Professional Documents
Culture Documents
March 2019: Zaid N. Al-Shammari
March 2019: Zaid N. Al-Shammari
net/publication/301296859
CITATIONS READS
2 5,947
1 author:
Zaid N. Al-Shammari
Kuwait University
61 PUBLICATIONS 124 CITATIONS
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
All content following this page was uploaded by Zaid N. Al-Shammari on 10 July 2020.
الطبعة الثانية
٢٠١٩
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
فهرسة
مكتبة الكويت الوطنية أثناء النشر
ردمك978-99966-0-935-0 :
رقم اإليداع2015/603 :
-2-
اجلزء الثالث
-3-
اجلزء الثالث
وشعبها من كل مكروه
-5-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
املقدمة
منذ خمسة عشر عاما ،وحتديدا يف بداية ،2001مع ظهور االهتمام بالتربية
اخلاصة والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف دولتنا احلبيبة الكويت ،تولدت
لدي الرغبة يف معرفة املزيد عن تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،فقررت
ّ
الدراسة والتخصص يف مناهج وطرق التدريس التربية اخلاصة .ومع مرور الوقت،
وصوال إلى هذه املرحلة من اخلبرة واملعرفة ،ظهرت الطبعة األولى من هذا الكتاب
«تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق»
يف نهاية صيف عام .2015
يف هذه النسخة األولى من هذا الكتاب مت التطرق إلى عدة مواضيع تتناسب
مع الفكرة األساسية ،وهي تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس
الدمج .إن اجلديد يف هذا الكتاب هو التركيز على االنتقال من النظرية إلى
التطبيق ،حيث تشتمل املواضيع يف فصول الكتاب اخلمسة على أهم املعلومات
واآلراء العلمية واملمارسات املثبتة علميا ،يف كل ما يتعلق بتدريس الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة والدمج كنظام تعليمي يناسب قدرات واحتياجات الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف ومدارس التعليم العام العادية .هذه املواضيع
يف الكتاب تنتقل أوال من التدريس والتعلم كمدخل يتضمن اجلانب التاريخي ،إلى
الفهم لطبيعة التدريس والتعلم من حيث الفاعلية واخلصائص واألساليب ،وثانيا
إلى مفهوم ونظام الدمج من النظرية إلى التطبيق وفقا للمدارس الثالثة للنظريات
التربوية ،وكيفية جناح الدمج من إدارة وتكييف للبيئات الصفية العادية ،وآثارها
على الطلبة من منظور علمي ،مشتملة على االجتاهات احلديثة يف الدمج ،وثالثا
-6-
اجلزء الثالث
إلى تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج من حيث املفهوم
واألساليب واالعتبارات الرئيسية حول العالقات بني املعلمني والطلبة ،وحتفيز
الطلبة ،والتعديالت على املنهج ،والتدريس واستخدام التكنولوجيا يف التدريس،
وصوال إلى املبادئ العامة يف تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،متضمنة
مراحل منوذج التدريس من حيث اإلعداد والتصميم والتنفيذ والتقييم للدرس،
انتهاء بأفضل وأنسب أساليب تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس
الدمج ،كطرق تدريس مباشر وتعليم ذاتي ،وإستراتيجيات لالستذكار والتنظيم
الذاتي ،والتدريس باستخدام التعلم الفردي والتعاوني ،واإلستراتيجيات والبرامج
التعليمية الفردية والتدخلية ،ورابعاً إلى فاعلية التدريس وتقومي مخرجات التعلم
يف مدارس الدمج من حيث املفاهيم واألهمية واألنواع واملكونات واإلجراءات
والتحسني املستمر ملخرجات التعلم ،باإلضافة إلى وجود مجموعة من األنشطة
حول هذه املواضيع يف نهاية كل فصل من الفصول اخلمسة يف هذا الكتاب.
وأخيرا ،فإنني أرجو من اهلل العلي العظيم أن يتقبل هذا العمل خاصا لوجه
الكرمي ،وأن أكون قد وفقت يف كتابة هذا الكتاب ليكون مصدرا مهما من مصادر
املعرفة احلديثة يف مجال تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس
التعليم العام العادية (مدارس الدمج).
اإلهداء
مقدمة المؤلف
الفصل األول :مدخل إلى التدريس والتعلم.
15 املقدمة
17 التدريس والتعلم
17 التدريس
18 التدريس :لمحة تاريخية
18 مفهوم التدريس
18 التدريس الفعال
20 خصائص معلم الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة
20 تدريس الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة
21 التعلم
21 التعلم :لمحة تاريخية
21 مفهوم التعلم
22 التعلم الفعال
23 أساليب التعلم
27 التعلم لدى الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة
27 أهم خصائص التعلم لذوي االحتياجات الخاصة
28 األنشطة :أسئلة الدراسة واملناقشة
• املقدمة
• التدريس والتعلم
• التدريس
» »التدريس :حملة تاريخية
» »مفهوم التدريس
» »التدريس الفعال
» »أهم خصائص معلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
» »تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
• التعلم
» »التعلم :حملة تاريخية
» »مفهوم التعلم
» »التعلم الفعال
» »أساليب التعلم
» »التعلم لدى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
» »أهم خصائص التعلم لذوي االحتياجات اخلاصة
-12-
الفصـل األول
الفصـل األول
-13-
الفصـل األول
الفصـل األول
املقدمة:
نناقش يف هذا الفصل األول عدة جوانب متعلقة يف التدريس والتعلم بشكل عام ،ومن ثم التركيز
على الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج .يتكون هذا الفصل من قسمني :األول التدريس،
حيث يشمل حملة تاريخية عن التدريس ،ووصفا ملفهوم التدريس ،وعناصر التدريس الفعال وخصائصه،
وخصائص معلم ذوي االحتياجات اخلاصة ،وأهمية تدريس ذوي االحتياجات اخلاصة .أما الثاني فهو
التعلم ،حيث يشمل حملة تاريخية عن التعلم ،ووصفا ألهم مفاهيم التعلم ،والتعلم الفعال ،وأساليب التعلم،
والتعلم لدى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وخصائص تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة .وأخيرا،
سنعرض بعض األنشطة التي تتضمن أسئلة للدراسة واملناقشة يف احملاضرات.
-15-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
-16-
الفصـل األول
الفصـل األول
مدخل إلى التدريس والتعلم
• التدريس والتعلم
التدريس والتعلم هما عمليتني رئيسيتني يف العملية التعليمية ،فالتدريس هو أداء املعلم
املتضمن اإلجراءات واألعمال السلوكية يف الفصل ،بينما التعلم هو عملية معقدة ،ألنها
حتدث داخل عقل املتعلم ،وتتخللها عمليات معرفية داخلية .يف أجزاء هذا الفصل سيتم
عرض ودراسة بعض اجلوانب املتعلقة بالتدريس والتعلم بشكل عام ،والطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة بشكل خاص.
• التدريس
-17-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
» »مفهوم التدريس:
التدريس كمفهوم ،هو نشاط شخصي جلذب املتعلمني إليه ألغراض محددة ،بينما كمهنة
احترافية فهي تقوم على صناعة املستقبل املشرق لألشخاص يف مجتمعاتهم (Arends,
.)2009يف الوقت الرهن ،املجتمع بكل مكوناته ومؤسساته بحاجة ملعلمني خبراء ومؤهلني،
وذلك للمساعدة يف تقدمي تعليم ورعاية ذو جودة عالية ومناسبة جلميع الطلبة .يعود السبب
يف ذلك إلى أن هؤالء املعلمني اخلبراء قادرين على استخدام أفضل املمارسات التعليمية
الفعالة ذات املعايير العاملية واملثبتة علميا ،لكي تساعد الطلبة على تعلم املهارات األساسية.
ومن مفهوم آخر ،يطلق على التدريس بأنه "الفن الفعال أو العملي" ،واملقصود من ذلك أن
التدريس كفن فعال هو التدريس النشط ،بينما التدريس كفن عملي فيقصد منه التدريس
الناجح ( .)Gage, 1984ومن هنا تأتي حقيقة أن التدريس له أساس علمي يقوم على
توجيه املمارسات التعليمية مبنهجية سليمة .لذلك جند أن مفاهيم التدريس تعكس القيم
والفلسفة املجتمعية ألي مجتمع ،ولهذا تغيرت نظرة املجتمع جتاه املعلمني ومهنة التدريس
وأصبحت أكثر إيجابية .فاألساس العلمي للتدريس يوضح أهمية مهنة التدريس وارتباطها
يف تعلم الطلبة لتحقيق هدف رئيسي ،وهو مساعدة املتعلمني ليصبحوا متعلمني مستقلني
ومنظمني ذاتيا (.)Arends, 2009
» »التدريس الفعال:
التدريس الفعال هو التدريس الذي يعتمد على مقدرة املعلم على تنفيذ أكبر عدد ممكن
من املهارات التشخيصية ،والتعليمية ،واإلدارية ،والعالجية ،والتكييفية للسلوك يف حاالت
ومواقف محددة ،لتلبية احتياجات محددة يف نفس الوقت املخصص للتدريس (Brophy
.)& Evertson, 1976لذلك فإن التدريس الفعال يهتم بجوانب خبرة التعلم التي تساهم
يف فاعلية التدريس ( .)Kyriacou, 2009ومن هنا جند بأن املعلم الفعال هو املعلم الذي
يحقق األهداف التي تركز إما بشكل مباشر أو غير مباشر على تعلم الطلبة (Anderson,
.)1991إن التدريس الفعال يتضمن االلتزام بعدة عناصر سلوكية مهمة يقوم مبمارستها
املعلم أثناء عملية التدريس ( ،)Muir, 2006منها مايلي:
-18-
الفصـل األول
( )2استخدام أساليب التدريس التي تعزز االرتباط ما بني املجاالت املختلفة يف املوضوع
واخلبرات السابقة يف نفس املوضوع.
( )3التشجيع على املناقشة الهادفة من خالل استخدام التنوع يف األسئلة لتحقيق وحتدي
األطفال على التفكير ،وكذلك تشجيعهم على شرح طريقة تفكيرهم فيما يتعلق
باملوضوع.
( )4املعرفة والوعي جلميع املفاهيم املتصلة يف املجاالت التي تدرس يف املنهج ،مع وجود
الثقة يف معرفتهم للموضوع.
وقد أجريت العديد من الدراسات السابقة حول التدريس الفعال ،لهذا مت تلخيص أهم
اخلصائص األكثر شيوعا له ( ،)Kyriacou, 2009, p. 12ومنها ما يلي:
-19-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
كما أن هناك خصاص محددة للمعلمني التي يتسم بها كل معلم يقوم بتدريس الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة ( .)Rivera & Smith, 1997هذه اخلصائص توضح الكفايات
الضرورية التي يجب أن ميتلكها املعلمون (Graves, Landers, Lokerson, Luchow,
،)Horvath, & Garnett, 1992منها ما يلي:
( )3املناهج الدراسية الداعمة والتعديالت على املناهج الدراسية األساسية يف املدارس.
إن تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة دائما يهدف إلى تعليمهم اإلستراتيجيات
املناسبة ،لتمكينهم من التعلم بشكل مستمر يف كل الظروف التعليمية املستقبلية (& Rivera
.)Smith, 1997لذلك يجب على املعلمني ممن يقومون بتدريس الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة أن يعملوا على التخطيط واإلعداد اجليد بشكل منهجي ومباشر لتدريس
اإلستراتيجيات التي يراد أن يتعلمها الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
-20-
الفصـل األول
التدريس هو عمل يقوم به املعلم يف الصف الدراسي ،لذلك فإن أساليب التدريس يجب
أن تتغير لتسهيل التغير اإليجابي يف سلوك تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،خصوصا
يف صفوف ومدارس الدمج .إن هذا التغير اإليجابي يوضح لنا بأن الطلبة يتعلمون من
تدريس املعلمني ذو الفاعلية اجليدة ممن يستخدمون املمارسات التدريسية الفعالة أثناء
التدريس (.)Patrick & Mantzicopoulos, 2014
ولهذا فإنه يجب االنتباه للعوامل املؤثر على عملية التدريس للطلبة لذوي االحتياجات
اخلاصة ،حيث تتلخص فيما يلي :اخللفية اخلاصة باملعلم للموضوعات التي يدرسها للطلبة،
فهم مراحل التطور والنمو لدى املتعلمني ،التحضير واالستعدادات اخلاصة للدروس اليومية،
إستراتيجيات التدريس اخلاصة يف تنظيم وتقدمي خطة التدريس (.)Marchesani, 2007
• التعلم
إن املنظرين ،بشكل عام ،ال يوافقون على بعض القضايا األساسية التي لها عالقة مبا هو
التعلم ،كيف يحدث التعلم ،وما هي العوامل التي تكون ضرورية ومؤثرة على حدوث التعلم.
لذلك فإن التعلم مت تفسيره من حيث هذه القضايا السابقة مبختلف االجتهات .على سبيل
املثال ،فإن التعلم من منظور النظرية السلوكية هو النتائج املترتبة على العالقة التي حتدث
ما بني املثير واالستجابة ( .)Ertmer & Newby, 1993والتعلم من منظور النظرية
املعرفية عملية عقلية تعتمد على املالحظة لتتكون االستجابة ( .)Ormrod, 1999أما من
منظور النظرية البنائية فنجد أن التعلم هو املشاركة الفعالة والنشطة يف اخلبرات والفرص
التي تضمن بناء وتطور ومنو املعنى لدى املتعلم ( .)Arends, 2009وملزيد من املعرفة
واملعلومات عن التعلم من حيث نظريات التعلم السلوكية ونظريات التعلم املعرفية ونظريات
التعلم البنائية ،فستتم دراسة هذه النظريات ووصف عالقتها بالتعلم ،حتديدا يف الفصل
الثاني (القسم اخلاص بــ :الدمج ،من النظرية إلى التطبيق).
» »مفهوم التعلم:
التعلم له عدة مفاهيم وضعها العديد من املنظرين والباحثني واملعلمني .ولكن ال يوجد
تعريف واحد ُمت َفق عليه بشكل عام يصف التعلم ،لذلك فإن هناك مفاهيم تشترك يف
-21-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
عناصر شائعة ( .)Ertmer & Newby, 1993بعض هذه املفاهيم تعطي تعريفات للتعلم،
ولكن من وجهات نظر مختلفة ،منها ما يلي :أوال :التعلم هو تغير يف السلوك (Ormrod,
.)1999ثانيا :يرى آخرون ( )Ertmer & Newby, 1993أن التعلم هو عملية معقدة
ولدت من خالل العديد من التفسيرات والنظريات التي تبحث عن كيفية حتقيق ذلك على
نحو فعال .ثالثا :يعرف باحث آخر ( ،)Shuell, 1986التعلم بأنه يشير إلى التغير الدائم
يف السلوك أو يف القدرة على التصرف بطريقة معينة ،مما يؤدي من الناحية العملية إلى
أشكال أخرى من اخلبرة (متت ترجمته من ،Schunk, 1991 :واستشهد به منErtmer :
.)& Newby, 1993وعرف كولب التعلم بأنه عملية يتم إنشاء املعرفة بها من خالل حتول
اخلبرة ( .)Kolb, 1984وأخيرا :فقد ظهر التعلم املنهجي الذي يصف التعلم بأنه عملية
منهجية داخلية ال ميكن مالحظتها ،حتدث عند ممارسة األفراد ملعلومات جديدة لفترة
من الزمن ،يف بيئة معدة ومحكمة للتدريب على ممارسات محددة (& Al-Shammari
.)Yawkey, 2011
» » التعلم الفعال:
التعلم الفعال هو أن تضع املتعلم يف مركز عملية بناء التعلم (Makoelle & Mahlom,
.)2015كما أن التعلم الفعال يحدث بواسطة عملية مت تعزيز بناء املعرفة الفردية بها من
خالل التفاعل ،والنقاش ،والتفاوض ،والتعاون ،واملشاركة يف البناء مع اآلخرين (Conner
.)& Sliwka, 2014لذلك فإن التعلم الفعال يعتمد على كل من قدرة املتعلم على املشاركة
يف “التنظيم الذاتي” للتعلم ،ووجود “النمذجة” الفعالة خالل التعليم ،ولكي يتم حتقيق التعلم
الفعال فإنه يجب وجود سياق يضمن حدوث عملية مزدوجة ما بني النمذجة ومالحظة التعلم
ذاتي التنظيم (.)White & Bembenutty, 2015
ولهذا وصفت “النمذجة” بأنها التغيرات السلوكية واملعرفية والوجدانية املستمدة من
مراقبة منوذج واحد أو أكثر ( .)Schunk, 2012أما باندورا فقد وصف النمذجة بأنها
نشاط العملية املعلوماتية ،حيث إن املعلومات حول تركيبة السلوك واألحداث البيئية مت
حتويلها إلى صور رمزية ،لتكون مبثابة أدلة للعمل ( .)Bandura, 1986ويف دراسات أخرى
ُوصفت النمذجة بأنها العملية يتم من خاللها احلصول على معلومات من خالل مالحظة
أفعال (سلوك) األشخاص ،ومن ثم مالحظة النتائج املترتبة على تلك األفعال (Kitsantas,
-22-
الفصـل األول
بينما التعلم ذاتي التنظيم ،كما عرفه باندورا ( ،)Bandura, 1997هو قدرة املتعلم
على ممارسة السيطرة على املعتقدات والعواطف والسلوك أثناء السعي ألهداف مهمة،
من خالل العمل في ثالثة عمليات فرعية ،هي :املالحظة الذاتية ،واحلكم الذاتي ،والتفاعل
الذاتي .ولتوضيح أكبر ،فقد وصف التعليم ذاتي التنظيم بأنه يؤكد على السيطرة الفردية
من خالل املراقبة الذاتية ،وتوجيه الذات ،والتنظيم الذاتي لألفعال أثناء السعي للوصول
إلى األهداف التي تؤدي إلى مخرجات (نتائج) تعلم ناجحة (White & Bembenutty,
.)2015
» »أساليب التعلم:
إن من أهم املفاهيم التي تصف بشكل دقيق «أساليب التعلم» هي تلك التي وضعها
كولب (( ،)Kolbمؤسس نظرية أسلوب التعلم التجريبي ومبتكر منوذج أساليب التعلم)،
حيث وصفها بأنها تلك الطرق املفضلة لدى الشخص التي يستخدمها يف عملية املعلومات
( .)Johassen & Grabowski, 1993إن نظرية أسلوب التعلم التجريبي تتكون من
مستويني :األول :دورة من أربع مراحل للتعلم ،الثاني :أربعة أساليب تعلم منفصلة (Kolb,
.)1981, 1984بينما يف األساس فقد ظهر أسلوب التعلم يف البداية من قبل ريتا دون
يف الستينيات من القرن املاضي ( .)Rita Dunn in 1960إن األساس النظري لنموذج
كولب ألسلوب التعلم يرجع إلى منظرين عدة ،منهم :جون ديوي ،وجان بياجيه ،وفيجوتسكي.
وأسلوب التعلم من حيث املفهوم يساعد على فهم كيف يختلف التعلم لدى املتعلمني من
شخص إلى آخر (.)Bhat & Govil, 2014
أساليب التعلم هي عبارة عن خصائص معرفية ،ووجدانية ،ونفسية ،تتميز بأنها تعمل
كمؤشرات مستقرة توضح كيفية إدراك املتعلمني وتفاعلهم واستجابتهم للبيئة التعليمية
( .)Keefe, 1987إن أساليب التعلم تنقسم إلى عدة مراحل هي:
-23-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التعلم من وجهة نظر كولب عملية لها بعدان رئيسيان :فالبعد األول هو الوصول من
التصور املجرد ( )ACإلى التجربة امللموسة ( ،)CEوأما البعد الثاني فيمتد من التجريب
النشط ( )AEإلى املالحظة االنعكاسية ( .)ROولهذا جند أن منوذج كولب ألساليب التعلم
يوضح كيفية فهم املتعلم للمعرفة من خالل التجربة امللموسة والتصور املجرد ،وكذلك كيفية
دمج املتعلم للمعرفة من خالل انعكاس املالحظة والتجريب النشط .أي إنه من املمكن ألي
شخص أن يتعلم عن طريق “التفكير” (التصور املجرد)“ ،والشعور” (التجربة امللموسة)،
“والعمل” (التجريب النشط) و”املراقبة” (املالحظة االنعكاسية) .لذلك املعرفة يتم فهمها من
خالل التفكير والشعور ،ويتم دمجها من خالل املشاهدة والعمل (.)Kolb, 1984
أساليب التعلم التي حددها كولب تنقسم إلى أربعة أساليب ،حيث إن كل أسلوب تعلم
يتكون من مرحلتني كما هو موضح يف اجلدول رقم ( ،)1وهما:
( )1التباين/التباعد (املتباعد) (الشعور واملشاهدة :)CE/RO -هو أسلوب تعلم يتكون
من مرحلتني هما التجربة امللموسة واملالحظة االنعكاسية .واألشخاص يف هذا األسلوب
من التعلم غالبا هم قادرون على النظر إلى األمور من زوايا مختلفة .هؤالء األشخاص
يعتبرون حساسني .كما أن هؤالء األشخاص يفضلون املشاهدة بدال من العمل ،ومييلون
إلى جمع املعلومات ،واستخدام اخليال يف حل املشكالت .لذلك هؤالء األشخاص يفضلون
-24-
الفصـل األول
النظر يف احلاالت امللموسة من وجهات نظر عديدة ومختلفة .فهم مهتمون بالتعرف إلى
الناس ،ومييلون إلى العاطفية واخليال ،ولديهم قوة يف مجال الفنون ،كما يفضلون العمل
يف مجموعات ،واالستماع بعقل متفتح ،وتلقي التغذية الراجعة شخصيا ،إضافة إلى أنهم
يتميزون بالبأس والصبر واملوضوعية ،ولكنهم ال يبادرون .وعادة هؤالء األشخاص يفضلون
وظائف مثل علم النفس ،واألنشطة االجتماعية ،والصحافة واألدب ،والفن واملسرح.
( )2االستيعاب (املتعلم) (املشاهدة والتفكير :)AC/RO -هو أسلوب تعلم يتكون من
مرحلتني :هما التصور املجرد واملالحظة االنعكاسية .واألشخاص يف هذا األسلوب من التعلم
غالبا يفضلون النهج املنطقي املوجز ،واألفكار واملفاهيم عندهم أكثر أهمية من الناس،
فيركزون على املفاهيم املجردة واألفكار يف أثناء تعلم شيء جديد ،ويشترطون تفسيرا واضحا
بدال من الفرصة العملية لفهم الشيء ،لديهم القدرة على فهم املعلومات بشكل واسع النطاق،
وتنظيمها يف شكل منطقي أكثر وضوحا ،وهم أقل اهتماما بالتعرف على اآلخرين ،ولكنهم
أكثر اهتماما باألفكار واملفاهيم املجردة ،وأكثر اجنذبا للمنطق والنظريات من النهج القائم
على القيمة العملية .هذا األسلوب من التعلم مهم للفاعلية يف املعلومات واملهن العلمية،
باإلضافة إلى االهتمام بالقراءة ،واحملاضرات ،واستكشاف مناذج حتليلية ،واحلصول على
الوقت الكايف للتفكير باألشياء .عادة يفضل هؤالء األشخاص وظائف لها عالقة بالتعليم،
وعلم االجتماع ،والقانون ،واملكتبات.
( )3التقارب (املتقارب) (القيام والتفكير :)AC/AE -هو أسلوب تعلم يتكون من
مرحلتني هما :التصور املجرد والتجريب النشط .واألشخاص يف هذا األسلوب من التعلم
غالبا يستطيعون حل املشكالت ،ويستخدمون تعلمهم إليجاد حلول للقضايا العملية األخرى،
ويفضلون املهام الفنية ،كما أنه ليس لديهم اهتمام بالتعرف على اآلخرين ،يتميزون بإيجاد
استخدامات عملية لألفكار والنظريات ،والتخطيط مبنهجية ،ويستطيعون حل املشكالت
واتخاذ القرارات من خالل إيجاد حلول للمسائل واملشكالت ،وأكثر اجنذابا للمهام الفنية
واملشاكل من القضايا االجتماعية أو التعامل مع اآلخرين ،يرغبون بتجربة أفكار جديدة
واحملاكاة والعمل بتطبيقات عملية .عادة هؤالء األشخاص يفضلون وظائف تتطلب القدرات
التكنولوجية ،ومن هذه الوظائف الطب والهندسة واالقتصاد وعلوم الكمبيوتر.
( )4التكيف (املتكيف) (القيام والشعور :)CE/AE -هو أسلوب تعلم يتكون من مرحلتني
-25-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
هما :التجربة امللموسة والتجريب النشط .واألشخاص يف هذا األسلوب من التعلم غالبا
ما يحتاجون إلى التدريب العملي ،ويعتمدون على احلدس بدال من املنطق ،ويعتمدون
على حتليل شخصيات اآلخرين ،ويفضلون النهج التجريبي والعملي ،وينجذبون للتحديات
والتجارب اجلديدة وتنفيذ اخلطط .هذا األسلوب من التعلم هو السائد بني عامة الناس .إذ
يكيفون أنفسهم دون مشاكل ،منفتحني األفق يف أثناء تعلم شيء جديد .وعادة يفضل هؤالء
األشخاص وظائف يف اإلدارة التربوية ،والتسويق ،واإلدارة العامة ،وإدارة األعمال واخلدمات
املصرفية.
اخلبرة امللموسة
التكيف التباين (Concrete Experience:
(العمل/الفعل واللمس )CE/AE - (اللمس واملشاهدة )CE/RO - )CE
اللمس/حس = Feeling
التصور املجرد
التقارب
االستيعاب (Abstract
(العمل/الفعل والتفكير AC/ -
(املشاهدة والتفكير )AC/RO - )Conceptualization: AC
)AE
التفكير = Thinking
ومن هنا جند أن التعلم الفعال يتحقق عندما يتقدم املتعلم من خالل دورة املراحل األربع
يف أسلوب التعلم )1( :وجود خبرة جتريبية ملموسة )2( .تليها مراقبة والتفكير يف هذه
التجربة )3( .مما يؤدي إلى تشكيل املفاهيم املجردة (حتليل) والتعميمات (االستنتاجات).
( )4التي هي بعد ذلك تستخدم الختبار فرضية يف حاالت مستقبلية ،مما أدى إلى اكتساب
خبرات جديدة.
ومن الناحية العلمية ،فقد أثبتت الدراسات بأن أساليب التعلم لها أثر إيجابي على جناح
-26-
الفصـل األول
اإلجنازات األكادميية لدى الطلبة (Metin, Yilmaz, & Coskun, 2011; Dunn & Dunn,
.)1978بل إن أساليب التعلم تعتبر حقائق يجب االستفادة منها من خالل استخدامها يف
عملية تصميم الدرس ،واختيار طرق التدريس املناسبة ،وذلك لتسهيل عملية تعلم الطلبة
ومن ثم حتقيق أهداف التعليم.
تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة هي عملية أكثر تعقيدا من عملية تعلم الطلبة
العاديني ،والسبب يف ذلك قدراتهم املتفاوتة واألقل من أقرانهم العاديني ،إضافة إلى
االحتياجات اخلاصة التي تتطلب توفير كل اخلدمات املناسبة لتسهيل عملية تعلمهم بطريقة
تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم .إن تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يعتمد على
معرفة القدرات واالحتياجات ،ولكن من األفضل التركيز على معرفة أساليب التعلم لدى
هؤالء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،لكي يتم التعامل مع كيفية تعليمهم بطريقة تتناسب
مع أفضل أسلوب يفضلونه يف تعلمهم املعلومات اجلديدة.
خصائص املتعلمني ذوي االحتياجات اخلاصة عادة ما تتضح من خالل التعثر الدراسي ،أي
أنهم يف مستوى تعليمي متدن مقارنة مع الطلبة العاديني يف نفس العمر واملرحلة الدراسية،
مما يبني أن الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يواجهون صعوبات يف التعلم األكادميي،
حيث من الصعب عليهم التقدم معرفيا ومهاريا (& Cawley & Miller, 1989; Deshler
.)Schumaker, 1986; Hughes & Smith, 1990كما أن الكثير من الدراسات -منها على
سبيل املثال ( -)Al-Shammari, Mohammed, & Al-Shammari, 2010أثبتت بأن زيادة
فرص التعلم األكادميي ستزيد من اإلجنازات لدي الطلبة .إن التعلم األكادميي هو التعلم
الذي تكون فيه عملية التعلم ترتكز على ما يراد أن يتعلمه املتعلم خالل موضوع الدرس.
-27-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
األنشطة
أسئلة الدراسة واملناقشة
يف الفصل األول مت وضع عدة أنشطة صفية ،منها اجلماعية والفردية ،جلميع الطلبة.
ويف هذا النشاط ال بد من اتباع اخلطوات التالية:
( )1عرف ما هو التدريس بشكل واضح ودقيق؟ ومن ثم صف التدريس من الناحية التاريخية؟
( )2حدد مع الشرح عناصر وخصائص التدريس الفعال؟
( )3اذكر خصائص معلم ذوي االحتياجات اخلاصة ؟
( )4أذكر أهمية تدريس ذوي االحتياجات اخلاصة؟
( )5قارن بشكل مختصر بني التدريس والتعلم؟
-28-
الفصـل األول
-29-
الفصـل الثاني
الــــدمـــــج
• املقدمة
• الدمج من النظرية إلى التطبيق
• الدمج تاريخيا
» »التربية اخلاصة والدمج :مفاهيم ومبادئ
» »ملاذا الدمج؟
» »أنواع الدمج
» »شروط جناح الدمج
» »كيفية تنفيذ الدمج يف املدارس العادية
» »البرامج التعليمية يف مدارس الدمج
» »تكييف البيئة الصفية يف مدارس الدمج
» »تأثيرات الدمج من منظور نتائج البحوث والدراسات
» »االجتاهات احلديثة يف الدمج
-32-
الفصـل الثاني
الفصـل الثاني
الــــدمـــــج
األهداف الرئيسية يف الفصل الثاني
يف نهاية هذا الفصل ،سيكون الطالب قادرا على أن:
( )1يتعرف على العالقة ما بني النظرية والتطبيق يف الدمج.
( )2يتعرف على الدمج والتغير التدريجي تاريخيا.
( )3يتعرف على أهم النتائج يف البحوث والدراسات املعنية يف الدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
( )4يحدد أهم املفاهيم واملبادئ يف الدمج والتربية اخلاصة واملقارنة بينهما.
( )5يناقش ملاذا وكيف وما هي األنواع والتأثيرات واألمناط التعليمية يف الدمج؟.
( )6يصف التوجهات احلديثة للدمج وشروط جناحه.
( )7يكيف البيئة الصفية لتتناسب مع وضع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج.
-33-
الفصـل الثاني
الفصـل الثاني
الدمج
املقدمة:
نناقش يف هذا الفصل الثاني عدة جوانب متعلقة بالدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس
العادية ،وسنبدأ بعرض العالقة ما بني النظرية والتطبيق يف الدمج ،وأهم التغيرات التاريخية قبل ظهور
نظام الدمج وأثناءه للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس العادية ،إضافة إلى معرفة العالقة ما بني
الدمج والتربية اخلاصة من حيث املفاهيم واملبادئ ،وملاذا الدمج؟ ،وما هي أنواع الدمج وشروط جناحه؟،
وكيفية تنفيذ الدمج يف املدارس العادية ،وصوال إلى البرامج التعليمية يف مدارس الدمج ،وكيفية تكييف
البيئة الصفية يف مدارس الدمج ،ودراسة تأثيرات الدمج من منظور نتائج البحوث والدراسات جتاه كل من
الطلبة العاديني والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،واالجتاهات احلديثة يف الدمج فيما يتعلق ببرامج إعداد
املعلمني للتدريس يف صفوف الدمج داخل املدارس العادية ،وأخيرا سنعرض بعض األنشطة التي تتضمن
أسئلة للدراسة واملناقشة يف احملاضرات.
-35-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
-36-
الفصـل الثاني
الفصـل الثاني
الــــدمـــــج
خلق الدمج كحركة وتوجه جدال كبيرا يف حقل التعليم ،خصوصا يف تعليم الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة يف املدارس العادية (Fuchs & Fuchs, 1994; McLeskey,
،)Hoppey, Williamson, & Rentz, 2004لذلك أصبح نهجا تعليميا عامليا
( .)Subotić & Anđić, 2014إن الدمج -من حيث املفهوم -نظام تعليمي يقصد به
احتاد التعليم اخلاص مع التعليم العام ،بغرض تقدمي خدمات تعليمية متنوعة تساعد جميع
الطلبة -مبن فيهم ذوي االحتياجات اخلاصة -على املشاركة يف جميع األنشطة التعليمية
داخل املدرسة ،والتعلم حسب قدراتهم واحتياجاتهم التعليمية ،ويتصل ذلك بخدمة الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة داخل البرنامج التعليمي العادي يف مدارس التعليم العام العادية،
مع توفير املتخصصني واخلدمات التعليمية والتربوية املساندة داخل صفوف الدمج يف
املدرسة وخارجها ،بدالً من وضع هؤالء الطلبة يف فصول خاصة مستقلة ومعزولة عن الطلبة
اآلخرين داخل املدرسة (;Rivera & Smith, 1997; Neary & Halvorsen, 1995
.)Arends, 2009أما من الناحية العملية ،جند أن الدمج إطار للتعليم الشامل يشترط
وضع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع أقرانهم العاديني يف نفس املدرسة العادية .لذلك
هناك مبادئ أساسية للدمج يجب مراعاتها عند وضع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع
الطلبة العاديني اآلخرين للحصول على التعليم املناسب يف مدارس العادية ،تتمثل يف:
( )1وضع اإلجراءات القانونية لضمان حقوق الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ومنع
التحيز ضدهم ،أو استبعادهم من التعليم العام.
( )2تعزيز العدالة االجتماعية.
( )3تكييف املناهج والطرائق واملواد والوسائل التعليمية املناسبة وتطويعها وتقدميها،
الداعمة لقدرات واحتياجات الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
( )4تعزيز الثقافة الداعمة للتعلم من خالل تشجيع التعاون حلل املشكالت التي يواجهها
الطلبة ذو االحتياجات اخلاصة يف املدارس العادية.
-37-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التربية اخلاصة -من حيث املفهوم -برنامج تعليمي يشمل جملة من األساليب املنظمة،
بهدف حتقيق احلد األقصى واملمكن للنجاح على املستوى الفردي واألكادميي للطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة ،مبا تتضمنه املشاركة الفعالة يف جميع األنشطة التعليمية واملجتمعية،
مع توافر فرص النمو والتعلم بشكل مناسب ،كما تتطلب وضع نظام تعليمي خاص يشترط
توافر اخلدمات والوسائل التعليمية ،مبا فيها املواد واملعدات اخلاصة والتكنولوجية التي
تساعد على تنفيذ الطرق التعليمية اخلاصة ،مع وجود إجراءات تعليمية وعالجية تتناسب
مع احتياجات وقدرات الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة .وللتربية اخلاصة مبادئ أساسية
يشترط االلتزام بها عند تقدمي اخلدمات التعليمية للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة تتمثل
يف:
ثانيا :تقدمي برامج تربوية فردية تتضمن معرفة مستوى األداء احلالي وحتديده لكل
طالب من ذوي االحتياجات اخلاصة ،وذلك من خالل حتديد كل من:
( )1معلم التربية اخلاصة (معلمهم الذي يتعامل معهم مباشرة ومع أولياء أمورهم ،ويعمل
مع اختصاصيني آخرين ،وضمن مهامهم كفريق التعرف على اخلصا ًئص النمائية
لهؤالء الطلبة).
( )2املعالج النفسي أو أخصائي علم نفس.
-38-
الفصـل الثاني
إن معرفة ما هو الدمج وفهم النظرية وراء مفهوم «الدمج» يوضح القصد نحو «التطبيق»
لفكرة الدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس العادية .والدمج –كمفهوم -يعبر
عن االلتزام يف تعليم كل طالب إلى أقصى حد مناسب يف املدارس العادية .كما أن فكرة
الدمج -إلى حد بعيد -تعتبر «نظرية جديدة» يف حقل التعليم ،حيث إن املقصود منها هو
التغير التعليمي والتغير االجتماعي الذي طرأ يف البرامج واملؤسسات التعليمية املعنية يف
تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
ومن حيث النظرية ،فإن النظريات يف التعليم بشكل عام وضعت مبادئ حول التعلم
-39-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
والتعليم ،وفيما يلي سنعرض أهم النظريات يف التعليم من مختلف التوجهات ،من املدرسة
السلوكية ،واملدرسة املعرفية ،واملدرسة البنائية ،وذلك بهدف معرفة األساس العلمي وفقا
للنظريات الداعمة لالستراتيجيات والطرق التعليمية كقواعد ومعايير للتطبيق يف عمليتي
التعلم والتعليم يف مدارس الدمج لذوي االحتياجات اخلاصة:
أوال ،املدرسة السلوكية حيث النظريات التي ترتبط مباشرة بــ أن التعلم هو التغير
يف السلوك امللحوظ والناجت عن اخلبرة .ومن هنا نرى أن األساس وجد يف نظرية التعلم،
والتي أسسها ثورندايك ( ،)1931 ,1913 ,1911 ,1898حيث ترتكز على تعزيز النتائج
السلوكية بناء على قانون التأثير الذي وضعه ،وحتديدا كيفية تأثير السلوكيات السابقة على
حدوث السلوك يف املستقبل .لذلك فإن نظرية التعلم أيضا حددت أن االستجابات السلوكية
من املمكن تعلمها وتكرارها إذا مت مكافأة السلوك ،وكذلك تختفي يف حال عدم مكافأتها.
فيما بعد ظهرت نظريات التعلم السلوكية ،التي من أبرز مؤسسيها بافلوف ( )1927وسكنر
( ،)1974حيث ترتكز على أساس ثابت وهو أن التعلم هو تغير يف السلوك امللحوظ والناجت
عن االستجابات للمثيرات اخلارجية يف البيئة .كما أتت مؤخرا نظرية تعلم املنهجية ،التي
أسسها الشمري وياكي ( ،)2011التي ترتكز على أن التعلم يكتسب ويتكرر من خالل التعلم
داخل بيئة محكمة صممت لهذا الغرض ،حيث يوضع بها املتعلم لفترة من الزمن ،وبالتالي
فإن مبادئها تشير إلى أن الطالب :يتعلم من خالل االنخراط يف التعلم املنهجي الفردي
واجلماعي بناء على اإلدارة الصفية املخطط لها باخلبرة ،ويتعلم مبنهجية املواد القائمة على
استخدام اخلبرات التعليمية املستفادة منها التي مت استيعابها مسبقا ،ويعيد النتائج املتوقعة
على أساس التعلم املنهجي املبنية على إستراتيجيات إدارة الصف التي مت جتربتها.
ثانيا ،املدرسة املعرفية ،حيث ترى أن التعلم هو عملية عقلية تتمثل باستخدام الذاكرة،
والدافعية والتفكير ،وان االنعكاسات تلعب دورا رئيسيا يف التعلم .لذلك يرى املنظرون
اإلدراكيون أن التعلم عملية داخلية ،وأن محتوى التعلم يكون بقدر سعة معاجلة املعلومات
وعمقها لدى املتعلم ،وعلى بنية املعلومات لديه .ومن هنا جند أن نظريات التعلم املعرفية،
التي من أبرز مؤسسيها هو جان بياجيه ( ،)1960 ,1920ترتكز على دراسة النمو العقلي
لدى األطفال ،وأن التعلم هو التعلم القائم على املعنى ذي الداللة ،الذي ينشأ عن التأمل
والتروي ،ويحتاج إلى التعزيز الذي ينبع من أفكار املتعلم ذاته ،وأن التعلم عملية بناء أكثر من
اكتشاف ،حيث أشارت إلى منظورين أساسيني هما :أن البنية العقلية هي عبارة عن حالة
التفكير التي توجد لدى الفرد يف مرحلة من مراحل منوه ،وأن الوظيفة العقلية هي عبارة عن
-40-
الفصـل الثاني
العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها .فيما مبادئ
نظرية التعلم املعرفية لدى بياجيه قد حددت أن التعلم حالة خاصة من حاالت النمو ،والنمو
عملية زيادة يف الوعي بني الطفل ومحيطه ،واإلدراك احلسي موجه من قبل عمليات عقلية
عليا هي ذاتها ليست وليدة أشكال سابقة لها ،والتعلم عملية خلق عضوية وليست عملية
تراكم آلية ،وكل مفهوم مكتسب ينطوي على استدالل ما ،واألخطاء التي يرتكبها املتعلم ليست
يف الغالب نتيجة عدم انتباه؛ بل نتيجة لشكل أولي من التفكير االستداللي ،والتعلم القائم
على الفهم يتطلب تنظيماً ذاتياً نشطاً ،والتعلم القائم على املعنى يتم عندما يزيل تناقضاً بني
التوقعات والنتائج ،والتعلم القائم على املعنى يحدث عن طريق نفي مستويات فهم سابقة
غير كاملة ،وجميع أشكال النفي يبنيها الفرد ذاته ،وليست نتاجاً آلياً للتغذية الراجعة من
البيئة .كذلك ظهرت نظرية تعلم معرفية أخرى ،حيث اشتهرت بنظرية برونر ،والتي ترتكز
على عمليتي التعليم والتعلم .وهنا نرى أن برونر يبدى اهتماماً كبيراً بنمو القدرات املعرفية
لدى الطفل كما فعل بياجيه ،حيث يرى أهمية النضج والبيئة وتأثيراتها اجلوهرية على النمو
العقلي املعريف للمتعلم .ولكن ما مييز نظرية برونر أنها أعطت وزناً أكبر ملسؤولية املدرس
(املعلم) ،حيث يعد مسؤوالً عن نواجت التعلم ومخرجاته أكثر من مسؤولية املتعلم .لذلك يرى
برونر أن التعلم يتضمن ثالث عمليات ،وأن مواقف التعلم تستلزم تأكيداً لهذه العمليات
بدرجات مختلفة من حيث االكتساب ،والتحويل ،والتقومي .كما أن أمناط التعلم عند برونر
يف نظرية التعلم املعرفية هي التعلم بالعمل ،والتعلم األيقوني أو التصويري ،والتعلم الرمزي
(الزعبي.)1428 ،
ثالثا ،املدرسة البنائية ،حيث أعطيت هذه التسمية ملجموعة من وجهات النظر ما بني
نظريات التعلم اإلدراكية واإلنسانية ،لذلك أساسها ينطلق من نظريات التعلم يف املدرسة
املعرفية .كما تنقسم إلى نظريات التعلم )1( :البنائية املعرفية (للعالم بياجيه) ،وهي التي
تركز على كيف يفهم املتعلم األشياء من حيث مراحل النمو وأمناط التعلم )2( ،والبنائية
االجتماعية (للعالم فيجوتسكي) ،وهي التي تركز على كيف أن املعاني واملفاهيم تنمو من
اللقاءات االجتماعية .لذلك تعد املدرسة البنائية من أهم التوجهات يف العصر احلديث
نحو التعليم الذي ينادي بها املنظرون والباحثون يف حقل التعليم .إن املدرسة البنائية تنظر
إلى البعد االجتماعي بأنه ذو أهمية يف عملية إحداث التعلم من خالل املالحظة واملعاجلة
والتفسير والتأويل واملوائمة أو التكييف للمعلومات ،بناء على البنية املعرفية لدى املتعلم،
يف سياقات حقيقية واقعية وتطبيقات مباشرة ،لتحقيق املعاني والفهم لدى املتعلم .لذلك
-41-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
يرى املنظرون يف املدرسة البنائية أن املتعلم هو محور عملية التعلم ،بينما يلعب املعلم دور
امليسر واملشرف على عملية التعلم؛ بل إنه يجب أن تتاح الفرص للمتعلم بشكل رئيسي لبناء
املعرفة ،أفضل بكثير من استقبال املعرفة من خالل التدريس ،أو التركيز على دور املعلم يف
عملية التعلم .ومن هنا جند أن نظريات التعلم البنائية -ومن حيث املنظور البنائي املعريف
التي من أبرز مؤسسيها بياجيه ( -)1960تؤكد على فكرة أنه ما يحصل يف العقل يجب
أن يكون قد مت بنائه بالفرد عن طريق املعرفة باالكتشاف ،مع التركيز على عملية التمثيل
والتكييف للمعرفة ،ويكون اإلحساس باملعنى متالزما مع التفسير الذاتي للمتعلم ،وكذلك من
املنظور نفسه يرى جون ديوي ( )1981 ,1910أن التعلم عملية نشطة للبناء وليست اكتسابا
للمعرفة ،وأن املعرفة ال تقتصر على احلالة العقلية؛ بل تتجاوز ذلك إلى اخلبرة يف عالقات
األشياء ببعضها من خالل النشاط واخلبرة ،ويف ربط األشياء ،التي يتم فيها التفاعل مع
البيئة ،مبا فيها الشق االجتماعي .أما من حيث املنظور البنائي االجتماعي -التي من أبرز
مؤسسيها فيجوتسكي ( -)1962فيُؤكد فيها على الدور االجتماعي ،ملا له من تأثير يف
التطوير املعريف من خالل التعلم والتفاعل ما بني األطفال مع اقرانهم ومع اآلباء واملعلمني،
ولهذا يرى فيجوتسكي أن التعلم هو عملية تعاونية ،كما أنه مييز بني مرحلتني من مراحل
النمو لدي املتعلم ،وهي أن )1( :مستوى التطور الفعلي للمتعلم هو مستوى التطور الذي
وصل إليه هذا املتعلم بالفعل ،وهو املستوى الذي يكون املتعلم فيه قادرا على حل املشكالت
بشكل مستقل )2( ،مستوى التطور احملتمل هو مستوى التطور الذي يكون املتعلم فيه قادرا
على الوصول بتوجيه من املعلمني ،أو بالتعاون مع أقرانهم ،أي أنه املستوى الذي يحدث فيه
التعلم .كذلك وضع فيجوتسكي وطور نظريات يف التعليم ترتكز على التشخيص والتثقيف
والتأهيل لألطفال ذوي اإلعاقة اجلسدية والعقلية ،إال أن بعض من أعمال فيجوتسكي يف
مجال التربية اخلاصة لم يتم تقديرها يف الغرب ،على الرغم من أنه صاغ منوذجا إنسانيا
رمبا يكون األكثر تفردا وشمولية للتربية اخلاصة يف القرن العشرين (.)Gindis, 1995
وانتقاال من النظرية إلى التطبيق يف التعليم ،وخصوصا دمج الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة يف مدارس التعليم العام العادية ،فإنه من الضروري العمل على تصميم منوذج
تعليمي يقدم للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة وتنفيذه وتقوميه ،بحيث يسمح ملدارس التعليم
العام بتطوير الهياكل واملمارسات التي تستجيب على أكمل وجه لتنوع الطلبة .كما يجب أن
يقوم النموذج التعليمي للدمج على مبادئ رئيسية هي :ترسيخ القبول االجتماعي لألشخاص
ذوي االحتياجات اخلاصة لدى اآلخرين يف املدارس العادية ،وتكييف املناهج ،وتصميم طرق
-42-
الفصـل الثاني
التدريس املناسبة لتعليم وتعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وتقومي مخرجات التعلم
للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،بهدف التحسني املستمر ملخرجات التعليم يف مدارس
الدمج ،والتطوير املستمر ملعلمي الدمج وبرامج إعدادهم ،والتعاون بني األسرة ومدارس
الدمج لتحقيق مزيد من التقدم واإلجناز يف مستوى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
• الدمج تاريخيا
تاريخيا ،وقبل بداية منتصف القرن املاضي ،كان الطلبة يف املدارس العادية ممن يعتبرون
من ذوي االحتياجات اخلاصة يتلقون تعليمهم يف الصفوف العادية كغيرهم من الطلبة العاديني
يف املدارس العادية .ومع تقدم العلوم والبحوث التربوية ،وتزايد االهتمام العاملي بإيجاد
نظم وبرامج تعليم خاصة لتعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،فقد ظهرت العديد من
التغيرات اإليجابية التي طورت نظام التعليم واخلدمات التربوية الداعمة واملساندة لهؤالء
وحسنت من جودتها.
ّ الطلبة من ذوي االحتياجات اخلاصة
وعلي أثرها ظهر التغير التدريجي يف الفلسفة التربوية جتاه هذه املسألة ،فشهد العالم يف
سبعينات القرن املاضي ما يسمى بحركة التطبيع ،التي تنادي بدمج الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة يف مدارس التعليم العام العادية ،وهذا من منطلق مساواة الطالب ذي االحتياجات
اخلاصة باآلخرين .إن حركة التطبيع جاءت كرد فعل ضد حياة العزل أو االستثناء لهؤالء
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ومن ثم جنم عنه ظهور مفاهيم أخرى ،على سبيل املثال
ما يسمى بتعارض اإليواء ،حيث جاءت املطالبة بإيجاد مدارس تعليمية عامة أقل تقييدا،
فكانت (املدارس للجميع) من دون استثناء أي أحد ضمن مفهوم دميقراطية التعليم بصفته
حقا لكل إنسان ،بصرف النظر عن وضعه الصحي أو العقلي.
ويف املشهد العاملي األكثر اتساعا وتعميما ساعدت اليونسكو (،)UNESCO, 1994
يف ترسيخ فكرة الدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف فصول دراسية داخل مدارس
التعليم العادية؛ بل لعبت دورا مؤثرا فيه ،فقدمت الدعم لضبط البرامج واألنشطة واخلدمات
التعليمية املقدمة للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وكان من ذلك مشروع لتعليم الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة يف الصف الدراسي العادي ،ضمن إستراتيجيات تطوير التعليم يف
مدارس الدمج ،وأسمت ذلك مبدرسة اجلميع ،يف سعيها لتحقيق هدفني أساسيني هما:
أوال :إيجاد احلل للصعوبات التعلمية الناجمة عن تفاعالت متبادلة ومعقدة تتصل باملتغيرات
على املنهج الدراسي ،والتنظيم املدرسي ،وكفاءة املعلمني ،وخبرات الطلبة ،وأمناط التعلمية.
-43-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
ثانيا :تصميم موارد تعليمية عامة إلعداد املعلمني للعمل مع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
يف الفصل الدراسي العادي ،واعتنت مبنهجية تدريب املعلمني ،وركزت على استمرار عملية
التدريب من مرحلة ما قبل اخلدمة إلى مرحلة التدريب أثناء اخلدمة ،وكذلك تراكم اخلبرة
العملية بإشراف وتوجيه مدربني ذوي كفاءة ،وإدراك االحتياجات التعلمية اخلاصة غير
املرئية جلميع الطلبة ،وتطبيق املناهج وأساليب التدريس مبرونة لتالئم احلاجات التعلمية
الفردية للطلبة ،والتركيز على مبدأ املساعدة الذاتية لتطوير مهارات التقييم الذاتي كوسيلة
لتحسني أداء املعلمني ،وتشجيع التعاون بني املعلمني يف املدرسة ،وتشجيع املشاركة مع
اآلخرين لتنفيذ األنشطة التعليمية.
• لماذا الدمج؟
خالفا ملفهوم الدمج فإن العزل أو استبعاد الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة من احلصول
فرص التعليم املساوية للتعليم الذي يقدم للطلبة العاديني بحد ذاته تعد على القانون الدولي
وانتهاكا حلقوق اإلنسان .إن السبب وراء الدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس
العادية يف جوهرة التزاما مبوجب القانون الدولي ،فضال عن الوسائل التي ميكن بها الوفاء
وااللتزام بالقانون جلعل التعليم يف متناول جميع الطلبة ،مبن فيهم الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة ،دون التمييز بينهم وبني اآلخرين من الطلبة العاديني .إن الدمج يترجم مفهوم
التعليم الشامل من خالل وضع نظام تعليمي ليس املقصود منه التعليم فحسب؛ بل النهج
واملوقف السليم الذي يعالج حاجات التعلم ،ويسمح ألكبر الفرص التعليمية املمكنة لكافة
املتعلمني ،خصوصا الطلبة ذوو االحتياجات اخلاصة؛ بل إن الدمج مينع اإلقصاء ،ويشجع
جميع الطلبة من ذوي االحتياجات اخلاصة على املشاركة والتفاعل يف بيئة تعليمية مناسبة
للجميع.
ومن منظور تربوي علمي فقد بدأت مسألة التغير يف التوجهات نحو دمج الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة بسبب قابلية التعليم ،التي أدت إلى التغيير يف نظم التصنيف املعتمدة
لإلعاقات أو الفئات اخلاصة ،لذلك ساعدت النتائج العلمية للدراسات والبحوث التربوية يف
التغير نحو تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة وتدريبهم يف األوضاع التعليمية العادية أو
القريبة منها ،كذلك استجدت عوامل أخرى أدت إلى التغيير جراء سن التشريعات القانونية،
بعد جلوء العديد من املنظمات وجمعيات املجتمع املدني بدعم من أسر وأقارب الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة وتدخلها ،وتعزيز ذلك من خالل نتائج الدراسات العلمية التي وضحت
-44-
الفصـل الثاني
الفوائد اإليجابية ذات الفاعلية والتأثير املترتب على دمج الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
يف مدارس التعليم العام العادية.
• أنواع الدمج
الدمج ينقسم إلى عدة أنواع مختلفة من حيث املضمون واحملتوى ،لكنها متشابهة من
حيث النوعية من التعليم وفقا لنظام تعليم يعتمد على مبادئ وسياسات وإجراءات تعليمية
محددة ،باإلضافة إلى توفير خدمات تعليمية مختلفة تساعد يف حتقيق األهداف الرئيسية
لتعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس التعليم العام العادية .والدمج له عدة
مناذج ،ما بني الدمج العام والدمج الكلي أو الدمج اجلزئي ،كما سيتم وصفها فيما يلي.
أوال :الدمج العام وهو عملية وضع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف بيئة التعليم
العام ،والصفوف الدراسية العادية ،دون تقدمي اخلدمات الداعمة واملساعدة ملعلم التعليم
العام خالل عملية تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وهذا النوع من الدمج ال ينصح
به حاليا ،وذلك لسبب وجيه ،وهو أن الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ال يتلقون الدعم
واملساعدة يف الصفوف الدراسية العادية ( .)Kasser & Lytle, 2005لذلك يف نظام
الدمج العام جند أن الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة سيقضون اليوم الدراسي كامال مع
أقرانهم من الطلبة العاديني دون تقدمي الدعم واملساعدة.
ثانيا :الدمج الكلي وهو نظام تعليم يتم من خالله وضع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
يف الصفوف الدراسية العادية (Kavale 2002; Zigmond, Kloo, and Volonino
،)2009حيث يتم تدريسهم من قبل معلم التعليم العام مع تقدمي الدعم واملساعدة ،كما
يتطلب املشاركة الكاملة يف املناهج الدراسية واألنشطة مع الطلبة العاديني خالل فترة اليوم
الدراسي من بدايته إلى نهايته بشكل يومي خالل السنة الدراسية (Thomas & Loxley,
.)2007لذلك فإن الدمج الكلي يشترط تدريس “جميع املواد” التي يتعلمها الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة يف صف دراسي عادي ،مع توفير الدعم واملساعدة وفقا لقدرات
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة واحتياجاتهم.
ثالثا :الدمج اجلزئي وهو نظام تعليم يتم من خالله وضع الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة يف وحدة خاصة تتكون من الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة فقط ،بحيث يقضون
جزءا من اليوم الدراسي يف الصف الدراسي العادي مع الطلبة العاديني (& Thomas
-45-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
.)Loxley, 2007وحتديدا فإن الدمج اجلزئي يشترط تدريس “بعض املواد” للطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة من قبل معلم التعليم العام يف الصف الدراسي العادي ،كما أن الدمج
اجلزئي ينقسم إلى نوعني هما )1( :غرفة املصادر ،وهي الصف الدراسي الذي يتعلم فيه
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة بشكل فردي حسب احتياجاتهم وقدراتهم ،مع تقدمي الدعم
واملساعدة )2( .الصف املستقل ذاتيا ،وهو الصف الدراسي املستقل عن صفوف التعليم العام
العادية ،حيث يوضع عدد من الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف صف مستقل ذاتيا مشابه
لصفوف التربية اخلاصة ،ولكن ضمن مدارس التعليم العام العادية.
جناح الدمج يف مدارس التعليم العادية يعتمد على التخطيط للعمل اجلماعي جلميع
الفرق داخل املدرسة ،مع االلتزام بالعمل واخلطط ،والتنفيذ من خالل وضع آلية مرنة
تتناسب مع املصادر املتاحة يف املدرسة ،لتحقيق تعليم شامل ونوعي يخدم احتياجات الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة ( .)Walther-Thomas et al., 2000, 1996; 1997aلذلك
توجد ضوابط وشروط يجب حتقيقها لضمان جناح الدمج يف املدارس العادية ،منها مايلي:
( )1التخطيط املبكر للدمج يف املدارس العادية من منظور التعليم الشامل واملصادر واملوارد
املتاحة ،الستغاللها على أكمل وجه ،وطلب املزيد يف حال احلاجة.
( )2تشكيل الفرق الرئيسية للعمل على التخطيط والتنفيذ واملتابعة ،مع مراعاة املبادئ
الرئيسية للتعليم الشامل يف مدارس الدمج ،إضافة إلى التزام املعلمني يف صفوف
الدمج على العمل كأحد األعضاء الفاعلني ضمن فريق متعدد التخصصات يف مدرسة
الدمج ،واتباع توصيات من جميع الفرق.
( )3التخطيط التعليمي فيما يتعلق باخلبرات التعلمية الفردية ،مع مراعاة مواطن القوة
والضعف لدى الطلبة انفراديا.
( )٤جتنب استخدام املمارسات التجريبية املعتمدة على احملاولة واملالحظ؛ بل يجب
استخدام مناذج البرامج واملناهج والتدريبات املثبتة علميا وفقا لتوصيات ونتائج
الدراسات والبحوث العلمية ،لكي تتجنب الوقوع يف األخطاء أثناء إعداد عملية الدمج
والتخطيط لها وتنفيذها.
( )٥نسبة الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف الدمج ال تقل عن %10من حجم
-46-
الفصـل الثاني
سعة الفصل ،أو تقسيم الصف الدراسي حسب حجم الصف إلى مكونات رئيسية
منها :الطلبة ذوي األداء العالي ،والطلبة ذوي األداء املتوسط واآلخرين ،والطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة ،حيث تكون نسبة الطلبة ذوي األداء العادي متناسبة مع نسبة
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،مع مراعاة مستوى النمو الذهني لدى الطالب وليس
عمره الزمني عند الدمج مع الطلبة العاديني األصغر سناً منه ،لتخفيف التباين وتقليل
الفروق فيما بينهم.
( )٦االلتزام باملشاركة والتعاون مع أولياء األمور عند التخطيط والتنفيذ لبرامج الدمج،
للمتابعة أثناء تعليم أبنائهم يف املنزل ،إضافة إلى العمل على تغيير توجهات املعنيني
بتنفيذ الدمج يف املدرسة ابتداء من املعلمني والطلبة واألسرة وأولياء األمور ،لتكون
أكثر واقعية وإيجابية.
• كيفية تنفيذ الدمج في المدارس العادية؟
تتطلب عملية تنفيذ الدمج بشكل مناسب متوافق مع األطر العلمية الصحيحة يف التعليم
الشامل توافر امليزات األساسية للدمج الفعال .وهذه امليزات تعتبر القاعدة األساسية لنجاح
برامج التعليم الشامل لدمج الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،كما أنها تساعد يف قيادة
صناع القرار يف املدارس الفعالة جتاه الدمج .وتتلخص هذه امليزات األساسية بوجود:
( )1الثقافة التعاونية )2( ،القيادة املشتركة )3( ،الرؤية املتماسكة )4( ،التخطيط الشامل،
( )5املوارد الكافية )6( ،التنفيذ املستدام )7( ،التقييم والتحسني املستمر .ومن هنا يأتي
دور هذه امليزات األساسية يف مساعدة املعنيني على كيفية تنفيذ الدمج بشكل فعال يف
املدارس العادية ذات النظام التعليمي العادي ،حيث إن عملية تنفيذ الدمج تتطلب العمل على
حتقيق إجراءات محددة يف املدارس تتمثل يف مايلي (Walther-Thomas, Korinek,
:)Mclaughlin, Williams, 2000
» »أوال :بناء فرق متعددة علي مستوى املدرسة لتحقيق هذا األمر ،فإنه يجب على اإلدارة
يف املدرسة أن تبدأ باختيار أعضاء ذوي مكانة علمية وخبرة لتأسيس مجلس القيادة
يف املدرسة ،الذي يجب أن يتألف من بعض املعلمني واإلداريني وأعضاء من املجتمع.
ويشتق من هذا املجلس عدة فرق على مستوى املدرسة ،حيث تتضمن قيادات إدارية يف
املدرسة ،ومعلمني أكفاء متحمسني (معلمي تربية خاصة ،ومعلمي تربية عادية ،وأفراد
اخلدمات ذات الصلة) ،وممثلي املجتمع الداعم (أولياء األمور ،قيادات من املجتمع،
-47-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
ممثلي الشركات التجارية) ،وممثلي الطلبة .وتكون إحدى هذه الفرق مسؤولة عن
القيادة والتخطيط على مستوى املدرسة ،وتعمل على وضع اخلطط الشاملة املبنية علي
االحتياجات واملوارد والقيم ،فنجدها تتابع عن قرب كل مسائل الدمج من سياسات
وإجراءات ،بهدف التأكد من أن كل هذه اخلطط تتوافق مع اخلطة الرئيسية للمدرسة.
وتساعد فرق التخطيط للدمج يف حتديد الدمج وإزالة الغموض عنه ،وتصحيح املفاهيم
اخلاطئة ،وحل مشكلة القضايا التي تظهر بشكل تلقائي .لذلك فإن هذه الفرق تعمل
على التخطيط واملراقبة جلهود التنفيذ املبدئية للدمج ،كما تقدم كل املعلومات والنماذج
املناسبة ،إضافة إلى تشجيع العاملني يف برامج الدمج يف املدرسة .كما ال تستغني
جميع هذه الفرق يف مدرسة الدمج عن الدور الفعال واإليجابي ملدير املدرسة ،ملا له
من تأثير على توجهات وقناعات وممارسات املعلمني يف املدرسة.
» »ثانيا :البداية يف التخطيط املبكر للسنة الدراسية القادمة ،فعملية التخطيط للدمج
ليست بالسهلة ،حتى للفرق ذات اخلبرة ،والسبب أنه ال توجد صيغة منوذجية دقيقة
التباعها عند التخطيط للدمج يف املدرسة العادية ،لهذا كل مدرسة تختلف عن األخرى
يف اخلطيط للدمج ،لكن هناك أمور يجب وضعها يف االعتبار عند التخطيط للدمج،
مثل احتياجات الطالبة ،واملهارات االحترافية ،واملوارد احملتملة .ولهذا السبب يجب
على فرق التخطيط أن تبدأ مبكرا ،حتديدا يف ديسمبر أو يناير من نفس السنة
الدراسية للتخطيط للسنة الدراسية القادمة ،خصوصا يف املدارس التي تطبق الدمج
ألول مرة .إن عملية التخطيط املبكر ،فيما يتعلق باإلحالة للطلبة وتوفير اخلدمات
الداعمة الضرورية ،تقود إلى التأكد من جناح برامج الدمج لفترات طويلة على املدى
البعيد يف املدرسة .بإضافة إلى أن التخطيط املبكر يعطي متسعا من الوقت لكي
تُصنع القرارات التي حتتاج ألفضل الفرص للتواصل ،والعصف الذهبي اإلبداعي،
وحل املشكالت بفاعلية .كذلك فإن التخطيط املبكر يساعد على ترتيب االجتماعات
البناءة خالل شهري مارس وأبريل مع أفراد األسرة خالل مرحلة اإلعداد لبرامج
التعليم الفردي للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج .ومن هنا جند أن
دور فريق التخطيط املبكر يتضح يف عملية جمع املعلومات مبكرا ،وعرض احتياجاتهم
لإلدارة املدرسية يف بداية شهري فبراير أو مارس ،قبل بداية السنة املالية للمنطقة
التعليمية ووزارة التربية.
» »ثالثا :تعيني املشاركني القادرين واملؤهلني للعمل يف مدارس الدمج ودعمهم ،ويف هذا
-48-
الفصـل الثاني
اإلجراء جند أن املدارس اجلديدة حتديدا يف تطبيق الدمج ألول مرة تقوم بتعيني
املؤهلني من أصحاب اخلبرات واإلجنازات ليكونوا منوذجا مؤثرا على باقي املعلمني
يف املدرسة ،وعادة يتم اختيار من عملوا مع بعضهم مسبقا ،وحققوا جناحا يف برامج
الدمج يف مدارس أخرى ،ويعود السبب يف ذلك إلى أن هؤالء اخلبراء يستطيعون العمل
بكل سهولة ومرونة علي حتقيق جناح آخر يف مدرسة الدمج اجلديدة ،وخصوصا أن
التعاون الفعال بني املعلمني من أول مرة يعد عمال صعبا.
» »رابعا :توفير التطوير املهني املستمر ،فالكثير من برامج إعداد املعلمني لم تقدم فرصا
كافية للمعلمني للحصول على املهارات الالزمة لتعاملهم مع بعضهم بعضا ،وهذا
اإلجراء سيكون مناسبا للمعلمني يف حال أن كان االختيار لالنضمام لبرامج التطوير
املهني حسب احتياجات املعلمني ،خصوصا أن املعلمني ذوي اخلبرة سيتواجدون يف
هذه البرامج االحترافية للتطوير املهني للمعلمني ،ويقدمون النماذج االحترافية املناسبة
من تدريبات ومهارات ومعرفة يحتاجها املعلمون اجلدد أو ذوو اخلبرات احملدودة يف
التعامل والتعاون مع اآلخرين علي تنفيذ الدمج يف املدرسة.
» »خامسا :إنشاء قوائم الفصول الدراسية املتوازنة ،وعادة يكون عدد الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة متفاوتا من فصل إلى آخر ،لذلك يجب أن يتم توزيع الطلبة يف
الصفوف الدراسية داخل املدرسة بطريقة تضمن النسبة الطبيعة ما بني الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة والطلبة العادين بنفس الصف الدراسي ،وتتطلب عملية توزيع
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف الدمج مراعاة وجود مزيج منوذجي غير
متجانس من الطلبة القادرين على تأدية األعمال يف مستويات مختلفة ،أو الذين لديهم
احتياجات ومواهب فريدة من نوعها ،ومن املمكن أن يتعلموا معا حتت إشراف معلمني
مبدعني وداعمني لهم .وغالبا ما تكون نسبة الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مقاربة
لنسبة الطلبة ذوي األداء العالي ،لكن تكون نسبة الطلبة ذوي األداء العادي أكثر من
نسبة الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة والطلبة ذوي األداء العالي ،بحيث تشكل ما
يقارب نصف العدد من جميع الطلبة يف صفوف الدمج.
» »سادسا :توفير جدول لفترة التخطيط التعاوني ،هذا اإلجراء يعد واحدا من أهم
املركبات يف جناح التعاون بني أعضاء الفريق الواحد ،ملا له من تأثير مباشر على
مشاركة املعلومات فيما بينهم ،ومراقبة تقدم الطلبة وتتبعه ،وكيفية حل املشكالت
-49-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
تكييف البيئة التعليمية داخل الصف ضرورية يف عمليتي التعليم والتعلم ،خصوصا يف
مدارس الدمج .إن إدارة الصف أثناء عملية التعليم وضبط سلوك الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة أثناء عملية التعلم وما يتخللها من أنشطة تتطلب حدوث تغييرات تضمن تكييف
البيئة الصفية بشكل مناسب لكل من املعلم والطلبة يف صفوف الدمج ،وإن الهدف من
التكييف للبيئة الصفية هو خلق التوازن بني جميع املكونات يف صفوف الدمج ،كذلك عملية
التكييف للبيئة الصفية يف صفوف الدمج ال تعني السماح باختصار املنهج أو تخفيف سرعة
الدرس ،لذلك من املهم جدا لضمان تكييف البيئة الصفية بشكل مناسب أثناء التعلم والتعلم
يف صفوف مدارس الدمج توافر العناصر التالية:
( )1تعديل أساليب التدريس ،متضمنة تقدمي التعليمات مكتوبة ولفظية ،بحيث يستطيع أن
يراها ويسمعها ويقرأها بشكل واضح كل الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
( )2حتليل املهام التعليمية اجلديدة وجتزئتها إلى عناصرها األساسية ،وحتديد كل عنصر
منها خطوة خطوة وبطريقة منهجية.
-50-
الفصـل الثاني
( )3ربط خبرات التعلم السابق بتعلم املواضيع اجلديدة ،لتمكني الطالب من سهولة فهم
املعلومة وترميزها وحفظها يف ذاكرته الطويلة ،واسترجاعها عند احلاجة إليها.
( )4تعديل معايير التصحيح وتوزيع الدرجات بشكل واضح ودقيق بالتفصيل.
( )1توزيع املساحة واستغاللها يف غرفة الصف بشكل يتناسب مع حاالت الطلبة وطبيعة
املوضوعات الدراسية.
( )2وضع قائمة بأسماء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة حسب مستوى األداء والقدرات
واالحتياجات ،ومن ثم العمل على وضعهم يف مجموعات تتناسب مع حالة كل منهم
وموضوعات الدروس.
( )3حتديد أماكن محددة يف غرفة الصف الستخدامها بشكل دائم يف أغراض تعليمية
جماعية وفردية.
» »ثالثا ،التعديالت يف قوانني الصف:
( )1وضع قوانني صفية إلدارة سلوك الطلبة ،بحيث تضمن استمرار السلوك املناسب
واملرغوب به.
( )2توفير فرص استجابة ذات طرق مختلفة لتفعيل الترميز والعملية املعلوماتية يف الذاكرة.
( )3خلق بيئة صفية تتفهم الطلبة وتتقبلهم على اختالف قدراتهم ومستوياتهم.
