وضعت بشكل عشوائي ال يمت لقواعد الديكور‬ ‫‪ Exhibition Road‬بدفئها وأشعتها‬
‫بدى علم ليبيا بألوانه الثالثة يلوح في نهاية‬
‫سياسية وأنتماءات ايديلوجية ونعرات قبلية‬ ‫أجله ويتفرغ له األخ محمود أو ربما جاء لينتظر‬ ‫الحديثة بصلة خصوصاً تلك التي وضعت أمام‬ ‫التي لم تكن ذهبية بل ربما كانت فضية اللون‬
‫الشارع مرفرفاً على ساريته المثبتة فوق مدخل‬
‫وإصطفافات جهوية وينشب بيننا الخصام‬ ‫صديق أو قريب كان قد تواعد معه ‪ ...‬كنت‬ ‫موقد المدفأة بشكل غير مناسب ضيع القيمة‬ ‫بسبب سحب بيضاء وأخرى رمادية متقطعة‬
‫المبنى رقم ‪ 61‬برنس جاردنز ‪ ...‬كانت المسافة‬
‫ويحتدم الصدام وتمتد ايدينا الى السالح‬ ‫أنا أيضاً أشعر بالدفء والراحة في مقعدي‬ ‫الجمالية والوظيفية لمكان المدفأة الجميل‬ ‫كانت تحجب شعاع الشمس من حين آلخر‬
‫التي تفصلني عن المبنى ال تتجاوز المائتي متر‬
‫وبدل ان نحمي به حرمة حدود وطننا وسيادة‬ ‫الجلدي األسود الوثير المالصق للمدفأة‬ ‫الذي إجتهد المهندسون في تصميمه وتنفيذه‬ ‫ال ينسجم مع بالط‬ ‫وتمنحه لوناً فضياً جمي ً‬
‫إلي أنها ذات المسافة التي تفصلني‬‫وقد خيل ّ‬
‫بالدنا نقتل به خيرة شبابنا وندمر به حاضر‬ ‫وعيناي مثبتثان على الشباك الزجاجي في‬ ‫يوم قاموا ببناء هذا المبنى الجميل ‪ ....‬جلست‬ ‫الشارع الرمادي اللون‪ ،‬وكانت الحياة تدب‬
‫عن طرابلس عروس البحر الجميلة وربما‬
‫ومستقبل اجيالنا ‪ ...‬لماذا ال نتصالح كما‬ ‫انتظار أن يأتي محمود هذه المرة ليسلمني‬ ‫على الكنبة الجلدية السوداء األنيقة وتوارى‬ ‫في الشارع اللندني الذي أحب دائماً زيارته‬
‫عن مسقط رأسي في أم الجرسان أيضاً‪،‬‬
‫تصالح أبناء جنوب أفريقيا ورواندا والجزائر‬ ‫أوراقي وقد أنجزها فأنا أول الحاضرين‬ ‫مكان المدفأة وراء ظهري وظهر الكنبة وجلت‬ ‫لما يحتويه من صروح علمية ومعالم حضارية‬
‫وحتماً سأكون أول المغادرين عم ً‬ ‫بناظري في أرجاء الغرفة أمامي فلمحت صوراً‬ ‫فتسارعت دقات قلبي وغمرني إحساس جميل‬
‫وتونس ‪ ..‬لماذا ال نتعانق بود وصفاء كما‬ ‫ال بتقاليد‬ ‫ّ‬ ‫ولما لي فيه من ذكريات شخصية الزالت عالقة‬
‫ملئوه السعادة والحبور وعاد إلى راسي ضجيج‬
‫يفعل محمد وعبدالرؤف وتعود سفارات ليبيا‬ ‫هذه البالد «‪first come first‬‬ ‫جميلة جاءت من أرض الوطن وعلقت بشيء من‬ ‫بالذاكرة ففيه تقع كلية االمبيريال كولج التابعة‬
‫أطفال خُ ّيل إلي أنهم يصطفون في طابور‬
‫كما كانت دائما بيتا يجمعنا ويعكس تحضرنا‬ ‫‪ »served‬أو بالتعبير الليبي « لول لول» ‪...‬‬ ‫العشوائية أيضاً على حوائط قاعة اإلستقبال‬ ‫لجامعة لندن والتي منحتني درجة الماجستير‬
‫طويل أمام المتحف الوطني بالسراي الحمراء‬
‫وقيمنا الدينية والثقافية األصيلة التي نشانا‬ ‫هل ياترى سيتحقق هذا أم أن محمود سيترك‬ ‫البيضاء لكنها رغم ذلك أضافت لمسة جمالية‬ ‫في منتصف التسعينات من القرن الماضي‬
‫كما يفعل أقرانهم الذين رأيتهم منذ قليل‬
‫عليها فنظهر أمام العالم بالصورة التي تشرف‬ ‫أوراقي جانباً ويهتم بأوراق الرجل الوقور التي‬ ‫للمكان انستني قصة الكنبة والمدفأة وتعلق‬ ‫والزالت أحداث يوم حفل التخرج واستالم‬
