You are on page 1of 19

‫براكت وفضائل العرش األواخر من رمضان‪ ،‬وكيف نغتمنه‬

‫جلسة الصفا ‪ ٢١‬رمضان ‪ ٢٢ / 1443‬نيسان ‪2022‬‬


‫لفضيةل الشيخ محمد نعمي عرقسويس‬

‫‪ ‬ها حنن يف اليوم األول من العرش األواخر من رمضان‪ ،‬أكرمنا هللا تعاىل ببلوغه‪ ،‬ه==ذا العرش اذلي‬
‫هو َّدرة هذا الشهر‪ ،‬ومن أفضل األايم والليايل عىل اإلطالق‪ ،‬إلي==ه تتطل=ع قل==وب احملبني‪ ،‬وتتله=ف‬
‫نف==وس العاب==دين املش تاقني‪ ،‬ملناج==اة هللا تع==اىل رب الع==املني‪ ،‬ق==د جعهل هللا تع==اىل منح==ة لعب==اده‬
‫الصاحلني‪ ،‬وفرصة عظمية ملغفرة ذنوب املذنبني‪ ،‬والرتيِّق يف درجات املتقني‪.‬‬
‫‪ ‬ومنبع فضل ه==ذا العرش أن في==ه ليةل يه أغىل وأمثن وأنفس لي==ايل العم==ر‪ ،‬ب==ل حتس==ب بلك العم==ر‪،‬‬
‫ول ُي ّ ِعرفنا هللا تعاىل بعظمي فضلها ورفيع رشفها‪ ،‬سامها ليةل القدر‪.‬‬
‫‪ ‬وأنزل سور ًة مُس ِّيت ابمسها سورة القدر‪ ،‬فإذا اكن هللا العظمي ه==و اذلي س==امها ليةل الق==در‪ ،‬فلن==ا أن‬
‫رشفت وب==وركت ب==زنول‬ ‫نطلق عنان اخليال لنتبنَّي علو شأهنا وعظمي قدرها‪ ،‬وذكل ألهنا الليةل ال=يت ّ ِ‬
‫القرآن الكرمي فهيا‪ ،‬حفازت هذا الق==در العظمي‪ ،‬والربك==ة ال==وافرة‪ ،‬وف==اقت بق==درها وبراكهتا عرشات‬
‫األعوام والشهور‪ ،‬وصارت خري ًا من ألف شهر‪ ،‬كام قال تعاىل‪ :‬لَ ْيةَل ُ الْ َقدْ ِر َخرْي ٌ ِّم ْن َألْ ِف َشهْ ٍر‪.‬‬

‫=اب ذو ق==در‪،‬‬ ‫‪ ‬قال أبو بكر الوراق وهو من العارفني ابهلل تعاىل‪ :‬مسيت ليةل القدر ألن==ه ن==زل فهيا كت= ٌ‬
‫عىل لسان مكل ذي قدر‪ ،‬عىل رسول ذي قدر ﷺ ‪.‬‬
‫‪ ‬ه==ذا العرش املرتع ابلرباكت‪ ،‬املفعم ابلتجلي==ات اكن الس==لف الص==احل يس تقبلونه أحس==ن اس تقبال‪،‬‬
‫وحيتفلون به أعظم احتفال‪ ،‬اكنوا يستقبلونه كام يستقبل أح==دان ض==يف ًا عزي==ز ًا علي==ه ‪ ،‬كرمي ًا دلي==ه‪ ،‬ذا‬
‫ماكن==ة ومزنةل عالي==ة‪ ،‬يس تقبهل بأحس==ن الثي==اب ‪ ،‬وأفض==ل الهيئ==ات ‪ ،‬وأطيب راحئة‪ ،‬هك==ذا اكن‬
‫السلف يستقبلون هذا العرش‪ ،‬فانظروا إىل صور استقباهلم وحفاوهتم به‪:‬‬

‫‪ )1‬فهذا الصحايب اجلليل متمي ادلاري ريض هللا تع==اىل عن==ه اكنت هل حةل اش==رتاها ب=ألف درمه‪،‬‬
‫اكن يلبسها يف العرش يف الليةل اليت يرىج فهيا ليةل القدر‪.‬‬
‫‪ )2‬واكن إبراهمي النخعي‪ ،‬وهو فقيه العراق واحملدث الكبري‪ ،‬اكن يغتسل يف العرش لك ليةل‪.‬‬
‫‪ )3‬واكن أيوب السختياين‪ ،‬وه==و من كب==ار احملدثني‪ ،‬اكن يغتس==ل ليةل ‪ 23‬و‪ 24‬ويلبس ث==وبني‬
‫جديدين ومتط َّيبني‪.‬‬
‫‪ )4‬واكن اثبت البن==اين ومحي==د الطوي==ل‪ ،‬وهام من خي==ار الت==ابعني‪ ،‬اكان يلبس==ان أحس==ن ثياهبام‬
‫ويتطيَّبان ويُط ّيِبون املسجد يف الليةل اليت تُرىج فهيا ليةل القدر‪.‬‬
‫‪ )5‬واكن اإلمام ماكل بن أنس ريض هللا تعاىل عنه‪ ،‬إمام دار الهجرة‪ ،‬فامي يرت َّجح عن==ه أن==ه من‬
‫ليايل القدر يغتسل ويتط َّيب ويلبس حةل ال يلبسها إىل العام القادم من شهر رمضان‪.‬‬
‫️✍قال احلافظ بن رجب‪:‬‬
‫ستحب‪ ،‬يف الليايل اليت تُرىج فهيا ليةل القدر‪ ،‬ال ُّ‬
‫تنظف والزتيُّن والتطيُّب ابلغس==ل والطيب‬ ‫ُّ‬ ‫فتبنَّي هبذا أنه ي‬
‫واللباس احلسن‪ ،‬كام يرشع ذكل يف اجلُ َمع واألعياد‪.‬‬
‫‪ ‬لقد اكن العرش األواخر ابلنسبة للسلف الصاحل أايم أعراس‪،‬‬
‫‪ ‬أعراس الفرح ابلتوبة‪،‬‬
‫‪ ‬أعراس الفرح ابلعفو واملغفرة من هللا تعاىل‪ ،‬وكيف ال يكون العفو واملغفرة من أعظم األفراح للعبد‬
‫وخري ما يلقى به املرء ربه أن يلقاه وال ذنب هل‪.‬‬