هناك تفاوت بني وجهات النظر وآراء الباحثني بني مؤيد ومعارض للدمج ،بالنسبة
للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع الطلبة العاديني يف مدارس التعليم العادية ،فمن هؤالء
الباحثني من أثبت التأييد بدمج الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وذلك بأنهم قادرون على
التعلم واالندماج مع الطلبة اآلخرين يف صفوف املدارس العادية؛ ومنهم من أثبت املعارضة
للدمج ،حيث إن العزل ليس احلل األمثل؛ بل إن الطلبة من ذوي االحتياجات اخلاصة
يحتاجون إلى مدارس التربية اخلاصة.
-51-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
الدمج يف ما يسمى مبدارس التعليم الشامل -كمشروع تعليمي عاملي -يهدف إلى
التخلص من املعوقات التي تواجه الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،كما يهدف إلى محاربة
عدم املساواة بني الطلبة ،وأكد باحثون ( )Wilkinson and Pickett, 2010أنه إذا
أرادت أي بلد أن يكون لديها متوسط مستويات عالية من التحصيل العلمي للطلبة يف
املدارس ،فإنه من الضروري معاجلة قضية عدم املساواة بني الطلبة يف املدارس ،لكي ال
يترتب بسببها خلق نوع من االنحدار يف مستويات التحصيل العلمي لدى الطلبة ،إضافة إلى
أن الكثير من الدراسات التي أجرتها بعض املنظمات األوربية -على سبيل املثال منظمة
التعاون االقتصادي والتنمية ( -)OECD, 2011أكدت أن حتسني األداء املتدني للطلبة يف
املدارس ال يعني أن يكون على حساب الطلبة ذوي األداء العالي .كذلك فإن اليونسكو من
خالل نتائج تقريرها ( ،)Willms, 2006قدمت دليال آخر يشير -بصريح العبارة -إلى
أن الوصول إلى مستويات أداء عالية للطلبة يف املدارس هو بسبب النجاح يف رفع مستوى
إجنازات “جميع” الطلبة ،مبن فيهم ذوي االحتياجات اخلاصة ممن مت دمجهم مع الطلبة
اآلخرين يف مدارس ذات نظام التعليم الشامل (الدمج) .إضافة إلى أن العديد من الباحثني
( )Farrell et al., 2007; Kalambouka et al., 2005; Gallagher, 2012أكد بأن
الدمج للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع الطلبة العاديني يف نفس املدرسة ليس له آثار
سلبية على الطلبة العاديني ،كما أنه ليس له نتائج سلبية على إجنازات الطلبة العاديني أو
توجهاتهم؛ بل إنه يزيد من القبول االجتماعي واحترام الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة،
كذلك جند أن الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يستفيدون بالدرجة األولى من هذا الدمج،
حيث ظهرت حتسينات يف العالقات االجتماعية ،واإلجنازات العلمية ،وارتفعت التوقعات
لديهم ذاتيا ( .)MacArthur et al., 2005; de Graaf et al., 2011لذلك فإن الدمج
للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع أقرانهم العاديني له تأثيرات إيجابية عديدة ،ولكن
مازالت هناك تأثيرات سلبية على الطلبة العاديني لكنها طفيفة ،أي أنها ليست ذات داللة،
إضافة لعدم وجود فروق كبيرة يف التحصيل واإلجنازات بني الطلبة العاديني عند دمجهم مع
األقل قدرات منهم ،مقارنة بدمجهم بطلبة آخرين لديهم نفس القدرات.
ولكن -وعلى اجلانب اآلخر -هناك دراسات وبحوث علمية أخرى ب ّينت أن دمج الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف الدمج يف املدارس ليس احلل األمثل؛ بل إنهم عارضوا
هذا الوضع وقدموا أدلة عبر النتائج للعديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تثبت بأن
الفصل أو العزل للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ال يعني عدم املساواة؛ بل إن التعليم يف
-52-
الفصـل الثاني
برامج التربية اخلاصة أو مدارسها مفيد جدا لنسبة غير قليلة من الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة؛ بل إن عزل الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف مستقلة عن اآلخرين من
الطلبة العاديني أفضل من تعليمهم يف صفوف الدمج (Fuchs, Fuchs, Craddock,
.)Hollenbeck, Hamlett, & Schatschneider, 2008
إن نظرية الدمج أصبحت واقعا ،ولذلك تظهر االجتاهات احلديثة بشكل مستمر يف ميدان
الدمج .إن الهدف الرئيسي من وراء الدمج يف املدارس العادية هو حتقيق العدالة واملساواة بني
جميع الطلبة باختالف قدراتهم واحتياجاتهم .وأحد أهم هذه االجتاهات احلديثة يف الدمج هو
عملية إعداد معلمي صفوف الدمج يف املدارس العادية .ولهذا فإن إعداد معلمي صفوف الدمج
إعدادا جيدا يساعد يف تقدمي اخلدمات التعليمية الرئيسية واملساندة جلميع الطلبة ،مبن فيهم
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس العادية .إن إعداد املعلمني بشكل جيد سيساعد
املعلمني ويؤهلهم على أن يكونوا قادرين على تنفيذ برامج التربية اخلاصة وخدماتها ،بأساليب
تتوافق مع مبادئ التعليم الشامل ،كما تتناسب مع احتياجات الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
وقدراتهم يف صفوف الدمج داخل املدارس العادية.
إن الترجمة احلقيقية لالجتاهات احلديثة يف الدمج تتمثل بشكل واضح يف عملية إعداد
املعلمني للتدريس يف صفوف الدمج داخل املدارس العادية ،حيث تتضمن ثالثة عناصر
أساسية هي:
» »أوال :االجتاهات نحو مزج نظام التربية اخلاصة ونظام التربية العادية ،لكي يتكون
لدينا إطار جديد لنظام التعليم الشامل ،الذي أكدت الدراسات مرونة تنفيذه وفعاليته
( .)Fuchs et al, 2008, 2010هذا االجتاه يف املزج بني التربية اخلاصة والتربية
العادية يحتاج إلى:
( )1التدريب على أدوار جديدة أكثر تنوعا ،ومختلفة من حيث التركيز على تدريس
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف الصفوف اخلاصة (غرفة املصادر أو الصف
املستقل ذاتيا) يف املدارس العادية ،كالتي تكون يف مدارس التربية اخلاصة ،لذلك
من الضروري تزويد املعلمني يف املدارس العادية باملهارات والقدرات املعرفية
-53-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
الالزمة للعمل يف أوضاع تعليمية متنوعة حتقق مبدأ البيئة التربوية األقل تقييدا،
والذي نودي به يف عقد الستينات من القرن املاضي ،من خالل تطبيق عملي لفلسفة
الدمج التي ترى أن تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف أماكن معزولة ال
يطور قدراتهم ومهاراتهم للعيش يف املجتمع خارج أسوار البيت واملدرسة.
( )2إن الدمج إجراء يتطلب وجود مهارات وقدرات عامة تدخل يف تركيبة برامج
إعداد املعلمني ،ومن هنا يجب على هذه البرامج االلتزام والتنفيذ يف املجاالت
العشرة املعنية بالقدرات واملهارات العامة لبرامج إعداد معلمي الدمج ،ليكونوا
قادرين على تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس التعليم العادية،
ومن هذه املجاالت :املنهج ،وتعليم املهارات األكادميية األساسية ،وضبط السلوك
الصفي ،والتواصل بني املهنيني ،والعالقات بني الطلبة ،والعالقات بني املعلمني
واآلباء والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وعملية الكشف واالحالة للطالب إلى
صفوف الدمج أو إلى صفوف التربية اخلاصة ،وبرامج التعليم الفردي (مثل غرفة
املصادر أو الصف املستقل ذاتيا) يف املدارس العادية ،واملعايير املهنية ملعملني
صفوف التربية اخلاصة يف املدارس العادية.
( )3تلبية االحتياجات الفريدة لدى الطلبة ،من حيث حتديد الوسائل والطرائق التعليمية
الالزمة واملناسبة لقدراتهم ومعرفتها.
( )4العمل على تغيير الصور النمطية السلبية جتاه الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
وإلغائها ،من خالل تقدمي خدمات تعليمية ذات معايير وممارسات مثبتة علميا
لتعليم شامل متوافق مع نظام التخطيط املنطقي للتعليم (معايير ،وأهداف،
ومناهج ،ومخرجات تعلم).
» »ثانيا :االجتاهات نحو التدريب املعتمد على الكفايات واألهداف األدائية ،حيث يعد
توجها حديثا يف امليدان التربوي ،والسبب يف هذا االجتاه يكمن يف عدم وجود عالقة
قوية بني التدريب قبل اخلدمة والعمل يف امليدان داخل املدارس .هذا االجتاه يف
التدريب املعتمد على الكفايات يتطلب إجراء التالي:
( )1التركيز على جودة التدريب ،كميا ونوعيا ،أثناء اإلعداد يف فترة الدراسة ،من خالل
-54-
الفصـل الثاني
( )1التوجه نحو إعداد معلمني قادرين على تدريس مجموعة من اخلصائص السلوكية
وليس فئات محددة.
( )2وضع معايير رئيسية الختيار الطلبة املعلمني ،وذلك بهدف اختبار اخلصائص
الشخصية للمتقدمني للدراسة يف برامج إعداد معلمي الدمج.
( )3الترسيخ للتوجهات اإليجابية لدى الطالب املعلم جتاه كل من مهنة التدريس يف
صفوف الدمج ،والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،إضافة إلى تعزيز الرغبة لديهم
لتعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،حتى ال يشعروا باإلنهاك والرغبة بالتوقف
عن التدريس؛ إلحساسهم بالعجز عن إمكانية حتسني ظروف عملهم ،أو حتقيق
حتسن يف مستوى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
( )4إتاحة الفرص الكافية لتدريب الطلبة املعلمني قبل اخلدمة ،من خالل العمل
على التدريس يف مختبرات اخلبرات التدريسية ،أو من خالل الزيارات امليدانية
للمدارس.
( )5رفع مستوى متطلبات املعرفة فيما يتعلق باملعلومات األساسية عن خصائص
-55-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
ومراحل النمو والتطور واالحتياجات لدى جميع الطلبة ،مبن فيهم الطلبة ذوي
االحتياجات اخلاصة ،وذلك من خالل تقدمي الفرص واخلبرات التعليمية ضمن
املناهج واملواد األكادميية التي تؤسس املعرفة واملهارات الالزمة لدى معلمي صفوف
الدمج يف املدارس العادية.
( )6توفير كوادر تربوية محترفة ضمن برامج إعداد معلمي الدمج ،تتمثل مهمتها يف
صناعة معلمني قادرين على تعليم جميع الطلبة ،مبن فيهم الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة ،على أن يتم اختيارهم وفقا ملعايير ومؤهالت عالية اجلودة ،وأن يكونوا
من ذوي اخلبرات التربوية املناسبة واملالئمة ،وسبق أن حققت إجنازات محلية
وعاملية على املستوى الشخصي واملهني ،وتؤمن باملشاركة يف العمل اجلماعي
أكادمييا وعلميا يف شقيه التعليمي والبحثي.
( )7زيادة فترة التدريب قبل اخلدمة ملعلمي صفوف الدمج خالل فترة التربية العملية،
إذ تعتبر ضرورية؛ ألنها تضيف الكثير من اخلبرات من خالل التطبيقات العملية
للمعرفة وللمهارات يف التدريس التي مت تعلمها أثناء فترة الدراسة ،ولالستفادة من
خبرات املعلمني املتميزين خالل العمل معهم يف األنشطة التعليمية داخل الصفوف
الدراسية يف مدارس الدمج وخارجها.
( )8معرفة التقييم والتقومي املستمر بهدف التحسني املستمر لبرامج التعليم الشامل
يف صفوف الدمج ،والتطوير من خالل تدريب معلمي صفوف الدمج ،ملعرفة آخر
املستجدات يف عمليتي التدريس والتعلم.
-56-
الفصـل الثاني
-57-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
األنشطة
يف الفصل الثاني مت وضع عدة أنشطة صفية ،منها اجلماعية والفردية جلميع الطلبة،
ويف هذا النشاط ال بد من اتباع اخلطوات التالية:
( )1عرف ماهية التربية اخلاصة بشكل واضح ودقيق؟ ومن ثم حدد ما هو الهدف من
التربية اخلاصة؟
( )2حدد مع الشرح مبادئ التربية اخلاصة؟
( )٣عرف مع الوصف ماذا يعنى فريق التربية اخلاصة؟
( )٤قارن بشكل مختصر بني أعضاء فريق التربية اخلاصة متعدد التخصصات؟
-58-
الفصـل الثاني
-59-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )1حدد املشكالت ذات العالقة بالبرنامج التدريبي إلعداد معلمني التربية اخلاصة؟
( )2ما هي العناصر السبعة الرئيسية املتبعة يف تطوير برامج إعداد معلمي التربية اخلاصة؟
( )1حدد بشكل واضح ودقيق االجتاهات احلديثة والسابقة فيما يتعلق بإعداد معلمي
التربية اخلاصة؟
( )2عرف ما هي البيئة التربوية األقل تقييدا؟ وملاذا هي تطبيق عملي لفلسفة الدمج؟
( )3اذكر املجاالت العشرة التي تشمل القدرات واملهارات العامة لبرامج إعداد املعلمني التي
متكن أي معلم من تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،مع حتديد املبررات؟
( )4صف االجتاه نحو التدريب املعتمد على الكفايات؟ مع بيان السبب لهذا التوجه؟ ثم اذكر
ما هي الكفايات التي يراد حتقيقها أثناء الدراسة يف برنامج إعداد املعلمني؟
( )5قارن بني االجتاه نحو (التدريب غير التصنيفي) و(التدريب التصنيفي) يف التربية
اخلاصة؟ مع بيان الهدف من التدريب غير التصنيفي؟ ثم اذكر أهم املشكالت التي
تترتب على التسميات الفئوية املختلفة التي تطلق على ذوي االحتياجات اخلاصة؟
-60-
الفصـل الثاني
( )1اذكر الهدف األساسي ملشروع اليونسكو املتضمن تعليم الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة يف املدارس العادية؟
( )2حدد مع الشرح أهم املوارد العامة السبعة يف عملية تطوير املوارد التعليمية املتعلقة
مبنهجية تدريب املعلمني؟
( )4أذكر شروط جناح الدمج؟ مع حتديد العوامل األساسية عند التخطيط لبرامج الدمج؟
وصف بشكل واضح تأثيرات الدمج على األطفال العاديني؟
( )5حدد أهم العناصر لتكييف البيئة الصفية وأساليب التدريس لدمج ذوي االحتياجات
اخلاصة؟
( )1عرف حركة التطبيع من فترة الظهور ،ومباذا تنادي ذوي االحتياجات اخلاصة؟ وماذا
ترتب على ذلك من ظهور مفاهيم أخري مع ذكر التعريف لكل منها؟
( )3ماذا يقصد مبفهوم مدرسة اجلميع؟ واذكر الفلسفة التربوية ملدرسة اجلميع؟ نشأتها
وأهدافها؟ ورأي الباحثني املتخصصني بها؟
( )4ما رأيك جتاه الوضع احلالي للتربية اخلاصة؟ وكيفية حتسني نظام التعليم لذوي
الفئات اخلاصة أو إصالحه؟
( )5ما هي املقترحات لتطوير البرامج التعليمية التي تخص الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة؟
-62-
الفصـل الثاني
-63-
الفصـل الثالث
• املقدمة
-66-
الفصـل الثالث
الفصـل الثالث
-67-
الفصـل الثالث
الفصـل الثالث
املقدمة:
يف هذا الفصل سنناقش عدة جوانب متعلقة بتدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ممن مت دمجهم
مع الطلبة العاديني يف صفوف ومدارس التعليم العام العادية .هذا الفصل سيتضمن عرضا ملفهوم التدريس
واألساليب ،واالعتبارات الرئيسية عند تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،من حيث العالقات
بني املعلمني والطلبة ،وحتفيز الطلبة ،والتعديالت املنهج والتدريس ،واستخدام التكنولوجيا يف التدريس،
واملبادئ العامة يف تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ومراحل منوذج التدريس ،وأساليب التدريس
األكثر فعالية يف تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج ،وأخيرا إستراتيجيات التدخالت
التربوية والبرامج التربوية الفردية يف تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج.
-69-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
-70-
الفصـل الثالث
الفصـل الثالث
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة له اعتبارات رئيسية ،منها ما له عالقة بـ :أوال:
العالقات بني املعلمني والطلبة ،ثانيا :حتفيز الطلبة ،ثالثا :تكييف التدريس ،رابعا :استخدام
التكنولوجيا يف التدريس.
-71-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
.)2014كما أن العالقات اإليجابية بني املعلمني والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة تلعب
دورا أساسيا يف النتائج النمائية للطلبة ( .)Lopez & Corcoran, 2014لهذا جند أن
وجود البرامج واملمارسات التي تهدف إلى تعزيز عالقات إيجابية بني املعلمني والطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة يف املدارس تعزز القدرة على تقدمي الدعم الالزم لهؤالء الطلبة
(.)Murray & Pianta, 2007
العالقات اإليجابية بني املعلمني والطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة تعتمد على برامج
وأنشطة أنشئت لتحقيق أهداف تساعد يف تيسير عمليتي التدريس والتعلم .وهناك
إستراتيجيات عديدة لتكوين هذا النوع من العالقات اإليجابية بني املعلمني والطلبة يف
املدارس ،خصوصا التي يتعلم بها الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ومن هذه اإلستراتيجيات
ما يلي:
( )1بناء االتصال بني املعلمني والطلبة :هذه اإلستراتيجية ذات شقني من األنشطة ،األول:
األنشطة التي تركز على املعلم ،حيث يشارك الطلبة يف كل ما يتعلق بعمل املعلمني يف
املدرسة .ثانيا :األنشطة التي تركز على املعلم ،حيث تساهم يف زيادة إدراك املعلمني
الحتياجات الطلبة ووجهات نظرهم يف كل األمور التي ترتبط بعملية تعلم الطلبة ،بشكل
عام هذه اإلستراتيجية تهدف إلى خلق التفهم لكل من املعلمني والطلبة الحتياجات
الطرف اآلخر (.)Mitra, 2003
( )2إجراء املقابالت مع الطلبة :هذه اإلستراتيجية تعتبر طريقة عالجية ،حيث تهدف إلى
معرفة كيفية التخاطب واحلوار مع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة بأسلوب منفتح،
باإلضافة إلى احلفاظ على االنتباه جتاه مشاكل الطلبة اللحظية (.)Maag, 1988
( )3االستجابة :هي إستراتيجية تهدف إلى التفاهم واالتفاق حول االستجابات التي حتدث
أثناء التواصل بني املعلم والطالب ،وتعتمد هذه اإلستراتيجية علي :استجابة املعلم
بطرق يفهمها الطالب ،واالستجابة إلى تعابير حقيقية تظهر االهتمام ،االستجابة
لألطفال بطرق تتناسب مع العمل ونوعية وطبيعة الدرس واحتياجات أو صعوبات
الطلبة (.)Rimm-Kaufman, Voorhees, Snell, & La Paro, 2003
-72-
الفصـل الثالث
-73-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
تكون إما على شكل اعتراف بنتائج عمل معني قام به األشخاص ،أو احلصول على درجات
عالية عند قيام الطلبة بالعمل املطلوب كما هو متوقع من املعلم.
هناك العديد من اإلستراتيجيات التي تعمل علي تعزيز التحفيز لدى الطلبة ،منها ما
هو مرتبط مباشرة بالتحفيز الداخلي ومنها ما هو مرتبط بالتحفيز اخلارجي .من هذه
اإلستراتيجيات التي أعدها سالفن ،)Slavin, 2006( ،مايلي:
أوال :إستراتيجيات تعزيز التحفيز الداخلي للطلبة ،هذه اإلستراتيجيات تتضمن خطوات
إجرائية يقوم بها املعلم يف الصف الدراسي ،منها:
( )1احلرص بأن يكون جميع الطلبة لديهم االهتمام والرغبة مبوضوع الدراسة.
( )2تقدمي موضوع الدرس ومحتواه بطريقة جذابة للطلبة.
( )3تقدمي عرض للدرس لتلبية وزيادة فضول الطلبة.
( )4إثارة اهتمام الطلبة جتاه الدرس.
( )5احلفاظ على الفضول لدى الطلبة ،خصوصا يف الدرس الذي يستخدم به حل املشكالت
والتدريب العملي على اخلبرات.
( )6االستفادة من وسائط العرض املتنوعة (األفالم ،املتحدثني الضيوف ،احملاكاة ،األلعاب
الفريق).
( )7مساعدة الطلبة على حتديد أهدافهم اخلاصة يف أثناء التعلم ،ألنه يزيد من الكفاءة
الذاتية.
ثانيا :إستراتيجيات تعزيز التحفيز اخلارجي للطلبة ،هذه اإلستراتيجيات تتضمن خطوات
إجرائية يقوم بها املعلم يف الصف الدراسي ،منها:
( )1التعبير والشرح للتوقعات بوضوح ،حيث متكني الطلبة بشكل صريح علي التعرف على
ما هو متوقع منهم فعله يف أثناء الدرس ،وتعلم املعلومات اجلديدة يف هذا الدرس.
( )2تقدمي التغذية الراجعة املتكررة والفورية الواضحة لكل ما يتعلق باالختبارات ،واألسئلة،
والطرق والوسائل ،إلخ.
( )3زيادة قيمة احملفزات اخلارجية وتوافرها لكي يتم مكافأة اجلهد املبذول من الطلبة
-74-
الفصـل الثالث
بشكل مناسب ،وكذلك االستفادة من التركيز على التحسني يف أدائهم باستخدام هذه
احملفزات اخلارجية.
كذلك توجد إستراتيجيات أخرى وضعها آريندز ،)Arends, 2009( ،حيث تعمل على
حتفيز الطلبة من خالل بناء أنشطة تعلم فعالة يستفيد املعلمون منها أثناء التدريس والطلبة
أثناء التعلم ،منها مايلي:
( )1االستفادة من قدرات الطلبة والعوامل القابلة للتغيير التي من املمكن استغاللها بشكل
مناسب وأفضل أثناء تعلم الطلبة.
( )2جتنب إعطاء أهمية كبيرة للمحفزات اخلارجية.
( )3إنشاء مواقف تعليمية ذات أساليب إيجابية.
( )4بناء وعرض الدرس وفقا الهتمامات وأساليب تعلم الطلبة والقيم للمحفزات الداخلية.
( )5هيكلة التعلم لتحقيق التدفق يف تعلم الطلبة.
( )6استخدام املعرفة املبنية على النتائج.
( )7استحضار احتياجات الطلبة مبا يف ذلك من ضرورة تقرير املصير.
-75-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة .إن املنهج الوظيفي يتطلب إعادة صياغة املنهج الرسمي
بطريقة تعتمد على مهارات وظيفية يتعلمها الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،بينما البرنامج
الفردي التربوي يتطلب حتديد األهداف القصيرة وطويلة املدى خالل السنة الدراسية التي
يراد حتقيقها أثناء عمليتي التدريس والتعلم مبا يتوفق مع قدرات واحتياجات الطلبة فرديا.
وتتطلب تكييفات التدريس ضرورة إجراء بعض التغييرات يف اإلستراتيجيات وطرق
التدريس ،فمنها على سيبيل املثال ما يسمى بالتدريس املباشر ،والتدريس الفردي ،والتدريس
التعاوني ،أو التدريس املتمايز .هذه التكييفات يف التدريس تهدف إلى مساعدة املعلمني يف
مدارس الدمج التي يتعلم بها الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة مع الطلبة العاديني على
تقدمي درس يتناسب ويلبي احتياجات هؤالء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة (Slavin,
.)2006
لذلك فإن عملية تكييف املنهج لتدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف صفوف
مدارس الدمج يتطلب تعديالت تتضمن تغييرات على املنهج الرسمي ،من حيث تناسبها مع
قدرات واحتياجات الطلبة بالتوافق مع األهداف التعليمية قصيرة املدى وطويلة املدى لكل
طالب من ذوي االحتياجات اخلاصة.
