Professional Documents
Culture Documents
المطلب الأول
المطلب الأول
نصت المادة 800فقرة 4على" :المسيرون الذين استعملوا عن سوء نية أمواال أو قروض للشركة
تلبية ألغراضهم الشخصية أو لتفضيل شركة أو مؤسسة أخرى لهم فيها مصالح مباشرة أو غير
مباشرة".
وبموجب هذه المادة يمكننا استنتاج ووضع تعريف لجريمة التعسف في استعمال أموال الشركة على
أنها " :عبارة عن كل تصرف إيجابي أو سلبي صادر من المسير أو القائمون على الشركة بسوء نية
وبصفة تتعارض مع المصلحة االقتصادية للشركة حتى ولو لم يكن بغاية التملك أو بالضرورة أن يلحق
ضرر للشركة".
تتمتع جريمة االستعمال التعسفي ألموال الشركة كغيرها من الجرائم التي تقع في الشركات التجارية
بخصائص كثيرة ،ويمكن حصرها وجمعها بصفة عامة في خاصيتين( :أوال) جريمة االستعمال
التعسفي ألموال الشركة جريمة نفعية ذات آثار وخيمة( ،ثانيا) جريمة ذات صفة خاصة وتقنية.
أوال :جريمة االستعمال التعسفي ألموال الشركة جريمة نفعية ذات آثار وخيمة:
تعد جريمة التعسف في استعمال أموال الشركة من الجرائم النفعية ألنها تهدف إلى تحقيق مكاسب،
مصالح وأغراض شخصية على حساب الشركة والمساهمين فيها بطريقة غير شرعية والذين يتأثرون
بهذه األخيرة بشكل سلبي ،سواء ارتكبت أثناء تسيرها أو عند تصفيتها ،وحتى وإ ن كانت ال تبدو من
طبيعة مالية فبمجرد أنها تهدف إلى تحقيق منفعة شخصية غير مشروعة فتعتبر تعسفا في حق الشركة.
ويتم تحديد هذه األعمال التي يقوم بها المسير أو القائمون على الشركة ما إن كانت الجريمة تعسفية في
حق الشركة وأموالها يجب النظر في الظروف التي قامت عليها هذه األعمال ،فيمكن أن تكون
الظروف واألسباب التي دفعت الشخص الستخدام أموال الشركة كان ضروريا إلنقاذ الشركة من
اإلفالس مثال ،وكذلك المكان ما إذ كانت واقعة داخل نطاق الشركة أو خارجها مراعاة للحدود القانونية
للدولة.
وبهذا نقول ونعتبر جريمة التعسف في استعمال أموال الشركة ،جريمة ظرفية تستوجب دراسة
الظروف المحيطة بها وتحليل األدلة المتاحة العتبارها حقا جريمة تعسفية في شأن الشركة والمساهمين
فيها ،ويمكن قول أيضا أن ما يكون ويعتبره المسؤول عن الشركة نافعا في حق هذه األخيرة اليوم وفي
ظرف معين ومكان معين قد يكون ضارا في وقت الحق.
ومن خصائص هذه الجريمة ،انها ذات طابع اقتصادي بما أنها واقعة في الشركة ،ينظمها القانون
الجنائي في مجموعة من النصوص القانونية غير مستقلة وغير مقننة كون القانون الجنائي االقتصادي
سريع الردع فيكيف على حسب الظروف واالحتياجات االقتصادية لمواكبة سرعة تقلبات الظواهر
االقتصادية ،دون االلتزام بالقواعد والمعايير المحددة في القانون الجنائي العام ،سواء من حيث األركان
القانونية التي تتطلبها هذه الجريمة حيث نجد التغيير واضح في مالمح الركن الشرعي مع غموض
الركن المادي فيها.
وباإلضافة إلى ذلك فإن هذه الجريمة يترتب عنها آثار وخيمة وأضرار كبيرة تلحق بالشركة
والمساهمين وقد تتعدى إلى المساس بالمستثمرين والمتعاملين مع هذه الشركة ،حيث قد تؤدي إلى
تدهور مالي واضح مما يؤدي إلى تقليل األرباح وزيادة الديون وتقليل قدرة الشركة على تحقيق أهدافها
المالية ،وإ فالسها في بعض الحاالت .كما يمكن أن تضر بسمعة الشركة وثقة المستثمرين فيها ،وانعدام
المصداقية المالية ،وتراجع قدرتها على المنافسة وبذلك خلق المنافسة غير المشروعة.
ثانيا :جريمة االستعمال التعسفي ألموال الشركة جريمة ذات صفة خاصة وتقنية:
تعتبر جريمة التعسف وإ ساءة استعمال أموال الشركة ذات صفة خاصة ،ذلك للتساهل في اثبات الركن
المعنوي فيها ،ففي القانون المقارن كاد المشرع ان ال يتقيد بأحكام اثبات هذا الركن بنفس ما هو مقرر
في القانون العام ،فسوى القضاء بين العمد واإلهمال كون أن بعض أو باألحرى أغلبية المسيرين
يرتكبون هذه الجريمة معظمهم يرتكبونها عن غفلة أو سهو وإ همال ،ولهذه األسباب مرتكبها ال يحس
أنه قد ارتكب جريمة ،ومعتبرا تصرفه كحق من الحقوق المخولة له بموجب وظيفته وسلطته في تسيير
الشركة.
تتطلب هذه الجريمة معرفة خاصة بالموارد المالية والحسابية للشركة ،حيث ترتكب من قبل مسؤولي
ومسيري هذه الشركة الذين يعتبرون بمثابة محترفون لهم مكانة مرموقة بمناسبة وظيفتهم ،فيتم
التخطيط والتنظيم المسبق لتنفيذ هذا التصرف غير المشروع باستخدام التكنولوجيا واألساليب المالية
للتالعب بحسابات الشركة مع سهولة التستر عليها وإ خفاءها ،وبهذا نعتبرها من الجرائم التقنية.