You are on page 1of 7

‫مواضيع علم النفس العمل والتنظيم‬

‫الهندسة البشرية (األرغونوميا)‬


‫‪-1‬تعريف الهندسة البشرية‪":‬‬
‫يعرف بعض الباحثين الهندسة البشرية بأنها المدخل الذي يهتم بتحسين اإلنتاجية واألمان بواسطة تص ميم‬
‫مكان العمل‪ ،‬المعدات‪ ،‬األدوات واآلالت في ضوء االعتبارات الفيزيائية للعاملين‪.‬‬
‫وتعنى التوافق بين البشر واألشياء التي يستخدمونها واألشياء ال تي يفعلونه ا والبيئ ة ال تي يعمل ون خالله ا‬
‫وينتقلون في أرجائها بل والتي يلهون ويلعبون فيها‪ .‬فإذا ما تحقق ه ذا التواف ق والمالئم ة بش كل جي د ف إن‬
‫الض غوط ال تي تق ع على البش ر تق ل‪ .‬وسيش عرون بالراح ة أك ثر وس يمكنهم أداء مه امهم أس رع وأس هل‬
‫وسيقعون في عدد أقل من األخطاء‪.‬‬
‫كما عرفها مورال بأنها الدراسة العلمية للعالقة الهندسية بين اإلنسان ومحيط عمل ه‪ ،‬ويمث ل محي ط العم ل‬
‫الظروف التي يعيشها الفرد وما يستخدمه من مكائن ومعدات ومواد في مواقع العمل‪ .‬أما العالقة الهندس ية‬
‫فتعني توافق وانسجام بين مقاييس الجس م البش ري وقدرات ه العض لية والحس ية وم ا يس تخدمه من المك ائن‬
‫والمعدات والمواد بهدف تكييف كل ما يحيط باإلنسان بمقاييس جسمه وقدراته كوحدة إنتاجية متكاملة‪.‬‬
‫ويشير البعض الى الهندسة البشرية أو ما يسمى أحيان ا بهندس ة العوام ل البش رية بأنه ا تتمث ل في تحس ين‬
‫مؤش رات اإلنتاجي ة واألداء من خالل تص ميم مواق ع العم ل والع دد اليدوي ة واألدوات باإلض افة للمك ائن‬
‫والمعدات التي تأخذ بعين االعتبار القدرات الجسدية لإلنسان‪.‬‬
‫لق د تع ددت المص طلحات والتع اريف ال تي تناوله ا الكت اب في التعب ير عن ه ذا المي دان‪ ،‬حيث هن اك‬
‫مصطلحات‬
‫أخرى كانت تستخدم بصورة مرادفة للتعبير عن هذا المفهوم مثل‪:‬‬
‫‪ -‬العوامل البشرية ‪ -‬عوامل الهندسة البشرية ‪ -‬األرغونوميا ‪ -‬هندسة األداء البشري ‪ -‬علم النفس الهندسي‬
‫‪ -‬علم النفس للعوامل البشرية‪.‬‬
‫وقد استخدم مصطلح األرغونوميا رس ميا ع ام ‪ 1949‬من ط رف ع الم النفس البريط اني م ورال حيث إن‬
‫كلمة يونانية األصل مركبة من الكلم تين ‪Ergo‬ال تي تع ني العم ل و‪ nomic‬ال تي تع ني الق انون الط بيعي‬
‫ولتصبح كلمة ‪ Ergonomic‬بمعنى القوانين الطبيعية للعمل‪.‬‬
‫أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد استخدم ابتداءا من عام ‪ 1957‬مصطلح علم هندسة العوامل البشرية‬
‫بديال عن كلمة‪Ergonomic .‬‬

