‫كلية علوم اإلنسان والتصاميم‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‬

‫‪DOI:‬‬
‫‪https://dx.doi.org/10.21608/IJDAR.2022.153839.1000‬‬

‫دورية علمية محكمة‬

‫املجلد (‪ )1‬ـ العدد (‪ )2‬ـ يوليو ‪2022‬‬

‫‪P-ISSN: 2812-6238‬‬ ‫‪E-ISSN: 2812-6246‬‬

‫‪https://ijdar.journals.ekb.eg/‬‬
 ‫كلية علوم اإلنسان والتصاميم‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‬

‫في الثاني عشر من يوليو عندها بدء الناس‬
‫يسمعون من يردد كلمة األرجونومكس‬
‫"‪"Ergonomics‬في املحافل العلمية‪ ،‬عندما‬
‫استخدمها العالم)‪ (K. F. Hywel Murrell‬الذي‬
‫أكد على اشتقاق االسم من األلفاظ اليونانية‪.‬‬
‫وأنشأ حينذاك جمعية أبحاث بيئة العمل‪.‬‬
‫ويعتبر مصطلح األرجونومية )‪ (Ergonomics‬من‬
‫املصطلحات التي لم تلق ً‬
‫ثباتا بعد في إيجاد ما‬
‫يقابلها باللغة العربية‪ .‬وفي علم أصول الكلمات‬
‫)‪(Etymology‬فإن األرجونومية كلمة يونانية‬
‫مركبة‪ ،‬جزؤها األول ‪ νον‬وهو )‪ (ERGO‬ويعني‬
‫العمل‪ ،‬وجزؤها الثـاني ‪ νόμος‬وهو‬
‫)‪(NOMOS‬وهي تعني القانون الطبيعي‪ ،‬أي‬
‫يعني مصطلح األرجونومكس قانون العمل‪ .‬كما‬
‫يطلق عليه علم التالؤم‪ ،‬حيث يوضح للعاملين‬
‫ً‬
‫اجتماعا‬ ‫عندما عقدت وزارة الدفاع البريطانية‬
‫بالقواعد التالؤمية السليمة التي ينبغي عليهم‬
‫‪3‬‬
‫ظهر مصطلح األرجونومكس ألول مرة كنظام‬
‫علمي في أربعينيات القرن املاض ي‪ ،‬حيث يعود‬
‫اكتشاف علم األرجونومكس الى الحضارة‬
‫االغريقية القديمة‪ ،‬فهناك العديد من األدلة‬
‫التي تشير الى أن الحضارة الهيلينية في القرن‬
‫الخامس قبل امليالد قد استخدمت مبادئ‬
‫األرجونومكس‪ .‬وهذا املصطلح لم يظهر ألول مرة‬
‫على يد ))‪ Murell‬سنة ‪1849‬م ولكن تم تصوره‬
‫من خالل الفيلسوف البولندي ‪(Wojciech‬‬
‫)‪ Jastrzebowski‬سنة ‪1857‬م والذي أطلق‬
‫عليه "علم العمل"‪.‬‬
‫وقد دخلت كلمة األرجونومية ألول مرة في‬
‫استخدمها‬ ‫عندما‬ ‫الحديث‬ ‫املعجم‬
‫)‪(Jastrzębowski‬في مقالته‪ ،‬ومع ذلك ظل اسم‬
‫األرجونومكس شبه مجهول حتى عام ‪1949‬م‬
‫فأطلق عليه علم العمل‪ ،‬وعلم النفس‬
‫الهندس ي‪ ،‬والهندسة البشرية‪ ،‬وعلم النفس‬
‫الصناعي‪ ،‬والعوامل اإلنسانية وغيرها‪ .‬وقد‬
‫ساهم منظري التصميم في وضع تعاريف‬
‫متعددة للتصميم األرجونومي والعملية‬
‫اتباعها أثناء العمل‪ ،‬وذلك لتجنب وقوع حوادث‬
‫العمل واإلصابة باألمراض املهنية‪ .‬يعرف التالؤم‬
‫ببساطة بأنه دراسة الحالة التي يكون فيها مكان‬
‫العمل وظروفه وأدواته وآالته مناسبة للعامل‪.‬‬
‫أيضا هندسة العوامل البشرية؛‬‫يدعى التالؤم ً‬