‫وذلكل قال النيب ﷺ لكعب بن ماكل ريض هللا تعاىل عنه حني نزلت توبته من هللا تعاىل‪ ،‬وعفا‬ ‫‪‬‬
‫هللا تعاىل عن==ه وغف=ر هل ذنب ختلُّف==ه عن رس=ول هللا ﷺ‪ ،‬ق=ال هل الن==يب ص=ىل هللا علي=ه وس==مل ‪:‬‬
‫أبرش خبري يوم أىت عليك منذ ودلتك أمك‪.‬‬
‫وبلغ من فرحة كعب بن ماكل ريض هللا تعاىل عنه بعف==و هللا عن==ه وتوب==ة هللا تع==اىل علي==ه‪ ،‬أن ق==ال‬ ‫‪‬‬
‫لرس ==ول هللا ﷺ‪ :‬اي رس ==ول هللا‪ ،‬إن من توب ==يت أن أخنل ==ع من م ==ايل لكه ص ==دقة إىل هللا وإ ىل‬
‫رسوهل‪ ،‬فقال هل النيب ﷺ‪ :‬أمسك عليك بعض ماكل فهو خريٌ كل‪.‬‬
‫رس رسول هللا‬ ‫وكذا فعل أبو لبابة ريض هللا تعاىل عنه حني اتب هللا عليه وغفر هل بعد أن أفىش ّ ِ‬ ‫‪‬‬
‫ﷺ ‪ ،‬ومن شدة فرحه قال للنيب ﷺ‪ :‬إين أخنلع من مايل لكه صدقة إىل هللا و رسوهل‪ ،‬فقال هل‬
‫النيب ﷺ‪ :‬جُي زئك من ذكل الثلث‪.‬‬
‫وح==ق هلم أن يفرح==وا‪ ،‬ألن الف==رح ابملغفرة وتوب==ة هللا تع==اىل عىل العب==د ال تع==دلها ادلنيا ب==ذههبا‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫وكنوزها‪=.‬‬
‫‪ ‬وحنن أهيا اإلخوة‪ ،‬هايه فرصتنا للعفو قد أتت ‪ ،‬وعرس فرحنا ابملغفرة قد حرض ‪ ،‬بدخول ه==ذا‬
‫العرش املب==ارك‪ ،‬وفي==ه الليةل ال==يت ‪ :‬من قاهما ف==از هبذه املغف==رة ‪ ،‬وظف==ر هبذا العف==و من هللا تع==اىل‪،‬‬
‫فروى اإلمام البخاري ومس=مل عن أيب هري=رة ريض هللا تع=اىل عن=ه أن رس=ول هللا ﷺق=ال‪ :‬من‬
‫قام ليةل القدر إميا ًان واحتسا ًاب غُ ِف َر هل ما تقدَّ م من ذنبه‪.‬‬

‫‪ ‬أهيا اإلخ==وة‪ ،‬ليس جعيب= ًا أن حيتف==ل الص==احلون= هبذا العرش املب==ارك وأن يلق==وه هبذه احلف==اوة البالغ==ة‪،‬‬
‫ذكل حلرص امجلي=ع عىل مغف=رة هللا تع=اىل ورض=وانه‪ ،‬لكن العجيب أن الن=يب ﷺوه=و اذلي غف=ر‬
‫هللا تعاىل هل ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر‪ ،‬اكن إذا دخل العرش اجهتد في==ه م==ا ال جيهتد يف غ==ريه‪ ،‬اكن‬
‫إذا دخل العرش شدَّ مزئره وأحيا ليهل ‪ ،‬وأيقظ أههل‪.‬‬

‫‪ ‬ويف هذا تأكيد معيل عىل فضل هذا العرش العظمي ودف ٌع للمسلمني مجيع= ًا الغتنام==ه‪ ،‬ألن املغف=رة في==ه‬
‫مضمونة إب ذن هللا تعاىل‪ ،‬ولكن هذه املغفرة مرشوط ٌة بأمرين‪:‬‬

‫‪ )1‬الرشط األول‪ :‬ه==و م==ا أش==ار إلي==ه احلاف==ظ ابن رجب يف قوهل‪ :‬وال يكمتل ال==زتيُّن الظ==اهر‬
‫ابلطيب واللباس احلسن‪ ،‬إال ب==زتيني الب==اطن ابلتوب==ة واإلانب==ة إىل هللا تع==اىل‪ ،‬وتطه==ريه من‬
‫أدانس اذلنوب وأوضارها‪ ،‬وأن زينة الظاهر مع خراب الباطن ال تغين شيئ ًا‪.‬‬
‫‪ ‬إذن‪ ،‬الرشط األول للعفو واملغفرة هو التوبة الصادقة النابع==ة من أعامق القلب املقرتن==ة‬
‫ابإلقالع عن املعايص‪ ،‬وابلعزم عىل أال يعود املرء إلهيا‪،‬‬
‫‪ ‬وتأكَّد أيخ املؤمن أن==ك إذا تبت يف ه==ذه اللي==ايل ف==إن هللا تع==اىل يقب==ل توبت==ك‪ ،‬وق==د‬
‫برَّش ان هللا تعاىل بذكل‪ ،‬فقال‪َ :‬وه َُو اذَّل ِ ي ي َ ْق َب ُل التَّ ْوب َ َة َع ْن ِع َبا ِد ِه‪.‬‬
‫‪ ‬قال الط==اهر ابن عاش==ور‪ :‬وج==اءت ه=ذه البش=ارة مجةل امسية تفي=د الثب==وت وادلميوم==ة‪،‬‬
‫فهي داةل عىل أن هللا تع=اىل ه=ذا ش=أنه دامئ ًا‪ ،‬وق=ال تع=اىل‪ :‬يقب=ل التوب=ة عن عب=اده‪ ،‬مل‬
‫يقل‪ :‬من عباده‪ ،‬إشارة إىل جتاوزه تعاىل عن اذلنوب ابللكي==ة‪ ،‬كام ق==ال يف آي==ة أخ==رى‪:‬‬
‫َون َ َت َج َاو ُز َع ْن َسيَِّئاهِت ِ ْم‪.‬‬

‫ٌ‬
‫مرشوط بعف==وك عن أخي==ك‪ ،‬ومغف==رة هللا تع==اىل‬ ‫‪ )2‬والرشط الثاين‪ :‬أن عفو هللا تعاىل عن=ك‬
‫كل مرشوطة مبغفرت ==ك ألخي ==ك‪ ،‬ذكل ألن الش ==حناء واخلص ==ومات حتول بني املرء وبني‬
‫املغف==رة‪ ،‬بنَّي ه==ذا الن==يب ﷺ ‪ ،‬فق==ال‪ :‬تع==رض األعامل لك اث==نني ومخيس فيغف==ر هللا ع==ز‬
‫وجل يف ذكل اليوم للك امرئ ال يرشك ابهلل شيئ ًا إال ام==رًأ اكنت بين==ه وبني أخي==ه حشناء‪،‬‬
‫ف ُيقال‪ :‬ردوا هذين حىت يصطلحا‪ ،‬أنظروا هذين حىت يصطلحا‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا أردت أن يغفر هللا تعاىل ذنب==ك‪ ،‬ف==اغفر أنت لذلي أذنب مع==ك أو أس==اء حبق==ك‪،‬‬
‫ون َأن ي َ ْغ ِف َر اهَّلل ُ لَمُك ْ ‪.‬‬
‫هذا ما قاهل هللا تعاىل‪َ :‬ولْ َي ْع ُفوا َولْ َي ْص َف ُحوا ۗ َأاَل حُت ِ ُّب َ‬
‫‪ ‬وهذا ما قاهل رس==ول هللا ﷺ‪ ،‬فق==د روى اإلم==ام أمحد والبخ==اري= يف األدب املف==رد‪،‬‬
‫عن عب==د هللا بن معرو ريض هللا تع==اىل عهنام أن==ه ﷺ ق==ال وه==و عىل املن==رب‪ :‬ارمحوا‬
‫تُرمحوا واغفروا يغفر هللا لمك‪.‬‬