‫مما سبق يمكن تعريف الهندسة البشرية كما يلي‪:‬‬


‫هو العلم الذي يهتم بتصميم تجهيزات العمل من أآلت ومعدات ومنتجات وأنظم ة‪ ،‬بغ رض تحقي ق األم ان‬
‫وتخفيض التعب واإلجهاد وتوفير الراحة لمستخدميها‪ ،‬مما ت ؤدي إلى رف ع الكف اءة اإلنتاجي ة‪ .‬أو ه و ذل ك‬
‫العلم الذي يربط بين تصميم اآلالت وأماكن العمل والحالة البدني ة لمس تخدميها لتقلي ل مخ اطر االس تخدام‪،‬‬
‫وينتج عنه مالئم ة عالي ة وتواف ق ي ريح العام ل ويزي د من إنتاجيت ه وراحت ه وأمان ه‪ .‬فهي المج ال العلمي‬
‫لدراسة مالئمة المحيط واألشياء لألفراد‪.‬‬
‫‪2-‬أنواع الهندسة البشرية‪: ‬‬
‫تتعدد أنواع الهندسة البشرية وتختلف باختالف األهداف التي تطبق من أجلها وحسب مج االت الت دخل‬
‫األرغنومي‪ ،‬غير أن هذه األنواع تت داخل وهن اك من ال ي ولي له ا اهتم ام كب ير ويص نفها على أس س‬
‫أخرى ونميز منها‪:‬‬
‫‪-2-1‬الهندسة البشرية" التصميمية‪:‬‬
‫موضوع البحث فيها يهدف إلى المس اهمة في تط وير العام ل في وسط ف يزيقي مكي ف م ع المهم ة‪ ،‬ح تى‬
‫يتماشى مع المعايير الفيزيولوجية والنفسية‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإنها تعمل على وضع تحت تصرف العامل‬
‫األدوات والوسائل المكيفة هي األخرى‪ .‬مما يس مح له باالس تجابات الس ريعة والدقيق ة والمالئم ة في نفس‬
‫الوقت‪ .‬فعند تصميم موقع العمل ينبغي دراسة القدرات العضلية (العظام ‪ ،‬المفاصل‪ ،‬العضالت) والقدرات‬
‫الحسية (البص ر‪ ،‬الس مع ‪ ،‬اللمس‪ ،‬الش م ‪ ،‬ال ذوق) وتش كل مجموع ة العظ ام والمفاص ل والعض الت عن د‬
‫اإلنسان نماذج نظم العزوم والعض الت كم ا في نظم الع زوم لآلالت الميكانيكي ة وتعتم د كف اءة ه ذه النظم‬
‫على المسافة المحصورة بين نقطة االرتكاز (مرك ز المفص ل)ومراك ز ق وة العض الت م ع العظ ام وذل ك‬
‫لالستخدام األمثل لنظام العزوم ‪ ،‬إذ أن لكل حركة مفصلية هناك دائما وضعية تعمل فيها إحدى العض الت‬
‫بأقصى فائدة ميكانيكية وهذا ال يعني باإلمكان تشغيل كافة العضالت بأقصى فائدة ميكانيكية بحد ذاتها‪ ،‬بل‬
‫أن تكون محصلة كافة العضالت بأقصى إنتاجيتها‪ .‬وتتركز أهم مصادر قوة اإلنسان في األطراف األربعة‬
‫(الذراعين‪ ،‬اليدين‪ ،‬الساقين‪ ،‬القدمين) وتنجز معظم األعمال بواسطة الذراعين واليدين‪.‬‬

‫‪-2-2‬الهندسة البشرية" التصحيحية‪":‬‬


‫تهدف إلى التدخل قصد تصحيح الخلل والعطب‪ ،‬كما أنها تعالج وضعيات معقدة جدا‪ ،‬ألنه حين يتبين خل ل‬
‫في وضعية عمل معينة فإنها تتدخل من أجل تطوير الوسائل والتقنيات مع الواق ع قص د تحس ين الموج ود‪.‬‬
‫ويمكن القول إن كال منهما يكمل اآلخر‪ ،‬وال يمكن الفصل بينهما‪.‬‬