‫في شارع المتاحف اللندني ‪ ...‬دقائق قليلة‬
‫ليبيا وتحفظ قدر الليبيين ‪ ...‬كنت أقف صامتا‬ ‫استلمها منه منذ قليل ‪ ...‬فذلك الرجل الذي‬ ‫بها نظري وسرح خيالي بعيداً الى هناك‬ ‫الشهادة الذي أقيم في مسرح رويال البرت هول‬
‫تسارعت فيها خطاي على وقع تسارع دقات‬
‫اتامل محمد وعبدالرؤف وقد استغرقا في‬ ‫لم يأل جهداً في التعريف بنفسه والتقرب‬ ‫الى عروس البحر وأنا أتأمل صورة لمالبس‬ ‫‪ Royl Albert Hall‬الشهير والواقع‬
‫قلبي العاشق طويت خاللها مسافة المئتي‬
‫حديثهما ووجه كل منها يشع بالبشر والبهجة‬ ‫إلى محمود والسؤال عن أشخاص وأصدقاء‬ ‫عروس طرابلسية بكامل زينتها التقليدية‬ ‫في النهاية الشمالية للشارع وهو ذات المسرح‬
‫متر وعبرت أثناءها غابة صغيرة من القضبان‬
‫وفرحة اللقاء واحاول ان اطرد عن مخيلتي‬ ‫يعرفهم هو وإياه األمر الذي زرع في نفسي‬ ‫ولوحة أخرى لمشغوالت تقليدية رائعة من‬ ‫الذي استقبل بعد عدة سنوات الفنان المرحوم‬
‫المعدنية المتشابكة والمنتصبة على الرصيف‬
‫صور القتال والصراع الليبي االخوي الدامي‬ ‫بعض الشكوك وبدا لي من حديثهما الو ّدي‬ ‫سوق المشير ‪ ...‬كانت الساعة الحائطية‬ ‫محمد حسن وخيمته الغنائية يوم صدح مغنياً‬
‫وهي تئن بحمل ثقيل من السقاالت التي نصبها‬
‫الذي تدور رحاه منذ تسع سنين‪ ،‬وكانت الحيرة‬ ‫الذي تناهى شيء منه إلى مسامعي وأنا اقلب‬ ‫المعلقة في الركن القصي تعلن حوالى الحادية‬ ‫«ليش بطى مرسالك عني» و «دزيتلك مرسول‬
‫بنأون واعتلوها وهم يرتدون ستراتهم الصفراء‬
‫من امر الليبيين تعصف بي واالمل في ان يعود‬ ‫صفحات الكتاب االزرق على هاتفي أنهما جاءا‬ ‫عشرة والربع وكنت أنتظر إطاللة محمود من‬ ‫وانت دزي» وأوصل أصداء األغنية الليبية‬
‫ويقومون بعملية صيانة وطالء ألحد المباني‬
‫بينهم الود والصفاء الذي يجسده امامي‬ ‫من نفس المدينة بل هما أوالد نفس الشارع‬ ‫خلف زجاج الشباك وهو ينادي ها قد قضي‬ ‫األصيلة إلى الديار البريطانية ألول مرة وألقى‬
‫في منتصف الشارع ‪ ...‬وها أنا اآلن أقف أمام‬
‫السيد عبدالرؤوف والدكتور محمد‪ ،‬وكانت‬ ‫‪ ...‬طردت هذه الوساوس من رأسي وسحبت‬ ‫األمر عندما دفع رجل وقور مكتمل األناقة‬ ‫«سالم العقل» على مدينة الضباب وجاءها‬
‫الباب رقم ‪ ... 61‬أمام سفارة الوطن التي هي‬
‫الهواجس واآلمال واألحالم تتزاحم في رأسي‬ ‫نظري الذي كان مركزا على شباك الخدمة‬ ‫باب قاعة االستقبال فأفقت من أحالم يقظتي‬ ‫برجليه وأجمل أغانيه في عام ‪ .2002‬كنت‬
‫قطعة من ترابه ‪ ...‬أنظر إلى رايته وهي ترفرف‬
‫عندما سمعت صوتا يأتي من ناحية الشباك‬ ‫الزجاجي وجلت به عبر الغرفة ليلتقي ثانية‬ ‫الطرابلسية التي زينتها لي تلك الصور الجميلة‬ ‫أسير في الشارع الجميل الذي كان يضج‬
‫في عليائها وأتطلع الى لقاء نفر من أبناءه ‪...‬‬
‫الزجاجي‪ - :‬د موسى ‪ ...‬تفضل ‪ ...‬افقت من‬ ‫بنظرات الرجل الوقور الذي كان قد عاد إلى‬ ‫المعلقة أمامي‪ - :‬السالم عليكم ألقى الواصل‬ ‫بأصوات رهط من أطفال مدارس لندن وهم‬
