Professional Documents
Culture Documents
المواريث
المواريث
:
2020/
1 201:9
مقدمة متهيدية
من كمال الشريعة الغراء ،أن مشلت مجيع مظاهر احلياة ابإلرشاد والتوجيه والتنظيم والتدبري واجلزاء ،بدءا
ابلعقيدة والعبادات ،اىل اخلالفة ،مث أحكام األسرة واملعامالت واحلدود والوصااي والفرائض ،ومن كمال مشوليتها
ورمحتها أن تكلفت ابألفراد يف حياهتم وبعد مماهتم ،فتقضي مشيئة هللا أن { :كل نفس ذائقة املوت } ،1فاإلنسان
مهما طال عمره وامتد أجله ميت ال حمالة ،يرتك وراءه كل ما مجعه وعدده من أموال ،لذلك تكفل هللا سبحانه
وتعاىل بقسمة مرتوك عبده ،حىت ال يتعرض للبطش ومنطق القوة والغلبة واالستيالء ابلقوة ،فجعل املال ألقرابء
امليت ابملقامسة األقرب فاألقرب ،كي يطمئن الشخص على مآل ماله اىل من حيب ويبتغي ،.قطعا لدابر اخلالف
والنزاع بني أفراد أسرته ،وقد رسم سبحانه لذلك حدودا ،منبها وحمدرا من جتاوزها ،فقال { :تلك حدود هللا ومن
يطع هللا ورسوله ندخله جنات جتري من حتتها األهنا ر خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ،ومن يعص هللا ورسوله ويتعد
حدوده ندخله انرا خالدا فيها وله عذاب مهني}2
وقد اهتمت التشريعات الوضعية بنظام اإلرث ،واستقت أحكامه من الشريعة اإلسالمية ،كما هو احلال
ابلنسبة للتشريع املغريب الذي نظمه يف إطار مدونة االسرة ،واعتبه من النظام العام.
يعتب علم املواريث أو علم الفرائض أحد أقسام املعامالت يف علم فروع الفقه ،واملواريث مجع مرياث،
قال تعاىل { :وهلل مريات السماواث واألرض} ،3مبعىن املال املوروث أو الرتكة ،وقد مسي كذلك ألنه يبقى بعد
صاحبه.
وأما الفرائض فجمع فريضة وهي مشتقة من الفرض 4أقول فرضت الشيء اي قدرته ،وتكون مبعىن
الوجوب ،كما يف قوله تعاىل { :سورة أنزلناها وفرضناها }.
لقد توىل هللا عز وجل قسمة املرياث آبايت تفصيلية ،قال تعاىل { :يوصيكم هللا يف أوالدكم للذكر مثل حظ
األنثيني ،}...وقوله تعاىل { :يستفتونك قل هللا يفتيكم يف الكاللة.}...
كما أن النيب (ص) تكلف ببيان وتفصيل ما جاء يف آايت الفرائض من كتاب هللا ،كما دعا إىل تعلم
الفرائض وتعليمها ،فيما رواه عنه أبو هريرة رضي هللا عنه أنه قال :قال رسول هللا (ص) " :تعلموا الفرائض وعلموها
فإهنا نصف العلم ،وهو ينسى ،وهو أول شيء ينزع من أميت" 5مما يستفاد قدر هذا العلم ومكانته يف اإلسالم.
وقد بدأ أتسيس علم الفرائض أو الدراسة العلمية املتخصصة له واملستمدة من كتاب هللا وسنة رسوله
مع أتسيس املدارس الفقهية ،حيث اعتمدوا على اجتهادات لبعض الصحابة من أمهها دراسات زيد ابن اثبت
الذي صاغ أصول التوريث ،ابإلضافة اىل اجتهادات أخرى أليب بكر الصديق وعمر ابن اخلطاب وعلي ابن أيب
طالب وعبد هللا بن مسعود ،لكن زيد بن اثبت هو من اختص منهم يف هذا العلم لكونه صاغ أصول التوريث،
تبعهم يف ذلك ابقي األئمة خاصة منهم أئمة املذاهب الفقهية.
كما ساهم علماء اإلسالم يف كل عصر ومصر يف نشر هذا العلم وتنقيحه وتبويبه مبؤلفات ومصنفات،
فالعلماء ابلقرآن الكرمي تناولوا آايت املواريث ابلتفسري والبيان ،وكان لرجال احلديث فضل مجع ماثبت عن الرسول
األكرم (ص) من السن ن املتعلقة بذلك ،وكان للفقهاء دور االستفادة ،واالستنباط من كل ما وصل إليهم ،فأنشؤوا
بذلك ثروة هائلة من املصنفات. 6
6ـ من هذه المراجع في دائرة المذهب المالكي كتاب الفرائض :لعبد الرحمان بن عبد هللا السهيلي ،شرح الدرة البيضاء :لسيدي عبد الرحمان األخضري،
بهجة البصر في شرح ف رائض المختصر :لمحمد بن أحمد بنيس ،باب الفرائض :لمحمد الصادق الشطي التونسي.
3
ومن خالل هذه الدراسة سنتناول يف مبحث أول أحكام عامة للمواريث مث يف كبحث اثن اصناف الورثة
وعوارض املرياث
قبل تناول أصناف الورثة وما يتعلق هبم من أحوال وأحكام إرثية ،سنتقدم يف البداية بذكر أحكام الرتكة ،تشتمل
على معىن الرتكة وما يتعلق هبا من حقوق ،مث مقومات اإلرث وتضم اسبابه ،وشروطه ،وموانعه.
ملا كانت الرتكة هي موضوع املواريث ،حبيث إذا مل تكن هناك تركة ال تكون هناك حاجة لتوزيع اإلرث بني
الورثة ،فسنتناول مفهوم الرتكة واحلقوق املتعلقة هبا.
الرتكة كما تعرفها املادة 321من مدونة األسرة 7هي " :جمموع ما يرتكه امليت من أموال أو حقوق مالية".
فالرتكة تشمل احلقوق الثابتة للهالك والثابتة عليه ،أي ماهلا من حقوق وما عليها من إلتزامات ،كالديون
ونفقات جتهيز امليت وتنفيد وصيته ،مث أييت بعد ذلك تقسيم الرتكة ،وهو املستوحى من جمموعة من النصوص يف
مدونة األسرة ،منها املادة 393اليت تنص على أنه " :يتسلم الورثة بعد تنفيد إلتزامات الرتكة ما بقي منها. "...
فاملشرع حدد وقت استحقاق اإلرث من اتريخ الوفاة ،لكنه حدد وقت انتقاله إىل الورثة من اتريخ االنتهاء
من تصفية الرتكة ،فالورثة ال يستطيعون معرفة ماينوهبم ،إال بعد جرد أموال الرتكة وختليصها من احلقوق العالقة هبا.
وقد أخضع املشرع املغريب من خالل الفصل 18من ظهري الوضعية املدنية للفرنسيني واألجانب، 8
التوارث يف الرتكة املوجودة يف املغرب للقانون الوطين للمورث ،وبناء عليه إذا كان اهلالك مغربيا طبق على تركته
األسرة7. ــ ظهير شريف رقم 1.04.22صادر في 12ذي الحجة 1421الموافق ل( 3فبراير ،)2004بتنفيد القانون رقم 70.03بمثابة مدونة
8ــالظهير الصادر في 9رمضان 1331الموافق 12غشت 1913بشان الوضعية المدنية للفرنسيين واألجانب
ينص الفصل 18من القانون المشار إليه أنه " :يخضع توارث المنقوالت واألصول الموجودة داخل منطقة الحماية الفرنسية بالمغرب لقانون الدولة التي
ينتسب إليها الموروث في ما يعود لتعيين الورثة والترتيب الذي يرثون بمقتضاه ،واألنصبة العائدة ألى كل واحد منهم ،والمقادير التي يتعين عليهم
إرجاعها إلى التركة ،والمقدار الذي يجوز للموروث ألن يتصرف به على وجه الوصية ،والمقدار الذي يجب حفظه للورثة".
4
القا نون املغريب(أي مدونة األسرة) ،حىت ولو كان متعدد اجلنسيات ،وهو ما أقرته مدونة األسرة يف مادهتا الثانية
بشكل صريح ،9ألن اجلنسية الوطنية تفضل على غريها.
وإذا كان أجنبيا مسلما خيضع ألحكام مدونة األسرة ،أما إذا كان غري مسلم فيخضع للقانون الوطين
لبلده.10
أما إذا كان الجئا يف املغرب ،فإن الفصل 12من اتفاقية جنيف اخلاصة ابلالجئني املؤرخة يف 28
يوليوز 11 1951تنص على أن األحوال الشخصية لالجئ ـ مبا فيها اإلرث والوصية ــ ،ختضع لقانون الدولة اليت
يوجد فيها موطنه ،وإذا مل يكن له فيها موطن فلقانون الدولة اليت يوجد فيها حمل إقامته ،وهو ما تبنته املادة الثانية
من مدونة األسرة كذلك ،على أنه إذا كان يهوداي طبق على تركته القانون العبي املغريب.
تتعلق ابلرتكة جمموعة من احلقوق ،تندرج يف األسبقية ،تناوهلا املشرع يف املادة 322من مدونة األسرة جاء فيها
" :تتعلق ابلرتكة حقوق مخسة خترج على الرتتيب التايل:
9ــ جاء في هذه المادة ما يلي :تسري أحكام هذه المدونة على :جميع المغاربة ولو كانوا ح املين لجنسيات أخرى ،الالجئين بمن فيهم عديمو الجنسية،
طبقا التفاقية جنيف المؤرخة في 28يوليوز لسنة 1951المتعلقة بوضعية الالجئين ،العالقات التي يكون فيها أحد الطرفين مغربيا ،العالقات التي تكون
بين مغربيين أحدهما مسلم ،أما اليهود المغاربة فتسري عليهم قواعد األحوال الشخصية العبرية المغربية".
10ــ وهو التوجه الذي أخدت به محكمة النقض في قرار لها جاء فيه " :يترتب على اعتناق الديانة اإلسالمية لزوما تطبيق القواعد الشرعية على مسائل
األحوال الشخصية والميراث مادام أن ذلك االعتناق وقع بدون تدليس وطبقا للقواعد الشكلية المقررة قانونا"
قرار صادر بتاريخ 1974/7/5تحت عدد ، 250منشور بالمجلة المغربية للقانون والسياسة واالقتصاد ،العدد ،5سنة ،1977ص ،132أشلر إليه
ــ أشار إلى ذلك ،محمد المهدي ،نظام اإلرث في ضوء مدونة األسرة والعمل القضائي ــ قواعد وتطبيقات ـ الطبعة الثالثة ،دار القلم ،الرباط ،سنة .2016
واملالحظ هنا أن املشرع قدم احلقوق املتعلقة بعني الرتكة على نفقات التجهيز والتكفني ،وهذا الرتتيب
هو املشهور يف مذهب املالكية واحلنفية والشافعية ،يف حني ذهب احلنابلة إىل تقدمي نفقات جتهيز امليت على سائر
12
احلقوق األخرى.
يعرف احلق العيين أبنه سلطة مباشرة على شيء مادي معني ابلذات يقرها القانون لشخص معني ،فاملالك
مثال هو صاحب حق عيين ،ألن له سلطة مباشرة على الشيء الذي ميلكه ،يستطيع أن يباشر سلطته عليه دون
تدخل طرف آخر.
ويقصد ابحلقوق املتعلقة بعني الرتكة ،ذلك احلق الذي يرتتب للغري على اشياء معينة من أموال اهلالك،
منقوالت أو عقارات ،ابعتباره ـ أي اهلالك ـ مدينا به حال حياته ،سواء كان هذا احلق أصلي كحق امللكية،كما
لو أن إجراءات نقل امللكية مل تتم يف حياة اهلالك ،وحق السطحية واالنتفاع واالرتفاق ،أو احلقوق العينية التبعية
اليت تكون لضمان تنفيد التزام أصلي عالق ابهلالك ،كاالمتيازات أبنواعها والرهون احليازية والرمسية ،13ألهنا حقوق
غري مملوكة للهالك ،كان عليه أدائها قيد حياته سواء طوعا أو جبا ،لذلك فعلى الورثة أداء هذه الديون اىل
أصحاهبا ،وإذا كانت حمل رهن أو امتياز يؤدوهنا شريطة أداء الدين الرمسي.
وإذا تزامحت جمموعة من الديون يراعى األولوية يف هذه الديون ،حبيث تؤدى االمتيازات العقارية اليت تقدم
على أي دين ولو كان مضموان برهن حيازي او رمسي ،مث االمتيازات اخلاصة ابملنقوالت ،مث االمتيازات العامة،
وأخريا الرهون احليازية والرمسية اليت يراعى يف ترتيبها اتريخ التقييد.
