You are on page 1of 6

‫مــدارس الـتـمـثـيــــــل‬

‫المدرسة الكالسيكية الفرنسية ( النسق التقني )على الرغم من أن مذهب التمثيل الكالسيكي كما يقررـ كثير من‬

‫الباحثين كان هو السائد منذ ظهور التمثيل المسرحي على يد اليوناني ثيسـبس الذي كان هو أول ممثل عرفه التاريخ‬

‫المسرحي وأسخيلوس الذي يعتبر هو أول من استخدم ممثـل َين على المسرح في آن واحد وكذلك سوفوكليس الذي‬

‫يعتبر هو أول من استخدم ثالثة ممثلين ‪ ..‬وأن التغيرات التي طرأت على المذهب الكالسيكي منذ حينها كانت‬

‫مجرد تغييرات أسلوبية لم تؤثر في ذات أساسياته ‪ ..‬إال أن المنظر الحقيقي والذي وضع جل أساسياته بهذا النسق‬

‫وبشكل منظم هو الفرنسي‬ ‫في القرن ) ‪ –Francois Delsarte‬فرنسوا ديلسارتيه (‬


‫ِ‬
‫والح َرفي للممثل ‪ ..‬وذلك حينما ينحصر‬ ‫التاسع عشر ‪ ..‬تعتمد المدرسة الكالسيكية في األداء على المنحى التقني‬

‫تركيزه على لغة الجسم ومحاولةـ وجود الصيغة المناسبة ألداء الشخصية أكثر من تركيزه على الشعور بها واالنفعال‬

‫معها ‪ ..‬ولذلك فإن الممثل يجب عليه أن يجد الطريقة المناسبة التي يستطيع من خاللها أن يقدم شخصيته التي‬

‫تتطابق مع الصورة العامة لها في السيناريوـ ‪ ..‬من دون أن يشرك العامل الشعوري الذي يهيئ له معايشتها واإلحساس‬

‫بها ‪ ..‬فالكالسيكية تبتعد قدر اإلمكان عن ربط الشخصية بالممثل ‪ ..‬وإنما تحاول أن تجعل الممثل يبحث عن لغة‬

‫الجسم كالحركات واألصوات واإليماءات التي تكفل له الخروج بأداء مقاربـ لطبيعة الشخصية كما هي في السيناريوـ ‪..‬‬

‫كما أنها ال تعترف بأية دوافع خارجية أو محركات من خارج المشهد من شأنها أن تؤثر على الشخصية ‪ ..‬بل تجعلها‬

‫محصورة في إطار الرسم المحدد لها في السيناريو ‪..‬والمثال على ذلك ‪ ..‬كأن نجد شخصية مضطربة نفسياـ في مشهد‬

‫رومانسي ‪ ..‬والسيناريو قد رسم الشخصية في هذا المشهد بالتحديد بطريقة عذبة وسلسة وغير معقدة ‪ ..‬في المدرسة‬

‫الكالسيكية ال يعبأ الممثل بكون أن الشخصية مضطربة بشكل عام وإن كان هذا االضطراب ال يظهر في هذا المشهد‬

‫بالتحديد ولكنه واضح في خارجهـ ‪ ..‬ولذلك فهو يطبقها كما يجدها في السيناريوـ بعد أن يعتمد في ذلك على طريقته‬

‫الخاصة في كيفية تشكيل شخصيته بحركاتها وأسلوبها وطريقة كالمها ‪ ..‬من األخطاء الشائعة ‪ ..‬أن توصف الكالسيكية‬
‫على اعتبارـ أنها نقيض لما يسمى بـ ( الواقعية ) ‪ ..‬والخطأ في ذلك أن الكالسيكية هي أسلوب تمثيلي له طريقة‬

‫خاصة في إظهار الشخصية التي يؤديها الممثل ‪ ..‬وال تناقض بأي شكل من األشكال واقعيتها ‪ ..‬فالممثل الكالسيكي‬

‫كما سبق يعتمد في أدائهـ على الحرفية والتقنية في التركيز على لغة الجسم الخارجية أكثر من تركيزه على الحالة‬

‫الشعورية الداخلية ‪ ..‬وتأديته للدور بناء على ذلك ال ينتج تعارضا مع واقعية الشخصية ‪ ..‬وإنماـ هو أسلوب قد يقبله‬