‫توكلت على اهلل وصعدت الدرج الرخامي ‪...‬‬
‫حيرتي واحالم يقظتي ونظرت ناحية مصدر‬ ‫الركن البعيد لغرفة االنتظار بعد أن أنهى‬ ‫الجديد التحية بلكنة طرابلسية وألحقها بنظرة‬ ‫ينتظمون في طابور طويل أمام مدخل متحف‬
‫ثم ضغطت على زر الجرس ‪.‬‬
‫الصوت فكان االخ محمود بإبتسامته الودودة‬ ‫حديثه الودي «على الطريقة الليبية» مع األخ‬ ‫فاحصة طويلة أطلقها نحوي جعلتني أظن أنه‬ ‫العلوم وآخرون كانوا يتوافدون على متحف‬
‫دفعت الباب ودخلت تسبقني إبتسامة وتمألني‬
‫التي إستقبلي بها وقد انجز المعاملة على اكمل‬ ‫محمود وعندما تالقت النظرات قررت فجأة‬ ‫يعرفني وأحسست أني أعرفه وكدت أن أنهض‬ ‫التاريخ الطبيعي المجاور وينزلون عبر الدرج‬
‫مشاعر مختلطة فأنا لم أزر السفارة منذ‬
‫وجهه وبسرعة قياسية ‪ ...‬ودعت األخوين‬ ‫أن أخرج عن صمتي‪ - :‬أستاذ يخيل إلي أني‬ ‫من مقعدي الجلدي األسود للسالم عليه بحرارة‬ ‫المؤدي إلى البوابة الرئيسية للمبني الذي هو‬
‫اعرفك ‪ ...‬هل إلتقينا من قبل ‪ -‬نعم وأنا أيضاً‬ ‫أكثر من عام ولم أزر طرابلس منذ أكثر من‬
‫محمد وعبدالرؤف وشكرت االخ محمود داعيا‬ ‫لكنني لم أتذكر كيف وأين كنت قد عرفته أو‬ ‫من أجمل معالم لندن المعمارية ناهيك عن ما‬
‫ذلك واكتفيت بمتابعة أخبار الوطن عبر‬
‫اهلل ان يجعله محمودا في االرض ومحمودا‬ ‫‪ ...‬كنت أحاول أن أتذكر اين وكيف قمت من‬ ‫التقيت به من قبل وقبل أن أحزم أمري سحب‬ ‫يحتويه من محتويات ال يسع المجال لذكرها وال‬
‫قنوات االعالم المختلفة التي طالما بالغت‬
‫في السماء وخرجت الى زحام الشارع اللندني‬ ‫مكاني واتجهت إليه تسبقني إبتسامتي ويميني‬ ‫الرجل نظراته واستدار ناحية شباك المكتب‬ ‫تكفي ايام ‪ -‬في حال زيارته ‪ -‬لمشاهدتها‪...‬‬
‫وفرقت وأضافت وتحيزت حتى أني لم أعد‬
‫الصاخب تصحبني ذكرى جميلة عن لقاء‬ ‫الممدودة وصافحته بحرارة ‪ -‬أنا د موسى ‪-‬‬ ‫الزجاجي وضغط على جرس صغير قبل أن‬ ‫في الناحية االخرى كان عدد من الشباب‬
‫أثق فيما تقدمه قنوات تلفزية زاد عددها‬
‫مصادفة هادئ وراقي مع ثالثة من إخوة الوطن‬ ‫وأنا د محمد وبدأنا حديثاً ودياً تذكرنا خالله‬ ‫يبدأ حديثه مع محمود الذي عاد للظهور دون‬ ‫واالطفال يتزلجون على المسطح الثلجي‬
‫وقلت مصداقيتها‪ .‬إبتسامتي التي هي جزء‬
‫وترتسم في ذهني صورة رائعة عن رقي تعامل‬ ‫آخر لقاء لنا منذ ثمانية وعشرون سنة بينما‬ ‫أن يقضي لي األمر ‪ ...‬أنهى الرجل حديثه‬ ‫األبيض الفسيح الذي تم اعداده ليغطي حديقة‬
‫من تحيتي لم تضع هباء‪ ،‬واالخ عادل موظف‬
‫الليبيين فيما بينهم عندما يجمعهم اللقاء بعيدا‬ ‫كان الرجل الثالت ذو المعطف األزرق يتولى‬ ‫القصير مع محمود وإنهمك يمأل نماذج تتعلق‬ ‫المتحف المتاخمة لمدخله األنيق ‪ ...‬عبرت‬
‫االستقبال بادرني بإبتسامة عريضة وترحاب‬
‫عن السياسة وان كانت مناسبته زيارة للسفارة‪.‬‬ ‫مهمة االستماع إلى حديثنا ويستعد للخروج من‬ ‫بما جاء من أجله وانهمكت أنا اُقلب صفحات‬ ‫الشارع واستدرت ناحية اليمين إلى شارع‬
‫غامر ور ّد السالم والتحية بأفضل منها وكان‬

