You are on page 1of 264

‫الجمهورية التونسية‬

‫دائرة الزجراملالي‬

‫التقريراملتعلق بالفترة‬
‫‪2019 -2012‬‬
‫الفه ـ ـ ـرس‬
‫‪1‬‬ ‫توطئة‬

‫‪5‬‬ ‫املقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫ّ‬
‫الخطية‬ ‫القرارات القاضية باإلدانة وتسليط‬

‫‪162‬‬ ‫ّ‬
‫الخطية‬ ‫القرارات القاضية باإلدانة مع اإلسعاف بعدم تطبيق‬

‫‪177‬‬ ‫القرارات القاضية بعدم سماع الدعوى‬

‫‪216‬‬ ‫القرارات القاضية برفض الدعوى لسقوط حق التتبع بمرورالزمن‬

‫‪220‬‬ ‫القرارات القاضية برفض الدعوى لعدم االختصاص‬

‫‪224‬‬ ‫القرارات القاضية برفض الدعوى شكال‬

‫‪229‬‬ ‫القرارات القاضية بالحفظ‬

‫‪255‬‬ ‫دعاوى املراجعة‬


‫توطئ ـ ـة‬
‫للبت في حسابات املحاسبين العموميين وللنظر‬ ‫املشرع لدائرة املحاسبات سلطة قضائية ّ‬ ‫ّ‬ ‫أسند‬
‫وأهلها إلثارة اختصاصها في شأن الحسابات التي أسندت تصفيتها إلى السلطة‬ ‫التصرفات بحكم الواقع ّ‬
‫ّ‬ ‫في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلدارية وللبت في الطعون املوجهة ضد القرارات الصادرة عن تلك السلطة‪ .‬كما منحها مرجع نظر رقابي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫وتصرف جميع الهيئات العمومية بما فيها تلك التي تساهم ّ‬
‫الدولة أو الجماعات‬ ‫ّ‬ ‫للنظر في حسابات‬
‫ّ‬
‫االقتصادية أو ّ‬
‫املالية التي تمنحها‬ ‫وخول لها كذلك تقدير نتائج اإلعانة‬ ‫في رأس مالها مهما كانت تسميتها‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫الهياكل املذكورة آنفا للجمعيات والتعاونيات واملؤسسات والهيئات الخاصة مهما كانت تسميتها‪ .‬وكلفها أيضا‬
‫بإعداد تقرير سنوي حول مشروع قانون ختم امليزانية يحال للبرملان‪.‬‬

‫البت في حسابات املحاسبين العموميين دون‬ ‫ونظرا لحصر املهام القضائية لدائرة املحاسبات في ّ‬
‫ّ‬
‫القضائية املالية بهيئة إضافية أحدثت بالقانون‬ ‫غيرهم‪ ،‬فقد اقتض ى األمر منذ سنة ‪ 1970‬تعزيز املنظومة‬
‫عوضت الحقا في سنة ‪ 1985‬بدائرة الزجر املالي املحدثة بموجب‬ ‫وهي دائرة الزجر في ميدان امليزانية التي ّ‬
‫ّ‬ ‫الفصل ‪ 6‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف‬
‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫العمومية اإلدارية والجماعات‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫تم تنقيحه بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪1987‬‬ ‫وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة ّ‬
‫الزجر املالي كما ّ‬
‫ؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪.1988‬‬ ‫املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وإتمامه بالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬امل ّ‬‫ّ‬

‫دائرة الزجر املالي هي هيئة قضائية مالية لها صالحية محاكمة مرتكبي أخطاء التصرف التي تقترف‬
‫إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات املحلية وكذلك املنشآت العمومية‪ ،‬يرأسها الرئيس‬
‫األول لدائرة املحاسبات ويتقاسم تركيبة هيئتها الحكمية قضاة من املحكمة اإلدارية ودائرة املحاسبات‪.‬‬

‫تميزت السنوات األولى إلرساء دائرة الزجر املالي ببروز بعض الصعوبات ومظاهر ّ‬
‫التردد التي‬ ‫وقد ّ‬
‫جدا إن لم يكن منعدما‪ ،‬ذلك أن هذه ّ‬
‫الدائرة لم تصدر أول قرار‬ ‫انعكست على نشاطها الذي كان محدودا ّ‬
‫لها إال خالل سنة ‪ .1988‬وكان ذلك نتيجة إلحجام السلط ّ‬
‫املعنية واملنصوص عليها بالفصل ‪ 9‬من القانون‬
‫عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬سالف الذكر عن املبادرة برفع ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وفي هذا السياق جاء منشور الوزير ّ‬


‫األول عدد ‪ 28‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1986‬مؤكدا على وجوب‬
‫تنشيط دائرة الزجر املالي‪ ،‬ودعا الرئيس األ ّول لدائرة املحاسبات إلحالة املتصرفين العموميين الذين تكشف‬
‫والتفقد عن ارتكابهم إلخالالت من شأنها أن تشكل أخطاء ّ‬
‫تصرف على دائرة الزجر املالي وذلك‬ ‫ّ‬ ‫تقارير الرقابة‬
‫ّ‬ ‫استنادا إلى الصالحيات ّ‬
‫املخولة لهذا األخير بمقتض ى الفصل التاسع من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬
‫قضية خالل سنة ‪.1987‬‬ ‫العمومية لدى دائرة الزجر املالي ‪ّ 67‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بسجل النيابة‬ ‫وتبعا لذلك رسمت‬
‫قضية رفعها وزير الفالحة وأخرى صدرت عن الرئيس ّ‬
‫األول لدائرة املحاسبات بناءا على تقرير‬ ‫وباستثناء ّ‬

‫‪2‬‬
‫رقابة أعدته هذه الدائرة فإن كل القضايا األخرى رفعت من قبل الرئيس ّ‬
‫األول لدائرة املحاسبات بناءا على‬
‫تقارير أجرتها مختلف أجهزة التفقد ّ‬
‫والرقابة ‪.‬‬

‫كما وجب أن ن ّنوه باملجهودات املبذولة من قبل ّ‬


‫مؤسس ي دائرة الزجر املالي من قضاة دائرة‬
‫املحاسبات وقضاة املحكمة اإلدارية لبناء هذا الهيكل القضائي الذي لعب دورا هاما في تكريس الشفافية‬
‫ودعم ثقافة املساءلة في التصرف في املال العام وفي املؤسسات العمومية وذلك رغم النقائص ومحدودية‬
‫املرجعية القانونية املنظمة لخطأ التصرف‪.‬‬

‫وقد ساهمت هذه الدائرة في الرقي بالتصرف العمومي من خالل البعد الوقائي الذي يكتسيه‬
‫إصدار تقريرها السنوي ومن خالل البعد البيداغوجي لعملها واملتمثل خاصة في املبادئ العامة املترتبة عن‬
‫ّ‬
‫كل قرار يصدر عن هيئتها الحكمية‪.‬‬

‫الدائرة إلى بناء عالقاتها مع املتقاضين على أساس التحفظ تحاشيا إلفشاء أسرار‬ ‫وقد سعت ّ‬
‫كل ّمتهم يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته في إطار محاكمة عادلة‪.‬‬
‫األبحاث اقتضاء بأن ّ‬

‫وقد اكتسبت دائرة الزجر املالي تجربة فريدة من نوعها جديرة ّ‬


‫بالدعم وكان ذلك نتيجة للقضايا‬
‫التي باشرتها والقرارات التي أصدرتها غير أن اإلطار القانوني املنظم لدائرة الزجر املالي ولخطأ التصرف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫احتوى على عديد النقائص تعلقت بكون الدائرة تصدر أحكاما باتة غير قابلة للطعن وال يمكن إال طلب‬
‫مراجعتها وهو ما يتعارض مع مبدأ التقاض ي على درجتين الذي ّ‬
‫تم إقراره باالتفاقيات الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫ّ‬
‫سياسية‪ .‬من ذلك أن‬ ‫كما ّأن مجال اختصاص الدائرة ال يشمل األشخاص املباشرين لوظائف‬
‫الدولة بصفتهم آمري صرف نفقات ّ‬
‫الدولة وكذلك أعضاء املجالس‬ ‫رئيس مجلس النواب والوز اء وكتاب ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫وخاصة منهم رؤساء البلديات آمري صرف نفقات البلديات كانوا ال يخضعون لقضاء الدائرة‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النيابية‬
‫ّ‬
‫العمومية ) حيث أن‬ ‫باستثناء رؤساء البلديات الذين يتم تعيينهم بأمر ( الفصل ‪ 8‬من مجلة املحاسبة‬
‫تصرف هؤالء األشخاص يندرج ضمن املسؤولية السياسية ويخرج بالتالي عن مجال اختصاص هذه الدائرة‬‫ّ‬
‫‪.‬‬

‫ّ‬
‫العموميين‪ ،‬غير أنه ال والية لهذه‬ ‫ولئن ورد تعريف املتقاض ي في صياغة ّ‬
‫عامة تشمل ّ‬
‫كل األعوان‬
‫الصفة وحدهم‬ ‫الدعوى والذين لهم ّ‬ ‫املؤهلين لتحريك ّ‬
‫املحكمة إال على املحالين عليها بطلب من األشخاص ّ‬
‫دون سواهم واملنصوص عليهم بالفصل ‪ 9‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬وهم ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس النواب‪،‬‬
‫‪ -‬الوزير األول‪،‬‬
‫‪ -‬وزير املالية‪،‬‬
‫‪ -‬الوزراء بالنسبة لألعمال التي تعاين ضد املوظفين واملتصرفين واألعوان املوضوعين تحت‬
‫سلطتهم أو إشرافهم‪،‬‬
‫‪ -‬الرئيس األول لدائرة املحاسبات ‪.‬‬

‫ويتزامن تقديم هذا التقرير مع انطالق العمل بمرجعية قانونية جديدة وهو القانون األساس ي‬
‫ّ‬
‫واملتعلق بمحكمة املحاسبات الذي ّ‬ ‫عدد ‪ 41‬لسنة ‪ّ 2019‬‬
‫حل دائرة الزجر املالي‬ ‫املؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪2019‬‬
‫وأحال اختصاص زجر أخطاء التصرف إلى محكمة املحاسبات وتحديدا للدائرة املختصة بزجر أخطاء‬
‫التصرف صلب هذه املحكمة‪ .‬كما شهدت املنظومة عديد اإلصالحات من خالل خاصة إقرار مبدأ التقاض ي‬
‫ّ‬
‫وخاصة‬ ‫ّ‬
‫النيابية‬ ‫على درجتين وإخضاع آمري قبض وصرف ميزانية ّ‬
‫الدولة (الوزراء) وكذلك أعضاء املجالس‬
‫منهم رؤساء البلديات آمري صرف نفقات البلديات لقضاء محكمة املحاسبات في مجال أخطاء التصرف‪.‬‬

‫ّ‬
‫املشرع في إطار القانون األساس ي عدد ‪ 41‬لسنة ‪ 2019‬سالف الذكر صالحية رفع‬ ‫كما ّ‬
‫وسع‬
‫الدعوى لدى محكمة املحاسبات حيث أصبحت تشمل كذلك رؤساء الهيئات الدستورية والتعديلية‬
‫وأعضاء مجلس نواب الشعب‪.‬‬

‫ّ‬
‫بصالحية إثارة الدعوى‬ ‫وفضال عن ذلك أصبح وكيل الدولة العام لدى محكمة املحاسبات ّ‬
‫يتمت‬
‫ّ‬
‫التصرف‪.‬‬ ‫من تلقاء نفسه في مجال أخطاء‬

‫‪4‬‬
‫ّ‬
‫املقدمة‬
‫ّ‬ ‫عمال بالفصل ‪ 24‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫العمومية اإلدارية والجماعات‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه بالقانون‬ ‫واملشاريع‬
‫املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وإتمامه بالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان‬ ‫عدد ‪ 34‬لسنة ‪ّ 1987‬‬
‫الزجر املالي أن يرفع إلى سيادة رئيس الجمهورية تقريرها السنوي لعرض نشاطها‬‫تشرف رئيس دائرة ّ‬
‫‪ 1988‬ي ّ‬
‫ّ‬
‫ونشر األحكام التي أصدرتها خالل الفترة ‪ 2019-2012‬وذلك باتباع معيار سنة إصدار القرار وعدده‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولئن تعذر إصدار التقارير السنوية لدائرة الزجر املالي خالل فترة ألسباب تعلقت بتعيين أعضاء‬
‫الهيئة الحكمية التي شهدت ترقية بعض أعضائها ومغادرة البعض اآلخر بعد إحالتهم على التقاعد مع عدم‬
‫ّ‬
‫إمكانية تعويضهم في اإلبان لإلشكاليات التي عرفها تركيز املجلس األعلى للقضاء إال ّأن أعمال التحقيق‬
‫ّ ّ‬
‫مما مكن الهيئة الحكمية التي تمت تسميتها في مناسبتين خالل سنة ‪ 2018‬وتعديلها خالل سنة‬ ‫تواصلت‬
‫‪ 2019‬من إصدار هذه األحكام‪.‬‬

‫وقبل عرض تقرير نشاط دائرة الزجر املالي سيتم تقديم هذا االختصاص من حيث التذكير‬
‫املؤرخ في ‪20‬‬‫باألشخاص والهياكل الخاضعين له واإلجراءات املتبعة وفقا للقانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية اإلدارية‬ ‫واملؤسسات‬ ‫جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة ّ‬
‫الزجر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫والجماعات‬
‫تم تنقيحه بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ّ 1987‬‬
‫املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وإتمامه بالقانون عدد ‪54‬‬ ‫املالي كما ّ‬
‫لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪.1988‬‬

‫زجر أخطاء التصرف هو اختصاص قضائي عهد به إلى دائرة الزجر املالي املحدثة سنة ‪1985‬‬
‫بموجب الفصل ‪ 6‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬سالف الذكر والذي جاء فيه " أحدثت محكمة أطلق‬
‫عليها اسم " دائرة الزجر املالي ولها صالحية محاكمة مرتكبي أخطاء التصرف املقررة بالعنوان األول من هذا‬
‫القانون "‪.‬‬

‫ّ‬
‫املتضررة وصفة املتقاض ي حيث‬ ‫حدد اختصاص دائرة الزجر املالي بالنظر لطبيعة الجهة‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫املعنوية الخاضعة لقواعد املحاسبة‬ ‫التصرف إزاء الذوات‬ ‫يخضع لقضاء الدائرة مرتكبو أخطاء‬
‫ّ‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫وكذلك املشاريع‬

‫الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات‬ ‫كل موظف أو عون من أعوان ّ‬


‫وعليه‪ ،‬فإن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متصرف أو ّ‬
‫ّ‬ ‫العمومية املحلية وكذلك ّ‬
‫العمومية الذي ثبت أنه‬ ‫مسير أو عون من أعوان الدولة واملشاريع‬ ‫كل‬

‫‪6‬‬
‫تصرف كما هو مبين بالفصلين ّ‬
‫األول والثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬‬ ‫عدة أخطاء ّ‬ ‫ارتكب خطأ أو ّ‬
‫يكون خاضعا لقضاء دائرة الزجر املالي‪.‬‬

‫كما ال يمكن أن ترفع الدعوى إلى دائرة الزجر املالي بعد انتهاء أجل خمسة سنوات من تاريخ ارتكاب‬
‫ّ‬
‫خطأ التصرف وفي حالة صدور قانون غلق امليزانية أو املوافقة على حسابات املشروع العمومي التي يتعلق‬
‫الدعوى ّ‬
‫يمتد حتى تاريخ‬ ‫التصرف الذي وقع ارتكابه بعد انتهاء أجل خمسة أعوام‪ ،‬فإن أجل رفع ّ‬ ‫ّ‬ ‫بها خطأ‬
‫غلق امليزانية أو املوافقة على الحسابات‪.‬‬

‫ّ‬
‫املتصرف أو‬ ‫ّإن دائرة زجر املالي هي هيئة قضائية ذات صبغة زجرية مالية وعليه فإن املوظف أو‬
‫تصرفية‪ ،‬يعاقب بخطية ال يتجاوز أقصاها كامل املرتب‬‫عدة أخطاء ّ‬ ‫العون الذي ثبت أنه ارتكب خطأ أو ّ‬
‫السنوي الذي يمنح له في التاريخ الذي حصلت فيه املخالفة وال يقل أدناها عن الجزء الثاني عشر‬ ‫الخام ّ‬
‫ّ‬
‫منه‪ .‬وتكتس ي الخطايا التي تسلطها دائرة الزجر املالي‪ ،‬طبقا للقانون‪ ،‬نفس الخصائص التي تكتسيها الخطايا‬
‫املحكوم بها من طرف دائرة املحاسبات على املحاسبين العموميين‪ ،‬ويجري استخالصها حسب نفس ّ‬
‫الصيغ‬
‫وبنفس الضمانات‬

‫خول القانون ّ‬
‫ائية فقد ّ‬‫التأديبية أو الجز ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للدائرة‬ ‫وتسلط الخطايا بصرف النظر عن العقوبات‬
‫ّ‬
‫تأديبية إذ اقتض ى األمر‪ ،‬وذلك بصرف‬ ‫إمكانية مطالبة الوزير أو رئيس املشروع املختص بتسليط عقوبة‬
‫ّ‬
‫املسلطة من قبلها‪ ،‬وعلى هذين األخيرين أن يحيطا ّ‬ ‫ّ‬
‫الدائرة علما بواسطة تقرير بما آلت‬ ‫الخطية‬ ‫النظر عن‬
‫ّ‬
‫القضية وذلك في أجل ستة أشهر من تاريخ إحالة امللف‪.‬‬ ‫إليه‬

‫وإذا ما أسفر التحقيق عن أمور من شأنها أن تشكل جنحة أو جناية ّ‬


‫فإن رئيس دائرة الزجر املالي‬
‫يحيل نظيرا من امللف إلى وزير العدل‪ ،‬ويبلغ بالحالة املذكورة رئيس اإلدارة املعنية ووزير ّ‬
‫املالية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ّ‬
‫تعهدت دائرة الزجر املالي منذ إحداثها إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2019‬بما عدده ‪ 711‬قضية‪ .‬وبلغ عدد‬
‫القضايا املنشورة أمام دائرة الزجر املالي (في طور التحقيق) بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2019‬ما جملته ‪ 397‬قضية‬
‫تتعلق بدعاوى مراجعة قرارات صادرة عن الدائرة‪ .‬وتجدر اإلشارة ّأن ‪ 341‬قضية ّ‬ ‫ّ‬
‫تم‬ ‫بما في ذلك ‪ 7‬قضايا‬
‫ّ‬
‫إحالتها خالل الفترة املمتدة من سنة ‪ 2012‬إلى سنة ‪.2019‬‬

‫قضية‪ّ ،‬‬
‫توزعت القرارات‬ ‫وقد ّبتت الهيئة الحكمية بدائرة ّ‬
‫الزجر املالي خالل الفترة املعنية في (‪ّ )30‬‬
‫بشأنها كاآلتي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫الخطية ؛‬ ‫‪ ) 12 ( -‬قرارا باإلدانة وبتسليط‬
‫‪ )02( -‬قراران باإلدانة مع اإلسعاف بعدم تطبيق الخطية؛‬
‫‪ )07 ( -‬قرا ات بعدم سماع ّ‬
‫الدعوى؛‬ ‫ر‬
‫‪ )01( -‬قرار برفض الدعوى شكال؛‬
‫‪ )01( -‬قرار بسقوط التتبع بمرور الزمن؛‬
‫‪ ) 01( -‬قرار برفض الدعوى لعدم االختصاص؛‬
‫‪ )04( -‬قرارات في الحفظ؛‬
‫‪ )02( -‬قرارات برفض دعاوى املراجعة؛‬

‫ّ‬
‫تعلقت القضايا التي تم ّ‬ ‫ّ‬
‫البت فيها أساسا بأعوان‬ ‫ّ‬
‫املتضررة‪ ،‬فقد‬ ‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫يخص الجهات‬ ‫ّأما فيما‬
‫ّ‬
‫عمومية‪.‬‬ ‫عمومية ّ‬
‫إدارية وجماعات عمومية ومنشآت‬ ‫ّ‬ ‫مباشرين لدى مصالح الدولة و ّ‬
‫مؤسسات‬

‫تم خالل سنة ‪ 2019‬استكمال اإلجراءات بخصوص ‪ 37‬قضية سيقع الفصل فيها‬ ‫مع العلم ّأنه ّ‬
‫إبان تركيز الهيئة الحكمية الجديدة وفق القانون األساس ي عدد ‪ 41‬لسنة ‪ّ 2019‬‬
‫املؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪2019‬‬
‫واملتعلق بمحكمة املحاسبات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ّ‬
‫الخطية‬ ‫القـرارات القاضية باإلدانة وبتسليط‬
‫القرار عدد ‪ 343‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 343‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيزضد رئيس مديرعام منشأة عمومية‪.‬‬

‫االدعاء أمام دائرة الزجر املالي على خرق مرجعية قانونية وليس على مرجعية تقديرية‬‫يتأسس ّ‬‫‪ّ -‬‬
‫التي ال يمكن اعتمادها إلقرار الفعل املخالف ذلك ّأن العنصر القانوني للخطأ يمثل ركنا أساسيا في قيام‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬ ‫الخطأ وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫التصرف املرتكبة إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه وإتمامه‪.‬‬

‫‪ -‬ينتفي موجب ّ‬
‫التتبع لدى دائرة الزجر املالي إذا تم تدارك اإلغفاالت وانتفى الضرر املالي قبل‬
‫رفع الدعوى‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬


‫يؤدى تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل وزارة اإلشراف إلى تحميل‬
‫التصرف على هذا النحو خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى‬ ‫ّ‬ ‫الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪ ،‬و ّ‬
‫يعد‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ -‬الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬


‫القار باملنشأة هي املباشرة واإللحاق وعدم املباشرة‬
‫وتحت السالح‪ ،‬وكل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة هي وضعية غير قانونية‪ ،‬وتشكل‬
‫عمال معدوما لخرقها الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون الوظيف من جهة‬
‫استحداثها لحالة خامسة غير واردة به‪.‬‬

‫‪ّ -‬‬
‫تعد القرارات الصادرة عن الوزير ّ‬
‫األول في الوضع على الذمة مع اإلذن بتحميل املنشأة‬
‫ّ‬
‫العمومية ملرتبات العون املعني باألمر وجميع منحه خرقا ملبدأ العمل املنجز ومبدأ استقاللية الذمم‬
‫ّ‬
‫املالية‪ .‬وتعتبر هذه القرارات إذنا كتابيا مسبقا صادرا في الغرض تتحمل مسؤوليتها الجهة التي تولت‬
‫إمضاءها‪.‬‬

‫يتلدد عن تسديد‬ ‫ّ‬


‫املستحقات تزويد الحريف الذي ّ‬ ‫‪ -‬ال يستقيم في غياب ضمانات الستخالص‬
‫ّ‬
‫تخلد ّ‬
‫بذمته‪.‬‬ ‫ما‬

‫يعرض اإلحجام عن فوترة خدمات الشركة والتقصير في استخالص مستحقاتها إلى التقادم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫كما يؤول عدم فوترة الخدمات إلى الحيلولة دون تحديد القيمة الحقيقية للديون ويفض ي إلى تمكين الغير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمؤسسة‪.‬‬ ‫من امتياز مالي من املال العام دون موجب شرعي ويترتب عنه ضرر مالي‬

‫‪10‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمتصرف العمومي التعلل بمحضر اإلدارة العامة املخالف للقانون بل يستوجب‬ ‫‪ -‬ال يمكن‬
‫عليه تصحيح الوضعية وتطبيق القانون من خالل فوترة الخدمات التي تمت خالل فترة مباشرته ّ‬
‫ويعد‬
‫التصرف على هذا النحو خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪74‬‬ ‫ّ‬
‫لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ -‬ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‬
‫وطاملا ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات عهدت إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات فإنه ال يمكن تحميل‬
‫مسؤوليتها للرئيس املدير العام للشركة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪ -‬من ّ‬
‫املقرر قانونا أنه ال يمكن إسناد العون تعويضات أو منحا أو امتيازات مهما كان نوعها إذا‬
‫لم يتضمنها النظام األساس ي الخاضع له العون العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬إن تمكين عدد من اإلطارات من منحة اإللزام على أساس املفاوضات االجتماعية بالشركات‬
‫محددة وبشروط مضبوطة تربط إسناد املنحة بمدى‬ ‫البري للمسافرين وذلك لفترات ّ‬‫العمومية للنقل ّ‬
‫بمقومات اإللزام ّ‬
‫يعد مخالفا ملبدأ عدم الجمع بين املنح خاصة بالنسبة إلى اإلطارات‬ ‫كل إطار ّ‬ ‫ّ‬
‫تقيد ّ‬
‫املنتفعة باملنحة الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل صرف منحة اإللزام ألشخاص غادروا الشركة مخالفة واضحة للنظام األساس ي الخاص‬
‫بأعوان الشركة‪ .‬ويتوقف االنتفاع بمنحة اإللزام آليا في صورة اإلخالل بمبدأ اإللزام أو زوال موجبه ألي‬
‫مقومات اإللزام بما يضمن‬‫سبب كان‪ .‬كما ّانه يتعين أن يتقيد كل إطار في املقابل باالستجابة لكل ّ‬
‫استمرارية العمل وجودة األداء‪.‬‬

‫ّ‬
‫مستمرة‪ .‬وهي تصرف لألعوان الذين‬ ‫‪ -‬إسناد منحة اإللزام يرتبط بالحضور ّ‬
‫بمقر العمل بصفة‬
‫ثم ّ‬
‫فإن إسناد هذه املنحة دون استيفاء تلك الشروط يكون مخالفا‬ ‫يقومون ببعض املهام ّ‬
‫املحددة‪ .‬ومن ّ‬
‫للقانون‪،‬‬

‫‪ -‬في غياب سند كتابي وما يفيد املمارسة الفعلية للعمل تكون املبالغ التي يتم صرفها دون‬
‫موجب سببا في تحميل الشركة التزامات مالية غير ّ‬
‫مبررة نتج عنها ضررا ماليا وهو ما يمثل خطأ ّ‬
‫تصرف‬
‫على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمثل استعمال املتصرف العمومي لسيارة اإلدارة خالل فترة إصالح السيارة الوظيفية خطأ‬
‫تصرف‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نص القرارعدد ‪343‬‬
‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ ‪ 19‬جوان‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫ّ‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪32‬‬ ‫‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيسا مديرا عاما للشركة‬ ‫ضد ّ‬‫والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة‬ ‫الجهوية للنقل بوالية (‪ ،)...‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه أخطاء في التصرف تمثلت في ‪:‬‬

‫بسلمين ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -1‬إسناد ّ‬


‫لكل أعوان الشركة بصفة غير شرعية‪.‬‬ ‫تدرج‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬تجاوز عدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬
‫لتطور الحياة املهنية لألعوان‪.‬‬
‫‪ -4‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين على ذمة اإلتحاد‬
‫العام التونس ي للشغل‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل كائن بفرعها (‪.)...‬‬
‫‪ -6‬عدم فوترة كراءات حافالت لفائدة الرئيس املدير العام‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -8‬انتفاع الرئيس املدير العام بأكثر من سيارة إدارية إضافة إلى السيارة الوظيفية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -9‬تحميل ميزانية الشركة نفقات مشطة وغير مبررة بعنوان هدايا‪.‬‬
‫‪ -10‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -11‬إسناد منحة االستمرار لبعض األعوان بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -12‬تحميل الشركة نفقات استقباالت مشطة وبصفة غير مبررة‪.‬‬
‫‪ -13‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع ختمها بعد‪.‬‬
‫‪ -14‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪.‬‬
‫‪ -15‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس املدير العام إلى‬
‫الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫جوان ‪ 2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 71‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫ّ‬ ‫مقرر وتعيين القاض ي ّ‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬
‫‪،343‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،84‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها األستاذ إسماعيل مرابط نائب ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به ّ‬
‫منوبه خالل التحقيق معه منتهيا إلى‬ ‫ّ‬
‫طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫املدعى عليه ومحاميه األستاذ‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫إسماعيل مرابط الذين رافعا بما رئاه مفيدا‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى نائب ّ‬
‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪،‬‬ ‫حجز‬

‫ّ‬
‫القضية إلى طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫وبها ّ‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫إلى وزيري النقل‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫املدعى عليه وحضور محاميه‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫برد ّ‬
‫الدعوى‪ .‬وبعد االستماع إلى‬ ‫األستاذ إسماعيل مرابط الذي رافع في ضوء مذكرة دفاعه وطلب الحكم ّ‬
‫مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة‬
‫منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم التحقيق الوارد من وزارة النقل‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪،‬‬ ‫مختصة‬ ‫إلمضائه من جهة غير‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى نائب ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غيرشرعية‬ ‫عن املأخذ األول ‪ :‬إسناد تدرج‬

‫‪14‬‬
‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه تمكين األعوان القارين من سلمين اعتمادا على نقطة واردة‬
‫بمحضر اتفاق داخلي بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬بين الطرف النقابي واإلدارة العامة للشركة ّ‬
‫وتم التجسيد‬
‫الفعلي للزيادة املذكورة في األجور من خالل اإلذن بصرفها بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2011‬رغم اعتراض سلطة‬
‫اإلشراف على ذلك‪.‬‬

‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن عملية إسناد ّ‬
‫تدرج‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫ّ‬
‫محل املؤاخذة ّتمت على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪27‬‬ ‫لكل أعوان الشركة ّ‬ ‫بسلمين ّ‬
‫ّ‬ ‫من القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬ ‫ّ‬ ‫الدواوين‬
‫تدرج األعوان ّ‬
‫القارين في‬ ‫ّ‬
‫تنص على أن ّ‬ ‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والتي ّ‬
‫ّ‬
‫التدرج باعتبار أقدمية العون‬ ‫الدرجة يتمثل في االنتقال من درجة إلى الدرجة املوالية مباشرة ويقع‬
‫وأعداده في آن واحد ما لم تصدر أحكام أكثر فائدة من األنظمة األساسية الخاصة التي تضبط ّ‬
‫املدة التي‬
‫التدرج يخضع إلى جملة من الضوابط الواردة بالفصل ‪ 34‬من النظام‬ ‫وأن ّ‬ ‫يجب قضاؤها بكل درجة‪ّ ،‬‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات ويصنف إلى قسمين‬
‫التدرج من درجة إلى الدرجة املوالية بصورة آلية وثانيهما باالختيار وهو ّ‬
‫التدرج‬ ‫ّ‬
‫األقدمية وهو ّ‬ ‫أولهما يعتمد‬
‫سلم إلى سلم داخل نفس الرتبة ونفس الصنف‪ .‬وتبعا ملا سبق بيانه ال يمكن أن يكون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التدرج إال من‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث الحظ ّ‬


‫املدعى عليه أن إسناد ّ‬
‫تدرج بسلمين إلى كل أعوان الشركة استند إلى اتفاق بين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األطراف االجتماعية بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬مشيرا إلى أنه ّتمت إحالة هذا االتفاق إلى وزارة اإلشراف‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ 2011‬ولم يتم الرد بشأنه سوى بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬حيث وردت على مكتب الضبط‬
‫ّ‬
‫للشركة تحت عدد ‪ 1078‬مراسلة من وزير النقل والتجهيز تأذن بتعليق تطبيق ما ورد باالتفاق وتطالب‬
‫الشركة باسترجاع املبالغ املدفوعة لألعوان‪،‬‬

‫تم خالل شهر مارس ‪ 2011‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتسوية‬ ‫وحيث ثبت من أوراق امللف ّأنه ّ‬
‫الوضعية املذكورة واسترجاع املبالغ املدفوعة بموجب االتفاق املذكور أعاله وتالفي إلحاق ضرر بالشركة‬
‫قبل تاريخ رفع الدعوى املوافق لـ ‪ 19‬جوان ‪ ،2011‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع لدى دائرة الزجر‬
‫املالي وتصير الدعوى تبعا لذلك غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬تجاوزعدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه تجاوز عدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫ّ‬
‫االدعاء إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت خالل سنتي ‪ 2009‬و‪2010‬‬
‫وحيث استند ّ‬
‫تحصلت على ترخيص من وزارة اإلشراف في‬ ‫ّ‬ ‫انتداب ‪ 91‬عونا عن طريق مناظرات خارجية في حين ّأنها‬
‫انتداب ‪ 58‬عونا فحسب في اختصاصات مختلفة وهو ما يمثل زيادة نسبتها ‪ .% 57‬وقد ّأدى تجاوز‬
‫االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها إلى تحميل الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪،‬‬

‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أن إدارة الشركة حاولت املالءمة بين حاجياتها امللحة وبين التراخيص‬
‫باالنتداب التي تحصلت عليها‪ ،‬وأنه تم توزيع االنتدابات على فترة زمنية تمتد على ثالث سنوات من ‪2009‬‬
‫إلى ‪ 2011‬مع التقدم بطلبات إضافية للترخيص باالنتداب ملجابهة الحاجيات املترتبة عن إحالة بعض‬
‫الخطوط التابعة لشركة نقل تونس إلى الشركة وفق محاضر الجلسات واملراسالت املوجهة إلى اإلدارة‬
‫املدعى عليه أن إجراء مناظرات االنتداب الخاصة بسنة ‪ 2009‬لصنف سواق‬ ‫العامة للنقل البري‪ .‬وأضاف ّ‬
‫قباض بعنوان السنة املوالية ‪ 2010‬قد تم استنادا إلى ترخيص من وزارة النقل مستظهرا في الغرض‬
‫بمكتوب صادر عن وزارة النقل بتاريخ ‪ 03‬سبتمبر ‪ 2009‬تحت عدد ‪ّ 842/24‬‬
‫وأن انجاز املناظرات الخاصة‬
‫بسنة ‪ 2009‬قد امتدت زمنيا من صائفة ‪ 2009‬إلى غاية الثالثي األول لسنة ‪ 2010‬وقد وافق مجلس إدارة‬
‫الشركة املنعقد بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2010‬على اعتماد نفس املناظرة وذلك بدافع توفير عوامل الجهد واملال‬
‫باعتبار ارتفاع عدد املترشحين‪،‬‬

‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫القضية أنه لئن أذنت وزارة اإلشراف في إطار املراسلة عدد ‪842/24‬‬ ‫تبين من ملف‬
‫ّ‬
‫املؤرخة في ‪ 03‬سبتمبر ‪ 2009‬بانتداب ‪ 7‬سواق إضافة إلى العدد املرخص به وهو ‪ 13‬سائقا في إطار برنامج‬
‫ّ‬ ‫االنتدابات بعنوان سنة ‪ّ 2009‬‬
‫فإنها سمحت بذلك على حساب برنامج االنتدابات املتعلق بسنة ‪، 2010‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث لم تتو ّل الشركة سحب عدد ‪ 7‬سواق من برنامج انتدابات سنة ‪ 2010‬بل تولت انتداب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العدد املرخص فيه بعنوان سنة ‪ 2010‬وهو ‪ 22‬إضافة إلى العدد املرخص به في إطار التعويض‪،‬‬

‫وحيث بلغ عدد املنتدبين ‪ 37‬سائقا و‪ 28‬سائقا بعنوان سنتي ‪ 2009‬و‪ 2010‬مقابل تراخيص‬
‫ّ‬
‫حددت تباعا بما عدده ‪ 30‬و‪ 20‬سائقا باعتبار ما رخصت به وزارة اإلشراف في إطار التعويض‪ ،‬وقد ّأدى‬
‫ّ‬
‫تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل الوزارة إلى تحميل الشركة نفقات إضافية غير‬
‫يعد خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد‬ ‫مبرمجة بامليزانية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الثالث ‪ :‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬


‫لتطورالحياة املهنية لألعوان‬

‫‪16‬‬
‫املدعى عليه تمتيع البعض من األعوان بأكثر من ترقيتين عن طريق التسمية‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املباشرة أو تمكينهم من ترقية برتبتين في نفس التاريخ بناء على نفس القرار‪،‬‬

‫وحيث استند رافع الدعوى إلى ما جاء بتقرير التفقد آنف الذكر من ّأن الشركة تولت تمتيع‬
‫متصرف مستشار‬‫ّ‬ ‫بتدرج استثنائي نتج عنه ترقية واالنتقال من رتبة‬‫العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ّ 2009‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متصرف رئيس سلم ‪ 25‬بمفعول رجعي ابتداء من ‪ 1‬جانفي ‪ 2009‬وتمتيعه بموجب قرار‬ ‫سلم ‪ 24‬إلى رتبة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متصرف عام سلم‬ ‫بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪ 2009‬بإعادة تصنيف منهي من رتبة إلى رتبة نتج عنه ترقيته إلى رتبة‬
‫وتم تمكينه تبعا لذلك من ترقيتين عن طريق التسمية املباشرة‬ ‫‪ 25‬بمفعول رجعي بتاريخ ‪ 1‬جوان ‪ّ ،2009‬‬
‫خالل نفس السنة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه كذلك تمكين العون (‪ )...‬من ّ‬
‫تدرج باالختيار بسلم من رتبة مراقب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّأول سلم ‪ 15‬إلى رتبة مراقب ّأول سلم ‪ 16‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2006‬دون ّأن يتوفر فيه الشرط املتعلق بقضاء‬
‫ّ‬
‫السلم املصنف به‪ .‬كما ّ‬
‫تم ترسيم العون املذكور في خطة متفقد بعد أن كان يعمل في‬ ‫ثالث سنوات في‬
‫ّ‬
‫خطة مراقب ّأول تبعا لقرار تكليفه في خطة متفقد بصفة تجريبية مدتها ‪ 3‬أشهر بداية من ‪ 1‬أكتوبر‬
‫وتم فضال عن ذلك ترقيته عن‬ ‫استثنائيا بدرجتين بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ّ .2007‬‬
‫ّ‬ ‫وتم إسناده ّ‬
‫تدرجا‬ ‫‪ّ 2006‬‬
‫‪ 31‬ديسمبر ‪ 2007‬اعتمادا‬ ‫طريق التسمية املباشرة من رتبة متفقد إلى رتبة متفقد ّأول بتاريخ‬
‫ّ‬
‫‪ 31‬ديسمبر ‪ 2007‬املتعلق‬ ‫على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ‬
‫بتسوية وضعية إطارات وأعوان الشركة الذين يشغلون خططا ال تتطابق مع ترتيبهم املنهي الحالي‪،‬‬

‫ّ‬ ‫متكررة إذ ّ‬
‫بتدرجات استثنائية ّ‬ ‫تم تنفيل العون (‪ّ )...‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫تدرج بسلم داخل نفس الرتبة بتاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 26‬جوان ‪ 2008‬اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 5‬جوان‬
‫ّ‬
‫متصرف باالعتماد‬ ‫بتدرج استثنائي ثان بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬من رتبة ّ‬
‫متفقد ّأول إلى رتبة‬ ‫‪ 2008‬و ّ‬
‫تمتع ّ‬
‫على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬وتنفيل بسلم بتاريخ‬
‫‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬باالعتماد على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪14‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعلق بإسناد ّ‬
‫تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة‪،‬‬ ‫ديسمبر ‪2009‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث ينسب رافع الدعوى إلى املدعى عليه إسناد سلمين للعون (‪)...‬عمال بمحضر االتفاق‬
‫املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي املؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬طبقا للفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي‬
‫تم بمقتضاه‬ ‫تم إصدار قرار في الغرض مؤ ّشر من اإلدارة العامة للشركة ّ‬ ‫الخاص بأعوان الشركة‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إسناده ّ‬
‫تدرجا من سلم ‪ 13‬إلى سلم ‪،15‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه كذلك إعادة تصنيف العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2007‬من رتبة‬
‫عون مكتب إلى مساعد إداري تبعا ملحضر الجلسة املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪22‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬املتعلق بإعادة تصنيف أعوان في الرتب املطابقة للخطط املوكولة لهم وتم إسناده تدرجا‬

‫‪17‬‬
‫استثنائيا بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬اعتمادا على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي‬
‫ّ‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬املتعلق بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن جملة الترقيات التي تعود إلى السنوات ‪ 2005‬و‪ 2006‬و‪2007‬‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫ّ‬
‫و‪ّ 2008‬تمت في تاريخ سابق ملباشرته خطة رئيس مدير عام الشركة التي تم تعيينه فيها بتاريخ ‪ 15‬جوان‬
‫‪ّ 2009‬‬
‫وأن الترقيات املعنية تمت جميعها وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي ألعوان الشركة‬
‫املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان ّ‬
‫املتميزين‪،‬‬

‫ّ‬
‫تولى ّ‬ ‫تبين من وثائق امللف ّأن ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫مهمة رئيس مدير عام الشركة بداية من تاريخ‬ ‫املدعى عليه‬
‫‪ 15‬جوان ‪،2009‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫التصرف املرتكبة من غيره ّ‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬‫ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫تقوم‬
‫ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪،‬‬

‫وحيث ّإنه بخصوص التدرجات االستثنائية التي تمت إثر مباشرة ّ‬


‫املدعى عليه ملهامه فقد ثبت‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري‬ ‫بالرجوع إلى أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫للمسافرين عبر الطرقات أنه تم إسناد اختصاص مطلق إلى اإلدارة العامة في تقدير مدى استحقاق‬
‫العون لتنويه خاص وما إذا كان مرفوقا بمكافأة أم ال إذ نص صراحة على أن التنويه يمكن أن يرفق بتدرج‬
‫استثنائي دون تقييد هذا التدرج ذي الصبغة االستثنائية بأحكام التدرج والترقية املنصوص عليها بالفصل‬
‫‪ 34‬وما بعده من نفس النظام األساس ي الخاص‪،‬‬

‫وحيث ّإن الدعوى ال تستقيم إذا لم يتوفر في املأخذ ركنا املخالفة والضرر املالي‪ .‬وطاملا ّأن‬
‫ّ‬ ‫تصرفات ّ‬
‫املدعى عليه في هذا املأخذ لم تكن مخالفة للتراتيب املعتمدة في املجال واتبع بشأنها اإلجراءات‬
‫تخوله له أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬ ‫القانونية املعمول بها وفق ما ّ‬
‫فإن مسؤوليته تكون منعدمة بخصوص‬ ‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات سالف الذكر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الرابع ‪ :‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين‬
‫على ذمة اإلتحاد العام للشغل التونس ي‬

‫‪18‬‬
‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه إلحاق ثالثة أعوان باإلتحاد العام التونس ي للشغل خالل الفترة‬
‫محمال الشركة مساهمات اجتماعية فاقت قيمتها الجملية‬ ‫ّ‬
‫املمتدة من ‪ 1‬أفريل ‪ 1998‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ّ 2011‬‬
‫‪ 74‬ألف دينار‪.‬‬

‫ّ‬
‫وحيث استند رافع الدعوى إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت وضع ثالثة أعوان‬
‫هم (‪ )...‬و(‪ )...‬و(‪ )...‬على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‪ ،‬والحال أنه ّيتضح بالرجوع إلى أحكام النظام‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات في باب وضعية العون‬
‫إزاء الشركة وخاصة منها الفصل ‪ّ 55‬أن الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬
‫القار بالشركة هي املباشرة‬
‫واإللحاق وعدم املباشرة وتحت السالح‪ ،‬و ّأن كل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة فهي‬
‫الذمة وضعية غير منصوص‬ ‫وضعيات غير قانونية‪ ،‬وهو ما ّأكده فقه القضاء الذي اعتبر ّأن " الوضع على ّ‬
‫بقانون الوظيف ويشكل عمال معدوما لخرقه الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون‬
‫الوظيف من جهة استحداثه لحالة خامسة غير واردة به‪ .‬ويكون املوظف الذي قبل بهذه الوضعية قد‬
‫وضع نفسه بالتالي في وضعية غير شرعية وعليه تحمل تبعاتها "‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن حاالت الوضع على الذمة تمت بناء على مقررات صادرة عن الوزير‬
‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه مهمة رئيس مدير عام الشركة واستظهر‬ ‫األول بما في ذلك الحالتان اللتان تزامنتا مع تولي ّ‬
‫بقرار صادر عن الوزير األول مؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 2009‬بخصوص العون (‪ )...‬وقرار ثان بتاريخ ‪ 31‬أوت ‪2010‬‬
‫ّ‬
‫وتنص هذه القرارات على وضع هؤالء األعوان على ذمة االتحاد العام التونس ي‬ ‫بخصوص العون (‪،)...‬‬
‫ّ‬
‫املعنيين باألمر وجميع‬ ‫تنص صراحة على مواصلة ّ‬
‫تحمل ميزانية الشركة ملرتبات األعوان‬ ‫للشغل‪ ،‬كما ّ‬
‫منحهم‪،‬‬

‫تبين من وثائق امللف أن ّ‬


‫املدعى عليه تولى مهمة رئيس مدير عام الشركة بداية من تاريخ‬ ‫وحيث ّ‬
‫‪ 15‬جوان ‪،2009‬‬
‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬
‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي‬‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬ ‫ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ال تقوم‬
‫ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه بخصوص الحالتين اللتين تزامنتا مع تولي املدعى عليه مسؤولية اإلشراف على‬
‫ّ‬ ‫فإن الثابت ّأن وضع العونين املذكورين على ّ‬
‫الشركة ّ‬
‫ذمة االتحاد العام التونس ي للشغل ومواصلة صرف‬
‫ّ‬ ‫تم بموجب قرارات صادرة عن الوزير ّ‬ ‫قد ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الشركة ّ‬ ‫مرتباتهما واملنح ّ‬
‫األول وتولى‬ ‫املخولة لهما من ميزانية‬
‫ّ‬
‫املسؤولية ّ‬
‫عما لحق‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه بصفته الرئيس املدير العام للشركة تنفيذها‪ ،‬وال يجوز بالتالي تحميله‬
‫الشركة من ضرر مالي بسببها‪ ،‬األمر الذي تصير معه الدعوى غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عن املأخذ الخامس ‪ :‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل كائن‬
‫بفرعها بمنزل بوزلفة‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل على‬
‫ملكها كائن بفرعها بمنزل بوزلفة‪،‬‬

‫وحيث استند ّ‬
‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من أن الشركة تولت تسويغ‬
‫محل تجاري على ملكها كائن بمنزل بوزلفة للسيدة (‪)...‬حرم (‪ )...‬وهو عون بالشركة موضوع على ذمة‬ ‫ّ‬
‫اإلتحاد العام التونس ي للشغل وكاتب عام النقابة بالشركة بمبلغ سنوي قدره ‪ 3540‬دينارا باعتبار جميع‬
‫األداءات‪،‬‬

‫ّ‬
‫املتسوغة املذكورة في اآلجال بدفع الضمان‬ ‫وحيث أشار تقرير التفقد إلى ّأن الشركة لم تطالب‬
‫وكذلك القسط األول من معلوم الكراء كما ّأنها لم تطالبها بغرامات التأخير ّ‬
‫بحجة أن املحل لم ّ‬
‫يتم‬
‫املتسوغة ولم تتو ّل الشركة مراسلتها قصد املطالبة بمستحقاتها البالغة ‪ 5847,638‬د‬
‫ّ‬ ‫استغالله من قبل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتسوغة من امتيازات غير منصوص‬ ‫إال بعد تدخل فريق التفقد‪ .‬وأضاف تقرير التفقد أن الشركة مكنت‬
‫ّ‬
‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫عليها بعقد التسويغ تمثلت في تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬
‫بـ ‪ 1600,842‬د وذلك دون مراجعة‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير بمبلغ جملي ّ‬
‫يقدر‬
‫معلوم الكراء على إثر التحسينات املنجزة‪،‬‬

‫تم وفق ّبتة عمومية وبعد استكمال اإلشهارات‬ ‫املدعى عليه ّأن تسويغ املحل ّ‬
‫وحيث الحظ ّ‬
‫القانونية وحضور عدل تنفيذ لعملية التبتيت التي شارك فيها ‪ 13‬شخصا‪ ،‬وأن تهيئة فضاءات مجاورة‬
‫للمحل موضوع التسويغ وربطه بشبكات الكهرباء واملاء الصالح للشرب تتعلق بمستلزمات تعد جزء من‬
‫العقار الذي هو على ملك الشركة وأن تركيز هذه املستلزمات تظل من مشموالت املالك دون سواه‪ .‬وفيما‬
‫يتعلق بتأخر الشركة في مطالبة املتسوغة بدفع مبلغ الضمان والقسط األول من معلوم الكراء‪ ،‬أفاد بأنه‬
‫حصل تأخير في املطالبة بدفع معلوم الكراء وقد تمت تسويته ببادرة من اإلدارة (مصلحة الشؤون‬
‫القانونية) بمجرد التفطن لتخلف املتسوغة عن أداء معينات كراء الثالثية األولى طبق مضمون املراسلة‬
‫ّ‬
‫املوجهة إليها تحت عدد ‪ 1151‬بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ ،2011‬وأنه ال يترتب عن ذلك ضرر باملؤسسة املسوغة‬
‫املحددة بخمسة أعوام قائمة ولم تسقط الدعوى بمرور الزمن عمال بالفصل‬ ‫طاملا كانت آجال املطالبة ّ‬
‫‪ 408‬من مجلة االلتزامات والعقود‪ .‬و أشار ّ‬
‫املدعى عليه فيما يتعلق بمسألة الضمانات إلى أن املتسوغة‬
‫دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس الوقت إحداهما بعنوان الضمان وهو ما يثبته وصل الخالص ّ‬
‫املؤرخ‬
‫في ‪ 24‬نوفمبر ‪،2009‬‬

‫‪20‬‬
‫تبين من خالل عقد الكراء املرفق لتقرير التفقد تحت عدد ‪ّ 41‬أن عملية تسويغ املحل‬‫وحيث ّ‬
‫ّتمت إثر ّبتة مجراة من قبل الشركة (‪،)...‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬


‫املتسوغة بإيداع مبلغ بعنوان الضمان‬ ‫نص عقد التسويغ املبرم بين الطرفين على التزام‬
‫يساوي القيمة الكرائية لثالثة أشهر حال إبرام العقد كما أنها مطالبة بدفع معينات كراء ّ‬
‫كل ثالثة أشهر‬
‫بصفة مسبقة وفي صورة التأخير توظف فوائض تأخير بنسبة ‪ 1‬باملائة من القيمة الكرائية املستوجبة‬
‫عن كل يوم تأخير‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين بالرجوع إلى وصل الخالص املشار إليه املتعلق بالثالثة أشهر (نوفمبر‬
‫وديسمبر ‪ 2009‬وجانفي ‪ )2010‬بمبلغ ‪ 1270,000‬د ّأن املت ّ‬
‫سوغة دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس‬
‫الوقت إحداهما بعنوان الضمان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫يخص تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫ّ‬
‫الضرورية التي ال‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير ّ‬
‫فإن هذه املرافق تعتبر من املرافق األساسية‬
‫يتسنى في غيابها استغالل املحل التجاري الذي يجب أن تتوفر فيه شروط حفظ الصحة والسالمة‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬
‫املسوغ مالك املحل‪ ،‬وال يمكن‬ ‫ّ‬
‫ثم فإن ما قامت به إدارة الشركة يعتبر من األعمال املحمولة قانونا على‬
‫بالتالي مؤاخذة ّ‬
‫املدعى عليه بشأنها‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتعلق باملستحقات البالغ قيمتها (‪ 5.847,638‬د) ّ‬ ‫ّ‬
‫فإنها تمثل القيمة الجملية‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫تولت الشركة تقديم مطلب استعجالي ّ‬ ‫ّ‬
‫ضد‬ ‫لفوائض التأخير الناجمة عن التأخير في الخالص وقد‬
‫ّ‬
‫املتسوغة في الخروج إن لم تدفع حكم فيه ضمن القضية االبتدائية عدد ‪ 44011‬املرفوعة لدى ابتدائية‬
‫ّ‬
‫التأكد ّ‬
‫وتم استئنافها في إطار القضية‬ ‫قرمبالية بتاريخ ‪ 2011/09/02‬برفض املطلب النتفاء ركن‬
‫االستئنافية عدد ‪ 17526‬التي قض ي فيها بتاريخ ‪ 2011/12/22‬بإقرار الحكم االبتدائي‪،‬‬

‫وحيث طاملا ّأن املبلغ املطالب به غير ثابت وهو محل نزاع أمام املحاكم ّ‬
‫وأن الشركة تولت‬
‫استيفاء اإلجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها وفي اآلجال القانونية ّ‬
‫فإن األفعال املنسوبة إلى ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه في هذا الخصوص تغدو مفتقرة إلى األركان املادية والقانونية لخطأ التصرف ّ‬
‫مما ينفي عنه املسؤولية‬
‫بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ السادس ‪ :‬عدم فوترة كراءات حافالت لفائدة الرئيس املديرالعام‬

‫‪21‬‬
‫املدعى عليه استنادا إلى تقرير ّ‬
‫التفقد توليه خالل شهري نوفمبر وديسمبر من‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫سنة ‪ 2010‬إسداء تعليمات شفوية مباشرة لرئيسة املصلحة التجارية قصد وضع ‪ 06‬حافالت على ّ‬
‫ذمته‬
‫دون تحديد الغاية من ذلك أو الوجهة املقصودة وتكليفه سواقا عينهم بصفة شخصية لتأمين قيادة‬
‫الحافالت‪ .‬وقد اعتمد فريق التفقد في هذه البيانات على شهادة السيدة (‪)...‬رئيسة املصلحة التجارية‬
‫بالشركة بتاريخ ‪ 28‬أفريل ‪ .2011‬وأشار تقرير ّ‬
‫التفقد إلى غياب أذون ّ‬
‫تزود أو فواتير صادرة في الغرض وإلى‬
‫سماع السواق الذين ّأمنوا الرحالت املعنية وخلص إلى انتفاع ّ‬
‫املدعى عليه بصفته الرئيس املدير العام‬
‫للشركة باستغالل حافالت بصفة مجانية وقد ّ‬
‫تم تقييم الخدمات املذكورة بما قدره ‪ 1.702,740‬د‪،‬‬

‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أنه سها عن املبادرة بالحجز املسبق للحافالت موضحا أنه لو تيسر‬
‫له الحجز املسبق ألمكنه قانونا الحصول على تخفيض في حدود نسبة ‪ %50‬عمال بأحكام الفصل ‪122‬‬
‫من النظام األساس ي للشركات العمومية للنقل وأنه تبعا إلعداد الفاتورة عدد ‪ 2011/726‬بتاريخ ‪ 24‬ماي‬
‫‪ 2011‬بادر بتسديد ما تخلد بذمته وأن رفع الدعوى تم بتاريخ ‪ 19‬جوان ‪،2011‬‬

‫وحيث بادر الرئيس املدير العام املعني بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪ 2011‬أي بعد تدخل فريق الرقابة بإرسال‬
‫ّ‬
‫صك باملبلغ املذكور على سبيل التسوية ودون وجود فوترة في الغرض‪،‬‬

‫ّ ّ ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تم اتخذ اإلجراءات الالزمة لتسوية الوضعية املشار إليها‬ ‫تبين في هذا الصدد أنه‬
‫ّ‬
‫املتخلدة بذمة ّ‬
‫املدعى عليه وتالفي إلحاق ضرر مالي بالشركة قبل تاريخ رفع الدعوى‬ ‫واسترجاع املبالغ‬
‫املوافق لـ ‪ 19‬جوان ‪،2011‬‬

‫مقررا في قضاء هذه املحكمة ّأن موجب التتبع لدى‬ ‫وحيث ّإنه تأسيسا على ما ّ‬
‫تقدم وطاملا كان ّ‬
‫ثم ّ‬
‫فإن الدعوى املاثلة تصبح‬ ‫دائرة الزجر املالي ينتفي إذا تمت تسوية املخالفة قبل رفع الدعوى‪ ،‬فمن ّ‬
‫غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ السابع ‪ :‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد ّأن الشركة لم تتو ّل منذ شهر جوان ‪ 2000‬إصدار الفواتير املتعلقة‬
‫بكراءات حافالتها لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي حيث ّأن آخر فاتورة صادرة للحريف املذكور‬
‫يرجع تاريخها إلى ‪ 31‬ماي ‪ 2000‬تتعلق حسب إذن الطلب ورخصة الكراء بنقل العبي امللعب الزغواني‬
‫لصنف األكابر ملدينة سوسة يوم األحد ‪ 14‬ماي ‪ .2000‬كما أشار فريق التفقد في تقريره إلى ّأن املصلحة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة بسنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬وذلك دون أن تتمكن‬ ‫التجارية ما تزال تحتفظ بأذون الطلبية‬
‫مستحقات الشركة بعنوان سنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬بما‬ ‫ّ‬ ‫من توفير بقية األذون‪ّ .‬‬
‫وحدد تقرير التفقد‬
‫يعرض الشركة لعقوبات جزائية جبائية‪،‬‬ ‫قدره ‪ 181.986,350‬دينارا مشيرا إلى ّأن غياب الفوترة يمكن أن ّ‬

‫‪22‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أنه تبعا لإلجراءات التي وقع اتخاذها من طرف اإلدارة العامة حوالي‬
‫سنة ‪ 2000‬لم تعد فوترة الكراءات الخاصة للتجمع الدستوري الديمقراطي معموال بها‪ .‬وأضاف ّأن‬
‫املصلحة التجارية تلقت تعليمات شفوية إثر جلسة عمل وقعت بحضور كل من إدارة االستغالل‬
‫واملصلحة املالية ومصلحة مراقبة التصرف بعدم إرسال التراخيص واألذون بالطلب األصلية الخاصة‬
‫بالتجمع الدستوري الديمقراطي إلى املصلحة املالية قصد الفوترة‪،‬‬

‫وحيث جاء بإجابة السيد (‪ )...‬مدير االستغالل بالشركة لفريق التفقد حول هذه املسألة ّأن‬
‫ّ‬
‫الكراءات الخاصة بالتجمع الدستوري الديمقراطي كانت تمنح مقابل وصوالت تز ّود وأنه على إثر رفع‬
‫تكبد الشركة دفع األداء على القيمة املضافة بالنسبة إلى هذه‬‫الدائرة املالية إلى اإلدارة العامة مشكل ّ‬
‫تم االتفاق خالل جلسة عمل‬ ‫الكراءات عند الفوترة في حين ّأنها باتت شبه متأكدة ّأنها لن ّ‬
‫يتم خالصها‪ّ ،‬‬
‫على عدم فوترة هذه الكراءات مستقبال‪،‬‬

‫وحيث حيث ثبت من األوراق ّأن السيد (‪ )...‬ممثل وزارة النقل اقترح ضمن محضر جلسة‬
‫مجلس إدارة الشركة املؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1999‬منح لجان التنسيق مساعدات مالية لتالفي مثل هذه الديون‬
‫حتى ال تثقل كاهل الشركة واقترح إدماج هذه املصاريف ضمن املنح واملساعدات للجان التنسيق على أن‬
‫تعرض على املجلس للموافقة املسبقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ثبت أيضا باإلطالع على محضر الجلسة التي انعقدت بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬بإذن من‬
‫اإلدارة العامة للشركة وتبعا ملقترح مجلس اإلدارة بحضور ممثل عن وزارة اإلشراف والسادة (‪ )...‬و(‪)...‬‬
‫تم الوقوف على وضع إجراءات خاصة‬ ‫و(‪ )...‬و(‪ )...‬واملصادق عليه من قبل الرئيس املدير العام للشركة ّأنه ّ‬
‫املخصصة للتجمع الدستوري الديمقراطي على حدة دون إدراجها ضمن‬ ‫ّ‬ ‫حول كيفية احتساب الكراءات‬
‫مداخيل الشركة‪،‬‬

‫وحيث ّإن املنهج الذي اتخذته الشركة في خصوص الخدمات ّ‬


‫املقدمة إلى حزب التجمع‬
‫الدستوري الديمقراطي يعد مخالفا لقواعد قانونية نافذة خاصة منها الفصل ‪ 18‬من مجلة األداء على‬
‫القيمة املضافة وقانون املنافسة واألسعار التي أوجبت تحرير فاتورة بشأن كل العمليات التجارية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املستحقات‬ ‫وحيث جرى قضاء هذه املحكمة على أنه ال يستقيم في غياب ضمانات الستخالص‬
‫تخلد ّ‬‫ّ‬ ‫تزويد الحريف الذي ّ‬
‫بذمته‪،‬‬ ‫يتلدد عن تسديد ما‬

‫وحيث ّإن اإلحجام عن فوترة خدمات الشركة لفائدة الحزب املذكور والتقصير في استخالص‬
‫يعرض مستحقات الشركة بعنوانها للتقادم‪ .‬كما ّأنه يحول دون تحديد القيمة الحقيقية للديون‬
‫مبالغها ّ‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬
‫ويفض ي إلى تمكين الغير من امتياز مالي من املال العام دون موجب شرعي ويترتب عنه ضرر مالي للمؤسسة‬
‫الدعوى‪،‬‬ ‫مثلما هو ثابت من تقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬

‫‪15‬‬ ‫مهام رئيس مدير عام الشركة بداية من تاريخ‬ ‫وحيث لئن باشر ّ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫ّ‬
‫الشرعية وتطبيق القانون من خالل فوترة‬ ‫يتوجب عليه تصحيح تلك الوضعية غير‬‫جوان ‪ 2009‬فإنه ّ‬
‫الكراءات التي تمت خالل فترة مباشرته لتلك املهام وعدم التعلل بمحضر الجلسة املنعقدة بإذن اإلدارة‬
‫العامة بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬ملخالفته للقانون‪،‬‬

‫يتوجب عليه على النحو سالف البيان ّ‬


‫يعد خطأ‬ ‫وحيث ّإن تقصير ّ‬
‫املدعى عليه في القيام بما ّ‬
‫ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا‬
‫لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الثامن ‪ :‬انتفاع الرئيس املدير العام بأكثر من سيارة إدارية إضافة إلى السيارة‬
‫الوظيفية‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد أنه تبين إثر تقييم التصرف في السيارات اإلدارية للشركة خالل‬
‫سنوات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬انتفاع ّ‬
‫املدعى عليه بصفته رئيسا مديرا عاما بأكثر من سيارة إدارية إضافة‬
‫إلى سيارته الوظيفية‪،‬‬
‫وحيث انبنى هذا املأخذ على محضري سماع بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪ّ 2011‬‬
‫للسيد (‪ )...‬الذي يشغل‬
‫خطة سائق بالشركة وعلى جدول السيارات املوضوعة على ّ‬
‫ذمة املدير العام التي تفيد استعمال السيارة‬
‫ّ‬
‫مستمرة من قبل الرئيس املدير العام للشركة‪،‬‬ ‫رقم ‪ 348198-15‬والسيارة رقم ‪ 347635-15‬بصفة‬

‫ّ‬ ‫وحيث جاء باإلجابة الكتابية ّ‬


‫للمدعى عليه أنه ينفي هذه التهمة بخصوص هذا املأخذ مالحظا‬
‫ّ‬
‫أنه لم يستعمل سيارة اإلدارة إال خالل فترة إصالح السيارة الوظيفية والتي طال إصالحها بسبب تعرضها‬
‫لحادث مرور اقتض ى إصالحها طوال املدة من ‪ 17‬أفريل ‪ 2010‬إلى موفى أكتوبر ‪ 2010‬مستظهرا بنسخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فواتير إصالح السيارة الوظيفية ذات الرقم ‪ 8811 TU 125‬املعطبة مؤكدا على أنه في ماعدا ذلك فإن كل‬
‫استعمال للسيارات اإلدارية كان لقضاء الشؤون اإلدارية ال غير‪،‬‬

‫املدعى عليه‬ ‫تبين من أوراق امللف ّأنه لم ّ‬


‫يتم تدعيم هذا املأخذ بما يجزم باستعمال ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫سيارات إدارية خارج فترة إصالح السيارة الوظيفية‪،‬‬

‫واقعية سليمة تثبت املخالفة ّ‬


‫فإن موجب التتبع في‬ ‫ّ‬ ‫وحيث طاملا لم يستند االدعاء على أسس‬
‫هذا املأخذ يغدو منتفيا لعدم إثبات ما يعاب على ّ‬
‫املدعى عليه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫عن املأخذ التاسع ‪ :‬تحميل ميزانية الشركة نفقات مشطة وغيرمبررة بعنوان هدايا‬

‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه تحميل الشركة نفقات مشطة‬
‫ّ‬ ‫وبصفة غير ّ‬
‫مبررة بعنوان هدايا‪ ،‬تعلقت أغلبها بنفقات أمر بالتعهد بها وذلك دون ذكر البيانات حول‬
‫إطارها وصفة املنتفعين بها وعالقتهم بالشركة‪،‬‬

‫ّ‬
‫بحسابية الشركة‬ ‫الدعوى ّأن نفقات حساب الهدايا املدرجة‬ ‫وحيث جاء بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫تطورت من مبلغ ‪ 10.944,097‬د سنة ‪ 2005‬إلى مبلغ ‪ 36.681,531‬د سنة ‪ّ 2009‬‬
‫وأن االقتناءات ال تندرج‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫التجارية للشركة حيث ّأنها تعلقت في معظمها بهدايا فاخرة غير حاملة للعالمة‬
‫ّ‬ ‫ضمن االستر ّ‬
‫اتيجية‬
‫وضعية ّ‬
‫مالية حرجة ّ‬
‫تمر بها الشركة‪ .‬وخلص تقرير‬ ‫ّ‬ ‫التجارية للشركة‪ ،‬كما ّأن هذه االقتناءات ّتمت في ظل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التفقد إلى ّأن مجموع النفقات التي ّ‬
‫تحملتها الشركة بهذا العنوان خالل السنوات من ‪ 2007‬إلى ‪ 2010‬بلغ‬
‫ما قيمته ‪ 90.733,454‬د‪،‬‬

‫ّ‬
‫املخصصة للهدايا ّتمت املصادقة عليه‬ ‫املدعى عليه ّأن تحديد املبالغ‬
‫وحيث جاء في إجابة ّ‬
‫باإلجماع من قبل مجلس اإلدارة واستظهر بمحضري جلستي ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2009‬و‪ 29‬ديسمبر ‪2010‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتقدير قيمة هذه املبالغ ّأن األصل أن ّ‬ ‫تأكيدا ملا جاء بإجابته‪ .‬كما ّبين ّ‬
‫تتطور قيمة‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫الهدايا ّ‬
‫بتطور رقم معامالت الشــركة وبالتالي يكون من املنطقي الترفيع في هذه املبالغ‪،‬‬

‫يتأسس على خرق مرجعية قانونية بل استند إلى‬ ‫االدعاء بخصوص هذا املأخذ لم ّ‬ ‫وحيث إن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫موضوعية لتقدير الشركة للمبالغ املصادق عليها بعنوان هدايا وال يمكن بالتالي اعتماده‬ ‫مناقشة غير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لإلقرار بحصول الفعل املنسوب إلى املدعى عليه ذلك أن العنصر القانوني للخطأ يمثل ركنا أساسيا في‬
‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ تصرف وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫التصرف‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫قيام خطأ ّ‬
‫‪1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬سالف الذكر‪.‬‬

‫عن املأخذ العاشر‪ :‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غيرشرعية‬

‫التتبع في هذا الجانب ّأن امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي‬‫حيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ينص على أن تمنح إلطارات الشركة الذين يملكون سيارة خاصة منحة سيارة‬ ‫الخاص بأعوان الشركة ّ‬
‫يخضع إسنادها إلى ضرورة االستظهار ببطاقة رمادية تدل على ملكيتها‪ .‬وأشار التقرير إلى ّأنه ّ‬
‫تبين لفريق‬
‫التفقد بعد التنسيق مع الوكالة الفنية للنقل البري خالل شهر ماي ‪ ،2011‬عدم امتالك بعض اإلطارات‬

‫‪25‬‬
‫لسيارة وهو ما ّأدى إلى صرف منح بصفة غير شرعية بلغت قيمتها‬
‫بالشركة املنتفعين باملنحة املذكورة ّ‬
‫‪ 104.245,500‬د يتعين العمل على استرجاعها‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث تبين من امللحق عدد ‪ 55‬لتقرير التفقد حول هذه املسألة ّأن األمر يتعلق بتسديد منحة‬
‫السيارة لخمسة عشر عونا بشكل شرعي في البداية ّ‬
‫ثم تواصل دفع املنحة في فترات ال يمتلك فيها األعوان‬
‫املعنيون سيارات خاصة بسبب التفويت فيها أو ألسباب أخرى باالعتماد على معلومات من الوكالة ّ‬
‫الفنية‬ ‫ّ‬
‫للنقل البري حول األشخاص املعنيين‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن انتفاع إطارات الشركة بمنحة السيارة (املنحة الكيلومترية)‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫وفق امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة يستوجب االستظهار ببطاقة رمادية‬
‫تثبت ملكية اإلطار املعني لسيارة وقد تم التقيد بهذا الشرط عند إسناد املنحة وفق نسخ البطاقات‬
‫الرمادية املدلى بها من قبل اإلطارات املعنية واملرفقة بمطالب الحصول على املنحة دون أن يشترط النص‬
‫مراجعة هذه املنحة بصفة دورية وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم‬
‫لسيارات وبالتالي يتعذر مراقبة استمرار ملكية اإلطارات لسيارات خاصة عند التفويت فيها بالبيع‪ .‬وبالتالي‬
‫تم االكتفاء بتقديم البطاقة الرمادية عند إسناد املنحة وهو ما يعتبر تقيدا بعموم النص وينفي الخطأ في‬
‫جانب إدارة الشركة‪ .‬وقد استظهر ّ‬
‫املدعى عليه بالوثائق املثبتة التي تجيز إسناد املنحة الكيلومترية‬
‫لإلطارات الخمسة عشر املشار إليهم بتقرير التفقد‪،‬‬

‫ملدعى عليه من جهة أخرى ّأن هذا اإلجراء كان معموال به قبل صدور امللحق الجديد‬
‫وحيث ّبين ا ّ‬
‫واملضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬مشيرا إلى ّأن‬
‫امللحق الجديد لم يشترط تقديم البطاقة الرمادية للحصول على منحة السيارة وال أي وثيقة تثبت ملكية‬
‫ّ‬
‫اإلطار لسيارة مستظهرا بالجدول املصاحب ملحضر املفاوضات االجتماعية سالف الذكر لتأكيد ما جاء‬
‫في إجابته‪،‬‬

‫تبين من وثائق امللف ّأن املدعى عليه باشر مهمة رئيس مدير عام بوالية نابل بداية من‬
‫وحيث ّ‬
‫املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ ‪ 15‬جوان ‪ 2009‬أي بعد نفاذ الجدول الجديد‬
‫النقل البري املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬والذي لم يشترط االدالء بوثيقة تثبت ملكية اإلطار لسيارة‪ .‬ومن ّ‬
‫ثم‬
‫مللكيتهم‬ ‫ّ‬
‫الرمادية املثبتة ّ‬ ‫فإن إسناد منحة ّ‬
‫السيارة إلى عدد من إطارات الشركة دون تقديمهم للبطاقة‬ ‫ّ‬
‫لسيارة ال ّ‬
‫يعد مخالفا للتراتيب الجاري بها العمل في هذا الخصوص‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث تأسيسا على ذلك ّ‬


‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ التصرف في حق ّ‬
‫املدعى عليه وفقا‬
‫ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬وذلك النعدام عناصره املادية‬
‫والقانونية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عن املأخذ الحادي عشر‪ :‬إسناد منحة االستمرار لبعض األعوان بصفة غيرشرعية‬

‫ّ‬
‫املمتدة‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه استمرار إسناده منحة اإللزام إلى ‪ 19‬إطارا خالل الفترة‬
‫ّ‬
‫بين شهر أوت ‪ 2009‬وشهر جانفي ‪ 2010‬وذلك دون ترخيص‪ ،‬وقد ترتب عن هذا اإلخالل تحميل ميزانية‬
‫الشركة مبلغا قدره ‪13.208,970‬د دون وجه ّ‬
‫حق‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه كذلك تمكين السيد (‪ )...‬من منحة اإللزام في حين أنه كان موضوعا‬
‫ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل وال يستجيب بذلك ّ‬
‫ملقومات اإللزام‪ .‬وقد نتج عن هذا اإلخالل‬ ‫على ّ‬
‫مبررة تساوي ‪ 6009‬د بعنوان ّ‬
‫املدة املتراوحة بين جانفي ‪ 2007‬ومارس‬ ‫انتفاع العون املذكور بمبالغ غير ّ‬
‫‪،2011‬‬

‫كما ينسب إليه استمرار انتفاع السيد (‪ )...‬بمنحة اإللزام رغم زوال موجب ذلك على إثر إنهاء‬
‫مهامه كرئيس فرع ونقلته إلى اإلدارة فضال عن تمكين ‪ 5‬إطارات من منحة اإللزام رغم غياب مقررات‬
‫صادرة عن اإلدارة العامة في الغرض وقد سعت الشركة إلى تسوية وضعيتهم إثر تفطن فريق التفقد إلى‬
‫ترتب عن هذا اإلخالل دفع منحة بدون وجه ّ‬ ‫ّ‬
‫حق بلغت‬ ‫عدم شرعية اإلسناد املشار إليه‪ .‬وقد‬
‫‪ 16.232,880‬د خالل الفترة املتراوحة بين ماي ‪ 2009‬وماي ‪ 2011‬وصرف منحة اإللزام لبعض اإلطارات‬
‫رغم إخاللهم بمبدأ االستمرارية في العمل حيث تبين عدم حضورهم أثناء كامل التوقيت اإلداري فضال‬
‫عن ّأن أغلب اإلطارات املتمتعين باملنحة املذكورة يشغلون خططا وظيفية بالشركة وهو ما يتنافى مع مبدأ‬
‫إسناد املنحة‪،‬‬

‫وحيث جاء بإجابة ّ‬


‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي أن منحة االستمرار أو اإللزام‬
‫تسند إلى اإلطارات الشاغلة لخطط معينة تم تحديدها بجدول عناصر تأجير أعوان شركة النقل بتونس‬
‫املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫والشركات الجهوية للنقل والشركة الوطنية للنقل بين املدن‬
‫املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬بنسبة ‪ 10‬باملائة من األجر األساس ي الجاري به العمل دون اإلشارة إلى سقف‬
‫ّ‬
‫معين‪ ،‬وأنه يمكن إسناد هذه املنحة بصفة ظرفية إلى إطار اقتضت مصلحة العمل إخضاعه لواجب‬
‫اإللزام وتبعا لذلك فإن هذه املنحة تسند بصفة إجمالية لكل من توفرت فيه شروط استحقاقها وهو ما‬
‫يؤكد أن إسناد املنحة إلى اإلطارات يتوقف على اضطالع اإلطار بإحدى الخطط املذكورة بالجدول املرافق‬
‫ملحضر االتفاق بين األطراف االجتماعية املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬وبالتالي ال يستوجب الحصول على‬
‫اإلذن املسبق من وزارة اإلشراف في إسناد املنحة‪ .‬وأما بالنسبة إلى منحة اإللزام الظرفية ّ‬
‫فإنها تسند بإذن‬
‫من إدارة الشركة لكل إطار دعي بحكم مهامه إلى القيام بأعمال تستدعي منه ضمان استمرار العمل أو‬
‫جودته وبالتالي ال يمكن الحديث عن إسناد منح دون ترخيص‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬
‫املقرر قانونا أنه ال يمكن إسناد العون تعويضات أو منح أو امتيازات مهما كان‬
‫نوعها إذا لم يتضمنها النظام األساس ي الخاضع له‪،‬‬

‫وحيث ّإن نظام تأجير أعوان شركات النقل البري تم ضبطه بمقتض ى النظام األساس ي الخاص‬
‫بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات الذي ّ‬
‫حدد املرتب ومختلف املنح‬
‫واالمتيازات التي يمكن أن تسند إلى أعوان هذه الشركات‪،‬‬

‫ّ‬
‫الخاص سالف الذكر ّأن إسناد منحة‬
‫ّ‬ ‫وحيث يستفاد من امللحق عدد ‪ 4‬للنظام األساس ي‬
‫ّ‬
‫مستمرة وهي تصرف لألعوان الذين يقومون ببعض املهام‬ ‫اإللزام يرتبط بالحضور ّ‬
‫بمقر العمل بصفة‬
‫ثم ّ‬
‫فإن إسناد هذه املنحة دون استيفاء تلك الشروط يكون مخالفا للقانون‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املحددة‪ .‬ومن ّ‬

‫ّ‬
‫وحيث ّإن تمكين عدد من اإلطارات من املنحة املذكورة بموجب محضر الجلسة املتعلقة‬
‫البري للمسافرين املنعقدة بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪2009‬‬ ‫باملفاوضات االجتماعية بالشركات العمومية للنقل ّ‬
‫تقيد ّ‬
‫كل إطار‬ ‫محددة وبشروط مضبوطة تربط إسناد املنحة بمدى ّ‬ ‫بإشراف وزير النقل وذلك لفترات ّ‬
‫ّ‬
‫وخاصة بالنسبة إلى اإلطارات املنتفعة باملنحة‬ ‫ّ‬
‫بمقومات اإللزام جاء مخالفا ملبدأ عدم الجمع بين املنح‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحيث عالوة على ذلك فإن صرف منحة اإللزام لعدد من األعوان الذين غادروا الشركة‬
‫وللبعض اآلخر دون التزامهم بمقومات اإللزام يخالف بصفة واضحة النظام األساس ي الخاص بأعوان‬
‫ّ‬
‫نص على ّأن‬ ‫االتفاق بين األطراف االجتماعية ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬والذي ّ‬ ‫الشركة وكذلك محضر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االنتفاع بهذه املنحة يتوقف آليا في صورة اإلخالل بمبدأ اإللزام أو زوال موجبه ألي سبب كان وأنه يتعين‬
‫يتقيد في املقابل باالستجابة لكل مقومات اإللزام بما يضمن استمرارية العمل وجودة‬ ‫على كل إطار أن ّ‬
‫األداء‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث إنه تأسيسا على ذلك وفي غياب سند كتابي وغياب ما يفيد املمارسة الفعلية للعمل‬
‫تكون املبالغ التي تم صرفها دون موجب بعنوان املنحة املذكورة سببا في تحميل الشركة التزامات مالية‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من‬‫غير مبررة نتج عنها ضرر مالي وهو ما يمثل خطأ ّ‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‬ ‫عن املأخذ الثاني عشر‪ :‬تحميل الشركة نفقات استقباالت‬

‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه اقتراف خطأ تصرف يتعلق بتحميل‬
‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‪،‬‬ ‫الشركة نفقات استقباالت‬

‫‪28‬‬
‫التتبع ّأنه ّ‬
‫تبين إثر فحص الفواتير املدرجة بحسابية الشركة‬ ‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ّ‬ ‫مشطة وبصفة غير ّ‬‫ّ‬
‫مبررة‪ .‬وتتعلق أغلب هذه الفواتير بنفقات أمر‬ ‫تحميل هذه األخيرة نفقات استقباالت‬
‫الرئيس املدير العام بالتعهد بها وذلك دون ذكر البيانات حول إطارها وصفة املنتفعين بها وعالقتهم‬
‫املبررة خالل سنوات ‪ 2007‬و‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬ما قيمته‬ ‫بالشركة‪ .‬وقد بلغ مجموع هذه النفقات غير ّ‬
‫‪ 67657,652‬د ّ‬
‫موزعة كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات تتعلق بمأدبات غداء تحت إشراف املدير العام بلغت قيمتها ‪ 45956,612‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء عجول وخرفان وأسماك بلغت قيمتها ‪ 10398,560‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء حلويات وفواكه مختلفة بلغت قيمتها ‪ 7002,480‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق بتنظيم مأدبة عشاء وحفل بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ 2007‬بلغت قيمتها ‪ 4300‬د‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث الحظ فريق التفقد ّأن اإلدارة ّ‬


‫العامة للشركة تجاوزت امليزانيات املرخص فيها من قبل‬
‫وزارة اإلشراف بعنوان نفقات االستقباالت بنسبة ‪ 457‬باملائة سنة ‪ 2007‬و‪ 223‬باملائة سنة ‪ 2008‬و‪45‬‬
‫باملائة سنة ‪،2009‬‬

‫وحيث جاء في إجابة ّ‬


‫املدعى عليه الكتابية لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي بخصوص نفقات‬
‫االستقباالت‪ّ ،‬أن جزء منها مشروع بحكم متطلبات تركيز نظام الجودة بالشركة الذي تم ّ‬
‫البت فيه في‬
‫ض ّمنت بمحاضر جلسات وتركيز لجان خاصة وصرفت اعتمادات لها بعلم مجلس‬ ‫جلسات عمل داخلية ُ‬
‫اإلدارة ووزارة اإلشراف التي واكبت عديد االحتفاالت‪،‬‬

‫وحيث ّبين ّ‬
‫املدعى عليه أيضا من خالل وثائق امليزانية أنه عند مقارنة ميزانيات ‪ 2007‬و‪2008‬‬
‫و‪ 2009‬بين املصادق عليه من طرف سلطة اإلشراف واملنجز من طرف الشركة في باب الخدمات الخارجية‬
‫مجتمعة فإن الفوارق كانت كاآلتي‪ )2007( % 6 + :‬و‪ )2008( % 7+‬و‪ )2009( % -0.56‬أي بزيادة أو‬
‫نقصان في حدود ال تتجاوز ‪ %10‬وهي نسبة معقولة حسبما يصرح به املسؤولون بالوزارة عند مناقشة‬
‫امليزانية‪،‬‬

‫تبين من وثائق امللف أن ّ‬


‫املدعى عليه باشر مهمة رئيس مدير عام الشركة بداية من تاريخ‬ ‫وحيث ّ‬
‫‪ 15‬جوان ‪،2009‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي‬‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬ ‫ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ال تقوم‬
‫ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫ّ‬
‫واملمتدة‬ ‫وحيث أ ّنه بخصوص التصرف خالل الفترة التي باشر فيها ّ‬
‫املدعى عليه مهامه املذكورة‬
‫تبين أن مكتوب رفع الدعوى وتقرير ّ‬
‫التفقد لم يتضمنا‬ ‫من شهر جوان ‪ 2009‬إلى شهر مارس ‪ 2011‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املدعى عليه‪ ،‬ولم ّ‬‫تقدير قيمة التجاوز والشطط املنسوب إلى ّ‬
‫مسؤوليته‬ ‫يتسن بالتالي التأكد من مدى قيام‬
‫في هذا الخصوص‪،‬‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ ال يتوفر فيها ركنا املخالفة والضرر املالي‪ ،‬وطاملا لم‬
‫مسؤوليته بخصوص‬ ‫ّ‬ ‫للمدعى عليه‪ّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫يتم تحديد قيمة الضرر املرتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫هذا املأخذ تغدو غير ثابتة‪ّ ،‬‬
‫ويتجه لذلك ّرده‪.‬‬

‫عن املأخذ الثالث عشر ‪ :‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع‬
‫ختمها‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه غياب الضمانات النهائية في الصفقة عدد ‪ 2002/06‬املتعلقة‬
‫باقتناء ّ‬
‫معدات نقل لدى ّ‬
‫املزود (‪ )...‬رغم دعوته إلى استكمال اإلجراءات املتعلقة بتوفير الضمان مع العلم‬
‫يحمله غرامات تأخير بقيمة‬‫أخل بالتزاماته بما ّ‬ ‫وأن ّ‬
‫املزود قد ّ‬ ‫أ ّن قيمة الضمان بلغت ‪ 85.033,800‬د ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 159.139,200‬د ولم تتمكن الشركة إلى تاريخ إعداد التقرير من استخالص املبالغ املذكورة‪،‬‬

‫تنص على تاريخ ّ‬


‫محدد لنهاية الفاعلية وذلك‬ ‫املدعى عليه أيضا قبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫وينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫نص عليه الفصل ‪ 55‬من األمر عدد ‪ّ 3158‬‬ ‫خالفا ملا ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 2002/12/17‬املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫ّ‬
‫العمومية‪ .‬ويتعلق األمر حسب امللحق عدد ‪ 69‬لتقرير التفقد بالضمان النهائي املسلم بعنوان طلب‬
‫ّ‬
‫العروض عدد ‪ 2003/04‬باسم شركة (‪ )...‬وبالصفقة املتعلقة بالوقود والزيوت املسندة إلى شركة (‪ )...‬في‬
‫إطار طلب العروض عدد ‪ 2003/04‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى الصفقة املسندة إلى شركة "مصفاة"‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالتزود ب ّ‬
‫معدات التصفية وبالصفقة املسندة إلى شركة (‪ )...‬القتناء ‪ 4‬حافالت والذي ينتهي‬
‫مفعول الضمان النهائي فيها في ‪،2006/11/07‬‬

‫كما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم مطالبته بتحيين مبلغ الضمان النهائي على إثر املصادقة على‬
‫مالحق للصفقات األصلية نتج عنه محدودية مبالغ الضمان النهائي ببعض الصفقات وخاصة منها تلك‬
‫صة‬‫تم تسجيل إخالالت في شأنها على مستوى اإلنجاز على غرار الصفقة عدد ‪ 2004/04‬الخا ّ‬ ‫التي ّ‬
‫بالتنظيف التي شهدت أربع مالحق بمبلغ جملي قدره ‪ 66977,550‬د خالل سنتي ‪ 2008‬و‪ 2009‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة إلى الصفقة عدد ‪،2008/9‬‬

‫‪30‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتحيين الضمان النهائي ّ‬ ‫وحيث ّبين ّ‬
‫بأن الدائرة املالية هي التي تقوم‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫القارة للصفقات فيما تحتفظ الكتابة‬‫بمهمة قبول الضمانات التعاقدية املحالة إليها من طرف الكتابة ّ‬
‫ّ‬
‫واملصلحة املكلفة بالصفقة بنسخ منها للمتابعة‪،‬‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتعهد‬
‫بمرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت له الصفقة مصحوبة بمحضر‬ ‫لجنة الصفقات حيث تتولى خاصة "توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫جلسة لجنة الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة‬
‫حينية ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة‬
‫الصفقات كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على‬
‫مسؤولية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص‬ ‫إعداد ملف الختم النهائي"‪ .‬وتأسيسا على ذلك فإنه لم تثبت‬
‫عالوة على ألنه لم يثبت حصول ضرر مالي ّ‬
‫جراء عدم تحيين مبلغ الضمان النهائي‪،‬‬

‫املدعى عليه من غياب الضمانات‬‫تبين من وثائق امللف فضال عن ذلك ّأن ما ينسب إلى ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫تنص على تاريخ ّ‬ ‫النهائية وقبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫ّ‬
‫محدد لنهاية الفاعلية لم يتعلق بفترة مباشرته ملهام رئيس‬
‫مدير عام الشركة‪،‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي‬ ‫ّ‬ ‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬‫ّ‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ال تقوم‬
‫ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي‬
‫معه موجب التتبع في هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الرابع عشر ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض‬
‫الصفقات‬

‫املدعى عليه بموجب تقرير ّ‬


‫التفقد اقتراف أخطاء‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف تتعلق بعدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪ ،‬وقد ذكر التقرير‬
‫صفقات الحراسة (شركة ‪ )...‬والتنظيف شركتي (‪ )...‬و(‪ ) ..‬وتزويد الحافالت باملحروقات شركة (‪ّ .)...‬‬
‫وبين‬

‫‪31‬‬
‫ّ‬
‫تتمثل وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة املذكورة آنفا غير ّ‬
‫مصرح بهم‬ ‫التقرير ّأن اإلخالالت‬
‫لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪،‬‬

‫املدعى عليه بالنسبة إلى صفقتي الحراسة والتنظيف ّأن اإلدارة العامة‬ ‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫للشركة أصدرت قرارا يقض ي بتكليف قسم الشؤون العامة بمتابعة تنفيذ صفقتي الحراسة والتنظيف‬
‫فيما عهد بمتابعة إنجاز صفقة التزود بالوقود لصاحبتها شركة (‪ )...‬لدائرة التزويد والتصرف في املخزون‬
‫واعتبارا لطبيعة وخصوصيات صفقتي خدمات الحراسة و التنظيف (التي صدر بشأنهما كراسا شروط‬
‫معدة بمصالح الوزارة األولى املختصة في محاولة منها لتجاوز مجموعة من الصعوبات‬ ‫نموذجية ّ‬
‫ّ‬
‫واإلشكاليات املتعلقة بتأجير اليد العاملة املختصة من قبل مؤسسات املناولة)‪ ،‬أصدرت اإلدارة العامة‬
‫قرار تعيين لجنة متابعة صفقتي التنظيف والحراسة ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في الصفقة‬
‫(قسم الشؤون العامة‪ ،‬مصلحة األعوان‪ ،‬مصلحة الشؤون القانونية‪ ،‬والكتابة القارة للجنة الصفقات‬
‫ّ‬
‫والتصرف في املخزون بمتابعة صفقة التزود بالوقود املسندة إلى‬ ‫الداخلية) فيما تعهدت دائرة التزويد‬
‫شركة (‪،)...‬‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى‬
‫عليه باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات لذلك يتجه ّرد‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ باعتبار ّأن األخطاء املنسوبة إليه في إطاره ال يمكن تحميل مسؤوليتها‬
‫للرئيس املدير العام للشركة‪.‬‬

‫عن املأخذ الخامس عشر ‪ :‬تسجيل نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية‬
‫املسندة إلى الرئيس املديرالعام للضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‬

‫ّ‬
‫حيث جاء في تقرير التفقد أنه اتضح إثر فحص بطاقات خالص الرؤساء املديرين العامين‬
‫ّ‬ ‫للشركة ّأنه ّ‬
‫يتم إدراج االمتياز املالي للسيارة الوظيفية بقيمة ‪ 72,150‬د في حين أنه يجب أن يقع احتسابه‬
‫بقيمة ‪ 91,650‬د وهي القيمة املوازية للمنحة املسندة ملدير عام إدارة مركزية وفقا ملا ّ‬
‫ينص عليه األمر‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 2388‬لسنة ‪ّ 2003‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2003‬واملتعلق بضبط نظام إسناد ومقادير املنحة‬
‫ّ‬
‫الكيلومترية للمكلفين بالخطط الوظيفية باإلدارة املركزية‪ ،‬وهو ما يترتب عنه نقص في قيمة قاعدة‬
‫احتساب الضريبة على الدخل وكذلك الشأن بالنسبة للمساهمات االجتماعية‪،‬‬