‫البعض وقد يرفضه ‪ ..‬ونقدنا له يكون بناء على انتمائه لمذهبه ‪..‬ومن الممثلين الذين ينتمون إلى هذه المدرسة ‪:‬‬

‫لورانس أوليفييهـ في ‪ ( :‬ريبيكاـ ) و ( هاملت ) و ( عطيل ) فريدريك مارش في ‪ ( :‬الدكتور جايكل والسيد هايد ) و‬

‫( أفضل السنوات في حياتنا ) ‪..‬غريغوري بيك في ‪ ( :‬اتفاقية الشرف ) و ( إجازة روماـ ) ومن المتأخرين " نسبياـ " ‪:‬‬

‫بيتر أوتول في ‪ ( :‬لورنس العربي ) و ( باكت ) و ( أسد الشتاء )بن كينجسلي في ‪ ( :‬غاندي ) و ( بوجسي ) و الحقا‬

‫في ( بيت الرمل والضباب )كلينت ايستوودـ في ‪ :‬أغلبية أفالمه التي مثلها ‪..‬جيرمي آيرونز في ‪ ( :‬المهمة ) و‬

‫( عكسية الثروة ) ويبقى من بين هؤالء جميعا ممثلون ينتمون إلى المدرسة الكالسيكية إال أنك تستشعر أن في‬

‫أدوارهم لمسة اندفاع شعوري وإحساسـ عميق بالشخصية ‪ ..‬لعل أبرزهم ‪ :‬سبينسر تريسي و جيمس ستيوارتـ و جاري‬

‫قسطنطين (‬
‫كوبر وغيرهم ‪..‬المدرسة األسلوبية ( النسق الخيالي ) يعتبر الممثل والمخرج المسرحي الروسي‬

‫– ‪ – Constantin Stanislavski ) ( 1863‬ستانيسالفسكي‬

‫– مسرح موسكو للفنون ( هو المؤسس الفعلي لهذه المدرسة عندما كان عضوا فعاال في ) ‪1938‬‬
‫وذلك بوضعه لألسس العامة لمدرسة التمثيل ‪Moscow Arts Theatre ) ..‬‬
‫األسلوبي واعتماده على تمارينـ خاصة تهيئ الممثل ألداء دوره وفق الطريقة الواقعية والغير متكلفة والمستمدة من‬

‫ذات الممثل ‪ ..‬ومن هذه التمارين نجد مبادئ تمثيلية كثيرة منها ( تحليل الشخصية ) و ( الحوار مع الذات ) و‬

‫( االرتجال ) ‪ ...‬ولكن األهم منها جميعا هما مبدأ ( الذاكرة الشعورية أو االنفعالية ) و مبدأ ( االفتراضية ) ‪ ..‬وسيأتي‬

‫الحديث عن كليهما ألهميتهما على غيرهما ‪..‬غيَّـر ستانيسالفسكي بأسلوبه الجديد مالمح التمثيل المسرحي‬

‫الروسي إلى األبد ‪ ..‬وذلك عندما ساهم في تغيير أسلوب التمثيل من الكالسيكي المعهود إلى ما يسمى أو يطلق‬

‫عليه ( األسلوبي ) حيث‬ ‫شعر ستانيسالفسكي أن المسرح األوروبي – في حوالي منعطف القرن التاسع عشر – (‬
‫كان شديد االهتمام بالمظاهر الخارجية للشخصية ‪ ..‬ومنـ هذه المظاهر مثال ‪ :‬الوضع الجسمي واإليماءاتـ واإلبرازـ‬

‫الصوتي أو التجسيد ‪ ..‬ولذلك حاول ستانيسالفسكي أن يعيد توجيه االنتباه الى العمليات الداخلية " الشعورية " لدى‬

‫– الممثلين ‪ ..‬وفي كتابهـ الشهير " ممثل يستعد‬ ‫الذي كتبه في " ‪An Actor Prepares‬‬
‫عام ‪ 1936‬لخص ستانيسالفسكي بشكل عام الوسائل التي يستطيع الممثلون من خاللها أن يستحضروا إلى مجال‬

‫خبراتهم المواقف واالنفعاالت التي يمر بها الكاتب المسرحي ويحاول أن يجعل الشخصيات المسرحية تشعر بها‬ ‫)‬
‫لتنتقل حينها الشخصية من كونها نصية الكتابة إلى كونها وليدة أحاسيس وانفعاالت الممثل ‪..‬إال أن هذا التأثير كان‬