‫أهيا اإلخوة‪ =:‬إن صفاء ليةل القدر ال يناسبه إال صفاء القلوب‪ ،‬وإ ن السالم يف ليةل القدر ال ي==زنل إال‬ ‫‪‬‬
‫عىل قلوب سلمية من الضغائن واألحقاد‪ ،‬سالم ليةل القدر ال حي ُّل إال يف قلب سلمي‪.‬‬
‫أهيا اإلخوة‪ =:‬إن الفضل العظمي له=ذا العرش وملا في=ه من ليةل الق=در‪ ،‬وإ ن اجلائزة الك=ربى في=ه مبغف=رة‬ ‫‪‬‬
‫اذلنوب‪ ،‬تستأهل أن يتخىل العب==د عن معاص==يه وذنوب==ه‪ ،‬وي==زنع من قلب==ه الش==حناء واخلص==ومات‪،‬‬
‫ويظفر ابخلري العظمي يف هذه الليةل املباركة‪ ،‬اذلي ال يعدهل خ==ري‪ ،‬وذلكل ق==ال الن==يب ﷺ‪ :‬في==ه ليةل‬
‫خري من ألف شهر من ُحرم خريها فقد ُحرم‪ .‬يعين هو احملروم احلقيقي‪.‬‬
‫فلنبادر ولنسارع إىل اغتنام أايم هذا العرش وليالي==ه املبارك==ة‪ ،‬فليةل الق==در في==ه يه عن==د احملبني ليةل‬ ‫‪‬‬
‫احلظوة إبنس موالمه وقربه‪.‬‬
‫ولنغتمن كام اغتمن النيب ﷺ‪ ،‬حيث اكن يعتك=ف العرش األواخ=ر من رمض=ان ح=ىت توف=اه هللا ع=ز‬ ‫‪‬‬
‫وجل‪ ،‬واكن يعتكف يف لك رمض==ان عرشة أايم‪ ،‬فلام اكن الع==ام اذلي ُقبض في==ه‪ ،‬اعتك==ف عرشين‬
‫يوم ًا‪.‬‬
‫إيل إذا دخ==ل العرش األواخ==ر أن يهتج==د بليهل وجيهتد في=ه ويهنض‬ ‫ذلكل قال س=فيان الث=وري‪َ :‬أ َح ُّب َّ‬ ‫‪‬‬
‫أههل وودله إىل الصالة إن أطاقوا ذكل‪.‬‬
‫وافقت ليةل القدر ما أق==ول‬
‫وقد قالت السيدة عائشة ريض هللا تعاىل عهنا‪ ،‬للنيب ﷺ‪ :‬أرأيت إن ُ‬ ‫‪‬‬
‫فهيا؟‪ ،‬فقال لها عليه الصالة والسالم‪ :‬قويل‪ :‬اللهم إنك عفو حتب العفو فاعف عين‪.‬‬
‫قد أخفى هللا تعاىل ه==ذه الليةل املبارك==ة حلمكة‪ ،‬لنجهتد يف العب==ادة يف العرش لكه‪ ،‬ك==ذكل ق==ال الن==يب‬ ‫‪‬‬
‫ﷺ‪ :‬عىس أن يكون خري ًا لمك‪ ،‬فالمتسوها يف التاسعة والسابعة= واخلامسة‪.‬‬
‫‪ ‬أخري ًا‪ ،‬قال احلافظ ابن رجب رمحه هللا تعاىل‪ :‬ايمن ضاع معره يف ال يشء‪ ،‬استدرك ما فات==ك يف‬
‫ليةل القدر‪ ،‬فإهنا حتسب ابلعمر‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا من أه==ل ليةل الق==در اي رب الع==املني‪ .‬وامحلد هلل رب الع==املني‪ ،‬وص==ىل هللا عىل س يدان محمد‬
‫وعىل آهل وحصبه وسمل‪.‬‬

‫فضل العرش األواخر من رمضان وحال السلف الصاحل فيه‬

‫ه ==ا حنن عىل أعت ==اب مومس من أعظم موامس ال ==رحب عىل اإلطالق‪ ،‬مومس يتطل ==ع إلي ==ه الص ==احلون‬ ‫‪‬‬
‫بنفوس مرشئبة وقلوب حم َّبة ‪،‬‬
‫ويدعون هللا أن يبلغوه كام بلغوا شهر رمضان ألنه سريفعهم درجات أضعاف مضاعفة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫هو العرش األواخر من ش==هر رمض==ان املب==ارك‪ ،‬ه==ذا العرش اذلي فض==هل هللا تع==اىل ب==زنول الق==رآن‬ ‫‪‬‬
‫الكرمي فيه‪ ،‬ونزل يف ليةل ال تعدلها ليةل أبد ًا‪ ،‬وقد بنَّي لنا النيب ﷺ أن الكتب اإللهي==ة لكه==ا ن==زلت‬
‫يف رمضان‪،‬‬
‫فروى اإلم=ام أمحد والط=رباين وغريهام عن س يدان واثةل بن األس=قع ريض هللا تع=اىل عن=ه أن الن=يب‬ ‫‪‬‬
‫ﷺ قال‪ =:‬أنزلت حصف إبراهمي أول ليةل من شهر رمض==ان‪ ،‬وأن==زلت الت==وراة لس==ت مض==ت من‬
‫رمضان‪ ،‬وأن==زل اإلجني==ل لثالث عرشة مض==ت من رمض==ان‪ ،‬وأن==زل الزب==ور لامثن عرشة خلت من‬
‫رمضان‪ ،‬وأنزل القرآن ألربع وعرشين خلت من رمضان‪.‬‬

‫‪ ‬يعين أن القرآن نزل يف العرش األواخر من رمضان‪ ،‬ومسى هللا تع==اىل الليةل ال==يت ن==زل فهيا الق==رآن‬
‫ليةل القدر‪ ،‬أي ليةل الرشف والفضل‪،‬‬

‫‪ ‬وخص هللا تعاىل ليةل نزول القرآن الكرمي بسورة خاصة يه سورة القدر فقال تعاىل‪ :‬اَّن َأ ْن َزلْنَ==ا ُه يِف‬
‫ِإ‬
‫ل َ ْيةَل ِ الْ َقدْ ِر (‪)َ 1‬و َما َأد َْراكَ َما ل َ ْيةَل ُ الْ َقدْ ر(‪)2‬ل َ ْيةَل ُ الْ َقدْ ِر َخرْي ٌ ِم ْن َألْ ِف َش=هْ ٍر(‪)3‬تَزَن َّ ُل الْ َماَل ِئ َك= ُة َوال= ُّ=ر ُ‬
‫وح‬
‫ِفهيَا ْذ ِن َرهِّب ِ ْم ِم ْن لُك ِّ َأ ْم ٍر(‪َ )4‬ساَل ٌم يِه َ َحىَّت َم ْطلَع ِ الْ َف ْج ِر(‪.)5‬‬
‫ِإِب‬
‫‪ ‬وقوهل تعاىل‪ :‬اَّن َأ ْن َزلْنَا ُه* ‪ ،‬إما أنه نزل به املكل مجةل واحدة من الل=وح احملف==وظ إىل س=امء ادلنيا‪ ،‬أو‬
‫ِإ‬
‫املعىن أنه ابتدأ إنزاهل يف ليةل الق==در‪ ،‬ألن اذلي أن==زل يف تكل الليةل مخس اآلايت األول من س==ورة‬
‫العلق‪ ،‬وذلكل جعلت س==ورة الق==در بع==د س=ورة العل=ق مبارشة لإل ش==ارة إىل أن الق==رآن اذلي ابت==دأ‬
‫نزوهل يف ليةل القدر‪ ،‬اكن هبذه اآلايت امخلس من سورة العلق‪.‬‬