‫املدعى عليه إلى ّأن مراقب حسابات الشركة الذي يقوم خالل كل سنة محاسبية‬ ‫وحيث أشار ّ‬
‫ّ‬
‫بمراقبة أجور األعوان وخاصة منها املتعلقة بعناصر تأجير الرئيس املدير العام لم يلفت نظر اإلدارة حول‬
‫مقدار املنحة املذكورة في تقاريره الخاصة املعروضة على الجلسات العامة بالشركة‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫ّ‬
‫تتضمن‬ ‫وحيث ّإن ّ‬
‫مقررات تأجير الرؤساء املديرين العامين الصادرة عن الوزارة األولى لم‬
‫تحديدا ملقدار االمتياز العيني بعنوان منحة السيارة‪،‬‬

‫وحيث ّإن الخطأ موضوع هذا املأخذ يندرج ضمن األخطاء ّ‬


‫املادية البسيطة التي يمكن تداركها‬
‫لذلك يتجه ّرد الدعوى بخصوصه‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬ ‫قضت املحكمة ‪ :‬بقبول ّ‬
‫ّ‬
‫مرتبه الخام ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره‬ ‫بحد الجزء الثاني عشر من‬ ‫من خطأ تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ثـالثة آالف وأربعمائة وثمانون دينارا (‪ 3.480,000‬د) ورفض الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫القرار عدد ‪ 344‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 344‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫النقل والتجهيز ّ‬
‫ضد مديرعام منشأة عمومية‬ ‫املرفوعة من قبل وزير‬

‫ّ‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪،‬‬ ‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬‫عما ارتكبه من خطأ ّ‬ ‫‪-‬ال يسأل العون إال ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬‫ّ‬
‫ملهامه وخالل مباشرته لتلك‬ ‫ومسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي ال تقوم‬
‫ّ‬
‫ثم فإن األفعال املرتكبة خارج فترة مباشرة املدعى عليه ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال‬ ‫املهام‪ ،‬ومن ّ‬
‫ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪.‬‬

‫ّ‬
‫املتصرفين في‬ ‫ّ‬
‫التصرف يملي على‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة ّأن ّ‬
‫التقيد بقواعد حسن‬ ‫‪ -‬من ّ‬
‫ّ‬
‫العمومية العمل على تقليص حجم تكاليف التسيير واإلمساك عن إنفاق أموال املجموعة‬ ‫املنشآت‬
‫بإسراف أو في غير األوجه التي ّ‬
‫أعدت لها أو في غير ما تقتضيه مصلحة ّ‬
‫املؤسسات العمومية دون البحث‬
‫مالية أو ّ‬
‫عينية‪.‬‬ ‫الشخصية ودون تمكين الغير من الحصول بصفة غير مبررة على امتيازات ّ‬
‫ّ‬ ‫عن املنفعة‬

‫ّ‬
‫الكمالية‬ ‫‪ -‬يعتبر عمال معيبا تحميل ّ‬
‫املؤسسة العمومية أعباء النفقات الشخصية أو املصاريف‬
‫ّ‬
‫العمومية فضال عن إلحاق‬ ‫أو تلك التي ال تتأكد الحاجة إلى عقدها طاملا ّأن ذلك يمس بحرمة األموال‬
‫ّ‬
‫الضرر بها‪ ،‬وهو شأن مصاريف تعلقت بمأدبات غداء عقدت يومي السبت واألحد وهي أيام راحة أسبوعية‬
‫ّ‬
‫واملصاريف التي تعلقت بنفقات لم تتبين عالقتها بنشاط الشركة مثل التعاقد مع فرقة موسيقية لتنشيط‬
‫مأدبة عشاء لفائدة أعوان الشركة والتي لم يتبين مدى ارتباطها بنشاط الشركة أو بصورتها أو بالتعريف‬
‫بخدماتها‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل تحميل املؤسسة للنفقات املتعلقة بوجبات غداء الرئيس املدير العام للشركة امتياز‬
‫تصرف على معنى الفقرة األولى والفقرة الرابعة من الفصل الثالث من‬ ‫يعد خطأ ّ‬‫غير قانوني وهو ما ّ‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ -‬ينتفي موجب التتبع لدى دائرة الزجر املالي إذا تم تدارك االغفاالت وانتفى الضرر املالي قبل‬
‫رفع الدعوى‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ال يمكن أن يكون ّ‬


‫التدرج إال من سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية‪.‬‬

‫يؤدى تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل وزارة اإلشراف إلى تحميل‬ ‫‪ّ -‬‬
‫تصرف على معنى‬‫التصرف على هذا النحو خطأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪ّ ،‬‬
‫ويعد‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬
‫القار بالشركة هي املباشرة واإللحاق وعدم املباشرة‬
‫وتحت السالح‪ ،‬و كل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة فهي وضعيات غير قانونية‪ ،‬ويشكل‬
‫عمال معدوما لخرقه الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون الوظيف من جهة‬
‫استحداثه لحالة خامسة غير واردة به‪.‬‬

‫تعد القرارات الصادرة عن الوزير ّ‬


‫األول في الوضع على الذمة مع اإلذن بتحميل املنشأة‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫العمومية ملرتبات العون املعني باألمر وجميع منحه خرقا ملبدأ العمل املنجز ومبدأ استقاللية الذمم‬
‫املالية‪ .‬وتعتبر هذه القرارات إذنا كتابيا مسبقا صادرا في الغرض يتحمل مسؤوليتها من أمضاها‪.‬‬

‫يعرض اإلحجام عن فوترة الخدمات والتقصير في استخالصها مستحقات الشركة إلى‬ ‫‪ّ -‬‬
‫التقادم كما يؤول عدم فوترة الخدمات إلى الحيلولة دون تحديد القيمة الحقيقية للديون ويفض ي إلى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمؤسسة‪.‬‬ ‫تمكين الغير من امتياز مالي من املال العام دون موجب شرعي وبترتب عنه ضرر مالي‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمتصرف العمومي التعلل بمحضر مجلس اإلدارة املخالف للقانون بل يستوجب‬ ‫‪ -‬ال يمكن‬
‫عليه تصحيح الوضعية وتطبيق القانون من خالل فوترة الخدمات التي تمت خالل فترة مباشرته ّ‬
‫ويعد‬
‫التصرف على خالف ذلك خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪74‬‬ ‫ّ‬
‫لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ّ -‬‬
‫يتأسس االدعاء أمام دائرة الزجر املالي على خرق مرجعية قانونية وليس على مرجعية تقديرية‬
‫التي ال يمكن اعتمادها إلقرار الفعل املخالف ذلك ّأن العنصر القانوني للخطأ يمثل ركنا أساسيا في قيام‬
‫الخطأ وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪.1985‬‬

‫‪ -‬ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ ال ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‬
‫باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات وال يمكن تحميل‬
‫مسؤوليتها للرئيس املدير العام للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬مجال تأجير األعوان تم ضبطه بالنسبة إلى شركات النقل البري بمقتض ى النظام األساس ي‬
‫الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات الذي حدد املرتب ومختلف‬
‫املنح واالمتيازات التي يمكن أن تسند لفائدة أعوان هذه الشركات‪ .‬واملبدأ أن األجر يكون متساو بالنسبة‬
‫إلى العمل املتساوي القیمة وال يمكن إسناد تعويضات أو منح أو امتيازات مهما كان نوعها إلى األعوان إذا‬
‫لم يتضمنها نظامهم األساس ي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬تمكين عدد من اإلطارات من منحة اإللزام بموجب الجلسة املتعلقة باملفاوضات االجتماعية‬
‫محددة وبشروط مضبوطة تربط إسناد املنحة‬ ‫البري للمسافرين وذلك لفترات ّ‬ ‫بالشركات العمومية للنقل ّ‬
‫كل إطار ّ‬
‫بمقومات اإللزام جاء مخالفا ملبدأ عدم الجمع بين املنح خاصة بالنسبة إلى اإلطارات‬ ‫تقيد ّ‬‫بمدى ّ‬
‫املنتفعة باملنحة الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل صرف منحة اإللزام ألشخاص غادروا الشركة أو تم وضعهم على الذمة والبعض اآلخر‬
‫من األعوان دون التزامهم بشروط اإللزام مخالفة بصفة واضحة للنظام األساس ي الخاص بأعوان‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬يتوقف االنتفاع بمنحة اإللزام آليا في صورة اإلخالل بمبدأ اإللزام أو زوال موجبه ألي سبب‬
‫كان ويتعين أن يتقيد كل إطار في املقابل باالستجابة لكل مقومات اإللزام بما يضمن استمرارية العمل‬
‫وجودة األداء‪.‬‬

‫‪ -‬في غياب سند كتابي وغياب ما يفيد املمارسة الفعلية للعمل تكون املبالغ التي تم صرفها دون‬
‫موجب بعنوان منحة اإللزام سببا في تحميل الشركة التزامات مالية غير ّ‬
‫مبررة نتج عنها ضرر مالي وهو ما‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬موجبا‬ ‫يمثل خطأ ّ‬
‫لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫مهامه كرئيس مدير عام بعد تاريخ ارتكاب الخطأ فإنه ّ‬


‫يتوجب‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬لئن باشر املتصرف العمومي‬
‫ّ‬
‫الشرعية وتطبيق القانون خالل فترة مباشرته لتلك املهام وعدم التعلل‬ ‫عليه تصحيح الوضعية غير‬
‫بمحضر الجلسة املنعقدة بإذن اإلدارة العامة في تاريخ سابق ملباشرته ملخالفته للقانون‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استقر فقه قضاء هذه املحكمة أنه ال يجوز التعلل بضغوطات اجتماعية إلسناد منح‬ ‫‪-‬‬
‫وامتيازات ال ّ‬
‫تقرها القوانين والتراتيب سارية املفعول‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪-‬ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم ّ‬


‫تؤسس على اليقين بتوفر ركني املخالفة والضرر املالي‬
‫ولم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ّ‬
‫نص القرارعدد ‪344‬‬
‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ ‪ 19‬جوان‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫ّ‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪32‬‬ ‫‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيسا مديرا عاما للشركة‬ ‫ضد ّ‬‫والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة‬ ‫الجهوية للنقل بوالية نابل‪ ،‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه أخطاء في التصرف تمثلت في ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‪.‬‬


‫ّ‬
‫املنظمة ّ‬
‫لتطور الحياة املهنية لألعوان‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عدم التقيد بالتراتيب‬
‫ّ‬
‫‪ - 3‬تحميل الشركة املساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين على ّ‬
‫ذمة اإلتحاد‬
‫العام التونس ي للشغل‪.‬‬
‫التجمع الدستوري الديمقراطي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 4‬عدم فوترة كراءات لفائدة‬
‫‪ - 5‬انتفاع الرئيس املدير العام بأكثر من سيارة إدارية إضافة إلى السيارة الوظيفية‪.‬‬
‫ّ‬
‫مشطة وغير ّ‬
‫مبررة بعنوان هدايا‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تحميل ميزانية الشركة نفقات‬
‫‪ - 7‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ - 8‬إسناد منحة االستمرار لبعض األعوان بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬ ‫ّ‬
‫مبررة‪.‬‬ ‫‪ - 9‬تحميل الشركة نفقات استقباالت‬
‫‪ - 10‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع ختمها بعد‪.‬‬
‫‪ - 11‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪.‬‬
‫‪ - 12‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس املدير العام إلى‬
‫الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‪.‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي عدد ‪2011/72‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 80‬د ز م بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،344‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،85‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 08‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه وإتمامه‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫املدعى عليه ومحاميه الذين رافعا‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫بما رأياه مفيدا‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى نائب ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬‫قررت املحكمة ّ‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬ ‫حجز‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من‬ ‫ّ‬
‫القضية إلى طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬ ‫إجراءات‬

‫‪38‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل عدم حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫املدعى عليه وحضور محاميه‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫برد ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬ ‫تمسك بما ورد مذكرة دفاعه وطلب الحكم ّ‬
‫الذي ّ‬

‫وبعد االستماع إلى مندوب الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪ .‬وبعد االستماع‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم‬ ‫من جديد إلى نائب ّ‬
‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬
‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املأخذ ّ‬
‫األول ‪ :‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‬

‫تأسس على تقرير التفقد ّأن الشركة تولت انتداب العون‬‫حيث جاء بمكتوب رفع الدعوى الذي ّ‬
‫‪ 18‬ماي ‪2009‬‬ ‫(‪ )...‬في خطة سائق قابض متعاقد (سلم ‪ 7‬درجة ‪ّ )1‬‬
‫ملدة سنة من ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬إلى‬
‫ّ‬
‫غير ّأنها قامت بترسيمه بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء مدة العقد وتمكينه وفقا لقرار تغيير خطة‬
‫صادر في نفس التاريخ من ترقية إلى عون إداري (سلم ‪ 9‬درجة ‪ )1‬والحال ّأن املعني باألمر ال يستجيب‬
‫لشروط الترقية املنصوص عليها بالنظام األساس ي سواء من حيث وضعيته اإلدارية أو أقدميته بالرتبة أو‬
‫كذلك من حيث مؤهالته العلمية باعتبار أن الشهادة املدرسية املصاحبة للتقرير تبين أن مستواه الرابعة‬
‫علوم تجريبية بينما تتطلب التسمية في خطة عون إداري توفر شهادة في ختم الدروس الثانوية (باكالوريا‬
‫ّ‬
‫أو ما يعادلها)‪ .‬وأضاف التقرير ّأن املعني باألمر انتفع بتنفيل بسلم رغم حداثة انتدابه بتاريخ ‪ 23‬فيفري‬
‫‪ 2010‬تبعا ملحضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق‬

‫‪39‬‬
‫بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة واستنادا على مقتضيات الفصل ‪15‬‬
‫من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث جاء في إجابة ّ‬


‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي بالنسبة إلى العون (‪ )...‬أنه‬
‫تم انتدابه في خطة سائق قابض متعاقد (سلم ‪ 7‬درجة ‪ )1‬بموجب عقد شغل محدد املدة بداية من ‪19‬‬
‫ماي ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬ماي ‪ 2009‬مستظهرا بنسخة من عقد الشغل طبقا للفصل ‪ 4/6‬من مجلة الشغل غير‬
‫‪ 13‬جانفي‬ ‫تم في ‪ 13‬جانفي ‪ 2009‬تكليفه بخطة كاتب مركزي بموجب قرار تكليف مؤرخ في‬ ‫أنه ّ‬
‫‪ .2009‬وعمال بأحكام الفصل ‪ 15‬من االتفاقية املشتركة اإلطارية فإنه يمكن تكليف األجير بوظائف تتصل‬
‫بخطة أرقى من الخطة التي يشغلها ملدة ‪ 3‬أشهر في السنة وينتفع األجير باالمتيازات املتصلة بتلك الخطة‬
‫بأن الفصل ‪ 15‬املذكور ال‬ ‫على أنه إذا تجاوز التكليف مدة ‪ 3‬أشهر يرسم األجير بالخطة الجديدة علما ّ‬
‫العلمية وال ّ‬
‫الفنية في صورة التكليف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يشترط توفر املؤهالت‬

‫وحيث ّإن ترسيم املعني باألمر دون اللجوء إلى املناظرة فيه خرق ملقتضيات الفصل ‪ 19‬القانون‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان الدواوين‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو الجماعات‬ ‫ّ‬
‫العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والذي ينص على أن املناظرة هي الطريقة األساسية‬
‫النتداب األعوان الخاضعين ألحكام هذا النظام األساس ي وألحكام الفصل ‪ 23‬من القانون األساس ي‬
‫الخاص ألعوان الشركة التي تقتض ي أن االنتدابات تتم عند حدوث شغور في إحدى الخطط داخل‬
‫وأن سد هذا الشغور يتم عن طريق االنتداب الداخلي أو الخارجي‪ ،‬واملناظرة هي القاعدة‬ ‫الشركة‪ّ ،‬‬
‫األساسية في االنتداب‪،‬‬

‫وحيث ثبت من ملف القضية ّأنه ّ‬


‫تم ترسيم العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدة العقد فضال عن تمكينه وفقا لقرار تغيير خطة صادر في نفس التاريخ من ترقية إلى عون إداري على‬
‫األول من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫ينص‬ ‫خالف الصيغ الترتيبية وخاصة الفصل ّ‬
‫على ّأنه‪" :‬ينطبق هذا النظام األساس ي على كافة األعوان القارين للشركات العمومية للنقل البري‬
‫للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس باستثناء األعوان املنتدبين بمقتض ى عقد‬
‫ملدة ّ‬
‫معينة"‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث ّإن العون املذكور ال ّ‬


‫يعد في تاريخ تغيير خطته من ضمن أعوان الشركة الخاضعين‬
‫للنظام األساس ي والذين هم األعوان املتربصون واألعوان ّ‬
‫املرسمون‪،‬‬

‫ّ‬
‫التصرف جاء مخالفا للفصل ‪ 22‬من النظام األساس ي الخاص‬ ‫وحيث فضال عن ذلك ّ‬
‫فإن هذا‬
‫يحددها جدول تصنيف الخطط امللحق بالنظام‬‫نص على ّأن الخطط ّ ة كما ّ‬
‫بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫القار‬

‫‪40‬‬
‫األساس ي وكما يضبطها القانون اإلطاري للشركة يجب أن يشغلها أعوان خاضعون للنظام األساس ي‪،‬‬
‫ّ‬
‫وخول للرئيس ا ملدير العام خدمة ملصلحة الشركة وباملخالفة لألحكام املبينة أعاله‪ ،‬أن ينتدب بواسطة‬
‫عقد ّ‬
‫ملدة سنة قابلة للتجديد‪ ،‬أعوانا وقتيين تونسيين أو أجانب ال يخضعون لهذا النظام األساس ي وإنما‬
‫ملقتضيات عقود االنتداب‪،‬‬

‫ّ‬ ‫التصرف على النحو املبين أعاله خطأ ّ‬


‫ّ‬
‫تصرف ترتب عنه ضرر مالي للشركة على‬ ‫وحيث يشكل‬
‫معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه فيما يتعلق بما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه من ترسيم وترقية العون (‪ ،)...‬فإنه من الثابت‬
‫التصرف ال يندرج ضمن فترة مباشرة‬ ‫ّ‬ ‫ثم ّ‬
‫فإن هذا‬ ‫ّأن األخير تم ترسيمه بتاريخ ‪ 01‬فيفري ‪ 2010‬ومن ّ‬
‫ّ‬
‫مقررا في قضاء هذه املحكمة ّأن الشخص ال يسأل‬ ‫املدعى عليه ملهام رئيس مدير عام الشركة‪ .‬وطاملا كان ّ‬‫ّ‬
‫وأن مسؤولية الخاضع‬ ‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫عما ارتكبه من خطأ ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬ ‫إال ّ‬
‫ملهامه وخالل مباشرته لتلك املهام‪ ،‬فمن ّ‬ ‫ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬
‫ثم فإن‬ ‫لقضاء دائرة الزجر املالي ال تقوم‬
‫ّ‬
‫األفعال املرتكبة خارج فترة مباشرة املدعى عليه ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته‬
‫الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع بخصوص هذا الجزء من املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬


‫لتطورالحياة املهنية لألعوان‬

‫املدعى عليه السيد (‪ )...‬تمكين بعض األعوان من أكثر من ترقيتين عن طريق‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫التسمية املباشرة أو تمكينهم من ترقية برتبتين في نفس التاريخ بناء على نفس القرار‪،‬‬

‫‪23‬‬ ‫وحيث ّبين تقرير التفقد وخاصة امللحق عدد ‪ 37‬منه ّأن العون (‪ )...‬انتفع بتاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيفري ‪ّ 2009‬‬
‫متصرف‬ ‫متصرف مستشار سلم ‪ 24‬إلى رتبة‬ ‫بتدرج استثنائي نتج عنه ترقية وانتقال من رتبة‬
‫سلم ‪ 25‬بمفعول رجعي ابتداء من ‪ 01‬جانفي ‪ .2009‬وانتفع كذلك بموجب القرار ّ‬ ‫ّ‬
‫الصادر بتاريخ‬ ‫رئيس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متصرف عام سلم ‪25‬‬ ‫‪ 13‬جوان ‪ 2009‬بإعادة تصنيف منهي من رتبة إلى رتبة مما نتج عنه ترقية إلى رتبة‬
‫بمفعول رجعي بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪،2009‬‬
‫تدرج وترقيات مخالفة للنظام‬ ‫ّ‬
‫وحيث ينسب كذلك إلى املدعى عليه تمكين العون (‪ )...‬من ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتدرج باالختيار بسلم من رتبة مراقب ّأول سلم ‪ 15‬إلى رتبة مراقب ّأول سلم‬ ‫األساس ي الخاص الذي حظي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالتدرج‬ ‫‪ 16‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2006‬طبقا للفصل ‪ 37‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باالختيار داخل نفس الرتبة ونفس الصنف من السلم إلى السلم األعلى مباشرة والحال أنه ال يتوفر فيه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرط املتعلق بقضاء ثالث سنوات في السلم املصنف به‪ ،‬وترقية املعني باألمر في خطة متفقد بعد أن‬
‫كان يعمل في خطة مراقب ّأول تبعا لقرار تكليفه في خطة متفقد بصفة تجريبية مدتها ‪ 3‬أشهر بداية من‬
‫وتمت‬ ‫تدرج استثنائي بدرجتين إلى املعني باألمر بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ّ .2007‬‬ ‫وتم إسناد ّ‬‫‪ 01‬أكتوبر ‪ّ .2006‬‬

‫‪41‬‬
‫ترقية املعني باألمر عن طريق التسمية املباشرة من رتبة متفقد إلى رتبة متفقد ّأول بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ 2007‬اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪2007‬‬
‫ّ‬
‫املتعلق بتسوية وضعية إطارات وأعوان الشركة الذين يشغلون خططا ال تتطابق مع ترتيبهم املنهي الحالي‬
‫وعلى جدول الرتب والخطط امللحقة بالنظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة في تضارب مع مقتضيات‬
‫ّ‬
‫الفصل ‪ 35‬من النظام األساس ي املتعلق بالترقية عن طريق التسمية املباشرة‪.‬‬

‫متكررة استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 15‬من‬ ‫درجات استثنائية ّ‬ ‫كما ّ‬


‫تم تنقيل املعني باألمر بت ّ‬
‫ّ‬
‫النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين في خالف للطابع‬
‫ّ‬ ‫الذي يجب أن يكون استثنائيا ملثل هذه الترقيات إذ ّ‬
‫تدرج بسلم داخل نفس الرتبة بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪2008‬‬
‫‪ 5‬جوان ‪2008‬‬ ‫اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ‬
‫ّ‬
‫متصرف باالعتماد‬ ‫وتحصل على تدرج استثنائي ثان بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬من رتبة متفقد ّأول إلى رتبة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬وتنفيل بسلم بتاريخ‬
‫‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬باالعتماد على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪14‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق بإسناد ّ‬
‫تدرج استثنائي بسلم لثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة‪،‬‬

‫املدعى عليه كذلك إعادة تصنيف العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2007‬من رتبة‬‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫عون مكتب إلى مساعد إداري تبعا ملحضر الجلسة املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪22‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬املتعلق بإعادة تصنيف أعوان في الرتب املطابقة للخطط املوكولة لهم وتم إسناده تدرجا‬
‫استثنائيا بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬اعتمادا على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي‬
‫ّ‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬املتعلق بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه بالنسبة إلى العون (‪ )...‬إسناده سلمين طبقا ملحضر االتفاق املبرم‬
‫بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬طبقا للفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص‬
‫تم بمقتضاه‬ ‫تم إصدار قرار في الغرض مؤشر عليه قبل اإلدارة العامة للشركة ّ‬ ‫بأعوان الشركة‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إسناده ّ‬
‫تدرجا من سلم ‪ 13‬إلى سلم ‪ ،15‬وذلك على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪ 27‬من‬
‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله‪،‬‬

‫املدعى عليه أن التصرف فيما يتعلق باألعوان املذكورين كان في نطاق مفهوم‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫ؤسسة وممثلي األعوان االتفاق على مخالفة النظام األساس ي فيما‬ ‫النظام العام االجتماعي الذي يتيح للم ّ‬
‫ال يخل بسير العمل باملؤسسة ويكون أكثر نفعا لها‪،‬‬

‫وحيث ّإنه بخصوص ما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه في هذا املأخذ وفي حدود الفترة التي باشر فيها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملمتدة من ‪ 29‬سبتمبر ‪ 2006‬إلى ‪ 14‬جوان ‪ 2009‬فإنه يتضح من خالل‬ ‫مهام رئيس مدير عام الشركة‬

‫‪42‬‬
‫وثائق امللف أن التدرجات االستثنائية تمت بالرجوع إلى أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات التي أسندت اختصاصا مطلقا إلى‬ ‫بأعوان الشركات‬
‫اإلدارة العامة في تقدير مدى استحقاق العون لتنويه خاص وما إذا كان مرفوقا بمكافأة أم ال حيث نص‬
‫صراحة على ّأن التنويه يمكن أن يرفق بتدرج استثنائي دون تقييد هذا التدرج ذي الصبغة االستثنائية‬
‫بأحكام التدرج والترقية املنصوص عليها بالفصل ‪ 34‬وبعده من نفس النظام األساس ي الخاص‪،‬‬

‫وحيث ّإن الدعوى ال تستقيم إذا لم يتوفر في املأخذ ركنا املخالفة والضرر املالي‪ .‬وطاملا ّأن‬
‫ألنها جاءت تنفيذا‬ ‫تصرفات ّ‬
‫املدعى عليه في هذا املأخذ لم تكن مخالفة للتراتيب املعتمدة في املجال ّ‬
‫واتبع بشأنها اإلجراءات القانونية املعمول بها وفق ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تخوله له‬ ‫لالتفاقات املبرمة مع الطرف النقابي‪،‬‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر‬ ‫أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫فإن مسؤوليته تكون منعدمة بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬ ‫الطرقات سالف الذكر ‪ّ ،‬‬

‫عن املأخذ الثالث ‪ :‬تحميل الشركة املساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين‬
‫على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‬

‫حيث ينسب إلى املدعى عليه إلحاق ثالثة أعوان باإلتحاد العام التونس ي للشغل خالل الفترة‬
‫تدة من ‪ 1‬أفريل ‪ 1998‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ 2011‬محمال الشركة مساهمات اجتماعية فاقت قيمتها الجملية‬ ‫املم ّ‬
‫‪ 74‬ألف دينار‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث استند رافع الدعوى إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت وضع ثالثة أعوان‬
‫ّ‬
‫هم (‪ )...‬على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‪ ،‬والحال أنه ّيتضح بالرجوع إلى أحكام النظام األساس ي‬
‫الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات في باب وضعية العون إزاء‬
‫الشركة وخاصة منها الفصل ‪ّ 55‬أن الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬
‫القار بالشركة هي املباشرة‬
‫واإللحاق وعدم املباشرة وتحت السالح‪ ،‬و ّأن كل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة هي‬
‫الذمة وضعية غير منصوص‬ ‫وضعيات غير قانونية‪ ،‬وهو ما ّأكده فقه القضاء الذي اعتبر ّأن " الوضع على ّ‬
‫بقانون الوظيف ويشكل عمال معدوما لخرقه الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون‬
‫الوظيف من جهة استحداثه لحالة خامسة غير واردة به‪ .‬ويكون املوظف الذي قبل بهذه الوضعية قد‬
‫وضع نفسه بالتالي في وضعية غير شرعية وعليه ّ‬
‫تحمل تبعاتها "‪،‬‬

‫املدعى عليه أن حاالت الوضع على الذمة تمت بناء على قرارات صادرة عن الوزير‬‫وحيث الحظ ّ‬
‫ّ‬
‫وتنص هذه القرارات التي أدلى بها للمحكمة على وضع بعض األعوان على ذمة االتحاد العام التونس ي‬ ‫األول‪.‬‬
‫ّ‬
‫املعنيين باألمر وجميع‬ ‫تنص صراحة على مواصلة ّ‬
‫تحمل ميزانية الشركة ملرتبات األعوان‬ ‫للشغل‪ ،‬كما ّ‬
‫منحهم‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من الثابت ّأن وضع بعض أعوان الشركة على ّ‬
‫ذمة االتحاد العام التونس ي للشغل‬
‫ّ ّ‬
‫الشركة ّ‬
‫تم بموجب قرارات صادرة عن الوزير‬ ‫قد ّ‬ ‫ومواصلة صرف مرتباتهم واملنح املخ ّولة لهم من ميزانية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتولى ّ‬ ‫ّ‬
‫املسؤولية‬ ‫املدعى عليه بصفته الرئيس املدير العام للشركة تنفيذها‪ ،‬وال يجوز بالتالي تحميله‬ ‫األول‬
‫عما لحق الشركة من ضرر مالي بسببها‪ ،‬األمر الذي تصير معه الدعوى غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫عن املأخذ الرابع ‪ :‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد ّأن الشركة لم تتو ّل منذ شهر جوان ‪ 2000‬إصدار الفواتير املتعلقة‬
‫بكراءات حافالتها لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي حيث ّأن آخر فاتورة صادرة للحريف املذكور‬
‫يرجع تاريخها إلى ‪ 31‬ماي ‪ 2000‬وتتعلق حسب إذن الطلب ورخصة الكراء بنقل العبي امللعب الزغواني‬
‫لصنف األكابر ملدينة سوسة يوم األحد ‪ 14‬ماي ‪ .2000‬كما أشار فريق التفقد في تقريره إلى ّأن املصلحة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة بسنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬وذلك دون أن تتمكن‬ ‫التجارية ما تزال تحتفظ بأذون الطلبية‬
‫ّ‬
‫وحدد تقرير التفقد مستحقات الشركة بعنوان سنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬بما‬ ‫من توفير بقية األذون‪ّ .‬‬
‫يعرض الشركة لعقوبات جزائية جبائية‪،‬‬ ‫قدره ‪ 181.986,350‬دينار مشيرا إلى ّأن غياب الفوترة يمكن أن ّ‬

‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أنه تبعا لإلجراءات التي وقع اتخاذها من طرف اإلدارة العامة بمحضر‬
‫مجلس إدارة الشركة املؤرخ في ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬لم تعد فوترة الكراءات الخاصة للتجمع الدستوري‬
‫الديمقراطي معموال بها‪ .‬وخلص إلى أن هذه الكراءات هي مجانية وتدخل في باب املساعدات العمومية‬
‫املقدمة لحزب التجمع وبعض األحزاب األخرى واملنظمات الوطنية‪،‬‬
‫وحيث ثبت من األوراق ّأن السيد (‪ )...‬ممثل وزارة النقل اقترح ضمن محضر جلسة مجلس‬
‫إدارة الشركة املؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1999‬منح لجان التنسيق مساعدات مالية لتالفي مثل هذه الديون حتى‬
‫ال تثقل كاهل الشركة واقترح إدماج هذه املصاريف ضمن املنح واملساعدات للجان التنسيق على أن‬
‫تعرض على املجلس للموافقة املسبقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ثبت أيضا باإلطالع على محضر الجلسة التي انعقدت بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬بإذن من‬
‫اإلدارة العامة للشركة وتبعا ملقترح مجلس اإلدارة بحضور ممثل عن وزارة اإلشراف والسادة (‪)...‬‬
‫تم الوقوف على وضع إجراءات خاصة حول‬ ‫واملصادق عليه من قبل الرئيس املدير العام للشركة ّأنه ّ‬
‫املخصصة للتجمع الدستوري الديمقراطي على حدة دون إدراجها ضمن‬ ‫ّ‬ ‫كيفية احتساب الكراءات‬
‫مداخيل الشركة‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫وحيث ّإن املنهج الذي اتخذته الشركة في خصوص الخدمات ّ‬
‫املقدمة إلى حزب التجمع‬
‫الدستوري الديمقراطي يعد مخالفا لقواعد قانونية نافذة خاصة منها الفصل ‪ 18‬من مجلة األداء على‬
‫القيمة املضافة وقانون املنافسة واألسعار التي أوجبت تحرير فاتورة بشأن كل العمليات التجارية‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث جرى قضاء هذه املحكمة على أنه ال يستقيم ‪-‬في غياب ضمانات الستخالص‬
‫ّ‬
‫تخلد ّ‬ ‫ّ‬
‫املستحقات‪ -‬تزويد الحريف الذي ّ‬
‫بذمته‪،‬‬ ‫يتلدد عن تسديد ما‬

‫وحيث ّإن اإلحجام عن فوترة خدمات الشركة لفائدة الحزب املذكور والتقصير في استخالص‬
‫يعرض مستحقات الشركة بعنوانها للتقادم‪ .‬كما ّأنه يحول دون تحديد القيمة الحقيقية للديون‬‫مبالغها ّ‬
‫ّ‬
‫ويفض ي إلى تمكين الغير من امتياز مالي من املال العام دون موجب شرعي ويترتب عنه ضرر مالي للمؤسسة‬
‫الدعوى‪،‬‬ ‫مثلما هو ثابت من تقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬

‫‪29‬‬ ‫مهام رئيس مدير عام الشركة بداية من تاريخ‬ ‫وحيث لئن باشر ّ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫ّ‬
‫الشرعية وتطبيق القانون من خالل فوترة‬ ‫يتوجب عليه تصحيح تلك الوضعية غير‬‫سبتمبر ‪ 2006‬فإنه ّ‬
‫الكراءات التي تمت خالل فترة مباشرته لتلك املهام وعدم التعلل بمحضر الجلسة املنعقدة بإذن اإلدارة‬
‫العامة بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬ملخالفته للقانون‪،‬‬

‫يتوجب عليه على النحو سالف البيان ّ‬


‫يعد خطأ‬ ‫وحيث ّإن تقصير ّ‬
‫املدعى عليه في القيام بما ّ‬
‫ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا‬
‫لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الخامس ‪ :‬انتفاع الرئيس املديرالعام بأكثرمن سيارة إدارية إضافة إلى السيارة‬
‫الوظيفية‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد أنه تبين إثر تقييم التصرف في السيارات اإلدارية للشركة خالل‬
‫سنوات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬انتفاع ّ‬
‫املدعى عليه بصفته رئيسا مديرا عاما بأكثر من سيارة إدارية إضافة‬
‫إلى سيارته الوظيفية‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫وحيث انبنى هذا املأخذ على محضر سماع بتاريخ ‪ّ 2011/04/14‬‬
‫للسيد (‪ )...‬سائق بالشركة‬
‫‪-15‬‬ ‫وعلى جداول قيادة السيارات املعنية بعنوان الفترة املذكورة تبين استعمال السيارة رقم‬
‫ّ‬
‫مستمرة من قبل الرئيس املدير‬ ‫‪ 338294‬والسيارة رقم ‪ 347635-15‬والسيارة رقم ‪ 348198-15‬بصفة‬
‫العام للشركة وكذلك كميات الوقود املستعملة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث جاء بإجابة ّ‬


‫املدعى عليه أنه ينفي هذه التهمة بخصوص هذا املأخذ مالحظا أنه لم‬
‫يستعمل سيارة اإلدارة ّ‬
‫وأن سماع شهادة الشهود دون مواجهة ّ‬
‫املدعى عليه بفحواها ال يكفي قانونا إلثبات‬
‫استغالله لسيارة ثانية دون وجه قانوني‪،‬‬

‫املدعى عليه‬ ‫تبين من أوراق امللف ّأنه لم ّ‬


‫يتم تدعيم هذا املأخذ بما يجزم باستعمال ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫للسيارات اإلدارية زيادة على السيارة الوظيفية‪،‬‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا لم يكن املأخذ ّ‬


‫مؤسسا على اليقين بتوفر ركني املخالفة والضرر‬
‫املالي ولم يرتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‪،‬‬

‫واقعية سليمة تثبت املخالفة ّ‬


‫فإن موجب التتبع في‬ ‫ّ‬ ‫وحيث طاملا لم يستند االدعاء على أسس‬
‫هذا املأخذ يغدو منتفيا لعدم إثبات ما يعاب على ّ‬
‫املدعى عليه‪.‬‬
‫ّ‬
‫مشطة وغير ّ‬
‫مبررة بعنوان هدايا‬ ‫عن املأخذ السادس ‪ :‬تحميل ميزانية الشركة نفقات‬
‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه تحميل الشركة نفقات مشطة وغير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مبررة بعنوان هدايا‪ ،‬تعلقت أغلبها بنفقات أمر الرئيس املدير العام بالتعهد بها وذلك دون ذكر البيانات‬
‫حول إطارها وصفة املنتفعين بها وعالقتهم بالشركة‪،‬‬

‫ّ‬
‫بحسابية الشركة‬ ‫الدعوى ّأن نفقات حساب الهدايا املدرجة‬ ‫وحيث جاء بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫تطورت من مبلغ ‪ 10.944,097‬د سنة ‪ 2005‬إلى مبلغ ‪ 36.681,531‬د سنة ‪ّ 2009‬‬
‫وأن االقتناءات ال تندرج‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫التجارية للشركة حيث ّأنها تعلقت في معظمها بهدايا فاخرة غير حاملة للعالمة‬
‫ّ‬ ‫ضمن االستر ّ‬
‫اتيجية‬
‫وضعية ّ‬
‫مالية حرجة ّ‬
‫تمر بها الشركة‪ .‬وخلص تقرير‬ ‫ّ‬ ‫التجارية للشركة‪ ،‬كما ّأن هذه االقتناءات ّتمت في ظل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التفقد إلى ّأن مجموع النفقات التي ّ‬
‫تحملتها الشركة بهذا العنوان خالل السنوات من ‪ 2007‬إلى ‪ 2010‬بلغ‬
‫ما قيمته ‪ 90.733,454‬د‪،‬‬

‫ّ‬
‫املخصصة للهدايا ّتمت املصادقة عليه‬ ‫املدعى عليه ّأن تحديد املبالغ‬
‫وحيث جاء في إجابة ّ‬
‫باإلجماع من قبل مجلس اإلدارة واستظهر بمحضر جلستي شهر ديسمبر ‪ 2009‬وديسمبر ‪ 2010‬تأكيدا‬

‫‪46‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتقدير قيمة هذه املبالغ ّأن األصل أن ّ‬ ‫ملا جاء بإجابته‪ .‬كما ّبين ّ‬
‫تتطور قيمة الهدايا‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫ّ‬
‫بتطور رقم معامالت الشــركة وبالتالي يكون من املنطقي الترفيع في هذه املبالغ‪،‬‬

‫يتأسس على خرق مرجعية قانونية بل استند إلى‬ ‫االدعاء بخصوص هذا املأخذ لم ّ‬ ‫وحيث إن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫موضوعية لتقدير الشركة للمبالغ املصادق عليها بعنوان هدايا وال يمكن بالتالي اعتماده‬ ‫مناقشة غير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لإلقرار بحصول الفعل املنسوب إلى املدعى عليه ذلك أن العنصر القانوني للخطأ يمثل ركنا أساسيا في‬
‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ تصرف وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫التصرف‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫قيام خطأ ّ‬
‫‪1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬سالف الذكر‪ّ ،‬‬
‫ويتجه ّرده‪.‬‬

‫عن املأخذ السابع ‪ :‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غيرشرعية‬

‫حيث جاء بتقرير التفقد في هذا الجانب ّأن امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان‬
‫ينص على أن تمنح إلطارات الشركة الذين يملكون سيارة خاصة منحة سيارة يخضع إسنادها‬ ‫الشركة ّ‬
‫لضرورة استظهار ببطاقة رمادية تدل على ملكيتها‪ .‬وأشار التقرير إلى ّأنه ّ‬
‫تبين لفريق التفقد بعد التنسيق‬
‫مع الوكالة الفنية للنقل البري خالل شهر ماي ‪ ،2011‬عدم امتالك سيارة من طرف بعض اإلطارات‬
‫بالشركة املنتفعين باملنحة املذكورة وهو ما ّأدى إلى صرف منح بصفة غير شرعية بلغت قيمتها‬
‫تبين من امللحق عدد ‪ 55‬لتقرير التفقد حول هذه‬ ‫‪ 104.245,500‬د يتعين العمل على استرجاعها‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتسديد منحة السيارة لخمسة عشر عونا بشكل شرعي في البداية ّ‬
‫ثم تواصل دفع‬ ‫املسألة ّأن األمر‬
‫املعنيون سيارات خاصة بسبب التفويت فيها أو ألسباب أخرى‬ ‫ّ‬ ‫املنحة في فترات ال يمتلك فيها األعوان‬
‫باالعتماد على معلومات من وكالة النقل البري حول األشخاص املعنيين‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن انتفاع إطارات الشركة بمنحة السيارة (املنحة الكيلومترية)‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫وفق امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة يستوجب االستظهار ببطاقة رمادية‬
‫التقيد بهذا الشرط عند إسناد املنحة وفق نسخ البطاقات‬ ‫تثبت ملكية اإلطار املعني لسيارة وقد تم ّ‬
‫الرمادية املدلى بها من قبل اإلطارات املعنية واملرفقة بمطالب الحصول على املنحة دون أن يشترط النص‬
‫مراجعة هذه املنحة بصفة دورية وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم‬
‫لسيارات وبالتالي يتعذر مراقبة استمرار ملكية اإلطارات لسيارات خاصة عند التفويت فيها بالبيع‪ .‬وبالتالي‬
‫تم االكتفاء بتقديم البطاقة الرمادية عند إسناد املنحة وهو ما يعتبر تقيدا بعموم النص وينفي الخطأ في‬
‫جانب إدارة الشركة‪ .‬وقد استظهر ّ‬
‫املدعى عليه بالوثائق املثبتة التي تجيز إسناد املنحة الكيلومترية‬
‫لإلطارات الخمسة عشر املشار إليهم بتقرير التفقد‪،‬‬

‫املدعى عليه من جهة أخرى ّأن هذا اإلجراء كان معموال به قبل صدور امللحق الجديد‬
‫وحيث ّبين ّ‬
‫واملضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬مشيرا إلى ّأن‬
‫امللحق الجديد لم يشترط تقديم البطاقة الرمادية للحصول على منحة السيارة وال أي وثيقة تثبت ملكية‬
‫‪47‬‬
‫ّ‬
‫اإلطار لسيارة مستظهرا بالجدول املصاحب ملحضر املفاوضات االجتماعية سالف الذكر لتأكيد ما جاء‬
‫في إجابته‪،‬‬

‫يتم عند تقديم مطلب الحصول على منحة السيارة إرفاق‬ ‫وحيث تبين من وثائق امللف ّأنه ّ‬
‫النافذ سابقا لم يشترط مراجعة هذه املنحة بصفة دورية‬ ‫وان النص ّ‬
‫املطلب بالبطاقة الرمادية للسيارة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫التوجه‬ ‫وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم لسيارات‪ .‬وقد ّ‬
‫تأيد هذا‬
‫املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪12‬‬ ‫ّ‬ ‫بدخول الجدول الجديد‬
‫فإن إسناد منحة ّ‬
‫السيارة‬ ‫ثم ّ‬ ‫مارس ‪ 2009‬والذي لم يشترط اإلدالء بوثيقة تثبت ملكية اإلطار لسيارة‪ .‬ومن ّ‬
‫لسيارة ال ّ‬
‫يعد مخالفا للتراتيب‬ ‫مللكيتهم ّ‬ ‫ّ‬
‫الرمادية املثبتة ّ‬ ‫إلى عدد من إطارات الشركة دون تقديمهم للبطاقة‬
‫الجاري بها العمل في هذا الخصوص‪،‬‬

‫وحيث تأسيسا على ذلك ّ‬


‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ التصرف في حق ّ‬
‫املدعى عليه وفقا‬
‫ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬وذلك النعدام عناصره املادية‬
‫والقانونية‪.‬‬

‫عن املأخذ الثامن ‪ :‬إسناد منحة االستمرارلبعض األعوان بصفة غيرشرعية‬

‫ّ‬
‫املمتدة‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه استمرار إسناده منحة اإللزام إلى ‪ 19‬إطارا خالل الفترة‬
‫ّ‬
‫بين أوت ‪ 2009‬وجانفي ‪ 2010‬وذلك دون ترخيص‪ ،‬وقد ترتب عن هذا اإلخالل تحميل ميزانية الشركة‬
‫ّ‬ ‫حق‪ .‬وينسب ّ‬ ‫‪ 13.208,97‬د دون وجه ّ‬
‫للمدعى عليه كذلك تمكين العون (‪ )...‬من منحة اإللزام في حين أنه‬
‫قومات اإللزام‪ ،‬وقد نتج عن‬ ‫ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل وال يستجيب بذلك مل ّ‬‫كان موضوعا على ّ‬
‫مبررة تساوي ‪ 6009‬د بعنوان ّ‬
‫املدة املتراوحة بين شهر جانفي‬ ‫هذا اإلخالل انتفاع العون املذكور بمبالغ غير ّ‬
‫‪ 2007‬وشهر مارس ‪،2011‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه أيضا استمرار انتفاع العون (‪ )...‬بمنحة اإللزام رغم زوال موجب‬
‫ذلك على إثر إنهاء مهامه كرئيس فرع ونقلته إلى اإلدارة فضال عن تمكين ‪ 5‬إطارات من منحة اإللزام رغم‬
‫غياب مقررات صادرة عن اإلدارة العامة في الغرض وقد سعت الشركة إلى تسوية وضعيتهم إثر تفطن‬
‫فريق التفقد إلى عدم شرعية اإلسناد املشار إليه‪ .‬وقد ترتب عن هذا اإلخالل دفع منحة بدون وجه ح ّق‬
‫بلغت ‪ 16.232,880‬د خالل الفترة املتراوحة بين ماي ‪ 2009‬وماي ‪ 2011‬وصرف منحة اإللزام لبعض‬
‫اإلطارات رغم إخاللهم بمبدأ االستمرارية في العمل حيث تبين عدم حضورهم أثناء كامل التوقيت اإلداري‪.‬‬
‫فضال عن ّأن أغلب اإلطارات املتمتعين بمنحة اإللزام يشغلون خططا وظيفية بالشركة وهو ما يتنافى مع‬
‫مبدأ إسناد منحة اإللزام‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي ّأن منحة االستمرار أو اإللزام‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫تسند إلى اإلطارات الشاغلة لخطط معينة تم تحديدها بجدول عناصر تأجير أعوان شركة النقل بتونس‬
‫والشركات الجهوية للنقل والشركة الوطنية للنقل بين املدن املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية‬
‫املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬بنسبة ‪ 10‬باملائة من األجر األساس ي الجاري به العمل دون اإلشارة إلى سقف‬
‫معين وما ذكر في تقرير التفقد من وجود سقف ‪ 100‬دينار شهريا يتعلق بجدول املنح القديم لسنة ‪1999‬‬
‫الذي لم يعد معموال به قانونا‪ ،‬كما ّأن هذا السقف قد وقع إلغاؤه بمقتض ى مكتوب وزير تكنولوجيات‬
‫املدعى عليه بنسخة منه لتأكيد أقواله‪ .‬و أضاف‬ ‫االتصال والنقل املؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ 2004‬والذي أدلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه أنه يمكن إسناد هذه املنحة بصفة ظرفية إلى إطار اقتضت مصلحة العمل إخضاعه لواجب‬
‫اإللزام وتبعا لذلك فإن هذه املنحة تسند بصفة إجمالية لكل من توفرت فيه شروط استحقاقها وهو ما‬
‫يؤكد أن إسناد املنحة إلى اإلطارات يتوقف على اضطالع اإلطار بإحدى الخطط املذكورة بالجدول املرافق‬
‫ملحضر االتفاق بين األطراف االجتماعية املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬وبالتالي ال يستوجب الحصول على‬
‫وأما بالنسبة إلى منحة اإللزام الظرفية ّ‬
‫فإنها تسند بإذن‬ ‫اإلذن املسبق من وزارة اإلشراف في إسناد املنحة‪ّ .‬‬
‫من إدارة الشركة لكل إطار دعي بحكم مهامه إلى القيام بأعمال تستدعي منه ضمان استمرار العمل أو‬
‫جودته وبالتالي ال يمكن الحديث عن إسناد منح دون ترخيص‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫املقرر قانونا أنه ال يمكن إسناد العون تعويضات أو منح أو امتيازات مهما كان‬
‫نوعها إذا لم يتضمنها النظام األساس ي الخاضع له‪،‬‬

‫وحيث ّإن نظام تأجير أعوان شركات النقل البري تم ضبطه بمقتض ى النظام األساس ي الخاص‬
‫بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات الذي حدد املرتب ومختلف املنح‬
‫واالمتيازات التي يمكن أن تسند إلى أعوان هذه الشركات‪،‬‬
‫ّ‬
‫الخاص سالف الذكر ّأن إسناد منحة‬
‫ّ‬ ‫وحيث يستفاد من امللحق عدد ‪ 4‬للنظام األساس ي‬
‫ّ‬
‫مستمرة وهي تصرف لألعوان الذين يقومون ببعض املهام‬ ‫اإللزام يرتبط بالحضور ّ‬
‫بمقر العمل بصفة‬
‫ثم ّ‬
‫فإن إسناد هذه املنحة دون استيفاء تلك الشروط يكون مخالفا للقانون‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املحددة‪ .‬ومن ّ‬

‫ّ‬
‫وحيث ّإن تمكين عدد من اإلطارات من املنحة املذكورة بموجب محضر الجلسة املتعلقة‬
‫البري للمسافرين املنعقدة بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪2009‬‬ ‫باملفاوضات االجتماعية بالشركات العمومية للنقل ّ‬
‫محددة وبشروط مضبوطة تربط إسناد املنحة بمدى ّ‬
‫تقيد ّ‬
‫كل إطار‬ ‫بإشراف وزير النقل وذلك لفترات ّ‬
‫ّ‬
‫وخاصة بالنسبة إلى اإلطارات املنتفعة باملنحة‬ ‫ّ‬
‫بمقومات اإللزام جاء مخالفا ملبدأ عدم الجمع بين املنح‬
‫الوظيفية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث عالوة على ذلك ف ّ‬


‫إن صرف منحة اإللزام للعون (‪ )...‬املوضوع على ّ‬
‫ذمة االتحاد العام‬
‫ّ‬
‫التونس ي للشغل وللبعض اآلخر من األعوان دون التزامهم بمقومات اإللزام يخالف بصفة واضحة النظام‬

‫‪49‬‬
‫ّ‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركة وشروط االنتفاع بهذه املنحة التي يتوقف صرفها آليا في صورة اإلخالل‬
‫بمبدأ اإللزام أو زوال موجبه ألي سبب كان‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث إنه تأسيسا على ذلك وفي غياب سند كتابي وغياب ما يفيد املمارسة الفعلية للعمل‬
‫تكون املبالغ التي تم صرفها دون موجب بعنوان املنحة املذكورة سببا في تحميل الشركة التزامات مالية‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من‬‫غير مبررة نتج عنها ضرر مالي وهو ما يمثل خطأ ّ‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬
‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‬ ‫عن املأخذ التاسع ‪ :‬تحميل الشركة نفقات استقباالت‬
‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه اقتراف خطأ ّ‬
‫تصرف يتعلق بتحميل‬
‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‪،‬‬ ‫الشركة نفقات استقباالت‬

‫التتبع ّأنه ّ‬
‫تبين إثر فحص الفواتير املدرجة بحسابية الشركة‬ ‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ّ‬ ‫مشطة وبصفة غير ّ‬‫ّ‬
‫مبررة‪ .‬وتتعلق أغلب هذه الفواتير بنفقات أمر‬ ‫تحميل هذه األخيرة نفقات استقباالت‬
‫الرئيس املدير العام بالتعهد بها وذلك دون ذكر البيانات حول إطارها وصفة املنتفعين بها وعالقتهم‬
‫املبررة خالل سنوات ‪ 2007‬و‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬ما قيمته‬ ‫بالشركة‪ .‬وقد بلغ مجموع هذه النفقات غير ّ‬
‫‪ 67657,652‬د ّ‬
‫موزعة كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات تتعلق بمأدبات غداء تحت إشراف املدير العام بلغت قيمتها ‪ 45956,612‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء عجول وخرفان وأسماك بلغت قيمتها ‪ 10398,560‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء حلويات وفواكه مختلفة بلغت قيمتها ‪ 7002,480‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق بتنظيم مأدبة عشاء وحفل بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ 2007‬بلغت قيمتها ‪ 4300‬د‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث الحظ فريق التفقد ّأن اإلدارة ّ‬


‫العامة للشركة تجاوزت امليزانيات املرخص فيها من قبل‬
‫وزارة اإلشراف بعنوان نفقات االستقباالت بنسبة ‪ 457‬باملائة سنة ‪ 2007‬و‪ 223‬باملائة سنة ‪ 2008‬و‪45‬‬
‫باملائة سنة ‪،2009‬‬

‫املخصص للهدايا ّتمت املصادقة عليه من‬ ‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّأن تحديد املبلغ‬
‫وحيث جاء في إجابة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قبل مجلس اإلدارة واستظهر بمحضر جلستي شهر ديسمبر ‪ 2009‬وشهر ديسمبر ‪ 2010‬اللذين يؤكدان‬
‫املدعى عليه بخصوص تقدير قيمة هذه املبالغ ّأن األصل أن تتطور قيمة نفقات‬ ‫وبين ّ‬
‫ما جاء بإجابته‪ّ .‬‬
‫االستقباالت بتطور رقم معامالت الشــركة وبالتالي يكون من املنطقي الترفيع في هذه املبالغ‪،‬‬

‫ّ‬
‫التصرف يملي على‬ ‫ّ‬
‫التقيد بقواعد حسن‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬
‫املقرر في قضاء هذه املحكمة ّأن‬
‫ّ‬
‫العمومية العمل على تقليص حجم تكاليف التسيير واإلمساك عن إنفاق أموال‬ ‫ّ‬
‫املتصرفين في املشاريع‬
‫‪50‬‬
‫أعدت لها أو في غير ما تقتضيه مصلحة املؤسسات دون البحث‬ ‫املجموعة بإسراف أو في غير األوجه التي ّ‬
‫مالية أو ّ‬
‫عينية‪،‬‬ ‫الشخصية ودون تمكين الغير من الحصول بصفة غير مبررة على امتيازات ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن املنفعة‬
‫ّ‬
‫الكمالية أو تلك التي ال تتأكد الحاجة إلى‬ ‫وأن تحميل املؤسسة أعباء النفقات الشخصية أو املصاريف‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫املتصرف العمومي ويمس بحرمة األموال‬ ‫يعد عمال معيبا طاملا ّأن ذلك يس يء إلى سمعة‬
‫عقدها ّ‬
‫فضال عن إلحاق الضرر بها‪،‬‬
‫وحيث ّ‬
‫يتبين بالرجوع إلى املالحق املظروفة بملف القضية بشأن هذا املأخذ وهي املالحق من‬
‫ّ‬
‫عدد ‪ 60‬إلى عدد ‪ّ 63‬أن املصاريف موضوع املأخذ املاثل تعلقت بمأدبات غداء عقدت يومي السبت واألحد‬
‫ّ‬ ‫وهي أيام احة أسبوعية‪ّ ،‬‬
‫وأن بعض هذه املصاريف تعلقت بتحميل الشركة نفقات وجبة غداء للرئيس‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫املدير العام للشركة وهو ما يمثل امتيازا غير قانوني للمدير العام‪ .‬كما ّأن بعض هذه املصاريف تعلقت‬
‫بنفقات لم ّ‬
‫تتبين عالقتها بنشاط الشركة مثل التعاقد مع فرقة موسيقية لتنشيط مأدبة العشاء لفائدة‬
‫‪ 700‬عون من أعوان الشركة بمبلغ جملي قدره ‪ 4300‬د‪،‬‬

‫وحيث لم يثبت من امللف مدى ارتباط هذه النفقات بنشاط الشركة أو بصورتها أو بالتعريف‬
‫النحو املذكور خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة‬ ‫املدعى عليه على ّ‬
‫تصرف ّ‬
‫بخدماتها‪ ،‬األمر الذي يغدو معه ّ‬
‫األولى والفقرة الرابعة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ العاشر ‪ :‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع‬
‫ختمها بعد‬
‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه غياب الضمانات النهائية في الصفقة عدد ‪ 2002/06‬املتعلقة‬
‫باقتناء ّ‬
‫معدات نقل لدى ّ‬
‫املزود (‪ )...‬رغم دعوته إلى استكمال اإلجراءات املتعلقة بتوفير الضمان مع العلم‬
‫يحمله غرامات تأخير بقيمة‬ ‫أخل بالتزاماته بما ّ‬ ‫وأن ّ‬
‫املزود قد ّ‬ ‫ّأن قيمة الضمان بلغت ‪ 85.033,800‬د ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 159.139,200‬د ولم تتمكن الشركة إلى تاريخ إعداد تقرير التفقد من استخالص املبالغ املذكورة‪،‬‬

‫تنص على تاريخ ّ‬


‫محدد لنهاية الفاعلية وذلك‬ ‫املدعى عليه أيضا قبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫وينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫نص عليه الفصل ‪ 55‬من األمر عدد ‪ّ 3158‬‬ ‫خالفا ملا ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 2002/12/17‬املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫ّ‬
‫العمومية‪ .‬ويتعلق األمر حسب امللحق عدد ‪ 69‬لتقرير التفقد بالضمان النهائي املسلم بعنوان طلب‬
‫ّ‬
‫العروض عدد ‪ 2003/04‬باسم شركة (‪ )...‬وبالصفقة املتعلقة بالوقود والزيوت املسندة إلى شركة (‪ )...‬في‬
‫إطار طلب العروض عدد ‪ 2003/04‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى الصفقة املسندة إلى شركة "مصفاة"‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالتزود ب ّ‬
‫معدات التصفية وبالصفقة املسندة إلى شركة (‪ )...‬القتناء ‪ 4‬حافالت والتي ينتهي مفعول‬
‫الضمان النهائي فيها في ‪،2006/11/07‬‬

‫كما ينسب ّ‬
‫للمدعى عليه عدم مطالبته بتحيين مبلغ الضمان النهائي على إثر املصادقة على‬
‫مالحق للصفقات األصلية نتج عنه محدودية مبالغ الضمان النهائي ببعض الصفقات وخاصة منها تلك‬
‫‪51‬‬
‫ّ‬
‫الخاصة‬ ‫تم تسجيل إخالالت في شأنها على مستوى اإلنجاز على غرار الصفقة عدد ‪2004/04‬‬ ‫التي ّ‬
‫بالتنظيف التي شهدت أربع مالحق بمبلغ جملي قدره ‪ 66.977,550‬د خالل سنتي ‪ 2008‬و‪ 2009‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة إلى الصفقة عدد ‪،2008/9‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتحيين الضمان النهائي ّ‬ ‫وحيث ّبين ّ‬
‫بأن الدائرة املالية هي التي تقوم‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫القارة للصفقات فيما تحتفظ الكتابة‬‫بمهمة قبول الضمانات التعاقدية املحالة إليها من طرف الكتابة ّ‬
‫ّ‬
‫واملصلحة املكلفة بالصفقة بنسخ منها للمتابعة‪،‬‬

‫وحيث أ ّن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتعهد‬
‫بمرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت له الصفقة مصحوبة بمحضر‬ ‫لجنة الصفقات حيث تتولى خاصة "توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫جلسة لجنة الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة‬
‫حينية ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة‬
‫الصفقات كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص لم تثبت‬ ‫مسؤولية ّ‬
‫ّ‬ ‫إعداد ملف الختم النهائي"‪ .‬وتأسيسا على ذلك ّ‬
‫فإن‬
‫جراء عدم تحيين مبلغ الضمان النهائي‪،‬‬‫عالوة على ّأنه لم يثبت حصول ضر مالي ثابت ّ‬

‫املدعى عليه من غياب الضمانات‬‫تبين من وثائق امللف فضال عن ذلك ّأن ما ينسب إلى ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫تنص على تاريخ ّ‬ ‫النهائية وقبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫ّ‬
‫محدد لنهاية الفاعلية لم يتعلق بفترة مباشرته ملهام رئيس‬
‫يخص صفقات وطلبات عروض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤرخة في سنتي ‪ 2002‬و‪،2003‬‬ ‫مدير عام الشركة إذ أنه‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي‬ ‫ّ‬ ‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬‫ّ‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ال تقوم‬
‫ملهامه كرئيس مدير عام للشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي‬
‫معه موجب التتبع في هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الحادي عشر ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض‬
‫الصفقات‬

‫املدعى عليه بموجب تقرير ّ‬


‫التفقد اقتراف أخطاء‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف تتعلق بعدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪ ،‬وقد ذكر التقرير‬
‫صفقات الحراسة (شركة ‪ )...‬والتنظيف شركتي (‪ )...‬و(‪ )...‬وتزويد الحافالت باملحروقات شركة (‪ّ .)...‬‬
‫وبين‬

‫‪52‬‬
‫ّ‬
‫تتمثل في وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة املذكورة آنفا غير ّ‬
‫مصرح بهم‬ ‫التقرير ّأن اإلخالالت‬
‫لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪،‬‬

‫وحيث جاء بإجابة ّ‬


‫املدعى عليه بالنسبة إلى صفقتي الحراسة والتنظيف اإلدارة العامة للشركة‬
‫أصدرت قرارا يقض ي بتكليف قسم الشؤون العامة بمتابعة تنفيذ صفقتي الحراسة والتنظيف فيما عهد‬
‫بمتابعة إنجاز صفقة التزود بالوقود لصاحبتها شركة (‪ )...‬لدائرة التزويد والتصرف في املخزون‪ ،‬واعتبارا‬
‫لطبيعة وخصوصيات صفقتي خدمات الحراسة و التنظيف (التي صدر بشأنها كراسا شروط نموذجية‬
‫معدة بمصالح الوزارة األولى املختصة في محاولة منها لتجاوز مجموعة من الصعوبات واإلشكاليات‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلقة بتأجير اليد العاملة املختصة من قبل مؤسسات املناولة)‪ ،‬أصدرت اإلدارة العامة قرار تعيين‬
‫لجنة متابعة صفقتي التنظيف والحراسة ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في الصفقة (قسم‬
‫الشؤون العامة‪ ،‬مصلحة األعوان‪ ،‬مصلحة الشؤون القانونية‪ ،‬والكتابة القارة للجنة الصفقات‬
‫التصرف في املخزون بمتابعة صفقة التزود بالوقود املسندة لشركة‬‫ّ‬ ‫الداخلية) فيما تعهدت دائرة التزويد و‬
‫(‪،)...‬‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى‬
‫عليه باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات لذلك يتجه ّرد‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ باعتبار ّأن األخطاء املنسوبة إليه في إطاره ال يمكن تحميل مسؤوليتها‬
‫للرئيس املدير العام للشركة‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني عشر‪ :‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس‬
‫املديرالعام إلى الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‬

‫ّ‬
‫حيث جاء في تقرير التفقد أنه اتضح إثر فحص بطاقات خالص الرؤساء املديرين العامين‬
‫ّ‬ ‫للشركة ّأنه ّ‬
‫يتم إدراج االمتياز املالي للسيارة الوظيفية بقيمة ‪ 72,150‬د في حين أنه يجب أن يقع احتسابه‬
‫بقيمة ‪ 91,650‬د وهي القيمة املوازية للمنحة املسندة ملدير عام إدارة مركزية وفقا ملا ّ‬
‫ينص عليه األمر‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 2388‬لسنة ‪ّ 2003‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2003‬واملتعلق بضبط نظام إسناد ومقادير املنحة‬
‫ّ‬
‫الكيلومترية للمكلفين بالخطط الوظيفية باإلدارة املركزية‪ ،‬وهو ما يترتب عنه نقص في قيمة قاعدة‬
‫احتساب الضريبة على الدخل وكذلك الشأن بالنسبة للمساهمات االجتماعية‪،‬‬

‫املدعى عليه إلى ّأن مراقب حسابات الشركة الذي يقوم خالل كل سنة محاسبية‬ ‫وحيث أشار ّ‬
‫ّ‬
‫بمراقبة أجور األعوان وخاصة منها املتعلقة بعناصر تأجير الرئيس املدير العام لم يلفت نظر اإلدارة حول‬
‫مقدار املنحة املذكورة في تقاريره الخاصة املعروضة على الجلسات العامة بالشركة‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫ّ‬
‫تتضمن‬ ‫وحيث ّإن ّ‬
‫مقررات تأجير الرؤساء املديرين العامين الصادرة عن الوزارة األولى لم‬
‫تحديدا ملقدار االمتياز العيني بعنوان منحة السيارة‪،‬‬

‫وحيث ّإن الخطأ موضوع هذا املأخذ يندرج ضمن األخطاء ّ‬


‫املادية البسيطة التي يمكن تداركها‬
‫لذلك يتجه ّرد الدعوى بخصوصه‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة ‪ :‬بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬
‫ّ‬
‫مرتبه الخام ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره‬ ‫بحد الجزء الثاني عشر من‬ ‫من خطأ تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ألفان وسبعمائة وعشرة دنانير(‪ 2.710,000‬د) ورفض الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء ّ‬
‫حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫القرار عدد ‪ 345‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 345‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيزضد مديرالشؤون املالية واملوارد البشرية بمنشأة عمومية‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -‬يؤ ّدى تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل وزارة اإلشراف إلى تحميل‬
‫تصرف على معنى‬‫التصرف على هذا النحو خطأ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪ّ ،‬‬
‫ويعد‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ -‬إن ترسيم العون املتعاقد دون اللجوء إلى املناظرة فيه خرق ملقتضيات الفصل ‪ 19‬من‬
‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1985‬الذي ينص على أن املناظرة هي الطريقة األساسية لالنتداب أعوان‬
‫املؤسسات العمومية وألحكام الفصل ‪ 23‬من القانون األساس ي الخاص ألعوان الشركة التي تقتض ي أن‬
‫سد هذا الشغور عن طريق‬ ‫االنتدابات تتم عند حدوث شغور في إحدى الخطط داخل الشركة‪ ،‬ويتم ّ‬
‫االنتداب الداخلي أو الخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬املناظرة هي القاعدة األساسية في االنتداب‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ال يمكن أن يكون ّ‬
‫التدرج إال من سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية وفق ما‬
‫تنص عليه األنظمة األساسية ألعوان املنشآت العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ال ينطبق النظام األساس ي للشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات وشركة‬
‫معينة وبالتالي ّ‬
‫يعد تغيير خطة‬ ‫املترو الخفيف ملدينة تونس على األعوان املنتدبين بمقتض ى عقد ّ‬
‫ملدة ّ‬
‫العون املتعاقد في فترة العقد خرقا للنظام األساس ي الذي ينطبق على األعوان املتربصين واألعوان‬
‫ينص على ّأن الخطط ّ‬
‫القارة‬ ‫املرسمين‪ ،‬وهو كذلك مخالف للفصل ‪ 22‬من النظام األساس ي الخاص الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫يحددها جدول تصنيف الخطط امللحق بالنظام األساس ي وكما يضبطها القانون اإلطاري للشركة‬ ‫كما ّ‬
‫يجب أن يشغلها أعوان خاضعون للنظام األساس ي‪.‬‬

‫ّ‬
‫استقر فقه قضاء دائرة الزجر املالي على أن ينتفي موجب التتبع لدى دائرة الزجر املالي إذا تم‬ ‫‪-‬‬
‫تدارك االغفاالت وانتفى الضرر املالي قبل رفع الدعوى ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬من املسلم به فقها وقضاءا أن الشخص ال يسأل إال على ما ارتكبه وال شأن له بفعل غيره‪.‬‬

‫‪ -‬ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم تتوفر فيها ركنا املخالفة والضرر املالي املرتبط مباشرة‬
‫باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ّ‬
‫نص القرار‪345‬‬
‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ ‪ 19‬جوان‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫ّ‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪32‬‬ ‫‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته مدير الشؤون املالية‬‫املدعى عليه ّ‬ ‫ضد ّ‬‫والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة‬ ‫واملوارد البشرية بالشركة‪ ،‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه أخطاء في التصرف تمثلت في ‪:‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬ ‫‪ -1‬إسناد ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غير شرعية‪.‬‬ ‫تدرج‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬تجاوز عدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬
‫لتطور الحياة املهنية لألعوان‪.‬‬
‫‪ -5‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين على ذمة اإلتحاد‬
‫العام التونس ي للشغل‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ ّ‬
‫محل كائن بفرعها بمنزل بوزلفة‪.‬‬
‫‪ -7‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -8‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم ّ‬
‫يتم ختمها بعد‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪.‬‬
‫‪ -10‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس املدير العام إلى‬
‫الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‪.‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي تحت عدد‬
‫‪ 2011/73‬بتاريخ ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 81‬د ز م بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وعلى وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،345‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،86‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 01‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية ا ّ‬
‫ملحلية‬ ‫ّ‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه وإتمامه‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫بمذكرة دفاعه‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوب الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫بمذكرة دفاعه‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪.‬‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬
‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬ ‫عن املأخذ ّ‬
‫األول ‪ :‬إسناد ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غيرشرعية‬ ‫تدرج‬

‫املؤسس على تقرير التفقد أ ّنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه السيد‬ ‫الدعوى ّ‬ ‫حيث جاء بمكتوب رفع ّ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )...‬بصفته مدير الشؤون املالية واملوارد البشرية بالشركة تمكين األعوان ّ‬
‫القارين من سلمين اعتمادا‬
‫على نقطة واردة بمحضر اتفاق داخلي بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬بين الطرف النقابي واإلدارة العامة للشركة‬
‫ترتب عنه زيادة في األجور تم اإلذن بصرفها بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2011‬رغم اعتراض سلطة اإلشراف‪،‬‬

‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن عملية إسناد ّ‬
‫تدرج‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫ّ‬
‫محل املؤاخذة ّتمت على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪27‬‬
‫لكل أعوان الشركة ّ‬
‫بسلمين ّ‬
‫ّ‬ ‫من القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬‫ّ‬ ‫الدواوين‬
‫تنص على ّأن ّ‬
‫تدرج األعوان ّ‬
‫القارين في‬ ‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والتي ّ‬

‫‪58‬‬
‫ّ‬
‫التدرج باعتبار أقدمية العون‬ ‫الدرجة يتمثل في االنتقال من درجة إلى الدرجة املوالية مباشرة ويقع‬
‫وأعداده في آن واحد ما لم تصدر أحكام أكثر فائدة من األنظمة األساسية الخاصة التي تضبط ّ‬
‫املدة التي‬
‫التدرج يخضع إلى جملة من الضوابط الواردة بالفصل ‪ 34‬من النظام‬ ‫وأن ّ‬ ‫يجب قضاؤها بكل درجة‪ّ ،‬‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات ويصنف إلى قسمين‬
‫التدرج من درجة إلى الدرجة املوالية بصورة آلية وثانيهما باالختيار وهو ّ‬
‫التدرج‬ ‫ّ‬
‫األقدمية وهو ّ‬ ‫أولهما يعتمد‬
‫سلم إلى سلم داخل نفس الرتبة ونفس الصنف‪ .‬وتبعا ملا سبق بيانه ال يمكن أن يكون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التدرج إال من‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية‪،‬‬

‫تدرج بسلمين إلى كل أعوان الشركة استند إلى اتفاق بين‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أن إسناد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األطراف االجتماعية بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬مشيرا إلى أنه ّتمت إحالة هذا االتفاق إلى وزارة االشراف‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ 2011‬ولم يتم الرد بشأنه سوى بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬حيث وردت على مكتب الضبط‬
‫للشركة الجهوية للنقل بنابل تحت عدد ‪ 1078‬مراسلة من وزير النقل والتجهيز تأذن بتعليق تطبيق ما‬
‫ّ‬
‫ورد باالتفاق وتطالب الشركة باسترجاع املبالغ املدفوعة لألعوان ‪،‬‬

‫تم خالل شهر مارس ‪ 2011‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتسوية‬ ‫وحيث ثبت من أوراق امللف ّأنه ّ‬
‫الوضعية املذكورة واسترجاع املبالغ املدفوعة بموجب االتفاق املذكور أعاله وتالفي إلحاق ضرر بالشركة‬
‫قبل تاريخ رفع الدعوى املوافق لـ ‪ 19‬جوان ‪ ،2011‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع لدى دائرة الزجر‬
‫املالي وتصير الدعوى تبعا لذلك غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫ّ‬
‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬تجاوزعدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‬

‫املدعى عليه بصفته مدير الشؤون املالية واملوارد البشرية انتداب ‪ 91‬عونا‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫خالل سنتي ‪ 2009‬و‪ 2010‬عن طريق مناظرات خارجية في حين ّأن الشركة ّ‬
‫تحصلت على ترخيص من وزارة‬
‫ّ‬
‫اإلشراف في انتداب ‪ 58‬عونا فحسب‪ .‬وقد ّأدى تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها إلى تحميل‬
‫الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪،‬‬

‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أن إدارة الشركة حاولت املالئمة بين حاجياتها امللحة وبين التراخيص‬
‫باالنتداب التي تحصلت عليها‪ ،‬وأنه تم توزيع االنتدابات على فترة زمنية تمتد على ثالث سنوات مع التقدم‬
‫بطلبات ترخيص باالنتداب إضافية ملجابهة الحاجيات‪ ،‬وأنه يتم إدخال بعض التعديالت بخصوص هذه‬
‫التراخيص حيث تتولى سلطة اإلشراف احتساب الزيادة وأخذ تأثيرتها بعين االعتبار على برنامج االنتدابات‬
‫للسنة املوالية وتعديل برنامج انتدابات السنة املعنية واملصادقة عليه الحقا‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫القضية أنه لئن أذنت وزارة اإلشراف في إطار املراسلة عدد ‪842/24‬‬ ‫تبين من ملف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخة في ‪ 03‬سبتمبر ‪ 2009‬بانتداب ‪ 7‬سواق إضافة إلى العدد املرخص به وهو ‪ 13‬سائقا في إطار برنامج‬
‫ّ‬ ‫االنتدابات بعنوان سنة ‪ّ 2009‬‬
‫فإنها سمحت بذلك على حساب برنامج االنتدابات املتعلق بسنة ‪،2010‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث لم تتو ّل الشركة سحب عدد ‪ 7‬سواق من برنامج انتدابات سنة ‪ 2010‬بل تولت انتداب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العدد املرخص فيه بعنوان سنة ‪ 2010‬وهو ‪ 22‬إضافة إلى العدد املرخص به في إطار التعويض‪،‬‬

‫وحيث بلغ عدد املنتدبين ‪ 37‬سائقا و‪ 28‬سائقا بعنوان سنتي ‪ 2009‬و‪ 2010‬مقابل تراخيص‬
‫ّ‬
‫حددت تباعا بما عدده ‪ 30‬و‪ 20‬سائقا باعتبار ما رخصت به وزارة اإلشراف في إطار التعويض‪ ،‬وقد ّأدى‬
‫ّ‬
‫تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل الوزارة إلى تحميل الشركة نفقات إضافية غير‬
‫يعد خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد‬ ‫مبرمجة بامليزانية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الثالث ‪ :‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‬

‫التتبع ّأن الشركة تولت انتداب العون (‪ )...‬في خطة سائق قابض‬ ‫ّ‬
‫التفقد سند ّ‬ ‫حيث جاء بتقرير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متعاقد (سلم ‪ 7‬درجة ‪ )1‬ملدة سنة من ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬ماي ‪ 2009‬غير أنها قامت بترسيمه بتاريخ‬
‫ّ‬
‫‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء مدة العقد وتمكينه وفقا لقرار تغيير خطة صادر في نفس التاريخ من‬
‫بأن املعني باألمر ال يستجيب لشروط الترقية املنصوص‬ ‫ترقية إلى عون إداري (سلم ‪ 9‬درجة ‪ )1‬مع العلم ّ‬
‫عليها بالنظام األساس ي سواء من حيث وضعيته اإلدارية أو أقدميته بالرتبة أو كذلك من حيث مؤهالته‬
‫تبين أن مستواه الرابعة علوم تجريبية بينما‬ ‫العلمية باعتبار أن الشهادة املدرسية املصاحبة للتقرير ّ‬
‫تتطلب التسمية في خطة عون إداري توفر شهادة في ختم الدروس الثانوية (باكالوريا أو ما يعادلها)‪ّ .‬‬
‫وبين‬
‫ّ‬
‫التقرير ّأن املعني باألمر انتفع بتنفيل بسلم رغم حداثة انتدابه بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬تبعا ملحضر‬
‫االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق بإسناد تدرج استثنائي‬
‫ّ‬
‫بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة واستنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي‬
‫الخاص بأعوان الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين‪،‬‬

‫وحيث جاء في إجابة ّ‬


‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي بالنسبة إلى العون (‪)...‬‬
‫ّ‬
‫املذكور أنه تم انتدابه عن طريق مناظرة ولم ينتفع بتربص اإلعداد للحياة املهنية‪،‬‬

‫وحيث ثبت من خالل ملف القضية ّأن العون (‪ )...‬تم انتدابه في خطة سائق قابض متعاقد‬
‫املدة بداية من ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬ماي ‪ 2009‬بموجب عقد‬‫محدد ّ‬
‫(سلم ‪ 7‬درجة ‪ )1‬بموجب عقد شغل ّ‬

‫‪60‬‬
‫شغل أبرم طبقا للفصل ‪ 4/6‬من مجلة الشغل وتم في ‪ 13‬جانفي ‪ 2009‬تكليفه بخطة كاتب مركزي وهي‬
‫خطة أرقى من الخطة التي كان يشغلها‪،‬‬

‫وحيث ّإن ترسيم العون املعني باألمر دون اللجوء إلى املناظرة فيه خرق ملقتضيات الفصل ‪19‬‬
‫ّ‬ ‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬ ‫ّ‬ ‫الدواوين‬
‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والذي ينص على أن املناظرة هي الطريقة‬
‫األساسية النتداب األعوان الخاضعين ألحكام هذا النظام األساس ي وألحكام الفصل ‪ 23‬من القانون‬
‫األساس ي الخاص ألعوان الشركة التي تقتض ي أن االنتدابات تتم عند حدوث شغور في إحدى الخطط‬
‫وأن سد هذا الشغور يتم عن طريق االنتداب الداخلي أو الخارجي‪ ،‬واملناظرة هي القاعدة‬‫داخل الشركة‪ّ ،‬‬
‫األساسية في االنتداب‪،‬‬

‫وحيث ثبت من ملف القضية ّأنه ّ‬


‫تم ترسيم العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدة العقد‪ ،‬فضال عن تمكينه وفقا لقرار تغيير خطة صادر في نفس التاريخ من ترقية إلى عون إداري على‬
‫األول من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫ينص‬ ‫خالف الصيغ الترتيبية وخاصة الفصل ّ‬
‫على ّأنه‪" :‬ينطبق هذا النظام األساس ي على كافة األعوان القارين للشركات العمومية للنقل البري‬
‫للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس باستثناء األعوان املنتدبين بمقتض ى عقد‬
‫ملدة ّ‬
‫معينة"‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث ّإن العون املذكور ال ّ‬


‫يعد في تاريخ تغيير خطته من ضمن أعوان الشركة الخاضعين‬
‫للنظام األساس ي والذين هم األعوان املتربصون واألعوان ّ‬
‫املرسمون‪،‬‬

‫التصرف جاء مخالفا للفصل ‪ 22‬من النظام األساس ي الخاص‬ ‫ّ‬ ‫وحيث فضال عن ذلك ّ‬
‫فإن هذا‬
‫يحددها جدول تصنيف الخطط امللحق بالنظام‬ ‫نص على ّأن الخطط ّ ة كما ّ‬ ‫بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫القار‬
‫األساس ي وكما يضبطها القانون اإلطاري للشركة يجب أن يشغلها أعوان خاضعون للنظام األساس ي‪،‬‬
‫ّ‬
‫وخول للرئيس املدير العام خدمة ملصلحة الشركة وباملخالفة لألحكام املبينة أعاله‪ ،‬أن ينتدب بواسطة‬
‫عقد ّ‬
‫ملدة سنة قابلة للتجديد‪ ،‬أعوانا وقتيين تونسيين أو أجانب ال يخضعون لهذا النظام األساس ي وإنما‬
‫ملقتضيات عقود االنتداب‪،‬‬

‫وحيث انتفع املعني باألمر كذلك بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬بتنفيل بسلم في ظرف أقل من سنة‬
‫من تاريخ انتدابه والحال أنه ما زال متربصا في تاريخ إسناده التنفيل بسلم عمال بالفصل ‪ 26‬من النظام‬
‫األساس ي الخاص ألعوان الشركة الذي ّ‬
‫حدد مدة التربص باثني عشر شهرا بالنسبة إلى جميع األعوان‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫ّ‬ ‫التصرف على النحو املبين أعاله خطأ ّ‬
‫ّ‬
‫تصرف ترتب عنه ضرر مالي للشركة على‬ ‫وحيث يشكل‬
‫معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬


‫لتطورالحياة املهنية لألعوان‬ ‫عن املأخذ الرابع ‪ :‬عدم ّ‬

‫للمدعى عليه تمكين بعض األعوان من أكثر من ترقيتين عن طريق التسمية‬ ‫حيث ينسب ّ‬
‫املباشرة أو تمكينهم من ترقية برتبتين في نفس التاريخ بناء على نفس القرار‪،‬‬

‫‪23‬‬ ‫وحيث ّبين تقرير التفقد وخاصة امللحق عدد ‪ 37‬منه ّأن العون (‪ )...‬انتفع بتاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيفري ‪ّ 2009‬‬
‫متصرف‬ ‫متصرف مستشار سلم ‪ 24‬إلى رتبة‬ ‫بتدرج استثنائي نتج عنه ترقية وانتقال من رتبة‬
‫سلم ‪ 25‬بمفعول رجعي ابتداء من ‪ 01‬جانفي ‪ .2009‬وانتفع كذلك بموجب القرار ّ‬ ‫ّ‬
‫الصادر بتاريخ‬ ‫رئيس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 13‬جوان ‪ 2009‬بإعادة تصنيف منهي من رتبة إلى رتبة ّ‬
‫متصرف عام سلم ‪25‬‬ ‫مما نتج عنه ترقية إلى رتبة‬
‫بمفعول رجعي بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪،2009‬‬

‫تدرج وترقيات مخالفة للنظام‬ ‫املدعى عليه تمكين العون (‪ )...‬من ّ‬‫وحيث ينسب كذلك إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتدرج باالختيار بسلم من رتبة مراقب ّأول سلم ‪ 15‬إلى رتبة مراقب ّأول سلم‬‫األساس ي الخاص الذي حظي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالتدرج‬ ‫‪ 16‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2006‬طبقا للفصل ‪ 37‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باالختيار داخل نفس الرتبة ونفس الصنف من السلم إلى السلم األعلى مباشرة والحال أنه ال يتوفر فيه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرط املتعلق بقضاء ثالث سنوات في السلم املصنف به‪ ،‬وترقية املعني باألمر في خطة متفقد بعد أن‬
‫كان يعمل في خطة مراقب ّأول تبعا لقرار تكليفه في خطة متفقد بصفة تجريبية مدتها ‪ 3‬أشهر بداية من‬
‫وتمت‬ ‫وتم إسناد ّ‬
‫تدرج استثنائي بدرجتين إلى املعني باألمر بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ّ .2007‬‬ ‫‪ 01‬أكتوبر ‪ّ .2006‬‬
‫ترقية املعني باألمر عن طريق التسمية املباشرة من رتبة متفقد إلى رتبة متفقد ّأول بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ 2007‬اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪2007‬‬
‫ّ‬
‫املتعلق بتسوية وضعية إطارات وأعوان الشركة الذين يشغلون خططا ال تتطابق مع ترتيبهم املنهي الحالي‬
‫وعلى جدول الرتب والخطط امللحقة بالنظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة في تضارب مع مقتضيات‬
‫ّ‬
‫الفصل ‪ 35‬من النظام األساس ي املتعلق بالترقية عن طريق التسمية املباشرة‪.‬‬

‫متكررة استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 15‬من‬ ‫بتدرجات استثنائية ّ‬‫تم تنقيل املعني باألمر ّ‬‫كما ّ‬
‫ّ‬
‫النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين في خالف للطابع‬
‫ّ‬ ‫الذي يجب أن يكون استثنائيا ملثل هذه الترقيات إذ ّ‬
‫تدرج بسلم داخل نفس الرتبة بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪2008‬‬
‫ّ‬
‫وتحصل على‬ ‫اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪2008‬‬
‫متصرف باالعتماد على محضر‬‫ّ‬ ‫تدرج استثنائي ثان بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬من رتبة متفقد ّأول إلى رتبة‬
‫ّ‬
‫اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬وتنفيل بسلم بتاريخ ‪ 23‬فيفري‬

‫‪62‬‬
‫‪ 2010‬باالعتماد على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪2009‬‬
‫ّ ّ‬ ‫املتعلق بإسناد ّ‬
‫تدرج استثنائي بسلم لثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة‪،‬‬

‫املدعى عليه كذلك إعادة تصنيف العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2007‬من رتبة‬‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫عون مكتب إلى مساعد إداري تبعا ملحضر الجلسة املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪22‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬املتعلق بإعادة تصنيف أعوان في الرتب املطابقة للخطط املوكولة لهم وتم إسناده تدرجا‬
‫استثنائيا بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬اعتمادا على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي‬
‫ّ‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬املتعلق بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه بالنسبة إلى العون (‪ )...‬إسناده سلمين طبقا ملحضر االتفاق املبرم‬
‫بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬طبقا للفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص‬
‫تم بمقتضاه‬ ‫تم إصدار قرار في الغرض مؤشر عليه قبل اإلدارة العامة للشركة ّ‬ ‫بأعوان الشركة‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إسناده ّ‬
‫تدرجا من سلم ‪ 13‬إلى سلم ‪ ،15‬وذلك على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪ 27‬من‬
‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله‪،‬‬

‫وحيث الحظ املدعى عليه أن التصرف فيما يتعلق باألعوان املذكورين كان في نطاق مفهوم‬
‫ؤسسة وممثلي األعوان االتفاق على مخالفة النظام األساس ي فيما‬ ‫النظام العام االجتماعي الذي يتيح للم ّ‬
‫ال يخل بسير العمل باملؤسسة ويكون أكثر نفعا لها‪،‬‬

‫وحيث يتضح من خالل وثائق امللف أن إسناد التدرجات االستثنائية ّ‬


‫تم بالرجوع إلى أحكام‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات‬ ‫الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫التي أسندت اختصاصا مطلقا إلى اإلدارة العامة في تقدير مدى استحقاق العون لتنويه خاص وما إذا‬
‫كان مرفوقا بمكافأة أم ال حيث نص صراحة على ّأن التنويه يمكن أن يرفق بتدرج استثنائي دون تقييد‬
‫هذا التدرج ذي الصبغة االستثنائية بأحكام التدرج والترقية املنصوص عليها بالفصل ‪ 34‬وبعده من نفس‬
‫النظام األساس ي الخاص‪،‬‬

‫وحيث ّإن الدعوى ال تستقيم إذا لم يتوفر في املأخذ ركنا املخالفة والضرر املالي‪ .‬وطاملا ّأن‬
‫ألنها جاءت تنفيذا‬ ‫تصرفات ّ‬
‫املدعى عليه في هذا املأخذ لم تكن مخالفة للتراتيب املعتمدة في املجال ّ‬
‫واتبع بشأنها اإلجراءات القانونية املعمول بها وفق ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تخوله له‬ ‫لالتفاقات املبرمة مع الطرف النقابي‪،‬‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر‬ ‫أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫فإن مسؤوليته تكون منعدمة بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬ ‫الطرقات سالف الذكر‪ّ ،‬‬

‫‪63‬‬
‫عن املأخذ الخامس ‪ :‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان‬
‫املوضوعين على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‬

‫حيث ينسب إلى املدعى عليه إلحاق ثالثة أعوان باإلتحاد العام التونس ي للشغل خالل الفترة‬
‫ّ‬
‫املمتدة من ‪ 1‬أفريل ‪ 1998‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ 2011‬محمال الشركة مساهمات اجتماعية فاقت قيمتها الجملية‬
‫‪ 74‬ألف دينار‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث استند رافع الدعوى إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت وضع ثالثة أعوان‬
‫ّ‬
‫هم (‪ )...‬على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‪ ،‬والحال أنه ّيتضح بالرجوع إلى أحكام النظام األساس ي‬
‫الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات في باب وضعية العون إزاء‬
‫الشركة وخاصة منها الفصل ‪ّ 55‬أن الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬
‫القار بالشركة هي املباشرة‬
‫واإللحاق وعدم املباشرة وتحت السالح‪ ،‬و ّأن كل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة هي‬
‫الذمة وضعية غير منصوص‬ ‫وضعيات غير قانونية‪ ،‬وهو ما ّأكده فقه القضاء الذي اعتبر ّأن " الوضع على ّ‬
‫بقانون الوظيف ويشكل عمال معدوما لخرقه الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون‬
‫الوظيف من جهة استحداثه لحالة خامسة غير واردة به‪ .‬ويكون املوظف الذي قبل بهذه الوضعية قد‬
‫وضع نفسه بالتالي في وضعية غير شرعية وعليه ّ‬
‫تحمل تبعاتها "‪،‬‬