‫محصورا في نطاق ضيق ولم يتعدى حدود المسرح الروسي ‪ ..‬وهنا يبرز دور المسرحي الهنغاري الشهير‬ ‫لي (‬
‫– ستراسبيرغ‬ ‫الذي ساهم ‪Lee Strasberg ) ( 1901 – 1982 ) ..‬‬
‫باعتناقه ألسلوب ستانيسالفسكي في تطوير المذهب األسلوبي ونشره بين اآلالف من الممثلين المسرحيينـ الذين‬

‫نقلوه تلقائياـ إلى السينما ‪ ..‬وذلك عندما شارك في إنشاء الفرقة المسرحية التي يطلق عليها ( مسرح الجماعة ) في‬

‫عام ‪ ..1931‬والتي انحلت في أواخرـ األربعينيات ليجد ستراسبيرغ نفسه في طائرة متجهة إلى نيويوركـ ‪ ..‬لينضم‬

‫حينها إلى‬ ‫الذي يضع جل اهتمامه على تدريب ) ‪ – Actor's Studio‬أستوديو الممثلين (‬
‫الممثلين وصقل مهاراتهم ‪ ..‬وهناك نشر ستراسبيرغ أفكاره التي استمدها من ستانيسالفسكي وساهم في تطويرها ‪..‬‬

‫وحولها من كونها تدريبات تطبيقية بحتة إلى نظريات علمية تدرس ‪ ..‬ليتغذى بها كثير من ممثلي هوليوود الذين‬

‫أصبحوا فيما بعد أعالما سينمائيةـ شهيرة ‪ ..‬ويأتي من ضمنهم األسطورة ( مارلون براندو ) و ( جيمس دين ) اللذان‬

‫كانا من أوائلـ تالميذه ‪ ..‬ليأتي من بعدهم آخرونـ كـ ( آل باتشينو ) و ( روبرتوـ دي نيرو ) و ( داستن هوفمان ) و ( جاك‬

‫نيكلسون ) وغيرهم الكثير ‪..‬ولذلك فإن ستراسبيرغ ال يقل شأنا عن ستانيسالفسكي ‪ ..‬فاألخير له فضل االبتكارـ ‪..‬‬

‫واألول له فضل التطوير واالنتشارـ ‪ ..‬تعتمد المدرسة األسلوبية على ذات الممثل كمرجع أساسي في تمثيل الشخصية‬

‫بشكل قد يتعدى ما يوجد في السيناريو من رسم خاص لها ‪ ..‬معتمدا في ذلك على ما يسمى ( بالذاكرة االنفعالية او‬

‫الشعورية ) وكذلك ( االفتراضية ) التي ابتكرهاـ ستانيسالفسكي ‪ ..‬و( الذاكرة الشعوريةـ ) هي نوع من االعتماد على‬

‫المصادر الداخلية التي من شأنها أن تغذي الحالة الشعورية واالنفعاليةـ لدى الممثل ومن ثم تقديم األداء بناء على ذلك‬
‫‪ ..‬وإذا كان المذهب الكالسيكي ال يعترف بأي دافع أو محرك خارج المشهد أو خارج النص المقرر فإن المذهب‬

‫األسلوبي يناقضه أتم المناقضة ‪ ..‬ويجعل من الحالة الذهنية والشعوريةـ للممثل هي الخط الذي يسير عليه أداء‬

‫الشخصية ‪ ..‬فيعتمد الممثل على ذاكرته الشعورية ليستمد منها ما يغذي انفعاالته ومشاعره تجاه الشخصية التي‬

‫يؤديها ‪ ..‬ولذلك فإن ستانيسالفسكي يضع التصرف في أداء الشخصية في يد الممثل ويخرجها من السيناريو ‪ ..‬حيث‬

‫يرى أن أداء الشخصية يتطلب الغوص في مشاعرها وانفعاالتها وهو امر ال يستطيع السيناريو أن يصل إليه ‪ ..‬بينما‬

‫يتمكن الممثل من الوصول إليها ‪ ..‬وهو االمر الذي يقود إلى الطريقة الثانيةـ التي يعتمدها في تدريب طالبه وهي‬

‫( االفتراضية ) وهي أسلوب يـُشترط فيه أن يعايش الممثل نفس الحالة التي كتبت في النص وكأنها تحدث حقيقة ‪..‬‬