‫‪-2-3‬الهندسة البشرية" التنظيمية‪":‬‬


‫يهتم بتنظيم الورشة‪ ،‬أي البعد بين اآلالت المختلفة حتى يستطيع العامل أن ينجز عمله في هدوء‪ ،‬ويستطيع‬
‫الحركة والتنقل بكل حرية‪ ،‬وحتى ال يُحدِث ازدح ام اآلالت واقترابه ا قلق ا وت وترا عن د العم ال أو عرقل ة‬
‫اإلنتاج‪ .‬فعند تصميم أية آلة أو جهاز أو أية قطعة يستخدمها اإلنسان في أي عمل من األعمال؛ البد من أن‬
‫تخضع إبعادها بصورة توافقية لمقاييس جس م اإلنس ان ‪ ،‬األم ر ال ذي يتطلب معرف ة المواص فات القياس ية‬
‫للجسم وقدراته العضلية والحسية ‪ ،‬أي دراسة ما يس مى االنثروبوم تري حيث الرب ط بين األبع اد القياس ية‬
‫لآلالت وتصاميم وتنظيمات مواقع األعمال ومجاالت حركة العامل وتحليل وتجزئة حركة أوض اع الجس م‬
‫إثناء الجلوس والوقوف والتداول والنقل والضغط والسحب وأوضاع الي دين والق دمين والس اعدين ووض ع‬
‫الجسم وانحناء العمود الفقري ‪ ٠‬إذ أن كل وضعية للجس م تت ألف من ع دة حرك ات تفص يلية تش ارك فيه ا‬
‫العظام والمفاصل والعضالت إضافة إلى قيام الجهاز العصبي بمهمة التوجيه في كيفية أداء األعم ال‪ .‬وق د‬
‫أدت التجارب العديدة في مجال مقاييس الجسم البشري إلى إيجاد متوسط ط ول الرج ل والم رأة لالس تفادة‬
‫من نمطية وتنسيق وتكامل هذه المقاييس مع كافة األبع اد القياس ية لك ل م ا يس تخدمه اإلنس ان ويحي ط ب ه‪.‬‬
‫ويعتمد مختصو الهندسة البشرية بشكل أساسي على نوعين من بيانات القياسات البشرية وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬القياسات البشرية الهيكلية و هي القياسات الثابتة و التي تأخذ للجسم البشري في وضعية ثابتة كالقامة‬
‫االرتفاع‪ ،‬الوزن‪ ،‬محيط الرأس ‪.....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬القياسات البشرية الوظيفية ‪ ،‬و هي القياسات التي تتعلق بالمدى الحركي ألجزاء الجسم التي عادة م ا‬
‫تأخذ في وضعيات عمل مختلفة‪.‬‬
‫‪-2-4‬الهندسة البشرية" الذهنية (المعرفية)‪:‬‬
‫إن مجال الهندسة البشرية الذهنية يتعلق بالعمليات العقلية كاإلدراك والت ذكر والفهم واالس تجابات الحركي ة‬
‫وكيف أن هذه العمليات ت ؤثر في التفاع ل بين البش ر وبين ه ؤالء البش ر وم ا يس تخدمونه من نظم‪ .‬وتهتم‬
‫الهندسة البشرية الذهنية بتصميم المنتجات والخدمات والنظم والمهام بحيث تكون بطبيعتها سهلة ومفهوم ة‬
‫في عملها‪ .‬فهذا المجال يتن اول كيفي ة تص ميم اإلش ارات والعالم ات والتعليم ات وكتيب ات اإلرش اد بحيث‬
‫تكون مفهومة وسهلة التتبع حتى ولو كان المستخدم يعمل في بيئات ذات ظروف غير طبيعية فإن الهندس ة‬
‫البشرية الذهنية يمكنها أن تحدث التوافق بين قدرات المستخدم العقلية واإلدراكية وما يمكن أن يع وق مث ل‬
‫هذه القدرات وعلى المصمم أن يتفهم ما يمكن أن يسبب الضيق وعدم الراحة واالنزعاج وكل ه ذه ب الطبع‬
‫حاالت عقلية عند استخدامه منتج ما‪.‬‬
‫وتتض من تطبيق ات الهندس ة البش رية الذهني ة على س بيل المث ال تص ميم واجه ة المس تخدم في برمجي ات‬
‫الكومبيوتر لتكون سهلة االستخدام‪ ،‬وكذلك تصميم العالمات اإلرشادية واإلشارات بحيث يمكن ألكبر ع دد‬
‫من الناس فهمها والتصرف بالصورة التي خطط المصمم لها‪.‬‬