‫‪ ‬ولكمة َ*و َما َأد َْراكَ * تشري إىل أن إدراك كنه ليةل الق==در ليس ابلس==هل ملا تنط==وي علي==ه ه==ذه الليةل‬
‫من الفضائل امجلة‪ ،‬ولكمة َ*و َم==ا َأد َْراكَ * ك==ذكل تق==ال يف تفخمي اليشء وتعظميه‪ ،‬واملع==ىن‪ :‬أي يشء‬
‫يعرفك ما يه ليةل القدر‪ ،‬ذلكل بني هللا تعاىل اإلهبام يف قوهل‪َ :‬و َما َأد َْراكَ َما لَ ْيةَل ُ الْ َقدْ ر‪،‬‬

‫‪ ‬فق=ال‪ :‬لَ ْيةَل ُ الْ َق=دْ ِر َخرْي ٌ ِم ْن َألْ ِ=ف َش=هْ ٍر* ‪ ،‬وتفض=يلها ابخلري عىل أل=ف ش=هر إمنا ه=و بتض=عيف فض=ل‬
‫وأجر ما حيصل فهيا من األعامل الصاحلة واستجابة ادلعاء ووفرة ثواب الصدقات والربكة لأل مة‪،‬‬

‫‪ ‬ومل يقل هللا تعاىل‪ :‬ليةل القدر تعدل ألف شهر‪ ،‬بل قال‪َ :‬خرْي ٌ ِم ْن َألْ ِف َشهْ ٍر‪.‬‬

‫ولكمة ألف يه غاية األعداد عند العرب‪ ،‬أي خريٌ من أعىل عدد عندمك‪ ،‬وهذا ي==دل عىل أن فض==لها‬
‫وخريها عىل التحقيق ال يعلمه إال هللا تعاىل‪.‬‬

‫وجاء يف "املوطأ" قال اإلمام ماكل‪ :‬مسعت ممن يوثق به من أهل العمل يقول‪ :‬إن رسول هللا ﷺ‬
‫ُأري أعامر الناس قبهل أو ما شاء هللا تعاىل من ذكل‪ ،‬فأكنه تقارص أعامر أمت==ه أال يبلغ==وا من العم==ل‬
‫مثل ما بلغ غريمه يف طول العمر‪ ،‬فأعطاه هللا ليةل القدر خري ًا من الف شهر‪.‬‬

‫‪ ‬مث زاد هللا يف بيان قدرها فذكر لها فض ًال آخر فقال‪ :‬تَزَن َّ ُل الْ َماَل ِئ َك ُة َو ُّالر ُ‬
‫وح ِفهيَا ْذ ِن َرهِّب ِ ْم ِم ْن لُك ِّ‬
‫ِإِب‬
‫َأ ْم ٍر(‪َ )4‬ساَل ٌم يِه َ َحىَّت َم ْطلَع ِ الْ َف ْج ِر(‪.)5‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وهذا التزنل كرام==ة أك==رم هللا هبا املس==لمني ابن أن==زل هلم يف تكل الليةل جامع==ات من مالئكت==ه وفهيم‬
‫أرشفهم جربيل عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬فكيف جيب أن يقابل املسلمون هذا الفضل اإللهي العظمي‪ ،‬وهذا الكرم الرابين املنقطع النظري؟‬

‫‪ ‬هللا تعاىل منحنا جائزة ال تقدر بمثن‪،‬‬


‫‪ ‬منحنا رحب ًا وكزن ًا ال تقوم هل ادلنيا بأرسها فَضَّ لنا به عىل سائر األمم‪.‬‬
‫‪ ‬منحنا فضال يُدهش العقول‪،‬‬
‫فهل من الالئق أن ننام عنه وأن نتغافل عنه‪ ،‬وأال نلقي هل اب ًال؟؟!!‬
‫🌾ال ش==ك أن==ه جيب أن نقابهل ابإلقب==ال الت==ام ومزي==د من الاهامتم بش=أن ه==ذه الليةل املبارك==ة ال==يت خص هبا‬
‫املسلمون‪،‬‬
‫🌾 وأن نهنض الغتنام ما فهيا من اخلريات‪.‬‬
‫وهذا ما فعهل سيدُ اخللق سيدان محمد ﷺ‪ ،‬فقد اكن يغتمن العرش األواخر من رمضان ألن فيه ليةل الق==در‪،‬‬
‫وهو اذلي قال‪:‬‬
‫*🌴 المتسوها يف العرش األواخر من رمضان‪*،‬‬
‫فروى اإلمام البخاري ومسمل عن السيدة عائشة ريض هللا تعاىل عهنا قالت‪:‬‬
‫*🌴اكن رسول هللا ﷺ إذا دخل العرش شدَّ املزئر و أحيا ليهل وأيقظ أههل*‪.‬‬
‫ولفظ رواية مسمل‪:‬‬
‫*🌴أحيا الليل وأيقظ أههل وجد وشد مزئره*‪.‬‬

‫مع أنه ﷺ اكن يف غري العرش األواخر يقوم من الليل ح=ىت تتفط=ر ق=دماه‪ ،‬لكن=ه ﷺ م=ع ذكل اكن ي=ويل‬
‫العرش األواخر من رمضان مزيد ًا من اإلقبال والاهامتم= ‪،‬‬
‫️✍قال احلافظ ابن رجب يف كت==اب لط=ائف املع=ارف‪ :‬اكن الن==يب ﷺ خيص العرش األواخ==ر من رمض==ان‬
‫بأعامل ال يعملها يف بقية الشهر‪.‬‬
‫🌴ولش==دة اهامتم==ه ﷺ هبذا العرش وإلش==عار= الن==اس بأمهيت==ه اكن يوق==ظ أههل‪ ،‬واكن يف غ==ري أايم رمض==ان‬
‫يوقظ السيدة عائشة ريض هللا تع==اىل عهنا ابللي==ل إذا قىض هتج==ده وأراد أن ي==وتر‪ ،‬أم==ا يف العرش األواخ==ر‬
‫فاكن يوقظ أههل ولك صغري وكبري يطيق الصالة‪ ،‬كام ورد يف حديث عند الطرباين وأيب يعىل‪.‬‬

‫️✍ذلكل قال سفيان الثوري‪:‬‬


‫أ َح ُّب َّإيل إذا دخل العرش األواخر أن يهتجد ابللي==ل وجيهتد في==ه ويُهنض أههل وودله إىل الص==الة إن أط==اقوا‬
‫ذكل‪.‬‬