إن عملية التعديالت على املنهج الذي يدرس للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يجب أن
تتضمن ثالثة أنواع شائعة يف التكييفات ،وهي كما يلي:
( )1التكييفات يف احملتوى العلمي :هذا النوع من التكييفات الذي يتطلب تغييرا للمحتوى
العلمي الذي سيقدم للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،خصوصا احملتوى اجلديد،
حيث إن هؤالء الطلبة ال يستطيعون فهم املوضوع بشكل سريع ،أو أنهم ال ميتلكون
أساسيات املعرفة املسبقة لهذا املوضوع اجلديد التي متكنهم من إمتام التعلم بشكل
مناسب كما يتوقعه املعلم ( .)Slavin, 2006هذا اإلجراء كتعديالت على احملتوى
العلمي يكون من خالل جتزئة احملتوى العلمي إلى مركبات أساسية أو بسيطة .كما
أن أفضل أسلوب لعمل هذه التكييفات يكون باستخدام طرق التدريس املباشرة ،ومن
ثم تدريس ما يصعب على الطالب فهمه ،حتى لو استلزم األمر تدريسه املوضوع أو
القاعدة األساسية (.)Bos & Vaughn, 2002
( )2التكييفات يف صياغة الواجبات املكتوبة أو املهام املنزلية :يف هذا النوع من التكييفات
-76-
الفصـل الثالث
يقوم املعلمون بإجراء تغيير يف صياغة الشكل للواجبات أو املهات التي تقدم ،ويطلب
من الطلبة العمل عليها دون املساس باحملتوى الفعلي للواجبات أو املهام املنزلية .إن
احلاجة لهذه التغييرات يف صياغة شكل الواجبات املكتوبة أو املهمات يكون ألسباب
متنوعة منها :الواجب أو املهمة طويلة جدا ،والتباعد واملسافة يف الصفحة هي قريبة
جدا بحيث ال تسمح للطالب على التركيز على عناصر فردية يف احملتوى املوجود
يف الصفحة ،والتوجيهات أو املالحظات اإلرشادية للقيام بهذا الواجب أو املهمة إما
متوفرة أو مضللة أو غير كافية (.)Slavin, 2006; Kleinert & Kearns, 2001
الهدف من هذه التوضيحات هو تسهيل الواجب أو املهمة التي يقوم الطالب بالعمل
عليها ،باإلضافة أنها تعطي أمثلة توضيحية من املمكن تدريسها للطالب لكي يقوم مبا
يراد منه القيام به (.)Bender, 2004
( )3التكييفات يف وسائل االتصاالت :هذا النوع من التكييفات يكون يف إجراء تغييرات
على طريقة عرض املعلومات ،سواء كانت معلومات يقدمها الطالب توضح مدى فهمه
للموضوع ،أو املعلومات التي تقدم من املعلم ويستلمها الطالب (;Slavin, 2006
.)Bender, 2004إن من الصعوبة لدى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف فهم
املعلومات اجلديدة يكون يف تلقي هذه املعلومات من خالل القراءة ،بل إن هؤالء الطلبة
يحتاجون إلى وسائل أخرى متعددة تقدم بها املعلومات إليهم تتناسب مع قدراتهم
واحتياجاتهم ،خصوصا عندما نرى أنه ال استجابة قد ظهرت على الطلبة فيما يتم
تدريسه لهم كمعلومات جديدة.
-77-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
خالل إضافة أصوات لألحرف يف الكلمات عند تدريسها للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
فإنها أثبتت حتسنا يف تعلم هؤالء الطلبة (Chambers, Cheung, Madden, Slavin,
.)& Gifford, 2006
يؤكد املتخصصون أهمية استخدام التكنولوجيا يف تدريس وتعلم الطلبة ذوي األحتياجات
اخلاصة (Al-Shammari & Yawkey, 2008; Salend, 2008; Albright, Brown,
.)Vandeventer, & Jorgensen, 1989من التكنولوجيا املستخدمة يف التدريس على
سبيل املثال :الكمبيوتر ،والوسائط املتعددة ،والتكنولوجيا املساعدة التي تخدم بشكل مباشر
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة .إن استخدام الكمبيوتر يف التدريس ،خصوصا التدريس
مبساعدة الكمبيوتر له عدة سمات إيجابية منها )1( :أجهزة الكمبيوتر هي آلية “جديدة”
للتدريس وللتعلم )2( .أجهزة الكمبيوتر توفر للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة كل األدوات
التي تزيد من التمتع يف التعلم وفهم املعلومات اجلديدة بطريقة سهلة )3( .النتائج إيجابية
على التحصيل الدراسي ،مبا يف ذلك حتسني األداء األكادميي لدى الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة ( .)Christman, Badgett, & Lucking, 1997كذلك فإن التكنولوجيا
املساعدة املستخدمة يف تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة قدمت فرصا تعليمية
أثبتت من خاللها التحسني يف نتائج التعلم ( .)Salend, 2008لذلك فأدوات التكنولوجيا
املساعدة ،مثل االختبارات التكيفية من خالل الكمبيوتر تستخدم أيضا بشكل متزايد يف
قياس تقدم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة (Kamei-Hannan, 2008; Meyen,
.)Poggio, Seok, & Smith, 2006كذلك تستخدم هذه التكنولوجيا بأشكالها وأدواتها
املتعددة واملتخلفة األغراض يف الصفوف الدراسية التي يتعلم فيها الطلبة ذوو االحتياجات
اخلاصة .على سبيل املثال :يف الصفوف العادية تستخدم التكنولوجيا يف عرض الدروس ،أو
ما مت تلخيصه من خالل برامج معاجلات النصوص والعروض التقدميية ،وأقراص الفيديو
الرقمية ،باإلضافة إلى استخدامها يف تسهيل عمل املعلمني فيما يتعلق بطباعة وتنسيق
وحفظ املعلومات واالختبارات .أما يف الصفوف املستقلة ذاتيا تستخدم التكنولوجيا أكثر
من حيث االستخدام التدريسي واأللعاب التعليمية واملعاجلة ( .)Becker, 2001وكذلك
يف غرفة املصادر تستخدم التكنولوجيا يف مهام محددة ،حيث يستفيد منها الطالب بشكل
مباشر يف مواضيع محددة يواجه فيها الطلبة ذوو االحتياجات اخلاصة صعوبة يف فهمها
أثناء الدراسة يف الصفوف العادية.
-78-
الفصـل الثالث
التدريس الناجح للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يتطلب حتديد اخلصائص التعلمية
الفردية للطالب ذي االحتياجات اخلاصة ومراعاتها ،مع توفير الفرص التعليمية الكافية
املبنية على أساليب تدريس تتناسب مع خصائصه التعلمية الفردية ،باإلضافة إلى تصميم
أو تعديل أسلوب تدريس مناسب من خالل تكييف أو تغيير األنشطة واملواد لتتناسب مع
الفروق الفردية للطالب واحتياجاته ،ووضع واتباع إجراءات تتضمن مالئمة سرعة عرض
املادة التعليمية وفعالية التصحيح لالستجابات اخلاطئة ،لذلك على معلمي صفوف مدارس
الدمج أن يتبعوا خطوات محددة لتحقيق تدريس ناجح وجيد يساعد الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة على التعلم ،من هذ اخلطوات مايلي:
-79-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )1استخدام التدريس املنظم واملوجه من قبل املعلم التوضيح من املمارسة املوجهة املدعمة
بالتلقني والتغذية الراجعة ،واملمارسة املستقلة املدعمة بالتغذية الراجعة.
-80-
الفصـل الثالث
( )2التركيز على التدريس األكادميي من خالل التوجيه للعمل على االستجابات املهمة،
وذلك من خالل االستفادة من وقت التعلم األكادميي للتركيز على موضوع محدد.
( )3إتاحة الفرص التعليمية الكافية بناء على التقييم املستمر ،وحتديد األهداف املناسبة،
وتوفير املثيرات الالزمة ،وحتليل املهارات ،واستخدام التصحيح الذاتي.
( )4تزويد الطالب بالتغذية الراجعة الفورية.
( )5تهيئة الظروف اإليجابية املمتعة واملنتجة للتعلم.
( )6استثارة دافعية الطالب بالتشجيع والدعم والتعزيز اإليجابي.
( )7ضمان انتباه الطالب من خالل احلرص على :مراعاة كيفية تقدمي املهمة التعليمية،
واستخدام املثيرات اللفظية واجلسمية واإلميائية املشجعة ،واستخدام خطوات إجرائية
تدريسية يعلمها الطالب ،واستخدام املنظمات املتقدمة ،وتقسيم الوقت ،والتعامل مع
عوامل الوقت بشكل مناسب.
عملية التدريس تعتمد على ثالث مراحل :هي اإلعداد والتصميم للدرس ،وتنفيذ الدرس
داخل الصف الدراسي ،وعملية تقييم الدرس للتأكد من حتقيق األهداف التعليمية التي بنيت
عليها خطوات الدرس ( .)Rivera & Smith, 1997فيما يلي سنعرض املراحل الثالث
الرئيسية يف يف عملية تطوير الدرس ،متضمنة املركبات األساسية وما يتخللها من خطوات
وإجراءات.
» »املرحلة األولى :إعداد وتصميم الدرس
مرحلة إعداد وتصميم الدرس هي مرحلة مهمة وسابقة ملراحل أخرى معنية بتنفيذ
الدرس وتقييمه ،وذلك للتأكد من مدى حتقيق األهداف التعليمية ووضع اخلطط العالجية
املستقبلية لضمان التحسني املستمر يف جودة التدريس ومخرجات التعلم .إن مرحلة إعداد
وتصميم الدرس تتكون من مركبات أساسية ،لكل منها خطوات وإجراءات محددة ،هي:
( )1املتعلم :يجب على املعلمني عند اإلعداد والتصميم للدرس أن يراعوا املتعلمني من
حيث البيئة ،واألسرة ،واللغة ،واخلبرات .إن معرفة اجلوانب املتعلقة باملتعلم تساعد يف
-81-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
فهم كيفية تعلمه واالحتياجات الالزمة لتسهيل عملية تعلم هؤالء املتعلمني ،لذلك من
الضروري معرفة وحتديد العوامل واالحتياجات الشخصية واالجتماعية واألكادميية
لهؤالء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة عند البدء يف اإلعداد والتصميم للدرس ،وهذه
املعلومات حول املتعلم من السهولة احلصول عليها من إجراء املقابالت واالجتماعات
مع كل من األسرة واملعلمني السابقني ملناقشة حالة املتعلم واحتياجاته يف السابق،
والتوصيات للمرحلة الدراسية احلالية.
( )2املنهج وطرق التدريس :املنهج هو خطة الختيار وتنظيم خبرات املتعلم ،بهدف إحداث
تغيير وتطوير يف سلوكه ( .)Armstrong, 1989تعتمد عملية اختيار املنهج وطرق
التدريس على عدة خطوات هي :اختيار وتنظيم املنهج (معايير االختيار ،احملتوى
العلمي ،تكامل املناهج الدراسية) ،والوسائل التعليمية (الكتب ،األلعاب التعليمية،
البوسترات والكروت) ،والترتيبات التعليمية (محطات ومراكز التعلم ،التعلم التعاوني،
التعليم بواسطة األقران ،املجموعات) ،واخلطط التدريسية (خطة الوحدة الدراسية
وخطط حتضير الدروس متضمنا اخلطوات التدريسية اإلجرائية) .لذلك من الضروري
اختيار املنهج واحملتوى العلمي ،متضمنا الوسائل التعليمية التي تدعم موضوع الدرس
الذي يراد تدريسه للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ملعرفة كيفية تنظيم الدرس
من حيث توافقه مع األهداف التعليمية ،ومن ثم اختيار طرق التدريس التي تتضمن
اخلطوات التدريسية اإلجرائية املناسبة التي تساعد املعلم يف متكني الطلبة على تعلم
وفهم واستيعاب املعلومات اجلديدة يف الدرس .
( )3إدارة الصف والسلوك :اإلدارة الصفية هي معنية بإدارة البيئة الصفية ،بينما إدارة
السلوك معنية بوضع القوانني الصفية والتوقعات لسلوك الطلبة املناسب داخل البيئة
الصفية ،لذلك تعمل إدارة الصف والسلوك على رفع مستوى تنظيم ومتاسك عملية
تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
-82-
الفصـل الثالث
في الدرس ،وفلسفة التدريس لدى المعلم ،وتصور المعلمين الحتياجات الطلبة .ثانيا :تركيب المعلمين
للممارسات التعليمية الفعالة من خالل تنفيذ وإدارة خطوات التدريس ،وإجراءات إدارة الصف ،ولغة
التدريس أثناء التدريس .ثالثا :معرفة الطرق المفعالة في االستفادة من استخدام الواجبات كجزء من
الدرس.
إن عملية تنفيذ الدرس من املمكن عملها من خالل اتباع أحد األنواع التالية من مناذج
التدريس املستخدمة يف املدارس التي يتعلم بها الطلبة ذوي االحتيجات اخلاصة ،فيمايلي
سنعرض هذه األنواع الثالثة لنماذج التدريس:
( )1مناذج التدريس السلوكية :وهي التي تركز على العالقة ما بني الطالب والبيئة ،بحيث
تتعامل مع السلوك االجتماعي واألكادميي على أنها من املمكن مالحظتهما أثناء عمليتي
التدريس والتعلم ،باإلضافة إلى توظيف التعزيز لتشكيل وتعديل السلوك املرغوب به،
وتدريس السلوك اجلديد من خالل اخلبرات واالستجابات السابقة بالتوافق مع كل من
مراحل النمو للطالب وطرق التدريس املستخدمة (طرق التدريس املباشرة).
( )2مناذج التدريس اإلستراتيجية :وهي التي تركز على استخدام اإلستراتيجيات املعرفية
(مراجعة شفهية ،تصنيف املعلومات) وفوق املعرفية (التعلم ذاتي التنظيم ،املراقبة
الذاتية ،والتقييم الذاتي) التي ترفع من مستوى التعلم لدى الطلبة ،ويقوم التدريس
اإلستراتيجي على املعلم كمحور أساسي يف عملية التدريس ،لذلك يتضمن خطوات
محددة لتدريس إستراتيجية محددة منها :يقوم املعلم بتمثيل العمل املطلوب من الطلبة
أمامهم ،والتفكير بصوت مرتفع (إستراتيجية االستذكار) ،والتدريس من العام إلى
اخلاص (إستراتيجية سكافودل).
( )3مناذج التدريس البنائية :هي أساليب تدريس وضعها بياجيه وتوسع بتطويرها
فيجوتسكي ،حيث إنها ترتكز على أن التعلم عملية يتضمنها تفاعل الطلبة مع اخلبرات
املبنية على مستوى املعرفة لديهم وميولهم يف التعلم (التعلم بحل املشكالت) .
كذلك توجد أنواع تدريس ثالثة يستطيع املعلمون أن يستخدموها عند تدريسهم للطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج ،وفيما يلي سنعرض هذه األنواع الثالثة
للتدريس:
أوال :التدريس العالجي :يستخدم عند التوصل إلى نتيجة أكيدة بأن التدخالت السابقة
لم حتدث أي تغير إيجابي على تعلم الطالب وإجنازاته أثناء الدروس السابقة.
-83-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
ثانيا :التدريس اخلاص :يستخدم للتركيز على موضوع قصير ومحدد بهدف إعداد
الطالبة الختبار ،أو عرض تقدميي ،أو تقرير ،وهذا النوع من التدريس يعتمد على مراجعة
املعلم والطلبة ،ومن ثم املناقشة حول املواضيع ذات العالقة يف الدرس.
ثالثا :التدريس التكيفي :يستخدم أثناء حتديد اخللل أو الصعوبة ،بحيث يتم إجراء
التغييرات أو التعديالت الضرورية لكل من املنهج ،والدرس ،والوسائل ،والبيئة بهدف مساعدة
الطلبة على التعلم بنجاح.
كما أن تنفيذ الدرس يعتمد على حتقيق عناصر محددة من شأنها ضمان منهجية
التدريس بشكل متماسك ومتسلسل يتناسب مع طبيعة موضوع الدرس واحتياجات الطلبة.
فيما يلي سنعرض هذه العناصر األساسية يف تنفيذ الدرس:
أوال :خطوات التدريس :هي خطوات إجرائية محددة يقوم بها املعلم أثناء التدريس .هذه
اخلطوات التدريسية تشمل:
( )1املنظم املتطور (اإلشارة إلى الهدف من الدرس ،وحتديد موضوع نشاط التعلم ،ووصف
خلفية املوضوع ،وحتديد املفاهيم التي يراد تعلمها ،وحتفيز الطلبة ،ووضع إطار عمل
تنظيمي ،واإلشارة ،ومناقشة املخرجات كنتائج للتعلم مع الطلبة).
( )2عرض موضوع الدرس (املعلم ميثل الشكل الصحيح ،وعرض املفاهيم والعالقة ،وتدريس
إستراتيجيات ،وتقدمي التغذية الراجعة ،والتركيز على التمارين ،وطرح األسئلة ،والتأكد
من الفهم).
( )3التدريبات املوجهة (فرص تعلم فعالة ومناسبة ،ومراقبة أداء الطلبة ،وتعزيز استجابات
الطلبة ،وتقدمي تغذية راجعة ،وطرح األسئلة ،والتأكد من الفهم).
( )4خالصة الدرس (تلخيص محتوى الدرس ،وتقدمي معلومات عن التدريبات).
( )5التدريب املستقل (التأكد من جاهزية الطلبة للتدريب املستقل ،وتقدمي فرص تعلم
مناسبة ،وتقييم تقدم الطلبة).
( )6التقييم (مراقبة تقدم الطلبة ،وتوثيق نتائج إجنازات الطلبة ،وحتديد ما إذا كان
الدرس فعال من حيث اإلتقان).
ثانيا :إدارة الدرس :هناك إجراءات محددة إلدارة الدرس ،حيث تتضمن إدارة سلوك
-84-
الفصـل الثالث
الطالب ،وتقدمي تعليمات توضيحية فعالة ،واستخدام إشارات التنبيه ،وإدارة سلوك املعلم،
وصنع التحوالت املناسبة بني كل نشاط وآخر أثناء الدرس.
ثالثا :لغة التدريس :هي التفاعالت بني كل من املعلم والطلبة أثناء الدرس ،حيث يتم
االتفاق ما بني املعلم والطلبة على استخدام لغة (شفهية أو كتابية) محددة لكل موضوع يف
املنهج ،وكيفية العمل يف أنشطة الدرس.
» »املرحلة الثالثة :تقييم الدرس
مرحلة تقييم الدرس هي مرحلة تربط ما بني أداء التدريس وحتقيق األهداف التعليمية
يف الدرس ،لذلك من الضروري توضيح أن األهداف التعليمية وكيفية كتابتها باإلضافة إلى
تقومي تعلم الطالب ومخرجات التعلم سوف يتم عرضها يف الفصل اخلامس ،أما يف هذا
القسم فسنناقش ونعرض تقييم الدرس من حيث الهدف العام من عملية تقييم الدرس ،وما
هو املقصود من تقييم الدرس من وجهة نظر البحوث العلمية ،وما هي مركبات تقييم الدرس.
الهدف العام من عملية تقييم الدرس هو التعرف على ما إذا كان الدرس قد ساعد
املعلم يف إحداث تقدم ملحوظ لدى الطلبة ،وحتديد مستوى هذا التقدم يف املعرفة واملهارات
التي اكتسبها هؤالء الطلبة .إن عملية تقييم الدرس هي مرحلة تتم خالل االنتهاء من
الدرس تتضمن مراجعة مستوى وكفاءة أداء التدريس ومدى حتقيق األهداف التعليمية يف
الدرس .وأثبتت الدراسات بأن عملية تقييم الدرس ساعدت املعلمني على تقومي املجاالت
املهمة التي لها عالقة يف أداء التدريس وتعلم الطلبة ،ومتكنهم من احملتوى الذي مت تعلمه
أثناء فترة الدرس (Kyriakides, Demetriou, & Charalambous, 2006; Al-
.)Shammari & Yawkey, 2008لذلك تقييم الدرس يساعد على حتسني أداء املعلم
والطلبة ،باإلضافة إلى حتفيز جميع املعلمني يف بذل قصاري جهدهم يف التدريس وتعلم
الطلبة أثناء الدرس ( .)Al-Shammari & Yawkey, 2008إنه من الضروري أن يكون
لدى املعلمني املقدرة على حتديد كيفية تقييم الدرس ،والتمييز بني أفضل أدوات تقييم
الدرس حسب نوعية الدرس واملتعلمني ،لذلك تقييم الدرس يعتمد على مركبات أساسية
تتضمن منها التقومي القائم على املنهج ،والقياس القائم على املنهج ،وتقومي املالحظة
والتحليل ،وتقومي ملف اإلجناز (.)Rivera & Smith, 1997
-85-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
أساليب تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة متنوعة يف مدارس الدمج ،هذه األساليب
التدريسية منها ما يعتمد علي التعليم املباشر ،والتدريب املعريف ،ومناذج توصيل الدرس.
رغم أن هذه األساليب متنوعة إال أنها محددة من حيث الطرق واإلستراتيجيات املستخدمة
يف تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة خصوصا يف مدارس الدمج .إن عملية اختيار
أسلوب التدريس املناسب لتعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يتطلب ضرورة النظر
إلى ما وراء نوع فئة اإلعاقة نفسها ،وصوال للفرد نفسه ،وذلك ملعرفة خصائصه الشخصية
ومشكالته التعلمية وخبراته السابقة .علما أن هناك العديد من األساليب املستخدمة يف
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة التي أثببت علميا من خالل الدراسات والبحوث
التربوية ،لذلك هذه األساليب يف التدريس حتدد أهم الطرق وإستراتيجيات التي تتناسب
مع خصائص وقدرات الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج .
تنقسم أساليب التدريس املستخدمة يف تعليم وتدريب الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة
يف مدارس الدمج إلى عدة أنواع ،ولكن أهمها هي أساليب التدريس التي تعتمد على التدريس
املباشر ،والتدريب املعريف ،ومناذج خدمة توصيل الدرس .إن أساليب التدريس التي تعتمد
على التدريس املباشر محددة ،فهي تركز على اجلانب التحليلي للمركبات املعرفية بهدف
جتزئة املركب إلى عناصرة األساسية ،ومن ثم تدريس كل من هذه العناصر بشكل مستقل
للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وذلك لتسهيل تعلم الطلبة للمعلومات اجلديدة .إن طرق
التدريس التي تعتمد على جانب التحليل املعريف هي األكثر شيوعا من حيث االستخدام أثناء
عملية تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،خصوصا يف مدارس الدمج .ومن طرق
التدريس التي لها عالقة بهذا اجلانب ما يسمى بطرق التدريس املباشرة.