12.107
ــ محمد يوسف موسى ،التركة والميراث في اإلسالم ،دار الفكر العربي ،دون ذكر السنة ،ص
ــ عبد الرحمان بلعكيد ،علم الفرائض ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الخامسة ،سنة ،2006ص 4613
6
وهي النفقات املتعلقة بتجهيز امليت ،كمصاريف غسله وتكفينه ودفنه ،واإلجراءات اخلاصة هبا كاحلصول
على شهادة الوفاة ورخصة الدفن ،وما تعارف عليه اجملتمع من إطعام املعزيني دون إسراف قد يضر حبقوق الدائنني
والورثة القاصرين ،كالوالئم اليت تقام يف اليوم الثالث ،واليوم األربعني ،والذكرى السنوية ،فهي بدع يتحمل نفقاهتا
من أقامها ،وال تتعلق بنفقات جتهيز امليت اليت أشارت إليها املدونة.
وهي الديون العادية اليت ال تتعلق بعني من أعيان الرتكة ،وليست حمل امتياز وال مضمونة برهن ،تؤدى بعد
مصاريف جتهيز امليت ،وقد أمجع عليها مجيع الفقهاء إال الظاهرية الذين قدموه على جتهيز امليت ،سواء الديون
العينية أو العادية.
والدين يقضى قبل الوصية ،ولو أن القرآن ينص على أسبقية الوصية على الدين ،قال تعاىل{ :من بعد
وصية توصون هبا أو دين}.
وتنقسم ديون امليت املطلقة اىل ديون هللا تعاىل مث ديون العباد :
ـ ـ ديون العباد :وهي الديون اليت كانت على رقبة امليت أثناء حياته قبل الغري ،والثابتة ثبوات ال ريب فيه ،وهي ترد
14
على األموال املنقولة ،وتستوىف فيها أوال الديون املمتازة واملرهونة.
ومن الديون املمتازة جند الصوائر املرتتبة عن مرض امليت للستة أشهر السابقة على الوفاة (املادة )1248
من ق ل ع.
ولإلشارة فإن الديون اليت تكون على املورث ألجل ال حتل مبوته ،فهي تبقى حمافظة على األجل القانوين
احملدد هلا ،والدليل على ذلك عدم ذكر موت املدين ضمن احلاالت اليت يفقد فيها املدين مزية األجل املنصوص
14 ــ محمد رياض ،أحكام المواريث بين النظر الفقهي والواقع العملي ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة.46 ،1998 ،
7
عليه يف الفصل 139من ق ل ع ،ويف هذا خمالفة للرأي الراجح يف الفقه اإلسالمي الذي يقضي بسقوط حق
األجل ،وابلتايل حلول الدين بوفاة املدين.
الوصية هي تبع جبزء مما سيرتكه املتبع ،يلزمه مبوته ،وقد عرفتها مدونة أألسرة يف املادة 277أبهنا ":عقد
يوجب حقا يف ثلث عاقده يلزمه مبوته".
ويف القرآن الكرمي الوصية أتيت قبل الدين {من بعد وصية توصون هبا أو دين} ،لكن النيب (ص) بدأ ابلدين
قبل الوصية.
ويشرتط فيها أن يصدر هبا إشهاد عديل ،أو حيرر هبا عقد رمسي أو خبط يد املوصي وإمضائه ،أو أن تثبت
بشهادة الشهود عند الضرورة ،وتكون انفدة إذا مل يرتاجع عنها املوصي ومل يردها املوصى له.
وتنحصر الوصية يف حدود الثلث يوم تنفيدها ،بعد إخراج احلقوق األخرى ،وإذا تضمنت نسبة أكثر من
ذلك وجب إجازة الورثة الرشداء.
بعد اسيفاء احلقوق املذكورة يوزع ابقي الرتكة على الورثة ،مع انتفاء املانع وحتقق السبب وحتقق شروط
اإلرث.15
وما مييز اإلرث كأحد أسباب نقل امللكية هو أنه عطية من عند هللا تعاىل ،ال حيق للوارث أن يرفضه ،أو
يتنازل عنه لغريه فيجعله خلفا عنه يف اإلرث ،كما ال حيق ملالك الرتكة أن جيرد أحدا من الورثة قبل الوفاة ،فقواعد
اإلرث وأحكامه املعتبة شرعا من النظام العام ال جيوز االتفاق على خمالفتها ،وهو مانصت عليه مدونة األسرة،
جاء يف مادهتا 329مايلي " :ليس لكل من الوارث أو املوروث إسقاط صفة الوارث أو املوروث وال التنازل عنه
للغري"
15ــ وهو مانصت عليه المادة 393من مدونة األسرة جاء فيها" :يتسلم الورثة بعد تنفيد إلتزامات التركة ،ما بقي منها كل بحسب نصيبه الشرعي"...
8
والورثة يقسمون اىل :
األم ـ اجلدة ـ األخ ألم ـ األخت ألم 6 ورثة ابلفرض فقط
الزوجة ـ الزوج
اإلبن ـ ابن اإلبن وإن سفل ـ األخ الشقيق ـ األخ ألب ـ ورثة ابلتعصيب فقط 8
ابن األخ الشقيق أو ألب وإن سفل ـ العم الشقيق والعم
ألب وابنهما وإن سفل
األب ـ اجلد لألب ورثة ابلفرض والتعصيب مجعا 2
البنت ـ بنت االبن وإن سفلت ـ األخت الشقيقة ـ األخت ورثة ابلفرض والتعصيب انفرادا 4
ألب
.وذوي األرحام وهم ملحقني يف آخر أبواب الفقه اإلسالمي ،ويطلق على األقرابء الذين ال يرثون فرضا
وال تعصيبا ،وقد اختلف الفقهاء يف توريثهم من عدمه ،فقال بعدم توريثهم زيد بن اثبت واملالكية ،وقال بتوريثهم
عدد من الصحابة واحلنفية ،واختلف بشأهنم الشافعية ،وحسب مدونة األسرة ال مرياث لديهم ،كما مل يثبت
مرياثهم يف القرآن الكرمي ابلنص الصريح وال ابلسنة الظاهرة وهم :
اجلد واجلدة ألم والعمة واخلال واخلالة وإبن البنت وبنت البنت وإبن وبنت األخت وإبن األخ ألم والعم ألم.
أما الدولة من قبل كانت ترث من ال وارث له ،وتعصب بعد استحقاق ذوي الفروض لنصيبهم ،لكن بعد
صدور ظهري أكتوبر 1962وحلول املادة 349من م س أصبحت فقط ترث من ال وارث له.
مقومات اإلرث هي عالماته اليت ال يثبت شرعا إال مبجموعها ،وهي اسباب اإلرث اليت يلزم من وجودها
وجود اإلرث ومن عدمها عدمه ،مث شروط اإلرث اليت يلزم من عدمها عدم اإلرث ،مث موانع اإلرث اليت يلزم من
وجودها عدم اإلرث.
9
الفقرة األوىل :أسباب اإلرث
لكي يتم التوارث بني شخص وآخر ،ال بد من وجود رابطة جتمع بينهما ،وهذه الرابطة هي سبب اإلرث،
واسباب اإلرث املتفق عليها هي القرابة والزوجية والوالء ،16أما مدونة األسرة فحصرهتا يف الزوجية والقرابة ،حيث
نصت املادة 329من املدونة على ما يلي " :أسباب كالزوجية والقرابة ،ال تكتسب بعقد وال بوصية" ،إذن
حسب هذه املادة ،فليس لكل وارث أو املوروث إسقاط صفة الوارث أو املوروث أو التنازل عنه للغري.
تعتب من أسباب اإلرث القرابة للميت ،وتقوم على رابطة الدم ،سواء كانت قرابة والدة ،أو قرابة حواشي
وتشمل :
الس ُد أ أ أ أأ
س ممَّا تَـ َر َك إأن َكا َن لَهُ َولَد فَأإن َّملْ يَ ُكن لَّهُ
• األصول :ودليله قوله تعاىل َ { :وأألَبَـ َويْه ل ُك أل َواحد م ْنـ ُه َما ُّ ُ
17
س} ث فَأإن َكا َن لَهُ إأ ْخ َوة فَأألأُم أه ُّ
الس ُد ُ َولَد َوَوأرثَهُ أَبَـ َواهُ فَأألأُم أه الثُّـلُ ُ
ني أ لذَك أر أمثْل َح أظ ْاألُنثَـيَ ْ أ
ني فَأإن ُك َّن ن َ
ساء فَـ ْو َق اثْـنَـتَ ْ أ اّللُ أيف أ َْوَال أد ُك ْم لأ َّ
وصي ُك ُم َّ• الفروع :ودليله قوله تعاىل { :ي أ
ُ
ُ
توأ
ف}18ويرث منهم من مل يدل أبنثى ،كاإلبن ،وابن اإلبن ص ُ اح َدة فَـلَ َها النأ ْ فَـلَ ُه َّن ثـُلُثَا َما تَـ َر َك َوإأن َكانَ ْ َ
وإن نزلوا من الذكور ،والبنت وبنت اإلبن ،وال يرث إبن البنت وبنت البنت ،ألهنما أدليا أبنثى ،لكنهما
يستفيدان من الوصية الواجبة.
ث َك َاللَة أَ أو • احلواشي :وهم فروع األصول ،ودليل استفادهتم من اإلرث قوله تعاىل َ { :وإأن َكا َن َر ُجل يُ َ
ور ُ
ث أمن
ك فَـ ُهم ُشرَكاء أيف الثُّـلُ أأ َٰ أ
س فَأإن َكانُوا أَ ْكثَـ َر من ذَل َ ْ َ ُ احد أم ْنـ ُه َما ُّ
الس ُد ُ
امرأَة ولَهُ أَخ أَو أُ ْخت فَلأ ُك أل و أ
َ ْ َْ َ
19
اّللُ َعلأيم َحلأيم} صيَّة أمن َّأ
اّلل َو َّ َ
ضار و أ
ري ُم َ َ وص َٰى هبَا أ َْو َديْن غَ ْ َ
بـ ْع أد و أ
صيَّة يُ َ أ
َ َ
16ــالوالء فهو قرابة حكمية أنشأها الشارع من العتق ،وهو صلة بين السيد وبين من أعتقه ،وتجعل للسيد أو عصبته حق اإلرث ممن أعتقه ،إذا مات وال
وارث له من قرابته ،وأضاف الحنفية لألسباب الثالثة المذكورة والء المواالة ،وهو عقد بين اثنين يتوارثان به .لكن هذه األنظمة استبعدت باستبعاد الرق.
17ــ سورة النساء ،اآلية 11
ــ سورة النساء ،اآلية 1118
ــ سورة النساء ،اآلية 17619
10
ـ ـ اإلخوة مطلقا ،سواء كانوا ذكورا أو إاناث ،أشقاء أو ألب أو ألم.
ـ ـ كل ذكر مل يذل أبنثى كابن األخ والعم وابن العم ،وال يعتب من الورثة ،العمة واخلالة وابن
األخت وبنت األخت وابن العمة وبنت العمة وهكذا.....
وإذا كان الزواج الذي استوىف كافة أركانه وشروط صحته ينتج مجيع آاثره من احلقوق والواجبات اليت رتبتها
الشريعة اإلسالمية بني الزوجني ،ومن بينها التوارث ،كما تنص على ذلك املادة 51من مدونة األسرة ،فإن الزواج
الباطل الختالل أركانه ،اليت هي اإلجياب والقبول ،أو وجود موانع مؤبدة أو مؤقتة ،يرتتب عليه عند وجود حسن
النية حلوق النسب وحرمة املصاهرة ،لكن ال يرتتب عليه التوارث بني الزوجني ،أما الزواج الفاسد لعقده أو لصداقه،
فإنه يرتب مجيع اآلاثر القانونية ،إىل أن يصدر حكم قضائي بفسخه ،وبذلك يعتب سببا كافيا لإلرث ،إذا تويف
21
أحد الزوجني قبل صدور احلكم القاضي بفسخه.
مىت ثبتت القرابة أو الزوجية كانت سببا لإلرث لصاحبها بقوة القانون ،لكن يطرح اإلشكال يف حالة اجتماع
الصفتني معا كالقرابة والزوجية ،كاهلالكة اليت ترتك من الورثة فقط زوجها الذي هو يف نفس الوقت ابن عمها.
املقرر عند فقهاء الشريعة اإلسالمية أنه يرث هبما معا ،لكن مدونة االسرة يف املادة 337جندها قد أدرجت
الزوج ضمن الورثة الذين يرثون ابلفرض فقط ،وهو ما سيطرح إشكاال حول الصفة اليت يرث هبا الوارث ،لذلك
يتطلب األمر من املشرع التدخل إلعادة صياغة املواد املنظمة لإلرث بـإدراج حالة التوارث بوجود سببني لإلرث
الزوجية والقرابة.