‫املدعى عليه أن حاالت الوضع على الذمة تمت بناء على قرارات صادرة عن الوزير‬‫وحيث الحظ ّ‬
‫ّ‬
‫وتنص هذه القرارات التي أدلى بها للمحكمة على وضع بعض األعوان على ذمة االتحاد العام التونس ي‬ ‫األول‪.‬‬
‫ّ‬
‫املعنيين باألمر وجميع‬ ‫تنص صراحة على مواصلة ّ‬
‫تحمل ميزانية الشركة ملرتبات األعوان‬ ‫للشغل‪ ،‬كما ّ‬
‫منحهم‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من الثابت ّأن وضع بعض أعوان الشركة على ّ‬
‫ذمة االتحاد العام التونس ي للشغل‬
‫قد ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الشركة ّ‬ ‫ومواصلة صرف مرتباتهم واملنح ّ‬
‫تم بموجب قرارات صادرة عن الوزير‬ ‫املخولة لهم من ميزانية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتولى ّ‬ ‫ّ‬
‫املسؤولية‬ ‫املدعى عليه بصفته الرئيس املدير العام للشركة تنفيذها‪ ،‬وال يجوز بالتالي تحميله‬ ‫األول‬
‫عما لحق الشركة من ضرر مالي بسببها‪ ،‬األمر الذي تصير معه الدعوى غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫عن املأخذ السادس ‪ :‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل كائن‬
‫بفرعها بمنزل بوزلفة‬

‫حيث ينسب ّ‬
‫للمدعى عليه السيد (‪ )...‬بصفته مدير الشؤون املالية واملوارد البشرية عدم‬
‫املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل على ملكها كائن بفرعها بمنزل بوزلفة‪،‬‬

‫‪64‬‬
‫وحيث استند ّ‬
‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من أن الشركة تولت تسويغ‬
‫محل تجاري على ملكها كائن بمنزل بوزلفة للسيدة (‪ )...‬حرم (‪ )...‬وهو عون بالشركة موضوع على ذمة‬‫ّ‬
‫اإلتحاد العام التونس ي للشغل وكاتب عام النقابة بالشركة بمبلغ سنوي قدره ‪ 3540‬دينارا باعتبار جميع‬
‫األداءات‪،‬‬

‫ّ‬
‫املتسوغة املذكورة في اآلجال بدفع الضمان‬ ‫وحيث أشار تقرير التفقد إلى ّأن الشركة لم تطالب‬
‫وكذلك القسط األول من معلوم الكراء كما ّأنها لم تطالبها بغرامات التأخير ّ‬
‫بحجة أن املحل لم ّ‬
‫يتم‬
‫املتسوغة ولم تتو ّل الشركة مراسلتها قصد املطالبة بمستحقاتها البالغة ‪ 5847,638‬د‬
‫ّ‬ ‫استغالله من قبل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتسوغة من امتيازات غير منصوص‬ ‫إال بعد تدخل فريق التفقد‪ .‬وأضاف تقرير التفقد أن الشركة مكنت‬
‫ّ‬
‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫عليها بعقد التسويغ تمثلت في تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬
‫يقدر بـ ‪ 1600,842‬د وذلك دون مراجعة معلوم‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير بمبلغ جملي ّ‬
‫الكراء على إثر التحسينات املنجزة‪،‬‬

‫تم وفق ّبتة عمومية وبعد استكمال اإلشهارات‬ ‫املدعى عليه ّأن تسويغ املحل ّ‬
‫وحيث الحظ ّ‬
‫القانونية وحضور عدل تنفيذ لعملية التبتيت التي شارك فيها ‪ 13‬شخصا‪ ،‬وأن تهيئة فضاءات مجاورة‬
‫للمحل موضوع التسويغ وربطه بشبكات الكهرباء واملاء الصالح للشرب تتعلق بمستلزمات تعد جزء من‬
‫العقار الذي هو على ملك الشركة وأن تركيز هذه املستلزمات تظل من مشموالت املالك دون سواه‪ .‬وفيما‬
‫ّ‬
‫املتسوغة بدفع مبلغ الضمان والقسط األول من معلوم الكراء‪ ،‬أفاد بأنه‬ ‫يتعلق بتأخر الشركة في مطالبة‬
‫حصل تأخير في املطالبة بدفع معلوم الكراء وقد تمت تسويته ببادرة من اإلدارة (مصلحة الشؤون‬
‫ّ‬
‫املتسوغة عن أداء معينات كراء الثالثية األولى طبق مضمون املراسلة‬ ‫القانونية) بمجرد التفطن لتخلف‬
‫ّ‬
‫املوجهة إليها تحت عدد ‪ 1151‬بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ ،2011‬وأنه ال يترتب عن ذلك ضرر باملؤسسة املسوغة‬
‫املحددة بخمسة أعوام قائمة ولم تسقط الدعوى بمرور الزمن عمال بالفصل‬ ‫طاملا كانت آجال املطالبة ّ‬
‫ّ‬
‫املتسوغة‬ ‫‪ 408‬من مجلة االلتزامات والعقود‪ .‬وأشار ّ‬
‫املدعى عليه فيما يتعلق بمسألة الضمانات إلى أن‬
‫دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس الوقت إحداهما بعنوان الضمان وهو ما يثبته وصل الخالص ّ‬
‫املؤرخ‬
‫في ‪ 24‬نوفمبر ‪،2009‬‬

‫وحيث تبين من خالل عقد الكراء املرفق لتقرير التفقد تحت عدد ‪ّ 41‬أن عملية تسويغ املحل‬
‫ّتمت إثر ّبتة مجراة من قبل الشركة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬


‫املتسوغة بإيداع مبلغ بعنوان الضمان‬ ‫نص عقد التسويغ املبرم بين الطرفين على التزام‬
‫يساوي القيمة الكرائية لثالثة أشهر حال إبرام العقد كما أنها مطالبة بدفع معينات كراء ّ‬
‫كل ثالثة أشهر‬

‫‪65‬‬
‫بصفة مسبقة وفي صورة التأخير توظف فوائض تأخير بنسبة ‪ 1‬باملائة من القيمة الكرائية املستوجبة‬
‫عن كل يوم تأخي‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين بالرجوع إلى وصل الخالص املشار إليه املتعلق بالثالثة أشهر (نوفمبر وديسمبر‬
‫ّ‬
‫املتسوغة دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس الوقت‬ ‫‪ 2009‬وجانفي ‪ )2010‬بمبلغ ‪ 1270,000‬د ّأن‬
‫إحداهما بعنوان الضمان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫يخص تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫ّ‬
‫الضرورية التي ال‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير ّ‬
‫فإن هذه املرافق تعتبر من املرافق األساسية‬
‫يتسنى في غيابها استغالل املحل التجاري الذي يجب أن تتوفر فيه شروط حفظ الصحة والسالمة‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬
‫املسوغ مالك املحل‪ ،‬وال يمكن‬ ‫ّ‬
‫ثم فإن ما قامت به إدارة الشركة يعتبر من األعمال املحمولة قانونا على‬
‫بالتالي مؤاخذة ّ‬
‫املدعى عليه بشأنها‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتعلق باملستحقات البالغ قيمتها (‪ 5.847,638‬د) ّ‬ ‫ّ‬
‫فإنها تمثل القيمة الجملية‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫تولت الشركة تقديم مطلب استعجالي ّ‬ ‫ّ‬
‫ضد‬ ‫لفوائض التأخير الناجمة عن التأخير في الخالص وقد‬
‫ّ‬
‫املتسوغة في الخروج إن لم تدفع حكم فيه ضمن القضية االبتدائية عدد ‪ 44011‬املرفوعة لدى ابتدائية‬
‫ّ‬
‫التأكد ّ‬
‫وتم استئنافها في إطار القضية‬ ‫قرمبالية بتاريخ ‪ 2011/09/02‬برفض املطلب النتفاء ركن‬
‫اإلستئنافية عدد ‪ 17526‬التي قض ي فيها بتاريخ ‪ 2011/12/22‬بإقرار الحكم االبتدائي‪،‬‬

‫وحيث طاملا ّأن املبلغ املطالب به غير ثابت وهو محل نزاع أمام املحاكم ّ‬
‫وأن الشركة تولت‬
‫استيفاء اإلجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها وفي اآلجال القانونية ّ‬
‫فإن األفعال املنسوبة إلى ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه في هذا الخصوص تغدو مفتقرة إلى األركان املادية والقانونية لخطأ التصرف ّ‬
‫مما ينفي عنه املسؤولية‬
‫بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ السابع ‪ :‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غيرشرعية‬

‫التتبع في هذا الجانب ّأن امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي‬ ‫حيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ينص على أن تمنح إلطارات الشركة الذين يملكون سيارة خاصة منحة سيارة‬ ‫الخاص بأعوان الشركة ّ‬
‫يخضع إسنادها إلى ضرورة االستظهار ببطاقة رمادية تدل على ملكيتها‪ .‬وأشار التقرير إلى ّأنه ّ‬
‫تبين لفريق‬
‫التفقد بعد التنسيق مع الوكالة الفنية للنقل البري خالل شهر ماي ‪ ،2011‬عدم امتالك بعض اإلطارات‬
‫لسيارة وهو ما ّأدى إلى صرف منح بصفة غير شرعية بلغت قيمتها‬ ‫بالشركة املنتفعين باملنحة املذكورة ّ‬
‫‪ 104.245,500‬د يتعين العمل على استرجاعها‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫ّ‬
‫وحيث تبين من امللحق عدد ‪ 55‬لتقرير التفقد حول هذه املسألة ّأن األمر يتعلق بتسديد منحة‬
‫السيارة لخمسة عشر عونا بشكل شرعي في البداية ّ‬
‫ثم تواصل دفع املنحة في فترات ال يمتلك فيها األعوان‬
‫املعنيون سيارات خاصة بسبب التفويت فيها أو ألسباب أخرى باالعتماد على معلومات من الوكالة ّ‬
‫الفنية‬ ‫ّ‬
‫للنقل البري حول األشخاص املعنيين‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن انتفاع إطارات الشركة بمنحة السيارة (املنحة الكيلومترية)‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫وفق امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة يستوجب االستظهار ببطاقة رمادية‬
‫تثبت ملكية اإلطار املعني لسيارة وقد تم التقيد بهذا الشرط عند إسناد املنحة وفق نسخ البطاقات‬
‫الرمادية املدلى بها من قبل اإلطارات املعنية واملرفقة بمطالب الحصول على املنحة دون أن يشترط النص‬
‫مراجعة هذه املنحة بصفة دورية وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم‬
‫لسيارات وبالتالي يتعذر مراقبة استمرار ملكية اإلطارات لسيارات خاصة عند التفويت فيها بالبيع‪ .‬وبالتالي‬
‫تم االكتفاء بتقديم البطاقة الرمادية عند إسناد املنحة وهو ما يعتبر تقيدا بعموم النص وينفي الخطأ في‬
‫جانب إدارة الشركة‪ .‬وقد استظهر ّ‬
‫املدعى عليه بالوثائق املثبتة التي تجيز إسناد املنحة الكيلومترية‬
‫لإلطارات الخمسة عشر املشار إليهم بتقرير التفقد‪،‬‬

‫املدعى عليه من جهة أخرى ّأن هذا اإلجراء كان معموال به قبل صدور امللحق الجديد‬
‫وحيث ّبين ّ‬
‫واملضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬مشيرا إلى ّأن‬
‫امللحق الجديد لم يشترط تقديم البطاقة الرمادية للحصول على منحة السيارة وال أي وثيقة تثبت ملكية‬
‫ّ‬
‫اإلطار لسيارة مستظهرا بالجدول املصاحب ملحضر املفاوضات االجتماعية سالف الذكر لتأكيد ما جاء‬
‫في إجابته‪،‬‬

‫يتم عند تقديم مطلب الحصول على منحة السيارة إرفاق‬ ‫وحيث تبين من وثائق امللف ّأنه ّ‬
‫النافذ سابقا لم يشترط مراجعة هذه املنحة بصفة دورية‬ ‫وان النص ّ‬
‫املطلب بالبطاقة الرمادية للسيارة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫التوجه‬ ‫وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم لسيارات‪ .‬وقد ّ‬
‫تأيد هذا‬
‫املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪12‬‬ ‫ّ‬ ‫بدخول الجدول الجديد‬
‫فإن إسناد منحة ّ‬
‫السيارة‬ ‫ثم ّ‬ ‫مارس ‪ 2009‬والذي لم يشترط اإلدالء بوثيقة تثبت ملكية اإلطار لسيارة‪ .‬ومن ّ‬
‫لسيارة ال ّ‬
‫يعد مخالفا للتراتيب‬ ‫مللكيتهم ّ‬ ‫ّ‬
‫الرمادية املثبتة ّ‬ ‫إلى عدد من إطارات الشركة دون تقديمهم للبطاقة‬
‫الجاري بها العمل في هذا الخصوص‪،‬‬

‫وحيث تأسيسا على ذلك ّ‬


‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ التصرف في حق ّ‬
‫املدعى عليه وفقا‬
‫ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬وذلك النعدام عناصره املادية‬
‫والقانونية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫عن املأخذ الثامن ‪ :‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع ختمها‬
‫بعد‬
‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه غياب الضمانات النهائية في الصفقة عدد ‪ 2002/06‬املتعلقة‬
‫باقتناء ّ‬
‫معدات نقل لدى ّ‬
‫املزود (‪ )...‬رغم دعوته إلى استكمال اإلجراءات املتعلقة بتوفير الضمان مع العلم‬
‫يحمله غرامات تأخير بقيمة‬‫أخل بالتزاماته بما ّ‬ ‫وأن ّ‬
‫املزود قد ّ‬ ‫ّأن قيمة الضمان بلغت ‪ 85.033,800‬د ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 159.139,200‬د ولم تتمكن الشركة إلى تاريخ إعداد التقرير من استخالص املبالغ املذكورة‪،‬‬

‫تنص على تاريخ ّ‬


‫محدد لنهاية الفاعلية وذلك‬ ‫املدعى عليه أيضا قبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫وينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫نص عليه الفصل ‪ 55‬من األمر عدد ‪ّ 3158‬‬ ‫خالفا ملا ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 2002/12/17‬املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫ّ‬
‫العمومية‪ .‬ويتعلق األمر حسب امللحق عدد ‪ 69‬لتقرير التفقد بالضمان النهائي املسلم بعنوان طلب‬
‫ّ‬
‫العروض عدد ‪ 2003/04‬باسم شركة (‪ )...‬وبالصفقة املتعلقة بالوقود والزيوت املسندة إلى شركة (‪ )...‬في‬
‫إطار طلب العروض عدد ‪ 2003/04‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى الصفقة املسندة إلى شركة "مصفاة"‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالتزود بمعدات التصفية وبالصفقة املسندة إلى شركة (‪ )...‬القتناء ‪ 4‬حافالت والتي ينتهي مفعول‬
‫الضمان النهائي فيها في ‪،2006/11/07‬‬

‫كما ينسب ّ‬
‫للمدعى عليه عدم مطالبته بتحيين مبلغ الضمان النهائي على إثر املصادقة على‬
‫مالحق للصفقات األصلية نتج عنه محدودية مبالغ الضمان النهائي ببعض الصفقات وخاصة منها تلك‬
‫ّ‬
‫الخاصة‬ ‫تم تسجيل إخالالت في شأنها على مستوى اإلنجاز على غرار الصفقة عدد ‪2004/04‬‬ ‫التي ّ‬
‫بالتنظيف التي شهدت أربع مالحق بمبلغ جملي قدره ‪ 66977,550‬د خالل سنتي ‪ 2008‬و‪ 2009‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة إلى الصفقة عدد ‪،2008/9‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتحيين الضمان النهائي ّ‬ ‫وحيث ّبين ّ‬
‫بأن الدائرة املالية هي التي تقوم‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫القارة للصفقات فيما تحتفظ الكتابة‬‫بمهمة قبول الضمانات التعاقدية املحالة إليها من طرف الكتابة ّ‬
‫ّ‬
‫واملصلحة املكلفة بالصفقة بنسخ منها للمتابعة‪،‬‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتعهد‬
‫بمرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت له الصفقة مصحوبة بمحضر‬ ‫لجنة الصفقات حيث تتولى خاصة "توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫جلسة لجنة الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة‬
‫حينية ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة‬
‫الصفقات كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على‬

‫‪68‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص لم تثبت‬ ‫ّ‬ ‫إعداد ملف الختم النهائي"‪ .‬وتأسيسا على ذلك ّ‬
‫فإن‬
‫عالوة على ّأنه لم يثبت حصول ضر مالي ثابت ّ‬
‫جراء عدم تحيين مبلغ الضمان النهائي‪،‬‬

‫وحيث أ ّنه فضال عن ّأن ّ‬


‫املزود (‪ )...‬هو ّ‬
‫مؤسسة عمومية تزيد مساهمة الدولة في رأس مالها عن‬
‫‪ %50‬مما يجعل غياب الضمان النهائي مبررا عمال بأحكام الفصلين ‪ 38‬و‪ 21‬من األمر عدد ‪ّ 89-442‬‬
‫املؤرخ‬
‫تم إتمامه وتنقيحه‪ ،‬واملنشور التوضيحي لألمر املذكور عدد ‪ 45‬املؤرخ في ‪24‬‬ ‫في ‪ 22‬أفريل ‪ 1989‬كما ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فإنه من الثابت ّأن ما ينسب إلى ّ‬
‫النهائية وقبول ضمانات‬ ‫املدعى عليه من غياب الضمانات‬ ‫جويلية ‪،1995‬‬
‫ّ‬
‫يتعلق بفترة مباشرته ملهام مدير الشؤون ّ‬ ‫تنص على تاريخ ّ‬ ‫ّ‬
‫نهائية ّ‬
‫املالية واملوارد‬ ‫محدد لنهاية الفاعلية لم‬
‫ّ ّ‬ ‫يخص صفقات وطلبات عروض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤرخة في سنتي ‪ 2002‬و‪ ،2003‬والحال أنه كلف‬ ‫البشرية بالشركة إذ أنه‬
‫مقرر صادر عن الرئيس املدير العام للشركة بتاريخ ‪31‬‬‫بتلك املهام ابتداء من ‪ 01‬جوان ‪ 2004‬بموجب ّ‬
‫ماي ‪،2004‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪ّ ،‬‬
‫وأن مسؤولية الخاضع لقضاء دائرة الزجر املالي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬
‫ملهامه‪ ،‬وتبعا لذلك فإن األفعال املرتكبة قبل تاريخ مباشرة ّ‬
‫إال انطالقا من مباشرته ّ‬‫ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ال تقوم‬
‫ّ‬
‫البشرية بالشركة ال ترتبط بمسؤوليته الشخصية وال يمكن نسبتها‬ ‫ملهامه كمدير الشؤون ّ‬
‫املالية واملوارد‬
‫إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع في هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ التاسع ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫التصرف تتعلق بعدم‬ ‫املدعى عليه اقتراف أخطاء‬
‫إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات وذكر التقرير صفقات الحراسة (شركة‬
‫ّ‬
‫وبين التقرير ّأن اإلخالالت تتمثل‬
‫‪ )...‬والتنظيف (شركتي ‪ ...‬و ‪ )...‬وتزويد الحافالت باملحروقات (شركة ‪ّ .)...‬‬
‫مصرح بهم لدى الصندوق الوطني‬ ‫ّ‬ ‫وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة املذكورة آنفا غير‬
‫نصت عليه كراسات الشروط وعدم تمكين‬ ‫للضمان االجتماعي‪ ،‬وغياب التأمينات املستوجبة خالفا ملا ّ‬
‫األعوان من لباس الشغل (شركة ‪ )....‬ومن راحتهم األسبوعية والسنوية وعدم إسنادهم بطاقات خالص‬
‫فضال عن عدم التثبت الفعلي لألعوان حيث تبين من خالل ورقات الحضور وجود نفس العون في مركزي‬
‫عملي متباعدين في نفس الوقت‪،‬‬

‫املدعى عليه بالنسبة إلى صفقتي الحراسة والتنظيف ّأن اإلدارة العامة‬ ‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫أصدرت قرارا يقض ي بتكليف قسم الشؤون العامة بمتابعة تنفيذ صفقتي الحراسة والتنظيف فيما عهد‬
‫بمتابعة إنجاز صفقة التزود بالوقود لصاحبتها شركة (‪ )...‬لدائرة التزويد والتصرف في املخزون واعتبارا‬
‫لطبيعة وخصوصيات صفقتي خدمات الحراسة و التنظيف (التي صدر بشأنهما كراسا شروط نموذجية‬

‫‪69‬‬
‫معدة بمصالح الوزارة األولى املختصة في محاولة منها لتجاوز مجموعة من الصعوبات واإلشكاليات‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلقة بتأجير اليد العاملة املختصة من قبل مؤسسات املناولة)‪ ،‬أصدرت اإلدارة العامة قرار تعيين‬
‫لجنة متابعة صفقتي التنظيف والحراسة ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في الصفقة (قسم‬
‫الشؤون العامة‪ ,‬مصلحة األعوان‪ ,‬مصلحة الشؤون القانونية‪ ,‬والكتابة القارة للجنة الصفقات الداخلية)‬
‫ّ‬
‫التصرف في املخزون بمتابعة صفقة التزود بالوقود املسندة إلى شركة (‪،)...‬‬ ‫فيما تعهدت دائرة التزويد و‬

‫ّ‬
‫وحيث تولت الشركة خالص مسدي الخدمات رغم عدم إرفاق كشوفات حساباتهم بالوثائق‬
‫األساسية الحترام بنود الصفقات في خصوص النقاط املذكورة أعاله فضال عن عدم توظيف الغرامات‬
‫املالية بعنوان عدم إيفاء مسدي الخدمات ببعض التزاماتهم التعاقدية وذلك خالفا ملا ّ‬
‫تنص عليه بنود‬
‫كل صفقة‪،‬‬‫ّ‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتولى خالل‬
‫مرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت إليه الصفقة مصحوبة بمحضر جلسة لجنة‬ ‫لجنة الصفقات خاصة " توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة حينية‬
‫تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة الصفقات‬ ‫ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما ّ‬
‫كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات‪ ،‬وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على إعداد‬
‫ملف الختم النهائي "‪،‬‬

‫‪21‬‬ ‫تم بموجب ّ‬


‫املقرر عدد ‪ 361‬الصادر عن اإلدارة العامة للشركة بتاريخ‬ ‫وحيث ّ‬
‫جانفي ‪ 2008‬تكليف السيد (‪ )...‬رئيس مصلحة الشؤون العامة بصفقات الحراسة والتنظيف‪ .‬ويتضمن‬
‫هذا التكليف كل إجراءات الصفقة بما في ذلك املتابعة " الحينية والدقيقة باعتماد جداول القيادة "‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث أكدت اإلدارة العامة مسؤولية قسم الشؤون العامة في إطار لجنة متابعة صفقتي‬
‫التنظيف والحراسة املحدثة بتاريخ ‪ 26‬جانفي ‪ 2008‬حيث ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في‬
‫الصفقة (قسم الشؤون العامة‪ ،‬مصلحة األعوان‪ ،‬مصلحة الشؤون القانونية والكتابة القارة للجنة‬
‫الصفقات الداخلية)‪ .‬كما ثبت ّأن صفقة ّ‬
‫التزود باملحروقات عهد بمتابعتها إلى قسم التزود‪،‬‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى‬
‫عليه باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات‪ ،‬لذلك يتجه ّرد‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ باعتبار ّأن األخطاء املنسوبة إليه في إطاره ال يمكن تحميل مسؤوليتها ملدير‬
‫ّ‬
‫البشرية بالشركة‪.‬‬ ‫الشؤون ّ‬
‫املالية واملوارد‬

‫‪70‬‬
‫عن املأخذ العاشر ‪ :‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس‬
‫املديرالعام إلى الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‬

‫ّ‬
‫حيث جاء في تقرير التفقد أنه اتضح إثر فحص بطاقات خالص الرؤساء املديرين العامين‬
‫ّ‬ ‫للشركة ّأنه ّ‬
‫يتم إدراج االمتياز املالي للسيارة الوظيفية بقيمة ‪ 72,150‬د في حين أنه يجب أن يقع احتسابه‬
‫بقيمة ‪ 91,650‬د وهي القيمة املوازية للمنحة املسندة ملدير عام إدارة مركزية وفقا ملا ّ‬
‫ينص عليه األمر‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 2388‬لسنة ‪ّ 2003‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2003‬واملتعلق بضبط نظام إسناد ومقادير املنحة‬
‫ّ‬
‫الكيلومترية للمكلفين بالخطط الوظيفية باإلدارة املركزية‪ ،‬وهو ما يترتب عنه نقص في قيمة قاعدة‬
‫احتساب الضريبة على الدخل وكذلك الشأن بالنسبة للمساهمات االجتماعية‪،‬‬

‫املدعى عليه إلى ّأن مراقب حسابات الشركة الذي يقوم خالل كل سنة محاسبية‬ ‫وحيث أشار ّ‬
‫ّ‬
‫بمراقبة أجور األعوان وخاصة منها املتعلقة بعناصر تأجير الرئيس املدير العام لم يلفت نظر اإلدارة حول‬
‫مقدار املنحة املذكورة في تقاريره الخاصة املعروضة على الجلسات العامة بالشركة‪،‬‬

‫ّ‬
‫تتضمن‬ ‫وحيث ّإن ّ‬
‫مقررات تأجير الرؤساء املديرين العامين الصادرة عن الوزارة األولى لم‬
‫تحديدا ملقدار االمتياز العيني بعنوان منحة السيارة‪،‬‬

‫وحيث ّإن الخطأ موضوع هذا املأخذ يندرج ضمن األخطاء ّ‬


‫املادية البسيطة التي يمكن تداركها‬
‫لذلك يتجه ّرد الدعوى بخصوصه‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت املحكمة ‪ :‬بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬
‫ّ‬
‫مرتبه الخام ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره‬ ‫بحد الجزء الثاني عشر من‬ ‫من خطأ تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ألفان وثمانمائة دينار(‪ 2.800,000‬د) ورفض الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫القرار عدد ‪ 348‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ّ 348‬‬
‫ضد رئيس دائرة‬
‫املوارد البشرية بمنشأة عمومية تبعا للدعوى املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيز‪.‬‬

‫‪ -‬ينتفي موجب التتبع لدى دائرة الزجر املالي إذا تم تدارك االغفاالت وانتفى الضرر املالي قبل‬
‫رفع الدعوى وتبعا لذلك تصير الدعوى غير ذات موجب‪،‬‬

‫‪ -‬تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل وزارة اإلشراف يؤدي إلى تحميل‬
‫التصرف على هذا النحو خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى‬ ‫ّ‬ ‫الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪ّ ،‬‬
‫ويعد‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪،1985‬‬

‫‪ -‬ترسيم عون متعاقد دون اللجوء إلى املناظرة يمثل خرقا صريحا ملقتضيات الفصل ‪ 19‬من‬
‫تنص على ّأن املناظرة هي الطريقة األساسية النتداب أعوان ّ‬
‫املؤسسات‬ ‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1985‬التي ّ‬
‫العمومية وألحكام الفصل ‪ 23‬من القانون األساس ي الخاص ألعوان الشركة الذي ّ‬
‫كرس املناظرة كقاعدة‬
‫أساسية في االنتداب‪،‬‬

‫يحددها جدول تصنيف الخطط امللحق بالنظام األساس ي املتعلق بأعوان‬ ‫‪ -‬الخطط ّ ة كما ّ‬
‫القار‬
‫الشركة وكما يضبطها القانون اإلطاري للشركة يجب أن يشغلها أعوان خاضعون للنظام األساس ي على‬
‫ّ‬
‫أنه يمكن للرئيس املدير العام خدمة ملصلحة الشركة ومخالفة لألحكام املبينة أعاله‪ ،‬أن ينتدب بواسطة‬
‫ّ‬ ‫عقد ّ‬
‫ملدة سنة قابلة للتجديد‪ ،‬أعوانا وقتيين تونسيين أو أجانب ال يخضعون للنظام األساس ي وإنما‬
‫يعد من ضمن أعوان الشركة الخاضعين للنظام‬ ‫ملقتضيات عقود االنتداب وبالتالي فإن العون املتعاقد ال ّ‬
‫األساس ي وعليه ال يجوز تغيير خطة العون املتعاقد في فترة جريان العقد وفقا للفصل ‪ 22‬من النظام‬
‫األساس ي الخاص‪،‬‬

‫ّ‬
‫‪-‬ال يمكن تنفيل العون العمومي بسلم في ظرف أقل من سنة من تاريخ انتدابه باعتباره ما زال‬
‫ّ‬
‫عونا متربصا في تاريخ إسناده التنفيل بسلم عمال بالفصل ‪ 26‬من النظام األساس ي الخاص ألعوان الشركة‬
‫حدد ّ‬
‫مدة التربص باثني عشر شهرا بالنسبة إلى جميع األعوان‪،‬‬ ‫الذي ّ‬

‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬من املسلم به فقها وقضاء أن الشخص ال يسأل إال على ما ارتكبه من أفعال وال شأن له بفعل‬
‫غيره وتبعا لذلك فان األفعال املرتكبة التي ال ترتبط باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه ال يمكن نسبتها‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ّ‬
‫نص القرارعدد ‪348‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ ‪ 19‬جوان‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة الزجر املالي‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫بنفس التاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس دائرة املوارد البشرية بالشركة‪ ،‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي ملخص صادر‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه أخطاء في التصرف‬ ‫ّ‬ ‫عن‬
‫تمثلت في ‪:‬‬

‫بسلمين ّ‬‫ّ‬ ‫‪ -1‬إسناد ّ‬


‫لكل أعوان الشركة بصفة غير شرعية‪.‬‬ ‫تدرج‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬تجاوز عدد األعوان املنتدبين للخطط املرخص فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬
‫لتطور الحياة املهنية لألعوان‪.‬‬
‫‪ -5‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غير شرعية‬
‫‪ -6‬إسناد منحة االستمرار لبعض األعوان بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -7‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس املدير العام إلى الضريبة‬
‫على الدخل واملساهمات االجتماعية‪.‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 20‬جوان‬
‫‪ 2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 76‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد املبين‬
‫بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بفتح تحقيق في‬
‫القضية وعلى وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،348‬‬

‫‪73‬‬
‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،89‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه وإتمامه‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫في مذكرة دفاعه‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪.‬‬

‫ّ‬
‫القضية إلى طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫وبها ّ‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫إلى وزيري النقل‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫‪74‬‬
‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫في مذكرة دفاعه‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪،‬‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬
‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غيرشرعية‬ ‫عن املأخذ األول ‪ :‬إسناد تدرج‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه تمكين األعوان القارين من سلمين اعتمادا على نقطة واردة‬
‫بمحضر اتفاق داخلي بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬بين الطرف النقابي واإلدارة العامة للشركة ّ‬
‫وتم التجسيد‬
‫الفعلي للزيادة املذكورة في األجور من خالل اإلذن بصرفها بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2011‬رغم اعتراض سلطة‬
‫اإلشراف على ذلك‪،‬‬

‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن عملية إسناد ّ‬
‫تدرج‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫ّ‬
‫محل املؤاخذة ّتمت على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪27‬‬
‫لكل أعوان الشركة ّ‬ ‫بسلمين ّ‬
‫ّ‬ ‫من القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬ ‫ّ‬ ‫الدواوين‬
‫تدرج األعوان ّ‬
‫القارين في‬ ‫ّ‬
‫تنص على أن ّ‬
‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والتي ّ‬
‫ّ‬
‫التدرج باعتبار أقدمية العون‬ ‫الدرجة يتمثل في االنتقال من درجة إلى الدرجة املوالية مباشرة ويقع‬
‫وأعداده في آن واحد ما لم تصدر أحكام أكثر فائدة من األنظمة األساسية الخاصة التي تضبط ّ‬
‫املدة التي‬

‫‪75‬‬
‫التدرج يخضع إلى جملة من الضوابط الواردة بالفصل ‪ 34‬من النظام‬ ‫وأن ّ‬ ‫يجب قضاؤها بكل درجة‪ّ ،‬‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات ويصنف إلى قسمين‬
‫التدرج من درجة إلى الدرجة املوالية بصورة آلية وثانيهما باالختيار وهو ّ‬
‫التدرج‬ ‫ّ‬
‫األقدمية وهو ّ‬ ‫أولهما يعتمد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من سلم إلى سلم داخل نفس الرتبة ونفس الصنف‪ .‬وتبعا ملا سبق بيانه ال يمكن أن يكون التدرج إال من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية‪،‬‬

‫تدرج بسلمين إلى كل أعوان الشركة استند إلى اتفاق بين‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أن إسناد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األطراف االجتماعية بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬مشيرا إلى أنه ّتمت إحالة هذا االتفاق إلى وزارة اإلشراف‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ 2011‬ولم يتم الرد بشأنه سوى بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬حيث وردت على مكتب الضبط‬
‫ّ‬
‫للشركة تحت عدد ‪ 1078‬مراسلة من وزير النقل والتجهيز تأذن بتعليق تطبيق ما ورد باالتفاق وتطالب‬
‫الشركة باسترجاع املبالغ املدفوعة لألعوان‪،‬‬

‫تم خالل شهر مارس ‪ 2011‬اتخاذ اإلجراءات‬ ‫وحيث ثبت من الوثائق املظروفة بامللف ّأنه ّ‬
‫الالزمة لتسوية الوضعية املذكورة واسترجاع املبالغ املدفوعة بموجب االتفاق املذكور أعاله وتالفي إلحاق‬
‫ضرر بالشركة قبل تاريخ رفع الدعوى املوافق لـ ‪ 19‬جوان ‪ ،2011‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع‬
‫لدى دائرة الزجر املالي وتصير الدعوى تبعا لذلك غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬تجاوزعدد األعوان املنتدبين للخطط املرخص فيها‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه تجاوز عدد املنتدبين للخطط املرخص فيها‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث استند االدعاء إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت خالل سنتي ‪ 2009‬و‪2010‬‬
‫تحصلت على ترخيص من وزارة اإلشراف في‬ ‫ّ‬ ‫انتداب ‪ 91‬عونا عن طريق مناظرات خارجية في حين ّأنها‬
‫انتداب ‪ 58‬عونا فحسب في اختصاصات مختلفة وهو ما يمثل زيادة نسبتها ‪ .% 57‬وقد ّأدى تجاوز‬
‫االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها إلى تحميل الشركة نفقات إضافية غير مبرمجة بامليزانية‪،‬‬

‫املدعى عليه في إجابته الكتابية ّأن مجموع االنتدابات لم تتجاوز العدد املرخص‬
‫وحيث الحظ ّ‬
‫فيه بالنسبة إلى سنوات ‪ 2009‬و‪ 2010‬و‪ 2011‬باعتبار أن االنتدابات املرخص فيها بلغ عددها ‪ 106‬في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حين أنه تم انتداب ‪ 91‬فقط‪ .‬وأضاف أنه خالفا ملا ورد بتقرير التفقدية العامة فإن إدارة الشركة قد‬
‫احترمت كل اإلجراءات والتراتيب القانونية املتعلقة بسير االنتدابات مستظهرا بمحاضر جلسات لجنة‬
‫بسنة ‪ 2009‬لصنف سواق‬ ‫املدعى عليه أن إجراء مناظرات االنتداب الخاصة‬ ‫االنتدابات‪ .‬وأضاف ّ‬
‫قباض بعنوان السنة املوالية ‪ 2010‬قد تم استنادا إلى ترخيص من وزارة النقل مستظهرا في الغرض‬
‫بمكتوب صادر عن وزارة النقل بتاريخ ‪ 03‬سبتمبر ‪ 2009‬تحت عدد ‪ّ 842/24‬‬
‫وأن انجاز املناظرات الخاصة‬

‫‪76‬‬
‫بسنة ‪ 2009‬قد امتدت زمنيا من صائفة ‪ 2009‬إلى غاية الثالثي األول لسنة ‪ 2010‬وقد وافق مجلس إدارة‬
‫الشركة املنعقد بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2010‬على اعتماد نفس املناظرة وذلك بدافع توفير عوامل الجهد واملال‬
‫باعتبار ارتفاع عدد املترشحين‪،‬‬

‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫القضية أنه لئن أذنت وزارة اإلشراف في إطار املراسلة عدد ‪842/24‬‬ ‫تبين من ملف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخة في ‪ 03‬سبتمبر ‪ 2009‬بانتداب ‪ 7‬سواق إضافة إلى العدد املرخص به وهو ‪ 13‬سائقا في إطار برنامج‬
‫ّ‬ ‫االنتدابات بعنوان سنة ‪ّ 2009‬‬
‫فإنها سمحت بذلك على حساب برنامج االنتدابات املتعلق بسنة ‪،2010‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث لم تتو ّل الشركة سحب عدد ‪ 7‬سواق من برنامج انتدابات سنة ‪ 2010‬بل تولت انتداب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العدد املرخص فيه بعنوان سنة ‪ 2010‬وهو ‪ 22‬إضافة إلى العدد املرخص به في إطار التعويض‪،‬‬

‫وحيث بلغ عدد املنتدبين ‪ 37‬سائقا و‪ 28‬سائقا بعنوان سنتي ‪ 2009‬و‪ 2010‬مقابل تراخيص‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حددت تباعا بما عدده ‪ 30‬و‪ 20‬سائقا باعتبار ما رخصت به وزارة اإلشراف في إطار التعويض‪ ،‬وقد ّأدى‬
‫ّ‬
‫تجاوز االنتدابات املنجزة للخطط املرخص فيها من قبل الوزارة إلى تحميل الشركة نفقات إضافية غير‬
‫يعد خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد‬ ‫مبرمجة بامليزانية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الثالث ‪ :‬ترسيم متعاقدين في رتب أعلى من رتبهم األصلية‬

‫تأسس على تقرير التفقد ّأن الشركة تولت انتداب العون‬ ‫حيث جاء بمكتوب رفع الدعوى الذي ّ‬
‫ملدة سنة من ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬ماي ‪ 2009‬غير‬ ‫(‪ )...‬في خطة سائق قابض متعاقد (سلم ‪ 7‬درجة ‪ّ )1‬‬
‫ّ‬
‫ّأنها قامت بترسيمه بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء مدة العقد وتمكينه وفقا لقرار تغيير خطة‬
‫صادر في نفس التاريخ من ترقية إلى عون إداري (سلم ‪ 9‬درجة ‪ )1‬والحال ّأن املعني باألمر ال يستجيب‬
‫لشروط الترقية املنصوص عليها بالنظام األساس ي سواء من حيث وضعيته اإلدارية أو أقدميته بالرتبة أو‬
‫كذلك من حيث مؤهالته العلمية باعتبار أن الشهادة املدرسية املصاحبة للتقرير تبين أن مستواه الرابعة‬
‫علوم تجريبية بينما تتطلب التسمية في خطة عون إداري توفر شهادة في ختم الدروس الثانوية (باكالوريا‬
‫ّ‬
‫أو ما يعادلها)‪ .‬وأضاف التقرير ّأن املعني باألمر انتفع بتنفيل بسلم رغم حداثة انتدابه بتاريخ ‪ 23‬فيفري‬
‫‪ 2010‬تبعا ملحضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق‬
‫بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة واستنادا على مقتضيات الفصل ‪15‬‬
‫من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث جاء في إجابة ّ‬


‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي بالنسبة إلى العون (‪ )...‬أنه‬
‫تم انتدابه في خطة سائق قابض متعاقد (سلم ‪ 7‬درجة ‪ )1‬بموجب عقد شغل محدد املدة بداية من ‪19‬‬

‫‪77‬‬
‫ماي ‪ 2008‬إلى ‪ 18‬ماي ‪ 2009‬مستظهرا بنسخة من عقد الشغل طبقا للفصل ‪ 4/6‬من مجلة الشغل غير‬
‫تم في ‪ 13‬جانفي ‪ 2009‬تكليفه بخطة كاتب مركزي بموجب قرار تكليف مؤرخ في ‪ 13‬جانفي ‪.2009‬‬ ‫أنه ّ‬
‫وعمال بأحكام الفصل ‪ 15‬من االتفاقية املشتركة اإلطارية فإنه يمكن تكليف األجير بوظائف تتصل بخطة‬
‫أرقى من الخطة التي يشغلها ملدة ‪ 3‬أشهر في السنة وينتفع األجير باالمتيازات املتصلة بتلك الخطة على أنه‬
‫إذا تجاوز التكليف مدة ‪ 3‬أشهر يرسم األجير بالخطة الجديدة علما ّأن الفصل ‪ 15‬املذكور ال يشترط توفر‬
‫الفنية في صورة التكليف‪ .‬وأضاف ّ‬
‫املدعى عليه أن العون (‪ )...‬تم انتدابه عن طريق‬ ‫العلمية وال ّ‬
‫ّ‬ ‫املؤهالت‬
‫املناظرة ولم ينتفع بتربص إعداد الحياة املهنية‪،‬‬

‫وحيث ّإن ترسيم املعني باألمر دون اللجوء إلى املناظرة فيه خرق ملقتضيات الفصل ‪ 19‬من‬
‫ّ‬ ‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬ ‫ّ‬ ‫الدواوين‬
‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والذي ينص على أن املناظرة هي الطريقة‬
‫األساسية النتداب األعوان الخاضعين ألحكام هذا النظام األساس ي وألحكام الفصل ‪ 23‬من القانون‬
‫األساس ي الخاص ألعوان الشركة التي تقتض ي أن االنتدابات تتم عند حدوث شغور في إحدى الخطط‬
‫داخل الشركة‪ّ ،‬‬
‫وأن سد هذا الشغور يتم عن طريق االنتداب الداخلي أو الخارجي‪ ،‬واملناظرة هي القاعدة‬
‫األساسية في االنتداب‪،‬‬

‫وحيث ثبت من ملف القضية ّأنه ّ‬


‫تم ترسيم العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 13‬أفريل ‪ 2009‬أي قبل انقضاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدة العقد فضال عن تمكينه وفقا لقرار تغيير خطة صادر في نفس التاريخ من ترقية إلى عون إداري على‬
‫األول من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫ينص‬ ‫خالف الصيغ الترتيبية وخاصة الفصل ّ‬
‫على ّأنه‪" :‬ينطبق هذا النظام األساس ي على كافة األعوان القارين للشركات العمومية للنقل البري‬
‫للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس باستثناء األعوان املنتدبين بمقتض ى عقد‬
‫ملدة ّ‬
‫معينة"‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث ّإن العون املذكور ال ّ‬


‫يعد في تاريخ تغيير خطته من ضمن أعوان الشركة الخاضعين‬
‫للنظام األساس ي والذين هم األعوان املتربصون واألعوان ّ‬
‫املرسمون‪،‬‬

‫التصرف جاء مخالفا للفصل ‪ 22‬من النظام األساس ي الخاص‬ ‫ّ‬ ‫وحيث فضال عن ذلك ّ‬
‫فإن هذا‬
‫يحددها جدول تصنيف الخطط امللحق بالنظام‬ ‫نص على ّأن الخطط ّ ة كما ّ‬ ‫بأعوان الشركة الذي ّ‬
‫القار‬
‫األساس ي وكما يضبطها القانون اإلطاري للشركة يجب أن يشغلها أعوان خاضعون للنظام األساس ي‪،‬‬
‫ّ‬
‫وخول للرئيس املدير العام خدمة ملصلحة الشركة وباملخالفة لألحكام املبينة أعاله‪ ،‬أن ينتدب بواسطة‬
‫عقد ّ‬
‫ملدة سنة قابلة للتجديد‪ ،‬أعوانا وقتيين تونسيين أو أجانب ال يخضعون لهذا النظام األساس ي وإنما‬
‫ملقتضيات عقود االنتداب‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫وحيث ثبت أيضا ّأن العون املذكور انتفع بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬بتنفيل بسلم في ظرف أقل‬
‫ّ‬
‫من سنة من تاريخ انتدابه والحال أنه ما زال متربصا في تاريخ إسناده ذلك التنفيل عمال بالفصل ‪ 26‬من‬
‫حدد ّ‬
‫مدة التربص باثني عشر شهرا بالنسبة إلى جميع‬ ‫النظام األساس ي الخاص ألعوان الشركة الذي ّ‬
‫األعوان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه فيما يتعلق بما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه من ترسيم وترقية العون (‪ ،)...‬فإنه من الثابت‬
‫ّأن نفس املآخذ القانونية سالفة البيان قد شابت عملية انتداب وترسيم وترقية العون املذكور‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإن ّ‬


‫تصرف ّ‬
‫املدعى عليه على النحو املبين أعاله خطأ ّ‬
‫تصرف ترتب عنه ضرر مالي للشركة‬
‫على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ الرابع ‪ :‬عدم التقيد بالتراتيب املنظمة ّ‬


‫لتطورالحياة املهنية لألعوان‬

‫املدعى عليه تمكين بعض أعوان الشركة من أكثر من ترقيتين عن طريق‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫التسمية املباشرة أو تمكينهم من ترقية برتبتين في نفس التاريخ بناء على نفس القرار‪،‬‬

‫وحيث ّبين تقرير التفقد وخاصة امللحق عدد ‪ 37‬منه ّأن العون (‪ )...‬انتفع بتاريخ ‪ 23‬فيفري‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ 2009‬‬
‫متصرف رئيس‬ ‫متصرف مستشار سلم ‪ 24‬إلى رتبة‬ ‫بتدرج استثنائي نتج عنه ترقية وانتقال من رتبة‬
‫سلم ‪ 25‬بمفعول رجعي ابتداء من ‪ 01‬جانفي ‪ .2009‬وانتفع كذلك بموجب القرار ّ‬ ‫ّ‬
‫الصادر بتاريخ ‪13‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جوان ‪ 2009‬بإعادة تصنيف منهي من رتبة إلى رتبة ّ‬
‫متصرف عام سلم ‪25‬‬ ‫مما نتج عنه ترقية إلى رتبة‬
‫بمفعول رجعي بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪،2009‬‬

‫تدرج وترقيات مخالفة للنظام‬ ‫املدعى عليه تمكين العون (‪ )...‬من ّ‬‫وحيث ينسب كذلك إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتدرج باالختيار بسلم من رتبة مراقب ّأول سلم ‪ 15‬إلى رتبة مراقب ّأول سلم‬
‫األساس ي الخاص الذي حظي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالتدرج‬ ‫‪ 16‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2006‬طبقا للفصل ‪ 37‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة املتعلق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باالختيار داخل نفس الرتبة ونفس الصنف من السلم إلى السلم األعلى مباشرة والحال أنه ال يتوفر فيه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرط املتعلق بقضاء ثالث سنوات في السلم املصنف به‪ ،‬وترقية املعني باألمر في خطة متفقد بعد أن‬
‫كان يعمل في خطة مراقب ّأول تبعا لقرار تكليفه في خطة متفقد بصفة تجريبية مدتها ‪ 3‬أشهر بداية من‬
‫وتمت‬ ‫تدرج استثنائي بدرجتين إلى املعني باألمر بتاريخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ّ .2007‬‬ ‫‪ 01‬أكتوبر ‪ّ .2006‬‬
‫وتم إسناد ّ‬
‫ترقية املعني باألمر عن طريق التسمية املباشرة من رتبة متفقد إلى رتبة متفقد ّأول بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ 2007‬اعتمادا على محضر االتفاق املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪2007‬‬
‫ّ‬
‫املتعلق بتسوية وضعية إطارات وأعوان الشركة الذين يشغلون خططا ال تتطابق مع ترتيبهم املنهي الحالي‬
‫وعلى جدول الرتب والخطط امللحقة بالنظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة في تضارب مع مقتضيات‬
‫‪79‬‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالترقية عن طريق التسمية املباشرة‪ .‬كما ّ‬
‫تم تنقيل املعني باألمر‬ ‫الفصل ‪ 35‬من النظام األساس ي‬
‫متكررة استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتدرجات استثنائية‬
‫ّ‬
‫الشركة املتعلق بإسناد تنويه خاص لألعوان املتميزين في خالف للطابع الذي يجب أن يكون استثنائيا ملثل‬
‫ّ‬ ‫هذه الترقيات إذ ّ‬
‫تدرج بسلم داخل نفس الرتبة بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪ 2008‬اعتمادا على محضر االتفاق املبرم‬
‫ّ‬
‫وتحصل على تدرج استثنائي ثان بتاريخ ‪ 23‬فيفري‬ ‫بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪2008‬‬
‫متصرف باالعتماد على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2009‬من رتبة متفقد ّأول إلى رتبة‬
‫ّ‬
‫النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬وتنفيل بسلم بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2010‬باالعتماد على محضر االتفاق‬
‫ّ‬ ‫املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2009‬املتعلق بإسناد ّ‬
‫تدرج استثنائي بسلم‬
‫ّ‬
‫لثلة من اإلطارات واألعوان بالشركة‪،‬‬

‫املدعى عليه كذلك إعادة تصنيف العون (‪ )...‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2007‬من رتبة‬‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫عون مكتب إلى مساعد إداري تبعا ملحضر الجلسة املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪22‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬املتعلق بإعادة تصنيف أعوان في الرتب املطابقة للخطط املوكولة لهم وتم إسناده تدرجا‬
‫استثنائيا بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 2009‬اعتمادا على محضر اتفاق مبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي‬
‫ّ‬
‫بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬املتعلق بإسناد تدرج استثنائي بسلم إلى ثلة من اإلطارات واألعوان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه بالنسبة إلى العون (‪ )....‬إسناده سلمين طبقا ملحضر االتفاق‬
‫املبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2008‬طبقا للفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي‬
‫تم إصدار قرار في الغرض مؤشر عليه قبل اإلدارة العامة للشركة ّ‬
‫تم‬ ‫الخاص بأعوان الشركة‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بمقتضاه إسناده ّ‬
‫تدرجا من سلم ‪ 13‬إلى سلم ‪ ،15‬وذلك على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها‬
‫بالفصل ‪ 27‬من القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1985‬املذكور أعاله‪،‬‬

‫املدعى عليه الكتابية لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي أن ّ‬


‫تطور الحياة‬ ‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫املهنية لألعوان يخضع إلى النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين‬‫ّ‬
‫املدعى عليه ّأن التصرف فيما يتعلق باألعوان‬ ‫التقيد بأحكامه‪ .‬كما ّبين ّ‬
‫عبر الطرقات و بالتالي وجب ّ‬
‫املذكورين كان في نطاق مفهوم النظام العام االجتماعي الذي يتيح للمؤسسة وممثلي العملة االتفاق على‬
‫يخل بسير العمل باملؤسسة ويكون أكثر نفعا بالنسبة إلى‬ ‫مخالفة النظام األساس ي الخاص فيما ال ّ‬
‫األعوان‪ .‬وأضاف ّأن االتفاقيات الحاصلة بين إدارة الشركة والطرف النقابي واملتضمنة إسناد تدرج‬
‫استثنائي بالنسبة إلى مجموعة من األعوان واإلطارات يندرج في إطار االتفاقات األكثر نفعا بالنسبة إلى‬
‫العملة فإنه يكون ملزما للمؤسسة مع التأكيد على أن التنصل من هذا االتفاق يمثل ضربا للعمل النقابي‬
‫يتبين من محضر جلسة تنفيل أعوان بسلم مؤرخ في ‪،2009/12/ 14‬‬ ‫وهو ما ّ‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه بخصوص ما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه في هذا املأخذ فقد اتضح من خالل وثائق امللف‬
‫أن التدرجات االستثنائية ّتمت بالرجوع إلى أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان‬
‫‪80‬‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات التي أسندت اختصاصا مطلقا إلى اإلدارة العامة‬ ‫الشركات‬
‫في تقدير مدى استحقاق العون لتنويه خاص وما إذا كان مرفوقا بمكافأة أم ال حيث نص صراحة على أنّ‬
‫التنويه يمكن أن يرفق بتدرج استثنائي دون تقييد هذا التدرج ذي الصبغة االستثنائية بأحكام التدرج‬
‫والترقية املنصوص عليها بالفصل ‪ 34‬و بعده من نفس النظام األساس ي الخاص‪،‬‬

‫وحيث ّإن الدعوى ال تستقيم إذا لم يتوفر في املأخذ ركنا املخالفة والضرر املالي‪ .‬وطاملا ّأن‬
‫ألنها جاءت تنفيذا‬ ‫تصرفات ّ‬
‫املدعى عليه في هذا املأخذ لم تكن مخالفة للتراتيب املعتمدة في املجال ّ‬
‫واتبع بشأنها اإلجراءات القانونية املعمول بها وفق ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تخوله له‬ ‫لالتفاقات املبرمة مع الطرف النقابي‪،‬‬
‫ّ‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر‬ ‫أحكام الفصل ‪ 15‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫فإن مسؤوليته تكون منعدمة بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬ ‫الطرقات سالف الذكر ‪ّ ،‬‬

‫عن املأخذ الخامس ‪ :‬انتفاع بعض إطارات الشركة بمنحة السيارة بصفة غيرشرعية‬

‫حيث جاء بتقرير التفقد في هذا الجانب ّأن امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان‬
‫ينص على أن تمنح إلطارات الشركة الذين يملكون سيارة خاصة منحة سيارة يخضع إسنادها‬ ‫الشركة ّ‬
‫لضرورة استظهار ببطاقة رمادية تدل على ملكيتها‪ .‬وأشار التقرير إلى ّأنه ّ‬
‫تبين لفريق التفقد بعد التنسيق‬
‫مع الوكالة الفنية للنقل البري خالل شهر ماي ‪ ،2011‬عدم امتالك سيارة من طرف بعض اإلطارات‬
‫بالشركة املنتفعين باملنحة املذكورة وهو ما ّأدى إلى صرف منح بصفة غير شرعية بلغت قيمتها‬
‫تبين من امللحق عدد ‪ 55‬لتقرير التفقد حول هذه‬ ‫‪ 104.245,500‬د يتعين العمل على استرجاعها‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬
‫يتعلق بتسديد منحة السيارة لخمسة عشر عونا بشكل شرعي في البداية ّ‬
‫ثم تواصل دفع‬ ‫املسألة ّأن األمر‬
‫املعنيون سيارات خاصة بسبب التفويت فيها أو ألسباب أخرى‬ ‫ّ‬ ‫املنحة في فترات ال يمتلك فيها األعوان‬
‫باالعتماد على معلومات من وكالة النقل البري حول األشخاص املعنيين‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن انتفاع إطارات الشركة بمنحة السيارة (املنحة الكيلومترية)‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫وفق امللحق عدد ‪ 4‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة يستوجب االستظهار ببطاقة رمادية‬
‫التقيد بهذا الشرط عند إسناد املنحة وفق نسخ البطاقات‬ ‫تثبت ملكية اإلطار املعني لسيارة وقد تم ّ‬
‫الرمادية املدلى بها من قبل اإلطارات املعنية واملرفقة بمطالب الحصول على املنحة دون أن يشترط النص‬
‫مراجعة هذه املنحة بصفة دورية وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم‬
‫لسيارات وبالتالي يتعذر مراقبة استمرار ملكية اإلطارات لسيارات خاصة عند التفويت فيها بالبيع‪ .‬وبالتالي‬
‫تم االكتفاء بتقديم البطاقة الرمادية عند إسناد املنحة وهو ما يعتبر تقيدا بعموم النص وينفي الخطأ في‬
‫جانب إدارة الشركة‪ .‬وقد استظهر ّ‬
‫املدعى عليه بالوثائق املثبتة التي تجيز إسناد املنحة الكيلومترية‬
‫لإلطارات الخمسة عشر املشار إليهم بتقرير التفقد‪،‬‬

‫‪81‬‬
‫املدعى عليه من جهة أخرى ّأن هذا اإلجراء كان معموال به قبل صدور امللحق الجديد‬
‫وحيث ّبين ّ‬
‫واملضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬مشيرا إلى ّأن‬
‫ّ‬
‫أي وثيقة تثبت ملكية‬ ‫امللحق الجديد لم يشترط تقديم البطاقة الرمادية للحصول على منحة السيارة وال ّ‬
‫ّ‬
‫اإلطار لسيارة مستظهرا بالجدول املصاحب ملحضر املفاوضات االجتماعية سالف الذكر لتأكيد ما جاء‬
‫في إجابته‪،‬‬

‫يتم عند تقديم مطلب الحصول على منحة السيارة إرفاق‬ ‫وحيث تبين من وثائق امللف ّأنه ّ‬
‫النافذ سابقا لم يشترط مراجعة هذه املنحة بصفة دورية‬ ‫وان النص ّ‬
‫املطلب بالبطاقة الرمادية للسيارة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫التوجه‬ ‫وال مطالبة اإلطارات بتجديد تقديم البطاقات الرمادية إلثبات ملكيتهم لسيارات‪ .‬وقد ّ‬
‫تأيد هذا‬
‫املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية بمؤسسات النقل البري املؤرخ في ‪12‬‬ ‫ّ‬ ‫بدخول الجدول الجديد‬
‫فإن إسناد منحة ّ‬
‫السيارة‬ ‫ثم ّ‬ ‫مارس ‪ 2009‬والذي لم يشترط االدالء بوثيقة تثبت ملكية اإلطار لسيارة‪ .‬ومن ّ‬
‫لسيارة ال ّ‬
‫يعد مخالفا للتراتيب‬ ‫مللكيتهم ّ‬ ‫ّ‬
‫الرمادية املثبتة ّ‬ ‫إلى عدد من إطارات الشركة دون تقديمهم للبطاقة‬
‫الجاري بها العمل في هذا الخصوص‪،‬‬

‫وحيث تأسيسا على ذلك ّ‬


‫فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ التصرف في حق ّ‬
‫املدعى عليه وفقا‬
‫ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬وذلك النعدام عناصره املادية‬
‫ّ‬
‫والقانونية واتجه لذلك ّرده‪.‬‬

‫عن املأخذ السادس ‪ :‬إسناد منحة االستمرارلبعض األعوان بصفة غيرشرعية‬

‫ّ‬
‫املمتدة‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه استمرار إسناده منحة اإللزام إلى ‪ 19‬إطارا خالل الفترة‬
‫ّ‬
‫بين أوت ‪ 2009‬وجانفي ‪ 2010‬وذلك دون ترخيص‪ ،‬وقد ترتب عن هذا اإلخالل تحميل ميزانية الشركة‬
‫املدعى عليه كذلك تمكين العون (‪ )...‬من منحة اإللزام في حين‬‫حق‪ .‬وينسب إلى ّ‬‫‪ 13.208,97‬د دون وجه ّ‬
‫ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل وال يستجيب بذلك ّ‬
‫ملقومات اإللزام‪ ،‬وقد نتج‬ ‫ّأنه كان موضوعا على ّ‬
‫مبررة تساوي ‪ 6009‬د بعنوان ّ‬
‫املدة املتراوحة بين شهر‬ ‫عن هذا اإلخالل انتفاع العون املذكور بمبالغ غير ّ‬
‫جانفي ‪ 2007‬وشهر مارس ‪،2011‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه أيضا استمرار انتفاع العون (‪ )...‬بمنحة اإللزام رغم زوال موجب‬
‫ذلك على إثر إنهاء مهامه كرئيس فرع ونقلته إلى اإلدارة فضال عن تمكين ‪ 5‬إطارات من منحة اإللزام رغم‬
‫غياب مقررات صادرة عن اإلدارة العامة في الغرض وقد سعت الشركة إلى تسوية وضعيتهم إثر تفطن‬
‫فريق التفقد إلى عدم شرعية اإلسناد املشار إليه‪ .‬وقد ترتب عن هذا اإلخالل دفع منحة بدون وجه ّ‬
‫حق‬
‫بلغت ‪ 16.232,880‬د خالل الفترة املتراوحة بين ماي ‪ 2009‬وماي ‪ 2011‬وصرف منحة اإللزام لبعض‬

‫‪82‬‬
‫اإلطارات رغم إخاللهم بمبدأ االستمرارية في العمل حيث تبين عدم حضورهم أثناء كامل التوقيت اإلداري‪.‬‬
‫فضال عن ّأن أغلب اإلطارات املتمتعين بمنحة اإللزام يشغلون خططا وظيفية بالشركة وهو ما يتنافى مع‬
‫مبدأ إسناد منحة اإللزام‪،‬‬

‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي ّأن منحة االستمرار أو اإللزام‬
‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫معينة تم تحديدها بجدول عناصر تأجير أعوان شركة النقل بتونس‬ ‫تسند إلى اإلطا ات الشاغلة لخطط ّ‬
‫ر‬
‫والشركات الجهوية للنقل والشركة الوطنية للنقل بين املدن املضمن بمحضر املفاوضات االجتماعية‬
‫املؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2009‬بنسبة ‪ 10‬باملائة من األجر األساس ي الجاري به العمل دون اإلشارة إلى سقف‬
‫معين وما ذكر في تقرير التفقد من وجود سقف ‪ 100‬دينار شهريا يتعلق بجدول املنح القديم لسنة ‪1999‬‬
‫الذي لم يعد معموال به قانونا‪ ،‬كما ّأن هذا السقف قد وقع إلغاؤه بمقتض ى مكتوب وزير تكنولوجيات‬
‫املدعى عليه بنسخة منه لتأكيد أقواله‪ .‬وأضاف‬ ‫االتصال والنقل املؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ 2004‬والذي أدلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه أنه يمكن إسناد هذه املنحة بصفة ظرفية إلى إطار اقتضت مصلحة العمل إخضاعه لواجب‬
‫اإللزام وتبعا لذلك فإن هذه املنحة تسند بصفة إجمالية لكل من توفرت فيه شروط استحقاقها وهو ما‬
‫يؤكد أن إسناد املنحة إلى اإلطارات يتوقف على اضطالع اإلطار بإحدى الخطط املذكورة بالجدول املرافق‬
‫ملحضر االتفاق بين األطراف االجتماعية املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬وبالتالي ال يستوجب الحصول على‬
‫اإلذن املسبق من وزارة اإلشراف في إسناد املنحة‪ .‬وأما بالنسبة إلى منحة اإللزام الظرفية ّ‬
‫فإنها تسند بإذن‬
‫من إدارة الشركة لكل إطار دعي بحكم مهامه إلى القيام بأعمال تستدعي منه ضمان استمرار العمل أو‬
‫جودته وبالتالي ال يمكن الحديث عن إسناد منح دون ترخيص‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬
‫املقرر قانونا أنه ال يمكن إسناد العون تعويضات أو منحا أو امتيازات مهما كان‬
‫نوعها إذا لم يتضمنها النظام األساس ي الخاضع له‪،‬‬

‫وحيث ّإن نظام تأجير أعوان شركات النقل البري تم ضبطه بمقتض ى النظام األساس ي الخاص‬
‫بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات الذي ّ‬
‫حدد املرتب ومختلف املنح‬
‫واالمتيازات التي يمكن أن تسند إلى أعوان هذه الشركات‪،‬‬
‫ّ‬
‫الخاص سالف الذكر ّأن إسناد منحة‬
‫ّ‬ ‫وحيث يستفاد من امللحق عدد ‪ 4‬للنظام األساس ي‬
‫ّ‬
‫مستمرة وهي تصرف لألعوان الذين يقومون ببعض املهام‬ ‫اإللزام يرتبط بالحضور ّ‬
‫بمقر العمل بصفة‬
‫ثم ّ‬
‫فإن إسناد هذه املنحة دون استيفاء تلك الشروط يكون مخالفا للقانون‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املحددة‪ .‬ومن ّ‬

‫وحيث ّإن صرف منحة اإللزام لعدد من األعوان الذين غادروا الشركة وللبعض اآلخر دون‬
‫التزامهم بمقومات اإللزام يخالف بصفة واضحة النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة وكذلك محضر‬
‫ّ‬
‫نص على ّأن االنتفاع بهذه املنحة‬ ‫االتفاق بين األطراف االجتماعية ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬والذي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتوقف آليا في صورة اإلخالل بمبدأ اإللزام أو زوال موجبه ألي سبب كان وأنه يتعين على كل إطار منتفع‬
‫يتقيد في املقابل باالستجابة لكل ّ‬
‫مقومات اإللزام بما يضمن استمرارية العمل وجودة األداء‪،‬‬ ‫بها أن ّ‬

‫‪83‬‬
‫فإن تمكين ‪ 05‬أعوان من املنحة املذكورة دون وجود ّ‬
‫مقررات من الجهة‬ ‫وحيث فضال عن ذلك ّ‬
‫تمسك‬ ‫تخول ذلك ّ‬
‫يعد مخالفا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل‪ .‬وال ينال من ذلك ّ‬ ‫املختصة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلدارية‬
‫بأن صرف املنحة لفائدتهم كان بناء على تعليمات من الرئيس املدير العام ّ‬
‫ألن التعليمات‬ ‫املدعى عليه ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتد بها وفقا للفصل ‪ 4‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬إلعفاء العون مرتكب الخطأ من‬ ‫الشفاهية ال ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تطبيق العقوبة‪ّ ،‬‬
‫وأن التعليمات الكت ّ‬
‫ابية املتعلقة باملوضوع لم تصدر إال في سنة ‪ 2011‬أي بعد ارتكاب‬
‫الفعل ّ‬
‫املتهم من أجله‪ ،‬وال تصلح بالتالي سببا لإلعفاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحيث إنه تأسيسا على ذلك وفي غياب سند كتابي وغياب ما يفيد املمارسة الفعلية للعمل‬
‫تكون املبالغ التي تم صرفها دون موجب بعنوان املنحة املذكورة سببا في تحميل الشركة التزامات مالية‬
‫غير مبررة نتج عنها ضرر مالي لها وهو ما يمثل خطأ ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل الثالث‬
‫من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ السابع ‪ :‬نقص في إخضاع القيمة املالية للسيارة الوظيفية املسندة للرئيس‬
‫املديرالعام إلى الضريبة على الدخل واملساهمات االجتماعية‬
‫ّ‬
‫حيث جاء في تقرير التفقد أنه اتضح إثر فحص بطاقات خالص الرؤساء املديرين العامين‬
‫ّ‬ ‫للشركة ّأنه ّ‬
‫يتم إدراج االمتياز املالي للسيارة الوظيفية بقيمة ‪ 72,150‬د في حين أنه يجب أن يقع احتسابه‬
‫بقيمة ‪ 91,650‬د وهي القيمة املوازية للمنحة املسندة ملدير عام إدارة مركزية وفقا ملا ّ‬
‫ينص عليه األمر‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 2388‬لسنة ‪ّ 2003‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 2003‬واملتعلق بضبط نظام إسناد ومقادير املنحة‬
‫ّ‬
‫الكيلومترية للمكلفين بالخطط الوظيفية باإلدارة املركزية‪ ،‬وهو ما يترتب عنه نقص في قيمة قاعدة‬
‫احتساب الضريبة على الدخل وكذلك الشأن بالنسبة للمساهمات االجتماعية‪،‬‬

‫وحيث أشار ّ‬
‫املدعى عليه في إجابته الكتابية لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي إلى أن الخطأ في‬
‫إدراج االمتياز املالي للسيارة الوظيفية املسندة إلى الرئيس املدير العام يندرج ضمن الخطأ املادي والخطأ‬
‫املدعى عليه في إجابته بخصوص‬ ‫في الحساب الذي لم يرتب عنه القانون جزاء مدنيا وال جزائيا‪ .‬وأضاف ّ‬
‫ما ترتب على هذا الخطأ من نقص في قيمة احتساب الضريبة على الدخل واملساهمات بعنوان الضمان‬
‫االجتماعي فإنها قابلة للتدارك والتسوية دون أن يعتبر ذلك خطأ في جانب إدارة الشركة مشيرا إلى ّأن‬
‫مقررات تأجير الرؤساء املديرين العامين الصادرة عن الوزارة األولى لم تتضمن مقدار ذلك االمتياز العيني‬
‫وأن مراقب حسابات الشركة لم يلفت نظر اإلدارة حول مقدار املنحة املذكورة في‬ ‫بعنوان منحة السيارة‪ّ ،‬‬
‫تقاريره الخاصة املعروضة على الجلسات العامة بالشركة‪،‬‬

‫ّ‬
‫العمومية الصادرة‬ ‫ّ‬
‫للمؤسسات‬ ‫وحيث فضال عن ّأن ّ‬
‫مقررات تأجير الرؤساء املديرين العامين‬
‫إن الخطأ موضوع‬‫تتضمن تحديدا ملقدار االمتياز العيني بعنوان منحة السيارة‪ ،‬ف ّ‬
‫ّ‬ ‫عن الوزارة األولى لم‬

‫‪84‬‬
‫هذا املأخذ ّإنما يندرج ضمن األخطاء ّ‬
‫املادية البسيطة التي يمكن تداركها‪ ،‬األمر الذي يتجه معه ّرد‬
‫الدعوى بخصوصه‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة ‪ :‬بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬
‫ّ‬
‫مرتبه الخام ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره‬ ‫بحد الجزء الثاني عشر من‬ ‫من خطأ تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ألفان وخمسمائة وتسعون دينارا (‪ 2.590,000‬د) ورفض الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء ّ‬
‫حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫القرار عدد ‪ 431‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 431‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالصناعة ّ‬
‫ضد رئيس إقليم جهوي بمنشأة عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬طاملا ّ‬
‫تضمنت االتفاقية املمضاة بين املجلس الجهوي للوالية والشركة قائمة ألسماء املقترحين‬
‫فإنه كان من ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫املتعين في هذا الخصوص عمال بمبدأ توازي اإلجراءات أن ال يتم‬ ‫لالنتفاع باملشروع‪ ،‬ومن ثم‬
‫االقتصار على مراسلة من الكاتب العام للوالية إلضافة مستفيدين آخرين إلى تلك القائمة‪ ،‬ضرورة أنّ‬
‫تخول للمدعى عليه القيام بالعمل موضوع الدعوى‪.‬‬‫تلك املراسلة ال ّ‬

‫ينجر عن تطبيق تعريفة منخفضة عن التعريفة املستوجبة ضرر مالي للمنشأة العمومية‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫يقدر بقيمة الفارق بين الكلفة الحقيقية والتعريفة املعتمدة وهو ما يمثل خطأ تصرف‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪431‬‬


‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجـرالـمالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫بعد االطالع على مكتوب وزير الصناعة الصادر بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪ 2013‬والوارد على كتابة‬
‫ّ‬
‫العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 30‬جانفي ‪ 2013‬تحت عدد ‪ 08‬والقاض ي بإثارة التتبع ضد‬ ‫النيابة‬
‫ّ‬
‫رئيس اقليم بالشركة من أجل ما نسب إليه من خطأ تصرف تمثل في القيام بتغيير تعريفة تنوير مزرعة‬
‫حددت الدراسة الفنية فاتورتها بما قيمته ‪ 5.078,250‬دينارا بعد أن أدخلها‪ ،‬خالفا للتراتيب املعمول بها‬ ‫ّ‬
‫في هذا املجال‪ ،‬ضمن مشروع ّ‬
‫"وراد" املتعلق بالبرنامج الجهوي للتنمية لتصبح الفاتورة الجديدة في حدود‬
‫كبد الشركة خسارة مالية ّ‬
‫تقدر بقيمة ‪ 4.646,250‬دينارا‪،‬‬ ‫‪ 432‬دينارا مما ّ‬

‫وعلى مكتوب مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 2013‬املتعلق بإحالة‬
‫ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد ّ‬
‫املبين بالطالع يمناه‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 22‬أفريل ‪ 2013‬تحت عدد ‪ 59‬د‪.‬ز‪.‬م املتعلق‬
‫تم تنقيحه بمقتض ى القرار الصادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر‬‫مقرر لها‪ ،‬كما ّ‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين ّ‬
‫‪ 2016‬تحت عدد ‪ 135‬د‪.‬ز‪.‬م حول تعويض ّ‬
‫مقرر‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 4‬جويلية ‪،2018‬‬

‫‪86‬‬
‫وعلى رأي وزير الصناعة واملؤسسات الصغرى واملتوسطة املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪22‬‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫وعلى رأي وزير املالية املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 18‬جانفي ‪،2019‬‬

‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة املضمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 21‬فيفري ‪،2019‬‬

‫املدعى عليه بتاريخ ‪25‬‬ ‫املقدمة من األستاذ عبد ّ‬


‫الناصر املهري نيابة عن ّ‬ ‫وعلى مذكرة الدفاع ّ‬
‫جوان ‪،2019‬‬

‫وعلى بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬


‫ّ‬
‫التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات املحلية واملشاريع العمومية‬
‫وبضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪،1988‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2019‬وتسجيل غياب‬
‫املقرر لتقريره‪ ،‬واالستماع الى مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫املدعى عليه كغياب محاميه‪ ،‬وبعد تالوة القاض ي ّ‬‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة‬ ‫علياء براطلي مكي في تالوة ملحوظاتها‪ّ ،‬‬
‫يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية‪ّ ،‬‬


‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫الـمحكمة‬

‫من جهة الشكل ‪:‬‬

‫قدمت الدعوى ممن له الصفة واستوفت جميع مقوماتها الشكلية الجوهرية وتعين‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل ‪:‬‬

‫حددت‬‫املدعى عليه بصفته رئيس إقليم القيام بتغيير تعريفة تنوير مزرعة ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫الدراسة الفنية فاتورتها بما قيمته ‪ 5.078,250‬دينارا بعد أن ادخلها‪ ،‬خالفا للتراتيب املعمول بها في هذا‬

‫‪87‬‬
‫‪432‬‬ ‫املجال‪ ،‬ضمن مشروع متعلق بالبرنامج الجهوي للتنمية لتصبح الفاتورة الجديدة في حدود‬
‫كبد الشركة خسارة مالية ّ‬
‫تقدر بقيمة ‪ 4.646,250‬دينارا‪،‬‬ ‫دينارا مما ّ‬

‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص بأنه ورد على إقليم الشركة مكتوب من الوالية حول‬
‫‪1‬‬ ‫أشغال التنوير موضوع الدعوى قبل مباشرته ملهامه حيث أن مباشرته كانت ابتداء من‬
‫ّ‬
‫سبتمبر ‪ 2011‬وأن املكتوب سالف الذكر تم تحريره بتاريخ ‪ 12‬أوت ‪ 2011‬وورد على مكتب ضبط اإلقليم‬
‫بتاريخ ‪ 4‬سبتمبر ‪،2011‬‬

‫املدعى عليه على ما ورد بتقرير التفقد من ّأن إدراج تنوير املزرعة ضمن مشروع "‪"...‬‬
‫وحيث ّرد ّ‬
‫كان باقتراحه تبعا ملراسلته املوجهة إلى والي (‪ )...‬بتاريخ ‪ 9‬فيفري ‪ 2012‬تحت عدد ‪ 257‬التي أدرج بها "مع‬
‫العلم انه بإمكانكم إدراجه ضمن مشروع (‪ )...‬والذي هو بصدد االنجاز"‪ ،‬مستندا في ّرده إلى أن ورود‬
‫مكتوب الوالية املذكور سابقا على االقليم قبل أن يباشر مهامه باالقليم ّ‬
‫يفند ما ورد بتقرير التفقد‪،‬‬

‫ّ‬ ‫يتبين بالرجوع إلى ملف القضية أن تصريحات ّ‬ ‫وحيث ّ‬


‫املدعى عليه سالفة الذكر قد جانبت‬
‫تم تحريره بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪ 2011‬وورد على مكتب ضبط‬ ‫الصواب باعتبار أن مكتوب الوالية املشار إليه ّ‬
‫اإلقليم بتاريخ ‪ 14‬سبتمبر ‪ ،2011‬أي بعد مباشرة ّ‬
‫املدعى عليه ملهامه باإلقليم‪،‬‬

‫‪11‬‬ ‫وحيث يتبين من ناحية أخرى وجود مطلب من املستفيدة باألشغال مؤرخ في‬
‫أوت ‪ 2011‬وموجه إلى الوالي ‪ ،‬تطلب بمقتضاه دعما من الوالية لتسديد تكاليف ربطها بشبكة الكهرباء‪،‬‬
‫دون أن تطلب إدراجها ضمن مشروع (‪،)..‬‬

‫املدعى عليه بأن الكاتب العام للوالية قد ذكر على مراسلة اإلقليم ّ‬
‫املوجهة إلى‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫الوالية‪ ،‬تحت عدد ‪ 257‬واملؤرخة في ‪ 9‬فيفري ‪ 2012‬عبارة " ال مانع" في عالقة بمقترح رئيس اإلقليم إدراج‬
‫املزرعة ضمن مشروع (‪ ،)...‬على أن يتم الحقا مراسلة اإلقليم في الغرض‪ ،‬وهو ما تم بالفعل حسب مراسلة‬
‫الوالي عدد ‪ 6290‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ 2012‬املمضاة من الكاتب العام للوالية والتي يطلب بمقتضاها وبصريح‬
‫العبارة "املرغوب اإلذن بإضافة املعنية إلى قائمة املنتفعين بأشغال تنوير منطقة طريق ّوراد من معتمدية‬
‫(‪ )...‬في إطار املشاريع الوطنية لسنة ‪،"2010‬‬

‫تضمنت االتفاقية املمضاة بين املجلس الجهوي للوالية والشركة قائمة ألسماء‬ ‫ّ‬ ‫وحيث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقترحين لالنتفاع باملشروع‪ ،‬ومن ّ‬
‫ثم فإنه كان من املتعين عمال بمبدأ توازي اإلجراءات أن ال يتم االقتصار‬
‫على مراسلة من الكاتب العام للوالية إلضافة املستفيدة من األشغال املعنية إلى تلك القائمة‪ ،‬ضرورة ّأن‬
‫تخول للمدعى عليه القيام بالعمل موضوع الدعوى‪ ،‬بل كان عليه طلب إدراج املعنية‬ ‫تلك املراسلة ال ّ‬

‫‪88‬‬
‫ضمن املنتفعين باملشروع طبق ما تقتضيه اإلجراءات‪ ،‬األمر الذي يغدو معه ذلك التصرف مخالفا‬
‫للقواعد املعمول بها في هذا الخصوص‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث إنه باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فالثابت ّأن األشغال املنصوص عليها بالصفقة املبرمة بين‬
‫املجلس الجهوي والشركة هي أشغال تنوير مساكن‪ ،‬وأن ما تم انجازه من أشغال تنوير للمزرعة موضوع‬
‫ّ ّ‬
‫ثم فإنه ال تطابق بينهما‪ ،‬بدليل أن األشغال املنجزة باملزرعة قد‬ ‫املؤاخذة هي أشغال توصيل مضخة‪ ،‬ومن‬
‫تم انجازها لحريف آخر (ويدعى أحمد سالمة) بمعلوم قدره ‪ 3.937,500‬دينارا‪ ،‬أي ما يفوق بكثير مبلغ‬
‫‪ 432‬دينارا‪،‬‬

‫وحيث ّرد ّ‬
‫املدعى عليه على ذلك بأن الحريف املذكور لم يطلب إدراجه بمشروع (‪،)....‬‬

‫وحيث ّرد ّ‬
‫املدعى عليه كذلك على ما ورد بتقرير التفقد من أن املزرعة تبعد عن موقع مشروع‬
‫"وراد" موضوع الصفقة ‪ 30‬كيلومترا‪ ،‬بأنه من املفروض حسب ما أفاده به مكتب الدراسات بعد تقديم‬ ‫ّ‬
‫مطلب التنوير‪ ،‬أن تكون املزرعة قريبة من موقع املشروع‪ ،‬وأن مسافة ‪ 30‬كلم مبالغ فيها حسب رأيه‪،‬‬

‫وحيث لم يقدم ّ‬
‫املدعى عليه أي وثيقة بهذا املعنى من شأنها أن ّ‬
‫تؤيد أقواله‪،‬‬

‫ّ‬
‫التونسية‬ ‫وحيث ّ‬
‫يتبين من خالل اإلطالع على تقرير البحث املنجز من إدارة التدقيق بالشركة‬
‫للكهرباء والغاز واملؤرخ في ‪ 26‬جوان ‪ّ 2012‬أن املسافة الفاصلة بين املكان الذي تم منه ربط املزرعة‬
‫بالكهرباء ومنطقة ّ‬
‫"وراد" هي حوالي ‪ 10‬كلم‪،‬‬

‫ّ‬
‫تقديرية في األشغال) لتقرير البحث املنجز من إدارة‬ ‫وحيث ّ‬
‫يتبين من امللحق عدد ‪( 2‬قائمة‬
‫التدقيق بالشركة واملؤرخ في ‪ 26‬جوان ‪ّ ،2012‬أن كلفة تنوير املزرعة هي بقيمة ‪ 5.078,250‬دينارا‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬ ‫ذكر ّ‬
‫املدعى عليه على الوثيقة بخط اليد أنه سيتم تحميل مبلغ ‪ 3.937,500‬دينارا من الكلفة‪ ،‬وهو ما‬
‫ّ‬
‫يمثل املساهمة في الشبكة (شبكة ‪ ،)...‬على مشروع "‪ "...‬تبعا ملوافقة الوالية‪ ،‬وأمض ى أسفل ذلك على‬
‫الوثيقة بتاريخ مارس ‪،2012‬‬

‫ّ‬
‫وخاصة منها امللحق عدد ‪ 9‬لتقرير البحث املنجز من إدارة‬ ‫وحيث يتبين كذلك من وثائق امللف‬
‫التدقيق بالشركة ّأن األشغال موضوع الدعوى تتعلق بأشغال مضخة الستعمال فالحي‪ ،‬كما ّ‬
‫يتبين من‬
‫الفصل ‪ 1‬من الصفقة بالتفاوض املباشر املبرمة بين املجلس الجهوي للوالية والشركة املذكورة ّأن‬
‫ّ‬
‫األشغال موضوع الصفقة تتعلق بتنوير ‪ 54‬مسكنا بمنطقة طريق ّوراد من معتمدية القلعة الكبرى‪،‬‬

‫نصت الصفقة املشار إليها بالفصل األول على موضوع الصفقة املتمثل في تنوير ‪54‬‬‫وحيث ّ‬
‫مسكنا مع ذكر أسماء أصحابها بقائمة املنتفعين املصاحبة للصفقة‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه ثابت من األوراق أنه لم يتم تنقيح الفصل األول املذكور من الصفقة‪،‬‬

‫وحيث ّإن تطبيق تعريفة ‪ 432‬دينارا على أشغال تنوير املزرعة بتحميل مشروع "‪ "...‬الفارق مع‬
‫الكلفة الحقيقية وهي بقيمة ‪ 5.078,250‬دينارا تم بعد إبرام الصفقة املذكورة ودون أن يكون اسم صاحبة‬
‫املزرعة مدرجا بقائمة املنتفعين املصاحبة للصفقة‪،‬‬

‫وحيث ّإن تطبيق تلك التعريفة قد ّ‬


‫تسبب بالفعل للشركة في ضرر مالي ّ‬
‫يقدر بقيمة الفارق بين‬
‫الكلفة الحقيقية ّ‬
‫املبينة بوثائق امللف والتعريفة املعتمدة‪ ،‬وهو فارق بقيمة ‪ 4.646,250‬دينارا‪،‬‬

‫وحيث ّإن وجود مراسلة من الكاتب العام للوالية مو ّجهة إلى ّ‬


‫املدعى عليه لطلب إدراج صاحبة‬
‫املدعى عليه من مسؤوليته‪،‬‬‫املزرعة ضمن املستفيدين من املشروع ال يعفي ّ‬

‫وحيث ّإن األفعال موضوع املؤاخذة قد حصلت خالل فترة تولي ّ‬


‫املدعى عليه مسؤولية رئيس‬
‫اإلقليم بالشركة‪،‬‬

‫املدعى عليه يشكل خطأ تصرف على معنى القانون عدد‬ ‫وحيث يستخلص مما سبق ّأن ّ‬
‫تصرف ّ‬
‫‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬في فصله الثالث ‪ -‬فقرة أخيرة – موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬
‫قضت املحكمة بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬
‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬
‫بخطية ّ‬
‫بحد السدس من كامل مرتبه السنوي الخام بما قدره سبعة‬ ‫ّ‬ ‫من خطأ تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫آالف ومائتان وخمسة وثمانون دينارا (‪ 7.285,000‬د)‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة لطفي‬
‫ثائري وزكرياء حمودة وسامي بن علي‪.‬‬
‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫القرارعدد ‪ 303‬الصادربتاريخ ‪ 19‬جوان ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 303‬تبعا للدعوى املرفوعة‬
‫ّ‬
‫والتكوين ّ‬ ‫ّ‬
‫ضد مديرمعهد ثانوي‪.‬‬ ‫من قبل وزيرالتربيـة‬

‫ّ‬
‫إال من قبل محاسبين ّ‬
‫عينوا لتلك الخطة بصفة قانونية‬ ‫‪ -‬ال يجوز قبض إيرادات وجباية أموال‬
‫وبموجب مستندات قانونية وفق الفصل ‪ 69‬من مجلة املحاسبة العمومية‪ ،‬وعليه فإن كل موظف أو‬
‫عون مكلف بالتحصيل يتولى االستخالص بدون مستنـدات قانونيـة يقع تتبعه عدليا كمختلس ألموال‬
‫ّ‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫فإنه ال يجوز للعون‬ ‫اإلدارية على مبدأ املساواة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التصرفات‬ ‫شرعية‬ ‫‪ -‬يغلب مبدأ‬
‫ّ‬
‫للتفص ي من املساءلة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫التمسك بمبدأ املساواة‬ ‫العمومي‬

‫تختص دائرة الزجر املالي ّ‬


‫بالنظر في األفعال املنسوبة إلى العون العمومي خارج ّ‬
‫تصرفه في‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ال‬
‫الهيئة العمومية مرجع نظرها القضائي‪.‬‬

‫خاصة خاضعة ألحكام القانون عدد ‪ 154‬لسنة ‪ّ 1959‬‬


‫املؤرخ في‬ ‫‪ -‬الجمعيات هي ذوات معنوية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالجمعيات‪ ،‬وهي بذلك ال تندرج ضمن الهيئات العمومية املنصوص عليها‬ ‫‪ 7‬نوفمبر ‪ 1959‬املتعلق‬
‫ّ‬ ‫بالقانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬كما تم تنقيحه وإتمامه واملتعلق بتحديد أخطاء‬
‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫صرف التي ترتكب إزاء الدولة‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -‬ال يمكن مؤاخذة العون العمومي إال في حدود ما رصد له من موارد حيث ال يمكن مؤاخذة‬
‫موظف من أجل التقصير في استغالل منظومة إعالمية في غياب تمكين ّ‬
‫املؤسسة من جميع املوارد‬
‫الضرورية لتشغيل املنظومة املذكورة من قبل وزارة اإلشراف‪.‬‬

‫الدليل على حصول اإلخالل‬‫‪ -‬ال تستقيم الدعوى املرفوعة أمام دائرة الزجر املالي إال بإقامة ّ‬
‫بنص الدعوى وتحديد األخطاء املرتكبة من قبل رافع الدعوى بصفة دقيقة‪ ،‬وذلك عمال باملبدأ‬ ‫الوارد ّ‬
‫ّ‬
‫الشك في وجاهته‪.‬‬ ‫الدعوى جدية املأخذ ويسبغه بعيب‬ ‫"البينة على من ّادعى" وبما ال ينفي عن ّ‬
‫القانوني ّ‬

‫املدعي عند مؤاخذة عون عمومي عن ارتكاب أفعال مخالفة للقانون أن ّ‬


‫يؤيد املأخذ‬ ‫‪ -‬يجب على ّ‬
‫ّ‬
‫املخل بقاعدة قانونية بذاتها من قبل ذلك العون‪.‬‬ ‫ّ‬
‫التصرف‬ ‫بإثبات حصول‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باملؤسسات العمومية‪ ،‬على غرار املشارب ومحالت‬ ‫‪ -‬تندرج املحالت والفضاءات الكائنة‬
‫ّ‬
‫التصرف فيها على نحو يكفل حمايتها وحسن‬ ‫املؤسسات التي ّ‬
‫يتعين‬ ‫الطباعة واملآوي‪ ،‬ضمن ممتلكات هذه ّ‬
‫استغاللها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ومحالت راجعة مللك ّ‬‫ّ‬
‫املؤسسات العمومية‬ ‫‪ -‬تكتس ي املداخيل املتأتية من تسويغ فضاءات‬
‫الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية صبغة أموال عمومية ال ّ‬
‫يخول قانونا لغير املحاسب العمومي‬
‫ّ‬
‫املختص قبضها وصرفها‪.‬‬

‫ّ‬
‫ومحالت راجعة مللك ّ‬
‫املؤسسات العمومية‬ ‫‪ -‬ينبغي تنزيل املداخيل املتأتية من تسويغ فضاءات‬
‫الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية ضمن مواردها الذاتية طبقا للفصل ‪ 254‬من مجلة املحاسبة‬
‫العمومية وملنشور وزير املالية عدد ‪ 25‬بتاريخ ‪ 8‬جانفي ‪ 2002‬حول ميزانيات ّ‬
‫املؤسسات العمومية‬
‫الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية وتبويبها‪.‬‬

‫ّ‬
‫للمؤسسات‬ ‫يحجر توظيف ضرائب قارة كانت أو غير قارة لم تأت بها ميزانيات املقابيض‬ ‫‪ّ -‬‬
‫العمومية اإلدارية أو القوانين وعند االقتضاء التراتيب التطبيقية لها كيفما كانت الصفة أو العنوان الذي‬
‫تستخلص به وذلك عمال بالفصل ‪ 24‬من مجلة املحاسبة العمومية‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪303‬‬


‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫الصادر تحت ختمه بتاريخ ‪ 10‬جوان ‪2008‬‬ ‫بعد االطالع على مكتوب وزير التربية والتكوين ّ‬
‫ّ‬
‫ومضمن لديها تحت‬ ‫والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪2008‬‬
‫ضد ا ّ‬
‫ملدعى عليه (‪ )...‬بوصفه مديرا ملعهد‬ ‫التصرف ّ‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 2008/11‬والرامي إلى رفع دعوى في أخطاء في‬
‫ثانوي املباشر إلى تاريخ ‪ 31‬أوت ‪ ،2008‬من أجل أخطاء في التصرف تمثلت في ما يلي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫باملؤسسة ودفع مبالغ مالية مرتفعة‬ ‫ّ‬
‫الجمعيات املتواجدة‬ ‫‪ -1‬عدم فتح حسابات جارية ألغلب‬
‫نقدا مقابل املشتريات‪،‬‬
‫ّ‬
‫الجمعيات‪،‬‬ ‫ّ‬
‫باملؤسسة بأمانة مال‬ ‫‪ -2‬تكليف عون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدرسية تتمثل في عدم توفر مبلغ مالي قدره‬ ‫‪ -3‬وجود ثغرة في حسابات جمعية الشبيبة‬
‫ّ‬
‫ستسددها باملبلغ‬ ‫قانوني حيث ّادعت أمينة املال ّأن لديها فواتير غير خالصة‬
‫ّ‬ ‫‪ 6.781,880‬دينارا دون ّ‬
‫مبرر‬
‫املذكور‪،‬‬
‫ّ‬
‫قانونية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الخاص باملعهد لألساتذة وللعموم بطريقة غير‬ ‫‪ -4‬كراء مأوى ّ‬
‫السيارات‬
‫ّ‬ ‫العرضية (كراء مأوى ّ‬ ‫ّ‬
‫السيارات‪ ،‬كراء فضاء للطبع‪ ،‬كراء مشرب)‬ ‫‪ -5‬تنزيل بعض املداخيل‬
‫بحسابات الجمعيات بدال عن ميزانية املعهد‪،‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -6‬فرض معاليم ترسيم بمبلغ ‪ 10‬دنانير على ّ‬
‫التالميذ عوضا عن ‪ 5‬دنانير‪،‬‬
‫‪ -7‬توظيف مقابل الستعمال األنترنات دون سند قانوني وذلك بمقدار دينارين عن ّ‬
‫كل تلميذ‪،‬‬
‫‪ -8‬توظيف مقابل الستعارة الكتب من املكتبة دون سند قانوني بمقدار ‪ّ 100‬مليم عن ّ‬
‫كل‬
‫تلميذ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدرسية بمقابل ّ‬ ‫ّ‬
‫مالي قدره ديناران عن النسخة الواحدة‪،‬‬ ‫‪ -9‬تسليم نسخ من الشهادات‬
‫‪ -10‬عدم اعتماد بعض دفاتر الجرد وبطاقات الخزن وعدم تحيين البعض اآلخر‪،‬‬
‫‪ -11‬عدم تركيز لجنة قبول البضاعة‪،‬‬
‫التصرف في شؤون ّ‬
‫التالميذ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -12‬عدم تطبيق منظومة ‪ Eduserv‬في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -13‬‬
‫جل الوثائق املستعملة غير مقيسة مثل بطاقات الحضور واالنصراف والشهادات‬
‫ّ‬
‫املدرسية‪،‬‬
‫‪ -14‬غياب املتابعة لبطاقات الحضور واالنصراف وعدم اعتماد بطاقات التأخير‪،‬‬
‫‪ -15‬عدم القيام بتحيين بطاقات العطل ّ‬
‫التابعة لألساتذة واألعوان‪،‬‬
‫ّ‬
‫اإلدارية وعدم تحيين‬ ‫ّ‬
‫سجل االجتماعات‬ ‫ّ‬
‫البيداغوجية عن‬ ‫ّ‬
‫سجل االجتماعات‬ ‫‪ -16‬عدم فصل‬
‫ّ‬
‫الس ّ‬
‫جل التاريخي منذ السنة الدراسية ‪،2007/2006‬‬

‫ّ‬
‫االطالع على املكتوب ّ‬
‫الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪12‬‬ ‫وبعد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملضمن تحت عدد ‪ 2008/40‬واملتعلق بإحالة ملف القضية إلى الدائرة ّ‬
‫للتعهد بها تحت‬ ‫جوان ‪2008‬‬
‫العدد ّ‬
‫املبين بالطالع‪.‬‬

‫وبعد االطالع على قرار رئيس دائرة ّ‬


‫الزجر املالي ّ‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪ 2008‬تحت عدد ‪62‬‬
‫تم تنقيحه الحقا بمقتض ى القرار ّ‬
‫مقرر لها كما ّ‬ ‫ّ‬
‫القضية وتعيين ّ‬ ‫ّ‬
‫الصادر‬ ‫د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق بفتح تحقيق في‬
‫تحت عدد ‪ 15‬د‪.‬ز‪.‬م بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪.2012‬‬

‫ّ‬
‫واملضمن لدى كتابة الدائرة تحت عدد‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪2016‬‬
‫‪،2016/46‬‬

‫‪12‬‬ ‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 2019/37‬بتاريخ‬ ‫وعلى رأي وزير التربية‬
‫جوان ‪،2019‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 2016/98‬بتاريخ ‪ 13‬جويلية ‪،2016‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪20‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 2019/11‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫‪93‬‬
‫وعلى بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد االطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬وتالوة القاض ي‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره وتسجيل حضور ّ‬ ‫السيد أسامة ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫ّ‬
‫تمسك بما كان أفض ى به‬ ‫التقاز‬
‫خالل جلسات التحقيق معه‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء ‪ 12‬جوان‬ ‫ّ‬
‫‪19‬‬ ‫‪ ،2019‬وبها ّ‬
‫قررت املحكمة التمديد في أجل املفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء‬
‫جوان ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكـمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫ّ‬
‫الشكلية األساسية األمر الذي‬ ‫الصفة واستوفت جميع ّ‬
‫مقوماتها‬ ‫ممن له ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫يجعلها َح ِرّية بالقبول شكال‪.‬‬

‫من جهة األصل‬

‫عن املأخذ األول ‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫ّ‬
‫باملؤسسة‬ ‫املدعى عليه عدم فتح حسابات جارية ألغلب الجمع ّيات املتواجدة‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫التربوية والقيام بدفع مبالغ ّ‬
‫مالية مرتفعة نقدا مقابل املشتريات‪،‬‬

‫الدعوى ّأن أغلب الجمعيات ليس لها حساب جاري بريدي أو‬ ‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫بنكي وتتعامل نقدا في غياب هذا الحساب وال تستعمل الصكوك‪ ،‬وورد بنفس التقرير ّأن عدد ‪ 4‬جمعيات‬
‫تنشط باملعهد وهي الشبيبة املدرسية والتربية واألسرة والجمعية الرياضية وجمعية العمل التنموي‪،‬‬

‫لكل جمعية تنشط باملعهد حساب جاري بريدي خاص بها‪ ،‬ودفع‬‫بأن ّ‬‫املدعى عليه ّ‬
‫وحيث أفاد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالصك‪،‬‬ ‫بأنه في بعض األحيان تقتض ي الضرورة خالص مبالغ نقدا نظرا لصعوبة التعامل‬

‫خاصة طبقا ألحكام القانون عدد ‪ 154‬لسنة‬ ‫وحيث تعتبر الجمعيات املذكورة ذواتا معنوية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ 1959‬‬
‫بالجمعيات وألنظمتها األساسية‪ ،‬وهي بذلك ال تندرج ضمن‬ ‫املؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1959‬املتعلق‬
‫الهيئات العمومية املنصوص عليها بالقانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫املنقح‬
‫بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية‬ ‫صرف التي ترتكب إزاء الدولة‬‫الت ّ‬ ‫‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫والجماعات العمومية‬
‫املالي‪،‬‬

‫تختص ّ‬
‫بالنظر في األفعال املنسوبة للعون العمومي خارج‬ ‫ّ‬ ‫وحيث طاملا ّأن دائرة الزجر املالي ال‬
‫ّ‬ ‫املتعين ّرد ّ‬
‫تصرفه في الهيئة العمومية مرجع نظرها‪ ،‬فقد بات من ّ‬
‫ّ‬
‫الدعوى في ما تعلق بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني ‪:‬‬

‫ّ‬
‫باملؤسسة التربوية بأمانة مال مختلف الجمعيات‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه تكليف (‪ )....‬عون‬
‫ّ‬
‫باملؤسسة‪،‬‬

‫الدعوى ّأن لدى أمينة املال املذكورة دفاتر فواتير غير مرقمة‬ ‫وحيث ورد بتقرير التفقد سند ّ‬
‫تبين قطعا من الوثائق املظروفة بملف رفع‬ ‫املزودين للخالص‪ ،‬وقد ّ‬ ‫تقوم بتعميرها بخط يدها باسم ّ‬
‫ّ‬
‫الدعوى قيام أمينة املال بهذا الفعل املنسوب إليها‪،‬‬

‫ّ‬
‫مؤكدا على ّأن ّ‬ ‫املدعى عليه بتفنيد ما ورد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬ ‫وحيث قام ّ‬
‫السيدة "‪"....‬‬ ‫الدعوى‬
‫تقوم بمهام أمين مال الجمعية الرياضية باملعهد وجمعية التربية واألسرة‪ ،‬وقد ّ‬
‫تبين من الوثائق املظروفة‬

‫‪95‬‬
‫الدعوى ّأن ّ‬
‫املدعى عليه كان على علم باستخدام أمينة املال املذكورة بدفتر للفواتير ّ‬
‫وبرره‬ ‫بملف رفع ّ‬
‫بصعوبة التعامل مع بعض ّ‬
‫املزودين وخاصة أصحاب املهن متواضعي اإلمكانيات‪،‬‬

‫تصرف أمينة املال املذكورة تحت رقابة ّ‬


‫املدعى عليه ذواتا معنوية‬ ‫محل ّ‬‫وحيث تعتبر الجمعيات ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاصة طبقا ألحكام القانون عدد ‪ 154‬لسنة ‪ّ 1959‬‬ ‫ّ‬
‫بالجمعيات ‪ ،‬وهي‬ ‫املؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1959‬املتعلق‬
‫بذلك ال تندرج ضمن الهيئات العمومية املنصوص عليها بالقانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪20‬‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة‬ ‫جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬
‫وبإحداث دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫تختص ّ‬
‫بالنظر في األفعال املنسوبة للعون العمومي خارج‬ ‫ّ‬ ‫وحيث طاملا ّأن دائرة الزجر املالي ال‬
‫ّ‬ ‫املتعين ّرد ّ‬
‫تصرفه في الهيئة العمومية مرجع نظرها‪ ،‬فقد بات من ّ‬
‫ّ‬
‫الدعوى فيما تعلق بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثالث ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه وجود ثغرة في حسابات جمعية الشبيبة املدرسية تتمثل في عدم‬
‫ّ‬
‫مبرر قانوني حيث ّادعت أمينة املال ّأن لديها فواتير غير‬
‫توفر مبلغ مالي قدرة ‪ 6.781,880‬دينارا دون ّ‬
‫ّ‬
‫ستسددها باملبلغ املذكور‪،‬‬ ‫خالصة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ورد بتقرير ّ‬


‫التفقد سند ّ‬
‫الدعوى أنه من الواجب في تاريخ ‪ 30‬أفريل ‪ 2008‬توفر مبلغ‬
‫تبين ّأن هذا املبلغ ال‬
‫مالي قدره ‪ 6.781,880‬دينارا بخزينة أو بحساب جمعية الشبيبة املدرسية‪ ،‬وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫يتوفر لدى أمينة املال وال بحساب الجمعية‪ ،‬وقد دفعت أمينة املال ّ‬
‫بأن هذا املبلغ صرف مقابل فواتير في‬
‫النحو مخالفا لقواعد حسن‬ ‫تصرفها على هذا ّ‬ ‫طور التسوية يرجع البعض منها إلى سنة ‪ّ ،2006‬‬
‫ويعد ّ‬
‫ّ‬
‫التصرف‪،‬‬

‫وحيث ّأكد ّ‬
‫املدعى عليه ما ذهبت إليه أمينة مال الجمعية من ّأن املبلغ املذكور هو موضوع‬
‫قوائم بصدد الخالص‪،‬‬

‫تصرف أمينة املال املذكورة تحت رقابة ّ‬


‫املدعى‬ ‫محل ّ‬‫وحيث تعتبر جمعية الشبيبة املدرسية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مستقلة طبقا ألحكام القانون عدد ‪ 154‬لسنة ‪ّ 1959‬‬
‫املؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1959‬املتعلق‬ ‫عليه ذاتا معنوية‬
‫ّ‬
‫بالجمعيات‪ ،‬وهي بذلك ال تندرج ضمن الهيئات العمومية املنصوص عليها بالقانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد‬

‫‪96‬‬
‫ّ‬
‫واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء الدولة‬ ‫‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪1988‬‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬‫ّ‬
‫املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫تختص ّ‬
‫بالنظر في األفعال املنسوبة للعون العمومي خارج‬ ‫ّ‬ ‫وحيث طاملا ّأن دائرة الزجر املالي ال‬
‫ّ‬ ‫املتعين ّرد ّ‬
‫تصرفه في الهيئة العمومية مرجع نظرها‪ ،‬فقد بات من ّ‬
‫ّ‬
‫الدعوى في ما تعلق بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الرابع ‪:‬‬

‫ّ‬
‫الخاص باملعهد لألساتذة وللعموم‬ ‫السيارات‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه قيامه بكراء مأوى ّ‬
‫بطريقة غير قانونية‪،‬‬

‫تم تنظيم املنافسة إلسناد استغالل مأوى‬ ‫ّ‬


‫بأنه ّ‬ ‫وحيث أنكر ّ‬
‫املدعى عليه هذا الفعل‪ ،‬وأفاد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مخصص إلطار التدريس بعد صيانته وحمايته من املتطفلين‪ ،‬وأضاف أنه قام‬ ‫للمؤسسة‬ ‫سيارات راجع‬
‫التبتيت من إشهار وقبول عروض وفتحها وفرزها وتدوين املحاضر الضرورية‬ ‫باستكمال جميع إجراءات ّ‬
‫ّ‬
‫متعهد من ذوي االحتياجات الخصوصية‪ ،‬كما أكد ّأن معلوم اإليواء‬
‫في ذلك قبل إسناد استغالل املأوى إلى ّ‬
‫ّ‬
‫لم يتجاوز ‪ 100‬مليم للسيارة‪،‬‬

‫مما يقيم ّ‬
‫الدليل على حصول اإلخالل الوارد أعاله وورد بصفة‬ ‫نص رفع ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫وحيث خال ّ‬
‫عامة دون تحديد األخطاء املرتكبة من قبل ّ‬
‫املدعى عليه بصفة دقيقة‪،‬‬ ‫ّ‬

‫الدعوى وال بالوثائق املظروفة بامللف ما يثبت قيام ّ‬


‫املدعى‬ ‫وحيث لم يرد ال بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫يتوفر في ملف القضية ما يقيم ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليه بمخالفة األحكام القانونية املشار إليها ّ‬
‫الحجة‬ ‫بنص املأخذ‪ ،‬كما لم‬
‫التصرف في ممتلكات املعهد املتمثلة في موضوع الحال في مأوى ّ‬
‫سيارات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫على مخالفته لقواعد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث بناء على ما سبق بيانه وعمال باملبدأ القانوني "البينة على من ادعى"‪ ،‬فقد بات من املتعين‬
‫ّ‬ ‫ّرد ّ‬
‫الدعوى فيما تعلق بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الخامس ‪:‬‬

‫العرضية (كراء مأوى ّ‬


‫السيارات‪ ،‬كراء‬ ‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه قيامه بتنزيل بعض املداخيل‬
‫ّ‬
‫فضاء للطبع‪ ،‬كراء مشرب) بحسابات الجمعيات بدال عن ميزانية املعهد‪،‬‬

‫‪97‬‬
‫يتم تحقيق "مقابيض أخرى" وإدراجها بموارد‬‫الدعوى ّأنه لم ّ‬ ‫وحيث ورد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫معينات كراء فضاءات‬‫الرغم من ثبوت تحقيق مداخيل من قبل إدارة املعهد تتم ّثل في قبض ّ‬
‫املعهد على ّ‬
‫راجعة مللك املعهد على غرار مأوى ّ‬
‫السيارات ومشرب وفضاء للطبع ومداخيل اإلنترنات‪،‬‬

‫أقر ّ‬
‫املدعى عليه بقيامه بتنزيل مداخيل استغالل هذه املمتلكات الراجعة ملعهد‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين من الوثائق املظروفة بملف القضية ّأن مبلغا يساوي ‪1.343،500‬‬
‫(‪)...‬بحسابات الجمعيات‪ ،‬كما ّ‬
‫تم قبضه خالل السنة الدراسية ‪ 2008-2007‬وذلك بين ‪ 7‬سبتمبر ‪ 2007‬و‪ 30‬أفريل ‪ 2008‬لقاء‬ ‫دينارا ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تتمثل في مأوى ّ‬
‫ومحل أكلة سريعة‬ ‫ومحل طباعة‬ ‫سيارات ومشربين‬ ‫استغالل عقارات على ملك املعهد‬
‫ّ‬
‫ومحل التعاضدية املدرسية‪،‬‬

‫تم بناء على مذكرات‬‫أن تنزيل هذه املداخيل بحسابات الجمعيات قد ّ‬‫املدعى عليه ب ّ‬
‫وحيث دفع ّ‬
‫ومعممة على جميع ّ‬
‫املؤسسات التربوية الراجعة لها‬ ‫ومناشير صادرة في الغرض عن وزارة التربية والتكوين ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأن هذه ّ‬ ‫بالنظر بالجمهورية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫التصرف املآخذ عليه‪ ،‬وأكد أنه لم‬ ‫املؤسسات ودون استثناء تقوم بنفس‬
‫يمكنه تنزيل املداخيل املتأتية من ممتلكات املعهد بامليزانية لغياب عنوان استخالص هذه األموال بتبويب‬
‫امليزانية‪،‬‬

‫مدعما ّ‬
‫بمؤيدات يمكن االعتماد عليها إلخالء‬ ‫وحيث عالوة على ّأن ما أفاد به ّ‬
‫املدعى عليه لم يكن ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسؤوليته‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫فإنه ال يجوز للعون‬ ‫اإلدارية يغلب على مبدأ املساواة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫التصرفات‬ ‫شرعية‬ ‫فإن مبدأ‬
‫ّ‬
‫للتفص ي من املساءلة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫التمسك بمبدأ املساواة‬ ‫العمومي‬

‫نص الفصل ‪ 17‬من القانون األساس ي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬املؤرخ في ‪08‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫‪25‬‬ ‫ديسمبر ‪ 1967‬كما تم تنقيحه وإتمامه خاصة بالقانون األساس ي عدد ‪ 103‬لسنة ‪ 1996‬املؤرخ في‬
‫نوفمبر ‪ 1996‬والقانون األساس ي ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬املؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ 2004‬على ّأن املؤسسات العمومية‬
‫تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي وتخضع ألحكام هذا القانون األساس ي وألحكام مجلة‬
‫ّ‬
‫املحاسبة العمومية إال ما تستثنيه القوانين الخاصة بها‪،‬‬

‫نص الفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية على ّأن العمليات املالية واملحاسبية‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمؤسسات العمومية تنجز حسب القواعد ّ‬
‫املخصص مليزانية‬ ‫املقررة بالعنوان الثاني من نفس املجلة‬
‫الدولة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬


‫نص الفصل ‪ 69‬من نفس املجلة على أنه ال يجوز قبض إيرادات وجباية أموال إال من‬
‫قبل محاسبين عينوا لتلك الخطة بصفة قانونية وبموجب مستندات قانونية أو ترتيبية‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫نص الفصل ‪ 254‬من مجلة املحاسبة العمومية على ضرورة ترسيم كافة العمليات‬‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫باملؤسسات العمومية‪،‬‬ ‫الخاصة بممتلكات ّ‬
‫املؤسسة وفقا للقواعد ّ‬
‫املقررة بالدليل املحاسبي الخاص‬

‫وحيث صدر تبعا لذلك منشور وزير املالية في الغرض عدد ‪ 25‬بتاريخ ‪ 8‬جانفي ‪ 2002‬حول‬
‫ميزانيات ّ‬
‫املؤسسات العمومية الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية وتبويبها‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باملؤسسات العمومية‪ ،‬على غرار املشارب ومحالت‬ ‫وحيث تندرج املحالت والفضاءات الكائنة‬
‫ّ‬
‫التصرف فيها على نحو يكفل حمايتها‬ ‫املؤسسات التي ّ‬
‫يتعين عليها‬ ‫الطباعة واملآوي‪ ،‬ضمن ممتلكات هذه ّ‬
‫وحسن استغاللها‪،‬‬

‫ّ‬
‫ومحالت راجعة مللك ّ‬
‫املؤسسات‬ ‫وحيث ينبغي تنزيل املداخيل املتأتية من تسويغ فضاءات‬
‫العمومية الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية ضمن مواردها الذاتية طبقا للفصل ‪ 254‬من مجلة‬
‫املحاسبة العمومية وملنشور وزير املالية املذكور أعاله‪ ،‬وهي بالتالي تكتس ي صبغة أموال عمومية ال ّ‬
‫يخول‬
‫ّ‬
‫املختص قبضها وصرفها‪،‬‬ ‫قانونا لغير املحاسب العمومي‬

‫ّ‬ ‫تصرف ّ‬ ‫تقدم ّأن ّ‬ ‫مما ّ‬‫وحيث يستخلص ّ‬


‫املدعى عليه فيما يتعلق بعدم تنزيل مداخيل تسويغ‬
‫ملخصصة للطباعة واملشرب واألكلة السريعة الكائنة باملعهد والبالغة حسب‬ ‫السيارات واملحالت ا ّ‬
‫مأوى ّ‬
‫و‪ 672,5‬دينارا لسنة‬ ‫يومية حسابية الجمعية املظروفة بامللف ‪ 671‬دينارا للسنة املالية ‪2007‬‬
‫‪ ،2008‬مخالفا ملقتضيات الفصول ‪ 69‬و‪ 237‬و‪ 254‬من مجلة املحاسبة العمومية وذلك بإقراره تنزيل‬
‫هذه املبالغ بحساب الجمعيات عوضا عن ميزانية املعهد طبقا للقواعد ّ‬
‫املقررة في الغرض‪،‬‬
‫تم تفويته من موارد على ميزانية املعهد لسنتي ‪2007‬‬‫تقدم‪ّ ،‬أن ما ّ‬
‫وحيث ّيتضح بناء على ما ّ‬
‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل ّ‬
‫األول من‬ ‫يعد خطأ ّ‬ ‫واملقدر بمبلغ ‪ 1.343،500‬دينا ا ّ‬
‫ّ‬ ‫و‪2008‬‬
‫ر‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪،‬‬

‫عن املأخذ السادس‬

‫املدعى عليه فرض معاليم ترسيم بمبلغ ‪ 10‬دنانير على ّ‬


‫التالميذ عوضا عن ‪5‬‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫دنانير‪ ،‬وذلك خالفا ملناشير صادرة في الغرض‪،‬‬

‫املدعى عليه قام خالل السنة الدراسية ‪-2007‬‬ ‫الدعوى ّأن ّ‬ ‫وحيث ورد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫‪ 2008‬بقبض معاليم ترسيم التالميذ بمبلغ ‪ 10‬دنانير عوضا عن ‪ 5‬دنانير وذلك خالفا للمناشير الصادرة‬
‫في الغرض‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫ّ‬ ‫الدعوى وثيقة ممضاة من قبل ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫املدعى عليه تنظم تراتيب‬ ‫وحيث أرفق بتقرير‬
‫الترسيم باملعهد للسنة الدارسية ‪ ،2008-2007‬وقد ورد بقائمة الوثائق املطلوبة إلتمام إجراءات ترسيم‬
‫التالميذ باملعهد دفع مبلغ ‪ 10‬دنانير مقابل رسوم التسجيل والتأمين واملكتبة واملساهمات‪،‬‬

‫بأن مبلغ ‪ 10‬دنانير املقبوض هو مبلغ جزافي جرى اعتماده من قبل ّ‬


‫كل‬ ‫املدعى عليه ّ‬‫وحيث دفع ّ‬
‫املعاهد بدون استثناء مقابل تسليم وصل للتالميذ في ذلك‪ ،‬وهو ّ‬
‫مقسم بين ‪ 5‬دنانير معاليم ترسيم وتأمين‬
‫ومكتبة إجبارية حسب مناشير وزارة التربية والتكوين‪ ،‬و‪ 5‬دنانير اختيارية ترصد في حسابات الجمعيات‬
‫التي تنشط باملعهد ويعفى منها التالميذ غير القادرون على دفعها‪،‬‬

‫ينص الفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية على ّأن العمليات املالية واملحاسبية‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمؤسسات العمومية تنجز حسب القواعد ّ‬ ‫ّ‬
‫املخصص مليزانية‬ ‫املقررة بالعنوان الثاني من نفس املجلة‬
‫واملقررة ّ‬
‫بالنصوص الصادرة في إحداثها أو تنظيمها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الدولة مع مراعاة األساليب الخاصة بتنظيمها‬

‫وحيث صدر في الغرض تبعا لذلك منشور وزير املالية عدد ‪ 25‬بتاريخ ‪ 8‬جانفي ‪ 2002‬حول‬
‫ّ‬
‫متضمنا في ميزانية املوارد‬ ‫املؤسسات العمومية الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية وتبويبها‬ ‫ميزانيات ّ‬
‫ّ‬
‫املخصصة‬ ‫ّ‬
‫واملتفرع إلى ثالث فقرات منها "الفقرة ‪"99‬‬ ‫"الفصل ‪ 10‬مساهمة التالميذ في الحياة املدرسية"‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمساهمات األخرى إلى جانب الفقرتين ‪ 01‬و‪ 02‬املتعلقتين بمعاليم التسجيل والتأمين واملكتبة واملعاليم‬
‫املدرسية‪،‬‬
‫كل تلميذ بعنوان معاليم‬ ‫املدعى عليه بقبض مبلغ جزافي قدره ‪ 10‬دنانير عن ّ‬ ‫وحيث ثبت قيام ّ‬
‫فإن تصرفه على هذا‬ ‫ثم ّ‬ ‫التسجيل والتأمين واملكتبة إضافة إلى املساهمات طبقا للتبويب املعتمد‪ ،‬ومن ّ‬
‫املؤسسات العمومية طبقا للفصل ‪ 237‬من مجلة‬ ‫انية ّ‬ ‫يعد مطابقا للتراتيب الخاصة املنظمة مليز ّ‬ ‫ّ‬
‫النحو ّ‬
‫املحاسبة العمومية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث انحصرت مؤاخذة ّ‬


‫املدعى عليه في توظيف مبالغ غير مرخص فيها وقبضها وقد سكت‬
‫ّ‬
‫املدعي عن مآل تنزيل املبالغ املقبوضة بامليزانية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف طبقا للفقرة الخامسة من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث لم تتوفر جميع أركان خطأ‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪1987‬‬ ‫‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫الدولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعين ّرد الدعوى في ما تعلق‬
‫العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬وعليه فقد بات من ّ‬
‫بهذا املأخذ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫عن املأخذ السابع‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه توظيف مقابل الستعمال األنترنات دون سند قانوني وذلك بمقدار‬
‫دينارين عن ّ‬
‫كل تلميذ‪،‬‬

‫ّ‬
‫التصرف في املعدات اإلعالمية‬ ‫الدعوى أي مأخذ بخصوص‬ ‫وحيث لم يرد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫للمدعى عليه من قبل فريق ّ‬
‫التفقد اإلداري واملالي لوزارة‬ ‫للمعهد‪ ،‬وورد بالوثائق املظروفة بامللف استجواب ّ‬
‫تعهد من‬‫التربية والتكوين بخصوص توظيف معلوم على التالميذ الستعمال األنترنات مشطوب دون ّ‬
‫قبلهم‪،‬‬

‫ّ‬
‫املوظف بين ما هو ّ‬
‫مدون باالستجواب (دينار أو ‪3‬‬ ‫وحيث تضاربت البيانات بخصوص املعلوم‬
‫تم تدوينه بعريضة رفع ّ‬
‫الدعوى (ديناران)‪،‬‬ ‫دنانير) وما ّ‬

‫ّ‬ ‫مما يقيم ّ‬ ‫نص رفع ّ‬


‫الدعوى ّ‬ ‫وحيث خال ّ‬
‫الدليل على حصول اإلخالل الوارد أعاله‪ ،‬كما أنه ورد‬
‫عامة دون تحديد األخطاء املرتكبة من قبل ّ‬
‫املدعى عليه بصفة دقيقة‪،‬‬ ‫بصفة ّ‬

‫الدعوى وال بالوثائق املظروفة بامللف ما يثبت قيام ّ‬


‫املدعى‬ ‫وحيث لم يرد ال بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫عليه بمخالفة األحكام القانونية املشار إليها ّ‬
‫بنص املأخذ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الحجة على مخالفة ّ‬ ‫يتوفر في ملف القضية ما يقيم ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف في‬ ‫املدعى عليه لقواعد‬ ‫وحيث لم‬
‫ممتلكات املعهد املتمثلة في موضوع الحال في املعدات اإلعالمية‪،‬‬

‫املدعى عليه ّ‬
‫بأن ّ‬
‫كل تلميذ يقوم باستعمال األنترنات وباستخراج وثائق للطباعة‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫ّ‬
‫يوظف عليه معلوم قدره دينار واحد للساعة مساهمة منه في جزء من املصاريف املتعلقة بالتجهيز‬
‫واالستهالك‪ّ ،‬‬
‫وأقر بتنزيل مداخيل هذا املعلوم بموارد جمعية العمل التنموي مقابل وصل في الغرض‪،‬‬

‫ينص الفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية على ّأن العمليات املالية واملحاسبية‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للمؤسسات العمومية تنجز حسب القواعد ّ‬ ‫ّ‬
‫املخصص مليزانية‬ ‫املقررة بالعنوان الثاني من نفس املجلة‬
‫واملقررة ّ‬
‫بالنصوص الصادرة في إحداثها أو تنظيمها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الدولة مع مراعاة األساليب الخاصة بتنظيمها‬

‫وحيث صدر في الغرض تبعا لذلك منشور وزير املالية عدد ‪ 25‬بتاريخ ‪ 8‬جانفي ‪ 2002‬حول‬
‫ّ‬
‫متضمنا في ميزانية املوارد‬ ‫املؤسسات العمومية الخاضعة ملجلة املحاسبة العمومية وتبويبها‬ ‫ميزانيات ّ‬
‫ّ‬
‫املخصصة‬ ‫ّ‬
‫واملتفرع إلى ثالث فقرات منها "الفقرة ‪"99‬‬ ‫"الفصل ‪ :10‬مساهمة التالميذ في الحياة املدرسية"‬
‫للمساهمات األخرى‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫وحيث ثبت قيام ّ‬
‫املدعى عليه بقبض مبلغ جزافي قدره ديناران عن ّ‬
‫كل تلميذ بعنوان استعمال‬
‫النحو ّ‬
‫يعد مطابقا للتراتيب‬ ‫تصرفه على هذا ّ‬
‫فإن ّ‬‫ثم ّ‬‫األنترنات والطباعة طبقا للتبويب املعتمد‪ ،‬ومن ّ‬
‫ّ‬
‫للمؤسسات العمومية طبقا للفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية‪،‬‬ ‫الخاصة املنظمة‬

‫ّ‬
‫مرخص فيها وقبضها وسكت ّ‬ ‫وحيث انحصرت مؤاخذة ّ‬
‫املدعي‬ ‫املدعى عليه في توظيف مبالغ غير‬
‫عن مآل تنزيل املبالغ املقبوضة بامليزانية‪،‬‬

‫الدعوى وال بالوثائق املظروفة بامللف ما يثبت قيام ّ‬


‫املدعى‬ ‫وحيث لم يرد ال بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫املدعي عند مؤاخذة عون‬‫بنص املأخذ‪ ،‬والحال ّأنه يجب على ّ‬
‫عليه بمخالفة األحكام القانونية املشار إليها ّ‬
‫ّ‬
‫املخل بقاعدة قانونية‬ ‫ّ‬
‫التصرف‬ ‫يؤيد املأخذ بإثبات حصول‬ ‫عمومي عن ارتكاب أفعال مخالفة للقانون أن ّ‬
‫بذاتها من قبل ذلك العون‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف طبقا للفقرة الخامسة من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث لم تتوفر جميع أركان خطأ‬
‫‪ 6‬جويلية‬ ‫‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي‬ ‫‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫ترتكب إزاء الدولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬وعليه فقد بات من ّ‬
‫املتعين رد الدعوى فيما‬
‫ّ‬
‫تعلق بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثامن‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه توظيف مقابل الستعارة الكتب من املكتبة دون سند قانوني‬
‫بمقدار ‪ّ 100‬مليم عن ّ‬
‫كل تلميذ‪،‬‬

‫مما يقيم ّ‬
‫الدليل على حصول اإلخالل الوارد أعاله وورد بصفة‬ ‫نص رفع ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫وحيث خال ّ‬
‫عامة دون تحديد األخطاء املرتكبة من قبل ّ‬
‫املدعى عليه بصفة دقيقة‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث لم يرد ال بتقرير ّ‬


‫التفقد سند ا ّلدعوى وال بالوثائق املظروفة بامللف ما يثبت قيام ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه بمخالفة األحكام القانونية املشار إليها ّ‬
‫بنص املأخذ‪،‬‬

‫ّ‬ ‫الحجة على مخالفة ّ‬


‫يتوفر في ملف القضية ما يقيم ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف في‬ ‫املدعى عليه لقواعد‬ ‫وحيث لم‬
‫ممتلكات املعهد املتمثلة في موضوع الحال في املكتبة ومكوناتها‪،‬‬

‫‪102‬‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّأن ّ‬
‫وحيث أفاد ّ‬
‫كل تلميذ يقوم باستعارة كتاب مدرس ي من املكتبة يوظف عليه‬
‫معلوم بمقدار ‪ّ 100‬مليم مساهمة منه في بنك الكتاب الراجع ّ‬
‫بالنظر إلى املنظمة التونسية للتربية‬
‫وأقر بتنزيل مداخيل هذا املعلوم بموارد هذه الجمعية مقابل وصل في الغرض‪ ،‬كما أفاد ّ‬
‫بأن بنك‬ ‫واألسرة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الكتاب منظومة متكاملة ومستقلة عن املكتبة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف طبقا للفقرة الخامسة من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث لم تتوفر جميع أركان خطأ‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪1987‬‬ ‫‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫الدولة‬
‫ّ‬ ‫املتعين ّرد ّ‬
‫العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬وعليه فقد بات من ّ‬
‫الدعوى في ما تعلق‬
‫بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ التاسع‬

‫ّ‬
‫الشهادات املدرسية بمقابل ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫مالي قدره‬ ‫املدعى عليه القيام بتسليم نسخ من‬
‫ّ‬
‫ديناران عن النسخة الواحدة دون سند قانوني‪،‬‬

‫كل تلميذ يقوم باستخراج نسخة من شهادته‬ ‫املدعى عليه بما نسب إليه ّ‬
‫بأن ّ‬ ‫وحيث اعترف ّ‬
‫ّ‬
‫يوظف عليه معلوم بمقدار دينارين‪ّ ،‬‬
‫وأقر بتنزيل مداخيل هذا املعلوم بموارد جمعية العمل‬ ‫املدرسية‬
‫التنموي‪،‬‬

‫يحجر الفصل ‪ 24‬من مجلة املحاسبة العمومية توظيف ضرائب قارة كانت أو غير قارة‬ ‫وحيث ّ‬
‫لم تأتي بها ميزانيات املقابيض أو القوانين وعند االقتضاء التراتيب التطبيقية لها كيفما كانت الصفة أو‬
‫العنوان الذي تستخلص به‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫ينص الفصل ‪ 69‬من املجلة نفسها على أنه يؤذن سنويا في جباية املعاليم واملحاصيل‬
‫ّ‬
‫وغيرها من اإليرادات العامة بمقتض ى قانون املالية املقرر للميزانية وأنه ال يجوز قبض إيرادات وجباية‬
‫أموال إال من قبل محاسبين عينوا لتلك الخطة بصفة قانونية وبموجب مستندات قانونية أو ترتيبية‪.‬‬
‫وكل موظف أو عون مكلف بالتحصيل يتولى االستخالص بدون مستنـدات قانونيـة يقع تتبعه عدليا‬
‫كمختلس ألموال ّ‬
‫الدولة‪،‬‬

‫‪103‬‬
‫ّ‬ ‫تصرف املدعى عليه على هذا ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫النحو بوصفه مديرا للمعهد وهو مكلف بمقتض ى القوانين‬
‫والتراتيب املنظمة للتربية والتكوين بتسيير هذا املرفق العمومي مع االلتزام بالواجبات املحمولة عليه‬
‫بصفته تلك‪،‬‬

‫وحيث ضبط قرار وزير التربية والتكوين ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 7‬جانفي ‪ 2003‬الخدمات اإلدارية املسداة‬
‫من طرف املصالح التابعة لوزارة التربية والتكوين وشروط إسنادها ومنها خدمة الحصول على نظير من‬
‫أي معاليم كانت مقابل الحصول على الشهادة‬ ‫شهادة أو بيان أعداد‪ ،‬ولم يشترط هذا القرار توظيف ّ‬
‫املدرسية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫تصرف ّ‬‫تقدم ّأن ّ‬ ‫مما ّ‬ ‫وحيث يستخلص ّ‬


‫املدعى عليه فيما يتعلق بتسليم نظير من الشهادة‬
‫يعد مخالفا ملقتضيات الفصول ‪ 24‬و‪ 69‬و‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية‬ ‫املدرسية بمقابل دينا ان‪ّ ،‬‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولقرار وزير التربية والتكوين املؤرخ في ‪ 7‬جانفي ‪ 2003‬املتعلق بضبط الخدمات اإلدارية املسداة من طرف‬
‫املصالح التابعة لوزارة التربية والتكوين وشروط إسنادها‪ ،‬وذلك بإقراره بقيامه بتوظيف معاليم جزافية‬
‫على تسليم نظير من الشهادة املدرسية لطالبها‪،‬‬
‫فإن توظيف معاليم قارة على تسليم نظير من الشهادة املدرسية ّ‬
‫يعد‬ ‫تقدم‪ّ ،‬‬
‫وحيث بناء على ما ّ‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪20‬‬ ‫تصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل ّ‬ ‫خطأ ّ‬
‫جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪،‬‬

‫عن املأخذين العاشروالحادي عشر‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم اعتماد بعض دفاتر الجرد وبطاقات الخزن وعدم تحيين‬
‫البعض اآلخر وعدم تركيز لجنة قبول البضاعة‪،‬‬

‫الدعوى مؤاخذة ّ‬
‫املدعى عليه بخصوص مسك حسابية املواد‬ ‫وحيث ورد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬
‫املدعى عليه من قبل فريق ّ‬
‫التفقد اإلداري‬ ‫وقبول البضاعة‪ ،‬وورد بالوثائق املظروفة بامللف استجواب ّ‬
‫تضمنت إجابته معارضة صريحة ملا ورد ّ‬
‫بنص‬ ‫واملالي لوزارة التربية والتكوين بخصوص هذا املأخذ‪ ،‬وقد ّ‬
‫املأخذ‪ ،‬ولم يقم فريق ّ‬
‫التفقد بالتعقيب عن إجابته وتقديم الحجج عند االقتضاء‪،‬‬

‫كل ممتلكات املعهد العقارية منها واملنقولة لها دفاتر جرد‬‫أن ّ‬‫املدعى عليه ب ّ‬
‫وحيث أفاد ّ‬
‫يتم من قبل إطار تحت إشرافه‪،‬‬ ‫وأقر ّ‬
‫بأن تحيينها ومتابعتها ّ‬ ‫وجذاذات الذخيرة املتعلقة بها‪ّ ،‬‬

‫الدليل على حصول اإلخالالت الواردة أعاله ّ‬


‫وأن‬ ‫مما يقيم ّ‬ ‫وحيث ّإن ملف ّ‬
‫الدعوى جاء خاليا ّ‬
‫عامة دون تحديد األخطاء املرتكبة من قبل ّ‬
‫املدعى عليه بصفة دقيقة كتحديد‬ ‫تقرير ّ‬
‫التفقد ذكرها بصفة ّ‬

‫‪104‬‬
‫دفاتر الجرد غير املعتمدة أو مواد الخزن غير املفردة ببطاقات خزن وقيمة هذه املواد أو الشراءات التي‬
‫الدعوى اعتماد ّ‬
‫املدعى‬ ‫تضمن تقرير ّ‬
‫التفقد سند ّ‬ ‫تم قبولها دون مصادقة لجنة القبول ومبالغها‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ّ‬
‫الدعوى جدية هذا املأخذ ويسبغه‬ ‫مما ينفي عن ّ‬ ‫عليه لدفاتر جرد باستثناء البعض منها دون أن ّ‬
‫يحددها ّ‬
‫ّ‬
‫الشك في وجاهته‪،‬‬ ‫بعيب‬

‫النظري واملخزون الحقيقي‬ ‫التفقد عدم التطابق بين املخزون ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث لم يثبت من تقرير‬
‫للفصول املخزنة‪ ،‬وقد وردت عبارات املأخذ عامة وغير دقيقة ولم ّ‬
‫يتم ذكر الفترة التي يرجع إليها آخر‬
‫ّ‬ ‫يتوفر في ملف القضية ما يقيم ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف في مسك‬ ‫الحجة على مخالفة‬ ‫تحيين لسجالت املخزون‪ ،‬كما لم‬
‫ّ‬
‫وحفظ مواد وممتلكات املعهد من قبل املدعى عليه أو قبوله ملواد معيبة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف طبقا للفقرة الخامسة من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث لم تتوفر جميع أركان خطأ‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪1987‬‬ ‫‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫الدولة‬
‫ّ‬ ‫املتعين ّرد ّ‬
‫العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬وعليه فقد بات من ّ‬
‫الدعوى في ما تعلق‬
‫بهذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املآخذ من ‪ 12‬إلى ‪16‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫بالتصرف في الشؤون اإلدارية للمعهد‬ ‫املدعى عليه جملة من املآخذ تتعلق‬
‫ّ‬
‫تتمثل في خمسة إخالالت‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫التصرف في شؤون ّ‬
‫التالميذ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬عدم تطبيق منظومة ‪ Eduserv‬في‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عدم استعمال الوثائق ّ‬
‫املقيسة مثل بطاقات الحضور واالنصراف والشهائد املدرسية‪،‬‬
‫‪ -‬غياب املتابعة لبطاقات الحضور واالنصراف وعدم اعتماد بطاقات التأخير‪،‬‬
‫‪ -‬عدم القيام بتحيين بطاقات العطل ّ‬
‫التابعة لألساتذة واألعوان‪،‬‬
‫ّ‬
‫البيداغوجية مع عدم‬ ‫ّ‬
‫وسجل االجتماعات‬ ‫ّ‬
‫سجل االجتماعات اإلدارية‬ ‫‪ -‬عدم الفصل بين‬
‫ّ‬
‫تحيين ّسجلها التاريخي منذ السنة الدراسية ‪،2007/2006‬‬

‫ّ‬ ‫الدعوى مؤاخذة ّ‬ ‫ّ‬


‫التفقد سند ّ‬
‫املدعى عليه بخصوص مسك سجالت‬ ‫وحيث ورد بتقرير‬
‫االجتماعات اإلدارية والبيداغوجية وتحيينها وتقصيره في اعتماد منظومة معتمدة من وزارة اإلشراف‬
‫مقيسة وغياب متابعة الحضور وعدم تحيين‬‫للتصرف في شؤون التالميذ وعدم استعمال وثائق إدارية ّ‬ ‫ّ‬
‫بطاقات العطل التابعة لألساتذة واألعوان‪ ،‬كما ورد بالوثائق املظروفة بامللف استجواب ّ‬
‫املدعى عليه من‬

‫‪105‬‬
‫تضمنت إجابته‬ ‫ّ‬
‫التفقد اإلداري واملالي لوزارة التربية والتكوين بخصوص هذه املآخذ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫قبل فريق‬
‫ّ‬ ‫معارضة صريحة ملا ورد ّ‬
‫بنص جميع املآخذ‪ ،‬ولم يقم فريق التفقد بالتعقيب عن إجابته وتقديم الحجج‬
‫عند االقتضاء‪،‬‬

‫املدعى عليه على االستجواب املذكور بخصوص عدم استعمال منظومة‬ ‫بنص إجابة ّ‬
‫وحيث ورد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التالميذ ّأن هذا التقصير ّ‬
‫التصرف في شؤون ّ‬
‫ّ‬
‫مرده عدم توفر الحاسوب الالزم لتشغيلها والذي‬ ‫إعالمية في‬
‫املدعى عليه ّأن‬
‫نص اإلجابة‪ ،‬األمر الذي يستخلص معه من إجابة ّ‬ ‫طال ترقبه منذ عديد السنوات حسب ّ‬
‫الوزارة املشرفة على املعهد لم تمكنه من جميع املوارد الضرورية لتشغيل املنظومة املذكورة‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ال يمكن مؤاخذة العون العمومي إال في حدود ما رصد له من موارد‪،‬‬

‫وحيث أنكر ّ‬
‫املدعى عليه جميع ما نسب إليه في هذه املآخذ‪،‬‬

‫الدليل على حصول اإلخالالت الواردة أعاله ّ‬


‫وأن‬ ‫مما يقيم ّ‬ ‫وحيث ّإن ملف ّ‬
‫الدعوى جاء خاليا ّ‬
‫املدعى عليه بصفة دقيقة كتحديد‬‫عامة دون تحديد األخطاء املرتكبة من قبل ّ‬ ‫تقرير ّ‬
‫التفقد ذكرها بصفة ّ‬
‫آثار الجمع بين سجل االجتماعات اإلدارية والبيداغوجية أو حصول األساتذة أو األعوان على أيام عطل‬
‫التزود واملخزون من الوثائق ّ‬
‫املقيسة غير‬ ‫غير مستحقة نتيجة لعدم متابعة بطاقات عطلهم أو مبالغ ّ‬
‫مما ينفي عن ّ‬
‫الدعوى‬ ‫املستعملة كي ّ‬
‫يتسنى تكييفها من الناحية القانونية والحكم بوجود الخطأ من عدمه ّ‬
‫ّ‬
‫الشك في وجاهتها‪،‬‬ ‫جدية هذه املآخذ ويسبغها بعيب‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف طبقا للفقرة الخامسة من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث لم تتوفر جميع أركان خطأ‬
‫املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪1987‬‬ ‫‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ّ 1985‬‬
‫وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بتحديد أخطاء ّ‬
‫الت ّ‬
‫صرف التي ترتكب إزاء‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬وعليه فقد بات من املتعين رد الدعوى فيما تعلق‬
‫بهذه املآخذ‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫الدعوى شكال وفي األصل إدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما ثبت في جانبه‬ ‫قررت املحكمة ‪ :‬قبول ّ‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫مرتبه السنوي‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬ ‫من أخطاء ّ‬
‫بحد الجزء الثاني عشر (‪ )12/1‬من كامل‬ ‫تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫الخام بما قدره ألف ومائتا دينار(‪ 1200‬د) ّ‬
‫ورد الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫كل من ّ‬ ‫ّ‬
‫الطاهر العلوي وعضوية ّ‬ ‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة ّ‬
‫السيدة‬ ‫السيد‬
‫كلثوم مريبح ّ‬
‫والسادة سامي بن علي ولطفي ثائري وزكرياء ّ‬
‫حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 19‬جوان ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجويني‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫القرارعدد ‪ 411‬الصادربتاريخ ‪ 19‬جوان ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 411‬تبعا للدعوى املرفوعة‬
‫من قبل وزيرالتربية ّ‬
‫ضد مديرمعهد ثانوي‪.‬‬

‫التصرف املوجب ّ‬
‫للتتبع‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ال يمكن مؤاخذة ّ‬
‫املدعى عليه بناء على دعوى ال تتضمن ذكر خطأ‬
‫بصفة واضحة ومأخذ غير ّ‬
‫محدد في الزمان‪.‬‬

‫ّ‬
‫التصرف أن يستظهر بإذن كتابي صدر إليه قبل‬ ‫‪ -‬ال ّ‬
‫تطبق العقوبات إذا أمكن ملرتكب خطأ‬
‫العملية ّ‬
‫املتهم من أجلها وذلك عمال بالفصل ‪ 5‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫ّ‬
‫مبررا بحرص‬‫املتخلدات بعنوان استهالك املاء والهاتف كان ّ‬ ‫‪ -‬طاملا كان ثابتا ّأن عدم خالص‬
‫فإن ذلك ّ‬
‫يعد سببا إلعفائه من العقوبة في هذا‬ ‫العام التربوي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه على تأمين استمرارية املرفق ّ‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫‪ -‬طاملا ّأن عملية تسجيل ّ‬


‫املواد املقتناة في دفاتر الجرد هي عملية ترمي إلى ضمان حمايتها من‬
‫يتم ّ‬
‫بمجرد استالمها‪.‬‬ ‫خالل توثيقها‪ّ ،‬‬
‫فإن إنجازها ّ‬

‫‪ّ -‬إن تعيين عون خزن من عدمه‪ ،‬ولئن كان خارجا عن نطاق مشموالت مدير املعهد‪ ،‬ال يمكن‬
‫ّ‬
‫املواد وتحيينها‬ ‫في ّ‬
‫كل األحوال ومهما يكن من أمر‪ ،‬أن يعفي هذا األخير من مسؤولية مسك حسابية‬
‫ّ‬ ‫األول عن هذه العملية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫باعتباره املسؤول ّ‬
‫يعد مخالفة ملقتضيات مجلة املحاسبة العمومية في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمواد املتعلقة بمكاسب‬ ‫فصلها الفصل ‪ 253‬الذي نص على ّأن اآلمر بالصرف مطالب بمسك حسابية‬
‫ّ‬
‫املؤسسة‪.‬‬

‫للمؤسسات العمومية اإلدارية حسب القواعد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬


‫املقررة‬ ‫‪ -‬تنجز العمليات املالية واملحاسبية‬
‫ّ‬
‫لتنفيذ ميزانية الدولة عمال بأحكام الفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية وبالتالي ال يجوز عقد نفقة‬
‫أو صرفها ما لم يقع تقريرها بامليزانية‪.‬‬

‫‪ّ -‬إن دفع ّ‬


‫املدعى عليه بعدم كفاية االعتمادات املرصودة ال يعفيه من املسؤولية املحمولة عليه‬
‫بفعل عقد نفقات بدون أن يخصص لها ما يقابلها من اعتمادات وذلك خالفا ملقتضيات الفصل ‪ 85‬من‬
‫ّ‬
‫مجلة املحاسبة العمومية‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫ّ‬
‫نص القرارعدد ‪411‬‬
‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫بعد االطالع على مكتوب وزير التربية الصادر تحت ختمه بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2012‬والوارد على‬
‫كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2012‬والرامي إلى إثارة التتبع ضد ّ‬
‫السيد‬
‫ّ‬
‫التصرف تمثلت في‪:‬‬ ‫(‪ )...‬بصفته مديرا ملعهد ثانوي من أجل ارتكابه أخطاء في‬

‫ّ‬
‫‪-‬مخالفة أحكام مجلة املحاسبة العمومية‪،‬‬
‫ّ‬
‫املتخلدة ّ‬ ‫‪ -‬تجاوز االعتماد املفتوح بميزانية املعهد ّ‬
‫بذمته‪،‬‬ ‫لعدة سنوات وعدم خالص الديون‬
‫‪-‬عدم االلتزام بقواعد حسابية ّ‬
‫املواد‪،‬‬

‫تسببت هذه التجاوزات حسب عريضة الدعوى في إلحاق أضرار كبيرة باملعهد وإثقال‬‫وقد ّ‬
‫كاهله بديون بلغت في مجملها ‪ 46,131‬أ‪.‬د‪،‬‬

‫وعلى مكتوب مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 2012‬واملتعلق‬
‫بإحالة ّملف القضية على الدائرة ّ‬
‫للتعهد بها تحت العدد ّ‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫ّ‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2012‬واملتعلق بفتح التحقيق في‬
‫القضية وتعيين القاضية السيدة وفاء بن عبد الصمد ّ‬
‫مقررة لها‪،‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 21‬جوان ‪،2016‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪،2018‬‬ ‫وعلى رأي وزير التربية‬

‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 21‬فيفري ‪،2019‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫املدعى عليه بتاريخ ‪8‬أفريل‪،2019‬‬‫وعلى مذكرة الدفاع املقدمة من قبل ّ‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫ّ‬
‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬
‫التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع‬

‫‪109‬‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عدد‬
‫‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪،2005‬‬

‫املعينة ليوم االثنين‪29‬أفريل‪ 2019‬وتسجيل حضور‬ ‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫مللخص من تقريرها واالستماع إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاضية ّ‬
‫املدعى‬ ‫املقررة السيدة وفاء بن عبد الصمد‬
‫عليه الذي طلب ّرد الدعوى واألخذ بعين االعتبار الظروف الواقعية التي آلت إلى اقتراف األخطاء املنسوبة‬
‫تتعلق ّ‬ ‫ّ‬ ‫إليه حيث ّ‬
‫خاصة بالفوانيس املقتصدة للطاقة‬ ‫تم إجباره من طرف الوزارة على القيام بنفقات‬
‫ظل محدودية‬ ‫التعهد بنفقات الكهرباء واملاء والهاتف وبقية النفقات في ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألعالم وكان الهدف من‬
‫املخصصة لذلك هو تأمين استمرارية املرفق ّ‬
‫العام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االعتمادات‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫‪12‬‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء‬
‫جوان ‪،2019‬‬

‫‪19‬‬ ‫وبها ّ‬
‫قررت املحكمة التمديد في أجل املفاوضة والتصريح بالحكم لجلسة يوم األربعاء‬
‫جوان ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمــة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية و الجوهرية ّ‬


‫وتعين‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬
‫قدمت الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫‪110‬‬
‫عن املأخـذ ّ‬
‫األول‪،‬‬

‫ّ‬ ‫حيث ُينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه مخالفة أحكام مجلة املحاسبة العمومية‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫حدد القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬سالف الذكر في فصليه ّ‬
‫األول والثالث أخطاء‬
‫ّ‬
‫التصرف املوجبة لإلدانة‪،‬‬

‫ّ‬
‫املؤرخة في ‪ 13‬جوان ‪ّ 1996‬أن القاض ي‬
‫مذكرة رئيس دائرة الزجر املالي عدد ‪ّ 108‬‬ ‫وحيث جاء في‬
‫محل ّ‬
‫التتبع أو على‬ ‫يتقيد بمضمون مكتوب رفع الدعوى سواء على مستوى العون أو األعوان ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫ّ‬
‫مستوى املآخذ املحمولة عليهم‪،‬‬

‫ّ‬
‫املذكرة سالفة الذكر على ّأنه ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫يتم التحقيق في املآخذ تباعا كما وردت بالدعوى‬ ‫نصت‬
‫والتثبت من مدى نسبتها إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه‪،‬‬ ‫والتأكد من قيامها واقعا من عدمه وتحديد تواريخ حصولها‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األول عدد ‪ّ 34‬‬‫وحيث جاء في منشور الوزير ّ‬


‫واملوجه إلى الوزراء أنه‬ ‫املؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪1989‬‬
‫ّ‬
‫القضية‬ ‫التصرف موضوع‬‫ّ‬ ‫يتعين في مكتوب رفع الدعوى ضبط عناصر الدعوى وذلك بعرض أخطاء‬ ‫ّ‬
‫وتطبيق النصوص املوجبة لإلحالة وهي الفقرة أو الفقرات املنطبقة على املعني باألمر من الفصل ّ‬
‫األول أو‬
‫الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املذكور آنفا‪،‬‬

‫وحيث ّأن املأخذ املذكور لم ّ‬


‫يحدد بصفة واضحة عنصر الدعوى املوجب ّ‬
‫للتتبع طبقا للفصل‬
‫ّ‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬سالف الذكر‪،‬‬

‫ومجردا ولم يستند إلى وقائع وأفعال ّ‬


‫محددة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّأن املأخذ املذكور جاء ّ‬
‫عاما‬

‫املدعى عليه بناء على مأخذ غير ّ‬


‫محدد‬ ‫مما سبق بيانه ّأنه ال يمكن مؤاخذة ّ‬
‫وحيث ُيستخلص ّ‬
‫نص على ذلك الفصل ّ‬
‫األول‬ ‫للتتبع بصفة واضحة كما ّ‬‫التصرف املوجب ّ‬ ‫ّ‬ ‫في الزمان وال من حيث ذكر خطأ‬
‫املتعين ّرد هذا املأخذ‪.‬‬
‫من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املذكور سلفا‪ ،‬وبالتالي فقد بات من ّ‬

‫عن املأخذ الثـاني‪،‬‬

‫مما ّأدى إلى‬ ‫املدعى عليه تجاوز االعتماد املفتوح بميزانية املعهد ّ‬
‫لعدة سنوات ّ‬ ‫حيث ُينسب إلى ّ‬
‫تخلدت ّ‬‫ّ‬
‫بذمته وبلغت حسب مكتوب رفع الدعوى ما جملته ‪ 46.131,097‬د‪،‬‬ ‫إثقال كاهله بديون‬

‫‪111‬‬
‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير ّ‬
‫تفقد ّ‬
‫تم إنجازه من قبل املندوبية‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫تولى عقد نفقات ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجهوية للتربية بمنوبة من ّأن ّ‬
‫خصت استهالك الكهرباء واستهالك املاء‬ ‫املدعى عليه‬
‫ّ‬
‫واالتصاالت الهاتفية وتحسين البنية التحتية للمعهد دون توفر اعتمادات كافية لذلك‪،‬‬

‫وحيث باشر ّ‬
‫املدعى عليه إدارة املعهد خالل الفترة من ‪ 1‬سبتمبر ‪ 2004‬إلى غاية ‪ 31‬أوت ‪،2011‬‬

‫ّ‬
‫املنجرة عن استهالك الكهرباء تعود أساسا إلى‬ ‫ّ‬
‫التفقد ّأن الديون‬ ‫وحيث جاء بنفس تقرير‬
‫ّ‬
‫محول كهربائي للمعهد نظرا لتعطب ّ‬ ‫تسديد معلوم شهري قدره ‪ 160‬د كمقابل لكراء ّ‬
‫املحول الرئيس ي‬
‫بمنوبة كانت على علم بهذه الوضعية‪،‬‬‫وأن املندوبية الجهوية للتربية ّ‬
‫املحول ّ‬
‫خزان ّ‬ ‫و‪140‬د شهريا لكراء ّ‬
‫كل من املعهد والشركة التونسية للكهرباء والغاز بتاريخ‬‫تم إمضاء عقد بين ّ‬ ‫وأضاف التقرير ّأنه ّ‬
‫‪26‬جانفي‪ 2006‬قصد كراء ّ‬
‫محول كهربائي‪،‬‬

‫ن ّ‬
‫املترتبة عن استهالك املاء مر ّدها وجود ّ‬
‫تسرب للمياه‬ ‫وحيث أشار نفس التقرير إلى ّأن الديو‬
‫ّ‬
‫مؤخرا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأن التغييرات على مستوى البنية التحتية للمعهد من توسيع للملعب وتوفير أوقية‬ ‫تم التفطن إليه‬
‫فإنها ساهمت في‬‫حديدية وغيرها ولئن لم يسبقها ترخيص أو إعالم املندوبية الجهوية للتربية بمنوبة ّ‬
‫املؤسسة ومعداتها من السرقة ودخول الغرباء وفي تحسين فضاءاتها‪،‬‬ ‫الحفاظ على ّ‬

‫ّ‬ ‫وحيث جاء بتقرير ّ‬


‫التفقد سالف الذكر ّأن ّ‬
‫املدعى عليه تولى خالل السنوات من ‪ 2008‬إلى‬
‫مزودين كالشركة التونسية للكهرباء والغاز وذلك دون ّ‬
‫التقيد‬ ‫‪ 2011‬عقد جملة من الشراءات لدى ّ‬
‫عدة ّ‬
‫ّ‬
‫الخاصة بالشراء العمومي‪،‬‬ ‫باإلجراءات القانونية‬

‫موضحا ّأن التجاوز الحاصل في‬ ‫املدعى عليه جزئيا ما ُنسب إليه بهذا الخصوص ّ‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫االعتمادات املفتوحة بميزانية املعهد سببه نزيف في أموال ّ‬
‫املؤسسة لم تتدخل الوزارة إليقافه رغم إعالمها‬
‫بذلك‪ ،‬فكان هذا التجاوز وتسجيل الديون بعلم من الوزارة واملندوبية الجهوية للتربية‪،‬‬

‫كل من الشركة التونسية‬‫املدعى عليه ما ُنسب إليه بخصوص تسجيل ديون تجاه ّ‬ ‫وحيث أنكر ّ‬
‫ّ‬
‫مؤشر عليهما من قبل ّ‬
‫كل من الشركة‬ ‫للكهرباء والغاز وشركة اتصاالت تونس مرفقا إجابته بوثيقتين‬
‫التونسية للكهرباء والغاز (اقليم ‪ )...‬والشركة التونسية لالتصاالت ( املركز الجهوي للفوترة) تثبتان غياب‬
‫ّ‬
‫املتخلد ّ‬ ‫متخلدات ّ‬ ‫ّ‬
‫بذمة املعهد‬ ‫مسجلة على كاهل معهد شارع االستقالل بوادي الليل‪ ،‬وأضاف أن املبلغ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملتعلق باستهالك املاء كان في حدود ‪ 2.798,200‬دينارا فقط‪ ،‬كما أشار إلى أنه خالف مجلة املحاسبة‬
‫وأن الوزارة أجبرته على اقتناء فوانيس مقتصدة‬ ‫العام ّ‬
‫ّ‬ ‫العمومية حرصا منه على عدم تعطيل املرفق‬
‫للطاقة وأعالم‪،‬‬

‫‪112‬‬
‫القضية مراسلة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫موجهة من مدير املعهد إلى املندوب الجهوي للتعليم (‪)...‬‬ ‫تضمن ملف‬
‫ّ‬
‫املتفقدة اإلدارية واملالية بتاريخ ‪ 16‬مارس‬ ‫بتاريخ ‪ 25‬نوفمبر ‪ 2011‬فضال عن مراسلة أخرى ّ‬
‫موجهة إلى‬
‫محول لفائدة الشركة بما قيمته ‪ 300‬د شهريا‪،‬‬ ‫‪ 2012‬إلعالمهما بإثقال ميزانية املعهد بنفقات كراء ّ‬

‫ّ‬
‫املتوفرة بتقرير ّ‬ ‫املقدمة من ّ‬
‫تبين من خالل فحص الوثائق ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫التفقد‬ ‫املدعى عليه وتلك‬
‫ّ‬
‫بخصوص املتخلدات بعنوان استهالك الكهرباء ّأن اإلدارة الجهوية للتعليم بمنوبة هي التي طالبت إقليم‬
‫محول احتياطي ملعهد شارع االستقالل بوادي الليل ّ‬
‫حتى‬ ‫الشركة التونسية للكهرباء والغاز بمنوبة بـ"توفير ّ‬
‫ال تبقى ّ‬
‫املؤسسة التربوية دون كهرباء"‪،‬‬

‫خاص بكراء ّ‬
‫املحول الكهربائي بل‬ ‫ّ‬ ‫يتم التنصيص ضمن ميزانية املعهد على فصل‬ ‫وحيث لم ّ‬
‫اقتصر توزيع امليزانية على نفقات استهالك الكهرباء‪،‬‬

‫األول عدد ‪ّ 7‬‬


‫املؤرخ في ‪ 21‬فيفري ‪ 2008‬ومن ّ‬
‫مقرر مدير‬ ‫وحيث ّ‬
‫يتبين من منشور الوزير ّ‬
‫البناءات والتجهيز بوزارة التربية عدد ‪ّ 8223‬‬
‫املؤرخ في ‪21‬أفريل‪ 2009‬دعوة جميع رؤساء املؤسسات‬
‫العمومية إلى تركيز الفوانيس املقتصدة للطاقة باملباني العمومية‪،‬‬

‫ينص الفصل الخامس من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬على ّأن العقوبات ال ّ‬


‫تطبق إذا‬ ‫وحيث ّ‬
‫التصرف أن يستظهر بإذن كتابي صدر إليه قبل العملية ّ‬
‫املتهم من أجلها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمكن ملرتكب خطأ‬

‫ّ‬
‫متخلدات بعنوان استهالك الكهرباء‪ّ ،‬‬ ‫وحيث لئن ّ‬
‫فإن ذلك كان بعد إعالم اإلدارة‬ ‫تم تسجيل‬
‫مما يستخلص معه غياب مسؤولية املدعى عليه في عدم خالص‬ ‫الجهوية للتربية (‪ )...‬وبالتنسيق معها ّ‬
‫ّ‬
‫وتعين لذلك ّرد هذا الفرع من املأخذ‪،‬‬
‫املسجلة بعنوان استهالك الكهرباء ّ‬
‫ّ‬ ‫املتخلدات‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين‪ ،‬بالرجوع إلى قائمة مستحقات الشركة الوطنية الستغالل وتوزيع املياه تجاه معهد‬
‫الصادر عن الشركة الوطنية‬ ‫شارع االستقالل بوادي الليل إلى غاية ‪ 06‬مارس ‪ 2012‬والواردة باملكتوب ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملوجه إلى إدارة املعهد الثانوي ملطالبتها بخالص هذه املتخلدات بخصوص فواتير‬ ‫الستغالل وتوزيع املياه‬
‫استهالك املاء للسنوات ‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2011‬البالغة قيمتها الجملية ‪5.663,300‬دينارا أن جزء من هذه‬
‫تخص الثالثيتين الثالثة والرابعة لسنة ‪ 2011‬أي بعد مغادرة ّ‬
‫املدعى‬ ‫ّ‬ ‫املتخلدات وقدرها ‪ 2207,700‬دينارا‬
‫ّ‬ ‫فإن مسؤولية ّ‬‫ملهامه به‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫عليه املعهد وانتهاء مباشرته ّ‬
‫املدعى عليه في خصوص متخلدات استهالك‬
‫املاء تكون في حدود ما قيمته ‪ 3455,600‬دينارا فقط‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تبين بخصوص املتخلدات بعنوان استهالك الهاتف ّأنها ظلت على ما هي عليه إلى حين‬ ‫وحيث ّ‬
‫إال الحقا بعد تاريخ ‪ 28‬مارس ‪ّ 2012‬‬‫ّ‬ ‫مغادرة ّ‬
‫وأن جزء من هذه‬ ‫املدعى عليه إلدارة املعهد ولم تتم تسويتها‬

‫‪113‬‬
‫ّ ّ‬ ‫تعلق بالثالثيتين األخيرتين من سنة ‪ 2011‬أي إثر مغادرة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مما يمكن من‬ ‫املدعى عليه املعهد‬ ‫املتخلدات‬
‫خالصها خالل بقية السنة املالية ‪ ،2011‬وهو ما يستخلص معه قيام مسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه في عدم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املسجلة إلى غاية مغادرته املعهد والبالغة قيمتها ‪ 2154,361‬د لفائدة شركة اتصاالت‬ ‫خالص املتخلدات‬
‫تونس مخالفا بذلك مقتضيات الفصل الثاني من القانون األساس ي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬املؤرخ‬
‫ينص على ّأن تنفيذ امليزانية يبدأ من ّأول جانفي وينتهي في ‪ 31‬ديسمبر من نفس‬
‫في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1967‬الذي ّ‬
‫العام‪،‬‬

‫ّ‬
‫املتخلدات ّ‬
‫املبينة أعاله بعنوان استهالك املاء والهاتف‬ ‫وحيث طاملا كان ثابتا ّأن عدم خالص‬
‫العام التربوي‪ّ ،‬‬
‫فإن ذلك ّ‬ ‫املدعى عليه على تأمين استمرارية املرفق ّ‬‫مبر ا بحرص ّ‬
‫يعد سببا إلعفائه من‬ ‫كان ّ ر‬
‫ّ‬
‫املسؤولية في هذا الخصوص واتجه لذلك ّرد هذا الفرع من املأخذ‪،‬‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫تخلد ديون لفائدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫مزودين مختلفين بما جملته ‪28.781,244‬‬ ‫القضية‬ ‫تبين من وثائق‬
‫دينارا‪،‬‬

‫ُ‬
‫وحيث تنجز العمليات املالية واملحاسبية للمؤسسات العمومية اإلدارية حسب القواعد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املقررة لتنفيذ ميزانية الدولة عمال بأحكام الفصل ‪ 237‬من مجلة املحاسبة العمومية‪،‬‬

‫وحيث ال يجوز عقد نفقة أو صرفها ما لم يقع تقريرها بامليزانية‪،‬‬

‫وحيث ّأن دفع ّ‬


‫املدعى عليه بعدم كفاية االعتمادات املرصودة ال يعفيه من املسؤولية املحمولة‬
‫ّ‬
‫عليه بفعل عقد نفقات لم يسبق الترخيص فيها خالفا ملقتضيات الفصل ‪ 85‬من مجلة املحاسبة‬
‫العمومية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مما سبق بيانه‪،‬فيما يتعلق باملأخذ ّ‬‫وحيث يستخلص ّ‬
‫برمته‪،‬عدم قيام مسؤولية املدعى عليه‬
‫ّ‬
‫املتعلق بتجاوز االعتمادات املرصودة باملؤسسة بعنوان استهالك الكهرباء ّ‬
‫ألن ذلك ّ‬
‫تم‬ ‫في خصوص الفرع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالتنسيق مع سلطة اإلشراف‪ ،‬وعدم قيام مسؤوليته في خصوص وجود متخلدات بعنوان استهالك املاء‬
‫ّ‬
‫العام التربوي‪،‬وقيام مسؤوليته في‬ ‫والهاتف باعتبار ّأن الهدف من وجودها هو تأمين استمرارية املرفق‬
‫مزودين مختلفين بما جملته ‪ 28.781,244‬دينا ا وهو ما ّ‬ ‫تخلد ديون لفائدة ّ‬‫ّ‬
‫يعد خطأ تصرف‬ ‫ر‬ ‫خصوص‬
‫على معنى الفقرة األخيرة من الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪20‬جويلية‪1985‬‬
‫ورد الدعوى في ما زاد على ذلك من فروع صلب هذا املأخذ لعدم ثبوت قيام‬ ‫موجبا لإلدانة والعقاب‪ّ ،‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه في ما نسب إليه‪.‬‬

‫عن املأخـذ الثـالث ‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫حيث ُينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه عدم االلتزام بقواعد حسابية ّ‬
‫املواد‪،‬‬

‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما ورد بتقرير ّ‬


‫التفقد سالف الذكر من عدم تكليف‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫عون بالخزن وعدم العمل ببطاقات الخزن وعدم تحيين دفتر الجرد اليومي إضافة إلى عدم تخصيص‬
‫عدة مكاتب‪،‬‬‫املواد في ّ‬
‫فضاء للخزن وتناثر ّ‬

‫يتم تكليفه بتسجيل ّ‬ ‫ّ‬


‫توفر له عون خزن ّ‬ ‫املدعى عليه ّ‬
‫وحيث أفاد ّ‬
‫املواد وتحيين‬ ‫بأن الوزارة لم‬
‫دفتر الجرد اليومي رغم طلبه ذلك‪ ،‬فكان يلتجئ إلى اإلداريين خالل العطل املدرسية لتسجيل ّ‬
‫املواد في‬
‫ّ‬ ‫املوجهة ملخبري العلوم والفيزياء ّ‬ ‫مما نتج عنه بطء‪ ،‬وأشار إلى ّأن تسجيل ّ‬
‫املواد ّ‬ ‫الدفتر اليومي ّ‬
‫محين لتوفر‬
‫عوني مخبر‪،‬‬

‫ّ‬
‫نص الفصل ‪ 253‬من مجلة املحاسبة العمومية على ّأن اآلمر بالصرف مطالب بمسك‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلقة بمكاسب ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤسسة‪،‬‬ ‫للمواد‬ ‫حسابية‬

‫تبين من خالل فحص وثائق اإلثبات املصاحبة لتقرير ّ‬


‫التفقد سند الدعوى ّأن دفتر‬ ‫وحيث ّ‬
‫محين إذ تعود آخر عملية تسجيل لدخول ّ‬
‫مواد إلى تاريخ ‪ 31‬ماي ‪،2010‬‬ ‫الجرد اليومي غير ّ‬

‫تبين من مراسلة وزارة التربية الواردة على دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪09‬جانفي ‪2014‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫املتعلق باملخابر املذكورة ّ‬
‫محين‪،‬‬ ‫املرفقة بجرد مخابر الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة واألرض ّأن الجرد‬
‫ّ‬ ‫مما ُيستخلص منه غياب مسؤولية ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه بخصوص الجرد املتعلق بمخابر الفيزياء والكيمياء وعلوم‬
‫الحياة واألرض ّ‬
‫ورد هذا الفرع من املأخذ لعدم ثبوته‪،‬‬

‫وحيث طاملا ّأن عملية تسجيل ّ‬


‫املواد املقتناة في دفاتر الجرد هي عملية ترمي إلى ضمان حمايتها‬
‫يتم ّ‬
‫بمجرد استالمها‪،‬‬ ‫من خالل توثيقها‪ّ ،‬‬
‫فإن إنجازها ّ‬

‫وحيث ّأن تعيين عون خزن من عدمه‪ ،‬ولئن كان خارجا عن نطاق مشموالت ّ‬
‫املدعى عليه‪ ،‬ال‬
‫كل األحوال ومهما يكن من أمر‪ ،‬أن يعفي هذا األخير من مسؤولية مسك حسابية ّ‬
‫املواد وتحيينها‬ ‫يمكن في ّ‬
‫باعتباره املسؤول ّ‬
‫األول عن هذه العملية‪،‬‬

‫برمته‪ ،‬قيام مسؤولية ّ‬ ‫ّ‬


‫يتعلق باملأخذ ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫املدعى عليه في خصوص‬ ‫يتبين تبعا لذلك‪ ،‬فيما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعلق بتحيين دفتر الجرد اليومي وهو ما ّ‬
‫يعد مخالفة ملقتضيات مجلة املحاسبة العمومية في‬ ‫الفرع‬
‫التصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األول من قانون‬ ‫فصلها ‪ 253‬ويشكل تبعا لذلك خطأ في‬

‫‪115‬‬
‫الدائرة موجبا لإلدانة والعقاب ّ‬
‫ورد الدعوى فيما زاد على ذلك صلب هذا املأخذ لعدم ثبوت قيام مسؤولية‬
‫ّ‬
‫املدعى عليه فيما نسب إليه بخصوص جرد مخابر الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة واألرض‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت املحكمة بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما ثبت في‬
‫ّ‬
‫مرتبه السنوي‬ ‫جانبه من أخطاء تصرف وعقابه لقاء ذلك بخطية ّ‬
‫بحد الجزء الثاني عشر من كامل‬
‫الخام بما قدره ألف وستمائة دينار(‪1600,000‬د) ّ‬
‫ورد الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السيدة كلثوم‬
‫مريبح والسادة سامي بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 19‬جوان ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬


‫السيدة علياء براطلي املكي‬
‫وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجويني‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫القرار عدد ‪ 324‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬في القضية عدد ‪ 324‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل الرئيس األول لدائرة املحاسبات ّ‬
‫ضد كاتب عام جماعة محلية (بلدية)‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬يمثل إسناد وقود لفائدة أعوان بلديين ّ‬


‫بكميات تفوق ما هو مرخص فيه بالقرارات املؤشر‬
‫ويعد مخالفة لصريح أحكام‬‫عليها من قبل مراقب املصاريف العمومية إسناد امتيا ات عينية غير قانونية ّ‬
‫ز‬
‫ّ‬
‫الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 6‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ 1988‬واملتعلق باستعمال‬
‫ّ‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية ترتب عنها ضرر‬ ‫ّ‬
‫العمومية املحلية واملؤسسات‬ ‫سيارات الدولة والجماعات‬
‫مالي للبلدية ويشكل بالتالي خطأ تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫محل ّ‬
‫التتبع في‬ ‫تتبع العون العمومي بعد مرور خمس سنوات على ارتكاب األفعال ّ‬ ‫‪ -‬ال يمكن ّ‬
‫تاريخ ترسيم عريضة رفع الدعوى بكتابة مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي حيث تكون هذه األفعال‬
‫لحق ّ‬
‫التتبع‪.‬‬ ‫قد شملها التقادم املسقط ّ‬

‫نص القرارعدد ‪324‬‬


‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫بعد االطالع على املكتوب الصادر عن الرئيس األول لدائرة املحاسبات تحت عدد ‪ 27‬بتاريخ ‪03‬‬
‫ّ‬
‫واملضمن‬ ‫مارس ‪ 2011‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪2011‬‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه (‪ )...‬بصفته كاتبا عاما‬ ‫لديها تحت عدد ‪ 09‬والرامي إلى إثارة الدعوى لدى هذه املحكمة ّ‬
‫لبلدية (‪ )...‬ملقاضاته‪ ،‬بناء على تقرير صادر عن غرفة ّ‬
‫جهوية لدائرة املحاسبات‪ ،‬من أجل ارتكابه أخطاء‬
‫التصرف املتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -1‬تمكين بعض األعوان البلديين غير املنتفعين بسيارات إدارية من حصص وقود‪.‬‬
‫‪ -2‬تمكين بعض األعوان البلديين على أساس تعليمات كتابية صادرة عنه من تزويد سياراتهم‬
‫الخاصة ودراجاتهم النارية شهريا بالوقود من املضخة بقسم املحروقات‪.‬‬
‫‪ -3‬تمكين بعض األعوان املتمتعين بسيارات إدارية بناء على تعليمات كتابية من كميات من‬
‫ّ‬
‫الوقود من مضخات املحروقات أكثر مما هو مرخص فيه بالقرارات املؤشر عليها من قبل مراقب‬
‫املصاريف‪.‬‬
‫‪ -4‬انتفاعه بدون وجه حق عالوة عن السيارة الوظيفية‪ ،‬بالسيارة اإلدارية وقد تم تزويدها‬
‫مباشرة من مضخات املحروقات‪.‬‬
‫‪ -5‬تمكين رئيس البلدية من سيارة إدارية ثانية وتزويدها باملحروقات بمقتطعات‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -6‬اإلمضاء خالل سنة ‪ 2006‬على ثالثة طلبات تزود تتعلق باقتناء مواد بناء في حين أن املواد‬
‫التي تم تسلمها باملغازة حسب الدفاتر املمسوكة وبطاقات املخزون تتمثل في كميات من مادة الحليب‪.‬‬

‫‪07‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫واملضمن تحت عدد ‪ 2011/33‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت‬‫ّ‬ ‫أفريل ‪2011‬‬
‫العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 02‬ماي ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 38‬د‪.‬ز‪.‬م كما تم‬
‫ّ‬
‫تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت عدد ‪ 19‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق بفتح تحقيق في القضية‬
‫وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 63‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير الداخلية‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪14‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 16‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫أفريل ‪،2016‬‬

‫ّ‬
‫مذكرة الدفاع الواردة على كتابة الدائرة بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪ 2016‬والتي ّ‬ ‫ّ‬
‫تمسك‬ ‫وبعد اإلطالع على‬
‫املدعى عليه بما أفض ى إليه التحقيق معه بخصوص املآخذ التي لم تثبت إدانته من أجلها مؤكدا‬ ‫فيها ّ‬
‫بالنسبة للمآخذ التي أدين في شأنها ّأن هذه األخطاء كانت نتيجة اجتهادات في ظروف اضطرارية ولحاالت‬
‫محدودة قصد إيجاد حلول مستعجلة لوضعيات ظرفية يقتضيها سير املرفق العام‪،‬‬

‫وعلى جميع األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫‪118‬‬
‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫املعينة ليوم االثنين ‪ 19‬نوفمبر ‪ 2018‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬ ‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫السيد هادي جاني ملخصا لتقريره‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى ّ‬


‫املدعى عليه الذي دافع عن موقفه بما رآه صالحا‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫‪19‬‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء‬
‫ديسمبر ‪،2018‬‬

‫وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكــمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل ‪:‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪:‬‬


‫ّ‬
‫عن املآخذ األول والثاني والثالث التحادها موضوعا ‪:‬‬

‫املدعى عليه تمكين بعض األعوان البلديين غير املنتفعين بسيارات إدارية من‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬
‫الكيلومترية‬ ‫حصص وقود شهرية بناء على تعليمات كتابية صادرة عنه وذلك عالوة على تمتعهم باملنحة‬
‫‪ 102‬ألف دينار‪.‬‬ ‫وقد فاقت كمية الوقود املنتفع بها من قبل هؤالء األعوان ‪ 85‬ألف لتر بما قيمته‬

‫املدعى عليه كذلك حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه تمكين بعض األعوان البلديين‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫على أساس تعليمات كتابية صادرة عنه من تزويد سياراتهم الخاصة ودراجاتهم ّ‬
‫النارية شهريا بالوقود من‬
‫ّ‬
‫مضخة قسم املحروقات بكمية بلغت ‪ 1595‬لترا وبمبلغ يناهز ‪ 23‬أ‪.‬د سنويا‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫وحيث ينسب إليه أيضا تمكين بعض األعوان املتمتعين بسيارات إدارية بناء على تعليمات‬
‫ّ‬
‫كتابية من كميات من الوقود من مضخات املحروقات أكثر مما هو مرخص فيه بالقرارات املؤشر عليها‬
‫من قبل مراقب املصاريف‪ ،‬وقد بلغت هذه الكميات ‪ 6395‬لترا خالل الفترة ‪ 2009-2006‬بمبلغ تجاوز ‪7,6‬‬
‫آالف دينار‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث أفاد املدعى عليه في مذكرة دفاعه في هذا الخصوص بأن مدير الشؤون املالية بالبلدية‬
‫يتولى شخصيا التصرف في حصص الوقود بتكليف مباشر من رئيس البلدية وهو يضطلع بهذه املهمة منذ‬
‫فترة سابقة وحتى قبل توليه خطة كاتب عام البلدية‪ .‬وأضاف أن مدير الشؤون املالية يتولى اإلمضاء على‬
‫ّ‬
‫مقتطعات البنزين التي يتم توزيعها على مختلف املنتفعين‪ ،‬مؤكدا أنه لم يتول اإلمضاء على أي قرار يقض ي‬
‫ّ‬
‫بإسناد مثل هذا االمتياز ألي عون بلدي‪ ،‬إال في بعض الحاالت النادرة واالستثنائية التي اقتضتها الضرورة‬
‫القصوى للعمل امليداني غير القابل للتأجيل وبغاية تأمين استمرارية املرفق العام‪ ،‬وهو ما لم ينعكس‬
‫ّ‬
‫أي ضرر مالي اعتبارا إلى ّأن ذلك اإلجراء مكن البلدية من تفادي كلفة اقتناء دراجات نارية فضال عن‬
‫عليه ّ‬
‫مصاريف تأمينها وصيانتها‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإن ّ‬


‫املدعى عليه‪ ،‬بصفته كاتبا عاما للبلدية مكلف‪ ،‬عمال بأحكام الفصل ‪ 87‬من القانون‬
‫عدد ‪ 33‬لسنة ‪ 1975‬املؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬املتعلق بإصدار القانون األساس ي للبلديات بالسهر تحت‬
‫سلطة رئيس البلدية على حسن سير اإلدارة البلدية في امليدانين اإلداري واملالي طبقا للقوانين والتراتيب‬
‫الجاري بها العمل‪،‬‬

‫املدعى عليه أمام هذه املحكمة بأنه‪ ،‬أمام الكم الهائل للطلبات ّ‬
‫امللحة ملختلف‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫املصالح البلدية املرتبطة بالحاجبات اليومية للمتساكنين‪ ،‬أعطى موافقته في بعض األحيان وأسدى‬
‫تعليمات كتابية بناء على طلبات ملحة من املسؤولين‪ ،‬على تمكين بعض األعوان البلديين من الوقود في‬
‫حاالت استثنائية واضطرارية قصد إيجاد حلول مستعجلة لوضعيات ظرفية يمليها تأمين سير املرفق‬
‫ّ‬
‫املدعى عليه ّأن الحاالت التي مكن فيها بعض األعوان من الوقود نادرة وهي حاالت ال تكفي‬
‫العام‪ .‬وأضاف ّ‬
‫ّ‬
‫املتأكدة مما ّ‬ ‫فيها الحصص املخولة لهم شهريا وقد ّ‬
‫جنب البلدية‬ ‫تم ذلك استجابة لحاجيات العمل‬
‫مصاريف إضافية القتناء وصيانة سيارات ودراجات نارية اعتبارا ألن هؤالء األعوان يستعملون وسائلهم‬
‫الخاصة لتأمين املرفق العام‪،‬‬

‫وحيث ثبت بالرجوع إلى املؤيدات املرفقة لعريضة الدعوى‪ ،‬تمكين بعض األعوان البلديين‬
‫خالل الفترة من ‪ 2006‬إلى ‪ 2008‬من حصص وقود شهرية بكميات بلغت ‪ 7640‬لترا بمبلغ يناهز ‪9168‬‬
‫دينا ا على أساس مراسالت صادرة عن رؤسائهم املباشرين وقد تولى ّ‬
‫املدعى عليه التنصيص عليها كتابيا‬ ‫ر‬
‫على موافقته إسناد هذا االمتياز‪،‬‬

‫‪120‬‬
‫ّ‬
‫وحيث إنه باإلضافة إلى الحاالت السابقة‪ ،‬فقد ثبت بالرجوع إلى املؤيدات املرفقة لعريضة‬
‫الدعوى انتفاع العون (‪ )...‬بكمية إضافية من الوقود من املضخات خالل الفترة ‪ 2006‬إلى ‪ 2008‬بلغت‬
‫‪ 800‬لتر بمبلغ يناهز ‪ 960‬دينارا‪،‬‬

‫وحيث ّإنه فضال عن ذلك ولئن جاء ملف ّ‬


‫الدعوى خاليا من ّ‬
‫املؤيدات التي تثبت إسداء تعليمات‬
‫املدعى عليه بخصوص قائمة األعوان املنتفعين بالوقود من مضخة قسم املحروقات‬ ‫كتابية من قبل ّ‬
‫املضمنة بمحضر املعاينة املؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ،2009‬فقد ثبت من األوراق وجود مطلب وحيد بتاريخ ‪17‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬ألحد األعوان يحمل تنصيص ّ‬
‫املدعى عليه على موافقته على منحه شهريا كمية من الوقود‬
‫حقه ّ‬
‫جزئيا‪،‬‬ ‫تعادل ‪ 30‬لترا‪ ،‬وهو ما يجعل املأخذ الثاني ثابتا في ّ‬

‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬


‫املدعى عليه في ما نسب إليه من إسناد وقود‬
‫دون وجه حق لفائدة أعوان بلديين وتمكين أحد األعوان من كمية من الوقود تعادل ‪ 30‬لترا كتمكين بعض‬
‫ّ‬ ‫مضخة قسم املحروقات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األعوان اآلخرين من تزويد ّ‬
‫بكميات تفوق ما هو مرخص‬ ‫اإلدارية من‬ ‫سياراتهم‬
‫كتابية صادرة عنه ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن ذلك يعد‬ ‫فيه بالقرارات املؤشر عليها من مراقب املصاريف بموجب تعليمات‬
‫مخالفة صريحة ألحكام الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 6‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪1988‬‬
‫ّ‬
‫العمومية ذات الصبغة‬ ‫ّ‬
‫العمومية املحلية واملؤسسات‬ ‫واملتعلق باستعمال سيارات الدولة والجماعات‬
‫اإلدارية ترتب عنها ضرر مالي للبلدية ويشكل بالتالي خطأ تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد‬
‫‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫ّ‬
‫عن املأخذين الرابع والخامس معا التحادهما موضوعا ‪:‬‬

‫املدعى عليه انتفاعه بدون وجه حق عالوة على السيارة الوظيفية بالسيارة‬‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫اإلدارية ذات الرقم (‪ )...‬وتزويدها مباشرة من مضخات املحروقات وقد بلغت الكمية الجملية للوقود‬
‫املستهلكة ‪ 3964‬لترا بعنوان الفترة ‪ 2008-2006‬بما قيمته ‪ 4,5‬آالف دينار‪،‬‬

‫‪11‬‬ ‫وحيث يستفاد من أحكام الفصل ‪ 9‬جديد من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في‬
‫العمومية املحلية واملؤسسات العم ّ‬
‫ومية‬ ‫ّ‬ ‫فيفري ‪ 1988‬واملتعلق باستعمال سيارات الدولة والجماعات‬
‫ذات الصبغة اإلدارية ّأن استعمال سيارات املصلحة يخضع لترخيص بمقتض ى إذن بمأمورية يتضمن‬
‫بيانات حول الغرض من االستعمال‪،‬‬

‫املبينة أعاله‬ ‫مؤيد يثبت انتفاع ّ‬


‫املدعى عليه بالسيارة ّ‬ ‫أي ّ‬ ‫ّ‬
‫يتضمن ملف القضية ّ‬ ‫وحيث لم‬
‫مما يقيم الدليل على عدم ّ‬
‫صحة ما نسب إليه في هذا الخصوص‪،‬‬ ‫ووضعها على ّ‬
‫ذمته ّ‬

‫‪121‬‬
‫املدعى عليه أيضا بموجب ّ‬
‫االدعاء تمكينه رئيس البلدية من سيارة إدارية‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫ثانية ذات الرقم (‪ )...‬وتزويدها باملحروقات بمقتطعات وقود بكمية بلغت ‪ 7940‬لترا بعنوان الفترة ‪-2006‬‬
‫‪ 2008‬بما قيمته ‪ 9,528‬آالف دينار‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬


‫املدعى عليه ضمن أجوبته بأنه لم يتول اإلمضاء على ّأية وثيقة تقض ي بإسناد هذا‬
‫ّ‬
‫االمتياز لرئيس البلدية بل ّإن هذا األخير هو الذي تولى تمتيع نفسه بهذه السيارة منذ انتخابه رئيسا‬
‫للبلدية في ماي سنة ‪ 2000‬وهو تاريخ سابق لتعيين ّ‬
‫املدعى عليه في خطة كاتب عام للبلدية‪،‬‬