بينما أساليب التدريس التي تعتمد على التدريب املعريف الذي يهدف إلى مساعدة
الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة على التغلب على املشكالت املعرفية والفوق معرفية من
خالل التدريب على حل مشكالت محددة .هذه الطرق واإلستراتيجيات التدريسية تساعد
على التغلب على املشكالت املرتبطة بالسلبية والعجز املكتسب ،بل إنها تساعد يف ممارسة
املبادرة الذاتية من خالل إشراك الطالب قدر اإلمكان يف عملية املعاجلة التربوية اخلاصة به
( .)Hallahan & Kauffman, 2000هذا النوع من أساليب التدريس يقوم على التركيز
-86-
الفصـل الثالث
على اجلانب التدريبي يف عملية تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة .وطرق التدريس
التي لها عالقة بهذا اجلانب التدريبي املعريف ما يسمى بالتعليم الذاتي ،واالستذكار ،والتنظيم
الذاتي (.)Hallahan & Kauffman, 2000
كما أن أساليب التدريس التي تعتمد على مناذج توصيل الدرس متعددة ،ولكن أهمها تلك
التي يطلق عليها التدريس الفردي ،والتدريس التعاوني ،والتدخالت .هذا النوع من أساليب
التدريس الفردي والتدريس التعاوني هو األكثر شيوعا بني هذه النماذج املعنية بتوصيل
الدرس للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة بشكل فعال يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم،
خصوصا يف مدارس الدمج.
إن طرق التدريس املستخدمة يف تعليم وتدريب الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة -
خصوصا يف مدارس الدمج -متعددة ما بني التدريس املباشر ،والتدريب املعريف ،ومناذج
خدمة توصيل الدرس ،لذلك سوف نعرض كال من هذه الطرق التدريسية لكل أساليب
التدريس الثالثة ،من حيث التعريف ،واألهمية ،واألساس النظري والعلمي ،واخلطوات
واإلجراءات قبل وأثناء الدرس.
-87-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
ومن حيث األهمية فإنها تقوم بتدريس املوضوع بكفاءة خالل احلد األدنى من الوقت،
وتدعم اختيار أهداف محددة وقابلة للقياس لكل طالب ،وتعزز إقامة البيئات واإلجراءات
التعليمية بطريقة محددة يكون كل من الطالب واملعلم يعرف بالضبط ماذا سيحدث أثناء
تعلم الطلبة ،كما أنها إستراتيجية شاملة تتألف من سلوك تنظيمي يؤدي إلى استكمال
مستقل للواجبات املنزلية التي يطلب من الطلبة تقدميها يف املدرسة ،لذلك فإن طرق
التدريس املباشرة دائما تهدف إلى حتقيق مخرجات محددة تشمل تسهيل عملية التعلم من
خالل جتزئة املهمة املعقدة إلى مهارات مركبة (أي عناصرها األساسية) ومن ثم تدريسها،
وتقدميها كمعرفة منظمة جيدا ،وذلك للتمكن من املهارات التي يتم تدريسها.
أما املكونات الرئيسية لطرق الدريس املباشرة تتمثل يف :أوال :تصميم الدرس حيث
يشتمل على:
-88-
الفصـل الثالث
( )2معيار التدريس متضمنا املراقبة ،والتصحيح ،والتشخيص ،واملعاجلة من حيث حتديد
األخطاء وإعادة تدريس املهارة .ثالثا :تنظيم الدرس حيث تشتمل على:
( )1اختيار الوسائل التعليمية املناسبة لتدعيم الدرس وتوضيح املفاهيم.
( )2حتديد مجموعات الطلبة.
( )3عرض الدرس مبا فيها االختبار القبلي (حيث يتضمن اختيار املعرفة واملهارات التي
مت تدريسها يف الدرس السابق ،واإلجابات على األسئلة املتوقعة يف الدرس اجلديد،
واألمثلة) ،وقت التدريس املستغرق بالنسبة للمعلم 20-15دقيقة ،األنشطة الفردية
واجلماعية املتوافقة مع الدرس ،ورقة العمل لألنشطة وكيفية تصحيح عمل الطلبة
بشكل جماعي أو فردي.
اجلدول رقم ( )1عبارة عن مثال يوضح املكونات واإلجراءات املتبعة عند استخدام
طريقة التدريس املباشرة.
-89-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
أما اخلطوات الرئيسية لطرق التدريس املباشرة املستخدمة يف إجراءات التدرس أثناء
عرض الدرس أمام الطلبة ،فهي خطوات منهجية محددة يجب اتباعها كالتالي )1( :إنشاء
املجموعة حيث تشتمل على :جذب انتباه الطلبة (مستخدما اإلرشادات اللفظية وغير
اللفظية ،والعالمات ،والدليل) ،وجاهزية الطلبة واالستعداد للتعلم ،ومراجعة أهم ما يف
الدرس السابق ،وعرض األهداف للدرس اجلديد ،وتقدمي معلومات أساسية عن الدرس
اجلديد (من حيث أهمية الدرس ،واألداء املطلوب من الطلبة ،املجموعات وترتيب املقاعد،
وسرعة الدرس يف محطات التعلم واالنتقال من جزء إلى جزء آخر) ،مراعاة الوقت (3-5
دقائق) يف هذه اخلطوة )2( .الشرح والعرض حيث يشتمل على :البدء يف التدريس من حيث
احلرص على الوقت واإلسكالفود يف سرد املوضوع خطوة بخطوة ،عرض املفاهيم بشكل
جيد مستخدما الوسائل التعليمية والتكنولوجية املناسبة ،تقدمي أمثلة تدعم الدرس من حيث
االرتباط باملفاهيم واملهارات التي يراد تعلمها واكتسابها ،مع مراعاة الوقت ( 10-15دقائق).
( )3املمارسة التدريبية املوجهة حيث تشتمل على :إعطاء الطلبة الفرصة لتعلم مفهوم جديد
ومهارة جديدة من خالل أنشطة صفية تتطلب العمل اجلماعي يف املجموعات الطالبية،
وتوجيه الطلبة يف املجموعات أثناء العمل يف النشاط وورقة العمل ،وإعادة التوجيه للطلبة يف
حال االجتاه اخلاطئ يف التعلم أثناء النشاط ،مع مراعاة الوقت ( 5-10دقائق) )4( .املراجعة
التقييمية حيث تشتمل على :مراجعة إجابات أو عمل الطلبة يف أنشطة املجموعات ،مناقشة
املجموعات ،توجيه أسئلة شفهية أو مكتوبة على شكل اختبار قصير مرتبطة باملوضوع وأسئلة
النشاط ،ومعرفة وحتديد األخطاء بشكل فوري بالنسبة لكل مجموعة ،مع مراعاة الوقت (5
دقائق) )5( .التغذية الراجعة حيث تشتمل على :تصحيح إجابات الطلبة يف كل املجموعات،
التأكيد على اإلجابات الصحيحة من خالل إعادة عرضها ،مع مراعاة الوقت ( 5دقائق))6( .
املمارسة التدريبية املستقلة حيث تشتمل على :إعطاء الطلبة إنفراديا الفرصة للتعلم بشكل
أوسع ،وتقدمي ورقة عمل عبارة عن نشاط فردي لكل طالب/ة لتذكر ما مت تعلمه يف الدرس،
وإعطاء واجب منزلي كتدريب مستقل يف املنزل بهدف إعادة تذكر ومراجعة ما مت تعلمه يف
الدرس ،مع مراعاة الوقت ( 5دقائق) .اجلدول رقم ( )2عبارة عن مثال يوضح اخلطوات
واإلجراءات املتبعة عند عرض الدرس الدرس باستخدام طريقة التدريس املباشرة.
-90-
الفصـل الثالث
التعليم الذاتي هو طريقة تعتبر من أولى طرق التدريب املعريف ،حيث إن األساس
النظري والعلمي لها يعتمد على نظريات التعلم املعرفية (جان بياجيه ،برونر ،أوزبل ،كيرت
ليفني) ،وحيث إن املتعلم هو مركز عملية التعلم ،هذه الطريقة تهدف إلى متكني الطلبة ذوي
-91-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
االحتياجات اخلاصة من إدراك وفهم املراحل املختلفة لألعمال التي تدخل مباشرة يف حل
املشكلة ،باإلضافة إلى املمارسة الذاتية ،حيث ميارس املتعلم اخلبرة التعليمية ذاتيا .ولذلك
هذه الطريقة تعتمد على اخلبرة أو اخلبرات السابقة لدى الطالب للتعامل مع املواقف
واألحداث اجلديدة ،وكذلك علي استخدام التدرج يف املمارسة والعمل.
اخلطوات الرئيسية الستخدام التعليم الذاتي يف التدريس تنحصر فيما يلي )1( :العرض
متثيال بحيث يقوم املعلم بعرض ومتثيل الروتني اللفظي أثناء حل املشكلة )2( ،توجيه الطلبة
الستخدام الروتني اللفظي أثناء العمل يف املهمة اجلديدة )3( .التدريب بحيث يقوم الطالب
على عمل هذه األشياء بشكل ذاتي دون تدخل املعلم.
أما اإلستراتيجية املستخدمة يف هذه الطريقة تتضح من خالل استخدام واتباع اخلطوات
اخلمسة التالية )1( :تعريف املشكلة :ماذا يجب علي أن أفعل (قول املشكلة/املوضوع بصوت
مرتفع) )2( .التخطيط :كيف أستطيع حل هذه املشكلة (حتديد عناصر الكلمة/املوضوع/
املشكلة وقولها بصوت مرتفع) )3( .استخدام اإلستراتيجية :خطوات احلل املتبعة ستساعدني
التعرف على العناصر املهمة يف املوضوع (تكرار قول كل عنصر يف املوضوع أو الكلمة ثالثة
مرات) )4( .التقييم الذاتي :كيف فعلت ذلك؟ (قول كل عنصر يف املوضوع أو الكلمة كما
كتبتها) .وأخيرا ( )5التعزيز الذاتي :وهي تعزيز العمل املناسب بهدف استمراره يف املستقبل
ويكون من خالل إعداة تكرار اخلطوات من 2-4لكل عنصر يف موضوع الدرس .اجلدول
رقم ( )3عبارة عن مثال يوضح كيفية استخدام طريقة التعليم الذاتي من حيث اخلطوات
واإلجراءات اخلمسة املتبعة.
-92-
الفصـل الثالث
( )2االستذكار
(من املرحلة االبتدائية إلى املرحلة الثانوية) .من إستراتيجيات االستذكار املستخدمة يف
التدريس ما يسمى بطريقة الكلمة لالستذكار ،وطريقة اإلعداد لالستذكار ،وطريقة األحرف
لالستذكار .فيما يلي أمثلة كيفية استخدام إستراتيجيات االستذكار حسب كل طريقة من
الطرق الثالثة يف االستذكار كما هي مبينه يف اجلداول رقم (.)6( ،)5( ،)4
-94-
الفصـل الثالث
التنظيم الذاتي هو طريقة تهدف إلى تطوير إستراتيجية تساعد الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة على تنظيم املعلومات التي يتم تعلمها ،وطريقة التنظيم الذاتي تتألف من أربع
خطوات منهجية لعملية التدريب املعرفية ،وهي :أوال :التعليم الذاتي ،حيث هي اتباع نفس
اخلطوات يف طريقة التعليم الذاتي التي مت ذكرها سابقا .ثانيا :حتديد األهداف ،حيث يقوم
الطلبة بتحديد األهداف بأنفسهم ذاتيا ،ومن ثم مناقشة هذه األهداف وااللتزام بتحقيقها.
ثالثا :املراقبة الذاتية ،حيث يستخدم الطلبة أداة قياس محددة ملراقبة تقدم أدائهم التعليمي
أثناء السنة الدراسية أو البرنامج التعليمي كما هو موضح يف اجلدول رقم ( .)7رابعا :تعليم
سكافولد ،حيث العمل يبدأ من العام إلى اخلاص ،علما بأن هذه اخلطوة تستند علي نظرية
التعلم البنائي االجتماعي للعالم الروسي فيجوتسكي ،التي تركز على أن املتعلم هو محور
عملية التعلم ،وأن املعلم دوره يكمن يف تسهيل وتيسير عملية التعلم ،باإلضافة إلى مساعدة
الطلبة على التعلم ،ومن ثم تقل هذه املساعدة تدريجيا.
-95-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التدريس الفردي هو منوذج تدريس يستخدم يف توصيل الدرس لكل طالب فرديا ،بحيث
يقدم الدرس بشكل فردي للطالب لتتناسب مع قدراته واحتياجاته وبشكل متوافق مع أهداف
الدرس الفردي .إن التدريس الفردي يتطلب طرق تعلم فردية ،هذه الطرق من التعلم الفردي
يتم استخدامها يف تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،حيث تكون محددة الطرق،
واإلستراتيجيات ،والوسائل التعليمية ،واحملتوى العلمي للمنهج ،وفقا لبرنامج تربوي فردي
يتم تصميمه بشكل فردي لكل طالب ،لذلك فإن التدريس الفردي يجب أن يتضمن حتديد
األهداف طويلة املدى وقصيرة املدى على مستوى الطالب فرديا ،واختيار الوسائل التعليمية
املناسبة ،وتنفيذ اجللسات التعليمية لتلبية احلاجات التعليمية الفردية اخلاصة بالطالب،
ولتنفيذ عملية التدريس الفردي يف تعليم الطالب فرديا فإنه من الضروري حتديد املهارات
التعليمية املستهدفة من خالل التقييم ،وحتديد املتغيرات والظروف التي من شأنها تسهيل
املهمة ،والتخطيط للتعليم الفردي بشكل يراعي ماذا سيتعلم وكيف سيتعلم الطالب فرديا،
-96-
الفصـل الثالث
ومن ثم البدء بالتعليم الفردي اليومي الذي يكون مبنيا على التقييم املتكرر حلالة ومستوى
الطالب فرديا.
( )2التدريس باستخدام التعلم التعاوني (انظر صفحة 96 :كتاب ربفيرا وسميث)
التدريس من خالل استخدام التعلم التعاوني هو منوذج تدريس يعتمد علي الطرق التي
تكرس العمل اجلماعي ما بني املعلم ومجموعات من الطلبة من جهة ،بهدف توصيل الدرس
إلى جميع الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف كل املجموعات داخل الصف الدراسي ،وما
بني الطلبة أنفسهم من جهة أخرى ضمن املجموعات بهدف تعلم وفهم الدرس .إن التدريس
املعتمد علي استخدام التعلم التعاوني يتطلب العمل بروح اجلماعة ضمن إطار تعليمي
محدد ،لتحقيق أهداف تعليم ذي جودة عالية يتناسب مع جميع الطلبة ،مبا فيهم الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة.
التدريس باستخدام التعلم التعاوني تعود جذوره من حيث املنظور العلمي إلى عدة
نظريات قدمية وحديثة يف التعلم ،ولكن تأثر هذا النوع من التدريس بشكل مباشر يف نظريات
التعلم لكل من بياجية وفيجوتسكي وديوي ،لذلك فإن التعلم التعاوني هو منوذج يرتكز على
أن املتعلم هو مركز عملية التعلم وفقا لنظريات التعلم البنائية .إن التعلم التعاوني هو عندما
تعمل مجموعة من الطلبة معا إلجناز هدف تعليمي مشترك (& Johnson, Johnson,
.)Stanne, 2000; Johnson, Johnson, & Smith, 1991لذلك جند أن طرق
تدريس التعلم التعاوني تهدف إلى حتقيق ثالثة أهداف رئيسية ،وهي اإلجناز األكادميي،
والتسامح وقبول التعددية ،وتنمية املهارات االجتماعية ،إال أنه بشكل عام فإن التعلم التعاوني
يسعى إلى حتقيق التحسني يف أداء الطالب (.)Arends, 2009
طرق تدريس التعلم التعاوني قائمة على عدة مناذج أساسية (;Rivera & Smith, 1997
.)Arends, 2009مناذج طرق تدريس التعلم التعاوني متنوعة وهي :التعلم معا ،وبحث املجموعة،
وفريق املساعدة الفردية ،وجيجساو ،وستاد .فيما يلي عرض لطرق تدريس التعلم التعاوني.
-97-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التعلم معا هو طريقة تعلم جماعي ،حيث يعمل الطلبة معا على تعلم املعلومات يف الدرس
( .)Johnson & Jonhson, 1986وطرق التعلم معا تتضمن خطوات محددة :تبدأ
باملعلم حيث يشرح املوضوع واملعايير الالزمة لنجاح كل مجموعات الطلبة ،ومن ثم حتمل
الطلبة للمسؤولية يف تعلم الدرس ،وتقدمي املساعدة لباقي الزمالء يف املجموعة ،ومراقبة
املعلم ألداء كل مجموعة وتقدمي املساعدة أو املعلومات املناسبة للطلبة ،وتقييم أداء عمل
الطلبة يف كل مجموعة ،وأخيرا التحفيز واملكافأة حسب املعايير املتفق عليها ما بني املعلم
والطلبة يف كل املجموعات .إن مجموعات الطلبة يف طريقة التعلم معا متنوعة ،كما تتألف كل
مجموعة من اثنني إلى ستة طلبة مختلفني من حيث القدرات واإلجنازات واإلعاقة.
بحث املجموعة هو طريقة تعلم تعتمد على الطلبة يف التخطيط يف املواضيع التي
سيتعلمونها ،والطرق التي سيستخدمونها يف البحث للوصول النتائج والتحقق منها بطريقتهم
اخلاصة ( .)Sharan, 1980وطرق بحث املجموعة تتضمن عدة خطوات هي :تبدأ بتقدمي
املعلم لعرض املوضوع الذي يراد تعلمه بشكل عام ،والسماح للطلبة باختيار املوضوع أو جزء
منه لبحثه ودراسته ،متضمنا حتديد اخلطوات واإلجراءات واملعايير حلل ملشكلة الدراسة،
مع توصيف الوظائف والتخطيط لتنفيذ العمل كمجموعة ،كما تتطلب مراقبة املعلم لعمل
الطلبة يف املجموعة وتشجيعهم الستخدام املصادر والوسائل واألنشطة املتنوعة ،ومن ثم
تقدمي الطلبة للنتائج لباقي املجموعات يف الصف بشكل تفاعلي ،وتقييم العمل بشكل فردي
أو جماعي .وتتنوع مجموعات الطلبة يف طريقة بحث املجموعة ،كما تتألف كل مجموعة من
اثنني إلى ستة طلبة مختلفني من حيث القدرات واإلجنازات واإلعاقة.
فريق املساعدة الفردية هي طريقة تعلم تعتمد الدمج ما بني التعلم التعاوني والتدريس
الفردي ،حيث تهدف إلى حتسني السلوك االجتماعي لزيادة اإلجنازات األكادميية لدى
الطلبة ( .)Slavin, Madden, & Leavey, 1984; Slavin, 1984وتتضمن طرق
فريق املساعدة الفردية عدة خطوات هي :تبدأ بتقييم الطلبة ووضع مناهج تعليمية وفقا
لقدراتهم ومستواهم ،كما أن الطلبة يعملون يف فريق إلكمال أعمالهم ،ومن ثم مساعدة
الطلبة اآلخرين يف الصف الدراسي ،باإلضافة إلى أن الطلبة يتحملون املسؤولية يف التأكد
-98-
الفصـل الثالث
من صحة عملهم ،وسريان العمل يف الصف بشكل روتيني ،ويقدم املعلم الدرس مباشرة للفرق
املتجانسة الصغيرة من الطلبة يف حال احلاجة لتعلم مهارات محددة ،وأخيرا أخذ اختبارات
قصيرة لتحديد درجات كل فريق ،وذلك لتحديد مدى احلصول على شهادة بذلك اإلجناز
كنوع من املكافأة وفقا ملعايير محددة متفق عليها ضمن الفريق .والطلبة ضمن كل من الفرق
املساعدة الفردية مختلفون ،حيث يتألف كل فريق من أربعة إلى خمسة طلبة مختلفني من
حيث القدرة واإلجنازات واإلعاقة.
جيجساو هي طريقة تعلم تعتمد على عمل الطلبة فرديا ضمن مجموعات مختلفة من
الطلبة الذين يتعلمون بشكل جماعي (& Aronsom, Stephan, Sikes, Blaney,
.)Snapp, 1978وطرق جيجساو تتضمن عدة خطوات هي :يبدأ املعلم بتدريس املوضوع،
ومن ثم تقسيم الدرس إلى أجزاء يسند كل منها إلى طالب لكي يتعلمها بشكل فردي ضمن
املجموعة ،كل طالب فرديا يتحمل املسوولية يف مناقشة ما مت تعلمه يف اجلزء اخلاص به مع
باقي زمالئه يف نفس املجموعة ،ويراقب املعلم كل مجموعات الطلبة ،ومن ثم يقدم املساعدة
والتشجيع والتوجية عند احلاجة .تتنوع مجموعات الطلبة يف طريقة جيجساو ،كما تتألف
كل مجموعة من أربعة إلى سبعة طلبة مختلفني من حيث القدرات واإلجنازات واإلعاقة.
ستاد هي طريقة تعتمد على إجنازات فرق الطلبة (Slavin, Madden, & Leavey,
.)1984طرق ستاد تتضمن عدة خطوات هي :يبدأ املعلم بعرض موضوع الدرس الذي يراد
تعلمه ،والطلبة يعملون ضمن فرق متعددة على تعلم املعلومات التي يراد تعلمها يف الدرس،
ويتعلم الطلبة يف كل مجموعة من بعضهم البعض من خالل املناقشة واحلوار ،ويختبر الطلبة
فرديا يف معلوماتهم ،وأخيرا يتم متييز املجموعات والطلبة فرديا يف نهاية الدرس .وتتنوع
مجموعات الطلبة يف طريقة ستاد ،كما تتألف كل مجموعة من أربعة إلى خمسة طلبة
مختلفني من حيث القدرات واإلجنازات واإلعاقة.
-99-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة الذين مت وضعهم يف صفوف عادية أو خاصة ضمن
مدارس الدمج .يف هذا اجلزء سنعرض أهم إستراتيجات التدريس ،والتدخالت التربوية،
والبرنامج التربوي الفردي.
تتعدد إستراتيجيات التدريس املستخدمة يف مدارس الدمج ،حيث بعضها يتعلق باملهارات
التدريسية ،واآلخر بوقت التدريس .ومن هذه اإلستراتيجات ما هو مناسب لتدريس الطلبة
ذوي االحتياجات اخلاصة ،خصوصا يف مرحلة التعليم االبتدائية (،)Rosenshine, 1983
منها ما يلي:
-100-
الفصـل الثالث
التدخالت التربوية هي برامج محددة مت تخطيطها للتحسني أو للمعاجلة ،حيث تركز على
-101-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التدخالت التربوية تعتمد على منوذج االستجابة للتدخل ( )RTIيف عملية تصميمها
وتنفيذها يف البرامج التربوية ملختلف احلاالت لدى الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،سواء
يف مدارس التربية اخلاصة أو مدارس الدمج .ومنوذج اإلستجابة للتدخل ( )RTIعرف
بأنه منوذج إطار عمل صمم لتحسني مستوى أداء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة من
خالل تقدمي أفضل الطرق واخلدمات التربوية (& Kirk, Gallagher, Coleman,
.)Anastasiow, 2011
منوذج االستجابة للتدخل ( )RTIيتكون من عدة مكونات أساسية تدخل يف تركيبة كل
برامج التدخالت التربوية ( .)Kirk et al., 2011هذه املكونات األساسية لنموذج اإلستجابة
للتدخل ( )RTIهي )1( :توفير الدعم واخلدمات من خالل التسلسل الهرمي الطبقي وفقا
للمستويات الطبقية الثالثة (التدريس احملوري ،وتعزيز التدريس ،والتدريس املكثف)،
استخدام التقييم املستمرة يف مراقبة ومتابعة التطور ،وذلك لصنع القرارات املبنية على
مكامن القوة واالحتياجات لدى الطالب ،واتباع اإلجاراءات وفقا للمعايير التي تكون مبنية
علي أساس ممارسات مثبته علميا ملساعدة الطالب على التعلم والنمو والتقدم اإليجابي،
واستخدام طرق تعتمد على أساليب حل املشكالت ( .)Kirk et al., 2011فيما يلي شرح
للمستويات الطبقية الثالثة يف منوذج االستجابة للتدخل (:)RTI) (Kirk et al., 2011
-102-
الفصـل الثالث
تعزيز التدريس هو مستوى تقدم فيه اخلدمات املستهدفة والدعم املالئم لها ،بحيث
تكون مقصودة ومحددة وفقا للتخطيط املبني على نتائج تتطلب احتياجات خاصة ومحددة
بالتزامن مع مكامن القوة لدى الطالب ،هذه اخلدمات والدعم جميعها ترتبط بالتدريس،
حيث تكثيف التدريس وتعزيزه بطريقة تتناسب مع املنهج املعد ملثل هذه احلاالت ،باإلضافة
للمراقبة املستمرة لتقدم الطلبة تعليميا.