‫حص عن النيب ﷺ أنه اكن يوقظ السيدة فاطمة وسيدان عيل ريض هللا عهنام لي ًال‪ ،‬فيق==ول هلام‪ :‬أال‬‫🌴وقد َّ‬
‫تقومان فتصليان‪=.‬‬

‫وقد ورد يف الرتغيب يف إيقاظ أحد الزوجني صاحبه= للصالة يف قيام اللي==ل يف احلديث املع==روف يف س==نن‬
‫أيب داود‪ ،‬قال ﷺ ‪:‬‬
‫*🌴رمح هللا رج ًال قام من الليل وأيقظ امرأته‪ ،‬ورمح هللا امرأة قامت من الليل وأيقظت زوهجا*‬

‫ومما اكن يفعهل النيب ﷺ يف العرش األواخر الاعتاكف‪،‬‬


‫فروى البخاري= ومسمل عن السيدة عائشة ريض هللا عهنا‪،‬‬
‫🌴أن النيب ﷺ اكن يعتكف العرش األواخر من رمضان حىت توفاه هللا عز وجل‪.‬‬
‫ويف حصيح البخاري عن أيب هريرة ريض هللا عنه قال‪:‬‬
‫*🌴اكن رس==ول هللا ﷺ يعتك==ف يف لك رمض==ان عرشة أايم‪ ،‬فلام اكن الع==ام اذلي قُب َِض في==ه اعتك==ف‬
‫عرشين*‪.‬‬
‫ومن اهامتمه ابلعرش كذكل أنه اكن ﷺ يغتسل بني املغرب والعش==اء‪ ،‬ف==روت عن==ه الس يدة عائش==ة ريض‬
‫هللا عهنا‪:‬‬
‫*🌴أنه اكن إذا دخل العرش شد املزئر ‪ ،‬واغتسل بني األذانني*‪=.‬‬

‫️♂‍🧎 واقتدى السلف الصاحل رضوان هللا تعاىل علهيم ابلنيب ﷺ يف الاهامتم هبذا العرش املب==ارك واحلف==اوة‬
‫به واغتنام أوقاته هنار ًا ولي ًال‪.‬‬
‫🏮فاكن قتادة بن دعامة‬
‫📖 خيمت القرآن يف لك سبع ليال مرة‪ ،‬فإذا دخل رمضان‬
‫📖 اكن خيمت يف لك ثالث ليال مرة‪،‬‬
‫📖 فإذا دخل العرش خمت يف لك ليةل مرة‪.‬‬

‫🏮وق==ال س==فيان الث==وري‪ :‬أ َح ُّب َّإيل إذا دخ==ل العرش األواخ==ر أن يهتج==د ابللي==ل وجيهتد في==ه ويهنض أههل‬
‫وودله إىل الصالة إن أطاقوا ذكل‪.‬‬

‫🏮وقال ابراهمي بن وكيع‪ :‬اكن أيب (يصيل يف العرش األخري) فال يبقى يف داران أحد إال صىل حىت جارية لنا‬
‫سوداء‪.‬‬

‫ولشدة اهامتهمم وحهبم للعرش األواخر من رمضان اكن يستحبون أن يغتسلوا لك ليةل‪.‬‬

‫🏮قال ابن جرير‪:‬‬


‫اكنوا يستحبون أن يغتسلوا لك ليةل من ليايل العرش األواخر ‪.‬‬
‫🏮فاكن إبراهمي النخعي يغتسل يف العرش لك ليةل‪.‬‬
‫🏮واكن أيوب السختياين يغتسل ليةل ‪ 23‬و‪ 24‬ويلبس ثوبني جديدين ويتطيب‪.‬‬
‫🏮واكن اثبت البناين ومحيد الطويل يلبسان أحسن ثياهبام ويتطيبان ويطيبون املسجد يف الليةل اليت يرىج‬
‫فهيا ليةل القدر‪.‬‬
‫🏮واكن لمتمي ادلاري ريض هللا عن==ه حةل اش==رتاها ب =ألف درمه اكن يلبس==ها يف الليةل ال==يت ي==رىج فهيا ليةل‬
‫القدر‪.‬‬
‫🏮واكن يفعهل اإلمام ماكل يف ما يرتحج عنده أنه من ليايل القدر‪ ،‬فيغتس==ل ويتطيب ويلبس حةل ال يلبس==ها‬
‫إىل العام القادم من شهر رمضان‪=.‬‬
‫️♂‍🧎 لك ذكل ليستقبلوا العطاء اإللهي العظمي يف ليةل القدر‪ ،‬وليقابلوه مبا يستحقه من اهامتم وحفاوة‪=.‬‬

‫وذلكل فالواجب علينا أن حنتفل كذكل هبذا العرش املبارك‪ ،‬وأن نولي==ه اهامتم= ًا خاص= ً=ا فه==و مومس من موامس‬
‫العمر‪ ،‬وال ندري فهل نعيش إىل عام قادم أم ال؟؟‪.‬‬

‫️✍قال احلافظ ابن رجب‪:‬‬


‫*اي من ضاع معره يف ال يشء‪ ،‬استدرك ما فاتك يف ليةل القدر فإهنا حتسب ابلعمر*‪.‬‬
‫️♀‍🏃 فاملبادرة املبادرة إىل اغتنام ما بقي من هذا الشهر‪،‬‬
‫️♀‍🏃 فعىس أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر‪.‬‬
‫️♀‍🏃 وأقل ما تغتمن به ليةل القدر أن تصيل مع اإلمام عرشين ركعة وال تدعها ألي عذر‪،‬‬
‫🌴 فقد بنَّي النيب ﷺ أن من قام مع اإلمام حىت ينرصف كتب هللا هل قيام ليةل‪.‬‬
‫*فال تغادر قبل متام العرشين*‬
‫🎐هل تغادر إىل ما هو أفضل من حال القيام بني يدي هللا تعاىل؟!‬
‫🎐هل تغادر إىل ما هو خري من كتاب هللا تعاىل؟!!‪.‬‬
‫🎐ال تسمح لنفسك أن ِّ‬
‫تسول كل اخلروج قبل الامتم‪،‬‬
‫🎐 واحرص عىل صالة الهتجد قبل الفجر ففهيا خريٌ كثري‪.‬‬

‫وادلعاء اذلي نكرثه يف هذا العرش‪:‬‬


‫حتب العفو فاعف عنَّا*‬
‫عفو ُّ‬
‫*🤲اللهم إنك ٌ‬

‫وامحلد هلل رب العاملني‪ ،‬وصىل هللا عىل سيدان محمد وعىل آهل وحصبه وسمل‬
‫🌹🌴🌹🌴🌹‬

‫📗 ها قد أظلتنا وبلغنا بفض==ل هللا تع==اىل أايم العرش األواخ==ر من رمض==ان اذلي ه==و أفض==ل أايم الع==ام وال‬
‫يضارعه= يف الفضل إال عرش ذي احلجة‪ ،‬وقد اختلف يف أهيام أفضل‪ ،‬إال أنه ال خيتلف أن يف العرش األواخر‬
‫من رمضان مزية عظمية ال تدانهيا مزية‪ ،‬وفيه فضل ال يرىق إليه فضل آخ=ر‪ ،‬وذكل أن في=ه ليةل الق=در ال=يت‬
‫نزل فهيا القرآن العظمي‪ ،‬وذكر هللا تعاىل ذكل يف سورة خاصة يه سورة القدر‪ ،‬فقال هللا عز وجل‪:‬‬