‫‪-2-5‬الهندسة البشرية" البيئية‪:‬‬


‫يقصد بها كل التدخالت على مستوى المحيط الفيزيقي للعمل التي تميز الخصوصيات التقنية‪ ،‬وقد تتضمن‬
‫أو تخص كل أجواء العمل مثل الضجيج‪ ،‬الغبار‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬ترتيب فضاء ات العمل الزمانية والمكاني ة‪ .‬كم ا‬
‫تهتم أيضا بالخصوصيات الفيزيولوجية واألطوال الجسمية للعامل في عالقاته م ع مختل ف األنش طة‪ ،‬فهي‬
‫بذلك تهتم بوضعيات العمل‪ ،‬وبالتحكم في وسائل العمل وكيفي ة اس تعمالها‪ ،‬كم ا تهتم بالحرك ات المتك ررة‬
‫وباالضطرابات العضلية العظمية‪ .‬هو مج ال يبحث في الت أثير البي ئي على العم ل بم ا يتض من اعتب ارات‬
‫البيئة الحرارية من حرارة وب رودة ورطوب ة وتهوي ة‪ .‬كم ا تش كل البيئ ة الس معية الضوض اء واعتب ارات‬
‫التلوث السمعي جانبا هاما من هذا المجال‪ .‬كما يهتم هذ المجال أيضا بالبيئة البص رية واإلض اءة والتل وث‬
‫البصري وتأثير هذه العوامل جميعا على اإلنسان وما يتعامل معه من نظم ومنتجات ومهام‪.‬‬
‫‪-3‬أهداف الهندسة البشرية‪":‬‬
‫تهدف برامج الهندسة البشرية إلى الحفاظ وتحسين الص حة واألم ان وتحقي ق الفاعلي ة في تص ميم اآلالت‬
‫والمعدات واألدوات والمكاتب بما يؤمن آالتي‪:‬‬
‫‪ -‬إنقاص األخطاء والعمل على تقليل فرص حدوثها خاصة تلك المؤدية لمخاطر جسيمة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق مالئمة األعمال واألدوات والبيئات لمستخدميها وتصميم الوظائف التي تالءم األفراد باألخ ذ‬
‫في االعتب ار الف روق في الحجم والق وى العض لية والتحم ل والق درة على اس تقبال وأدراك والتعام ل م ع‬
‫األشياء والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين بيئة العمل وإنقاص الضجر والرتابة (العمل على نمط ووتيرة واحدة)‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة تقبل ورضا العامل عن العمل وبيئته وظروفه المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬التقليل من ضياع الوقت ومن استهالك المعدات ومقدار استهالك الطاقة البشرية واإلجهاد البشري‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين أداء الفرد العامل من خالل زيادة سرعة األداء والدقة والسالمة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل حوادث العمل الناجمة بسبب األخطاء البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬رفع مستوى السالمة وتقليل الحوادث واإلجهاد والضغوط المختلفة الواقعة على األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل تكاليف التدريب‪.‬‬