‫التصميمة والتي يوجد بينهما وإلى قدر كبير‬ ‫ويعرف التالؤم ً‬

‫أيضا بأنه دراسة املتطلبات‬
‫ُ‬
‫تقارب ضمني في تحديد معناها‪ .‬ودائما ما‬ ‫البدنية وامل ْدركة للعمل لضمان أن مكان العمل‬
‫ً‬
‫تستخدم الترجمة الحرفية للمصطلح نظرا‬ ‫آمن وأن العمل منتج‪ ،‬ويتم ذلك من خالل‬
‫الختالف الترجمات لها من حيث اللفظة؛ ولعل‬ ‫تصميم أو تحسين أماكن العمل واآلالت‬
‫ذلك االختالف مرده إلى أن أصل الكلمة غير‬ ‫واألدوات واملعدات واإلجراءات املتعلقة بالعمل‪.‬‬
‫عربي وهو (‪ )Ergonomics‬بصيغة الجمع‪.‬‬ ‫وتعد نظرية األرجونومية ً‬
‫وفقا للرابطة الدولية‬
‫ُ‬
‫كما أطلق على هذا العلم أسماء عديدة في‬ ‫لألرجونومية ‪ ،IEA‬االنضباط العلمي املعني بفهم‬
‫مختلف بالد العالم مثل العوامل البشرية‬ ‫التفاعالت بين البشر والعناصر األخرى للنظام‪،‬‬
‫(‪ )Human Factors‬وهندسة العوامل البشرية‬ ‫من أجل تحسين رفاهية اإلنسان واألداء العام‬
‫)‪(human factors engineering‬والبيانات‬ ‫للمنظومة‪ .‬بينما عرفته هيئة األبحاث القومية‬
‫الحيوية )‪ ،(Bio-data‬وكما يعرفها البعض بأنها‬ ‫الكندية على أنه تطبيق املعرفة العلمية في مكان‬
‫علم مطابقة األعمال لألفراد وغيرها‪ ،‬إال أن‬ ‫العمل من أجل تحسين الرفاهية والكفاءة لكل‬
‫مصطلح "األرجونومكس" هو املسمى الذي كان‬ ‫من الفرد واملنظمة‪.‬‬
‫له نصيب األسد في الذيوع واالنتشار‪ ،‬خاصة‬ ‫ً‬
‫ونظرا لتعدد مجاالت علم األرجونومكس وتنوع‬
‫وأنه هو اللفظ الذي تم االتفاق عليه في أول‬ ‫فروع العلم املستخدمة لتطبيقاته اتسم بسمة‬
‫مؤتمر ُعقد في أكسفورد عام ‪1949‬م ضم في‬ ‫املرونة في طبيعته‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى تعدد‬
‫جعبته تخصصات متعددة اختارت مصطلح‬ ‫مسمياته على الرغم من توحيد كنهه وماهيته‬

‫‪4‬‬
 ‫معيشة البشر وأداء النظم التي يشكلون ً‬
‫جانبا‬ ‫"األرجونومكس" لهذا العلم‪ .‬ويمكن تعريف‬
‫منها‪ .‬تشمل العناصر األخرى "التي يتم التعامل‬ ‫األرجونومية بأنها العلم الهندس ي الذي يتعلق‬
‫معها األرجونومية إلى جانب البشر‪ :‬املهام‪،‬‬ ‫باملالئمة الفيزيائية والنفسية بين اآلالت والبشر‬
‫األدوات‪ /‬املعدات‪ ،‬التصميم‪ ،‬البيئة‪ ،‬املنظمات‬ ‫الذين يتعاملون معها ويستخدمونها‪ .‬إال أن‬
‫والثقافة ‪ /‬القوانين‪.‬‬ ‫التعريف الذي قدمه )‪ (Chapanis‬من أكثرها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعلم األرجونومكس هو املعرفة التي تساعد في‬ ‫وتعبيرا عن الواقع الفعلي لألرجونومية‪.‬‬ ‫شموال‬
‫العمل الحازم فيما يتعلق بالعالقة بين الجسد‬ ‫حيث يرى أن األرجونومية "تجميع املعلومات‬
‫واملالبس وتعزز السالمة والصحة وراحة‬ ‫حول سلوك اإلنسان‪ ،‬وقدراته‪ ،‬وحدوده‪،‬‬
‫املستخدمين‪ .‬لذا فإن هناك اعتبارات تصميمية‬ ‫وخصائصه األخرى التي تستخدم في تصميم‬
‫أرجونومية البد من األخذ بها لنجاح العملية‬ ‫األشياء‪ ،‬واآلالت‪ ،‬واألنظمة‪ ،‬واملهام‪ ،‬واألعمال‪،‬‬
‫التصميمية‪ .‬وذلك يرتبط ارتباط وثيق بالهدف‬ ‫واملحيط للحصول على تصميم آمن ومنتج‬
‫من استخدام هذه املعرفة فيمكن تصنيفها‬ ‫ومريح وفعال"‪.‬‬
‫حينذاك إلى أرجونومية فيزيائية ‪(Physical‬‬ ‫فعلم األرجونومية هو العلم الذي اصطلح‬
‫إدراكية‬ ‫وأرجونومية‬ ‫)‪،Ergonomics‬‬ ‫املصممون على استخدامه للتعبير عن مجموعة‬
‫وأرجونومية‬ ‫‪،Cognitive‬‬ ‫))‪Ergonomics‬‬ ‫من املعارف واملهارات املستخدمة في بناء‬
‫تنظيمية )‪،(Organizational Ergonomics‬‬ ‫وتصميم املنتجات بما يكفل لها األداء األمثل في‬
‫بيئية ‪(Environmental‬‬ ‫وأرجونومية‬ ‫خدمة االنسان‪ .‬وهو العلم الذي اصطلح‬
‫العاطفية‬ ‫وأرجونومية‬ ‫)‪،Ergonomics‬‬ ‫املصممون على استخدامه للتعبير عن مجموعة‬
‫ويشار‬ ‫‪،(Emotional‬‬ ‫)‪Ergonomics‬‬ ‫من املعارف واملهارات املستخدمة في بناء‬
‫لالرجونومية العاطفية ً‬
‫أحيانا باسم"‪، "emoerg‬‬ ‫وتصميم املنتجات بما يكفل لها األداء األمثل في‬
‫وقد بدأ الباحثون في الحديث عن بيئة العمل‬ ‫خدمة اإلنسان‪ .‬فهو نطاق علمي يتعلق بفهم‬
‫التفاعل بين اإلنسان وعناصر النظم لتحسين‬

