You are on page 1of 4

‫كيف تحل الطم أنينة والسكينة في القلب‬

‫ِفي َه ِذ ِه ال َح َيا ِة‪ ،‬ا َّت َف َق ال َّنا ُس َج ِميع ًا َع َلى َط َل ِب ال ُّط َم ْأ ِني َن ِة َو َت َم ِّني ُن ُزول ال َّس ِكي َن ِة ِفي ُق ُلو ِب ِه ْم‪ِ .‬إ َّن ال ِّدي َن‬
‫ﻼ ِﻟ ُﻜﻞِّ ُأ ُﻣﻮ ِر ال ُم ْس ِل ِمي َن َو َت ْي ِسي ِر َح َيا ِت ِه ْم‪َ ،‬ف َم َتى َما َأ َخ ُذوا ِب َت َعا ِلي ِم ِه َعا ُشوا َح َيا َة ال ُّس َع َدا ِء‪،‬‬
‫ﺎﻣ ً‬
‫ﺷ ِ‬‫ال ِإ ْس َلا ِم َّي ال َع ِظي َم َجا َء َ‬
‫َو َكا ُنوا ِم ْن َأ ْب َع ِد ال َّنا ِس َع ِن ال َه ِّم َوال َغ ِّم‪َ .‬و ِم ْن َأ ّه ِّم ال َأ ْس َبا ِب ال َك ِفي َل ِة ِب َم ِشي َئ ِة الل ِه َع َّز َو َج َّل َأ ْن َت ْن ِز َل ال َّس ِكي َن ُة ِفي ال َق ْل ِب‬
‫َوال ُّط َم ْأ ِني َن ُة ِفي ال َّن ْف ِس ِه َي‪:‬‬

‫في هذا المقال‪P‬‬

‫‪ -1‬ال إيمان بالله تعالى‬

‫‪ -2‬تفويض ال أمر لله‬

‫‪ -3‬حسن الصلة بالله‬

‫‪ -4‬استشعار قرب الفرج عند نزول البلايا‬

‫‪ -5‬ذكر الله وتلاوة القر آن‬

‫‪ -6‬العلم‬

‫‪ -7‬أداء الحقوق والواجبات‬

‫‪ -8‬ال إحسان إلى الناس‬

‫‪ -9‬صدق الدعاء وال إلحاح في الطلب‬

‫‪ -1‬ال إيمان بالله تعالى‬


‫يقول عليه الصلاة والسلام ’’ذاق طعم ال إيمان من رضي بالله رب ًّا وبال إسلام دين ًا وبمحمد نبي ًا‘‘ أخرجه البخاري‪ .‬إن أل َّذ‬
‫ما في الحياة هو ال إيمان بالله تعالى‪ ،‬وهو ال أساس في حلول الطم أنينة في القلب‪ ،‬وال ّسكينة في ال ّنفوس‪ ،‬و أسعد‬
‫المؤمنين و أرفعهم درجة‪ ،‬من امتل أ قلبه رضا بربوبية الله تعالى‪ ،‬وكان مع الله وبالله ولله في كل ش أن من شؤونه‪.‬‬

‫‪ -2‬تفويض ال أمر لله‬

‫إننا لفرط جهلنا لا ننظر إلا في الحاضر مما يقضيه الله تبارك وتعالى لنا‪ ،‬حتى إذا توالت ال أيام‪ ،‬وانكشف لنا بعض‬
‫المكنون في مستقبلها قلنا الحمد لله على ذلك القضاء الذي قضاه الله وكنا له كارهين‪ ،‬و أن اختيار الله لنا أحسن من‬
‫اختيارنا ل أنفسنا‪.‬‬

‫‪ -3‬حسن الصلة بالله‬

‫لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إذا َح َّز ِب ِه أم ٌر َف َز َع إلى الصلاة” أخرجه أبو داود‪ ،‬وصححه أجمد شاكر‪،‬‬
‫كما في مقدمة عمدة التفسير(‪ )1/110‬إنها “الصلاة ” ملج أ المتقين‪ ،‬وملاذ المؤمنين‪ ،‬بها الثبات عند المل َّمات‪،‬‬
‫والطم أنينة عند نزول الكريهات‪ ،‬لذا وجب دوام الخضوع لله عز وجل‪.‬‬

‫ف ّن التغافل‪ ..‬س ّر السعادة‬


‫قال ال إمام أحمد‪" :‬تسع ُة أعشا ِر حس ِن الخل ِق في التغاف ِل‪ ".‬وقال الحسن البصري‪َ " :‬ما اس َتقصى كري ٌم قط" وقال‬
‫أيضا‪" :‬ما زال التغافل من فعل الكرام‪ ".‬وورد عن معاوية بن أبي سفيان‪" :‬العق ُل‪ P:‬ثل ُثه فطن ٌة‪ ،‬وثل َثاه تغاف ٌل‪ ".‬وقال ال إمام‬
‫الشافعي‪" :‬ال َك ِّي ُس العاق ُل‪ :‬هو الفط ُن المتغاف ُل‪ ".‬وقال ابن المبارك‪" :‬المؤم ُن يطل ُب المعاذي َر‪ ،‬والمنافق يطلب الزلات‪".‬‬
‫وقال الحكماء‪" :‬لا…‬

‫‪ -4‬استشعار قرب الفرج عند نزول البلايا‬

‫فالعاقل يعلم أن دوام الحال من المحال‪ ،‬و أن المرء متقلب بين الضراء والسراء‪ .‬والواقع يشهد أنه ما من نازلة إلا ارتفعت‬
‫عن أصحابها‪ ..‬ف ِلم الي أس؟ { َف ِإ َّن َم َع ا ْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا ِإ َّن َم َع ا ْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا} بشارة عظيمة من الله عز وجل‪ .‬دع ال أيام‪ P‬تفعل‬
‫ما تشــاء و ِط ْب نفس ًا إذا حكم القضاء‪ ،‬ولا تجـزع لحادثة الليـالي فمـا لحوادث الدنيا بقاء‪.‬‬

‫‪ -5‬ذكر الله وتلاوة القر آن‬

‫يقول سبحانه وتعالى ‪ ”:‬ألا بذكر الله تطمئن القلوب”‪ .‬لقد بحث الناس عن الطم أنينة في المال والشهرة‪ ،‬ولكنهم‬
‫وجدوا سراب ًا خادع ًا‪ ،‬وبريق ًا كاذب ًا‪ .‬قـال أحد السلف‪(( :‬مساكيـن أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫وما أطيب ما فيها؟ قال‪ :‬محبة الله عز وجل ومعرفته وذكـره)) يقول ابن تيمية‪ “ :‬إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن‬
‫يدخل جنة ال آخرة‪ .‬قيل وما هي‪ :‬معرفته وال ُأ ْنس به جل وعلا”‪.‬‬

‫‪ -6‬العلم‬
‫العلم أعظم هبة من الله لعبده‪ .‬به ي ُعرف الله جل وعلا و ُتعرف حدوده ونواهيه‪ ،‬ومن أعمر وقته بطلب العلم‪ ،‬كان في‬
‫لذة و أنس لا تعدلها لذائد الدنيا كلها‪ .‬و إنك إن وقفت على سير من وجدوا هذه اللذة تملكك العجب من حالهم‬
‫وغبطتهم على ذلك السرور‪ .‬ولقد وصف ال إمام الشافعي هذه اللذة بقوله‪:‬‬

‫سهـري لتنقيح العلـــوم ألـ ّذ لي = من وصل غــانية وطيب عنـــاق‬

‫وصرير أقلامي على صفحـاتـهــا = أحلى مـ‬

You might also like