‫ّ‬ ‫الدعوى ما يقيم الدليل على ّأن ّ‬


‫وحيث لم يثبت من الوثائق املظروفة بملف ّ‬
‫املدعى عليه مكن‬
‫ّ‬
‫التصرف في جانبه‪،‬‬ ‫رئيس البلدية من سيارة ّ‬
‫إدارية ثانية‪ ،‬وانتفى بذلك خطأ‬

‫تقدم ّرد ّ‬
‫الدعوى بخصوص هذين املأخذين لعدم قيامهما‬ ‫املتعين بناء على ما ّ‬
‫وحيث بات من ّ‬
‫واقعا‪.‬‬

‫عن املأخذ السادس ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه اإلمضاء خالل سنة ‪ 2006‬على ثالثة طلبات تزود تتعلق باقتناء‬
‫مواد بناء في حين أن املواد التي تم تسلمها باملغازة حسب الدفاتر املمسوكة وبطاقات املخزون تتمثل في‬
‫كميات من مادة حليب بلغت بعنوان شهري جانفي وفيفري من السنة املذكورة آنفا ‪ 24666‬لترا‪ ،‬وقد‬
‫تولت البلدية خالص فواتير بعنوان مواد بناء بما قيمته ‪ 31‬ألف دينار في حين أن قيمة كميات الحليب‬
‫قدرت بـ‪ 13,240‬ألف‬ ‫مما ترتب عنه خسارة للبلدية ّ‬
‫التي تم استالمها كانت في حدود ‪ 17,760‬ألف دينار ّ‬
‫دينار‪،‬‬

‫وحيث ثبت من الوثائق املظروفة بملف القضية ّأن أذون الطلبيات التي أمض ى عليها ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه يعود تاريخها إلى شهر فيفري ‪،2006‬‬

‫ينص الفصل ‪ 10‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫بتحديد أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي على أنه‪'' :‬ال‬ ‫املحلية واملشاريع‬
‫ّ‬
‫التصرف‪،''...‬‬ ‫قضية لدى ّ‬
‫الدائرة بعد انتهاء أجل خمسة أعوام من تاريخ ارتكب خطأ‬ ‫يمكن أن ترفع ّ‬

‫محل ّ‬
‫التتبع واملنسوبة‬ ‫الذكر‪ ،‬وملّا كان ثابتا ّأن األفعال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه استنادا إلى األحكام سالفة‬
‫لحق ّ‬
‫التتبع‬ ‫فإنها تكون قد شملها التقادم املسقط ّ‬ ‫إلى ّ‬
‫املدعى عليه قد ارتكبت خالل شهر فيفري ‪ّ ،2006‬‬

‫‪122‬‬
‫ّ‬
‫واملحدد بخمسة أعوام في تاريخ ترسيم عريضة رفع الدعوى بكتابة مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬‫يتعين معه ّرد ّ‬
‫املالي في ‪ 7‬مارس ‪ ،2011‬األمر الذي ّ‬

‫ولهذه األسبـاب‪،‬‬

‫قررت املحكمة ‪ :‬قبول الدعوى شكال وفي األصل إدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫بحد ّ‬ ‫ّ‬
‫السدس (‪ )6/1‬من كامل مرتبه الخام‬ ‫وثبت في حقه من أخطاء تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره ثـالثة آالف وثالثمـائة دينار(‪ 3.300,000‬د) ورفض الدعوى في ما زاد على ذلك‪.‬‬

‫ّ‬
‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السيدة كلثوم‬
‫مريبح والسادة لطفي ثائري وسامي بن علي‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫القرار عدد ‪ 325‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬في القضية عدد ‪ 325‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل الرئيس األول لدائرة املحاسبات ضد مديرالشؤون املالية بجماعة محلية (بلدية)‪.‬‬

‫‪ -‬العادة والعرف ال يمكن أن يخالفا النص الساري املفعول‪.‬‬


‫التزود بواسطة االستشارة في ّ‬
‫ظل وجود صفقة مبرمة يمثل خرقا ملبدأ املساواة أمام الطلب‬ ‫‪ّ -‬إن ّ‬
‫العمومي املنصوص عليه الفصل ‪ 7‬من األمر ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬املنظم للصفقات العمومية والساري‬
‫املفعول آنذاك وتجاوزا لإلجراءات املتعين إتباعها عند ّ‬
‫التزود‪.‬‬

‫‪ -‬جرى فقه قضاء املحكمة على اعتبار عملية تجزئة الطلبات بصورة تحول دون إبرام صفقات‬
‫ّ‬
‫عمومية خطأ تصرف ملخالفتها صريح أحكام الفصل ‪ 99‬من مجلة املحاسبة العمومية والفصل ‪ 8‬من‬
‫األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬التي ّ‬
‫حجرت على املتصرفين العموميين تجزئة الطلبات‪.‬‬

‫‪ّ -‬إن تمكين البلدية لبعض األشخاص واألطراف غير البلديين واملنتمين لهياكل عمومية أخرى‬
‫مثل القابض البلدي ومدير ّ‬
‫السجن املدني وبعض املسؤولين األمنيين وصوالت وقود إسناد يمثل امتياز‬
‫غير قانوني ومخالفة صريحة ملبدأ تخصيص االعتمادات ويشكل خطأ تصرف‪.‬‬

‫‪ّ -‬إن تمكين عدد من األعوان البلديين غير املنتفعين بسيارات إدارية من حصص وقود شهرية‬
‫التزود بالوقود من مضخة قسم املحروقات التابع للبلدية أو تمكين رئيس البلدية من‬‫أو تمكينهم من ّ‬
‫مقتطعات وقود إضا ّ‬
‫فية زيادة ع ّما هو مخول له قانونا يمثل إسناد امتياز عيني غير مشروع ومخالفة‬
‫صريحة ألحكام الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 6‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ 1988‬واملتعلق‬
‫ّ‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية كما‬ ‫ّ‬
‫العمومية املحلية واملؤسسات‬ ‫باستعمال سيارات الدولة والجماعات‬
‫تم تنقيحه الحقا يترتب عنه ضرر مالي للبلدية ويشكل خطأ تصرف‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل تمتيع رؤساء الدوائر البلدية بسيارات إدارية وحصص وقود شهرية‪ ،‬خطأ تصرف‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪325‬‬


‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي‬

‫بعد االطالع على املكتوب الصادر عن السيد الرئيس األول لدائرة املحاسبات تحت عدد ‪27‬‬
‫‪ 07‬مارس‬ ‫بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ 2011‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه السيد‬ ‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 09‬والرامي إلى إثارة الدعوى لدى هذه املحكمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2011‬‬

‫‪124‬‬
‫)…( بصفته مدير الشؤون املالية بجماعة محلية (بلدية) ملقاضاته‪ ،‬بناء على تقرير صادر عن غرفة ّ‬
‫جهوية‬
‫لدائرة املحاسبات‪ ،‬من أجل ارتكابه أخطاء التصرف املتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -‬تمكين بعض األشخاص واألطراف غير البلدية من وصوالت وقود‪.‬‬


‫‪ -‬تمكين بعض األعوان البلديين غير املنتفعين بسيارات إدارية من حصص وقود‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين بعض األعوان البلديين من تزويد سياراتهم الخاصة ودراجاتهم النارية شهريا بالوقود‬
‫من املضخة بقسم املحروقات‪.‬‬
‫فية زيادة ع ّما هو مخول له قانونا‪.‬‬‫‪ -‬تمكين رئيس البلدية من مقتطعات وقود إضا ّ‬
‫‪ -‬تمكين رئيس البلدية من سيارة إدارية ثانية وتزويدها باملحروقات بمقتطعات وقود‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين رؤساء الدوائر البلدية من حصص وقود‪.‬‬
‫‪ -‬خرق مبادئ املنافسة واملساواة بين املزودين أمام الطلب العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬تجزئة العديد من الشراءات وبمبالغ فاقت الحد املستوجب إلبرام صفقات عمومية‪.‬‬
‫تزود تتعلق باقتناء مواد بناء في حين أن املواد‬‫‪ -‬اإلمضاء خالل سنة ‪ 2006‬على ثالثة طلبات ّ‬
‫التي تم تسلمها باملغازة حسب الدفاتر املمسوكة وبطاقات املخزون تتمثل في كميات من مادة الحليب‪.‬‬

‫‪07‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫واملضمن تحت عدد ‪ 2011/34‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت‬‫ّ‬ ‫أفريل ‪2011‬‬
‫العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 02‬ماي ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 38‬د‪.‬ز‪.‬م كما تم‬
‫تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت عدد ‪ 20‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق بفتح تحقيق في القضية‬
‫وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 63‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير الداخلية‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪14‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 17‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫أفريل ‪،2016‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة الدائرة بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪ 2016‬والتي ّ‬
‫تمسك‬
‫فيها ّ‬
‫املدعى عليه بانتفاء مسؤوليته عن املآخذ املنسوبة إليه مؤكدا بالخصوص على أنه لم يصدر لفائدته‬

‫‪125‬‬
‫أي تفويض باإلمضاء وأنه لم يمض على أية وثائق مالية وأفاد بأن إسناد وصوالت املحروقات ليس من‬
‫مشموالته وأن دوره يقتصر على اقتراح التعهد بهذه النفقات‪،‬‬

‫وعلى جميع األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة وامل ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 19‬ديسمبر ‪2005‬‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫ّ‬
‫املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 19‬نوفمبر ‪ 2018‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬ ‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫السيد هادي جاني ملخصا لتقريره‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى ّ‬


‫املدعى عليه الذي دافع عن موقفه بما رآه صالحا‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫‪19‬‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء‬
‫ديسمبر ‪،2018‬‬

‫وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكــمة‪،‬‬
‫من جهة الشكل‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬
‫من جهة األصل‬

‫‪126‬‬
‫ّ‬
‫عن املآخذ األول والثاني والثالث والسادس معا التحادها موضوعا‬

‫املدعى عليه تمكين بعض األشخاص واألطراف غير البلدية من وصوالت وقود‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫السجن املدني بصفاقس وبعض املسؤولين األمنيين‪ .‬وقد بلغت‬ ‫يذكر منهم القابض البلدي ومدير ّ‬
‫ّ‬
‫ترتب عنه ضرر مالي للبلدية تجاوز‬ ‫الكميات املسندة خالل الفترة ‪ 2008-2006‬ما يناهز ‪ 38‬ألف لتر مما‬
‫‪ 45‬ألف دينار‪،‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه أيضا تمكين أعوان غير متمتعين بسيارات إدارية خالل الفترة‬
‫‪ 2008-2006‬من حصص وقود شهريا بكمية ّ‬
‫جملية فاقت ‪ 85‬ألف لتر مما ترتب عنه ضرر مالي للبلدية‬
‫بما قدره ‪ 102‬ألف دينار‪،‬‬

‫وحيث ينسب إليه كذلك تمكين بعض األعوان البلديين على أساس تعليمات كتابية صادرة‬
‫ّ‬ ‫عنه من تزويد سياراتهم الخاصة ودراجاتهم ّ‬
‫النارية شهريا بالوقود من مضخة قسم املحروقات بكمية‬
‫بلغت ‪ 1595‬لترا وبمبلغ يناهز ‪ 23‬ألف دينار سنويا‪،‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه إضافة إلى ذلك منح رؤساء الدوائر البلدية حصص وقود شهريا‬
‫بما يعادل ‪ 180‬لترا بكمية جملية بلغت ‪ 49460‬لترا بعنوان الفترة ‪ 2008-2006‬مما ألحق ضررا ماليا‬
‫للبلدية ناهز ‪ 60‬ألف دينار‪،‬‬

‫املدعى عليه ضمن مذكرة دفاعه في خصوص املأخذ ّ‬


‫األول بأنه منذ تعيينه في‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ديسمبر ‪ 1998‬في خطة مدير الشؤون املالية أصبح العون املكلف بالتصرف في مقتطعات الوقود تحت‬
‫بأن البلدية دأبت منذ ثمانينات القرن املاض ي على تمتيع بعض األشخاص‬‫سلطته املباشرة‪ ،‬كما أفاد ّ‬
‫والهياكل اإلدارية غير البلدية بالوقود في شكل إعانات‪ ،‬مضيفا ّأن الجدول الخاص بإسناد وصوالت‬
‫ّ‬
‫يتضمن كافة تفاصيل اإلسناد‪،‬‬ ‫الوقود لفائدة األطراف والهياكل غير البلدية‬

‫وحيث ثبت للمحكمة من خالل مظروفات امللف أن ّ‬


‫املدعى عليه تولى اإلمضاء على القائمات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البلدية‬ ‫املرفقة لعريضة الدعوى واملتعلقة بإسناد وصوالت الوقود إلى بعض األشخاص واألطراف غير‬
‫بكمية ّ‬
‫جملية بلغت ‪ 14720‬لترا بما يعادل مبلغا قدره ‪17664‬‬ ‫خالل الفترة من سنة ‪ 2006‬إلى سنة ‪ّ 2008‬‬
‫ّ‬
‫دينارا‪ ،‬وهو ما يؤكد قيامه بمنحهم ذلك االمتياز‪،‬‬

‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث فضال عن ذلك‪ ،‬فقد ّ‬
‫املدعى عليه فيما يتعلق باملأخذ الثاني بأنه مكن أعوانا بلديين‬
‫غير متمتعين بسيارات إدارية من حصص وقود شهرية وأفاد بأن هذا االمتياز يعود إسناده إلى املعنيين‬
‫أي إجراء في الغرض‬ ‫أي رئيس للبلدية أو كاتب عام باتخاذ ّ‬ ‫باألمر إلى تسعينات القرن املاض ي ولم يقم ّ‬

‫‪127‬‬
‫لوضع لحد لهذا اإلخالل‪ .‬وأضاف ّ‬
‫املدعى عليه‪ ،‬صلب مذكرة الدفاع أن عمليات إسناد ذلك االمتياز تتم‬
‫تنفيذا ملذكرات داخلية ممضاة من الكاتب العام للبلدية‪ ،‬كما اعتبر أن هذا املأخذ ال يشكل سوء تصرف‬
‫في املال العام باعتبار أن املنتفعين يستعملون حصص الوقود ألغراض العمل وليس ملآربهم الشخصية‪،‬‬

‫املعنيين ّ‬
‫تم‬ ‫ّ‬
‫البلدية ّ‬ ‫وحيث ثبت للمحكمة من خالل الوثائق املظروفة بملف الدعوى ّأن أعوان‬
‫جملية بلغت ‪ 40560‬لترا خالل الفترة من سنة ‪ 2006‬إلى سنة ‪ 2008‬بما‬ ‫بكمية ّ‬‫تمتيعهم بحصص وقود ّ‬
‫ّ‬
‫للبلدية أعطى تعليمات‬ ‫وأن الحاالت التي تبين فيها ّأن الكاتب العام‬
‫يعادل مبلغا قدره ‪ 48672‬دينا ا‪ّ ،‬‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كتابية إلسناد حصص وقود تعلقت بكمية جملية في حدود ‪ 7640‬لترا‪ ،‬ومن ثم فإن املدعى عليه ال يعفى‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الكمية األخيرة املسندة بناء على أوامر من الكاتب العام‪،‬‬ ‫املسؤولية إال في خصوص هذه‬ ‫من‬

‫وحيث أجاب ّ‬
‫املدعى عليه عن املأخذ الثالث املتعلق بتمكين بعض األعوان البلديين من ّ‬
‫التزود‬
‫تتم على أساس مطالب ّ‬
‫كتابية‬ ‫بأن عمليات تزويد هؤالء األعوان ّ‬‫بالوقود من مضخة قسم املحروقات ّ‬
‫واردة من املصالح البلدية ّ‬
‫املعنية وذلك بعد موافقة الكاتب العام للبلدية‪،‬‬

‫ّ‬
‫مضخة املحروقات من مشموالت مصلحة املغازة الراجعة ّ‬
‫بالنظر إلى‬ ‫ّ‬
‫التصرف في‬ ‫وحيث ّإن‬
‫املالية التي يشرف عليها ّ‬
‫املدعى عليه‪،‬‬ ‫إدارة الشؤون ّ‬

‫كتابية عن الكاتب العام‬ ‫أي ّ‬


‫مؤيد يثبت صدور تعليمات ّ‬ ‫وحيث جاء ملف ال ّ‬
‫قضية خاليا من ّ‬
‫ّ‬
‫للبلدية بخصوص قائمة األعوان املنتفعين بالوقود من مضخة قسم املحروقات‪ ،‬وهو ما يجعل هذا‬
‫املأخذ غير ثابتا في حق ّ‬
‫املدعى عليه‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتعلق باملأخذ ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫سنة‬ ‫السادس بأن رؤساء البلدية دأبوا منذ‬ ‫املدعى عليه فيما‬
‫‪ 1982‬على تمتيع رؤساء الدوائر البلدية بسيا ات إدارية وحصص وقود شهرية‪ ،‬وعليه ّ‬
‫فإن رؤساء البلدية‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫يتحملون مسؤولية هذه املخالفة للنصوص الترتيبية‪ ،‬وأشار إلى أنه لم يتم وضع حد لهذا اإلخالل إال بعد‬
‫املهمة الرقابية التي أنجزتها دائرة املحاسبات حيث صدرت مذكرة في الغرض عن رئيس البلدية بتاريخ ‪3‬‬
‫فيفري ‪،2009‬‬

‫املدعى عليه تولى اإلمضاء على القائمات املتعلقة بإسناد وصوالت‬ ‫وحيث ثبت للمحكمة أن ّ‬
‫الوقود املرفقة لعريضة الدعوى مما يعد إقرارا منه على منح هذا االمتياز لفائدة رؤساء الدوائر البلدية‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين باالطالع على الهيكل التنظيمي للبلدية أن التصرف في مقتطعات الوقود تحت‬
‫مسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه بصفته مديرا للشؤون املالية وهو مطالب بالحرص على حسن تطبيق التشريع‬
‫الجاري به العمل في نطاق اختصاصاته‪،‬‬

‫‪128‬‬
‫وعليه يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه في ما نسب إليه من بإسناد‬
‫ّ‬
‫البلدية وتمكين عدد من األعوان البلديين غير‬ ‫وصوالت الوقود إلى بعض األشخاص واألطراف غير‬
‫ّ‬
‫متمتعين بسيارات إدارية من حصص وقود شهرية وتمكين عدد آخر من التزود بالوقود من مضخة قسم‬
‫البلدية دون وجه حق في الحاالت ّ‬
‫املبينة أعاله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املحروقات وإسناد حصص وقود شهرية إلى رؤساء ّ‬
‫الدوائر‬
‫يعد مخالفة صريحة ألحكام الفصول ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 6‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪11‬‬ ‫ّ‬
‫ألن ذلك ّ‬
‫فيفري ‪ 1988‬واملتعلق باستعمال سيارات الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات ذات الصبغة اإلدارية‬
‫ترتب عنها ضرر مالي للبلدية ويشكل خطأ تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬
‫‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫ّ‬
‫عن املأخذين الرابع والخامس معا التحادهما موضوعا‬

‫املدعى عليه تمكين رئيس البلدية من مقتطعات وقود إضافية زيادة ّ‬


‫عما هو‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬
‫مخول له قانونا بكمية جملية بلغت ‪ 920‬لترا بعنوان الفترة ‪ 2008-2006‬مما ألحق ضررا ماليا للبلدية‬
‫ناهز ‪ 1,104‬ألف دينار‪،‬‬

‫املدعى عليه‪ ،‬ضمن أجوبته أن رئيس البلدية هو األمر بالصرف وقد رفض تطبيق‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫اإلجراء الوارد بمنشور الوزير األول عدد ‪ 38‬بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2007‬واملتمثل في التقليص بـ ‪ %10‬من‬
‫حصص الوقود التي ينتفع بها‪،‬‬

‫الدعوى أو املرفقات ما يفيد إصدار ّ‬


‫املدعى عليه تعليمات كتابية إلى‬ ‫وحيث لم يرد ضمن ملف ّ‬
‫املكلف بالتصرف في مقتطعات الوقود بعدم سحب اإلجراء املضمن بمنشور الوزير ّ‬ ‫ّ‬
‫األول عدد ‪38‬‬ ‫العون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البلدية‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه أي خطأ يمكن نسبته إلى املدعى عليه‬ ‫لسنة ‪ 2007‬سالف الذكر على رئيس‬
‫في هذا الخصوص‪،‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه أيضا تمكين رئيس البلدية من سيارة إدارية ثانية ذات الرقم‬
‫‪ 02-212106‬وتزويدها باملحروقات بمقتطعات وقود بكمية بلغت ‪ 7940‬لترا بعنوان الفترة ‪2008-2006‬‬
‫مما ألحق ضررا ماليا للبلدية بما قيمته ‪ 9,528‬آالف دينار‪،‬‬

‫بأن إسناد ّ‬‫مذكرة دفاعه ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬


‫السيارات اإلدارية بالبلدية ليس من‬ ‫املدعى عليه في‬
‫مشموالت إدارة الشؤون املالية املنصوص عليها بالهيكل التنظيمي للبلدية‪،‬‬

‫‪129‬‬
‫وحيث لم يثبت من ملف القضية ما يفيد بأن ّ‬
‫املدعى عليه أسند ترخيصا أو أمض ى على وثيقة‬
‫تنص على وضع سيارة ّ‬
‫إدارية ثانية على ذمة رئيس البلدية‪ ،‬وينتفي بذلك في جانبه ما ينسب إليه من خطأ‬
‫في هذا الخصوص‪،‬‬

‫تقدم ّرد ّ‬
‫الدعوى بخصوص هذين املأخذين لعدم قيامهما‬ ‫املتعين في ضوء ما ّ‬
‫وحيث بات من ّ‬
‫واقعا‪.‬‬

‫ّ‬
‫عن املأخذين السابع والثامن معا التحادهما موضوعا ‪:‬‬

‫املزودين ومسدي الخدمات أمام‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم تكريس مبدأ املنافسة بين ّ‬
‫ّ‬
‫الطلب العمومي بمقولة أنه بالرغم من إبرام البلدية صفقة للتزود بقطع الغيار والعجالت واملواد‬
‫املدعى عليه قام بالتزود بعجالت ومواد مطاطية لدى‬ ‫املزود (‪ّ )...‬‬
‫فإن ّ‬ ‫املطاطية بعنوان سنة ‪ 2006‬مع ّ‬
‫املزود (‪ )...‬بمبلغ قدره ‪ 15.988,858‬دينارا حسب الفاتورة التي تم خالصها بواسطة األمر بالصرف عدد‬
‫‪ 974‬بتاريخ جوان ‪ ،2006‬وقد تبين أن األسعار املعتمدة من قبل هذا ّ‬
‫املزود أرفع من األثمان املضمنة‬
‫بالصفقة مما ترتب عنه ضرر مالي للبلدية قدره ‪ 10.378,858‬دينارا‪،‬‬

‫بأن البلدية اضطرت إلى التزود بواسطة استشارات اعتبارا إلى صاحب‬ ‫املدعى عليه ّ‬
‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫الصفقة رفض تزويدها نظرا لتخلد ديون بذمتها لفائدته وبأنه على أذون التزود في ظل وجود صفقة مبرمة‪،‬‬
‫وأضاف أن البلدية اضطرت إلصدار طلبات التزود لالستجابة للحاجيات املتأكدة لتأمين أعمال صيانة‬
‫املعدات لتفادي توقف خدمات النظافة‪،‬‬

‫املضمنة بملف الدعوى أن عملية ّ‬


‫التزود تمت خالل شهر‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين من خالل املؤيدات‬
‫فيفري ‪ 2006‬وبذلك تكون قد تزامنت مع بداية فترة تنفيذ الصفقة البالغة قيمتها ‪ 100‬ألف دينار والتي‬
‫انطلقت في ‪ 01‬شهر جانفي من نفس السنة‪،‬‬

‫املدعى عليه أيضا تجزئة العديد من الشراءات وبمبالغ فاقت الحد املستوجب‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫‪ 17‬ديسمبر‬ ‫إلبرام صفقات عمومية وهو ما يعد خرقا ألحكام األمر عدد ‪ 3158‬املؤرخ في‬
‫‪ 2002‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ .‬وقد ذكر ّ‬
‫االدعاء في هذا الصدد شراءات املواد الحديدية‬
‫والصحية خالل سنة ‪ 2007‬لدى املزود شركة (‪ )...‬حيث بلغت قيمتها ‪ 82.445,706‬دينارا ومصاريف‬
‫إكساء األعوان لدى ّ‬
‫املزودين (‪ )...‬و(‪ )...‬التي بلغت على التوالي ‪ 85.364,138‬دينارا و‪ 65.968,000‬دينارا‬
‫بعنوان سنة ‪،2007‬‬

‫‪130‬‬
‫موضحا أن تجزئة بعض الشراءات يعزى‬‫املدعى عليه بما نسب إليه بهذا الخصوص ّ‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫إلى عدم إحكام ضبط الحاجيات السنوية وضعف االعتمادات املرصودة خاصة املتعلقة منها بمصاريف‬
‫التسيير الوجوبية على غرار االمتيازات العينية الخاصة بالعملة ومصاريف االعتناء بالبناءات‪،‬‬

‫وحيث إن ّ‬
‫التزود بواسطة االستشارة في ّ‬
‫ظل وجود صفقة مبرمة يمثل خرقا ملبدأ املساواة أمام‬
‫الطلب العمومي املنصوص عليه الفصل ‪ 7‬من األمر ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬املنظم للصفقات العمومية‬
‫وتجاوزا لإلجراءات املتعين إتباعها عند ّ‬
‫التزود‪،‬‬

‫حجرت أحكام الفصل ‪ 99‬من مجلة املحاسبة العمومية والفصل ‪ 8‬من األمر عدد‬ ‫وحيث ّ‬
‫‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬سالف الذكر على املتصرفين العموميين تجزئة الطلبات بصورة تحول دون إبرام‬
‫عمومية‪ ،‬كما ّأن فقه قضاء املحكمة قد جرى على اعتبار تجزئة الطلب العمومي خطأ تصرف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫صفقات‬

‫التصرف في عمليات ّ‬
‫التزود من مشموالت إدارة الشؤون املالية حسب الهيكل‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّإن‬
‫التنظيمي للبلدية‪،‬‬

‫املدعى عليه فيما نسب إليه من خرق‬‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬
‫لإلجراءات عند ّ‬
‫التزود وتجزئة بعض الشراءات باملخالفة للتراتيب املنظمة للصفقات العمومية وهو ما‬
‫يشكل أخطاء تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوبلية‬
‫‪ 1985‬موجبة لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫عن املأخذ التاسع‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه اإلمضاء خالل سنة ‪ 2006‬على ثالثة طلبات ّ‬
‫تزود تتعلق باقتناء‬
‫مواد بناء في حين أن املواد التي تم تسلمها باملغازة حسب الدفاتر املمسوكة وبطاقات املخزون تتمثل في‬
‫كميات من مادة الحليب بلغت بعنوان شهري جانفي وفيفري من السنة املذكورة آنفا ‪ 24666‬لترا‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫تولت البلدية خالص فواتير بعنوان مواد بناء بما قيمته ‪ 31‬ألف دينار في حين ّأن قيمة كميات الحليب‬
‫قدرت بـ ‪ 13,240‬ألف‬ ‫التي تم استالمها كانت في حدود ‪ 17,760‬ألف دينار مما ترتب عنه خسارة للبلدية ّ‬
‫دينار‪،‬‬

‫وحيث ثبت من الوثائق املظروفة بملف القضية ّأن أذون الطلبيات التي أمض ى عليها ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه يعود تاريخها إلى شهر فيفري ‪،2006‬‬

‫‪131‬‬
‫ينص الفصل ‪ 10‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫بتحديد أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي على أنه‪'' :‬ال‬ ‫املحلية واملشاريع‬
‫ّ‬
‫التصرف‪،''...‬‬ ‫قضية لدى ّ‬
‫الدائرة بعد انتهاء أجل خمسة أعوام من تاريخ ارتكب خطأ‬ ‫يمكن أن ترفع ّ‬

‫محل ّ‬
‫التتبع واملنسوبة‬ ‫الذكر‪ ،‬وملّا كان ثابتا ّأن األفعال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه استنادا إلى األحكام سالفة‬
‫لحق ّ‬
‫التتبع‬ ‫فإنها تكون قد شملها التقادم املسقط ّ‬ ‫إلى ّ‬
‫املدعى عليه قد ارتكبت خالل شهر فيفري ‪ّ ،2006‬‬
‫واملحدد بخمسة أعوام في تاريخ ترسيم عريضة رفع الدعوى بكتابة مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر‬ ‫ّ‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬ ‫يتعين معه ّرد ّ‬
‫املالي في ‪ 7‬مارس ‪ ،2011‬األمر الذي ّ‬

‫ولهذه األسبـاب‪،‬‬

‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬‫قررت املحكمة ‪ :‬قبول الدعوى شكال وفي األصل إدانة ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بخطية ّ‬
‫ّ‬
‫بحد الربع (‪ )4/1‬من كامل مرتبه الخام‬ ‫وثبت في حقه من أخطاء تصرف وعقابه لقاء ذلك‬
‫ّ‬
‫السنوي بما قدره ثـالثة آالف وثمانمـائة دينار(‪ 3.800,000‬د) ورفض الدعوى في ما زاد على ذلك‪.‬‬

‫ّ‬
‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السيدة كلثوم‬
‫مريبح والسادة لطفي ثائري وسامي بن علي‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫القرار عدد ‪ 315‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬في القضية عدد ‪ 315‬ضد مهندس رئيس‬
‫بوزارة تكنولوجيات االتصال تبعا للدعوى املرفوعة من قبل وزيرتكنولوجيات االتصال‪.‬‬

‫نوعية وحجم العمل املنجز عند تصفية النفقات العمومية خرقا‬ ‫يعد عدم التثبت من ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ملقتضيات الفصل ‪ 41‬من مجلة املحاسبة العمومية الذي ي ّ‬
‫نص على أنه "ال تصرف النفقات إال ملستحقيها‬
‫وذلك بعد إثبات استحقاقهم لها وإثبات قيامهم بالعمل املطلوب منهم"‬

‫ّ‬
‫العمومية بخصوص التصديق على‬ ‫التقيد بالقواعد العامة لتصفية النفقات‬‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫يعد عدم‬
‫كشوفات وفاتورة أشغال دون التثبت من نوعية وكميات األشغال املنجزة فعليا مخالفة صريحة‬
‫ملقتضيات أحكام الفصل ‪ 95‬من مجلة املحاسبة العمومية الذي ّ‬
‫ينص على أنه "يجب أن تكون مستندات‬
‫التصفية مثبتة الستحقاق أصحابها للمبالغ املبينة بها"‪ ،‬وهو يشكل بالتالي خطأ في التصرف‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪315‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫بعد االطالع على مكتوب وزير تكنولوجيات االتصال الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة‬
‫الزجر املالي بتاريخ ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬والرامي إلى إثارة تتبع ضد السيد (‪ )...‬بصفته مهندس رئيس بوزارة‬
‫تكنولوجيات االتصال من أجل ارتكابه خطئ ّ‬
‫تصرف تمثل في‪:‬‬

‫التصديق على كشوفات األشغال املنجزة من قبل مقاولة (‪ )...‬والتصديق على الفاتورة التي تم‬
‫بموجبها خالص مقاولة (‪ )...‬دون التثبت من نوعية وكميات األشغال املنجزة فعليا‪ ،‬مكتوبه املدرج تحت‬
‫عدد ‪ّ 2010/23‬‬
‫واملؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪،2010‬‬

‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2010‬واملتعلق‬
‫بإحالة ّملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد ّ‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي عدد ‪ 78‬د‪.‬ز‪.‬م الصادر بتاريخ ‪ 09‬ديسمبر ‪ 2010‬واملتعلق‬
‫مقرر لها كما ّ‬
‫تم تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت‬ ‫بفتح التحقيق في القضية وتعيين ّ‬
‫عدد ‪ 18‬د‪.‬ز‪.‬م‪،‬‬

‫‪133‬‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪،2013‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 19‬أفريل ‪،2013‬‬ ‫وعلى رأي وزير تكنولوجيات االتصال‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 17‬أفريل ‪،2013‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪،2013‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬

‫املقدمة من قبل ّ‬
‫املدعى عليه بتاريخ ‪ 14‬أوت ‪،2013‬‬ ‫وعلى مذكرة الدفاع ّ‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬


‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عد‬ ‫‪ّ 1987‬‬
‫ّ‬
‫‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫ّ‬
‫العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات‬
‫املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 01‬نوفمبر ‪ 2013‬برئاسة‬‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫السيد الحبيب جاء باهلل وعضوية السادة محمد الطرابلس ي وهند القونجي وعبد السالم املهدي قريصيعة‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬‫والطاهر العلوي وتسجيل حضور ّ‬
‫املقرر السيد حسين بوصندل مللخص‬
‫لتقريره واالستماع إلى ّ‬
‫املدعى عليه فتمسك بما سبق له اإلدالء به في مرحلة التحقيق وبمذكرته الكتابية‬
‫طالبا الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬

‫ّ‬
‫املضمنة بملف‬ ‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها‬
‫ّ‬
‫القضية‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة‬
‫ديسمبر ‪،2013‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫من جهة الشكل ‪:‬‬

‫مقوماتها الشكلية الجوهرية ّ‬


‫وتعين‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪،‬‬

‫من جهة األصل ‪:‬‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه التصديق على كشوفات األشغال املنجزة من قبل مقاولة (‪)...‬‬
‫والتصديق على الفاتورة التي تم بموجبها خالص مقاولة (‪ )...‬دون التثبت من نوعية وكميات األشغال‬
‫املنجزة فعليا مما انجر عنه إخالالت متصلة بنوعية األشغال وبتضخيم حجمها وبعدم إنجاز البعض منها‬
‫وإلحاق ضرر بلغ حجمه ‪ 15.961,481‬د‪،‬‬

‫وحيث استند االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد سند الدعوى من كشوفات‬
‫أشغال وفاتورة مؤشر عليها رسميا وشخصيا من قبل امل ّدعى عليه رسميا وشخصيا حيث تضمنت ختمه‬
‫وإمضاءه ومن محضر معاينة ميدانية لألشغال املنجزة من قبل مقاولة (‪ )...‬وذلك بحضور ّ‬
‫املدعى عليه‬
‫الذي أمض ى في محضر املعاينة‪،‬‬

‫املدعى عليه جوابا على املذكرة عدد ‪/38‬ب ع م‪ 2010/‬املوجهة إليه من التفقدية‬‫وحيث أفاد ّ‬
‫العامة للمواصالت بأن التصديق على الكشوفات والفاتورة "قد تم في ظرف اكتسته صبغة استعجالية‬
‫ملا وافق انتهاء األشغال مباشرة حلول موعد إجازة السيد الوزير ولم يبق متسع من الوقت للتثبت في‬
‫الكميات املنجزة فعليا‪ ،‬واملسكن مشغول من طرف أفراد عائلته من ناحية‪ ،‬ولم يتبادر إلى ذهني أن‬
‫الشركة التي قامت باألشغال قد تكون عمدت إلى اإلخالل بالتزاماتها من ناحية أخرى"‪،‬‬

‫وحيث أن مصادقة ّ‬
‫املدعى عليه على كشوفات األشغال والفاتورة قد تمت في نفس اليوم الذي‬
‫ضمنت به في مكتب الضبط املركزي وهو ‪ 13‬سبتمبر ‪ 2008‬مما من شأنه أن يظهر غياب أي ّنية لدية في‬
‫إجراء رقابة الحقة على األشغال املنجزة‪،‬‬

‫املدعى عليه بأن صالحية التحقق من إنجاز األشغال ترجع إلى إدارة الشؤون‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫اإلدارية واملالية وليس إلى مكتب الشؤون العامة بالديوان وذلك وفقا لألمر املنظم للوزارة وبأنه ال يوجد‬
‫دليل إجراءات في الغرض وبأن تقرير التفقد خلص إلى ضرورة الحرص مستقبال على تعيين مراقبين‬
‫ملتابعة أشغال البناء وعلى تكليف لجنة قبول تلك األشغال‪،‬‬

‫‪135‬‬
‫تبين ّأن شكل وجوهر التأشيرة املضمنة بالكشوفات والفاتورة يتعارض مع ما ذهب إليه‬
‫وحيث ّ‬
‫ملجرد االطالع حيث تضمنت العناصر التالية‪ :‬اإلمضاء الشخص ي ّ‬
‫للمدعى عليه‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه من إبداء ّ‬
‫وختمه املتضمن هويته وصفته املهنية وختم اإلقرار بالتصفية وبالعمل املنجز‪،‬‬

‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه بأن التأشيرة املضمنة بالكشوفات والفاتورة تفيد اطالعه فحسب‪،‬‬

‫معد بطلب من صاحب الصفقة من قبل خبير عدلي‬ ‫املدعى عليه تقرير اختبار ّ‬ ‫قدم ّ‬‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫ومحرر بتاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ 2013‬على إثر زيارة إلى املسكن املعني اكتفى بمالحظات إجمالية ولم يسرد‬
‫األعمال اإلضافية املنجزة من قبل املقاولة إلصالح اإلخالالت املرفوعة ضمن محضر املعاينة سالف‬
‫الذكر‪،‬‬

‫نوعية وحجم العمل املنجز في تصفية النفقات العمومية ّ‬


‫يعد خرقا‬ ‫وحيث أن عدم التثبت من ّ‬
‫ملقتضيات الفصل ‪ 41‬من مجلة املحاسبة العمومية الذي ّ‬
‫ينص على أنه "ال تصرف النفقات إال ملستحقيها‬
‫وذلك بعد إثبات استحقاقهم لها وإثبات قيامهم بالعمل املطلوب منهم"‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث أن اكتفاء ّ‬


‫املدعى عليه باملصادقة على كشوفات األشغال والفاتورة دون توفر محضر في‬
‫ّ‬
‫تسلم األشغال أو أي وثيقة معادلة مخالفا ملقتضيات الفصل ‪ 95‬من مجلة املحاسبة العمومية الذي‬
‫ّ‬
‫ينص على أنه "يجب أن تكون مستندات التصفية مثبتة الستحقاق أصحابها للمبالغ املبينة بها"‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث ّأن ما توفر من وثائق ال يمكن من الجزم بأنه قد تم إصالح اإلخالالت املرفوع وجبر‬
‫الضرر الحاصل لإلدارة‪،‬‬

‫املدعى عليه فيما نسب إليه من عدم ّ‬


‫التقيد‬ ‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬
‫العمومية بخصوص التصديق على كشوفات وفاتورة أشغال دون‬ ‫ّ‬ ‫بالقواعد العامة لتصفية النفقات‬
‫ّ‬
‫التثبت من نوعية وكميات األشغال املنجزة فعليا وهو ما يعد مخالفة صريحة ملقتضيات أحكام الفصلين‬
‫‪ 41‬و‪ 95‬من مجلة املحاسبة العمومية ويشكل بالتالي خطأ في التصرف على معنى الفقرة األخيرة من‬
‫الفصل ّ‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫‪136‬‬
‫قضت املحكمة بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة املدعى عليه من أجل ما ثبت في‬
‫جانبه من خطإ تصرف وعقابه لقاء ذلك بخطية ّ‬
‫بحد الجزء الثاني عشر من كامل مرتبه السنوي‬
‫الخام وقدره ألف وثماني مائة (‪ )1800،000‬دينار‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة ّ‬


‫السيد الحبيب جاء باهلل وعضوية السادة‬
‫محمد الطرابلس ي وهند القونجي وعبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬بحضور مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة وكاتب‬
‫املحكمة ّ‬
‫السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫القرار عدد ‪ 338‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬في القضية عدد ‪ 338‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيزضد رئيس مديرعام سابق ملنشأة عمومية‪.‬‬

‫تعلق مكتوب وزير املالية عدد ‪ّ 318‬‬ ‫ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪ 2001‬باقتناء وسائل النقل‬ ‫‪ -‬لئن‬
‫ّ‬
‫انية الدولة لسنة ‪ ،2001‬فقد ّ‬
‫تم توجيه نسخ منه إلى كافة الوزارات في ذلك التاريخ ومازال‬ ‫ّ‬
‫املمولة من ميز ّ‬
‫العمل جار به من قبلها ومن قبل املنشآت العمومية التابعة لها‪ ،‬وبالتالي أصبح بمثابة العرف الجاري به‬
‫العمل‪.‬‬

‫توفرها لتعويض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫السيارة الوظيفية‪ ،‬وفقا‬ ‫املتصرف العمومي للشروط الواجب‬ ‫‪ -‬عدم احترام‬
‫ملكتوب وزير املالية عدد ‪ 318‬بتاريخ ‪ 15‬فيفري ‪ ،2001‬ودون وجود ما يفيد الحاجة إلى ذلك محمال ميز ّ‬
‫انية‬
‫سيارة ثانية بدون موجب‪ ،‬يمثل خطأ تصرف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املؤسسة كلفة اقتناء ّ‬

‫ّ‬ ‫املتصرف العمومي ّ‬‫ّ‬


‫لسيارة مستعملة وعن طريق وسيط غير مرخص له مخالفة‬ ‫‪ -‬يمثل اقتناء‬
‫ّ‬ ‫ملقتضيات القانون عدد ‪ 9‬لسنة ‪ّ 1989‬‬
‫املؤرخ في غرة فيفري ‪ 1989‬واملتعلق باملساهمات وباملنشآت‬
‫العمومية في فصليه ‪ 19‬و‪ 20‬ومقتضيات الفصل الثالث من األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ّ 2002‬‬
‫املؤرخ في ‪17‬‬
‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2002‬واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ .‬كما يمثل مخالفة ملنشور الوزير األول عدد ‪43‬‬
‫املؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1971‬الذي ينص على منع شراء ّ‬
‫املعدات املستعملة ومنشور الوزير األول عدد ‪70‬‬
‫املؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1995‬الذي يدعو املصالح العمومية إلى التثبت‪ ،‬عند تنظيم طلبات عروض أو‬
‫استشارات القتناء عربات سيارة‪ ،‬من ّأن الوكالء املشاركين فيها متحصلون من وزارة التجارة على تراخيص‬
‫نافذة املفعول‪،‬‬

‫‪ -‬ال يمثل الشروع في إجراءات االقتناء واملتمثلة أساسا في طلب أثمان لدى بعض ّ‬
‫املؤسسات‬
‫وإعداد جدول مقارنة األثمان ّ‬
‫تعهدا بالشراء من قبل املنشأة تجاه تلك ّ‬
‫املؤسسات‪.‬‬

‫ّ‬
‫نص القرارعدد ‪338‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز الصادر تحت ختمه بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪2011‬‬‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫الدائرة بنفس ّ‬
‫التاريخ تحت عدد ‪ 26‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى‬ ‫والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى ّ‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته الرئيس املدير العام السابق ل(‪ )...‬من أجل خطأ في‬ ‫هذه املحكمة ّ‬

‫‪138‬‬
‫وظيفية من نوع "مرسيدس" ‪ 9‬خيول لدى أحد الخواص وعن طريق‬ ‫ّ‬ ‫التصرف تمثل في اقتناء ّ‬
‫سيارة‬
‫ّ‬
‫القانونية املعمول بها ودون وجود ما يفيد الحاجة لتجديد‬ ‫وسيط وذلك على خالف اإلجراءات والتراتيب‬
‫انية املؤسسة كلفة اقتناء ّ‬
‫سيارة ثانية بدون موجب وبملغ‬ ‫محمال ميز ّ‬
‫التي كانت بحوزته ّ‬ ‫الوظيفية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السيارة‬
‫تجاوز الحدود املعمول بها‪.‬‬

‫ّ‬
‫االطالع على املكتوب ّ‬
‫‪26‬‬ ‫الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬ ‫وبعد‬
‫ّ‬
‫ماي ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬واملتعلق بتعيين القاض ي لطفي‬
‫التحقيق في القضية‪،‬‬‫ثائري إلجراء ّ‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 26‬فيفري ‪،2013‬‬

‫وعلى رأي وزير التجهيز والبيئة الوارد على كتابة الدائرة بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪،2013‬‬

‫وعلى رأي وزير املالية الوارد على كتابة الدائرة بتاريخ ‪ 08‬أفريل ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫واملقدمة من قبل‬ ‫وعلى مذكرة ّ‬
‫الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 08‬جويلية ‪2013‬‬
‫األستاذ حافظ بن صالح‪،‬‬

‫املؤرخ في ‪ 04‬ماي ‪،2011‬‬ ‫وخاصة تقرير ّ‬


‫التفقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعلى بقية األوراق املظروفة بامللف‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 01‬نوفمبر ‪ 2013‬وتسجيل‬
‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه ومحاميه الذي دافع عن منوبه بما رآه مفيدا‪ ،‬نافيا عنه قيامه باالخالالت أساس‬
‫ّ‬
‫التتبع ومنتهيا على هذا األساس إلى طلب رفض الدعوى أصال‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة ّ‬


‫السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫ّ‬
‫نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية ّ‬
‫ملحلية‬ ‫ّ‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫الحقا‪،‬‬

‫‪139‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة ‪20‬‬ ‫إثر ذلك ّ‬
‫ديسمبر ‪ ،2013‬وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫ممن له الصفة واستوفت جميع مقوماتها الشكلية الجوهرية ّ‬


‫وتعين‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫وظيفية من نوع "مرسيدس" ‪ 9‬خيول لدى‬ ‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه قيامه باقتناء ّ‬
‫سيارة‬
‫ّ‬
‫القانونية املعمول بها‪ ،‬ودون وجود‬ ‫أحد الخواص وعن طريق وسيط وذلك على خالف اإلجراءات والتراتيب‬
‫الديوان كلفة ّ‬
‫سيارة ثانية بدون‬ ‫انية ّ‬
‫محمال ميز ّ‬
‫السيارة الوظيفية التي بحوزته ّ‬‫ما يفيد الحاجة لتجديد ّ‬
‫موجب وبمبلغ تجاوز الحدود املعمول بها‪،‬‬

‫وحيث استند االدعاء في دعواه إلى ما ورد بتقرير التفقد‪ ،‬السالف الذكر‪ ،‬الذي ّ‬
‫تضمن‬
‫السيارة املذكورة ونسبت إلى ّ‬
‫املدعى عليه‪،‬‬ ‫مجموعة من اإلخالالت ارتكبت بمناسبة اقتناء ّ‬

‫في اإلخالل ّ‬
‫األول‬

‫ّ‬
‫توفرها لتعويض ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫السيارة الوظيفية‬ ‫املدعى عليه عدم احترامه للشروط الواجب‬
‫وفقا ملكتوب وزير املالية عدد ‪ 318‬بتاريخ ‪ 15‬فيفري ‪ 2001‬ودون وجود ما يفيد الحاجة لتجديد ّ‬
‫السيارة‬
‫محمال ميز ّ‬
‫انية املؤسسة كلفة اقتناء سيارة ثانية بدون موجب‪،‬‬ ‫الوظيفية ّ‬
‫التي بحوزته ّ‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫وحيث ورد بتقرير التفقد سند الدعوى أن ّ‬


‫املدعى عليه لم يحترم الشروط الواجب توفرها‬
‫حدد بسبعة سنوات وبمسافة‬ ‫تم ضبطها بعمر أدنى ّ‬ ‫السيارة الوظيفية التي كانت بحوزته والتي ّ‬
‫لتعويض ّ‬
‫مقطوعة تفوق ‪ 200‬ألف كلم‪ ،‬وذلك وفقا ملكتوب وزير املالية املشار إليه أعاله‪ ،‬ذلك ّأن ّ‬
‫السيارة التي ّ‬
‫تم‬
‫تجديدها مقتناة بتاريخ ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2004‬ولم يتجاوز عمرها ‪ 6‬سنوات ولم تقطع سوى ‪ 109‬آالف كلم في‬
‫شهر ماي ‪،2010‬‬

‫‪140‬‬
‫تسلم مهامه ّ‬
‫بالديوان كانت هناك ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أجاب ّ‬
‫سياراتان من نوع أودي‬ ‫املدعى عليه أنه عندما‬
‫ذمة الرئيس املدير العام الذي سبقه تحمل األولى الرقم املنجمي ‪ 8003‬تونس ‪ 84‬والثانية تحمل‬ ‫‪ A4‬على ّ‬
‫الرقم املنجمي ‪ 5903‬تونس ‪ 114‬وكانت األولى مقترحة على اإلحالة على عدم االستعمال ّأما الثانية فهي في‬
‫ّ ّ‬
‫صرح أنه اقترح على مجلس اإلدارة إمكانية تغيير السيارة‬ ‫حاجة إلى الصيانة وأعمال مطالة ودهن‪ .‬كما‬
‫الوظيفية األولى ولم تمانع وزارة اإلشراف‪،‬‬

‫املدعى عليه في إجابته ّأن السيارة التي راسل وزارة اإلشراف لتعويضها هي من نوع‬
‫وحيث أضاف ّ‬
‫‪ 25‬مارس‬ ‫أودي ‪ A4‬صاحب الرقم املنجمي ‪ 8003‬تونس ‪ 84‬ويعود أول تاريخ وضعها للجوالن إلى‬
‫‪ 1998‬وقد كانت مقترحة لإلحالة على عدم االستعمال‪ .‬وأفاد أنه من املفيد‪ ،‬أن تبقى ّ‬
‫السيارة الثانية على‬
‫ذمة املؤسسة لالستعانة بها لنقل الوفود التي تأتي لزيارة ّ‬
‫املؤسسة أو الوزارة وفي املناسبات الوطنية‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬
‫بعد التأكد من إمكانية إصالحها بقيمة ال تزيد عن ‪ 6200‬دينار‪،‬‬

‫وحيث ثبت من خالل نسخة من مكتوب ّ‬


‫املدعى عليه املوجه إلى سلطة اإلشراف بتاريخ ‪20‬‬
‫سيارة وظيفية ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫الترخيص القتناء ّ‬
‫السيارة التي طلب‬ ‫أفريل ‪ 2010‬تحت عدد ‪ 1406‬والذي بموجبه طلب‬
‫السيارة ذات الرقم املنجمي ‪ 5903‬تونس ‪ 114‬وليست تلك التي ذكرها ّ‬
‫املدعى عليه في إجابته‪،‬‬ ‫تعويضها هي ّ‬

‫ّ‬
‫وحيث أن مكتوب وزير املالية عدد ‪ 318‬املؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪ ،2001‬ولئن تعلق باقتناء وسائل‬
‫الدولة لسنة ‪ 2001‬فقد ّ‬
‫تم توجيه نسخ منه إلى كافة الوزارات في ذلك التاريخ‬ ‫انية ّ‬ ‫النقل ّ‬
‫املمولة من ميز ّ‬
‫ومازال العمل جار به من قبلها ومن قبل املنشآت العمومية التابعة لها‪ ،‬وبالتالي أصبح بمثابة العرف‬
‫الجاري به العمل‪،‬‬

‫املدعى عليه ذكر في مكتوبه عدد ‪ 1406‬املوجه إلى سلطة اإلشراف ّأن ّ‬
‫السيارة املراد‬ ‫وحيث أن ّ‬
‫املالية‪،‬‬ ‫تم اقتناؤها منذ سبعة سنوات ّ‬
‫وبالتالي فهو كان على علم بمقتضيات مكتوب وزير ّ‬ ‫تعويضها قد ّ‬

‫‪109‬‬ ‫وحيث ّأن ّ‬


‫املدعى عليه لم يطعن في املسافة املقطوعة من قبل السيارة املذكورة أي‬
‫آالف كلم في شهر ماي ‪ 2010‬كما ورد بتقرير التفقد‪،‬‬

‫تم تعويضها ال تستجيب‬ ‫السيارة ذات الرقم املنجمي ‪ 5903‬تونس ‪ 114‬والتي ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬
‫ّ‬
‫للشرطين اللذان جاء بهما مكتوب وزير املالية السالف الذكر باعتبار أن ّأول إذن لها بالجوالن كان بتاريخ‬
‫‪ 14‬سبتمبر ‪ 2004‬وبذلك لم يتجاوز عمرها في تاريخ طلب تعويضها خمس سنوات وسبعة أشهر وسعبة‬
‫ّ‬
‫أيام‪ ،‬ولم تقطع سوى ‪ 109‬آالف كلم في شهر ماي ‪ ،2010‬وهو ما يمثل مخالفة ملكتوب وزير املالية املذكور‬
‫أعاله‪،‬‬

‫‪141‬‬
‫تم تعويضها كانت في حاجة ألعمال صيانة ودهن فإنه‬‫السيارة التي ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه بأن ّ‬
‫قدر تلك األعمال في حدود ‪ 6200‬دينارا‪ ،‬فإن هذه الكلفة تعتبر‬‫لم يقدم للمحكمة ما يثبت ذلك‪ .‬ولئن ّ‬
‫زهيدة مقارنة بثمن شراء ّ‬
‫سيارة أخرى بمبلغ ‪ 97‬ألف دينارا وفقا لنسخة من عقد الشراء‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه ثبوت عدم احترام ّ‬


‫املدعى عليه للشروط الواجب توفرها‬
‫لتعويض ّ‬
‫السيارة الوظيفية‪ ،‬وفقا ملكتوب وزير املالية عدد ‪ 318‬بتاريخ ‪ 15‬فيفري ‪ ،2001‬ودون وجود ما‬
‫سيارة ثانية‬ ‫انية ّ‬
‫الديوان كلفة اقناء ّ‬ ‫محمال ميز ّ‬ ‫الوظيفية ّ‬
‫التي كانت بحوزته ّ‬ ‫ّ‬ ‫يفيد الحاجة لتجديد السيارة‬
‫بدون موجب‪،‬‬

‫في اإلخالل الثاني‬

‫حيث ينسب ّ‬
‫للمدعى عليه ّ‬
‫تعمده مغالطة سلطة اإلشراف للحصول على الترخيص الالزم‬
‫ّ‬
‫الوظيفية‪،‬‬ ‫لتجديد ّ‬
‫السيارة‬

‫الدعوى ّأن ّ‬
‫املدعى عليه ذكر في مكتوبه عدد ‪ 1406‬بتاريخ ‪20‬‬ ‫وحيث ورد بتقرير التفقد سند ّ‬
‫أفريل ‪ 2010‬املوجه إلى سلطة اإلشراف ّأن السيارة املراد تعويضها قد ّ‬
‫تم اقتناؤها منذ سبعة سنوات في‬
‫حين ّأنها لم تبلغ سوى خمسة سنوات وأشهر فقط‪،‬‬

‫املدعى عليه‪ ،‬أنه لم تكن هناك مغالطة ّ‬


‫باملرة لوزارة اإلشراف وأنه كان دائما في‬ ‫وحيث أجاب ّ‬
‫خطة عهدت له أن ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعمد‬ ‫مستوى الثقة التي منحتها إياه وأن تكوينه وضميره لم يسمحا له يوما في أية‬
‫املغالطة بل اعتمد أسلوب إقناع املخاطب أو العدول عن الش يء‪،‬‬

‫تم تعويضها هي من‬ ‫وحيث ثبت من خالل نسخة من املكتوب السالف الذكر ّأن ّ‬
‫السيارة التي ّ‬
‫نوع أودي ‪ A4‬ورقمها ‪ 5903‬تونس ‪ 114‬ويعود أول إذن لها بالجوالن حسب نسخة من بطاقتها الرمادية إلى‬
‫‪ 14‬سبتمبر ‪ 2004‬وبالتالي يكون عمرها في تاريخ املكتوب‪ ،‬خمس سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام وليس‬
‫سبعة سنوات كما ذكر ّ‬
‫املدعى عليه ضمن مكتوبه املذكور‪،‬‬

‫املدعى عليه على ذلك النحو هو مغالطة لسلطة‬ ‫وحيث يستخلص مما سبق ّأن تصرف ّ‬
‫اإلشراف للحصول على الترخيص الالزم لتجديد ّ‬
‫السيارة الوظيفية التي كانت بحوزته‪.‬‬

‫في اإلخالل الثالث‬

‫‪142‬‬
‫للمدعى عليه عدم ابرام صفقة عمومية طبقا ملقتضيات الفصل الثالث من األمر‬ ‫حيث ينسب ّ‬
‫عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬املؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬واقتصر على‬
‫تنظيم استشارة لم تحترم فيها التراتيب الجاري بها العمل زيادة على مخالفته منشور األول عدد ‪ 70‬بتاريخ‬
‫ّ‬
‫‪ 16‬سبتمبر ‪ 1995‬واملتعلق باقتناء العربات السيارة وقطع الغيار ملا التجأ إلى خدمات وسيط غير متحصل‬
‫التجارة القتناء ّ‬
‫السيارة الوظيفية الجديدة‪،‬‬ ‫على التراخيص الالزمة من وزارة ّ‬

‫املدعى عليه ّأن اإلجراءات باملؤسسة في مثل هذه االقتناءات موكولة إلى إدارة‬‫وحيث أفاد ّ‬
‫الشؤون ّ‬
‫العامة وإدارة الشؤون اإلدارية واملالية‪ .‬وأضاف أنه يؤكد في كل املناسبات على احترام القوانين‬
‫سيارة عن طريق‬ ‫والتراتيب املعمول بها‪ .‬كما أفاد ّأن لجنة الشراءات لم تحطه علما بأن عملية اقتناء ّ‬
‫وسيط غير وارد ّ‬
‫بالديوان‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن الوسيط (‪ )...‬مرخص له من قبل وزارة التجارة وأدلى بنسخة من‬
‫وحيث أضاف ّ‬
‫كراس شروط ممضاة من قبل املعني باألمر‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ّأن الفصل ‪ 19‬من القانون عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 1989‬املؤرخ في أول فيفري ‪ 1989‬واملتعلق‬
‫باملساهمات وباملنشآت العمومية ّ‬
‫ينص على أن "تبرم صفقات املنشآت بواسطة الدعوة إلى املنافسة"‪.‬‬
‫للدراسات واألشغال والخدمات‬‫وينص الفصل ‪ 20‬من نفس القانون على وجوب إبرام صفقات مكتوبة ّ‬ ‫ّ‬
‫والتزويدات التي تتجاوز قيمتها مبلغا مضبوطا بأمر‪،‬‬

‫وحيث نص الفصل الثالث من األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬املؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬كما‬


‫العمومية‪ ،‬على أنه "يجب إبرام صفقات كتابية في شأن‬ ‫ّ‬ ‫تم تنقيحه الحقا واملتعلق بتنظيم الصفقات‬ ‫ّ‬
‫الطلبات التي يفوق مبلغها باعتبار جميع األداءات ثالثين ألف دينار بالنسبة إلى التزود بمواد (‪ ،)...‬وهو ما‬
‫ّ‬
‫الوظيفية‪،‬‬ ‫ينطبق على شراء ّ‬
‫السيارات‬

‫املدعى عليه ما يفيد ترفيع مجلس إدارة ّ‬


‫املؤسسة في املبلغ املحدد إلخضاع‬ ‫وحيث لم يدل ّ‬
‫الطلبات إلى إبرام صفقات كتابية إلى حد ال يتجاوز مائة ألف دينارا طبقا للفقرة األخيرة من الفصل الثالث‬
‫من األمر املذكور أعاله‪،‬‬

‫ّ‬
‫عمومية وما يستوجبه األمر‬ ‫القضية أن ّ‬
‫املدعى عليه لم يبرم صفقة‬ ‫ّ‬ ‫تبين من خالل ملف‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫من إتباع اإلجراءات الترتيبية املتعلقة بالغرض بما فيها عرض امللف على لجنة الصفقات بل اقتصر على‬
‫طلب أسعار لدى ثالثة مؤسسات وهي مؤسسة (‪ )...‬بخصوص سيارة من نوع "بيجو" ‪ 607‬بتاريخ ‪ 05‬ماي‬

‫‪143‬‬
‫‪ 2010‬ومؤسستي (‪ )...‬وشركة (‪ )...‬بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ 2010‬بخصوص سيارة من نوع "مرسيدس" س ‪،180‬‬
‫واختيار عرض (‪ )...‬بمبلغ ‪ 97‬ألف دينارا‪،‬‬

‫ّ‬
‫عمومية بعد الدعوة إلى املنافسة عن طريق طلب العروض من‬ ‫وحيث ّأن عدم إبرام صفقة‬
‫شأنه أن ال يلبي حاجيات ّ‬
‫املؤسسة بأفضل األسعار والخدمات‪،‬‬

‫وحيث أن إصدار ّ‬
‫املدعى عليه‪ ،‬كما أفاد‪ ،‬التعليمات إلى مصالح املؤسسة إلى احترام القوانين‬
‫السهر شخصيا على تنفيذها‪،‬‬ ‫والتراتيب املعمول بها‪ ،‬ال يعفيه من واجب ّ‬

‫تبين من خالل نسخة من كراس الشروط التي أدلى بها ا ّ‬


‫ملدعى عليه أن (‪ )...‬قام بالتعريف‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫باإلمضاء على كراس شروط يتعلق بتنظيم تجارة توزيع املعدات السيارة املستعملة طبقا لقرار وزير‬
‫ّ‬
‫السياحة والتجارة والصناعات التقليدية املؤرخ في ‪ 15‬أكتوبر ‪ 2002‬وبالتالي فهو غير مرخص له في تسويق‬
‫سيارات جديدة بصفته وكيل إلحدى املاركات العاملية‪،‬‬

‫تبين من خالل نسخة من البطاقة الرمادية للسيارة نوع " "مرسيدس" س‪ ،180‬ذات‬ ‫وحيث ّ‬
‫تم اقتناؤها من قبل املنشأة أنها كانت ّ‬
‫مسجلة باسم السيد (‪.)...‬‬ ‫الرقم املنجمي ‪ 144‬تونس ‪ 9219‬والتي ّ‬
‫ّ‬
‫املعرف به باإلمضاء بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ّ 2010‬أن السيد (‪ )..‬وكل السيد (‪)...‬‬
‫تبين من خالل من التوكيل ّ‬‫كما ّ‬
‫ّ‬
‫املزود في التصرف والبيع وجميع ما شاء في ّ‬
‫السيارة املذكورة أعاله‪،‬‬

‫املؤرخ في ‪ 18‬ماي ‪ 2010‬واملمض ى من قبل ّ‬


‫املدعى عليه‬ ‫تبين من خالل نسخة من العقد ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّأن املزود باع السيارة املذكورة أعاله إلى املؤسسة بمبلغ ‪ 97‬ألف دينارا باالعتماد على التوكيل املذكور‬
‫أعاله‪،‬‬

‫املؤرخة في ‪ 25‬ماي ‪ّ 2010‬أن الوسيط‬


‫تبين من خالل نسخة من الفاتورة عدد ‪ّ 10/040‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫املزود ّ‬
‫تحصل على عمولة تساوي ‪ 1000‬دينارا مقابل توسطة في عملية البيع‪،‬‬

‫وحيث ينص منشور الوزير األول عدد ‪ 43‬املؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1971‬على منع شراء ّ‬
‫املعدات‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات واملنشآت العمومية‪،‬‬ ‫املستعملة من طرف مصالح الدولة والجماعات املحلية‬

‫لسيارة مستعملة وعن طريق وسيط غير‬ ‫وحيث يستخلص مما سبق ّأن ّ‬
‫املدعى عليه باقتنائه ّ‬
‫مرخص له قد خالف مقتضيات القانون عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 1989‬املؤرخ في أول فيفري ‪ 1989‬واملتعلق‬
‫باملساهمات وباملنشآت العمومية في فصليه ‪ 19‬و‪ 20‬ومقتضيات الفصل الثالث من األمر عدد ‪3158‬‬
‫ّ‬
‫لسنة ‪ 2002‬املؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬واملتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ .‬كما خالف منشور الوزير‬

‫‪144‬‬
‫ينص على منع شراء ّ‬
‫املعدات املستعملة ومنشور الوزير‬ ‫األول عدد ‪ 43‬املؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1971‬الذي ّ‬
‫األول عدد ‪ 70‬املؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1995‬الذي يدعو املصالح العمومية إلى التثبت‪ ،‬عند تنظيم طلبات‬
‫ّ‬
‫متحصلون من وزارة التجارة‬ ‫عروض أو استشارات القتناء عربات سيارة‪ ،‬من ّأن الوكالء املشاركين فيها‬
‫على تراخيص نافذة املفعول‪،‬‬

‫املدعى عليه على ذلك النحو يعتبر قد تجاوز بذلك حدود صالحياته ّ‬
‫وحمل‬ ‫تصرف ّ‬‫وحيث أن ّ‬
‫املؤسسة‪ ،‬تبعا لذلك‪ ،‬التزامات مالية على غير الصيغ القانونية والترتيبية‪،‬‬

‫في اإلخالل الرابع‬

‫ّ‬
‫الوظيفية‬ ‫املدعى عليه مخالفة التمش ي العام في خصوص نوعية ّ‬
‫السيارة‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬
‫الخاصة بالرؤساء املديرين العامين بالنسبة إلى املنشآت من صنف "أ" والتي جرت العادة أن تكون من نوع‬
‫‪ A4‬أو ‪ 407‬أو ‪ C5‬أو ما شابها وذلك باقتناء ّ‬
‫سيارة من نوع مرسيدس وبمبلغ تجاوز الحدود املعمول بها‪،‬‬

‫السيارة الذي ّ‬
‫حدد‬ ‫قوة ّ‬ ‫املدعى عليه ّأن املؤسسة اعتمدت في اختيارها على سقف ّ‬
‫وحيث أجاب ّ‬
‫بتسعة خيول وأنه لم يكن على علم بما اعتادت عليه املنشآت العمومية من صنف "أ" باعتبارها غير‬
‫موثقة‪،‬‬

‫ينص الفصل السابع من األمر عدد ‪ 1855‬لسنة ‪ 1990‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪1990‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية على أن "توضع على ذمة رئيس املنشأة‬ ‫واملتعلق بضبط تأجير رؤساء املنشآت ذات األغلبية‬
‫قوتها تسعة خيول"‪ .‬كما أن مكتوب سلطة اإلشراف املؤرخ في ‪ 18‬ماي‬ ‫سيارة وظيفية ال يمكن أن تفوق ّ‬ ‫ّ‬
‫السيارة املزمع اقتناؤها لتسعة خيول وهو ما ّ‬
‫تقيد به‬ ‫‪ 2010‬واملوجه إلى الديوان أوص ى بعدم تجاوز قوة ّ‬
‫ّ‬
‫املدعى عليه وحري بالتأكيد أن املكتوب املذكور لم ينص على العالمة التجارية التي يتعين اقتناؤها‪،‬‬

‫ّ‬
‫الخاصة بالرؤساء املديرين‬ ‫ّ‬
‫السيارة الوظيفية‬ ‫االدعاء اكتفى بخصوص نوعية‬ ‫وحيث أن ّ‬
‫العامين بالنسبة إلى املنشآت من صنف "أ" بذكر ما اعتادت على شرائه وذلك ّأن ّ‬
‫يقدم قائمة في املنشآت‬
‫العمومية من صنف "أ" والراجعة إليه بالنظر والتي وضعت على ذمة رؤسائها ّ‬
‫سيارات من األصناف التي‬ ‫ّ‬
‫يتعين‪ ،‬والتبرير ما ذكر‪ّ ،‬رد الدعوى بخصوص هذا العنصر لعدم قيامها على سند‬
‫تم ذكرها أعاله‪ .‬مما ّ‬
‫ّ‬
‫متين من الواقع‪،‬‬

‫تم شراؤها الحدود املعمول‬‫سيارة مرسيدس التي ّ‬ ‫تبين‪ ،‬بخصوص ّ‬


‫االدعاء بتجاوز ثمن ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بها أن ملف القضية جاء خال من أية مستندات تتعلق باألثمان املعمول بها وظلت بذلك الدعوى في هذا‬
‫يتعين معه ّرد الدعوى بخصوص هذا العنصر‪،‬‬ ‫مما ّ‬
‫الخصوص مجردة من كل سند مادي‪ّ ،‬‬

‫‪145‬‬
‫في اإلخالل الخامس‬

‫ّ‬
‫الوظيفية قبل الحصول على‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه الشروع في إجراءات اقتناء ّ‬
‫السيارة‬
‫املوافقة ّ‬
‫املسبقة لسلطة اإلشراف‪،‬‬

‫املدعى عليه ّأن الشروع في إجراءات اقتناء ّ‬


‫السيارة يساهم في سرعة االنجاز وال‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫توصل ّ‬
‫الديوان بالرد اإليجابي من‬ ‫ّ‬
‫يتنزل منزلة الطلبية الرسمية وأنه لم يمض على عقد البيع إال بعد أن ّ‬
‫وزارة اإلشراف‪،‬‬

‫‪5‬‬ ‫وحيث ثبت أن املؤسسة شرعت فعال في طلب"عروض أثمان" لدى نيابة (‪ )...‬بتاريخ‬
‫املحرك بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ّ .2010‬‬
‫وتم إعداد جدول‬ ‫ماي ‪ 2010‬ولدى كل من شركة كمون ّ‬
‫للسيارات وشركة ّ‬
‫املدعى عليه بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ 2010‬وذلك قبل الحصول على ترخيص‬ ‫مقارنة األثمان وإمضائه من طرف ّ‬
‫سلطة اإلشراف بتاريخ ‪ 18‬ماي ‪،2010‬‬

‫تم إمضاؤه والتعريف به من قبل ّ‬


‫املدعى عليه بتاريخ ‪18‬‬ ‫السيارة قد ّ‬
‫وحيث ثبت أن عقد بيع ّ‬
‫ماي ‪ 2010‬وهو التاريخ املوافق لحصول املنشأة على ترخيص سلطة اإلشراف القتناء ّ‬
‫السيارة الوظيفية‪،‬‬

‫وحيث أن الشروع في إجراءات اقتناء ّ‬


‫السيارة واملتمثلة أساسا في طلب أثمان لدى بعض‬
‫املؤسسات وإعداد جدول مقارنة األثمان ال يمثل ّ‬
‫تعهدا بالشراء من قبل املؤسسة تجاه تلك املؤسسات‬
‫يتعين معه ّرد الدعوى في هذا الخصوص‪،‬‬
‫مما ّ‬

‫في اإلخالل السادس‬

‫حيث ينسب ّ‬
‫للمدعى عليه خالص ثمن ّ‬
‫السيارة بمبلغ ‪ 97‬ألف دينار على أساس الفاتورة عدد‬
‫‪ 10/040‬املؤرخة في ‪ 25‬ماي ‪ 2010‬واملتضمنة لسعر ّ‬
‫السيارة بمبلغ ‪ 96‬ألف دينارا وعمولة للوسيط‬
‫تساوي ‪ 1000‬دينارا وذلك دون التنصيص على األداءات املستوجبة وإجراء الخصومات الجبائية‬
‫بعنوانها‪،‬‬

‫تم خالص ثمن ّ‬


‫السيارة املقتناة بعد القيام بخصم األداءات‬ ‫املدعى عليه ّأنه ّ‬
‫وحيث أجاب ّ‬
‫ّ‬
‫املستوجبة في مثل هذه الحالة وأدلى بنسخة من شهادة في الحجز من املورد بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪ 2010‬تعلقت‬
‫تم توظيفه على ثمن بيع ّ‬
‫السيارة‪ .‬كما أدلى بنسخة‬ ‫بخصم بمبلغ ‪ 1455‬دينارا بعنوان األداء على املداخيل ّ‬
‫تعلقت بخصم مبلغ ‪ 150‬دينارا بعنوان األداء على املداخيل ّ‬ ‫ّ‬
‫تم توظيفه‬ ‫من شهادة ثانية بنفس التاريخ‬
‫السيد (‪ )...‬مقابل توسطة في عملية بيع ّ‬
‫السيارة‪،‬‬ ‫تحصل عليها ّ‬ ‫على العمولة البالغة ‪ 1000‬دينار والتي ّ‬

‫‪146‬‬
‫تبين من خالل نسخة من الفاتورة املذكورة أعاله والصادرة عن مؤسسة كمون‬ ‫وحيث ّ‬
‫للسيارات أنها تضمنت ثمن بيع ّ‬
‫السيارة (‪ 96‬ألف دينارا) دون بيان نسبة األداء على القيمة املضافة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وتضمنت تفصيال ملبلغ العمولة (‪ 1000‬دينارا) من حيث مبلغها دون اعتبار األداء على القيمة املضافة‬
‫ومبلغ هذا األداء (‪ 152,542‬دينارا)‪ ،‬كما تضمنت قيمة الطابع الجبائي‪،‬‬

‫املؤرخة ‪ 26‬ماي ‪ 2010‬واملتعلق بخصم بمبلغ ‪1455‬‬‫تبين من خالل نسخة من الشهادة ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تم توظيفه على ثمن بيع ّ‬
‫السيارة طبقا للفصل ‪.I. 52‬‬ ‫دينارا بعنوان األداء على املداخيل أن ذلك الخصم ّ‬
‫ّ‬
‫ز من مجلة الضريبة على دخل األشخاص الطبيعيين والضريبة على الشركات‪ .‬وأن الديوان قد وظف‬
‫ذلك األداء على ثمن السيارة بما في ذلك عمولة الوساطة أي مبلغ ‪ 97‬دينارا عوضا عن ‪ 96‬ألف دينارا ّ‬
‫مما‬
‫ترتب عنه خصم بزيادة تبلغ ‪ 15‬دينارا‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين من خالل نسخة من الشهادة الثانية املؤرخة في‪ 26‬ماي ‪ 2010‬واملتعلقة بخصم‬
‫ّ‬
‫املوظف على العمولة البالغة ‪ 1000‬دينار والتي ّ‬
‫تحصل عليها‬ ‫مبلغ ‪ 150‬دينارا بعنوان األداء على املداخيل‬
‫السيارة طبقا للفصل ‪ .I. 52‬أ من مجلة الضريبة على دخل‬ ‫السيد (‪ )...‬مقابل توسطه في عملية بيع ّ‬ ‫ّ‬
‫األشخاص الطبيعيين والضريبة على الشركات‪،‬‬

‫تبين من خالل نسخة من ويثقة إدارية مؤرخة في ‪ 25‬ماي ‪ 2010‬ممضاة من قبل ّ‬


‫املدعى‬ ‫وحيث ّ‬
‫عليه ّأن ثمن السيارة تم خالصه بواسطة صك بنكي عدد ‪ 4875183‬مسحوب على بنك اإلسكان بمبلغ‬
‫‪ 95395,300‬دينا ات وهو ما يعنى ّأن عملية ّ‬
‫الدفع قد ّتمت بعد إجراء الحجز من املورد بعنوان الضريبة‬ ‫ر‬
‫على دخل األشخاص الطبيعيين واملتمثل في مبلغ ‪ 1455‬دينارا بعنوان ثمن السيارة و‪ 150‬دينارا بعنوان‬
‫العمولة‪،‬‬

‫مكرر من القانون عدد ‪ 61‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪1988‬‬ ‫ينص الفصل ‪ّ 19‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫واملتعلق بإصدار مجلة األداء على القيمة املضافة املذكور على أنه ّ‬
‫يتعين على مصالح الدولة والجماعات‬
‫ّ‬
‫املحلية واملؤسسات واملنشآت العمومية خصم نسبة ‪ % 50‬من مبلغ األداء على القيمة املضافة املوظف‬
‫على املبالغ التي تساوي أو تفوق ‪ 1000‬دينارا بما في ذلك األداء على القيمة املضافة املدفوع بعنوان‬
‫اقتناءاتها من سلع ّ‬
‫ومعدات وتجهيزات‪،‬‬

‫السيارة خاضع لألداء على القيمة املضافة ّ‬


‫وبالتالي‬ ‫االدعاء ما يفيد أن بائع ّ‬ ‫وحيث لم ّ‬
‫يتقدم ّ‬
‫كان ّ‬
‫يتعين التنصيص على نسبة ذلك األداء ومبلغه بالفاتورة املذكورة طبقا ملا ينص عليه الفصل ‪ 18‬من‬
‫القانون عدد ‪ 61‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بإصدار مجلة األداء على القيمة املضافة‪،‬‬

‫‪147‬‬
‫تم دون إجراء الحجز املستوجب بعنوان األداء على القيمة‬‫تبين ّأن خالص ثمن السيارة ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫املضافة املوظف على العمولة والبالغ ‪ 76,271‬دينارا‪ ،‬وذلك خالفا للفصل ‪ 19‬مكرر من القانون عدد ‪61‬‬
‫ّ‬
‫لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬واملتعلق بإصدار مجلة األداء على القيمة املضافة‪،‬‬

‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬


‫املدعى عليه في ما نسب إليه بخصوص خالص‬
‫ثمن ّ‬
‫السيارة على أساس الفاتورة عدد ‪ 10/040‬املؤرخة في ‪ 25‬ماي ‪ 2010‬دون إجراء الحجز املستوجب‬
‫بعنوان األداء على القيمة املضافة املوظف على العمولة دون سواها من األداءات األخرى‪،‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قررت املحكمة قبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬ ‫ّ‬
‫تصرف وعقابه لقاء ذلك بخطية ّ‬
‫بحد الجزء الثاني عشرمن كامل مرتبه الخام‬ ‫وثبت في حقه من خطأ ّ‬
‫السنوي بما قدره ثالثة آالف دينار(‪ 3.000,000‬دينارا) ورفض ّ‬
‫الدعوى ما زاد على ذلك‪.‬‬

‫السيد الحبيب جاء باهلل وعضوية ّ‬


‫السيدة هند‬ ‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة ّ‬
‫ّ‬
‫ومحمد الطرابلس ي‪.‬‬ ‫والسادة عبد ّ‬
‫السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي‬ ‫القنجي ّ‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬بحضور مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة‬
‫وكاتب املحكمة ّ‬
‫السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ّ‬
‫لقضية عدد ‪ 305‬تبعا للدعوى‬ ‫القرارعدد ‪ 305‬الصادربتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2012‬في ا‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالداخلية والتنمية املحلية ضد كاتب عام جماعة محلية (بلدية)‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة حسن سير املصالح البلدية في امليدانين اإلداري واملالي هي مسؤولية كاتب عام البلدية‬
‫وذلك عمال بأحكام الفصل ‪ 87‬من القانون األساس ي للبلديات الصادر بمقتض ى القانون عدد ‪ 33‬لسنة‬
‫‪ّ 1975‬‬
‫املؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪.1975‬‬

‫‪ -‬تفويض حق اإلمضاء بالنيابة من رئيس البلدية للكاتب العام على ّ‬


‫كل الوثائق الداخلة في‬
‫ّ‬
‫حدود مشموالته يجعل كاتب عام البلدية بمقتض ى هذا التفويض مكلفا ومباشرا ملهام آمر بالصرف‪.‬‬

‫ّ‬
‫بالتزود يدوية في إطار تنفيذ امليزانية دون علم اإلدارة البلدية‬ ‫‪ -‬إن إصدار بعض األعوان ألذون‬
‫وال يتم التفطن إليها إال عند تقديم الفواتير للخالص لدى اإلدارة املالية ال ينفي عن الكاتب العام‬
‫املسؤولية‪ ،‬بصفته يتولى مباشرة مهمة األمر بالصرف بموجب تفويض‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التقيد باالعتمادات املرصودة بامليزانيات املصادق عليها وعدم التقيد بإجراءات الرقابة‬
‫املسبقة والتراتيب املنظمة إلبرام الصفقات العمومية وخاصة منها عدم إبرام عقود كتابية في شأن‬
‫النفقات التي فاقت ّ‬
‫الحد امللزم إلبرام صفقة وعدم اللجوء إلى املنافسة عند إنجاز هذه النفقات‪ ،‬يؤدي‬
‫محلها والتفويت عليها في الحصول على ّ‬ ‫ّ‬
‫أقل األثمان وأفضل‬ ‫إلى تحميل البلدية التزامات مالية في غير‬
‫ّ‬
‫الخدمات‪ ،‬يشكل بالتالي خطأ في التصرف على معنى أحكام الفقرة األخيرة من الفصل األول من القانون‬
‫عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫يكرس إمضاء رئيس البلدية وختمه ّ‬


‫ملقررات استعمال سيارات املصلحة بصفة ثانوية ألغراض‬ ‫‪ّ -‬‬
‫شخصية مسؤوليته كرئيس لإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الترخيص من قبل رئيس البلدية ّ‬


‫لقباض املالية وهم أعوان تابعون لوزارة املالية في‬
‫استغالل سيارات مصلحة بصفة ثانوية ألغراضهم الشخصية واالنتفاع بحصة وقود على حساب البلدية‬
‫فضال عن عدم شرعيته مساسا بمبدأ الفصل بين املحاسب العمومي واآلمر بالصرف‪.‬‬

‫تعد مخالفة لشروط استعمال‬ ‫‪ -‬مواصلة انتفاع بعض األعوان املتقاعدين بسيا ات إدارية ّ‬
‫ر‬
‫العون العمومي للسيارة اإلدارية واملتمثلة خاصة في أن يكون في حالة مباشرة وهو ما يترتب عنه تمكين‬
‫ويعد خطأ تصرف يتحمل مسؤوليته كاتب عام البلدية‬ ‫حق ّ‬ ‫األعوان املعنيين من امتيازات دون وجه ّ‬
‫بمجرد زوال األسباب التي ّبررت‬
‫باعتباره مكلفا قانونا بتأمين استرجاع السيارات اإلدارية من املنتفعين بها ّ‬
‫منحهم هذا االمتياز‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -‬بقتض ي تنفيذ قرار إسناد سيارات املصلحة لالستعمال الشخص ي بصفة ثانوية من قبل كاتب‬
‫عام البلدية مراقبة التزام املصلحة املالية بخصم مبلغ املنحة الكيلومترية من مرتب املنتفع واتخاذ‬
‫التدابير الالزمة السترجاع السيارة بانتهاء مدة الترخيص ّ‬
‫املحددة باألمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في‬
‫‪ 11‬فيفري ‪ 1988‬واملتعلق باستعمال سيارات الدولة والجماعات العمومية املحلية واملؤسسات العمومية‬
‫ذات الصبغة اإلدارية كما تم تنقيحه‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الجمع بين امتياز السيارة اإلدارية واملنحة الكيلومترية خطأ تصرف يتحمل مسؤوليته‬
‫كاتب عام البلدية باألساس واملعني باألمر‪.‬‬

‫‪-‬يمثل تمكين بعض األعوان البلديين من سيارات مصلحة بمقتض ى محاضر تسليم في غياب‬
‫ّ‬
‫مقررات صادرة في الغرض عن رئيس البلدية مخالفة ألحكام الفصل ‪ 9‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪1988‬‬
‫ّ‬
‫ويشكل بالتالي خطأ تصرف‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪305‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة ّ‬
‫الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫بعد اإلطالع على مكتوب وزير الداخلية والتنمية املحلية الصادر تحت ختمه بتاريخ ‪ 30‬جوان‬
‫ّ‬
‫واملضمن لديها تحت عدد‬ ‫الدائرة بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2008‬‬ ‫‪ 2008‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى ّ‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه السيد (‪ )...‬كاتبا عاما لبلدية (‪ ،)...‬من أجل‬ ‫‪ 14‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫أخطاء في التصرف تمثلت في ‪،‬‬

‫‪ -1‬إنجاز بعض النفقات دون التقيد باالعتمادات املرصودة بامليزانيات املصادق عليها‪،‬‬
‫‪ -2‬انجاز بعض النفقات دون احترام إجراءات الرقابة املسبقة والتراتيب املنظمة إلبرام‬
‫الصفقات العمومية‪،‬‬
‫تزود يدوية بحجة نفاد االعتمادات املخصصة لها‪،‬‬ ‫‪ -3‬انجاز نفقات بواسطة أذون ّ‬
‫‪ -4‬عدم الحرص على متابعة ملفات التأمين للحصول على التعويضات األزمة عن األضرار‬
‫الالحقة بأسطول بلدية تونس جراء حوادث الجوالن‪،‬‬
‫‪ -5‬منح حصص وقود وسيارات إدارية ألعوان ال يحق لهم اإلنتفاع بها‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪9‬‬ ‫وبعد اإلطالع على املكتوب الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة ّ‬
‫الزجر املالي بتاريخ‬
‫ّ‬
‫جويلية ‪ 2008‬واملضمن تحت عدد ‪ 2008/22‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت‬
‫العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 30‬جويلية ‪ 2008‬تحت عدد ‪ 77‬د‪.‬ز‪.‬م‬
‫ّ‬
‫واملتعلق بفتح تحقيق في القضية وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر ‪،2011‬‬

‫‪14‬‬ ‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 117‬بتاريخ‬ ‫وعلى رأي وزير الداخلية والتنمية املحلية‬
‫ديسمبر ‪،2011‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 2‬بتاريخ ‪ 10‬جانفي ‪،2012‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪4‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 3‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫جانفي ‪،2012‬‬

‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪ ،2012‬والتي‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه بخصوص املآخذ التي ّ‬
‫تم اقتراح إدانته من‬ ‫تمسك فيها ّ‬
‫ّ‬
‫أجلها في مستوى تقرير ختم التحقيق مؤكدا ّأنه ّ‬
‫تعرض إلى مظلمة على اعتبار ّأن ما نسب إليه هو في واقع‬
‫األمر من مشموالت رئيس البلدية كما طلب من املحكمة االستماع إلى كاهية مدير ّ‬
‫املعدات الذي قبل‬
‫اإلدالء بشهادته‪،‬‬

‫وعلى بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬


‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة علها وبإحداث دائرة ّ‬
‫الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫‪151‬‬
‫ّ‬
‫املعنية ليوم الجمعة ‪ 25‬ماي ‪ 2012‬وتسجيل‬ ‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة‬
‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة املقرر السيد حسين الحاج مسعود للملخص من تقريره‪ ،‬أحيلت الكلمة إلى‬
‫ّ‬
‫املدعى عليه فدافع عن موقفه بما رآه صالحا‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد إحالة الكلمة من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫إثر ذلك ّ‬
‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة ‪29‬‬
‫جوان ‪،2012‬‬

‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة ‪29‬‬ ‫إثر ذلك ّ‬
‫جوان ‪ ،2012‬وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمــة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوة ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‬

‫عن املأخد ّ‬
‫األول والثاني والثالث معا لترابطها موضوعا‬

‫املدعى عليه انجاز بعض النفقات دون التقيد باالعتمادات املرصودة‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫بامليزانيات املصادق عليها ودون احترام إجراءات الرقابة املسبقة والتراتيب املنظمة إلبرام الصفقات‬
‫بحجة نفاذ االعتمادات املخصصة لها‪،‬‬ ‫العمومية وانجاز نفقات بواسطة أذون ّ‬
‫تزود يدوية ّ‬

‫وحيث استند االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد آنف الذكر من ّأن الوضع‬
‫املالي لبلدية (‪ )...‬اتسم بمديونية هامة إذ بلغت ديونها في موفى سنة ‪ 2006‬حوالي ‪ 61‬مليون دينار وأن ديون‬
‫العنوان األول‪ ،‬تجاه ّ‬
‫املؤسسات الخاصة ملختلف املصالح التابعة للبلديات‪ ،‬بلغت في نفس التاريخ حوالي‬

‫‪152‬‬
‫‪ 3,5‬مليون دينار تعود في مجملها إلى سنوات ‪ 2004‬و ‪ 2005‬و‪ ،2006‬من ذلك أن مديونية إدارة الزينة‬
‫بلغت‪ ،‬خالل الفترة املمتدة بين سنتي ‪ 2003‬و‪ ،2006‬حوالي ‪ 247‬ألف دينار بعنوان ّ‬
‫التزود باألعالم‬
‫مزودين دون تفعيل املنافسة ودون‬‫تم انجازها حصريا وبصفة مباشرة لدى ‪ّ 3‬‬ ‫ّ‬
‫والالفتات وهي نفقات ّ‬
‫احترام شروط إبرام الصفقات العمومية ودون احترام إجراءات الرقابة املسبقة النجاز النفقات‬
‫العمومية‪،‬كما بلغت ديون رئيس البلدية بعنوان نفقات حفالت واستقبال في موفى سنة ‪ 2006‬حوالي ‪193‬‬
‫ألف دينار يعود القسط األكبر منها بصفة خاصة إلى نزلي (‪ )...‬و(‪ )...‬وهي مصاريف تم انجازها أيضا دون‬
‫وتم عرضها‬ ‫تفعيل املنافسة وإبرام عقود كتابية في شأنها باعتبار أنها تجاوزت ّ‬
‫الحد األدنى إلبرام الصفقات ّ‬
‫ّ‬
‫على اللجنة البلدية للصفقات على سبيل التسوية حتى تتمكن مصالح البلدية من خالص النزلين‬
‫املذكورين‪،‬‬

‫االدعاء أن إدارة ّ‬
‫املعدات‪ ،‬التي استأثرت بحوالي ‪ % 34‬من مجمل ديون العنوان‬ ‫وحيث أضاف ّ‬
‫املؤسسات الخاصة‪ ،‬دأبت على ّ‬
‫التزود بقطع الغيار والزيوت واملحروقات لصيانة وإصالح‬ ‫األول تجاه ّ‬
‫تزود يدوية بعد الحصول على تراخيص كتابية من رئيس البلدية بحجة نفاد‬ ‫ّ‬
‫املعدات بواسطة أذون ّ‬
‫ّ‬
‫بالتزود آلية بعد فتح االعتمادات‬ ‫االعتمادات املخصصة لها وتمت التسوية الحقا باستصدار أذون‬
‫بامليزانية الجديدة وهو ما ّ‬
‫يعد مخالفا للتراتيب املنظمة النجاز النفقات العمومية‪،‬‬

‫ّ‬
‫املتخلدة ّ‬ ‫وحيث أجاب ّ‬
‫بذمة البلدية ترجع باألساس إلى تراكمات قديمة‬ ‫املدعى عليه بأن الديون‬
‫سابقة لتعيينه في خطة كاتب عام وأنها كانت في موفى ‪ 2001‬في حدود ‪ 55‬م‪.‬د وبأنها لم ترتفع‪ ،‬خالل فترة‬
‫توليه ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 5,6‬م‪.‬د‪ ،‬أي‬ ‫مهام الكتابة العامة ملدة خمس سنوات من ‪ 2002‬إلى ‪ 2006‬سوى بما قيمته‬
‫بحساب ‪ 1,1‬م‪.‬د سنويا خالل الفترة املذكورة وموضحا بخصوص مديونية إدارة الزينة أن املشرف على‬
‫ه ذه املصلحة هو السيد (‪ )...‬وهو إطار بالوكالة البلدية للتصرف يعمل تحت اإلشراف املباشر لرئيس‬
‫ّ‬
‫بالتزود يدوية دون‬ ‫البلدية وليس إطارا بلديا وليس لإلدارة البلدية أي سلطة عليه وهو يتولى إصدار أذون‬
‫علم اإلدارة البلدية التي ال تعلم بالعملية إال الحقا عند تقديم الفواتير للخالص لدى اإلدارة املالية‪،‬‬

‫ّ‬
‫املدعى عليه‪ّ ،‬أن ما تخلد من ديون بذمة بلدية (‪ )...‬أدرك‬
‫أقر به ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين من وثائق امللف وما ّ‬
‫يؤيد صحة ما ورد بالدعوى من حصول تجاوز لالعتمادات‬ ‫في موفى سنة ‪ 2006‬حوالي ‪ 60‬م‪.‬د‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫املرسمة بامليزانيات املصادق عليها في عدة أبواب من امليزانية على غرار نفقات إدارة الزينة ونفقات‬
‫الحفالت واالستقباالت‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين‪ ،‬في ما تعلق بكيفية انجاز النفقات املذكورة آنفا‪ ،‬عدم تفعيل املنافسة للحصول‬
‫على أفضل األسعار‪ ،‬ضرورة أن نفقات الزينة‪ ،‬التي أنجزت خالل سنوات ‪ 2003‬و‪ 2004‬و‪ ،2005‬أنجزت‬
‫تبين ّأن حوالي ‪ %70‬من ديون ديوان‬
‫لدى م ّزودين اثنين فحسب وهما تحديدا السيد (‪ )...‬والسيد (‪ ،)...‬كما ّ‬
‫رئيس البلدية‪ ،‬بعنوان نفقات الحفالت واالستقباالت لسنوات ‪ 2004‬و‪ 2005‬و‪ 2006‬كانت تجاه نزلي (‪)...‬‬

‫‪153‬‬
‫حد ‪ 30‬ألف دينار‬‫كل منها ّ‬
‫و(‪ )...‬فضال عن عدم إبرام عقود كتابية في شأن هذه النفقات التي فاقت ّ‬
‫املنصوص عليه بالفصل ‪ 3‬من األمر املنظم للصفقات العمومية من ذلك ما تضمنته الفواتير املضمنة‬
‫بامللف من أن قيمة اإلقتناءات لدى ّ‬
‫املزود السيد (‪ )...‬في سنة ‪ 2005‬بلغت حوالي ‪ 36‬دينار‪ ،‬كما فاقت‬
‫النفقات املنجزة لدى نزل (‪ )....‬سنة ‪ 2005‬ما قيمته ‪ 38‬ألف دينار‪،‬‬

‫املدعى عليه‪ ،‬بصفته كاتبا عاما للبلدية مكلف‪ ،‬عمال بأحكام الفصل ‪ 87‬من القانون‬ ‫وحيث ّأن ّ‬
‫ّ‬ ‫عدد ‪ 33‬لسنة ‪ّ 1975‬‬
‫املؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬املتعلق بإصدار القانون األساس ي للبلديات‪ ،‬بالسهر تحت‬
‫سلطة رئيس البلدية علي حسن سير اإلدارة البلدية في امليدانين اإلداري واملالي‪،‬‬

‫املدعى عليه بنسختين من قرارين صادرين عن رئيس بلدية تونس مؤرخين على‬ ‫وحيث أدلى ّ‬
‫التوالي في ‪ 15‬فيفري ‪ 2002‬و‪ 16‬جوان ‪ 2005‬يقضيان بتفويض حق اإلمضاء بالنيابة عن رئيس البلدية‬
‫كل الوثائق الداخلة في نطاق حدود مشموالت أنظاره والتي ورد من‬ ‫للكاتب العام للبلدية املذكورة‪ ،‬على ّ‬
‫ّ‬
‫بالتزود واألذون بالدفع والحجج املثبتة وإعداد ملفات‬ ‫ضمنها إعداد اقتراحات التعهد بالنفقة واألذون‬
‫الصفقات البلدية‪ ،‬األمر الذي يجعله بمقتض ى هذا التفويض مكلفا ومباشرا ملهام آمر بالصرف‪،‬‬

‫ّ‬
‫بالتزود يدوية النجاز‬ ‫وحيث ّأن ما دفع به ّ‬
‫املدعى عليه من قيام بعض األعوان بإصدار أذون‬
‫نفقات مصلحة الزينة بعنوان ّ‬
‫التزود باإلعالم والالفتات ونفقات ديوان رئيس البلدية بعنوان الحفالت‬
‫واالستقباالت دون علم اإلدارة البلدية إال عند تقديم الفواتير للخالص لدى اإلدارة املالية‪ ،‬على فرض‬
‫قيامه واقعا‪ ،‬ال ينفي عنه املسؤولية‪ ،‬بصفته يتولى مباشرة األمر بالصرف بموجب تفويض‪ ،‬بخصوص‬
‫عقد نفقات فاقت االعتمادات املصادق عليها بامليزانية ودون تفعيل املنافسة ودون التقيد بإجراءات‬
‫الرقابة املسبقة للمصاريف خالفا ملقتضيات مجلة املحاسبة العمومية واألمر املنظم للصفقات‬
‫العمومية‪،‬‬

‫بالتزود اليدوية‪ّ ،‬أن‬


‫ّ‬ ‫املدعى عليه من استعمال األذون‬ ‫تبين‪ ،‬بخصوص ما نسب إلى ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫و‪21‬‬ ‫املذكرات الثالث الصادرة عنه ّ‬
‫واملؤرخة على التوالي في ‪ 9‬نوفمبر ‪ 2004‬و‪ 11‬نوفمبر ‪2005‬‬
‫سبتمبر ‪ 2006‬والتي طلب بمقتضاها من رئيس البلدية السماح لكاهية مدير ّ‬
‫املعدات بإمضاء األذون‬
‫ّ‬
‫بالتزود اليدوية بعنوان نفقات املحروقات وقطع الغيار والزيوت بسبب نفاد االعتمادات املخصصة لها‪،‬‬
‫جاءت مختومة وممضاة من رئيس البلدية مع التأشير عليها بعبارة "املوافقة شريطة التسوية الحقا"‪،‬‬

‫وحيث لئن كان هذا التصرف‪ ،‬مخالفا ألحكام الفصل ‪ 3‬من األمر عدد ‪ 2617‬لسنة ‪1994‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ 1994‬واملتعلق بالتوزيع فصال فصال لالعتمادات املفتوحة بمقتض ى قانون املالية‬
‫لتصرف ‪ 1995‬الذي أوجب على آمري الصرف الذين يعتمدون نظام اإلعالمية في تنفيذ امليزانية استعمال‬
‫أذون التزويد اآللية ّ‬
‫وحجر عليهم استعمال أذون التزويد اليدوية إال في الحاالت االستثنائية املرخص فيها‬

‫‪154‬‬
‫من وزير املالية‪ ،‬فإن حصول ّ‬
‫املدعى عليه على إذن مسبق في ذلك من رئيس البلدية ينفي عنه املسؤولية‬
‫في ما نسب إليه وذلك عمال بما استقر عليه فقه قضاء هذه املحكمة من أن العون البلدي ال يتحمل‬
‫املسؤولية في عملية أنجزها بإذن وختم رئيس البلدية‪،‬‬

‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬


‫املدعى عليه في ما نسب إليه من عدم التقيد‬
‫باالعتمادات املرصودة بامليزانيات املصادق عليه بعنوان نفقات الزينة والحفالت وعدم التقيد بإجراءات‬
‫الرقابة املسبقة والتراتيب املنظمة إلبرام الصفقات العمومية وخاصة منها عدم إبرام عقود كتابية في‬
‫حد ‪ 30‬ألف دينار وعدم اللجوء إلى املنافسة عند إنجاز هذه‬ ‫شأن هذه النفقات التي فاقت كل منها ّ‬
‫ّ‬
‫النفقات ‪ ،‬وهو ما يترتب عنه تحميل البلدية التزامات مالية في غير محلها والتفويت عليها في الحصول على‬
‫ّ‬
‫أيسر األثمان وأفضل الخدمات‪ ،‬ويشكل بالتالي خطأ في التصرف على معنى أحكام الفقرة األخيرة من‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬ورد الدعوى في ما زاد على ذلك‪.‬‬ ‫الفصل ّ‬

‫عن املأخذ الرابع‬

‫املدعى عليه عدم الحرص على متابعة ملفات التأمين للحصول على‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫ّ‬
‫الالحقة بأسطول بلدية تونس ّ‬ ‫ّ‬
‫جراء حوادث الجوالن‪،‬‬ ‫التعويضات الالزمة عن األضرار‬

‫اإلدعاء هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد آنف الذكر من ّأن عدد‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫ّ‬
‫واملعدات البلدية‪ ،‬خالل الفترة املمتدة من ‪ 2003‬إلى ‪ 2006‬بلغت‬ ‫الحوادث التي تعرضت لها وسائل النقل‬
‫‪ 830‬حادثا‪ ،‬وأنه لوحظ أن البلدية لم تسع في عديد الحاالت إلى التصريح بالحوادث لدى شركة التأمين‬
‫في األجل القانوني والتعاقدي وهو خمسة أيام من تاريخ الحادث‪ ،‬وهو ما سمح لشركة التأمين باملماطلة‬
‫في دفع التعويضات املستحقة أو االمتناع عن ذلك أصال وأن هذه الوضعية تعود أساسا إلى تأخر املصالح‬
‫ّ‬
‫البلدية املتصرفة في السيارات املعنية في إعالم القسم املكلف بمتابعة ملفات التأمين والحوادث‪،‬‬

‫وحيث أضاف ّ‬
‫االدعاء أن البلدية لم تحرص في عديد الحاالت على املطالبة بالتعويضات الالزمة‬
‫تضررت بحوادث الطريق نتيجة خطأ الطرف املقابل رغم توجيه ملفات‬ ‫عن بعض وسائل النقل التي ّ‬
‫التعويض إلى شركة التأمين‪،‬‬
‫املدعى عليه بأنه‪ ،‬نظرا لضخامة األسطول ّ‬
‫وتعدد املصالح البلدية املستعملة‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫للمعدات‪ ،‬شهدت اإلدارة أحيانا بعض الصعوبات في التصريح بحوادث الجوالن في إبانها بسبب تدني‬
‫املستوى التعليمي للسواق الذي يحول دون تحرير املعاينة الصلحية على عين املكان‪ ،‬مما اضطر اإلدارة‬
‫للتدخل عن طرق املصلحة املختصة وفي غالب األحيان يتأخر الطرف الثاني في الحضور لدى املصلحة‬
‫البلدية املعنية‪ ،‬مؤكدا أنه جرت العادة بأن تقبل شركة التأمين جميع التصاريح الواردة عليها ولو بعد‬
‫آجالها وبذلك تمكنت البلدية من الحفاظ على حقوقها‪ ،‬وأن التأخير الحاصل في مستوى التعويضات‬

‫‪155‬‬
‫تعلق في أغلب األحيان بحوادث جوالن كانت موضوع خالف بين الشركات ّ‬
‫املؤمنة حول تحديد املسؤوليات‬
‫وتوزيع نسبتها بين الطرفين وأنه لم يكن مرتبطا بانعدام املتابعة والتعويض ال يتم بالضرورة في نفس‬
‫السنة التي جرى فيها الحادث‪،‬‬

‫وحيث تبين أنه‪ ،‬لئن يحمل على ّ‬


‫املدعى عليه‪ ،‬بصفته كاتبا عاما للبلدية‪ ،‬مسؤولية التنسيق بين‬
‫مختلف املصالح البلدية وأعوانها وتوجيههم ومراقبتهم‪ ،‬فإن ملف القضية جاء خلوا من أية مؤيدات تقيم‬
‫الدليل على عدم صرف شركات التأمين للتعويضات املتعلقة بامللفات الواردة بتقرير التفقد بما كان سببه‬
‫تقيد بعض مصالح البلدية باألجل القانوني والتعاقدي ّ‬
‫املحدد إلعالم هذه الشركات بحوادث‬ ‫املباشر عدم ّ‬
‫الطرقات أو التقصير في متابعة ملفات التأمين‪ ،‬األمر الذي يتعين معه ّرد ما نسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه صلب‬
‫هذا املأخذ لغياب السند املادي للدعوى‪.‬‬

‫عن املأخذ الخامس‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه منح حصص وقود وسيارات إدارية ألعوان ال ّ‬
‫يحق لهم االنتفاع‬
‫بها‪،‬‬

‫اإلدعاء بهذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد آنف الذكر من ّأن إسناد سيارة‬‫وحيث استند ّ‬
‫وظيفية إلى السيد (‪ )....‬وحصة وقود قدرها ‪ 400‬لترا شهريا ال يستجيب لشروط إسناد هذا االمتياز كما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫وردت باألمر هدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املتعلق باستعمال سيارات الدولة والجماعات املحلية‬
‫ّ‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية باعتباره غير مكلف بخطة من الخطط الوظيفية التي تمكنه من الحصول‬
‫على سيارة وظيفية‪ ،‬وأنه تم الترخيص في استعمال سيارات مصلحة بصفة ثانوية إلغراض شخصية‬
‫لخمسين عونا ال تستوجب ضرورة العمل مبدئيا إسنادهم مثل هذا االمتياز وذلك خالفا ملا نص عليه‬
‫الفصل ‪ 9‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬كما تم تنقيحه باألمر الصادر في ‪ 10‬جانفي ‪ 2005‬وأنه تم‬
‫مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية‬ ‫للتصرف وهي ّ‬
‫ّ‬ ‫الترخيص لخمسة أعوان تابعين للوكالة البلدية‬
‫مستقلة عن البلدية ‪ ،‬في استعمال سيارات املصلحة بصفة ثانوية ألغراض شخصية مع منحهم حصص‬
‫وقود بلغت ‪ 140‬لترا شهريا‪ ،‬وتعلق األمر على التوالي بالعون (‪ )...‬الستعمالها في السيارة عدد ‪ 88‬تونس‬
‫‪ 1721‬الراجعة بامللكية إلى تعاونية أعوان البلدية وذلك ابتداء من ‪ 24‬ديسمبر ‪ 1998‬والعون (‪)...‬‬
‫الستعمالها في السيارة عدد ‪ 02334912‬الراجعة بامللكية للوكالة البلدية للتصرف وذلك ابتداء من غرة‬
‫جويلية ‪،2000‬‬

‫قباض مالية‪-‬وهم أعوان وزارة‬ ‫وحيث أضاف االدعاء من جهة أخرى بأنه تم الترخيص ألربعة ّ‬
‫املالية في استغالل سيارات مصلحة بصفة ثانوية ألغراضهم الشخصية واالنتفاع بحصة وقود تقديم ما‬
‫يفيد إعالم مصالح وزارة املالية بذلك مما يفسح املجال إلمكانية جمع األعوان املعنيين لهدا االمتياز مع‬

‫‪156‬‬
‫املنحة الكيلومترية وهو تصرف يمثل‪ ،‬فضال عن عدم شرعيته‪ ،‬مساسا بمبدأ استقاللية املحاسب‬
‫العمومي عن اآلمر الصرف‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬


‫االدعاء بأن العون (‪ ،)...‬وهو عامل من الصنف ‪ 10‬مكلف بالتنشيط الثقافي بإدارة‬
‫الشؤون البلدية‪ ،‬كالعون (‪ ،)...‬رئيسة مصلحة بإدارة حفظ الصحة‪ ،‬يجمعان بين امتياز سيارة املصلحة‬
‫واملنحة الكيلومترية وذلك على التوالي ابتداء من ‪ 6‬جويلية ‪ 2004‬و‪ 28‬جانفي ‪ 2006‬علما بأن العون ليلى‬
‫الجبالي انتفعت باستعمال السيارة اإلدارية رقم ‪ 20901-02‬في غياب قرار ترخيص في استعمالها بصفة‬
‫ثانوية ألغراض شخصية وذلك منذ ‪ 28‬جانفي ‪،2006‬‬

‫وحيث أفاد ّ‬
‫اإلدعاء بأن بعض األعوان املحالين على التقاعد واصلو استعمال سيارات املصلحة‬
‫املرخص لهم في استعمالها بصفة ثانوية وألغراض شخصية‪،‬‬

‫املدعى عليه‪ ،‬بخصوص إسناد سيارة وظيفية للعون (‪ ،)...‬بأن هذا العون يشغل‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫خطة مدير عام املصالح الفنية ويتبع مباشرة رئيس البلدية ومستقل عن الكاتب العام‪ ،‬مضيفا بأن إسناد‬
‫سيارة وحصة وقود يظل من مشموالت رئيس البلدية علما بأن الفصل الثالث من قرار رئيس البلدية‬
‫ينص على أن الكاتب العام مكلف بتنفيذ هذا القرار كما أن رئيس البلدية يصدر تعليمات مباشرة إلى‬ ‫ّ‬
‫اإلدارة الفرعية للمعدات لتمكين املعني باألمر من حصة البنزين تبلغ ‪ 400‬لتر‪،‬‬

‫املدعى عليه أن الترخيص في استعمال السيارات اإلدارية بصفة ثانوية ألغراض‬ ‫وحيث أضاف ّ‬
‫شخصية يتم بقرارات فردية ممضاة من طرف رئيس البلدية دون سواه وأنه تم تمكين األعوان املذكورين‬
‫من استعمال السيارات طبقا للتراتيب الجاري بها العمل وذلك بضرورة العمل ووفقا للسلطة التقديرية‬
‫إلدارتهم املعنية موضحا بأنه بتصفح القائمة املذكورة يالحظ أن ‪ 26‬عونا تمتعوا بسيارات قبل تعيينه‬
‫بالبلدية بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ 2002‬وأن ‪ 24‬لهم قرارات بعد تعيينه وأن جميعهم مهندسون وتقنيون يعملون‬
‫في امليدان باستثناء ثالثة منهم يعملون مباشرة مع رئيس البلدية ومنتهيا إلى أن الكاتب العام لم يتدخل ال‬
‫من قريب وال من بعيد في القرارات التي هي حصريا من مشموالت رئيس البلدية‪،‬‬
‫املدعى عليه‪ ،‬بخصوص الترخيص لخمسة أعوان تابعين للوكالة البلدية للتصرف‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫في استعمال سيارات املصلحة بصفة ثانوية ألغراض شخصية مع منحهم حصص وقود‪ ،‬بأن هؤالء‬
‫للمؤسسة املذكورة يعملون مباشرة مع رئيس البلدية بصفته رئيس مجلس إدارة الوكالة‬ ‫ّ‬ ‫األعوان تابعون‬
‫ّ‬
‫وليس لهم قرارات إلحاق ويقع خالصهم عن طريق الوكالة وبالتالي ليسوا أعوانا بلديين وهم مكلفون‬
‫ببعض املهام لدى رئيس البلدية كاالستقباالت والكتابة الخاصة والزينة وصيانة قصر البلدية وتعهد‬
‫نافورة ‪ 7‬نوفمبر بشارع الحبيب بورقيبة‪ ،‬ومضيفا بأن رئيس البلدية هو من منح هؤالء األعوان حصص‬
‫وقود واسند لهم سيارات مصلحة لالستعمال الشخص ي بصفة ثانوية‪،‬‬

‫‪157‬‬
‫املدعى عليه‪ ،‬بخصوص إسناد كميات من الوقود تساوي ‪ 140‬لترا شهريا‬ ‫وحيث أضاف ّ‬
‫الستعمالها في سيارات ليست على ملك البلدية‪ ،‬أن السيد (‪ )...‬يعمل تحت سلطة رئيس البلدية باعتباره‬
‫رئيس التعاونية وأن السيارة ملك للتعاونية‪ ،‬أما بخصوص السيد (‪ )...‬فهو في نفس وضعية األعوان‬
‫الخمسة للوكالة البلدية للتصرف إذ يعمل مباشرة مع رئيس البلدية وهو ليس عونا بلديا وليس ملحقا‬
‫لديها‪ ،‬نافيا أية عالقة له باعتباره كاتبا عاما للبلدية بهذا املوضوع‪،‬‬

‫املدعى عليه‪ ،‬بخصوص الترخيص ألربعة ّ‬


‫قباض مالية أعوان وزارة املالية في‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫استغالل سيارات مصلحة بصفة ثانوية ألغراضهم الشخصية كاالنتفاع بحصة وقود‪ ،‬أن رئيس البلدية‬
‫أجاب عن هذا السؤال لدى استجوابه من طرف التفقدية متحمال املسؤولية في ذلك‪ ،‬ومؤكدا أن هذا‬
‫اإلجراء معمول به من قبل التحاقه للعمل بالبلدية حيث كان هؤالء األعوان يتمتعون بهذا االمتياز‪،‬‬

‫املدعى عليه األسباب التي ّبررت السماح لبعض األعوان على التقاعد بمواصلة‬ ‫فسر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫مبينا أن السيد‬‫استعمال سيارات املصلحة املرخص لهم في استعمالها بصفة ثانوية وإلغراض شخصية‪ّ ،‬‬
‫(‪ )...‬صحفي لدى رئيس البلدية والسيدة (‪ )...‬تم التعاقد معها في نطاق نظام خمس الوقت وقد تسلمت‬
‫بمجرد إحالتها على التقاعد مكتب رئيس الديوان وأصبحت مساعدة لرئيس البلدية وليس لها عالقة‬
‫بالكاتب العام للبلدية ‪ ،‬أما السيد (‪ ،)...‬فقد تم انتدابه‪ ،‬في نطاق خمس الوقت‪ ،‬كمستشار ثقافي وهي‬
‫وأن ليس له عالقة باإلدارة‬ ‫تسمية ال وجود لها في سلم الوظائف البلدية وأنه وألحق للعمل بالديوان ّ‬
‫البلدية وأن السيارة التي يستعملها موضوعة على ذمة الديوان‪ ،‬مضيفا أن السادة (‪ )...‬و(‪ )...‬و(‪ )...‬هم‬
‫أعوان أحيلوا على التقاعد ولم تعد لهم صفة عون بلدي وقد أبقاهم رئيس البلدية معه بقطع النظر عن‬
‫رتبهم للقيام بأعمال معينة وذلك الستثمار تجربتهم اإلدارية امليدانية في بعض امليادين الحساسة مع‬
‫اإلشارة إلى تمكينهم من منح رمزية على حساب الجمعية الثقافية ملدينة تونس وهو ما يقيم الدليل على‬
‫أن املعنيين باألمر ليست لهم عالقة باإلدارة البلدية وأنهم يعملون مع رئيس البلدية رئيس الجمعية‬
‫الثقافية ملدينة تونس‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين بالنظر في وثائق امللف أن إسناد سيارة وظيفية وحصة شهرية من الوقود في حدود‬
‫‪ 400‬لتر للعون (‪ ،)...‬بصفته مديرا للمصالح الفنية‪ ،‬تم بمقتض ى قرار صادر عن رئيس بلدية تونس‬
‫ومختوم وممض ى من قبله بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪،2004‬‬

‫وحيث‪ ،‬لئن تبين أن ّ‬


‫املدعى عليه كان يتولى‪ ،‬بصفته كاتبا عاما للبلدية‪ ،‬إمضاء وختم املذكرات‬
‫ّ‬
‫املعللة للترخيص ألعوان البلدية في استعمال سيارات املصلحة بصفة ثانوية ألغراض شخصية قبل‬
‫التأشير عليها من مراقب املصاريف العمومية بما مفاده أنه هو من كان يتولى تقدير الظروف الخاصة‬
‫املستوجبة النتفاع العون بهذا االمتياز‪ ،‬فإن سلطة اتخاذ القرار في هذا املجال تعود في نهاية األمر إلى‬
‫يكرس إمضاؤه وختمه للمقررات املذكورة أعاله مسؤوليته كرئيس لإلدارة‪،‬‬ ‫رئيس البلدية الذي ّ‬

‫‪158‬‬
‫وحيث لئن كان ّ‬
‫املدعى عليه مختص بإسناد السيارات اإلدارية وحصص الوقود لألعوان‪ ،‬فإنه‬
‫ّ‬
‫مكلف بصفته كاتبا عاما للبلدية بمقتض ى ّ‬
‫مقررات اإلسناد الصادرة عن رئيس البلدية بتنفيذ هذه‬
‫القرارات‪،‬‬

‫املدعى عليه عالوة على السهر على تسليم السيارة‬ ‫وحيث يقتض ي تنفيذ قرار اإلسناد من ّ‬
‫موضوع الترخيص للعون املعني باألمر والتثبت من تمكينه من حصته الشهرية من الوقود مراقبة التزام‬
‫ّ‬
‫املصلحة املالية بخصم مبلغ املنحة الكيلومترية من مرتب املنتفع واتخاذ التدابير الالزمة السترجاع‬
‫السيارة بانتهاء مدة الترخيص ّ‬
‫املحددة باألمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املذكور آنف أو زوال الحق في االنتفاع‬
‫بهذا االمتياز‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ثبت باإلطالع على نسختين من بطاقتي خالص كل من العونين (‪ )...‬عامل بإدارة الشؤون‬
‫ّ‬
‫البلدية و(‪)...‬طبيبة بيطرية بإدارة حفظ الصحة‪ ،‬تعلقتا بشهر مارس ‪ ،2007‬جمع هذين العونين بين‬
‫امتياز السيارة اإلدارية واملنحة الكيلومترية وذلك خالفا ملقتضيات الفصل ‪ 12‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة‬
‫ّ‬ ‫‪ 1988‬آنف الذكر مما ترتب عنه تمكينهما من مبالغ مالية ال ّ‬
‫يحق لهما االنتفاع بها وهو ما يشكل خطأ‬
‫تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬يتحمل مسؤوليته ّ‬
‫للمدعى عليه بصفته‬
‫كاتبا عاما للبلدية‪،‬‬

‫املدعى عليه ثبوت مواصلة انتفاع بعض األعوان‬‫تبين من ملف القضية ومن تصريحات ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫يعد مخالفة للشروط األساسية الستعمال العون العمومي للسيارة‬ ‫املتقاعدين بسيا ات إدارية وهو ما ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫اإلدارية واملتعلقة خاصة بضرورة أن يكون في حالة مباشرة ترتب عنها تمكين هؤالء األعوان من امتيازات‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪،1985‬‬ ‫يعد خطأ تصرف على معنى الفصل ّ‬ ‫حق مما ّ‬‫دون وجه ّ‬
‫املدعى عليه من أن رئيس البلدية هو الذي سمح بإبقاء سيارات إدارية على‬‫وحيث أن ما دفع به ّ‬
‫ذمة بعض األعوان املحالين على التقاعد بقي ّ‬
‫مجردا من أدلة تدعمه وبالتالي فإنه ال يمكن إعفاؤه من‬
‫املسؤولية امللقاة على عاتقه باعتباره مكلفا قانونا بتأمين استرجاع السيارات اإلدارية من املنتفعين بها‬
‫بمجرد زوال األسباب التي بررت منحهم هذا االمتياز‪،‬‬

‫وحيث ثبت أيضا تمكين السيدة (‪)...‬طبيبة بيطرية بمقتض ى محضر تسليم ممض ى من كاهية‬
‫مقرر صادر في الغرض عن رئيس‬ ‫املعدات بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪ 2006‬من سيارة مصلحة في غياب ّ‬ ‫مدير ّ‬
‫البلدية‪ ،‬مما يمثل مخالفة ألحكام الفصل ‪ 9‬من األمر عدد ‪ 189‬لسنة ‪ 1988‬املذكور آنفا ويشكل بالتالي‬
‫خطأ تصرف على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫‪159‬‬
‫املدعى عليه من أجل ما نسب إليه‬‫قررت املحكمة قبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫وثبت في جانبه وعقابه لقاء ذلك بخطية ّ‬
‫بحد ّ‬
‫السدس (‪ )6/1‬من كامل مرتبه الخام السنوي‪ ،‬بما قدره‬
‫ثالثة آلف وتسعمائة (‪ ) 3.900‬دينارورفض الدعوى في ما زاد على ذلك‪.‬‬

‫ّ‬
‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الحبيب جاء ّللا وعضوية السادة‬
‫إسماعيل مرابط والطاهر عمر ّ‬
‫املؤدب وعبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر علوي‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم الجمعة ‪ 29‬جوان ‪ 2012‬بحضور مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة‬
‫وكاتب املحكمة السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫القرارات القاضية باإلدانة مع اإلسعاف‬
‫بعدم تطبيق الخطية‬
‫القرار عدد ‪ 385‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬جانفي ‪ 2016‬تبعا لرفع الدعوى من قبل وزبر الصحة‬
‫ضد مديرا سابقا ملستشفى جهوي‪.‬‬

‫‪ّ -‬‬
‫التزود بمستلزمات تصفية الدم في إطار شراءات مباشرة عن طريق طلب أثمان ودون إبرام‬
‫صفقات كتابية في الغرض بالرغم من بلوغ ّ‬
‫الحد الذي يستوجب إبرام صفقة يتعارض مع مبادئ شفافية‬
‫اإلجراءات واملنافسة املنظمة للصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪-‬من الثابت فقها وقضاءا ّأن مبدأ استمرارية املرفق العام من املبادئ العامة للقانون والذي‬
‫ّ‬
‫يستمد جذوره من مبدأ استمرارية الدولة‪ .‬واملرفق العام الصحي يرمي إلى ضرورة مواصلة تقديم الخدمات‬
‫والعالجات الحيوية للمرض ى طبقا للقانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 1991‬املؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ 1991‬املتعلق‬
‫ّ‬
‫بالتنظيم الصحي ويترتب على انقطاع هذه الخدمات حصول خلل واضطراب في سير املرفق العام‪.‬‬

‫التعهد بنفقة دون وجود اعتمادات مرصودة في الغرض ودون الحصول على التأشيرة ّ‬
‫املسبقة‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫العمومية بهدف ضمان استمرارية املرفق الصحي الذي يقتض ي مواصلة تقديم‬ ‫ملراقب املصاريف‬
‫العالجات للمرض ى وفق ما نص عليه القانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 1991‬املؤرخ في ‪ 29‬جويلية‪ّ ،1991‬‬
‫يعد ظرفا‬
‫من ظروف التخفيف من املسؤولية‪.‬‬

‫يتم إقرارها بامليزانية كما أنه ال يمكن عقد نفقات جديدة لم ّ‬


‫يخصص‬ ‫‪ -‬ال يجوز عقد نفقات لم ّ‬
‫لها ما يقابلها من إعتمادات‪.‬‬

‫‪-‬يتولى آمر الصرف مسك حسابية املواد املتعلقة بمكاسب املؤسسة‪ .‬وهو مطالب بمراقبة‬
‫عمليات قبول وتوزيع املواد والتثبت ّ‬
‫كل آخر سنة الكميات املتبقية باملغازة وتحقيق اإلحصاء العام‬
‫ملمتلكات ّ‬
‫املؤسسة‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير الصحة الصادر تحت ختمه بتاريخ ‪ 4‬جويلية ‪ 2012‬ووارد‬
‫ّ‬
‫ومضمن لديها تحت عدد ‪ 27‬والرامي إلى‬ ‫على كتابة النيابة العمومية لدى الدائرة بتاريخ ‪ 10‬جويلية ‪2012‬‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بوصفه مديرا سابقا للمستشفى الجهوي‬ ‫ضد ّ‬‫التصرف ّ‬
‫ّ‬ ‫رفع دعوى في أخطاء في‬
‫ب(‪ ،)...‬من أجل أخطاء في التصرف تمثلت في ما يلي ‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ -1‬مخالفة أحكام مجلة املحاسبة العمومية من خالل عدم برمجة الحاجيات بصفة مسبقة‬
‫وتجاوز لالعتمادات املفتوحة وعدم الحصول على التأشيرة املسبقة ملراقب املصاريف العمومية‬
‫‪ -2‬مخالفة األحكام املتعلقة بالصفقات العمومية من خالل عدم إبرام صفقات كتابية‬
‫وعدم احترام قاعدة اللجوء إلى املنافسة‪.‬‬
‫ّ‬
‫حسابية مواد ملستلزمات تصفية الدم وعدم القيام بالجرد السنوي‪.‬‬ ‫‪ -3‬غياب‬

‫تولى السيد مندوب الحكومة إفراد ّ‬


‫املدعى عليه ّ‬ ‫ّ‬
‫السيد وناس‬ ‫استنادا إلى مكتوب رفع الدعوى‬
‫شعبان بالقضية عدد ‪ 385‬وإحالة ملف القضية إلى السيد رئيس دائرة الزجر املالي ّ‬
‫للتعهد وذلك بموجب‬
‫مكتوبه املدرج تحت عدد ‪ 2012/55‬واملؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪،2012‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪13‬‬
‫واملضمن لدى الدائرة تحت عدد ‪ 2012/55‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة‬‫ّ‬ ‫جويلية ‪2012‬‬
‫للتعهد بها تحت العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وعلى قرار رئيس دائرة ّ‬


‫الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 9‬أوت ‪ 2012‬واملتعلق بفتح التحقيق في‬
‫القضية وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪،2013‬‬

‫وعلى رأي وزير الصحة امل ّ‬


‫ضمن بكتابة املحكمة بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة املحكمة بتاريخ ‪ 02‬أكتوبر ‪،2013‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة املحكمة بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪،2013‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬

‫وعلى مذكرة ّ‬
‫الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 24‬جانفي‪ 2014‬والتي ّ‬
‫تمسك من خاللها‬
‫بما كان أفض ى به خالل جلسات التحقيق معه مؤكدا براءته من ّ‬
‫كل ما نسب إليه‪،‬‬

‫وعلى بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 5‬جانفي ‪ 2016‬وتسجيل‬
‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬
‫تمسك بما كان أفض ى به خالل جلسات التحقيق معه‪،‬‬

‫‪163‬‬
‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫‪25‬‬ ‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة‬ ‫ّ‬
‫جانفي ‪ ،2016‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية الجوهرية ّ‬


‫وتعين‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‬

‫عن املأخذ ّ‬
‫األول املتعلق بمخالفة األحكام املتعلقة بالصفقات العمومية ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم برمجة الحاجيات بصفة مسبقة‬

‫املدعى عليه عدم برمجة الحاجيات بصفة مسبقة حيث قام خالل شهر فيفري‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫‪ 2008‬باستغالل قسم تصفية الدم دون صدور قرار من وزير الصحة بشأنه ودون ضبط نفقات التزود‬
‫باملستلزمات الطبية الخاصة بميزانية التصرف لسنة ‪ 2008‬ونتيجة لذلك تولى تنقيح امليزانية بعد الشروع‬
‫في االستغالل بإحداث فقرة فرعية عنوانها ''عمليات تصفية الدم'' بقيمة جملية قدرها ‪ 21.000‬دينارا‪،‬‬

‫‪164‬‬
‫الدعوى ّأن املدعي عليه شرع في استغالل القسم املذكور أعاله‬
‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫دون صدور قرار في اإلحداث من وزير الصحة ومن دون ضبط نفقات التزود باملستلزمات الطبية الخاصة‬
‫به بميزانية التصرف لسنة ‪ 2008‬بصفة مسبقة فقد تم تنقيح ميزانية التصرف للسنة املذكورة بعد‬
‫الشروع في استغالل القسم بإحداث فقرة فرعية ‪" 009/0048/02201‬عمليات تصفية الدم" بقيمة‬
‫‪ 2500‬دينارا بموجب القرار التنقيحي للميزانية عدد ‪ 04‬لسنة ‪ 2008‬املؤرخ في ‪ 28‬اكتوبر ‪ّ 2008‬‬
‫ثم وقع‬
‫الترفيع فيها بمبلغ ‪ 18500‬دينارا بموجب القرار التنقيحي عدد ‪ 05‬لسنة ‪ 2008‬املؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪2008‬‬
‫لتصبح القيمة الجملية‪ 21000‬دينار‪،‬‬

‫عين على رأس املستشفى الجهوي بتاريخ ‪ 28‬أوت ‪ 2007‬أي بعد‬ ‫املدعى عليه ّأنه قد ّ‬
‫وحيث دفع ّ‬
‫تم ضبط حاجيات املستشفى للسنة الالحقة‪ ،‬إذ ّأن أشغال بناء هذا القسم قد انتهت وتم تسلمها‬ ‫أن ّ‬
‫خالل شهر نوفمبر ‪ 2006‬وتم اقتناء التجهيزات الطبية من طرف وزارة الصحة العمومية بتاريخ ‪24‬‬
‫سبتمبر ‪ 2007‬يضاف إلى ذلك ّأن وحدة تصفية املياه داخل املركز تم تسلمها بتاريخ ‪19‬جويلية‪ .2007‬كما‬
‫تم تعيين طبيبة مختصة في أمراض الكلى بتاريخ ‪ 23‬نوفمبر ‪ 2007‬وطبيب اختصاص تصفية الدم بتاريخ‬ ‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫فإن توفر‬ ‫‪ 26‬ماي ‪ 2008‬وكذلك تم انتداب ‪ 5‬إطارات شبه الطبية متكونة في مجال تصفية الدم لذلك‬
‫يعد ترخيصا ضمنيا وإقرارا من سلطة اإلشراف على وجوب استغالل هذا‬ ‫جميع املعطيات السابق بيانها ّ‬
‫تعرض لضغوطات كبيرة من قبل املدير الجهوي للصحة العمومية‬ ‫املدعى عليه بأنه ّ‬‫القسم‪ .‬كما دفع ّ‬
‫بصفاقس السيد (‪ ،)...‬ومن السلط الجهوية واملحلية بوالية صفاقس منددين بالتباطؤ في فتح هذا القسم‬
‫وتعطيل إنجاز مشروع رئاس ي ذو أولوية عاجلة‪،‬‬

‫وأمام الطابع الحياتي لعملية تصفية الدم فقد قام بتحضير مشروع تنقيح للميزانية وليس أخذ‬
‫قرار تنقيح امليزانية من خالل إحداث فقرة فرعية بعنوان عملية تصفية الدم تمت املصادقة عليه من‬
‫طرف سلطة اإلشراف ومراقبة املصاريف العمومية وهو ما يعتبر ترخيصا وموافقة على استغالل هذا‬
‫القسم‪،‬‬

‫بمؤيدات أضيفت مللف ّ‬


‫الدعوى من ذلك ‪:‬‬ ‫وحيث ّأيد املدعي عليه دفوعاته ّ‬

‫‪ -‬مكتوب طلب فيه الترخيص في التفاوض املباشر إلى والي صفاقس الذي وافق على الطلب في‬
‫‪ 4‬فيفري ‪،2010‬‬
‫‪ -‬قرار اللجنة الجهوية للصفقات عدد ‪ 53‬بتاريخ ‪ 4‬فيفري ‪ 2010‬الذي وافق بصفة استثنائية‬
‫على سبيل التسوية على طلب الترخيص إلبرام صفقات بالتفاوض املباشر لالعتبارات الواردة بامللف مع‬
‫دعوة اآلمر بالصرف إلى تجنب في املستقبل مثل هذه الوضعيات‪،‬‬
‫‪-‬قرارات في تسمية أطباء و ممرضين بمركز تصفية الدم‪،‬‬

‫‪165‬‬
‫املدعى عليه من مؤيدات لدفوعاته جديا جديرا وباالعتماد ومن شأنه أن‬‫وحيث يغدو ما قدمه ّ‬
‫املدعى عليه قد احترم مقتضيات الفصل ‪ 38‬جديد‬ ‫يقوض ما ورد بتقرير ّ‬
‫التفقد سند الدعوى ذلك ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫من القانون األساس ي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬املنقح بالقانون األساس ي عدد ‪ 42‬لسنة ‪ّ 2004‬‬
‫املؤرخ‬
‫في ‪ 13‬ماي ‪ 2004‬وهو ما يقوم قرينة على ّنية الوزارة في استغالل القسم وترخيصا منها بوجوده‪ ،‬وعليه‬
‫وبناء على ما سبق بيانه ّ‬
‫فإن ما ادعت وزارة الصحة في هذا الجانب يعتبر واهيا‪،‬‬

‫‪ -‬عدم إبرام صفقات كتابية‬

‫حيث ينسب للمدعي عليه مخالفة األحكام املتعلقة بالصفقات العمومية من خالل عدم إبرام‬
‫صفقات كتابية تتعلق بالتزود بمستلزمات تصفية الدم رغم بلوغ هذه الشراءات السقف املالي إلبرام‬
‫صفقة وبالتالي عدم احترام قاعدة اللجوء إلى املنافسة‪،‬‬

‫املدعى عليه خالف أحكام الفصلين ‪ 99‬و‪ 100‬من‬ ‫الدعوى ّأن ّ‬


‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫مجلة املحاسبة العمومية والفصلين الثالث والسابع من األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ 2002‬امل ّ‬
‫ؤرخ في ‪17‬‬
‫ديسمبر ‪ 2002‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬حيث عمد إلى ّ‬
‫التزود باملستلزمات املذكورة دون‬
‫تفعيل للمنافسة عبر شراءات مباشرة عن طريق طلب أثمان ودون إبرام صفقات كتابية في الغرض‬
‫بالرغم من بلوغ مجمل هذه الشراءات خالل سنتي ‪ 2008‬و‪ 2009‬على التوالي ‪72.103,855‬د‬
‫مزودين فقط‪،‬‬‫و‪ 71.709,385‬د‪ .‬وقد اقتصر طلب األثمان لسنة ‪ 2008‬على ثالث ّ‬

‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬


‫املدعى عليه أنه لم يكن باإلمكان إبرام صفقة كتابية بالنسبة لسنة ‪ 2008‬لعدم‬
‫وجود اعتماد تتعلق بمستلزمات تصفية الدم الذي لم يتم إقرارها إال في ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2008‬إثر تنقيح‬
‫خصصت لتغطية‬ ‫ميزانية املستشفى في ‪ 28‬أكتوبر و‪ 13‬ديسمبر ‪ 2008‬بتوفير مبلغ ‪ 21.000‬دينارا ّ‬
‫مصاريف مداواة ‪ 6‬مرض ى فقط غير أن الطاقة الفعلية للقسم بلغت ‪ 26‬مريضا وهو ما ّأدى إلى بلوغ‬
‫مصاريف املدواة سقف ‪ 72.103,855‬دينار‪،‬‬

‫تم تخصيص مبلغ ‪ 110.000‬دينار‬‫املدعى عليه ّأنه وفيما يتعلق بسنة ‪ 2009‬قد ّ‬
‫وحيث أضاف ّ‬
‫بعنوان مستلزمات تصفية الدم وشرع في اجراءات اإلعداد للصفقة من خالل عرض كراس شروط على‬
‫اللجنة الجهوية للصفقات والتي تمت املصادقة عليها بتاريخ ‪ 05‬فيفري ‪ 2009‬بمقتض ى القرار عدد ‪53‬‬
‫ومن ثمة اإلعالن عن طلب العروض بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ 2009‬وقد حدد آخر أجل لطلب العروض يوم ‪23‬‬
‫مارس ‪ 2009‬وتم فتح العروض الفنية بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2009‬وعقدت لجنة فرز العروض بتاريخ ‪04‬‬
‫أفريل‪ 2009‬وتمت املصادقة على تقرير الفرز الفني بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪،2009‬‬

‫‪166‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ّأكد ّ‬
‫املدعى عليه أنه تعذر إتمام إجراءات الصفقة إلى حين إبداء هيئة املتابعة واملراجعة‬
‫للصفقات العمومية بالوزارة األولى رأيها بخصوص كراس الشروط التي كانت موضوع عريضة صادرة عن‬
‫توجه الصفقة نحو أحد العارضين‪ .‬وبعد تبادل‬ ‫فنية ّ‬‫شركة (‪)...‬والتي ّادعت فيها أنها تتضمن خاصيات ّ‬
‫للتقارير أبدت هيئة املتابعة رأيها بتاريخ ‪ 31‬أوت ‪ 2009‬بإعادة إجراءات طلب العروض واعتباره غير مثمر‪.‬‬
‫تم الشروع في إجراءات صفقة جديدة من خالل عرض مشروع كراس الشروط الجديدة على‬ ‫وبناءا عليه ّ‬
‫لجنة الصفقات التي تمت املوافقة عليها بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2009‬بمقتض ى قرارها عدد ‪ .545‬وأمام ما‬
‫التزود بمستلزمات تصفية الدم وضمانا الستمرارية املرفق‬ ‫سبق بيانه من مالبسات أحاطت بملف ّ‬
‫العمومي ّ‬
‫تم اقتناء املستلزمات عن طريق االستشارة في انتظار إتمام إجراءات الصفقة‪،‬‬

‫وحيث أضاف ّ‬
‫املدعى عليه بأنه تم تشريك ثالث مزودين سنة ‪ 2008‬وأربع سنة ‪ 2009‬باعتبارهم‬
‫مختصين في مجال التزويد بمستلزمات تصفية الدم‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫نص الفصلين ‪ 99‬و‪ 100‬من مجلة املحاسبة العمومية والفصلين الثالث والسابع من‬
‫األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ّ 2002‬‬
‫املؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية على أنه‬
‫تبرم وجوبا بعد التنافس‪ ،‬صفقات مكتوبة كلما تجاوز مبلغ الشراءات السقف ّ‬
‫املحدد املنصوص عليه‬
‫باألمر املنظم للصفقات العمومية‪،‬‬

‫وحيث أنه من الثابت فقها وقضاءا ّأن مبدأ إستمرارية املرفق العام من املبادئ العامة للقانون‬
‫يستمد جذوره من مبدأ استمرارية الدولة‪ .‬فاملرفق العام الصحي يرمي إلى ضرورة مواصلة تقديم‬ ‫ّ‬ ‫والذي‬
‫خدمات والعالجات الحيوية للمرض ى طبقا للقانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ 1991‬املؤرخ في ‪29‬جويلية‪1991‬‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالتنظيم الصحي ويترتب على انقطاع هذه الخدمات حصول خلل واضطراب في سير املرفق العام‪،‬‬

‫املدعى عليه تولى خالل سنة ‪ّ 2008‬‬


‫التزود باملستلزمات تصفية الدم في إطار شراءات‬ ‫وحيث ّأن ّ‬
‫مباشرة عن طريق طلب أثمان ودون إبرام صفقات كتابية في الغرض بالرغم من بلوغ مجمل هذه‬
‫الشراءات ‪72.103,855‬د وهو ما يتعارض ومبادئ شفافية اإلجراءات واللجوء إلى املنافسة املنظمة‬
‫للصفقات العمومية‪ .‬غير أن ّما أتاه املدعي عليه من نفس الفعل خالل سنة ‪ 2009‬قد احترم فيه قاعدة‬
‫وأن طلب العروض عدد ‪2009/1‬‬ ‫يعد كافيا خاصة ّ‬‫مزودين ّ‬‫اللجوء إلى املنافسة ذلك ّأن مشاركة أربعة ّ‬
‫محل طعن لدى هيئة املتابعة واملراجعة للصفقات العمومية‪ .‬ولضمان استمرارية املرفق العام‬ ‫كان ّ‬
‫والحياتية لهذا القطاع ّ‬
‫فإن ما أتاه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعي عليه‬ ‫الصحي‪ ،‬وأمام حالة التأكد نظرا للطبيعة االستعجالية‬
‫ّ‬
‫خالل سنة ‪ 2009‬ال يشكل خطأ يستوجب املساءلة لدى أنظار املحكمة‪،‬‬
‫املدعى عليه لسنة ‪ 2008‬جاء مخالفا ملقتضيات‬ ‫تصرف ّ‬‫تبين وفق ما سبق بيانه ّأن ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫الفصل ‪ 99‬من مجلة املحاسبة العمومية والفصل الثالث من األمر عدد ‪ 3158‬لسنة ‪ّ 2002‬‬
‫املؤرخ في ‪17‬‬

‫‪167‬‬
‫التصرف على معنى الفصل ّ‬
‫األول‬ ‫ّ‬ ‫ديسمبر ‪ 2002‬املتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وهو ما ّ‬
‫يعد خطأ في‬
‫من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪20‬جويلية‪ 1985‬موجبا لإلدانة‪،‬‬

‫املأخذ الثاني املتعلق بمخالفة مجلة املحاسبة العمومية‬

‫‪ -1‬عدم الحصول على التأشيراملسبقة ملر اقب املصاريف‬

‫املد َعى عليه كذلك اإلعالن على استشارتين للتزود باملستلزمات الطبية بتاريخ‬
‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫‪ 31‬جانفي ‪ 2008‬و‪ 26‬مارس ‪ 2008‬في غياب اعتمادات مرصودة في الغرض‪ ،‬دون القيام بإجراءات ّ‬
‫التعهد‬
‫ّ‬
‫العمومية وذلك خالفا ألحكام الفصلين‬ ‫بالنفقة ودون الحصول على التأشيرة ّ‬
‫املسبقة ملراقب املصاريف‬
‫ّ‬ ‫الدعوى‪،‬وحيث أفاد ّ‬ ‫العمومية‪ ،‬مثلما ورد بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه أنه‬ ‫‪ 88‬و‪ 245‬ملجلة املحاسبة‬
‫أمام الضغوطات التي سبق اإلشارة إليها أجرى االستشارتين املذكورتين القتناء لوازم تصفية الدم في حدود‬
‫حاجيات ‪ 6‬مرض ى كما تقتضيه طاقة استيعاب القسم بمبلغ ‪ 21.000‬دينار في حين وصل حجم النفقات‬
‫إلى ‪ 72.103,855‬دينارا أي بفارق سلبي قدره ‪ -51.103,855‬دينارا‪،‬‬

‫ّ‬ ‫أقر ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫املدعى عليه أنه بخصوص سنة ‪ 2008‬لم يتم خالص سوى ‪ 1.201,897‬د مؤشر‬
‫عليه من قبل مراقب املصاريف العمومية ّأما بقية النفقات والبالغة ‪70.901,958‬د فقد تم اقتنائها في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املخصصة وبالتالي فإنه ال يمكن الحصول على التأشيرة املسبقة ملراقب املصاريف‬ ‫غياب االعتمادات‬
‫وأما بالنسبة لسنة ‪ 2009‬فقد تم التعهد بنفقات بلغت ‪ 71.709,385‬د لضمان استمرارية‬ ‫العمومية‪ّ .‬‬
‫املرفق الصحي وتم الحصول على التأشيرة املسبقة على سبيل التسوية في حدود مبلغ ‪33.072,469‬د أما‬
‫بقية املبلغ والتي هي في حدود ‪ 38.636,916‬د فقد تم التعهد به دون الحصول على التأشيرة املسبقة ولم‬
‫يتم خالصه‪،‬‬

‫وحيث ورد بالفصل ‪ 84‬من مجلة املحاسبة العمومية أنه ال يجوز عقد نفقات لم يتم إقرارها‬
‫ّ‬
‫يخصص لها ما‬ ‫بامليزانية كما أضاف الفصل ‪ 85‬من نفس املجلة أنه ال يمكن عقد نفقات جديدة لم‬
‫يقابلها من اعتمادات‪،‬‬

‫نص الفصلين ‪ 88‬و‪ 245‬من مجلة املحاسبة العمومية على وجوب الحصول على‬‫وحيث ّ‬
‫التأشيرة املسبقة من مراقبة املصاريف العمومية قبل ّ‬
‫التعهد بالنفقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫بالتعهد بنفقة دون وجود اعتمادات مرصودة في الغرض ودون‬ ‫وحيث ثبت ّأن ّ‬
‫املدعى عليه قام‬
‫ّ‬
‫العمومية‪ ،‬وكان ذلك مبررا بضمان مبدأ استمرارية‬ ‫ّ‬
‫املسبقة ملراقب املصاريف‬ ‫الحصول على التأشيرة‬

‫‪168‬‬
‫املرفق الصحي يقتض ي مواصلة تقديم العالجات للمرض ى وهو ما أكده القانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪1991‬‬
‫املؤرخ في ‪29‬جويلية ‪ ،1991‬وهو ما يستروح منه ظرفا من ظروف التخفيف من املسؤولية‪،‬‬

‫املدعى عليه جاء مخالفا ملقتضيات الفصلين ‪ 84‬و‪ 85‬و‪ 88‬و‪245‬‬ ‫تبين هكذا ّأن ّ‬
‫تصرف ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫التصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل ّ‬
‫األول من‬ ‫ّ‬ ‫من مجلة املحاسبة العمومية وهو ما ّ‬
‫يعد خطأ في‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪20‬جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة‪،‬‬

‫‪ -2‬عن عدم متابعة املخزون‬

‫حيث ينسب إلى املدعي عليه عدم القيام بمتابعة مخزون مستلزمات تصفية الدم وعدم القيام‬
‫بالجرد السنوي للمستلزمات املذكورة و ذلك خالفا ألحكام الفصل ‪ 214‬من مجلة املحاسبة العمومية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفصل ‪ 30‬من القانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪ّ 1991‬‬
‫الصحي‬ ‫املؤرخ في ‪29‬جويلية‪ 1991‬املتعلق بالتنظيم‬
‫الدولة عدد ‪ 01‬لسنة ‪،1990‬‬‫وملقتضيات منشور وزير أمالك ّ‬

‫وحيث ورد بتقرير التفقد ّأن ّ‬


‫املدعى عليه ال يتولى مسك حسابية مواد ملستلزمات تصفية الدم‬
‫إذ يقع تخزينها بمخزن خاص بها بالقسم دون ّ‬
‫أي إجراء لتسجيل ومتابعة حركتها وذلك خالفا ألحكام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لسنة ‪1981‬‬ ‫العمومية والفصل ‪ 51‬من األمر عدد ‪1634‬‬ ‫الفصلين ‪212‬و‪ 253‬من مجلة املحاسبة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعلق بالتنظيم العام ّ‬ ‫ّ‬
‫املختصة‬ ‫الداخلي للمستشفيات واملعاهد واملراكز‬ ‫املؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪1981‬‬
‫ّ‬
‫التابعة لوزارة الصحة‪،‬‬

‫وحيث أضاف تقرير التفقد أنه ال ّ‬


‫يتم القيام بالجرد السنوي للمستلزمات املذكورة في مخالفة‬
‫واضحة ألحكام الفصل ‪ 214‬من مجلة املحاسبة العمومية والفصل ‪ 30‬من القانون عدد ‪ 63‬لسنة ‪1991‬‬
‫الصحي وملقتضيات منشور وزير أمالك ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولة عدد ‪ 01‬لسنة‬ ‫املؤرخ في ‪29‬جويلية‪ 1991‬املتعلق بالتنظيم‬
‫‪،1990‬‬

‫املدعي عليه ّأنه لم يتم القيام بمتابعة املخزون والجرد السنوي بسبب ّ‬
‫النقص في‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫يخصص عون ملسك املخزن الخاص لتصفية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدم‪ ،‬إضافة إلى أن عملية‬ ‫املوارد البشرية ذلك أنه لم‬
‫ّ‬ ‫متابعة هذا املخزون ونظرا ملا تكتسيه من صبغة ّ‬
‫فنية فهي من مشموالت رئيسة القسم والعون املكلف‬
‫بمغازة املستشفى‪،‬‬
‫وحيث لم ينكر املدعي عليه غياب متابعة املخزون وإجراء جرد ملستلزمات تصفية الدم مما‬
‫ينص على ّأن آمر الصرف يتولى مسك‬ ‫يشكل خرقا للفصل ‪ 253‬من مجلة املحاسبة العمومية الذي ّ‬
‫لسنة ‪1981‬‬ ‫حسابية مواد املتعلقة بمكاسب ّ‬
‫املؤسسة‪ .‬كما أضاف الفصل ‪ 51‬من األمر عدد ‪1634‬‬
‫ّ‬ ‫املتعلق بالتنظيم العام ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املختصة‬ ‫الداخلي للمستشفيات واملعاهد واملراكز‬ ‫املؤرخ في ‪ 30‬نوفمبر ‪1981‬‬

‫‪169‬‬
‫كل آخر سنة‬‫التابعة لوزارة الصحة ّأن مدير املؤسسة يقوم بمراقبة عمليات قبول وتوزيع املواد ويثبت ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫التصرف على‬ ‫ّ‬
‫ويشكل ذلك خطأ في‬ ‫الكميات املتبقية باملغازة وتحقيق اإلحصاء العام ملمتلكات املؤسسة‪.‬‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪20‬جويلية‪ 1985‬موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬ ‫معنى الفصل ّ‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت املحكمة بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬


‫املدعى عليه من أجل مانسب إليه‬
‫من خطأ ّ‬
‫تصرف مع إسعافه بعدم تطبيق العقاب عليه‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد عبد ّ‬


‫السالم املهدي قريصيعة وعضوية‬
‫ّ‬
‫ومحمد الطرابلس ي‪.‬‬ ‫السيدات هند القنجي وكلثوم مريبح والسادة الطاهر العلوي‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم اإلثنين ‪ 25‬جانفي ‪ 2016‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتب املحكمة السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫القرار عدد ‪ 271‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬في القضية عدد ‪ 271‬ضد مدير مجمع‬
‫صحة أساسية تبعا للدعوى املرفوعة من قبل وزيرالصحة العمومية‪.‬‬

‫ّ‬
‫التسلم دون التثبت من مطابقة ّ‬
‫املعدات التي أذن‬ ‫‪ -‬قيام العون العمومي باإلمضاء على وصلي‬
‫باقتنائها للمواصفات املطلوبة ودون أن ّ‬
‫يتم استالمها من قبل املشرف على املغازة هو عمل مخالف ألحكام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف موجبا لإلدانة والعقاب‪.‬‬ ‫التصرف ويعتبر خطأ في‬ ‫مجلة املحاسبة العمومية ولقواعد حسن‬

‫ضد ّ‬
‫املزود ال يعفي العون العمومي من املسؤولية وبالتالي ليس للدعوى‬ ‫‪ -‬رفع قضية في ّ‬
‫التحيل ّ‬
‫املرفوعة لدى القضاء العدلي تأثير على القضية املرفوعة في أخطاء التصرف‪،‬‬

‫ّ‬
‫باسـم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة ّ‬
‫الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫بعد االطالع على مكتوب وزير الصحة العمومية الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر‬
‫املالي بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2006‬تحت عدد س‪/‬د‪ 15‬والرامي إلى إثارة التتبع ضد ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته مديرا‬
‫ّ‬
‫التصرف تمثلت في ما يلي ‪:‬‬ ‫ملجمع ّ‬
‫الصحة األساسية ب (‪ )...‬من أجل ارتكابه أخطاء في‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬اإلمضاء على وصلي تسلم بخصوص اقتناء ‪ 3‬أجهزة إعالمية دون أن يقع التسلم لهذه‬
‫ّ‬
‫املعدات ودون أن يتم مرورها بمغازة املجمع‪.‬‬
‫ّ‬
‫للمزود دون تحرير محضر في الغرض مع إبقاء وصلي التسليم‬ ‫‪ -2‬إرجاع ّ‬
‫املعدات املذكورة‬
‫بحوزته الش يء الذي جعل اإلدارة ملزمة بخالص هذه ّ‬
‫املعدات‪.‬‬

‫وبعد اإلطالع على مكتوب مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪2006‬‬
‫واملتعلق بإحالة ّملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد ّ‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫وعلى قرار رئيسة دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 2006‬واملتعلق بفتح تحقيق في‬
‫القضية وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 15‬فيفري ‪،2013‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 19‬أفريل ‪،2013‬‬ ‫وعلى رأي وزير الصحة‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪،2013‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪171‬‬
‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 12‬أفريل ‪،2013‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬

‫‪13‬‬ ‫وعلى شهادة في إطالع ّ‬


‫املدعى عليه على ملف القضية بكتابة الدائرة بتاريخ‬
‫جوان ‪،2013‬‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬


‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عدد‬ ‫‪ّ 1987‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬ ‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية والجماعات املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث‬
‫دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ليوم الجمعة ‪ 1‬نوفمبر ‪ 2013‬وتسجيل عدم حضور‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫املقرر السيد أكرم املوحلي مللخص من تقرير ختم التحقيق‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫إثر ذلك‪ ،‬حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة‬
‫ديسمبر ‪،2013‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمــة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية الجوهرية ّ‬


‫وتعين‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬
‫قدمت الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫بالتالي قبولها من هذه الناحية‪،‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫‪172‬‬
‫ّ‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه اإلمضاء على وصلي تسلم بخصوص اقتناء ‪ 3‬أجهزة إعالمية دون‬
‫ّ‬
‫التسلم الفعلي لهذه ّ‬
‫املعدات ودون أن يتم مرورها بمغازة املجمع‪،‬‬ ‫أن يقع‬

‫املدعى عليه إرجاع ّ‬


‫املعدات املذكورة ّ‬
‫للمزود دون تحرير محضر في الغرض مع‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫إبقاء وصلي التسليم بحوزته‪ ،‬الش يء الذي جعل اإلدارة ملزمة بخالص هذه ّ‬
‫املعدات‪،‬‬

‫وحيث استند اإلدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد سند الدعوى من ّأن اقتناء‬
‫ثالثة أجهزة إعالمية بتاريخ ‪ 13‬فيفري ‪ 2003‬من الشركة التجارية (‪ )...‬لفائدة مجمع الصحة األساسية‪،‬‬

‫وحيث لحق اإلدارة ضررا تبعا ل تتبعها عدليا من قبل ّ‬


‫املزود نتيجة قيام السيد (‪ )...‬املدير‬
‫السابق للمجمع بارتكاب األخطاء املذكورة‪،‬‬

‫للدعوى‪ّ ،‬أن ّ‬ ‫ّ‬


‫تمثلت الوقائع‪ ،‬وفقا ملا جاء بالتقرير املصاحب ّ‬
‫املدعى عليه‪ ،‬بوصفه مديرا‬ ‫وحيث‬
‫بالتزود بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ 2002‬تحت عددي ‪2002/30‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحة األساسية‪ ،‬قام بإصدار إذنين‬ ‫ملجمع‬
‫و‪ 2002/31‬وذلك القتناء ثالث حواسيب لدى شركة " ‪ "...‬وبتاريخ ‪ 1‬فيفري ‪ ،2002‬أمض ى ّ‬
‫املدعى عليه‬
‫تسلم صادرين تحت عددي ‪ 129119‬و‪ 129120‬غير أنه ّأكد من جهة أخرى ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫املعدات املذكورة‬ ‫وصلي‬
‫لم ّ‬
‫يتم تسليمها إلى مغازة املستشفى‪،‬‬

‫ّ‬
‫الصحة العمومية‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه في إجابة له لدى التفقدية اإلدارية واملالية بوزارة‬
‫تم استالمها من قبله مباشرة يوم الجمعة ‪ 12‬فيفري‬ ‫تعهدت بالبحث في املوضوع ّأن ّ‬
‫املعدات املذكورة ّ‬ ‫التي ّ‬
‫‪ 2002‬على الساعة الثالثة بعد الزوال أي بعد التوقيت اإلداري‪ ،‬إذ قام بفتح مكتبه وقبل ّ‬
‫املعدات وأمض ى‬
‫ّ‬
‫على وصلي تسلم وطلب من وكيل الشركة التي قامت بالتزويد إجراء عملية التجربة وبما ّأن اإلدارة لم تكن‬
‫ّ‬
‫بمعدات تثبيت الكهرباء فإنه لم ّيتيسر إجراء عملية التجربة وتركيز البرمجيات املصاحبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مجهزة‬
‫ّ‬ ‫للحواسيب ّ‬
‫خاصة أن هذا العمل قد يتطلب ما يزيد ‪ 24‬ساعة‪ .‬واعتبارا إلى أنه قد سبق التعامل مع نفس‬
‫املزود (حوالي ‪ 200‬مترا)‪ ،‬فقد تم االتفاق مع‬ ‫ومقر ّ‬
‫مقر املجمع ّ‬
‫املزود ونظرا لقرب املسافة التي تفصل بين ّ‬ ‫ّ‬
‫املزودة على القيام بعملية التجربة وتركيز البرمجيات بمكتب نيابة الشركة وإرجاعها‬ ‫وكيل الشركة ّ‬
‫وتركيزها باإلدارة في اليوم املوالي‪،‬‬

‫فوت في ّ‬
‫املعدات املذكورة بالبيع‬ ‫املدعى عليه أنه اتضح ّأن وكيل الشركة قد ّ‬
‫وحيث أضاف ّ‬
‫ّ‬ ‫للغير‪ ،‬مدليا في ذات الوقت بتصريح على الشرف من أجد األعوان العاملين لدى ّ‬
‫املزود واملكلف بتجربة‬
‫املعدات موضوع الدعوى لم ّيتم تسليمها إلى املجمع ّ‬
‫وأن وكيل الشركة قام‬ ‫املعدات يفيد من خالله ّأن ّ‬‫ّ‬
‫بالتفويت إلى شركة "‪،"....‬‬

‫‪173‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫للمعدات‪ ،‬وذلك‬ ‫املدعى عليه خالل جلسات التحقيق معه أنه قام باالستالم الوقتي‬
‫تسلم في الغرض‪ ،‬للسماح لإلدارة بالتثبت في صلوحية ّ‬‫ّ‬
‫املعدات ومطابقتها مع املواصفات‬ ‫بإمضائه لوصلي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املطلوبة‪ ،‬مضيفا أن تضمين املعدات بدفتر املغازة ال يتم إال بعد القبول النهائي للمعدات وذلك لتفادي‬
‫املعدات بعد التثبت من صالحيتهاـ‪،‬‬‫األخطاء التي يمكن أن تحصل في حالة العدول عن قبول ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أضاف ّ‬


‫للمعدات وعند بدء تركيز‬ ‫املدعى عليه أنه بعد أن قام باالستالم الوقتي‬
‫البرمجيات املصاحبة انقطع التيار الكهربائي‪ ،‬ونظرا لعدم توفر مثبت كهربائي »‪ «Onduleurs‬باملجمع‪،‬‬
‫تم اإلتفاق مع ّ‬
‫املزود الذي كانت تربطه باملجمع عالقة تجارية والذي كان ّ‬
‫مقر نيابته ال يبعد كثيرا عن‬ ‫ّ‬
‫بتعهد عملية تركيز البرمجيات لديه ويعيد ّ‬
‫املعدات في اليوم املوالي قصد إجراء‬ ‫املجمع على أن يقوم ّ‬
‫املعدات للغير ّ‬
‫وأخل بتعهداته إزاء املجمع‪،‬‬ ‫االستالم النهائي غير ّأن ّ‬
‫املزود بادر بالتفويت في نفس ّ‬

‫للمعدات‪ّ ،‬‬
‫فإن املجمع في ّ‬
‫حل من أي‬ ‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّأنه طاملا لم ّ‬
‫يتم القبول النهائي‬ ‫وحيث يعتبر ّ‬
‫املزود كخالص قيمة تلك ّ‬
‫املعدات‪،‬‬ ‫التزام مالي تجاه ّ‬

‫الدعوى بعد ثالث سنوات‬‫املعدات موضوع ّ‬


‫املزود رفع قضية قصد استخالص قيمة ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من إنجاز العملية وحكم لفائدته في الطور االبتدائي وذلك بإلزام املجمع بخالص ما تخلد بذمته بعنوان‬
‫اقتناء ّ‬
‫معدات إعالمية‪،‬‬

‫ضد ّ‬
‫املزود عن طريق وحدة التشريع والنزاعات باإلدارة‬ ‫التحيل ّ‬
‫ّ‬ ‫وحيث رفع املجمع قضية في‬
‫الصحة لم ّيتم البت فيها بعد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املركزية بوزارة‬

‫يتبين من خالل أقوال ّ‬


‫املدعى عليه خالل سماع أقواله من قبل التفقدية اإلدارية واملالية‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬ ‫بوزارة ّ‬
‫الصحة ومن خالل جلسات التحقيق معه لدى دائرة الزجر املالي‪ ،‬نوع من التضارب ذلك أنه تراجع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫للمعدات إلى حين التثبت‬ ‫في أقوله لدى التفقدية مؤكدا ّأن ما قام به هو اإلمضاء على وصلي تسلم وقتي‬
‫خاصياتها الفنية غير ّأنه قام بإرجاعها إلى ّ‬
‫املزود دون أن يحصل على ما يفيد ذلك‪،‬‬ ‫من ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث جاء بالفصل ‪ 41‬من مجلة املحاسبة العمومية ّأن "النفقات ال تصرف إال ملستحقيها‬
‫وذلك بعد إثبات استحقاقهم لها واثبات قيامهم بالعمل املطلوب منهم‪"....‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتم خالص ّ‬
‫املزود‪ ،‬فإن املدعى عليه قام بإمضاء‬ ‫مما سبق بيانه‪ّ ،‬أنه‪ ،‬لئن لم ّ‬‫وحيث يستخلص ّ‬
‫ثم قام بإرجاعها إلى ّ‬
‫املزود للقيام بتركيز البرمجيات املصاحبة دون‬ ‫تسلم ّ‬
‫ملعدات كان أذن باقتنائها ّ‬ ‫وصلي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استرجاع وصلي التسلم أو الحصول على ما يفيد ذلك وهو ما ّأدى بهذا األخير باملطالبة بخالصها رغم أنه‬
‫الصحة األساسية‪،‬‬‫ّ‬ ‫لم يقم بإرجاعها ثانية إلى مجمع‬

‫‪174‬‬
‫ّ‬
‫التسلم دون التثبت من مطابقة ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬
‫املعدات التي‬ ‫املدعى عليه قام باإلمضاء على وصلي‬
‫أذن باقتنائها للمواصفات املطلوبة ودون أن ّ‬
‫يتم استالمها من قبل املشرف على املغازة‪،‬‬

‫املزود فإن ذلك ال يعفي ّ‬


‫املدعى عليه من‬ ‫ضد ّ‬ ‫وحيث ولئن رفع املجمع قضية في ال ّتحيل ّ‬
‫املسؤولية وبالتالي ليس للدعوى املرفوعة لدى القضاء العدلي تأثير على قضية الحال‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬


‫تصرف ّ‬
‫املدعى عليه على نحو ما ّ‬
‫تم بيانه جاء مخالفا ألحكام مجلة املحاسبة‬
‫ّ‬
‫التصرف على معنى الفقرة األخيرة من الفصل‬ ‫التصرف وهو ما ّ‬
‫يعد خطأ في‬ ‫ّ‬ ‫العمومية ولقواعد حسن‬
‫املؤرخ لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬موجبا لإلدانة‬ ‫ّ‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫والعقاب‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت املحكمة وبعد املفاوضة القانونية بقبول الدعوى شكال وفي األصل بإدانة ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه من أجل ما نسبت له من أخطاء ّ‬
‫تصرف مع إسعافه بعدم تطبيق العقاب عليه‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة ّ‬


‫السيد الحبيب جاب ّللا وعضوية السيدة هند‬
‫القنجي والسادة عبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي ومحمد الطرابلس ي‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2013‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬


‫السيدة نعيمة بوليلة وكاتب‬
‫املحكمة السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫القرارات القاضية بعدم سماع الدعوى‬
‫القرار عدد ‪ 346‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 346‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫النقل والتجهيز ّ‬
‫ضد مديراالستغالل بمنشأة عمومية‪.‬‬ ‫املرفوعة من قبل وزير‬

‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬من املسلم به فقها وقضاءا أن الشخص ال يسأل إال على ما ارتكبه من أفعال وال شأن له‬
‫بفعل غيره وتبعا لذلك فان األفعال املرتكبة من قبل الغير ال ترتبط باملسؤولية الشخصية لذلك الشخص‬
‫وال يمكن نسبتها له‪.‬‬

‫‪ -‬ينتفي موجب التتبع لدى دائرة الزجر املالي إذا تم تدارك االغفاالت وانتفى الضرر املالي قبل‬
‫رفع الدعوى‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّ‬‫ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته مدير اإلستغالل بالشركة‪ ،‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي ملخص صادر‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه أخطاء في التصرف‬ ‫ّ‬ ‫عن‬
‫تمثلت في‪:‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬ ‫‪ .1‬إسناد ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غير شرعية‬ ‫تدرج‬
‫‪ .2‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‪.‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي عدد ‪2011/74‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 82‬د ز م بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وعلى وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،346‬‬

‫‪177‬‬
‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،87‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪07‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 1‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫جانفي ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 19‬ديسمبر ‪2005‬‬ ‫املؤرخ في‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫ّ‬
‫املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه الذي رافع في ضوء‬ ‫املقرر الس ّيد عمر موس ى في تالوة‬
‫إلى ّ‬
‫القضية لعدم ثبوت املأخذين املنسوبين إليه وانتفاء ّ‬
‫الضرر املالي‬ ‫ّ‬ ‫مذكرة دفاعه وطلب الحكم بحفظ‬
‫للشركة‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل وا ّ‬
‫ملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫‪178‬‬
‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫برد ّ‬
‫الدعوى‪،‬‬ ‫بمذكرة دفاعه وطلب الحكم ّ‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪،‬‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫ّ‬
‫بسلمين ّ‬ ‫عن املأخذ ّ‬
‫األول ‪ :‬إسناد ّ‬
‫لكل أعوان الشركة بصفة غيرشرعية‬ ‫تدرج‬

‫املؤسس على تقرير التفقد ّأنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه مدير‬ ‫حيث جاء بمكتوب رفع الدعوى ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلستغالل بالشركة تمكين األعوان ّ‬
‫القارين من سلمين اعتمادا على نقطة واردة بمحضر اتفاق داخلي‬
‫ّ ّ‬
‫مما ترتب عليه زيادة في األجور تم‬ ‫بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬بين الطرف النقابي واإلدارة العامة للشركة‬
‫اإلذن بصرفها بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2011‬رغم اعتراض سلطة اإلشراف‪،‬‬

‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن عملية إسناد ّ‬
‫تدرج‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫ّ‬
‫محل املؤاخذة ّتمت على غير الصيغ القانونية املنصوص عليها بالفصل ‪27‬‬
‫لكل أعوان الشركة ّ‬
‫بسلمين ّ‬
‫ّ‬ ‫من القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 5‬أوت ‪ 1985‬واملتعلق بضبط النظام األساس ي العام ألعوان‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية والشركات التي تمتلك الدولة أو‬ ‫الدواوين‬

‫‪179‬‬
‫تنص على ّأن ّ‬
‫تدرج األعوان ّ‬
‫القارين في‬ ‫الجماعات العمومية املحلية رأس مالها بصفة مباشرة وكليا والتي ّ‬
‫ّ‬
‫التدرج باعتبار أقدمية العون‬ ‫الدرجة يتمثل في االنتقال من درجة إلى الدرجة املوالية مباشرة ويقع‬
‫وأعداده في آن واحد ما لم تصدر أحكام أكثر فائدة من األنظمة األساسية الخاصة التي تضبط ّ‬
‫املدة التي‬
‫التدرج يخضع إلى جملة من الضوابط الواردة بالفصل ‪ 34‬من النظام‬ ‫وأن ّ‬ ‫يجب قضاؤها بكل درجة‪ّ ،‬‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات ويصنف إلى قسمين‬
‫التدرج من درجة إلى الدرجة املوالية بصورة آلية وثانيهما باالختيار وهو ّ‬
‫التدرج‬ ‫ّ‬
‫األقدمية وهو ّ‬ ‫أولهما يعتمد‬
‫سلم إلى سلم داخل نفس الرتبة ونفس الصنف‪ .‬وتبعا ملا سبق بيانه ال يمكن أن يكون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التدرج إال من‬ ‫من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سلم إلى السلم املوالي أو من درجة إلى الدرجة املوالية‪،‬‬

‫تدرج بسلمين إلى كل أعوان الشركة استند إلى اتفاق بين‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه أن إسناد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األطراف االجتماعية بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2011‬مشيرا إلى أنه ّتمت إحالة هذا االتفاق إلى وزارة االشراف‬
‫بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪ 2011‬ولم يتم الرد بشأنه سوى بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬حيث وردت على مكتب الضبط‬
‫للشركة الجهوية للنقل بنابل تحت عدد ‪ 1078‬مراسلة من وزير النقل والتجهيز تأذن بتعليق تطبيق ما‬
‫ّ‬
‫ورد باالتفاق وتطالب الشركة باسترجاع املبالغ املدفوعة لألعوان‪،‬‬

‫تم خالل شهر مارس ‪ 2011‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتسوية‬ ‫وحيث ثبت من أوراق امللف ّأنه ّ‬
‫الوضعية املذكورة واسترجاع املبالغ املدفوعة بموجب االتفاق املذكور أعاله وتالفي الحاق ضرر بالشركة‬
‫قبل تاريخ رفع الدعوى املوافق لـ ‪ 19‬جوان ‪ ،2011‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع لدى دائرة الزجر‬
‫املالي وتصير الدعوى تبعا لذلك غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املآخذ الثاني‪ :‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد ّأن الشركة لم تتو ّل منذ شهر جوان ‪ 2000‬إصدار الفواتير املتعلقة‬
‫بكراءات حافالتها لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي حيث ّأن آخر فاتورة صادرة للحريف املذكور‬
‫يرجع تاريخها إلى ‪ 31‬ماي ‪ 2000‬تتعلق حسب إذن الطلب ورخصة الكراء بنقل العبي امللعب الزغواني‬
‫لصنف األكابر ملدينة سوسة يوم األحد ‪ 14‬ماي ‪ .2000‬كما أشار فريق التفقد في تقريره إلى ّأن املصلحة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة بسنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬وذلك دون أن تتمكن‬ ‫التجارية ما تزال تحتفظ بأذون الطلبية‬
‫مستحقات الشركة بعنوان سنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬بما‬ ‫ّ‬ ‫من توفير بقية األذون‪ّ .‬‬
‫وحدد تقرير التفقد‬
‫يعرض الشركة لعقوبات جزائية جبائية‪،‬‬ ‫قدره ‪ 181.986,350‬دينارا مشيرا إلى ّأن غياب الفوترة يمكن أن ّ‬

‫املدعى عليه لفريق التفقد حول هذه املسألة ّأن الكراءات الخاصة بالتجمع‬ ‫وحيث جاء بإجابة ّ‬
‫ّ ّ‬
‫تزود وأنه على إثر رفع الدائرة املالية إلى اإلدارة العامة‬ ‫الدستوري الديمقراطي كانت تمنح مقابل وصوالت‬
‫تكبد الشركة دفع األداء على القيمة املضافة بالنسبة إلى هذه الكراءات عند الفوترة في حين ّأنها‬‫مشكل ّ‬

‫‪180‬‬
‫تم االتفاق خالل جلسة عمل على عدم فوترة هذه الكراءات‬ ‫يتم خالصها‪ّ ،‬‬‫باتت شبه متأكدة ّأنها لن ّ‬
‫مستقبال وإد اج الخدمات املقدمة للحزب املذكور ضمن املنح واملساعدات والهبات‪ .‬وأضاف ّ‬
‫املدعى عليه‬ ‫ر‬
‫أن جميع عمليات الفوترة املتعلقة بالكراءات تعود بالنظر إلى املصالح املالية بالشركة وال تتعلق بصفة‬
‫مباشرة به‪،‬‬

‫ّ ّ‬
‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬
‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫ّ‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬

‫ّ‬ ‫وحيث تبين من وثائق امللف أن ّ‬


‫املدعى عليه مكلف بمهام مدير االستغالل بالشركة وأن فوترة‬
‫ثم فإن األفعال موضوع هذا املأخذ ال ترتبط بمسؤوليته‬ ‫كراء الحافالت ال تندرج ضمن مهامه‪ ،‬ومن ّ‬
‫الشخصية وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع في هذا املأخذ ّ‬
‫ويتجه لذلك ّرده‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫القرارعدد ‪ 347‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر‪ 2019‬القضية عدد ‪ 347‬تبعا للدعوى املرفوعة من قبل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النقل والتجهيز ّ‬
‫التصرف بمنشأة عمومية‪.‬‬ ‫ضد مديرالتخطيط ومر اقبة‬ ‫وزير‬

‫‪ -‬ال يسأل العون العمومي إال على ما ارتكبه من أفعال وال شأن له بفعل غيره وتبعا لذلك فان‬
‫األفعال املرتكبة من الغير ال ترتبط باملسؤولية الشخصية لذلك العون وال يمكن نسبتها إليه‪،‬‬

‫‪ -‬يستوجب خطا التصرف توافر وتالزم ركني املخالفة والضرر املالي وطاملا لم ّ‬
‫يتبين للمحكمة‬
‫من خالل تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي في متابعة تنفيذ بعض الصفقات بالعناية‬
‫املدعى عليه ولم يتسن إثباته وتقديره‪،‬وانتفى بالتالي عنصر الضرر املالي من هذا‬ ‫الالزمة واملنسوب إلى ّ‬
‫املأخذ فإنه ال يشكل خطأ تصرف ‪ ،‬وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪20‬جويلية‬
‫‪ ،1985‬في فصله الثالث – فقرة أخيرة‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫ّ‬
‫التصرف بالشركة بوالية نابل‪ ،‬ملقاضاته بناء على‬ ‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته مدير التخطيط ومراقبة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من‬ ‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ‬ ‫تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫أجل ارتكابه أخطاء في التصرف تمثلت في ‪:‬‬

‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‪،‬‬ ‫‪ -‬تحميل الشركة نفقات استقباالت‬
‫‪ -‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫جوان ‪ .2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 75‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 83‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،347‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،88‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة امل ّ‬


‫ضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 10‬بتاريخ‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫واملؤس ّسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬
‫ّ‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما تم تنقيحه وإتمامه‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫املدعى عليه الذي رافع في ضوء‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫مذكرة دفاعه‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫‪183‬‬
‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫املعينة ليوم االثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫برد ّ‬
‫الدعوى‪،‬‬ ‫بمذكرة دفاعه وطلب الحكم ّ‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫الديوان‪،‬‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫قررت املحكمة حجز القضية‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املأخذ األول ‪ :‬تحميل الشركة نفقات استقباالت مشطة وبصفة غير مبررة‬

‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه اقتراف خطأ تصرف يتعلق بتحميل‬
‫ّ‬
‫مشطة وبصفة غير ّ‬
‫مبررة‪،‬‬ ‫الشركة نفقات استقباالت‬

‫التتبع ّأنه ّ‬
‫تبين إثر فحص الفواتير املدرجة بحسابية الشركة‬ ‫وحيث جاء بتقرير التفقد سند ّ‬
‫ّ‬ ‫مشطة وبصفة غير ّ‬‫ّ‬
‫مبررة‪ .‬وتتعلق أغلب هذه الفواتير بنفقات أمر‬ ‫تحميل هذه األخيرة نفقات استقباالت‬
‫الرئيس املدير العام بالتعهد بها وذلك دون ذكر البيانات حول إطارها وصفة املنتفعين بها وعالقتهم‬
‫املبررة خالل سنوات ‪ 2007‬و‪ 2008‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬ما قيمته‬ ‫بالشركة‪ .‬وقد بلغ مجموع هذه النفقات غير ّ‬
‫‪ 67657,652‬د ّ‬
‫موزعة كاآلتي ‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق بمأدبات غداء تحت إشراف الرئيس املدير العام بلغت قيمتها‬
‫‪ 45956,612‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء عجول وخرفان وأسماك بلغت قيمتها ‪ 10398,560‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق باقتناء حلويات وفواكه مختلفة بلغت قيمتها ‪ 7002,480‬د‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات تتعلق بتنظيم مأدبة عشاء وحفل بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ 2007‬بلغت قيمتها ‪ 4300‬د‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث الحظ فريق التفقد ّأن اإلدارة ّ‬


‫العامة للشركة تجاوزت امليزانيات املرخص فيها من قبل‬
‫وزارة اإلشراف بعنوان نفقات االستقباالت بنسبة ‪ 457‬باملائة سنة ‪ 2007‬و‪ 223‬باملائة سنة ‪ 2008‬و‪45‬‬
‫باملائة سنة ‪،2009‬‬

‫املدعى عليه الكتابية لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي بخصوص نفقات‬ ‫وحيث جاء في إجابة ّ‬
‫االستقباالت‪ّ ،‬أن جزء منها مشروع بحكم متطلبات تركيز نظام الجودة بالشركة الذي تم ّ‬
‫البت فيه في‬
‫ض ّمنت بمحاضر جلسات وتركيز لجان خاصة وصرفت اعتمادات لها بعلم مجلس‬ ‫جلسات عمل داخلية ُ‬
‫ّ ّ‬
‫وبين أنه إذا كانت بعض النفقات غير مبررة فإن‬ ‫اإلدارة ووزارة اإلشراف التي واكبت عديد االحتفاالت‪.‬‬
‫املشرف على إدارة التخطيط ومراقبة التصرف غير مسؤول عنها إذ هو ليس اآلذن بها وال املستفيد منها‪.‬‬
‫وأضاف بخصوص تجاوز نفقات االستقباالت ملا هو موجود بامليزانيات املرخص فيها من قبل وزارة‬
‫اإلشراف‪ّ ،‬أن دور املصلحة التي يشرف عليها ينحصر في متابعة ميزانية االستثمار فقط (اقتناء معدات‬
‫نقل واستثمارات أخرى)‪ .‬وأما ميزانية التصرف (االستغالل) فإنه يتعذر على املصلحة مراقبتها وذلك ألن‬
‫امليزانية املصادق عليها من وزارة النقل تنحصر في ‪ 5‬جداول فقط موزعة على مقرر السيد الوزير وقائمة‬
‫النتائج املالية املتوقعة للسنة املالية املعنية واالستثمارات بعنوان ميزانية السنة املعنية موزعة إلى‬
‫االستثمارات في املعدات واالستثمارات األخرى وجدول املوارد واالستعماالت ال غير‪،‬‬

‫وحيث ّبين ّ‬
‫املدعى عليه أيضا من خالل وثائق امليزانية أنه عند مقارنة ميزانيات ‪ 2007‬و‪2008‬‬
‫و‪ 2009‬بين املصادق عليه من طرف سلطة اإلشراف واملنجز من طرف الشركة في باب الخدمات الخارجية‬
‫مجتمعة فإن الفوارق كانت كاآلتي‪ )2007( % 6 + :‬و‪ )2008( % 7+‬و‪ )2009( % -0.56‬أي بزيادة أو‬
‫نقصان في حدود ال تتجاوز ‪ %10‬وهي نسبة معقولة حسبما يصرح به املسؤولون بالوزارة عند مناقشة‬
‫كل من مراقب حسابات الشركة‬ ‫امليزانية وهو أيضا رأي دائرة املحاسبات عند تفقدها للشركة وموقف ّ‬
‫ومراقب الدولة اللذان يتابعان عن كثب نشاط الشركة‪،‬‬

‫وحيث ّإنه باإلضافة إلى أن مكتوب رفع الدعوى وتقرير ّ‬


‫التفقد سند ّ‬
‫التتبع لم يتضمنا تقدير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قيمة التجاوز والشطط املنسوب إلى ّ‬
‫مسؤوليته في‬ ‫يتسن بالتالي التأكد من مدى قيام‬ ‫املدعى عليه‪ ،‬ولم‬
‫تضمن ّأن نفقات االستقباالت تخضع في معضمها لتأشيرة مراقبة‬ ‫هذا الخصوص‪ّ ،‬‬
‫فإن تقرير التفقد ّ‬

‫‪185‬‬
‫املدعى عليه‪ّ ،‬‬
‫ويتجه لذلك ّرد‬ ‫التصرف وذلك سبيل التسوية وبعد إنجاز النفقة‪ ،‬وهو ما يخلي مسؤولية ّ‬
‫هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫التصرف تتعلق بعدم‬ ‫املدعى عليه اقتراف أخطاء‬
‫إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات وذكر التقرير صفقات الحراسة (شركة‬
‫ّ‬
‫وبين التقرير ّأن اإلخالالت تتمثل‬
‫‪ )...‬والتنظيف (شركتي ‪ ..‬و ‪ )...‬وتزويد الحافالت باملحروقات (شركة ‪ّ .)...‬‬
‫مصرح بهم لدى الصندوق الوطني‬ ‫ّ‬ ‫وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة املذكورة آنفا غير‬
‫نصت عليه كراسات الشروط وعدم تمكين‬ ‫للضمان االجتماعي‪ ،‬وغياب التأمينات املستوجبة خالفا ملا ّ‬
‫األعوان من لباس الشغل (شركة ‪ )...‬ومن راحتهم األسبوعية والسنوية وعدم إسنادهم بطاقات خالص‬
‫فضال عن عدم التثبت الفعلي لألعوان حيث تبين من خالل ورقات الحضور وجود نفس العون في مركزي‬
‫عملي متباعدين في نفس الوقت‪،‬‬

‫‪13‬‬ ‫وحيث الحظ ّ‬


‫املدعى عليه في إجابته أن الشركة قامت بتوجيه مكتوبين األول بتاريخ‬
‫مارس ‪ 2009‬والثاني بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 2009‬للتنبيه على وكيل الشركة التونسية للخدمات ّ‬
‫العامة بتالفي‬
‫حد للعالقات التعاقدية في صورة تواصل‬ ‫كل النقائص املشار إليها بتقرير التفقد مع التهديد بوضع ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫النقائص املعابة‪ .‬وأضاف ّأن اإلدارة العامة للشركة تولت بعث قسم جديد يعنى بمراقبة ومتابعة إنجاز‬
‫الصفقات من بدايته إلى مرحلة الختم النهائي‪ ،‬وأصبحت عملية املتابعة من مشموالت الكتابة ّ‬
‫القارة‬
‫للصفقات وال دخل إلدارة التخطيط فيها‪،‬‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتولى خالل‬
‫مرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت إليه الصفقة مصحوبة بمحضر جلسة لجنة‬ ‫لجنة الصفقات خاصة " توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة حينية‬
‫تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة الصفقات‬ ‫ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما ّ‬
‫كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات‪ ،‬وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على إعداد‬
‫ملف الختم النهائي‪،‬‬

‫‪21‬‬ ‫تم بموجب ّ‬


‫املقرر عدد ‪ 361‬الصادر عن اإلدارة العامة للشركة بتاريخ‬ ‫وحيث ّ‬
‫جانفي ‪ 2008‬تكليف السيد (‪ )...‬رئيس مصلحة الشؤون العامة بصفقات الحراسة والتنظيف‪ .‬ويتضمن‬
‫هذا التكليف كل إجراءات الصفقة بما في ذلك املتابعة " الحينية والدقيقة باعتماد جداول القيادة "‪،‬‬

‫‪186‬‬
‫ّ‬
‫وحيث أكدت اإلدارة العامة مسؤولية قسم الشؤون العامة في إطار لجنة متابعة صفقتي‬
‫التنظيف والحراسة املحدثة بتاريخ ‪ 26‬جانفي ‪ 2008‬حيث ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في‬
‫الصفقة (قسم الشؤون العامة‪ ,‬مصلحة األعوان‪ ,‬مصلحة الشؤون القانونية والكتابة القارة للجنة‬
‫الصفقات الداخلية)‪ .‬كما ثبت ّأن صفقة ّ‬
‫التزود باملحروقات عهد بمتابعتها إلى قسم التزود‪،‬‬

‫وحيث عالوة على ّأنه لم ّ‬


‫يتبين من خالل تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي‬
‫في متابعة تنفيذ بعض الصفقات بالعناية الالزمة واملنسوب إلى ّ‬
‫املدعى عليه ولم يتسن إثباته وتقديره‪،‬‬
‫الدعوى ال تستقيم إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه باعتبار‬ ‫ّ‬
‫فإن ّ‬
‫ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات‪ ،‬األمر الذي يتجه معه ّرد الدعوى‬
‫بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي مكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫القرار عدد ‪ 349‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬الصادر في القضية عدد ‪ 349‬ضد رئيسة الدائرة‬
‫ّ‬
‫املالية بمنشأة عمومية تبعا للدعوى املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيز‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يبين تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي في مجال متابعة تنفيذ‬
‫الصفقات وما تم تكييفه بالعناية الالزمة واملنسوب إلى ّ‬
‫املدعى عليه حتى يتسنى إثباته وتقديره‪،‬‬

‫الدعوى إذا كانت املآخذ ال ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬


‫للمدعى عليه‬ ‫‪ -‬ال تستقيم ّ‬
‫ّ‬
‫القارة‬ ‫باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات ليست من مشموالته وإنما تعود إلى الكتابة‬
‫للصفقات‪.‬‬

‫مؤسسة عمومية في إطار تنفيذها لصفقة عمومية ّ‬


‫يعد‬ ‫‪ -‬غياب تقديم الضمان النهائي من قبل ّ‬
‫تم إتمامه‬ ‫مبررا عمال بأحكام الفصلين ‪ 38‬و‪ 21‬من األمر عدد ‪ّ 89-442‬‬
‫املؤرخ في ‪ 22‬أفريل ‪ 1989‬كما ّ‬ ‫ّ‬
‫وتنقيحه‪ ،‬واملنشور التوضيحي لألمر املذكور عدد ‪ 45‬املؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪.1995‬‬

‫عدم مطالبة املنشأة العمومية بتحيين مبلغ الضمان النهائي على إثر املصادقة على مالحق‬
‫يتخلد بذمة ّ‬‫ّ‬
‫املزود لفائدتها أي ضرر مالي إثر ختم الصفقة ال يعد من قبيل‬ ‫للصفقات إذا أتضح أنه لم‬
‫خطا تصرف الذي يقتض ي تالزم ركنا املخالفة والضرر املالي‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليها ّ‬
‫السيدة (‪ )...‬بصفتها رئيسة الدائرة املالية بالشركة ‪ ،‬ملقاضاتها بناء على تقرير تأليفي ملخص‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابها أخطاء في‬ ‫ّ‬ ‫صادر عن‬
‫التصرف تمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -1‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات التي لم يقع ختمها بعد‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫‪20‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫ّ‬
‫واملضمن تحت عدد ‪ 71‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد‬ ‫جوان ‪.2011‬‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بفتح تحقيق في‬
‫القضية وعلى وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،349‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪، 90‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة امل ّ‬


‫ضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 03‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسكت فيها ّ‬
‫املدعى عليها بما أفضت به خالل التحقيق معها منتهية إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫‪189‬‬
‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليها التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسكت بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫بمذكرة دفاعها‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليها طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪.‬‬

‫ّ‬
‫القضية إلى طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫وبها ّ‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫إلى وزيري النقل‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليها التي ّ‬ ‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسكت بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫الدعوى‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي‬ ‫برد ّ‬
‫بمذكرة دفاعها وطلبت الحكم ّ‬
‫املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مختصة تتمثل في رئيسة‬ ‫إبداء الرأي في تقرير ختم التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫ّ‬
‫الديوان‪،‬‬

‫قررت املحكمة حجز القضية‬ ‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليها طبق القانون‪ّ ،‬‬
‫للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ .2019‬وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح‬
‫بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫من جهة األصل‬

‫عن املأخذ ّ‬
‫األول ‪ :‬غياب الضمانات النهائية بخصوص بعض الصفقات لم ّ‬
‫يتم ختمها‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليها السيدة (‪ )...‬بصفتها رئيسة الدائرة املالية غياب الضمانات النهائية‬
‫معدات نقل لدى ّ‬ ‫املتعلقة باقتناء ّ‬‫ّ‬
‫املزود (‪ )...‬رغم دعوته إلى استكمال‬ ‫في الصفقة عدد ‪2002/06‬‬
‫املزود قد ّ‬
‫أخل‬ ‫اإلجراءات املتعلقة بتوفير الضمان مع العلم ّأن قيمة الضمان بلغت ‪ 85.033,800‬د ّ‬
‫وأن ّ‬
‫ّ‬ ‫بالتزاماته بما ّ‬
‫يحمله غرامات تأخير بقيمة ‪ 159.139,200‬د ولم تتمكن الشركة إلى تاريخ إعداد تقرير‬
‫التفقد من استخالص املبالغ املذكورة‪،‬‬

‫تنص على تاريخ ّ‬


‫محدد لنهاية الفاعلية وذلك‬ ‫املدعى عليها أيضا قبول ضمانات ّ‬
‫نهائية ّ‬ ‫وينسب إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫نص عليه الفصل ‪ 55‬من األمر عدد ‪ّ 3158‬‬ ‫خالفا ملا ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 2002/12/17‬املتعلق بتنظيم الصفقات‬
‫ّ‬
‫العمومية‪ .‬ويتعلق األمر حسب امللحق عدد ‪ 69‬لتقرير التفقد بالضمان النهائي املسلم بعنوان طلب‬
‫ّ‬
‫العروض عدد ‪ 2003/04‬باسم شركة (‪ )...‬وبالصفقة املتعلقة بالوقود والزيوت املسندة إلى شركة (‪ )...‬في‬
‫إطار طلب العروض عدد ‪ 2003/04‬وكذلك الشأن بالنسبة إلى الصفقة املسندة إلى شركة "مصفاة"‬
‫ّ‬
‫املتعلق بالتزود ب ّ‬
‫معدات التصفية وبالصفقة املسندة إلى شركة (‪ )...‬القتناء ‪ 4‬حافالت والتي ينتهي مفعول‬
‫الضمان النهائي فيها في ‪،2006/11/07‬‬

‫كما ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليها عدم املطالبة بتحيين مبلغ الضمان النهائي على إثر املصادقة على‬
‫مالحق للصفقات األصلية نتج عنه محدودية مبالغ الضمان النهائي ببعض الصفقات وخاصة منها تلك‬
‫تم تسجيل إخالالت في شأنها على مستوى اإلنجاز على غرار الصفقة عدد ‪ 2004/04‬الخ ّ‬
‫اصة‬ ‫التي ّ‬
‫بالتنظيف التي شهدت أربع مالحق بمبلغ جملي قدره ‪ 66977,550‬د خالل سنتي ‪ 2008‬و‪ 2009‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة إلى الصفقة عدد ‪،2008/9‬‬

‫املدعى عليها في إجابتها أن الفصل ‪ 38‬من األمر ‪ّ 89-442‬‬


‫املؤرخ في ‪ 22‬أفريل‬ ‫وحيث الحظت ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ّ 1989‬‬
‫نص على أنه "ال يمكن أن تطلب الضمانات املنصوص عليها بالفصل ‪ 21‬من هذا األمر من املنشآت‬
‫العمومية والشركات التي تساهم الدولة في رأس مالها بأكثر من ‪ 50‬باملائة"‪ ،‬وأن املزود تمسك باإلعفاء من‬
‫تقديم الضمان النهائي وقبل تقديم ضمان مالي مقابل مبلغ الخصم‪،‬‬

‫وحيث ّإنه فضال عن ّأن ّ‬


‫املزود (‪ )...‬هو مؤسسة عمومية تزيد مساهمة الدولة في رأس مالها عن‬
‫‪ %50‬مما يجعل غياب الضمان النهائي مبررا عمال بأحكام الفصلين ‪ 38‬و‪ 21‬من األمر عدد ‪ّ 89-442‬‬
‫املؤرخ‬
‫في ‪ 22‬أفريل ‪ 1989‬كما ّ‬
‫تم إتمامه وتنقيحه‪ ،‬واملنشور التوضيحي لألمر املذكور عدد ‪ 45‬املؤرخ في ‪24‬‬
‫فإنه ّ‬‫ّ‬
‫يتبين من خالل وثائق امللف بخصوص عدم املطالبة بتحيين مبلغ الضمان النهائي‬ ‫جويلية ‪،1995‬‬

‫‪191‬‬
‫على إثر املصادقة على مالحق للصفقات األصلية عدم تالزم ركني املخالفة والضرر املالي حيث لم يبرز‬
‫ّ‬
‫الضرر الذي ألحق باملنشأة إذا أتضح أنه إثر ختم الصفقة عدد ‪ 2004/04‬الخاصة بالتنظيف لم يتخلد‬
‫ّ‬
‫بذمة املزود لفائدتها أي ضرر مالي‪،‬‬

‫وحيث لئن أوجب األمر املنظم للصفقات العمومية تقديم ضمانات بخصوص مالحق‬
‫الصفقات املبرمة إال أن اإلخالل بهذا الواجب لم يترتب عنه ضرر مالي ثابت في حق املنشأة‪ .‬وتأسيسا على‬
‫املدعى عليها في هذا الخصوص غير ثابتة األمر الذي ّيتجه معه ّرد هذا املأخذ‪.‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫ّ‬ ‫ذلك ّ‬
‫فإن‬

‫عن املأخذ الثاني ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬
‫التصرف تتعلق بعدم‬ ‫املدعى عليها اقتراف أخطاء‬
‫إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات وذكر التقرير صفقات الحراسة (شركة‬
‫ّ‬
‫وبين التقرير ّأن اإلخالالت تتمثل‬
‫‪ )...‬والتنظيف شركتي ( ‪ )...‬و( ‪ )...‬وتزويد الحافالت باملحروقات (شركة ‪ّ .)..‬‬
‫مصرح بهم لدى الصندوق الوطني‬ ‫ّ‬ ‫وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة املذكورة آنفا غير‬
‫نصت عليه كراسات الشروط وعدم تمكين‬ ‫للضمان االجتماعي‪ ،‬وغياب التأمينات املستوجبة خالفا ملا ّ‬
‫األعوان من لباس الشغل (شركة ‪ )...‬ومن راحتهم األسبوعية والسنوية وعدم إسنادهم بطاقات خالص‬
‫فضال عن عدم التثبت الفعلي لألعوان حيث تبين من خالل ورقات الحضور وجود نفس العون في مركزي‬
‫عملي متباعدين في نفس الوقت‪،‬‬

‫‪13‬‬ ‫وحيث الحظت املدعى عليها في إجابتها أن الشركة قامت بتوجيه مكتوبين األول بتاريخ‬
‫كل النقائص املشار إليها‬‫مارس ‪ 2009‬والثاني بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 2009‬للتنبيه على وكيل الشركة (‪ )...‬بتالفي ّ‬
‫املسجلة‪ .‬وأضاف ّأن‬
‫ّ‬ ‫حد للعالقات التعاقدية في صورة تواصل النقائص‬ ‫بتقرير التفقد مع التهديد بوضع ّ‬
‫ّ‬
‫اإلدارة العامة للشركة تولت بعث قسم جديد يعنى بمراقبة ومتابعة إنجاز الصفقات من بدايته إلى مرحلة‬
‫القارة للصفقات وال دخل إلدارة التخطيط‬ ‫الختم النهائي‪ ،‬وأصبحت عملية املتابعة من مشموالت الكتابة ّ‬
‫فيها‪،‬‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتولى خالل‬
‫مرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت إليه الصفقة مصحوبة بمحضر جلسة لجنة‬ ‫لجنة الصفقات خاصة " توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة حينية‬
‫تبين ّأن املوضوع من مشموالت لجنة الصفقات‬ ‫ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما ّ‬

‫‪192‬‬
‫كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات‪ ،‬وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على إعداد‬
‫ملف الختم النهائي "‪،‬‬

‫‪21‬‬ ‫تم بموجب ّ‬


‫املقرر عدد ‪ 361‬الصادر عن اإلدارة العامة للشركة بتاريخ‬ ‫وحيث ّ‬
‫جانفي ‪ 2008‬تكليف السيد (‪ )...‬رئيس مصلحة الشؤون العامة بصفقات الحراسة والتنظيف‪ .‬ويتضمن‬
‫هذا التكليف كل إجراءات الصفقة بما في ذلك املتابعة " الحينية والدقيقة باعتماد جداول القيادة "‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث أكدت اإلدارة العامة مسؤولية قسم الشؤون العامة في إطار لجنة متابعة صفقتي‬
‫التنظيف والحراسة املحدثة بتاريخ ‪ 26‬جانفي ‪ 2008‬حيث ضمت ممثلين عن أهم الجوانب املؤثرة في‬
‫الصفقة (قسم الشؤون العامة‪ ،‬مصلحة األعوان‪ ،‬مصلحة الشؤون القانونية والكتابة القارة للجنة‬
‫الصفقات الداخلية)‪ .‬كما ثبت ّأن صفقة ّ‬
‫التزود باملحروقات عهد بمتابعتها إلى قسم التزود‪،‬‬

‫وحيث عالوة على ّأنه لم ّ‬


‫يتبين من خالل تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي‬
‫في متابعة تنفيذ بعض الصفقات بالعناية الالزمة واملنسوب إلى ّ‬
‫املدعى عليها ولم يتسن بالتالي إثباته وال‬
‫الدعوى ال تستقيم إذا كانت املآخذ لم ترتبط مباشرة باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليها‬ ‫تقديره‪ّ ،‬‬
‫فإن ّ‬
‫باعتبار ّأن عملية املتابعة في تنفيذ الصفقات تعود إلى الكتابة ّ‬
‫القارة للصفقات‪ ،‬األمر الذي يتجه معه ّرد‬
‫الدعوى بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي مكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫القرار عدد ‪ 350‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 350‬تبعا للدعوى‬
‫النقل والتجهيز ّ‬‫ّ‬
‫ضد رئيس مصلحة الشؤون القانونية واألرشيف بمنشأة‬ ‫املرفوعة من قبل وزير‬
‫عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬توجيه االتهام ّ‬
‫للمدعى عليه على سبيل ّ‬
‫الظن ال يمكن اعتماده في توجيه تهمة ارتكاب خطأ‬
‫تصرف ّ‬
‫ضده‪.‬‬

‫الذمة وضعية غير منصوص عليه بقانون الوظيف ويشكل عمال معدوما لخرقه‬ ‫‪ -‬الوضع على ّ‬
‫الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه قانون الوظيف من جهة استحداثه لحالة خامسة‬
‫غير واردة به‪ .‬ويكون املوظف الذي قبل بهذه الوضعية قد وضع نفسه بالتالي في وضعية غير شرعية وعليه‬
‫ّ‬
‫تحمل تبعاتها‪.‬‬

‫األول في الوضع على الذمة مع اإلذن بتحميل املنشأة‬‫تعد القرارات الصادرة عن الوزير ّ‬‫‪ّ -‬‬
‫العمومية ملرتبات العون املعني باألمر وجميع منحه خرقا ملبدأ العمل املنجز ومبدأ استقاللية الذوات‬
‫املالية‪ .‬وتعتبر هذه القرارات إذنا كتابيا مسبقا صادرا في الغرض يتحمل تبعاتها من أمضاها عمال بالفصل‬
‫‪ 5‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬الذي يعفي العون العمومي من العقوبات‬
‫املنصوص عليها بالفصل ‪ 4‬من نفس القانون وال يعفيه من املسؤولية‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -‬طاملا أن املنشأة العمومية تولت استيفاء اإلجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها وفي اآلجال‬
‫القانونية بخصوص استخالص مستحقات تمثل القيمة الجملية لفوائض التأخير الناجمة عن التأخير‬
‫املتسوغ ّ‬
‫فإن األفعال‬ ‫ّ‬ ‫محل على ملكها وتولت الشركة تقديم دعوى في الغرض ّ‬
‫ضد‬ ‫في خالص معينات كراء ّ‬
‫املعيبة على املتصرف العمومي تفتقر إلى األركان املادية والقانونية لخطأ التصرف وتنفي املسؤولية بشأن‬
‫هذا املأخذ وباعتبار أن املبلغ املطالب به غير ثابت وهو محل نزاع أمام املحاكم‪.‬‬

‫نص القرارعدد ‪350‬‬


‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس مصلحة الشؤون القانونية واألرشيف بالشركة ‪ ،‬ملقاضاته بناء على‬ ‫املدعى عليه ّ‬‫ّ‬

‫‪194‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل‬ ‫تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫ارتكابه أخطاء في التصرف تمثلت في‪:‬‬

‫‪ -1‬االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة ألجور ال يقابلها عمل فعلي‪.‬‬
‫‪ -2‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين على ذمة اإلتحاد‬
‫العام التونس ي للشغل‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل كائن بفرعها بمنزل بوزلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬استغالل سيارة مصلحة ألغراض شخصية خالفا للتراتيب الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪20‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫جوان ‪ .2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 78‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد‬
‫املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 86‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،350‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪، 91‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫تمسك فيها ّ‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫‪195‬‬
‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالقوانين الالحقة وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫بمذكرة دفاعه‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل عدم حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫املدعى عليه‪.‬‬ ‫السيد عمر موس ى‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫الديوان‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬
‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املأخذ ّ‬
‫األول ‪ :‬االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة ألجور ال‬
‫يقابلها عمل فعلي‬

‫املدعى عليه السيد (‪ )..‬بصفته رئيس مصلحة الشؤون القانونية واألرشيف‬ ‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫بالشركة االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة أجورا ال يقابلها عمل فعلي‪،‬‬

‫ّ‬
‫واملضمنة بمحضر‬ ‫االدعاء على تصريحات عدد من األعوان العاملين بالشركة‬ ‫تأسس ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫بأن بعض اإلطارات بالشركة أسدت تعليمات لبعض األعوان قصد منع‬ ‫إشهاد بتاريخ ‪ 7‬أفريل ‪ 2011‬يفيد ّ‬
‫خروج الحافالت من مركز قليبية وبالتالي منعها من تقديم املرفق العام‪،‬‬

‫توقف العمل تجاوزت ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أشار تقرير التفقد إلى ّأن ّ‬
‫املدة املنصوص عليها بالبيان‬ ‫مدة‬
‫نص البيان على اإلضراب ّ‬
‫ملدة ‪ّ 3‬أيام (‪ 29‬و‪ 30‬و‪ 31‬مارس‬ ‫الصادر عن اإلتحاد الجهوي للشغل بنابل حيث ّ‬
‫تسبب في تحميل الشركة أجور‬ ‫‪ )2011‬في حين تواصل توقف العمل إلى غاية ‪ 6‬أفريل ‪ 2011‬وهو ما ّ‬
‫األعوان رغم عدم أدائهم ملهامهم من جهة وحصول نقص في املداخيل من جهة أخرى وذلك إضافة إلى‬
‫التعطيل الذي ّ‬
‫تعرض له املرفق العام ومصالح املواطنين‪،‬‬

‫يتبين باإلطالع على محضر التصريح واإلشهاد بتاريخ ‪ 7‬أفريل ‪ّ 2011‬أنه لم ّ‬


‫يتم ذكر اسم‬ ‫وحيث ّ‬
‫املدعى عليه صراحة من قبل الشهود كمسؤول قام بإعطاء تعليمات لألعوان قصد منع خروج الحافالت‬ ‫ّ‬
‫ثم ّ‬
‫فإن توجيه اإلتهام إليه من قبل فريق‬ ‫من مركز قليبية وبالتالي منعها من تقديم املرفق العام‪ ،‬ومن ّ‬
‫التفقد كان على سبيل ّ‬
‫الظن فقط وهو ما ال يمكن اعتماده في نسبة التهمة املذكورة إليه‪،‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫ّ‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪ .‬وتبعا لذلك فإن األفعال املشار إليها ال ترتبط‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬
‫باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع في هذا‬
‫املأخذ‪ّ ،‬‬
‫ويتجه لذلك ّرده‪،‬‬

‫عن املآخذ الثاني‪ :‬تحميل الشركة للمساهمات االجتماعية املتعلقة باألعوان املوضوعين‬
‫على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‬

‫‪197‬‬
‫حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه إلحاق ثالثة أعوان باإلتحاد العام التونس ي للشغل خالل الفترة‬
‫امل ّ‬
‫متدة من ‪ 1‬أفريل ‪ 1998‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ 2011‬محمال الشركة مساهمات اجتماعية فاقت قيمتها الجملية‬
‫‪ 74‬ألف دينار‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث استند رافع الدعوى إلى ما جاء بتقرير التفقد من ّأن الشركة تولت وضع ثالثة أعوان‬
‫ّ‬
‫هم (‪ )...‬و (‪ )...‬و(‪ )...‬على ذمة اإلتحاد العام التونس ي للشغل‪ ،‬والحال أنه ّيتضح بالرجوع إلى أحكام النظام‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات في باب وضعية العون‬
‫إزاء الشركة وخاصة منها الفصل ‪ّ 55‬أن الوضعيات القانونية املمكنة للعون ّ‬
‫القار بالشركة هي املباشرة‬
‫واإللحاق وعدم املباشرة وتحت السالح‪ ،‬و ّأن كل وضعية ال تندرج ضمن مختلف الحاالت املذكورة هي‬
‫الذمة وضعية غير منصوص‬ ‫وضعيات غير قانونية‪ ،‬وهو ما ّأكده فقه القضاء الذي اعتبر ّأن " الوضع على ّ‬
‫عليه بقانون الوظيف ويشكل عمال معدوما لخرقه الدستور من قبل سلطة تنفيذية دنيا وكذلك لخرقه‬
‫قانون الوظيف من جهة استحداثه لحالة خامسة غير واردة به‪ .‬ويكون املوظف الذي قبل بهذه الوضعية‬
‫قد وضع نفسه بالتالي في وضعية غير شرعية وعليه ّ‬
‫تحمل تبعاتها "‪،‬‬

‫وحيث الحظ ّ‬
‫املدعى عليه في إجابته أن حاالت الوضع على الذمة ال تندرج ضمن مشموالته‬
‫كرئيس مصلحة الشؤون القانونية بالشركة‪ ،‬مضيفا ّأنه لم ّ‬
‫يتم استجوابه بخصوص هذا املأخذ من قبل‬
‫فريق ّ‬
‫التفقد‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّإنه من الثابت ّأن وضع بعض أعوان الشركة على ّ‬
‫ذمة االتحاد العام التونس ي للشغل‬
‫قد ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الشركة ّ‬ ‫ومواصلة صرف مرتباتهم واملنح ّ‬
‫تم بموجب قرارات صادرة عن الوزير‬ ‫املخولة لهم من ميزانية‬
‫ّ‬
‫املسؤولية ّ‬ ‫ّ‬
‫الشركة تنفيذها‪ ،‬وال يجوز بالتالي تحميل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عما لحق الشركة من ضرر‬ ‫املدعى عليه‬ ‫األول وتولت‬
‫مالي بسببها‪ ،‬األمر الذي تصير معه الدعوى غير ذات موجب بشأن هذا املأخذ‪،‬‬

‫عن املآخذ الثالث ‪ :‬عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل كائن بفرعها‬
‫بمنزل بوزلفة‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم املطالبة بمستحقات الشركة بخصوص تسويغ محل على‬
‫ملكها كائن بفرعها بمنزل بوزلفة‪،‬‬

‫وحيث استند ّ‬
‫االدعاء في هذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد من أن الشركة تولت تسويغ‬
‫ّ‬
‫محل تجاري على ملكها كائن بمنزل بوزلفة للسيدة (‪ )...‬حرم (‪)....‬وهو عون بالشركة موضوع على ذمة‬

‫‪198‬‬
‫اإلتحاد العام التونس ي للشغل وكاتب عام النقابة بالشركة بمبلغ سنوي قدره ‪ 3540‬دينارا باعتبار جميع‬
‫األداءات‪،‬‬

‫ّ‬
‫املتسوغة املذكورة في اآلجال بدفع الضمان‬ ‫وحيث أشار تقرير التفقد إلى ّأن الشركة لم تطالب‬
‫وكذلك القسط األول من معلوم الكراء كما ّأنها لم تطالبها بغرامات التأخير ّ‬
‫بحجة أن املحل لم ّ‬
‫يتم‬
‫املتسوغة ولم تتو ّل الشركة مراسلتها قصد املطالبة بمستحقاتها البالغة ‪5847,638‬د‬
‫ّ‬ ‫استغالله من قبل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتسوغة من امتيازات غير منصوص‬ ‫إال بعد تدخل فريق التفقد‪ .‬وأضاف تقرير التفقد أن الشركة مكنت‬
‫ّ‬
‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫عليها بعقد التسويغ تمثلت في تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬
‫بـ ‪ 1600,842‬د وذلك دون مراجعة‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير بمبلغ جملي ّ‬
‫يقدر‬
‫معلوم الكراء على إثر التحسينات املنجزة‪،‬‬

‫تم وفق ّبتة عمومية وبعد استكمال اإلشهارات‬ ‫املدعى عليه ّأن تسويغ املحل ّ‬
‫وحيث الحظ ّ‬
‫القانونية وحضور عدل تنفيذ لعملية التبتيت التي شارك فيها ‪ 13‬شخصا‪ ،‬وأن تهيئة فضاءات مجاورة‬
‫للمحل موضوع التسويغ وربطه بشبكات الكهرباء واملاء الصالح للشرب تتعلق بمستلزمات تعد جزء من‬
‫العقار الذي هو على ملك الشركة وأن تركيز هذه املستلزمات تظل من مشموالت املالك دون سواه‪ .‬وفيما‬
‫يتعلق بتأخر الشركة في مطالبة املتسوغة بدفع مبلغ الضمان والقسط األول من معلوم الكراء‪ ،‬أفاد بأنه‬
‫حصل تأخير في املطالبة بدفع معلوم الكراء وقد تمت تسويته ببادرة من اإلدارة (مصلحة الشؤون‬
‫القانونية) بمجرد التفطن لتخلف املتسوغة عن أداء معينات كراء الثالثية األولى طبق مضمون املراسلة‬
‫ّ‬
‫املوجهة إليها تحت عدد ‪ 1151‬بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ ،2011‬وأنه ال يترتب عن ذلك ضرر باملؤسسة املسوغة‬
‫املحددة بخمسة أعوام قائمة ولم تسقط الدعوى بمرور الزمن عمال بالفصل‬ ‫طاملا كانت آجال املطالبة ّ‬
‫املدعى عليه فيما يتعلق بمسألة الضمانات إلى أن املتسوغة‬‫‪ 408‬من مجلة االلتزامات والعقود‪ .‬وأشار ّ‬
‫دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس الوقت إحداهما بعنوان الضمان وهو ما يثبته وصل الخالص ّ‬
‫املؤرخ‬
‫في ‪ 24‬نوفمبر ‪،2009‬‬

‫وحيث تبين من خالل عقد الكراء املرفق لتقرير التفقد تحت عدد ‪ّ 41‬أن عملية تسويغ املحل‬
‫ّتمت إثر ّبتة مجراة من قبل الشركة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬


‫املتسوغة بإيداع مبلغ بعنوان الضمان‬ ‫نص عقد التسويغ املبرم بين الطرفين على التزام‬
‫يساوي القيمة الكرائية لثالثة أشهر حال إبرام العقد كما أنها مطالبة بدفع معينات كراء ّ‬
‫كل ثالثة أشهر‬
‫بصفة مسبقة وفي صورة التأخير توظف فوائض تأخير بنسبة ‪ 1‬باملائة من القيمة الكرائية املستوجبة‬
‫عن كل يوم تأخير‪،‬‬

‫‪199‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫تبين بالرجوع إلى وصل الخالص املشار إليه املتعلق بالثالثة أشهر (نوفمبر‬
‫ّ‬
‫املتسوغة دفعت معاليم كراء ثالثيتين في نفس‬ ‫وديسمبر‪ 2009‬وجانفي ‪ )2010‬بمبلغ ‪ 1270,000‬د ّأن‬
‫الوقت إحداهما بعنوان الضمان‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املتسوغة وربط املحل بشبكات‬ ‫يخص تهيئة فضاءات مجاورة للمحل لصالح‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫ّ‬
‫الضرورية التي ال‬ ‫الكهرباء واملاء الصالح للشراب والتطهير ّ‬
‫فإن هذه املرافق تعتبر من املرافق األساسية‬
‫يتسنى في غيابها استغالل املحل التجاري الذي يجب أن تتوفر فيه شروط حفظ الصحة والسالمة‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬
‫املسوغ مالك املحل‪ ،‬وال يمكن‬ ‫ّ‬
‫ثم فإن ما قامت به إدارة الشركة يعتبر من األعمال املحمولة قانونا على‬
‫بالتالي مؤاخذة ّ‬
‫املدعى عليه بشأنها‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتعلق باملستحقات البالغ قيمتها (‪ 5.847,638‬د) ّ‬ ‫ّ‬
‫فإنها تمثل القيمة الجملية‬ ‫وحيث إنه فيما‬
‫تولت الشركة تقديم مطلب استعجالي ّ‬ ‫ّ‬
‫ضد‬ ‫لفوائض التأخير الناجمة عن التأخير في الخالص وقد‬
‫ّ‬
‫املتسوغة في الخروج إن لم تدفع حكم فيه ضمن القضية االبتدائية عدد ‪ 44011‬املرفوعة لدى ابتدائية‬
‫ّ‬
‫التأكد ّ‬
‫وتم استئنافها في إطار القضية‬ ‫قرمبالية بتاريخ ‪ 2011/09/02‬برفض املطلب النتفاء ركن‬
‫اإلستئنافية عدد ‪ 17526‬التي قض ي فيها بتاريخ ‪ 2011/12/22‬بإقرار الحكم االبتدائي‪،‬‬

‫وحيث طاملا ّأن املبلغ املطالب به غير ثابت وهو محل نزاع أمام املحاكم ّ‬
‫وأن الشركة تولت‬
‫استيفاء اإلجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها وفي اآلجال القانونية ّ‬
‫فإن االفعال املنسوبة إلى ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه في هذا الخصوص تغدو مفتقرة إلى األركان املادية والقانونية لخطأ التصرف ّ‬
‫مما ينفي عنه املسؤولية‬
‫بشأن هذا املأخذ‪.‬‬

‫عن املأخذ الرابع ‪ :‬استغالل سيارة مصلحة ألغراض شخصية خالفا للتراتيب الجاري بها‬
‫العمل‬

‫حيث جاء بتقرير التفقد أن السيد (‪ )...‬رئيس مصلحة الشؤون القانونية بالشركة تولى بتاريخ‬
‫‪ 28‬نوفمبر ‪ 2010‬استغالل سيارة املصلحة رقم ‪ 322830-15‬لنقل أدباشه وأثاث خاص به دون الحصول‬
‫على ترخيص في الغرض مما نتج عنه تحميل الشركة نفقات إضافية غير ّ‬
‫مبررة‪،‬‬

‫وحيث استظهر فريق التفقد بمذكرة لفت نظر بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ 2011‬صادرة عن الرئيس املدير‬
‫ّ‬ ‫تتضمن لفت نظر السيد (‪ )...‬إلى ّ‬
‫ّ‬
‫التقيد التام بالتراتيب واإلجراءات املتعلقة باستعمال‬ ‫العام للشركة‬
‫السيارات اإلدارية إثر استعماله لسيارة املصلحة املذكورة أعاله لنقل بعض األغراض الخاصة به من‬
‫مقر الورشة مثلما ّتمت‬
‫موقع تعطل سيارته الخاصة بمدينة نابل إلى محل سكناه الكائن بالقرب من ّ‬

‫‪200‬‬
‫معاينته من قبل الفرق املشتركة ملراقبة السيارات اإلدارية التابعة لوزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية‬
‫بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪،2010‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّبين ّ‬


‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي أنه لم يقم باستعمال سيارة إدارية‬
‫دون " إذن في مأمورية " صادر عن اإلدارة التي يعمل بها ولم يقم باستعمال تلك السيارة لقضاء شؤون‬
‫ّ‬
‫خاصة ال عالقة لها بالعمل اإلداري للشركة‪ .‬وأضاف أنه جاء بمحضر معاينة مخالفة تراتيب استعمال‬
‫سيارة إدارية عدد ‪ 1/14/105‬بتاريخ ‪ 2010/11/2‬أن املخالفة ارتكبت من طرف العون (‪ )...‬بصفته سائق‬
‫السيارة اإلدارية املخالفة ولم يوجه املحضر املشار إليه هاته املخالفة إلى ّ‬
‫املدعى عليه مع العلم أن السائق‬
‫وجهت لفت نظر إلى‬ ‫املذكور كان حينها في وضعية قانونية إذ لديه " إذن بمأمورية "‪ ،‬مشيرا إلى ّأن اإلدارة ّ‬
‫املدعى عليه لفت نظر‬ ‫وجهت إلى ّ‬ ‫سائق السيارة بمقتض ى املكتوب عدد ‪ 2458‬بتاريخ ‪ 2011/05/22‬كما ّ‬
‫تم إعالم وزارة أمالك الدولة بهذا اإلجراء املتخذ‬‫بمقتض ى املكتوب عدد ‪ 2459‬بتاريخ ‪ 2011/05/22‬وقد ّ‬
‫طبقا لإلجراءات الجاري بها العمل‪،‬‬

‫تقدم ّأن املوضوع قد وقع حسمه إداريا بصفة ّ‬


‫نهائية‪ ،‬وحتى على فرض‬ ‫مما ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫يتبين ّ‬
‫ّ‬
‫للشركة الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫توفر عنصر ّ‬ ‫ّ‬ ‫التسليم بقيام ّ‬
‫يعد‬ ‫الضرر املالي‬ ‫املدعى به بالعمل املنسوب إليه فإنه لم يثبت‬
‫التصرف عمال بأحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أساسيا لقيام خطأ‬ ‫عنصرا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ،1985‬األمر الذي يغدو معه الخطأ غير ثابت في حق املدعى عليه ويتجه تأسيسا على ذلك رد الدعوى‬
‫بخصوص هذا املأخذ‪،‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثايري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫القرار عدد ‪ 351‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 351‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيزضد رئيسة مصلحة تجارية بمنشأة عمومية‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ ‪ 19‬جوان‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة الزجر املالي‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليها‬ ‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫بنفس التاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السيدة (‪ )...‬بصفتها رئيسة املصلحة التجارية بالشركة (‪ ،)...‬ملقاضاتها بناء على تقرير تأليفي ملخص‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابها خطأ في التصرف‬ ‫ّ‬ ‫صادر عن‬
‫التجمع الدستوري الديمقراطي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتمثل في عدم فوترة كراءات لفائدة‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي عدد ‪2011/79‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 87‬د ز م بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وعلى وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،344‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،92‬‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫‪202‬‬
‫ّ‬
‫اإلطالع على شهادة في االطالع على ملف القضية بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ 2019‬والتي ّ‬
‫تمسكت‬ ‫وبعد‬
‫فيها ّ‬
‫املدعى عليها بما أفضت به خالل التحقيق معها وطلبت الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 19‬ديسمبر ‪2005‬‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫ّ‬
‫املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫املدعى عليها التي رافعت بما رأته‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫وتمسكت بإجاباتها أثناء ّ‬
‫التحقيق‪.‬‬ ‫مفيدا ّ‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليها طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫تم تسجيل عدم حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫املدعى عليها‪.‬‬ ‫السيد عمر موس ى‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في‬
‫ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم‬
‫الديوان‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة‬ ‫مختصة‬ ‫التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫‪203‬‬
‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املآخذ الوحيد‪ :‬عدم فوترة كراءات لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي‬

‫ّ‬
‫حيث جاء بتقرير التفقد ّأن الشركة لم تتو ّل منذ شهر جوان ‪ 2000‬إصدار الفواتير املتعلقة‬
‫بكراءات حافالتها لفائدة التجمع الدستوري الديمقراطي حيث ّأن آخر فاتورة صادرة للحريف املذكور‬
‫يرجع تاريخها إلى ‪ 31‬ماي ‪ 2000‬تتعلق حسب إذن الطلب ورخصة الكراء بنقل العبي امللعب الزغواني‬
‫لصنف األكابر ملدينة سوسة يوم األحد ‪ 14‬ماي ‪ .2000‬كما أشار فريق التفقد في تقريره إلى ّأن املصلحة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة بسنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬وذلك دون أن تتمكن‬ ‫التجارية ما تزال تحتفظ بأذون الطلبية‬
‫مستحقات الشركة بعنوان سنوات ‪ 2007‬و‪ 2009‬و‪ 2010‬بما‬ ‫ّ‬ ‫من توفير بقية األذون‪ّ .‬‬
‫وحدد تقرير التفقد‬
‫يعرض الشركة لعقوبات جزائية جبائية‪،‬‬ ‫قدره ‪ 181.986,350‬دينارا مشيرا إلى ّأن غياب الفوترة يمكن أن ّ‬

‫وحيث ّبينت ّ‬
‫املدعى عليها في إجابتها على هذه املسألة لفريق التفقد (امللحق عدد ‪ )52‬أنه تبعا‬
‫لإلجراءات التي وقع اتخاذها من طرف اإلدارة العامة حوالي سنة ‪ 2000‬لم تعد فوترة الكراءات الخاصة‬
‫للتجمع الدستوري الديمقراطي معموال بها‪ .‬وأضافت ّأن املصلحة التجارية تلقت تعليمات شفوية إثر‬
‫جلسة عمل وقعت بحضور كل من إدارة االستغالل واملصلحة املالية ومصلحة مراقبة التصرف بعدم‬
‫إرسال التراخيص واألذون بالطلب األصلية الخاصة بالتجمع الدستوري الديمقراطي للمصلحة املالية‬
‫قصد الفوترة‪،‬‬

‫وحيث ثبت من امللف ّأن السيد (‪ )...‬ممثل وزارة النقل اقترح ضمن محضر جلسة مجلس إدارة‬
‫الشركة املؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1999‬منح لجان التنسيق مساعدات مالية لتالفي مثل هذه الديون حتى ال تثقل‬
‫كاهل الشركة واقترح إدماج هذه املصاريف ضمن املنح واملساعدات للجان التنسيق على أن تعرض على‬
‫املجلس للموافقة املسبقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث ثبت أيضا باإلطالع على محضر الجلسة التي انعقدت بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬بإذن من‬
‫اإلدارة العامة للشركة وتبعا ملقترح مجلس اإلدارة بحضور ممثل عن وزارة اإلشراف والسادة رمضان بن‬

‫‪204‬‬
‫سويس ي وعصام القابس ي وابتسام خليل ونبيلة الهيشري واملصادق عليه من قبل الرئيس املدير العام‬
‫ّ‬
‫املخصصة للتجمع‬ ‫تم الوقوف على وضع إجراءات خاصة حول كيفية احتساب الكراءات‬ ‫للشركة ّأنه ّ‬
‫الدستوري الديمقراطي على حدة دون إدراجها ضمن مداخيل الشركة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشركة في جلسته املؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ 1999‬وما ّ‬
‫أقرته‬ ‫وحيث ّإن ما اتجه إليه مجلس إدارة‬
‫اإلدارة العامة بالجلسة املؤرخة في ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬تطبيقا لقراراته قد آل إلى اعتبار الخدمات والكراءات‬
‫املخصصة للتجمع الدستوري الديمقراطي ضمن املنح واملساعدات ّ‬
‫املقدمة للحزب املذكور‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وحيث تعتبر ّ‬
‫املدعى عليها قد باشرت األعمال املنسوبة إليها بمذكرة رفع الدعوى بناء على‬
‫مما ينفي عنها مسؤولية‬ ‫أقرتها اإلدارة ّ‬
‫العامة للشركة‪ّ ،‬‬ ‫ترخيص من رؤسائها وذلك تطبيقا لإلجراءات التي ّ‬
‫الخطأ‪،‬‬

‫وحيث ّإن األركان املادية والقانونية لخطأ التصرف قد انتفت في حق ّ‬


‫املدعى عليها ويتجه لذلك‬
‫ّرد هذا املأخذ‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثايري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫القرار عدد ‪ 352‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 352‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املرفوعة من قبل وزير النقل والتجهيز ضد رئيس مصلحة مكلف بوحدة الدراسات والتنمية بمنشأة‬
‫عمومية‪.‬‬

‫ال يسأل العون العمومي إال على ما ارتكبه من أفعال وال شأن له بفعل غيره‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّ‬‫ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس مصلحة مكلفا بوحدة الدراسات والتنمية بالشركة (‪ ،)...‬ملقاضاته‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪2011‬‬ ‫بناءا على تقرير تأليفي ملخص صادر عن‬
‫من أجل ارتكابه خطأ في التصرف يتمثل في االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة‬
‫ألجور ال يقابلها عمل فعلي‪،‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي عدد ‪2011/80‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 88‬د ز م بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وعلى وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫مقرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬ ‫املتعلق بتعويض ّ‬
‫‪،352‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،93‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪206‬‬
‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬

‫ّ‬
‫اإلطالع على شهادة في االطالع على ملف القضية بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪ 2019‬والتي ّ‬
‫تمسك فيها‬ ‫وبعد‬
‫ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه وطلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 19‬ديسمبر ‪2005‬‬ ‫املؤرخ في‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫ّ‬
‫املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫في تقرير ختم ّ‬
‫التحقيق‪.‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬

‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫تم تسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫في تقرير ختم ّ‬
‫التحقيق‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي التي ّ‬
‫تمسكت بما‬
‫ورد في ملحوظاتها الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير‬
‫الديوان‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫قررت‬ ‫مختصة‬ ‫ختم التحقيق الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬
‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫‪207‬‬
‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املأخذ الوحيد ‪ :‬االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة ألجور ال‬
‫يقابلها عمل فعلي‬

‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّ‬‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس مصلحة مكلف بوحدة الدراسات‬
‫والتنمية بالشركة االمتناع عن العمل وتعطيل املرفق العام مع تحميل الشركة ألجور ال يقابلها عمل فعلي‪،‬‬

‫ّ‬
‫واملضمنة بمحضر‬ ‫االدعاء على تصريحات عدد من األعوان العاملين بالشركة‬ ‫تأسس ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫بأن بعض اإلطارات بالشركة أسدت تعليمات لبعض األعوان قصد منع‬ ‫إشهاد بتاريخ ‪ 7‬أفريل ‪ 2011‬يفيد ّ‬
‫خروج الحافالت من مركز قليبية وبالتالي منعها من تقديم املرفق العام‪،‬‬

‫توقف العمل تجاوزت ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث أشار تقرير التفقد إلى ّأن ّ‬
‫املدة املنصوص عليها بالبيان‬ ‫مدة‬
‫نص البيان على اإلضراب ّ‬
‫ملدة ‪ّ 3‬أيام (‪ 29‬و‪ 30‬و‪ 31‬مارس‬ ‫الصادر عن اإلتحاد الجهوي للشغل بنابل حيث ّ‬
‫تسبب في تحميل الشركة أجور‬ ‫‪ )2011‬في حين تواصل توقف العمل إلى غاية ‪ 6‬أفريل ‪ 2011‬وهو ما ّ‬
‫األعوان رغم عدم أدائهم ملهامهم من جهة وحصول نقص في املداخيل من جهة أخرى وذلك إضافة إلى‬
‫التعطيل الذي ّ‬
‫تعرض له املرفق العام ومصالح املواطنين‪،‬‬

‫يتبين باإلطالع على محضر التصريح واإلشهاد بتاريخ ‪ 7‬أفريل ‪ّ 2011‬أنه لم ّ‬


‫يتم ذكر إسم‬ ‫وحيث ّ‬
‫املدعى عليه صراحة من قبل الشهود كمسؤول قام بإعطاء تعليمات لألعوان قصد منع خروج الحافالت‬ ‫ّ‬
‫ثم ّ‬
‫فإن توجيه اإلتهام إليه من قبل فريق‬ ‫من مركز قليبية وبالتالي منعها من تقديم املرفق العام‪ ،‬ومن ّ‬
‫التفقد كان على سبيل ّ‬
‫الظن فقط وهو ما ال يمكن اعتماده في نسبة التهمة املذكورة إليه‪،‬‬

‫الشخص ال يسأل إال ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫وحيث ّإنه من ّ‬


‫عما ارتكبه من خطأ‬ ‫املقرر في قضاء هذه املحكمة أن‬
‫ّ‬
‫التصرف املرتكبة من غيره‪ .‬وتبعا لذلك فإن األفعال املشار إليها ال ترتبط‬ ‫ّ‬
‫تصرف وال شأن له بأخطاء‬

‫‪208‬‬
‫باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه وال يمكن نسبتها إليه‪ ،‬األمر الذي ينتفي معه موجب التتبع في هذا‬
‫املأخذ‪ّ ،‬‬
‫ويتجه لذلك ّرده‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫تم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫و ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫القرار عدد ‪ 353‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 353‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل والتجهيزضد رئيس قسم الشؤون العامة بمنشأة عمومية‪.‬‬

‫طاملا لم يتبين من تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي في متابعة تنفيذ بعض‬
‫الصفقات بالعناية الالزمة ولم يتسن بالتالي إثباته وتقديره فإن هذا املأخذ ال يشكل خطأ تصرف وفقا‬
‫ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬في فصله الثالث فقرة أخيرة‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القراراآلتي ّ‬


‫نصه ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫النقل والتجهيز عدد ‪-47‬ص‪ 2011-‬بتاريخ‬ ‫بعد االطالع على مكتوب السيد وزير ّ‬
‫جوان ‪ 2011‬الوارد على النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي والوارد على النيابة العمومية بدائرة‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 32‬والرامي إلى إثارة التتبع لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس قسم الشؤون العامة بالشركة (‪ ،)...‬ملقاضاته بناء على تقرير تأليفي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقدية العامة لوزارة النقل والتجهيز بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪ 2011‬من أجل ارتكابه خطأ في‬ ‫ملخص صادر عن‬
‫التصرف يتمثل في بعدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‪،‬‬

‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي عدد ‪2011/81‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد‪،‬‬
‫ّ‬
‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪ 2011‬واملتعلق بفتح تحقيق في‬
‫القضية وعلى وتعيين مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 16‬أفريل ‪ 2019‬تحت عدد ‪ 79‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫املتعلق بتعويض مق ّرر وتعيين القاض ي السيد عمر موس ى ملواصلة اإلجراءات املتعلقة بالقضية عدد‬
‫‪،353‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2014‬تحت عدد ‪،94‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 55‬بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير النقل‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪،2019‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪210‬‬
‫‪15‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫فيفري ‪،2019‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الدفاع الواردة على كتابة املحكمة بتاريخ ‪ 02‬أفريل ‪ ،2019‬والتي‬
‫تمسك فيها ّ‬
‫املدعى عليه بما أفض ى به خالل التحقيق معه منتهيا إلى طلب الحكم بعدم سماع الدعوى‪،‬‬ ‫ّ‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 29‬أفريل ‪ 2019‬واالستماع فيها‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬ ‫ملخص لتقريره‪ ،‬وتسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬
‫إلى ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى في تالوة‬
‫ّ‬
‫بمذكرة ّرده‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫املدعى عليه طبق القانون‪ّ ،‬‬ ‫املظروفة نسخة منها بامللف‪ ،‬واالستماع من جديد إلى ّ‬
‫ّ‬
‫القضية إلى‬ ‫قررت املحكمة ّ‬
‫حل املفاوضة وإرجاع‬ ‫ّ‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم آخر الجلسة‪ .‬وبها ّ‬
‫ّ‬
‫واملالية والقيام بما تستلزمه من إجراءات‬ ‫طور التحقيق إلحالة تقرير ختم التحقيق إلى وزيري النقل‬
‫ّ‬
‫إضافية عند االقتضاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد تنفيذ الحكم التحضيري املذكور‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم اإلثنين ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2019‬وتالوة‬
‫املدعى عليه الذي ّ‬‫تم تسجيل حضور ّ‬ ‫ّ‬
‫ملخصا لتقريره‪ّ ،‬‬ ‫املقرر ّ‬
‫القاض ي ّ‬
‫تمسك بما ورد‬ ‫السيد عمر موس ى‬
‫ّ‬
‫بمذكرة ّرده‪ .‬وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء البراطلي التي ّ‬
‫تمسكت بما ورد في ملحوظاتها‬
‫الكتابية املظروفة نسخة منها بامللف وطلبت االلتفات عن مكتوب إبداء الرأي في تقرير ختم التحقيق‬
‫الديوان‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تتمثل في رئيسة ّ‬ ‫ّ‬
‫قررت املحكمة حجز‬ ‫مختصة‬ ‫الوارد من وزارة النقل إلمضائه من جهة غير‬
‫القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪،2019‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫‪211‬‬
‫من جهة الشكل‪،‬‬

‫مقوماتها الشكلية ّ‬
‫وتعين بالتالي قبولها‬ ‫ممن له الصفة واستوفت جميع ّ‬ ‫قدمت ّ‬
‫الدعوى ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫من جهة األصل‪،‬‬

‫عن املأخذ الوحيد ‪ :‬عدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض الصفقات‬
‫حيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه حيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه السيد (‪ )...‬بصفته رئيس قسم‬
‫ّ‬ ‫الشؤون العامة اقتراف أخطاء ّ‬
‫تصرف تتعلق بعدم إيالء العناية الكافية بخصوص متابعة تنفيذ بعض‬
‫الصفقات وذكر التقرير صفقات الحراسة (شركة ‪ )...‬والتنظيف (شركتي ‪ ...‬و‪ )...‬وتزويد الحافالت‬
‫ّ‬
‫وبين التقرير ّأن اإلخالالت تتمثل وجود بعض األعوان التابعين لشركات املناولة‬
‫باملحروقات (شركة ‪ّ .)...‬‬
‫مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬وغياب التأمينات املستوجبة‬ ‫ّ‬ ‫املذكورة آنفا غير‬
‫نصت عليه كراسات الشروط وعدم تمكين األعوان من لباس الشغل (شركة ‪ )...‬ومن راحتهم‬ ‫خالفا ملا ّ‬
‫األسبوعية والسنوية وعدم إسنادهم بطاقات خالص فضال عن عدم التثبت الفعلي لألعوان حيث تبين‬
‫من خالل ورقات الحضور وجود نفس العون في مركزي عملي متباعدين في نفس الوقت‪،‬‬

‫وحيث ّإن اإلجراءات املعتمدة لدى الشركة حسب محضر جلسة لجنة اإلدارة العامة بتاريخ ‪4‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2007‬تقتض ي ّأن املصلحة املكلفة بإنجاز الصفقة تعنى باملساهمة في مرحلة اإلعداد وتتولى خالل‬
‫مرحلة التنفيذ بمرافقة وإحاطة من قبل الكتابة القارة للصفقات كلما تعلق األمر بمسائل تقتض ي تدخل‬
‫املزود الذي أسندت إليه الصفقة مصحوبة بمحضر جلسة لجنة‬ ‫لجنة الصفقات خاصة " توجيه ملف ّ‬
‫ّ‬
‫الصفقات إلى املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة التي تعنى بإنجاز ومتابعة الصفقة متابعة حينية‬
‫تبين أن املوضوع من مشموالت لجنة الصفقات‬ ‫ودقيقة باعتماد جدول قيادة والرجوع إلى الكتابة كلما ّ‬
‫كإبرام املالحق أو تغيير على مستوى الكميات‪ ،‬وتسهر املصلحة أو اإلدارة املكلفة بالصفقة على إعداد‬
‫ملف الختم النهائي "‪،‬‬

‫املدعى عليه أن الشركة قامت بتوجيه مكتوبين األول بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪2009‬‬ ‫وحيث الحظ ّ‬
‫والثاني بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 2009‬للتنبيه على وكيل الشركة بتالفي ّ‬
‫كل النقائص املشار إليها بتقرير التفقد‬
‫ّ‬
‫املسجلة‪ .‬وأن شركة النقل مارست‬ ‫حد للعالقات التعاقدية في صورة تواصل النقائص‬ ‫مع التهديد بوضع ّ‬
‫حقها التعاقدي في اإلطالع والتثبت في القائمات اإلسمية املصرح بها وأوجبت على مزود الخدمات (‪)...‬‬
‫ّ‬
‫التقيد التام باإلجراءات والقوانين املعمول بها في املجال وتأجيل خالصه إلى حين تسوية وضعيته بما‬
‫يتطابق مع املقتضيات التعاقدية والقانونية‪،‬‬

‫‪212‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحيث ّبين ّ‬
‫يخص صفقتي التنظيف‬ ‫املدعى عليه لدى التحقيق بدائرة الزجر املالي أنه فيما‬
‫العامة قام طيلة مدة تنفيذ الصفقتين باملتابعة‬ ‫لشركة (‪ )...‬والحراسة لشركة (‪ّ )...‬أن قسم الشؤون ّ‬
‫املستوجبة وخاصة امليدانية قصد حفظ حق الشركة والحصول على نوعية خدمات جيدة وقد أفرزت‬
‫املوجهة من الشركة إلى شركتي املناولة حول اإلخالالت‬ ‫هذه املتابعات العديد من التقارير واملراسالت ّ‬
‫املدعى عليه هذه اإلجابة بنسخ من املراسالت املشار إليها‪ .‬كما ّبين املعني‬ ‫دعم ّ‬ ‫والنقائص املسجلة‪ ،‬وقد ّ‬
‫تم رصد اإلخالالت‬ ‫تم تطبيق الخطايا املالية املستوجبة واملنصوص عليها بكراس الشروط كلما ّ‬ ‫باألمر ّأنه ّ‬
‫تم تطبيقها‪ .‬وقد بلغت قيمة الخطايا حسب الوثائق‬ ‫والنقائص املسجلة مستظهرا بقائمة في الخطايا التي ّ‬
‫املدعى عليه ‪ 6.376,248‬د على شركة التنظيف (‪ )...‬و‪ 35.661,440‬د على شركة الحراسة‬ ‫املقدمة من ّ‬‫ّ‬
‫تم تنفيذها عليها من طرف‬ ‫املدعى عليه ّأن شركة الحراسة (‪ )...‬اعتبرت ّأن الخطايا املالية التي ّ‬
‫(‪ )....‬وأشار ّ‬
‫الشركة جائرة حيث قامت برفع قضية عدلية لدى املحكمة االبتدائية بنابل‪،‬‬

‫وحيث لم ّ‬
‫يتبين من خالل تقرير التفقد الضرر املالي الناتج عن الخلل اإلجرائي في متابعة تنفيذ‬
‫بعض الصفقات بالعناية الالزمة واملنسوب إلى ّ‬
‫املدعى عليه ولم يتسن بالتالي إثباته وتقديره‪،‬‬

‫وحيث طاملا انتفى عنصر الضرر املالي في هذا املأخذ الذي بات حينئذ ال يشكل خطأ تصرف‪،‬‬
‫وفقا ألحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ، 1985‬في فصله الثالث – فقرة اخيرة ‪-‬‬
‫ّ‬
‫ضرورة أن خطا التصرف يستوجب توافر وتالزم ركني املخالفة والضرر املالي‪ ،‬واتجه تبعا لذلك ّرد‬
‫املأخذ‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب ‪//‬‬

‫قضت املحكمة بعدم سماع الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السادة سامي‬
‫بن علي ولطفي ثائري وزكرياء حمودة‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم الخميس ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2019‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫القرارات القاضية برفض الدعوى لسقوط‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫ّ‬
‫حق التتبع بمر رالزمن‬
‫القرار عدد ‪ 326‬بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬تبعا للدعوى املرفوعة من قبل الرئيس األول‬
‫لدائرة املحاسبات ّ‬
‫ضد رئيس مصلحة املغازة بجماعة محلية (بلدية)‬

‫‪ -‬ال يمكن أن ترفع ّ‬


‫قضية لدى دائرة الزجر املالي بعد انتهاء أجل خمسة أعوام من تاريخ ارتكب‬
‫‪ 20‬جويلية‬ ‫التصرف وذلك عمال بالفصل ‪ 10‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫املؤرخ في‬ ‫ّ‬ ‫خطأ‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬ ‫‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫والجماعات العمومية‬
‫املالي‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫بعد االطالع على املكتوب الصادر عن الرئيس األول لدائرة املحاسبات تحت عدد ‪ 27‬بتاريخ ‪03‬‬
‫ّ‬
‫واملضمن‬ ‫مارس ‪ 2011‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪2011‬‬
‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه (‪ )...‬بصفته رئيس‬ ‫لديها تحت عدد ‪ 09‬والرامي إلى إثارة الدعوى لدى هذه املحكمة ّ‬
‫ّ‬
‫الجهوية لدائرة املحاسبات‬ ‫مصلحة املغازة ببلدية (‪ )...‬ملقاضاته‪ ،‬بناء على تقرير صادر عن الغرفة‬
‫ّ‬
‫بصفاقس‪ ،‬من أجل اإلمضاء على فواتير تتعلق بعمليات تزود بمواد بناء وتسجيلها بالدفاتر وجذاذات‬
‫املخزون املخصصة لهذا الصنف من الفصول في حين ّأن األمر يتعلق باقتناء كميات من الحليب لفائدة‬
‫األعوان مما ألحق ضررا ماليا للبلدية في حدود مبلغ ‪ 13,245‬أ‪.‬د‪،‬‬

‫‪07‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫أفريل ‪ 2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 2011/35‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت‬
‫العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 02‬ماي ‪ 2011‬تحت عدد ‪38‬د‪.‬ز‪.‬م كما تم‬
‫تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت عدد ‪ 20‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق بفتح تحقيق في القضية‬
‫وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 63‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير الداخلية‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬
‫‪215‬‬
‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 18‬بتاريخ ‪ 14‬أفريل‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫‪،2016‬‬
‫ّ‬
‫اإلطالع على تصريح ّ‬
‫املدعى عليه ّ‬
‫املذيل على شهادة االطالع على ملف القضية بتاريخ ‪16‬‬ ‫وبعد‬
‫ماي ‪ 2016‬والذي ّ‬
‫تمسك فيه بما توصل إليه تقرير ختم التحقيق وبما ورد صلب ملحوظات مندوبة‬
‫الحكومة‪،‬‬

‫وعلى جميع األوراق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالقوانين الالحقة وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪19‬نوفمبر ‪ 2018‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬ ‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫السيد هادي جاني ملخصا لتقريره‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى ّ‬


‫املدعى عليه الذي دافع عن موقفه بما رآه صالحا‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬


‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫‪19‬‬ ‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء‬ ‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ ،2018‬وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكــمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل ‪:‬‬

‫ضد ّ‬
‫السيد (‪)...‬‬ ‫التصرف املاثلة قد رفعت بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪ّ 2011‬‬
‫ّ‬ ‫حيث ّإن ّ‬
‫الدعوى في أخطاء‬
‫بصفته رئيس مصلحة املغازة ّ‬
‫ببلدية (‪،)...‬‬

‫‪216‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث ينسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه اإلمضاء على فواتير تتعلق بعمليات تزود بمواد بناء وتسجيلها‬
‫بالدفاتر وجذاذات املخزون املخصصة لهذا الصنف من الفصول في حين أن األمر يتعلق باقتناء كميات‬
‫من الحليب لفائدة األعوان مما ألحق ضررا ماليا للبلدية في حدود مبلغ ‪13,245‬أ‪.‬د‪،‬‬

‫تم إمضاؤها من ّ‬
‫املدعى عليه على التوالي بتاريخ‬ ‫وحيث ثبت من األوراق ّأن الفواتير سند ّ‬
‫التتبع ّ‬
‫‪ 06‬فيفري ‪ 2006‬و‪ 25‬فيفري ‪،2006‬‬

‫ينص الفصل ‪ 10‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫بتحديد أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي على أنه‪'' :‬ال‬ ‫املحلية واملشاريع‬
‫ّ‬
‫التصرف‪،''...‬‬ ‫قضية لدى ّ‬
‫الدائرة بعد انتهاء أجل خمسة أعوام من تاريخ ارتكب خطأ‬ ‫يمكن أن ترفع ّ‬

‫محل ّ‬
‫التتبع واملنسوبة‬ ‫الذكر‪ ،‬وملّا كان ثابتا ّأن األفعال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه استنادا إلى األحكام سالفة‬
‫لحق ّ‬
‫التتبع‬ ‫فإنها تكون قد شملها التقادم املسقط ّ‬ ‫إلى امل ّدعى عليه قد ارتكبت خالل شهر فيفري ‪ّ ،2006‬‬
‫واملحدد بخمسة أعوام في تاريخ ترسيم عريضة رفع الدعوى بكتابة مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر‬‫ّ‬
‫الدعوى على ذلك األساس‪.‬‬‫يتعين معه القضاء برفض ّ‬ ‫املالي في ‪7‬مارس ‪ ،2011‬األمر الذي ّ‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫حق التتبع بمرور ّ‬


‫الزمن‪.‬‬ ‫قررت املحكمة ‪ :‬رفض ّ‬
‫الدعوى لسقوط ّ‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السيدة كلثوم‬
‫مريبح والسادة لطفي ثائري وسامي بن علي‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫القرارات القاضية برفض الدعو لعدم‬
‫االختصاص‬
‫القرار عدد ‪ 327‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬في القضية عدد ‪ 327‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل الرئيس األول لدائرة املحاسبات ضد رئيس دائرة بلدية‪.‬‬

‫ال تندرج ّ‬
‫املهام التي يباشرها عضو البلدية املنتخب ضمن مجال اختصاص دائرة الزجر املالي‬
‫ّ‬
‫املوظف أو العون العمومي‪ ،‬ومن ثم ّ‬
‫فإن األخطاء التي قد يكون اقترفها أثناء مباشرته‬ ‫ألنه ليست له صفة‬
‫ّ‬
‫لتلك املهام غير خاضعة لقضاء هذه الدائرة وفق الفصل ‪ 4‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫‪27‬‬ ‫بعد االطالع على املكتوب الصادرة عن الرئيس األول لدائرة املحاسبات تحت عدد‬
‫‪07‬‬ ‫بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ 2011‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املضمن لديها تحت عدد ‪ 09‬والرامي إلى إثارة الدعوى لدى هذه املحكمة ضد املدعى عليه‬ ‫مارس ‪ 2011‬و ّ‬
‫(‪ )...‬بصفته رئيس دائرة ببلدية (‪ )...‬ملقاضاته من أجل ما نسب إليه من أخطاء ّ‬
‫تصرف وذلك بناء على‬
‫ّ‬
‫الجهوية لدائرة املحاسبات‪،‬‬ ‫تقرير صادر عن الغرفة‬

‫‪07‬‬ ‫وبعد االطالع على املكتوب الصادر عن مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ‬
‫أفريل ‪ 2011‬واملضمن تحت عدد ‪ 2011/36‬واملتعلق بإحالة ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت‬
‫العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 02‬ماي ‪2011‬تحت عدد ‪ 36‬د‪.‬ز م‪،‬‬

‫ّ‬
‫كما تم تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت عد د‪ 20‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق بفتح‬
‫تحقيق في القضية وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫وعلى تقرير ختم التحقيق ّ‬


‫املؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪،2013‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 63‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير الداخلية‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 26‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪،2014‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪219‬‬
‫‪14‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 19‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫أفريل ‪،2016‬‬
‫ّ‬
‫مذكرة الدفاع الواردة على كتابة الدائرة بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ 2016‬والتي ّ‬ ‫ّ‬
‫تمسك‬ ‫وبعد اإلطالع على‬
‫املدعى عليه بعدم اختصاص املحكمة عمال بأحكام الفصل الرابع من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬‬ ‫فيها ّ‬
‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة واملؤس ّسات‬ ‫ّ‬ ‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‬ ‫ّ‬
‫املحلية واملشاريع‬ ‫العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬
‫وذلك النتفاء صفة املوظف في شخصه‪،‬‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫ّ‬
‫املحلية‬ ‫ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫أخطاء‬
‫ز‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬ ‫ّ‬ ‫واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫وخاصة منها القانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬املتعلق بقانون‬ ‫بالقوانين الالحقة‬
‫املالية لسنة ‪ 2006‬في فصله ‪،11‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم االثنين ‪19‬نوفمبر ‪ 2018‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫املقرر ّ‬ ‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫السيد هادي جاني ملخصا لتقريره‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى ّ‬


‫املدعى عليه الذي دافع عن موقفه بما رآه صالحا‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي في تالوة ملحوظاتها الكتابية‬
‫املظروفة نسخة منها بامللف‪،‬‬
‫وبعد االستماع من جديد إلى ّ‬
‫املدعى عليه طبق القانون‪،‬‬

‫قررت املحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم األربعاء ‪ 19‬ديسمبر‬ ‫ّ‬
‫‪ ،2018‬وبها‪ ،‬وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي‪:‬‬

‫املحكــمة‪،‬‬

‫من جهة االختصاص ‪:‬‬


‫السيد (‪ )...‬بصفته رئيس دائرة ّ‬
‫ببلدية‬ ‫ضد ّ‬ ‫التصرف املاثلة رفعت ّ‬
‫ّ‬ ‫حيث ّإن ّ‬
‫الدعوى في أخطاء‬
‫(‪،)...‬‬

‫‪220‬‬
‫ّ‬
‫النيابية ‪-2005‬‬ ‫تم انتخابه كمستشار بلدي ّ‬
‫للمدة‬ ‫تبين ّأن ّ‬
‫املدعى عليه بصفته تلك قد ّ‬ ‫وحيث ّ‬
‫ّ‬
‫البلدية ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫البلدية ورئيسا للدائرة‬ ‫‪ّ 2010‬‬
‫وتم تعيينه ّ‬
‫بمقرر من رئيس املجلس البلدي ب(‪ )...‬كاهية رئيس‬

‫ينص الفصل ‪ 4‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق‬ ‫وحيث ّ‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬ ‫ّ‬ ‫التصرف التي ترتكب إ اء ّ‬
‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫بتحديد أخطاء‬
‫ز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي على أن‪'' :‬املوظف‬ ‫املحلية واملشاريع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو عون ّ‬
‫املحلية‪ ...‬الذي ثبت أنه ارتكب خطأ‬ ‫اإلدارية والجماعات العموم ّية‬ ‫ّ‬
‫العمومية‬ ‫الدولة واملؤسسات‬
‫ّ‬
‫بخطية ‪،''...‬‬ ‫تصرف يعاقب‬‫عدة أخطاء ّ‬ ‫أو ّ‬

‫مهامه ّ‬
‫ببلدية (‪)...‬‬ ‫املدعى عليه يباشر ّ‬‫الذكر‪ ،‬وملّا كان ثابتا ّأن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث إنه تطبيقا لألحكام سالفة‬
‫ّ‬
‫املوظف أو العون العمومي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فإن األخطاء التي قد‬ ‫كعضو منتخب من الشعب وليست له بالتالي صفة‬
‫املهام ال تندرج ضمن مجال اختصاص دائرة الزجر املالي‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ّ‬ ‫يكون اقترفها أثناء مباشرته لتلك‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه غير خاضع لقضاء هذه ّ‬ ‫يكون معه ّ‬
‫الدائرة‪ ،‬واتجه لذلك القضاء برفض الدعوى لعدم‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫ولهـذه األسبـاب‪،‬‬

‫قررت املحكمة ‪ :‬رفض ّ‬


‫الدعوى لعدم االختصاص‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة السيد الطاهر العلوي وعضوية السيدة كلثوم‬
‫مريبح والسادة لطفي ثائري وسامي بن علي‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2018‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫علياء براطلي املكي وكاتبة املحكمة ّ‬
‫السيدة ريم الجوينـي‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫القرارات القاضية برفض الدعوى شكال‬
‫القرار عدد ‪ 312‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2012‬في القضية عدد ‪ 312‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬
‫واملؤسسات الصغرى واملتوسطة ضد رئيس مدير عام‬ ‫املرفوعة من قبل وزير الصناعة والطاقة‬
‫منشأة عمومية‪.‬‬

‫تهم ّ‬
‫النظام العام ّ‬
‫ويتعين بالتالي على املحكمة‬ ‫‪ -‬النظر في سالمة اإلجراءات ّ‬
‫يعد من املسائل التي ّ‬
‫إثارتها من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫اسم ّ‬‫تتضمن عريضة الدعوى َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املدعى‬ ‫استقر فقه قضاء دائرة الزجر املالي على أنه يجب أن‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ومقره وما ُي ُ‬
‫نسب إليه من مآخذ ّ‬ ‫َ‬
‫ولقبه وصفته َّ‬ ‫عليه َ‬
‫بكل وضوح مع ذكر النصوص املوجبة للتتبع وأن هذه‬
‫يترتب عن اإلخالل بها ُ‬ ‫ّ‬ ‫شك ُل ّ‬‫ُ ّ‬
‫رفض الدعوى شكال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أساسية‬
‫ٍ‬ ‫مات‬
‫مقو ٍ‬ ‫التنصيصات ت‬

‫ّ‬
‫يختص وحده دون سواه بإثارة التتبع وما يترتب عن ذلك‬ ‫‪ -‬رافع الدعوى لدى دائرة الزجر املالي‬
‫مقوماته الجوهرية‪ ،‬دون تفويض تلك السلطة للغير وذلك اقتضاء‬ ‫لكل ّ‬‫من وجوب استيفاء هذا اإلجراء ّ‬
‫بأحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬في فصله التاسع‪ ،‬وترتيبا على ذلك فإن‬
‫صح َح ما‬
‫ما ورد بمكتوب اإلحالة الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي ليس كفيال بان ُي ّ‬
‫ِ‬
‫شاب مكتوب رفع الدعوى من إخالالت‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫بعد اإلطالع على مكتوب رفع الدعوى الصادر عن السيد وزير الصناعة والطاقة‬
‫الصغرى واملتوسطة‪ ،‬وتحت ختمه بتاريخ ‪ 1‬ديسمبر ‪ 2009‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة‬
‫ومضمن لديها تحت عدد ‪ ،23‬والرامي إلى ّ‬
‫تتبع الرئيس املدير العام لشركة (‪)...‬‬ ‫ّ‬ ‫الزجر املالي بنفس التاريخ‬
‫ّ‬
‫التصرف في حق الشركة املذكورة ‪ ،‬تمثل في إبرام صفقة‬ ‫ّ‬ ‫دون تحديد هويته من أجل اقترافه خطأ في‬
‫باالتفاق املباشر بمبلغ قدره ‪ 565‬ألف دينار دون إخضاعها إلجراءات الرقابة املسبقة على الصفقات‬
‫العمومية وذلك بناءا على تقرير تفقد لهيئة الرقابة العامة للمصالح العمومية الصادر في فيفري ‪،2009‬‬

‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي املدرج تحت عدد ‪ّ 2009/39‬‬
‫واملؤرخ في ‪4‬‬
‫ديسمبر ‪ 2009‬والذي نسب فيه املأخذ سالف الذكر إلى السيد (‪ )...‬بصفته الرئيس املدير العام لشركة‬
‫(‪ )...‬واملطلوب إحالته على الدائرة‪ ،‬والذي تولى بموجبه ترسيم القضية تحت العدد ّ‬
‫املبين بالطالع وإحالة‬
‫ّ‬
‫ملفها إلى رئيسة دائرة الزجر املالي ّ‬
‫للتعهد‪،‬‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪18‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪،2012‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫‪223‬‬
‫وعلى رأي وزير الصناعة امل ّ‬
‫ضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 40‬بتاريخ ‪ 07‬جوان ‪،2012‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 25‬د‪.‬ز‪.‬م بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪،2012‬‬ ‫وعلى رأي وزير املالية‬

‫‪30‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 34‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫ماي ‪،2012‬‬

‫الدفاع ّ‬ ‫ّ‬
‫مذكرة ّ‬
‫‪03‬‬ ‫املقدمة للمحكمة واملضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 52‬بتاريخ‬ ‫وعلى‬
‫ّ‬
‫جويلية ‪ 2012‬واملمضاة من قبل األستاذ محمد الفاضل بن عمران نيابة عن املدعى عليه‪،‬‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬


‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عدد‬
‫ّ‬ ‫‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات‬
‫املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2012‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫حضور ّ‬
‫املدعى عليه وتالوة القاض ي ّ‬
‫املقرر السيد حسين بالحاج مللخص من تقريرها‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى محامي ّ‬


‫املدعى عليه الذي دفع بعدم اختصاص دائرة الزجر املالي بصفة‬
‫أولية بخصوص هذه الدعوى وإن لم يكن كذلك فرفضها شكال للخلل الذي شاب إجراءاتها وإن لم يكن‬
‫وجه ّ‬
‫ملنوبه‪،‬‬ ‫كذلك فرفضها أصال لعدم صواب ما ّ‬

‫وبعد االستماع إلى ّ‬


‫املدعى عليه الذي نفى من ناحيته إتيانه أي فعل من شأنه أن يجعله ّ‬
‫محل‬
‫تتبع لدى املحكمة‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫نسخة منها بامللف وطالبت بعقاب ّ‬
‫املدعى عليه بما يتعين من الخطية‪،‬‬

‫إثر ذلك‪ ،‬حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم ‪ 30‬نوفمبر ‪،2012‬‬

‫‪224‬‬
‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬
‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقد آنف الذكر‪ ،‬تولى وزير الصناعة والطاقة‬ ‫حيث بناءا على ما انتهى إليه تقرير‬
‫ّ‬ ‫واملؤسسات الصغرى واملتوسطة‪ ،‬رفع دعوى في أخطاء ّ‬
‫تصرف في حق شركة اسمنت أم اإلكليل ترمي إلى‬ ‫ّ‬
‫تتبع الرئيس املدير العام للشركة املذكورة دون تحديد هويته‪،‬‬

‫وحيث استنادا إلى جدول املسؤولين الذين تداولوا على الشركة املدرج في تقرير التفقد املشار‬
‫إليه أعاله نسب مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي املأخذ ّ‬
‫محل التتبع إلى السيد (‪ )...‬بصفته الرئيس‬
‫املدير العام لشركة (‪ )...‬واعتبره املطلوب إحالته على الدائرة‪،‬‬

‫تهم ّ‬
‫النظام العام ّ‬
‫ويتعين بالتالي على‬ ‫وحيث أن النظر في سالمة اإلجراءات ّ‬
‫يعد من املسائل التي ّ‬
‫املحكمة إثارتها من تلقاء نفسها‪،‬‬

‫تفحص ملف القضية أن مكتوب رفع الدعوى املمض ى من قبل وزير النقل لم‬‫وحيث تبين عند ّ‬
‫ّ‬
‫يتضمن تحديدا لهوية العون ّ‬
‫محل التتبع‪،‬‬

‫وحيث أن الجدول الذي استند عليه مندوب الحكومة إلحالة ّ‬


‫املدعي عليه ال يحمل إمضاء رافع‬
‫الدعوى وال تحديد لهوية الشخص املراد تتبعه‪،‬‬

‫تتضمن عريضة الدعوى َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫اسم‬ ‫استقر فقه قضاء دائرة الزجر املالي على أنه يجب أن‬ ‫وحيث‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫نسب إليه من مآخذ ّ‬ ‫ومقره وما ُي ُ‬ ‫َ‬
‫ولقبه وصفته َّ‬ ‫املدعى عليه َ‬‫ّ‬
‫بكل وضوح مع ذكر النصوص املوجبة للتتبع‬
‫ّ‬
‫يترتب عن اإلخالل بها ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫شك ُل ّ‬ ‫ّ‬
‫رفض الدعوى شكال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أساسية‬
‫ٍ‬ ‫مات‬
‫مقو ٍ‬ ‫وأن هذه التنصيصات ت‬

‫ّ‬
‫يختص وحده دون سواه بإثارة التتبع وما يترتب عن‬ ‫وحيث أن رافع الدعوى لدى هذه املحكمة‬
‫مقوماته الجوهرية‪ ،‬دون تفويض تلك السلطة للغير وذلك‬ ‫لكل ّ‬‫ذلك من وجوب استيفاء هذا اإلجراء ّ‬
‫اقتضاء بأحكام القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬في فصله التاسع‪ ،‬وترتيبا على‬
‫ذلك فإن ما ورد بمكتوب اإلحالة الصادر عن مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي ليس كفيال بان‬
‫صح َح ما شاب مكتوب رفع الدعوى من إخالالت‪،‬‬
‫ُي ّ‬
‫ِ‬

‫‪225‬‬
‫لهذه األسباب‪،‬‬

‫ّ‬
‫قررت املحكمة رفض الدعوى شكال‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة الزجر املالي برئاسة ّ‬


‫السيد حبيب جاء باهلل وعضوية ّ‬
‫كل من السادة‬
‫إسماعيل مرابط والطاهر عمر املؤدب وعبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي‪.‬‬

‫وتم التصريح بالحكم بجلسـة يوم األربعاء ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2012‬بحضور مندوبة الحكومة ّ‬
‫السيدة‬ ‫ّ‬
‫نعيمة بوليلة وكاتب املحكمة ّ‬
‫السيد محمد املنزلي‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫قرارات القاضية بالحفظ‬
‫القرار عدد ‪ 424‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2019‬في القضية عدد ‪ 424‬تبعا للدعوى‬
‫املرفوعة من قبل وزيرالنقل ضد رئيس مديرعام منشأ عمومية‪.‬‬

‫‪-‬عدم ّ‬
‫التقيد بعدد الخطط املعلن عنها في إعالن املناظرة هو مخالفة ملبدأ الشفافية واملساواة‬
‫بين املترشحين‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -‬يشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة‪ ،‬لتحديد أخطاء التصرف مرجع‬
‫عرفها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط في خطأ‬ ‫نظر دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪.‬‬

‫‪ -‬وجود تالعب بنتائج مناظرة االنتداب من خالل إمضاء رئيس مصلحة األعوان والتكوين‬
‫للمؤسسة في املقام ّ‬
‫األول على محضر الجلسة على أن يتم الحقا إمضاؤه من طرف باقي أعضاء اللجنة‬
‫املعنية هذا املحضر يتعين إثباته من قبل ّ‬
‫اإلدعاء ‪ ،‬وفي غياب ذلك يعد هذا الخلل ّ‬
‫مجرد خلل إجرائي‪.‬‬

‫قرارفي الحفظ‬

‫ّ‬
‫إن رئيس دائرة الزجراملالي ‪:‬‬

‫بعد اإلطالع على مكتوب رفع الدعوى الصادر عن وزير النقل تحت ختمه بتاريخ ‪ 26‬ديسمبر‬
‫ّ‬
‫واملضمن لديها‬ ‫‪ 2012‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪2012‬‬
‫ّ‬
‫تحت عدد ‪ ،53‬واملتعلق بتتبع السيد (‪ )...‬بصفته رئيس مدير عام الشركة (‪ )...‬من أجل ارتكابه أخطاء في‬
‫حق الشركة املذكورة‪،‬‬‫التصرف في ّ‬
‫ّ‬

‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة املدرج تحت عدد ‪ 2013/12‬واملؤرخ في‪27‬فيفري ‪ 2013‬واملتعلق‬
‫بترسيم القضية لديه تحت العدد املبين بالطالع وإحالة ّ‬
‫ملفها إلى رئيس دائرة الزجر املالي ّ‬
‫للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيس دائرة الزجر املالي املؤرخ في ‪ 4‬أفريل ‪ 2013‬الصادر تحت عدد ‪42‬د‪.‬ز‪.‬م واملتعلق‬
‫بفتح تحقيق في القضية وتعيين السيدة سماح بن حمة ّ‬
‫مقررة لها‪،‬‬

‫ّ‬
‫واملضمن‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق الوارد على كتابة دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪2016‬‬
‫لديها تحت عدد ‪،47‬‬
‫وعلى إجابة وزير املالية عدد ‪ 801‬الصادرة تحت ختمه بتاريخ ‪ 16‬ديسمبر ‪،2019‬‬

‫‪228‬‬
‫وعلى ما يفيد إحالة تقرير ختم التحقيق على وزير النقل‪،‬‬

‫‪27‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 86‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬
‫ّ‬
‫ديسمبر ‪ 2019‬واملنتهية إلى املوافقة على مقترح حفظ القضية لنفس األسباب‪،‬‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫اإلعالمية واالتصاالت ‪:‬‬ ‫متصرف في الشبكات‬ ‫‪ - 1‬أخطاء متعلقة بمناظرة انتداب‬
‫التقيد بعدد الخطط املنصوص عليها بإعالن مناظرة انتداب متصرف في‬ ‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫أ‪-‬‬
‫الشبكات اإلعالمية (خطة واحدة) حيث تم التصريح بنجاح مترشحين‪.‬‬
‫ب‪ -‬قبول أربعة مترشحين والتصريح بنجاح اثنين منهم والحال أن ليس لديهم االختصاص‬
‫املطلوب ضمن إعالن املناظرة املذكورة‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ - 2‬أخطاء متعلقة بإعادة تصنيف إطارين خالفا ملقتضيات الفصل ‪ 32‬من النظام‬
‫األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرينعبر الطرقات وشركة املترو الخفيف‬
‫ملدينة تونس املصادق عليه باألمر عدد ‪ 1730‬لسنة ‪ 1999‬املؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪.1999‬‬

‫ّ‬
‫أخطاء متعلقة بمناظرة داخلية النتداب مراقبي استغالل بعنوان سنة ‪:2009‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عدم احترام الترتيب التفاضلي عند التصريح بنتائج املناظرة الداخلية النتداب ‪10‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫مراقبي استغالل‪،‬‬
‫ب‪ -‬إمضاء محضر جلسة التصريح بنتيجة املناظرة من قبل الرئيس املدير العام السيد (‪)...‬‬
‫فحسب‪،‬‬
‫ت‪ -‬عدم إعداد مقرر إلحداث لجنة املناظرة املذكورة‪.‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪20‬جويلية‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية‬
‫تم تنقيحه‬‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‪ ،‬وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬كما ّ‬
‫مؤرخ في ‪6‬جويلية‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪1988‬‬ ‫بالقانون ‪ 34‬لسنة ‪ّ 1987‬‬
‫مكرر منه الذي ينص‬‫والقانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2005‬وخاصة الفصل ‪ّ 15‬‬
‫ّ‬
‫على أنه "يمكن لرئيس دائرة الزجر املالي إذا لم يثبت التحقيق مسؤولية العون املعني باألمر أو لم تشكل‬
‫يقرر حفظ‬‫املقرر وعلى موافقة مندوب الحكومة أن ّ‬
‫األفعال املعيبة خطأ فادحا وبناء على اقتراح من ّ‬
‫القضية ويقع إبالغ قرار الحفظ من طرف مندوب الحكومة إلى املوظف أو املتصرف أو العون املعني‬
‫باألمر"‪،‬‬

‫‪229‬‬
‫وحيث ّ‬
‫تبين استنادا إلى ما انتهى إليه تقرير ختم التحقيق وملحوظات مندوب الحكومة ما يلي‪:‬‬

‫في املأخذ ّ‬
‫األول‬

‫في الفرع ّ‬
‫األول من املأخذ‬

‫حيث ُينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم ّ‬
‫التقيد بعدد الخطط املنصوص عليها بإعالن مناظرة انتداب‬
‫متصرف في الشبكات اإلعالمية واالتصاالت سنة ‪،2009‬‬

‫ّ‬
‫اإلعالمية‬ ‫ّ‬
‫متصرف في الشبكات‬ ‫وحيث ّ‬
‫تضمن إعالن املناظرة عن خطة واحدة بالنسبة النتداب‬
‫تبينه املالحق املرفقة لتقرير ّ‬
‫التفقد سند الدعوى‪،‬‬ ‫مثلما ّ‬

‫‪3‬‬ ‫وحيث ّ‬
‫تم اإلعالن عن نجاح مترشحين اثنين وفقا ملحضر جلسة لجنة املناظرة بتاريخ‬
‫نوفمبر ‪ 2009‬امللحقة بتقرير التفقد سند الدعوى‪،‬‬

‫وحيث أن عدم ّ‬
‫التقيد بعدد الخطط املعلن عنها في إعالن املناظرة هو مخالفة ملبدأ الشفافية‬
‫واملساواة بين املترشحين‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتضمن تقرير التفقد سند الدعوى مأخذ يتعلق بطريقة اختيار املترشح اإلضافي بل‬ ‫وحيث لم‬
‫صمت في هذا املجال‪،‬‬

‫وحيث حصلت قناعة لقاض ي التحقيق أن هذا اإلخالل كان تلبية للحاجة الطارئة واملستعجلة‬
‫إضافي نظرا للشروع في إنجاز مشروع نظام املساعدة على االستغالل عبر األقمار‬ ‫ّ‬ ‫النتداب إطار‬
‫االصطناعية في إطار اتفاقية أبرمتها وزارة النقل وجميع الشركات الجهوية للنقل وشركة اتصاالت تونس‬
‫تم إمضاؤها في ديسمبر ‪ 2009‬أي خالل نفس الفترة التي ّ‬
‫تم فيها إنجاز املناظرة‪،‬‬ ‫والتي ّ‬

‫ّ‬
‫وحيث بالرجوع إلى قرار وزير النقل عدد ‪ 4214‬بتاريخ ‪ 06‬جويلية ‪ 2009‬واملتعلق بعدد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعنية لم تتجاوز عدد االنتدابات املرخص فيها من طرف وزارة‬ ‫االنتدابات لسنة ‪ 2009‬ت ّبين ّأن الشركة‬
‫اإلشراف والبالغ عددها في املجمل ‪ 6‬إطارات بما في ذلك االختصاصات األخرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يترتب عن هذا االنتداب ضررا ّ‬ ‫ّ‬
‫املعنية باعتبار عدم تجاوز الخطط‬ ‫ماليا للشركة‬ ‫وحيث لم‬
‫ّ‬
‫املرخص فيها من قبل ُسلطة اإلشراف‪،‬‬

‫‪230‬‬
‫ّ‬
‫وحيث ُيشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة لتحديد أخطاء التصرف‬
‫مرجع نظر دائرة الزجر املالي كما عرفها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط في‬
‫خطأ التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪ ،‬وبالتالي وبناءا على ماسبق بسطه‪ ،‬ينتفي موجب‬
‫التتبع‪.‬‬

‫في الفرع الثاني من املأخذ‬

‫ّ‬ ‫حيث ُينسب إلى ّ‬


‫املدعي عليه التصريح بنجاح مترشحين في املناظرة املتعلقة بانتداب متصرف‬
‫في الشبكات اإلعالمية واالتصاالت بعنوان سنة ‪ 2009‬في حين ليس لديهم االختصاص املطلوب ضمن‬
‫إعالن املناظرة‪،‬‬

‫وحيث حصلت قناعة لدى قاض ي التحقيق أن تداخل االختصاصات الحديثة في مجال‬
‫االعالمية والشبكات وااللكترونيك استوجب التفاعل إيجابيا مع الترشحات ّ‬
‫املقدمة لألخذ بعين االعتبار‬
‫مقتضيات الخطط ّ‬
‫املعنية باالنتداب من خالل االطالع على بطاقات أعداد املترشحين للتحقق من توافق‬
‫يفسر قبول مترشحين مسجلين في سنة أولى ماجيستار اختصاص‬ ‫املواد املدروسة مع هذه الخطط وهو ما ّ‬
‫نظم االتصاالت والشبكات وذلك عمال بمقتضيات منشور الوزير األول عدد ‪ 38‬بتاريخ ‪ 25‬أوت ‪1997‬‬
‫حول املساهمات واإلشراف على املنشآت واملؤسسات العمومية الذي ّ‬
‫ينص على أن ملفات الترشح تحتوي‬
‫على شهائد املعني باألمر وخبراته السابقة وإنجازاته في ميدان النشاط املرتبط بالخطة املعنية باالنتداب‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتضمن تقرير التفقد سند الدعوى ما يثبت عدم اعتماد لجنة املناظرة نفس التمش ي‬ ‫وحيث لم‬
‫في تعاملها مع مختلف ملفات املترشحين بما ّ‬
‫يمس من مبدأ املساواة‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث اتضح من خالل االطالع على قائمة املترشحين لهذه املناظرة وشهائدهم العلمية املرفقة‬
‫بتقرير التفقد عدم وجود االختصاص املطلوب بصفة دقيقة كما ّ‬
‫تم ذكره في إعالن املناظرة أال وهو‬
‫متصرف في "الشبكات اإلعالمية واالتصاالت" من بين الشهائد العلمية لجميع املترشحين‪،‬‬‫ّ‬
‫تصرف لجنة االنتداب على النحو املذكور ال ينطوي على تقصير منها‬‫وحيث ثبت للتحقيق أن ّ‬
‫وال مخالفة للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل في مجال املناظرات‪،‬‬