‫‪5‬‬
‫فيندرج األرجونومكس تحت تصنيف ما يسمى‬ ‫اإليجابية‪ ،‬فظهر مفهوم علم املتعة‬
‫بالعلوم متعددة املداخل أو العلوم البينية والتي‬ ‫)‪(Hedonomics‬وهو فرع جديد من العلوم‪.‬‬
‫ظهرت في النصف األخير من القرن العشرين‬ ‫األرجونوميست‬ ‫مصطلح‬ ‫عن‬ ‫أما‬
‫كأسلوب مثمر وناجح للحصول على املعلومات‬ ‫)‪ (ergonomist‬فيطلق على أخصائي العوامل‬
‫وتوفيرها لآلخرين في مجال تصميم املنتجات ‪.‬‬ ‫البشرية وهو الشخص الذي يهتم بتفعيل‬
‫ولم يتم ربط األرجونومية عند اإلنتاج فقط‬ ‫االعتبارات األرجونومية في التصميم منذ‬
‫بالصحة والجوانب النفسية واالجتماعية‪،‬‬ ‫البداية‪ ،‬يستطيع املصمم كمفكر بخبرته أن‬
‫ولكن ً‬
‫أيضا تم ربطها بجوانب أداء النظام مثل‬ ‫يعمل كأرجونوميست بحيث يحقق سيكولوجية‬
‫اإلنتاجية والجودة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت‬ ‫الرؤية في التصميم من خالل استخدامه‬
‫املكاسب االقتصادية على نحو متزايد حجة‬ ‫لعناصر وأسس التصميم بأسلوب يخدم‬
‫لتطوير األرجونومية في اإلنتاج ‪.‬‬ ‫األرجونومية‪.‬‬
‫ومن خالل عرض التعريفات واملفاهيم‬ ‫ويعد األدب األرجونومي مفترق طرق للعديد من‬
‫السابقة‪ ،‬يمكن إطالق مفهوم األرجونومية على‬ ‫التخصصات العلمية لذلك فهو يتقاطع مع‬
‫ما يختص بتصميم األزياء ومكمالتها املختلفة‬ ‫التأثيرات الطبية‪ ،‬والتكنولوجية‪ ،‬والنفسية‪،‬‬
‫بأنه العلم الذي يطبق بيانات ونظريات‬ ‫واالجتماعية‪ .‬كونه أحد العلوم البينية‪ ،‬وتعد‬
‫التصميم حول الخصائص البشرية في تصميم‬ ‫األرجونومية إحدى العلوم التطبيقية الدقيقة‬
‫األدوات واآلالت واألنظمة واملنتجات من أجل‬ ‫كونها تعتمد على القياس الدقيق واألدوات‬
‫استخدام وظيفي وجمالي أكثر ً‬
‫أمانا ورفاهية‪.‬‬ ‫العلمية الدقيقة ويعرف علم األرجونومكس‬
‫)‪(Ergonomics‬بأنه العلم يهتم بتطبيق التفاعل‬
‫الناجح بين اإلنسان واملكونات املحيطة بيه‪،‬‬
‫لتحقيق األمان الكامل والراحة الدائمة‬
‫واإلنتاجية العالية لراحة ورفاهية اإلنسان‪.‬‬

‫‪6‬‬