‫األمن الصناعي (السالمة والصحة المهنية)‬

‫‪-1‬تعريف األمن الصناعي (السالمة والصحة المهنية)‪:‬‬


‫لق د تع ددت تع اريف األمن الص ناعي‪ ،‬وس وف نش ير إلى البعض منه ا ال تي القت قب وال مناس با في ه ذا‬
‫الميدان‪ ،‬فقد عرف بأنه مجموعة اإلج راءات والت دابير الكفيل ة بحماي ة األرواح والممتلك ات في المنش ئات‬
‫الصناعية‪ .‬كما تم تعريفه بأن ه مجموع ة اإلج راءات والتنظيم ات المتعلق ة بالمحافظ ة على األمن والنظ ام‬
‫والسالمة واإلطفاء داخل المنشئات االقتصادية والحيوية ومرافقها بالوسائل المتاحة‪ .‬من جهة أخرى عرف‬
‫بأنه مجموعة األساليب والجهود الهندسية والتنظيمية ال تي يجب أن تتخ ذ لمن ع أي عم ل مقص ود أو غ ير‬
‫مقصود قد يؤدي إلى عرقلة استمرارية اإلنتاج في المنشاة تحت كافة الظروف والتقليل أو حص ر آث ار أي‬
‫إصابة قد تحدث‪.‬‬
‫كما يعرف األمن الصناعي بمس مى الس المة والص حة المهني ة بأن ه عب ارة عن مجموع ة من اإلج راءات‬
‫الوقائية المُتخذة لتوفير الحماية والسالمة للعاملين في المنشآت الصناعية‪ ،‬وبالتالي الحفاظ على اس تمرارية‬
‫إنتاجها‪ .‬والجدير بالذكر أنه يحظى بأهميّة بالغة في حياة المنش آت الص ناعية من خالل خل ق بيئ ات عم ل‬
‫آمنة تخلو من أسباب وقوع الحوادث واإلصابات وما يترتب عليها من أمراض مهنية‪.‬‬
‫أما التعريف األخير فيرى أن اآلمن الصناعي هو ذلك الفرع الذي يرمي إلى تهيئة جميع الظروف المادية‬
‫والنفسية واالجتماعية التي تكفل أكبر إنتاج مع االهتمام برضا العامل عن عمله فهو يهتم بالكشف عن‬
‫أفضل الظروف اإلنسانية للعمل وحل المشكالت الصناعية حال علميا‪.‬‬
‫ه ذا وتق ع على ع اتق إدارة األمن الص ناعي مس ؤولية دراس ة المخطط ات الهندس ية الخاص ة بالمنش آت‬
‫لض مان ت وفر متطلب ات األمن والس المة‪ ،‬باإلض افة إلى ض رورة التأك د من أنظم ة مكافح ة الحري ق‬
‫واإلشراف عليها‪ ،‬كما تتولى أيضا ً مهمة رقابة كل ما يتعلق بأنظم ة األمن والس المة من م واد وتجه يزات‬
‫ومعدات‪.‬‬
‫ويرى عبد المحسن أن مفهوم اآلمن الصناعي يدور حول إيجاد البرامج المناسبة لتالفي م ا يمكن أن ي ؤثر‬
‫بطريقة أو بأخرى على سالمة العاملين والممتلكات وسير العملية اإلنتاجية وذل ك عن طري ق متخصص ين‬
‫تتوفر فيهم الخبرة والكفاءة لتص ميم ه ذه ال برامج وتحقي ق اله دف المنش ود أال وه و توف ير كاف ة أس اليب‬
‫الحماية الوقائية‪ .‬فالمهمة األساسية لآلمن الصناعي هي مهمة وقائية لذلك ف ان نجاحه ا ه و فيم ا لم يح دث‬
‫وليس فيما حدث‪.‬‬
‫‪-2‬أهداف األمن الصناعي (السالمة والصحة المهنية)"‪: ‬‬
‫لقد حددت أهداف األمن الصناعي في تهيئة الظروف المناس بة الس ليمة للعم ل والع املين والمحافظ ة على‬
‫صحة تهم وسالمتهم من األخطار والحوادث واالهتمام بتوف ير ك ل الوس ائل للحص ول على أك بر ق در من‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬كما يهدف إلى حماية مباني المنشاة الصناعية ومرافقها من األخطار والتخطيط الفع ال لمواجه ة‬
‫الطوارئ واالهتمام برفع مستوى الوعي والتفكير لدى األش خاص بأهمي ة التقي د ب برامج األمن والس المة‪.‬‬
‫وتم تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حماية العناصر البشرية لإلنتاج من األضرار الناتجة من مخاطر العمل والظروف البيئية وذلك عن‬
‫طريق إزالة مسببات الخطر وتقليل التعرض لها‪.‬‬
‫‪ -‬خلق الوعي لدى العاملين فيما يتعلق باألساليب والطرق اآلمنة ألداء العمل وأهمية االل تزام بقواع د‬
‫السالمة واألمن‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض النفقات المتعلقة ب وقت العم ل الض ائع نتيج ة ح دوث إص ابات العم ل واألم راض المهني ة‬
‫وتكاليف استبدال العامل وتدريب من يحل محله والنفقات المترتبة عن ذلك من تأخير في انجاز العمل‬
‫‪ -‬حماية عناصر اإلنت اج من التل ف والض ياع نتيج ة لح وادث العم ل ويش مل ذل ك اآلالت واألجه زة‬
‫والمواد الخام والمصنعة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير بيئة عمل أمنة تحقق الوقاية من المخاطر للمترددين على المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض كلف ة اإلنت اج من خالل توف ير األم وال ال تي ت دفع نتيج ة وق وع الح وادث من تعويض ات‬
‫ومصاريف العالج وإصالح آو استبدال األجهزة والهياكل التي تتعرض للتلف والدمار‪.‬‬
‫إن توفير بيئة عمل آمنة من المخاطر المختلف ة ورف ع مس توى كف اءة ووس ائل الوقاي ة س يؤدي إلى حماي ة‬
‫العاملين من الحوادث والحد من اإلصابات واإلمراض المهنية ومن ثم خفض عدد ساعات العم ل المفق ودة‬
‫نتيج ة الغي اب بس بب الم رض أو اإلص ابة‪ ،‬وك ذلك الح د من تك اليف العالج والتأهي ل والتع ويض عن‬
‫اإلمراض واإلصابات المهنية مما سينعكس على تحسين وزيادة مستوى اإلنتاج‪.‬‬
‫ويرى من جهة أخرى خبراء األمن الصناعي أن وسائل تحقيقه تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكييف العمل للعامل‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ظروف العمل الفيزيقية‪.‬‬
‫‪ -‬التفتيش ومعرفة األخطار المهنية وإصالح األعطال والتأكد من وجود االحتياطات األمنية الكافية‪.‬‬
‫‪ -‬البحوث الفنية والنفسية لمعرفة الطرق المثلى ألداء العمل واالس تعداد للح وادث ودراس ة التعب والمل ل‬
‫واإلرهاق‪ ٠‬وكذلك الدراسات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ -‬البرامج التدريبية المتعلقة بكيفية تشغيل اآلالت واستخدام أدوات مكافحة الحرائق ومعدات الوقاية‪.‬‬
‫‪-3‬أهمية" األمن الصناعي (السالمة والصحة المهنية)‪:‬‬
‫تتمثل أهمية السالمة والصحة المهنية في التالي‪:‬‬
‫‪ -‬تقليل تكاليف العم""ل‪ :‬إن اإلدارة الس ليمة لبيئ ة العم ل تجنب المنظم ة الكث ير من المش اكل المتمثل ة‬
‫بالحوادث واألمراض المهنية‪ ،‬هذه الحوادث ال تي تكل ف المنظم ة الكث ير من التك اليف المادي ة والمعنوي ة‬