التدريس املكثف هو مستوى تقدم به نوعية من اخلدمات والدعم ذات طبيعة تتناسب مع
احتياجات الطالب فرديا ،بحيث تكون أكثر حتديدا وتوجيها وفقا ملكامن القوة لدى الطالب.
البرنامج التربوي الفردي هو وثيقة تعليمية تتضمن أهدافا محددة ،منها ما هو طويل
املدى وآخر قصير املدى ،حيث يراد من الطالب فرديا حتقيقها خالل فترة محددة من الزمن
وفقا للخطط واإلستراتيجيات املعدة مبساعدة فريق متعدد التخصصات ،باإلضافة إلى
تقدمي خدمات تربوية رئيسية ومساعدة ،كما أن البرنامج التربوي الفردي يتطلب مشاركة
أولياء أمور الطالبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،ملناقشة وحتديد التوقعات التي يفترض أن
يحققها أبنائهم يف املستقبل.
-103-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
تعكس فاعلية اخلدمات التعليمية املقدمة ،مع ضمان املساءلة يف مدارس الدمج .والبرنامج
التربوي الفردي يتكون من عدة مكونات رئيسية هي:
( )1مستوى أداء احلالي للطالب :وصف ملستويات أداء الطالب متضمنة التحصيل العلمي،
والتكيف االجتماعي ،واملهارات املهنية ،ومهارات العناية بالذات ،واملهارات النفسية
احلركية.
( )2األهداف السنوية :حتديد ووصف األهداف السنوية التي تبني مستوى األداء يف نهاية
البرنامج.
( )3األهداف املرحلية :وصف األهداف قصيرة املدى.
( )4اخلدمات التعليمية :حتديد ووصف للخدمات التي يحتاجها الطالب.
( )5اجلدول الزمني :وضع جدول زمني لتقدمي اخلدمات التي تدعم عمليتي التدريس
والتعلم يف البرنامج التربوي الفردي.
( )6حالة الطالب :وصف حالة الطالب إلمكانية الدمج يف املدرسة العادية.
( )7التقييم التحسني املستمى :حتديد ووصف اإلجراءات واملعايير للتقومي والقياس
والتحسني املستمر.
( )8الكوادر املهنية :حتديد املعلمني املسؤولني عن تنفيذ البرنامج التربوي الفردي يف
مدرسة الدمج.
ولتحديد مستوى األداء احلالي للطالب فإنه يجب إجراء التقومي املستمر وفقا لألهداف
واألنشطة املستخدمة ،متضمنا الكشف املبكر ،والتشخيص للحالة ،وحتديد مواطن القوة
والضعف للطالب ،وحتديد االحتياجات ،وحتديد احتياجات وصعوبات األسرة ،ومتابعة
التطورات يف أداء الطالب ،كما أن دور التقييم يف العملية التعليمية مهم ،حيث يسمح للمعلم
بالتعرف على الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة ،وإحالتهم للجهات املختصة ،وجمع املعلومات
الكافية عن أداء الطالب ،واملشاركة يف التخطيط للبرنامج التربوي الفردي ،وتنفيذ البرنامج
التربوي الفردي ،وأن يشارك يف تقومي فاعلية البرنامج وتطويره وحتسني مخرجاته.
كذلك فإن أساليب التدريس املستخدمة يف البرنامج التربوي الفردي تعتمد على ثالثة
متغيرات أساسية )1( :فئة اإلعاقة ،حيث إن األساليب والطرق التدريسية تختلف من فئة
-104-
الفصـل الثالث
ألخرى )2( .شدة اإلعاقة ،وهي كلما ازدادت شدة اإلعاقة كلما ازدادت حاجة الطالب لوضع
تربوي خاص )3( .العمر الزمني ،حيث يتم اختيار األسلوب التدريسي وفقا ألهداف املنهج
الفردي التي صمم من أجله البرنامج التربوي الفردي ،بنا ًء على املهام النمائية لكل مرحلة
عمرية للطالب من ذوي االحتياجات اخلاصة ،ولهذا جند أن طرق التدريس املستخدمة يف
تعليم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة بشكل فردي متنوعة ،فمنها ما هو مباشر وما هو
غير مباشر ،كما مت شرحها يف القسم اخلاص يف أساليب التدريس يف هذا الفصل.
ومن هنا تأتي ضرورة استخدام املنحنى التشخيصي العالجي ،وهو منوذج تربوي عالجي،
حيث يتضمن )1( :تشخيص املشكلة من حيث اخلصائص ،واألسباب ،واحلاجات اخلاصة،
والفروق الفردية )2( .وضع خطة تربوية فردية ملعاجلة املشكلة من حيث التخطيط والتنفيذ
والقييم لها ،لذلك فهناك خطوات يجب اتباعها عند البدء يف تنفيذ املنحنى التشخيصي
العالجي )1( :تقييم الطالب من خالل جمع املعلومات عن أدائه مستخدما املالحظة أو
االختبارات )2( .التخطيط للتدريس ،وذلك من خالل وضع اخلطة التدريسية الفردية
بنا ًء على نتائج تقييم الطالب )3( .تنفيذ اخلطة الدراسية من خالل وضع اإلستراتيجيات
التعليمية (مثال :التدريس املباشر أو أساليب التدريس األخرى التي مت عرضها سابقا يف
هذا الفصل) لتنفيذ اخلطة التدريسية )4( .تقييم فاعلية التدريس ،حيث يتم التقييم بعد
تنفيذ اخلطة التدريسية ،ملعرفة مدى تقدم األداء وحتسن مخرجات التعلم لكل من الطالب
والبرنامج التربوي الفردي.
النموذج رقم ( )1يوضح كيفية استخدام البرنامج التربوي الفردي من حيث املكونات
واحملتوى من املعلومات واإلجراءات الضرورية التي يتضمنها يف تعليم الطالبة ذوي االحتياجات
اخلاصة فرديا يف مدارس الدمج.
-105-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
مادة/تخصص املنهج
الهدف السنوي
املقياس/املعيار ،متضنما :نوعية
املعلم (معلم عادي ،معلم تربية األهداف السنوية
واملقاييس/املعايير خاصة ،مساعد معلم ،متخصص ()4
لغوي ،آخرون) ،طريقة التقييم (جمع
املعلومات ،االختبارات ،ورق عمل،
مالحظة صفية ،درجات ،أخرى)،
تاريخ البداية ،تاريخ الفحص للتأكد،
تاريخ اإلتقان
اخلدمات/اخلدمات ذات الصلة
متضمنا :اسم املعلم والتخصص،
عدد الساعات يف اإلسبوع ،املوقع/
مكان التطبيق
املساعدات/املعدات /تعديالت
املساعدات التكميلية
البرنامج الالزمة لتحقيق األهداف ()5
واخلدمات ذات الصلة
السنوية والتقدم يف مناهج التعليم
العام
عدد تكرار اإلستخدام
(حتديد عدد التكرار مع ذكر اسم
املختص صاحب هذا القرار)
-107-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
الصفوف العادية/الدمج
متضمنا:
حتديد الفترة (الساعات يف املوثع
واملدرسة)
مدى املشاركة (حتديد نوعية
املساعدة واملتخصص)
صفوف التربية اخلاصة
(غرفة املصادر ،الصف املستقل
اإلحالة/وضع التربية ذاتيا ،صفوف التقوية بعد اليوم
( )6اخلاصة أو البيئة األقل الدراسي ،برامج خاصة خارج
املدرسة) تقييدا
متضمنا:
حتديد الفترة (الساعات يف املوثع
واملدرسة)
مدى املشاركة (حتديد نوعية
املساعدة واملتخصص)
األساس املنطقي لوضع الطالب
يف صفوف خاصة غير الصفوف
العادية يف مدارس الدمج
التربية البدنية (العادية/التكيفية)
النقل (العادية/اخلاصة)
هل الطالب أعطي الفرصة يف
املشاركة ضمن األنشطة والفعاليات
اخلدمات اخلاصة ()7
الصفية وغير الصفية مع طلبة
آخرين عاديني؟
هل الدعم ضروري؟
األساس املنطقي لعدم املشاركة؟
احلاجة لإلحالة
(استكمال الدراسة وحصول الطالب
على شهادة)
امليول/الرغبات املهنية اإلحالة
(( )8يفضل مبكرا ،أو قبل املخرجات
مخرجات احلياة املجتمعية عمر 14سنة)
حتديد خدمات اإلحالة املطلوبة
حتديد مسؤليات العمل
الروابط/الصالت املجتمعية
-108-
الفصـل الثالث
-109-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
األنشطة
أسئلة الدراسة واملناقشة
يف الفصل الثالث مت وضع عدة أنشطة صفية ،منها اجلماعية والفردية ،جلميع الطلبة.
ويف هذا النشاط ال بد من اتباع اخلطوات التالية:
-110-
الفصـل الثالث
( )1أذكر ما هي أساليب تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج؟
( )2حدد أساليب التدريس املباشر؟
( )3صف مع الشرح أساليب التدريس املباشر؟
( )4ما هي مكونات وخطوات طرق التدريس املباشرة؟
( )5صمم درس بإستخدام طريقة التدريس املباشرة؟
-111-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )1حدد اإلستراتيجيات والبرامج التعليمية التدخلية األكثر استخداما يف مدارس الدمج؟
( )2صف مع الشرح إستراتيجيات التدريس؟
( )3صف مع الشرح التدخالت التربوية ؟
( )4صف مع الشرح البرنامج التربوي الفردي؟
-112-
الفصـل الثالث
أنت معلم يف أحد صفوف الدمج يف مدرستك ،ولديك يف الصف طالب من ذوي
االحتياجات اخلاصة ،وحتديدا لديه صعوبات التعلم.
-113-
الفصـل الرابع
• املقدمة
• فاعلية التدريس
• التقومي
( )1التعريف
( )2األهمية
( )3األنواع
• مخرجات التعلم
( )1التعريف
( )2األهمية
( )3األنواع
( )4املكونات
-116-
الفصـل الرابع
الفصـل الرابع
-117-
الفصـل الرابع
الفصـل الرابع
املقدمة:
نناقش يف الفصل اخلامس عدة جوانب متعلقة يف فاعلية التدريس وتقومي مخرجات التعلم يف مدارس
الدمج .يتكون هذا الفصل من عدة أقسام هي :فاعلية التدريس متضمنا وصفا لفاعلية التدريس ،والتقومي
متضمنا التعريف واألهمية واألنواع ،ومخرجات التعلم متضنما التعريف واألهمية واألنواع واملكونات ،وتقومي
مخرجات التعلم متضنما قياس وحتليل مخرجات التعلم ،والتحسني املستمر ملخرجات التعلم .وأخيرا
سنعرض بعض األنشطة التي تتضمن أسئلة للدراسة واملناقشة يف احملاضرات.
-119-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
-120-
الفصـل الرابع
الفصـل الرابع
• فاعلية التدريس
فاعلية التدريس هو عنصر أساسي يدل على جودة التعليم؛ بل أصبحت فعالية التدريس
أداة حتدد ما إذا كان التغير أو التحسني يف عمليتي التدريس والتعلم قد حدث ،وأن األهداف
التعليمية ومخرجات التعلم يف البرامج واملناهج التعليمية فعال حتققت .لذلك فإن فاعلية
التدريس لها عالقة مباشرة بتعلم الطلبة ،حيث أثبتت الدراسات أن هناك عالقة ما بني
التدريس ومخرجات تعلم الطلبة يف املدارس (Battistich, Solomon, & Delucchi,
.)1993إن فعالية التدريس يتم تقييمها بواسطة التقومي من خالل أدوات متعددة
(.)Henderson, Turpen, Dancy, & Chapman, 2014; Heward, 2003
حاليا يف حقل التعليم يوجد اهتمام حول كيفية تطوير مقاييس عادلة وموثوق بها لقياس
مدى فاعلية التدريس ( ،)Sledge & Pazey, 2013بل إن هناك تركيزا حول حتسني
مقاييس فعالية التدريس املستخدمة يف البرامج التعليمية اخلاصة بالطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة ( ،)Jones & Brownell, 2014باإلضافة إلى احلاجة ملزيد من البحث يف
اآلثار والروابط بني التقومي والتحصيل العلمي للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة (McCall,
.)McHatton, Shealey, 2014
• التقويم
( )1التعريف
التقومي هو عملية ذات مغزى ومستمرة ،حيث تركز على حتسني وتعزيز تعلم الطلبة
( .)Wright, 2010; McGregor, 2002; Boyce, 2008التقومي هو أداة حتدد ما إذا
كان الطلبة يتعلمون ما يتوقع منهم أن يتعلموا ( .)Bers, 2008والتقومي هو عملية تتضمن
وضع أهداف لتعلم الطلبة ،وجمع األدلة حول ما إذا كان الطلبة قد حققوا تلك األهداف،
وتفسير البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلبة ،وتستخدم بيانات األدلة لتطوير
أساليب لتحسني تعلم وأداء الطلبة يف املدارس ( .)Wright, 2003إن عملية التقومي تعتبر
جزءا من التدريس الفعال (.)Henderson, Turpen, Dancy, & Chapman, 2014
-121-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
كذلك يعتبر التقومي أداة للتشخيص ،حيث تستخدم يف قياس حتصيل الطلبة لألهداف
املتعلقة بالتعلم ،وأيضا يف تقييم أداء الطلبة يف التعليم بشكل عام .كما أن التقومي يوفر
معلومات واضحة ومفيدة عن مخرجات تعلم الطلبة ،بحيث من املمكن استخدامها كمؤشرات
لنقاط القوة والضعف يف عملية تعلم الطلبة.
كما أن التوجه احلالي يف املؤسسات التعليمية نحو استخدام املعلمني ملا يسمى بالتقومي
الذاتي .إن التقييم الذاتي هو اإلجراء الذي يستخدمه املعلم لتقييم أدائه التدريسي .كذلك
يستخدم املعلمون التقومي الذاتي لقياس وحتديد فعالية التدريس .وبشكل عام فالتقومي
الذاتي هو أداة للتقييم الذاتي ،بحيث يستخدمها املعلمون أنفسهم فرديا بهدف إيجاد نقاط
القوة والضعف يف تدريسهم .التقومي الذاتي هو عامل مهم ومؤثر لذلك يستخدمه املعلمني
يف املدارس لتقييم فعالية تدريسهم (Kyriakides, Campbell, & Christofidou,
.)2002
( )2أهمية التقومي
أهمية التقومي تتضح من خالل استخدام التقومي يف مراقبة ورصد فاعلية البرامج
التعليمية ( .)Hallahan & Kauffman, 2000لذلك جند أن التقومي يعمل على حتسني
مخرجات تعلم الطلبة ( .)Salvia, Ysseldyke, & Bolt, 2012أثبتت العديد من
الدراسات أن تقومي مخرجات تعلم الطلبة تستطيع أن توفر معلومات قيمة ،بحيث تستخدم
يف عمليات التحليالت لهذه النتائج املتعلقة يف مخرجات التعلم يف البرامج واملناهج التعليمية
( ،)Al-Shammari, 2010; Rieg & Wilson, 2009وأن تقومي مخرجات تعلم ما
مت تدريسه للطلبة يساعد على حتسني تعلم الطلبة ونوعية التعليم (& Al-Shammari
.)Yawkey, 2007واستخدام عمليات التقومي يستفيد منها كل من الطالب واملعلمني
( .)McGregor, 2002لذلك يستخدم التقومي يف مساعدة املعلمني يف حتديد وتصنيف
وتقييم مؤشر أداء معني يشير إلى النجاح أو الفشل يف مخرجات تعلم الطلبة (Al-
.)Shammari, 2011وتقومي مخرجات التعلم يساعد املعلمني يف حتديد نقاط الضعف
املتعلقة بالبرنامج أو املنهج التعليمي ،ومن ثم تنفيذ تغييرات محددة من أجل التحسني
( .)Carey & Gregory, 2003إن التقومي الذي ينفذ على أساس حتليل مخرجات التعلم
يوفر تقارير مهمة ،حيث تشتمل على التعديالت الضرورية التي يتطلبها املنهج من أجل
حتسني مخرجات التعلم وجودة التعليم ( .)Al-Shammari, 2012هذه التعديالت هي
-122-
الفصـل الرابع
عبارة عن تغييرات دقيقة يف تركيبة احملتوي العلمي للمنهج الذي يدرس للطلبة لكي تزيد من
فرص التحصيل العلمي للطلبة (Wesson, Deno, Mirkin, Maruyama, Skiba,
.)King, & Sevcik, 2001لذلك فالتغييرات اإليجابية التي تتم من خالل تصميم املناهج
الدراسية وفقا للتعديالت يف املنهج وبناء على نتائج التقومي كشفت تعزيزا يف تعلم الطلبة
واملخرجات التعليمية ( .)McGregor, 2002كذلك فإن التقومي يكشف معلومات مفيدة،
مثل املؤشرات التي تسلط الضوء على نقاط القوة والضعف يف مخرجات تعلم الطلبة (Al-
.)Shammari, 2011هذه املؤشرات هي مبثابة إحصائية فردية أو مركبة ،حيث تتعلق
يف البنية األساسية للتعليم ،كما أنها مفيدة يف سياق السياسات التعليمية (Richard,
.)McDonnell, & Oakes, 1991وميكن استخدام هذه املؤشرات املختلفة لتقدمي
معلومات مختلفة ( .)Center for Mental Health in Schools, 2011وميكن
استخدام املؤشرات لإلشارة إلى مستوى اإلجناز يف مخرجات تعلم الطلبة ،مع التركيز
على نقاط القوة أو الضعف .أخيرا خالل عملية تصميم إستراتيجية التعديالت للمنهج أو
للتدريس أو للتعلم فإنه من الضروري وضع خطة عمل ،حيث استخدام املؤشرات كمقاييس
أثناء حتسني مخرجات تعلم الطلبة (.)Al-Shammari, 2011
( )3أنواع التقومي
ينقسم التقومي إلى قسمني أساسيني هما :التقومي التكويني و التقومي التلخيصي .التقومي
التكويني هو التقومي أثناء عملية التدريس بهدف قياس التقدم املستمر للطلبة ،بينما التقومي
التلخيصي فهو التقومي الذي يتم يف نهاية الدرس أو الوحدة الدراسية ضمن املنهج لتحديد
مدى تعلم الطلبة ( .)Marchesani, 2007إن لكل من هذين النوعني يف التقومي مناذج
متعددة .على سبيل املثال ،مناذج التقومي التكويني تتمثل يف أدوات متنوعة من املالحظة إلى
االختبارات القصيرة ،بينما مناذج التقومي التلخيصي تتمثل يف أدوات محددة كاالختبارات.
تتنوع مناذج التقومي التكويني والتلخيصي ما بني التقليدية واحلديثة ،فنماذج التقومي
التقليدية تتضمن اختبارات متعددة االختيارات ،والصح واخلطأ ،والتماثل أو التطابق
أو املقالية ،أما مناذج التقومي احلديثة فتتضمن اختبارات أخرى مختلفة ،مثل تقومي
األداء ( ،)Performanceوامللف اإلجنازي ( ،)Portfolioوتقنيات مسبقة للتعليم
( ،)Preinstructional Techniquesوالعناوين أو املوضوعات (.)Rubrics
-123-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
• مخرجات التعلم
( )1التعريف
مخرجات التعلم هي املؤشرات املعاصرة للجودة يف مجال التعليم (Al-Shammari,
.)2012, 2011a, 2011b, 2010a, 2010bكذلك مت تعريف مخرجات التعلم على
أنها تلك النتائج املوثقة التي مت قياسها بواسطة تقنيات تقومي مختلفة ،حيث إنها تشير إلى
حتصيل الطلبة لألهداف التعليمية يف املناهج الدراسية (.)James, 2005
( )2األهمية
أهمية مخرجات التعلم تتضح من خالل عدة نقاط كالتالي :التعرف على مستوى حتقيق
األهداف يف املناهج الدراسية ،وتقدمي املعلومات والبيانات على شكل تقارير نهائية ملخرجات
التعلم للمناهج الدراسية والطلبة ،ومساعدة املعلمني على قياس وحتليل مخرجات التعلم
لتقدمي تقرير نهائي ملخرجات تعلم املناهج الدراسية ،وتقييم أداء تدريس املعلمني وفقا
للتقارير النهائية ملخرجات التعلم لكل منهج دراسي ،وحتديد مؤشرات القوة والضعف من
أجل وضع التغييرات الضرورية يف التدريس والتعلم بهدف حتسني تعلم الطلبة ،والتحسني
املستمر لنظام ومخرجات التعليم.
( )3األنواع
تنقسم مخرجات التعلم إلى نوعني هما :مخرجات تعلم املنهج ،ومخرجات تعلم الطلبة.
إن مخرجات تعلم املنهج هي النتائج النهائية لتحقيق األهداف التعليمية بشكل فردي وجماعي
يف املنهج الدراسي ،بينما مخرجات تعلم الطلبة هي النتائج النهائية لتحقيق الطلبة لألهداف
التعليمية بشكل فردي وجماعي يف املنهج.
( )4املكونات
تعتمد عملية قياس مخرجات التعلم على متغيرات أساسية هي :أهداف التعلم،
ومتطلبات املنهج ،وإجنازات الطلبة .إن أهداف التعلم هي أهداف سلوكية قابلة للقياس،
-124-
الفصـل الرابع
يقصد بها ما يجب أن يتعلمه الطلبة ويكونوا قادرين على القيام به يف نهاية عملية تعلم
املادة العلمية يف املنهج الدراسي .أما متطلبات املنهج فهي كل األدوات املستخدمة للتأكد من
مدى فهم الطلبة للمحتوى العلمي يف املنهج الدراسي ،ومن هذه األدوات على سبيل املثال:
االختبارات بأنواعها ،والعروض التقدميية ،واألنشطة ،واملشاريع ،والواجبات .وكذلك فإن
إجنازات الطلبة هي املؤشرات الدالة على اكتساب املعرفة واملهارات التي يتم قياسها من
خالل متطلبات املنهج الدراسي.
تقومي مخرجات التعلم هي عملية قياس مدى الترابط ما بني أداء التدريس وتعلم
الطلبة ،من خالل التأكد من حتقيق األهداف التعليمية يف املنهج الدراسي .إن عملية تقومي
مخرجات التعلم تعتمد على قياس وحتليل املكونات الرئيسية يف مخرجات التعلم (أهداف
التعلم ،ومتطلبات املنهج ،وإجنازات الطلبة) .فيما يلي اخلطوات الرئيسية يف عملية تقومي
مخرجات التعلم:
( )1قياس مخرجات التعلم
إن قياس مخرجات التعلم تتطلب الربط بني مكونات مخرجات التعلم من خالل إجراء
ما يلي :حتديد األهداف التعليمية فرديا ،حتديد متطلبات املناهج فرديا ،جمع إجنازات
الطلبة فرديا ،ربط متطلبات املنهج والتقييم بكل من األهداف وإجنازات الطلبة فرديا ،ربط
إجنازات الطلبة بأهداف التعلم ،احتساب مخرجات التعلم بشكل عام وفرديا.