‫وحيث الش يء بوثائق امللف يقيم الدليل على إلحاق ضرر مالي بالشركة املعنية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحيث يشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة‪ ،‬لتحديد أخطاء التصرف‬
‫عرفها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط في‬ ‫مرجع نظر دائرة الزجر املالي كما ّ‬
‫خطأ التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪ ،‬وبالتالي ينتفي موجب التتبع بخصوص هذا املأخذ‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫في املأخذ الثاني‬

‫حيث ُينسب إلى امل ّدعى عليه عدم التزامه بمقتضيات الفصل ‪ 32‬من النظام األساس ي الخاص‬
‫بأعوان الشركات العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس‬
‫املصادق عليه باألمر عدد ‪ 1730‬لسنة ‪ 1999‬املؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪1999‬عند إعادة تصنيف اإلطارين سليم‬
‫زعيتر ومهدي مقداد‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫ينص الفصل ‪ 32‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات العمومية للنقل البري‬
‫للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس املصادق عليه باألمر عدد ‪ 1730‬لسنة‬
‫املؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ 1999‬على أنه"يمكن أن تمنح لألعوان تسهيالت تكوين خارج الشركة لغرض‬‫‪ّ 1999‬‬
‫الحصول على شهادة لها عالقة بنشاط الشركة وحسب حاجياتها ويفض ي الحصول على هذه الشهادة إلى‬
‫إعادة تصنيف العون مهنيا"‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث أنه لم تتم مخالفة مقتضيات النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركة وعليه وبناء على‬
‫ما سبق بيانه فإن بات من الضروري حفظ هذا املأخذ لعدم قيامه واقعا‪.‬‬

‫في املأخذ الثالث‬

‫في الفرع األول من املأخذ‬

‫حيث ُينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم احترام الترتيب التفاضلي عند التصريح بنتائج املناظرة‬
‫الداخلية النتداب ‪ 10‬مراقبي استغالل‪،‬‬

‫وحيث أن الفقرة الثانية من الفصل ‪ 24‬من النظام األساس ي الخاص بأعوان الشركات‬
‫العمومية للنقل البري للمسافرين عبر الطرقات وشركة املترو الخفيف ملدينة تونس املصادق عليه باألمر‬
‫عدد ‪ 1730‬لسنة ‪ 1999‬املؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ّ 1999‬‬
‫ينص على " أنه ينتدب أعوان املراقبة ملصالح االستغالل‬
‫في حدود ‪ %65‬من الخطط الشاغرة عن طريق مناظرة داخلية و‪% 5‬عن طريق مناظرة خارجية و‪%30‬‬
‫عن طريق التسمية املباشرة ألعوان االستغالل األفضل ترتيبا في تسلسل خطتهم"‪،‬‬

‫وحيث ثبت للتحقيق أنه تم التصريح بنجاح ‪ 7‬أعوان األفضل ترتيبا باملناظرة الداخلية و‪3‬‬
‫أعوان عن طريق التسمية املباشرة بناءا على تقييم أنجزته لجنة ّ‬
‫متكونة من مدير االستغالل واملصالح‬
‫الفنية ومدير التخطيط ومراقبة التصرف ورئيس مصلحة األعوان والتكوين ارتكزت فيها على الجدارة‪،‬‬

‫‪232‬‬
‫وحيث ثبت للتحقيق من خالل االطالع على ترتيب املناظرة الداخلية احترام مقتضيات الفصل‬
‫‪ 24‬من النظام األساس ي حيث تم التصريح بنجاح ‪ 7‬أعوان األفضل ترتيبا خالل املناظرة‪،‬‬

‫وعليه وبناء على ما سبق بات من الضروري حفظ هذا املأخذ لعدم قيامه واقعا‪.‬‬

‫في الفرع الثاني من املأخذ‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه إمضاء محضر جلسة التصريح بنتيجة املناظرة من قبله فحسب‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث تأكد للتحقيق أن محضر الجلسة تم إعداده من طرف رئيس مصلحة األعوان والتكوين‬
‫بالنيابة عن مدير الشؤون اإلدارية واملالية وأنه أمضاه في املقام ّ‬
‫األول على أن يتم الحقا إمضاؤه من طرف‬
‫باقي أعضاء اللجنة‪،‬‬

‫وحيث لم يبين ّ‬
‫اإلدعاء وجود تالعب باملناظرة من خالل عدم إمضاء باقي أعضاء اللجنة على‬
‫محضر الجلسة‪،‬‬

‫وحيث تبعا ملا سبق بيانه يعد هذا الخلل مجرد خلل إجرائي لم يبين تقرير التفقد سند الدعوى‬
‫وجود تالعب بنتائج املناظرة تبعا لذلك‪،‬‬

‫وحيث لم يترتب عن هذا الخلل اإلجرائي ضرر ّ‬


‫مالي للشركة املعنية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحيث يشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة‪ ،‬لتحديد أخطاء التصرف‬
‫مرجع نظر دائرة الزجر املالي عمال بالفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط في خطأ‬
‫ّ‬
‫التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪ ،‬وعليه فإنه ينتفي موجب التتبع بهذا الخصوص‪.‬‬

‫في الفرع الثالث من املأخذ‬

‫وحيث ُينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه عدم إعداد ّ‬
‫مقرر إلحداث لجنة املناظرة التي أشرفت على املناظرة‬
‫الداخلية النتداب مراقبي استغالل سنة ‪،2009‬‬

‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه أن لجنة املناظرة تم تكوينها باملؤسسة منذ ‪ 29‬جوان ‪ 2000‬وأنها تجتمع‬
‫بصفة آلية عند وجود مناظرة‪،‬‬
‫‪233‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث لم يترتب عن اإلخالل اإلجرائي ضرر مالي للشركة‪ ،‬وعليه فإنه ينتفي موجب التتبع بهذا‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫لهذه األسباب‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫وعمال بأحكام الفصل ‪ّ 15‬‬


‫مكرر من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في‬
‫جويلية ‪ 1985‬كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص الالحقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫قررما يلي‪:‬‬

‫تحفظ القضية عدد ‪ 424‬املنشورة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬


‫ضد السيد (‪)...‬بصفته رئيس مدير‬
‫عام الشركة‪.‬‬

‫صدر هذا القرار بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2019‬عن رئيس دائرة الزجر املالي السيد نجيب القطاري‬
‫باقتراح من القاضية املقررة السيدة سماح بن حمى وموافقة مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي‬
‫السيدة علياء براطلي املكي‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫القرار عدد ‪ 425‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2019‬في القضيـة عدد ‪ 425‬تبعا للدعوى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫متصرف في الشبكات اإلعالميـة‬ ‫املرفوعة من قبل وزير النقل ضد أعضاء لجنة مناظرة انتداب‬
‫واالتصاالت‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن مسائلة أعضاء لجنة تنظيم مناظرة انتداب أعوان منشأة عمومية في حدود ما أوكل لها‬
‫من مهام‪.‬‬

‫ّ‬
‫التقيد بعدد الخطط املنصوص عليها بإعالن مناظرة االنتداب مساسا بمبدأ‬ ‫‪ -‬يع ّد عدم‬
‫الشفافية واملساواة‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ -‬يشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة‪ ،‬لتحديد أخطاء التصرف‬
‫بالنسبة إلى املنشأة العمومية كما عرفها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط‬
‫في خطأ التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪.‬‬

‫قرارفي الحفظ‬

‫ّ‬
‫إن رئيس دائرة الزجراملالي ‪:‬‬

‫ّ‬
‫‪26‬‬ ‫بعد االطالع على مكتوب رفع الدعوى الصادر عن وزير النقل تحت ختمه بتاريخ‬
‫ديسمبر ‪ 2012‬والوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪2012‬‬
‫تصرف في ّ‬
‫حق‬ ‫ّ‬
‫واملضمن لديها تحت عدد ‪ 53‬لتتبع األعوان الوارد ذكرهم أعاله من أجل ارتكابهم أخطاء ّ‬
‫الشركة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملؤرخ في‪ 27‬فيفري ‪2013‬واملتعلق بترسيم‬ ‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة عدد ‪2013/13‬‬
‫للتعهد وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬ ‫القضية لديه تحت العدد املبين بالطالع وإحالة ّ‬
‫ملفها إلى رئيس دائرة الزجر املالي ّ‬

‫وعلى قرار فتح التحقيق عدد‪ 43‬د‪.‬ز‪.‬م الصادر عن رئيس دائرة الزجر املالي وتحت ختمه ّ‬
‫واملؤرخ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملتعلق بتعيين السيدة سماح بن حمة ّ‬
‫القضية‪،‬‬ ‫مقررة في‬ ‫في ‪ 4‬أفريل ‪2013‬‬

‫ّ‬
‫واملضمن‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق الوارد على كتابة دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪2016‬‬
‫لديها تحت عدد ‪،48‬‬

‫وعلى إجابة وزير املالية عدد ‪ 801‬الصادرة تحت ختمه بتاريخ ‪ 16‬ديسمبر ‪،2019‬‬

‫‪235‬‬
‫وعلى ما يفيد إحالة تقرير ختم التحقيق على وزير النقل‪،‬‬

‫‪27‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 86‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫ّ‬
‫القضية لنفس األسباب‪،‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2019‬واملنتهية إلى املوافقة على مقترح حفظ‬

‫وحيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليهم ‪:‬‬

‫التقيد بعدد الخطط املنصوص عليها بإعالن مناظرة انتداب متصرف في الشبكات‬ ‫‪ -‬عدم ّ‬
‫اإلعالمية (خطة واحدة) حيث تم التصريح بنجاح مترشحين‪.‬‬
‫‪ -‬قبول أربع مترشحين والتصريح بنجاح اثنين منهم والحال أن ليس لديهم االختصاص املطلوب‬
‫ضمن إعالن املناظرة املذكورة‪.‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية‬
‫تم تنقيحه‬‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‪ ،‬وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬كما ّ‬
‫مؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان‬ ‫بالقانون ‪ 34‬لسنة ‪ّ 1987‬‬
‫‪ 1988‬والقانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2005‬وخاصة الفصل ‪ّ 15‬‬
‫مكرر منه الذي‬
‫ينص على أنه "يمكن لرئيس دائرة الزجر املالي إذا لم يثبت التحقيق مسؤولية العون املعني باألمر أو لم‬
‫املقرر وعلى موافقة مندوب الحكومة أن ّ‬ ‫تشكل األفعال املعيبة خطأ فادحا وبناء على اقتراح من ّ‬ ‫ّ‬
‫يقرر‬
‫حفظ القضية ويقع إبالغ قرار الحفظ من طرف مندوب الحكومة إلى املوظف أو املتصرف أو العون املعني‬
‫باألمر"‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين استنادا إلى ما انتهى إليه تقرير ختم التحقيق وملحوظات مندوب الحكومة ما يلي‬
‫‪:‬‬

‫في املأخذ األول‬

‫املدعى عليهم باعتبارهم أعضاء لجنة املناظرة عدم ّ‬


‫التقيد بعدد الخطط‬ ‫حيث ُينسب إلى ّ‬
‫املنصوص عليها بإعالن مناظرة انتداب متصرف في الشبكات اإلعالمية واالتصاالت سنة ‪ 2009‬حيث تم‬
‫اإلعالن على خطة واحدة ضمن ّ‬
‫نص املناظرة في حين تم التصريح بنجاح مترشحين‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحيث تأكد للتحقيق أن ذلك تم لتغطية حاجة جديدة طرأت بعد اإلعالن عن املناظرة‬
‫النتداب نظرا للشروع في إنجاز مشروع نظام املساعدة على االستغالل عبر األقمار االصطناعية في إطار‬

‫‪236‬‬
‫ديسمبر ‪2009‬‬ ‫اتفاقية أبرمتها وزارة النقل وجميع شركات النقل الجهوية وشركة اتصاالت تونس في‬
‫أي خالل نقس الفترة التي ّ‬
‫تم فيها إنجاز املناظرة‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫يعد التصرف على هذا النحو مساسا بمبدأ الشفافية واملساواة‪،‬‬

‫وحيث لم يتضمن تقرير التفقد سند الدعوى ما يقيم الدليل على أن فتح الترشح اإلضافي جعل‬
‫لتمييز مترشح بعينه‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين بالرجوع إلى قرار وزير النقل عدد ‪ 4214‬بتاريخ ‪ 06‬جويلية ‪ 2009‬واملتعلق بعدد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعنية لم تتجاوز عدد االنتدابات املرخص فيها من طرف وزارة‬ ‫االنتدابات لسنة ‪ 2009‬أن الشركة‬
‫اإلشراف والبالغ عددها في املجمل ‪ 6‬إطارات بما في ذلك االختصاصات األخرى‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يترتب عن ذلك ضررا ماليا للشركة ّ‬
‫املعنية باعتبار عدم تجاوز الخطط املرخص فيها‬ ‫وحيث لم‬
‫من سلطة اإلشراف‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث يشكل الضرر املالي عنصرا أساسيا إلى جانب عنصر املخالفة‪ ،‬لتحديد أخطاء التصرف‬
‫مرجع نظر دائرة الزجر املالي كما عرفها الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬الذي يشترط في‬
‫خطأ التصرف توافر العنصرين املذكورين متزامنين‪،‬‬

‫وبالتالي وبناءا على ماسبق بسطه‪ ،‬ينتفي موجب التتبع‪.‬‬

‫في املأخذ الثاني‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليهم باعتبارهم أعضاء لجنة مناظرة التصريح بنجاح مترشحين في‬
‫املناظرة املتعلقة بانتداب متصرف في الشبكات اإلعالمية واالتصاالت بعنوان سنة ‪ 2009‬في حين ليس‬
‫لديهم االختصاص املطلوب ضمن إعالن املناظرة‪،‬‬

‫وحيث تأكد للتحقيق أن لجنة املناظرة هي التي أشرفت على تنظيم املناظرة بما في ذلك ضبط‬
‫قائمة املقبولين وأنه ّ‬
‫تم انجازها بمختلف جوانبها النظرية والنفسية والتقنية باملركز الوطني لإلعالمية‪،‬‬

‫وحيث ثبت للتحقيق ّأن االختصاصات الحديثة في مجال اإلعالمية والشبكات واإللكترونيك‬
‫استوجب التفاعل إيجابيا مع الترشحات ّ‬
‫املقدمة‪،‬‬

‫‪237‬‬
‫وحيث ثبت للتحقيق أن لجنة املناظرة تثبتت من توافق املواد املدروسة مع الخطط وهو ما‬
‫يفسر قبول مترشحين مسجلين في سنة أولى ماجيستار اختصاص نظم االتصاالت والشبكات وذلك عمال‬ ‫ّ‬
‫بمقتضيات منشور الوزير األول عدد ‪ 38‬بتاريخ ‪ 25‬أوت ‪ 1997‬حول املساهمات واإلشراف على املنشآت‬
‫واملؤسسات العمومية الذي ّ‬
‫ينص على أن ملفات الترشح تحتوي على شهائد املعني باألمر وخبراته السابقة‬
‫وإنجازاته في ميدان النشاط املرتبط بالخطة املعنية باالنتداب‪،‬‬

‫ّ‬
‫يتضمن تقرير التفقد سند الدعوى ما يثبت عدم اعتماد لجنة املناظرة نفس التمش ي‬ ‫وحيث لم‬
‫في تعاملها مع مختلف ملفات املترشحين بما ّ‬
‫يمس من مبدأ املساواة‪،‬‬

‫وحيث اتضح للتحقيق من خالل االطالع على قائمة املترشحين لهذه املناظرة وشهائدهم‬
‫العلمية املرفقة بتقرير التفقد عدم وجود االختصاص املطلوب بصفة دقيقة كما ّ‬
‫تم ذكره في إعالن‬
‫ّ‬
‫متصرف في "الشبكات اإلعالمية واالتصاالت" من بين الشهائد العلمية لجميع املترشحين‪،‬‬ ‫املناظرة أال وهو‬

‫تصرف اللجنة على النحو املذكور ال ينطوي على تقصير منها وال مخالفة للقوانين‬‫وحيث يعتبر ّ‬
‫والتراتيب الجاري بها العمل في مجال املناظرات‪ ،‬وبالتالي ينتفي موجب التتبع في هذا املأخذ‪.‬‬

‫لهذه األسباب‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫مكرر من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬


‫املؤرخ في‬ ‫وعمال بأحكام الفصل ‪ّ 15‬‬
‫جويلية ‪ 1985‬كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص الالحقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫قررما يلي ‪:‬‬

‫ضد ّ‬
‫املدعى عليهم السادة والسيدات‬ ‫تحفظ القضية عدد ‪ 425‬املنشورة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬
‫ّ‬
‫متصرف في الشبكات اإلعالمية واالتصاالت بالشركة‪.‬‬ ‫(‪ )...‬بصفتهم أعضاء لجنة مناظرة انتداب‬

‫صدر هذا القرار بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2019‬عن رئيس دائرة الزجر املالي السيد نجيب القطاري‬
‫باقتراح من القاضية السيدة سماح بن حمى وموافقة مندوبة الحكومة لدى دائرة الزجر املالي السيدة‬
‫علياء براطلي املكي‪.‬‬
‫القرارعدد ‪ 302‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬جوان ‪ 2019‬تبعا للدعوى املرفوعة من قبل وزير التربية‬
‫ضد مديرمعهد ثانوي‪.‬‬ ‫والتكوين ّ‬

‫‪ -‬ال يؤاخذ العون العمومي عن الخطأ اإلجرائي إذا لم ينتج عنه ضرر مالي ثابت للمؤ ّسسة‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ -‬إعفاء ّ‬
‫املدعى عليه من مهامه كمدير معهد يمثل ظرفا من ظروف التخفيف ‪.‬‬

‫قرارفي الحفظ‬

‫ّ‬
‫إن رئيس دائرة الزجراملالي‪،‬‬

‫بعد اإلطالع على مكتوب وزير التربية والتكوين عدد ‪ 10995‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 2008‬الوارد على‬
‫كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ 2008‬واملضمن لديها تحت عدد ‪ ،9‬واملتعلق‬
‫برفع دعوى في ارتكاب أخطاء تصرف في حق معهد ابن خلدون ب(‪ )...‬ومعهد (‪ )...‬نسب اقترافها إلى ّ‬
‫املدعى‬
‫عليه السيد (‪ )...‬بصفته مديرا للمعهدين املذكورين‪ ،‬استنادا إلى تقرير بحث صادر عن التفقدية اإلدارية‬
‫واملالية لوزارة التربية والتكوين (خلية سليانة) تحت عدد ‪ 9‬بتاريخ ‪ 2‬جانفي ‪ 2008‬تمت اإلشارة فيه إلى‬
‫ّ‬
‫عدد من التجاوزات يشكل بعضها حسب التقرير أخطاء تصرف على معنى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬‬
‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات‬
‫العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‪،‬‬
‫وبإحداث دائرة الزجر املالي‪،‬‬

‫وعلى إحالة مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي املضمنة تحت عدد ‪ 2008/17‬واملؤرخة في‬
‫‪ 26‬ماي ‪ 2008‬واملتعلقة ترسيم القضية لديه تحت عدد ‪ ،302‬وإحالة ملفها إلى رئيس الدائرة للتعهد‪،‬‬

‫وعلى قرار ّ‬
‫السيد رئيس دائرة الزجر املالي عدد ‪ 61‬د‪.‬ز‪.‬م املؤرخ في ‪ 26‬جوان ‪ 2008‬واملتعلق فتح‬
‫مقرر كما تم تعديله بالقرار الصادر بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪ 2012‬تحت عدد‬ ‫تحقيق في القضية وتعيين قاض ّ‬
‫‪ 14‬د‪.‬ز‪.‬م املتعلق بتعويض القاض ي املقرر في القضية‪ ،‬والقرار الصادر بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2012‬تحت عدد‬
‫‪ 166‬د‪.‬ز‪.‬م‪ .‬والقاض ي بتعويض ّ‬
‫املقرر ثانية‪،‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 02‬بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪2014‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬
‫ّ‬
‫واملنتهي إلى اقتراح حفظ القضية لعدم ثبوت مسؤولية املدعى عليه فيما نسب إليه من أخطاء تصرف‪،‬‬
‫‪18‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 10‬بتاريخ‬
‫فيفري ‪ 2019‬واملنتهية إلى املوافقة على مقترح حفظ القضية لنفس األسباب‪،‬‬

‫وحيث ورد بمكتوب رفع الدعوى ّأنه ينسب إلى ّ‬


‫املدعى عليه ارتكاب أخطاء التصرف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدم التقيد باملواد املذكورة بالقائمة التقديرية ّ‬


‫للمزود الفائز باالستشارة لطلب أثمان‬
‫بعد موافقة مراقب املصاريف عليها‪،‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ -‬اقتناء سخان ماء وأكياس من اإلسمنت وكمية من الحديد بطريقة غير قانونية‪،‬‬
‫‪ -‬اإلمضاء على محاضر جلسات فرز العروض الخاصة بمعهد ابن خلدون سابقة للفترة‬
‫التي عين فيها لتسيير هذا املعهد‪،‬‬

‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد‬
‫أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية‬
‫تم تنقيحه‬‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها‪ ،‬وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬كما ّ‬
‫مؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ّ 1988‬‬
‫املؤرخ في ‪ 2‬جوان‬ ‫بالقانون ‪ 34‬لسنة ‪ّ 1987‬‬
‫‪ 1988‬والقانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2005‬وخاصة الفصل ‪ّ 15‬‬
‫مكرر منه الذي‬
‫ينص على أنه "يمكن لرئيس دائرة الزجر املالي إذا لم يثبت التحقيق مسؤولية العون املعني باألمر أو لم‬
‫املقرر وعلى موافقة مندوب الحكومة أن ّ‬ ‫تشكل األفعال املعيبة خطأ فادحا وبناء على اقتراح من ّ‬ ‫ّ‬
‫يقرر‬
‫حفظ القضية ويقع إبالغ قرار الحفظ من طرف مندوب الحكومة إلى املوظف أو املتصرف أو العون املعني‬
‫باألمر"‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين استنادا إلى ما انتهى إليه تقرير ختم التحقيق وملحوظات مندوب الحكومة ما يلي‪:‬‬

‫في املأخذ األول ‪:‬‬

‫حيث نسب للمدعى عليه عدم التقيد باملواد املذكورة بالقائمة التقديرية للمزود الفائز‬
‫بالصفقة بعد موافقة مراقب املصاريف عليها‪،‬‬

‫تعين توضيح وتصحيح ما ورد باملأخذ بالتأكيد على ّأن املوضوع ال يتعلق بصفقة‬ ‫وحيث ّ‬
‫عمومية وإنما باستشارة لدى ثالثة مصارف لبيع مواد البناء تتعلق بمشتريات ال تتجاوز قيمتها ‪ 3‬آالف‬
‫دينار‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحيث تتلخص الوقائع املتعلقة بهذا املأخذ في أن املدعى عليه‪ ،‬قام بطلب أسعار من ثالث‬
‫مزودين بهدف التزود بمواد ومعدات تتعلق بالبناء والكهرباء والنجارة وغيرها‪ ،‬واختار من بينهم األقل ثمنا‪،‬‬
‫وكانت قيمة عرضه حول قائمة املواد املزمع شراؤها بمبلغ ‪ 2.992‬د ‪ ،‬وعلى ضوء ذلك قام بإصدار اقتراح‬
‫تعهد بالنفقة (عدد ‪ 4‬بتاريخ ‪ 7‬ماي ‪ )2007‬وتحصل على تأشيرة مراقب املصاريف العمومية بتاريخ ‪15‬‬
‫ماي ‪ 2007‬غير أنه وأثناء الشروع في التزود الفعلي لم يلتزم بقائمة املواد التي تم التنافس حولها بين‬
‫العارضين حيث قام بتغيير ‪ 22‬فصال من أصل ‪ 49‬فصال من تلك املواد‪،‬‬

‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه بأن تحديد قائمة املشتريات يتم بصورة تقديرية من قبل املعنيين من‬
‫عملة الصيانة وأعوان املخابر وغيرهم حسب الحاجيات املتعارف عليها ويتم تفعيل املنافسة حول تلك‬

‫‪240‬‬
‫القائمة التقديرية ولكن خالل سنة التصرف قد تظهر بعض الحاجيات الفعلية امللحة التي تحتم تغيير‬
‫بعض املواد املوجودة بالقائمة والتي لم تظهر الحاجة إليها في اإلبان باملواد التي يحتاجها املعهد ولكن دائما‬
‫في حدود االعتمادات املتعهد بها‪،‬‬

‫وحيث ال خالف في أن التزود بمواد خارج القائمة املعروضة على مراقب املصاريف واملرفقة‬
‫يعد مخالفا للتراتيب واإلجراءات الجاري بها العمل وخاصة‬ ‫باقتراح التعهد املؤشر عليه من قبله ّ‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 88‬من مجلة املحاسبة العمومية التي تنص على أنه "ال يجوز عقد أي نفقة من نفقات‬
‫الدولة قبل الحصول على تأشيرة مصلحة مراقبة املصاريف العمومية ‪ "...‬وكذلك أحكام الفصل ‪ 2‬من‬
‫األمر عدد ‪ 1999‬لسنة ‪ 1989‬املؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1989‬واملتعلق بمراقبة املصاريف العمومية (تم‬
‫إلغاؤه وتعويضه باألمر عدد ‪ 2878‬لسنة ‪ 2012‬املؤرخ في ‪ 19‬نوفمبر ‪ )2012‬والتي تنص على أن "تخضع‬
‫وجوبا للتأشيرة املسبقة ملراقبة املصاريف العمومية املصاريف املحمولة على ميزانية الدولة واملوازين‬
‫امللحقة وموازين املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية والحسابات الخاصة للخزينة وأموال‬
‫املشاركة"‪،‬‬

‫وحيث ينص الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬على أنه "تعتبر أخطاء تصرف‬
‫ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية‪ ،‬كل عمل من نتيجته‬
‫التعهد بمصاريف يقع القيام بها بدون أن يقع من قبل التأشير على ذلك من مصلحة مراقبة املصاريف‬
‫العمومية ‪،"...‬‬

‫وحيث يستخلص مما سبق بيانه قيام مسؤولية ّ‬


‫املدعى عليه فيما نسب إليه ومخالفته لألحكام‬
‫القانونية املذكورة أعاله ولإلجراءات الجاري بها العمل‪ ،‬وإن كان ما قام به ناجم عن قلة درايته وخبرته‬
‫بالعمل اإلداري والتصرف املالي‪،‬‬

‫في املأخذ الثاني‬

‫حيث ينسب للمدعى عليه اقتناء سخان ماء وأكياس من اإلسمنت وكمية من الحديد بطريقة‬
‫غير قانونية‪،‬‬
‫وحيث تتلخص الوقائع املتعلقة بالجزء األول من املأخذ الثاني في قيام مدير املعهد بتاريخ ‪16‬‬
‫ماي ‪ 2007‬بالتزود بسخان ماء ذو سعة ‪ 11‬لتر بثمن قدره ‪ 386‬د دون السعي إلى الحصول على ‪ 3‬أسعار‬
‫تفعيال للمنافسة وبحثا عن أفضل العروض‪ ،‬ودون إصدار إذن بالتزود في الغرض ودون إخضاع عملية‬
‫الشراء إلى تأشيرة مراقب املصاريف العمومية‪،‬‬

‫‪241‬‬
‫وحيث أفاد ّ‬
‫املدعى عليه بأن حاجة أعوان املطبخ األكيدة للماء الساخن سواء لغسل األواني أو‬
‫حتم التزود بجهاز تسخين املاء‪ ،‬خاصة وأن االعتمادات‬ ‫لالستحمام‪ ،‬وإصرارهم على ذلك هو الذي ّ‬
‫املخصصة لذلك كانت متوفرة وأن املندوبية الجهوية للتعليم تصر على املطالبة بصرف ‪ 60‬باملائة من‬
‫امليزانية والتشجيع على توفير الضروريات املطلوبة تفاديا للتوتر مع العملة‪ ،‬وأن تعامله مع شركة التعمير‬
‫مباشرة فقد كان لعلمه بأنها تقدم أفضل العروض في هذا املجال‪،‬‬

‫وحيث أن الخطأ املنسوب للمدعى عليه في هذا املطعن ال يختلف عن الخطأ املشار إليه‬
‫باملطعن األول حيث ّ‬
‫تم التزود بجهاز تسخين املاء لدى شركة التعمير دون أن يكون مدرجا ضمن القائمة‬
‫املعروضة على مراقب املصاريف‪ ،‬وبالتالي يكون التكييف القانوني لهذا الخطأ وحكمه مطابقا ملا ورد‬
‫باملأخذ األول‪،‬‬

‫املدعى‬‫أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من هذا املأخذ فقد ورد بتقرير التفقد سند الدعوى‪ ،‬أن ّ‬
‫عليه قام بالتزود بستة أكياس من اإلسمنت و‪ 100‬كلغ من الحديد دون أن يتم اإلشهاد بتسلمها‪ ،‬وقد نفى‬
‫املدعى عليه صحة ما نسب إليه مؤكدا وجود وصل تسلم في الغرض موجود باملعهد أثناء إجراء أعمال‬ ‫ّ‬
‫التفقد‪ ،‬وأنه لم ُيسمح له بالبحث في امللفات املوجودة بإدارة معهد (‪ ،)...‬باعتبار مغادرته للمؤسسة‬
‫وإشرافه على معهد ابن خلدون‪ ،‬كما ّ‬
‫شدد على أن هذا اإلجراء يحرص عليه ّ‬
‫املزود أكثر من املؤسسة إبر ًاء‬
‫لذمته‪،‬‬

‫وحيث شهد بعض العملة باملعهد خالل البحث اإلداري التي أجرته وزارة التربية بأن كمية‬
‫الحديد واالسمنت قد استعملت في الغرض الذي تم التزود بها ألجله واملتمثل في إصالح وإعادة تهيئة شبكة‬
‫الصرف الصحي داخل املعهد‪،‬‬

‫وحيث ال يوجد دليل مادي قاطع على أن ّ‬


‫كمية الحديد واالسمنت لم يتم اإلشهاد بتسلمها من‬
‫قبل مدير املعهد‪ ،‬ال سيما وأن اإلشهاد بالتسلم يمكن أن يصدر عن أي موظف أو عون مكلف باملعهد‪،‬‬

‫عد خطأ تصرف على معنى القانون عدد ‪ 74‬لسنة‬ ‫وحيث أن عدم اإلشهاد بتسلم بضاعة ما ال ي ّ‬
‫‪ 1985‬فقد بات من الواجب ّرد هذا الجزء من املطعن الثاني وعدم قبوله‪.‬‬

‫في املأخذ الثالث‬

‫حيث ينسب للمدعى عليه اإلمضاء على محاضر جلسات فرز العروض الخاصة بمعهد ابن‬
‫خلدون والسابقة للفترة التي ُع ّين فيها لتسيير هذا املعهد‪،‬‬

‫‪242‬‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص بأن اإلدعاء بأنه قام بإمضاء محاضر جلسات فرز‬ ‫وحيث أفاد ّ‬
‫عروض بمعهد ابن خلدون بالوسالتية بينما كان مديرا ملعهد الوسالتية أي قبل تسلم مهامه رسميا باملعهد‬
‫املذكور أوال‪ ،‬هو "ادعاء غير صحيح ألن إمضاء تلك املحاضر تم بعد التحاقه بمعهد ابن خلدون ومباشرة‬
‫عمله فيه وكان عن حسن نية وبغاية عدم تعطيل دواليب العمل باملعهد"‪،‬‬

‫تم اإلطالع عليها‪ّ ،‬أن ّ‬


‫املدعى عليه انتقل‬ ‫تبين من خالل أعمال التحقيق والوثائق التي ّ‬‫وحيث قد ّ‬
‫للعمل من معهد الوسالتية إلى معهد ابن خلدون بالوسالتية في ‪ 2‬سبتمبر ‪ 2007‬وأنه بمجرد مباشرته‬
‫لعمله في املعهد املذكور عرض عليه إتمام إجراءات التزود ببعض املواد والتجهيزات الصحية في إطار طلب‬
‫أسعار من ثالثة مزودين‪ ،‬إذ سبق للجنة فتح العروض وفرزها أن أعدت محضرا في هذا الشأن مؤرخ في ‪7‬‬
‫املدعى عليه بإمضائه وإصدار إذن بالتزود على‬‫ماي ‪ 2007‬لم يتم إمضاؤه من قبل املدير السابق‪ ،‬وقام ّ‬
‫ضوئه ربحا للوقت وحتى ال تعاد جميع اإلجراءات من البداية‪،‬‬

‫وحيث ّأن األصل في الش يء حسن النية وبراءة الذمة‪ ،‬وأن ما قام به ّ‬
‫املدعى عليه يتنزل في سياق‬
‫استمرارية العمل اإلداري وال مخالفة فيه لإلجراءات والتراتيب الجاري بها العمل عدا عن اللبس الذي‬
‫تسبب فيه تعارض تاريخ مباشرته ملهامه باملعهد مع تاريخ محضر فرز العروض املشار إليه‪ ،‬وحيث ال‬ ‫ّ‬
‫يمكن اعتبار ذلك الفعل خطأ تصرف على معنى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ ،1985‬فقد أصبح بالتالي من‬
‫املتعين ّرد هذا املأخذ أيضا‪،‬‬

‫املدعى عليه من أفعال وقع إجمالها في مطاعن ثالثة‪،‬‬‫وحيث يستخلص مما سبق ّأن ما نسب إلى ّ‬
‫لم تتأكد صحتها إال في حالة واحدة ال خالف في وجاهتها من الناحية القانونية والعملية‪،‬‬
‫املدعى عليه عديم التجربة في شؤون التصرف اإلداري واملالي‪،‬‬ ‫وحيث ثبت من خالل التحري ّأن ّ‬
‫وأن تكوينه العلمي في اختصاص الحضارة واآلداب لم يساعده في هذا املجال‪ ،‬وأنه لم يتلق أي تأهيل أو‬
‫تكوين قبل تكليفه بإدارة معهد (‪ )...‬خالل سنتي ‪ 2005‬و‪ ،2006‬وتكليفه بإدارة معهد (‪ )...‬بداية من سبتمبر‬
‫‪ 2007‬وحتى ‪ 13‬سبتمبر ‪،2008‬‬

‫وحيث أن الخطأ املنسوب للمدعى عليه واملتمثل في عدم التقيد باملواد املذكورة بالقائمة‬
‫للمزود صاحب أفضل عرض بعد موافقة مراقب املصاريف عليها هو خطأ إجرائي ّبرره املعني‬‫التقديرية ّ‬
‫بمقتضيات وضروريات العمل داخل املؤسسة‪،‬‬

‫ّ‬
‫للمؤسسة املعنية‪ ،‬وأن مبلغ‬ ‫وحيث أن الخطأ اإلجرائي املشار إليه لم ينتج عنه ضرر مالي واضح‬
‫اقتراح التعهد الذي لم يتم االلتزام بالقائمة التقديرية املرفقة به غير جوهري (‪ 2.992‬د) وكذلك األمر‬
‫بالنسبة للمواد والتجهيزات التي تم التزود بها خارج القائمة (‪ 1.516‬د) ‪،‬‬

‫‪243‬‬
‫وحيث ّ‬
‫تبين أن وزارة التربية وعلى إثر البحث التحقيقي الذي تم إجراؤه من قبل تفقديتها‪ ،‬كانت‬
‫املدعى عليه بإعفائه من مهام إدارة معهد ابن خلدون‪ ،‬وإعادته ملباشرة‬‫قد اتخذت قرا ا إداريا في شأن ّ‬
‫ر‬
‫التدريس كأستاذ تعليم ثانوي أول للغة العربية باملدرسة اإلعدادية ب(‪،)...‬‬

‫لذا وبالنظرإلى جميع األسباب املذكورة‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫وعمال بأحكام الفصل ‪ّ 15‬‬


‫مكرر من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في‬
‫جويلية ‪ 1985‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص الالحقة‪.‬‬

‫ّ‬
‫تقررما يلي‪:‬‬

‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه السيد (‪ )...‬بصفته‬ ‫تحفظ القضية عدد ‪ 302‬املنشورة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬
‫مديرا ملعهد (‪.)...‬‬

‫صدر هذا القرار بتاريخ ‪ 18‬جوان ‪ 2019‬عن رئيس دائرة الزجر املالي السيد نجيب القطاري‬
‫باقتراح من القاض ي ّ‬
‫املقرر السيد فيصل ماني وموافقة مندوبة الحكومة السيدة علياء براطلي املكي‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫القرار عدد ‪ 292‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ 2016‬في القضية عدد ‪ 292‬تبعا للدعوى املرفوعة‬
‫من وزيرالتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ضد عميد كلية‪.‬‬

‫‪ -‬ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ غير ّ‬


‫محددة وتفقر إلى ما ّ‬
‫يؤيدها ولم ترتبط مباشرة‬
‫باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‪.‬‬

‫ّ‬ ‫صحة ما يعاب على ّ‬


‫‪ -‬ينتفي موجب التتبع لعدم ّ‬
‫املدعى عليه كما ينتفي أيضا باعتبار أنه ّتمت‬
‫تسوية الخلل وأثره املالي قبل رفع الدعوى‪.‬‬

‫‪ -‬ال يؤاخذ آمر الصرف من أجل التقصير في متابعة حركة املخزون خاصة فيما يتعلق‬
‫ّ‬
‫تبين ّأن املعني باألمر اتخذ اإلجراءات الالزمة إلرساء‬ ‫ّ‬
‫واملعدات إذا ما ّ‬ ‫بإجراءات االستالم والتسليم للمواد‬
‫تصرفه الشخص ي وليست من مسؤوليته‪.‬‬ ‫نظام لتالفي إخالالت ال تعود في األصل إلى ّ‬

‫قرارفي الحفظ‬

‫ّ‬
‫إن رئيس دائرة الزجراملالي‬

‫ّ‬
‫بعد اإلطالع على مكتوب السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا عدد ‪205‬‬
‫بتاريخ ‪ 06‬أكتوبر ‪ 2007‬الوارد على كتابة النيابة العمومية لدى دائرة الزجر املالي واملتعلق برفع دعوى في‬
‫ضد السيد (‪ )...‬بصفته عميدا لكلية (‪)...‬من أجل ما نسب إليه من ارتكاب تجاوزات من‬ ‫أخطاء التصرف ّ‬
‫شأنها أن تشكل أخطاء تصرف وذلك بناء على تقرير التفقد املؤرخ في ‪ 03‬أكتوبر ‪ 2007‬صادر عن‬
‫التفقدية العامة وذلك على معنى الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية‬
‫‪.1985‬‬

‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على إحالة مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي املؤرخ في ‪ 08‬أكتوبر ‪2007‬‬
‫واملتعلق بإدراج القضية تحت عدد ‪ 292‬وإحالة ملفها إلى السيدة رئيسة دائرة الزجر املالي للتعهد بها‪،‬‬

‫‪24‬‬ ‫وعلى قرار السيدة رئيسة دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 68‬د ز م بتاريخ‬
‫أكتوبر ‪ 2007‬واملتعلق بفتح تحقيق في القضية وتعيين القاض ي السيد حسين بن الحاج مسعود مقرر في‬
‫الغرض‪،‬‬

‫وعلى قرار السيد رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 101‬د ز م بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر‬
‫‪ 2013‬املتعلق بتعويض مقرر وتعيين القاض ي السيد جمال الدين خماخم إلجراء التحقيق‪،‬‬

‫‪245‬‬
‫وعلى قرار السيد رئيس دائرة الزجر املالي الصادر تحت عدد ‪ 23‬د‪.‬ز‪.‬م بتاريخ ‪ 21‬أفريل ‪2016‬‬
‫املتعلق بتعويض مقرر وتعيين القاض ي السيد زكرياء حمودة إلعداد مشروع قرار حفظ في القضية عدد‬
‫‪،292‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 104‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2013‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬
‫تصرف‪،‬‬ ‫ّ‬
‫القضية لعدم ثبوت مسؤولية املدعي عليه فيما نسب إليه من أخطاء ّ‬ ‫واملنتهي إلى اقتراح حفظ‬

‫‪20‬‬ ‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة تحت عدد ‪ 117‬بتاريخ‬ ‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة‬
‫ّ‬
‫القضية لنفس األسباب‪،‬‬ ‫ديسمبر ‪ 2013‬واملنتهية إلى املوافقة على مقترح حفظ‬

‫ّ‬
‫وحيث ورد بمكتوب رفع الدعوى أنه ينسب إلى املدعي عليه اقتراف أخطاء التصرف التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬التقصير في متابعة ومراقبة استخالص مساهمة الطلبة املالية في الحياة الجامعية طبقا‬
‫‪14‬‬ ‫ألحكام األمر عدد ‪ 1419‬املؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ 1995‬كما وقع تنقيحه باألمر عدد ‪ 1359‬املؤرخ في‬
‫تبين للتفقدية العامة‬‫جويلية ‪ 1997‬وسوء تنظيم للطريقة املتبعة في استخالص هذه املداخيل‪ ،‬حيث ّ‬
‫تعمد بعض األعوان املباشرين بمصلحة شؤون الدراسة‬ ‫لوزارة التعليم العالي والتكنولوجيا من ناحية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتصرف فيها‬ ‫والخاصة بتسديد معاليم التسجيل‬ ‫القيمية املتداولة في تلك الفترة‬ ‫التالعب بالقصاصات‬
‫الطلبة الذين لم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يسددوا‬ ‫بالتدليس‪ ،‬كما الحظت التفقدية املذكورة من ناحية أخرى وجود عدد كبير من‬
‫عادية دون أن ّتتخذ في شأنهم إدارة ّ‬
‫الكلية‬ ‫القسط الثاني من هذه املعاليم وهم يواصلون دراستهم بصفة ّ‬
‫ماليا فادحا ملوارد ّ‬
‫الكلية‪.‬‬ ‫مما ألحق ضررا ّ‬‫أي إجراء ّ‬ ‫ّ‬
‫تقيد إدارة الكلية بأحكام الفصل الثاني جديد من األمر عدد ‪ 1359‬لسنة ‪ 1997‬املؤرخ‬ ‫‪ -2‬عدم ّ‬
‫في ‪ 14‬جويلية ‪ 1997‬بخصوص اعتماد مبالغ مساهمة الطلبة املالية في الحياة الجامعية بالنسبة للمرحلة‬
‫ّ‬
‫املمتدة من ‪ 2002‬إلى غاية ‪.2006‬‬ ‫الثالثة وذلك خالل الفترة‬
‫‪ -3‬سوء التصرف في املمتلكات وذلك بعدم تدوين عمليات االستالم والتسليم أو االستعمال‬
‫للمواد والتجهيزات ذات الصبغة الدائمة وعدم إجراء الجرد السنوي وعدم مسك الدفاتر القانونية‬
‫املعدة للغرض‪ ،‬مخالفا بذلك ما تقتضيه مجلة املحاسبة العمومية في فصولها ‪ 213‬و‪ 214‬و‪ 253‬و‪254‬‬ ‫ّ‬
‫من وجوب مسك حسابية املواد وما تقتضيه كذلك التعليمات ّ‬
‫العامة لوزير املالية عدد ‪ 186‬بتاريخ ‪02‬‬
‫أوت ‪.1975‬‬
‫ّ‬
‫وبعد اإلطالع على القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املتعلق بتحديد‬
‫أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية‬
‫واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي‪ ،‬كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه‬
‫بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬والقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ ‪ 2‬جوان‬

‫‪246‬‬
‫‪ 1988‬والقانون عدد ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2005‬وخاصة الفصل ‪ّ 15‬‬
‫مكرر منه الذي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ينص على أنه "يمكن لرئيس دائرة الزجر املالي إذا لم يثبت التحقيق مسؤولية العون املعني باألمر أو لم‬
‫قرر وعلى موافقة مندوب الحكومة أن ّ‬
‫يقرر‬ ‫تشكل األفعال املعيبة خطأ فادحا وبناء على اقتراح من امل ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتصرف أو العون املعني‬ ‫القضية ويقع إبالغ قرار الحفظ من طرف مندوب الحكومة إلى املوظف أو‬ ‫حفظ‬
‫باألمر"‪،‬‬

‫وحيث ّ‬
‫تبين استنادا إلى ما انتهى إليه تقرير ختم التحقيق وملحوظات مندوب الحكومة ما يلي‪:‬‬

‫ّ‬ ‫في املأخذين ّ‬


‫األول والثاني‬

‫حيث ينسب إلى ّ‬


‫املدعي عليه التقصير في متابعة ومراقبة استخالص مساهمة الطلبة املالية في‬
‫الحياة الجامعية طبقا ألحكام األمر عدد ‪ 1419‬املؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ 1995‬كما وقع تنقيحه باألمر عدد‬
‫مما ألحق‬‫‪ 1359‬املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 1997‬وسوء تنظيم للطريقة املتبعة في استخالص هذه املداخيل ّ‬
‫ضررا ماليا فادحا ملوارد ّ‬
‫الكلية‪،‬‬

‫ّ‬
‫اإلدعاء بهذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد آنف الذكر من ّأن البحث‬
‫وحيث استند ّ‬
‫املجرى في هذا الخصوص أسفر عن إبراز جملة من اإلخالالت ذكر منها بالخصوص‪:‬‬

‫‪ -‬سوء تنظيم العمل بمصلحة شؤون الدراسة سواء من حيث تحديد املهام الفعلية ّ‬
‫لكل عون‬
‫أو من حيث مسك ومتابعة ملفات الطلبة‪ .‬إذ تبين للتفقدية أن عديد ّ‬
‫امللفات ّ‬
‫تم تركها في أماكن مختلفة‬
‫مما نتج عنه عدم وجود عديد امللفات عند‬ ‫ّ‬
‫املخصصة لها ّ‬ ‫دون الحرص على حفظها وتنظيمها بالخزائن‬
‫إجراء البحث حسب القائمات اإلسمية للطلبة املرسمين بالكلية خالل السنة الجامعية ‪2006/2005‬‬
‫ّ‬
‫واملقدمة من قبل مصلحة اإلعالمية‪،‬‬
‫ّ‬
‫القيمية املتعلقة بدفع القسط الثاني من معلوم التسجيل لسنوات‬ ‫‪ -‬وجود عديد القصاصات‬
‫جامعية سابقة مهملة داخل بعض املكاتب املوجودة بمصلحة شؤون الدراسة دون حفظها بملفات‬ ‫ّ‬
‫الطلبة‪،‬‬

‫‪ -‬عدم وجود تنسيق بين مصلحة شؤون الدراسة ومصلحة اإلعالمية خاصة فيما يتعلق بعدد‬
‫الطلبة املرسمين سنويا وعدد الطلبة الذين لم يدفعوا القسط الثاني من معلوم التسجيل‪ .‬كما أشار‬
‫التقرير خاصة إلى التقصير في متابعة ومراقبة عملية استخالص مساهمة الطلبة املالية في الحياة‬
‫الجامعية طبقا ألحكام األمر عدد ‪ 1495‬املؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ 1995‬الذي ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه باألمر عدد‬
‫وتم التأكيد على قيام بعض األعوان املباشرين بمصلحة شؤون‬ ‫‪ 1359‬املؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ّ .1997‬‬

‫‪247‬‬
‫الدراسة بالتالعب بالقصاصات القيمية املتداولة في تلك الفترة والخاصة بتسديد هذه املعاليم والتصرف‬
‫فيها بالتدليس‪،‬‬

‫يسددوا القسط الثاني من‬‫تم التأكيد أيضا على وجود عدد كبير من الطلبة الذين لم ّ‬ ‫كما ّ‬
‫معلوم التسجيل منذ السنة الجامعية ‪ 2003-2002‬وقد ارتفعت هذه املبالغ حسب تقرير التفقد ما قدره‬
‫‪ 62.420‬دينارا في السنة الجامعية ‪ 2003-2002‬ومبلغ ‪ 60.995‬دينارا في السنة الجامعية ‪2004-2003‬‬
‫ومبلغ ‪ 60.880‬دينار في السنة الجامعية ‪ 2005-2004‬ومبلغ ‪ 174.000‬دينار بالنسبة في السنة الجامعية‬
‫‪ 2006-2005‬ليكون بذلك املجموع بالنسبة إلى السنوات من ‪ 2003/2002‬إلى ‪ 2006/2005‬ما قدره‬
‫‪ 358.295‬دينار‪ .‬لقد ّ‬
‫تم في امللحق عدد ‪ 2‬من التقرير إدراج ‪ 6‬شهادات لطلبة تتعلق بتالعب بعض األعوان‬
‫ّ‬
‫القيمية‪،‬‬ ‫بالقصاصات‬

‫تقيد إدارة الكلية بأحكام الفصل الثاني من األمر عدد ‪ 1359‬لسنة ‪ 1997‬بخصوص‬ ‫‪ -‬عدم ّ‬
‫مبالغ مساهمة الطلبة املالية في الحياة الجامعية بالنسبة إلى املرحلة الثالثة خالل الفترة ‪2006-2002‬‬
‫انجر عنه حرمان ّ‬
‫املؤسسة للفترة املعنية بمبلغ قدره ‪ 13.495‬دينارا‪،‬‬ ‫مما ّ‬‫ّ‬

‫وحيث اعتبرت الوزارة ّأن هذه األعمال ألحقت ضررا ماليا فادحا مليزانية الكلية وهو ما يشكل‬
‫األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪20‬‬ ‫حسب تقديرها خطأ تصرف على معنى الفصل ّ‬
‫جويلية ‪،1985‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث أفاد ّ‬


‫املدعى عليه بخصوص ما نسب إليه في هذا املجال أنه ّتمت تسميته رسميا في هذه‬
‫غرة ماي ‪ 2005‬باألمر عدد ‪ 2443‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 2005‬ولذلك‬ ‫الوظيفة ابتداء من ّ‬
‫ينفي مسؤوليته عن اإلخالالت املثارة من قبل تقرير التفقد للفترة السابقة ّ‬
‫لتحمله مسؤولية العمادة أي‬
‫غرة ماي ‪ 2005‬علما ّ‬
‫بأن مسؤولية العون‬ ‫من سنة ‪ 2002‬إلى تاريخ تعيينه لتحمل مسؤولية العمادة أي ّ‬
‫العمومي تسري انطالقا من تاريخ مباشرته ملهامه‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬


‫املدعى عليه هو الذي تفطن بعملية التالعب باألموال وقام بداية من شهر سبتمبر‬
‫ّ‬
‫اإلداريين رفع على إثرها األمر ّ‬
‫للسيدة رئيسة‬ ‫‪ 2005‬بالقيام ببحث في املوضوع ّأدى إلى ضبط مجموعة من‬
‫ّ‬
‫وللسيد وزير التعليم العالي بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪2005‬‬ ‫الجامعة عن طريق مراسلة بتاريخ ‪ 05‬سبتمبر ‪2005‬‬
‫تم فعال إيقاف وإبعاد عدد من‬ ‫إلعالمهما باإلخالالت طالبا إيقافهم عن العمل والتحقيق معهم‪ .‬وقد ّ‬
‫ّ‬
‫اإلداريين‪ .‬فقد أنهي إلحاق السيد (‪ )...‬لدى وزارة التعليم العالي بمقتض ى قرار السيد وزير التربية والتكوين‬
‫تم تسليط عقوبة النقلة الوجوبية مع تغيير اإلقامة على السيد (‪ )...‬من كلية‬ ‫بتاريخ ‪ 07‬فيفري ‪ .2006‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫والتحفظ في العمل‬ ‫العامة (‪ )...‬ابتداء من ‪ 06‬مارس ‪ 2006‬من أجل اإلخالل بواجب األمانة‬ ‫(‪ )...‬إلى اإلدارة ّ‬
‫بالتحيل والتالعب باألموال العمومية وذلك بقرار نقلة وجوبية مع تغيير اإلقامة لوزير التعليم العالي ّ‬
‫مؤرخ‬ ‫ّ‬

‫‪248‬‬
‫وتم نفس اإلجراء لنفس األسباب للسيد (‪ )...‬الذي نقل وجوبيا مع تغيير اإلقامة‬ ‫في ‪ 27‬فيفري ‪ّ .2006‬‬
‫بمقتض ى قرار السيد وزير التعليم العالي من كلية العلوم للرياضيات والفيزياء والطبيعيات بتونس إلى‬
‫املعهد العالي للمحاسبة والتجارة ببنزرت‪ .‬وشمل نفس اإلجراء أيضا ولنفس األسباب السيد (‪ )...‬الذي نقل‬
‫مقر اإلقامة بمقتض ى قرار السيد وزير التعليم العالي ّ‬
‫مؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2006‬من كلية‬ ‫وجوبيا مع تغيير ّ‬
‫العلوم للرياضيات والفيزياء والطبيعيات بتونس إلى املعهد العالي للدراسات التكنولوجية ببنزرت‪،‬‬

‫‪19‬‬ ‫وحيث ّأن ّ‬


‫املدعى عليه أعلم السيد (‪ )...‬وزير التعليم العالي بمكتوب مؤرخ في‬
‫"بكل لطف وإلحاح التفضل بتعيين فريق‬ ‫ّ‬
‫القيمية طالبا ّ‬ ‫سبتمبر ‪ 2005‬بعمليات التالعب بالقصاصات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخاصة ّ‬
‫التثبت في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتولى ّ‬
‫جل امللفات القديمة التي قد تحتوي على عدة مفاجآت"‪،‬‬ ‫تفقد بعض املصالح‬

‫املدعى عليه فيما يتعلق بتطبيق أحكام الفصل ‪ 2‬من األمر عدد ‪ 1359‬لسنة ‪1997‬‬ ‫وحيث نفى ّ‬
‫بخصوص اعتماد مبالغ مساهمة الطلبة املالية في الحياة الجامعية للمرحلة الثالثة‪ ،‬مسؤوليته بالنسبة‬
‫ّ‬
‫لإلخالالت في هذا املوضوع من الفترة ‪ 2002‬إلى ‪ 2005‬مؤكدا على ّأنه شرع في تطبيق أحكام األمر املذكور‬
‫التفقد لم ّ‬
‫يفصل‬ ‫ّ‬ ‫انطالقا من السنة الجامعية ‪ 2006‬وقامت اإلدارة بإصالح األخطاء علما ّ‬
‫بأن تقرير‬
‫مما يحول‬‫املسددة حسب السنوات الجامعية ّ‬ ‫ّ‬ ‫النقص الناجم عن الفرق بين املعاليم املستوجبة وتلك‬
‫تحمل فيها ّ‬
‫املدعى عليه مسؤولية عمادة الكلية‬ ‫دون تحديد اإلخالالت في هذا املجال املتعلقة بالفترة التي ّ‬
‫املدعى عليه عمال بمبدأ عبء اإلثبات محمول على القائم ّ‬
‫بالدعوى‪،‬‬ ‫وهو ما ّيتجه إلى اعتماد إجابة ّ‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّأن الوثيقة عدد ‪ 8‬املصاحبة إلجابة ّ‬


‫املدعى عليه واملمض ى عليها من قبل املحاسب تؤكد‬
‫تطورا ّ‬
‫هاما حيث‬ ‫ما جاء بأقواله أثناء التحقيق باعتبار ّأنه ّ‬
‫يتبين منها ّأن املوارد املنجزة للكلية شهدت ّ‬
‫ارتفعت من ‪ 82.500،613‬دينارا سنة ‪ 2005‬إلى ‪ 1420.007،450‬دينارا سنة ‪ 2006‬ليتراجع إلى‬
‫ليتطور إلى ‪ 966.141،100‬دينارا سنة ‪،2010‬‬‫ّ‬ ‫‪ 854.867،005‬دينارا سنة ‪ّ 2007‬‬
‫ثم‬

‫التتبع في هذا املأخذ باعتبار عدم ّ‬


‫صحة ما‬ ‫وحيث انه وبناءا على ماسبق بسطه‪ ،‬ينتفي موجب ّ‬
‫الدعوى‪،‬‬ ‫املدعى عليه‪ .‬كما ينتفي أيضا باعتبار ّأنه ّ‬
‫تم تفادي الخطأ وأثره املالي قبل رفع ّ‬ ‫يعاب على ّ‬

‫في املأخذ الثالث‬

‫للمدعى عليه سوء التصرف في املمتلكات وذلك بعدم تدوين عمليات االستالم‬ ‫حيث نسب ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمواد والتجهيزات ذات الصبغة الدائمة وعدم إجراء الجرد السنوي وعدم مسك‬ ‫والتسليم أو االستعمال‬
‫ّ‬ ‫الدفاتر القانونية ّ‬
‫املعدة للغرض مخالفا بذلك أحكام مجلة املحاسبة العمومية في فصولها ‪ 213‬و‪214‬‬
‫و‪ 253‬و‪ 254‬وما تقتضيه كذلك التعليمات العامة لوزارة املالية عدد ‪ 186‬املؤرخة في ‪ 02‬أوت ‪1975‬‬
‫املتعلقة بكيفية مسك حسابية املواد املنقولة وغير املنقولة التابعة ّ‬
‫للدولة‪،‬‬

‫‪249‬‬
‫تضمن مالحظات إخالالت‬ ‫وحيث استند ّ‬
‫اإلدعاء بهذا الخصوص إلى ما جاء بتقرير التفقد الذي ّ‬
‫خاصة فيما يتعلق بإجراءات االستالم‬ ‫ّ‬ ‫شابت طريقة تسجيل املمتلكات أو متابعة حركة مخزوناتها‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫واملعدات إضافة إلى غياب مصلحة مركزية تتولى تسلم وقبول التجهيزات واملعدات التي‬ ‫والتسليم للمواد‬
‫ّ‬ ‫يتم شراؤها ّ‬ ‫ّ‬
‫سنويا بكميات وافرة حيث أن كل قسم أو مخبر يتولى بنفسه القيام بهذه العملية بالنسبة‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى املعدات التي ّ‬
‫بكل دقة‬ ‫تخصه وغياب إجراءات واضحة تمكن من تحديد وجهة املعدات والتجهيزات‬
‫ومعرفة املسؤولين عن استعمالها أو حفظها وعدم تضمين رقم الجرد في خصوص بعض التجهيزات‬
‫مؤيدا مالحظاته بنسخ من دفتر حسابية املواد‬ ‫املشتراة سواء بوثائق الشراء أو على التجهيزات نفسها ّ‬
‫املنقولة وغير املنقولة‪،‬‬

‫الدعوى على أساسه لم يشر إلى مسألة مسك ّ‬


‫الدفاتر‬ ‫وحيث ّأن تقرير التفقد الذي ّ‬
‫تم رفع ّ‬
‫القانونية أو عدم القيام بعملية الجرد السنوية مثلما جاء بوثيقة رفع الدعوى املؤرخة في ‪ 06‬أكتوبر‬
‫يتم تبريره ال واقعا وال‬ ‫يتم تقديم اإلثباتات ملا نسب إلى ّ‬
‫املدعى عليه في هذا الخصوص ولم ّ‬ ‫‪ 2007‬ولم ّ‬
‫الدعوى بخصوص هذه‬ ‫يتعين معه ّرد ّ‬ ‫بأن عبء اإلثبات محمول على القائم ّ‬
‫بالدعوى وهو ما ّ‬ ‫قانونا علما ّ‬
‫النقطة‪،‬‬

‫ّ‬ ‫وحيث ّأن ّ‬


‫املؤيدات املصاحبة لتقرير التفقد بامللحق عدد ‪ 4‬املتعلقة باإلخالالت التي شابت‬
‫طريقة تسجيل املمتلكات أو متابعة حركة مخزونها ّ‬
‫خاصة فيما يتعلق بإجراءات االستالم والتسليم للمواد‬
‫ّ‬
‫واملعدات‪ ،‬شملت في أغلبها الفترة املتراوحة بين فيفري ‪ 1997‬و‪ 7‬أفريل ‪ 2003‬وبعض العمليات املتعلقة‬
‫يحمل ّ‬
‫املدعى عليه مسؤولية‬ ‫بالفترة من ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2006‬إلى ‪ 07‬جانفي ‪ 2007‬وهو ما من شأنه أن ّ‬
‫جلها خارج نطاق مسؤولياته‪ ،‬علما ّ‬
‫بأن ّ‬ ‫ّ‬
‫املدعى عليه استظهر بامللحقات ‪ 4‬و‪ 5‬إلجابته‬ ‫إخالالت وقعت في‬
‫عن أسئلة قاض ي التحقيق بدائرة الزجر املالي بجرد لعمليات متابعة حركات املخزون للمواد والتجهيزات‬
‫لسنة ‪ 2010‬تحترم فيها اإلجراءات املعمول بها‪،‬‬

‫‪14‬‬ ‫وحيث ّبين ّ‬


‫املدعى عليه كذلك في إجابته عن تقرير التفقد باملكتوب املؤرخ في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيفري ‪ّ 2007‬أن ّ‬
‫الكلية دأبت على أن يتولى مدير القسم واألستاذ املعني بعملية التسلم مباشرة لبعض‬
‫التجهيزات التي ّ‬
‫يتم اقتناؤها سواء من داخل الجمهورية أو من الخارج عن طريق املركز الوطني البيداغوجي‬
‫فتوضع في أماكنها وتشغل ويقع إمضاء وصل التسلم والضمان بحضور املسؤول عن املغازة الذي ّ‬
‫يخصها‬
‫تعدد الشراءات وكثرة األقسام واملخابر ووحدات البحث وكذلك نظرا إلى‬ ‫برقم جرد وذلك نظرا إلى ّ‬
‫تبين ّأن الكلية تفتقر إلى أعوان مختصين‬‫خصوصية املعدات من حيث تقنياتها وحجمها أحيانا‪ .‬كما ّ‬
‫قادرين ال فقط على مسك حسابية مضبوطة في املعدات بل على القيام دوريا بجرد كامل‪،‬‬

‫‪250‬‬
‫بأن الخطط الوظيفية التي ضبطتها الوزارة‬ ‫وحيث ّأكد ّ‬
‫املدعى عليه في إجابته عن تقرير التفقد ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫في االجتماع الذي التأم تحت إشراف الوزير يوم ‪ 14‬جانفي ‪ 2006‬لم ّ‬
‫يتم تسديد إال خطة واحدة منها ولم‬
‫يتم استيعاب بقية الخطط وهو ما لم يساعد على ّ‬
‫فك الضغوط اإلدارية امللقاة على كاهل العميد والكاتب‬ ‫ّ‬
‫مؤسسة جامعية ّ‬
‫كل منها على حده وبالتالي ال يمكن‬ ‫العام‪ .‬كما ّبين ّأن األقسام ّ‬
‫املكونة للكلية هي عبارة عن ّ‬
‫أن تكون الخدمات اإلدارية في املستوى املرجو ما دام مدير القسم يعمل لوحده دون سند إداري كفء‪.‬‬
‫كما أشار إلى ّأن ّ‬
‫كل هذه النقائص ّتمت املطالبة بمعالجتها عبر مراسالت ّ‬
‫عدة إلى الجامعة والوزارة سنتي‬
‫‪ 2006‬و‪ .2007‬وهي معلومات لم ّ‬
‫يفندها تقرير الرقابة‪،‬‬

‫املدعى عليه عند التحقيق بدائرة الزجر املالي بخصوص هذا املأخذ أنه ّأول من‬ ‫وحيث أضاف ّ‬
‫ّ‬
‫تفطن لهذه النقائص بداية من شهر سبتمبر ‪ 2005‬وقام بتوفير العنصر البشري املسؤول للقيام بجرد‬
‫مكلف ّ‬‫ّ‬ ‫لكل ّ‬ ‫عام ّ‬ ‫ّ‬
‫بالسهر‬ ‫املواد والتجهيزات وتخصيص فضاءين مختلفين يشرف عليهما إداريان وهما (‪)...‬‬
‫الخاصة باملخابر ووحدات البحث التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتم‬ ‫على خزن وتوزيع التجهيزات العلمية الثقيلة وتدوين املشتريات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة بتخزين وتوزيع‬ ‫والسيد (‪ )...‬مكلف باملغازة‬ ‫الخاصة بها ( العنوان الثاني)‬ ‫شراؤها من امليزانيات‬
‫املواد الخصوصية التعليمية منها الحبر والورق والتجهيزات اإلعالمية الخفيفة وآالت الكتابة وغيرها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫كال من هاتين اإلدارتين تعمل بانتظام وانضباط وشفافية مطلقة بداية من ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫األيام األولى لتقلده‬ ‫وأفاد بأن‬
‫ّ‬ ‫املدعى عليه ّأن ّ‬ ‫ّ‬
‫عامة‪ .‬وأكد ّ‬‫مسؤولية العمادة واإلدارة بصفة ّ‬
‫كل ما ذكر في تقرير التفقد بهذا الشأن هو‬
‫خارج عن مسؤوليته‪،‬‬

‫وحيث يمكن اعتبار النقائص املثارة في تقرير التفقد حول هذه املسألة إخالالت شائعة دون‬
‫تصرف تستوجب اإلدانة‪،‬‬ ‫أن ترتقي إلى أخطاء فادحة أو أخطاء ّ‬

‫وحيث ال تستقيم الدعوى إذا كانت املآخذ غير ّ‬


‫محددة وتفقر إلى ما ّ‬
‫يؤيدها ولم ترتبط مباشرة‬
‫باملسؤولية الشخصية ّ‬
‫للمدعى عليه‪،‬‬

‫صحة ما يعاب على ّ‬


‫املدعى عليه كما ينتفي أيضا‬ ‫وحيث ينتفي موجب التتبع باعتبار عدم ّ‬
‫ّ‬
‫باعتبار أنه ّتمت تسوية الخلل وأثره املالي قبل رفع الدعوى‪،‬‬

‫املدعى عليه من أجل التقصير في متابعة حركة املخزون خاصة فيما يتعلق‬ ‫وحيث أنه ال يؤاخذ ّ‬
‫ّ‬
‫تبين ّأن املعني باألمر اتخذ اإلجراءات إلرساء نظام‬ ‫ّ‬
‫واملعدات إذا ما ّ‬ ‫بإجراءات االستالم والتسليم للمواد‬
‫تصرفه الشخص ي وليست من مسؤوليته‪،‬‬ ‫لتالفي إخالالت ال تعود في األصل إلى ّ‬

‫‪251‬‬
‫يقدم الدليل على ّأن اإلخالالت املتعلقة بطريقة التسجيل أو متابعة‬
‫وحيث ّأن تقرير الرقابة لم ّ‬
‫السهر على متابعة وتحيين دفتر الجرد‪ ،‬أفض ى إلى عدم تطابق البيانات ّ‬
‫املدونة به‬ ‫حركة املخزونات وعدم ّ‬
‫بالكلية‪ ،‬واتجه بالتالي ّرد هذا املطعن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مع البيانات الفعلية املتعلقة باملعدات املوجودة‬

‫لهذه األسباب‪،‬‬

‫‪20‬‬ ‫وعمال بأحكام الفصل ‪ّ 15‬‬


‫مكرر من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في‬
‫جويلية ‪ 1985‬كما ّ‬
‫تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص الالحقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫قررما يلي ‪:‬‬

‫ضد ّ‬
‫املدعى عليه السيد (‪ )...‬بصفته‬ ‫تحفظ القضية عدد ‪ 292‬املنشورة لدى دائرة الزجر املالي ّ‬
‫عميدا ّ‬
‫لكلية (‪.)...‬‬

‫صدر هذا القرار بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪ 2016‬عن رئيس دائرة الزجر املالي‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫دعاوى املراجعة‬
‫القرارعدد ‪ 264‬الصادرعن دائرة الزجراملالي بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2012‬في القرارمحل دعوى‬
‫املراجعة الصادرعن دائرة الزجراملالي بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر‪ 2007‬تحت عدد ‪.264‬‬

‫املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬في فصله العشرين من قرارات‬ ‫‪ -‬جعل القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ّ 1985‬‬
‫الزجر املالي قرارات غير قابلة لالستئناف وال للتعقيب‪ ،‬وحصر أوجه الطعن فيها في طلب املراجعة‬ ‫دائرة ّ‬
‫من قبل العون الذي تمت إدانته وذلك في حالة ظهور عناصر جديدة أو العثور على وثائق تثبت عدم‬
‫مسؤوليته على أن يتم منه ذلك في أجل شهرين ابتداء من تاريخ اإلعالم بالقرار‪.‬‬

‫‪ -‬طلب العارض إعادة النظر في القرار الصادر عن دائرة ّ‬


‫الزجر املالي والقاض ي بقبول رجوع رافع‬
‫الدعوى في دعواه وذلك بفتح ملف القضية من جديد والخوض في املسائل املتصلة باألصل بهدف إثبات‬
‫عدم مسؤوليته فيما نسب إليه صلب الدعوى األصلية‪ ،‬هو في جوهره طلب مراجعة على معنى الفصل‬
‫‪ 20‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ .1985‬ويكون العارض بقيامه سابقا بتقديم مطلب مراجعة لذلك القرار‬
‫ترتب عنه اكتساب القرار ّ‬ ‫ّ‬
‫محل املراجعة‬ ‫قد استوفى إمكانية الطعن الوحيدة املتاحة له قانونا مما‬
‫للصبغة الباتة‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة ّ‬
‫الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫املقدم من ّ‬‫اإلطالع على املطلب ّ‬‫ّ‬


‫واملتضمن‬ ‫السيد (‪ )...‬لدى الدائرة بتاريخ ‪ 12‬أفريل ‪2011‬‬ ‫بعد‬
‫ْ‬
‫التماسه مراجعة القرار الصادر عن الدائرة في القضية عدد ‪ 264‬بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2007‬والقاض ي‬
‫بقبول املحكمة رجوع رافع الدعوى في شخص وزير البيئة والتنمية املستديمة في دعواه املنشورة لدى‬
‫ّ‬
‫متصرفي وأعوان الديوان املذكور بمن‬ ‫الدائرة في حق الديوان الوطني للتطهير والرامية إلى تتبع جملة من‬
‫ّ‬
‫فيهم السيد (‪ ،)...‬بوصفه مديرا للجنة الداخلية للصفقات‪ ،‬من أجل خطإ تصرف نسب إليه اقترافه‬
‫صفقتين تم إسنادهما إلى نفس املقاول‪ ،‬وذلك بهدف تفادي عرض‬ ‫ْ‬ ‫وتمثل في تجزئة طلب عمومي إلى‬
‫مشروع الصفقة التي تجاوزت كلفتها التقديرية ‪ 5‬ماليين دينار على أنظار اللجنة العليا للصفقات‪،‬‬

‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة لدى دائرة ّ‬


‫الزجر املالي بتاريخ ‪ 13‬ماي‪ 2011‬واملتعلق بإحالة‬
‫ّ‬
‫ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيسة دائرة ّ‬


‫الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 7‬جوان ‪ 2011‬والقاض ي بفتح تحقيق في‬
‫القضية وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬
‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 4‬جويلية ‪،2011‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫‪254‬‬
‫ّ‬
‫واملوجه إلى كل من وزير‬ ‫وعلى جدول الوثائق املتعلقة بطلب إبداء الرأي في تقرير ختم التحقيق‬
‫الفالحة والبيئة ووزير املالية بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪،2011‬‬

‫وعلى ملحوظات مندوبة الحكومة املض ّمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 7‬ديسمبر ‪،2011‬‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عدد‬
‫ّ‬ ‫‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات‬
‫املنطبقة عليها وبإحداث دائرة ّ‬
‫الزجر املالي‪،‬‬

‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 17‬فيفري ‪ 2012‬وتسجيل‬ ‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬
‫ّ‬ ‫حضور القائم بدعوى املراجعة وتالوة القاضية ّ‬
‫املقررة مللخص من تقريرها‪ ،‬أحيلت الكلمة إلى القائم‬
‫النظر فرافع بصفة مستفيضة نافيا عن نفسه األفعال املنسوبة إليه والتي كانت منطلقا‬ ‫بطلب إعادة ّ‬
‫تحفظه عن وجود أحد أعضاء هذه املحكمة لسبق مباشرة‬ ‫مسجال ّ‬
‫إلثارة دعوى ضده أمام هذه املحكمة ّ‬
‫التحقيق في القضية‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫‪16‬‬ ‫إثر ذلك‪ ،‬حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة‬
‫مارس ‪،2012‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫حيث جعل القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬في فصله العشرين من‬
‫قرارات دائرة ّ‬
‫الزجر املالي قرارات غير قابلة لالستئناف وال للتعقيب‪ ،‬وحصر أوجه الطعن فيها في طلب‬

‫‪255‬‬
‫املراجعة من قبل العون الذي تمت إدانته وذلك في حالة ظهور عناصر جديدة أو العثور على وثائق تثبت‬
‫عدم مسؤوليته على أن يتم منه ذلك في أجل شهرين ابتداء من تاريخ اإلعالم بالقرار‪،‬‬

‫ّ‬
‫تعلق طلب العارض بإعادة النظر في القرار الصادر عن دائرة ّ‬
‫الزجر املالي املبين أعاله‬ ‫وحيث‬
‫والقاض ي بقبول رجوع رافع الدعوى في دعواه وذلك بفتح ملف القضية من جديد والخوض في املسائل‬
‫املتصلة باألصل بهدف إثبات عدم مسؤوليته فيما نسب إليه صلب الدعوى األصلية‪ ،‬وبالتالي فإن طلب‬
‫العارض هو في جوهره طلب مراجعة على معنى الفصل ‪ 20‬آنف الذكر‪،‬‬

‫ْ‬ ‫وحيث سبق للعارض القيام بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 2009‬بطلب لدى دائرة ّ‬
‫الزجر املالي التمس فيه‬
‫مراجعة القرار املذكور طبقا ألحكام الفصل ‪ 20‬املذكور أعاله ثم أردفه‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ ،2009‬بمطلب‬
‫رام فيه الرجوع في الدعوى فقضت املحكمة بموجب قرارها املؤرخ في ‪13‬نوفمبر ‪ 2009‬بقبول مطلب‬
‫الرجوع في دعوى املراجعة‪،‬‬

‫وحيث تأسيسا على ماسبق يكون العارض قد استوفى إمكانية الطعن الوحيدة املتاحة له قانونا‬
‫ّ‬
‫مما ترتب عنه اكتساب القرار محل املراجعة للصبغة الباتة‪ ،‬األمر الذي يجعل مطلبه غير حر ّي بالقبول‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت الدائرة بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة ّ‬


‫الزجر املالي برئاسة ّ‬
‫السيد الحبيب جاء باهلل وعضوية السادة‬
‫إسماعيل مرابط والطاهر عمر ّ‬
‫املؤدب وعبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 16‬مارس ‪ 2012‬بحضور مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة وكاتب‬
‫املحكمة ّ‬
‫السيد محمد املنـزلي‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫القرارعدد ‪ 276‬الصادربتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2012‬‬

‫القرارمحل دعوى املراجعة عدد ‪ 276‬الصادربتاريخ ‪ 18‬جوان ‪. 2010‬‬

‫‪-‬املستند الذي تأسست عليه دعوى املراجعة والذي سبقت إثارته في إطار القضية األصلية‬
‫وأخذته املحكمة في اعتبارها عند تقديرها ملسؤولية املدعى عليه ال يمثل عنصرا جديا على معنى الفصل‬
‫‪ 20‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪.1985‬‬

‫‪-‬لئن استقر فقه قضاء دائرة الزجر املالي على انعدام موجب التتبع إذا تم تدارك االغفاالت‬
‫وانتفى الضرر املالي قبل تاريخ رفع الدعوى فإنه طاملا لم يثبت استرجاع املبالغ املستحقة موضوع التسوية‬
‫ّ‬
‫فإن أركان خطأ التصرف تظل قائمة‪.‬‬

‫‪-‬ال يمكن االستناد إلى عدم شرعية قرار الجهة التي بتت في مطلب الصلح لإلقرار بانتفاء عنصر‬
‫الضرر املالي ذلك ّأن قضاء هذه املحكمة يقتض ي في هذا الشأن معاينة التسوية الفعلية والتامة للضرر‬
‫املالي قبل تاريخ رفع الدعوى‪.‬‬

‫ّ‬
‫باسم الشعب‪،‬‬

‫أصدرت دائرة ّ‬
‫الزجراملالي القرارالتالي ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلطالع على املطلب ّ‬
‫واملتضمن‬ ‫املقدم من السيد (‪ )...‬لدى الدائرة بتاريخ ‪ 7‬سبتمبر ‪2010‬‬ ‫بعد‬
‫إلتماسه مراجعة القرار الصادر عن هذه الدائرة في القضية عدد ‪ 276‬بتاريخ ‪ 18‬جوان ‪ 2010‬والقاض ي‬
‫بإدانته من أجل اإلمضاء على أذون بالدفع لصرف الجرايات وتوابعها دون التثبت من شرعية الدفوعات‪،‬‬
‫ّ‬
‫مما ترتب عنه إلحاق ضرر مالي بالصندوق بما قدره ‪ 411154,469‬دينارا‪ ،‬وعقابه لقاء ذلك بخطية بحد‬
‫الجزء الثاني عشر من كامل مرتبه الخام السنوي بما قدره ألفا دينار (‪ 2000‬د)‪،‬‬

‫وعلى مكتوب مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 25‬ديسمبر‪ 2010‬واملتعلق بإحالة‬
‫ّ‬
‫ملف القضية على الدائرة للتعهد بها تحت العدد املبين بالطالع‪،‬‬

‫وعلى قرار رئيسة دائرة ّ‬


‫الزجر املالي الصادر بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2010‬والقاض ي بفتح تحقيق في‬
‫القضية وتعيين ّ‬
‫مقرر لها‪،‬‬

‫ّ‬
‫املضمن بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪،2011‬‬ ‫وعلى تقرير ختم التحقيق‬

‫‪257‬‬
‫وعلى جدول الوثائق املتعلقة بطلب إبداء الرأي في تقرير ختم التحقيق واملوجهة إلى كل من‬
‫وزير الشؤون االجتماعية ووزير املالية بتاريخ ‪ 25‬جوان ‪،2011‬‬

‫ّ‬
‫املضمنة بكتابة الدائرة بتاريخ ‪ 11‬نوفمبر ‪،2011‬‬ ‫وعلى ملحوظات مندوب الحكومة‬

‫وعلى جميع الوثائق املظروفة بامللف‪،‬‬

‫وعلى القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬املنقح بالقانون عدد ‪ 34‬لسنة‬
‫‪ 1987‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ 1987‬وبالقانون عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 1988‬املؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1988‬وبالقانون عدد‬
‫ّ‬ ‫‪ 106‬لسنة ‪ّ 2005‬‬
‫املؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2005‬واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات‬
‫املنطبقة عليها وبإحداث دائرة ّ‬
‫الزجر املالي‪،‬‬

‫وبعد املناداة على القضية بجلسة املرافعة ّ‬


‫املعينة ليوم الجمعة ‪ 17‬فيفري ‪ 2012‬وتسجيل‬
‫ّ‬ ‫غياب القائم بدعوى املراجعة وبلغه االستدعاء وتالوة القاضية ّ‬
‫املقررة ملخصا من تقريرها‪،‬‬

‫وبعد االستماع إلى مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة في تالوة ملحوظاتها الكتابية املظروفة‬
‫نسخة منها بامللف‪،‬‬

‫‪16‬‬ ‫إثر ذلك‪ ،‬حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم بجلسة يوم الجمعة‬
‫مارس ‪،2012‬‬

‫وبها وبعد املفاوضة القانونية ّ‬


‫صرح بما يلي ‪:‬‬

‫املحكمة‪،‬‬

‫من جهة الشكل‬

‫حيث نص القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬املؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ 1985‬في فصله العشرين على أن‬
‫قرارات دائرة الزجر املالي يمكن أن تكون موضوع مراجعة من طرفها في حالة ظهور عناصر جديدة أو‬
‫العثور على وثائق تثبت عدم مسؤولية املعني باألمر وذلك في أجل شهرين ابتداء من تاريخ اإلعالم بالقرار‪،‬‬

‫‪258‬‬
‫تقدم العارض بمطلب املراجعة بتاريخ ‪ 7‬سبتمبر ‪ 2010‬أي في أجل لم يتجاوز ْ‬
‫شهرين‬ ‫وحيث ّ‬
‫من تاريخ استالمه نسخة من قرار املحكمة في ‪ 14‬جويلية ‪ 2010‬ويكون بالتالي قد راعى األجل القانوني‪،‬‬

‫وحيث أرفق العارض عريضة املراجعة بوثائق تمثلت في نسخة من تقرير تدقيق مؤرخ في ‪10‬‬
‫التفطن في ّ‬ ‫بالتحري في أسباب عدم ّ‬
‫تعلق ّ‬‫ّ‬
‫اإلبان إلى الخطإ الحاصل على مستوى تصفية‬ ‫مارس ‪2011‬‬
‫إحدى الجرايات باملركز الجهوي للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية بتونس ومستندات‬
‫ّ‬
‫تخص تسوية الضرر املالي الذي لحق بالصندوق‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث ملا كان مضمون املستند األول املتعلق بتقرير تدقيق يؤكد هشاشة نظام الرقابة على‬
‫تصفية الجرايات بالصندوق قد سبقت إثارته في إطار القضية األصلية وأخذته املحكمة في اعتبارها عند‬
‫ّ‬ ‫تقديرها ملسؤولية ّ‬
‫املدعى عليه‪ ،‬وبالتالي فإنه ال يمثل عنصرا جديدا على معنى الفصل ‪ 20‬آنف الذكر‬
‫واتجه لذلك رده‪،‬‬

‫ّ‬
‫وحيث تعلق املستند الثاني بوثائق تسوية صلحية للضرر املالي الذي لحق باملنشأة العمومية‬
‫مما تضحى معه دعوى املراجعة مستوفية ّ‬
‫ملقوماتها‬ ‫وهي وثائق جديدة لم يسبق للمعني باألمر اإلدالء بها‪ّ ،‬‬
‫الشكلية الجوهرية من هذه الناحية وحرية بالقبول شكال‪.‬‬

‫من جهة األصل‬

‫حيث أفاد القائم بدعوى املراجعة بأنه تبين‪ ،‬بالتثبت في امللف اإلداري للقضية الجزائية‬
‫تضمن مؤيدات‬‫املرفوعة ضد كل من (‪ )...‬ومن معه من أجل االستيالء على أموال عمومية‪ ،‬أن هذا امللف ّ‬
‫تعلقت بمصادقة الصندوق على عروض تسوية للصلح اإلداري تقدم بها املطلوبون‪ ،‬مضيفا أن الصلح‬
‫املبرم معهم أفض ى إلى استرجاع مبلغ ‪ 152.371,350‬دينارا من جملة ‪ 306.361,862‬دينارا وهو‪ ،‬حسب‬
‫قوله‪ ،‬املبلغ املستولى عليه بصفة فعلية خالفا لتقديرات فريق التفقد التي كانت في حدود ‪412.387,743‬‬
‫ّ‬
‫دينارا‪ ،‬مما مكن من تقليص حجم الضرر املالي الذي لحق بالصندوق إلى ‪ 154.260,512‬دينارا‪،‬‬

‫وحيث استظهر العارض من جهة أخرى بمذكرة أحالها مدير الشؤون القانونية بالصندوق إلى‬
‫الرئيس املدير العام بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ 2008‬اقترح عليه بموجبها املصادقة على عرض تسوية صلحية‬
‫تقدمت به والدة املدعو خيار الدين بن جدي يقض ي بخالص مبلغ ‪ 10.000‬دينار مباشرة وبقية ما تخلد‬
‫بذمته أقساطا شهرية تقتطع بواسطة الحجز املباشر من جرايتها البالغة ‪ 1800‬دينار وذلك بحساب ‪500‬‬
‫دينار شهريا إلى تمام الخالص‪ّ ،‬‬
‫موضحا أنه تبين له من خالل شهادات إطارات الصندوق العاملين بإدارة‬
‫الشؤون القانونية أن الرئيس املدير العام للصندوق في تاريخ عرض الصلح‪ّ ،‬‬
‫وتقيدا منه بقرار شفاهي على‬
‫ما يبدو من سلطة اإلشراف في شخص الوزير‪ ،‬رفض االستجابة لعرض الصلح دون تعليل أو تبرير‪،‬‬

‫‪259‬‬
‫وحيث أضاف العارض أن االستجابة ملطلب التسوية الصلحية الكلية من طرف الصندوق‬
‫املترتب عن االستحواذ عن أموال عمومية دون‬ ‫الضرر ّ‬
‫عوضا عن تسوية جزئية كان باإلمكان أن يجنبه‬
‫وجه قانوني وذلك منذ جانفي ‪ 2006‬أي قبل تاريخ رفع الدعوى بحيث كان باإلمكان حفظ الدعوى املترتبة‬
‫عن ارتكاب خطأ تصرف تماشيا مع فقة قضاء دائرة الزجر املالي الذي كرس مبدأ انتفاء موجب التتبع إذا‬
‫تمت تسوية املخالفة قبل رفع الدعوى‪ ،‬ومنتهيا إلى أن عدم احترام مقتضيات الفصل ‪ 7‬من األمر عدد ‪3‬‬
‫لسنة ‪ 1976‬الصادر في ‪ 5‬جانفي ‪ 1976‬واملتعلق بالتنظيم اإلداري واملالي للصندوق بعدم عرض طلب‬
‫يعد انحرافا باإلجراءات وتجاوزا للسلطة تسبب في‬ ‫الصلح على مجلس اإلدارة وتعويضه بسلطة اإلشراف ّ‬
‫إلحاق أضرار مادية مباشرة بمصلحة املؤسسة تقدر بما قيمته ‪ 154.260,515‬دينارا‪ ،‬األمر الذي يجعل‬
‫ّ‬
‫ومقصرا في تقدير الوسائل الكفيلة برفع املضرة التي‬ ‫موقف املصالح اإلدارية فاقدا للمشروعية القانونية‬
‫لحقت بالصندوق‪،‬‬

‫وحيث استقر فقه قضاء هذه املحكمة على انعدام موجب التتبع إذا تم تدارك االغفاالت‬
‫وانتفى الضرر املالي قبل تاريخ رفع الدعوى‪،‬‬

‫وحيث تبين‪ ،‬بالنظر في الوثائق التي أدلى بها العارض‪ ،‬أن الصلح اإلداري شمل بداية من شهر‬
‫جانفي ‪ 2006‬مبلغ ‪ 125.464,340‬دينارا من جملة املبالغ املستولى عليها التي سبق تقديرها استنادا إلى‬
‫األحكام الجزائية واملعطيات الواردة بتقرير التفقد سند الدعوى األصلية بما قيمته ‪ 411.154,469‬دينارا‬
‫في حين تمسك العارض بأن التقدير النهائي ملبلغ الضرر املالي قد استقر في حدود مبلغ ‪306.361,862‬‬
‫دينارا‪،‬‬

‫وحيث تبين الوثائق التي أدلى بها العارض وخاصة منها املذكرة الصادرة عن مدير الشؤون‬
‫القانونية أن جزءا من املبالغ املستولى عليها من قبل العون (‪ )...‬بما قيمته ‪ 189.951,934‬دينارا لم يتم‬
‫استرجاعه وذلك بالرغم من تقديم محامي املعني باألمر مطلب صلح في الغرض والتزام والدته بالتسديد‪،‬‬

‫ّ‬
‫بالبت في مطلب الصلح املذكور دون‬ ‫وحيث‪ ،‬على فرض ثبوت انفراد اإلدارة العامة للصندوق‬
‫عرضه على الجهة املؤهلة لذلك قانونا وهي مجلس اإلدارة مخالفة بذلك مقتضيات الفصل ‪ 7‬من األمر‬
‫عدد ‪ 3‬لسنة ‪ 1976‬املؤرخ في ‪ 5‬جانفي ‪ 1976‬واملتعلق بالتنظيم اإلداري واملالي للصندوق‪ ،‬فإنه ال يمكن‬
‫االستناد إلى عدم شرعية هذا القرار لإلقرار بانتفاء عنصر الضرر املالي ضرورة ّأن قضاء هذه املحكمة‬
‫يقتض ي في هذا الشأن معاينة التسوية الفعلية والتامة للضرر املالي قبل تاريخ رفع الدعوى‬

‫‪260‬‬
‫وحيث طاملا لم يثبت استرجاع املبلغ املذكور أعاله أو ّ‬
‫حتى قبول اإلدارة بتسديده على أقساط‬
‫ّ‬
‫قبل أن ّيتم رفع الدعوى فإن أركان خطأ التصرف تظل قائمة‪ ،‬األمر الذي اتجه معه رد مطلب املراجعة‬
‫بهذا الخصوص‪.‬‬

‫‪ //‬ولهذه األسباب‪//‬‬

‫قضت الدائرة بقبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬

‫وصدر هذا القرار عن دائرة ّ‬


‫الزجر املالي برئاسة ّ‬
‫السيد الحبيب جاء باهلل وعضوية السادة‬
‫إسماعيل مرابط والطاهر عمر ّ‬
‫املؤدب وعبد السالم املهدي قريصيعة والطاهر العلوي‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 16‬مارس ‪ 2012‬بحضور مندوبة الحكومة السيدة نعيمة بوليلة وكاتب‬
‫املحكمة ّ‬
‫السيد محمد املنـزلي‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫نص هذا التقرير من قبل دائرة الزجر املالي بتاريخ ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2020‬برئاسة ّ‬
‫السيد‬ ‫ضبط ّ‬
‫نجيب القطاري رئيس دائرة الزجر املالي وعضوية ‪:‬‬

‫‪ -‬السيد الطاهر العلوي‪ ،‬مساعد الرئيس‪ ،‬قاض ي رئيس دائرة إستئنافية باملحكمة اإلدارية‬
‫‪ّ -‬‬
‫السيدة علياء براطلي‪ ،‬مندوب الحكومة لدى دائرة الزجر املالي‬
‫السيد لطفي الثائري‪ ،‬قاض ي مستشار رئيس قسم بدائرة املحاسبات‬ ‫‪ّ -‬‬
‫السيد زكرياء حمودة‪ ،‬قاض ي مستشار رئيس قسم بدائرة املحاسبات‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬سامي بن علي‪ ،‬قاض ي مستشار رئيس دائرة استئنافية باملحكمة اإلدارية‬

‫الرئيس نجيب القطاري‬

‫‪262‬‬

You might also like