‫💫 * اَّن َأ ْن َزلْنَا ُه يِف لَ ْيةَل ِ الْ َقدْ ِر (‪)َ 1‬و َما َأد َْراكَ َما لَ ْيةَل ُ الْ َقدْ ر(‪)2‬لَ ْيةَل ُ الْ َقدْ ِر َخرْي ٌ ِم ْن َألْ ِف َشهْ ٍر(‪)3‬تَزَن َّ ُل الْ َماَل ِئ َك ُة‬
‫ِإ‬
‫وح ِفهيَا ْذ ِن َرهِّب ِ ْم ِم ْن لُك ِّ َأ ْم ٍر(‪َ )4‬ساَل ٌم يِه َ َحىَّت َم ْطلَع ِ الْ َف ْج ِر(‪*)5‬‬ ‫َو ُّالر ُ‬
‫ِإِب‬

‫وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫💫 *َأ ْن َزلْنَا ُه يِف لَ ْيةَل ِ الْ َقدْ ر* جيوز أنه يُراد به القرآن لكه فيكون فع==ل أنزلن==ا مس تعم ًال يف ابت==داء اإلن==زال‪،‬‬
‫ألن اذلي أنزل يف تكل الليةل مخس اآلايت األول من س==ورة العل==ق‪ ،‬وجيوز أن يك==ون الض==مري يف (أنزلن==اه)‬
‫عائد ًا عىل املقدار اذلي أنزل يف تكل الليةل‪ ،‬ويه اآلايت امخلس من سورة العلق‪ ،‬فإن لك جزء من الق==رآن‬
‫يسمى قرآ ًان‪.‬‬
‫✍قال الطاهر ابن عاشور رمحه هللا تعاىل‪:‬‬
‫ومن تسديد ت==رتيب املص==حف أن وض==عت س=ورة الق=در عقب س=ورة العل==ق‪ ،‬م=ع أهنا أق==ل ع==دد آايت من‬
‫سورة البين==ة وس==ور بع==دها‪ ،‬ألن==ه إمياء إىل أن الض==مري يف( أنزلن==اه) يع==ود إىل الق==رآن اذلي ابت==دئ نزوهل يف‬
‫سورة العلق ‪.‬‬
‫ولزنول الق==رآن العظمي يف ه==ذه الليةل مُس ِّيت ليةل الق==در أي ليةل الرشف والفض==ل كام ق==ال تع==اىل يف س==ورة‬
‫ادلخان‪=:‬‬
‫💫 * اَّن َأ َنزلْنَا ُه يِف لَ ْيةَل ٍ ُّم َب َار َك ٍة*=‬
‫ِإ‬
‫فهي ليةل القدر والرشف عند هللا تعاىل مما أعطاها من الربكة‪.‬‬

‫✍قال أبو بكر الوراق‪:‬‬


‫مسيت ليةل القدر ألنه نزل فهيا كتاب ذو قدر عىل لسان مكل ذي قدر عىل رسول ذي قدر ﷺ‪.‬‬

‫مث بنَّي َ هللا تعاىل عظمي قدرها وعظمي شأهنا فقال ‪:‬‬
‫💫 *ل َ ْيةَل ُ الْ َقدْ ِر َخرْي ٌ ِم ْن َألْ ِف َشهْ ٍر*‪ ,‬مل يق=ل تع=دل أل=ف ش=هر ب=ل ق=ال خ=ري من أل=ف ش=هر‪ ،‬وأل=ف ش=هر‬
‫يعادل ما يزيد عىل ثالث==ة ومثانني عام= ًا‪ ،‬يع==ين أن هللا تع==اىل ّفض=لها ابخلري عىل أل==ف ش==هر‪ ،‬وذكل بتض==عيف‬
‫فضل ما حيصل فهيا من األعامل الصاحلة واستجابة ادلعاء ووفرة ثواب الصدقات‪.‬‬
‫مفاذا فعل النيب ﷺ حني مسع قوهل تعاىل‪:‬‬
‫💫 *ل َ ْيةَل ُ الْ َقدْ ِر َخرْي ٌ ِم ْن َألْ ِف َشهْ ٍر* ؟‬
‫هل اكن هذا جمرد معلومة وصلت النيب ﷺ وانهتى األمر‪ ،‬كام هو حال بعض املسلمني‪ ،‬تقرع ه==ذه اآلي==ة‬
‫أسامعهم حىت ألفوها ومل يعد لها وقع يف قلوهبم‪ ،‬فمل يهنضوا الغتنام هذه الليةل وزهدوا فهيا؟؟‪.‬‬
‫أم َّإن النيب ﷺ ملا عمل أن ثواب العمل يف هذه الليةل يض==اعف أك==رث من ث==واب معل أل==ف ش==هر ليس فهيا‬
‫ليةل القدر استنفر لها واجهتد لها؟‪.‬‬
‫الشك أن الن==يب ﷺ وه==و احلريص عىل التق==رب إىل هللا تع==اىل والازدايد يف األج==ر واحلس نات‪ ،‬ملا مسع‬
‫هذه اآلية وفهيا بيان ما يف ليةل القدر من األجر املنقط=ع النظ==ري اس=تنفر اس==تنفارا اتم==ا‪ ،‬واجهتد اجهتادا اتم=ا‬
‫اللامتس هذه الليةل املباركة‪.‬‬
‫وق==د َّعرفن==ا الن==يب ﷺ بفعهل واس==تنفاره واجهتاده كي==ف ينبغي أن نغتمن موامس اخلري ‪ ،‬وال نف==وت ه==ذه‬
‫الفرص العظمية اليت منحنا هللا تعاىل إايها‪.‬‬
‫وقد اكن هللا تعاىل أعمل رسوهل ﷺ هبذه الليةل العظمية‪،‬‬
‫🌴 فروى البخاري عن عبادة بن الصامت ريض هللا عنه قال‪ :‬خرج رسول هللا ﷺ ل ُيخ==رب الن==اس بليةل‬
‫القدر( يعين مبوعدها وتوقيهتا متام ًا) فتالىح رجالن من املسلمني (أي تنازعا= وختاصام) فقال النيب ﷺ‪:‬‬

‫*خرجت ألخربمك فتالىح فالن وفالن ‪ ،‬وإ هنا ُر ِف ًعت ‪ ،‬وعىس أن يكون خري ًا لمك ‪ ،‬فالمتسوها يف التاس==عة‬
‫والسابعة واخلامسة*‪=.‬‬

‫🌴وروى البخاري والرتمذي عن السيدة عائشة ريض هللا عهنا أن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬

‫*حتروا ليةل القدر يف العرش األواخر من رمضان*‪=.‬‬

‫ولع َّل هللا تعاىل أخفاها= حىت ال يقترص يف العبادة علهيا دون سائر العرش‪،‬‬
‫✍قال الفخر الرازي‪:‬‬
‫إن هللا أخفى هذه الليةل لوجوه‪ ،‬أحدها أنه أخفاها كام أخفى سائر األشياء‪،‬‬
‫🏷فإنه أخفى رضاه يف الطاعات حىت يرغبوا يف اللك‪🏷 ،‬وأخفى غضبه يف املعايص ليحرتزوا من اللك‬
‫‪،‬‬
‫🏷 وأخفى اإلجابة يف ادلعاء ليبالغوا يف لك ادلعوات‪.‬‬
‫ومبا أن هذه الليةل قد خفي وقهتا يف أي ليةل يه ولكن تأكد أهنا يف العرش األواخر من رمض==ان‪ ،‬فاكن الب==د‬
‫إلدراكها من إحياء ليايل العرش األواخر لكها‪ ،‬وهذا اذلي فعهل الن==يب ﷺ ‪🌴 ،‬ف==روى مس==مل عن الس يدة‬
‫عائشة ريض هللا عهنا قالت‪ :‬اكن النيب ﷺ جيهتد يف العرش األواخر ماال جيهتد يف غريها‪ ،‬مع أن==ه ﷺ يف‬
‫غري العرش األواخر اكن يقوم من الليل حىت تتفطر قدماه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬أفال أكون عبد ًا شكور ًا؟‪.‬‬
‫لكن=ه م=ع ذكل اس=تنفر يف العرش األواخ=ر اس=تنفار ًا اتم= ًا إلدراك ه=ذه الليةل املبارك=ة‪ ،‬ف=روى البخ=اري= عن‬
‫السيدة عائشة ريض هللا عهنا قالت‪:‬‬
‫*اكن رسول هللا ﷺ إذا دخل العرش شدَّ املزئر و أحيا ليهل* (أي تعبد معظم الليل) *وأيقظ أههل*‪ ،‬ويف‬
‫رواية مسمل‪* :‬أحيا الليل وأيقظ أههل وجد وشد املزئر*‪.‬‬
‫ومن خالل هذه األحاديث نعرف ماذا اكن يفعل النيب ﷺ يف العرش األواخر من رمضان‪.‬‬
‫✍قال احلافظ ابن رجب يف كتابه "لطائف املعارف"‪:‬‬
‫اكن النيب ﷺ خيص العرش األواخر من رمضان بأعامل ال يعملها يف بقية الشهر‪ ،‬مفهنا‪:‬‬

‫⃣‪ً 1‬ا‪ :‬إحياء الليل كام ذكرت السيدة عائشة ريض هللا عهنا‪.‬‬

‫⃣‪ً 2‬ا‪ :‬اكن يوقظ أههل للصالة يف ليايل العرش دون غريه من الليايل‪،‬‬
‫🌴 روى الرتمذي وغ==ريه عن عيل ريض هللا عن==ه أن الن==يب ﷺ اكن يوق==ظ أههل يف العرش األواخ==ر من‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وال ش=ك أن الن==يب ﷺ اكن يوق=ظ أههل ألن==ه ُّ‬
‫حيب اخلري هلم وال يري=د أن يف=وهتم ه=ذا اخلري العظمي‪ ،‬وه=و‬
‫اذلي قال عن ليةل القدر‪:‬‬
‫🌴 *من ُح ِر َم خريها فقد حرم*‬
‫يعين هو احملروم حقا‪.‬‬

‫وأي حرمان أشد من أن خيرس املرء أجر عبادة ما هو خري من ألف شهر وهو ما يعادل معرا اكمال إبحياء‬
‫ليةل واحدة‪.‬؟‬

‫✍ قال احلافظ ابن رجب‪:‬‬


‫*اي من ضاع معره يف ال يشء‪ ،‬استدرك ما فاتك يف ليةل القدر فإهنا حتسب ابلعمر*‪.‬‬

‫✍وقال سفيان الثوري‪:‬‬


‫أحب َّإيل إذا دخل العرش األواخر أن يهتجد ابلليل وجيهتد فيه ‪ ،‬ويهنض أههل وودله إىل الصالة إن أطاقوا‬
‫ذكل‪.‬‬
‫🌴وقد حص عن النيب ﷺ أنه اكن يطرق فاطمة وعلي ًا لي ًال ‪ ،‬فيقول هلام ‪ :‬أال تقومان فتصليان؟‪.‬‬

‫🔖وهذا اكن ديدن معر بن اخلطاب ريض هللا عنه‪ ،‬فروى ماكل يف املوطأ أن معر بن اخلطاب اكن يصيل‬
‫من الليل ما شاء هللا ‪ ،‬حىت إذا اكن نصف الليل أيقظ أههل للصالة ‪ ،‬ويقول هلم‪ :‬الصالة الصالة ‪ .‬ويتلو‪:‬‬

‫💫 َ*وْأ ُم ْر َأ ْهكَل َ اِب َّلصاَل ِة َو ْاص َطرِب ْ عَلَهْي َا ۖ اَل ن َ ْسَأكُل َ ِر ْزقًا ۖ حَّن ْ ُن نَ ْر ُزقُ َك ۗ َوالْ َعا ِق َب ُة ِللتَّ ْق َو ٰى*‬
‫وقد ورد الرتغيب يف إيقاظ أحد الزوجني صاحبه للصالة يف قيام الليل يف احلديث املعروف يف‬
‫🌴 سنن أيب داود وغريها حني قال النيب عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫*رمح هللا رج ًال قام من الليل وأيقظ امرأته‪ ،‬ورمح هللا امرأة قامت من الليل وأيقظت زوهجا*‬

‫🔖ذلكل اكنت ام==رأة أيب محمد ح=بيب الفاريس وه==و ممن اكن حيرض جملس احلس=ن البرصي‪ ،‬اكنت امرأت=ه‬
‫تقول هل ابلليل‪ :‬ق==د ذهب اللي==ل وبني أي==دينا طري==ق بعي==د ‪ ،‬وزادان قلي==ل ‪ ،‬وقواف==ل الص==احلني ق==د س==ارت‬
‫قدامنا ‪ ،‬وحنن قد بقينا‪.‬‬

‫⃣‪ً 3‬ا‪ :‬اكن يشد املزئر ‪ ،‬واختلفوا يف تفسريه ‪ ،‬مفهنم من قال‪ :‬هو كناي=ة عن ش=دة ج=ده واجهتاده يف العب=ادة ‪،‬‬
‫وهذا التفسري فيه نظر ‪ ،‬ألن يف‬
‫رواية السيدة عائشة ريض هللا عهنا قالت‪:‬‬
‫🌴 *جد وشد املزئر* ‪.‬‬
‫فالصحيح أن املراد اعزتاهل النساء‪ ،‬وورد ذكل رصحي ًا يف أحاديث عن السيدة عائشة ريض هللا عهنا‪.‬‬

‫⃣‪ً 4‬ا‪ :‬ومهنا اغتساهل ﷺ بني العشاءين‪ ،‬روت ذكل عنه السيدة عائشة ريض هللا عهنا‪:‬‬
‫🌴 *أنه اكن إذا دخل العرش شد املزئر ‪ ،‬واغتسل بني األذانني*‪.‬‬