‫ومن خالل ذلك فإن اتحاد كل من ( الذاكرة الشعوريةـ واالنفعالية ) وكذلك ( االفتراضية ) يولد اإلحساس المطلوب‬

‫بالشخصية ‪ ..‬وتنتفي حينها الصورة المرسومة في السيناريوـ ليحل محلها الممثل الذي يعتمد الصيغة التي سيقدم من‬

‫خاللها الشخصية ‪ ..‬والجل الوصول إلى هذه المرحلة من االندماج الكامل مع الشخصية فإن كثيرا من ممثلي‬

‫األسلوبية يعمدون إلى تغيير كثير من خصائصهم الجسمية كإنقاص الوزن أو زيادته والعمل ليل نهار على محاولة‬

‫الغوص في مكنون شخصيته التي يمثلها ‪ ..‬مما قد يؤثر عليه عكسيا في بعض األحيان ‪..‬ويعتبر كثير من الكتاب‬

‫والمؤرخين السينمائيين أن ( المدرسة األسلوبية ) تتكون من ثالث مراحل مرت بها ‪ ..‬المرحلة األولى هي مرحلة‬

‫ستانيسالفسكي الذي وضع أسسها ‪ ..‬والمرحلة الثانيةـ هي مرحلة ستراسبيرغ الذي ساهم في تطوير تدريباتـ وأفكار‬

‫ستانيسالفسكي وأخرجها من إطار المسرح الروسي لينشرها في المسارح العالمية األخرى ‪ ..‬والمرحلة الثانية هي‬

‫مرحلة نقل مذهب التمثيل األسلوبي من المسرح إلى السينما ‪ ..‬والتي كانت على يد كل من الممثلـَين الكبيرينـ‬

‫( مارلون براندو ) في أفالمه ( عربة اسمها الرغبة ) و ( الواجهة البحرية ) و كذلك ( جيمس دين ) الذي ال يقل عن‬

‫مارلون براندوـ في تدعيم ثورة األسلوبية التمثيلية التي أحدثها في أفالمه ( شرق عدن ) و ( العمالق ) ‪..‬إال أن ذات‬

‫النقاد يقفونـ كثيرا بين الفروق التي سيطرت على أفكار ستانيسالفسكي و اقتباسات ستراسبيرغ ‪ ..‬حيث يرى البعض‬

‫أن نظريات ستانيسالفسكي اعتمدت على دمج المذهب الكالسيكي بالمذهب األسلوبي الذي ابتكره ‪ ..‬ومن ثم‬

‫جمعهم في بوتقة واحدة ‪ ..‬وذلك عبر تحضير الممثل للدور وحضوره الذهني حال مراجعته لتفاصيل شخصيته‬
‫واالستعداد التدريبي البحت ألدائها بحركاتها المفترضة وفي ذات الوقت فإنه يعايش الشخصية عبر مالمسته‬

‫الشعوريةـ النفعاالتها وأن يضع نفسهـ في مكانها ‪ ..‬أي بمعنى أنه يوازنـ بين معايشة الشخصية وبين التدرب الفعلي‬

‫عليها ‪ ..‬إال أن ستراسبيرغ بالغ كثيرا في فرض هذه النظرية وشدد كثيرا على طغيان األسلوبية في األداء ‪ ..‬ليجعل‬

‫الحالة الشعورية التي يعيشها الممثل حال قيامه بالشخصية هي الصورة المعتبرة لها ‪ ..‬ومن الممثلين الذين ينتمون‬

‫إلى هذه المدرسة ‪:‬مارلون براندو في ‪ ( :‬عربة اسمها الرغبة ) و ( على الواجهة المائية ) و ( العراب ) ‪..‬جيمس دين‬

‫في ‪ ( :‬ثائر بدون قضية ) و ( شرق عدن ) و ( العمالق )داستن هوفمان في ‪ ( :‬الخريج ) و ( كاوبوي منتصف الليل ) و‬

‫( رجل المارثون ) آل باتشينو في ‪ ( :‬العراب ) بجزأيهـ ‪ ..‬و ( سيربيكو ) و ( عصر يوم حار )روبرتـ دي نيرو في ‪:‬‬

‫( العراب ‪ ) 2‬و ( سائق التاكسي ) و ( الثور الهائج )جاك نيكلسون في ‪ ( :‬خمس قطع سهلة ) و ( الحي الصيني ) و‬