‫المتضمنة التعويضات المدفوعة للعاملين أو لعائالتهم من بعدهم‪ ،‬وكذلك تعطل العمل‪.‬‬
‫‪ -‬توفير بيئة عمل صحية وقليلة المخاطر‪ :‬إن اإلدارة مسئولة عن توفير المكان المناسب والخالي من‬
‫المخاطر المؤدية إلى اإلضرار بالعاملين أثناء عملهم‪ ،‬إن هذه المسؤولية أصبحت متزايدة في ظل التط ور‬
‫التكنولوجي وبصورة خاص ة في المنظم ات الص ناعية ومن ثم ف إن اإلدارة تعم ل على التقلي ل من االث ار‬
‫النفس ية الناجم ة عن الح وادث واألم راض الص ناعية‪ ،‬إذ أن الح وادث ال يقتص ر تأثيره ا على الج وانب‬
‫المادية في العمل‪ ،‬وانما تمتد آثارها إلى مشاعر العاملين داخل المنظمة وكذلك الزبائن المتعاملين معها‪.‬‬
‫‪ -‬توفير نظام العمل المناسب‪ :‬من خالل توفير األجهزة والمعدات الواقية واستخدام السجالت النظامية‬
‫حول أية إصابة أو حوادث وأمراض‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم العالقة اإلنسانية" بين اإلدارة والعاملين‪ :‬حيث تخلق اإلدارة الجيدة للسالمة المهنية والصحية‬
‫السمعة الجيدة للمنظمة تجاه المنافسين‪ ،‬هذه السمعة ينتج عنها استقطاب األفراد الكفوئين واالحتفاظ بأفضل‬
‫الكفاءات‪.‬‬
‫‪-4‬لجان األمن الصناعي‪:‬‬
‫تتكون اللجنة المثالية من أعضاء مختلفين منهم اإلداري والفني والمشرف والسيكولوجي ومهن دس األمن‬
‫والط بيب المه ني واألخص ائي االجتم اعي وغ يرهم كم ا يجب أن تضم ع ددا من العم ال ومن وظائفه ا‬
‫األساسية‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل أسباب الحوادث وظروفها‪ ،‬ويكون ذلك بوصف الحوادث وتحديد الظ روف ال تي وقعت فيه ا‬
‫وتصنيفها من حيث نوعها وأسبابها ونتائجها‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص الدوري لآلالت والمعدات واألجهزة للتأكد من سالمتها‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام واإلشراف على الظروف الفيزيقية‪.‬‬
‫‪ -‬العناية باالختيار المهني وحالتهم الصحية وتوزيع فترات الراحة له‬
‫‪ -‬كما تكلف هذه اللجان باإلشراف على الخدمات الطبية والص حية بالمنظم ة على أن ترف ع جمي ع ما‬
‫تراه من اقتراحات ووصايا الزمة ولمنع الحوادث إلى اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي الوقائي بين العمال عن طريق اإلعالنات واألحاديث وغيرها لتبصير العمال بمخاطر‬
‫العمل وتتبع مدى تنفيذهم اللوائح والتشريعات الخاصة باألمن الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على اإلجراءات الصحيحة في العم ل‪ ،‬وارش اد األف راد وت وجيههم فيم ا يتعل ق بالتعليم ات‬
‫والضوابط‬
‫الخاص ة بالص يانة واألمن الص ناعي‪ ،‬وللمش رف المباش ر دور كب ير في توجي ه األف راد الع املين‬
‫وبصورة‬
‫خاصة األفراد الج دد ح ول طبيع ة العم ل‪ ،‬ودرج ة المخ اطرة في ه‪ ،‬وكيفي ة الوقاي ة من الح وادث في‬
‫المنظمة‬