‫**‬ ‫بعكس ما يجري‬ ‫ِ‬ ‫سيم‬


‫ُ‬ ‫يجري النّ‬ ‫صدري‬ ‫األنفاس في ْ‬ ‫َ‬ ‫س‬‫لن َت ْح ِب َ‬ ‫ْ‬ ‫عر في ِفكْ ري‬ ‫الش ِ‬‫َر َع َد ْت ُغ ُيوم ِّ‬
‫يــــــح ألجنحتي‬
‫ٌ‬ ‫نيرانُ ُكم ِر‬ ‫**‬ ‫السما َب ُع َد ْت؟‬‫أترى نُ ُجوم ًا في َّ‬ ‫َ‬ ‫هاط َل ْت سطر ًا على ْ‬
‫سط ِر‬ ‫وت َ‬ ‫َ‬ ‫قصيدة مهداة‬
‫كم‬‫مجل ُس ْ‬‫يكون ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأحار كيف‬
‫ُ‬ ‫يء من ِشعري‬ ‫النجوم ُت ِض ُ‬
‫ُ‬ ‫تلك‬ ‫ـــــب ُتتَ ّو ُجنــي‬ ‫جاء ْت ِبال َط َل ٍ‬
‫َ‬
‫رصاص ُكم َف ٌّك ِلذا ْ‬
‫األس ِـر‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫دون ِشعري كيف؟الأدري‪..‬‬ ‫من ِ‬ ‫بالبحـــر َي ْظ ِل ُمني‬
‫ِ‬ ‫و ُم َش ِّب ِهي‬ ‫ــد من أزْري‬ ‫وتش ّ‬ ‫حيط بي ُ‬ ‫ُ‬ ‫و ُت‬
‫قافيـــة‬
‫ٍ‬ ‫ور ُق ُ‬
‫ألف‬ ‫فغد ًا َستُ ِ‬
‫ومن الذي ُيثْ ِري َق َص ِائ َد ُك ْم؟‪..‬‬ ‫البحار و َم ُّدها َجـــــزْ ِري‬
‫ِ‬ ‫وج‬
‫َم ُ‬ ‫أن قد ِع ْش َت يا َف ْح ً‬
‫ال‬ ‫يح ْ‬‫وت ِص ُ‬ ‫َ‬
‫ِلتُ فَ تّ َح األزهار في قبـــري‬ ‫أس ِري ؟‪..‬‬
‫أكن معكم ـ‬
‫ومن الذي َي ْس ِري بما ْ‬ ‫عاص ٌ‬
‫فــــة‬ ‫األطيار ِ‬‫َ‬ ‫لن ُت ْس ِك َت‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫القواف َي في ن ََدى الزّ ْه ِر‬ ‫ِ‬ ‫أج َرى‬ ‫ْ‬ ‫فيدريكــو غارســيا‬
‫لم ْ‬ ‫ومن الذي ـ إن ْ‬ ‫الفجــــــر‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫للحب‬
‫ّ‬ ‫ناؤها‬ ‫غ‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫**‬
‫بقلم د ‪ -‬عمر عبد الدائم‬ ‫الس ْم ِر‬
‫األوج ِه ُّ‬ ‫ُ‬ ‫مال‬‫ُي ْذكي َج َ‬ ‫نهـــــر‬
‫ٍ‬ ‫األمواه في‬‫َ‬ ‫وق َف‬ ‫أو ُي ِ‬ ‫جاهد ًا َع َبــــــث ًا‬‫حاو ُل ِ‬ ‫من ُي ِ‬ ‫يا ْ‬ ‫لــو ر كا‬
‫األحد الموافق ‪ 23‬فبراير ‪2020‬‬
‫األخيرة‬ ‫الموافق ‪ 28‬جماد االخر ‪1441‬‬
‫العدد ‪137‬‬

