You are on page 1of 5

‫ما هو علم النفس اإليجابي؟ من أين أتي؟ وإ لى أين هو ذاهب بنا؟ هذه أسئلة‬

‫يجب التوقف عندها إلعطاء صورة متكاملة نسبي‪‬ا عن هذه الحركة الجديدة‬
‫والمعاصرة في مجال علم النفس‪ .‬وعند تعريف علم النفس اإليجابي يجب التمييز‬
‫‪ the‬بين مسارين للتعريف‪ ،‬األول ما يصح تسميته المستوى ما بعد النفسي‬
‫ما وراء النفسي]‪ ،‬والذي يؤصل لفكرة أن الهدف ] ‪meta-psychological‬‬
‫‪level‬‬
‫الرئيسي لعلم النفس اإليجابي إعادة التوزان لعلم النفس على مستوى البحث‬
‫‪ the‬العلمي والممارسة التطبيقية‪ ،‬أما المستوى الثاني فهم المستوى البراجماتي‬
‫التوظيفي‪/‬العملي] والذي يهتم بما يقوم به أو يؤديه من ] ‪pragmatic level‬‬
‫يسمون علماء نفس علم النفس اإليجابي فيما يخص بحوثهم‪ ،‬والتطبيقات الخاصة‬
‫‪ .‬بهذه البحوث‪ ،‬ومجاالت اهتمام‬

‫ومصطلح علم النفس اإليجابي من المصطلحات التي صاغها مارتين إي بي‬


‫سيلجمان‪ ،‬ويمثل حركة في علم النفس تهتم بكل ما هو إيجابي في شخصية البشر‬
‫أكثر من ما هو سلبي‪ ،‬ليخلص علم النفس من تركيزه الشديد على الجوانب‬
‫السلبية للخبرة اإلنسانية قلق‪ ،‬اكتئاب‪ ،‬ضغوط وكل ما هو مدرج في الفئات‬

‫المرضية في الدليل اإلحصائي التشخيصي الرابع للجمعية األمريكية للطب‬


‫النفسي‪ .‬ويحاول علم النفس اإليجابي إعادة التوزان لعلم النفس‪ ،‬وتشجيع علماء‬
‫النفس على محاولة اإلسهام في دراسة األبعاد والجوانب اإليجابية للحياة‪ ،‬وليس‬
‫االهتمام فقط بالجوانب‪ H‬أو األبعاد السلبية‪ .‬ومن بين أهم أهداف علم النفس‬
‫اإليجابي إنتاج تصنيف للفضائل والسجايا اإلنسانية ومكامن القوة البشرية‬
‫اإليجابية كطرح مضاد للدليل التشخيصي اإلحصائي الخاص باالضطرابات‬
‫واألمراض النفسية‪ ،‬بغية تمكين البشر من السعادة بمعناها اإليجابي اإلنساني‬
‫الحقيقي والمتمثلة فيما وصف راحة البال أو التنعم الذاتي‬

‫ومن بين أهم مالمح علم النفس اإليجابي أيضا رفضه التام لما يعرف ‪moral‬‬
‫‪ relativism‬بالنسبية األخالقية ويؤسس هذا الرفض على أن هناك سمات‬
‫أخالقية معينة تتضمن طرقًا متعددة للتعبير عنها تحظي باعتراف وتقدير الغالبية‬
‫العظمى من البشر العاديين في كل الثقافات‪ H.‬وأن االلتزام بهذه السمات والفضائل‬
‫األخالقية والتعبير عنها سلوكيا يزيد من احتماالت السعادة‪..‬‬

‫وعلم النفس اإليجابي فرع من فروع علم النفس يركز على تحسين األداء‬
‫النفسي الوظيفي العام لإلنسان إلى ما هو أبعد من مفهوم الصحة النفسية بمعناه‬
‫التقليدي‪ .‬ويهتم علماء نفس ذلك الفرع ببحث محددات السعادة البشرية والتركيز‬
‫على العوامل التي تفضي إلى تمكين اإلنسان من العيش حياة مرضية ومشبعة‬
‫يحقق فيها طموحاته ويوظف فيها قدراته إلى أقصى حد ممكن ووصوالً إلى‬
‫الرضا عن الذات وعن اآلخرين وعن العالم بصفة عامة‪.‬‬