‫( طار فوق عش الوقواق ) ميرل ستريب في ‪ ( :‬صائد الغزالن ) و ( كرايمر ضد كريمر ) و ( اختيارـ صوفيا ) ديان كيتون‬

‫في ‪ ( :‬آني هيل ) و ( ُح ُمر ) المدرسة الحديثة ( المتوسطة أو األسلوبية الحديثة ) ظهرت هذه المدرسة التمثيلية‬

‫فيما بين أواخرـ السبعينيات وأواسط الثمانينياتـ الميالدية من القرن الماضي ‪ ..‬وال يتضح من خالل النظرة التاريخيةـ‬

‫من هو الذي ساهم في ظهورها ‪ ..‬بل هي كانت مجموعة من األدوارـ المتفرقة التي جمعت بين أسلوب المدرستين‬

‫السابقتينـ ( الكالسيكية ) و ( األسلوبية ) ‪ ..‬والتي فرضت نفسها مع الوقت واستطاعت أن تستقطب أغلبية ممثلي‬

‫جيل الثمانينياتـ والتسعينيات ‪ ..‬وهي تتبع في عمومها لمدرسة ( األسلوبية ) ‪ ..‬ولكن بتوسع أكبر ‪..‬والسبب‬

‫الرئيسي وراء ظهور مثل هذا النوع من األسلوب التمثيلي يتمثل في احتياج الممثل إلى كل من الركائز األسلوبية‬

‫لمدرستي ( الكالسيكية ) و ( األسلوبية ) ‪ ..‬والجمع بينهما كي يوفر التوازنـ المطلوب في أدائهـ ‪ ..‬ليكون أداء الممثل‬

‫مكوناـ من التركيز على العوامل الخارجية كلغة الجسم والتقنيةـ في األداء وكذلك اإلحساس بالشخصية والغوص في‬

‫مكامنها الشعوريةـ ومحاولة االقتراب من انفعاالتها وتغيراتها النفسية ‪ ..‬كل ذلك وفق ما جاء في السيناريوـ من رسم‬

‫دقيق للشخصية ‪..‬ال اقل ‪ ..‬وال أكثر ‪..‬وحينما نفهم أساليب وخصائص المدرستين السابقتينـ ( الكالسيكية ) و‬

‫( األسلوبية ) ‪ ..‬فإننا سنفهم تلقائيا المدرسة الحديثة على اعتبار أنها ليست إال جمعا بينهما ‪ ..‬وعلى الرغم من أن‬

‫أغلبية الكتاب ال يثبت أن هذه المدرسة منفردة ‪ ..‬ويعتبرها امتدادا لألسلوبية ‪ ..‬ورغم االتفاق الجزئي على نقطة أنها‬
‫مجرد امتداد لألسلوبية إال أنها في رأيي تظل منفردة عنها نسبيا على اعتبارـ تطويرها لكثير من خصائصها واالتساع‬

‫في بعض مفاهيمها ‪..‬ومن الممثلين الذين ينتمون إلى هذه المدرسة ‪:‬ميري أبراهام في ‪ ( :‬أماديوس )توم هانكس في ‪:‬‬

‫( فيالدلفيا ) و ( فوريست غامب ) و ( الناجي )دينزل واشنطن في ‪ ( :‬مالكوم إكس ) و ( اإلعصار ) و ( يوم التدريب )‬

‫المتهمون ) و ( صمت الحمالن ) روسل كرو في ‪ ( :‬الداخلي ) و ( عقل جميل ) ويليام هارت‬
‫جودي فوستر في ‪ُ ( :‬‬

‫في ‪ ( :‬قبلة المرأة العنكبوت ) و ( األخبار المذاعة ) شون بين في ‪ ( :‬رجل ميت يمشي ) و ( أنا سام ) و ( النهر‬

‫الغامض ) يقول الكاتب والدكتور الشهير جلين ويلسون في كتابه الرائع < سيكولوجية فنون األداء > ( بتصرف ) ‪:‬‬

‫( يجب أن نفكر في هذه المناحي أو المدارس باعتبارها متكاملة ‪ ..‬أكثر من كونها متعارضة ‪ ..‬أو متنافسة مع بعضها‬

‫البعض ‪ ..‬ويقتربـ أفضل الممثلين من كل نسق من هذه األنساق بما يتفق مع متطلبات الدور الخاص الذي يقوم به ‪) ..‬‬

You might also like