‫وزارة العــدل تهنئ الشــعب‬


‫الليبــي بمناســبة الذكــرى‬
‫التاســعة لثــورة الســابع‬
‫عشــر مــن فبرايــر‬

‫تتقدم وزارة العدل بحكومة الوفاق الوطني بخالص التهاني والتبريكات إلى الشعب الليبي‬
‫بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من فبراير والتي انتفض فيها الليبيون جميعا‬
‫ضد الدكتاتورية وحكم الفرد وعبروا فيها عن تطلعاتهم إلى دولة ديمقراطية يسودها حكم‬
‫القانون والمؤسسات‪ .‬إننا وإذ نهنئ الشعب الليبي بهذه المناسبة فإننا نسأل اهلل أن يعيدها‬
‫علينا وقد تحققت آمالنا في الحرية واالستقرار واالزدهار‪.‬‬

‫وزارة العــدل تحتفــي بالذكرى‬


‫التاســعة لثــورة الســابع عشــر‬
‫مــن فبرايــر‬
‫استحضار روح الثورة في انطالقتها والتي كانت‬ ‫احتفاء بالذكرى التاسعة لثورة السابع عشر من‬‫ً‬
‫مفعمة بالوطنية والوحدة واإليثار وإننا في هذه‬ ‫فبراير أقامت وزارة العدل يوم الثالثاء الموافق‬
‫الظروف العصبية أحوج ما نكون إلى نبذ خطاب‬ ‫‪18‬فبراير ‪ 2020‬احتفالية بالمناسبة‪ ,‬حضرها معالي‬
‫العنف والكراهية والذي أصبح سائد ًا في وسائل‬ ‫السيد وزير العدل والسادة مدراء اإلدارات والمكاتب‬
‫اإلعالم اليوم ويهدد ثوابتنا الوطنية التي يجب أن‬ ‫ورؤساء األجهزة والمصالح التابعة للوزارة وعدد من‬
‫يجتمع عليها كل الليبيين وفي الختام دعى السيد‬ ‫الموظفين والضيوف‪ .‬اإلحتفالية افتتحت بتالوة‬
‫الوزير الى انتهاز الفرصة التي منحتها الثورة لنا‬ ‫آليات من الذكر الحكيم‪ ،‬تالها عزف النشيد الوطني‪،‬‬
‫جميعا واالنخراط بإيجابية في العملية السياسية‬ ‫وألقى السيد الوزير كلمة الوزارة والتي توجه فيها‬
‫والمشاركة في االستحقاقات الدستورية المقبلة‪.‬‬ ‫بالتهنئة لعموم الليبيين في ذكرى ثورتهم المجيدة‬
‫وعرض في االحتفالية شريط مرئي استعرض‬ ‫والتي وضعت حد ًا للحكم الدكتاتوري المولى‪ ،‬وعبر‬
‫نشاطات الوزارة خالل العام الماضي وما انجزته من‬ ‫فيها الليبيون عن تطلعاتهم إلرساء دولة القانون‬
‫مشاريع‪.‬‬ ‫والمؤسسات‪ .‬السيد الوزير دعى في كلمته إلى‬

‫طبعت بمطابع‬ ‫اإلخراج والتنفيذ‬ ‫القسم الفني‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫مدير التحرير‬

‫أحمد وريث‬ ‫أحمد وريث‬ ‫هاني إبراهيم‬ ‫نبيلة سالم‬


‫وزارة العدل‪Ministry of justice Libya-‬‬ ‫صحيفة شهرية تصدر عن إدارة العالقات العامة والتعاون بوزارة العدل‬

You might also like