بعد قيام أسباب اإلرث ،يشرتط لثبوت اإلرث توفر ثالث شروط ،كما جاء يف املادة 330من م س
"يشرتط يف استحقاق اإلرث مايلي :
مبعىن ال ميكن أن ت قسم الرتكة حىت ميوت املورث موات ثبوتيا قطعيا ،أو حيكم القاضي مبوته ،وهو املراد ابملوت
حكما ،لذلك قرر املشرع يف الفصل 61من ق ل ع عدم جواز التنازل عن تركة إنسان على قيد احلياة ولو
برضاه ،وكل تصرف فيه يقع ابطال بطالان مطلقا.
املفقود هو الشخص الذي غاب عن أهله وانقطعت أخباره ،حبيث مل يعد يعرف أهو حي أم ميت ،فيجري
يف حقه اصطالح املوت احلكمي ،الفرتاض وتغليب موته ،إما لظروف استثنائية يغلب عليه فيها اهلالك ،كاحلروب
واالضطراابت والفياضاان ت والزالزل واحلرائق واألوبئة وغريها من النكبات ،أو يف ظروف عادية تطول فيها غيبته
اىل ما ال حييا إىل مثله.
واملفقود يبقى يف نظر القانون حيا ،إىل أن يصدر حكم بتمويته ،طبقا للمادة 326من مدونة االسرة ،بناء
على دعوى التصريح بوفاته ترفع من كل ذي مصلحة مشروعة ،أو من النيابة العامة للمحكمة االبتدائية حملل آخر
موطن أو حمل إقامة للغائب ،وإال فإىل احملكمة اليت توجد األموال بدائرهتا .
واحملكمة حتكم بتمويته بناء على ما أديل هلا من واثئق ،كاللفيف العديل الذي يثبت الغيبة ،ابإلضافة إىل أن
احملكمة ال تصرح ابلوفاة إال بعد التحري والبحث عن الغائبني بواسطة النيابة العامة ،والقيام ابلنشر يف اجلرائد
وغريها ،ويضرب أجل لذلك ،طبقا للمادة 327من مدونة األسرة.22
وعند انقضاء األجل يصرح ابلوفاة ،وبفتح تركة املفقود ،وتنهى مهام املسري القضائي إذا سبق تعيينه،
23
واليعتد سوى ابلورثة األحياء عند النطق ابحلكم ،ومن مات منهم من قبل ،ال يعتد به.
واملفقود يف ظروف يغلب فيها االعتقاد أبنه هلك ،كما يف حالة احلرب والفيضان فإن احملكمة ال حتكم مبوته،
إال بعد انقضاء سنة من اتريخ اليأس من الوقوف على خب وفاته ،أما إذا فقد يف ظروف عادية ،يبقى الصالحية
للمحكمة يف حتديد املدة اليت تنتظرها بعد اتريخ اليأس ،قبل إصدار احلكم مبوته.
22ــ تنص هذه المادة على مايلي " :يحكم بموت المفقود في حالة استثنائية يغلب عليه فيها الهالك بعد مضي سنة من تاريخ اليأس من الوقوف على خبر
حياته أو مماته.
ـعبد الرحمان بلعكيد ،مرجع سابق ،ص 11023
13
ويرتتب على احلكم القضائي مبوت املفقود ،انتهاء شخصيته القانونية من اتريخ صدور احلكم ،ويعامل
معاملة امليت من ذلك التاريخ ،حيث توزع تركته على من كان موجودا من ورثته وقت صدور احلكم بتمويته.
يعتب املفقود مستصحب احلال ابلنسبة ألمواله ،أي يعتب حيا استنادا اىل دليل االستصحاب ،أي
استصحاب احلالة اليت كان عليها قبل فقده ،لذلك فإن أمواله تبقى موقوفة اىل أن حيكم القاضي بتمويته ،وإذا
ظهر قبل احلكم يضع يده على ماله.
لكن يف بعض األحيان قد حتكم احملكمة مبوت املفقود ،ويتم توزيع الرتكة على الورثة ،ويتم احلكم ابلتطليق
للغيبة لصاحل الزوجة ،مث يظهر هذا املفقود بعد صدور احلكم بتمويته ،أو يتبني أن التاريخ احلقيقي لوفاته ليس هو
القاضي به احلكم ،على اعتبار أن احلكم بتمويت املفقود ال يستند إىل دليل قطعي ،وإمنا إىل اجتهاد قاضي املوضوع
فقط.
يف الفرضية األوىل على النيابة العامة أو من يعنيه األمر تقدمي طلب اىل احملكمة الستصدار حكم قضائي
إبثبات كون املفقود ال زال حيا ،فيبطل احلكم املصرح ابلوفاة يف مجيع آاثره ،24أما إذا مت توزيع أمواله على الورثة
املفرتضني ،فمن حق املفقود استعادهتا إن كانت ابقية ،أو تقدمي دعوى من أجل اإلثراء بال سبب.25
أما الزوجة فإما أن جيدها بدون زواج فهي له ،وإما أن جيدها قد تزوجت ودخل هبا الزوج الثاين فال سبيل
له إليها ،وإما أن جيدها قد تزوجت ،لكن مل يدخل هبا الزوج الثاين ،فيكون أحق هبا ،كما جاء عند اإلمام مالك.
أما عند ثبوت التاريخ احلقيقي للوفاة غري الذي صدر احلكم به ،يتقدم املعين ابألمر أوالنيابة العامة بطلب
إصدار حكم جديد إبثبات التاريخ احلقيقي ،وبطالن احلكم السابق يف مجيع آاثره املرتتبة عن التاريخ غري الصحيح
26
للوفاة ،فقط فيما يتعلق بزواج املرأة ،فيبقى انفذا إذا وقع هبا البناء.
الشرط الثاين :حتقق حياة وارثه عند موته حقيقة أو حكما :
األسرة24
ــ وهو مانصت عليه المادة 75من مدونة
25ــ المدونة الكبرى لإلمام مالك ،ج ،13ص ،58ج ،14ص .188
26 ـ أنظر في ذلك المادة 76من المدونة
14
ـ أ ـ الوجود احلقيقي للوارث :
يعين الوجود احلقيقي للوارث هو ثبوت كونه حي يرزق عند موت املورث ،أي جيب إثبات أتخر حياة
الوارث عن موت املورث ولو للحظات ،كما يف حالة الوفاة بسبب حوادث السري مثال.
ويثبت الوجود الطبيعي للوارث بدفاتر احلالة املدنية ،وبطائق اهلوية ،وشهادة اللفيف والقرائن القانونية ،مبا
يف ذلك التقارير الطبية املعتمدة للتأكد من ذلك ،وابلشهود الذين عاينوا الوفاة ويشهدون يف رسوم اإلرااثت مبعرفة
الوارث املعرفة الكافية ،وأبنه حي أثناء وفاة املورث ولو بلحظات ،كأن كان يف حالة احتضار أو كان يف غيبوبة
اتمة ،فتبقى له صفة وارث مادام تويف بعد وفاة املورث ،ويلحق به املفقود قبل صدور حكم قضائي مبوته ،على
اعتبار أنه يكون مستصحب احلياة يف هذه احلالة ويعتب حيا.
ويف حالة عدم معرفة املتوىف السابق ،وجب العمل ابلشك ،والشك من موانع اإلرث فال توارث بينهم،
لذلك فال توارث بني اجلماعة اليت تتوىف يف وقت واحد ،وال يتم معرفة السابق منهم والالحق ،كالغرقى واهلدمى
واحلرقى والقتلى.
أما اجلنني فال توزع الرتكة املفرتض نصيبه فيها ،اىل أن تتحقق حياته وصفته وعدده عند والدته بصراخ أو
عطاس أو تنفس أو حترك أو رضاع ،وهو ما يعرف بشرط االستهالل ،لقول الرسول (ص) {:إذا استهل املولود
ورث}.
" املفقود مستصحب احلياة ابلنسبة ملاله ،فال يورث وال يقسم بني ورثته إال بعد احلكم بتوريثه ،وحمتمل احلياة يف
حق نفسه وكذلك يف حق غريه فيوقف احلظ املشكوك فيه اىل أن يبت يف أمره"
15
إذن فاملفقود ينصرف عليه الوجود احلكم ي الذي قبل صدور مقرر بوفاته يظل حمتمل احلياة يف حق نفسه
ويف حق غريه ،فلو مات من يرث فيه ،لوجب إيقاف حظه املشكوك فيه احتماال لظهوره ،إن ظهر قبل احلكم
بتمويته ،لينال حظه املوقوف ،وإال رد حظه املوقوف اىل ورثة املتوىف ،فال مرياث له بسبب الشك يف حياته ،وال
مرياث مع الشك.
قد تتحقق شروط اإلرث ومع ذلك حيرم الوارث من اإلرث ،مىت نزل به مانع من املوانع .وشروط اإلرث
شروط واقفة إذا حتققت وجب اإلرث .واملوانع شروط فاسخة إذا حتققت وجب اإلرث.
واملانع هو صفات إذا وجد واحد منها حرم الشخص من املرياث ولو توفرت أسبابه وشروطه ،ويسمى
الشخص حينئد ممنوعا وحمروما من اإلرث ،ويعتب كأنه غري موجود أصال ،فال يؤثر على غريه من األشخاص يف
احلجب.
وموانع الشك سبع ة وقد رمزوا هلا بعبارة (عش لك رزقا) ،العني لعدم استهالل املولود بصراخ أو رضاع،
والشني للشك يف السبب أو الشرط ،والالم اللعان ،والكاف الكفر واختالف الدين ،والراي للرق ،والزاي للزىن،
والقاف للقتل .غري أن مدونة األسرة أوردت من هذه املوانع ستة يف عدد من موادها ،حبيث تناولت مانع الشك
يف ترتيب املوت (املادة ،)328ومانع عدم استهالل املولود بصراخ أو رضاع (املادة ،)331وموانع تضمنتها
(املادة ) 332وهي ثالث موانع الكفر واللعان والزىن "ال توارث بني مسلم وغري مسلم (الكفر) ،وال بني من نفي
الشرع نسبه (اللعان والزان) ،وما تضمنته (املادة ) 333وهو مانع القتل ،أما الرق الذي مل يعد له وجود اليوم،
قد استبعدته مدونة األسرة ضمن موانع اإلرث يف موادها.
16
يستفاد هذا املنع من املادة 331من مدونة األسرة اليت جاء فيها مايلي" :اليستحق اإلرث ،إال إذا ثبتت
حياة املولود بصراخ أو رضاع وحنومها".27
واالستهالل هو كل مايصدر عن املولود ،فيدل على ازدايده حيا ،فإذا مات شخص وترك يف رحم زوجته
جنينا ،فإذا ولد هذا اجلنني حمقق احلياة ولو بلحظة تستدل بصراخ أو رضاع أو حركة ظاهرة أو عطاس أو ماشابه،
فهو يعتب واراث وموراث لتحقق حياته ،وإذا مل يستهل فإنه ال يرث وال يورث.
يعتب الشك 28مانع من موانع اإلرث ويتخد عدة صور ،كحالة عدم التأكد من حياة الوارث عند وفاة املورث،
مثل املوتى مجاعة يف حادث أو اهلدمى أو الغرقى ،حبيث ال يعرف السابق منهم والالحق ،وهي احلالة الوحيدة اليت
نصت عليها مدونة األسرة يف املادة .29328
وهناك صور أخرى للشك ،من قبيل الشك يف القرابة نفسها ،كما إذا عجز الوارث عن اإلدالء حبجة القرابة
للمورث ،كسبب الستفادته من اإلرث ،أو الشك يف اسالم وارث كافر ،قبل وفاة املورث او بعده.
النسب كما جاء يف املادة 150من مدونة األسرة ،هي حلمة شرعية بني األب وولده تنتقل من السلف إىل
اخللف ،ويعتب فراش الزوجية الذي يكون بني ستة أشهر من اتريخ العقد وسنة من اتريخ انتهاء العالقة الشرعية،
حجة قطعية على ثبوت النسب ،فإذا أتى الولد خارج األمد الشرعي ،فإنه اليثبت نسبه إىل الزوج أصال ،وبذلك
ال حيتاج إىل رفع دعوى إلثبات النسب.
27ــ أصل هذا المنع ما أخرجه النسائي من رواية ابن الزبير عن جابر رضي هللا عنه ان رسول هللا (ص) قال"إذا استهل الصبي ورث وورَّ ث
وصلى عليه"
28ـ الشك هو التردد بين أمرين ال مزية ألحدهما على اآلخر ،وهو يختلف عن الظن وااوهم واليقين ،فالظن إدراك الطرف الراجح ،والوهم إدراك الطرف
المرجوح ،واليقين علم الشيء بحقيقته.