‫ويرى كل من جو ديزبينزا‬
‫مثلهما مثل الكثير من النتخصصين في مجال التنمية البشرية أنه إذا كانت‬
‫لالنفعاالت التي تتولد لدى اإلنسان بسبب الضغوط تأثيرات سلبية على تكوينه‬
‫البدني والنفسي وتفضي إلى المرض‪ ،‬فإن االنفعاالت اإليجابية تمكن اإلنسان من‬
‫استعادة عافيته النفسية وتجدد طاقة إقباله على الحياة ولهذا األمر قيمة عالجية‬
‫رائعة‪ ،‬وعندما تسيطر على اإلنسان االنفعاالت اإليجابية‪ ،‬يظهر مستوى مرتفع‬
‫من اإلبداع‪ ،‬وعلى المدى البعيد يمكن أن تتطور المرونة النفسية العامة لدى مثل‬
‫هذا اإلنسان مما يمكنه من التعامل اإليجابي والمواجهة اإليجابية ألي ضغوط أو‬
‫منغصات حياتية‪.‬‬
‫وتتضمن دراسة االنفعاالت اإليجابية الوعي بالحالة الداخلية للفرد‪ ،‬وكيف‬
‫يمكن ترجمة حالة الوعي هذه إلى ردود أفعال وسلوكيات إيجابية‪.‬‬
‫إطار شارح رقم ( ‪ )2‬بيان تأسيس علم النفس اإليجابي ‪2‬‬
‫التعريف‪ :‬‬
‫"الدراسة العلمية لألداء النفسي الوظيفي اإلنساني المثالي‪ ،‬ويهدف علم‬
‫النفس اإليجابي إلى الكشف عن وتحديد العوامل التي تمكن األفراد‬
‫والمؤسسات والمجتمعات من االزدهار‪ ،‬وتمثل حركة علم النفس اإليجابي‬
‫التزاما من قبل الباحثين المؤسسين لها بالتركيز على دراسة مصادر‬
‫ومحددات الصحة النفسية اإليجابية‪ ،‬فيما يتجاوز المنحي التقليدي لعلم النفس‬
‫المهتم فقط بالتركيز على األمراض واالضطرابات‪H.".‬‬
‫األهداف‪ :‬‬
‫لتحقيق األهداف المشار إليها في التعريف السابق‪ ،‬علينا أن نضع في‬
‫االعتبار أن األداء النفسي الوظيفي اإلنساني يتضمن عدة مستويات‪ :‬المستوى‬
‫البيولوجي‪ ،‬المستوى الخبري أو الوجودي‪ ،‬المستوى الشخصي‪ ،‬المستوى‬
‫المؤسسي‪ ،‬المستوى الثقافي‪ H،‬والمستوى العام [الكوني]‪ .‬وبناء على ذلك من‬
‫الضروري دراسة‪( :‬أ) العالقات‪ H‬الدينامية بين العلميات‪ H‬التفاعلية على كل‬
‫المستويات المستويات المشار إليها‪( .‬ب)‪ H‬القدرات والطاقات اإلنسانية الممكنة‬
‫لإلنسان من وضع نظام وتحديد معنى وقيمة للحياة وإ بداع استجابات‪ H‬إيجابية‬
‫توافقية لمواجهة الشدائد ومنغصات الحياة‪( H.‬ج) دراسة الوسائل التي يمكن‬
‫بمقتضاها صناعة حياة إنسانية خيرة وجيدة‪.‬‬
‫تطبيقات علم النفس اإليجابي‪ :‬‬

‫من التطبيقات الممكنة لعلم النفس اإليجابي‪:‬‬


‫‪ 1-‬تحسين أساليب معاملة وتنشئة وتربية األطفال لتركز على‪) :‬‬
‫الدافعية الداخلية‪ ،‬الوجدان اإليجابي‪ ،‬واإلبداع داخل المنازل والمدراس‪.‬‬
‫‪ 2-‬تحسين العالج التفسي من خالل تطوير مداخل عالجية تركز )‬
‫على‪ :‬األمل‪ ،‬المعنى‪ ،‬التفاؤل‪ ،‬مساندة الذات‪.‬‬
‫‪ 3-‬تحسين الحياة األسرية من خالل فهم ديناميات‪ :‬الحب‪ ،‬التلقائية‪) ،‬‬
‫األصالة‪ ،‬وااللتزام واالنتماء‪.‬‬
‫‪ 4-‬تحسين الرضا الوظيفي عن العمل عبر مختلف مراحل الحياة )‬
‫بمساعدة البشر على االندماج في العمل‪ ،‬ومعايشة ما يعرف بخبرة التدفق‪،‬‬
‫وصوالً إلى تحقيق إنجازات مبدعة‪.‬‬
‫‪ 5-‬تحسين المنظمات والمجتمعات من خالل اكتشاف الظروف )‬
‫والشروط التي تعزز الثقة‪ ،‬التواصل‪ H،‬والغيرية بين األشخاص‪.‬‬
‫‪ 6-‬تحسين الخصائص األخالقية للمجتمع من خالل فهم وتنمية الدوافع )‬
‫والقيم األخالقية والروحية وغرسها داخل الشخصية البشرية‪.‬‬
‫وعلم النفس اإليجابي بناء على ما سبق هو "الدراسة العلمية لمكامن القوة‬
‫وللفضائل التي تمكن األفراد والمؤسسات والمجتمعات من االزدهار‪ ،‬وأسس هذا‬
‫المجال على اعتقاد مؤداه أن البشر يرغبون في أن يحيوا حياة إنسائية مليئة‬
‫بالقيمة والمعني يحققون فيها طموحاتهم ويوظفون فيها قدراتهم اإلنسانية للوصول‬
‫إلى الرضا‪ H‬والسعادة الحقيقية‪ H،‬وتحسين خبراتهم اإلنسانية العامة في كافة‬
‫المجاالت اإلنسانية ذات القيمة مثل‪ :‬العالقات‪ H‬االجتماعية‪ ،‬العمل‪ ،‬وحتى اللعب‪H.‬‬

You might also like