‫أخالقيات التعامل مع غير المسلمين‬

‫اهت ّم اإلسالم بأدق التفاصيل في تنظيم العالقة بين المسلمين وغير المسلمين وعلى األخص‬
‫أهل الكتاب؛ فقد أرسى قواعد مهمّة في معاملتهم؛ فنهى عن مجادلتهم في دينهم إاّل أن تكون‬
‫المجادلة بالحُسنى‪ ،‬وذلك أدعى إلى عدم وقوع البُغض والطائفية والعداوة بين الناس‪ ،‬وحتى‬
‫ب ِإاَّل ِبالَّتِي ه َ‬
‫ِي‬ ‫(واَل ُت َجا ِدلُوا َأهْ َل ْال ِك َتا ِ‬ ‫ال تتغير النفوس بسبب هذا الجدل‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ٰ‬ ‫ٰ‬ ‫ُأ‬ ‫ُأ‬ ‫َأحْ َسنُ ِإاَّل الَّذ َ‬
‫نز َل ِإ َل ْي ُك ْم َوِإ َل ُه َنا َوِإ َل ُه ُك ْم َوا ِح ٌد‬ ‫ِين َظ َلمُوا ِم ْن ُه ْم ۖ َوقُولُوا آ َم َّنا ِبالَّذِي ِ‬
‫نز َل ِإ َل ْي َنا َو ِ‬
‫ُون )[‪ ،]١٠‬ومن المعامالت التي أباحها الشرع بين المسلمين وغيرهم من‬ ‫َو َنحْ نُ َل ُه مُسْ لِم َ‬
‫(و َط َعا ُم‬
‫أهل الكتاب‪ ]١١[:‬مؤاكلتهم؛ أي األكل معهم‪ ،‬واألكل من ذبائحهم‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫اب ِح ٌّل لَّ ُك ْم َو َط َعا ُم ُك ْم ِح ٌّل لَّ ُه ْم)‪ .]١٢R[.‬مصاهرتهم‪ ،‬والزواج من نسائهم‬ ‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬
‫الَّذ َ‬
‫‪.‬بشرط اإلحصان والع ّفة‪ .‬استعارة متاع البيت منهم‪ ،‬كاألواني‬

‫حقوق غير المسلمين‬

‫نظم عالقة المسلمين بغيرهم من أهل الكتاب‬ ‫نظم اإلسالم عالقة المسلمين ببعضهم‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬
‫وأتباع الديانات األخرى‪ ،‬وقد اعتنى القرآن الكريم والس ّنة النبوية ببيان أصول التعامل مع‬
‫‪:‬غير المسلمين وآدابه‪ ،‬وبيان حقوقهم‪ ،‬ومن هذه الحقوق‬
‫اخ ِتاَل فُ‬ ‫ت َواَأْلرْ ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫(و ِمنْ آ َيا ِت ِه َخ ْل ُق ال َّس َم َوا ِ‬
‫حق حفظ الكرامة اإلنسانية‪ :‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫ّ‬
‫‪َ،.‬أ ْلسِ َن ِت ُك ْم َوَأ ْل َوا ِن ُك ْم ِإنَّ فِي َذل َِك آَل َيا ٍ‬
‫ت ل ِْل َعالِم َ‬
‫ِين)‬

‫ِين َل ْم ُي َقا ِتلُو ُك ْم فِي ال ِّد ِ‬

‫ين َو َل ْم‬ ‫حق العدل والمساواة‪ R:‬قال ‪-‬تعالى‪( :-‬اَل َي ْن َها ُك ُم هَّللا ُ َع ِن الَّذ َ‬
‫ين)‬‫طوا ِإ َلي ِْه ْم ِإنَّ هَّللا َ ُيحِبُّ ْال ُم ْقسِ طِ َ‬ ‫‪،‬ي ُْخرجُو ُك ْم ِمنْ ِد َيار ُك ْم َأنْ َت َبرُّ و ُه ْم َو ُت ْقسِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س الَّتِي َحرَّ َم هَّللا ُ ِإاَّل ِب ْال َح ِّق َذلِ ُك ْم َوصَّا ُك ْم ِب ِه‬ ‫(واَل َت ْق ُتلُوا ال َّن ْف َ‬ ‫حق الحماية واألمن قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫َل َعلَّ ُك ْم َتعْ قِلُ َ‬
‫ون)‬
‫(ر ِح َم هَّللا ُ َر ُجاًل َس ْمحً ا إذا‬
‫الحق في العمل والتجارة‪ :‬لحديث الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلّم‪َ :-‬‬
‫ضى)‬‫‪.‬باع‪ ،‬وإذا ا ْش َت َرى‪ ،‬وإذا ا ْق َت َ‬
‫َ‬
‫الحق في التأمين في حاالت الفقر والعجز والكبر في السن‪ :‬قوله ‪-‬تعالى‪ِ ( :-‬إ َّن َما ال َّ‬
‫ص َد َق ُ‬
‫ات‬
‫‪،‬ل ِْلفُ َق َرا ِء َو ْال َم َساك ِ‬
‫ِين)‬
‫تحق لهم ممارسة حقوقهم العقديّة والفكرية وال يمنعون إاّل في‬ ‫الحقوق العقدية والفكرية‪ :‬إذ ّ‬
‫حال اإلضرار بالمجتمع‪ ،‬ومن هذه الحقوق‪ ]٨[:‬حرية االعتقاد واعتناق ما يشاؤون من‬
‫العقائد؛ إذ إنّ لغير المسلمين الحق في البقاء على دينهم‪ ،‬وعدم إكراههم للدخول في اإلسالم‪،‬‬
‫ين ۖ َقد َّت َبي ََّن الرُّ ْش ُد م َِن ْال َغيِّ )‬
‫‪.‬قال ‪-‬تعالى‪( :-‬اَل ِإ ْك َرا َه فِي ال ِّد ِ‬