29ـــ جاء في المادة 328مايلي " :إذا مات عدة أفراد ،وكان بعضهم يرث بعضا ،ولم يتوصل إلى معرفة السابق منهم ،فال استحقاق ألحدهم في تركة
اآلخر ،سواء كانت الوفاة في حادث واحد أم ال"
17
أما إذا جاء الولد داخل األمد الشرعي وأمكن االتصال ،لكن أتكد للزوج أن الولد ليس من صلبه ،فإنه
يكون من حقه نفي نسبه عنه لوحده دون الغري 30،إال إذا ازداد بعد وفاته ،فهنا حيق للورثة رفع دعوى املطالبة
بنفي نسب الولد عن مورثهم ،31وحسب مقتضيات املادة 153من مدونة األسرة جيوز الطعن يف النسب إما
بطريق اللعان ،أو طلب استصدار أمر قضائي إبجراء خبة جينية.
ـ أ ـ ـ اللعان :اللعان 32هو أن حيكم القاضي على كل من الزوج أبن حيلف أمياان معينة على مايدعيه من زان
زوجته ،أو نفي محلها أو ولدها الذي ينتسب إليه لوال اللعان ،وعلى الزوجة أن حتلف أمياان معينة لتكذيب زوجها
33
فيما اهتمها ،لتدرأ احلد الواجب عليها فيما إذا نكلت.
فإذا ما العن الزوج زوجته طبق املسطرة الشرعية ،إال وسقط حد القذف عن الزوج وحد الزان عن الزوجة،
وتنتهي عصمة الزوجية بينهما لألبد ،وينقطع سبب اإلرث بينهما ،كما ال ينسب إليه الولد وال يتوارث األب
والولد الذي العن فيه.
ودعوى نفي ا لنسب بطريق اللعان ال تقبل إال بشرطني :أن يكون نفي الولد فور العلم به ،وأن ال يقر
الزوج ابلولد.
أما إذا كذب املالعن نفسه واعرتف ابلولد الذي نفاه ،فإنه حيد حد القذف ،ويعود التوارث بينهما لثبوت
النسب حينئد ابإلقرار.
ـ ـ ب ـ اخلبة الطبية
من املستجدات اليت جاءت هبا مدونة األسرة اعتماد اخلبة القضائية ،ابعتبارها وسيلة من وسائل التحقيق
لنفي النسب ،ابإلضافة إىل مسطرة اللعان.
عنه"30 ـ جاء في قرار لمحكمة النقض " :األصل في دعوى نفي النسب انها ال تسمع إال ممن نسب إليه الولد ،وهي حق لألب المطلوب نفي النسب
القرار الصادر بتاريخ 2006/1/8تحت عدد ،21في الملف الشرعي عدد .2004/1/2/547
31ـ جاء في قرار لمحكمة النقض " النسب الذي ال يمكن الطعن فيه إال من طرف األب هو نسب الولد المزداد في حياته بشروطه ،أما نسب الولد المزداد
بعد وفاته فيجوز الطعن فيه من طرف الورثة"
قرار تحت عدد ،326بتاريخ 29أبريل ،2014ملف شرعي عدد ،2007/1/2/154منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،ص 160
ـــ أشار إلى ذلك ،محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص .107
32ـ اللعان لغة ،مصدر العن ،مأخود من اللعن وهو الطرد واإلبعاد ،وشرعا شهادات مؤكدة باأليمان مقرونة باللعن من جهة الزوج وبالغضب من
جهة الزوجة ،وسمي اللعان لقول الزوج في الخ امسة أن لعنة هللا عليه إن كان من الكاذبين ،وألن أحدهما كاذب ،فيكون ملعونا.
33ــ ابن معجوز ،أحكام األسرة في الشريعة اإلسالمية ووفق مدونة األحوال الشخصية ،مطبعة النجاح الجديدة ،طبعة ،1990ص 258
18
وهذه اخلبة هي شبه يقينية يف إثبات النسب عن طريق البصمة الوراثية( ،34)ADNاليت حتمل محض معني
يف جسم اإلنسان ،للتعرف على صفاته الوراثية ،ومقارنتها إن اقتضى احلال بفاصل جسم آخر ،لتقرير مطابقته له
من عدمه ،وأصبحت تستعمل حاليا يف إثبات النسب وفق مستجدات أحكام مدونة األسرة.
ويشرتط قصد اال ستجابة ملسطرة اخلبة الطبية قيام دالئل قوية على ادعاء الزوج لنفي النسب ،وهو مانصت
عليه املادة 153من مدونة االسرة. 35كمثال اإلدالء مبحضر الضابطة القضائية إلثبات اخليانة الزوجة ،أوامتهان
الزوجة للدعارة...
وإذا جاءت نتيجة اخلبة أن الولد أو احلمل ليس من االب املزعوم ،انتفى النسب عنه من اتريخ صدور
36
احلكم القضائي بذلك ،وتبعا لذلك ينتهي حق التوارث بينهما.
نصت املادة 332من مدونة األسرة على أنه "ال توارث بني املسلم وغري املسلم" ،37وهذا يعين أن الكفر
يعد مانعا من اإلرث مهما كانت العالقة عن طريق النسب أو الزواج ،وسواء كان أصليا أو عارضا بسبب اإلرتداد،
وسواء اتصف به الوارث أو املورث ،فال يرث املسلم غري املسلم ،سواء كان هذا كتابيا أم غري كتايب ،وهلذا فإن
الزوجة املسيحية أو اليهودية ال ترث يف زوجها املسلم إذا مات ،وابملثل فهو ال يرثها إذا ماتت ،ومن جهة أخرى
فإن أبناء الزوجة غري املسلمة يتبعون آابهم يف الدين ،لذلك ال توارث بينها وبينهم.
خامسا :الزان
34ــ وتسمى أيضا ببصمة الحمض النووي ،وهي صفات وراثية تنتقل من األ صول إلى الفروع ،والتي من شأنها تحديد شخصية كل فرد عن طريق
تحليل جزء من حامض DNAالمتمركز في كل نواة من خلية داخل خاليا الجسم.
ــ أشار إلى ذلك ذ محمد الكشبور ،الوسيط في شرح مدونة األسرة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،ص .404
35 ـ جاء في المادة " :153يثبت الفراش بماتثبت به الزوجية.
يعتبر الفراش بشروطه حجة قاطعة على ثبوت النسب ،اليمكن الطع ن فيه إال من الزوج عن طريق اللعان ،أو بواسطة خبرة تفيد القطع ،بشرطين:
ــ إدالء الزوج المعني بدالئل قوية على ادعائه؛
ــ صدور أمر قضائي بهذه الخبرة.
36ــ محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص 111
37ــ ومستند هذه المادة قول النبي (ص) ":ال يرث المسلم الكافر واليرث الكافر المسلم" ،وفي قوله أيضا (ص)" :اليتوارث أهل ملتين".
أشار الى ذلك محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص .112
19
الزان مانع من اإلرث بني ولد الزان والزاين ،فال يرث أحدمها اآلخر وال ينسب إليه ،فالزاين اليرث يف ابنه
من الزان وال يف أوالده ،كما اليرث إبن الزان يف الزاين وال يف أصوله أو فروعه أو حواشيه ،أما الزانية فريث فيها
38
إبنها وترث منه .ذلك أن البنوة غري الشرعية تعتب يف حكم العدم يف حق األب ،لكن األم يرثها وترثه.
والعلة أن الشارع راعى يف استحقاق اإلرث عفة االسرة ومتاسك أصوهلا ،واعتد ابلبنوة الشرعية اليت يتبع
الولد فيها أابه يف الدين والنسب.
والعلة يف انتفاء اإلرث يف مواجهة القاتل ،هو أنه استعجل اإلرث من مورثه قبل أوانه عن طريق قتله ،فيحرم
منه ،عمال ابلقاعدة الفقهية "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب حبرمانه".
فإذا توفر القصد اإلجرامي إبزهاق الروح ،إال وكان القتل عمداي يرتتب عليه احلرمان من اإلرث والدية
واحلجب.
ويشرتط لتحقق املانع أن يكون القاتل راشدا كي يكون كامل املسؤولية ،وأن يكون سليم العقل قادر على
التمييز ،كما ال جيب توافر سبب من أسباب التبير ،إذا كان القتل قد أوجبه القانون أوفرضته السلطة ،أو اضطر
الفاعل اىل ارتكاب جرميته مكرها ،أو استلزمتها ضرورة حالة الدفاع الشرعي.
وال يفرتض سبق اإلصرار والرتصد الشرتاط املانع ،وإمنا يتطلب فقط نية االعتداء وإزهاق الروح.كما أن
القاتل مينع من اإلرث والدية والحيجب ،ولو أتى بشبهة كقاتل زوجته اليت وجدها يف حالة تلبس ابلزان ،أو الوالد
الذي ضرب ولده أتديبا له فمات ،أما إذا مل يتوافر القصد اجلنائي للجاين فهو يرث ،تطبيقا ملقتضيات املادة 333
من املدونة جاء فيها " :من قتل موروثه عمدا وإن أتى بشبهة مل يرث من ماله ،والديته ،وال حيجب واراث ،من قتل
موروثه خطأ ورث من املال دون الدية وحجب.
38ــ وهو مانصت عليه مدونة األسرة في المادة 144جاء فيها " :تكون البنوة شرعية بالنسبة لألب في حاالت قيام سبب من أسباب النسب"
أما المادة 146فتنص على مايلي " :تستوي البنوة لألم في اآلثار التي تترتب عليها سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعية أو غير شرعية".
39ــ أخرجه مالك في الموطأ .كتاب عقول
20
المبحث الثاني :أصناف الورثة وعوارض اإلرث
بعد تصفية الرتكة يتوىل حتديد عدد الورثة وأبي شكل يرثون( ،ابلفرض أو التعصيب ،ام هبما معا) ،ومقدار
مايرثون ،من خالل األنصبة النهائية لكل وارث ،مث عوارض اإلرث ،اليت إن حتققت إما يسقط الوارث من املرياث،
كحجب اإلسقاط أو تنقص حظوظه يف اإلرث ،كحجب النقل أو بوجود وصية أو العول ،وأخريا بزايدة غري متوقعة
يف نسبة احلظوظ (الرد) ،كوسيلة ملنع رجوع الدولة مبابقي عن ذوي الفروض ،وبذلك فسنتناول يف هذا املبحث،
اصناف الورثة ومستحقاهتم مث عوارض اإلرث .
اإلرث إما ابلفرض أو التعصيب ،وإما اجلمع بينهما انفرادا أو مجعا ،والفرض لغة هو التقدير 40واصطالحا
هو سهم مقدر شرعا 41للوارث يف الرتكة ابلكتاب أو السنة أو اإلمجاع غالبا ،ويبدأ يف التوريث أبصحاب الفروض،
والتعصيب ال تقدير فيه بداية ،قال رسول هللا (ص) (( :أحلقوا الفرائض أبهلها فما بقي فهو ألوىل رجل ذكر))،
وهو مانصت عليه كذلك مدونة األسرة يف املادة 335جاءفيها" :الفرض سهم مقدر للوارث يف الرتكة ويبدأ يف
التوريث أبصحاب الفروض."....
أما التعصيب فهو إرث الباقي من الرتكة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم ،وقد حيوز العاصب كل الرتكة
إذا مل يكن معه ذو فرض ،كاإلبن مع عدم الوارث ،وقد اليرث العاصب إذا مل يبق له شيء من الرتكة.
حسب املادة 337من م س الورثة ابلفرض فقط هم :الزوج ـ الزوجة ـ األم ـ اجلدة ـ األخ ألم ـ األخت
ألم.
والفروض املقدرة ستة :النصف ونصفه الربع ،ونصفه الثمن ،والثلثني ،ونصفه الثلث ،ونصف نصفه السدس.
يرث الزوج زوجته املسلمة بسبب الزوجية ،ودليل قوله تعاىل { :ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن مل يكن
هلن ولد فإن كان هلن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصني هبا أو دين}
ـ إرثه النصف عند عدم وجود الفرع الوارث ذكر أو أوثى االبن وإن سفل للزوجة.
ترث الزوجة يف زوجها بسبب الزوجية لقوله تعاىل {:وهلن الربع مما تركتم إن مل يكن لكم ولد ،فإن كان لكم
ولد فلهن الربع مما تركتم من بعد وصية توصون هبا أو دين}
ترث األم يف ابنها وبنتها بسبب القرابة من نوع األمومة املباشرة ودليل ذلك قوله تعاىل :
{وألبويه لكل واحد منهما السدس إن كان له ولد فإن مل يكن له ولد ووراثه أبواه فألمه الثلث فإن كان له
إخوة فألمه السدس }.
❖ السدس :
ـ ـ إذا كان لولدها اهلالك فرع ولد ،ويشمل اإلبن وابن االبن وإن سفل وبنت اإلبن وإن سفلت.
ـ ـ إذا كان للميت متعدد من اإلخوة (إثنني فما فوق) ،أشقاء أو ألب أو ألم ،ذكورا كانوا أو إاناث ،وارثني
أو حمجوبني.
❖ الثلث :
22
ترث األم الثلث يف حالة انعدام الولد وإثنني فأكثر من اإلخوة من االشقاء أو ألب أو ألم ولو حجبوا.
ترث االم ثلث الباقي عوض ثلث الرتكة ،وذلك يف مسأليت "الغراوين" ،ومها من املسائل الشادة يف علم
الفرائض ،من اجتهاد الصحابة ،ومسيت كذلك ابلعمرية النتساهبا لعمر بن اخلطاب ،ألن األم غرت فيهما إبعطائها
الثلث لفظا ليس معىن ،نقول غره يغُره وغرير خدعه منال منه ما أراد.42
يف هذه الصورة للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث ،ولألم ثلث النعدام الفرع الوارث واإلخوة ولألب
الباقي تعصيبا
وجه املخالفة
ـ األم يف املسألة األوىل ستأخد ضعف األب وهو خمالف ملبدأ املفاضلة بني الرجل واملرأة.
للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث ،ولألم الثلث مابقي عن فرض الزوج ،ولألب الباقي عنهما.
للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث ،ولألم الثلث مابقي عن الزوجة ولألب الباقي تعصيبا
يقصد به جداتن اجلدة من جهة األم ،وهي أم األم ،وأمها وإن علت ،وهذه ترث بشرط أن ال يفصل
بينهما ذكر فأم أيب األم (أم اجلد ألم) وأم أيب أم األم (أم جد ا ألم) ،ال تراثن ألن بينهما وبني امليت ذكر ،واجلدة
24
من جهة األب وهي أم األب املباشرة وأم أم األب وأم أم أم األب وإن علت ،بشرط أن ال يفصل بينها وبني امليت
ذكر غري األب(فأم أيب األب "أم اجلد من جهة األب" ،ال ترث ألنه يفصل بينها وبني اهلالك ذكر غري األب).
مل يثبت مرياث اجلدة يف كتاب هللا ،فاآلية 11من سورة النساء تنصرف على األب واألم دون اجلد
واجلدة ،وإمنا صدر يف احلديث ثوريتها السدس إن كانت اجلدة ألم مبنفردها انفردت به ،وإن كانت اجلدة لألب
انفردت به هي كذلك ،وإذا اجتمعتا كان هلما مناصفة.43
ترث اجلدة ألم أو اجلدة لألب السدس عند االنفراد ،أي حينما تكون مبفردها ولو علت من إحدى اجلهتني،
فالعبة أوال ابالنفراد ،وابحنصار اجلدة اثنيا يف جهة اجلدة لألم وإن علت ،فال مرياث إال للجدتني.
يكون السدس مناصفة بني جدتني عند التساوي يف الرتبة ،كأن توجد اجلدة لألم واجلدة لألب ،فالتساوي
يف الرتبة اثبت ،ألن كل واحدة ال يفصلها عن اهلالك سوى واحد.
كذلك يكون التساوي يف الرتبة حمققا ولو علت اجلهة ،كأن توجد أم أم أمه ،وأم أم أبيه ،فالسدس بينهما
مناصفة.
احلالة الثالثة :السدس مناصفة بني جدة قريبة لألب وجدة بعيدة لألم
إذا اجتمعت جدة قريبة من جهة األ ب مع جدة بعيدة من جهة األم ،فإن السدس بينهما يكون مناصفة،
حىت ولو انعدم التساوي يف الرتبة ،ألن جهة اجلدة لألم أقوى من جهة اجلدة ألب ،وهو ما ذهب اليه زيد بن
43ــ روي عن قبيصة بن ذؤيب ،أنه قال"جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق ،تسأله ميراثها ،فقال لها أبو بكر :مالك في كتاب هللا شيئا ،وماعلمت لك في
سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،فارجعي حتى اسأل الناس ،فسأل الناس ،فقال المغيرة بن شعبة :حضرت رسول هللا ص أعطاها السدس ،فقال ابو
بكر هل معك غيرك؟ فقام محمد بن سلمة األنصاري ،فقال مثل ماقال المغيرة ،فأنفده لهل أبو بكر الصديق ،ثم جاءت الجدة األخرى إلى عمر بن الخطاب
تسأله ميراثها ،فقال لها :مالك في كتاب هللا شيء ،وما كان القضاء الذي قضى به لغيرك ،وما أنا بزا ئد في الفرائض شيئا ،ولكنه ذلك السدس ،فإن
اجتمعتما ،فهو بينكما ،وآيتكما خلت بهن فهو لها"
ــ أخرجه بن حبان والحاكم
25
اثبت واختلف فيه الصحابة منهم علي إبن أيب طالب ،الذي قال بضرورة احتادهم يف الدرجة ،ومرجع اخلالف اىل
عدم النص عليها ال يف القرآن وال يف السنة ،وإمنا هو اجتهاد للصحابة.
أما املدونة فأخدت برأي اإلمام مالك على عمل أهل املدينة ،حبيث نصت يف املادة 347من م س يف
فقرهتا السادسة ..." :اجلدة إذا كانت منفردة سواء كانت ألم أو ألب قسم السدس.ـ فإن اجتمعت جداتن قسم
ال سدس بينهما إن كانتا يف رتبة واحدة أو اليت لألم أبعد فإن كانت اليت لألم أقرب اختصت ابلسدس".
أخدت املدونة يف املادة 358يف حجب اجلدة مبا وقع عليه اإلمجاع ،وما وقع فيه خالف أخدت برأي
اإلمام مالك وعليه :
أ ـ فإن األم حتجب اجلدة لألم واجلدة لألب .واجلدة القريبة حتجب اجلدة البعيدة اليت من جهتها.
ج ـ اجلدة القرىب من جهة األم حتجب البعدى من جهة األب ،وأما العكس فال ،فاجلدة القرىب من جهة
األب ال حتجب البعدى من جهة األم ،بل السدس بينهما مناصفة.
قال تعاىل { ..وإن كان رجل يورث كاللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر
من ذلك فهم شركاء يف الثلث من بعد وصية يوصي هبا أو دين غري مضار وصية من هللا وهللا عليم حليم}.
فكل من األخ ألم واألخت ألم يرث ابلفرض فقط بسبب القرابة من نوع األخوة املباشرة ،فهو يرث سدس
املرتوك بشرط أن يكون واحدا ،وال يسهم إن كان ذكرا أو أنثى ،وبشرط عدم وجود من حيجبه ،وهو اإلبن والبنت
وإبن اإلبن وبنت اإلبن وإن سفلت ،األب واجلد لألب وإن عال.
ويرجع سبب حجب هؤالء اىل أن جهة البنوة واألبوة أقوى من جهة األخوة.
26
احلالة الثانية :الثلث ابلتساوي عند التعدد :
يرث اإلخوة من األم الثلث ابلتساوي عند التعدد ،شريطة انعدام احلاجب الذي ذكر ،والثلث يقسمونه
فيما بينهم ابلتساوي ال فرق بني ذكورهم وإانثهم ،وذلك راجع ألهنم ال يدلون بذكر يف صلتهم ابهلالك ،وهي
احلالة الوحيدة اليت يتساوى فيها الذكر ابألنثى ،كما أن ذكرهم ال يعصب أنثاهم.
طرح املشرتكة :إن كان ا إلخوة من األم يقتسمون الثلث بينهم ابلتساوي عند التعدد ،فإن اإلخوة األشقاء
يزامحوهنم فيما يقتسمونه مجيعا ابلتساوي ،ال فرق بني ذكورهم وإانثهم ،وذلك يف مسألة شادة عرفها علم الفرائض
يف الصدر األول لإلسالم يف خالفة عمر بن اخلطاب.
وصورة ذلك أن هتلك امرأة وترتك زوجا ـ أما أو جدة إخوة ألم ـ إخوة أشقاء.
الزوج النصف ،األم لوجود تعدد اإلخوة السدس ـ أو اجلدة السدس ـ ،اإلخوة ألم الثلث ،املسألة من
ستة ،للزوج ثالثة لألم واحد ،واإلخوة ألم إثنان من ستة ،واإلخوة األشقاء عصبة مل يبق هلم شيئا.
وهبذا قضى عمر بن اخلطاب يف أول عام خلالفته ،فاحتج عليه اإلخوة األشقاء بقوهلم إمنا ورث اإلخوة ألم
الثلث أبمهم وهي أمهم وهي أمنا ولو اختلف األب فهي جتمعنا ؟ فأشرك بينهم يف الثلث ،لذلك مسيت املشرتكة
احلمارية ألن
الشرتاكهم يف األم ،وقيل كذلك أهنا لقبت ابملنبية ألن عمر بن اخلطاب سئل عنها وهو يف املنب ،أو َّ
والده املورث كان محَّارا ،وقد كان من املناصرين للمشرتكة زيد بن اثبت وعثمان بن عفان ،واملناهضني هلا علي بن
أيب طالب وتبعه يف ذلك احلنفية ،الذين قالوا ابستحقاق اإلخوة ألم الثلث واإلخوة األشقاء هم عصبة مل يتبق هلم
شيئا.
الزوج 1/2األم أو اجلدة 1/6إخوة أشقاء وإخوة ألم شركاء يف 1/3هلم .2/6
27
العُصبة يف اللغة من عصب يعصب عصبا وعصااب وعصوبة ،مبعىن الشدة والقوة واإلحاطة ،44وأصل الكلمة
مأخود من قوهلم :عصب القوم ابلرجل إذا اجتمعوا وأحاطوا به ،من أجل احلماية والدفاع ،ويقال للجماعة األقوايء
ب
َح ُّ
ف َوأَ ُخوهُ أ َ (عُصبة) مب عىن اجلماعة املتآزرة واملتحالفة ،كما جاء يف القرآن الكرمي ،لقوله تعاىل " إأ ْذ قَالُوا لَيُ ُ
وس ُ
إأ َىل أَبأينَا أمنَّا َوَْحن ُن عُ ْ
صبَة إأ َّن أ ََاب َان ل أَفي َ
ضالل ُمبأني ".
ويف اصطالح علم املواريث هو كل وارث ليس له سهم مقدر صريح يف الكتاب والسنة ،مثل (اإلبن وإبن
اإلبن ،واألخ الشقيق ،واألخ ألب ،والعم الشقيق ،)...وقرابة هؤالء وأمثاهلم قوية ،ألهنم يدلون بواسطة األب،
دون األم ،ألن اإلدالء هبا يضعف القرابة (كاألخ لألم ) ،فقد أدىل برحم أنثى ،وهو اليرث مطلقا ،ولقد عرف
الفرضيون (العصبة) مبايلي( :كل من أيخد كل املال عند االنفراد ،وأيخد الباقي بعد أخد أصحاب الفروض
فروضهم) ،وقد عرفته مدونة األسرة يف املادة 335أبنه "التعصيب أخد الوارث مجيع الرتكة أو ما بقي من ذوي
الفروض".
العصبة كما جاء يف املادة 348من مدونة األسرة ثالثة أنواع :
ـ 1ـ :العصبة ابلنفس :العاصب بنفسه هو الوارث الذكر بسبب النسب ،األقرب إىل امليت ،والذي مل
يفصل بينه وبني اهلالك أنثى ،ويسمى عاصبا بنفسه ،ألن تعصيبه ال حيتاج فيه اىل غريه ،وهذا النوع من التعصيب
خاص ابلذكور ،ألنه ال تعصيب ابلنفس ألنثى وإمنا بغريها أو مع غريها.
واألساس الشرعي يف القرآن الكرمي ويف احلديث الشريف ،عن عمر بن عباس عن الرسول ص قال" :أحلقوا
الفرائض أبهلها فما بقي فألوىل رجل ذكر"
ـ اجلدودة واألخوة املباشرة فهما يف مرتبة واحدة ،وتشمل اجلد العصيب واإلخوة األشقاء أو ألب؛
ـ العمومة وبنوهتا تشمل أعمام امليت األشقاء وأعمامه لألب وأعمام أبيه وأعمام جده لألب وإن عال
وابناءهم وإن سفلوا؛
ـ بيت املال :إذا مل توجد أي جهة من اجلهات السابقة ،ومل يوجد من يرث ابلفرض ،فإن بيت املال يرث
املرتوك تعصيبا.
إذا مل يكن يف الفريضة إال عاصب بنفسه منفرد حضي ابلرتكة كلها ،لكن إذا تعدد العصبة ابلنفس ،أبن
وجد أكثر من واحد ،فإن مصري إرثهم يتحدد وفق مجلة من الضوابط هي كالتايل :
معىن ذلك أن من ينتمي اىل اجلهة األوىل "البنوة " تكون له األولوية يف اإلرث على من ينتمي للجهة الثانية،
ومن ينتمي للجهة الثانية تكون له األولوية على اجلهة الثالثة ،فصاحب اجلهة األقرب حيجب من يف اجلهة األبعد،
لكن هذا الضابط ليس على إطالقه ،فاإلبن مثال ال حيجب األب وال اجلد ،كما يستثىن اإلخوة األشقاء او ألب
29
مع اجلد ،فجه تهم متأخرة عن جهة األبوة(اجلد) ولكنهم يرثون معه ،على الرأي الراجح وهو مذهب (زيد بن
45
اثبت).
ويف حالة احتاد العصبة ابلنفس يف نفس اجلهة ،كاجتماع اإلبن مع إبن اإلبن ،ألهنما متحدين يف جهة البنوة،
ننتقل إىل استعمال ضابط الرتجيح املوايل.
مبقتضى هذا الضابط يرجح األقرب درجة يف اإلرث ابلتعصيب على األبعد درجة ،فيقدم اإلبن على ابنه،
46
واألب على اجلد والعم على ابن العم.
وهو ما اشارت اليه املدونة يف املادة 350من املدونة يف الفقرة األوىل ":إذا احتدت العصبة ابلنفس يف
اجلهة كان املستحق لإلرث أقرهبم درجة للميت" ،أي أن صاحب الدرجة األوىل حيجب صاحب الدرجة الثانية،
كما يف مثال االبن مع ابن اإلبن ،فجهتهما واحدة وهي البنوة ،لكن درجتهما خمتلفة.
➢ ضابط الرتجيح بقوة القرابة :إذا احندر الورثة يف اجلهة والدرجة ،كان الرتجيح بقوة (القرابة) ،فمن كانت قرابته
أقوى كان هو العصبة ،وتنص املادة 350على أن العصبة " :إذا احتدوا يف اجلهة والدرجة كان التقدمي بقوة
القرابة ،فمن كانت قرابته من األبوين قدم على من كانت قرابته من األب فقط".
وبذلك فقوة القرابة التكون يف البنوة واألبوة ،وإمنا فقط يف األخوة وبنوهتا والعمومة وبنوهتا.
وإذا حصل ما يستدعي االستغناء عن هذه الضوابط الثالثة ،كما يف حالة احتاد الورثة يف اجلهة والدرجة والقوة،
فإهنم يرثون مجيعا على السواء.
47
ـ 2ـ العصبة ابلغري :لقوله تعاىل {للذكر مثل حظ األنثيني}
العاصب بغريه هو تعصيب العاصب ابلنفس من جهة البنوة أو األخوة ألنثى من جهته ،للذكر مثل حظ
األنثيني ،فاألبناء يعصبون البنات ،وأبناء اإلبن وإن سفلوا يعصبون بنات اإلبن وإن سفلن ،واإلخوان يعصبون
45ـ محمد الصابوني ،المواريث في الشريعة األسالمية في ضوء الكتاب والسنة ،دار الحديث ،سنة ،2010ص.69
ـــ ابن العربي ،مرجع سابق ،ص 33846
ــ النساء ،اآلية 47.11
30
األخوات ،....فإذا قيل عاصب بغريه فالغري عاصب ،خبالف العاصب مع الغري كما سنرى ،فإن الغري ليس
بعاصب.
1ـ االحتاد يف اجلهة :ونعين االحتاد يف اجلهة بني العاصب ابلنفس واألنثى املنفردة أو املتعددة ،فاإلبن واحد أو
أكثر يعصب البنت واحدة أو أكثر ،واألخ الشقيق أو لألب واحد فأكثر يعصب األخت الشقيقة أو لألب واحدة
فأكثر.
2ـ االحتاد يف الدرجة :بعد االحتاد يف اجلهة لزم االحتاد يف الدرجة ،فاإلبن يعصب البنت ألهنا من جهته ودرجته،
يف حني ختتل الدرجة بني ابن اإلبن والبنت ،وبني ابن ابن االبن وبنت اإلبن ،فال تعصيب ،ابستثناء فرضية وجود بنت
االبن مع بنتني ،حيث ال ترث السدس تكملة للثلثني الستغراق الثلثني ابلبنتني ،مامل يوجد ابن ابن يف درجتها أو أسفل
منها درجة ،حيث تستنجد به ،فرتث معه الباقي للذكر مثل حظ األنثيني.
3ـ االحتاد يف قوة الدرجة :وهو الشرط الثالث ،فاألخ الشقيق يعصب األخت الشقيقة ،واألخ ألب يعصب
األخت ألب ،يف حني ال يقوى األخ ألب على تعصيب األخت الشقيقة ،وال تعصيب ابلطبع بني إبن األخ الشقيق أو
ألب وبنت األخ الشقيق أو ألب.
يقصد هبذا النوع من التعصيب ،كل أنثى تصري عاصبة مع أنثى أخرى ،ويكون بتعصيب البنات وبنات
اإلبن لألخوات الشقيقات أو ألب ،فاألخت الشقيقة أو ألب ال ترث ابلفرض ،وإمنا يف الباقي عن البنات وبنات
اإلبن وإن سفلن ابلتعصيب.
وال يشرتط يف ذلك سوى وجود البنت أو بنت االبن وإن سفلت ،واحدة فأكثر اىل جانب األخت
الشقيقة أو ألب واحدة فأكثر ،سواء وجد األخ الشقيق أو ألب أو مل يوجد ،فالكل يرث يف الباقي عن البنت
31
وبنت االبن وإن سفلت ،وذوي الفروض إن وجدوا ،واملرياث يكون يف الباقي للذكر مثل حظ األنثيني ،قال
التلمسانية:
48
إن كان للهالك بنت أو بنات واألخوات قد يصرن عصبات
واجلدير ابلذكر أن هؤالء يصرن عصبات ينزلن منزلة إخواهنم ،وأيخدن أحكامهم ابلنسبة لباقي العصبة
يف التقدمي ابجلهة والدرجة ،حيث تنزل األخت الشقيقة منزلة االخ الشقيق ،وحتجب كل من حيجب هذا األخري،
واألخت ألب منزلة األخ ألب.
الورثة ابلتعصيب فقط مثانية ،حصرهتم مدونة األسرة يف املادة ،338وهم كاآليت:
"اإلبن وإبنه وإن سفل ،واألخ الشقيق واألخ ألب وإبنهما وإن سفل ،والعم الشقيق والعم لألب وإبنهما
وإن سفل".
وهؤالء يعتبون ورثة ابلنفس ،فقط يستحقون مجيع الرتكة عند انفرادهم هبا دون أصحاب الفروض ،أو
يستحقون ما بقي يف الرتكة ،أو يستحق ما يفضل عمن يرث يف املسألة ابلفرض ،وإذا مل يبق من الرتكة شيء ال
يستحقون إراث.
حسب املادة 339من من مدونة األسرة فإن الواراثن ابلفرض والتعصيب إثنان مها األب واجلد.
األصل يف مرياث األب قوله تعاىل { :وألبويه لكل واحد منهما السدس }....
الرسالة48. ـ جامع العلوم والحكم ،ج ،2تحقيق شعيب األرنؤوط ومن معه ،مؤسسة
32
❖ ابلفرض فقط ويكون فرضه السدس إن كان معه ابن اهلالك أو إبن إبنه وإن سفل ،واحدا أو متعددا ،سواء
كانت معه بنت اهلالك أو بنت إبنه أو مل تكن ،ودليل ذلك قوله تعاىل " :وألبويه لكل"..
❖ اإلرث ابلفرض والتعصيب مجعا :يرث ابلفرض والتعصيب معا ،بوجود بنت اهلالك أو بنت إبنه وإن نزل،
حيث يرث السدس فردا والباقي تعصيبا ،فإذا مل يفضل شيءا فالتعصيب له.
يقصد ابجلد هنا اجلد من جهة األب ،وهو الذي تسميه املدونة ابجلد العصيب الذي ال تفصل بينه وبني
اهلالك أنثى ،مثل (أب األب) وإن عال ،فإن دخل يف نسبته إىل امليت انُثى فهو اليرث ،والقاعدة أنه مىت دخل
بني الذكور أنثى ،يصبح اجلد غري صحيح ،وأما إذا مل تدخل االنثى فهو جد صحيح ،مهما علت درجته ،كأب
أب األب ،وأب أب األب ،وإن عال...
واجلد مل يرد نص قرآين يقضي إبرثه ،فاآلية احلادية عشرة من سورة النساء تتحدث عن األب {وألبويه
لكل واحد منهما السدس ،}....اما اجلد فقد ثبت إرثه ابلسنة واإلمجاع يف جانب ،وهو الفرضية اليت ينعدم فيها
اإلخوة األ شقاء أو ألب ،أما اإلخوة ألم فاجلد حيجبهم ،حيث ينزل اجلد فيها منزلة األب يف أحواله الثالث،
بشروطها وأحكامها ابستثناء الغراوين :السدس ابلفرض فقط عند وجود اإلبن وإبن اإلبن وإن سفل.
❖ السدس ابلفرض والباقي ابلتعصيب عند وجود البنت وبنت اإلبن وإن سفلت؛
ويشرتط إلرثه ـ أن ال يوجد األب ،فهناك إمجاع على حجب األب للجد.وأن ال يوجد معه جد آخر أقرب
منه درجة فهو حيجبه.
أما احلالتان الباقيتان فينفرد هبما عن األب ،وقد أفىت هبا الصحابة ،وتتعلق بوجوده مع اإلخوة أشقاء كانوا أو
ألب.
• احلالة األوىل :وجود اجلد مع نوع واحد من اإلخوة دون صاحب فرض
تنص الفقرة األوىل من املادة 354من مدونة األسرة على أنه " :إذا اجتمع اجلد العصيب مع اإلخوة
األشقاء خاصة أو مع اإلخوة ألب كذلك ،ذكورا أو إاناث أو خمتلطني ،فله األفضل من ثلث مجيع املال أو املقامسة".
إذن ففي حالة وجود اجلد مع اإلخوة أ شقاء أو لألب ،فله اخليار بني أخد ثلث املال ،أو املقامسة مع
اإلخوة ،فأي السهمني كان أفضل له أيخذه ،فإن كانت املقامسة أفضل أخد إرثه ابملقامسة ،وإن كان ثلث الرتكة
أفضل له أخد الثلث.
ويكون الثلث مثل املقامسة حينما يوجد مع مثليه أي أخوين ،والثلث أفضل له حينما يوجد مع أكثر من
مثليه (أخوين وأخت ،أو أخ وثالث أخوات ،أو أربع أخوات ،أما إذا كان عدد اإلخوة أقل من مثليه كأخ وأخت،
تكون املقامسة أفضل له.
• احلالة الثانية :وجود اجلد مع نوع واحد من اإلخوة مع صاحب فرض فأكثر
إذا وجد مع اجلد مع نوع واحد من اإلخوة واألخوات ،وصاحب فرض أو أكثر ،أيخد اجلد أفضل له من ثالث:
✓ إما املقامسة؛
ويشرتط أال ينقص نصيبه عن السدس حبال من األحوال ،فلو مل يبق بعد إعطاء أصحاب الفروض إال
السدس أعطي له السدس ،أو بقي أقل من السدس يفرض للجد السدس ،وحيرم اإلخوة.
34
أما إذا كانت املقامسة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم أفضل للجد ،فإنه حيضى ابملقامسة ،وإذا كان
الثلث الباقي افضل له يعطى له ،وإال أعطي له السدس مهما بقي من الرتكة ،ألنه ال ينزل عن فرضه املقدر ،وهو
49
(السدس) حبال من األحوال ،وهو مانصت عليه كذلك املادة 345من مدونة األسرة.
وجود اجلد مع النوعني من اإلخوة ،اليت تندرج يف إطار املسائل الشواذ. ❖
أطلق عليها الفرضيون إسم املعادة ،لوجود الصنفني من اإلخوة األشقاء وألب مع اجلد ،حيث يعد اإلخوة
االشقاء اإلخوة لألب على اجلد ،ليمنعوه كثرة املرياث.
فاألصل أن اإلخوة األشقاء الذكور حيجبون اإلخوة لألب ذكورا وإاناث ،واألخوات الشقيقات ال يرث معهن
اإلخوة ألب ذكورا وإاناث ،إال بعد استكماهلن لفرضهن الشرعي (النصف عند اإلنفراد والثلثني عند التعدد)،
فمرياثهم موقوف ،يف حني ال يقوى اجلد على حجب أاي من اإلخوة ،لذلك فإن اإلخوة األشقاء الذكور واإلانث
يع َدون اإلخوة لألب ذكورا وإاناث على اجلد ليمنعوه كثرة املرياث ،وليس له أن حيتج حبجب اإلخوة لألب أو وقف
مرياثهم ،فاحلجب والوقف من جهة اإلخوة األشقاء واألخوات الشقيقات ال من جهته.50
هناك صنف من الورثة جيمع بني اإلرث ابلفرض واإلرث ابلتعصيب ،ولكن إذا ورث ابحدمها ال يرث
ابآلخر ،وهو املقصود ابلورثة ابلفرض والتعصيب انفرادا ،وهن نسوة يرثن إما ابلفرض أو ابلتعصيب ابلغري أو مع
الغري ،وال جيمعن بينهما يف نفس الرتكة ،خالف أصحاب الفرض والتعصيب مجعا كما رأينا سابقا.
وهؤالء النسوة أربع :البنت وبنت اإلبن وإن سفلت واألخت الشقيقة واألخت ألب.
49ــ جاء في المادة 345مايلي " :إذا اجتمع مع اإلخوة وذوي الفروض فله االفضل من ثالثة :سدس جميع المال أوثلث مابقي بعد ذوي الفروض أو
مقاسمة اإلخوة كذكر منهم"....
ــ عبد الرحمان بلعكيد ،مرجع سابق ،ص 50.219
35
ني أ لذ َك أر أمثْل َح أظ ْاألُنثَـيَ ْ أ
ني فَأإن ُك َّن ن َ
ساء فَـ ْو َق اثْـنَـتَ ْ أ اّللُ أيف أ َْوَال أد ُك ْم لأ َّ مرياث البنت اثبت ابلقرآن الكرمي{ :ي أ
وصي ُك ُم َّ ُ
ُ
توأ
ف}. اح َدة فَـلَ َها النأ ْ
ص ُ فَـلَ ُه َّن ثـُلُثَا َما تَـ َر َك َوإأن َكانَ ْ َ
51
وقد قررت اآلية الكرمية مرياث البنت أبوضح بيان ،وامت تفصيل يف ثالث حاالت :
ترث البنت النصف من تركة ابيها أو أمها ،شرط انفرادها عن ولد الصلب ذكرا أو أنثى.وقد أوردت مدونة األسرة
إرث البنت ،ضمن اصحاب النصف يف املادة .342
يرث املتعدد من البنتان الثلثان ،عند وجود اثنتان فأكثر بشرط انفرادهن عن اإلبن.
❖ إرثها ابلتعصيب:
ترث البنت ـ سواء واحدة أو متعددة ـ ابلتعصيب ،إذا كان للهالك منهما ابن واحد أو أكثر ،على أساس
للذكر مثل حظ األنثيني ،لكل إبن سهمان ولكل بنت سهم واحد ،فمرياثها يف هذه احلالة ينقص عن مرياثها
ابلفرض يف احلالتني السابقتني ،وهو صورة حلجب النقل من الفرض إىل التعصيب.
وتسمى يف هذه احلالة عاصبة ابلغري ،املنصوص يها يف املادة 351من املدونة.
قال ابن رشد :وأمجعوا من هذا الباب على أن بين البنني يقومون مقام البنني عند فقد البنني ،يرثون كما
52
يرثون وحيجبون كما حيجبون.
بناء على ذلك يستمد مرياث بنت اإلبن حكمه من اإلمجاع ،فرتث يف ثالث حاالت كما ترث البنت،
وهناك حالة ترث فيها السدس مع وجود بنت الصلب تكملة للثلثني ،وهذه احلالة األصل فيها السنة.
51ــ حدثنا محمد بن الحسين قال ،حدثنا أحمد بن مفضل قال ،حدثنا أسباط ،عن السدي " :يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين " ،كان أهل الجاهلية ال
الصغار من الغلمان ،و ال يرث الرجل من ولده إال من أطاق القتال ،فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر ،وترك امرأة يقال لها أم كجَّة ،وترك َ الجواري وال
َ يورثون ِّ
خمس أخواتٍ ،فجاء الورثة يأخذون ماله ،فشكت أم كجَّة ذلك إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ،فأنـزل هللا تبارك وتعالى هذه اآلية {:إِّن كنَّ نِّسَاء فَوقَ اثنَتَي ِّن فَلَهنَّ ثلثَا َما
ت ََركَ َو ِّإن كَانَت َواحِّ دَة فَلَ َها النِّصف }
ــ بداية المجتهد ج 2ص .340أشار إليه محمد رياض ،مرجع سابق ،ص 52.147
36
❖ النصف عند االنفراد :ترث بنت اإلبن وإن سفلت منفردة من تركة جدها أو جدهتا املتوىف عند االنفراد،
وعدم وجود ابن للهالك (عمها) ،وعدم وجود إبن إبن يف درجتها.
فاإلبن حيجبها حجب إسقاط ،والبنت حتجبها حجب نقل من النصف إىل السدس تكملة للثلثني ،والبنتان
حتجباهنا حجب إسقاط الستغراقهما الثلثان ،مامل يوجد العاصب ،وإبن إبن ينقلها من الفرض إىل التعصيب ابلغري.
تستحق بنتا اإلبن ولو سفلن وما فوق الثلثني ،شريطة عدم وجود من سبقت اإلشارة إليهن ،فال خالف
بني احلالتني سوى يف النصيب ،عند االنفراد النصف ،وعند التعدد الثلثان ،وهو مانصت عليه املادة 345من
املدونة " :أصحاب الثلثني أربعة :بنتا اإلبن فأكثر بشرط انفرادمها عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وإبن إبن يف
درجتهما".
❖ السدس تكملة للثلثني
ترث بنت اإلبن الواحدة أو بنات اإلبن عند التعدد السدس مع بنت الصلب اليت ترث النصف ،فيكون
نصاهبم الثلثني ،أما إذا كانت مع بنتني فال شيء هلا على التفصيل السابق ،وبشرط أال يكون معها ابن ابن يف
درجتها يعصبها.
وهو مانصت عليه املادة 347من املدونة " :أصحاب السدس ... :بنت اإلبن ولو تعددت ،بشرط
كوهنا مع بنت صلب واحدة ،وأن ال يكون معها أبن إبن يف درجتها".
❖ اإلرث ابلتعصيب
ترث بنت اإلبن ابلتعصيب ضمن األوجه التالية:
• ترث ابلتعصيب ابلغري ،مع ابن االبن املساوي هلا يف الدرجة (أخيها أو إبن عمها) ،للذكر مثل حظ
األنثيني.
• ترث بنت اإلبن ايضا ابلتعصيب ،مع ابن اإلبن املساوي هلا يف الدرجة مع وجود بنت الصلب ،إذ ترث
النصف وترث بنت اإلبن مع ابن اإلبن يف درجتها الباقي تعصيبا ،للذكر مثل حظ األنثيني.
37
• ترث بنت اإلبن ابلتعصيب مع أخيها املساوي هلا يف الدرجة ،أو مع إبن إبن أسفل منها يف حالة وجودها
مع بنيت أو بنات الصلب ،ألهنا يف هذه احلالة تكون حمجوبة مع تعدد بنات الصلب ،نظرا الستيفائهن الثلثني،
53
وينقدها من هذا احلجب أخوها أو إبن عمها أو إبن إبن أسفل منها درجة.
اثلثا :مرياث األخت الشقيقة
س لَهُ َولَد َولَهُ اّللُ يـُ ْفتأي ُك ْم أيف الْ َك َالل أَة إأ أن ْام ُرؤ َهلَ َ
ك ل َْي َ ك قُ أل َّقال تعاىل يف آخر سورة النساء{ :يَ ْستَـ ْفتُونَ َ
ان أممَّا تَـ َر َك َوإأن َكانُوا إأ ْخ َوة
ني فَـلَ ُهما الثُّـلُثَ أ
ف َما تَـ َر َك َو ُه َو يَ أرثـُ َها إأن َّملْ يَ ُكن َّهلَا َولَد فَأإن َكانَـتَا اثْـنَـتَ ْ أ َص ُ أُ ْخت فَـلَ َها نأ ْ
اّللُ بأ ُك أل َش ْيء َعلأيم}.
ضلُّوا َو َّ اّلل لَ ُكم أَن تَ أ
ني َُّ ْ لذَك أر أمثْل َح أظ ْاألُنثَـيَ ْ أ
ني يـُبَأ ُ ُ
ساء فَلأ َّ أ
أر َجاال َون َ
تضمنت اآلية الكرمية حكم مرياث األخت الشقيقة فرتث يف أخيها الشقيق وأختها الشقيقة النصف
منفردة ،وترث الثلثني ابلتعدد ،وترث ابلتعصيب مع أخيها أو إخوهتا الذكور ،وهناك حالة ترث فيه األخت الشقيقة
مع البنت ابلتعصيب مع الغري ،وهي واردة ابلسنة كما سوف نرى ،وهلا حالة مع اجلد ترث مبقتضى للذكر مثل
حظ األنثيني(األكدرية).54
39
❖ احلالة الثانية :فرض الثلثان
يرثه املتعدد من األخت لألب إثنتان فما فوق ،بشرط عدم من يعصب ،وعدم من حيجب كما ذكر يف
حالة النصف.
❖ احلالة الثالثة :فرض السدس تكملة للثلثني
ترث األخت لألب واحدة فأكثر يف هذه احلالة (السدس) ،مع وجود األخت الشقيقة ،اليت هلا النصف
معها تكملة للثلثني ،وهي هنا كحال بنت اإلبن مع البنت ،وترث السدس مع األخت الشقيقة ،شرط عدم من
حيجبها كاألخ الشقيق ومن حجبه ،أو من يعصبها كاألخ ألب ،فإذا وجد ورثت معه للذكر مثل حظ األنثيني.
❖ احلالة الرابعة :التعصيب ابلغري
ترث األخت ألب مع البنت أو البنات ،أو بنت اإلبن أو بنات اإلبن ابلتعصيب مع الغري ،كحال األخت
الشقيقة مع من ذكرن ،شرط عدم وجود األخت الشقيقة ،ألهنا أقوى درجة منها ،فلو تويف عن بنت ،وأخت
شقيقة ،وأخت ألب ،لكان للبنت النصف ،ولألخت الشقيقة النصف اآلخر ابلتعصيب ،وال شيء لألخت لألب.
40
املطلب الثاين :عوارض اإلرث
يقصد بعوارض اإلرث كل ما يعرتض الوارث من حجب وعول يف نصيبه ابلنقصان منه ،أورد ابلزايدة يف
هذا النصيب ،وقد يتعلق األمر مبسألة من مسائل اإلرث ،ما يقتضي معرفة قدر مايستحقه ورثة هالك اثن من
ورثة اهلالك األول قبل قسمة الرتكة ،وهو مايسمى ابملناسخة.
كما قد يوصي اهلالك قبل وفاته بوصية إرادية واليت يدخل يف حكمها التنزيل ،واليت تستخرج من الرتكة
قبل توزيع اإلرث ،وهو احلال نفسه ابلنسبة للوصية الواجبة ،وكل هذه تسمى عوارض اإلرث ،اليت تؤثر يف مقدار
الوارث زايدة أو نقصان ،واليت هبا تنتهي الرتكة وأيخد كل وارث نصيبه منها.
الفقرة األوىل :احلجب
احلجب يف اللغة 55مبعىن السرت ،واملنع ،وكل ما حال بني شيئني ،ومنه احلاجب ،وهو البواب ألنه مينع من
الدخول إال إبذن.
أما يف االصطالح فهو منع وارث معني من كل املرياث أو بعضه بقريب آخر ،وقد عرفته املدونة يف مادهتا
355أبنه":احلجب منع وارث معني من كل املرياث أو بعضه بقريب آخر".
لذلك فاملدونة تتحدث عن حجب اإل سقاط أو مايسمى حبجب احلرمان ،الذي مينع فيه احملجوب من كل
املرياث ،وحجب النقل ،أو مايسمى حبجب النقصان الذي مينع عنه بعض هذا املرياث.
حجب النقل هو نقل وارث بوجود وارث آخر من حصة يف اإلرث ،إىل حصة أقل منها غالبا ،وهو ثالثة
أنواع:
احلالة األوىل :حجب النقل من فرض إىل فرض أقل منه
42
يتعلق هذا النوع بعنصرين من الورثة وهم:
❖ األب :ينقله الفرع الوارث (اإلبن وإبنه) من التعصيب إىل فرض السدس ،وفيه تقدمي جلهة البنوة
على جهة األبوة؛
❖ اجلد :يف حالة عدم وجود األب ينقله الفرع الوارث (اإلبن وإبنه) ،من التعصيب إىل فرض السدس
أيضا ،لتقدم البنوة على اجلدودة.56
اثنيا :حجب اإلسقاط
حجب االسقاط هو احلجب الذي مينع فيه الوارث واراث آخر من كل املرياث ،والعمل فيه ابلقاعدة اليت
تنبين عليها الفرائض(األقرب فاألقرب) ،ألن من يديل للهالك بوارث ال يرث مع وجوده ،وينبين حجب اإلسقاط
على مبدأ القرب من اهلالك ،حسب معايري اجلهة والدرجة ،والقوة ،مما سبق تناوله حول التعصيب ابلنفس ،وأصل
ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم(( :أحلقوا الفرائض أبهلها ومابقي فألوىل رجل ذكر)).
وقد راعى املشرع بعض جهات القرابة ،ورابطة الزواج ابلنسبة للزوج والزوجة ،فلم تشمل هذه اجلهات
حجب اإلسقاط ،وإن كان يسري عليهم حجب النقل.