( )2حتليل مخرجات التعلم
كما أن حتليل مخرجات التعلم تعتمد اإلجراءات الرئيسية التالية :حساب النسبة املئوية
ملستوى حتقيق األهداف التعليمية فرديا وبشكل إجمالي ،وحتديد متطلبات املناهج للتعرف
على نقاط القوة والضعف يف كل أجزاء املنهج الدراسي ،وحساب النسبة املئوية ملخرجات تعلم
الطلبة فرديا وبشكل إجمالي ،وحتديد النسب الضعيفة ملخرجات تعلم الطلبة بشكل فردي
لكل طالب فرديا لتحديد مستوى إجنازات حتقيق الطلبة ألهداف التعلم فرديا املرتبطة يف
املنهج الدراسي ،وتقدمي تقرير ملخرجات التعلم بالنسبة ألهداف التعلم يف املنهج والطالبة
بشكل عام وفرديا.
-125-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
التحسني املستمر ملخرجات التعليم تتطلب وضع خطة تستند على التقارير النهائية
ملخرجات التعلم يف املنهج الدراسي .وخطة التحسني املستمر ملخرجات التعلم تتطلب إجراء
التالي )1( :كل معلم يقدم تقريرا نهائيا ملخرجات التعلم يف نهاية السنة الدراسية متضمنا
التغييرات الواجب تنفيذها يف املستقبل على كل من املنهج ومكوناته واملتطلبات الدراسية،
والتقييم املستمر ملقارنتها مبخرجات التعلم للسنة السابقة ،وذلك بهدف التحسني املستمر
ملخرجات التعلم )2( .حتديد متطلبات املناهج التي حصلت على النسب املتدنية ملخرجات
التعلم ،وذلك للتعرف على نقاط القوة والضعف والقصور إلمكانية تعديلها وتطويرها يف
املستقبل )3( .حتديد النسب املتدنية ملخرجات تعلم الطلبة فرديا ملتابعة مستوى حتصيلهم
العلمي يف املناهج الدراسية للسنوات الدراسية املتقدمة.
-126-
الفصـل الرابع
-127-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
األنشطة
أسئلة الدراسة واملناقشة
يف الفصل األول مت وضع عدة أنشطة صفية ،منها اجلماعية والفردية ،جلميع الطلبة.
ويف هذا النشاط ال بد من اتباع اخلطوات التالية:
-128-
الفصـل الرابع
أنت معلم يف أحد صفوف الدمج يف مدرستك ،ولديك يف الصف عشرة طلبة من ذوي
االحتياجات اخلاصة ،وحتديدا لديهم صعوبات تعلم.
( )1تقومي مخرجات التعلم؟
( )2حدد مع الوصف ما هي مخرجات التعلم بالنسبة للطلبة بشكل جماعي وفردي؟
( )3حدد مع الوصف ما هي مخرجات التعلم بالنسبة لألهداف التعليمية بشكل كلي
ومستقل؟
( )4قارن بني مخرجات التعلم بالنسبة لكل الطلبة؟
( )5ضع خطة التحسني املستمر ملخرجات التعلم يف هذا الصف؟
( )6اعرض خطة التحسني املستمر ملخرجات التعلم أمام باقي املجموعات؟
-129-
املراجع
References
-131-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
-132-
املراجع
13. Al-Shammari, Z., Al-Aqeel, E., Faulkner, P., & Ansari, A. (2012).
Enhancing Students’ Learning and Achievement through Teaching a
Direct Math Instruction-based ICT Integrated Secondary School Math
Curriculum in Kuwait. International Journal of Learning. 18(9), 339-
354.
14. Al-Shammari, Z., Daniel, C., Faulkner, P., & Yawkey, T. (2010).
Improving inappropriate social behavior of autistic students using the
LISTEN intervention strategy. Journal of Instructional Psychology,
37(4), pp. 286-249.
17. Arends, R. (2009). Learning to teach (8th ed.). New York: McGraw-
Hill International Edition.
19. Aronson, E., Stephan, C., Sikes, J., Blaney, N., & Snapp, M. (1978). The
jigsaw classroom. Newbury Park, CA: Sage.
-133-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
22. Baron, J. B. & Wolf, D.P. (Eds.) (1996). Performance- based student
assessment: Challenges and possibilities. Chicago: University of
Chicago Press.
23. Battistich, V., Solomon, D., & Delucchi, K. (1993). Interaction processes
and student outcomes in cooperative learning groups. The Elementary
School Journal, 19-32.
29. Bos, C. S., & Vaughn, S. (2002). Strategies for teaching students with
learning and behavior problems. Boston: Allyn & Bacon.
31. Brophy, J.E., & Evertson, C.M. (1976). Learning from teaching: A
developmental perspective. Boston: Allyn and Bacon.
34. Center for Mental Health in Schools at UCLA (2011). About short-term
outcome indicators for school use and the need for an expanded policy
framework. A Center Policy Brief. http://www.eric.ed.gov
35. Chambers, B., Cheung, A. C., Madden, N. A., Slavin, R. E., & Gifford,
R. (2006). Achievement effects of embedded multimedia in a success for
all reading program. Journal of Educational Psychology, 98(1), 232.
39. de Graaf, G., van Hove, G. & Haveman, M. (2011). More academics in
-135-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
46. Farrell, P., Dyson, A.S., Polat, F., Hutcheson, G. & Gallannaugh,
F. (2007). SEN inclusion and pupil achievement in English schools.
Journal of Research in Special Educational Needs, 7(3), 172–178.
-136-
املراجع
47. Flynn, L. J., Hosp, J. L., Hosp, M. K., & Robbins, K. P. (2011). Word
recognition error analysis: Comparing isolated word list and oral passage
reading. Assessment for Effective Intervention, 36, 167–178.
48. Fuchs, D., & Fuchs, L. S. (1994). Inclusive schools movement and the
radicalization of special education reform. Exceptional children, 60(4),
294-309.
51. Gage, N. L. (1984). An update of the scientific basis of the art of teaching.
(Mimeographed) Palo Alto, Calif.: Stanford University.
54. Graves, A., Landers, M. R., Lokerson, J., Luchow, J., Horvath, M., &
Garnett, K. (1992). The DLD Competencies for Teachers of Students
with Learning Disabilities. Reston, VA: Council for Exceptional
Children-Division for Learning Disabilities.
-137-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
58. Henderson, C., Turpen, C., Dancy, M., & Chapman, T. (2014).
Assessment of teaching effectiveness: Lack of alignment between
instructors, institutions, and research recommendations. Physical
Review Special Topics-Physics Education Research, 10(1), 010106.
59. Heward, W. L. (2003). Ten faulty notions about teaching and learning
that hinder the effectiveness of special education. The Journal of Special
Education, 36(4), 186–205.
-138-
املراجع
66. Kalambouka, A., Farrell, P., Dyson, A. and Kaplan, I. (2005). The impact
of population inclusivity in schools on student outcomes. Research
Evidence in Education Library. London: EPPI-Centre, Social Science
Research Unit, Institute of Education, University of London.
73. Kitsantas, A., Zimmerman, B. J., & Cleary, T. (2000). The role of
observation and emulation in the development of athletic self-regulation.
Journal of Educational Psychology, 92(4), 811–817.
-139-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
81. Lopez, C., & Corcoran, T. (2014). Relationships with special needs
students: exploring primary teachers’ descriptions. International
Journal of Inclusive Education, 18(12), 1304-1320.
83. MacArthur, J., Kelly, B., Sharp, S. & Gaffney, M. (2005). Participation
-140-
املراجع
84. Magliaro, S. G., Lockee, B. B., & Burton, J. K. (2005). Direct instruction
revisited: A key model for instructional technology. Educational
Technology Research & Development, 53(4), 41-55.
88. Martin, A. J., Anderson, J., Bobis, J., Way, J., & Vellar, R. (2012).
Switching on and switching off in mathematics: An ecological study of
future intent and disengagement among middle school students. Journal
of Educational Psychology, 104, 1–18. doi:10.1037/a0025988
-141-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
simplypsychology.org/learning-kolb.html
93. McLeskey, J., Hoppey, D., Williamson, P., & Rentz, T. (2004). Is
inclusion an illusion? An examination of national and state trends toward
the education of students with learning disabilities in general education
classrooms. Learning Disabilities Research & Practice, 19(2), 109-
115.
94. Metin, M., Yilmaz, K. G., & Coskun, K. (2011). The investigating high
school students’ learning styles with respect to the different variables:
A sample from Turkey. Energy Education Science and Technology Part
B. Social and Educational Studies, 3(4), 589-604.
95. Meyen, E., Poggio, J., Seok, S., & Smith, S. (2006). Equity for students
with high-incidence disabilities in statewide assessments: a technology-
based solution. Focus on exceptional children, 38(7), 1–8.
96. Miller-Lewis, L. R., Sawyer, A. C., Searle, A. K., Mittinty, M. N., Sawyer,
M. G., & Lynch, J. W. (2014). Student-teacher relationship trajectories
and mental health problems in young children. BMC psychology, 2(1),
27.
98. Muir, T. (2006). What does effective teaching for numeracy look like?
The design of an observation schedule. Retrieved on: 28 June 2015.
-142-
املراجع
101. Neary, T., & Halvosen, A. (1995). What is “Inclusion”? ERIC Digest, ED
393248.
104. Ormrod, J. E. (1999). Human learning (3rd ed.). New Brunswick, NJ:
Prentice Hall.
107. Reyes, M. R., Brackett, M. A., Rivers, S. E., White, M., & Salovey, P.
(2012). Classroom emotional climate, student engagement and academic
achievement. Journal of Educational Psychology, 104, 700 –712. doi:
10.1037/a0027268
108. Richard, J. S., McDonnell, L. M., & Oakes, J. (1991). What are educational
-143-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
112. Rivera, D. P., & Smith, D. D. (1997). Teaching students with learning and
behavior problems. Allyn and Bacon.
113. Robertson, K., Chamberlain, B., & Kasari, C. (2003). General education
teachers’ relationships with included students with autism. Journal of
Autism and developmental disorders, 33(2), 123-130.
116. Salvia, J., Ysseldyke, J., & Bolt, S. (2012). Assessment: In special and
inclusive education. Cengage Learning.
-144-
املراجع
124. Slavin, R. E., Madden, N. A., & Leavey, M. (1984). Effects of team assisted
individualization on the mathematics achievement of academically
handicapped and nonhandicapped students. Journal of Educational
Psychology, 76(5), 813-819.
126. Subotić, S., & Anđić, B. (2014). The decline in socialization at the
transition from class to subject teaching in the inclusion.Specijalna
edukacija i rehabilitacija, 13(3).
-145-
النظرية والتطبيق:تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج
132. Walther-Thomas, C., Bryantm M., & Land, S. (1996). Planning for
effective co-teaching: The key to successful inclusion. Remedial and
Special Education, 17, 255-265.
134. Wesson, C., Deno, S., Mirkin, P., Maruyama, G., Skiba, R., King, R.,
& Sevcik, B. (2001). A causal analysis of the relationships among
ongoing curriculum-based measurement and evaluation, the structure of
instruction, and student achievement. The Journal of Special Education,
22(3), 330–343.
-146-
املراجع
136. Wilkinson, R., & Pickett, K. 2010. The Spirit Level: Why Equality is
Better for Everyone. London: Penguin
137. Willms, J.D. (2006). Learning divides: Ten policy questions about the
performance and equity of schools and schooling systems. Montreal:
UNESCO Institute for Statistics.
138. Wright, B. D. (2003). More art than science: The postsecondary assessment
movement today. Paper presented at Sloan-C Consortium Workshop, Olin
College, MA.
140. Zigmond, N., Kloo, A., & Volonino, V. (2009). What, where, and how?
Special education in the climate of full inclusion. Exceptionality, 17(4),
189-204.
-147-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
-148-
املصطلحات
املصطلحات املستخدمة
( )1مفهوم التدريس :هو نشاط شخصي جلذب املتعلمني إليه ألغراض
محددة.
( )2التدريس الفعال :هو التدريس الذي يعتمد على قدرت املعلم على تنفيذ
أكبر عدد ممكن من املهارات التشخيصية ،والتعليمية ،واإلدارية ،والعالجية،
والتكييفية للسلوك يف حاالت ومواقف محددة ،لتلبية احتياجات محددة يف
نفس الوقت املخصص للتدريس
( )3مفهوم التعلم :لتعلم هو تغير يف السلوك ،أو التغير الدائم يف السلوك أو
يف القدرة على التصرف بطريقة معينة ،مما يؤدي من الناحية العملية إلى
أشكال أخرى من اخلبرة.
( )4التعلم الفعال :هو التعلم الذي يحدث بواسطة عملية مت تعزيز بناء املعرفة
الفردية بها من خالل التفاعل ،والنقاش ،والتفاوض ،والتعاون ،واملشاركة يف
البناء مع اآلخرين ،حيث يكون املتعلم يف مركز عملية بناء التعلم ،كما يعتمد
على على كل من قدرة املتعلم على املشاركة يف «التنظيم الذاتي» للتعلم،
ووجود «النمذجة» الفعالة خالل التعليم ضمن سياق حدوث عملية مزدوجة
ما بني النمذجة ومالحظة التعلم ذاتي التنظيم.
( )6التعلم ذاتي التنظيم :هو قدرة املتعلم على ممارسة السيطرة على
املعتقدات والعواطف والسلوك أثناء السعي ألهداف مهمة ،من خالل العمل
في ثالثة عمليات فرعية ،هي :املالحظة الذاتية ،واحلكم الذاتي ،والتفاعل
الذاتي.
( )7أساليب التعلم :هي خصائص معرفية ،ووجدانية ،ونفسية ،تتميز بأنها
تعمل كمؤشرات مستقرة توضح كيفية إدراك املتعلمني وتفاعلهم واستجابتهم
للبيئة التعليمية.
( )8اخلبرية امللموسة :هي مرحلة أسلوب التعلم الذي يتم من خالل التجربة
والعمل ،من حيث اللمس واإلحساس مبا يتم جتربته أثناء التعلم.
( )9املالحظة االنعكاسية :هو مرحلة أسلوب التعلم الذي يتم من خالل
املراجعة والتأمل يف جتربة ،من حيث املشاهدة واملراقبة ملا يتم مالحظته
أثناء التعلم.
( )10التصور املجرد :هو مرحلة أسلوب التعلم الذي يتم من خالل التعلم من
التفكير يف التجربة أثناء التعلم.
( )11التجريب النشط :هو مرحلة أسلوب التعلم الذي يتم من خالل العمل
الفعلي علي التخطيط لتجربة ما مت تعلم.
( )13االستيعاب (املتعلم) :هو أسلوب تعلم يتكون من مرحلتني :هما التصور
-150-
املصطلحات
( )14التقارب (املتقارب) :هو أسلوب تعلم يتكون من مرحلتني هما :التصور
املجرد والتجريب النشط.
( )15التكيف (املتكيف) :هو أسلوب تعلم يتكون من مرحلتني هما :التجربة
امللموسة والتجريب النشط.
( )16تعلم الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة :هي عملية تعتمد على
التخطيط التنفيذ وفقا ملعرفة قدرات واحتياجات الطلبة ذوي اإلحتيجات
اخلاصة مع توفير كل اخلدمات املناسبة والداعمة لعملية تعلمهم.
( )17الدمج :هو إطار للتعليم الشامل يشترط وضع الطلبة ذوي االحتياجات
اخلاصة مع أقرانهم العاديني يف نفس املدرسة العادية.
( )19املدرسة السلوكية :هي النظريات التي ترتبط مباشرة بالتعلم التي
-151-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )20املدرسة املعرفية :هي نظريات ترتبط مباشرة بالتعلم التي تتفق على
أن التعلم هو عملية عقلية تتمثل باستخدام الذاكرة ،والدافعية والتفكير ،وان
االنعكاسات تلعب دورا رئيسيا يف التعلم.
( )21املدرسة البنائية :هي نظريات تصف مجموعة من وجهات النظر ما
بني نظريات التعلم اإلدراكية واإلنسانية ،وأساسها ينطلق من نظريات التعلم
يف املدرسة املعرفية.
( )22اإلدارة :هي علم وفن ،حيث أنها علم حديث ذو منهجية يعتمد على
التحليل والقياس لألداء ،بينما هي فن حيث االستفادة من تطبيق املبادئ
وتوظيف أبعادها املعرفية.
( )23التعزيز :هي إستراتيجية لتعديل السلوك حيث تكمن وظيفتها يف
استخدام التدعيم للسلوك بهدف إستمراره.
( )25التعزيز السلبي :هي لتقوية السلوك بهدف استمراره من خالل تخلصه
من املثيرات أو اخلبرات غير املريحة أو املنفردة بعد حدوث السلوك مباشرة.
( )26التشكيل :هو إجراء سلوكي يحاول حتقيق الهدف السلوكي املنشود.
-152-
املصطلحات
توضح السلوك ،حيث تقوم بالتذكير بأهمية تأدية السلوك الصحيح ،وما
هو املتوقع ،وتهيئة الفرص ،وتنظيم الظروف التي حتث على تأدية السلوك،
والتنوع باستخدام املثيرات.
( )29حتليل املهارات :هي عملية يقصد بها جتزئة السلوك إلي عناصرة
األساسية.
( )31العقود السلوكية :هي أداة تعتبر وثيقة سلوكية تعليمية حيث االتفاق على
بنود العقد من املعلم والطالب لتنظيم االستجابات األكادميية واالجتماعية
والسلوك املتوقع مع إيضاح املكافأة بعد تأدية السلوك املطلوب ،كما تتضمن
حتديد املهمة السلوكية وحديد املعزز.
( )32التنظيم الذاتي :هو إستراتيجية تهدف إلى حتمل الطلبة املسؤولية
جتاه مالحظة سلوكههم وتسجيله وتدوينه ذاتيا ،وتنظيم شروط التعزيز
والعقاب وحل املشكالت.
( )33حتفيز الطلبة :هو مفهوم مرتبط مببدأ رئيسي له عالقة بنظرية التعلم
السلوكية حيث أن السلوك الذي مت تعزيزه يف السابق سيتكرر يف املستقبل
من خالل إجراء يقوم به املعلم لتشجيع الطلبة أثناء عملية التعلم.
-153-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )34التعديالت :هي عملية ترتبط بإجراء التغييرات الالزمة يف املنهج أو
التدريس للطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة.
( )35التدريس املباشر :هي طريقة ذات أسلوب منظم للتعليم من حيث
التصميم للمحتوى العلمي املراد تدريسه يف املنهج ،والتقدمي للدرس بطريقة
منهجية منظمة ومباشرة ذات تسلسل يف اخلطوات واإلجراءات.
( )36التعليم الذاتي :هو طريقة تدريب معريف يكون املتعلم مركز عملية
التعلم ،حيث تهدف إلى متكني الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة من إدراك
وفهم املراحل املختلفة لألعمال التي تدخل مباشرة يف حل املشكلة حيث
ميارس املتعلم اخلبرة التعليمية ذاتيا.
( )37االستذكار :هي طريقة تهدف إلى تنمية إدراك الطالب من خالل
استخدام إستراتيجيات استذكار تدريبية معرفية تستخدم كإجراءات
منهجية لتحسني الذاكرة.
( )38التدريس الفردي :هو طريقة تدريس تستخدم يف توصيل الدرس لكل
طالب فرديا.
( )39التدريس ذوالتعلم التعاوني :هو منوذج تدريس يعتمد علي الطرق
التي تكرس العمل اجلماعي ما بني املعلم ومجموعات من الطلبة من جهة
وما بني الطلبة أنفسهم من جهة أخرى ضمن املجموعات بهدف تعلم وفهم
الدرس.
-154-
املصطلحات
لتحسني أو معاجلة سلوك محدد ،حيث تركز على منع حدوث السلوكيات
غير املناسبة املستهدفة أو تعزيز وتقوية سلوكيات مناسبة.
( )41منوذج اإلستجابة للتدخل :هو منوذج إلطار عمل صمم خصيصا
لتحسني مستوى أداء الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة من خالل تقدمي
أفضل الطرق واخلدمات التربوية.
( )42التدريس احملوري :هو إحدى مستويات منوذج اإلستجابة للتدخل الذي
يقدم به اخلدمات والدعم للطالب يف األماكن التعليمية العادية.
( )43تعزيز التدريس :هو إحدى مستويات منوذج اإلستجابة للتدخل الذي
يقدم فيه اخلدمات املستهدفة والدعم املالئم لها بحيث تكون مقصودة
ومحددة وفقا للتخطيط املبني على نتائج تتطلب احتياجات خاصة ومحددة
بالتزامن مع مكامن القوة لدى الطالب وتكثيف التدريس وتعزيزه بطريقة
تتناسب مع املنهج املعد ملثل هذه احلاالت باإلضافة للمراقبة املستمرة لتقدم
الطلبة تعليميا.
( )44التدريس املكثف :هو إحدى مستويات منوذج اإلستجابة للتدخل الذي
يقدم به نوعية من اخلدمات والدعم ذات طبيعة تتناسب مع احتياجات
الطالب فرديا بحيث تكون أكثر حتديدا وتوجيها وفقا ملكامن القوة لدى
الطالب.
( )45البرنامج التربوي الفردي :هو وثيقة تعليمية تتضمن أهدافا محددة
يراد من الطالب فرديا حتقيقها خالل فترة محددة من الزمن وفقا للخطط
واإلستراتيجيات املعدة مبساعدة فريق متعدد التخصصات باإلضافة إلى
-155-
تدريس الطلبة ذوي االحتياجات اخلاصة يف مدارس الدمج :النظرية والتطبيق
( )46فاعلية التدريس :هو أحد العناصر األساسية التي تدل على جودة
التعليم ،فهي أداة حتدد ما إذا كان التغير أو التحسني يف عمليتي التدريس
والتعلم قد حدث وأن األهداف التعليمية ومخرجات التعلم يف البرامج
واملناهج التعليمية فعال حتققت.
( )47التقومي :هو عملية تركز على حتسني وتعزيز تعلم الطلبة من خالل
حتديد ما إذا كان الطلبة قد فعال تعلموا ما خطط وتوقع منهم أن يتعلموه،
وتفسير البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلبة ،وتستخدم بيانات
األدلة لتطوير أساليب لتحسني تعلم وأداء الطلبة يف املدارس.
( )48مخرجات التعلم :هي املؤشرات املعاصرة للجودة يف مجال التعليم ،حيث
أنها تلك النتائج املوثقة التي مت قياسها بواسطة تقنيات تقومي مختلفةلإلشارة
إلى حتصيل الطلبة لألهداف التعليمية يف املناهج الدراسية.
( )49مخرجات تعلم املنهج :هي النتائج النهائية لتحقيق األهداف التعليمية
بشكل فردي وجماعي يف املنهج الدراسي.
( )50مخرجات تعلم الطلبة :هي النتائج النهائية لتحقيق الطلبة لألهداف
التعليمية بشكل فردي وجماعي يف املنهج.
( )51التحسني املستمر ملخرجات التعليم :هي خطة تستند على التقارير
النهائية ملخرجات التعلم يف املنهج الدراسي حيث تهدف إلى رفع مستوى
وكفاءة تعلم الطلبة مما ينعكس على حتسني جودة نظام التعليم.
-156-
املصطلحات
-157-
View publication stats