‫لتنمية وعي األفراد العاملين حول المخاطر المهنية‪.‬‬
‫‪-5‬وسائل التوعية الوقائية‪:‬‬
‫ومن بين وسائل التوعية الوقائية نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اللوائح وملصقات األمن‪ :‬عبارة عن مطبوعات تحمل رسومات وعبارات توض ح الخط ر ال واجب‬
‫االحتراس منه‪ ،‬كما تحتوي على إرشادات موجهة للعمال ألخذها بين االعتب ار‪ ،‬ولكي تك ون هات ه الل وائح‬
‫والملصقات فعالة وناجعة ال بد أن تكون كبيرة وواضحة‪ ،‬مثبتة على الجدران ومن الحسن بجانب مناصب‬
‫العمل‪ ،‬كما تجب أن تكون ذات أشكال ورسوم جذابة وعباراتها مكتوبة بخ ط كب ير وس هلة كي يس هل‬
‫على الجميع قراءتها‪.‬‬
‫‪ -‬المطبوعات‪ :‬تتضمن آراء وأفكار يود المختصون و«التقنيون نقلها إلى العمال وقد تكون في ص ورة‬
‫منشورات‪ ،‬أو جرائد‪ ،‬أو مذكرات أو مجلدات‪ ،‬كما يمكن أن تكون المطبوعات مرجعا قيم ا‪ ،‬وس جال هام ا‬
‫لالجتماعات والندوات والمؤتمرات‪ ،‬وتتضمن هذه المطبوعات مواضيع وارشادات مختصرة حول الوقاي ة‬
‫واألمن‪ ،‬كما يمكن أن تتخذ المطبوعات صورة سجالت لالقتراح ات تس جل فيه ا اقتراح ات وآراء العم ال‬
‫التي‬
‫يقدمونها في هذا اإلطار‪.‬‬
‫‪ -‬المحاضرات‪ :‬يقوم بإعدادها أشخاص ذوي كف اءة وخ برة في مي دان األمن الص ناعي ويلقونه ا على‬
‫مجموع ة من األف راد الع املين المعن يين به ا به دف إيص ال مجموع ة من األفك ار تس اعدهم على تجنب‬
‫المخاطر أثناء مزاولتهم ألعمالهم‪.‬‬
‫‪ -‬المناقشة‪ :‬تعتمد هذه الوسيلة على تبادل لألفكار والمعلومات بين مجموعة العمال والق ائم على ه ذه‬
‫المناقشات‪ ،‬وذلك بالتطرق إلى عدة مواضيع تخص الوقاية واألمن‪.‬‬
‫‪ -‬الندوة ‪ :‬عبارة عن محادثة هادفة يشترك فيها ثالثة إلى ستة أفراد» بغرض معالجة موضوع الوقاية‬
‫وبعض المشكالت المتعلقة به اء وي دير ه ذه الن دوة موج ه يت ولى س تة أو ثماني ة أش خاص بعض هم يمث ل‬
‫المحاضرين واآلخر يمثل الخبراء والمختص ين لتب ادل وجه ات النظ ر على أن تق دم نت ائج الن دوة للعم ال‬
‫بالطريقة التي يرونها مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬المؤتمر‪ :‬اجتماع ينظم لبض عة أي ام قليل ة قص د بحث موض وع األمن الص ناعي وس بل الوقاي ة من‬
‫حوادث العمل بحضور العمال أو ممثليهم للوصول إلى قرار يحدد خطة العمل المستقبلية وتنفي ذ الق رارات‬
‫الخاصة بالمشكلة المطروحة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرشادات‪ :‬يقدمها المشرف المباشر أو التقني إلى العمال قبل شروعهم في العمل أو عند قيامهم‬
‫بعمل لم بسبق لهم أداؤه من قبل أو عند استعمال مواد أو أدوات له يعرفون أخطارها ويمكن أن هذه‬
‫الوس يلة تتم يز بمباش رتها للحال ة في وقته ا وس د حاج ة الع املين عن د ح اجتهم ل ذلك؛ خاص ة أثن اء‬
‫المناقشات‬
‫التي تتبع المحاضرات واالجتماعات واللقاءات والندوات وغيرها‪.‬‬

You might also like