وهذه اجلهات ذكرهتا املادة 357من املدونة ،وختص اإلبن والبنت واألب واألم والزوج والزوجة ،إال إذا
حال مانع من موانع اإلرث املارة بنا دون استفادهتم من اإلرث.
أما ابقي الورثة فقد يلحقهم حجب اإلسقاط ،ويتعلق األمر مبن ذكرهتم املادة 358من مدونة األسرة ب:
❖ إبن اإلبن حيجبه اإلبن خاصة ،والقريب من ذكور احلفدة حيجبهم البعيد منهم؛
❖ بنت اإلبن حيجبها اإلبن فوقها مطلقا ،اي سواء كان معها إبن إبن أو مل يكن ،كماحتجبها
بنتان فمافوق ،إال إذا كان معها إبن إبن يف درجتها أو أسفل منها فيعصبها.
❖ اجلد حيجبه األب خاصة ،واجلد القريب حيجب اجلد البعيد؛
❖ األخ الشقيق والشقيقة حيجبهما اإلبن وإبن اإلبن واألب؛
❖ األخ ألب واألخت ألب حيجبهما الشقيق ومن حجبه ،وال حتجبهما الشقيقة؛
❖ إبن األخ الشقيق حيجبه اجلد واألخ لألب ومن حجبه؛
العول يف اللغة مبعىن امليل إىل اجلور ،كما يف قواه تعاىلَٰ {:ذَلأ َ
ك أَ ْد ََٰىن أ ََّال تَـ ُعولُوا}.58 57
ويف اإلصطالح العول هو الزايدة يف عدد األسهم على األصل املرتب للنقصان يف نسب احلظوظ ،وهو يقع
59
حينما يتزاحم أرابب الفروض على الفرائض ،حيث تزيد االسهم على أصل الفريضة ((املسألة العائلة)).
وبذلك فاملسألة العائلة هي اليت يكون فيها جمموع أنصبة الورثة أكب من أصلها ،وهو ماال ميكن تصوره يف
مسألة فيها تعصيب ،ومثال ذلك أن متوت زوجة عن زوجها وأختها الشقيقة وجدهتا ،فيكون للزوج النصف،
ولألخت النصف ،وللجدة السدس ،أصل املسألة من ستة للزوج نصفها ثالثة ،ولألخت نصفها أيضا ثالثة،
وللجدة سدسها واحد ،فيكون جمموع األنصبة هو سبعة ،وهي أكب من ستة ،فاملسألة هنا عائلة ،وتعول إىل سبعة.
61ــ كان خالف بين الصحابة حول مسألة الرد ،فذهب زيد بن ثابت ألى القول بعدم الرد لعدم وجود النص ،في حين ذهب علي بن أبي طالب إلى القول
به ،واستثنى منه الزوجتين ،وهو الرأي الذي أخد به أبو حنيفة وأحمد بن حنبل ،وذهب عبد هللا بن مسعود إلى القول بالرد كذلك ،لكن مع تمديد االستثناء
ليشمل ليس الزوجين فقط ،بل أصحاب الفروض الضعيفة ،كبنت اإلبن واألخت لألب في السدس تكملة للثلثين والجدات واإلخوة ألم.
ـــ أشلر إلى ذلك ،محمد رياض ،مرجع سابق ،ص.174 :
45
▪ الثانية :تقضي جبعل جمموع نسب الفروض أصال للمسألة مباشرة ،فهذه الطريقة متتاز ابلسهولة
واإلختصار(وهي املسألة اليت سنستعملها يف دراستنا).
• أركان الوصية :أركان الوصية أربعة املوصي واملوصى له والصيغة واملوصى به
➢ املوصي :
نصت امادة 279من مدونة األسرة على مايلي" :يشرتط يف املوصي أن يكون راشدا.تصح الوصية من
65
اجملنون حال إفاقته ومن السفيه واملعتوه"
إذن يشرتط يف املوصي شرطني ومها الرشد 66والعقل ،يف حني أن شرط اإلسالم غري وارد ،حبيث تصح
الوصية من املسلم لغري املسلم والعكس صحيح ،ووصية األجنيب ختضع لقانونه الوطين.
➢ املوصى له:
يشرتط يف املوصى له :
67ـ جاء في المادة 310من المدونة " :تصح الوصية لج هة معينة من جهات البر ينتظر وجودها ،فإن تعذر وجودها صرفت الوصية إلى
األقرب مجانس لتلك الجهة".
48
أن يكون املال املوصى به ماال مقوما((العني واملنفعة)) :نصت املادة 294م س على أنه" :يصح ✓
أن يكون املوصى به عينا ،ويصح أن يكون منفعة ملدة حمددة أو أمؤبدة ،ويتحمل املنتفع نفقات الصيانة".
تشتمل عناصر امللكية على التصرف أو الرقبة ـ االستعمال ـ االستغالل ،والوصية قد تشتمل كامل هذه
العناصر ،فمثال ميكن للموصي أن يوصي بنقل امللكية للموصى له ،ليتمكن من التصرف فيها يف مجيع أنواع
االستغالل والتصرف ،بعد وفاته ،كما ميكن أن يوصي له ابالستغالل فقط( ،االنتفاع) ،حبيث ميلك حق االنتفاع
بواسطته أو بواسطة الغري ،دون حق التصرف ،واملنفعة قد تكون مؤبدة وتنعت ابحلبس ،وقد تكون مؤقتة
(العمرى) ،احملددة بعمر املوصى له أو مبدة حمددة ،مث تعود املنفعة لورثة املوصي.
أن يكون املوصى به غري زائد على الثلث :حبيث جيب أن حيدد مقدار الوصية يف الثلث ،بعد ✓
إخراج احلقوق املتعلقة ابلرتكة قبل الوصية كما تناولنا سلفا ،لكن ميكن للورثة الراشدون إجازة الوصية للوارث كما
68
هلم أن جييزوا مقدار يتجاوز الثلث بعد موته ،أو يف مرض املوت.
• إثبات الوصية:
الوصية تعتب تصرف شكلي ،فهي ال تصح إال إبشهاد عدلني أو إشهاد حجة رمسية مكلفة ابلتوثيق ،ويف
حالة ما إذا انصبت على غري نقل ملكية العقارات69حيررها املوصي خبط يده مع إمضاءه ،حسب ماتنص عليه
املادة 296من مدونة األسرة ،على أنه يف هذه احلالة األخرية يتعني حسب مقتضيات املادة 297من نفس
املدونة ،أن يصرح املوصي يف الوصية مبا يفيد اإلذن بتنفيدها.
غري أنه إذا حالت الضرورة امللحة دون اإلشهاد عليها ،أو كتابتها خبط املوصي ،أمكن إثباهتا عن طريق
االستماع إىل الشهود الذين حضروا الوصية ،ولو مل يكونوا عدول منتصبني لإلشهاد ،إال إذا تبني للقاضي بناء على
السلطة التقديرية يف تقييم شهادة الشهود ،أن شهادهتم مشكوك فيها ،فيمتنع عن اإلذن بتوثيقها.
• إبطال الوصية:
حسب مقتضيات املادة 314تبطل الوصية مبايلي:
ـ ـ مبوت املوصى له قبل املوصي سواء كان املوت حقيقي أو حكمي؛
اثنيا :التنزيل
تعريف التنزيل:
عرفت مدونة األسرة يف املادة 315التنزيل كما يلي" :التنزيل إحلاق شخص غري وارث بوارث وإنزاله يف
منزلته".71
فالتنزيل هو إنزال شخص منزلة الوارث ،كإنزاله منزلة اإلبن أو البنت أو األخ أو األخت ،أو يكون له إبن
إبن قد مات فيقول ورثوه مكان أخيه.واملنزَّل ال يلحق بنسب أ
املنزل لعدم توافر شروط االستلحاق ،وإمنا يريد
إنزاله منزلة الولد يف اإلرث فقط ،فهو صورة من صور الوصية ،وأيخد أحكامها (املادة 316املشار اليها يف
اهلامش) ،سواء يف األركان أو الرجوع أو اإلثبات ،72فقد يقصد املنزل الوصية صراحة ،كما قد يقصد التنزيل التام
منزلة الولد ،وخيتلفان فقط يف التفاضل ،فإذا كان املوصى هلم متعددون وفيهم ذكور وإانث ،ومل يبني املوصي كيفية
املنزل متعدد ،وفيهم ذكور وإانث ،ومل يبني
التوزيع ،قسم عليهم ابلتساوي ،للذكر مثل حظ األنثى ،أما إذا كان َّ
املوصي أ
(املنزل) كيفية القسمة بينهم ،تتم القسمة للذكر مثل حظ األنثيني ،مثل املرياث.
والتنزيل ال يدخل فيه إال من كان موجودا يوم وفاة أ
املنزل ،دون من يولدون بعد وفاته ،فإذا نزل اهلالك
أوالد إبنه مكان والدهم ،فال يدخل ضمنهم من ولد بعد وفاته.كما ال يشرتط وجود الولد الذي نزل منزلته يوم
املنزل ،فيصح التنزيل ممن نزل منزلة ولد غري موجود ،أو مات قبل وفاة أ
املنزل. وفاة أ
71ــ كما تنص المادة 316على مايلي" :ينعقد التنزيل بما تنعقد به الوصية مثل قول المنزل ـ ـكسراـ فالن وارث مع ولدي أو مع أوالدي أو ألحقوه بميراثي
أو ورثوه في مالي أو يكون له ولد إبن أو ولد بنت فيقول ورثوه مع أوالدي ،وهو كالوصية تطبق عليه أحكامها ما عدا التفاضل".
ــ محمد رياض ،مرجع سابق ،ص 72.234
50
• أنواع التنزيل:
التنزيل جمهول املقدار قبل توزيع املرتوك ،ـ ـ خالف الوصية يف الغالب ـ ـ ،فهو يتنوع ابختالف العبارة أو
صيغة التنزيل بني:
ـ ـ التنزيل ابلتسوية :نصت عليه املادة 317من املدونة ،وهي احلالة اليت يسوي فيها بني امللحق وامللحق
به ،كأن يقول فالن أوفالنة يف منزلة إبين أو بنيت ،يرث مثلما يرث ،وطريقة عمل املسألة يف هذه احلالة ،هو
تصحيح املسألة بدون منزل ،مث نزيد عليهم املنزل ،ونعطيه مثل مرياث الذي نزل منزلته ،سواء كان يف املسألة
أصحاب فرض أم مل يكونوا ،وحتسب املسألة بطريقة العول ،فيلحق الضرر ابجلميع.
ـ التنزيل بعدم التسوية :نصت عليه املادة 317من مدونة األسرة ،وتعين هذه احلالة أن أ
املنزل مل يسو
صراحة بني امللحق وامللحق به ،كأن يقول فالن أو فالنة وارث مع ولدي أو أوالدي ،أو أحلقوه مبرياثي ،فحني
املنزل الذكر كواحد من ذكورهم واألنثى كواحدة من إانثهم ،ويقدر زائدا ،فإذا
ينعدم من يرث ابلفرض ينزل فيها َّ
املنزل،
كان البنون إثنان أصبحوا ثالثة هو اثلثهم ،أما إذا كان يف املسألة صاحب فرض ،نعاجل املسألة إبدخال َّ
ليعلم ماينوبه مع الورثة ،مث نعيد معاجلتها لكن بدون املنزل ،مع جعل ماانب هذا األخري مع الورثة يف املعاجلة األوىل
وصية له ،ونصحح الفريضة بوصيتها.
اثلثا:الوصية الواجبة:
الوصية الواجبة هي وصية ال مرياث ،اثبتة لألحفاد ـ ذكورا أو إاناث ـ يف تركة جدهم أوجدهتم بتحقق شروط
معينة ،حيث جاء يف املادة 369من مدونة االسرة مايلي" :من تويف وله أوالد إبن أو أوالد بنت ومات ذلك اإلبن
أو البنت قبله أو معه وجب ألحفاده هؤالء يف ثلث تركته وصية ال ابملقدار والشروط اآلتية".
واملشرع املغريب استمر بعدم توريث ذوي األرحام ،وهو املشهور يف املذهب املالكي ،وبعدم توريث األحفاد
الذين يتوىف والدهم فبل جدهم إذا كان معهم أعمام ،إىل حني صدور مدونة األحوال الشخصية سنة ،1957
الذي أوجب استفادة أوالد اإلبن دون أوالد البنت من حصة والدهم يف اإلرث وصية واجبة ،مث عملت مدونة
األسرة على توسيع دائرة االستفادة من الوصية الواجبة لفائدة أوالد البنت كذلك ،فأصبح املستفيدون من الوصية
الواجبة أوالد اإلبن وأوالد إبن اإلبن ذكورا وإاناث ،وأوالد البنت ،حيجب كل أصل فرعه يف اإلرث ،فأوالد اإلبن
حيجبون أوالد إبن اإلبن مثال.
52
53