‫✍قال ابن جرير‪:‬‬


‫اكنوا يستحبون أن يغتسلوا لك ليةل من ليايل العرش األواخر ‪.‬‬
‫يعين أن السلف الصاحل رضوان هللا علهيم تأسوا ابلنيب ﷺ يف الاهامتم هبذا العرش املبارك‪ ،‬وحفلوا ب==ه ‪،‬‬
‫ومشروا به عن ساعد اجلد والاجهتاد‪.‬‬
‫🔖فاكن إبراهمي النخعي يغتسل يف العرش لك ليةل‪ ،‬ومهنم من اكن يغتسل ويتطيب يف اللي==ايل ال==يت تك==ون‬
‫أرىج لليةل القدر يعين يف الليايل الوتر من العرش األواخر‪.‬‬
‫🔖واكن أيوب السختياين يغتسل ليةل ‪ 23‬و‪ 24‬ويلبس ثوبني جديدين ويتطيب‪.‬‬
‫✍وقال حامد بن سلمة‪:‬‬
‫🔖 اكن اثبت البناين ومحيد الطويل يلبسان أحسن ثياهبام ويتطيبان ويطيبون املسجد يف الليةل اليت ي==رىج‬
‫فهيا ليةل القدر‪.‬‬
‫🔖وقال اثبت البناين‪ =:‬اكن لمتمي ادلاري ريض هللا عن==ه حةل اش==رتاها ب=ألف درمه اكن يلبس==ها يف الليةل ال==يت‬
‫يرىج فهيا ليةل القدر‪.‬‬
‫🔖واكن يفعهل اإلمام ماكل يف ما يرتحج عنده أنه من ليايل القدر‪ ،‬فيغتس==ل ويتطيب ويلبس حةل ال يلبس==ها‬
‫إىل العام القادم من شهر رمضان‪=.‬‬

‫✍قال احلافظ ابن رجب‪:‬‬


‫*فتبني هبذا أنه يستحب يف الليايل اليت ترىج فهيا ليةل القدر التنظ==ف وال==زتين والتطيب ابلغس==ل والطيب‬
‫واللباس احلسن كام يرشع ذكل يف امجلع واألعياد*‪.‬‬
‫✍ مث قال احلافظ ابن رجب‪:‬‬
‫*وال يمكل ال==زتين الظ==اهر إال ب==زتيُّن الب==اطن ابلتوب==ة واإلانب==ة إىل هللا تع==اىل وتطه==ريه من أدانس اذلنوب‬
‫وأوضارها‪ =،‬فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن ال تغين شيئ ًا*‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫💫 *اَي بَيِن آ َد َم قَدْ َأ َنزلْنَا عَلَ ْيمُك ْ ِل َب ًاسا يُ َو ِاري َس ْوآ ِتمُك ْ َو ِريشً ا ۖ َو ِل َب ُاس التَّ ْق َو ٰى َذٰكِل َ َخرْي ٌ *‬

‫⃣‪ً 5‬ا‪ :‬ومما اكن يفعهل النيب ﷺ يف العرش األواخر الاعتاكف‪،‬‬


‫🌴 ف==روى البخ==اري ومس==مل عن الس يدة عائش==ة ريض هللا عهنا‪ ،‬أن الن==يب ﷺ اكن يعتك==ف العرش‬
‫األواخر من رمضان حىت توفاه هللا عز وجل‪،‬‬
‫🌴 ويف حصيح البخاري عن أيب هريرة ريض هللا عنه قال‪ :‬اكن رسول هللا ﷺ يعتكف يف لك رمض==ان‬
‫عرشة أايم‪ ،‬فلام اكن العام اذلي ُقب َِض فيه اعتكف عرشين‪.‬‬
‫✍ق==ال احلاف==ظ ابن رجب‪ :‬إمنا اكن يعتك==ف الن==يب ﷺ يف ه==ذه العرش ال==يت يطلب فهيا ليةل الق==در قطع= ًا‬
‫ألش==غاهل ‪ ،‬وتفريغ= ًا لباهل ‪ ،‬وختلي= ًا ملناج==اة رب==ه وذك==ره ودعائ==ه‪ ،‬وه==ذا الاعتاكف ه==و اخلل==وة الرشعية‪ ،‬وإ منا‬
‫يكون يف املساجد لئال يرتك به امجلع وامجلاعات‪.‬‬
‫✍مث قال ابن رجب‪:‬‬
‫ليةل القدر عند احملبني ليةل احلظوة بأنس موالمه وقربه‪ ،‬وإ منا يفرون من ليايل البعد والهجر‪.‬‬
‫💥أهيا اإلخوة‪:‬‬
‫هكذا اكن اهامتم نبينا محمد ﷺ بليةل القدر‪ ،‬فأحيا من أجل إدراكها ليايل العرش األواخر لكها‪ ,‬وهكذا ج==د‬
‫الصحابة والسلف الصاحل بعدمه لئال يفوهتم هذا اخلري‪ ،‬وابإلضافة إليه‬
‫🌴قال النيب ﷺ‪:‬‬
‫*من قام ليةل القدر إميا ًان واحتسا ًاب غفر هل ما تقدم من ذنبه*‪.‬‬
‫وقياهما إمنا هو إحياؤها= ابلهتجد فهيا والصالة وقراءة القرآن وابدلعاء‪ ،‬وقد أمر النيب ﷺ عائشة ابدلعاء فهيا‬
‫أيض ًا‪.‬‬
‫🌴روى اإلمام أمحد والرتمذي وابن ماجة عن عائشة أهنا قالت للنيب ﷺ‪:‬‬
‫أرأيت إن وافقت ليةل القدر‪ ،‬ما أقول فهيا؟ قال‪ :‬قويل‪:‬‬
‫*اللهم إنك عفو حتب العفو فاعف عين*‪.‬‬
‫فيسن أن نكرث يف هذه الليايل مع الهتجد وقراءة القرآن من سؤال العفو وسؤال املغفرة وخاصة= يف األحسار‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫فإن هللا تع==اىل أث==ىن عىل املس تغفرين ابألحسار‪ ،‬وأن نك==رث من ادلعاء ون=دعو هللا تع=اىل مبا حنب==ه ألم=ر دينن==ا‬
‫ودنياان ولوادلينا وألهلينا وألوالدان وبالدان ومجليع املسلمني‪.‬‬
‫💥أهيا اإلخوة‬
‫فلنغتمن هذا العرش‪ ،‬فباغتنامه جنرب تقصريان يف العرش األول والثاين من شهر رمضان ‪.‬‬
‫ورسعان= ما ينقيض‪ ،‬ما هو إال أايم قليةل‪.‬‬
‫🤲 فنسأل هللا تعاىل أن ال حنرم خري ليةل القدر وال خنرس ما فهيا من عظمي الثواب واألجر‪.‬‬

‫✍ونعيد ما قاهل احلافظ ابن رجب‪:‬‬


‫*اي من ضاع معره يف ال يشء ‪ ،‬استدرك ما فاتك يف ليةل القدر ‪ ،‬فإهنا حتسب ابلعمر*‬

‫*وامحلد هلل رب العاملني وصىل هللا عىل سيدان محمد وعىل آهل وحصبه وسمل*‬
‫🍂🍃‬
‫🍃🍂🍂🍃‬

You might also like