Professional Documents
Culture Documents
كيف تحل الطمأنينة والسكينة في القلب
كيف تحل الطمأنينة والسكينة في القلب
ِفي َه ِذ ِه ال َح َيا ِة ،ا َّت َف َق ال َّنا ُس َج ِميع ًا َع َلى َط َل ِب ال ُّط َم ْأ ِني َن ِة َو َت َم ِّني ُن ُزول ال َّس ِكي َن ِة ِفي ُق ُلو ِب ِه ْمِ .إ َّن ال ِّدي َن
ﻼ ِﻟ ُﻜﻞِّ ُأ ُﻣﻮ ِر ال ُم ْس ِل ِمي َن َو َت ْي ِسي ِر َح َيا ِت ِه ْمَ ،ف َم َتى َما َأ َخ ُذوا ِب َت َعا ِلي ِم ِه َعا ُشوا َح َيا َة ال ُّس َع َدا ِء،
ﺎﻣ ً
ﺷ ِال ِإ ْس َلا ِم َّي ال َع ِظي َم َجا َء َ
َو َكا ُنوا ِم ْن َأ ْب َع ِد ال َّنا ِس َع ِن ال َه ِّم َوال َغ ِّمَ .و ِم ْن َأ ّه ِّم ال َأ ْس َبا ِب ال َك ِفي َل ِة ِب َم ِشي َئ ِة الل ِه َع َّز َو َج َّل َأ ْن َت ْن ِز َل ال َّس ِكي َن ُة ِفي ال َق ْل ِب
َوال ُّط َم ْأ ِني َن ُة ِفي ال َّن ْف ِس ِه َي:
-6العلم
إننا لفرط جهلنا لا ننظر إلا في الحاضر مما يقضيه الله تبارك وتعالى لنا ،حتى إذا توالت ال أيام ،وانكشف لنا بعض
المكنون في مستقبلها قلنا الحمد لله على ذلك القضاء الذي قضاه الله وكنا له كارهين ،و أن اختيار الله لنا أحسن من
اختيارنا ل أنفسنا.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إذا َح َّز ِب ِه أم ٌر َف َز َع إلى الصلاة” أخرجه أبو داود ،وصححه أجمد شاكر،
كما في مقدمة عمدة التفسير( )1/110إنها “الصلاة ” ملج أ المتقين ،وملاذ المؤمنين ،بها الثبات عند المل َّمات،
والطم أنينة عند نزول الكريهات ،لذا وجب دوام الخضوع لله عز وجل.
فالعاقل يعلم أن دوام الحال من المحال ،و أن المرء متقلب بين الضراء والسراء .والواقع يشهد أنه ما من نازلة إلا ارتفعت
عن أصحابها ..ف ِلم الي أس؟ { َف ِإ َّن َم َع ا ْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا ِإ َّن َم َع ا ْل ُع ْس ِر ُي ْس ًرا} بشارة عظيمة من الله عز وجل .دع ال أيام Pتفعل
ما تشــاء و ِط ْب نفس ًا إذا حكم القضاء ،ولا تجـزع لحادثة الليـالي فمـا لحوادث الدنيا بقاء.
يقول سبحانه وتعالى ”:ألا بذكر الله تطمئن القلوب” .لقد بحث الناس عن الطم أنينة في المال والشهرة ،ولكنهم
وجدوا سراب ًا خادع ًا ،وبريق ًا كاذب ًا .قـال أحد السلف(( :مساكيـن أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ،قيل:
وما أطيب ما فيها؟ قال :محبة الله عز وجل ومعرفته وذكـره)) يقول ابن تيمية “ :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن
يدخل جنة ال آخرة .قيل وما هي :معرفته وال ُأ ْنس به جل وعلا”.
-6العلم
العلم أعظم هبة من الله لعبده .به ي ُعرف الله جل وعلا و ُتعرف حدوده ونواهيه ،ومن أعمر وقته بطلب العلم ،كان في
لذة و أنس لا تعدلها لذائد الدنيا كلها .و إنك إن وقفت على سير من وجدوا هذه اللذة تملكك العجب من حالهم
وغبطتهم على ذلك السرور .ولقد وصف ال إمام الشافعي هذه اللذة بقوله: